سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \



    خلص كل شغله اللي بيده وقام على طول رايح لمكتب صديقه اللي قريب من
    مكتبه .. شافه منهمك في شغله مابين الاوراق اللي قدامه والملفات اللي متناثرة
    بكل مكان على المكتب .. سلم عليه ودخل يجلس معاه شوي .. رد عليه السلام
    بدون مايرفع راسه عن الاوراق ..
    كان مبين عليه انه غرقان بالحسابات والفواتير قام على طول يبي يطلع : اجل
    شكلك مشغول ومنت فاضي لي .. اروح البيت احسن ..
    رفع راسه على طول يناظر ساعته .. وبعدها ناظره : تروح البيت الحين ؟
    ابتسم على شكله وهز راسه بإيه : ليش فيها شي .. ؟
    بعد الاوراق اللي قدامه وسحب شماغه : لا والله بتروح البيت وانا اللي بقعد
    ملطوع هنا واكرف لحالي .. بعدين من متى الحبيب يطلع قبل صلاة المغرب ؟
    انا اذكر انك حتى غدى ماتروح للبيت ..
    شافه يضحك وهو مسوي نفسه معصب .. وكتم ضحكته : ياخي خلصت شغلي
    اليوم بدري .. وابي اروح اريح شوي ..
    قام ومسك يده وجلسه على مكتبه : اجل خلص عني اشغالي وانا اللي بروح للبيت
    بطلع اتمشى انا واهلي شوي ونغير جو .. لي 3 ايام اداوم من بعد صلاة العصر
    الى بعد صلاة العشى .. خلني اونسهم اليوم ونغير جو ..
    ضحك بأعلى صوته على كلامه .. وكل ما جا يقوم جلسه رياض بالقوة : طيب
    اصبر ابي افهمك ..
    قعد على المكتب الكبير وهو مازال ماسك يد طلال : فهمني ياحلو طحت بغرامها
    وماعاد تقدر تبعد عنها ؟ اعترف قول اللي بالقلب ..
    ابتسم وما رد عليه كان عارف انه بيعلق عليه بهالموضوع وهو مايبي يتكلم فيه
    ابد كمل رياض كلامه : لا تسكت ماتعودتها منك .. اذا ماتبي تتكلم مابي اجبرك
    على شي .. اعرفك لا نويت تتكلم بتقول لي اللي بالقلب كله ..
    قام وهو يضحك على يد رياض اللي للحين ماسكة فيه : تعالي نقعد هناك وبقول
    لك كل شي .. وبعدها مسموح انك تروح .. عشان تعرف اني احسن مدير ممكن
    تصادفه بحياتك ..
    مشى معاه لطرف المكتب الكبير وقعدو على الكراسي الجلدية الكبيرة : والله لو انك
    اسوء مدير بالعالم كله احبك .. هذا شي من الله مو بيدي ..
    اشر له قدام وجهه بيده : هيييه انت تراني طلال مانيب ام ليان تغازلني بهالكلام ..
    كانت هذي دايم تعليقاته عليه وتعود انه يضحك عليها بدون مايرد .. انتظره يتكلم
    لانه يدري انه مايحتاج مقدمات ولا حتي استفسارات اذا كان يبي يتكلم .. بعد صمت
    طال شوي تكلم طلال : وشو ؟ وش فيك تناظرني ..
    ابتسم له : انتظرك تتكلم ..
    ماكان عارف اصلا وش يبي يقول له او وش اللي ممكن يتكلم فيه .. : تصدق اني
    مادري وش اللي احس فيه .. ارتاح اذا رحت البيت لاني احس نفسي مستقر وفي
    وحدة دايم تنتظرني في البيت .. بس مادري ليه احس شعوري تبلد يعني ماقدرت
    احبها للحين .. " انتبه لنظرات التعجب وكمل بابتسامة " رغم انه كل شي فيها ينحب
    بس العيب فيني انا ..
    رياض باستفهام : للحين تحب زوجتك الاولى ؟
    قاطعه على طول : لا .. والله العظيم ماعاد احبها ويمكن من زمان انتهت مشاعري
    لها .. وكل حزني على نفسي لاني فشلت وماحسبتها صح ولأني لاول مرة بحياتي
    احس باحساس الرفض .. بس هالرفض اللي حصل لي بالأول مو مخليني اجازف
    الحين ..
    رياض : وهي ؟ تحبك ؟
    ابتسم وهو يتذكر نظرات عيونها يوم قال لها هالشي .. : للحين ماقالت شي .. بس
    احس انها تحبني ..
    ناظره مستغرب : ياخي انت تناقض نفسك بنفسك .. خايف انك تنجرف ورا مشاعرك
    وتنرفض وبنفس الوقت عارف انها تحبك .. يعني شلون ترفضك وهي تحبك لا تكون
    انسان انهزامي لهالدرجة تعودت انك مغامر ودايم تمشي خطواتك بكل ثقة وتكسبها بعدين
    شلون تبيها تتكلم وتعبر عن مشاعرها وهي ماشافت منك شي .. الحرمة عمرها ماكانت
    المبادرة .. لازم تلقى منك الفعل عشان تبادلك .. وانت منت جاهل او صغير عشان انا
    اعلمك شلون تتعامل مع الناس ..
    طق على الطاولة الخشبية بايده وهو يسمع كلام رياض اللي وتره : تصدق دايم احسك
    تقول اللي بقلبي وانا عجزت اقوله هذا هو اللي بخاطري كله بس ماقدرت افسره ولأول
    مرة بحياتي ما اعرف اتصرف ولا ادري وش هي الخطوة الجاية انا متأكد اني ارتحت
    لها .. واحب اشوفها طول الوقت .. بس حب بمعنى الحب مابعد حبيتها ..
    قام وهو يضحك على كلامه : ياشيخ اقص يدي لو ماكنت تحبها خل عنك الكلام الفاضي
    بس .. خلها تبعد عنك وتروح لديرتها والله لتجيني تصيح من الشوق ..
    اطلق ضحكة بصوت عالي وهو يسمع كلامه هالانسان عليه اسلوب عجيب في الاقناع
    طريقته وكلماته اللي ينتقيها يخليه يتقبل كل شي يقوله له .. قام معاه وهو يشوفه يلبس
    شماغه : وين رايح ؟ للحين ماخلصت كلامي ..
    رياض وهو واقف قدام المراية يعدل شماغه : قول اللي تبي .. مع اني متأكد انك قايل
    كل شي بخاطرك بس خذها نصيحة مني عيش حياتك واستانس ولا تتعب نفسك وتتعبها
    بالهموم .. العمر نعيشه مرة حرام انه يضيع كله بمتاعب احنا اللي اخترناها ..
    ما كان يدري اي طريقة يستحقها عشان يكافئه فيها .. يكفيه انه يبسط له الامورة مهما
    كانت معقدة .. يريحه مهما اثقلته الهموم واتعبته .. عنده قدرة عجيبة في قلب الموازين
    لصالحه .. فعلا ما عاد عنده شي يقوله .. رياض طلع كل اللي بخاطره واختصره وهو
    صار منصت لحروف قلبه ..
    سلمو على بعض وهم طالعين كل واحد فيهم رايح لبيته .. كل احاسيسه اللي يجهلها قدر
    انه يلقى لها تفسير اليوم .. يمكن يكون فعلا ما حبها بس مايقدر يستغني عن وجودها
    في حياته .. كل شي فيها له طعم بحياته سوالفها البريئة حياتها وبساطتها خجلها وحبها
    له اللي يشوفه بعيونها كل هالتفاصيل اللي يدور عليها فيها وترضيه الى ابعد الحدود ..


    /
    \
    /
    \



    جلست في الصالة تتابع لها برنامج ديني وهي بقمة انسجامها .. جات لها سما وهي
    لابسة برمودا قصيرة الى حد الركبة مع توب بدون سيور .. وجلست جنبها ناظرتها
    شوي قبل تختار افضل طريقة مناسبة تكلمها فيها .. : سما لو قلت لتس شي بقلبي
    بتزعلين علي ؟
    ناظرتها باستغراب .. وهزت راسها بلا : قولي .. والله ما ازعل ..
    قامت وجلست جنبها وناظرت بعيونها .. هي تدري انها انسانة حساسة وهالشي يبين
    بتصرفاتها .. واكيد راح تتأثر بكلامها المهم انها تنتقي الكلمات المناسبة حتى تقدر
    تخليها تتقبل كل كلامها : ياقلبي انتي هاللبس اللي تلبسينه مايجوز يشوفونتس اخوانتس
    فيه .. حتى لو كان محرم لتس بالاخر هو رجال .. والرجال مايحب يشوف الا مرته
    تلبس له هاللبس .. " لا حظت انها ساكتة وقاعدة تسمع لها بانصات وهالشي خلاها
    تكمل نصيحتها " وترى الحياء شعبة من الايمان ..
    نزلت راسها بخجل وهي تفرك يدينها ببعض .. وتكلمت بتردد : نورة انتي شلون
    تعرفين هالاشياء كلها وانتي ...
    شافت وجهها شلون قلب احمر وعرفت انها استحت تقول الكلمة تخاف انها تزعلها
    او تاخذ بخاطرها منها : ماكملت دراستي ؟
    هزت راسها بإيه وكملت نورة : الدنيا تعلم اكثر من المدارس .. وانا اهلي علموني
    كل شي عن ديني والحمدلله اعرف الحلال من الحرام الله يبعدنا عنه يارب .. قومي
    هالحين وغيري اللي عليتس والبسي لتس شي ساتر والله انتس بتكبرين بعيونهم وهذا
    اللبس البسيه بغرفتس ومحد يشوفتس احسن لتس من الذنوب ..
    لأول مرة احد بحياتها ينصحها بهالطريقة رغم بساطتها الا انها اقنعتها بكل سهولة
    وماتركت لها مجال انها تعترض او ترفض ابد .. تعودت طلال يهاوشها بدون حتى
    مايقول لها الاسباب وامها وابوها مخلينها على راحتها ولا عمرهم وجهوها .. قامت
    على طول رايحة لجناحها وكلام نورة يدور ببالها ...
    اما هي كانت مستانسة انها تقبلت كلامها كانت متوقعة انها بتعاند او بتماطلها شوي
    ويمكن تتغير مع الأيام بس الحلو فيها انها نقية وصافية تقبلت كل شي بصدر رحب
    وطبقته بدون اي اعتراض ..
    مشت بعدها وهي تحس بخوف بقلبها من هالخطوة اللي بتسويها رغم ان سما نصحتها
    ورغم انها عارفة ومتأكدة اصلا انها ماتحبها بس حرام تقعد هالوقت كله محد يكلمها
    ويعرف اللي بخاطرها .. تعودت اذا تضايق احد عندهم في البيت الكل التف حوله
    يطيب له خاطره .. هي وشيخة او حتى امهم اي وحدة تضيق فيها الدنيا لا صاحت
    في يوم وبكت شافت كل اللي حولها يبكون معاها .. بس هنا غير مشاعرهم اقل تالف
    يمكن شافت الخوف عليها بعيون امها .. وشافت محاولات سما انها تكلمها لكن كانت
    تستسلم بعد كل مرة تبعدها عنها .. انتظرت لحد ما جاتها سما ومسكت يدها .. كانت
    تبيها تقويها بهالخطوة المهمة : تعالي نروح لرسيل ..
    فتحت عيونها متفاجأة تناظرها : وانتي للحين مصرة ؟ قلت لك يمكن ماتتقبل كلامك
    واكيد بتتضايقين ..
    مشتها معاها وهي مرتبكة لكن اصرارها انها تسوي اللي بخاطرها اهم : لا والله ما
    ازعل ولا يتكدر خاطري من حتسيها .. هذي مثل خواتي والخوات احيان يقطون
    حتسي مايحاسبون عليه . ادري ان قلبها طيب .. بس انتي تعالي معاي ..
    طقو الباب ودخلو على رسيل .. اللي صار لها كم يوم من اختفت دانا على هالحال
    متضايقة وماتبي تشوف احد الين تتطمن عليها وترتاح .. اول ماشافت نورة تفاجأت
    انها جاية لها .. يمكن هي ما تتقبلها بس ماعندها الجرأة ابد انها تصرح بهالشي لها
    في وجهها ماتحب تجرح احد بكلامها ابد سكتت ونزلت راسها وهي ماسكة دبدوبها
    الوردي .. وجلسو جنبها ثنتينهم .. كانت نورة عن يمينها وجلست سما على يسارها
    حست بارتياح كبير انها ماشافت اي ردة فعل عكسية من رسيل .. توقعت انها تبي
    تطردها مثل ماتطرد سما اذا زهقت منها .. بس هالصمت معناه على الاقل انها راح
    تحترم وجودها .. مسألة اختطاف صديقتها .. وهروب ديما اللي سمعت عنه منهم
    قبل كم يوم صعقها .. هالاشياء ماعمرها سمعت عنها بالديرة ابد .. البنت ماتخطي
    الخطوة الا وكل اهلها يعرفون وين رايحة .. حتى روحاتهم وجياتهم لبعض ماكان
    فيها اي خوف ابد انه احد ممكن يتعرض لها .. كل واحد في الديرة كان يخاف على
    كل البنات وكأنهم خواته .. رتبت كلامها وتكلمت بهدوء : اذكري ربتس يارسيل ..
    والله ماينفعتس كثر الصياح ..
    كانت دموعها تنزل بغزارة وهي مثبتة نظرها للأرض .. قربت منها سما ولفت
    يدينها حول خصرها ولمتها لها .. ابتسمت لها نورة وهي تشوف بعيونها خوفها
    على اختها .. كملت بنفس الهدوء .. : صدقيني كل مؤمن مبتلى .. و ما احب الله
    عبد الا ابتلاه .. هالحتسي ابوي دايم يقوله لنا .. بس انتي احتسبي واصبري وادعي
    لها ربي يردها سالمة لامها ويطمن قليبها عليها .. والله ان صياحتس اليوم مايغير
    شي بيضيق صدرتس وتكرهين دنيتس طيب وش عقبه .. هالصياح مايرد احد وربي
    حطت يدها على فمها وهي تبكي : انا والله ادعي لها كل شوي .. بس خايفة انها
    ماتت .. ولا اللي خطفها قتلها هم دايم كذا .. دايم نقرا في الاخبار هذا اللي يصير
    تكلمت سما وهي تضمها : لا تقولين هالكلام انتي المفروض اللي توقفين مع اهلها
    الحين .. خلينا نروح لهم يمكن نقدر نخفف عنهم شوي ..
    لفت على سما وناظرتها وهي تمسح دموعها : مادري والله خايفة اروح لهم انا
    مرة بس كلمتهم قالبين البيت عزا من كثر الصياح .. شلون تبيني اروح لهم والله
    اخاف ..
    مدت يدها بتردد ومسكت يدها .. ضغطت عليها بقوة : اذا ماتبين تروحين ماهوب
    لازم تجبرين نفستس بس حاتسيهم اتصلي عليهم بهالوقت يحتاجون اللي يصبرهم
    وانتي لا تحبسين نفستس بهالغرفة اطلعي واقعدي مع اهلتس وداومي على صلاتس
    والله يروح الضيق كله ..
    استمر وقت طويل وهم يتكلمون معاها .. حست نورة بارتياح انها قدرت اليوم
    تحقق شيئين في بالها بدون اي خسارة تذكر .. حتى سما وكلامها مع رسيل خلا
    اعجابها بهالبنت يزيد اكثر رغم صغر سنها بس حست فيها خير كثير .. والشي
    الاكيد حست انها ممكن تتأثر بشخصيتها لانها من طريقتها في نصح رسيل مبين
    عليها تبي تكون مثلها ..
    كان ودها تضم رسيل على صدرها لكن اعتبرت امساكها ليدها فاتحة خير يمكن
    حتى ماتوقعتها .. رغم انها للحين ماحملت لها بقلبها اي مشاعر لكن بطبعها ما
    تحب تشوف احد حزين او مكسور خاطره ..
    تركتهم مع بعض وانسحبت بكل هدوء رايحة تصلي المغرب اول مادخلت عرفت
    انه جا من اول ماشافت انوار الغرفة مشت بخطوات سريعة للغرفة وهي مستانسة
    برجعته بدري للبيت .. شافته متوضي وطالع للمسجد .. ماشافت اي تعابير تذكر
    على وجهه : السلام عليكم ...
    رد عليها السلام وهو مستعجل يلحق الصلاة .. قبل مايوصل الباب لف عليها
    وتكلم : بعد الصلاة لا تنزلين تحت ابيك شوي ..
    هزت راسها بأيه وهي تبتسم له : ابشر ..
    صلت وتسننت وقعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة كانت حافظتهم من صغرها
    اشياء ماتعلمتها بمدارس لكن علموها اهلها كل شي ينفعها في دينها .. ورغم انها
    تجهل في امور الدنيا والتطور الكثير الا انهم علموهم كل شي يخص دينهم شافته
    جاي وبيده كيس متوسط عرفت انه جايب لها شي بس ماعرفت وش هو بالضبط
    فصخت جلالها وجات جلست جنبه .. : تبي اجيب لك القهوة الحين ؟
    تكلم وهو يطلع كرتون صغير من الكيس : لا شوي بننزل نتقهوى مع اهلي ..
    فتح الكرتون وطلع الجوال .. ومده لها : هذا لك .. مطلع لك الشريحة من يومين
    وتوني اليوم فضيت ورحت اشتري لك جوال ..
    سكتت وماعرفت وش تقول اصلا هي ماتدري وش اهميته بالضبط بالنسبة لها
    اخذته منه وهي تناظره بتعجب .. وكإرضاء لها كمل كلامه : اذا مو عاجبك
    نروح الحين وتختارين الجهاز اللي يعجبك ..
    قاطعته وهي مبتسمة : لا عاجبني .. " وبحيا " كل شي منك زين ..
    قرب منها وهي ماسكته بيدها تناظره .. وتكلم وهو يناظرها : شريته لك من قبل
    الظهر .. وشاحنه ومركب الشريحة بعد .. " سحبه منها وفتح على قائمة الاسماء
    يبيها تشوفها " سجلت لك ارقام امي وخواتي .. وهذا رقمي اذا اشتقتي لصوتي
    كلميني ..
    ضحكت على كلامه وهي تشوف رقمه الوحيد اللي بدون اسم : زين ليش ماكتبت
    اسمك مثلهم ؟
    قام ومد يده لها تقوم معاه : ابيك انتي تسميني على كيفك .. يالله نزلنا ..
    وقفت وهي للحين تناظر الجوال اللي بيدها وطلعو من جناحهم صادفو سما وهي
    طالعة من غرفة رسيل اللي ابتسمت لنورة بدون ماتقترب منها .. للحين تخاف
    طلال يهاوشها او يقول لها شي قدام نورة .. ومن شافت الجوال اللي في يدها ما
    قدرت تقاوم الفضول اللي فيها وجاتها تركض .. : مبرووووك صار عندك جوال
    هاتي اخزن رقمك عندي ..
    مسكها من يدها وسحبها معاه : تعالي بالصالة تحت وتفاهمو على كيفكم ..
    ناظرته سما مستغربة شلون حتى هالمشوار البسيط ومايبيها تبعد عنه .. كانت تحس
    انه جامد معاها والكل ملاحظ هالشي بس طول مايكون في البيت مايحبها تبتعد عنه
    وهالشي يبين على تصرفاته من اول مايشوفها تقوم عيونه تتبعها الين ترجع وتجلس
    معاهم بنفس المكان .. نزلت معاهم وهي تسولف مع نورة وجلسو بالصالة يتقهوون
    وهي ماسكة جوال نورة وتعلمها على كل شي تجهله .. ورغم انه كان يطالع برنامج
    على احدى القنوات الا انه عينه كل شوي تروح لها يناظرها ..


    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \


      انفتح باب الغرفة المقفلة عليها وشافته جاي لها وهو مبتسم من اول ماقرب منها وهي
      تشم ريحته القذرة .. كتمت نفسها ماتبي تستنشق هالروائح الكريهة .. كان مايزال في
      وعيه رغم انه يترنح خطوات الا انه قادر يركز في كل شي حوله مسح على شعرها
      وهي ترتجف من حركته .. ضحك وهو يشوف خوفها اللي بعيونها : لا بنتي حبيبتي
      ما تخاف من ابوها .. قومي اقعدي معانا شوي واستانسي .. ولا تبكين ترى مو حلو
      عليك ابد ..
      غمضت عيونها وهي تسمع صوت ضحكته العالية .. هالشقة اللي سجنها فيها قبل كم
      يوم مقيتة الى ابعد الحدود .. كانت تضحك بقرارة نفسها على تصرفات ابوها يخاف
      عليها من اصحابه وبنفس الوقت يخليها تجلس معاهم وهو يفقد وعيه ولا يدري وش
      اللي يصير من وراه .. رغم انه مهدد الكل محد يلمسها ..
      قضمت اظافرها بخوف وهي تشوف صديقه يقرب منهم التفت له واشر له يطلع من
      عنده .. رجع ناظرها وابتسم لها .. : يالله ياحلوة قومي لا تزعليني منك .. ترى للحين
      بقلبي نار على امك ..
      نزلت دموعها وهي تسمع كلامه كل يوم يجبرها تقعد معاه هو وصديقه .. وكل يوم
      يسمعها الكلام اللي زرع الخوف بقلبها .. " هذا بيصير زوجك لا تستحين منه "
      كان ودها تصارخ اعتراض على هذا القرار المجحف بحقها .. اكيد راح يجبر امها
      ترجع البيت وبعدها راح يزوجها لهالشايب العربيد .. شي جدا اقسى من انها تتحمله
      كل الظروف اللي حولها صعبة مهما حاولت تهون على نفسها بس هاللي تعيشه قمة
      العذاب حست باظافره تنغرز بيدها وعرفت ان هالقبضة بداية العقاب قامت مرغمة
      معاه .. ومشت تجر خطواتها كسيرة ..
      كان صوت شهقاتها غير مسموع طغى عليه صوت الاغاني اللي يصم الاذان بكل
      دناءة مارسو كل انواع قذاراتهم امامها وهي تدنس نظرها بهالمشاهد المؤذية ..
      " يارب خلصني من هالجحيم .. "
      كانت تدري انه مايفقد مثل ابوها اللي كان يفقد بشكل كامل كان يشرب قليل ويبقى
      في وعيه وهالشي اللي يخوفها منه .. علو صوت الاغاني اكثر .. وقام مد يده لها
      يبيها تقوم ترقص .. دفت يده عنها وهي تصارخ .. : ابعد عني ..
      وقفها بالقوة وهو ماسك يدينها .. حاولت تسحب يدينها منه بالقوة لكن كان ضاغط
      بقوة عليها ناظرت ابوها وصرخت عليه برجاء : يبه .. خله يوخر عني تكفى ...
      ضحك وهو يأشر له بيده : لا تستعجل على رزقك .. كلها كم اسبوع وتتزوجها ..
      كان يتكلم بلسان ثقيل والكلمات تطلع منه بصعوبه .. قدرت انها تتخلص من قبضته
      ودفته عنها بقوة وركضت تجلس جنب ابوها : يبه قول له لا يلمسني .. " هزته
      اقوى تبيه يستوعب كلامها " يبه .. يبه لا تخليه يقرب مني .. " حست بيده على
      كتفها وصرخت بأعلي صوتها " لا ياحقير .. لا تلمسني ..
      قرب فمه من اذنها وتكلم بدناءة : لا تزعلين ياحلوة .. مابي منك شي الحين مردك
      بتجين لي بنفسك ..
      لزقت في ابوها اكثر بدون ماتلتفت له : زيييييين بس انت وخر عني الحين ..
      سمعت ابوها يسبه بالفاظه القذرة يبعده عنها وتبادلو الاثنين سيل الشتائم اللي اصمو
      اذنها بسماعها كل يوم ..
      حست براحة كبيرة وهي تشوفهم نايمين قامت تتسبح بعد قذارتهم وروائحهم اللي
      الى الان تشمها ..
      بمكان ثاني وبقصرهم من بدري دخل عادل ويزيد يفتشون عن اي شي يثبت لهم
      انه اخذها .. لكن للأسف ماكان فيه اي دليل يقدرون يوصلون فيه للي يبون .. كل
      يوم عادل يراقبه بس ماشاف اي شي ممكن يثير شكه .. نفسه ابوه اللي يعرفه من
      زمان او بالاصح صار احرص من اول على صورته .. يجي للبيت وهو صاحي
      ويطلع منه بعد صاحي .. اكيد انه يلتقي اصدقائه بمكان ثاني .. لانه متأكد ان ابوه
      مو بسهولة يترك هالاشياء اللي ادمنها من شبابه ..
      طلعو من القصر وكل واحد فيهم مقهور ,, التفت عادل على يزيد : والله انه هو
      اللي ماخذها ابوي واعرفه حتى يوم اجي له واتكلم معاه يتكلم بحنية مابحياتي شفتها
      فيه .. بس عمري ما توقعته بهالذكاء كله ..
      قاطعه يزيد وهو يضحك : ذكاء ؟ لا والله هذا خبث ودهاء اللي براسه .. يبي يحسن
      صورته ويكسب الدعوى .. وانا متأكد انه بيكسبها وبياخذهم للبيت غصب ..
      مشو راجعين للبيت وتكلم عادل : تعبت والله ومادري وش اقول لأمي وربي ماقدر
      اشوفها تتعذب وانا مابيدي شي اسويه ..
      كان يشتكي ليزيد اللي ماعمره قاله لاحد شي بالقلب ويبي ينفس عنه يمكن يرتاح
      هذا فعلا اللي كان يحسه بوقتها .. كل الظروف والمشاكل بحياتهم واللي سببها ابوه
      تجاوزت حدود احتمالهم .. مايذكر انهم عاشو بسعادة ابد دايم مشاكل تربو عليها
      من صغرهم .. اشياء اتعبتهم واثرت على شخصياتهم .. كلهم كان يبان عليهم الحزن
      مهما اصطنعو الفرح رجع للبيت بخيبة كبيرة وهو يدخل على امه وخواته اللي ينتظرون
      اي شي يطمنهم عليها .. رغم هذا كان عنده ايمان كبير انه راح يشوفها ويتطمن عليها
      حتى لو يجهل متى بيكون هاليوم ...



      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \


        في بيتهم الكبير تجمعو اقاربهم في يوم ملكتها .. كانت معصبة ومتضايقة طول
        اليوم وماخلت احد ماصارخت عليه .. حتى مكياجها وشعرها راحت لمشغل تبي
        تسويهم فيه ماتبي تقعد في البيت بهاليوم اللي بنظرها كئيب .. من عرفت انه مو
        حاضر لا هو ولا زوجته ولا خواته ملكتها وهي مقهورة .. حست انه مايبي اي
        شي يرتبط فيها .. انهاها من حياته وخلاص ماعاد لها وجود ابد ..
        محد سلم هاليوم من طولة لسانها .. ضايقتهم بتشرطاتها وأوامرها طول الوقت
        وهي تصارخ على كل اللي حولها حتى امها الكبيرة ما احترمتها وحفظت لسانها
        عنها ..
        جاتها فوزية في الغرفة معصبة : خير وش فيك بعد ؟ كلها 10 دقايق ويزفونك
        بتقعدين عاقدة الكشرة ومادة هالبوز شبرين ؟
        ناظرتها بطرف عينها وتكلمت بغرور : وانتي وش دخلك .. اسوي اللي ابي من
        حبي لهم عاد .. وع ما اكره منه الا خواته شايفات انفسهم ..
        ضحكت وهي تهز راسها بتعجب : كلكم فيكم الخير والبركة .. وانتي بعد منتي
        بناقصة عنهم .. اهم شي ابتسمي ابي لطيفة تشوف انك فرحانة ابيها تتحسف
        على القروية اللي خذوها وتتمنى لو انه رجعك ولا خذاها ..
        قامت وهي تناظر بنفسها في المراية ابتسمت بغرور وهي تشوف شكلها برضى
        ووقفت جنبها منال تضبط لها الفستان .. ومروى قاعدة معاهم على السرير ..
        رجعت لفت على ام طارق وتكلمت برجاء : انتي لو الله يهداك وتسوين اللي
        قلت لك عليه بتريحيني ..
        اشرت لها بعيونها تسكت .. ماتبي بناتها ينتبهون لكلام حنين .. : يالله انا بنزل
        تحت انتظركم لا تتأخرون ..
        وقفت جنبها منال تناظرها : حنو وش اللي تبين امي تسويه لك ؟
        تحركت من قدام المراية وهي تأشر لمروى تقوم : قومي يالله زفوني ابي انهي
        هالليلة وانام ..
        وقفو ثلاثتهم عند الباب والفتت منال لمروى : انزلي انتي اسبقينا ..
        كشت على وجيههم ونزلت .. ضحكت منال وكملت بفرحة : الحمدلله يارب
        قدرت امي تجيب راس ابوي ويتحقق حلمي .. ان شاء الله يارب ملكتي قبل
        زواجك .. انا بقول لامي تحددها معاهم بعد اسبوع او اسبوعين .. والله ما اقدر
        اصبر اكثر ياحبي له .. حارمته من شوفتي الين يوم الملكة .. بينجن علي والله
        حطت يدها على اذونها تسكرها : بس .. بس .. ياكرهي لهالصلاح وطاريه
        تراك امرضتيني .. جعلك تحترقين انتي وياه لا تصدعين راسي بسوالفكم يحبك
        وميت عليك وش اسوي لكم انا ..
        تأففت بقهر من كلامها .. وقبل تقول شي اتصلت عليها امها يبدون الزفة نزلت
        وهي شاقة الابتسامة وتلتفت كل شوي لمنال وتضحك .. اللي مشت معاها وهي
        مستغربة هالتغير المفاجيء في تصرفاتها .. جلست على الكرسي المخصص لها
        بكل غرور بعد وقت طويل شوي قالو لها تدخل المجلس لان عزام مايبي يدخل
        عند الحريم ..
        دخلو معاها امها واختها وخواته وامه .. كانو فرحانين فيهم وبهالمناسبة اللي
        اليوم .. ابتسم اول ماشافها .. قربت منه ومد يده يسلم عليها .. مدت يدها بدون
        ماتناظره .. وهمس لها : الف مبروك علينا ..
        طنشته او بالاصح مثلت الحيا عليه لانها تحس نفسها مو طايقته .. بعد مالبسها
        الدبلة والشبكة .. طلعو كلهم وقعدت هي معاه .. كان يظن بالبداية انها مستحية
        كل ماقال لها كلمة .. ردت عليها باجابات جدا مختصرة ..
        بس مجرد ماجلس معاها وقت اطول استشف من كل تصرفاتها غرورها الكبير
        كان مبين عليها انها متضايقة وهالشي هو اللي خلاه يستغرب موافقتها مادام
        هذا شعورها الحين ..
        كانت تبتسم له اوقات .. لكن اغلب الوقت كان يطغى غرورها على مشاعرها
        قرب منها وباسها على خدها : ان شاء الله تمر هالأيام بسرعة ويجمعنا بيت
        واحد ..
        نزلت راسها تمثل الخجل عليه ماصدقت نفسها وهي تسمع اخته تقول له انه
        لازم يطلع الحين .. تنفست بعمق وهي تشوفه يطلع من عندها .. جاتها منال
        تركض هي وصديقتها وجلسو جنبها تكلمت منال : يالله علميني كل شي صار
        وش قال .. و وش قلتي له .. كل شي قولي لي الحين عليه ..
        زمت شفايفها بقرف : وش اقول ماصار شي اصلا .. عادي .. انا بروح انام
        مالي خلق احد رجاء لاحد يزعجني .. واذا احد سأل عني قولي مواصلة من
        امس وراحت تنام ..
        طلعت غرفتها وقفلت على نفسها الباب ورمت نفسها على سريرها تصيح من
        قلب .. فرق كبيييييييير عن يوم ملكتها على طلال واليوم .. كانت فرحانة في
        طلال رغم انها ماكانت تحبه بس كانت فرحانة بحبه لها .. لهفته وكلامه معاها
        كل شي كان غير كل شي كان مختلف .. كانت تظن انها راح تكمل معاه عمرها
        كله .. بس تكبرت على حياتها واختارت انها تبعد عنه .. والحين بتموت قهر
        عليه .. ماتدري ليش صارت تفتقده بكثرة رغم محاولاتها للنسيان .. حياته مع
        زوجته تزيد من مقدار عذابها اكثر .. عاش من بعدها مستانس .. بس هي الحين
        تعيش بحسرتها عليه .. حست نفسها مابكت بيوم كثر هاليوم .. بكت لحد ماحست
        ان ضلوع صدرها ضاقت فيها .. وكان هذا اخر شي تتذكره قبل ما تغط في نوم
        عميق على نفس هيئتها اللي دخلت فيها للغرفة




        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \


          من كم يوم وهم كل شوي ينزلون للسوق يتقضون جهاز شيخة .. كانت مستانسة
          انها تروح وتختار لاختها كل اللي تمنت بيوم يكون لها .. تدري انها ماتفهم بأمور
          الموضة شي وفضلت انها تاخذ معاها البنات يختارون معاها .. ورغم انه باقي
          على زواجها حول الشهر ونص الا انها تبي تتقضى لها كل شي من بدري بعدها
          تتفرغ لنفسها ولخواتها وبنات عمها ..
          كانت تتضايق من حركات سارة اللي تفشلها اوقات كثيرة .. رغم انها ماتتكلم
          وتقول اللي بخاطرها الا انه يبان بعيونها وهي تناظر الناس .. وقفو ياخذون لهم
          عصير من احد المحلات .. والتفتت لسارة شافتها مركزة نظرها بمكان .. واول
          مالفت شافت واحد واقف يناظرها .. قربت منها ومسكت يدها : سارة ماتخافين
          ربتس .. وش تبين بالرجال تناظرينه ؟
          تكلمت بفرحة : هو اللي يناظرني .. الظاهر اني عاجبته .. ياويل قلبي يازينه والله
          انه مزيون ..
          سحبتها وبعدو عن المحل وتركت العصير اللي طالبته ومابعد جابوه لها للحين ..
          واول مابعدو تكلمت معاها بصرامة : وش هالكلام اللي تقولينه ؟ ماتدرين ان العين
          تزني وزناها النظر ولا ماعلموتس اهلتس هالشي .. ياسارة خوفي ربتس ولاتغرتس
          الدينا ترى محد بينفعتس لا قابلتي رب العالمين ..
          فكت يدها منها وتكلمت بعصبية : وش اني مسوية يوم تقومين الدنيا علي .. قولي
          بعد اني خارجة عن الملة .. ترى ماجيت معتس ولانتي وصيتن علي كيفي اسوي
          اللي ابي تراتس ضيقتي خلقي وانتي تامرين وتنهين تسني اصغر عيالتس ..
          اشرت لها تقصر صوتها : اووووص .. قصري حستس لا تفضحينا .. وانا وش
          قلت لتس .. الحين صرتي ماتقبلين النصيحة هذا كله لاني احبتس واخاف عليتس
          ما ابي لتس الا الخير .. ومابي البنات يشوفونتس ويقولن هالبنات ماتربو ولا
          لقو لهم من يعلمهم الصح من الخطا ..
          مشت داخلة لمحل وهي تتكلم بصوت اهدا من قبل : زين مانيب مسوية شي ابد
          ولا بزعلتس بس عاد انتي لا تسوين علي تسنتس امي وكل شوي تتأمرين علي ..
          سكتت وهي عارفة سارة وعنادها .. تدري فيها بالاخير اللي براسها بتسويه حتى
          لو قالت لها انها راح ترضيها .. كانت تسترق النظرات لها وهي تشوف حركاتها
          كانت متغيرة كثير عليها .. تدري انها مازالت تحمل بقلبها طيبة الا ان المظاهر
          غرتها .. رغم انها مازالت محتفظة باطباعها بس هي تخاف عليها تخاف تنجرف
          مع طوفان هالتطور وتنسى اهلها ونفسها وراها ..
          طلعت جوالها من الشنطة تبي ترد ونطت فيها سارة ولزقت فيها : النوري ابي مثله
          هالجوال .. ان شاء الله من بكرة اخلي محمد يروح يجيب لي نفسه ..
          ردت على سما وقعدت تنتظرهم يجونهم : من وين لتس هذا غالي .. انتظري الين
          يجيتس راتبتس واشتري لتس شي على قدك .. اهلتس احق بهاللي تضيعينهن على
          هالخرابيط ..
          شهقت والتفتت لها بعصبية : وش خرابيطه ؟ وانتي ليش ماتعلمين نفستس ؟ ولا
          حلال عليتس هالعز وحرام علي ..
          تكلمت بهدوء وهي تتجاهل نظرات اللي حولهم من صوت سارة العالي : كل شي
          جابه لي رجلي الله يخليه لي .. واهلي ماقصرت عليهم بشي .. كل ماراح راكان
          للديرة ارسلت معه اللي يسدهم .. " مدت يدها وضغطت عليها " اسكتي هذا هم
          البنات جو لا تحتسين شي عندهم ..
          اول ماجو عندهم سما و رسيل محملين بالاكياس اللي متعودين يطلعون فيها مع
          كل نزلة للسوق .. طلعو من المجمع راجعين لبيوتهم وصلو سارة بالاول وبعدها
          رجعو للبيت .. اول ماطلعو البنات فوق صرخت رسيل بأعلى صوتها : وووووع
          اكرهها قروووووية وتجيب المرض والله ماعاد انزل السوق اذا بتروح معانا وش
          ذا .. ماشافت خير ابد .. على الاقل نورة راكزة وماعمري لا حظت عليها شي
          بس هذي لا .. ياربي وش هالقرف ..
          قربت منها سما تبيها تقصر صوتها : طيب بس قصري صوتك لا تسمعك نورة
          مهما كان هذي بنت عمها .. انا بعد ماحبيتها احسها غبية ..
          ناظرت ساعتها واشرت لها تطلع : خلاص روحي انتي انا بكلم نجود شوي يمكن
          اروح لهم بكرة .. " وتذكرت " الا صدق تروحين معاي ؟
          شالت اكياسها اللي حطتها على الارض وهزت كتوفها : مادري اذا صرت رايقة
          رحت .. من زمان ماشفت خالتي ام عادل ..
          عورها قلبها من سمعت اسمه .. تدري وش كثر هو متعلق في دانا اكثر وحدة
          بخواتها كان بينهم صداقة عجيبة .. لاحظت كثرة اتصالاته عليها وكل شوي تقول
          لها دانا انه متصل يتطمن عليها .. هالشي اللي هي عمرها ماعاشته ..
          ماتدري وش اللي يحس فيه .. اكيد انه يتعذب ومحد يدري اللي بقلبه .. كتوم مثل
          ماقالت لها عنه دانا .. يتحمل كل اوجاعهم بس مايشتكون هم ..
          خذت جوالها وطلعت رقم نجود من القائمة بعد ماقررت انها تروح لهم من بكرة
          يمكن تقدر تشوفه وتتطمن عليه .. على الاقل تعرف اخباره واحساسه بهالايام ..
          دقت الرقم وقامت تسكر الباب تبي تاخذ راحتها وهي تكلمها ..


          /
          \
          /
          \




          من عرف انها انخطبت وان زواجها تحدد وهو يحس انه انهزم وان هالجوهرة
          اللي فرط فيها بتروح لغيره .. كان يدري انه يتحمل كل الخطا وهي كانت ضحية
          وعرفت كيف تنتقم لنفسها صح .. هالهزيمة خلته يرجع لجدة مع اهله بأسرع وقت
          رغم انهم كانو مقررين يطولون بالديرة اللي جو لها من حول الشهرين .. واليوم
          طلع من الديرة يجر اذيال الهزيمة بعد ماكان جاي وبداخله رغبة كبيرة انه يرجع
          لها ويرجعها له ولأيامه ..
          راح لعماته يسلم عليهم ويودعهم .. كانت تحس بداخلها انتصار كبير الحين بس
          حست بالسعادة رغم انها تجهل شلون راح تكون حياتها المستقبلية الا انها تحس
          بسعادة الانتصار .. انتصار على الماضي وعلى قلبها وجراحه اللي اتعبتها وعلى
          كل احساس خذلان وخيبة راودها بيوم من الأيام بسبب حبها البريء له ..
          وقفت عند شباك خالتها تناظره تودعه وتودع معاه كل جروح كانت بقلبها تودع
          معاه الماضي بكل قسوته .. كل صورة اتعبتها وارهقتها راح تكسرها اليوم على
          مشارف هالطريق .. راح تمحي بيدها كل الذكريات المؤلمة معاه من هاللحظة ..
          نزلت دمعتها غصب عليها وهي تشوفه .. ماتدري وش هو الشعور الحقيقي اللي
          يراودها الا انها ترسم فصول النهاية بكل حرفنة .. قد تكون هالفصول متعبة لها
          لكن كل تعب اهون مليون مرة من التعب اللي عاشته قبل .. هي قررت واتخذت
          قرارها بلحظة قوة واليوم تحصد نتائج هالقوة اللي نبعت من داخلها .. ماقدرت
          توقف سيل الدموع اللي شق طريقه بكل راحة على خدودها .. كانو حولها خواتها
          وهيا وهم يشوفون فصول هالمسرحية المؤلمة .. قالت لهم اكثر من مرة محتاجة
          بس تودعه وتتأكد انها انهته من قلبها للأبد ..
          قربت منها موضي وبعدتها عنها مبتسمة : بيجي يوم وانساه ياموضي لا تخافين
          الحين ابي اقوي قلبي .. صدقيني بنساه وبنسى كل شي صار ..
          شافته وهو يروح .. ركب السيارة ومشى راح وماترك لها بقلبه اي شي عشان
          تذكره فيه .. هالمرة ودعته على الشباك مثل قبل بس هالمرة هي اللي ماتبيه وهو
          اللي ميت عليها .. تفاصيل مختلفة نهائيا عن الرحيل الأول .. والوداع القاتل ..
          مسحت دموعها بعد ماغاب زوله نهائيا عنهم والتفتت عليهم مبتسمة : الحمدلله
          رب العالمين .. الحمدلله ..
          ناظروها مستغربين من ابتسامتها الغريبة واللي تنم عن ارتياحها بهالوداع جلست
          وهي تضحك رغم الدموع اللي مازالت تنزل من وقت للثاني .. : كان ابوي دايم
          يقول لنا حديث بحياتي ماعرفت وش هو معناه ..(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله
          خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته
          ضراء صبر فكان خيرا له) .. اللهم اجعله خير لي يارب ..
          كانت موضي تسمع كلامها وتقوي قلبها بهالكلام اللي تسمعه .. شي تغلغل للصميم
          وكأنها تسمعه للمرة الأولى رغم انه فعلا كان دايم يكرره لهم ..
          فزو بسرعة على صوت صراخ امهم بالبيت .. طلعو كلهم ركض ووقفت قلوبهم
          وهم يشوفون امهم تحرك ابوهم .. اللي طايح على الارض بدون ادنى حركة ...
          ركضو البنات وتجمعو حول ابوهم وهم يصيحون ام راكان ترش الموية على وجهه
          وهو مازال على نفس وضعه ماتحرك .. صرخت موضي على مشعل يروح ينادي
          لهم احد يجي ياخذه بسيارته يوديه للمركز الصحي ..
          وماهي الا دقايق حتى تجمعو رجال الديرة وشالوه .. رايحين فيه للمركز الصحي
          الوحيد بهالديرة ..



          /
          \
          /
          \

          انتهى الجزء التاسع

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            الجزء العاشر
            الفصل الأول ‎‎‎‎



            /
            \
            /
            \



            والله اني لو رخصت .. العمر كله في رضاك
            مايوفي ربع " حقك " .. وانت حقك مايهون

            يايبه " ياتاج راسي" .. يا عسى عمري فداك
            ياغناتي والله .. انك لو تبي عيني " تمون "

            وش يكون العمر من دون اجتهادي في غلاك
            وش يكون العطف والرحمة بدونك وش تكون؟

            يايبه " يانور عيني ".. شب عمري في هناك
            والله انه ابرد امن الما .. على كبد الظعون !

            يايبه ياجعل روحي فدوه " لموطى خطاك " ..
            حطني بينك .. وبين الوقت وكبار الطعون ..

            " العمر والنفس " واللي املكه .. كله فداك
            واعرف انه ربع حقك .. وانت حقك ما يهون



            في اروقة المركز الصحي الصغير كان الهدوء مخيم عليهم .. صمت مطبق من
            الجميع والوسيلة الوحيدة للتواصل هي نظرات عيونهم .. دقائق الانتظار كانت
            مرهقة جدا والقلوب ترتجي اي خبر ممكن يريحهم .. ماكانت هذي اول طيحة له
            وهذا اللي مهون الأمر عليهم شوي .. ام راكان اللي اعتادت الوضع كانت تدعي
            رب العالمين يقومه بالسلامة .. ابتسمت من قلب وهي تشوفهم يفتحون باب الغرفة
            وهو ملقى على السرير بالداخل .. مبين عليه التعب لكنه بخير وهذا هو الأهم ..
            " يا الله لا تروعني فيه ياحي ياقيوم " اشرت لمشعل بيدها تبيه يجيها .. مسكت يده
            وتكلمت بصوت هامس : يمه مشعل روح لم بناتي وطمنهن على ابوهن وقول لهن
            يقعدن بالبيت شوي بنجيهن .. عجل وانا خالتك اكيد هالحين تسبودهن متفطرة من
            الصياح .. راح مشعل ركض ودخلت له الغرفة شافته ملقى على السرير وبإيده
            مشبوك المغذي .. وكل ملامحه تحكي التعب : خطاك السو يابو عيالي ..
            التفت لها مبتسم وهو حاط يده على راسه : خطاتس اللاش .. وش اللي صار علي ؟
            مسكت يده بعد تردد خوف احد يلمحها وقبل تقول شي تكلمت الممرضة : هي غيبوبة
            سكر .. نسبة السكر كانت كتير منخفضة .. الحمدلله هلأ وضعه تمام بس لازم ينتبه
            ع حاله وما يهمل صحته ..
            هزت راسها برضى وهي تناظره بنظرات عتاب .. عودته حتى بأصعب ظروفهم
            وفي وقت حاجتهم انه ياكل كم حبة تمر اللي مايخلا منه بيت يحفظ له توازن السكر
            لأن اي انخفاض او ارتفاع في مستوى السكر ممكن يكون خطر عليه .. واليوم نامت
            و وصت موضي تحط لابوها الفطور اللي امتنع عنه .. طلعت من عنده وراحت
            تجلس في غرفة انتظار النساء الين مايسمحون له بالخروج ..
            اما في بيتهم كان الخوف يكسي ملامحهم ماوقفو صياح من شافوه طايح .. سمعو
            صوت مشعل يخترق الهدوء وهو يصارخ بالخارج " يمه يقولون السكر نازل والحين
            قام " ركضو البنات وطلعت له شيخة بكل لهفة وهي متلثمة بجلالها : شلونه الحين ؟
            كانت حاطة يدها على قلبها .. ودموعها مازالت متعلقة برموشها .. نزل راسه وهو
            يكلمها : والله انه طيب .. وخالتي قالت روح لهن وقول لهن لا يجون .. اظنهم الحين
            بيجيبونه ..
            قعدت موضي عند الباب تصيح وهي مغطية وجهها بيدينها : الله يهداه انا قايلة له
            يفطر .. بس مايبي .. نفسه منسده عن الاكل ..
            نزلت لها شيخة تهديها وحطت يدها على راسها : مقدر ومكتوب وأنا اختس .. الحمد
            لله يارب كل حزن اهون من فرقى ابوي الله يخليه لنا ..
            مسكتها خالتها من كتوفها و قومتها تجلسها بالصالة : موضي اذكري ربتس .. وشوله
            تصيحين هالحين ومشعل يقول انه طيب ومافيه الا العافية ..
            مسحت دموعها وضمت سلمان اللي قاعد جنبها يناظرها : ابونا بخير يالسلمي لا تصيح
            بدت على ملامحهم علامات الارتياح وقضو يومهم كله في الانتظار مشعل اللي كل ماراح
            للمستوصف رجع يطمنهم عليه .. وكل شوي جايتهم وحدة من حريم الديرة تتطمن على
            حالة ابو راكان .. ما كاد الليل يظلم الا وهم يسمعون صوت امهم تطلب منهم يدخلون
            الغرفة ..
            دخلت عليهم وسكرت الباب وراها واصوات الرجال عنده بالصالة .. تردد على مسامعها
            تساؤلاتهم عن ابوهم اشرت لهم يقصرون اصواتهم ورفعت برقعها وهي تجلس : بخير و
            مافيه الا العافية .. السكر كان منخفض عنده " كانت تتكلم وعيونها تناظر موضي معاتبه "
            قربت من امها اللي تمددت وحطت راسها بحجر شيخة .. وتكلمت والدموع بعيونها : يمه
            والله اني ترجيته ياكل حتى اني كنت بوكله بيدي وهو اللي مايبي ..
            غمضت عيونها وهي مبتسمة : لا تصيحين وانا امتس .. هذا اللي الله كاتبه .. عسى الله
            يطول بعمره ..
            استرخت شوي وهي تسمع اصوات بناتها واصوات الرجال بالخارج .. و من راحو لصلاة
            العشا قامو البنات وامهم يتطمنون عليه .. مازال هو نفس الشخص القوي بإيمانه .. ابتلي
            في نفسه وجسده وصبر واكسبته هالهموم رضى باللي قسمه رب العالمين ناظرهم بابتسامته
            الحنونة وهو يشوف بعيونهم نظرات الخوف عليه تجمعو حوله و ابتسامته مازالت مرسومة
            على شفاته .. تكلم بصوته اللي اكسبته سنوات العمر قوة و صلابة : الحمد لله رب العالمين
            هاللي جاني اليوم تخفيف ذنوب بحول الله ..
            ابتسمت له شيخة رغم خوفها الكبير عليه وقامت له تحب راسه اما موضي اللي طول اليوم
            كانت تلوم نفسها راحت تجيب له تمر و لبن .. قربت منه وصارت توكله وهي تسولف عليه
            وبدا يبان عليهم الراحة بعد هاليوم المتعب ..
            التفتو كلهم للباب وهم يسمعون صوت طق خفيف عليه .. دخلت عليهم بعدها هيا وعينها
            على عمها .. سلمت عليهم وجلست جنب عمها : اجر وعافية ياعمي ..
            ابو راكان بابتسامة حنونة : الله يعافيتس يابنيتي .. شلونتس وشلون امتس واخوتس ؟
            بادلته الابتسامة وعيونها تناظرهم : بخير من الله .. مانبي الا انا نشوفك بصحة وسلامة ..
            التفت يشوف زوجته وهو يستمع لسوالفهم اصوات ضحكاتهم بدت تعلى و رجعت سوالفهم
            مثل المعتاد .. ازمة وعدت برحمة من رب العالمين .. وقضو هالليلة مثل كل ليلة يجمعهم
            فيها الحب والتالف ..


            /
            \
            /
            \

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              /
              \
              /
              \


              احساس غريب يراودها بهاللحظة شي ماقدرت حتى هي انها تفسره .. بالنسبة لها هذي
              خطوة جدا مهمة رغم صعوبتها .. طول الطريق كانت تردد ادعية تسهل لها مهمتها اللي
              تقصد منها اسعاد اللي يستحقون السعادة .. بحياتها كلها اعتادت انها تقابل الناس وتكون
              واجهة لها قيمتها بدون اي خوف او تردد .. لكن لقائها اليوم مختلف لقاء من نوع اخر ..
              اليوم راح تنبش الماضي بكل جراحه و همومه ..
              كان ملاحظ صمتها طول الطريق وغرقها في دوامة افكارها .. رغم انه حاول اكثر من
              مرة يسولف معاها لكن اجاباتها كانت مختصرة جدا .. لفت عليه مستفسرة : الحين شلون
              اروح لها وانا ما عطيتها خبر قبل ؟
              رد عليها بكل هدوء : خلينا نوصل بالأول وكلميها .. تونا بنصلي الظهر و نتغدا و نريح
              شوي بعد ..
              هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند احد الفنادق .. : دقايق واجيك وانتي اتصلي
              عليها ..
              شافته وهو ينزل وخذت جواله تطلع الأرقام اللي تبيها .. دقت بالأول على رقم الثابت
              وانتظرت شوي قبل تسمع صوتها الهادي وبادرتها بالسلام .. : السلام عليكم ..
              ردت عليها السلام وتجاوبت معاها في السؤال عن الأحوال .. بكل هدوء سألت : عفوا
              منو معاي ؟
              ماكانت تدري وش هو انسب جواب بهاللحظة ممكن تقوله .. بس جاوبت بأول شي جا
              على بالها : شخصيا ماتعرفيني ولا حتى انا اعرفك .. بس ابي اشوفك اليوم ضروري
              ابي اجي لك البيت عندي موضوع مهم ولازم نتناقش فيه ..
              سكتت شوي قبل تتكلم : اعذريني ما اقدر استقبلك في البيت وانا ما اعرفك ..
              قاطعتها على طول : انا زوجة اخو زوجك الأول .. وابي اتكلم معاك في موضوع بنتك ..
              صدمة كبيرة حستها بهالوقت كل قواميس الكلام اختفت .. وكل الحروف استنجدت فيها
              لكنها رفضت انها تستجيب لها .. شي ما كان ابد في خيالها بيوم يجي احد وينبش لها
              الماضي كله بكلمة ..
              لاحظت سكوتها اللي طال .. و تكلمت بتردد : صدقيني ما جيت الا للخير ..
              تكلمت اخيرا بعد طول صمت : وش الخير اللي بيجيني منكم ؟ اعذريني اللي راح مابي
              افكر فيه ولا ابي حتى اتكلم فيه ..
              احساس يأس سرى بداخلها لكن حاولت تستجمع كل أمل ممكن وتقنعها .. شافت فيصل
              يركب السيارة وأشرت له بيدها يسكت .. : صدقيني مابي شي اكثر من اللي عاهدت
              ربي اجي واقوله .. واذا ماجاز لك كلامي راح اطلع من البيت ..
              " كانت ساكتة و توقعت ميساء انها اكيد غارقة في تفكيرها .. وكملت كلامها " اخليك
              تفكرين الحين و ارجع ادق عليك بعد ساعة ..
              بنفس الهدوء اللي رافقها طول المكالمة ردت عليها : ان شاء الله ..
              سكرت منها و لفت على فيصل .. كان صوت انفاسها واضح وكأنها توها طلعت من
              صراع .. : ماتوقعت انها راح تعترض ..
              اخذ جواله وهو يناظرها : اكيد تبي تعرف اي شي عن بنتها .. مستحيل ما يجي في
              بالها اي سؤال عنها .. خلينا ننزل الحين نصلي بعدين ارجعي كلميها ..
              حطت جوالها في الشنطة وسكرتها .. نزلت من السيارة وهي تشوف فيصل ينزل ويقفل
              ابواب السيارة ..
              وصلو لجناحهم وعلى طول فصخت عباتها ودخلت تتوضى .. صلت الظهر وقعدت
              بالصالة الصغيرة تفكر شلون تقنعها لو رفضت حطت يدها على قلبها تقاوم كل احساس
              مرت فيه من لحظة قررت هالقرار .. تكلمت وهي مركزة نظرها في الفراغ : معقولة
              في ام بالدنيا ماتبي بنتها ولا تسأل عليها ؟ الحمدلله اللي ما جات معاي ديما وانصدمت
              اكثر من صدمتي الحين .. " رفعت عينها وناظرت فيصل " وش اقول لديما بعدين ؟
              قام من مكانه وجلس جنبها لف يده حول كتفها وتكلم : انتي قلتي انها راح تتحمل كل
              شي صح ؟
              ‏"‏ هزت راسها بإيه و كمل " خلاص انتي عليك بوعدك لا تحملين نفسك فوق طاقتها ..
              ابتسمت بتوتر وهي تناظره : مدري وش فيني خايفة .. " مسكت جوالها و قامت من
              عنده " بروح اكلمها مافيني صبر ..
              دقايق وجاته بعدها ماكان باين على ملامحها شي الا انها تفكر .. جلست مكانها وجوالها
              بيدها : اخيرا اقتنعت ..
              كانت جالسة معاه وبالها يروح لهاللقاء المنتظر انصدمت كثير من ردة فعلها .. تفاجأت
              انها ماتحمل بمشاعرها اي لهفة لبنتها .. و هالشي اقسى شي ممكن توصله لديما .. بعد
              صلاة العصر تجهزت وراحت لها .. وصلو بصعوبة للعنوان اللي وصفته لهم ونزلت
              بكل ارتباك .. دخلت بعد مافتحت لها الشغالة واستقبلتها بالداخل .. لفت انتباهها الشبه
              الكبير بينها وبين بنتها .. نفس الملامح الناعمة حتى نفس الشعر القصير .. لقائهم حذر
              الى ابعد الحدود انتظرت ميساء دقايق الاستقبال والسلام الطويلة وتكلمت بعد ماوزنت
              الأمور بداخلها .. : يمكن تستغربين ليش انا جاية لك اليوم بس حبيت اعرف كل شي
              عنك .. سبب طلاقك والمشاكل اللي كانت بعده ..
              ناظرتها مستغربة اقتحامها لحياتها الخاصة و لماضيها المؤلم : مابي اكون وقحة لكن
              هذا شي خاص فيني .. ومافي شي يخليني اتكلم عن شي انتهى وماله اي قيمة عندي ..
              زاد استغرابها من هالانسانة المجردة من كل احساس بنظرها : شلون ماله اي قيمة ؟؟
              وش هالأنانية اللي فيكم انتي وياه تجردتو من مشاعركم وتركتوها هي ضايعة بوسط
              مشاكلكم .. ما سألتي نفسك شلون تعيش من بعدك ؟ مافكرتي بيوم انها ممكن تعيش
              بعذاب ..
              استغربت هجومها عليها وكلماتها اللي اعتبرتها كلمات متقاطعة ماقدرت تربط بينها
              بأي صلة .. شي غريب اللي سمعته ولا تدري هو صحيح او انها تتوهم .. : لحظة
              قبل لا تكملين كلامك .. انتي تتكلمين عن منو ؟
              حاولت انها تضبط اعصابها .. النقاش في هالامور ما يحتاج الشد وهي جاية تحط
              اجابات لكل تساؤلات ديما وتمشي .. مو جاية تعبر عن مشاعرها اللي فاضت فيها
              من اول ما التقو .. : ديما .. بنتك ..
              تردد الاسم في بالها اكثر من مرة وهي للحين ماتدري اذا هاللي قدامها صاحية او
              مجنونة .. وش بيأثر في انسانة ميتة ومدفونة تحت الارض من سنين مشاكل اكل
              عليها الزمان وشرب ارتجفت شفايفها وهي تتجاهل كل حنين بداخلها لبكرها اللي
              انحرمت منها من الصغر .. : انا مو فاهمة وش اللي تتكلمين عنه ابد ..
              رغم انها ما اعتادت انها تحكم على الناس من كلمات قليلة لكن كرهت فيها انكارها
              للماضي بكل صوره .. وانكارها لديما بشكل اكبر .. ماكانت تبي تقول لها شي قبل
              ماتسمع منها مبرراتها .. بس اول ما حست انها مو مهتمة لامر بنتها .. تكلمت بكل
              صراحة عن كل شي صار لديما .. : وانا ماجيت لك الا يوم ترجتني اعرف عنك
              كل شي لانها تعبت من حياتها .. صدقيني هي بخير بس ماتبي ترجع عند ابوها
              بعد العذاب اللي ذاقته في بيته ..
              قبل ماتكمل كلامها لاحظت انفعالاتها الغريبة .. صار لها حول ال 3 دقايق تتكلم وهي
              مازالت على نفس شكلها عيونها فاتحتها على الاخر وفمها مفتوح ومبين عليها
              الصدمة .. نادتها اكثر من مرة بس ماسمعت جواب .. قربت منها بحذر ومسكت
              كتفها .. : معاي انتي ..
              ارتجف كل جسدها وهي تناظرها برجاء كانت انفاسها متسارعة بشكل جنوني ..
              مدت يدها وقبل تمسكها سكرت يدها وضمتها بقوة : قولي اني ما احلم .. تكفين
              قولي لي كل اللي اسمعه الحين حقيقة ..
              لاحظت شلون ترتجف وكأنها في عز الشتا .. ومن كثر ضغطها على يدها بانت
              مفاصلها بيضا .. كان شكلها مفزع وكأنها انسانة غير اللي استقلبتها : والله العظيم
              هذا كل اللي صاير ..
              مدت يدها ومسكت يد ميساء .. وكأنها تبي تتأكد ان اللي قدامها فعلا بشر وتتكلم
              معاها عن بنتها .. بدت تبكي بشكل هستيري وتتكلم بكلام غير مفهوم .. ناظرتها
              ميساء مستغربة اللي قاعد يصير قدامها .. ماقدرت تفهم انفعالاتها في البداية كانت
              باردة كالجليد .. والحين صارت طوفان غضب وكلامها مو مفهوم .. مسكتها من
              كتوفها وهزتها بقوة تبيها تصحى من هالوضع اللي هي فيه صارت تصارخ عليها
              تبي تصحيها من حالتها الموجعة رفعت عينها لها .. وناظرتها بعيون مليانة دموع
              وبدت كلماتها تصير اكثر وضوح : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وكملت تبي
              تتأكد منها اكثر " بنتي انا ما ماتت ؟
              صعقت من سؤالها الغريب وحاولت تقلبه في راسها عشان تفهمه " شلون يعني
              هي ماتدري وين بنتها فيه .. " وقبل تتكلم كملت سلمى : ديما ما توفت بحادث
              وهي صغيرة ؟
              حطت ميساء يدها على فمها مصدومة .. صدمتها الاولى هي الحقيقة المرة اللي
              عرفتها .. هي بعد تجهل مصير بنتها مثل ماتجهل ديما مصير امها .. والصدمة
              الثانية انها تسرعت وتكلمت كل شي عن ديما وهي ماتدري وينها فيه .. رجعت
              تردد كل الكلام وتكلمت اخيرا : من قال لك ان ديما توفت ؟
              بالنسبة لها كانت اجابة كافية لها عشان تعرف ان هال 15 سنة كلها عاشتها في
              خديعة كبيرة .. من المسئول بهاللحظة مايهمها الاهم تبي تعرف بنتها وش هو
              مصيرها نزلت على الارض ومسكت يدينها تترجاها ودموعها تنزل : اسألك بالله
              بنتي للحين عايشة ؟ تكفين قولي لي انه مو وهم .. " هزت راسها لها بإيه وبدت
              تنتحب وهي حاطة يدها على قلبها .. " حسبي الله ونعم الوكيل فيهم .. حسبي الله
              على كل من ظلمني .. حسبي الله على كل من حرمني من بنتي ..
              كان الموقف اكبر من حدود احتمالها فاض فيها الحزن على اللي تشوفه قدامها ..
              كل كلمة سمعتها كانت كفيلة انها تقطع قلبها اكثر على حالها .. ناظرت حولها
              اطفالها اللي يناظرونها بنظرات اتهام وكأنها هي المسئولة عن اللي يصير لامهم
              نزلت معاها على الارض وضمتها كانت تحس بتسارع انفاسها وهي تردد نفس
              الكلمات ..
              مر وقت طويل وهي تستمع لاسألتها وتجاوبها بكل صراحة .. كانت تدري انها
              كشفت كل شي كان مجهول بالنسبة لها وهذي اول خطوة .. يمكن ديما لا عرفت
              كل شي عن امها راح تعيش بسعادة خصوصا ان خوفها اللي حسته اول ماتكلمو
              تلاشى بعد ما انصدمت بحقيقة الامور .. مابخلت عليها انها تقول لها كل شي
              عن ديما .. كل شي هي تعرفه لان ديما خبت عليهم كثير من التعذيب اللي كانت
              تتلقاه من صغرها .. كانت تحس انها مرهقة جدا من الماضي وارهقتها هي اكثر
              واجلت النقاش فيه الى ثاني يوم بعد ماوعدتها انها تقول لها كل شي صار معاها
              بس تبي ترتاح الحين .. ودعتها ميساء ودموعها الى الان بعيونها .. تدري انها
              تركت وراها انسانة محطمة من الظلم اللي حصل لها وركبت السيارة مع فيصل
              بدون ماتتكلم .. كان اليوم مرهق لها بما فيه الكفاية .. وصلت للفندق وتوجهت
              للغرفة على طول .. ماكانت تبي تاكل نفسها مسدودة .. تبي بس تفضفض اللي
              بخاطرها وترتاح .. تبيه يسمع لها وتتقاسم معاه هموم هي اقحمت نفسها فيها
              واوجعتها الى ابعد الحدود .. ما كان اقل منها صدمة كل شي كان يسمعه مؤلم
              الى حد كبير .. ورسم له معاناة من نوع اخر ..



              ‏/
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                /
                \
                /
                \


                جلست عند الباب تنتظر اي احد يرحمها .. ويفتح لها الباب اللي تقفله عليها
                العجوز كل يوم كرهت هالسجن رغم معرفتها بطيبة هالعجوز وخوفها عليها
                الا انها حست نفسها ذليلة في هالمكان .. سمعت صوت طرقات خفيفة على
                الباب وقامت متفاجأة .. شلون تقفل عليها الباب وترجع تطقه .. قربت من
                الباب وتكملت بلهفة : هلا خالتي ..
                جاها صوته الرجولي اللي اعتادت من فترة بسيطة انها تسمعه في البيت : ديما
                خافت وهي تسمع هالصوت وبعدت عن الباب بسرعة .. سكتت وكأنها تبي
                توهمه انه مافي احد بالداخل .. ردد اسمها اكثر من مرة وعرفت انه مصر
                يسمع جوابها .. لكن ماقدرت ترد عليه من خوفها ..
                لزق اذنه بالباب يبي يسمع اي رد منها لكن ماسمع شي .. كان متأكد انها الحين
                خايفة ومتصورة هذا اللي خلف الباب وحش ممكن ينقض عليها مثل اللي عذبوها
                طوال سنين حياتها .. معرفتها لمأساتها اللي عاشتها خلته يحمد ربه مليون مرة
                على مشاكله اللي هو يعيشها مع زوجته هم يعيشون باستقرار وحب رغم المشاكل
                اللي تطغى من وقت للثاني .. لكن هي انسانة عاشت بلا استقرار او حتى حب
                سنين عمرها اللي عاشتها .. معاناتها اللي سمع كل فصولها من امه ولدت بداخله
                شعور رحمة كبير .. تكلم معاها وهو اللي يبي يزرع الأمان بقلبها : ديما والله
                مابي منك شي .. ادري المفتاح مع امي .. انا جاي اتكلم معاك انتي .. وابي منك
                تسمعيني للاخر .. لا تقولين شي بس ابي اتأكد انك تسمعيني وانا اللي راح اتكلم
                ظلت مكانها بدون ماتتحرك او حتى ترد عليه .. كل الامور اللي صارت لها مو
                مخليتها تثق فيه ..
                بعد ما انتظر يسمع اجابتها قرر انه يتكلم يمكن اذا سمعت كلامه تتطمن له وتفهم
                هو وش يبي منها .. : انا عرفت كل شي عنك من امي .. لا تظنين انها قاسية او
                حتى تبي تسجنك بهالغرفة بدون سبب .. هي تخاف عليك حتى لو ماعرفت شلون
                تبين هالخوف .. وماتبيك تكلمين اهلك لانها ماتبيك ترجعين للعذاب اللي كنتي فيه
                " انتظر اي رد منها لكن كان الجواب في كل مرة الصمت وكمل كلامه " حاولت
                معاها انها تسأل عن امك .. لكن خوفها انهم يعرفون مكانك وياخذونك يمنعها ..
                صدقيني انا مو مقتنع باللي تسويه .. وراح احاول اسأل عن عنوانها واوصلك لها
                تكلمت بعد تردد : شلون ؟
                استانس انها ردت عليه وهذا معناه انها كانت معاه من الاول : انتي علميني شلون
                اقدر اوصل لها .. علميني اي شي عنها ..
                قربت من الباب وكأنها تشوف خلفه النور اللي عاشت عمرها كله تنتظر انه يظهر
                لها بعد الظلام .. : ابي اكلم مرة عمي .. هي اللي قالت لي بتعرف كل شي عنها
                بس خالتي ماتبيني اكلمهم ..
                طلع جواله من جيبه يبيها تاخذه .. ناظر من تحت الباب بس ما كان فيه مجال ابد
                انه يعطيه لها .. : كنت ابي اعطيك الجوال .. بس مدري شلون اوصله لك عطيني
                الرقم وانا اكملها ..
                ناظرت حولها ومن شافت الشباك رجعت تكلمه : جيبه لي مع الشباك وانا اكلمها
                " و بخجل " ممكن ؟
                استجاب لرغبتها في انها تكلم اهلها وهذا هو المهم الحين .. لانه مدرك ان وجودها
                عند امه اكبر خطا وتفكير امه المتحجر ماراح يغير من عذابها شي .. وراح تبقى
                حبيسة هالعذاب عمرها كله .. طلع من البيت وشاف الشباك المفتوح شوي .. مده
                لها وخذته بيدين ترتجف .. ماكانت تقدر تشوف الارقام من دموعها اللي بعيونها
                ولا حتى قدرت تركز باللي بتسويه الحين من رجفة يدينها .. بصعوبة دقت الرقم
                وانتظرت الجواب .. لكن للأسف مالقت اي رد .. ماكانت حافظة رقم جوالها او
                رقم جوال عمها وماتحفظ الا رقم الثابت .. كررت الاتصال اكثر من مرة ولاقت
                نفس الجواب .. بكت على طول على حظها السيء .. توها مافرحت الا وتسكرت
                كل الابواب في وجهها ..
                حس انها قاعدة تصيح واكيد لانه محد رد عليها .. وحب يطمنها : يمكن طالعين
                او محد صاحي .. الساعة توها 10 .. واليوم الخميس ..
                حطت يدها على فمها وهي تصيح ومدت له الجوال .. سكت شوي وبعدها قال
                لها .. خليه معاك مو محتاجة الحين .. حاولي تتصلين فيهم وانا باخذه العصر ..
                سكرت الشباك وجلست على الارض تفكر بكل شي يصير .. هي مو حافظة الا
                رقم جوال عمتها بس تخاف انها ترجعها لابوها وهالشي هي اللي ماتبيه الحين
                كانت كل شوي ترجع تكرر اتصالها لكن مالقت رد ابد وبعد تفكير طويل قررت
                انها تتصل على عمتها على الاقل تعرف شي عنهم .. ومن اول سمعت صوتها
                اللي تحبه نزلت دموعها بغزارة .. : عمتو انا ديما ..
                جاها صوت شهقتها قبل ماتتكلم : ديمو .. انتي وينك ؟ تكلمي وينك فيه الحين ؟
                تكفين قولي لي انك بخير ..
                غمضت عيونها وهي تسمع صوته بالصالة يسولف مع ابوه .. ورجعت تكلم
                عمتها هيفاء : انا بخير ومبسوطة بعد .. بس مابي ارجع الحين ابي اروح لامي ..
                قاطعتها بحزم : انتي مو طفلة عشان تقولين هالكلام .. تروحين وتجين ومحد
                داري انتي وينك .. حتى ابوك طايح مريض وما سألتي عنه ..
                حاولت تقسي قلبها هالمرة بس وتكون اقوى من كل مرة : عمتو انا مو جاية اتكلم
                معاك بهالامور كلها .. انا طيبة وهذا الاهم .. ابي بس رقم ميسو الحين ضروري
                ماقدرت تتحمل اللي يصير صوت ديما خلاها تحس بتقصيرها معاها : ياقلبي انتي
                لا تعورين قلبي تكفين .. الحين تخبين علي وانتي اللي كل ماضاقت فيك كلمتيني
                قاطعتها وهي تتكلم بقوة لاول مرة تظهر على صوتها : وش استفدت من هذا كله ؟
                ولا شي تسمعيني وتروحين لبيتك وتنسيني .. وانا اللي اتعذب ومحد حاس فيني
                حتى يوم كنت اترجاك تقولين لي اي شي عن امي ماكنتي تتكلمين وتتهربين مني
                انا ما اقدر اطول وهالجوال مو لي .. ابي رقم ميساء وخلاص .. تكفين هالمرة
                بس سوي لي الشي اللي ابيه ولا تتهربين مني ..
                كانت مذهولة من هالكلام اللي تسمعه لاول مرة تحس بنبرة الاحتجاج بصوتها
                حتى لو كانت هي المقصودة .. كانت مقهورة انه صاير بينها وبين ميساء اسرار
                هي تجهلها بعد ماكانت هي اقرب انسانة لها .. تكلمت اخيرا : الحين برسله لك
                بدون مانتنظر منها اي كلمة ودعتها وسكرت .. انتظرت شوي وعيونها معلقة
                على الجوال .. واول ماجاتها الرسالة فتحتها بكل لهفة .. بدون اي تردد اتصلت
                على رقم ميساء .. اول مرة وكان الجواب " لم يتم الرد " رجعت اتصلت ونفس
                الجواب .. بدت تتوتر ودموعها تنزل من هاللي يصير معاها .. اتصلت للمرة
                الثالثة وردت بعد كذا رنة .. من فرحتها انها سمعت صوتها حتى ماسلمت عليها
                او سألت عن احوالها : وينك من اليوم ادق عليكم على الثابت محد يرد ..
                بعدت ميساء الجوال وناظرت الرقم .. رجعت تتأكد من الصوت : ديما ؟
                مسحت دموعها وهي تنتظر اي جواب ممكن يريحها هالمرة .. : ايه ديما ميسو
                تكفين قولي لي انك وفيتي بوعدك هالمرة ؟
                نزلت دموعها وتكلمت بلهفة : شفتها .. تشبه لك كثير يا ديما نفس الشكل ونفس
                الظلم عاشته .. " التفتت على فيصل وهي تصيح " قلت لك بتتصل فيني ..
                جاها فيصل ومسك الجوال منها : ديما .. ديما ؟
                الكلام اللي سمعته كان اجمل من احلامها بكثير .. رغم كل امالها بس مع كل
                عذاب عاشته استبعدت ان هاليوم راح يجي .. صوت عمها وندائاته المتكررة
                كانت عالم اخر غير عالمها اللي هي تعيشه الحين مازالت تحت تأثير الصدمة
                وتبي من يصحيها .. بدت تسمع صوت ميساء اللي تناديها وردت بكل هدوء
                عليها : هلا ..
                مسكت يد فيصل وتكلمت معاها .. هالمرة بس تبي تهدي لها فرح كانت محتاجته
                من سنين : رحت لها امس .. واليوم بعد بروح لها .. وراح تقول لي كل شي صار
                معاها .. الا تعالي هذا رقم مين اللي تكلميني منه ..
                قاطعتها بلهفة : مو مهم تعرفين الحين تكفين علميني كل شي لا لا تعالو خذوني
                ابي اشوفها .. تكفين بس ابي اشوفها .. تعالي خذيني معاك الحين بروح لها ..
                حطت على السبيكر وتكلم فيصل هالمرة : ديما ..
                ردت عليه وهي تبكي : عمي تكفى طلبتك تعال خذني الحين لها ..
                كان يشوف ميساء جنبه تصيح .. وصوت ديما قطع قلبه اكثر وحاول يكون هو
                اقوى منهم .. ابتسم وهو يناظر ميساء : الحين ما اقدر احنا في الخبر .. بس ان
                شاء الله ارجع الليلة واخذك لها بهاليومين .. ديما تكفين طمنيني عليك وش اللي
                صاير لك .. وين قاعدة فيه ؟
                غمضت عيونها بقوة ورجعت فتحتها تبي تتأكد من واقعها اللي صار حلو فجأة
                مع انها كانت فاقدة الامل هالكلمات اللي سمعتها كانت اكبر فرحة تلقتها بحياتها
                وهذا هو الاهم : ابي اروح لها من بكرة تكفى .. لا تقول لي بعد يومين ..
                كان يدري بحجم لهفتها ومن الأنانية انه الحين ما يحقق لها اللي تبيه : ان شاء
                الله .. بس علميني انتي وينك فيه .. وين قاعدة ؟ ولا اقول لك سكري انتي الحين
                انا بدق عليك .. وبعدها علميني كل شي صار معاك ..
                بدت تسولف له عن كل شي صار معاها .. كل التفاصيل من وقت هروبها من
                المستشفى الى هاليوم .. سكرت منه وهي تحس انها تعيش بقمة سعادتها بكرة
                بس راح تلتقي في امها بعد هالسنين الطويلة .. ناظرت الساعة بالجوال وشافت
                الوقت صار بعد صلاة العصر .. معناها العجوز طلعت الحين .. طقت الباب
                منتظرة انه يستجيب لندائها .. استمرت بالطق الين جاها صوته : كلمتيهم .. ؟
                حست بخجل كبير منه هاللحظة .. بقمة حزنها كانت تتكلم معاه بدون ماتحس
                بموقفها والحين بس حست انها ولاول مرة بحياتها تتكلم مع رجال غريب عنها
                بعد ارتباك وخجل تكلمت : ايه .. تعال خذ جوالك ..
                رجع مرة ثانية للشباك من برا واخذ الجوال منها .. واول مادخل البيت توجه
                لباب الغرفة وتكلم معاها .. ماقالت له تفاصيل اكثر من انه عمها راح يتصل
                عليه ويعرف منه عنوان البيت بيجي ياخذها بالليل .. وجلست هي مكانها تعد
                الساعات .. تنتظر بس الساعة اللي راح تجمعها مع امها بعد فراق دام سنين
                طويلة ..



                ‏/
                \
                /
                \

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  /
                  \
                  /
                  \



                  اللقاء اليوم كان اهدا من لقاء الامس .. كانت ميساء مبسوطة وملامح الفرح
                  اللي بقلبها اكبر من اي شي ثاني امس طلعت من عندها وهي تحس بعذاب كبير
                  انها ضيعت ديما .. واليوم تجي وهي تحمل خبر مفرح انه بنتها مو بس على
                  قيد الحياة لكنها موجودة وراح يجتمعون بأقرب فرصة .. اول ماجلست معاها
                  وقبل ماتعرف منها اي شي عن الماضي تكلمت .. : بصراحة انا كنت اظن
                  انك تركتي ديما لاسباب احنا نجهلها ووعدتها اعرف الاسباب واوصلها لك ..
                  بس بما اني عرفت انك كنتي تظنين انها متوفية هذا معناه انه مالي حق اليوم
                  انبش الماضي كل اللي علي اوصلها لك وانتي تفهمينها بكل شي صار .. واكيد
                  راح احترم خصوصيتك بس ابي اقول لك خبر يفرحك مثل مافرحني انا وفيصل
                  " ركزت نظرها عليها تبي تشوف ردة فعلها " من ساعة كلمتني ديما ..
                  حست بقلبها راح يخترق ضلوعها بهاللحظة .. اسم بنتها بحد ذاته يفتح عليها
                  جروح كثيرة مالها اخر .. اي خبر عنها يزرع امل ابدا ماكان له اي وجود
                  وجهها صار احمر ورجعت لها نفس الرجفة اللي امس .. تكلمت وهي تحاول
                  تطلع صوتها بصعوبة : لقيتوها ؟
                  واول ماسمعت رد ميساء سجدت لربها سجود الشكر .. وبعد مارفعت من
                  السجود لمحت ميساء دموعها اللي مغرقة خدودها رفعت يدينها للسماء وبدت
                  تدعي بصوت مسموع " اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "
                  مسحت وجهها بيدينها وجلست جنبها تسألها عن كل شي عن ديما .. ماكانت تبي
                  تخرب عليها فرحتها وتحكي لها معاناتها اللي عاشتها ببيت ابوها تكلمت باختصار
                  وتركت باقي الامور تقولها لها ديما بنفسها ..
                  سمعت صوت صلاة العشا وناظرت ساعتها .. ابتسمت وهي تناظرها : مدري
                  شلون الوقت يمشي عندكم .. يالله بكلم زوجي الحين يمرني ..
                  مسكتها من يدها تقعدها .. : اجلسي بقول لك كل شي صار معاي .. انتي جيتيني
                  من الرياض تبين تعرفين كل شي .. وانا محتاجة احد افضفض له عن اللي بقلبي
                  استسلمت لها وقعدت تسمع كل شي عن ماضيها .. حول ال 25 سنة من عمرها
                  اللي ضاع كله ظلم وقهر : كنت صغيرة بعمر ال 17 يوم شافني عند اخوي وتقدم
                  لي بعدها .. رفضت انا ورفضت امي لانه كان متزوج .. وبعد محاولات منه اكثر
                  من مرة تزوجته .. كان يحبني بشكل كبير .. لدرجة اني اوقات استكثر هالحب
                  على نفسي .. لكن ماريحوني خواته وزوجته الاولى .. كان وقتها عندها ولدها ..
                  الكبير طارق .. وبنتها اللي ولدتها قبل زواجي بكم شهر الظاهر اسمها منال بكل
                  مكان يشوفوني يرمون علي كلام وانا اتجاهله .. حتى خالتي كانت توقف معاي
                  بصفي لانها تدري انهم ظالميني .. تحملت كل شي عشانه لاني كنت احبه .. وهو
                  بعد نسى كل شي وتركها .. صار وقته كله لي ومايتركني ابد وقتها كنت صغيرة
                  وهمي كله انه زوجي يكون معاي ومابيه يروح لها وهذا هو اللي كان يبيه بعد ..
                  نسيت كل شي وانا معاه .. وحملت بديما بعد 8 اشهر من زواجي والحمدلله ولدتها
                  بالسلامة .. بالنسبة لي كانت تتويج لقصة حب كبيرة كانو الكل يتكلمون عنها ..
                  وكثرت احقادهم علي .. صرت بالاخير اقول له روح لها بس لا يصير شي بيننا
                  من كلامهم .. ورغم انه كان اوقات يروح لها .. بس كان يجيني كله شوق لي ..
                  عشت معاه احلى 4 سنوات من عمري فجأة تغير علي ماعاد صار هو الانسان
                  اللي عشقته وعشقني .. تغير حاله وصار انسان ثاني كله وحشية .. يطقني بدون
                  رحمة وتحملت كل شي لاني احبه .. ولانه اوقات كان يجيني ندمان ويعتذر عن
                  اللي صار لي منه .. واسامحه رغم كل اللي احسه بس كنت اسامحه .. كان عمر
                  ديما سنتين ونص اول ما بدا يتغير علي .. تحملت فوق ال 6 اشهر هالعذاب ولا
                  قلت شي ابد .. رغم انه اوقات كان يتهمني بشرفي ويشك فيني بشكل جنوني ..
                  فجأة صحيت من نومي على انسان يحاول يعتدي علي والى هاليوم ما اذكر وش
                  هي ملامحه او حتى شلون دخل للبيت .. والله العظيم مادري شلون دخل غرفتي
                  كل اللي اذكره انه دخل علي وهالشخص معاي .. ومن يومها ابتدا عذابي الفعلي
                  كان كل ضرب لي قبل ارحم مليون مرة من تعذيبه لي وما وعيت الا وانا في
                  المستشفى واخواني حولي .. وبعد اسبوع رجعت مطلقة لبيت اخوي في الشرقية
                  وانتهى كل شي كان يربطني فيه الا الذكرى اللي ذبحتني وانا اتذكر ايامي معاه
                  كنت اوقات وانا في قمة سعادتي معاه .. اقول اني راح انحرم من هالسعادة ..
                  حاولت انسى كل شي واعيش تحملت اهانات اخوي ومرته كل شي كانو يقولونه
                  لي كنت اتجاهله .. اهم شي اربي بنتي باللي انا تربيت عليه .. وفوضت امري
                  لرب العالمين انه ياخذ لي حقي من كل من ظلمني ولو بعد سنين .. ونسيت كل شي
                  صار مادام بنتي معاي ماعاد يهمني شي .. 6 سنين وانا اتحمل كل شي ينقال
                  في حقي وساكتة .. كنت كل ما اشوف ضحكتها انسى كل همومي .. الين جا اليوم
                  اللي صحيت فيه من نومي ادورها ومالقيتها دورتها بكل مكان ومالقيتها وبعد
                  ما سألت قالو لي انها توفت بحادث على الطريق .. " بدت تنتحب بعد ما تجاوز
                  المها كل احتمال .. حتى ميساء اللي من سمعت لها وهي مو قادرة تتحكم في
                  دموعها .. قربت منها اكثر ولمتها .. رجعت تكمل وهي تمسح دموعها " والى
                  يوم امس وانا اظن انها فعلا توفت .. حتى الحين مادري من هو اللي كذب علي
                  ابوها ولا اخوي .. اللي حلفته امس وانكر انه كان يدري عن شي .. بس والله
                  الذي لا اله الا هو ماراح اسكت عن حقي هالمرة .. راح اخذ حقي من كل اللي
                  خدعوني هالسنين " ورفعت يدينها تدعي ربها " اللهم من ابتلاني في عرضي
                  فابتليه في عرضه .. ومن حرمني من بنتي فاحرمه من اغلى مايملك يارب
                  العالمين ..
                  مسحت دموعها وهي تستجمع انفاسها بعد ماحست بصدرها ضاق وماعاد تقدر
                  تتنفس اكثر .. غطت وجهها بيدينها ورجعت تصيح ربتت ميساء على ظهرها
                  تحاول تهديها .. : اصبري يا ام خالد .. انتي صبرتي هالسنين كلها وتحملتي
                  كل عذاب .. والحمدلله ربي بيرد لك بنتك ويقر عينك بشوفتها .. اصبري ولا
                  تجزعين من الابتلاء .. وتذكري قوله سبحانه وتعالى " إنما يوفى الصابرون
                  أجرهم بغير حساب " وانتي الحمدلله صبرتي ونلتي ..
                  ناظرتها وهي تمسح دموعها ورددت من بين صوت تنهيداتها : الحمدلله رب
                  العالمين .. الحمدلله ..
                  لقائهم اليوم استنزف كل مشاعرها ديما عاشت بعذاب لكن عذاب امها كان اكبر
                  واقسى .. ظلم وتعذيب وقذف في العرض وحرمان من بنتها سنوات طويلة ومع
                  هذا كانت انسانة صابرة رغم كل جروحها و الامها ودعتها وهي تتمنى يمر
                  الوقت بسرعة وتقدر تجمعهم مع بعض باقرب فرصة .. و لاول مرة بحياتها
                  تكون راضية عن نفسها كل هالرضى اللي سوته امس واليوم انجاز اعظم من
                  كل انجازاتها بكل حياتها حمدت الله وشكرته كثير .. واحتسبت اجر اللي سوته
                  عند خالقها .. طلعت من عندها بوعود الفرح القادمة لها بعد ساعات فقط من
                  الحين .. ورجعو للرياض يتقاسمون الحديث عن هالماضي المجحف بحق ام
                  ديما ..


                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    اول ماوصلو للرياض رجع اتصل على نواف اللي رد عليه على طول وهو
                    اللي كان طول الليل ينتظر هالاتصال : هلا والله .. وصلت ؟
                    كان يناظر اللوحات حوله ويكلمه : ايه قريب منكم .. بس علمني وين بيتكم
                    فيه بالضبط ..
                    قعد يوصف له بيتهم .. وبعد ماعجز انه يوصله .. قال له يوقف عن محطة
                    البنزين اللي بأول الشارع وهو يجي له .. ورغم ان الوقت كان متأخر الا انه
                    ماكان فيه مجال للتأخير اكثر .. راح لها عند الباب وهمس بصوت حاول انه
                    يكون مسموع .. : بروح اجيب عمك الحين ..
                    فزت من مكانها فرحانة .. ماكانت مصدقة ابد اللي تسمعه .. انتظر شوي انها
                    تتكلم .. ويوم طولت طلع من البيت رايح يقابله .. اول ماشاف سيارته اشر له
                    يمشي وراه .. وصلو للبيت ودخله للمجلس .. : هلا والله .. يالله تحيه ..
                    ضحك فيصل وهو يجلس : غريب هالضيف اللي يجي هالحزة بس انت تعرف
                    انها بنت اخوي وما اقدر اخليها تقعد ببيت غريب ..
                    ابتسم له وهو يحاول ينسيه الاحراج اللي لاحظه عليه : من حقك وانا اخوك بس
                    اصبر شوي الين تقوم الوالدة تتهجد واخليك تكلمها ..
                    استسلم لرغبته وهو يناظر ساعته كل شوي .. سمعو صوتها تكح وهي تسبح
                    ربها بصوت عالي .. وراح لها نواف على طول .. تناهى لمسامعه صوت
                    احتجاجاتها وهالشي خلاه يتطمن انها كانت حريصة عليها .. دقايق وجاته
                    وهي لابسة عباتها وبرقعها .. وتكلمت بكل صرامة : من انت ؟
                    كتم ضحكته وهو يسمع صوتها الخشن شوي من النوم : انا فيصل عم ديما
                    وجاي اليوم ابي اخذها ..
                    قاطعته بنفس الصرامة : لا والله ما تطلع من هالبيت الا على بيت امها وانا
                    حلفت لها بالله ماترجع لكم .. ماتخافون الله انتم في هالضعيفة ..
                    مسكها نواف يبيها تهدا وتكلم فيصل يفهمها كل شي .. قال لها على كل شي
                    هي تجهله بس حست قلبها مو متطمن .. راحت لديما وكلمتها واول ماحست
                    انه صادق قالت لها تتغطى ومسكت يدها وراحت فيها للمجلس مرة ثانية ..
                    اول ماشافت ديما عمها كانت بتركض له .. وهو وقف لها ينتظرها تجيه ..
                    لكن العجوز مسكت يدها وضغطت عليها : اصبري يابنتي " والتفتت بعدها
                    لفيصل " هذا هي بنت اخوك قدامك قبل ما تطلع من بيتي احلفك بالله انك
                    تاخذها لامها وتبعدها عن ابوها الظالم ..
                    قاطعها وهو يشوف نواف طالع من المجلس يبيهم ياخذون راحتهم : انا اللي
                    حالف لربي اني بوديها لامها .. وان شاء الله قبل الظهر وانا ماشي ..
                    لفت على ديما وناظرتها بعيون حاولت تحبس فيها دموعها : اذا وصلتي عند
                    امتس طمنيني عليتس .. ولا تقاطعيني ابد .. وسامحيني وانا خالتتس تساني
                    قسيت عليتس ولا ظلمتس والله انه كله من خوفي عليتس .. مابيتس تطلعين
                    للشوارع وينهشون بلحمتس .. هزت لها راسها برضى : ان شاء الله ..
                    فصخت نقابها وهي تمسح دموعها وراحت لعمها حضنته .. حطت راسها على
                    صدره وهي تشم ريحته وكأنها تستنشق ريحة اهلها .. مسح على راسها يبي
                    يهديها ..
                    شكرهم على موقفهم معاها .. ووعدهم بزيارات قادمة .. وبعدها استأذنوهم
                    طالعين راحت لها ديما وحبت راسها وهي تشوف عمها يودع نواف وقبل
                    تطلع لفت عليه وهمست له : شكرا ..
                    وقف عند الباب وهو يتكلم بصوت حاول انها تسمعه : شكرا لله اللي ارسلك
                    لطريقي .. والشكر بعده لك لانك علمتيني معنى الصبر .. وانه مهما كبرت
                    مشاكلنا احنا افضل من غيرنا ..
                    كان يدري انها ممكن ماتكون سمعته بس في الاخير حاول يقول اللي بخاطره
                    لها يمكن تقدر وقتها تحس بالفرح .. ورجعت هي مع عمها لقصره تقضي
                    اخر ساعات قبل مايحمل لها هذا اليوم ملامح امها اللي غيبت عنها لسنوات
                    طويلة ..



                    ‏/
                    \
                    /
                    \


                    لاول مرة بحياتها ماكانت تعرف وش هي بالضبط مشاعرها لانها ماعرفت
                    غير الحزن اللي رافقها بسنين عمرها .. خلف هالباب تقف اغلى انسانة على
                    قلبها .. ثواني حستها دهور طويلة وهي تنتظرها تفتح الباب وتشوفها كانت
                    واقفة مع ميساء وكل نبض بداخلها يصرخ شوق اليوم بتشوف امها واخوانها
                    اللي سولفت لها ميساء عنهم .. ومن انفتح الباب وشافتها رجعت لها صورتها
                    اللي فقدتها من الماضي .. كانو الاثنين اغراب رغم قربهم ترددت وهي تمشي
                    خطواتها لها وماعاد تذكر اي شي بعدها الا الحضن الدافي اللي انحرمت منه
                    صارت الحين تنعم فيه .. رمت نفسها بحضنها وصارت تصيح بصوت مسموع
                    كان كل من في الصالة يبكي ميساء والشغالة واخوانها الصغار هاللقاء رغم
                    صعوبته الا انه كان جدا مؤثر ..
                    ضاع منهم الكلام واختفت كل الحروف بوقتها وارتجفت اجسادهم بهاللحظات
                    تركتهم ميساء يفرغون كل اللي بقلوبهم بهاللحظة .. بعدتها امها عن حضنها
                    لثواني ورفعت خصلات شعرها اللي تناثرت على وجهها وقعدت تتأملها وهي
                    تبكي .. : والله مو حلم اللي اشوفه .. هذي هي بنتي اللي اعرفها والله هي ..
                    ورجعت ضمتها لحضنها اكثر .. شافت شلون عيالها قربو منهم وهم مايدرون
                    غير ان هذي اختهم الكبيرة .. وكل شي غيره يجهلونه ..
                    هزت راسها وهي تضحك من وسط دموعها : يمه والله توني اذكر شكلك يوم
                    اشوفك ..
                    التفتت ديما على ميساء وهي مازالت مبتسمة : ميسو هذي امي قلت لك مستحيل
                    تنساني .. ونزلت دموعها على خدودها قبل حتى تكمل كلامها ..
                    ابتسمت لها ميساء وهي متأثرة حيل من الموقف اللي قدامها : وفيت بوعدي لك؟
                    هزت راسها بإيه وهي تناظر بامها .. كانت طول الوقتت جالسة جنبها وكأنها
                    خايفة انها تفارقها لو بعدت عنها او تركت يدها حتى امها اللي نست من فرحتها
                    عيالها وبنتها الصغيرة اللي كانت طول الوقت مع الشغالة ..
                    ودعتهم ميساء وقبل تروح استوقفتها ديما و تكلمت بصوت هامس ماتبي امها
                    تسمعها : صدق ابوي طايح عليهم ؟
                    قربت من اذنها وهمست : مرضه اللي كل سنة يرجع له لا تخافين بيرجع يقوم
                    ويبطش مثل عادته ..
                    ودعتها بهاللحظة وكأنها تودع الماضي كله معاها وتعيش مستقبل جديد مملوء
                    بالفرح مثل اللي تتمناه .. رجعت تجلس مع امها تسولف لها .. من حسن حظهم
                    كان زوج امها عند زوجته الاولى وقدرو يعيشون هالليلة بكل تفاصيلها كانت
                    فرحانة كثير باخوانها .. واختها الصغيرة اللي تاخذ شبه حتى لو بسيط منها ..
                    عرفت كل الماضي الأليم كل التفاصيل الموجعة سمعتها حرف حرف .. كرهت
                    ابوها وكرهت زوجته وعماتها اكثر .. حملتهم كل عذاب تحملته هي وتحملته
                    امها .. احساسها اليوم غير عن اي احساس اخر كانت تمشي في البيت وتسولف
                    وتضحك وكأنها تعيش حلم وردي راح تقوم من بكرة وتلقاه راح .. من كثر
                    التعاسة اللي عاشتها ماكانت متوقعة ابد انها بتعيش لحظات فرح ..
                    قعدت تطالع البوم صورها كل صور طفولتها من لحظة ولادتها
                    الين صار عمرها 8 سنوات .. عيال خالها وبناته .. بنات
                    الجيران صورها مع امها اللي كل ماشافت
                    صورها تذكرتها اكثر .. وضحكت كثير وهي تشوف صورة لها وهي بعمر ال 5
                    سنوات مع متعب وخواته .. لفت على امها تسألها : وينهم الحين ؟
                    اشرت على صورة افنان وتكملت : افنان متزوجة وعندها ولد الحين .. وجوري
                    مخطوبة من شهر وللحين ما تملكت ومتعب كمل دراسته في الخارج والحين هو
                    في الرياض ..
                    ابتسمت وهي تشوفه كان دايم يحب يضحكها في الصور .. رجعت طالعت امها
                    تسألها : ماتزوج ؟
                    هزت راسها بالنفي .. وهي تتأمل ملامح بنتها .. وكملت ديما : ابي اشوفهم يمه
                    نفسي اشوف بيت خالي القديم .. والحديقة اللي كنا نروح لها كل يوم العصر ..
                    " وبفرحة " الحين صرت اتذكر كل شي وانتي تسولفين لي .. مادري ليش اول
                    كنت احاول اذكرهم بس مو كل شي اذكره ..
                    حطت يدها على قلبها تسكن رجفة ضلوعها كانت تجاوبها وهي تحسها للحين
                    طفلة .. كلامها واسلوبها حست ان هالسنوات ماغيرت الا من شكلها وصارت
                    احلى .. لكن تفكيرها وكلامها ظل مثل ما هو نفس البراءة ونفس الطفولة ..
                    كانت تمشي معاها وتلاحقها بكل مكان تروح له مثل الطفل اللي يتبع امه بكل
                    خطواتها وكأنها تخاف هي تضيع عنها هالمرة .. حتى بنومها نامت معاها بنفس
                    السرير بعد ماقعدو لساعتين يسولفون عن كل شي .. كانت تحس الوضع غريب
                    عليها .. لكن مع الوقت راح تتعود على نمط حياتها الجديدة .. ورغم انها تكلمت
                    عن كل شي صار لها الا انها ماطرت الممرضتين اللي ساعدو في هروبها ابد
                    لانها تشوف انهم منحوها اكبر لحظة سعادة بحياتها .. وحمدت ربها اللي ارسل
                    لها اهل الخير اللي ساعدوها في اصعب الظروف ..


                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \



                      قامت الصباح وهي تحس بشوق كبير في قلبها له ناظرت مكانه وانقهرت من
                      قلب انه مو موجود الحين .. حتى يوم الخميس لازم يروح للشركة .. قامت
                      من سريرها وغسلت .. بدلت ملابسها وطلعت من جناحها .. ومشت على طول
                      رايحة لجناح سما .. من حست ببرودة المكيف وظلام الغرفة عرفت انها نايمة
                      وقبل ترجع مرة ثانية لجناحها لفت رايحة لغرفة سما طقت الباب ودخلت عليها
                      بدت تصحيها شوي .. وبعد ماعجزت بصوتها الهادي انها تصحيها صارت
                      تهزها تبيها تصحى ..
                      فتحت سما عيونها تبي تشوف من اللي يصحيها الحين .. مدت يدها وفتحت
                      الاباجورة اللي جنبها وناظرت نورة بعيون شبه مفتوحة : وشو؟
                      ابتسم ونزلت راسها .. : قومي اقعدي معاي زهقت ..
                      تنحنحت تبي صوتها المبحوح يطلع شوي : كم الساعة الحين ؟
                      حكت راسها وهي تناظرها بنفس الابتسامة : 9 ونص ..
                      سحبت اللحاف وتغطت فيه : صاحية انتي وش يقومني 9 ونص يوم الخميس
                      تعالي الظهر قوميني ..
                      سحبت اللحاف عنها وهي تهزها : قومي عاد .. هالحين هالسوالف كلها ومابعد
                      قمتي .. تكفين ابي اعلمتس شي بخاطري ..
                      تكلمت وهي مازالت معطيتها ظهرها : وشو تكلمي اسمعك ..
                      جلست على السرير جنبها وهي تصحيها : زين قومي بالاول ثمن اعلمتس ..
                      بقول لتس اشياء واجد بس مابي احد يعرفهم غيرتس ..
                      فزت سما من مكانها مستانسة : يعني بتقولين لي سر ؟
                      هزت راسها وهي تضحك : اييييييه .. سر ومحدن يعرفه غيرتس .. تكفين والله
                      انها ضايقة فيني ..
                      كانت تستغرب اوقات من نفسها شلون تسولف مع سما وتجلس معاها اكثر منهم
                      كلهم رغم فارق العمر اللي بينهم رغم انها حتى اصغر من موضي اختها ويمكن
                      مازالت في بدايات مراهقتها الا انها ترتاح تسولف لها وتتكلم معاها يمكن لانها
                      تحس بقلبها صافي مثل قلوب خواتها .. جلست معاها بالاول .. وهي مو عارفة
                      شلون تبدا تتكلم .. مدت بعدها الجوال لسما وهي مترددة .. : بكتب رسالة وابي
                      ارسلها لاخوتس .. بس ما اعرف شلون اكتبها وابيتس تعلميني " واول ماشافت
                      ابتسامة سما توردت خدودها قبل لا تكمل " هالحين ابي ارسلها ..
                      خذت الجوال بكل فرحة وفتحت على الرسائل : ماعندك شي اصلا ..
                      ناظرتها مستغربة : شلون ؟
                      ابتسمت لها تبي تفهمها : يعني ماعندك شي بالوارد عشان ارسله له .. يعني
                      محد ارسل لك ..
                      هزت راسها بالنفي : لا انا بعلمتس وش تكتبين له .. وياويلتس لو قلتي لاحد عن
                      اللي بقوله لتس ..
                      قعدت ترقص على السرير وهي تضحك : ايه ايه توه طلع الحب .. يالله ياختي
                      عبري وقولي اللي بالقلب كله ..
                      طقتها على راسها وهي تضحك على كلامها : لعنبو ابليستس ماتستحين انتي ..
                      وانتي هذا عمرتس وش عرفتس بهالعلوم كلها ..
                      بدت تكتب في الرسالة وتضحك : ما عاد احد يجهل شي هالايام .. يالله علميني
                      وش اكتب ؟ صباح الخير حبيبي
                      صرخت عليها بأعلى صوتها : لا لا .. مجنونة انتي اصبري ماهوب هذا اللي
                      بقوله له ..
                      كانت تضحك وهي حاطة يدها على فمها : وشو بسرعة علميني ..
                      قعدت تفكر وهي كل ما حاولت تقول كلمة تغيرها .. والتفتت على سما تستنجدها
                      تقول لها اي شي : والله مدري وش اقول لتس احس ان الحتسي بقلبي بس مايبي
                      يطلع ..
                      حطت يدها على خدها وزفرت هوا خفيف من فمها : اوكي علميني وش المضمون
                      يعني تصبحين عليه مثلا .. " هزت راسها لها بإيه " وش بعد بتعلمينه انك اشتقتي
                      له ؟
                      قاطعتها بالاول : لا ... " وبعد تفكير " ايه .. بس مو تقولين له تسذا ولهت عليك
                      لا قولي اي كلمة وهو يفهمها ..
                      هزت راسها بتفهم وبدت تكتب الرسالة .. ونورة كل شوي تناظر بالجوال بس سما
                      كانت تخبيه عنها .. وقفت بعدها على السرير وهي تضحك .. وقعدت تقرا لها
                      الرسالة بصوت عالي : " يسعد صباحك ياقلبي .. جيت على بالي وحبيت اقول لك
                      اني اشتقت لك موت "
                      صرخت بأعلى صوتها وهي تسحبها من طرف البيجاما : لا اصبري مو تسذا
                      بالاول .. خليها على يسعد صباحك ..وابي اتطمن عليك ..
                      ضحكت وهي تحاول انها تتملص منها : ارسلتها من زمان ..
                      حطت يدها على وجهها وهي تحس بحرارته تتصاعد وطلعت ركض ورا سما اللي
                      راحت للصالة : هين والله لاوريتس يالنذلة .. تكفين قولي انتس تنصبين علي ..
                      وقفت سما من ورا الصوفا اللي بالصالة وهي تستجمع انفاسها : والله اني ارسلتها
                      من اول ماكتبتها ..
                      غمضت عيونها وهي تضحك : يافشيلتي هالحين شلون اقابله واقعد معه .. " وكل
                      ماشافت ضحكها اللي تزيد ترجع تترجاها انها تعلمها باللي صار " بالله عليتس
                      للحين ما ارسلتيها ..
                      طلعت رسيل اللي كانت صاحية من بدري على صوت صراخهم شافتهم يضحكون
                      ومافهمت شي منهم .. وبدون شعور منها قعدت تضحك على شكل سما اللي صارت
                      تمسح دموعها من كثر الضحك .. وهي تقول لها : يابنت الحلال ليش اكذب عليك
                      والله اني ارسلتها وتلقين الحبيب الحين ذايب مكانه ..
                      راحت ركض تلاحقها وسما تبعد عنها .. ورسيل واقفة مكانها مو فاهمة السالفة
                      ابد .. تخبت سما ورا اختها : ريسو تكفين والله ماعاد اقدر اتحمل .. بموت ضحك
                      نورة اللي من شافت رسيل وقفت مكانها وهي مبتسمة .. : هين .. علمتس عندي
                      والله لاردها لتس ان شاء الله ..
                      وقبل تتكلم سما او ترد عليها سمعت صوت رنة جوال نورة .. واول ماشافت الرقم
                      صرخت بأعلى صوتها : قرقووووش يدق .. ورمت الجوال بيد رسيل ..
                      حست نورة باحراج كبير منه ومن رسيل اللي بيدها جوالها .. قربت منها ومدت
                      لها رسيل الجوال .. خذته منها وراحت لجناحها ترد عليه .. بصوت مقطوع من
                      الركض والضحك : هلا ..
                      جاها صوته الهادي اللي زاد نبضات قلبها : هذي اللي مشتاقة لي ردت قبل يتسكر
                      الخط بشوي ..
                      مشت شوي وجلست على اول صوفا بالصالة .. وتكلمت بتلعثم : ماكنت بالغرفة
                      كنت جالسة مع البنات ..
                      قاطعها بنفس هدوئه .. : وش كثر ؟
                      حست بنبضها يتسارع من نبرة صوته اللي ذوبتها .. وماعرفت وش تقول حست
                      من صمته انه ينتظر جوابها .. وتكلمت وهي مغمضة عيونها : كثر هالدنيا ..
                      عضت شفتها وهي تقاوم خجلها بهاللحظة .. وسمعت صوت انفاسه اللي تنافس
                      سرعة انفاسها .. : من متى وانتي مشتاقة لي ..؟
                      كانت تسمع اسألته وهي ودها تذبحه .. ليش يحرجها ويسألها عن كل مشاعرها
                      وهو مايتكلم ابد .. ولا يقول وش اللي بخاطره .. ماكانت تبي تخفي اي شي تحسه
                      مادام تكلمت راح تقول له كل احساس يراودها بهاللحظة .. : كل يوم لا قمت وما
                      لقيتك .. احس اني ابيك تكون جنبي ..
                      كان متفاجيء من كلامها .. لاول مرة تظهر له مكنونات قلبها رغم بساطتها الا
                      انها كفيلة بإسعاده كان يحس بانانيته انه يرضي قلبه بسماع هالكلمات وهو ماقال
                      لها عن اي احساس بداخله .. : طيب غمضي عيونك .. واحسبي لي عشر دقايق
                      وتشوفيني جنبك ..
                      شهقت وهي تتكلم بخوف : لا تكفى لا تسرع .. وش عشر دقايق هاللي تقولها
                      ضحك على كلامها .. وحس بسعادة كبيرة وهو يلمس خوفها عليه : اليوم خميس
                      والصباح محد يكون صاحي يعني الشوارع فاضية .. ولا اذا تبيني ما اسرع خليك
                      معاي على الخط .. وعلميني وش كثر تشتاقين لي ..
                      رغم انها ماتكلم لها الا ان فرحته كانت واضحة بصوته .. حتى جيته لها بهالوقت
                      معناها انه يبادلها نفس الاحساس حتى لو اخفاه وما تكلم فيه .. سولفت معاه شوي
                      وهو مستمتع باحراجها .. وتجاهلت هي كل محاولاته وتكلمت باللي قدرت عليه
                      من كلام قلبها اللي فاض فيها ..
                      سكرت منه وراحت تكشخ له .. غيرت ملابسها ولبست لها فستان احمر قصير ..
                      حطت جلوس احمر و خلت شعرها على طبيعته .. تعطرت وهي تسمع صوت
                      خطواته بالخارج .. طلعت له واول ماشافها واقفة عند باب الغرفة ابتسم .. كان
                      شكلها حلو وخجلها زايد على ملامحها حلى .. باسها على خدها ومسك يدها يبيها
                      تجلس جنبه .. وناظر عيونها وهو ذايب فيها : علميني الحين وش كثر ..
                      نزلت راسها بخجل ولفت يدينها حلو رقبته وهمست له : اكثر من هالدنيا بعد ..
                      قربها منه اكثر ولمها بحضنه .. وهو يحس بسعادة غريبة بقلبه .. حس ان الحب
                      اللي بقلبه لها اكبر من اللي كان حتى هو يتخيله .. شكلها وهي بين يدينه تقول
                      له اللي بقلبها حتى لو كانت مفرداتها بسيطة الا انها بريئة تعكس برائتها .. اما
                      هي كانت غارقة في حبه الى حد الثمالة .. عاشقته الى حد ماكانت ابد تتخيله ..
                      وجودها بحضنه كان بالنسبة لها اجمل واعذب احلامها .. وهالشي بس يكفيها ..


                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...