ديوان الشاعر فاروق جويده

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • همسه هادئه
    عضو ذهبي
    • Jan 2013
    • 814

    رد: قصيدة مرثية الطائر الحزين - فاروق جويده




    أماه..

    لا تخجلي مني أتيتك عاريا

    سرقوا ثيابي.. في الطريق

    أنا لم أعد طفلا

    لألقي بعض عريي في يديك.. وتضحكين

    أنا لم اعد طفلا

    فأسبح بين أخطائي وأنت تسامحين..

    لا تخجلي مني أتيتك عاريا

    أخفي عن الطرقات نفسي

    عن الأيام.. ما لا تعلمين

    لا تخجلي مني فعريي.. بعض عريك

    اه يا أماه ما أقسى زماني

    صارت الأثواب من وحل.. وطين

    * * *

    منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام..

    اه لو تدرين كم عصفت بأيامي محطات القطار

    كم دارت الأيام يا أمي

    وزيف الليل يحملنا إلى دجل النهار

    أماه أتعبني الدوار

    والان جئتك والقطار يلمني بعض البقايا

    وثيابنا سرقت وعدنا مثلما كنا.. عرايا

    منذ افترقنا والقطار يدور بي عاما.. فعام

    عشر فعشر.. ثم عشر ضائعات

    ما زلت أذكر عندما انطلقت وراء الأفق

    أصوات تبشر.. عاد عهد المعجزات

    قالوا وقالوا يومها...

    قالوا بأن القهر يقتل في النفوس عفافها

    والناس تسجنها البطون

    صاحت جموع الناس(فلتحيا البطون)

    قالوا بأن الصبح حق لا يضيع

    والأرض ملك للجميع

    صاحت جموع الناس(فليحيا الجميع)

    قالوا خراب الأرض في أبناءها

    والله وحد بيننا في الرزق في الأنساب

    في صمت القبور..

    صاحت جموع الناس(فلتحيا القبور)

    قالوا لنا.. قالوا الكثير

    بين الحدائق كانت الأشجار تعلو

    مثل ضحكات الصغار

    والحلم بين ملاعب الأطفال يلهو كالنهار

    * * *

    سألوا علينا في القطار...

    أعمارنا.. أخطاءنا..

    وصلاتنا.. وصيامنا

    سألوا علينا الماء كيف يكون ملمس جلدنا؟

    سألوا علينا الطين كيف يكون عمق قبورنا؟

    فحصوا مع الخبراء نبض عقولنا

    سألوا علينا الليل كيف نهيم في أحلامنا؟

    سألوا علينا الصمت كيف يكون دفء نساءنا؟

    سألوا علينا.. كيف نبكي.. كيف نضحك؟

    كيف نصرخ.. كيف ننسى حزننا؟

    لقد استباحوا سرنا

    لم يتركوا شيئا لنا..

    * * *

    ومضى القطار..

    يوما فيوما.. والقطار يدور بي.. عاما فعام

    وإذا نطقت.. همست شيئا.. أو عطست

    يقال دعك من الكلام

    في كل يوم ألمح الأشلاء قبرا

    تحت قضبان القطار

    والبعض منا يختفي..

    وإذا سألت يقال مات

    وليس في الموت اختيار

    صوت القطار يدور في عجلاته

    وصفيره يعلو.. ويعلو.. حولنا

    من مات مات.. من مات مات

    من مات مات.. من مات مات

    * * *

    حملوا البنادق ذات يوم

    خلف أستار الظلام

    ورأيتهم كالنار تحرق كل أسراب الحمام

    وذئابهم تعوي وأشلاء من الأشجار

    و الأزهار تصرخ كالحطام..

    أبراج قريتنا رأيت ترابها

    يعلو.. ويعلو.. ثم يسقط في الزحام..

    وسألتهم ما ذنب أسراب الحمام؟

    قالوا قضاء الله لا تسأل

    ولا تسمع-حقير الشأن-سفسطة العوام

    ونظرت حولي في القطار

    طارت عيون الناس خوفا

    خلف أشلاء الحمام

    وقطارنا يمضي على نفس الطريق

    وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا

    من مات مات.. من مات مات

    من مات مات.. من مات مات

    * * *

    حملوا البنادق ذات يوم

    خلف أطفال صغار..

    قطعوا أصابعهم وطارت في السماء ثيابهم

    وهوت بقايا في التراب

    يتساقط الأطفال في الأوحال

    في البرك الصغيرة.. كالذباب

    وسألتهم ما ذنب أطفال صغار

    فأتى إلي الصوت يصرخ بالجواب

    هل ينجب الذئب الحقير سوى الذئاب؟

    لا تتركوا الأشجار تكبر

    واقطعوها قبل أن تعلو الرقاب

    وقطارنا يمضي على نفس الطريق

    وصفيره يعلو.. ويعلو حولنا

    من مات مات.. من مات مات

    من مات مات.. من مات مات

    * * *

    ومضى القطار..

    والعمر يدفن بعضه بعضا..

    عشر حيارى ثم عشر للأسى

    وختامها عشر الأماني الضائعات

    العمر أصبح بين أيدينا بقايا من رفات

    ونظرت حولي..

    لم أجد أحدا يبادلني الكلام

    فالناس ماتوا.. أو أصيبوا بالجنون

    وسألت نفسي أين نحن.. ومن نكون؟

    ومضيت أصرخ في القطار

    الجنة الخضراء.. والفقراء والجوعى

    وحلم الأمس.. صيحات البطون

    الناس حولي يضحكون

    ورأيت أعينهم كبركان يحاصرني

    ويكبر ثم يكبر.. يحتويني

    ثم يحملني الدوار..

    وتداخلت في العين ألوان الصور..

    النمل يعبث في ثيابي..

    والدماء تسيل من رأسي

    وأفواج الذباب تحيطني

    والناس حولي يضحكون

    ألقيت نفسي فوق قضبان القطار

    ومضيت أصرخ كيف ضاع العمر في هذا الدمار

    جثث الضحايا والأماني الضائعات

    على دروب الانتظار..

    والجنة الخضراء.. والأحلام الجوعى

    وصيحات البطون..

    والناس حولي يضحكون..

    ومضيت أجمع بعض أشلائي وأوقف في القطار..

    ما زال يجذبني القطار..

    وتجمعوا حولي وصاحوا:

    ضل عن دين الفريق

    خلعوا ثيابي.. أحرقوها في الطريق

    ورأيت نفسي عاريا..

    وأخذت أجمع بين ضحك الناس

    أشلائي.. وهم يتساءلون:

    قد كان يوما عاقلا..

    ومضيت يا أماه أجري.. ثم أجري

    ثم أصرخ في جنون

    فلقد نسيت الاسم والعنوان يا أمي

    تراني.. من أكون؟

    سرقوا ثيابي.. أحرقوها

    ثم راحوا يضحكون

    ورجعت وحدي بالجنون

    رجعت وحدي بالجنون .


    الكاتب فاروق جويده .




    تعليق

    • همسه هادئه
      عضو ذهبي
      • Jan 2013
      • 814

      رد: قصيدة عذرا حبيبي - فاروق جويده





      في كل عام كنت أحمل زهرة

      مشتاقة تهفو إليك..

      في كل عام كنت أقطف بعض أيامي

      وأنثرها عبيرا في يديك

      في كل عام كانت الأحلام بستانا

      يزين مقلتي.. ومقلتيك

      في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي

      وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك

      لكن أزهار الشتاء بخيلة

      بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك

      عذرا حبيبي

      إن أتيت بدون أزهاري

      لألقي بعض أحزاني لديك .


      الكاتب فاروق جويده .




      تعليق

      • همسه هادئه
        عضو ذهبي
        • Jan 2013
        • 814

        رد: قصيدة ويبقى السؤال - فاروق جويده





        سئمت الحقيقة..

        لأن الحقيقة شيء ثقيل

        فأصبحت أهرب للمستحيل

        ظلال النهاية في كل شيء

        إذا ما عشقنا نخاف الوداع

        إذا ما التقينا نخاف الضياع

        وحتى النجوم..

        تضيء وتخشى اختناق الشعاع

        هموم السفينة ترتاح يوما

        وتلقي بعيدا.. بقايا الشراع

        إذا ما فرحنا.. نخاف النهاية..

        إذا ما انتهينا.. نخاف البداية

        وما عدت أدرك أصل الحكاية

        لأن الحقيقة شيء ثقيل..

        * * *

        سئمت الحقيقة..

        نحب ونشتاق مثل الصغار

        ويصحو مع الحب ضوء النهار

        ويجعلنا الحب ظلا خفيفا

        وتنبض فينا عروق الحياة

        وننسى مع القرب لون الخريف

        ويبلغ درب الهوى.. منتهاه

        ويوما نرى الحب أطلال عمر

        وتصرخ فينا.. بقايا دماه

        * * *

        سئمت الحقيقة..

        شباب يحلق بالأمنيات

        يباهي به العمر كالمعجزات

        ويسقط يوما كوجه غريب

        يطارد عمرا من الذكريات

        نقامر بالعمر.. يحلو الرهان

        نريد الأماني.. فيأبى الزمان

        ونحمل للظل لحنا قديما

        نعيش عليه الخريف الطويل

        وندرك بين رماد الأماني

        بأن الحقيقة.. شيء ثقيل

        * * *

        سئمت الحقيقة..

        تشرد قلبي زمانا طويلا

        وتاه به الدرب وسط الظلام

        حقيقة عمري خوف طويل

        تعلمت في الخوف ألا أنام

        نخاف كثيرا

        عيون ينام عليها السهر

        نخاف الحياة.. نخاف الممات

        نخاف الأمان.. نخاف القدر

        وأوهم نفسي..

        بأن الحياة شيء جميل

        وأن البقاء.. من المستحيل

        * * *

        سئمت الحقيقة..

        فما زلت أعرف أن الحياة

        ومهما تمادت سراب هزيل

        وما زلت أعرف أن الزمان

        ومهما تزين.. قبح جميل

        وأعرف أني وإن طال عمري

        سأنشد يوما.. حكايا الرحيل

        وأعرف أني سأشتاق يوما

        يضاف لأيام عمري القليل

        ونغدو ترابا..

        يبعثر فينا الظلام الكسيح

        ونصبح كالأمس ذكرى حديث

        تراتيل عشق لقلب جريح

        وفي الصمت نصبح شيئا كريها

        وأشلاء نبض لحلم ذبيح

        وتهدأ فينا رياح الأماني

        وبين الجوانح.. قد تستريح

        ونغدو بقايا..

        تطوف علينا فلول الذئاب

        فتترك للأرض بعض البقايا

        وتترك للناس بعض التراب

        حقيقة عمري بعض التراب

        وتلك الحقيقة.. شيء ثقيل

        * * *

        سئمت الحقيقة..

        فما عدت أملك في الأرض شيئا

        سوى أن أغني..

        وأوهم نفسي بأني.. أغني

        وأحفر في اليأس نهر التمني

        لتسقط يوما تلال الظلام

        وينساب كالصبح صوت المغني

        وأوهم نفسي..

        ببيت صغير لكل الحيارى

        يلم البقايا.. ويأوي الطريد

        رغيف من الخبز.. ساعات فرح

        وشطان امن.. وعش سعيد

        وأوهم نفسي بعمر جديد

        فأبني القصور بعرض البحار..

        وأعبر فيها الليالي القصار

        وأوهم نفسي..

        بأن الحياة قصيدة شعر

        وألحان عشق.. ونجوى ظلال

        وأن الزمان قصير.. قصير

        وأن البقاء محال.. محال

        تعبت كثيرا من السائلين

        وما زال عندي نفس السؤال

        لماذا الحقيقة شيء ثقيل؟

        لماذا الهروب من المستحيل؟

        سئمت الحقيقة..

        لأن الحقيقة شيء ثقيل .



        الكاتب فاروق جويده .




        تعليق

        • همسه هادئه
          عضو ذهبي
          • Jan 2013
          • 814

          رد: قصيدة ولا شيء بعدك - فاروق جويده




          لأنك سر..

          وكل حياتي مشاع.. مشاع..

          ستبقين خلف كهوف الظلام

          طقوسا.. ووهما

          عناق سحاب.. ونجوى شعاع..

          فلا أنت أرض..

          ولا أنت بحر

          ولا أنت لقيا..

          تطوف عليها ظلال الوداع

          وتبقين خلف حدود الحياة

          طريقا.. وأمنا

          وإن كان عمري ضياعا.. ضياع

          * * *

          لأنك سر

          وكل حياتي مشاع مشاع..

          فأرضي استبيحت..

          وما عدت أملك فيها ذراع

          كأني قطار

          يسافر فيه جميع البشر..

          فقاطرة لا تمل الدموع

          وأخرى تهيم عليها الشموع

          وأيام عمري غناوي السفر..

          * * *

          أعود إليك إذا ما سئمت

          زمانا جحودا..

          تكسر صوتي على راحتيه..

          وبين عيونك لا امتهن..

          وأشعر أن الزمان الجحود

          سينجب يوما زمانا بريئا..

          ونحيا زمانا.. غير الزمن

          عرفت كثيرا..

          وجربت في الحرب كل السيوف

          وعدت مع الليل كهلا هزيلا

          دماء وصمت وحزن.. وخوف

          جنودي خانوا.. فأسلمت سيفي

          وعدت وحيدا..

          أجرجر نفسي عند الصباح

          وفي القلب وكر لبعض الجراح..

          وتبقين سرا

          وعشا صغيرا..

          إذا ما تعبت أعود إليه

          فألقاك أمنا إذا عاد خوفي

          يعانق خوفي.. ويحنو عليه..

          ويصبح عمري مشاعا لديه

          * * *

          أراك ابتسامة يوم صبوح

          تصارع عمرا عنيد السأم

          وتأتي الهموم جموعا جموعا

          تحاصر قلمي رياح الألم

          فأهفو إليك..

          وأسمع صوتا شجي النغم..

          ويحمل قلبي بعيدا بعيدا..

          فأعلو.. وأعلو..

          ويضحى زماني تحت القدم

          وتبقين أنت الملاذ الأخير..

          ولا شيء بعدك غير العدم .




          الكاتب فاروق جويده .




          تعليق

          • همسه هادئه
            عضو ذهبي
            • Jan 2013
            • 814

            رد: قصيدة يا زمان الحزن في بيروت - فاروق جويده




            برغم الحزن والأنقاض يا بيروت

            ما زلنا نناجيك

            برغم الخوف والسجان والقضبان

            ما زلنا نناديك

            برغم القهر والطغيان يا بيروت

            ما زالت أغانيك

            وكل قصائد الأحزان يا بيروت

            لا تكفي لنبكيك

            وكل قلائد العرفان تعجز أن تحييك

            فرغم الصمت ما زالت ماذننا

            تكبر في ظلام الليل..

            تشدو في روابيك

            وما زالت صلاة الفجر يا بيروت

            تهدر في لياليك

            ورغم النار والطوفان

            سوف تجيء أيام تحاسبنا..

            فتخلع ثوب من خدعوا

            وتكشف زيف من صمتوا

            وسيف الله يا بيروت رغم الصمت

            سوف يظل يحميك

            * * *

            ويا بيروت..

            يا نهرا من الأشواق

            عاش العمر يروينا..

            ويا جرحا سيبقى العمر.. كل العمر

            يؤلمنا.. ويشقينا

            ويا غرناطة الفيحاء

            هل ضلت مساجدنا

            وهل كفرت ليالينا؟

            زمان اليأس كبلنا

            وكسر حلمنا.. فينا

            غدوت الان يا بيروت بركانا

            كبئر النار يحرقنا

            ويسري في ماقينا

            حرام أن نراك اليوم وسط النار

            هل شلت أيادينا..

            حرام أن نراك الان

            والطوفان يغرقنا

            فلم نعرف لنا وطنا..

            ولم نعرف لنا دينا

            * * *

            ويا بيروت..

            يا كأسا من الأشواق أسكرنا

            ويا وطنا على الطرقات ألقيناه

            لم نعرف له ثمنا

            قتلنا الصبح في عينيك..

            صار الضوء أشباحا

            وعمرا ضاع من يدنا

            تقاسمناه أفراحا

            تامرنا..

            وبعنا الله والقران يا بيروت

            لم نخجل لما بعنا..

            مساجدنا..

            وأوراق من القران

            تسبيحاتنا صمتت

            وضاعت مثلما ضعنا..

            تامرنا..

            خدعناهم بأوهام حكيناها

            فكم سمعوا حكايا..

            ((سيجمع شملكم وطن))

            ويرجع كل ما كانا..

            رأينا الحلم في الطرقات

            يا بيروت أشكالا.. وألوانا

            وصار الحلم بين جوانح الأطفال إيمانا..

            ((سيجمع شملكم وطن))..

            رأينا الحلم في الأطفال

            في الأشجار في صمت

            القناديل الحزينة

            قرأنا الحلم في الأشعار للبسطاء

            والفقراء في سوق المدينة

            وأصبح حلمهم سيفا..

            بأيدينا قطعناه

            ومزقناه في الطرقات

            لم نعرف له أثرا

            وفي صمت تركناه

            إله ي سكون الليل

            بالحلوى صنعناه..

            وعند الصبح كالكفار

            في صمت.. أكلناه

            وضاع الحلم يا بيروت

            ضعنا.. أم أضعناه

            وخلف شواطئ الدخان والطغيان

            لاح الحلم يا بيروت أنقاضا

            وبين مواكب الأشلاء

            تاريخا.. وأمجادا.. وأعراضا

            توارى الحلم يا بيروت

            * * *

            وقالوا إنها بيروت تجني

            ذنب ما فعلت..

            وقالوا إنها ضلت

            وقالوا إنها كفرت

            وفيها الفحش والبهتان..

            والطغيان ألوانا..

            وقالوا عنك يا بيروت ما قالوا

            ألا يكفيك يا بيروت

            صوت الله برهانا

            فهل سيضيع من عينيك

            نور الله تسبيحا.. وإيمانا؟

            وهل تغدو مساجدنا

            أمام الناس بهتانا؟

            وهل نبكي على ملك

            توارى في خطايانا؟

            بكينا العمر يا بيروت

            عند وداع قرطبة

            فهل سنعيد ما كانا؟

            يهود العمر يا بيروت من يدنا

            ودين الله.. ما هانا .



            الكاتب فاروق جويده .




            تعليق

            • همسه هادئه
              عضو ذهبي
              • Jan 2013
              • 814

              رد: قصيدة موتى بلا قبور - فاروق جويده




              كثيرون ماتوا.. بكينا عليهم

              أقمنا عليهم صلاة الرحيل

              وقلنا مع الناس صبرا جميلا

              فهل كل صبر لدينا جميل؟

              قرأنا الفواتح بين البخور

              وقلنا: الحياة متاع قليل

              نثرنا الفطائر فوق القبور

              وفي الأفق تبكي ظلال النخيل

              كثيرون ماتوا..

              أهلنا عليهم تلال التراب

              ولكنا لم نمت بعد لكن

              لماذا يهال علينا التراب؟!

              فما زلت حيا

              ولكن رأسي بقايا ضريح

              وما زلت أمشي

              يقيد خطوي درب كسيح

              وينبض قلبي

              وإن كنت أحيا.. بقلب ذبيح

              * * *

              كثيرون ماتوا..

              وما زلت انشد لحنا حزينا

              أطوف به بين هذي القبور

              هناك بعيدا

              تغرد في الصمت بعض الطيور

              حروف تعانق بعض الحروف

              وتصنع سطرا

              نجوم تطوف بعين السماء

              وتنسج فجرا

              وفي جبهة الأرض تسري دماء

              وينبت في الأرض شيء غريب

              عظام تقوم..

              وبين الجماجم همس يدور

              فما زلت أسمع همسا غريبا

              وبين التراب قبور تثور

              وتصحو الشواهد.. تعلو وتعلو

              وتصنع تاجا..

              يزين في الليل صمت القبور

              وينطق شيئا..

              فماذا يقول..

              ماذا يقول؟!


              الكاتب فاروق جويده .




              تعليق

              • همسه هادئه
                عضو ذهبي
                • Jan 2013
                • 814

                رد: قصيدة المغنى الحزين - فاروق جويده






                غنائي الحزين..

                ترى هل سئمتم غنائي الحزين؟

                وماذا سأفعل..

                قلبي حزين

                زماني حزين

                وجدران بيتي

                تقاطيع وجهي..

                بكائي وضحكي

                حزين حزين؟

                * * *

                أتيت إليكم..

                وما كنت أعرف معنى الغناء

                وغنيت فيكم.. وأصبحت منكم..

                وحلقت بالحلم فوق السماء..

                حملت إليكم زمانا جميلا على راحتيا

                وما جئت أصرخ بالمعجزات

                وما كنت فيكم رسولا نبيا

                فكل الذي كان عندي غناء

                وما كنت أحمل سرا خفيا

                وصدقتموني..

                فماذا سأفعل يا أصدقاء

                إذا كان صوتي توارى بعيدا

                وقد كان صوتا عنيدا قويا؟

                إذا كان حلمي أضحى خيالا

                يطوف ويسقط في مقلتيا؟

                وصار غنائي حزينا.. حزين

                * * *

                لقد كنت أعرف أني غريب

                وأن زماني زمان عجيب

                وأني سأحفر نهرا صغيرا وأغرق فيه

                وأني سأنشد لحنا جميلا

                وأدرك أني أغني لنفسي

                وأني سأغرس حلما كبيرا

                ويرحل عني.. وأشقى بيأسي..

                فماذا سأفعل يا أصدقاء؟

                أتيت إليكم بلحن جريح

                لأن زماني.. زمان قبيح

                فجدران بيتي دمار.. وريح

                وبين الجوانح قلب ذبيح

                فحيح الأفاعي يحاصر بيتي

                ويعبث في الصمت صوت كريه

                إذا راح عمر قبيح السمات

                رأينا له كل يوم شبيه

                وفئران بيتي صارت أسودا

                فتأكل كل طعام الصغار

                وتسرق عمري.. وتعبث فيه

                * * *

                أنام وفي العين ثقب كبير

                فأوهم نفسي بأني أنام

                وأصحو وفي القلب خوف عميق

                فأمضغ في الصمت بعض الكلام

                أقول لنفسي كلاما كثيرا

                وأسمع نفسي..

                وألمح في الليل شيئا مخيفا

                يطوف برأسي

                ويخنق صوتي..

                ويسقط في الصمت كل الكلام

                * * *

                فلا تسأموني

                إذا جاء صوتي كنهر الدموع

                فما زلت أنثر في الليل وحدي

                بقايا الشموع

                إذا لاح ضوء مضيت إليه

                فيجري بعيدا.. ويهرب مني

                وأسقط في الأرض أغفو قليلا

                وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

                فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

                فأجري إليه..

                وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

                حزين غنائي

                ولكن حلمي عنيد.. عنيد

                فما زلت أعرف ماذا أريد

                ما زلت أعرف ماذا أريد .


                الكاتب فاروق جويده .




                تعليق

                • همسه هادئه
                  عضو ذهبي
                  • Jan 2013
                  • 814

                  رد: قصيدة طاوعني قلبي في النسيان - فاروق جويده




                  عادت أيامك في خجل

                  تتسلل في الليل وتبكي خلف الجدران

                  الطفل العائد أعرفه

                  يندفع ويمسك في صدري

                  يشعل في قلبي النيران

                  هدأت أيامك من زمن

                  ونسيتك يوما لا أدري

                  طاوعني قلبي.. في النسيان

                  عطرك ما زال على وجهي

                  قد عشت زمانا أذكره

                  وقضيت زمانا أنكره

                  والليلة يأتي يحملني

                  يجتاح حصوني.. كالبركان

                  اشتقتك لحظة..

                  عطرك قد عاد يحاصرني

                  أهرب.. و العطر يطاردني

                  وأعود إليه أطارده

                  يهرب في صمت الطرقات

                  أقترب إليه أعانقه

                  امرأة غيرك تحمله

                  يصبح كرماد الأموات

                  عطرك طاردني أزمانا

                  أهرب.. أو يهرب.. وكلانا

                  يجري مصلوب الخطوات

                  * * *

                  اشتقتك لحظة.. و أنا من زمن خاصمني

                  نبض الأشواق

                  فالنبض الحائر في قلبي

                  أصبح أحزانا تحملني

                  وتطوف سحابا.. في الأفاق

                  أحلامي صارت أشعارا

                  ودماء تنزف في أوراق

                  تنكرني حينا.. أنكرها

                  وتعود دموعا في الأحداق

                  قد كنت حزينا.. يوم نسيتك..

                  يوم دفنتك في الأعماق

                  قد رحل العمر وأنسانا

                  صفح العشاق..

                  لا أكذب إن قلت بأني

                  اشتقتك لحظة..

                  بل أكذب إن قلت بأني

                  ما زلت أحبك مثل الأمس

                  فاليأس قطار يلقينا لدروب اليأس

                  والليلة عدت ولا أدري لما جئت الان

                  أحيانا نذكر موتانا.. و أنا كفنتك في قلبي.. في ليلة عرس

                  * * *

                  والليلة عدت

                  طافت أيامك في خجل

                  تعبث في القلب بلا استئذان

                  لا أكذب إن قلت بأني

                  اشتقتك لحظة..

                  لكني لا أعرف قلبي

                  هل يشتاقك بعد الان؟!


                  الكاتب فاروق جويده .




                  تعليق

                  • همسه هادئه
                    عضو ذهبي
                    • Jan 2013
                    • 814

                    رد: قصيدة سلوان لا تحزني - فاروق جويده




                    سلوان لا تحزني إن خانني الأجل

                    ما بين جرح وجرح ينبت الأمل

                    لا تحزني يا ابنتي إن ضاق بي زمني

                    إن الخطايا بدمع الطهر تغتسل

                    قد يصبح العمر أحلاما نطاردها

                    تجري ونجري.. وتدمينا ولا نصل

                    سلوان لا تسأليني عن حكايتنا

                    ماذا فعلنا.. وماذا ويحهم فعلوا

                    قد ضيعوا العمر يا للعمر لو جنحت

                    منا الحياة وأفتى من به خبل

                    عمر ثقيل بكأس الحزن جرعنا

                    كيف الهروب وقد تاهت بنا الحيل

                    * * *

                    الحزن في القلب في الأعماق في دمنا

                    يأس طويل فكيف الجرح يندمل

                    أيامنا لم تزل بالوهم تخدعنا

                    قبر من الخوف يطوينا ونحتمل

                    لا تسأليني لماذا الحزن ضيعنا

                    ولتسألي الحزن هل ضاقت به السب

                    إن ضاقت الأرض بالأحلام في وطني

                    ما زال في الأفق ضوء الحلم يكتمل

                    هذي الجماجم أزهارا سيحملها

                    عمر جديد لمن عاشوا.. ومن رحلوا

                    هذي الدماء ستروي أرضنا أملا

                    قد يخطئ الدهر عنواني ولا أصل

                    * * *

                    إن ضاق مني زماني لن أعاتبه

                    هل يعشق السفح من أحلامه الجبل

                    سلوان يا فرحة في الأرض تحملني

                    في ضوء عينيك لا يأس ولا ملل

                    عيناك يا واحتي عمر أعانقه

                    إن ضاقت الأرض وانسابت بنا المقل

                    ضيعت عمري أغني الحب في زمن

                    شيئان ماتا عليه الحب والأمل

                    ضيعت عمري أبيع الحلم في وطن

                    شيئان عاشا عليه الزيف والدجل

                    كم راودتني بحار البعد في خجل

                    لا أستطيع بعادا كيف أحتمل

                    * * *

                    مازال للحب بيت في ضمائرنا

                    ما أجمل النار تخبو ثم تشتعل

                    لا تفزعي يا ابنتي ولتضحكي أبدا

                    كم طال ليل وعند الصبح يرتحل

                    ما زال في خاطري حلم يراودني

                    أن يرجع الصبح والأطيار والغزل

                    سلوان يا طفلتي لا تحزني أبدا

                    إن الطيور بضوء الفجر تكتحل

                    ما زلت طيرا يغني الحب في أمل

                    قد يمنح الحلم.. مالا يمنح الأجل .


                    الكاتب فاروق جويده .




                    تعليق

                    • همسه هادئه
                      عضو ذهبي
                      • Jan 2013
                      • 814

                      رد: قصيدة اسافر منك .. وقلبي معك - فاروق جويده





                      وعلمتنا العشق قبل الأوان

                      فلما كبرنا ودار الزمان

                      تبرأت منا.. وأصبحت تنسى

                      فلم نر في العشق غير الهوان

                      عشقانك يا نيل عمرا جميلا

                      عشقناك خوفا وليلا طويلا

                      وهبناك يوما قلوبا بريئة

                      فهل كان عشقك بعض الخطيئة؟!

                      * * *

                      طيورك ماتت.. ولم يبق شيء على شاطئيك

                      سوى الصمت والخوف والذكريات

                      أسافر عنك فأغدو طليقا

                      ويسقط قيدي

                      وأرجع فيك أرى العمر قبرا

                      ويصبح صوتي بقايا رفات..

                      * * *

                      طيورك ماتت

                      فلم يبق في العش غير الضحايا

                      رماد من الصبح.. بعض الصغار

                      جمعت الخفافيش في شاطئيك

                      ومات على العين.. ضوء النهار

                      ظلام طويل على ضفتيك

                      وكل مياهك صارت دماء

                      فكيف سنشرب منك الدماء..؟

                      * * *

                      ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

                      نعاتب فيك زمانا حزينا..

                      منحناه عمرا.. ولم يعط شيئا..

                      وهل ينجب الحزن غير الضياع

                      ترى هل نعاتب حلما طريدا..

                      تحطم بين صخور المحال

                      وأصبح حلما ذبيح الشراع..

                      ترى هل نعاتب صبحا بريئا

                      تشرد بين دروب الحياة

                      وأصبحا صبحا لقيط الشعاع

                      ترى هل نعاتب وجها قديما

                      توارى مع القهر خلف الظلام

                      فأصبح سيفا كسيح الذراع

                      ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

                      ولم يبق في العمر إلا القليل..

                      حملناك في العين حبات ضوء

                      وبين الضلوع مواويل عشق..

                      وأطيار عشق تناجي الأصيل..

                      فإن ضاع وجهي بين الزحام

                      وبعثرت عمري في كل أرض..

                      وصرت مشاعا فأنت الدليل..

                      ترى من نعاتب يا نيل قل لي..

                      وما عاد في العمر وقت

                      لنعشق غيرك..

                      أنت الرجاء

                      أنعشق غيرك..؟

                      وكيف وعشقك فينا دماء

                      تعود وتغدو بغير انتهاء..

                      * * *

                      أسافر عنك

                      فألمح وجهك في كل شيء

                      فيغدو الفنارات يغدو المطارات

                      يغدو المقاهي..

                      يسد أمامي كل الطرق

                      وأرجع يا نيل كي أحترق

                      * * *

                      وأهرب حينا

                      وأصبح في الأرض طيفا هزيلا

                      وأصرخ في الناس أجري إليهم

                      وأرفع رأسي لأبدو معك

                      فأصبح شيئا كبيرا.. كبيرا

                      طويناك يا نيل بين القلوب

                      وفينا تعيش.. ولا نسمعك

                      تمزق فينا..

                      وتدرك أنك أشعلت نارا

                      وأنك تحرق في أضلعك

                      تعربد فينا

                      وتدرك أن دمانا تسيل

                      وليست دمانا سوى أدمعك

                      تركت الخفافيش يا نيل تلهو

                      وتعبث كالموت في مضجعك

                      وأصبحت تحيى بصمت القبور

                      وصوتي تكسر في مسمعك

                      قد غبت عنا زمانا طويلا

                      فقل لي بربك من يرجعك

                      فعشقك ذنب.. وهجرك ذنب

                      أسافر عنك.. وقلبي معك .



                      الكاتب فاروق جويده .




                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...