لمار في مكان ما!!بقلم/أم عبد الملك..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • SOoΚaRh
    V - I - P
    • Jan 2009
    • 1778

    #61
    المشاركة الأصلية بواسطة *مزون شمر*
    الله يعطيك العافيه
    متابعه لك
    الله يعافيك
    وأشكر لك متابعتك الدائمة

    يعطيك الف عافية حبيبتي على القصة الحلوة مثلج

    ادري رديت عليج متأخرة بس كنت احاول اني اسرع في قراءة البارتات عشان جي فأعذرني

    يسلمو
    الله يعافيك
    ماله داعي الإعتذار
    وأشكرك على المتابعة
    قراءة ممتعة للجميع

    تعليق

    • SOoΚaRh
      V - I - P
      • Jan 2009
      • 1778

      #62
      الجزء الواحد والعشرون

      هيلا وعبد الله قادمون إلى أثينا غدا وها هي ميري ترتب وتعد المنزل لاستقبالهم وتستعد لمعرفة المفاجأتين التي أعداها لها واحدة من هاتين المفاجأتين بالتأكيد ستعجبها وتعجب ستوفي

      أخبرها ابنها بأن هناك أمرا ما لن يروقهما كثيرا فليعدا نفسيهما لأسوأ المفاجات ، وكان يريد من ذلك أن لا يصدم والديه من مظهرهما الإسلامي فيطردا في الغالب من المنزل ولما يدخلاه

      في الغد عندما فتح ستوفي الباب شاهد منظرا لم يتوقعه أبدا في حياته ... شاهد ابنه بلحية كثة وزوجته متحجبة

      تردد في إدخالهما فقد بدا الغضب عليه ولكن عندما تذكر لمار الفتاة المسلمة التي أحبها كابنته سمح لهما بالدخول وكأن لمار شفعت لهما بذكراها

      وقفت ميري في منتصف الصالة تنظر بدهشة وقد سقط فكها واتسعت عيناها ... ولم تتكلم

      بدأ عبد الله بالكلام ليلطف الجو وقال : كنا نعلم أنكم ستفاجئون ولن يعجبكم الأمر وربما غضبتم ورفضتم استقبالنا ، ولكن لا بأس بأن نتشاور قليلا ونؤنس بعضنا خصوصا وأن الجو كئيب جدا بدون لمار

      - كارلوس ... تعلم أن هذا الأمر الوحيد الذي لن يغفر لك (قالتها أمه بعصبية)
      - أمي لقد ربيتموني على الحرية وعلى احترام مبادئ الاخرين .. وها أنا ذا أعتنق هذا المبدأ الإسلامي ولي كامل الحرية في أن أتبع ما أراه حقا وعليكما احترام ذلك

      قطعت هيلا كلامه لتقول : لنترك كل هذا ونخبرهما بالخبر الذي سيفرحهما بالتأكيد
      - وما هو؟ (سأل ستوفي)
      - إن هيلا حامل بالشهر الرابع وأتمنى أن يملأ عليكم طفلنا هذا الجو المتوتر
      - (ابتسمت ميري ابتسامة مقتضبة) أووه هذا ما كنت أنتظره منك يا بني ... أن تخبرنا أنك صرت أبا ولكن للأسف هذا الصبي لن يكون مسيحيا ... !

      صمت الجميع وكأنهم يفكرون في الصغير القادم والذي كل يتمنى أن يكون على دينه ، قامت ميري لتقدم العشاء وقامت هيلا لتساعدها وما إن دخلت هيلا المطبخ حتى سألتها ميري: هل لإسلامكما علاقة بلمار؟
      - ربما
      - (نظرت إليها بشك) وهل الكتب التي في دولابها منك ؟
      - نعم
      - ومنذ متى وأنت هكذا
      - عندما سافرنا اخر مرة .. كنا قد خططنا لدخول الإسلام .. لأنه المنهج والدين الحق
      - كفى ... اسمعي هيلا ... لا نود رؤيتكم بعد الان ... لترتاحا هذه الليلة وغدا تدبروا أموركم ،فليس لكم في هذا المنزل مكان
      - .......

      في الصباح حمل عبد الله وهيلا أمتعتهم ليخرجا من منزل والديه ، فهم الان يرفضونهم ولا يريدونهم ..

      سأل عبد الله هيلا بعد أن استقلا السيارة : أين سنذهب؟ ما زالت إجازتنا طويلة وأمامنا أسبوعان
      - لنذهب الان إلى الفندق ومن ثم نتدبر أمورنا

      بعد أن استقرا في غرفتهما في الفندق طلبا غداء لهما .. فالجو خارجا شديد البرودة ولا يريدان التعرض للبرد كثيرا
      أثناء تناول الغداء اقترحت هيلا على زوجها الذهاب للعمرة حتى لا تضيع عليهما الإجازة بلا عمل نافع وقالت له: لقد اقترحت علي لمار زيارة السعودية للعمرة في مكة وزيارة المسجد النبوي في المدينة حيث تسكن لمار
      - معك حق .. علينا أن نبحث عن رحلة للسعودية
      - إذن فلنبحث الان حتى لا يضيع وقتنا
      - سأتصل بالخطوط الجوية

      خرج عبد الله وهيلا لمكتب الخطوط وفي السيارة تذكرت هيلا المرأة المريضة التي حدثتها عنها لمار وقالت بأنها إحدى قريباتها

      فقالت لعبد الله: هناك إحدى قريبات لمار في مستشفى الأمراض المزمنة في ضواحي أثينا ما رأيك لو نزورها فهي بالتأكيد تعرف الكثير عن السعودية وعن لمار وربما عنوانها هناك؟؟
      - هل أنت متأكدة؟
      - نعم
      - لا بأس بعد أن أنتهي من الجوازات والحجز سنذهب لها مساء

      000000000000000000000000000000 00000000000000000000000000

      كانت أم أحمد ولمار ترقد في المستشفى تنتظر نتائج الفحوصات الأخيرة وقد وضعت أمامها صينية العشاء

      نظرت إلى النافذة التي تغرب خلفها الشمس والتي وقفت أمامها لمار في زيارتها الأخيرة فتذكرت ابنتها ودمعت عيناها .. هل ستكون تلك الزيارة هي المرة الأخيرة التي أرى فيها لمار؟؟

      دخلت الممرضة لتخبرها أن هناك زائرين يودان الدخول عليها

      فسألتها من هما؟ فأخبرتها الممرضة أنها أول مرة تراهما هنا

      لبست أم أحمد حجابها بمعاونة الممرضة ثم أذنت للقادمين بالدخول

      ارتاحت أم أحمد عندما رأت امرأة محجبة ورجلا متدينا رغم ملامحهما الأوربية

      سلمت عليها هيلا وعرفتها بها وبزوجها عبد الله ثم أخبرتها أنهما عرفاها عن طريق لمار ولذلك جاءا على هنا لرؤيتها والتعرف عليها فهما يحبان كل ما له علاقة بلمار

      أنست أم أحمد لزيارتهما وجلست تسمع من فم هيلا قصة معرفتها بلمار فتذكرت ابنتها عندما كانت تحكي لها عن هيلا وزوجها فابتسمت

      مضى من الوقت ساعتان لم يحس بها أحد منهم بسبب الحديث الممتع الذي دار بينهم والذي اكتشفت فيه هيلا أن هذه المرأة الراقدة أمامها هي أم لمار الحقيقية

      أخبرتهم أمها عن كل شيء في حياة لمار وكيف أن لمار تجهل إلى الان أنها هي أمها الحقيقية فتعجب لذلك عبد الله وهيلا

      قالت هيلا في الأخير : إنما هذا خداع ولا يرضى أي إنسان بأن يظل مخدوعا ولا يعرف حقيقة أقرب الناس إليه ولا بد أن تعرف لمار أنك أمها لقد أخطأتم بإخفاء الحقيقة عنها

      قال عبد الله : نعم يجب أن يتصرف أحد ما ويخبر لمار بالأمر تدريجيا .. بالتأكيد سيأتي يوم وتعرف لمار الحقيقة متأخرة وقد تغضب لذلك

      سكتت الأم والتي لم يكن بيدها شيء من ذلك وإن كان هناك فرصة فقد ذهبت الفرصة في اخر مرة زارتها لمار

      استأذن عبد الله وهيلا بالذهاب فالساعة اقتربت من التاسعة مساء وعليها أن ترتاح وسيخبرانها إذا تقرر سفرهما إلى السعودية لذلك أخذا رقم غرفتها من الممرضة في الكنترول عندما خرجا

      لم تنم هيلا تلك الليلة بعد أن عرفت حقيقة والدة لمار ، رق قلبها لهذه الأم المريضة التي عانت الوحدة والغربة والمرض والألم والملل بعيدة عن أعز الناس وأحبهم إلى قلبها ولديها احمد ولمار ثم تنزل عليها مصيبة أخرى وهي اختفاء أحمد واختفاء لمار عند عائلة نصرانية

      عزمت هيلا على مساعدة هذه الأم المريضة الحزينة قدر ما تستطيع إكراما للمار التي كانت سبب إسلامها الأول

      000000000000000000000000000000 0000000000

      كانت الأيام التي تلت مجيء لمار إلى المدينة أيام احتفال وفرح .. وكان الناس يتكالبون عليهم من كل جهة فها هم الجيران يتسابقون بالتهنئة بعودة لمار ويأتون لرؤيتها وبعضهم يقدم الهدايا المتواضعة إما سلة شوكولاته أو حلوى أو باقة ورد

      في نهاية الأسبوع الأول قدم أقارب لمار من الرياض ومن الدمام ومن جدة واجتمعوا على مائدة العشاء التي أعدها لها أبوها

      لبست لمار فستانا سماويا بتطريز ذهبي جميل وأنيق واستقبلت مع أمها وأخوتها الصغار الضيوف بابتسامة مشرقة

      كل أقاربها دهشوا لمنظر لمار فهي الان تغلب أمها في الطول وقوامها رشيق جدا ويغطي ظهرها شعر كثيف وطويل

      يتضرج خدها بالدم عندما يقولون لها كم أصبحت جميلة يا لمار فتزداد جمالا إلى جمالها

      كانت أشبه بأميرة عادت إلى قصر أبيها الملك أو أشبه بعروس صغيرة زارت والديها بعد العرس بل هي أجمل من ذلك كله

      جلست تلك الليلة مع بنات عمها ليضحكوا ولتحكي لهم عن اليونان وعن كل شيء فيها

      في الغد خرج أقاربها لزيارة المسجد النبوي وبعض شواهد الإسلام مثل جبل أحد ومكان الخندق وتجولوا إلى الليل

      كان يوما ممتعا حيث الجو بارد والمطر الخفيف وفي الليل تفرقوا للاستعداد للسفر غدا ، فغدا هو يوم الجمعة

      وفي تلك الليلة لم تنم أم عمر من الام المخاض التي لم تفارقها من يومين وزادها تجمع الأقارب في منزلها بالرغم من أن أبو أحمد وفر لها خادمة إضافة لخادمتهم

      عندما دخلت لمار غرفتها هي ولمياء أحست أن باب غرفة أمها يفتح ويغلق مرات عديدة فقلقت عليها خصوصا وأن أمها قد دخلت الشهر التاسع

      ذهبت لمار إلى غرفة والدتها لتسألها إن كانت تريد بعض المساعدة فقالت : ماما وش فيك ؟ لا تكون الولادة جاتك؟؟
      - لا حبيبتي ما أحس بشيء .. روحي نامي
      - لا ... أنت تعبانة باين عليك
      - إيه تعبانة بعد العزومة والضيوف وأبي أرتاح الحين ... وأنت حبيبتي روحي نامي

      خرجت لمار ووقفت بباب غرفتها ... فهي لا تريد الدخول وأمها بهذه الحالة ثم سمعت صوت أبيها قادم من الأسفل فدخلت بسرعة

      نظرت على أختها لمياء التي نامت قبل قليل فحمدت الله أنها نامت حتى لا ترى أمها بهذا التعب

      أحست لمار أن هناك حركة ما فخرجت لتجد أبيها ينزل من الدرج ومعه أمها وعليها عباءتها

      أسرعت تريد اللحاق بهم ولكنها توقفت عند حافة الدرج ثم نظرت إلى غرفة والديها فرجعت إليها

      وضعت يدها على مقبض الباب وهي تفكر في الأمر الذي شغل بالها مؤخرا وأرادت أن تستكشف عنه

      فتحت الباب ودخلت الغرفة وهي مترددة ثم جالت ببصرها في أنحاء الغرفة بعد أن فتحت النور

      فتشت في الأدراج عن شهادة ميلادها .. فهي الوحيدة بنظرها التي تحمل الحقيقة

      ولا بد أن يكون اسم والدتها قد سجل فيها

      بحثت وكاد اليأس يحل في قلبها .. فليس هناك أثر

      عندما أرادت الخروج لاحظت رفا بجانب الباب وفوق الثلاجة عليه تحف وصناديق خشبية

      أحدها مستطيل وكأنه تحفة فنية سحبته وفتحته

      وجدت بعض المفاتيح في أوراق مغلفة وتحتها ملف من البلاستيك

      أخذت الملف وجلست على حافة السرير

      فوجئت بأن الملف يحوي أوراقا وجوزات سفر لأبيها وللخادمات

      ويحوي شهادات ميلاد أخوتها وكلهم كتب بجانب خانة الأم (منى) وهو سم أم عمر

      وأخيرا وجدت شهادتها فأمسكت بها وهي تبحلق باسم أمها الذي صعقت باختلافه .. فهي كما شكت أمها تختلف

      كتب في الشهادة أن اسم أمها (نورة)

      ثم فتحت شهادة ميلاد أحمد فإذا أمه نورة أيضا إذن فهي شقيقة أحمد

      توقف قلبها لدقائق لهول الحقيقة التي لم تتوقعها يوما ... لو لم تحرضها تلك المرأة المريضة على السؤال عنها

      سقطت الأوراق من يد لمار وأخذت تبكي بكاءا مرا قطع قلبها

      هل تراها تلك المرأة المريضة هي أمها فعلا؟؟

      هل يعرف د يوسف ولذلك جعلها تزورها؟

      هل أخذها أحمد لليونان لأنه يعرف مكان أمهما الحقيقي؟

      مازال في قصة لمار الكثير من الأسرار

      تعليق

      • !غصب عني!
        عضو فضي
        • Jan 2010
        • 544
        • Brb ..
          N.T

        #63
        البارت كشخة امانه كملي بأسرع وقت

        تعليق

        • SOoΚaRh
          V - I - P
          • Jan 2009
          • 1778

          #64
          تسلمي ..
          وهذا البارت لعيونك..
          الجزء الثاني والعشرون

          سحب أبو أحمد لمار من يدها وهو يقول : قومي لمار .. أمك جابت بنت

          قفزت لمار من السرير لتنظر إلى أبيها بذهول

          - ياللا لموري صلي الفجر
          - صحيح أمي جابت بنت؟ (قالت أمي وهي مترددة)
          - إيه بنت حلوة مثلك .. ياللا قومي صلي وسوي فطور لأخوانك اللي عودتيهم عليه من أسبوع وإذا جهزتوا نروح نزور أمك بالمستشفى
          - حاضر يا بابا (وطبعت قبلة على جبينه وذهبت للتوضأ)

          أمسك أبوها بيد لمياء ليوقظها للصلاة وهو يقول : لمياء حبيبتي قومي صلي الفجر وتحمدي لأمك بالسلامة .. أمك جابت بنت

          ولكن لمياء تغط في نوم عميق .. فقد نامت البارحة متأخرة على غير عادتها

          قال أبو أحمد للمار عندما خرجت من الحمام : يا بنيتي قومي أختك بروح أشوف أخوك عمر قام والا لا؟

          جففت لمار يديها ووجهها ثم خطرت لها فكرة فأتت ببعض الماء لترشه على وجه لمياء التي صحت مفزوعة

          - ياللا قومي .. أمي جابت بنت وأنت نايمة ولا تدرين عن شيء
          - قولي والله
          - ما يحتاج أحلف .. قومي وشوفي بنفسك

          قامت لمياء من سريرها وأسرعت من غير توازن إلى الباب وهي تفرك عينيها وتقول : وينها أمي؟؟

          أمسكتها لمار وقالت: أمي بالمستشفى الحين .. توضي وصلي وخلينا نفطر ونتجهز بسرعة عشان نروح للمستشفى

          000000000000000000000000000000 000000

          في المستشفى اصطف أخوة لمار بجانب سرير أمهم ليباركوا لها ويتحمدوا لها على السلامة

          وكانت لمار اخر من سلم على أمها فهي تكفكف دموعا لم تجف من الليل بعد .. (أصعب اكتشاف في حياتي هو أن أمي لم تكن أمي يوما بل زوجة أبي)

          سلمت على أمها فسألتها أمها: ليش تبكين يا لمار .. الحمد لله أنا طيبة وأختك الصغيرة طيبة بعد
          - كنت قلقانة عليك وفرحت يوم شفتك طيبة .. بس ودي نشوف الصغنونة
          - طلبتها من الممرضة .. تقول عشر دقايق وتجيبها

          ما إن دخلت المولودة الصغيرة والتي بدت مثل وردة حمراء لفت بمهد أبيض حتى تدافع أخوتها ليروها ويقبلوا جبينها الصغير

          قبلتها لمار وهي تقول في نفسها : ليت أمك هي أمي وما دريت إنها مو أمي .. ليتك شقيقتي ... ليتني ما دريت عن شيء

          ثم وقفت جانبا بينما الجميع منشغل بالحديث عن المولودة الصغيرة وعن شكلها وشبهها وعن اسمها

          لمار شطحت بفكرها بعيدا وهي تتخيل أنها أخذت من أمها التي تعبت في حملها وولادتها وحرمت منها وهي صغيرة

          أحست بالأسى يعصر قلبها وهي تتذكر تلك المرأة المريضة في اليونان والتي تشبهها فعلا .. لا شك أنها هي أمها .. فالأمور بدأت تنجلي أمامها

          كيف ستتصرف الان .. هل ستستمر بمناداة أم عمر (أمي)؟

          وهل ستحبها كما كانت تحبها سابقا؟

          هل تطيعها وتخدمها وتحترمها وكأنها أمها فعلا؟

          ودت لو تسأل أحدا ما أو تجد من يوجهها التوجيه الصائب ولكن بمن تستعين ؟ بوالدها؟ ولكن كيف ؟؟

          - لمار وين رحتي يا أمي تعالي حبيبتي .. قولي وش ودك نسمي هالصغيرة؟
          - ما أدري يا بابا .. أنت اللي تسمي مو حنا؟
          - يعني ما عندك اقتراح وإلا اسم حلو؟ بس لا تقولين لنا أسماء يونانية (يضحك)

          ضحك الجميع ، وقال عمر : زي أيش أسماء يونانية يا لمار
          - زي أومر (تضحك)
          - ما تكلفتي حرفتي اسمي ؟؟

          ثم ضحكوا مرة أخرى مما لطف الجو على قلب لمار الذي لم يهدأ من البارحة

          000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

          بقي أسبوع على الاختبارات النصفية وها هي أم عمر تدخل المنزل بعد أن قضت يوما في المستشفى وغدا السبت وهناك الكثير من العمل

          فالأولاد لمياء وعمر يجب أن يبدؤوا باستذكار دروسهم الان ولمار عليها أن تذهب في الصباح لتقدم أوراقها للمدرسة حتى تستطيع دخول الامتحانات الأسبوع المقبل بصفتها منتسبة كما قال أبوها للمديرة حتى لا تفوتها هذه السنة كما فاتتها السنتين الماضيتين

          وفي نهاية ذلك الأسبوع أقام أبو أحمد عشاءا بسيطا على عقيقة مولودته الجديدة في يوم سابعها الأول حيث قرر تسميتها

          ترك الأب اسم المولدة للمار لتختار الاسم الذي تراه مناسبا .. في بداية الأمر ترددت لمار ورفضت أن تستأثر بالاسم دون والديها فهم أحق بذلك

          ولكن عندما تنازلا عن الاسم لها قالت لأبيها وهي تستشيره : وش رايك يا بابا في (هلا)
          - حلو .. ليش اخترت هالاسم بالذات؟
          - ... لأنه لايق مع اسم (لمى)
          - وإلا لايق مع اسم هيلا؟؟
          - ......... (سكتت ولم ترد فقد فضحها أبوها)
          - ولا يهمك تستاهلين يا بنيتي .. نسميها (هلا)
          - (التفتت لمار لأمها) راضية عن الاسم يا ماما؟
          - ما دامك أنت مختارته أكيد راضية

          وصفق الجميع وقام عمر ولمى يقفزان وهما يقولان : هلا هلا .. بينما أسرعت لمياء للصغيرة وهي تقول : ما دريتي إن اسمك صار هلا

          - ياللا تعشوا عشان تنامون بكرا الجمعة ولازم تذاكرون لاختبارات السبت
          - يا بابا لا تذكرنا بالاختبارات (قالتها لمياء)
          - يا ماما خلاص استانستوا بما فيه الكفاية .. تعشي ونامي وإلا تزعل عليك هلا لما تشوفك كسلانة في دروسك

          قبل النوم قبلوا أختهم الصغيرة ووالديهم وذهبوا للنوم


          كانت لمار تنتظر أسبوعي الاختبارات ينتهي سريعا .. فهي تريد محادثة هيلا ، ولا يسمح لها في الاختبارات التحدث بالهاتف

          في الأحد الثاني من الاختبارات رن الهاتف ليتكلم شخص ما بلغة غير مفهومة وكان المجيب أم عمر فظنت المكالمة جاءت بالغلط

          بعد حين رن جرس الهاتف وكانت لمار قد دخلت الغرفة لتضع الغداء لأمها وتحمل الصغيرة ريثما تنتهي أمها من الأكل

          ردت لمار فإذا المتحدث يتكلم اليونانية
          - من؟
          - أنا عبد الله هل عرفتيني؟
          - زوج هيلا؟
          - نعم
          - أهلا بك
          - كيف حالك يا لمار؟
          - بخير وكيف حالك أنت وهيلا؟
          - نحن بخير وسوف نأتي للعمرة إن شاء الله
          - (بلهفة سألت) متى؟
          - غدا رحلتنا إلى جدة وقد قررنا قضاء عشرة أيام في السعودية
          - وهل ستأتون للمدينة؟
          - نعم بالتأكيد فهي موطن الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجده
          - وهل ستزوروننا؟
          - إذا زودتنا بالعنوان سنزوركم إن شاء الله
          - بالتأكيد سأعطيك العنوان ...
          - ليس الان يا لمار .. عندما نصل إلى جدة سنتصل بك
          - أنا بالانتظار
          - إلى اللقاء
          - تصلون بالسلامة

          ما إن وضعت لمار سماعة الهاتف حتى سألتها أمها : مين هذا اللي تتكلمين معه باليوناني؟
          - هذا عبد الله زوج هيلا .. يقول إنهم بيجون للعمرة ويبون يزورونا إذا جوا للمدينة
          - قلت لأبوك؟؟
          - بقول له لما يجي .. أكيد بيفرح

          000000000000000000000000000000 00000000000000000

          مضى يومان بعد تلك المكالمة ولمار تنتظر من عبد الله أن يتصل وفي ليلة الأربعاء كانت لمار تستذكر اخر مادة لها سوف تختبرها غدا

          طرق عليها أخوها عمر الباب ليقول لها : أبوي يناديك تحت

          رمت كتابها على السرير وأسرعت للدور الأرضي حيث أبوها يجلس في الغرفة التي تقضي فيها أمها الأسابيع الأولى من نفاسها

          - حاضر بابا
          - تعالي يا أمي ... قبل شوي كلم واحد يتكلم إنجليزي وما عرفت أتفاهم معه .. اللي فهمته أنه بيتصل بعد خمس دقايق ويقول أنه عبد الله .. مدري هو عبد الله اليوناني اللي أنت تعرفينه وإلا لا؟
          - إلا ... يمكن هو .. زي ما قلت لك يا بابا يمكن بيجون للمدينة

          قطع حديثهم رنين الهاتف فأسرعت لمار لترفع سماعته
          - نعم
          - أوه لمار .. للأسف لا أجيد العربية .. ولذلك لم أعرف كيف أسألهم عن عنوان منزلكم؟
          - متى ستأتون ؟
          - غدا سنخرج من مكة وربما سنكون مساء في المسجد النبوي .. وقد نزوركم بعد غد .. هل يمانع والديك؟
          - لا بالعكس .. أبي ينتظر زيارتكم
          - حسنا سنلتقي بإذن الله

          ثم زودته لمار بعنوان المنزل وأخبرته بأنهم جميعا ينتظرونهم ومتشوقون للقائهم

          في الغد الذي كان نهاية الاختبارات وبداية إجازة منتصف السنة كانت لمار ترتب مع لمياء لاستقبال عبد الله وهيلا

          فها هي تعد بعض الحلويات .. وتجهز المجلس بمعاونة الخادمة ...

          وكان عمر ولمياء وأحيانا لمى ... يسألون لمار كلما يرونها : كيف شكلهم عبد الله وهيلا ... بيضان زي الأمريكان؟
          أو : هيلا شقرا والا كيف شعرها؟
          أو : طيب هي حلوة وإلا لا؟

          كانت لمار تجيبهم بإجابة واحدة : لما يجون تشوفونهم

          ترى ما تفاصيل اللقاء

          ما زال في قصة لمار أسرار

          تعليق

          • SOoΚaRh
            V - I - P
            • Jan 2009
            • 1778

            #65
            الجزء الثالث والعشرون

            استقبل أهل لمار عبد الله وهيلا استقبالا حارا فقد أحبهما الجميع من كثرة ما تتحدث عنهما لمار ومن محبة لمار لهما

            ولكن الاستقبال لم يكن بحرارة لقاء هيلا ولمار اللتان أخذتا بالبكاء .. هل هو بكاء فرح أو شوق أو حزن .. لا ندري؟

            جلست هيلا بجانب أم عمر لتبارك لها المولودة الجديدة وتبارك لها عودة لمار بالسلامة وهي تعرف يقينا أنها ليست أمها

            أما عبد الله فبقي في مجلس الرجال مع أبو أحمد ، لم يكن هناك أي حديث سوى بعض الكلمات الانجليزية التي دارت بينهما فأبو أحمد إنجليزيته ضعيفة ، أما عبد الله فهو يتحدثها بطلاقة بحكم دراسته وعمله في بريطانيا

            من المضحك أن بعض الكلمات كانت تجري بدلا منها الإشارات

            أما هيلا فكانت تقوم لمار بترجمة كلامها إلى أمها وبالعكس .. أي أنها كانت تتخذ وضعية المترجم بينهما

            بعد العشاء جلست لمار بجانب هيلا لتقول لها:
            - هيلا هناك موضوع أريد محادثتك به؟
            - وما هو؟
            - لكن الوقت لا يسمح لنا بذلك
            - سأتصل بك من الفندق لنتحدث كما تريدين ... ولكن عن ماذا يدور الموضوع؟
            - حول ...
            - حول ماذا؟ ... ما بك يا لمار؟
            - (أنزلت نظرها إلى الأرض) حول أمي
            - ماذا بها؟
            - قلت لك الموضوع طويل
            - حسنا سأتصل بك غدا بعد الإفطار بحدود الساعة العاشرة والنصف .. هل هذا الوقت مناسب؟
            - نعم

            000000000000000000000000000000 000000000

            صحت لمار باكرا وأعدت كعادتها الفطور لوالديها وأخوتها بالرغم من وجود الخادمة، ولكن لمار تعودت على إعداده منذ أن قدمت لليونان واستمرت معها حتى رجعت للسعودية .. كانت تحس أنه أحد واجباتها

            بعد الإفطار أخذت أختها الصغيرة (هلا) لتلعبها بينما تنتظر مكالمة هيلا

            وما إن رن جرس الهاتف حتى وضعت أختها جانبا على الكنب ووضعت يدها على صدرها بينما تمسك باليد الأخرى سماعة الهاتف
            - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            - كيف حالك وأهلك
            - بخير وأنت كيف حالك؟
            - بخير لو لا أني أفكر بك طيلة الوقت .. ما بها أمك؟
            - لقد اكتشفت أمرا غريبا؟
            - وما هو؟
            - لا أعرف كيف أقول لك؟
            - ما هو ... هل أمك لم تعد أمك؟
            - وكيف عرفت أنها ليست أمي؟
            - مجرد سؤال
            - هيلا ... هل أخبرك أحد ما أنها ليست أمي؟
            - قلت لك مجرد سؤال
            - لم يكن سؤالا بالصدفة بل أنت تعرفين ... والجميع يعرف ... أنا التي لم أعرف إلا مؤخرا (كانت تتكلم بعصبية)
            - هوني عليك يا لمار ... لقد أحسست أنها ليست أمك الحقيقية ....
            - هيلا ... قولي من الأخير .. من أخبرك أنها ليست أمي؟ ... أنا علمت الأمر بعدما رأيت شهادة ميلادي ولكن ... كيف عرفت أنتي؟
            - في الحقيقة .. أمك هي التي أخبرتني
            - من تقصدين أمي؟
            - أمك التي كانت في اليونان
            - المرأة المريضة ... (توقفت فجأة عن الكلام ... فهذا ما كانت تخشى اكتشافه .. كانت تخشى حقيقة أمها المريضة)
            - نعم .. لقد أخبرتنا عنك أشياء كثيرة
            - (سألت بعصبية) ولماذا لم تخبرني عندما زرتها؟ ... يا للقهر ... (ثم أخذت تبكي)
            - لمار .. يجب أن تتفهمي موقف أمك ... ماذا لو أخبرتك ... قد تنكرين وتتهمينها بالكذب ... كانت تخاف من ردة فعلك
            - .....
            - لمار ردي ... لم أنت ساكتة؟
            - ...........



            يدخل أبوها في تلك اللحظة ويراها وهي تبكي ... لا تدري كيف تتصرف؟ .. فقالت لهيلا : سأكلمك لاحقا .. مع السلامة
            - لمار ... حبيبتي وش فيك تبكين؟
            - ولا شيء
            - من كنت تكلمين؟
            - هيلا
            - عشان كذا قاعدة تتكلمين باليوناني
            - إيه
            - طيب .. ليش تبكين؟
            - ولا شيء

            قامت واحتضنت أختها الصغيرة وأرادت الخروج ثم ترددت فكيف تعطي الصغيرة لأمها؟ وهي لا تريدها أن ترى دموعها

            - بابا لو سمحت خذ هلا
            - وليش؟
            - ودها لأمي
            - وأنت؟
            - ....
            - أعطيني إياها ... بس لازم تعلميني وش اللي يبكيك؟
            - طيب

            أخذ أبوها الصغيرة وخرج بينما وقفت لمار تكمل بكاءها .. من الحقيقة التي كانت تتوقعها وتخاف منها ... فهي لا تريد من أمها أن تكون مريضة وفوق هذا مغتربة ووحيدة ... وكل شيء في حياتها حزين

            (لك الله يا ماما ... أكيد تعذبتي سنين ... وتحسرتي على فراقنا ... وش كان يقول قلبك يوم شافني؟ ... وش كان يقول قلبك يوم طلعت من عندك وقلت لك بسافر بكرا؟ ... وش كان يقول قلبك يوم ناديتك خالتي؟ ... وكان ودك تسمعين كلمة (ماما) بدالها !!

            وش سويتي بروحك .. بعمرك .. بقلبك ؟... كيف تحملتي هالمصايب ؟ كيف مسكت نفسك وما علمتيني إني أنا بنتك؟ ...

            معقولة يا ماما كنت تخافين تجرحين مشاعري وأنت مجروحة في كل مكان؟؟)

            أحست بانهيار فرمت جسدها على أقرب مقعد وبكت من قلبها .. دخل أبوها وقد أحس أن لمار لم تكن لتبكي من أمر عادي .. لا بد أن أمرا ما وقد يكون شديد الحساسية قد أثر عليها

            ثم قال في نفسه ( لا تكون لمار عرفت بحقيقة أمها .. هذا الشيء الوحيد اللي ما أبيها تعرفه .. على الأقل الان)

            أمسكها بيدها وقال لها : قومي لمار غسلي وجهك وتوضي .. قومي يا أمي أنت

            قامت ببطء وفعلت ما قاله لها أبوها وعندما جاءت قال لها: صلي ركعتين وتعالي

            صعدت للأعلى حيث غرفتها وصلت ركعتين وبعد السلام رفعت يديها لتدعو الله بإلحاح أن يشفي أمها ويردها إليها ويرد أحمد كذلك

            أحست ببعض البرد في قلبها فكأن الصلاة كانت بلسما أو ماء باردا أطفأ حرقة قلبها .. وقفت أمام المراة لترتب شكلها وتمسح اثار الدمع في عينيها .. ولكن عينيها حمراوان .. فتحتهما بشدة لعل الحمرة تذهب ثم أخذت الكحل لتكحل عينيها حتى لا يظهر عليهما أثر البكاء

            ثم تناولت كريم الوجه لتمسح على وجهها حتى يستعيد نضارته وأصلحت من ملابسها ثم نزلت لتقابل أبيها

            نظر إليها باسما ثم قال : هذي لمار اللي تبكي من شوي؟؟
            - لا
            - أنا أقول بنتي ما تبكي .. قوية وصبورة ..صح؟
            - إيه صح
            - بس اللي بكاك هذا كان فوق طاقتك .. ما تقولين لي وشو؟
            - .................
            - اسمعيني لمورتي ... جيبي عباتك وخلينا نطلع نصلي في الحرم .. أذكر إنك قلت لي إذا خلصت الاختبارات ودك تروحين تصلين فيه
            - إيه والله ... ودي أروح أصلي بالحرم
            - طيب ياللا يا أمي بسرعة .. أنا أنتظرك بالسيارة

            لحظات وكانت لمار بصحبة أبيها في السيارة المنطلقة نحو المسجد النبوي .. كان أبوها يتحدث عن المدينة والتوسعات اللي صارت فيها والطرق الحديثة وعن المباني التي قامت حول المسجد النبوي

            وكان يقصد بكلامه أن يخفف عن لمار وأن يأخذها بعيدا عن مشاعرها وأحزانها .. فهو في توقعه أن لمار اكتشفت حقيقة والدتها ولذلك هي في حزن وبكاء

            عندما وصلوا للمسجد النبوي قال لها : بقي الان عشر دقائق على صلاة الظهر سندخل ونصلي وسنلتقي عند فندق أوبروي هناك .. وأشار بيده للمكان

            بعد الصلاة أخذ ابنته من أمام الفندق ليسيرا في الممر الطويل الفاصل بين الفنادق وساحة المسجد النبوي

            توقف ليشتري لها إيسكريم وأشار لها بأن تجلس على حافة الرصيف ثم قال لها : من حظك الجو اليوم غيم ..

            - (سكت ثم سألها) ما ودك تقولين لي ليش تبكين؟
            - (دمعت عيناها) يا بابا .. بفهم .. ليش أنا رحت اليونان؟ ... وكيف رحت وأنا ما أدري؟ .. وين أخوي أحمد؟
            - (تنهد وحسبها تبكي على أخيها) يا بنتي أنا نفسي موب فاهم كيف ضعتي هناك؟ .. كنت مسافرة مع أخوك للرياض ذاك اليوم وفي الليل كانت طيارتكم لأثينا و...
            - (قاطعته) وليش مسافرين لأثينا؟
            - ..........
            - لأن أمي هناك؟؟
            - (صعق أبوها لسؤالها المفاجئ ) ومن قال لك إن أمك هناك؟
            - يا بابا خلاص أنا عرفت .. وإلا بتنكر؟؟
            - (أحس أن ابنته تدينه) لا حبيبتي .. ما أحد ينكر الحقيقة ... أمك كان ودها تشوفك وطلبت مني إني أرسلكم لليونان أنتي وأحمد وما علمناك إنك مسافرة لليونان عشان ما تخافين .. كانت الزيارة يومين بس وترجعون وكان المقرر أنكم تجلسون هاليومين في الستشفى عند أمك

            لكن اللي صار إن أحمد اتصل فيني بعد ما وصلتوا للرياض وبعدها اختفيتوا أنتم الاثنين .. سألت عنكم وسافرت للرياض وبلغت الشرطة وأمن المطار .. قالوا لي أنكم سافرتوا على رحلة أثينا .. حجزت لليونان وسألت عنكم هناك في كل مكان ... في المطار والسفارة وبلغت عنكم ولكن ما حصلت شيء

            وإلى الان يا بنيتي ما لقيت أخوك أحمد ولا أدري وش اللي صار بالضبط وخلاكم تضيعون بهالشكل؟؟

            - وليش ما علمتوني أن أمي مسافرة ومريضة؟
            - يا بنيتي كان صعب نفهمك إن أمك غير وأنتي عمرك سنتين.. وكبرت وأنتي تحبين أم عمر وتنادينها ماما .. ما كان ودي نحسسك بإنك غير ولا ندري وش ردة فعلك؟ ...

            كنت أخاف يأثر على نفسيتك وسلوكك ... أهم شيء عندي إنك تطلعين بنت متربية وسوية وأخلاقها عالية ولا تحس بنقص أو اختلاف حتى لو اكتشفت هذي الحقيقة بعدين

            لكن تدرين .. أنت عرفت الحقيقة في الوقت المناسب .. الحين كبيرة وعاقلة وتتحملين .. وكل شيء فيك حلو

            ثم قبلها على جبينها .. فقالت: بابا .. لي طلب عندك؟
            - اطلبي ... غالية والطلب رخيص
            - بسافر لأمي .. (ودمعت عيناها) ودي أمسح على راسها وأحضنها وأبوس جبينها .. ودي... (وقطع كلامها البكاء)
            - لك اللي تبين .. بس مو الحين بعدين حبيبتي
            - طيب أقدر أعطي هيلا هدايا لأمي توصلها لها
            - أكيد زي ما تبين

            قامت لتقبل أباها وقد ارتسم على محياها ابتسامة أمل ، عندما رجعوا للمنزل اتصلت بهيلا لتطلب منها أن تمر عليهم في المنزل قبل أن تسافر لتعطيها هدايا لأمها فوعدتها بذلك هيلا

            هل ستسافر لمار مرة أخرى لليونان كما وعدها أبوها ؟ ماذا عن أمها الحقيقية وعن أخيها أحمد؟

            ما زال في قصة لمار أسرار

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              #66
              الله يعطيك العافيه
              متابعه لك استمري

              تعليق

              • SOoΚaRh
                V - I - P
                • Jan 2009
                • 1778

                #67
                الجزء الرابع والعشرون
                في تلك الليلة تكلم أبو أحمد مع زوجته كثيرا .. أخبرها أن لمار عرفت ولا يدري كيف عرفت أن أمها في اليونان .. وعليها أن تغضي عن تصرفات لمار اتجاهها بعد أن اكتشفت أنها ليست والدتها

                أيضا طلب منها أن تمتص صدمة لمار بحنانها وحبها ورعايتها لها .. يجب أن تعوضها أكثر حتى تخفف من توتر ها وحزنها .. أيضا يجب أن لا يعلم أخوة لمار بذلك فهم مازالوا أطفال ويعتبرون لمار شقيقتهم

                وعدته أم عمر خيرا فهي تعتبر لمار ابنتها وتحبها كأي واحد من أبناءها، وستكتم هي وزوجها ولمار هذه الحقيقة عن أخوة لمار

                سارت الأمور بعد ذلك على ما يرام وقد خرجت لمار بصحبة أبيها للسوق مرارا لتشتري هدايا لأمها وكانت تنتظر من هيلا أن تخبرها عن موعد عودتهم لليونان

                بعد خمسة أيام اتصلت هيلا لتقول للمار أن رحلتهم غدا وسيمرون عليهم الليلة لاستلام الأغراض التي تريد إيصالها لأمها في اليونان

                أسرعت لمار لتجهز الهدايا في الحقيبة وتضع معها رسالة طويلة كتبت فيها اعتذارا وكلاما كثيرا لأمها حتى تؤنسها عندما تقرأها وتعلم أن ابنتها تحبها بالرغم من البعد وقلة الزيارات بينهما

                أقفلت الحقيبة ثم طلبت من لمياء أن تساعدها على حمل الحقيبة .. فسألتها لمياء: أشوفك لك كم يوم تطلعين للسوق وتجمعين أغراض .. ما أدري ليش كل هذا .. موصيتك عليها هيلا؟؟
                - إيه موصيتني
                - غريبة ليش ما تطلع هي للسوق؟
                - ما تعرفه زين وأنا ودي أخدمها
                - غريبين ... أنت واياها .. غريبين مرره
                - خلاص شيلي معي
                - طايب .. (ومطت كلامها بتثاقل)

                انتظرت لمار هيلا بفارغ الصبر فكانت تذهب وتجيء في المكان حتى ضرب جرس الباب فأسرعت لتر من بالباب
                - أنا هيلا افتحي
                - تفضلي
                - لا أريد أن أدخل فعبد الله ينتظرني في السيارة وراءنا عمل كثير فرحلتنا غدا إن شاء الله
                - إذن انتظري لأحضر الحقيبة

                أسرعت لمار ونادت الخادمة لتحمل الحقيبة معها وسلمتها لهيلا التي استدعت عبد الله ليحملها

                ثم أمسكت بكتفي لمار وقالت لها: سأشتاق إليك كثيرا .. أنت بمقام أختي وأحبك وأود أن أراك دوما
                - حتى أنا أحبك .. أنت طيبة القلب كثيرا
                - أتدرين يا لمار عندما نعود لليونان ونزور أمك .. سأحاول أن أعرف تاريخها المرضي .. فقد يتولى عبد الله علاجها فهو كما تعلمين تخصص في علاج أمراض المخ والأعصاب وبحوثه كلها قائمة على ذلك .. وقد طلبت من عبد الله أن يتولى علاجها ويجتهد في ذلك
                - ياليت .. لكن أمي باليونان وأنتم ساكنين في بريطانيا؟
                - لا عليك نحن معنا رقم هاتفكم وسننسق مع أبيك لينقلها إلى بريطانيا حتى نتولى علاجها
                - الله يشفيها بأسرع وقت .. وعلى أيديكم إن شاء الله
                - (وضعت يدها على كتف لمار) لا تهتمي يا لمار .. سأهتم بها وكأنها أمي أنا .. وكذلك عبد الله سيبذل جهدا ليتولى علاجها .. فقط ادعي الله دوما ولا تيأسي
                - عندما ترين أمي قبليها مع جبينها وقولي هذه من لمار
                - إن شاء الله ..(قبلت جبين لمار) مع السلامة
                - الله يوصلكم بالسلامة

                رجعت لمار بعد أن أغلقت الباب وكانت يداها شبه متجمدتين من الوقف في الفناء والهواء بارد ودخلت المنزل وهي تفرك يديها كمن انتهى من عمل شاق وكانت تفكر في والدتها التي ستفرح كثيرا بهداياها

                في أثينا التي تغطت بالثلوج يعيش ستوفي وميري كما كانا وحيدين وقطعا أملهما في من يؤنسهما حتى في ابنهما وزوجته اللذان غيرا ديانتهما

                في أثينا يعمل الدكتور يوسف بجد حيث يبحث عن أحمد في كل مكان منها حتى في المستشفيات ، فهو يريد أي خبر عنه سواء كان ميتا أو حيا وهو يريد أن يحصل عليه على الأقل قبل موعد زفافه الذي تحدد في الصيف المقبل

                في أثينا سكن عبد الله وزوجته في الفندق بعدما طرد من منزل أبويه اخر مرة بسبب إسلامهما وقررا أن يزورا أم لمار بأسرع وقت فليس أمامها الكثير من الوقت فطائرتهما إلى لندن بعد غد

                000000000000000000000000000000 000000000000
                تنظر نورة أم أحمد ولمار كعادتها للنافذة التي هي صلتها بالعالم الخارجي وتتخيل ابنتها وقد عادت للسعودية لترتمي في أحضان والدها وزوجة أبيها

                ثم تتذكر أحمد فتارة تتخيله في قاع البحر غارقا وتارة في سجن ما في اليونان وتارة تتخيله مدفونا في مكان مجهول .. لقد كانت تخيلاتها بخصوص أحمد سوداوية .. وإلا فما الذي يجعله يختفي إلى الان؟

                قطع عليها خيالها صوت الممرضة التي تستأذن لزائرين يريدان الدخول عليها .. فسمحت بذلك بعد أن أصلحت حجابها

                فرحت كثيرا بزيارتهم رغم أنها لا تعرف عنهم الكثير ورغم أنها لم تلتق بهم إلا مرة واحدة قبل أن يسافرا إلى السعودية

                سلما عليها وجلسا يسألان عن صحتها ويحكيان لها عن رحلتهم للعمرة وزيارة المسجد النبوي ثم سألتهم بلهفة: هل شاهدتم لمار؟
                أجابت هيلا : نعم .. إنها بخير وعافية وقد أوصتنا أن نبلغك سلامها
                - غريب .. هل مازالت تذكرني؟
                - وهل هناك بنت تنسى أمها
                - ولكنها لا تعلم أني أمها؟
                - لقد تطورت الأمور بعدك .. ابنتك اكتشفت الحقيقة بنفسها .. يبدو أنها فتاة ذكية ونبيهة
                - معقول؟ (قالتها باستغراب)
                - نعم اكتشفت ذلك الأمر وقد استاءت كثيرا عندما علمت بذلك متأخرة .. وهي تتمنى رؤيتك وزيارتك
                - يا حبيبتي يا لمار .. أعرف أن هذا يسبب لك صدمة نفسية عنيفة ولكن ما بيدي يا ابنتي ..
                - لا تخافي عليها فابنتك قوية وتسيطر على مشاعرها وهي الان بخير .. وأكثر شيء يدل على ذلك .. هو تلك الحقيبة
                - وما بها؟
                - لقد انتقت لك بعض الهدايا لتفرحي بها وتؤنسك في غربتك

                نظرت أمها للحقيبة الكبيرة فدمعت عيناها فرحا .. ليس بالهدايا وإنما فرحا بأن هناك شيء ما وصلها من لمار

                بعد ذلك أخبرها عبد الله بأنه يود أن يتولى علاجها في لندن بصحبة أطباء متخصصين وسيبذل قصارى جهده في علاجها، كذلك أخبرها بأنه سينسق أمر نقلها إلى لندن مع زوجها أبي أحمد

                قالت لهم : وما الفائدة من كل ذلك .. والأطباء هنا يخبرونني أن ليس ثمة علاج شافي
                - الشافي هو الله يا أم أحمد (عاتبتها بذلك هيلا)
                - نعم الشافي هو الله ولكن..
                - (قاطعها عبد الله) ولكن ماذا؟ يجب أن يكون إيمانك قويا .. لا تيأسي من رحمة الله إنه لا ييأس إلا الكافرون
                - صدقت ونعم بالله

                جلسوا بعد ذلك يتحدثون بأحاديث شتى ليؤنسوا أم أحمد حتى مضى الوقت واقترب المساء .. فودعاها على أن يلتقوا في لندن إذا انتقلت للعلاج هناك

                000000000000000000000000000000 000000000000000000000000000

                تعليق

                • SOoΚaRh
                  V - I - P
                  • Jan 2009
                  • 1778

                  #68
                  اليوم يوم السبت أول أيام الفصل الدراسي الثاني .. تدخل لمار من بوابة المدرسة بتردد، وتمشي لتقطع ذلك الفناء الطويل لتصل إلى المبنى فتدخله ثم تقف بجانب أحد المقاعد الإسمنتية المثبتة على أرضية الفناء الداخلي

                  خلعت عباءتها وهي تجول بنظرها في وجوه الطالبات من حولها .. يا ترى هل سترى زميلاتها في المدرسة الابتدائية سابقا؟

                  أم تراهن كبرن وتغيرن عندما انتقلن للإعدادية؟ .. فهن بالتأكيد يدرسن الان بالصف الثالث .. أما هي فستدرس بالصف الأول الإعدادي وذلك بسبب تأخرها سنتين

                  ضرب جرس الطابور الصباحي فاصطفت الطالبات كل واحدة في طابورها وتوجهت لمار إلى طابور الصف الأول /الفصل الخامس بعد أن وجهتها المعلمة إليه

                  أحست أنها تفوق زميلاتها قامة .. فبعضهن أقرب للطفولة بشكلها وحركاتها

                  أما لمار فوقفت بجانب طالبة مصرية تعادلها في طولها

                  ابتسمت لمار في نفسها عندما تذكرت أنها في اليونان كانت قامتها أقل من قامة ميري وستوفي وهيلا وعبد الله ..

                  أما الان فهي تحس بشموخ وعلو بجانب طالبات الصف الأول الإعدادي

                  مشى الطابور بعد أن انتهت الإذاعة المدرسية إلى الصف وعندما دخلن الطالبات كل واحدة أخذت مكانها ولمار تنتظر أن ينتهين فتذهب للمقعد الفارغ

                  وجدت مقعدا فارغا في الخلف فذهبت إليه وما إن جلست حتى التفتت عليها مجموعة من البنات وسألتها إحداهن: أنت جديدة؟
                  - نعم
                  - من وين؟
                  - .... (لم ترد عليهن وخافت لو قالت لهن من اليونان أن يستهزئن بها)
                  - ما قلت من وين؟
                  - من مدرسة ثانية
                  - والله (ردت إحداهن بسخرية) نحسبك جاية من البيت (ثم ضحكت)

                  وضحكت الطالبات معها حتى دخلت المعلمة فأسكتتهن، وفي نهاية الدرس سألت المعلمة لمار : أنت جديدة؟
                  - نعم
                  - من وين؟ (نفس أسئلة الطالبات)
                  - ... (لم ترد لمار فقد أحست بالإحراج)
                  - (اقتربت منها المعلمة) يقولون إنك جاية من اليونان صح؟
                  - إيه صح
                  - غريبة .. يعني أبوك كان يشتغل هناك؟
                  - إيه
                  - الحمد لله على رجعتكم بالسلامة
                  - الله يسلمك

                  ثم عادت المعلمة إلى موقعها فقد أعلن الجرس انتهاء الحصة فأخذت ملفها وكتابها وخرجت



                  وما إن خرجت حتى أسرعت الطالبات إلى لمار وسألتها واحدة منهن بفضول ظاهر: يعني أنت يونانية؟
                  لم ترد عليها لمار ، فلم يعجبها أسلوبها ولذلك تجاهلتها

                  سألتها طالبة أخرى: طيب وش اسمك؟
                  - لمار
                  - وش معنى لمار؟؟
                  - ماء الذهب
                  - سألتها الطالبة الفضولية : يعني اسمك عربي وإلا يوناني؟
                  - أنا عربية واسمي عربي .. فهمت؟
                  - وش فيك معصبة؟ .. حنا بنتعرف عليك بس ..

                  انتبهت لمار لنفسها فالطالبة رغم فضولها معها حق فهن يردن التعارف ولكن لم يوفقن بالأسلوب الجيد .. ربما بسبب صغر سنهن

                  - اسفة بس حسيت إنكم أحرجتوني وأسئلتكم كثيرة
                  - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (المعلمة دخلت في الوقت المناسب لتنهي الحوار الذي انزعجت منه)
                  - واعلييكم السلام ورحمة الله وبركاته

                  في الفسحة نزلت لمار لتشتري فطورا .. وبينما هي كذلك إذ سحبتها طالبة من الخلف وهي تقول: لمار .. لمار؟
                  التفتت لمار لترى زميلتها القديمة نهى
                  - أهلا نهى
                  - معقولة لمار .. أنت رجعت؟؟
                  - إيه رجعت أخيرا
                  - يقولون إنك سافرت لأوروبا ..صحيح؟
                  - إيه

                  سحبت نهى لمار بعيدا عن المقصف وجلست تستفسر من لمار عن غيابها الطويل وتخبرها بقلقهم عليها .. ثم نادتها لتريها باقي زميلاتها التي دهشن وقمن ليسلمن على لمار ويسألنها عن غيبتها الطويلة

                  توسطت لمار زميلاتها في الجلسة فقد اشتاقت لتجمعاتهم المدرسية كثيرا وفرحت بلقاء زميلاتها .. ولكن للأسف سبقنها في السلم التعليمي وبقيت مع الأصغر سنا

                  كانت المدرسة في تلك الأيام متعة للمار التي افتقدت جوها كثيرا ... وكانت تود لو تأخذ في السنة الواحدة منهجين دراسيين لتلحق بزميلاتها اللاتي اعتادت عليهن وأحبتهن ولكن هيهات لها أن تلحق بركبهن

                  أجمل ما في الأمر أن الطالبات يسمين لمار بالبنت اليونانية .. فواحدة تقول شفت البنت اليونانية؟ وأخرى تقول: جات البنت اليونانية وهكذا

                  000000000000000000000000000000 00000000000000000000000

                  عادت المياه إلى مجاريها تقريبا في حياة لمار في ما عدا أمران : الأمر الأول متى سيسمح لها والدها بالسفر لليونان لرؤية أمها؟
                  والأمر الثاني يتعلق بأخيها أحمد .. أين هو وهل هو حي أم ميت؟

                  هذا ما سنعرفه لاحقا إن شاء الله

                  تعليق

                  • SOoΚaRh
                    V - I - P
                    • Jan 2009
                    • 1778

                    #69
                    الجزء الخامس والعشرون

                    في صباح أحد الأيام في بداية الإجازة الصيفية تلقى أبو أحمد اتصالا هاتفيا من الرياض .. إنه الدكتور يوسف الذي استعانت به السفارة السعودية في استرجاع ابنته لمار وهو ذو فضل ومعروف

                    أخبره في مكالمته تلك أنه يدعوه للزواج الأسبوع المقبل هو وأفراد عائلته .. فوعده أبو أحمد بأنه سيحاول المجيء للرياض

                    كان أبو أحمد يخطط للسفر لليونان الأسبوع المقبل بصحبة لمار من أجل أمرين أحدهما تنفيذا لطلب لمار التي تود رؤية والدتها

                    والاخر هو نقل زوجته إلى لندن لتلقي العلاج هناك على يد عبد الله والفريق الطبي الذي يعمل معه في المشفى الملكي

                    هل سيؤخر السفر قليلا حتى يستطيع تلبية دعوة الدكتور يوسف؟

                    اتصل بالخطوط ليرى ما إذا كان بالإمكان تأخير رحلة أثينا يومين فقط .. فأجابوه لطلبه

                    طلب من زوجته وأبنائه الإعداد للسفر إلى الرياض لحضور حفل زفاف د يوسف ومن ثم تبقى أم عمر وأولادها في الرياض عند أهلها ويسافر أبو أحمد ولمار إلى اليونان

                    000000000000000000000000000000 00000000000000000000

                    اليوم هو يوم زواج د يوسف وهو الان يستعد لليلة زفافه ولعروسه القادمة وعائلته أيضا تستعد للذهاب للفندق الذي سيقام فيه الزواج

                    في الجهة الأخرى من مدينة الرياض تصرخ أم عمر في أولادها ليستحموا فليس هناك وقت ليضيعوه بلعبهم

                    وذهبت لتبحث عن لمار في الشقة التي استأجروها قريبة من الفندق فوجدتها تستحم ولم تنتهي بعد .. طرقت عليها الباب: لمار خلصي بسرعة عشان تمسكين أختك ..

                    طيب طيب يا ماما (أجابتها بذلك وهي ما زالت تسميها ماما)

                    دخل أبو أحمد الشقة المتواضعة ثم نادى أم عمر: ها خلصتوا؟
                    - أنت عارف بناتك .. لازم نجرهم من قدام المراية جر ... حتى لمياء حطت كحل وقامت تقلد أختها بكل شيء
                    - يا أم عمر يعني أنت ما تعرفين طبعكم يا الحريم؟ .. لا تلموين بناتي .. خليهم يتزينون على راحتهم
                    - بعدهم صغار على المكياج
                    - ما يضرهم يوم في السنة .. وبعدين أنت ما تقرأين (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)؟؟
                    - إلا أعرف
                    - خلاص بردي قلبك

                    جلس ينتظر بناته ينتهين وعندما خرجن كبر وقال: الله أكبر عليكن .. وش ها الزين والحلا .. ولا أحلى أميرات بها الدنيا

                    كل واحدة منهن اختالت بنفسها وامتلأت ثقة من مدح أبيها

                    - أنتن جاهزات
                    - نعم

                    وأشار إليهم أن اركبوا السيارة فلحقوا به ما عدا محمد وهلا الذين بقوا مع الخادمة



                    في قاعة الزفاف جلست أم عمر ولمار ولمياء على إحدى الطاولات لوحدهن .. فهن لا يعرفن أحدا أبدا

                    تململت لمار من الجلوس المتواصل فاستأذنت أمها وسحبت لمياء إلى دورة المياه ، وقفت تتأمل فستانها الأورنجي اللون ذي التدخيلات الزهرية وتسرح شعرها الطويل الذي تركته خلفها ورفعت بعض الخصلات الأمامية لتكون تسريحة ناعمة وأنيقة ثم تطمئن إلى كحل عينيها الواسعتين وأهدابها التي زادها الماسكار طولا

                    أما لمياء فتصلح من فستانها الأحمر الجميل وتسرح شعرها الذي يصل إلى كتفيها وهو أسود وغزير ولامع
                    - لمار .. تحسين بملل مثلي؟
                    - وليش الملل؟
                    - بس قاعدين .. ما نرقص ولا شيء ولا نعرف أحد نسولف معه
                    - إذا ودك ترقصين ارقصي .. ما يمنعون أحد
                    - أستحي
                    - يعني وش تبين نسوي؟؟
                    - تعالي نتعرف على أحد .. مليت من جلستنا كذا

                    كانت لمياء فتاة اجتماعية تحب التعارف والمرح والحفلات ولذلك سحبت أختها إلى القاعة ثم وقفت بجانب منصة الرقص لتبحث عن فتاة تتعرف عليها

                    وجدت فتاة أعجبتها فاقتربت منها وسألتها السؤال المعتاد في حفلات الزفاف : أنت من أهل العريس وإلا العروس؟
                    - من أهل العريس وأنت؟
                    - من .. أقصد حنا عن طريق العريس .. مو أقارب .. مجرد معارف
                    - هلا حياكم الله .. أنا بنت أخت العريس .. يعني هو خالي
                    - والنعم فيك .. حنا عازمنا العريس لأنه يعرف أبوي .. وإلا ما نعرف أحد أبد
                    - من اللي كانت معك من شوي؟؟
                    - أختي .. (التفتت لمياء فإذا أختها لمار قد ذهبت لتجلس مع أمها فهي لا تحب حركات لمياء الفضولية)
                    - أختك الكبيرة؟؟
                    - إيه
                    - وليش ما ترقصون معنا ؟ .. هاتي يدك

                    وسحبتها لترقص معهم أما لمار فجلست إلى أن أذنوا لهم بالدخول إلى صالة العشاء .. فقامت لتنادي لمياء من عند المنصة وتدخل معها للعشاء

                    بعد أن وضعت لمياء طبقها على طاولة العشاء وقبل أن تجلس نادتها حنين الفتاة التي تعرفت عليها منذ قليل لتسألها عدة أسئلة ثم عادت لتكمل عشاءها

                    000000000000000000000000000000 0000000000000000

                    بعد العودة من الزواج كانت لمار ولمياء تبدلان ملابسهما وتغسلان وجههما

                    لمياء كانت تفكر بحنين التي تعرفت عليها وتتذكر أحداث الليلة ، أما لمار فلم تكن تفكر في شيء سوى رحلتهما التي ستكون إلى أثينا في الغد

                    أخيرا ستذهب لأمها وتراها

                    لذلك كانت تجهز حقيبتها وبعض الهدايا التي اشترتها لأمها و عندما استلقت لتنام نادتها لمياء: لمار
                    - نعم
                    - أنت محظوظة بأشياء كثيرة
                    - أنا؟ (سألت باستغراب)
                    - إيه .. بكرا بتسافرين مع بابا لليونان وبعده بتروحون لندن .. بتشوفون العالم .. مو زيي أنا ما طلعت برا أبد
                    - يا شيخة احمدي ربك على الصحة والعافية والأمن وإن أمك وأبوك متعافين .. أنت ما تحسين بالنعمة اللي أنت فيها .. ياما حسدتك على أشياء كثيرة .. أقلها ما ضعت في بلاد غريبة وتعذبت بعيد عن أهلك
                    - تجربة ومرت يا لمار .. أرجع وأقول لك أنت محظوظة
                    - محظوظة بأيش؟ (سألتها بعد أن جلست ونظرت إليها بعصببية)
                    - أهل العريس سألوا عنك
                    - يعني..؟
                    - حنين قالت لي أختك حلوة كثير وسألت عن اسمك .. وكذا وحدة اللي سألت حنين عنك وكل شوي ترجع وتسألني : عن عمرك ودراستك
                    - يمكن ودها تسأل عنك بس استحت تسألك مباشرة فاسألت عني أنا
                    - تنكتين أنت؟
                    - إيه ... لأني ودي تقفلين الموضوع .. بنام ... بكرا وراي سفر ... تصبحين على خير
                    - تصبحين على خير (قالتها لمياء من دون نفس)

                    000000000000000000000000000000 000000000000000

                    للمرة الثانية تطأ قدما لمار أرض أثينا .. ها هي في المطار تحمل حقيبتها الصغيرة وتمشي خلف والدها الذي يجر حقيبتي سفر



                    استقلا التاكسي باتجاه المستشفى حيث تنتظرهما أم أحمد بلهفة وشوق

                    كانت عيناها لا تفارق الباب وأي صوت تحسبه وقع أقدامهما .. كادت من شوقها تقوم رغم عجزها عن المشي

                    كان قد انتصف النهار وهي تنتظرهم منذ الصباح الباكر والساعة الان تشير للثانية ظهرا

                    - مدام نورة فيه زائرين يريدان الدخول
                    - (صرخت بلهفة) دعيهم ليدخلوا

                    ركضت لمار لتلقي بجسمها في حضن والدتها وهي تقول : ماما ... (وقطع صوتها البكاء)
                    من خلفها سلم أبو أحمد ووقف ينظر لابنته التي تبكي في حضن والدتها

                    - ماما .. ما كنت أدري .. وربي لو كنت أدري إنك أمي ما طلعت من عندك .. كيف يا ماما ما علمتني ولا قلت لي شيء؟
                    - ما كان بيدي شيء يا بنيتي .. كنت أخاف أنكد عليك ..أو إنك ما تصدقيني

                    جلست الأم وابنتها تتعاتبان وتبثان بعضهما شوقهما وحبهما ، وأبو أحمد واقف يتفرج على منظر لم يخطر على باله يوما

                    غير أبو أحمد الحديث ليقول لها : أقر الله عينك بلمار وبرد قلبك يا أم أحمد بعودة أحمد إن شاء الله ..
                    - جزاك الله خيرا
                    - أنت مستعدة للسفر بكرا إلى لندن؟؟
                    - نعم .. إن شاء الله

                    ثم أخذهم الحديث فأخذوا يتحدثون في كل شيء .. أما لمار فقامت لتنظر من النافذة إلى ضواحي أثينا التي لم تتوقع أن تعود لها مرة أخرى

                    وغدا ستسافر إلى لندن بصحبة والديها .. ابتسمت عندما تذكرت أنها مع والديها جميعا .. وجلست تتخيل لندن وجوها الضبابي وتتخيل هيلا وعبد الله وكيف سيستقبلانهم غدا .. وهل ستتحسن أمها بالعلاج الذي ستتلقاه هناك؟

                    في ذلك اليوم على شواطئ أثينا يرقد شاب تحت أشعة الشمس الحارة بملابس مبللة وجسم متهالك ضعيف وشعر أشعث ، وما إن توسطت الشمس في كبد السماء حتى لسعت جسمه بحرارتها فرفع رأسه بتثاقل

                    تحسس بيده حبات الرمل في الشاطئ .. ثم نظر إلى المدينة المطلة بهيبتها وتاريخها على البحر ... قام ببطء وحاول أن يستقيم بوقفته ولكن الوهن والضعف لا يساعداه على ذلك

                    لمس بيده بطنه الذي يتلوى جوعا .. فهو منذ أيام لم يذق شيئا .. سار إلى أن وصل للطريق العام فوقف ينظر يمينا وشمالا .. أحس بالتعب فجلس على حافة الرصيف

                    له هدف في هذه المدينة يريد الوصول إليه ولكن الضعف والجوع أخذا منه قوته وسرقا نشاطه فصار لا يمشي بضع خطوات إلا ويتوقف ليلتقط أنفاسه ويحاول أن يقاوم الدوخة والصداع

                    هل يشحذ ليأكل؟ أو ماذا يفعل بنفسه وهو لا يملك مالا ولا طعاما ولا مأوى وليس معه شيء يباع

                    ظل طوال النهار يمشي خطوات ثم يرمي نفسه بتهالك على أقرب مقعد أو حافة إسمنتية إلى أن حل المساء فسقط بجانب زاوية منعطفة لأحد شوارع أثينا

                    في ظلام الليل فتح عينيه ليسمع أصوات غناء ورقص نظر فإذا هو بجانب ملهى ليلي .. سار متمسكا بالحائط وليس أمام ناظريه سوى شيء واحد

                    هو في سباق مع الموت البطيء ولذلك سار من دون أية تفكير ليدخل الملهى الذي يعج بالسكارى وبالرقص والموسيقى .. اقتحم المكان ليجلس على طاولة قريبة من الباب ليرتاح قليلا

                    كانت بجانبه امرأة أخذ السكر لبها .. فمدت له كأسا ليشرب .. أخذ الكأس ليجرعه مرة واحدة ثم أرخى جسمه على الكرسي لينام

                    ركلته تلك المرأة وقالت : لم أسقك كأسا لتنم يا صاح ..

                    سقط على الأرض فضحكت ضحكة قبيحة وقالت لتنم يا رجل .. ولكن ألا تريد كأسا أخرى ..؟؟

                    راه الساقي ساقطا على الأرض ثم نظر إلى ثيابه الرثة فشك أنه متسول أو متشرد دخل خلسة ... فسحبه ورماه خارجا

                    خرجت تلك المرأة قريب الفجر وهي ما زالت ثملة فرأت الرجل المرمي على الأرض فضحكت ثم قالت : لقد مات .. قتلته الكأس ..

                    ثم اقتربت منه ووضعت عشرة يورو بجانبه وهي تقول : إن كانت ركلتي قد قضت عليك .. فهذا تعويضك .. لا أعتقد أن روحك أيها المتسول تساوي أكثر من عشرة ، ثم قامت لتذهب لسيارتها.







                    مازال في قصة لمار الكثير من الأسرار.

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      #70
                      الله يعطيك العافيه
                      استمري

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...