ديوان الشاعر فاروق جويده

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    رد: قصيدة سيجيئ زمان الاحياء - فاروق جويده




    أنتزع زمانك من زمني

    ينشطر العمر..

    تنزف في صدري الأيام

    تصبح طوفانا يغرقني..

    ينشطر العالم من حولي

    وجه الأيام.. بلا عينين

    رأس التاريخ.. بلا قدمين

    تنقسم الشمس إلى نصفين

    يذوب الضوء وراء الأفق

    تصير الشمس بغير شعاع

    ينقسم الليل إلى لونين

    الأسود يعصر بالألوان

    الأبيض يسقط حتى القاع

    ويقول الناس.. دموع وداع

    أنتزع زمانك من زمني

    تتراجع كل الأشياء..

    أذكر تاريخا.. جمعنا

    أذكر تاريخا.. فرقنا

    أذكر أحلاما عشناها بين الأحزان

    أتلون بعدك كالأيام

    في الصبح أصير بلون الليل

    في الليل أصير بلا ألوان

    أفقد ذاكرتي رغم الوهم..

    بأني أحيا.. كالإنسان

    * * *

    ماذا يتبقى من قلبي

    لو وزع يوما.. في جسدين

    ماذا يتبقى من وجه

    ينشطر أمامي.. في وجهين

    نتوحد شوقا في قلب

    يشطرنا البعد إلى قلبين

    نتجمع زمنا في حلم

    والدهر يصر على حلمين

    نتلاقى كالصبح ضياءا

    يشطرنا الليل إلى نصفين

    * * *

    كل الأشياء تفرقنا في زمن الخوف

    نهرب أحيانا في دمنا

    نهرب في حزن يحزننا

    ما زلت أقول..

    إن الأشجار و إن ذبلت

    في زمن الخوف

    سيعود ربيع يوقظها بين الأطلال

    إن الأنهار وإن جبنت في زن الزيف

    سيجيء زمانا يحييها رغم الأغلال..

    ما زلت أقول..

    لو ماتت كل الأشياء

    سيجيء زمان يشعرنا.. أنا أحياء

    وتثور قبور سئمتنا

    وتصيح عليها الأشلاء

    ويموت الخوف.. يموت الزيف.. يموت القهر

    ويسقط كل السفهاء

    لن يبقى سيف الضعفاء

    * * *

    سيموت الخوف وتجمعنا كل الأشياء

    ذراتك تعبر أوطانا

    وتدور و تبحث عن قلبي في كل مكان

    ويعود رمادك.. لرمادي

    يشتعل حريقا يحملنا خلف الأزمان

    وأدور أدور وراء الأفق كأني نار في بركان

    ألقي أيامي بين يديك هموم الرحلة.. و الأحزان

    نلتئم خلايا و خلايا

    نتلاقى نبضا وحنايا

    تتجمع كل الذرات..

    تصبح أشجارا ونخيلا

    وزمان نقاء يجمعنا

    وسيصرخ صمت الأموات

    تنبت في الأرض خمائر ضوء.. أنهارا

    وحقول أمان.. في الطرقات..

    نتوحد في الكون ظلالا..

    نتوحد هديا وظلالا..

    نتوحد قبحا وجمالا

    نتوحد حسا.. وخيالا

    نتوحد في كل الأشياء..

    ويموت العالم كي نبقى..

    نحن الأحياء .


    الكاتب فاروق جويده .




    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      رد: قصيدة مرثية حلم - فاروق جويده




      دعني وجرحي فقد خابت أمانينا

      هل من زمان يعيد النبض يحيينا

      يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني

      نهر من الحزن يجري في روابينا

      كم من زمان كئيب الوجه فرقنا

      واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا

      جرحي عميق خدعنا في المداوينا

      لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا

      كان الدواء سموما في ضمائرنا

      فكيف جئنا بداء كي يداوينا

      * * *

      هل من طبيب يداوي جرح أمته

      هل من إمام لدرب الحق يهدينا

      كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا

      واليوم نبكي على الماضي ويبكينا

      من يرجع العمر منكم من يبادلني

      يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا

      إنا نموت فمن بالحق يبعثنا

      لم يبق شيء سوى صمت يواسينا

      صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا

      ليل تخفى طويلا في ماقينا

      صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت

      أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

      * * *

      يوما بنينا قصور المجد شامخة

      والان نسأل عن حلم يوارينا

      أين الإمام رسول الله يجمعنا

      فاليأس والحزن كالبركان يلقينا

      دين من النور بين الخلق جمعنا

      ودين طه ورب الناس يغنينا

      يا جامع الناس حول الحق قد وهنت

      فينا المروءة أعيتنا ماسينا

      بيروت في اليم ماتت قدسنا انتحرت

      ونحن في العار نسقي وحلنا طينا

      بغداد تبكي وطهران يحاصرها

      بحر من الدم بات الان يسقينا

      هذي دمانا رسول الله تغرقنا

      هل من زمان بنور العدل يحمينا

      أي الدماء شهيد كلها حملت

      في الليل يوما سهام القهر تردينا

      القدس في القيد تبكي من فوارسها

      دمع المنابر يشكو للمصلينا

      حكامنا ضيعونا حينما اختلفوا

      باعوا الماذن والقران والدينا

      حكامنا أشعلوا النيران في غدنا

      ومزقوا الصبح في أحشاء وادينا

      مالي أرى الخوف فينا ساكنا أبدا

      ممن نخاف ألم نعرف أعادينا؟

      أعداءنا من أضاعوا السيف من يدنا

      وأودعونا سجون الليل تطوينا

      أعداؤنا من توارى صوتهم فزعا

      والأرض تسبى وبيروت تنادينا

      أعدائنا أوهمونا اه كم زعموا

      وكم خدعنا بوعد عاش يشقينا

      قد خدرونا بصبح كاذب زمنا..

      فكيف نأمل في يأس يمنينا

      * * *

      أي الحكايا ستروى عارنا جلل

      نحن الهوان وذل القدس يكفينا

      من باعنا خبروني كلهم صمتوا

      والأرض صارت مزانا للمرابينا

      هل من زمان نقي يف ضمائرنا

      يحيي الشموخ الذي ولى فيحيينا

      يا ساقي الحزن دعني إنني ثمل

      إنا شربناه قهرا ما بأيدينا

      عمري شموع على درب المنى احترقت

      والعمر ذاب وصار الحلم سكينا

      كم من ظلام ثقيل عاش يغرقنا

      حتى انتفضنا فمزقنا دياجينا

      العمر في الحلم أودعناه من زمن

      والحلم ضاع ولا شيء يعزينا

      كنا نرى الحق نورا في بصائرنا

      والان للزيف حصن في ماقينا

      كنا إذا ما توارى الحلم عانقنا

      حلم جديد يغني في روابينا

      كنا إذا خاننا فرع نقطعه

      وفوق أشلاءه تمضي أغانينا

      كنا إذا ما استكان النور في دمنا

      في الصبح ننسى ظلاما عاش يطوينا

      كنا إذا اشتد فينا اليأس وانكسرت

      منا السيوف ونادانا.. منادينا

      عدنا إلى الله عل الله يرحمنا

      والان نخجل منه من معاصينا

      الان يرجف سيف الزور في يدنا

      فكيف صارت كهوف الزيف تؤوينا

      هل من زمان يعيد السيف مشتعلا

      لا شيء والله غير السيف يبقينا

      يا خالد السيف لا تعجب ففي زمني

      باعوا الماذن والقران راضينا

      هم من ترابك يا ابن العاص في دمنا

      ثأر طويل لهيب العار يكوينا

      قم يا بلال وأذن صمتنا عدم

      كل الذي كان طهرا لم يعد فينا

      هل من صلاح بسيف الحق يجمعنا

      في القدس يوما فيحييها.. و يحيينا

      هل من صلاح يداوي جرح أمته

      ويطلع الصبح نارا من ليالينا

      هل من صلاح الشعب هده أمل

      ما زال رغم عناد الجرح يشفينا

      هل من صلاح يعيد السيف في يدنا

      ولتبتروها فقد شلت أيادينا

      * * *

      حزني عنيد وجرحي أنت يا وطني

      لا شيء بعدك مهما كان.. يغنينا

      إني أرى القدس في عينيك ساجدة

      تبكي عليك وأنت الان تبكينا

      اه من العمر جرح عاش في دمنا

      جئنا نداويه يأبى أن يداوينا

      ما زال في العين طيف القدس يجمعنا

      لا الحلم مات ولا الأحزان تنسينا

      لا القدس عادت ولا أحلامنا هدأت

      وقد نموت وتحيينا أمانينا

      ما أثقل العمر.. لا حلم ولا وطن..

      ولا أمان ولا سيف... ليحمينا .




      الكاتب فاروق جويده .




      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        رد: قصيدة دعيني أحبك - فاروق جويده





        دعيني أقاوم شوقي إليك

        وأهرب منك ولو في الخيال

        لأني أحبك وهما طويلا

        وحلم بعيني بعيد المنال

        دعيني أراك هداية عمري

        وإن كنت في العمر بعض الضلال

        دعيني أقاوم شوقي إليك

        فإني سئمت قصور الرمال

        نحب كثيرا ونبني قصورا

        وتغدو مع البعد بعض الظلال

        دعيني أراك كما شئت يوما

        وإن كنت طيفا سريع الزوال

        فما زلت كالحلم يبدو قريبا

        وتطويه منا دروب المحال .



        الكاتب فاروق جويده .




        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          رد: قصيدة العدو خلف السراب - فاروق جويده





          تزيد المسافات بيني وبينك

          تخبو الملامح شيئا.. فشيئا

          وتغدو مع البعد بعض الظلال

          وبعض لأتذكر.. بعض الشجن

          ويغدو اللقاء بقايا من الضوء

          تبدو قليلا.. وتخبو قليلا..

          وتصغر في العين

          تسقط في الأفق

          ترحل كالعطر

          تغدو خطوطا بوجه الزمن..

          فماذا سنحكي..

          وكل الملامح صارت ظلالا

          وكل الذي"كان" أضحى خيالا

          وأصبحت أنت الزمان البعيد

          أعود إليه.. فيبدو محالا

          تزيد المسافات بيني وبينك يخبو البريق

          ويحملني الشوق ألقي بنفسي على شاطئيك

          فأرجع منك.. وبعضي حريق..

          وأسأل نفسي على أي درب سألقاك يوما

          وقد صار وجهك في كل درب يطوف بعيني

          طريق أشد الرحال إليه.. فيهرب مني

          طريق أعود غريبا عليه.. فيسأل عني..

          طريق يداعبني من بعيد

          فأجري إليه ويصرخ.. دعني..

          على أي درب سألقاك يوما

          وفي أي درب ستصرخ حزنا دماء البريء..

          فأنت الزمان الذي قد يجيء

          وأنت الزمان الذي لن يجيء

          وأنت الصباح الذي ضاع في العين

          بين الرحيل.. وبين المجيء

          فحينا يسافر.. حينا يغامر

          ويسقط عمري بين الرحيل.. وبين المجيء..

          * * *

          تزيد المسافات بيني وبينك أسكن عينيك

          أبني جدارا من الحلم حولك

          أحميك من يأس حلمي

          وأبني قصورا على شاطئيك

          لأنا نعيش زمانا كئيبا

          أخبئ حلمي في مقلتيك

          لأنا سقطنا على الدرب خوفا

          وبعثرنا العمر خلف الفضاء

          وصرنا رياحا.. و ظلا.. وعطرا

          وصرنا سحابا.. يطوف السماء

          وصرنا دموعا على مكل عين

          وفي كل جرح غدونا دماء

          فكنا الخطيئة كنا الهداية

          كنا مع اليأس.. بعض الرجاء..

          * * *

          وتبقى المسافات بيني وبينك سدا يبعثر أحلامنا..

          لأنا نسير على غير درب

          ونمشي وندرك أن الخطا قد تهاوت

          وأن الطريق يجافي القدم

          فما عاد في الدرب غير الألم..

          فهل من زمان.. يعيد الطريق لأقدامنا

          وهل من زمان يلملم بالصبح أشلاؤنا

          تعبنا من العدو خلف السراب

          وذقنا زمانا بأحزانا

          ونمضي مع العمر حلما طويلا

          وتغدو المسافات هما ثقيلا

          ومازلت أمضي و أمضي إليك

          وإن كان عمري يبدو قليلا .


          الكاتب فاروق جويده .




          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            رد: قصيدة وكلانا في الصمت سجين- فاروق جويده





            لن أقبل صمتك بعد اليوم

            لن أقبل صمتي

            عمري قد ضاع على قدميك

            أتأمل فيك.. وأسمع منك..

            ولا تنطق..

            أطلالي تصرخ بين يديك

            حرك شفتيك

            أنطق كي أنطق

            أصرخ كي أصرخ

            ما زال لساني مصلوبا بين الكلمات

            عار أن تحيا مسجونا فوق الطرقات

            عار أن تبقى تمثالا

            وصخورا تحكي ما قد فات

            عبدوك زمانا واتحدت فيك الصلوات

            وغدوت مزارا للدنيا

            خبرني ماذا قد يحكي صمت الأموات

            * * *

            ماذا في رأسك خبرني..

            أزمان عبرت..

            وملوك سجدت..

            وعروش سقطت

            وأنا مسجون في صمتك

            أطلال العمر على وجهي

            نفس الأطلال على وجهك

            الكون تشكل من زمن

            في الدنيا موتى.. أو أحياء

            لكنك شيء أجهله

            لا حي أنت.. ولا ميت

            وكلانا في الصمت سواء

            * * *

            أعلن عصيانك لم أعرف لغة العصيان

            فأنا إنسان يهزمني قهر الإنسان..

            وأراك الحاضر والماضي

            وأراك الكفر مع الإيمان

            أهرب فأراك على وجهي

            وأراك القيد يمزقني

            وأراك القاضي.. والسجان..

            * * *

            أنطق كي أنطق

            أصحيح أنك في يوم طفت الافاق

            وأخذت تدور على الدنيا

            وأخذت تدور مع الأعماق

            تبحث عن سر الأرض..

            وسر الخلق..

            و سر الحب

            وسر الدمعة والأشواق..

            وعرفت السر ولم تنطق

            * * *

            ماذا في قلبك خبرني..

            ماذا أخفيت؟

            هل كنت مليكا وطغيت..

            هل كنت تقيا وعصيت

            ظلموك جهارا

            صلبوك لتبقى تذكارا

            قل لي من أنت..؟

            دعني كي أدخل في رأسك

            ويلي من صمتي.. من صمتك

            سأحطم رأسك كي تنطق..

            سأهجم صمتك كي أنطق..

            * * *

            أحجارك صوت يتوارى

            يتساقط مني في الأعماق

            والدمعة في قلبي نار

            تشتعل حريقا في الأحداق

            رجل البوليس يقيدني

            والناس تصيح:

            هذا المجنون

            حطم تمثال أبي الهول

            لم أنطق شيئا بالمرة

            ماذا.. سأقول

            ماذا سأقول .


            الكاتب فاروق جويده .




            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              رد: قصيدة من ليالي الغربه - فاروق جويده






              الليلة أجلس يا قلبي خلف الأبواب

              أتأمل وجهي كالأغراب

              يتلون وجهي لا أدري

              هل ألمح وجهي أم هذا.. وجه كذاب

              مدفأتي تنكر ماضينا

              والدفء سراب

              تيار النور يحاورني

              يهرب من عيني أحيانا

              ويعود يدغدغ أعصابي

              والخوف عذاب

              أشعر ببرودة أيامي

              مراتي تعكس ألوانا

              لون يتعثر في ألوان

              والليل طويل والأحزان

              وقفت تتثاءب في ملل

              وتدور وتضحك في وجهي

              وتقهقه تعلو ضحكاتها بين الجدران

              * * *

              الصمت العاصف يحملني خلف الأبواب

              فأرى الأيام بلا معنى

              وأرى الأشياء.. بلا أسباب

              خوف وضياع في الطرقات

              ما أسوأ أن تبقى حيا..

              والأرض بقايا أموات

              الليل يحاصر أيامي..

              ويعود ويعبث في الحجرات..

              فالليلة ما زلت وحيدا

              أتسكع في صمتي حينا

              تحملني الذكرى للنسيان

              أنتشل الحاضر في ملل

              أتذكر وجه الأرض.. ولون الناس

              هموم الوحدة.. والسجان

              * * *

              سأموت وحيدا

              قالت عرافة قريتنا ستموت وحيدا

              قد أشعل يوما مدفأتي

              فتثور النار.. وتحرقني

              قد أفتح شباكي خوفا

              فيجيء ظلام يغرقني

              قد أفتح بابي مهموما

              كي يدخل لصا يخنقني

              أو يدخل حارس قريتنا

              يحمل أحكاما وقضايا

              يخطئ في فهم الأحكام

              يطلق في صدري النيران

              فيعود يلملم أشلائي

              ويظل يصيح على قبري

              أخطأت وربي في العنوان

              * * *

              الليلة أجلس يا قلبي.. والضوء شحيح

              وستائر بيتي أوراق مزقها الريح

              الشاشة ضوء وظلال و الوجه قبيح

              الخوف يكبل أجفاني فيضيع النوم

              والبرد يزلزل أعماقي مثل البركان

              أفتح شباكي في صمت..

              يتسلل خوفي يغلقه

              فأرى الأشباح في كل مكان

              أتناثر وحدي في الأركان

              * * *

              الليلة عدنا أغرابا والعمر شتاء

              فالشمس توارت في سأم

              والبدر يجيء بغير ضياء..

              أعرف عينيك وإن صرنا بعض الأشلاء

              طالت أيامي أم قصرت فالأمر سواء

              قد جئت وحيدا للدنيا

              وسأرحل مثل الغرباء

              قد أخطئ فهم الأشياء

              لكني أعرف عينيك

              في الحزن سأعرف عينيك

              في الخوف سأعرف عينيك

              في الموت سأعرف عينيك

              عيناك تدور فأرصدها بين الأطياف

              أحمل أيامك في صدري

              بين الأنقاض.. وحين أخاف

              أنثرها سطرا.. فسطورا

              أرسمها زمنا.. أزمانا

              قد يقسو الموج فيلقيني فوق المجداف

              قد يغدو العمر بلا ضوء ويصير البحر بلا أصداف

              لكني أحمل عينيك..

              قالت عرافة قريتنا

              أبحر ما شئت بعينيها لا تخشى الموت

              تعويذة عمري عيناك

              * * *

              يتسلل عطرك خلف الباب

              أشعر بيديك على صدري

              ألمح عينيك على وجهي

              أنفاسك تحضن أنفاسي والليل ظلام

              الدفء يحاصر مدفأتي وتدور الناي

              أغلق شباكي في صمت.. وأعود أنام .


              الكاتب فاروق جويده .




              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                رد: قصيدة تمهل قليلا .. فأنك يوم- فاروق جويده





                تمهل قليلا فإنك يوم

                ومهما أطلت وقام المزار

                ستشطرنا خلف شمس الغروب

                وترحل بين دموع النهار

                وتترك فينا فراغا وصمتا

                وتلقي بنا فوق هذا الجدار

                وتشتاق كالناس ضيفا جديدا

                وينهي الرواية.. صمت الستار

                وتنسى قلوبا رأت فيك حلما

                فهل كل حلم ضياء... ونار

                ترفق قليلا ولا تنس أني

                أتيت إليك وبعضي دمار

                لأني انتظرتك عمرا طويلا

                فتشت عنك خبايا البحار

                وغيرت لوني وأوصاف وجهي

                لبست قناع المنى المستعار

                وجئت إليك بخوف قديم

                لألقاك قبل رحيل القطار

                * * *

                تمهل قليلا..

                ودعني أسافر في مقلتيها

                وأمحو عن القلب بعض الذنوب

                لقد عشت عمرا ثقيل الخطايا

                وجئت بعشي وخوفي أتوب

                ظلال من الوهم قد ضيعتنا

                وألقت بنا فوق أرض غريبة

                على وجنتيها عناء طويل

                وبين ضلوعي جراح كئيبة

                وعندي من الحب نهر كبير

                تناثرت حزنا على راحتيه

                ويوما صحوت رأيت الفراق

                يكبل نهر الهوى من يديه

                وقالوا أتى النهر حزنا عجوز

                تلال من اليأس في مقلتيه

                توارت على الشط كل الزهور

                ومات الربيع على ضفتيه

                تمهل قليلا..

                سيأتي الحيارى جموعا إليك

                وقد يسألونك عن عاشقين

                أحبا كثيرا وماتا كثيرا

                وذابا مع الشوق في دمعتين

                كأنا غدونا على الأفق بحرا

                يطوف الحياة بلا ضفتين

                أتيناك نسعى ورغم الظلام

                أضأنا الحياة على شمعتين

                * * *

                تمهل قليلا..

                كلانا على موعد بالرحيل

                وإن خدعتنا ضفاف المنى

                لماذا نهاجر مثل الطيور

                ونهرب من حلم في صمتنا

                يطاردنا الخوف عند الممات

                ويكبر كالحزن في مهدنا

                لماذا نطارد من كل شيء

                وننسى الأمان على أرضنا

                ويحملنا اليأس خلف الحياة

                فنكره كالموت أعمارنا

                * * *

                تمهل قليلا.. فإنك يوم

                غدا في الزحام ترانا بقايا

                ونسبح في الكون ذرات ضوء

                وينثرنا الأفق بعض الشظايا

                نحلق في الأرض روحا ونبضا

                برغم الرحيل.. و قهر المنايا

                أنام عبيرا على راحتيها

                وتجري دماها شذى في دمايا

                وأنساب دفئا على وجنتيها

                وتمضي خطاها صدى في خطايا

                وأشرق كالصبح فجرا عليها

                واحمل في الليل بعض الحكايا

                وأملأ عيني منها ضياءا

                فتبحث عمري.. وتحيي صبايا

                هي البدء عندي لخلق الحياة

                ومهما رحلنا لها منتهايا

                * * *

                تمهل قليلا.. فإنك يوم

                وخذ بعض عمري وأبقى لديك

                ثقيل وداعك لكننا

                ومهما ابتعدنا فإنا إليك

                ستغدو سحابا يطوف السماء

                ويسقط دمعا على وجنتيك

                ويمضي القطار بنا والسفر

                وننسى الحياة وننسى البشر

                ويشطرنا البعد بين الدروب

                وتعبث فينا رياح القدر

                ونبقيك خلف حدود الزمان

                ونبكيك يوما كل العمر .


                الكاتب فاروق جويده .




                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  رد: قصيدة لأن الشوق معصيتي - فاروق جويده





                  لا تذكري الأمس إني عشت أخفيه..
                  إن يغفر القلب.. جرحي من يداويه.
                  قلبي وعيناك والأيام بينهما..
                  درب طويل تعبنا من ماسيه..
                  إن يخفق القلب كيف العمر نرجعه..
                  كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
                  الشوق درب طويل عشت أسلكه..
                  ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
                  جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا..
                  واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..
                  مازلت أعرف أن الشوق معصيتي..
                  والعشق والله ذنب لست أخفيه..
                  قلبي الذي لم يزل طفلا يعاتبني..
                  كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
                  يا فرحة لم تزل كالطيف تسكرني..
                  كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
                  حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا..
                  عدنا إلى الحزن يدمينا.. وندميه..
                  مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني..
                  قد يصبح الكهل طفلا في أمانيه..
                  أشتاق في الليل عطرا منك يبعثني..
                  ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه..
                  ولتسألي الليل هل نامت جوانحه..
                  ما عاد يغفو ودمعي في ماقيه..
                  يا فارس العشق هل في الحب مغفرة..
                  حطمت صرح الهوى والان تبكيه..
                  الحب كالعمر يسري في جوانحنا..
                  حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه..
                  عاتبت قلبي كثيرا كيف تذكرها..
                  وعمرك الغض بين اليأس تلقيه..
                  في كل يوم تعيد الأمس في ملل..
                  قد يبرأ الجرح.. والتذكار يحييه..
                  إن ترجعي العمر هذا القلب أعرفه..
                  مازلت والله نبضا حائرا فيه..
                  أشتاق ذنبي ففي عينيك مغفرتي..
                  يا ذنب عمري.. ويا أنقى لياليه..
                  ماذا يفيد الأسى أدمنت معصيتي..
                  لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..
                  إني أرى العمر في عينيك مغفرة..
                  قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه .



                  الكاتب فاروق جويده .




                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    رد: قصيدة جاء السحاب .. بلا مطر - فاروق جويده




                    مازال يركض بين أعماقى

                    جواد جامح..

                    سجنوه يوما فى دروب المستحيل

                    ما بين أحلام الليالى

                    كان يجرى كل يوم ألف ميل

                    وتكسرت أقدامه الخضراء

                    وانشطرت خيوط الصبح فى عينيه واختنق الصهيل

                    من يومها ...

                    وقوافل الأحزان ترتع فى ربوعى

                    والدماء الخضر فى صمت تسيل

                    من يومها....

                    والضوء يرحل عن عيونى

                    والنخيل الشامخ المقهور

                    فى فزع يئن .. ولا يميل

                    ما زالت الأشباح

                    تسكر من دماء النيل

                    فلتخبرينى كيف يأتى الصبح

                    والزمن الجميل

                    فأنا وأنت سحابتان تحلقان

                    على ثرى وطن بخيل

                    من أين يأتى الحلم

                    والأشباح ترتع حولنا

                    وتغوص فى دمنا

                    سهام البطش .. والقهر الطويل

                    من أين يأتى الصبح

                    والليل الكئيب على نزيف عيوننا

                    يهوى التسكع .. والرحيل

                    من أين يأتى الفجر

                    والجلاد فى غرف الصغار

                    يعلم الأطفال

                    من سيكون منهم قاتل

                    ومن القتيل

                    لا تسألينى الان عن زمن جميل

                    أنا لا أحب الحزن

                    لكن كل أحزانى جراح

                    أرهقت قلبى العليل

                    ما بين حلم خاننى

                    ضاعت أغانى الحب

                    وانطفأت شموس العمر

                    وانتحر الأصيل

                    لكنه قدرى

                    بأن أحيا على الأطلال

                    أرسم فى سواد الليل

                    قنديلا وفجرا شاحبا

                    يتوكان على بقايا العمر

                    والجسد الهزيل

                    إنى أحبك

                    كلما تاهت خيوط الضوء عن عينى

                    أرى فيك الدليل

                    إنى أحبك

                    لا تكونى ليلة عذراء

                    نامت فى ضلوعى

                    ثم شردها الرحيل

                    إنى أحبك

                    لا تكونى مثل كل الناس

                    عهدا زائفا

                    أو نجمة ضلت وتبحث عن سبيل

                    داويت أحزان القلوب

                    غرست فى وجه الصحارى

                    ألف بستان ظليل

                    والان جئتك خائفا

                    نفس الوجوه

                    تعود مثل السوس

                    تنخر فى عظام النيل

                    نفس الوجوه

                    تطل من خلف النوافذ

                    تنعق الغربان .. يرتفع العويل

                    نفس الوجوه

                    على الموائد تأكل الجسد النحيل

                    نفس الوجوه

                    تطل فوق الشاشة السوداء

                    تنشر سمها

                    ودماؤنا فى نشوة الأفراح

                    من فمها تسيل

                    نفس الوجوه

                    الان تقتحم العيون

                    كأنها الكابوس فى حلم ثقيل

                    نفس الوجوه

                    تعون كالجرزان تجرى خلفنا

                    وأمامنا الجلاد .. والليل الطويل

                    لا تسألينى الان عن زمن جميل

                    أنا لا ألوم الصبح

                    إن ولى وودع أرضنا

                    فالصبح لا يرضى هوان العيش

                    فى وطن ذليل

                    أنا لا ألوم النار إن هدأت

                    وصارت نخوة عرجاء

                    فى جسد عليل

                    أنا لا ألوم النهر

                    إن جفت شواطئة

                    وأجدب زرعه

                    وتكسرت كالضوء في عينيه

                    أعناق النخيل

                    مادامت الأشباح تسكر

                    من دماء النيل

                    فلا تسألينى الان عن زمن جميل .


                    الكاتب فاروق جويده .




                    تعليق

                    • همسه هادئه
                      عضو ذهبي
                      • Jan 2013
                      • 814

                      رد: قصيدة كأن العمر ما كاان - فاروق جويده





                      قدمت عمرك للأحلام قربانا
                      لا خنت عهدا ولا خادعت إنسانا
                      والان تحمل أحلاما مبعثرة هل هان حلمك..
                      أم أنت الذى هانا؟
                      قامرت بالعمر.. والأيام غانية
                      من سره زمنا ساءته أزمانا
                      قد عشت ترسم أحلاما
                      لعاشقة ذاقت كؤوس الهوى طهرا.. وعصيانا
                      زينت للناس أحلاما
                      مجنحة بالحلم حينا.. وبالأوهام أحيانا
                      في كل قلب غرست الحب أغنية
                      غنى بها الشعر في الافاق.. وازدانا
                      أحلامك البحر يطوى الأرض في غضب
                      فلا يرى في المدى أفقا وشطانا
                      أحلامك الصبح.. يسرى
                      كلما انتفضت مواكب النور وسط الليل نيرانا
                      أحلامك الأمن..
                      يبنى في غد أملا طفلا صغيرا بحضن النيل نشوانا
                      أحلامك الأرض تخشى الله
                      في ورع وترفع العدل بين الناس برهانا
                      لا تغضبوا من حديثى..
                      إنه ألم.. كم ضاق قلبى به جهرا.. وكتمانا
                      عصر لقيط بسيف القهر شردنا
                      وباعنا خلسة ناسا.. وأوطانا
                      يا أمة قايضت بالعجز نخوتها
                      وشوهت دينها هديا.. وقرانا
                      يا أمة لوثت بالعهر ساحتها
                      ومارست فجرها بغيا.. وبهتانا
                      هذى خيولك تحت السفح قد وهنت
                      وأغمضت عينها بؤسا.. وحرمانا
                      هذى ربوعك بين العجز قد سكنت
                      وودعت بالأسى خيلا.. وفرسانا
                      هذى شعوب رأت فى الصمت راحتها
                      واستبدلت عيرها بالخيل أزمانا
                      هذى شعوب رأت فى الموت غايتها
                      واستسلمت للردى ذلا.. وطغيانا
                      تبكى على العمر فى أرض يلوثها
                      رجس الفساد فتعلى القهر سلطانا
                      باعوا لنا الوهم أشباحا متوجة
                      من أدمنوا القتل كهانا.. وأعوانا
                      بين الجماجم تيجان ملوثة
                      وفى المضاجع يلهو الفسق ألوانا
                      لم يبرإ الجرح.. لم تهدأ عوارضه
                      وإن غدا فى خريف العمر أحزانا
                      قدمت عمرك للأحلام قربانا
                      هل خانك الحلم.. أم أنت الذى خانا؟!
                      كم عشت تجرى وراء الحلم
                      فى دأب وتغرس الحب بين الناس إيمانا
                      كم عشت تهفو لأوطان بلا فزع
                      وتكره القيد مسجونا.. وسجانا
                      كم عشت تصرخ كالمجنون فى وطن
                      ما عاد يعرف غير الموت عنوانا
                      كم عشت تنبش فى الأطلال
                      عن زمن صلب العزائم يحيى كل ما كانا
                      كم عشت ترسم للأطفال أغنية
                      عن أمة شيدت للعدل ميزانا
                      فى ساحة المجد ضوء من ماثرها
                      من زلزل الكون أركانا.. فأركانا
                      صانت عهودا.. وثارت عندما غضبت
                      وخير من أنجبت فى الأرض إنسانا
                      سادت شعوبا.. وكانت كلما انتفضت
                      هبت عليها رياح الغدر عدوانا
                      هانت على أهلها من يوم أن ركعت للغاصبين..
                      وويل المرء إن هانا
                      يجرى بنا الحلم فوق الريح..
                      يحملنا ويرسم الكون فى العينين بستانا
                      حتى إذا ما خبا..
                      يرتاح فى سأم وفوق أشلائه تبكى خطايانا
                      لا تسأل النهر.. من بالعجز كبله؟
                      وكيف أضحى هوان العجز تيجانا؟
                      لا تسأل الناى.. من بالصمت أسكته؟
                      وكيف صارت "غناوى" الناى أحزانا؟
                      ناى حزين أنا..
                      قد جئت فى زمن أضحى الغناء به كفرا.. وعصيانا
                      صوت غريب أنا..
                      والأفق مقبرة فى كل شبر ترى قتلى.. وأكفانا
                      هذا هو الفجر.. كالقديس مرتحلا
                      منكس الرأس بين الناس خزيانا
                      غنيت عمرى..
                      وكم أطربتكم زمنا وكم ملأت ضفاف النيل ألحانا
                      غنيت للحب.. حتى صار أغنية فوق الشفاه..
                      وطار النيل نشوانا
                      كيف البلابل غابت عن شواطئه
                      وكيف يحضن ماء النيل غربانا؟
                      عار على النيل.. هل ينساب فى وهن
                      وتصبح الأسد فى شطيه جرذانا؟
                      عار على النيل يلقى الكأس منتشيا
                      وكل طفل به.. قد نام ظمانا!
                      فى الأفق غيم.. وراء الغيم همهمة
                      وطيف صبح بدا فى الليل بركانا
                      صوت النوارس خلف الأفق يخبرنى:
                      البحر يخفى وراء الموج طوفانا
                      لا تسأل الحلم عمن باع..
                      أو خانا واسأل سجونا تسمى الان أوطانا!
                      أشكو لمن غربة الأيام فى وطن
                      يمتد فى القلب شريانا.. فشريانا؟
                      ما كنت أعلم أن العشق يا وطنى
                      يوما سيغدو مع الأيام إدمانا
                      علمتنا العشق..
                      حتى صار فى دمنا يسرى مع العمر أزمانا.. فأزمانا
                      علمتنا.. كيف نلقى الموت فى جلد
                      وكيف نخفى أمام الناس شكوانا
                      هذا هو الموت يسرى فى مضاجعنا
                      وأنت تطرب من أنات موتانا
                      هذا هو الصمت يشكو من مقابرنا
                      فكلما ضمنا.. صاحت بقايانا
                      باعوك بخسا.. فهل أدركت يا وطنى
                      فى مأتم الحلم قلبى فيك كم عانى؟!
                      سفينة أبحرت فى الليل تائهة
                      والموج يرسم فى الأعماق شطانا
                      شراعها اليأس.. تجرى كلما غرقت
                      حتى تلاشت.. ولاح الموت ربانا
                      يا ضيعة العمر..
                      ساد العمر فى سفه بطش الطغاة..
                      وصار الحق شيطانا
                      كم كنت أهرب.. والجلاد يصرخ بى:
                      يكفيك ما قد مضى سخطا.. وعصيانا
                      ارجع لرشدك.. فالأحلام دانية
                      واسأل حماة الحما صفحا.. وغفرانا
                      هل أطلب الصفح من لص يطاردنى؟
                      أم أطلب الحلم ممن باع أوطانا؟!
                      بين الهموم أنام الان فى ضجر..
                      قد هدنى اليأس.. فاستسلمت حيرانا
                      حتى الأحبة ساروا فى غوايتهم
                      وضيعوا عمرنا شوقا.. وحرمانا
                      خانوا عهودا لنا.. قد عشت أحفظها
                      فكيف نحفظ يوما عهد من خانا؟
                      إنى لأعجب.. عينى كيف تجهلنى
                      ويقطع القلب فى جنبى شريانا؟!
                      كم عربد الشوق عمرا فى جوانحنا
                      وقد شقينا به فرحا وأشجانا
                      ما سافر الحب.. ما غابت هواجسه
                      ولا الزمان بطول البعد أنسانا
                      إن حلقت فى سماء الحب أغنية
                      عادت لياليه تشجى القلب ألحانا
                      لم يبق شىء سوى صمت يسامرنا
                      وطيف ذكرى يزور القلب أحيانا
                      قدمت عمرى للأحلام قربانا..
                      لا خنت عهدا.. ولا خادعت إنسانا
                      شاخ الزمان.. وأحلامى تضللنى
                      وسارق الحلم كم بالوهم أغوانا
                      شاخ الزمان وسجانى يحاصرنى
                      وكلما ازداد بطشا.. زدت إيمانا
                      أسرفت فى الحب.. فى الأحلام..
                      فى غضبى كم عشت أسأل نفسى: أينا هانا؟
                      هل هان حلمى.. أم هانت عزائمنا؟
                      أم إنه القهر.. كم بالعجز أشقانا؟
                      شاخ الزمان.. وحلمى جامح أبدا
                      وكلما امتد عمرى.. زاد عصيانا
                      والان أجرى وراء العمر منتظرا
                      ما لا يجىء.. كأن العمر ما كانا .



                      الكاتب فاروق جويده .




                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...