لمار في مكان ما!!بقلم/أم عبد الملك..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • SOoΚaRh
    V - I - P
    • Jan 2009
    • 1778

    #11
    تسلمي يا مزون وعطيك ألف عافية
    بس والله زعلت
    وين أعضاء المنتدى ؟؟

    تعليق

    • SOoΚaRh
      V - I - P
      • Jan 2009
      • 1778

      #12
      الجزء الرابع..

      رغم تفوق لمار في المدرسة في جميع المواد الدراسية بما فيها الجغرافيا إلا أنها لم تسمع ببلد اسمه (الاس) وهي متأكدة من ذلك

      لطالما لعبت مع أخوتها لعبة الأطلس .. كان أحدهما يمسك الأطلس فاتحا على إحدى الصفحات ويختار اسم مدينة أو نهر أو أي شيء ثم يعطيها للاخر ليبحث عن موقع تلك المدينة وهكذا

      حاولت لمار تذكر الأطلس .. وقالت في نفسها لا بد أنني في بلد غريب ربما في أوروبا أو أمريكا

      أين بالضبط لا أدري ؟؟

      واستعرضت أسماء الدول الأوربية بريطانيا هولندا فرنسا اسبانيا ... أي من هذه الدول يسميها أو ينطقها أهلها ألاس؟؟

      لم تتوصل إلى نتيجة وخطر في بالها أن تسأل ميري عن القارة ما هي؟

      ولكن ما ترجمة كلمة قارة؟

      ذهبت لمار إلى ميري لتسألها في أي قارة هي من العالم ولكن..

      ميري لم تفهم مقصد لمار ورغم أن لمار رسمت لها رسما تقريبيا لشكل القارات .. إلا أن ميري حسبتها تسأل عن موقع المدينة من البلد

      وباءت محاولات لمار بالفشل ... فميري ملت من أسئلة لمار المتكررة عن نفس الموضوع

      وفي ذلك اليوم دخلت لمار على ميري في المطبخ بعد عودتها من العمل وسألتها وهي تردد أوروبا أمريكا اسيا ... علها تفهم أنها تستفسر عن القارات

      ولكن ميري منزعجة فهي متعبة من العمل وهي الان تعد الغداء ولا تريد أن تسمع هذه الأسئلة التي ليس لها داعي في نظرها

      غسلت يديها ثم نشفتهما وأمسكت بيد لمار وأخذتها إلى الصالة حيث جلستا إلى الطاولة

      وقالت لها يا ابنتي .. أنت حقا بمقام ابنتي ونحن نرعاك رعاية تامة .. أتفهّم أنك تريدين العودة لبلادك .. ولكن هذا ليس بمقدورنا .. فالجهات المسئولة ستحاسبنا على إيوائك غير الرسمي وقد يتهموننا باختطافك بينما لم نفعل ذلك

      اقبلي بوجودك معنا مؤقتا ولا تكرري هذه الأسئلة التي لن تخرجي منها بفائدة

      أنا أؤمن بأن الرب سيجعل لك مخرجا من هذا الأمر ولكن لا تتعجلي

      يوما ما يا ابنتي ستتعلمين لغتنا حتى الإتقان وستتكلمين بطلاقة وستسألين وتسمعين إجابة لأسئلتك المحيرة

      ثقي يا عزيزتي أنك ستعرفين كل ذلك لاحقا .. وما عليك سوى الانتظار قليلا

      00000000000000000000000

      الحق أن ميري كانت تستطيع مساعدة هذه الطفلة العربية جذابة الملامح الرقيقة الحسنة الأخلاق

      تستطيع أن تساعدها على العودة إلى بلادها إما بالاستعانة بالسفارة أو بالشرطة

      ولكن هذا يتنافى مع ما كانت ميري تخطط له

      فهي تنظر إلى لمار على أنها هبة السماء

      وهي تعوضها عن فقدان ابنتها الصغيرة قبل عشرين سنة

      وعن غياب ابنها كارلوس

      لقد عزمت على تبني هذه الفتاة .. فقد أحبتها كثيرا

      وأعجبتها كثيرا

      كل شيء في لمار مثل السحر يعمل عمله في من يعرفها

      عيناها براقتان جميلتان بريئتان

      وجهها سمح ولطيف

      أخلاقها هادئة ومؤدبة (هذا الهدوء لم يكن من طبعها ولكن الغربة فرضته عليها)

      ذكية ونبيهة

      إنها أكثر مما تتمناه ميري

      فكيف تفرط بها؟

      لن تسمح بهذا الأمر أن يحصل ... ستصور أمر عودتها بغاية الصعوبة .. وتحاول جاهدة أن تغمرها بالحب والحنان والرعاية حتى تحبها هي الأخرى

      وستنسى ولو قليلا أمر عودتها لبلادها

      ويبقى أمر ديانتها .. لا بد أن تغير من مفاهيمها الإسلامية .. حتى تستطيع إدخالها الديانة النصرانية

      0000000000000

      المشكلة التي تواجه ستوفيوس وزوجته هي أن هذه الفتاة بلا هوية وليس معها أوراق ثبوتية رسمية .. مما جعلهما لا يخرجان بها كثيرا
      تخرج مرة واحدة في نهاية الأسبوع ... وفي الأماكن الهادئة فقط ، حيث يذهبون للنزهة ..

      وفي المساء كل ليلة تعطي ميري دروسا للمار في اللغة والثقافة العامة للبلد

      000000000000000000000000000000 00000000

      تعليق

      • SOoΚaRh
        V - I - P
        • Jan 2009
        • 1778

        #13
        ومرت سن ة كامل ة

        الوضع لم يتغير كثيرا .. فأبو أحمد لا يزال يبحث عن ابنيه المفقودين داخل وخارج السعودية

        وأحمد لا حس ولا خبر

        ولمار هدأت أسئلتها نوعا ما .. وتطورت لغتها بشكل ممتاز ... كما أنها اعتادت هذه الحياة

        وطبعا فاتتها سنة دراسية كاملة ولكن ... ما بيدها حيلة !

        بينما ستوفيوس وميري يحاولان جهدهما أن يوفرا للمار كل ما تحبه وترتاح له ويغدقان عليها المحبة والحنان

        فعندما تدخل ميري من العمل تضمها لصدرها وتمسح على شعرها وتدلعها عندما تناديها فتقول: لوري

        تشتري لها الهدايا ما بين وقت واخر

        وترعاها عندما تمرض

        وكانت تعاملها معاملة الأم تماما

        أما ستوفي فهو الاخر يحبها ويحميها ويخاف عليها كثيرا

        وفي أيام الشتاء الجميلة يصحبها للتزلج على الثلج ... ولا يبتعد عنها كثيرا حتى لا تسقط فتكسر ساقها أو يدها

        كان يحرص أن لا تتعرض لأي شيء يجعلها تذهب للمستشفى حتى لا يفتضح أمرها

        أما لمار فعرفت أنها لن تستطيع العودة الان ... فأضمرت في نفسها أن تنتظر حتى الوقت المناسب

        طيف أمها وأبيها وأخوتها لا يفارقها أبدا

        تشتاق إليهم وتتذكرهم كلما أغمضت عينيها لتنام

        ثم تنزل دمعة حارة على وجهها الطفولي لتصور مدى الأسى في نفسها المعذبة

        0000000000000000000000

        خلال تلك السنة وفي عيد الكريسماس وجد ستوفي وميري هذا العيد مناسبة للتأثير على الطفلة المسلمة

        قالا لها بقي على العيد أسبوع واحد وسنحتفل بذلك ... سنشتري لك الملابس الجميلة والهدايا والحلوى وسنذهب لنبارك هذا العيد في الكنيسة

        ولمار لا تعرف لفظ الكنيسة ماذا يعني بالطبع وكذلك الكريسماس ؟؟

        ولا تعرف شيئا من طقوس النصارى إلا القليل مما تراه في التلفاز

        وهي بظنها أنه احتفال وطني

        وقبل العيد بيوم واحد حملت لها ميري صليبا ذهبيا معلقا بسلسلة لتلبسه في عنقها

        طرقت عليها الباب لتعطي لمار فستانها الجديد وحذاءها وعقدها الذهبي وقدمته لها

        فرحت لمار بها ثم شكرتها على هذه الهدايا

        خرجت ميري وأغلقت الباب خلفها

        نظرت لمار إلى الفستان بفرح غامر .. فهي لم يسبق لها أن رأت مثل هذا الفستان الجميل فستان أبيض حريري

        ومعه قبعة وردية بشرائط ذهبية وحذاء أبيض راقي

        لبستها وأحست نفسها في تلك اللحظة أميرة في أحد الأفلام الكرتونية ، أو سندريلا في حفلة الأمير

        ثم انتعلت ذلك الحذاء الأبيض الناعم

        وقفت أما المراة وهي ترفع شعرها تارة وتسدله على كتفها تارة وتدور حول نفسها ثم تنظر إلى المراة بإعجاب فقد تغير جسمها في الاونة الأخيرة حيث تطور جسمها وكأنه استعداد لدخول مرحلة المراهقة أو الشباب

        فقامتها أطول من الصيف الماضي

        التفتت حيث العلبة الحمراء الداكنة وفتحتها لتفاجأ بالذهب فيها حملته ثم دققت في الشكل المصاغ أمامها

        إنه صليب ... وتذكرت في العام الماضي عندما نبهتم جارتهم أسماء إلى وجود بعض الملابس التي تحمل رسم صليب

        ثم طلبت منها أمها بالتعاون مع أختها الصغيرة لمياء أن يبحثن في ملابسهن عن هذا الرسم ويطمسنه

        قامت لمار ولمياء بنبش دولابهن والتفتيش عن علامة صليب ولكن لم يجدن شيئا إلا بعض التقاطعات العشوائية والتي ظننها صليبا

        وعندما فتشن في دولاب أخوانها الصغار وجدا رسما لصليب على قميص لمحمد أخيها

        فصرخن في فرحة ونشوة وكأنهن أمسكن بالشيطان وكل واحدة منهن تقول لأمها أنا لقيته أول

        فقالت أمهن: ما شاء الله عليكم يا بناتي بعطيكم مكافأة ... انتهبوا لعلامة الصليب والرسومات الشيطانية ورمز اليهود لا تشرون شيء فيها هذي الرسومات

        فرسخت من تلك اللحظة في ذهن لمار أن الصليب منافي للعقيدة الإسلامية فهو يرمز للديانة النصرانية

        اهتزت لمار في مكانها وهي تمسك بالصليب الذهبي في يدها .. واقشعر جسمها لذلك

        ماذا تفعل به؟

        مستحيل تلبسه ولكن ماذا تقول لميري عندما تقول لها لن ألبس الصليب؟

        رمت نفسها على السرير فقد أصيبت ببعض الخيبة والإحباط رغم الفرحة التي عمت أجواءها قبل قليل

        يا ترى ما العمل؟

        غدا الحفلة وعليها أن تسايرهم وتلبس صليبهم ... هل يعقل أن ألبس الصليب وأنا أحاربه قبل ذلك

        في الغد ستتضح الأمور

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #14
          مشكوره عالبارت الحلو
          متابعه لك انا

          تعليق

          • SOoΚaRh
            V - I - P
            • Jan 2009
            • 1778

            #15
            الجزء الخامس..

            في ليلة عيد الميلاد يحتفل الجميع بهذه المناسبة والتي تأتي في منتصف الشتاء القارس

            والجميع تشع الفرحة في وجهه ويعمل بنشاط ماعدا فتاة واحدة في تلك الديار البعيدة

            من صباح ذلك اليوم لمار تعمل وتمشي بلا فكر

            فقد أحست بتضييق الخناق عليها

            ماذا يريدون منها ؟ هل يريدونها نصرانية مثلهم؟

            ومع حلول المساء لبست لمار ملابس العيد والحذاء والقبعة

            ولبست الفرو ليقيها البرد

            وجلست على سريرها والهواجس تنتابها كل حين

            دخلت ميري لتجد لمار تجلس بحزن على السرير فسألتها عن سبب حزنها ... وفي نفس الوقت لاحظت أن لمار لم تلبس الصليب

            فردت عليها لمار: أنا مسلمة وما أقدر ألبس الصليب لأنه حق النصارى

            قالتها بصدق وبراءة

            ظهر الضيق على وجه ميري وسرعان ما ردت عليها
            - ابنتي العزيزة من قال أن هذا يخص النصارى إنه مجرد رسم جميل وتذكاري
            ونحن كلنا مسلمون وكلنا نصلي ولكن أنت أفضل مننا ... لأنك تحافظين على صلاتك .. بينما أنا وستوفي لا نتذكر الصلاة إلا عند النوم ... نعم عندما أريد النوم أسترجع ما فعلته في نهاري فأتذكر أني نسيت الصلاة

            فرحت لمار وقالت: مسلمين مثلي؟؟

            قالت نعم.. ولكن ... تعرفين نحن نعيش في بلاد بعيدة عنكم في السعودية وعندنا تقاليد خاصة بنا وصلاتنا تختلف قليلا بسبب اختلاف اللغة الجو والثقافة

            فردت لمار في دهشة : ولكن المسلمات يتحجبن وأنت لا؟؟

            قالت نعم .. كم أود ذلك ولكن ظروف حياتنا تختلف ... الإسلام في القلب يا عزيزتي .. يكفي أن نؤمن بوجود الرب وأن نعامل الناس بإخلاص ونساعدهم عندما يحتاجون المساعدة

            وكانت ميري تريد من خلال حديثها خلط الأمور في عقل الصغيرة لمار ...

            فصارت لمار في بلبلة فكرية وشكوك تشوش عليها يقينها وإيمانها وإسلامها

            إلا أنها رغم محاولات ميري مازالت تنظر للصليب بريبة وترفض لبسه

            وعندما أخذت ميري الصليب لتعلقه عليها .. قبلتها على جبينها أولا ثم ألبستها الصليب ولكن..

            مدت لمار يدها بخوف وشدته بعيدا وكأنه حبل المشنقة

            وصوت أمها يتردد في أذنها : الصليب للنصارى وما يحب المسلمين والمسلمين ما يلبسونه

            ثم قالت لميري وهي تتخذ قرارها: لن ألبسه أنا اسفة

            ثم قامت وأعرضت عنها

            ميري تمالكت نفسها وقالت للمار بهدوء: لا تصعّبي الأمور، فهذا العقد (ولم تقل الصليب) هو مجرد كرت دخول للكنيسة

            ولن يسمحوا لك بدخول الكنيسة .. البسيه الليلة فقط .. لتري الحفلة ولن يؤثر ذلك عليك

            هيا عزيزتي سارعي قبل أن يذهب الوقت علينا

            لم ترد لمار وظلت واقفة ومعرضة عنها

            ستوفي... في الصالة ينادي عليهما ويقول أنهم تأخروا ويجب أن يلحقوا بالحفلة

            ميري لم تيأس من لمار فظلت تذكرها بالكعك وبابا نويل والحفلة الرائعة و...

            ولمار كأنها التمثال لا تستجيب لذلك

            في نفسها قالت ميري: يا لها من عربية عنيدة جدا ... ولكن ستتحسرين يا لمار عندما ترين الصور وإن فاتنا كريسماس هذه السنة فلن يفوتنا العام القادم

            ثم قالت بصوت ظاهر للمار: لن نرغمك على شيء عزيزتي ... لك ما تريدين ... ستجلسين في المنزل ولكن لن ننساك في الحفلة ... سنجلب لك الحلوى والهدايا ونصورها حتى تستمتعي بذلك ..
            كم تمنيت أن تذهبي معنا ولكن لن يسمحوا لك بالدخول ما لم تلبسي العقد الذهبي.. ولكن لا تقلقي فلن نتأخر عليك

            وخرجت

            لمار كانت كمن دخل في دوامة .. أحست بالدوار ورغبة في البكاء وضيقا في التنفس

            فرمت نفسها على السرير لتبكي وتبكي وتبكي وتتذكر أهلها وأعيادهم السابقة وصلاة العيد في الصباح وكل شيء جميل هناك

            حتى نامت وهي تحلم بذلك كله

            0000000000000

            ثم رأت للمرة الثانية حلما رأته عندما نامت أول مرة في هذا البيت

            رأت امرأة بملابس بيضاء مستلقية على فراشها وتقول ليحفظك الله يا بنتي .. لا تيأسي وابحثي .. فأنا قريبة منك

            ثم رأتها تنزع صليبا علق في رقبتها وهي تقول أبعديه عنك إنه لا يناسبك

            وعندما فاقت من نومها قبيل الفجر ... كانت الأنوار مفتحة والفستان مازال عليها وكذلك الحذاء

            العلب المفتوحة كما هي .. فهذه علبة على التسريحة .. وأخرى على الأرض

            ثم تذكرت الصليب فبحثت عنه

            تعليق

            • SOoΚaRh
              V - I - P
              • Jan 2009
              • 1778

              #16
              إنه على التسريحة في علبته .. إذن لم تأخذه ميري وتركته لها

              تذكرت منامها وقالت: لن ألبسه ... مستحيل هم نصارى ويبون يخلوني زيهم ... لا مستحيل .. أنا أحب ديني وأهلي وبلادي

              يارب ترجعني بأسرع وقت .. أنا كرهت هالمكان ومليت ...

              وانخرطت في البكاء من جديد

              ولم تتوقف إلا عندما تسلل إلى غرفتها ضوء الفجر الأزرق البارد

              غسلت وجهها وصلت الفجر ودعت ربها كثيرا .. فهي التي رباها والدها على أن ترفع كفها كلما أرادت شيئا ليحققه الله

              فهو الواحد الأحد وهو على كل شيء قدير

              ومرت تلك الحادثة بسلام

              وميري لم تعد تحدثها بذلك الموضوع حتى لا يكون هناك رد فعل أسوأ مما حصل

              جاء فصل الربيع الجميل ثم اقترب فصل الصيف ... الذي أكملت فيه لمار سنة كاملة على غيابها عن أهلها

              00000000000000000

              في ذلك الصيف أراد ستوفي وميري السفر كعادتهما ولكن...

              كيف يسافران ومعهما لمار ؟؟

              لن يستطيعا السفر بالطائرة أو السفر بعيدا وليس أمامهما سوى السفر لأحد القرى الريفية القريبة من العاصمة حيث يسكنان

              وقررا السفر لمدة أسبوع واحد يستجمان في تلك النواحي الريفية ويتفرجان على الاثار الإغريقية القديمة التي تكثر في هذا البلد (الاس)

              في هذه البلدة الصغيرة يكثر السياح الوافدون لرؤية الاثار وللاستجمام بجانب الشاطئ المتوسطي الجميل

              سافر الجميع بالسيارة القديمة التي يمتلكها ستوفيوس والتي لا يحركها أكثر من مرة في الأسبوع... فقط عندما تستدعيه الحاجة لذلك

              هذه السيارة التي لم يسافرا عليها من فترة طويلة حيث كانوا يستقلون القطار أو الطائرة

              تجلس لمار في الخلف حيث تشاهد منظر المغادرة من العاصمة الشامخة بمبانيها

              ثم إلى الطريق الذي تحيط به بعض المصانع والمزارع والقرى الصغيرة

              ساعة مرت من الوقت وهي مسافة الطريق حتى وصلوا

              وفي بهو الفندق يتوزع فيه سياح قادمون من خارج البلاد للإقامة هنا

              أخذت لمار توزع النظر فيما بينهم لعلها تتعرف إلى أحد أو ترى وجوها عربية

              لاحظت ميري نظرات لمار فأخذتها حيث بعض الملصقات والإعلانات عن رحلات بحرية للسباحة أو للصيد الذي تشتهر به هذه المدينة الصغيرة

              لمار لم يخف عليها ما أرادته ميري من أن تصرف نظرها عن السياح

              ولم يلبثوا أن صعدوا إلى غرفتهم في الدور السابع

              اخذوا بالاستعداد للنوم باكرا حتى يخرجوا للجولة السياحية في الصباح الباكر

              000000000000000000000000000000

              في الصباح نزلوا حيث الإفطار الفندقي الشهي

              وحيث البوفيه المفتوح والمنوع مابين مأكولات غربية وشرقية تلبي حاجات السياح القادمين من كل مكان

              أخذت لمار صحنها لتدور حول البوفيه المقسم إلى مقبلات وقسم حلويات وقسم البيض وقسم السلطات وهكذا

              دارت حتى ابتعدت عن أعين ستوفي وميري ثم وقفت في قسم البيض .. فهو طبقها المفضل

              في هذا المكان المزدحم سمعت كلمات عربية من مكان ما هنا

              ثم التفتت لتلتقي عيناها بعيني رجل يقف مع زوجته ويتشاوران

              الزوجة سحبت زوجها بعيدا عن عيني الفتاة المراهقة بنظرها

              أخذت لمار البيض وبعض الخبز وهي تفكر هل ستذهب لهما ؟؟

              لمار حبيتي عجلي حتى لا تفوتنا الرحلة ... ناداها ستوفي بذلك

              أسرعت إلى الطاولة وهي تفكر بالرجل العربي وزوجته

              وعندما انتهوا من الإفطار صعدوا إلى الغرفة ليحملوا أمتعتهم ... فالرحلة البحرية مدتها سبع ساعات ولا بد من بعض المئونة رغم أن الرحلة تقدم لهم طعام الغداء

              صعد السياح القادمين من خارج البلاد وداخلها إلى السفينة الكبيرة والذين يصل عددهم فوق المائتين

              وتجمع الجميع داخل السفينة... فهذا في المقصورة حيث الكراسي والتلفاز

              واخر على حافة السفينة حيث البحر والأسماك

              وهناك في السطح مجموعة مستلقين على الكراسي البحرية تحت أشعة الشمس

              يلمع هنا فلاش الكاميرا

              وهناك أطفال يلقون ببعض الفيشار والكريسبي للأسماك

              000000000000000000000000000000 000000000

              لمار تقف في أحد الزوايا وتحس كمن فوّت على نفسه فرصة ذهبية عندما لم تلحق بالرجل العربي

              وفي نفس الوقت تحس بمراقبة ستوفي وميري لها .. مما يضيق عليها الخناق

              أخذت تتجول بينما ميري تقول لها: لا تتجولي يا ابنتي حتى لا تصابي بدوار البحر

              ولكن لمار تعللت بأنها لا تحب الجلوس

              عندما دخلت المقصورة وجدت الرجل العربي وزوجته يجلسان وأمامهما كوبي شاي

              فرحت وتجرأت لتقول لهما بالعربية: ممكن مساعدة

              ردت المرأة : يعني شو بنساعدك ... شو بدك ... تكلمي معي مو مع زوجي

              الرجل العربي ذي السحنة الشامية قال: ماظنيتك عربية بتتكلمي زينا .. لكن شو عندك .. تكلمي

              ومن خلفها سمعت شخصا يقول : لا تكملي ... تعالي هنا

              إنه شخص يتكلم العربية وقبل أن تستدير لترى الرجل كانت تفكر ... من يكون هذا الرجل الذي يناديها من خلفها؟

              هذا الرجل ... يكون من؟؟

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                #17
                عزيزتي
                ولاتزعلي ولاتخذي بخاطرك
                يكفي انا متابعه لك
                الله يعطيكِ العافيه

                تعليق

                • SOoΚaRh
                  V - I - P
                  • Jan 2009
                  • 1778

                  #18
                  والله تسلمي ما قصرتي
                  وعشانك راح أنزل جزئين

                  تعليق

                  • SOoΚaRh
                    V - I - P
                    • Jan 2009
                    • 1778

                    #19
                    الجزء السادس..

                    بالعربية قال الرجل للمار
                    - وش تبين منهم؟؟
                    - أنت مين؟
                    - ردي على قد السؤال
                    - أبي المساعدة
                    - اتركيهم .. أنا أساعدك
                    - وأنت مين؟؟
                    - ما فيه وقت تحققين معي قولي لي وش تبين ؟؟
                    - ما أقدر أقول لك كل شي ... أبي شي واحد ... ودي أرجع لأهلي
                    - واللي معك هناك مو أهلك؟؟
                    - لا ...
                    - كنت حاس بهالشي عشان كذا من يوم شفتك وأنا أراقبك ...
                    - ما أقدر أطول معك بالكلام .. لأنهم يدورون علي
                    - طيب ... كيف أساعدك
                    - ما أدري
                    -
                    وأنزلت لمار عيناها إلى الأرض تفكر مليا

                    فإذا بالرجل الغريب يبتعد عنها قليلا وكأنه لم يتكلم معها قط

                    نظرت إليه باستغراب .. ثم أدارت نظرها لترى ستوفي قادما نحوها

                    لمار ... ماذا تفعلين هنا؟؟ نحن نبحث عنك منذ وقت؟؟

                    ردت لمار وهي تفتعل التعب: كنت أحس ببعض الدوار فاسترخيت قليلا على هذه الكراسي

                    فاقترب منها ستوفي ووضع يده على رأسها قائلا: لا بأس حبيبتي .. فأنت لم تعتادي ركوب السفينة
                    تعالي إلى ميري ستعطيك حبوب دوار البحر

                    ومشت خلفه وهي تنظر للرجل الغريب .. والتي ودت فقط أن تعرف اسمه .. وكيف سيساعدها؟؟

                    رغم جمال البحر ورغم المتعة التي اتسمت بها الرحلة ... إلا إن لمار كانت واجمة بسبب فشلها في الاستعانة بالعرب الذين شاهدتهم على متن السفينة

                    لقد أمسكت بها ميري طيلة الوقت ولم تترك لها فرصة للتواصل مع هؤلاء العرب

                    وهكذا فاتت عليها الفرص التي ستخلصها من هذا السجن الكبير الذي يسمى بلاد (الاس)

                    000000000000000000000000

                    يوسف ... شاب عمره ثلاثون عاما ويعمل طبيبا في أحد مستشفيات العاصمة التي استقر فيها بعد أن أنهى دراسته الطبية ...
                    وهو ذلك الرجل الذي التقى بلمار في السفينة

                    عندما راها تتكلم مع الرجل العربي وزوجته ناداها بعد أن سمعها تطلب المساعدة منهما .... وكان يراقبها قبل ذلك لا لشيء إلا إنه أحس بأمر غريب في هذه الفتاة الصغيرة

                    من أول وهلة دخلت فيها بهو الفندق لاحظ الاختلاف التام بينها وبين الزوجين اللذان ترافقهما

                    ستوفي ذي الملامح الأوربية والشعر والحاجبين الأحمرين وزوجته الشقراء ذات الشعر المجعد ... يختلفان تماما عن لمار بملامحها الشرقية وشعرها الكستنائي الناعم الكثيف

                    أيضا لاحظ توترها والغربة التي تطل من عينيها

                    ليس هذا الذي شده بقدر ما شدته ملامحها

                    ليست بغريبة عليه

                    كأنه رأى هذه الملامح قبل ذلك؟

                    هل راها فعلا؟

                    أم أنه رأى من يشبهها؟

                    لا يدري بالضبط؟؟

                    ولكنه متأكد من أنه يعرفها أو يعرف أحدا له نفس الملامح

                    لذلك أخذ يراقبها ... حتى أنه عرف الغرفة التي تسكنها مع هذين الأوربيين

                    وعرف أنهم سيركبون السفينة في الرحلة البحرية ... فقص تذكرة مثلهم

                    ومن لحظة صعوده السفينة وهو يراقبها ويتحين فرصة للحديث معها

                    ومع ذلك فإنه سرعان من انصرف عنها عندما لاحظ ستوفي داخلا المقصورة ليبحث عنها

                    فاستدار مبتعدا بمهارة حتى لا يوقع هذه المسكينة في مشكلة وتمنى لو عرف فقط اسمها ومن أين جاءت؟؟

                    حاول أن يصل إليها بأي طريقة ... ولم يستطع

                    ولم تبق أمامه غير وسيلة واحدة فقط ...؟؟

                    تعليق

                    • SOoΚaRh
                      V - I - P
                      • Jan 2009
                      • 1778

                      #20
                      000000000000000000000000

                      عادت لمار من الرحلة البحرية مساءا فاستحمت واستعدت لتناول العشاء في الغرفة بمشاركة ستوفي وميري وبعد العشاء جلسوا لمتابعة التلفاز

                      أما لمار دخلت لتنام في الغرفة وهي تحس ببعض الإحباط – الغرفة لها هي وميري حيث لا يدخل ستوفي فهو ينام في الصالة الصغيرة – ألقت بجسدها النحيل ونامت لتحلم أحلاما غريبة ومزعجة

                      انتبهت لمار في ساعة متأخرة من الليل خرجت إلى الشرفة التي لها باب في الغرفة وفي الجانب الاخر باب على الصالة

                      وقفت لتطل على جانب من الشاطئ الساكن ليلا بينما تزخر بعض المحلات الجانبية بالسياح الساهرون ليلا إما لشرب أو رقص وغيره

                      جلست تفكر بأمرها وبهذا البلد الغريب الذي لا تعرف موقعه من العالم إلى الان.. ؟

                      تذكرت أهلها أمها أباها أخوتها ... أخاها أحمد الذي لا تدري إن كان قدم معها إلى هذه البلاد وتاه مثلها أم أنه بقي في السعودية ... لا تدري

                      وظلت تتذكر وتتذكر إلى أن رأت بزوغ الفجر .. فأسرعت لتتوضأ وتصلي وعندها أمل أن تشاهد الرجل الذي أراد مساعدتها بالأمس

                      صلت وانتظرت في الغرفة حتى الساعة السابعة وهو موعد الإفطار .. وما إن صحا ستوفي وميري حتى قالت: أريد أن أنزل للإفطار

                      ردت ميري: انتظري قليلا ريثما ننتهي من تبديل ملابسنا

                      0000000000000000000

                      نزلوا حيث بوفيه الإفطار وطاولات الطعام الموزعة داخلا وخارجا حيث الحديقة

                      رأت لمار على إحدى الطاولات بالقرب من مدخل البوفيه الرجل العربي وكأنه ينتظرها

                      ثم قام فجأة ليضع شيئا ما على إحدى الطاولات الفارغة مركزا الكأس الزجاجي عليه وعاد إلى طاولته وأكمل إفطاره بصمت صارفا النظر عن جميع ما حوله وكأنه يفكر بشيء ما

                      أسرعت لمار إلى الكأس وسحبت الورقة تحته لتضعها في جيبها .. وهي لا تدري ما كتب فيها

                      ثم ذهبت لتأخذ فطورها وتجلس بجانب ميري وستوفي

                      بعد ذلك صعدوا لغرفتهم ليستعدوا للخروج

                      دخلت ميري الحمام لتفتح الورقة فليس هناك مكان تخلو به

                      ثم قرأت الورقة التي فوجئت بأنها مجموعة من الأسئلة عن جنسيتها وعنوانها واسمها

                      لقد طلب منها أن تسجل ذلك وتترك الورقة في بهو الفندق عند الطاولة رقم تسعة متى ما خرجت

                      ثم نزلت مع ستوفي وميري وعندما مرت من البهو تظاهرت بأنها تريد أن تقرأ القائمة الموجودة على الطاولة وعندما اقتربت لاحظت الأرقام الموجودة على الطاولات ووجدت أن رقم تسعة هو رقم الطاولة الأقرب ...

                      أسرعت لتضع الورقة بعد أن كتبت الإجابات وعادت لتلحق بميري وستوفي وخرجا من الفندق

                      كل ذلك المشهد كان أمام ناظري يوسف الذي يقف مبتسما بالقرب من الكوفي الموجود يمين البهو ... أسرع إلى الطاولة وسحب الورقة فقرأ: لمار
                      سعودية
                      العاصمة

                      ارتاح يوسف عندما علم أنها تسكن في العاصمة حيث يسكن وقرر أن يكشف سر وجود هذه الفتاة هنا؟؟

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...