ديوان الشاعر فاروق جويده

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    ديوان الشاعر فاروق جويده

    هنا سأقدم لكم ديوان الشاعر المعاصر فاروق جويده




    "نبذه عن حياته"

    *شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر
    نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.

    *قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها
    وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية
    هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.

    *ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية
    وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.

    *تخرج في كلية الاداب قسم صحافة عام 1968
    وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام .

    اتمنى لكم كل المتعه بقراة ديوانه الشعري
    تحياتي وفائق تقديري لكم .
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    #2
    قصيدة عيناك أرض لا تخون - فاروق جويده .




    ومضيت أبحث عن عيونك
    خلف قضبان الحياه
    وتعربد الأحزان في صدري
    ضياعا لست أعرف منتهاه
    وتذوب في ليل العواصف مهجتي
    ويظل ما عندي
    سجينا في الشفاه
    والأرض تخنق صوت أقدامي
    فيصرخ جرحها تحت الرمال
    وجدائل الأحلام تزحف
    خلف موج الليل
    بحارا تصارعه الجبال
    والشوق لؤلؤة تعانق صمت أيامي
    ويسقط ضوؤها
    خلف الظلال
    عيناك بحر النور
    يحملني إلى
    زمن نقي القلب ..
    مجنون الخيال
    عيناك إبحار
    وعودة غائب
    عيناك توبة عابد
    وقفت تصارع وحدها
    شبح الضلال
    مازال في قلبي سؤال ..
    كيف انتهت أحلامنا ؟
    مازلت أبحث عن عيونك
    علني ألقاك فيها بالجواب
    مازلت رغم اليأس
    أعرفها وتعرفني
    ونحمل في جوانحنا عتاب
    لو خانت الدنيا
    وخان الناس
    وابتعد الصحاب
    عيناك أرض لا تخون
    عيناك إيمان وشك حائر
    عيناك نهر من جنون
    عيناك أزمان وعمر
    ليس مثل الناس
    شيئا من سراب
    عيناك الهة وعشاق
    وصبر واغتراب
    عيناك بيتي
    عندما ضاقت بنا الدنيا
    وضاق بنا العذاب
    ***
    ما زلت أبحث عن عيونك
    بيننا أمل وليد
    أنا شاطئ
    ألقت عليه جراحها
    أنا زورق الحلم البعيد
    أنا ليلة
    حار الزمان بسحرها
    عمر الحياة يقاس
    بالزمن السعيد
    ولتسألي عينيك
    أين بريقها ؟
    ستقول في ألم توارى
    صار شيئا من جليد ..
    وأظل أبحث عن عيونك
    خلف قضبان الحياه
    ويظل في قلبي سؤال حائر
    إن ثار في غضب
    تحاصره الشفاه
    كيف انتهت أحلامنا ؟
    قد تخنق الأقدار يوما حبنا
    وتفرق الأيام قهرا شملنا
    أو تعزف الأحزان لحنا
    من بقايا ... جرحنا
    ويمر عام .. ربما عامان
    أزمان تسد طريقنا
    ويظل في عينيك
    موطننا القديم
    نلقي عليه متاعب الأسفار
    في زمن عقيم
    عيناك موطننا القديم
    وإن غدت أيامنا
    ليلا يطارد في ضياء
    سيظل في عينيك شيء من رجاء
    أن يرجع الإنسان إنسانا
    يغطي العرى
    يغسل نفسه يوما
    ويرجع للنقاء
    عيناك موطننا القديم
    وإن غدونا كالضياع
    بلا وطن
    فيها عشقت العمر
    أحزانا وأفراحا
    ضياعا أو سكن
    عيناك في شعري خلود
    يعبر الافاق ... يعصف بالزمن
    عيناك عندي بالزمان
    وقد غدوت .. بلا زمن .

    '

    الكاتب فاروق جويده .




    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      #3
      قصيدة ويضيع العمر _ فاروق جويده .




      يا رفيق الدرب
      تاه الدرب منا .. في الضباب
      يا رفيق العمر
      ضاع العمر .. وانتحر الشباب
      اه من أيامنا الحيرى
      توارت .. في التراب
      اه من امالنا الحمقى
      تلاشت كالسراب
      يا رفيق الدرب
      ما أقسى الليالي
      عذبتنا ..
      حطمت فينا الأماني
      مزقتنا
      ويح أقداري
      لماذا .. جمعتنا
      في مولد الأشواق
      ليتها في مولد الأشواق كانت فرقتنا
      لا تسلني يا رفيقي
      كيف تاه الدرب .. منا
      نحن في الدنيا حيارى
      إن رضينا .. أم أبينا
      حبنا نحياه يوما
      وغدا .. لا ندر أين !!
      لا تلمني إن جعلت العمر
      أوتارا .. تغني
      أو أتيت الروض
      منطلق التمني
      فأنا بالشعر أحيا كالغدير المطمئن
      إنما الشعر حياتي ووجودي .. والتمني
      هل ترى في العمر شيئا
      غير أيام قليلة
      تتوارى في الليالي
      مثل أزهار الخميلة
      لا تكن كالزهر
      في الطرقات .. يلقيه البشر
      مثلما تلقي الليالي
      عمرنا .. بين الحفر
      فكلانا يا رفيقي
      من هوايات القدر
      يا رفيق الدرب
      تاه الدرب مني
      رغم جرحي
      رغم جرحي ..
      سأغني .

      '

      الكاتب فاروق جويده .




      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        #4
        قصيدة لأني أحبك _ فاروق جويده .





        تعالي أحبك قبل الرحيل
        فما عاد في العمر إلا القليل
        أتينا الحياة بحلم بريء
        فعربد فينا زمان بخيل
        *** ***
        حلمنا بأرض تلم الحيارى
        وتأوي الطيور وتسقي النخيل
        رأينا الربيع بقايا رماد
        ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل
        حلمنا بنهر عشقناه خمرا
        رأيناه يوما دماء تسيل
        فإن أجدب العمر في راحتي
        فحبك عندي ظلال ونيل
        وما زلت كالسيف في كبريائي
        يكبل حلمي عرين ذليل
        وما زلت أعرف أين الأماني
        وإن كان درب الأماني طويل
        *** ***
        تعالي ففي العمر حلم عنيد
        فما زلت أحلم بالمستحيل
        تعالي فما زال في الصبح ضوء
        وفي الليل يضحك بدر جميل
        أحبك والعمر حلم نقي
        أحبك واليأس قيد ثقيل
        وتبقين وحدك صبحا بعيني
        إذا تاه دربي فأنت الدليل
        *** ***
        إذا كنت قد عشت حلمي ضياعا
        وبعثرت كالضوء عمري القليل
        فإني خلقت بحلم كبير
        وهل بالدموع سنروي الغليل ؟
        وماذا تبقى على مقلتينا ؟
        شحوب الليالي وضوء هزيل
        تعالي لنوقد في الليل نارا
        ونصرخ في الصمت في المستحيل
        تعالي لننسج حلما جديدا
        نسميه للناس حلم الرحيل .


        '

        الكاتب فاروق جويده .




        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          #5
          قصيدة وكان حلما _ فاروق جويده .





          وتبكين حبا ..
          مضى عنك يوما
          وسافر عنك لدنيا المحال
          لقد كان حلما ..
          وهل في الحياة سوى الوهم
          - ياطفلتي- والخيال ؟
          وما العمر يا أطهر الناس
          إلا سحابة صيف كثيف الظلال
          وتبكين حبا ..
          طواه الخريف ..
          وكل الذي بيننا للزوال
          فمن قال في العمر شيء يدوم
          تذوب الأماني ويبقى السؤال
          لماذا أتيت إذا كان حلمي غدا
          سوف يصبح.. بعض الرمال ؟



          '

          الكاتب فاروق جويده .




          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            #6
            بالرغم منا .. قد نضيع _ فاروق جويده .





            ( 1 )
            قد قال لي يوما أبي
            إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب
            وغدوت تلعق من ثراها البؤس
            في الليل الكئيب
            قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب
            إن صرت يا ولدي غريبا في الزحام
            أو صارت الدنيا امتهانا .. في امتهان
            أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان
            إن ضاقت الدنيا عليك
            فخذ همومك في يديك
            واذهب إلى قبر الحسين
            وهناك صلي ركعتين

            (2)

            كانت حياتي مثل كل العاشقين
            والعمر أشواق يداعبها الحنين
            كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين
            كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين
            أو دعوة لله أن يرضى عليه
            لكي يرى .. جد الحسين
            قد كنت مثل أبي أصلي في المساء
            وأظل أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء
            أو أقرأ الكتب القديمة
            أشواق ليلى أو رياض .. أبي العلاء

            (3)

            وأتيت يوما للمدينة كالغريب
            ورنين صوت أبي يهز مسامعي
            وسط الضباب وفي الزحام
            يهزني في مضجعي
            ومدينتي الحيرى ضباب في ضباب
            أحشاؤها حبلى بطفل
            غير معروف الهوية
            أحزانها كرماد أنثى
            ربما كانت ضحية
            أنفاسها كالقيد يعصف بالسجين
            طرقاتها .. سوداء كالليل الحزين
            أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل
            كم من دماء الناس
            ينزف دون جرح .. أو طبيب
            لا شيء فيك مدينتي غير الزحام
            أحياؤنا .. سكنوا المقابر
            قبل أن يأتي الرحيل
            هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام
            ما أثقل الدنيا ...
            وكل الناس تحيا .. بالكلام

            (4)

            وهناك في درب المدينة ضاع مني .. كل شيء
            أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف
            جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف
            ماتوا يريدون الرغيف
            شيخ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب
            ويدغدغ المسكين شيئا .. من كلام
            قد كان لي مجد وأيام .. عظام
            قد كان لي عقل يفجر
            في صخور الأرض أنهار الضياء
            لم يبق في الدنيا حياء
            قد قلت ما عندي فقالوا أنني
            المجنون .. بين العقلاء
            قالوا بأني قد عصيت الأنبياء

            (5)

            درب المدينة صارخ الألوان
            فهنا يمين .. أو يسار قاني
            والكل يجلس فوق جسم جريمة
            هي نزعة الأخلاق .. في الإنسان
            أبتاه .. أيامي هنا تمضي
            مع الحزن العميق
            وأعيش وحدي ..
            قد فقدت القلب والنبض .. الرقيق
            درب المدينة يا أبي درب عتيق
            تتربع الأحزان في أرجائه
            ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق

            (6)

            ماذا ستفعل يا أبي
            إن جئت يوما دربنا
            أترى ستحيا مثلنا ؟؟
            ستموت يا أبتاه حزنا .. بيننا
            وستسمع الأصوات تصرخ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا
            وغدوت بين الدرب ألتمس الهروب
            أين المفر؟
            والعمر يسرع للغروب

            (7)

            أبتاه .. لا تحزن
            فقد مضت السنين
            ولم أصل .. في الحسين
            لو كنت يا أبتاه مثلي
            لعرفت كيف يضيع منا كل شيء
            بالرغم منا .. قد نضيع
            بالرغم منا .. قد نضيع
            من يمنح الغرباء دفئا في الصقيع؟
            من يجعل الغصن العقيم
            يجيء يوما .. بالربيع ؟
            من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

            (8)

            أبتاه
            بالأمس عدت إلى الحسين
            صليت فيه الركعتين
            بقيت همومي مثلما كانت
            صارت همومي في المدينة
            لا تذوب بركعتين

            '

            الكاتب فاروق جويده .




            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              #7
              قصيدة لقاء الغرباء _ فاروق جويده .




              علمتني الأشواق منذ لقائنا
              فرأيت في عينيك أحلام العمر
              وشدوت لحنا في الوفاء .. لعله
              ما زال يؤنسني بأيام السهر
              وغرست حبك في الفؤاد وكلما
              مضت السنين أراه دوما .. يزدهر
              وأمام بيتك قد وضعت حقائبي
              يوما ودعت المتاعب والسفر
              وغفرت للأيام كل خطيئة
              وغفرت للدنيا .. وسامحت البشر
              ...
              علمتني الأشواق كيف أعيشها
              وعرفت كيف تهزني أشواقي
              كم داعبت عيناي كل دقيقة
              أطياف عمر باسم الإشراق
              كم شدني شوق إليك لعله
              ما زال يحرق بالأسى أعماقي
              ...
              أو نلتقي بعد الوفاء .. كأننا
              غرباء لم نحفظ عهودا بيننا
              يا من وهبتك كل شيء إنني
              ما زلت بالعهد المقدس .. مؤمنا
              فإذا انتهت أيامنا فتذكري
              أن الذي يهواك في الدنيا .. أنا
              '

              الكاتب فاروق جويده .




              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                #8
                قصيدة بين العمر والاماني _ فاروق جويده




                إأذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا
                وأحرقنا قصائدنا وأسكتنا أغانينا...
                ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا
                وصار العمر أشلاء ودمر كل مافينا ...
                وصار عبيرنا كأسا محطمة بأيدينا
                سيبقى الحب واحتنا إذا ضاقت ليالينا ...
                إذا دارت بنا الدنيا ولاح الصيف خفاقا
                وعاد الشعر عصفورا إلى دنياي مشتاقا...
                وقال بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا
                وأن هواك في قلبي يضئ العمر إشراقا ...
                سيبقى حبنا أبدا برغم البعد عملاقا
                وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا ماسيها...
                وصرنا كالمنى قصصا مع العشاق ترويها
                وعشنا نشتهي أملا فنسمعها ..ونرضيها...
                فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها
                ولم نعرف لنا وطنا وضاع زماننا فيها...
                وأجدب غصن أيكتنا وعاد اليأس يسقيها
                عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟
                وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا ..
                وجاء الموت في صمت وكالأنقاض يلقينا ...
                وفي غضب سيسألنا على أخطاء ماضينا
                فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حبنا دينا
                سأبحث عنك ..
                في زهر ترعرع في ماقينا
                وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
                وثغرك سوف يذكرني ..
                إذا تاهت أغانينا
                وعطرك سوف يبعثنا ويحيي عمرنا فينا ../



                '

                الكاتب فاروق جويده .




                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  #9
                  قصيدة حبيبتي تغيرنا _ فاروق جويده




                  تغير كل ما فينا..تغيرنا

                  تغير لون بشرتنا ...

                  تساقط زهر روضتنا

                  تهاوى سحر ماضينا

                  تغير كل ما فينا...تغيرنا

                  زمان كان يسعدنا ...نراه الان يشقينا

                  وحب عاش في دمنا ...تسرب بين أيدينا

                  وشوق كان يحملنا ...فتسكرت أمانينا

                  ولحن كان يبعثنا ...إذا ماتت أغانينا تغيرنا

                  تغيرنا ....تغير كل ما فينا

                  *************

                  وأعجب من حكايتنا ...تكسر نبضها فينا

                  كهوف الصمت تجمعنا ...دروب الخوف تلقينا

                  وصرت حبيبتي طيفا لشيئ كان في صدري

                  قضينا العمر يفرحنا ....وعشنا العمر يبكينا

                  غدونا بعده موتى ..فمن يا قلب يحيينا ؟؟
                  '

                  الكاتب فاروق جويده .




                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    #10
                    قصيدة أحزان ليلة ممطره _ فاروق جويده




                    السقف ينزف فوق رأسي
                    والجدار يئن من هول المطر
                    وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
                    في الوجه أطياف من الماضي
                    وفي العينين نامت كل أشباح السهر
                    والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمره
                    لكنه كل العمر ..
                    لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي
                    والأماني غائمات في البصر
                    وهناك في الركن البعيد لفافة
                    فيها دعاء من أبي
                    تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر
                    دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر
                    أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر
                    لكن أحزاني على الوطن الجريح
                    وصرخة الحلم البريء المنكسر
                    ...
                    فالماء أغرق غرفتي
                    وأنا غريب في بلاد الله
                    أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر
                    كم كنت أبني كل يوم ألف قصر
                    فوق أوراق الشجر ..
                    كم كنت أزرع ألف بستان
                    على وجه القمر ..
                    كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي
                    وأرحل في أغاريد السحر
                    منذ انشطرت على جدار الحزن
                    ضاع القلب مني .. وانشطر ..
                    ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس
                    تسقط بين أحزان النهر
                    وغدوت أنهارا من الكلمات
                    في صمت الليالي .. تنهمر
                    قد كنت في يوم بريء الوجه
                    زار الخوف قلبي فانتحر
                    وحدائقي الخضراء ما عادت تغني
                    مثلما كانت ...
                    وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر
                    ****
                    ولدي من عمري
                    وذكرى الأمس بعض من صور
                    فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا
                    يكون عزاء يوم ... يحتضر
                    هل تسمحين
                    بأن ينام على جفونك لحظة
                    طفل يطارده الخطر..
                    هل تسمحين
                    لمن أضاع العمر أسفارا
                    بأن يرتاح يوما ..
                    بين أحضان الزهر ...
                    اني لأفزع كلما جاءت
                    خيول الليل نحوي ..
                    يحتويني الهم .. يخنقني الضجر
                    اعتدت أن تعوى كلاب الصيد
                    في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني
                    كلما الجلاد في سفه .. أمر
                    اني أخاف على ثيابك من ثيابي
                    كلما أرجوه بعض الأمن ..
                    .. عطرا ... دندنات من وتر
                    ****
                    لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب
                    وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر
                    لكنه حزن الصقيع ...
                    ووحشة الغرباء في ليل المطر
                    فالناس حولي يهرعون
                    وفي ثيابي نهر ماء
                    في عيوني بحر دمع
                    بين أعماقي حجر ..
                    وأريد صدرا لا يساومني على عمري
                    ولا يأسى على ماض عبر
                    فالعري أعرفه
                    وأعرف أن مثلي
                    في زمان الرق مطلوب
                    وأن الحرص لن يجدي
                    ولن يغني الحذر ...
                    ****
                    اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل
                    لا تبكي لأجلي....
                    لا تلومي الحظ إن يوما غدر
                    فأنا وحيد في في ليالي البرد
                    حتى الحزن صادقني زمانا
                    ثم في سأم .. هجر
                    إني أحبك ..
                    رغم أن الحب سلطان عظيم
                    عاش مطرودا
                    وكم داسته أقدام البشر
                    إني أحبك ..
                    فاتركيني الان في عينيك أغفو
                    إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر
                    كل العصافير الجميلة أعدموها
                    فوق أغصان الشجر
                    كل الخفافيش الكئيبة
                    تملأ الشطئان ..
                    تعبث فوق أشلاء النهر
                    ***
                    لا تحزني ...
                    إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى
                    ولن تبقى خفافيش الحفر..
                    فغدا تصيح الأرض .. فالطوفان ات
                    والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..
                    والصبح هذا الزائر المنفي من وطني
                    يطل الان .. يجري .. ينتشر ..
                    وغدا أحبك مثلما يوم حلمت ...
                    بدون خوف ...
                    أو سجون ...
                    أو مطر ... /



                    '

                    الكاتب فاروق جويده .




                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...