رد: رواية انت لي [ رائعه فعلا ] مكتمله ,
أجبت بإذعان :
" بلى "
و استدركت :
" وليد معكم ؟؟ "
قالت :
" بالتأكيد ... "
طبعا هو معهم ! أين يمكن أن يكون ؟؟
أخذت حجابي و سرت نحو المراة لارتدائه ، و هالني منظر عيني الحمراوين و جفوني المتورمة !
تركت الحجاب جانبا و مضيت لأغسل وجهي ...
عندما خرجت من دورة المياه وجدت أمي تنتظرني ...
قالت :
" هيا عزيزتي ... "
ارتديت حجابي على عجل و أقبلت نحوها ...
قالت :
" سيسير كل شيء على ما يرام ، و إن احتجت شيئا لا تترددي في طلبه من دانة أو وليد أو سامر ... سنبقى على اتصال دائم "
بعدها ذهبنا إلى غرفة المعيشة ...
كانوا جميعهم مندمجين في الأحاديث المختلفة ، و ما أن رأونا حتى قال سامر :
" تعالي رغد ! كنا نوصي الكبير و العروس بك خيرا ! "
والدي قال موجها حديثه إلي و هو يبتسم بابتهاج :
" أهلا بالعزيزة المدللة ! تعالي و اجلسي قرب أبيك ليرتوي منك قبل السفر "
سرت كالالة نحو المقعد الذي يجلس عليه أبي و جلست إلى جواره ، ففتح ذراعه و أحاطني بها ...
قال :
" ما بك صغيرتي ؟ على الوجبات لست معنا ، و في الجلسات لا تشركينا ! ألن تشتاقي لشيبتي هذه ؟؟ "
سامر ضحك ، و دانة نظرت إلى السقف باستنكار ... و أمي ابتسمت ، أما الكائن الأخير فلم ألتفت نحوه لأعرف ما فعل !
قلت :
" بلى ... كثيرا جدا ! خذاني معكما ! "
قال سامر مداعبا :
" و أنا أيضا ! "
قالت دانة :
" ماذا عني ؟؟ "
قلت :
" نتركك مع المغرور ! "
ضحك من ضحك ، أما صوت وليد و الذي كان خفيفا و مع هذا تمكنت مجسات أذني من التقاطه فجاء في الكلمتين التاليتين :
" تقصدينني أنا ؟؟ "
و أجبرني سؤاله على الالتفات إليه ...
لقد كان ينظر إلي بغرابة ...
لم أرد عليه ، بل التفت إلى أبي
و دانة تولت الإيضاح بنفسها إذ قالت :
" بل تقصد خطيبي ... فهي لا تطيقه و تنعته بالمغرور دوما "
الان أنا التفت إلى دانة و قلت بصوت حاد :
" على الأقل ... خير من الكذابين "
بعض الصمت خيم علينا لبعض الوقت ...
و بعض الندم شعرت به لبعض الوقت !
قال أبي :
" و من الكذابون بعد يا ترى ؟؟ "
قلت :
" بعض معارفي يا أبي ! لا يطاقون ! ... "
و الان تكلم وليد و قال :
" المغرورون ، و الكذابون ، و الخونة كذلك ... كلهم لا يطاقون ! "
التفت إلى وليد و قلت :
" من تقصد ؟؟ "
قال :
" بعض معارفي يا ابنة عمي ... لا يطاقون ! "
بدا كل هذا سخف ! أليس كذلك ؟؟
قال سامر :
" دعونا من هذا ... و لنعد إلى موضوعنا .. لدينا عروسان ، بالتالي موكبا زفاف ... أبي و وليد ، من سيقود موكب من ؟؟ دعونا نحدد الان "
قلت أنا بسرعة :
" أنا أريد أبي "
التفت سامر نحو دانة و قال :
" إذن أنت مع وليد "
دانة نظرت إلى وليد و قالت :
" إذن يجب أن تستأجر سيارة فخمة من أجلي ! أفخم من سيارة سامر ! "
والدتي ضحكت و قالت :
" يا لتفكيركن العجيب يا فتيات هذا الزمن ! "
قالت دانة :
" لن أقبل بسيارة قديمة كهذه ! "
و وجهت كلامها إلى وليد قائلة :
" لم لا تستبدل سيارتك يا وليد ؟؟ لقد عثى عليها الدهر ! "
قال وليد :
" سأفعل ... عندما تتحسن الأحوال ! "
الأحوال بالتأكيد يقصد بها الأحوال المادية !
و لكن هل ابن عمي هذا ضئيل المال ؟؟ ألم يذهب للدراسة في الخارج ؟ لا بد أن لديه شهادة عظيمة تمكنه من احتلال وظيفة مرموقة ... ذات دخل محترم !
مثل سامر !
لا أدري ما كان يقصد بتحسن الأحوال هذه !
وليد قال :
" أ لديك دراسة هذه الفترة ؟ "
طبعا كان يقصدني ! لكنني تظاهرت بأنني لم أنتبه !
لذا قال والدي :
" نعم لمدة خمسة أيام قبل إجازة العيد ... ، ستأخذها للجامعة خلال هذه الأيام "
قال وليد :
" حسنا ، أهناك أي تغيير في مواعيدك ؟؟ "
الكل ينظر إلي بانتظار جوابي !
قلت بنفور :
" لا ، و لكنني أفكر في عدم الذهاب هذه الأيام "
قال وليد :
" لم ؟؟ "
قلت باستياء :
" ليس من شأنك "
بعض الصمت سكن الغرفة تلاه صوت أبي :
" لم لا تودين الذهاب رغد ؟؟ "
قلت :
" لا أريد ترك دانة وحيدة معظم النهار "
دانة نظرت إلي بتشكك و قالت :
" لا تكترثي بشأني ! سأقضي الوقت في إعداد الطعام و العناية بالمنزل ! "
ثم أضافت بجرأة :
" و التنزه مع نوار ! "
قالت أمي :
" على ذكر الطعام ... ماذا عن كعكتك يا دانة ؟؟ "
قامت دانة و قالت :
" اه نعم ... سأحضرها لكم الان ... "
و ذهبت إلى المطبخ ، فقمت أنا و لحقت بها ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
عادت دانة و رغد بعد قليل تحملان الكعكة و كؤوس العصير ... و قامتا بتوزيعها علينا جميعا ...
الذي المني هو أنها أي صغيرتي رغد كانت تعاملني بنفور شديد ... حتى أنها حين جاء دوري لأخذ كأس عصيري لم تدع لي المجال لأخذه ، بل أمسكت هي به و وضعته على المنضدة الماثلة أمامي بسرعة كادت تدلق محتوياته فوقها !
كانت الكعكة لذيذة جدا ... قلت :
" ما ألذها ! سلمت يداك يا دانة ! أنت ماهرة "
قالت دانة بزهو :
" شكرا يا أخي ، سترى ! سأذيقك أصنافا لذيذة من الحلويات فأنا ماهرة في إعدادها ! "
قلت :
" عظيم ! فأنا أحب الحلويات ! "
و التفت نحو رغد و قلت :
" و أنت ؟؟ "
رغد رفعت بصرها عن قطعة الكعك التي بين يديها ببطء ، و نظرت إلي بنفاذ صبر و قالت :
" أنا لا أحب الحلويات "
قلت :
" أقصد ماذا ستذيقيننا من صنع يدك ؟؟"
لم يبد على رغد أنها تريد تباديل الأحاديث معي ... قالت بضجر :
" لا شيء ... "
قالت دانة :
" إنها كسولة ! لا تحب الطهو و لا تجيده ! لا أعرف كيف ستتولى مسؤولية بيتها المستقبلي ! مسكين سامر ! "
ضحك سامر و قال :
" سأعود لأمي كلما قرصني الجوع ! "
و أخذ الجميع يضحكون عدانا أنا و هي ...
قالت دانة و هي تضحك :
" أو صبر معدتك بالبطاطا المقلية المقرمشة ! "
و استمروا في الضحك بمرح ...
رغد وقفت الان بغضب و قالت :
" أنتم تسخرون مني "
الجميع توقف عن الضحك ، و نظروا إليها باهتمام ... كانت منفعلة ...
قال سامر :
" لا عزيزتي نحن نمزح فقط ! "
قالت :
" بل تسخرون مني "
و توجم وجهها بما يوحي بدموع على وشك الانهمار ...
وقفت أنا و قلت :
" معذرة ... صغيرتي "
التفتت رغد نحوي بعصبية و قالت بحدة :
" أنت أسكت ... اخر من يسمح له بالكلام "
صعقت بهذا الرد الجارح و علاني الصمت العميق ...
الجو صار مشحونا بتيارات متعارضة متضاربة ، و النظرات أخذت تصطدم ببعضها محدثا فرقعة !
و الان ؟؟
خرجت رغد مسرعة من الغرفة في غضب و استياء ...
بقينا بعد خروجها بعض الوقت صامتين منصتين لفرقعة نظراتنا الحائرة !
وقف سامر هاما باللحاق بها ، ألا أن أمي طلبت منه أن يلتزم مكانه ...
" دعوها فهي اليوم في مزاج شديد التعكر "
قالت هذا أمي ، فعقبت دانة :
" اليوم فقط ؟؟ بل كل يوم ! لا أدري ما ذا جرى لهذه الفتاة مؤخرا ! "
كنت أنا لا أزال واقفا أنظر ناحية الباب ...
قالت أمي :
" اجلس بني ! "
فجلست على طرف المعقد مشدود العضلات ... على أهبة النهوض !
تنهد أبي و قال أبي :
" أمرها يقلقني "
قالت أمي :
" و أنا كذلك ، لست مطمئنة للسفر و تركها ! "
قالت دانة :
" خذاها معكما ! أنا لا أطيق تصرفاتها هذه ! "
أبي التفت إلي و قال :
" احرص في التعامل معها ... كن حليما ... "
قالت دانة :
" إنها لا تزال غاضبة منك ! كان الله في عونك على مراسها هذا ! "
بعد قليل ان أوان مغادرة والدي و سامر ، الذي سينقلهما إلى المطار ثم يذهب إلى شقته في المدينة الأخرى ...
أخذت أحمل الحقائب و أنقلها إلى سيارة أخي ، و عندما انتهيت من وضع الحقيبة الأخيرة و دخلت المنزل وجدت والدتي تقف عند الباب الداخلي ...
قالت :
" أعطاك الله العافية يا بني "
" عافاك الله أماه "
هممت بالدخول إلا أن أمي أمسكت بذراعي و استوقفتني ...
" وليد "
نظرت إليها بحيرة ... قلت :
" بلى "
و استدركت :
" وليد معكم ؟؟ "
قالت :
" بالتأكيد ... "
طبعا هو معهم ! أين يمكن أن يكون ؟؟
أخذت حجابي و سرت نحو المراة لارتدائه ، و هالني منظر عيني الحمراوين و جفوني المتورمة !
تركت الحجاب جانبا و مضيت لأغسل وجهي ...
عندما خرجت من دورة المياه وجدت أمي تنتظرني ...
قالت :
" هيا عزيزتي ... "
ارتديت حجابي على عجل و أقبلت نحوها ...
قالت :
" سيسير كل شيء على ما يرام ، و إن احتجت شيئا لا تترددي في طلبه من دانة أو وليد أو سامر ... سنبقى على اتصال دائم "
بعدها ذهبنا إلى غرفة المعيشة ...
كانوا جميعهم مندمجين في الأحاديث المختلفة ، و ما أن رأونا حتى قال سامر :
" تعالي رغد ! كنا نوصي الكبير و العروس بك خيرا ! "
والدي قال موجها حديثه إلي و هو يبتسم بابتهاج :
" أهلا بالعزيزة المدللة ! تعالي و اجلسي قرب أبيك ليرتوي منك قبل السفر "
سرت كالالة نحو المقعد الذي يجلس عليه أبي و جلست إلى جواره ، ففتح ذراعه و أحاطني بها ...
قال :
" ما بك صغيرتي ؟ على الوجبات لست معنا ، و في الجلسات لا تشركينا ! ألن تشتاقي لشيبتي هذه ؟؟ "
سامر ضحك ، و دانة نظرت إلى السقف باستنكار ... و أمي ابتسمت ، أما الكائن الأخير فلم ألتفت نحوه لأعرف ما فعل !
قلت :
" بلى ... كثيرا جدا ! خذاني معكما ! "
قال سامر مداعبا :
" و أنا أيضا ! "
قالت دانة :
" ماذا عني ؟؟ "
قلت :
" نتركك مع المغرور ! "
ضحك من ضحك ، أما صوت وليد و الذي كان خفيفا و مع هذا تمكنت مجسات أذني من التقاطه فجاء في الكلمتين التاليتين :
" تقصدينني أنا ؟؟ "
و أجبرني سؤاله على الالتفات إليه ...
لقد كان ينظر إلي بغرابة ...
لم أرد عليه ، بل التفت إلى أبي
و دانة تولت الإيضاح بنفسها إذ قالت :
" بل تقصد خطيبي ... فهي لا تطيقه و تنعته بالمغرور دوما "
الان أنا التفت إلى دانة و قلت بصوت حاد :
" على الأقل ... خير من الكذابين "
بعض الصمت خيم علينا لبعض الوقت ...
و بعض الندم شعرت به لبعض الوقت !
قال أبي :
" و من الكذابون بعد يا ترى ؟؟ "
قلت :
" بعض معارفي يا أبي ! لا يطاقون ! ... "
و الان تكلم وليد و قال :
" المغرورون ، و الكذابون ، و الخونة كذلك ... كلهم لا يطاقون ! "
التفت إلى وليد و قلت :
" من تقصد ؟؟ "
قال :
" بعض معارفي يا ابنة عمي ... لا يطاقون ! "
بدا كل هذا سخف ! أليس كذلك ؟؟
قال سامر :
" دعونا من هذا ... و لنعد إلى موضوعنا .. لدينا عروسان ، بالتالي موكبا زفاف ... أبي و وليد ، من سيقود موكب من ؟؟ دعونا نحدد الان "
قلت أنا بسرعة :
" أنا أريد أبي "
التفت سامر نحو دانة و قال :
" إذن أنت مع وليد "
دانة نظرت إلى وليد و قالت :
" إذن يجب أن تستأجر سيارة فخمة من أجلي ! أفخم من سيارة سامر ! "
والدتي ضحكت و قالت :
" يا لتفكيركن العجيب يا فتيات هذا الزمن ! "
قالت دانة :
" لن أقبل بسيارة قديمة كهذه ! "
و وجهت كلامها إلى وليد قائلة :
" لم لا تستبدل سيارتك يا وليد ؟؟ لقد عثى عليها الدهر ! "
قال وليد :
" سأفعل ... عندما تتحسن الأحوال ! "
الأحوال بالتأكيد يقصد بها الأحوال المادية !
و لكن هل ابن عمي هذا ضئيل المال ؟؟ ألم يذهب للدراسة في الخارج ؟ لا بد أن لديه شهادة عظيمة تمكنه من احتلال وظيفة مرموقة ... ذات دخل محترم !
مثل سامر !
لا أدري ما كان يقصد بتحسن الأحوال هذه !
وليد قال :
" أ لديك دراسة هذه الفترة ؟ "
طبعا كان يقصدني ! لكنني تظاهرت بأنني لم أنتبه !
لذا قال والدي :
" نعم لمدة خمسة أيام قبل إجازة العيد ... ، ستأخذها للجامعة خلال هذه الأيام "
قال وليد :
" حسنا ، أهناك أي تغيير في مواعيدك ؟؟ "
الكل ينظر إلي بانتظار جوابي !
قلت بنفور :
" لا ، و لكنني أفكر في عدم الذهاب هذه الأيام "
قال وليد :
" لم ؟؟ "
قلت باستياء :
" ليس من شأنك "
بعض الصمت سكن الغرفة تلاه صوت أبي :
" لم لا تودين الذهاب رغد ؟؟ "
قلت :
" لا أريد ترك دانة وحيدة معظم النهار "
دانة نظرت إلي بتشكك و قالت :
" لا تكترثي بشأني ! سأقضي الوقت في إعداد الطعام و العناية بالمنزل ! "
ثم أضافت بجرأة :
" و التنزه مع نوار ! "
قالت أمي :
" على ذكر الطعام ... ماذا عن كعكتك يا دانة ؟؟ "
قامت دانة و قالت :
" اه نعم ... سأحضرها لكم الان ... "
و ذهبت إلى المطبخ ، فقمت أنا و لحقت بها ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
عادت دانة و رغد بعد قليل تحملان الكعكة و كؤوس العصير ... و قامتا بتوزيعها علينا جميعا ...
الذي المني هو أنها أي صغيرتي رغد كانت تعاملني بنفور شديد ... حتى أنها حين جاء دوري لأخذ كأس عصيري لم تدع لي المجال لأخذه ، بل أمسكت هي به و وضعته على المنضدة الماثلة أمامي بسرعة كادت تدلق محتوياته فوقها !
كانت الكعكة لذيذة جدا ... قلت :
" ما ألذها ! سلمت يداك يا دانة ! أنت ماهرة "
قالت دانة بزهو :
" شكرا يا أخي ، سترى ! سأذيقك أصنافا لذيذة من الحلويات فأنا ماهرة في إعدادها ! "
قلت :
" عظيم ! فأنا أحب الحلويات ! "
و التفت نحو رغد و قلت :
" و أنت ؟؟ "
رغد رفعت بصرها عن قطعة الكعك التي بين يديها ببطء ، و نظرت إلي بنفاذ صبر و قالت :
" أنا لا أحب الحلويات "
قلت :
" أقصد ماذا ستذيقيننا من صنع يدك ؟؟"
لم يبد على رغد أنها تريد تباديل الأحاديث معي ... قالت بضجر :
" لا شيء ... "
قالت دانة :
" إنها كسولة ! لا تحب الطهو و لا تجيده ! لا أعرف كيف ستتولى مسؤولية بيتها المستقبلي ! مسكين سامر ! "
ضحك سامر و قال :
" سأعود لأمي كلما قرصني الجوع ! "
و أخذ الجميع يضحكون عدانا أنا و هي ...
قالت دانة و هي تضحك :
" أو صبر معدتك بالبطاطا المقلية المقرمشة ! "
و استمروا في الضحك بمرح ...
رغد وقفت الان بغضب و قالت :
" أنتم تسخرون مني "
الجميع توقف عن الضحك ، و نظروا إليها باهتمام ... كانت منفعلة ...
قال سامر :
" لا عزيزتي نحن نمزح فقط ! "
قالت :
" بل تسخرون مني "
و توجم وجهها بما يوحي بدموع على وشك الانهمار ...
وقفت أنا و قلت :
" معذرة ... صغيرتي "
التفتت رغد نحوي بعصبية و قالت بحدة :
" أنت أسكت ... اخر من يسمح له بالكلام "
صعقت بهذا الرد الجارح و علاني الصمت العميق ...
الجو صار مشحونا بتيارات متعارضة متضاربة ، و النظرات أخذت تصطدم ببعضها محدثا فرقعة !
و الان ؟؟
خرجت رغد مسرعة من الغرفة في غضب و استياء ...
بقينا بعد خروجها بعض الوقت صامتين منصتين لفرقعة نظراتنا الحائرة !
وقف سامر هاما باللحاق بها ، ألا أن أمي طلبت منه أن يلتزم مكانه ...
" دعوها فهي اليوم في مزاج شديد التعكر "
قالت هذا أمي ، فعقبت دانة :
" اليوم فقط ؟؟ بل كل يوم ! لا أدري ما ذا جرى لهذه الفتاة مؤخرا ! "
كنت أنا لا أزال واقفا أنظر ناحية الباب ...
قالت أمي :
" اجلس بني ! "
فجلست على طرف المعقد مشدود العضلات ... على أهبة النهوض !
تنهد أبي و قال أبي :
" أمرها يقلقني "
قالت أمي :
" و أنا كذلك ، لست مطمئنة للسفر و تركها ! "
قالت دانة :
" خذاها معكما ! أنا لا أطيق تصرفاتها هذه ! "
أبي التفت إلي و قال :
" احرص في التعامل معها ... كن حليما ... "
قالت دانة :
" إنها لا تزال غاضبة منك ! كان الله في عونك على مراسها هذا ! "
بعد قليل ان أوان مغادرة والدي و سامر ، الذي سينقلهما إلى المطار ثم يذهب إلى شقته في المدينة الأخرى ...
أخذت أحمل الحقائب و أنقلها إلى سيارة أخي ، و عندما انتهيت من وضع الحقيبة الأخيرة و دخلت المنزل وجدت والدتي تقف عند الباب الداخلي ...
قالت :
" أعطاك الله العافية يا بني "
" عافاك الله أماه "
هممت بالدخول إلا أن أمي أمسكت بذراعي و استوقفتني ...
" وليد "
نظرت إليها بحيرة ... قلت :
تعليق