ديوان الشاعر فاروق جويده

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    رد: قصيدة ماذا اصابك يا وطن - فاروق جويده





    أنا من سنين لم أره

    لكن شيئا ظل في قلبي زمانا يذكره‏..‏

    ***

    عمي فرج‏..‏

    رجل بسيط الحال

    لم يعرف من الأيام شيئا

    غير صمت المتعبين

    كنا إذا اشتدت رياح الشك

    بين يديه نلتمس اليقين‏..‏

    كنا إذا غابت خيوط الشمس عن عينيه

    شيء في جوانحنا يضل‏..‏ ويستكين

    كنا إذا حامت علي الأيام أسراب

    من اليأس الجسور نراه كنز الحالمين‏..‏

    كم كان يمسك ذقنه البيضاء في ألم

    وينظر في حقول القمح

    والفئران تسكر من دماء الكادحين

    ***

    عمي فرج‏..‏

    يوما تقلب فوق ظهر الحزن

    أخرج صفحة صفراء إعلانا بطول الأرض

    يطلب في بلاد النفط بعض العاملين

    همس الحزين وقال في ألم‏:‏

    أسافر‏..‏ كيف يا الله

    أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏

    لم لا أحج‏..‏ فهل أموت ولا أري

    خير البرية أجمعين‏..‏

    لم لا أسافر‏..‏ كلها أوطاننا‏..‏

    ولأننا في الهم شرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏

    لكنه وطني الذي أدمي فؤادي من سنين

    ما عاد يذكرني‏..‏ نساني‏..‏

    كل شيء فيك يامصر الحبيبة

    سوف ينسي بعد حين‏..‏

    أنا لست أول عاشق نسيته هذي الأرض

    كم نسيت ألوف العاشقين‏..

    ***‏

    عمي فرج‏..‏

    قد حان ميعاد الرجوع إلي الوطن

    الكل يصرخ فوق أضواء السفينة

    كلما اقتربت خيوط الضوءعاودنا الشجن

    أهواك يا وطني‏..‏

    فلا الأحزان أنستني هواك ولا الزمن

    عمي فرج‏..‏

    وضع القميص علي يديه

    وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا

    إني أشم عبير ماء النيل فوق الباخره

    هيا احملوا عيني علي كفي

    أكاد الان ألمح كل مئذنة

    تطوف علي رحاب القاهره‏..



    هيا احملوني

    كي أري وجه الوطن‏..‏

    دوت وراء الأفق فرقعة

    أطاحت بالقلوب المستكينه

    والماء يفتح ألف باب

    والظلام يدق أرجاء السفينه

    غاصت جموع العائدين تناثرت

    في الليل صيحات حزينه

    ***

    عمي فرج‏..‏

    قد قام يصرخ تحت أشلاء السفينه

    رجل عجوز

    في خريف العمر من منكم يعينه

    رجل عجوز ....اه يا وطني

    أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظلام

    وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام

    وتسابق الموت الجبان‏..‏

    واسودت الدنيا وقام الموت

    يروي قصة البسطاء

    في زمن التخاذل والتنطع والهوان‏..‏

    وسحابة الموت الكئيب

    تلف أرجاء المكان

    ***

    عمي فرج‏..‏

    بين الضحايا كان يغمض عينه

    والموج يحفر قبره بين الشعاب‏.‏

    وعلي يديه تطل مسبحة ويهمس في عتاب

    الان يا وطني أعود إليك

    توصد في عيوني كل باب

    لم ضقت يا وطني بنا

    قد كان حلمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابك

    قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابك

    الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك

    ورجعت كي أرتاح يوما في رحابك

    وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك

    فبخلت يوما بالسكن

    والان تبخل بالكفن

    ماذا أصابك يا وطن‏.




    الكاتب فاروق جويده .




    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      رد: قصيدة في وداع بوش - فاروق جويده






      ارحل وعارك في يديك

      ***

      كل الذي أخفيته يبدو عليك

      فاخلع ثيابك وارتحل

      اعتدت أن تمضي أمام الناس

      دوما عاريا

      فارحل وعارك في يديك

      لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة

      أن يقبل وجنتيك

      لا تنتظر عصفورة بيضاء

      تغفو في ثيابك

      ربما سكنت إليك

      لا تنتظر أما تطاردها دموع الراحلين

      لعلها تبكي عليك

      لا تنتظر صفحا جميلا

      فالدماء السود مازالت تلوث راحتيك

      وعلي يديك دماء شعب امن

      مهما توارت لن يفارق مقلتيك

      كل الصغار الضائعين

      علي بحار الدم في بغداد صاروا‏..‏

      وشم عار في جبينك

      كلما أخفيته يبدو عليك

      كل الشواهد فوق غزة والجليل

      الان تحمل سخطها الدامي

      وتلعن والديك

      ماذا تبقي من حشود الموت

      في بغداد‏..‏ قل لي

      لم يعد شيء لديك

      هذي نهايتك الحزينة

      بين أطلال الخرائب

      والدمار يلف غزة

      والليالي السود‏..‏ شاهدة عليك

      فارحل وعارك في يديك

      الان ترحل غير مأسوف عليك‏..‏

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      انظر إلي صمت المساجد والمنابر تشتكي

      ويصيح في أرجائها شبح الدمار

      انظر إلي بغداد تنعي أهلها

      ويطوف فيها الموت من دار لدار

      الان ترحل عن ثري بغداد

      خلف جنودك القتلي

      وعارك أي عار

      مهما اعتذرت أمام شعبك

      لن يفيدك الاعتذار

      ولمن يكون الاعتذار ؟

      للأرض‏..‏ للطرقات‏..‏ للأحياء‏..‏ للموتي‏..‏

      وللمدن العتيقة‏..‏ للصغار ؟‏!‏

      لمواكب التاريخ‏..‏ للأرض الحزينة

      للشواطيء‏..‏ للقفار ؟‏!‏

      لعيون طفل مات في عينيه ضوء الصبح

      واختنق النهار ؟‏!‏

      لدموع أم

      لم تزل تبكي وحيدا

      صار طيفا ساكنا فوق الجدار ؟‏!‏

      لمواكب غابت

      وأضناها مع الأيام طول الانتظار ؟‏!‏

      لمن يكون الاعتذار ؟

      لأماكن تبكي علي أطلالها

      ومدائن صارت بقايا من غبار ؟‏!‏

      لله حين تنام

      في قبر وحيدا‏..‏ والجحيم تلال نار ؟‏!!‏

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      لاشيء يبكي في رحيلك‏..‏

      رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيل

      لاشيء يبدو في وداعك

      لا غناء‏..‏ ولادموع‏..‏ ولاصهيل

      مالي أري الأشجار صامتة

      وأضواء الشوارع أغلقت أحداقها

      واستسلمت لليل‏..‏ والصمت الطويل

      مالي أري الأنفاس خافتة

      ووجه الصبح مكتئبا

      وأحلاما بلون الموت

      تركض خلف وهم مستحيل

      اسمع جنودك

      في ثري بغداد ينتحبون في هلع

      فهذا قاتل‏..‏ ينعي القتيل‏..‏

      جثث الجنود علي المفارق

      بين مأجور يعربد

      أو مصاب يدفن العلم الذليل

      ماذا تركت الان في بغداد من ذكري

      علي وجه الجداول‏..‏

      غير دمع كلما اختنقت يسيل

      صمت الشواطئ‏..‏ وحشة المدن الحزينة‏..‏

      بؤس أطفال صغار

      أمهات في الثري الدامي

      صراخ‏..‏ أو عويل‏..‏

      طفل يفتش في ظلام الليل

      عن بيت تواري

      يسأل الأطلال في فزع

      ولا يجد الدليل

      سرب النخيل علي ضفاف النهر يصرخ

      هل تري شاهدت يوما‏..‏

      غضبة الشطان من قهر النخيل ؟‏!‏

      الان ترحل عن ثري بغداد

      تحمل عارك المسكون

      بالنصر المزيف

      حلمك الواهي الهزيل‏..‏

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      هذي سفينتك الكئيبة

      في سواد الليل ترحل

      لا أمان‏..‏ ولا شراع

      تمضي وحيدا في خريف العمر‏..‏

      لا عرش لديك‏..‏ ولا متاع

      لا أهل‏..‏ لا أحباب‏..‏ لا أصحاب

      لا سندا‏..‏ ولا أتباع

      كل العصابة فارقتك إلي الجحيم

      وأنت تنتظر النهاية‏..‏

      بعد أن سقط القناع

      الكون في عينيك كان مواكبا للشر‏..‏

      والدنيا قطيع من رعاع

      الأفق يهرب والسفينة تختفي

      بين العواصف‏..‏ والقلاع

      هذا ضمير الكون يصرخ

      والشموع السود تلهث

      خلف قافلة الوداع

      والدهر يروي قصة السلطان

      يكذب‏..‏ ثم يكذب‏..‏ ثم يكذب

      ثم يحترف التنطع‏..‏ والبلادة والخداع

      هذا مصير الحاكم الكذاب

      موت‏..‏ أو سقوط‏..‏ أو ضياع

      ‏***‏

      ما عاد يجدي‏..‏

      أن تعيد عقارب الساعات‏..‏ يوما للوراء

      أو تطلب الصفح الجميل‏..‏

      وأنت تخفي من حياتك صفحة سوداء

      هذا كتابك في يديك فكيف تحلم أن تري‏..‏

      عند النهاية صفحة بيضاء

      الأمس مات‏..‏

      ولن تعيدك للهداية توبة عرجاء

      وإذا اغتسلت من الذنوب

      فكيف تنجو من دماء الأبرياء

      وإذا برئت من الدماء‏..‏ فلن تبرئك السماء

      لو سال دمعك ألف عام لن يطهرك البكاء

      كل الذي في الأرض

      يلعن وجهك المرسوم

      من فزع الصغار وصرخة الشهداء

      أخطأت حين ظننت يوما

      أن في التاريخ أمجادا لبعض الأغبياء‏..‏

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      وجه كئيب

      وجهك المنقوش فوق شواهد الموتي

      وسكان القبور

      أشلاء غزة والدمار سفينة سوداء

      تقتحم المفارق والجسور

      انظر إلي الأطفال يرتعدون

      في صخب الليالي السود‏..‏

      والحقد الدفين علي الوجوه

      زئير بركان يثور

      وجه قبيح وجهك المرصود

      من عبث الضلال‏..‏ وأوصياء الزور

      لم يبق في بغداد شيء‏..‏

      فالرصاص يطل من جثث الشوارع

      والردي شبح يدور

      حزن المساجد والمنابر تشتكي

      صلواتها الخرساء‏..‏

      من زمن الضلالة والفجور

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      ما عاد يجدي أن يفيق ضميرك المهزوم

      أن تبدي أمام الناس شيئا من ندم

      فيداك غارقتان في أنهار دم

      شبح الشظايا والمدي قتلي

      ووجه الكون أطلال‏..‏ وطفل جائع

      من ألف عام لم ينم

      جثث النخيل علي الضفاف

      وقد تبدل حالها

      واستسلمت للموت حزنا‏..‏ والعدم

      شطان غزه كيف شردها الخراب

      ومات في أحشائها أحلي نغم

      وطن عريق كان أرضا للبطولة‏..‏

      صار مأوي للرمم‏!‏

      الان يروي الهاربون من الجحيم

      حكاية الذئب الذي أكل الغنم

      ‏:‏ كان القطيع ينام سكرانا

      من النفط المعتق

      والعطايا‏..‏ والهدايا‏..‏ والنعم

      منذ الأزل

      كانوا يسمون العرب

      عبدوا العجول‏..‏ وتوجوا الأصنام‏..‏

      واسترخت قوافلهم‏..‏ وناموا كالقطيع

      وكل قافلة يزينها صنم

      يقضون نصف الليل في وكرالبغايا‏..‏

      يشربون الوهم في سفح الهرم

      الذئب طاف علي الشواطيء

      أسكرته روائح الزمن اللقيط

      لأمة عرجاء قالوا إنها كانت ورب الناس من خير الأمم‏..‏

      يحكون كيف تفرعن الذئب القبيح

      فغاص في دم الفرات‏..‏

      وهام في نفط الخليج‏..‏

      وعاث فيهم وانتقم

      سجن الصغار مع الكبار‏..‏

      وطارد الأحياء والموتي

      وأفتي الناس زورا في الحرم

      قد أفسد الذئب اللئيم

      طبائع الأيام فينا‏..‏ والذمم

      الأمة الخرساء تركع دائما

      للغاصبين‏..‏ لكل أفاق حكم

      لم يبق شيء للقطيع

      سوي الضلالة‏..‏ والكابة‏..‏ والسأم

      أطفال غزه يرسمون علي

      ثراها ألف وجه للرحيل‏..‏

      وألف وجه للالم

      الموت حاصرهم فناموا في القبور

      وعانقوا أشلاءهم

      لكن صوت الحق فيهم لم ينم

      يحكون عن ذئب حقير

      أطلق الفئران ليلا في المدينة

      ثم اسكره الدمار

      مضي سعيدا‏..‏ وابتسم‏..‏

      في صمتها تنعي المدينة

      أمة غرقت مع الطوفان

      واسترخت سنينا في العدم

      يحكون عن زمن النطاعة

      عن خيول خانها الفرسان

      عن وطن تاكل وانهزم

      والراكعون علي الكراسي

      يضحكون مع النهاية‏..‏

      لا ضمير‏..‏ ولا حياء‏..‏ ولا ندم

      الذئب يجلس خلف قلعته المهيبة

      يجمع الحراس فيها‏..‏ والخدم

      ويطل من عينيه ضوء شاحب

      ويري الفضاء مشانقا

      سوداء تصفع كل جلاد ظلم

      والأمة الخرساء

      تروي قصة الذئب الذي خدع القطيع‏..‏

      ومارس الفحشاء‏..‏ واغتصب الغنم

      ‏***‏

      ارحل وعارك في يديك

      مازلت تنتظر الجنود العائدين‏..‏

      بلا وجوه‏..‏ أو ملامح

      صاروا علي وجه الزمان

      خريطة صماء تروي‏..‏

      ما ارتكبت من الماسي‏..‏ والمذابح

      قد كنت تحلم أن تصافحهم

      ولكن الشواهد والمقابر لا تصافح

      إن كنت ترجو العفو منهم

      كيف للأشلاء يوما أن تسامح

      بين القبور تطل أسماء‏..‏

      وتسري صرخة خرساء

      نامت في الجوانح

      فرق كبير‏..‏

      بين سلطان يتوجه الجلال

      وبين سفاح تطارده الفضائح

      ‏***‏

      الان ترحل غير مأسوف عليك

      في موكب التاريخ سوف يطل وجهك

      بين تجار الدمار وعصبة الطغيان

      ارحل وسافر‏..‏

      في كهوف الصمت والنسيان

      فالأرض تنزع من ثراها

      كل سلطان تجبر‏..‏ كل وغد خان

      الان تسكر‏..‏ والنبيذ الأسود الملعون

      من دمع الضحايا‏..‏ من دم الأكفان

      سيطل وجهك دائما

      في ساحة الموت الجبان

      وتري النهاية رحلة سوداء

      سطرها جنون الحقد‏..‏ والعدوان

      في كل عصر سوف تبدو قصة

      مجهولة العنوان

      في كل عهد سوف تبدو صورة

      للزيف‏..‏ والتضليل‏..‏ والبهتان

      في كل عصر سوف يبدو

      وجهك الموصوم بالكذب الرخيص

      فكيف ترجو العفو والغفران

      قل لي بربك‏..‏

      كيف تنجو الان من هذا الهوان ؟‏!‏

      ما أسوأ الإنسان حين يبيع سر الله للشيطان

      ‏***‏

      في قصرك الريفي‏..‏

      سوف يزورك القتلي بلا استئذان

      وتري الجنود الراحلين

      شريط أحزان علي الجدران

      يتدفقون من النوافذ‏..‏ من حقول الموت

      أفواجا علي الميدان

      يتسللون من الحدائق‏..‏ والفنادق

      من جحور الأرض كالطوفان

      وتري بقاياهم بكل مكان

      ستدور وحدك في جنون

      تسأل الناس الأمان

      أين المفر وكل ما في الأرض حولك

      يعلن العصيان ؟‏!‏

      الناس‏..‏ والطرقات‏..‏ والشهداء والقتلي

      عويل البحر والشطان

      والان لا جيش‏..‏ ولا بطش‏..‏ ولا سلطان

      وتعود تسأل عن رجالك‏:‏ أين راحوا ؟

      كيف فر الأهل‏..‏ والأصحاب‏..‏ والجيران ؟

      يرتد صوت الموت يجتاح المدينة

      لم يعد أحد من الأعوان

      هربوا جميعا‏..‏

      بعد أن سرقوا المزاد‏..‏ وكان ما قد كان

      ستطل خلف الأفق قافلة من الأحزان

      حشد الجنود العائدين علي جناح الموت

      أسماء بلا عنوان

      صور الضحايا والدماء السود‏..‏

      تنزف من ماقيهم بكل مكان

      أطلال بغداد الحزينة

      صرخة امرأة تقاوم خسة السجان

      صوت الشهيد علي روابي القدس‏..‏

      يقرأ سورة الرحمن

      وعلي امتداد الأفق مئذنة بلون الفجر

      في شوق تعانق مريم العذراء

      يرتفع الأذان

      الوافدون أمام بيتك يرفعون رؤوسهم

      وتطل أيديهم من الأكفان

      مازلت تسأل عن ديانتهم

      وأين الشيخ‏..‏ والقديس‏..‏ والرهبان ؟

      هذي أياديهم تصافح بعضها

      وتعود ترفع راية العصيان

      يتظاهر العربي‏..‏ والغربي

      والقبطي والبوذي

      ضد مجازر الشيطان

      حين استوي في الأرض خلق الله

      كان العدل صوت الله في الأديان

      فتوحدت في كل شيء صورة الإيمان

      وأضاءت الدنيا بنور الحق

      في التوراة‏..‏ والإنجيل‏..‏ والقران

      الله جل جلاله‏..‏ في كل شيء

      كرم الإنسان

      لا فرق في لون‏..‏ ولا دين

      ولا لغة‏..‏ ولا أوطان

      ‏‏خلق الإنسان علمه البيان‏‏

      الشمس والقمر البديع

      علي سماء الحب يلتقيان

      العدل والحق المثابر

      والضمير‏..‏ هدي لكل زمان

      كل الذي في الكون يقرأ

      سورة الإنسان‏..‏

      يرسم صورة الإنسان‏..‏

      فالله وحدنا‏..‏ وفرق بيننا الطغيان

      ‏***‏

      فاخلع ثيابك وارتحل

      وارحل وعارك في يديك

      فالأرض كل الأرض ساخطة عليك


      الكاتب فاروق جويده .




      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        رد: قصيدة وتبقين يا مصر فوق الصغائر - فاروق جويده




        شهيد علي صدر سيناء يبكي

        ويدعو شهيدا بقلب الجزائر

        تعال إلي ففي القلب شكوي

        وبين الجوانح حزن يكابر

        لماذا تهون دماء الرجال

        ويخبو مع القهر عزم الضمائر

        دماء توارت كنبض القلوب

        ليعلو عليها ضجيج الصغائر

        إذا الفجر أصبح طيفا بعيدا

        تباع الدماء بسوق الحناجر

        علي أرض سيناء يعلو نداء

        يكبر للصبح فوق المنابر

        وفي ظلمة الليل يغفو ضياء

        يجيء ويغدو.. كألعاب ساحر

        لماذا نسيتم دماء الرجال

        علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!

        ***

        علي أرض سيناء يبدو شهيد

        يطوف حزينا.. مع الراحلين

        ويصرخ في الناس: هذا حرام

        دمانا تضيع مع العابثين

        فهذي الملاعب عزف جميل

        وليست حروبا علي المعتدين

        نحب من الخيل بعض الصهيل

        ونعشق فيها الجمال الضنين

        ونطرب حين يغني الصغار

        علي ضوء فجر شجي الحنين

        فبعض الملاعب عشق الكبار

        وفيها نداعب حلم البنين

        لماذا نراها سيوفا وحربا

        تعالوا نراها كناي حزين

        فلا النصر يعني اقتتال الرفاق

        ولا في الخسارة عار مشين

        ***

        علي أرض سيناء دم ونار

        وفوق الجزائر تبكي الهمم

        هنا كان بالأمس صوت الرجال

        يهز الشعوب.. ويحيي الأمم

        شهيدان طافا بأرض العروبة

        غني العراق بأغلي نغم

        شهيد يؤذن بين الحجيج

        واخر يصرخ فوق الهرم

        لقد جمعتنا دماء القلوب

        فكيف افترقنا بهزل القدم ؟!

        ومازال يصرخ بين الجموع

        قم اقرأ كتابك وحي القلم

        علي صدر سيناء وجه عنيد

        شهيد يعانق طيف العلم

        وفوق الجزائر نبض حزين

        يداري الدموع ويخفي الألم

        تعالوا لنجمع ما قد تبقي

        فشر الخطايا سفيه حكم

        ولم يبق غير عويل الذئاب

        يطارد في الليل ركب الغنم!

        رضيتم مع الفقر بؤس الحياة

        وذل الهوان ويأس الندم

        ففي كل وجه شظايا هموم

        وفي كل عين يئن السأم

        إذا كان فيكم شموخ قديم

        فكيف ارتضيتم حياة الرمم؟!

        تنامون حتي يموت الصباح

        وتبكون حتي يثور العدم

        ***

        شهيد علي صدر سيناء يبكي

        وفوق الجزائر يسري الغضب

        هنا جمعتنا دماء الرجال

        فهل فرقتنا غناوي اللعب

        وبئس الزمان إذا ما استكان

        تساوي الرخيص بحر الذهب

        هنا كان مجد.. وأطلال ذكري

        وشعب عريق يسمي العرب

        وياويلهم.. بعد ماض عريق

        يبيعون زيفا بسوق الكذب

        ومنذ استكانوا لقهر الطغاة

        هنا من تواري.. هنا من هرب

        شعوب رأت في العويل انتصارا

        فخاضت حروبا.. بسيف الخطب

        ***

        علي اخر الدرب يبدو شهيد

        يعانق بالدمع كل الرفاق

        أتوا يحملون زمانا قديما

        لحلم غفا مرة.. واستفاق

        فوحد أرضا.. وأغني شعوبا

        وأخرجها من جحور الشقاق

        فهذا أتي من عيون الخليل

        وهذا أتي من نخيل العراق

        وهذا يعانق أطلال غزة

        يعلو نداء.. يطول العناق

        فكيف تشرد حلم بريء

        لنحيا مرارة هذا السباق؟

        وياويل أرض أذلت شموخا

        لترفع بالزيف وجه النفاق

        ***

        شهيد مع الفجر صلي.. ونادي

        وصاح: أفيقوا كفاكم فسادا

        لقد شردتكم هموم الحياة

        وحين طغي القهر فيكم.. تمادي

        وحين رضيتم سكون القبور

        شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا

        وكم فارق الناس صبح عنيد

        وفي اخر الليل أغفي.. وعادا

        وطال بنا النوم عمرا طويلا

        وما زادنا النوم.. إلا سهادا

        ***

        علي صدر سيناء يبكي شهيد

        واخر يصرخ فوق الجزائر

        هنا كان بالأمس شعب يثور

        وأرض تضج.. ومجد يفاخر

        هنا كان بالأمس صوت الشهيد

        يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر

        ينام الصغير علي نار حقد

        فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!

        ومن علم الشعب أن الحروب

        كرات تطير.. وشعب يقامر ؟!

        ومن علم الأرض أن الدماء

        تراب يجف.. وحزن يسافر

        ومن علم الناس أن البطولة

        شعب يباع.. وحكم يتاجر؟!

        وأن العروش.. عروش الطغاة

        بلاد تئن.. وقهر يجاهر

        وكنا نباهي بدم الشهيد

        فصرنا نباهي بقصف الحناجر!

        إذا ما التقينا علي أي أرض

        فليس لنا غير صدق المشاعر

        سيبقي أخي رغم هذا الصراخ

        يلملم في الليل وجهي المهاجر

        عدوي عدوي.. فلا تخدعوني

        بوجه تخفي بمليون ساتر

        فخلف الحدود عدو لئيم

        إذا ما غفونا تطل الخناجر

        فلا تتركوا فتنة العابثين

        تشوه عمرا نقي الضمائر

        ولا تغرسوا في قلوب الصغار

        خرابا وخوفا لتعمي البصائر

        أنا من سنين أحب الجزائر

        ترابا وأرضا.. وشعبا يغامر

        أحب الدماء التي حررته

        أحب الشموخ.. ونبل السرائر

        ومصر العريقة فوق العتاب

        وأكبر من كل هذي الصغائر

        أخي سوف تبقي ضميري وسيفي

        فصبر جميل.. فلليل اخر

        إذا كان في الكون شيء جميل

        فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر .


        الكاتب فاروق جويده .




        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          رد: قصيدة هذه بلادي لم تعد ك بلادي- فاروق جويده





          إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج

          على شواطيء إيطاليا وتركيا واليونان :

          ***

          قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟

          أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟

          لاشيء يبدو في السماء أمامنا

          غير الظلام وصورة الجلاد

          هو لا يغيب عن العيون كأنه

          قدر كيوم البعث والميلاد

          قد عشت أصرخ بينكم وأنادي

          أبني قصورا من تلال رمادي

          أهفو لأرض لا تساوم فرحتي

          لا تستبيح كرامتي وعنادي

          أشتاق أطفال كحبات الندى

          يتراقصون مع الصباح النادي

          أهفو لأيام توارى سحرها

          صخب الجياد وفرحة الأعياد

          أشتقت يوما أن تعود بلادي

          غابت وغبنا و انتهت ببعاد

          في كل نجم ضل .. حلم ضائع

          وسحابة لبست ثياب حداد

          وعلى المدى أسراب طير راحل

          نسي الغناء ....فصار سرب جراد

          هذه بلاد تاجرت في أرضها

          وتفرقت شيعا بكل مزاد

          لم يبقى من صخب الجياد سوى.... الأسى

          تاريخ هذه الأرض بعض جياد

          في كل ركن من ربوع بلادي

          تبدو أمامي صورة الجلاد

          لمحوه من زمن يضاجع أرضها

          حملت سفاحا فاستباح الوادي

          لم يبق غير صراخ أمس راحل

          ومقابر سأمت من الأجداد

          وعصابة سرقت نزيف عيوننا

          بالقهر... والتدليس... والأحقاد

          ماعاد فيها ضوء نجم شارد

          ماعاد فيها صوت طير شادي

          تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا

          وتزورنا دوما بلا ميعاد

          شيء تكسر في عيوني بعدما

          ضاق الزمان بثورتي و عنادي

          أحببتها ......حتى الثمالة بينما

          باعت صباها الغض ..... للأوغاد

          لم يبق فيها غير ...... صبح كاذب

          و صراخ أرض في لظى استعباد

          لا تسألوني عن .... دموع بلادي

          عن حزنها في لحظة استشهاد

          في كل شبر من ثراها ..... صرخة

          كانت تهرول خلفنا و تنادي

          الأفق يصغر .... والسماء كئيبة

          خلف الغيوم .... أرى جبال سواد

          تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا

          والريح تلقي للصخور عتاد

          نامت على الأفق البعيد ملامح

          وتجمدت بين الصقيع أيادي

          ورفعت كفي قد يراني عابر

          فرأيت أمي........ في ثياب حداد

          أجسادنا كانت تعانق بعضها

          كوداع أحباب بلا ميعاد

          البحر لم يرحم براءة عمرنا

          تتزاحم الأجساد في الأجساد

          حتى الشهادة راوغتني لحظة

          وأستيقظت فجرا أضاء فؤادي

          هذا قميصي فيه .... وجه بنيتي

          ودعاء أمي .... كيس ملح زادي

          ردوا إلى أمي القميص.... فقد رات مالا أرى

          من غربتي ... ومرادي

          وطن بخيل .... باعني في غفلة

          حين اشترته عصابة الإفساد

          شاهدت من خلف الحدود .... مواكبا

          للجوع تصرخ في حمى الأسياد

          كانت حشود الموت تمرح حولنا

          والعمر يبكي ..... والحنين ينادي

          ما بين عمر ...... فر مني هاربا

          وحكاية يزهو بها أولادي

          عن عاشق هجر البلاد وأهلها

          ومضى وراء المال والأمجاد

          كل الحكاية ...... أنها ضاقت بنا

          وأستسلمت للص والقواد

          في لحظة...... سكن الوجود

          تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد

          قد كان اخر ما لمحت على المدى

          و النبض يخبو صورة الجلاد

          قد كان يضحك والعصابة حوله

          وعلى امتداد النهر يبكي الوادي

          وصرخت..... والكلمات تهرب من فمي

          هذي بلاد............ لم تعد كبلادي !!!


          الكاتب فاروق جويده .




          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            رد: قصيدة هذا عتاب الحب للاحباب - فاروق جويده




            «تساءلوا: كيف تقول:

            هذى بلاد لم تعد كبلادى؟!

            فأجبت:

            هذا عتاب الحب للأحباب»

            لا تغضبى من ثورتى.. وعتابى

            مازال حبك محنتى وعذابى

            مازالت فى العين الحزينة قبلة

            للعاشقين بسحرك الخلاب

            أحببت فيك العمر طفلا باسما

            جاء الحياة بأطهر الأثواب

            أحببت فيك الليل حين يضمنا

            دفء القلوب.. ورفقة الأصحاب

            أحببت فيك الأم تسكن طفلها

            مهما نأى.. تلقاه بالترحاب

            أحببت فيك الشمس تغسل شعرها

            عند الغروب بدمعها المنساب

            أحببت فيك النيل يجرى صاخبا

            فيهيم روض..فى عناق رواب

            أحببت فيك شموخ نهر جامح

            كم كان يسكرنى بغير شراب

            أحببت فيك النيل يسجد خاشعا

            لله ربا دون أى حساب

            أحببت فيك صلاة شعب مؤمن

            رسم الوجود على هدى محراب

            أحببت فيك زمان مجد غابر

            ضيعته سفها على الأذناب

            أحببت فى الشرفاء عهدا باقيا

            وكرهت كل مقامر كذاب

            إنى أحبك رغم أنى عاشق

            سئم الطواف.. وضاق بالأعتاب

            كم طاف قلبى فى رحابك خاشعا

            لم تعرفى الأنقى.. من النصاب

            أسرفت فى حبى.. وأنت بخيلة

            ضيعت عمرى.. واستبحت شبابى

            شاخت على عينيك أحلام الصبا

            وتناثرت دمعا على الأهداب

            من كان أولى بالوفاء ؟!.. عصابة

            نهبتك بالتدليس.. والإرهاب ؟

            أم قلب طفل ذاب فيك صبابة

            ورميته لحما على الأبواب ؟!

            عمر من الأحزان يمرح بيننا..

            شبح يطوف بوجهه المرتاب

            لا النيل نيلك.. لا الضفاف ضفافه

            حتى نخيلك تاه فى الأعشاب !

            باعوك فى صخب المزاد.. ولم أجد

            فى صدرك المهجور غير عذابى

            قد روضوا النهر المكابر فانحنى

            للغاصبين.. ولاذ بالأغراب

            كم جئت يحملنى حنين جارف

            فأراك.. والجلاد خلف الباب

            تتراقصين على الموائد فرحة

            ودمى المراق يسيل فى الأنخاب

            وأراك فى صخب المزاد وليمة

            يلهو بها الأفاق.. والمتصابى

            قد كنت أولى بالحنان .. ولم أجد

            فى ليل صدرك غير ضوء خاب

            فى قمة الهرم الحزين عصابة

            ما بين سيف عاجز .. ومراب

            يتعبدون لكل نجم ساطع

            فإذا هوى صاحوا: «نذير خراب»

            هرم بلون الموت .. نيل ساكن

            أسد محنطة بلا أنياب

            سافرت عنك وفى الجوانح وحشة

            فالحزن كأسى.. والحنين شرابى

            صوت البلابل غاب عن أوكاره

            لم تعبئى بتشردى.. وغيابى

            كل الرفاق رأيتهم فى غربتى

            أطلال حلم.. فى تلال تراب

            قد هاجروا حزنا.. وماتوا لوعة

            بين الحنين .. وفرقة الأصحاب

            بينى وبينك ألف ميل .. بينما

            أحضانك الخضراء للأغراب!

            تبنين للسفهاء عشا هادئا

            وأنا أموت على صقيع شبابى !

            فى عتمة الليل الطويل يشدنى

            قلبى إليك.. أحن رغم عذابى

            أهفو إليك.. وفى عيونك أحتمى

            من سجن طاغية وقصف رقاب

            * * *

            هل كان عدلا أن حبك قاتلى

            كيف استبحت القتل للأحباب؟!

            ما بين جلاد.. وذئب حاقد

            وعصابة نهبت بغير حساب

            وقوافل للبؤس ترتع حولنا

            وأنين طفل غاص فى أعصابى

            وحكاية عن قلب شيخ عاجز

            قد مات مصلوبا على المحراب

            قد كان يصرخ: «لى إله واحد

            هو خالق الدنيا.. وأعلم ما بى»

            يارب سطرت الخلائق كلها

            وبكل سطر أمة بكتاب

            الجالسون على العروش توحشوا

            ولكل طاغية قطيع ذئاب

            قد قلت:إن الله رب واحد

            صاحوا:»ونحن» كفرت بالأرباب؟

            قد مزقوا جسدى.. وداسوا أعظمى

            ورأيت أشلائى على الأبواب

            * * *

            ماعدت أعرف أين تهدأ رحلتى

            وبأى أرض تستريح ركابى

            غابت وجوه.. كيف أخفت سرها ؟

            هرب السؤال.. وعز فيه جوابى

            لو أن طيفا عاد بعد غيابه

            لأرى حقيقة رحلتى ومابى

            لكنه طيف بعيد.. غامض

            يأتى إلينا من وراء حجاب

            رحل الربيع.. وسافرت أطياره

            ما عاد يجدى فى الخريف عتابى

            فى اخر المشوار تبدو صورتى

            وسط الذئاب بمحنتى وعذابى

            ويطل وجهك خلف أمواج الأسى

            شمسا تلوح فى وداع سحاب

            هذا زمان خاننى فى غفلة

            منى.. وأدمى بالجحود شبابى

            شيعت أوهامى.. وقلت لعلنى

            يوما أعود لحكمتى وصوابى

            كيف ارتضيت ضلال عهد فاجر

            وفساد طاغية.. وغدر كلاب؟!

            ما بين أحلام توارى سحرها

            وبريق عمر صار طيف سراب

            شاخت ليالى العمر منى فجأة

            فى زيف حلم خادع كذاب

            لم يبق غير الفقر يستر عورتى

            والفقر ملعون بكل كتاب

            سرب النخيل على الشواطئ ينحنى

            وتسيل فى فزع دماء رقاب

            ما كان ظنى أن تكون نهايتى

            فى اخر المشوار دمع عتاب!

            ويضيع عمرى فى دروب مدينتى

            ما بين نار القهر .. والإرهاب

            ويكون اخر ما يطل على المدى

            شعب يهرول فى سواد نقاب

            وطن بعرض الكون يبدو لعبة

            للوارثين العرش بالأنساب

            قتلاك يا أم البلاد تفرقوا

            وتشردوا شيعا على الأبواب

            رسموك حلما..ثم ماتوا وحشة

            ما بين ظلم الأهل .. والأصحاب

            لا تخجلى إن جئت بابك عاريا

            ورأيتنى شبحا بغير ثياب

            يخبو ضياء الشمس .. يصغر بيننا

            ويصير فى عينى.. كعود ثقاب

            والريح تزأر.. والنجوم شحيحة

            وأنا وراء الأفق ضوء شهاب

            غضب بلون العشق .. سخط يائس

            ونزيف عمر .. فى سطور كتاب

            رغم انطفاء الحلم بين عيوننا

            سيعود فجرك بعد طول غياب

            فلترحمى ضعفى .. وقلة حيلتى

            هذا عتاب الحب.. للأحباب .




            الكاتب فاروق جويده .




            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              رد: قصيدة طيف نسميه الحنين - فاروق جويده




              الى أمي‏..‏ وكل أم‏..‏ في عيد الأم‏'‏

              ***

              في الركن يبدو وجه أمي

              لا أراه لأنه

              سكن الجوانح من سنين

              فالعين إن غفلت قليلا لا تري

              لكن من سكن الجوانح لا يغيب

              وإن تواري‏..‏ مثل كل الغائبين

              يبدو أمامي وجه أمي كلما

              اشتدت رياح الحزن‏..‏ وارتعد الجبين

              الناس ترحل في العيون وتختفي

              وتصير حزنا في الضلوع

              ورجفة في القلب تخفق‏..‏ كل حين

              لكنها أمي

              يمر العمر أسكنها‏..‏ وتسكنني

              وتبدو كالظلال تطوف خافتة

              علي القلب الحزين

              منذ انشطرنا والمدي حولي يضيق

              وكل شيء بعدها‏..‏ عمر ضنين

              صارت مع الأيام طيفا

              لا يغيب‏..‏ ولا يبين

              طيفا نسميه الحنين‏..

              ‏‏***‏

              في الركن يبدو وجه أمي

              حين ينتصف النهار‏..‏

              وتستريح الشمس

              وتغيب الظلال

              شيء يؤرقني كثيرا

              كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضي

              زوالا في زوال

              في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤي

              تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال

              في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية‏..‏

              عاجزين عن السؤال

              واستسلم الجسد الهزيل‏..‏ تكسرت

              فيه النصال علي النصال

              هدأ السحاب ونام أطيافا

              مبعثرة علي قمم الجبال

              سكن البريق وغاب

              سحر الضوء وانطفأ الجمال

              حتي الحنان يصير تذكارا

              ويغدو الشوق سرا لا يقال

              في الركن يبدو وجه أمي

              ربما غابت‏..‏ ولكني أراها

              كلما جاء المساء تداعب الأطفال

              ‏***‏

              فنجان قهوتها يحدق في المكان

              إن جاء زوار لنا

              يتساءل المسكين أين حدائق الذكري

              وينبوع الحنان

              أين التي ملكت عروش الأرض

              من زمن بلا سلطان

              أين التي دخلت قلوب الناس

              أفواجا بلا استئذان

              أين التي رسمت لهذا الكون

              صورته في أجمل الألوان

              ويصافح الفنجان كل الزائرين

              فإن بدا طيف لها

              يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا

              من حزنه يتكسر الفنجان

              من يوم أن رحلت وصورتها علي الجدران

              تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان

              أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان

              كل الذي في الكون يحمل سرها

              وكأنها قبس من الرحمن

              لم تعرف الخط الجميل

              ولم تسافر في بحور الحرف

              لم تعرف صهيل الموج والشطان

              لكنها عرفت بحار النور والإيمان

              أمية‏..‏

              كتبت علي وجهي سطور الحب من زمن

              وذابت في حمي القران

              في الأفق يبدو وجه أمي

              كلما انطلق المؤذن بالأذان

              كم كنت ألمحها إذا اجتمعت علي رأسي

              حشود الظلم والطغيان

              كانت تلم شتات أيامي

              إذا التفت علي عنقي حبال اليأس والأحزان

              تمتد لي يدها بطول الأرض‏..‏

              تنقذني من الطوفان

              وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي

              وكل الخلق ياربي إلي النسيان

              ‏***‏

              شاخت سنين العمر

              والطفل الصغير بداخلي

              مازال يسأل‏..‏

              عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب

              عن شبح يطاردني

              من المهد الصغير إلي رصاصة قاتلي

              عن فرقة الأحباب حين يشدنا

              ركب الرحيل بخطوه المتثاقل

              عن اخر الأخبار في أيامنا

              الخائنون‏..‏ البائعون‏..‏ الراكعون‏..‏

              لكل عرش زائل

              عن رحلة سافرت فيها راضيا

              ورجعت منها ما عرفت‏..‏ وما اقتنعت‏..‏ وما سلمت‏..‏

              وما أجبتك سائلي

              عن ليلة شتوية اشتقت فيها

              صحبة الأحباب

              والجلاد يشرب من دمي

              وأنا علي نار المهانة أصطلي

              قد تسألين الان يا أماه عن حالي

              وماذا جد في القلب الخلي

              الحب سافر من حدائق عمرنا

              وتغرب المسكين‏..‏

              في الزمن الوضيع الأهطل

              ما عاد طفلك يجمع الأطيار

              والعصفور يشرب من يدي

              قتلوا العصافير الجميلة

              في حديقة منزلي

              أخشي عليه من الكلاب السود

              والوجه الكئيب الجاهل

              أين الذي قد كان‏..‏

              أين مواكب الأشعار في عمري

              وكل الكون يسمع شدوها

              وأنا أغني في الفضاء‏..‏ وأنجلي

              شاخ الزمان وطفلك المجنون‏..‏

              مشتاق لأول منزل

              مازال يطرب للزمان الأول

              شيء سيبقي بيننا‏..‏ وحبيبتي لا ترحلي

              ‏***‏

              في كل يوم سوف أغرس وردة

              بيضاء فوق جبينها

              ليضيء قلب الأمهات

              إن ماتت الدنيا حرام أن نقول

              بأن نبع الحب مات

              قد علمتني الصبر في سفر النوارس‏..‏

              علمتني العشق في دفء المدائن‏..‏

              علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات

              أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي‏..‏

              أن أقاوم خسة الغايات

              بالأمس زارتني‏..‏ وفوق وسادتي

              تركت شريط الذكريات

              كم قلت لي صبرا جميلا

              إن ضوء الصبح ات

              شاخت سنين العمر يا أمي

              وقلبي حائر

              مابين حلم لا يجيء‏..‏

              وطيف حب‏..‏ مات

              وأفقت من نومي

              دعوت الله أن يحمي جميع الأمهات‏ .



              الكاتب فاروق جويده .




              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                رد: قصيدة أين ايامك - فاروق جويده




                سيمحو الموج أقدامي

                كما يغتال أقدامك

                ويدفن بينها حلمي رفاتا بين أحلامك

                وتبقى بعدنا ذكرى

                تساءل : أين أيامك ؟!




                الكاتب فاروق جويده .




                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  رد: قصيدة أين ايامك - فاروق جويده





                  وانتهيت بحمد الله من اكمال هذا الديوان للكاتب القدير فاروق جويده

                  كاتب مميز قدير ... لا توفيه كلمات وسطور الثناء ثناء لفكره العميق
                  وجدته رغم بساطة المفردات وسلاسة الكلمات الا ان حرفه يسكن القلوب ويستوطنها
                  تعايشت هذا الديوان لمدة اسبوعين ...
                  وكم نالت من مشاعري واحاسيسي خواطره وقصائده
                  وكم من ليلة بت وانا اهلوس في كلماته
                  وكم اثرت على مزاجيتي بعثرة احساسه العميق في جميع سطوره
                  ان قلت احببت قلمه لا توفي احساسي تجاه قلمه
                  وان قلت عشقت فكره لا توفي قلبي كلمة عشق
                  وان قلت احببته وعشقته ك كاتب وكأنسان .. فانا لم أكذب ..

                  اتمنى لكل من يحب القراه والكتابه..
                  وقتا ممتعا مع هذا الديوان الشعري للكاتب المميز

                  " فاروق جويده "



                  استودعتكم الله أحبتي في الله .

                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    رد: قصيدة وعشقت غيري - فاروق جويده





                    وأتيت تسأل يا حبيبي عن هوايا
                    هل ما يزال يعيش في قلبي ويسكن في الحنايا؟
                    هل ظل يكبر بين أعماقي ويسري. في دمايا؟
                    الحب يا عمري. تمزقه الخطايا
                    قد كنت يوما حب عمري قبل أن تهوى. سوايا
                    أيامك الخضراء ذاب ربيعها
                    وتساقطت أزهاره في خاطري.
                    يا من غرست الحب بين جوانحي.
                    وملكت قلبي واحتويت مشاعري
                    لملمت بالنسيان جرحي. بعدما
                    ضيعت أيامي بحلم عابر.
                    لوكنت تسمع صوت حبك في دمي
                    قد كان مثل النبض في أعماقي
                    كم غارت الخفقات من همساته.
                    كم عانقته مع المنى أشواقي
                    قلبي تعلم كيف يجفو. من جفا
                    وسلكت درب البعد. والنسيان
                    قد كان حبك في فؤادي روضة
                    ملأت حياتي بهجة. وأغاني
                    وأتى الخريف فمات كل رحيقها
                    وغدا الربيع. ممزق الأغصان
                    ما زال في قلبي رحيق لقاءنا
                    من ذاق طعم الحب. لا ينساه.
                    ما عاد يحملني حنيني للهوى
                    لكنني أحيا. على ذكراه
                    قلبي يعود إلى الطريق ولا يرى
                    في العمر شيئا. غير طيف صبانا
                    أيام كان الدرب مثل قلوبنا.
                    نمضي عليه. فلا يمل خطانا


                    الكاتب فاروق جويده .




                    تعليق

                    • المريسي
                      V - I - P
                      • Nov 2014
                      • 1896

                      رد: ديوان الشاعر فاروق جويده

                      شكرا عالمجهود

                      تحياتي

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...