ديوان الشاعر فاروق جويده

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    #61
    رد: قصيدة حتى الحجاره اعلنت عصيانها - فاروق جويده




    حجر عتيق فوق صدر النيل

    يصرخ في العراء ..

    يبكي في أسى

    ويدور في فزع

    ويشكو حزنه للماء ..

    كانت رياح العري تلفحه فيحني رأسه

    ويئن في ألم وينظر للوراء ..

    يتذكر المسكين أمجاد السنين العابرات

    على ضفاف من ضياء ..

    يبكي على زمن تولى

    كانت الأحجار تيجانا وأوسمة

    تزين قامة الشرفاء ..

    يدنو قليلا من مياه النهر يلمسها

    تعانق بؤسه

    يترنح المسكين بين الخوف والإعياء ..

    ويعود يسأل

    فالسماء الان في عينيه ما عادت سماء ..

    أين العصافير التي رحلت

    وكانت كلما هاجت بها الذكرى

    تحن الى الغناء ..

    أين النخيل يعانق السحب البعيدة

    كلما عبرت على وجه الفضاء ..

    أين الشراع على جناح الضوء

    والسفر الطويل .. ووحشة الغرباء ..

    أين الدموع تطل من بين الماقي

    والربيع يودع الأزهار

    يتركها لأحزان الشتاء ..

    أين المواويل الجميلة

    فوق وجه النيل تشهد عرسه

    والكون يرسم للضفاف ثيابها الخضراء ..

    حجر عتيق فوق صدر النيل يبكي في العراء ..

    حجر ولكن من جمود الصخر ينبت كبرياء ..

    حجر ولكن في سواد الصخر قنديل أضاء ..

    حجر يعلمنا مع الأيام درسا في الوفاء ..

    النهر يعرف حزن هذا الصامت المهموم

    في زمن البلادة .. والتنطع .. والغباء ..

    * * *

    حجر عتيق فوق صدر النيل يصرخ في العراء ..

    قد جاء من أسوان يوما

    كان يحمل سرها

    كالنور يمشي فوق شط النيل

    يحكي قصة الاباء للأبناء ..

    في قلبه وهج وفي جنبيه حلم واثق

    وعلى الضفاف يسير في خيلاء ..

    ما زال يذكر لونه الطيني

    في ركب الملوك وخلفه

    يجري الزمان وتركع الأشياء ..

    حجر من الزمن القديم

    على ضفاف النيل يجلس في بهاء ..

    لمحوه عند السد يحرس ماءه

    وجدوه في الهرم الكبير

    يطل في شمم وينظر في إباء ..

    لمحوه يوما

    كان يدعو للصلاة على قباب القدس

    كان يقيم مئذنة تكبر

    فوق سد الأولياء ..

    لمحوه في القدس السجينة

    يرجم السفهاء ..

    قد كان يركض خلفهم مثل الجواد

    يطارد الزمن الردئ يصيح فوق القدس

    يا الله .. أنت الحق .. أنت العدل

    أنت الأمن فينا والرجاء ..

    لا شئ غيرك يوقف الطوفان

    هانت في أيادي الرجس أرض الأنبياء ..

    حجر عتيق في زمان النبل

    يلعن كل من باعوا شموخ النهر

    في سوق البغاء ..

    وقف الحزين على ضفاف النهر يرقب ماءه

    فرأى على النهر المعذب

    لوعة .. ودموع ماء ..

    وتساءل الحجر العتيق

    وقال للنهر الحزين أراك تبكي

    كيف للنهر البكاء ..

    فأجابه النهر الكسير

    على ضفافي يصرخ البؤساء ..

    وفوق صدري يعبث الجهلاء ..

    والان ألعن كل من شربوا دماء الأبرياء ..

    حتى الدموع تحجرت فوق الماقي

    صارت الأحزان خبز الأشقياء ..

    صوت المعاول يشطر الحجر العنيد

    فيرتمي في الطين تنزف من ماقيه الدماء ..

    ويظل يصرخ والمعاول فوقه

    والنيل يكتم صرخة خرساء ..

    * * *

    حجر عتيق فوق صدر النيل يبكي في ألم ..

    قد عاش يحفظ كل تاريخ الجدود وكم رأى

    مجد الليالي فوق هامات الهرم ..

    يبكي من الزمن القبيح

    ويشتكي عجز الهمم ..

    يترنح المسكين والأطلال تدمي حوله

    ويغوص في صمت التراب

    وفي جوانحه سأم ..

    زمن بنى منه الخلود واخر

    لم يبق منه سوى المهانة والندم ..

    كيف انتهى الزمن الجميل

    الى فراغ .. كالعدم ..

    * * *

    حجر عتيق فوق صدر النيل يصرخ

    بعد أن سئم السكوت ..

    حتى الحجارة أعلنت عصيانها

    قامت على الطرقات وانتفضت

    ودارت فوق أشلاء البيوت ..

    في نبضنا شئ يموت ..

    في عزمنا شئ يموت ..

    في كل حجر على ضفاف النهر

    يرتع عنكبوت ..

    في كل يوم في الر بوع

    الخضر يولد ألف حوت ..

    في كل عش فوق صدر النيل

    عصفور يموت ..

    * * *

    حجر عتيق

    لم يزل في الليل يبكي كالصغار

    على ضفاف النيل ..

    ما زال يسأل عن رفاق

    شاركوه العمر والزمن الجميل ..

    قد كانت الشطان في يوم

    تداوي الجرح تشدو أغنيات الطير

    يطربها من الخيل الصهيل ..

    كانت مياه النيل تعشق

    عطر أنفاس النخيل ..

    هذي الضفاف الخضر

    كم عاشت تغني للهوى شمس الأصيل ..

    النهر يمشي خائرا

    يتسكع المسكين في الطرقات

    بالجسد العليل ..

    قد علموه الصمت والنسيان

    في الزمن الذليل ..

    قد علموا النهر المكابر

    كيف يأنس للخنوع

    وكيف يركع بين أيدي المستحيل ..

    * * *

    حجر عتيق فوق صدر النيل يصرخ في المدى ..

    الان يلقيني السماسرة الكبار الى الردى ..

    فأموت حزنا

    لا وداع .. ولا دموع .. ولا صدى ..

    فلتسألوا التاريخ عني

    كل مجد تحت أقدامي ابتدا ..

    أنا صانع المجد العريق ولم أزل

    في كل ركن في الوجود مخلدا ..

    أنا صحوة الانسان في ركب الخلود

    فكيف ضاعت كل أمجادي سدى ..

    زالت شعوب وانطوت أخبارها

    وبقيت في الزمن المكابر سيدا ..

    كم طاف هذا الكون حولي

    كنت قداسا .. وكنت المعبدا ..

    حتى أطل ضياء خير الخلق

    فانتفضت ربوعي خشية

    وغدوت للحق المثابر مسجدا ..

    يا أيها الزمن المشوه

    لن تراني بعد هذا اليوم وجها جامدا ..

    قولوا لهم

    إن الحجارة أعلنت عصيانها

    والصامت المهموم

    في القيد الثقيل تمردا ..

    سأعود فوق مياه هذا النهر طيرا منشدا ..

    سأعود يوما حين يغتسل الصباح

    البكر في عين الندى ..

    قولوا لهم

    بين الحجارة عاشق

    عرف اليقين على ضفاف النيل يوما فاهتدى ..

    وأحبه حتى تلاشى فيه

    لم يعرف لهذا الحب عمرا أو مدى ..

    فأحبه في كل شئ

    في ليالي الفرح في طعم الردى ..

    من كان مثلي لا يموت وإن تغير حاله

    وبدا عليه .. ما بدا ..

    بعض الحجارة كالشموس

    يغيب حينا ضوؤها

    حتى إذا سقطت قلاع الليل وانكسر الدجى

    جاء الضياء مغردا ..

    سيظل شئ في ضمير الكون يشعرني

    بأن الصبح ات .. أن موعده غدا ..

    ليعود فجر النيل من حيث ابتدا ..

    ليعود فجر النيل من حيث ابتدا ..


    الكاتب فاروق جويده .




    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      #62
      رد: قصيدة موعد بلا لقاء - فاروق جويده




      ووقفت أنظر في العيون

      الحائرات على بحار من دموع

      والليل يفرش بالظلام طريقنا

      والخوف يعبث بامتهان في الضلوع

      تتبعثر الأحلام في الأعماق

      تهوى فوق أشلاء الشموع

      تتعثر الخطوات في قدمي

      وتسألني.. الرجوع

      ما زلت أمضي خلف أوهام

      قضيت العمر تخدعني

      على هذي الربوع

      * * *

      وأخذت أنظر في الطريق

      وكاد يغلبني البكاء

      كنا هنا بالأمس

      كان الحب يحملنا بعيدا للسماء

      ما أتعس الدنيا

      إذا احترقت زهور العمر

      في ليل الجفاء

      الان أبحث عنك في كل الوجوه

      وكأنني طفل على الأحزان يوما عودوه

      وكأنني شيخ يموت و بالأماني كبلوه

      وكأنني طير بلا عش و عاش ليصلبوه

      ووقفت أنظر في الطريق..

      أترى أراك على رحيقك تعبرين؟

      ووراء ظلك

      تلهث الأحلام سكرى بالحنين؟

      وعلى جبينك بسمة الأيام غفران السنين؟

      * * *

      ووقفت أنظر في الطريق

      طفل وعاشقة وكهل

      شاخ حزنا في الدروب

      ودماء أحلام يثور أنينها بين القلوب

      وهناك شيخ

      في الطريق يطوف تحمله الذنوب

      وصغيرة حملت كتابا بين نهديها

      لتلحق بالغروب

      والوقت كالضيف الثقيل

      يسير مكتئب القدم

      واليأس يحملني ويلقيني

      بقايا.. للألم

      * * *

      أترى سترجع مثلما قالت

      على همس الغروب؟

      الشمس تشطرها السماء و خلفها

      يبكي السحاب على الرحيل

      والليل من خلف الضياء

      يطل في خبث على وجه النخيل

      والوقت كالسجان

      يصفعني و يتركني

      على أمل.. عليل

      ستعود في همس الغروب

      قلبي يذوب مع المغيب

      ما أبطأ النبضات في قلب يذوب

      ما أطول الأحزان لو عادت..

      لتعصف بالقلوب

      الليل يظهر من بعيد

      ويصول خلف ردائه

      وكأنه حزن.. يطارد يوم عيد

      وأتى يداعبني و قال:

      رجعت تحزن من جديد

      الدرب أصبح خاليا

      وأنا أحدق في الطريق

      لا شيء غير الصمت

      كل الناس يلقيها

      طريق في طريق

      وبقيت وحدي

      أرقب الخطوات تسألني:

      متى قلبي.. يفيق؟

      ما زال ينظر في الطريق



      الكاتب فاروق جويده .




      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        #63
        رد: قصيدة مع العراف - فاروق جويده





        لماذا صارت الأحلام أشواكا

        تمزقنا بأيدينا؟!

        لماذا نترك الأحزان تقهرنا

        وتصفعنا.. وتلقينا؟

        لماذا نقتل الأشواق

        والنجوى لهيب في ماقينا؟

        لماذا نكره الأحياء.. والموتى

        ونكره كل ما فينا؟

        كأن الأرض لم تنجب

        سوى زمن يعادينا

        وظل الليل بالأحزان

        يسقينا.. ويسقينا

        وطيف اليأس بالكلمات

        يغرينا.. ويغرينا

        ذهبت اليوم للعراف أسأله..

        لماذا ترفع الأحزان قامتها بوادينا؟!

        دنا العراف في همس

        وقال: الخوف يا ولدي

        أراه الان يقتلنا ويهزمنا.. ويردينا

        لأن الله يخلقنا ويطعمنا.. ويسقينا

        ولا نرضى بأن نبقى له دوما مطيعينا

        دعونا نطلق الكلمات ترحمنا.. تواسينا

        دعونا نرفض الأشياء

        مثل الناس أو نحكي ماسينا

        لماذا يأكل الصبار أزهارا

        رعاها.. كل ما فينا؟!

        حياة الناس أغنية

        وما جدوى أغانينا؟

        وليل الصمت يخنقنا

        ويطحننا.. ويبكينا

        * * *

        رعينا الحب في أرض

        عشقناها.. محبينا

        جعلناها سفينتنا رأيناها مراسينا

        تركنا الظلم ينخرها

        لتغرق بين أيدينا

        وهبنا النيل قربانا

        جعلنا ماءه طينا

        تركنا الفقر يهزمنا

        يعربد في أمانينا

        وقلبي بات يسألني:

        متى الأفراح تحيينا؟

        متى ستضيء قريتنا؟ متى تشدو ليالينا؟

        فدمعي قد غدا نارا و دربي صار سكينا

        و جوع الطفل يجعلني أسائل أدمعي حينا:

        لماذا الفقر يا ولدي يدمر كل ما فينا؟!!




        الكاتب فاروق جويده .




        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          #64
          رد: قصيدة وتهدأ الاحزان - فاروق جويده




          إن ضاق العمر بأحزاني

          أو تاه الدمع بأجفاني

          أو صرت وحيدا في نفسي

          وغدوت بقايا إنسان

          سأعود أداعب أيكتنا

          وأعود أردد ألحاني

          وأعانق دربا يعرفني

          وعليه ستهدأ أحزاني


          الكاتب فاروق جويده .




          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            #65
            رد: قصيدة و نشقى بالامل - فاروق جويده




            ويحملني الحنين إليك طفلا

            وقد سلب الزمان الصبر مني

            وألقى فوق صدرك أمنياتي

            وقد شقي الفؤاد مع التمني

            غرست الدرب أزهارا بعمري

            فخيبت السنون اليوم ظني

            وأسلمت الزمان زمام أمري

            وعشت العمر بالشكوى أغني..

            وكان العمر في عينيك أمنا

            وضاع الأمن حين رحلت عني..


            الكاتب فاروق جويده .




            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              #66
              رد: قصيدة يأس الطريق - فاروق جويده




              سألت الطريق: لماذا تعبت؟

              فقال بحزن: من السائرين

              أنين الحيارى ضجيج السكارى

              زحام الدموع على الراحلين

              وبين الحنايا بقايا أمان

              وأشلاء حب وعمر حزين

              وفوق المضاجع عطر الغواني

              وليل يعربد في الجائعين

              وطفل تغرب بين الليالي

              وضاع غريبا مع الضائعين

              وشيخ جفاه زمان عقيم

              تهاوت عليه رمال السنين

              وليل تمزقنا راحتاه

              كأنا خلقنا لكي نستكين

              وزهر ترنح فوق الروابي

              ومات حزينا على العاشقين

              فمن ذا سيرحم دمع الطريق

              وقد صار وحلا من السائرين

              همست إلى الدرب: صبرا جميلا

              فقال: يئست من الصابرين .


              الكاتب فاروق جويده .




              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                #67
                رد: قصيدة احزان مصر - فاروق جويده




                تركناك يا مصر بين الصقيع

                تمزق فيك ليالي الشتاء

                وبين العواصف جسم نحيل

                يذوب وتبكي عليها السماء

                ووجهك يحنو علينا اشتياقا

                يلملم عنا الأسى والشقاء

                وثغرك يضحك بين الجراح

                وفوق الظلام يشع الضياء

                وخلف الجفون بقايا دموع

                تثور فينهرها الكبرياء

                وبرد الشتاء يسوق الحيارى

                صفوفا لتسكن بيت العراء

                * * *

                يود الصغار بقايا رغيف

                وكان الزمان بخيل العطاء

                تركناك للفقر دهرا طويلا

                وضاعت دماؤك فوق النساء

                وبين الجماجم عطر الغواني

                وكأس وشيخ يلوك الدماء

                وما للعروبة لوم علينا

                إذا ما سئمنا طبول الإخاء

                * * *

                رأيتك يا مصر جسما نحيلا

                فأين الجمال وأين البهاء؟

                وأين ثيابك عند الربيع

                وأين عبيرك ملء الفضاء؟

                سلبناك كل الذي تملكين

                سرقنا النذور قتلنا الحياء

                ظلمناك دهرا تركناك نهبا

                لليل السجون وذل الغباء

                * * *

                فيا قبلة لم تزل في الحنايا

                تحج إليها المنى والرجاء

                ويا زهرة عانقتنا رؤاها

                ومنها رأينا الأسى والعزاء

                ويا حب عمر عشقناه عشقا

                بكل الخطايا وكل النقاء

                فأنت التي إن رمانا الظلام

                رأينا بثغرك فجر الضياء

                فهيا لعطرك لا تهجريه

                فغدا من عبيرك تصحو السماء

                * * *

                إلينا تعالي فأنت الحنان

                إذا مات فينا زمان الوفاء

                إلينا تعالي فأنت الأمان

                إذا صارت الأرض للأشقياء

                فيا دمعة أحرقت مقلتيا

                ومنها سلكت دروب البكاء

                ويا حزن عمري ويا كأس فرحي

                إذا عز في العمر يوم الصفاء

                سيبقى جمالك رغم الخريف

                ورغم الرياح ورغم الشتاء

                * * *

                سنرعى أمانيك من ذا سيفدي

                أمانيك يوما سوى الأوفياء؟

                سنروي ربيعك رغم الصقيع

                عبير الحنايا وعطر الدماء

                وشعبك يا مصر درع الزمان

                فلا تسألي غيره في البناء

                ولا تبكي حزنا على ما وهبت

                ولا تنظري حسرة للوراء

                فهيا اضحكي مثلما كنت دوما

                فإنك في الأرض سر البقاء

                أسأنا إليك قسونا عليك

                فهل تصفحين بحق السماء؟


                الكاتب فاروق جويده .




                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  #68
                  رد: قصيدة عندما يغفوا القدر - فاروق جويده




                  ورجعت أذكر في الربيع عهودنا..

                  أيام صغناها عبيرا للزهر

                  والأغنيات الحالمات بسحرها

                  سكر الزمان بخمرها وغفا القدر

                  والليل يجمع في الصباح ثيابه

                  واللحن مشتاقا يعانقه الوتر

                  والعمر ما أحلاه عند صفائه

                  يوم بقربك كان عندي بالعمر

                  إني دعوت الله دعوة عاشق

                  ألا تفرقنا الحياة.. ولا البشر..

                  قالوا بأن الله يغفر في الهوى

                  كل الذنوب ولا يسامح من غدر

                  * * *

                  ولقد رجعت الان أذكر عهدنا

                  من خان منا من تنكر.. من هجر

                  فوجدت قلبك كالشتاء إذا صفا

                  سيعود يعصف بالطيور.. وبالشجر

                  يوما تحملت البعاد مع الجفا

                  ماذا سأفعل خبريني.. بالسهر؟!

                  * * *

                  ورجعت أذكر في الربيع عهودنا

                  وسألت مارس كيف عدت بلا زهر؟

                  ونظرت لليل الجحود وراعني

                  الليل يقطع بالظلام يد القمر

                  والأغنيات الحائرات توقفت..

                  فوق النسيم وأغمضت عين الوتر

                  وكأن عهد الحب كان سحابة

                  عاشت سنين العمر تحلم بالمطر

                  من خان منا صدقيني أنني

                  ما زلت اسأل أين قلبك.. هل غدر؟

                  فلتسأليه إذا خلا لك ساعة

                  كيف الربيع اليوم يغتال الشجر؟!


                  الكاتب فاروق جويده .




                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    #69
                    رد: قصيدة خطيئه - فاروق جويده




                    أسقطت حبك من سنين حياتي

                    وصلبته شبحا على الطرقات

                    وجمعت أيام الفضائل كلها

                    فوجدت بعدي أجمل الحسنات

                    قد كنت في ليل الضلال خطيئة

                    لا الصوم يغفرها ولا الصلوات





                    الكاتب فاروق جويده .




                    تعليق

                    • همسه هادئه
                      عضو ذهبي
                      • Jan 2013
                      • 814

                      #70
                      رد: قصيدة المدينه تحترق - فاروق جويده






                      الدار يا أماه طفل يحترق

                      هذي ذئاب النار بالأحزان تسرع

                      خلف حلم يختنق

                      شرفات منزلنا الصغير

                      على نحيبك لم تزل

                      تنشق حزنا.. وألم

                      والدار يعصرها اللهيب

                      وصارت الأنفاس فيها كالعدم...

                      * * *

                      النار تسري في مدينتنا وليس لنا مجير

                      أكلت حدائقنا مزارعنا

                      وعصفوري الصغير

                      أكلت جوانحنا مدامعنا..

                      وأحرقت الغدير

                      النار يا أماه أحرقت الغدير!!

                      * * *

                      النار يا أمي تحوم على مشارف بيتنا

                      وأنا أموت على مكاني كل شيء..

                      صار نارا حولنا

                      أترى سنتركها

                      لتأكل بسمة الأيام والأمل الوليد؟!

                      النار تنهش في الدماء وفي النساء وفي الحديد

                      النار تسكر في الزحام

                      على بقايا.. من شهيد

                      * * *

                      النار يا أمي على الباب الكبير

                      والناس تصرخ والكبير يدوس على أشلاء الصغير

                      والمسجد الخالي يذوب مع الماذن يحترق

                      وعليه صورة طفلة

                      ركعت على أنفاسها

                      من ذا يصدق أنها..

                      ذهبت هناك لتختنق؟

                      صلواتها تبكي يتوه نحيبها بين الحريق

                      والمنبر المسكين في وسط الحريق

                      كأنه طفل.. غريق

                      * * *

                      الناس تلقي نفسها بين اللهب

                      وصراخ أطفال وحزن أرامل

                      والكل يسأل.. ما السبب؟؟

                      النار منا تقترب

                      النار يا أمي تدمر دارنا..

                      هذي دماء الدار تسقط

                      من ثنايا.. ثغرها

                      أكلت عيون الدار

                      ألقت في اللهيب بسحرها

                      ذبحت شجيرتنا التي

                      عشت الحياة بعطرها

                      * * *

                      الدار يا أماه طفل يحترق..

                      صدري من الدخان

                      يصرخ.. كاد صدري يختنق

                      أماه..

                      النار مني تقترب

                      أماه إني أختنق

                      أماه...

                      أماه...


                      الكاتب فاروق جويده .




                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...