سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \


    عند العيال اتفقو يروحون كلهم لأهل منصور بما انه يبقى ساعة على اذان الظهر
    الا طلال اللي كان عنده اجتماع على الساعة 1 ومايقدر يروح معاهم تفرقو بعدها
    كل واحد في مهمة للتنسيق لهالمشوار المهم .. اشر الوليد للمحامي يجيه : بينوم اليوم
    في بيت ولده الكبير .. و الحمدلله قدرت اقنعه نجي له بعد صلاة الظهر ..
    طلال قبل ما يروح لسيارته توجه للوليد يكلمه : خذ منهم رقم حساب الوالد ولا اخوه
    الكبير و ان شاء احول له المبلغ ..
    ابتسم له : ابشر .. " صوت لمشاري و عبدالله " يالله يا عيال مشينا ..
    ركبو كلهم في سيارة الوليد و مشو رايحين لبيت ناصر اخو منصور الكبير .. و من
    وصلو على وصفهم لعمارة بأحد احياء الرياض .. لشقتهم بالدور الثالث .. و أول ما دخلو
    استقبلهم ناصر بالترحيب و دخلو للمجلس متوسط الحجم .. كانت الشقة جدا متواضعة
    و اثاثها مبين عليه قديم شوي جلسو بعد ما سلمو عليهم و تكلم الوليد على طول : ياعم
    لا تحسبنا جايينك نبيك تتنازل عن الدية .. لا والله جيناك نبي نعزيك و لو انها متأخرة
    بس و ربي ما ردني عن الصلاة عليه و عزاه الا سفري .. " أشر على عبدالله وكمل
    " و عبدالله كان موقوف وان شاء الله ان مشاري ما قصر قام بالواجب عنا .. عسى الله يرحمه
    ويغفر له ..
    نزل راسه و تكلم بأسى : و الله اني ما كنت ابيه يروح .. قلت اقعد عندي هاليوم و روح
    من باتسر بس هو ركب راسه الا يبي يلحق اخوياه .. سبحان الله ما كنه الا يسابق لمنيته ..
    مسح دمعته بطرف شماغه والتزم الصمت سكتو الكل بعدها لدقايق و أشر الوليد لعبدالله
    يبيه يتكلم .. و بالفعل تكلم بعد تردد .. ما كان يبي يسرد تفاصيل الحادثة لأنها موجعة الى
    اقصى الحدود لكن برر له اللي صار .. تفاصيل بسيطة قد تزيل اي احقاد ممكن انها تنشأ
    بقلوبهم .. و السبب في الأول و الأخير قضاء و قدر ..
    استمع له و قلبه يعتصر ألم على ابنه اللي وافته المنية و هو مازال في زهرة شبابه .. عمره
    بعمر هالشخص قاعد يتكلم قدامه ..
    عبدالله في محاولة لاظهار الحقائق وغسيل القلوب من اي غل ممكن يستعمرها تكلم : والله
    ان منصور الله يرحمه اخو دنيا و لا عمره غلط على احد .. ولاحد يزعل منه .. و راكان
    ماهوب بعيد عنه كلن يحبه و يرضي الناس على حساب نفسه ..
    ناصر بتأييد لكلامه : كلكم والله و النعم فيكم .. و لا عمر منصور الله يغفر له شكى من احد
    منكم .. ما نقول الا قدر الله و ماشاء فعل ..
    ابو ناصر بعد تفكير طويل تكلم : و الله لو تدفعون لي ملايين الدنيا ما تساوي عندي دخلة
    ولدي علي .. روحو لخويكم و علموه تراني مسامحه لوجه الله .. و الدية تراه مسموح فيها
    اللي راح ما عاد هو براجع و لو جمعتو كنوز الدنيا ماهيب جايبته لي ..
    قام له الوليد و حب راسه : عسى الله يرحمه و يغفر له و يجمعنا فيه بجنات النعيم يارب ..
    مشاري اللي من الأول كان ينتظر دوره في الكلام بلع غصته و سكت و هو يقاوم دموعه
    اللي تجمعت بعيونه ..
    ممكن كان خبر التنازل عن الدية يسعدهم الا ان حزنهم كان اكبر و هاليوم عاد فيهم لنفس
    اليوم اللي ازهقت فيه روح و السبب كان الاهمال ..
    قام الوليد يستأذنه و قامو معاه الشباب .. ودعوهم و الألسن تلهث بدعاء من صميم القلب
    ان الله يتغمد فقيدهم بواسع رحمته .. و رغم انهم يبون التنازل يصير اليوم و مايحتملون
    اي تأخير يذكر .. الا انهم تركو له الخيار مفتوح بأي وقت يروح يوقع على التنازل عن
    الدية .. رجعو العيال لشقتهم و راح الوليد لبيته يبي يقول لشيخة سبب ضيقته و شروده
    اللي تسائلت اكثر من مرة عن اسبابها وجاوبها بصمته في كل مرة ..



    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \


      من اول ما دخل عليها تجاهلت وجوده وسوت نفسها كأنها مشغولة بمتابعة برنامج
      تلفزيوني .. انقهرت من تعامله معاها وبروده من وصلو للرياض .. وهو اللي كان
      معاها غير بأول اسبوعين من زواجهم .. سحب الريموت من يدها وسكر التلفزيون
      وناظرها مبتسم : قلنا السلام عليكم ما تبين تردين السلام ..
      تجاهلت ابتسامته وردت بصوت اقرب للهمس : وعليكم السلام ..
      جلس جنبها ومسك يدها .. يدري انه مهمته قبل كانت صعبة .. ويمكن الحين بعد
      اصعب لكن راح يتكلم ويقول كل شي بما ان الامور كلها انحلت : وش فيك علي
      اشوفك زعلانة وما ودك تكلميني ..
      خذت لها نفس عميق وتكلمت ببرود : توك تحس فيني .. ؟
      ابتسم اكثر وهو يلف وجهها عليه يبيها تناظره : والله اني حاس فيك من اول يوم
      بس اللي كان فيني اكبر من اني اقوله لك بوقتها .. وانا اعطيت كلمتي وماقدرت
      اني اغيرها ابد .. شيخة ابيك تسمعيني للاخر ولا تزعلين ولا يضيق خلقك ابد
      " سكت شوي مو عارف شلون يبدا معاها الموضوع .. رغم انه من الاول كان
      يخطط لكل كلمة يبي يقولها وينسق لكل حرف .. الا انه الحين بوجودها ماعرف
      يجمع كلمتين على بعضهم " اخوك راكان ..
      ركزت نظرها فيه وقالت بخوف : وش فيه اخوي ... ؟
      ابتسم يحاول يهديها .. وهو يشوف بعيونها نظرة الخوف .. : مافيه الا العافية
      قاطعته على طول : وشو ؟ تكلم واللي يخليك ..
      بلع ريقه يبي يرتب كلامه .. حس من خوفها انها لو عرفت السالفة الحين راح
      تزعل عليه وهو ابد ما اختار هالقرار .. راكان اللي اجبره عليه : كان مسجون
      بقضية .. " صوت شهقتها خلاه يسكت لثواني بعدها كمل " شيخة خليني اكمل
      للاخر وبعدها قولي كل اللي تبين .. الحمدلله الحين ربي فرجها عليه وبإذن الله
      الليلة او بكرة بيطلع ..
      هزت راسها بعدم استيعاب ووقفت مكانها تناظره : علمني بكل اللي صار الحين
      ولا تخبي علي شي تكفى ..
      مسكها من يدينها وجلسها جنبه : اول شي انتي استهدي بالله ولا توتريني .. يا
      قلبي انتي ..
      نزلت راسها باستسلام وتركت له المجال يوضح لها تفاصيل الحادثة كلها : بعد
      زواجنا ب 3 ايام طلعو العيال للبر .. و بالليل قبل ينامون مسكو المسدس يبون
      يملونه رصاص .. كانت فيه رصاصة بداخلة لها فترة ومن مسكه راكان راحت
      لصدر خوينا و توفى بوقتها ..
      حطت يدها على فمها و تكلمت : راكان ذابحه .. ؟
      هز راسه بإيه وتكلم على طول قبل تعلق اول تقول شي : ورب البيت من عرفت
      ما كنت ابي اخبي عليك بس هو طلبني ماتعرفين الا بيوم الحكم .. والحمدلله اليوم
      طلع براءة .. والدية تنازل عنها ابو منصور الله يرحمه .. بإذن الله ما يجي الليل الا
      وهو بشقته مع العيال ..
      غطت وجهها بيدينها وقعدت تصيح .. ضاع كل الكلام منها بلحظة اجتاحتها كل
      المشاعر من خوف و قلق وعتب وتفكير فيه هو .. وتفكير باهلها .. كل شي صار
      يمر قدام عيونها .. رفعت راسها وناظرته : ليش ؟ علمني بس ليش كلن يعرف الا
      انا .. مخليني اضحك واستانس واهلي يذوقون الضيم .. شلون هان عليك تشوفني
      اضحك واخوي مقطوط بالسجن محد علمني ..
      لأول مرة يشوف دموعها من تزوجو .. عوره قلبه عليها ومسكها من اكتافها يبي
      يلمها لكنها دفته شوي وهي تتكلم : شلونه الحين ؟ و اهلي ابي اشوفهم ..
      ناظر بعيونها وحاول انه يرسم ابتسامة قدر الامكان : بخير .. ومبسوط الحمدلله
      واهلك ان شاء الله انهم بخير .. ياقلبي انتي لا تعتبين علي ولا يضيق خلقك مني ..
      وربي اللي خلقني انه هو اللي طلبني ما اقول لك ابد .. ما كان يبي يكدر خاطرك
      اخوك وتعرفينه ..
      قامت على طول ودخلت الغرفة .. كانت تحس بداخلها انفعالات كثيرة .. ماقدرت
      انها تظهرها قدامه .. استلقت على سريرها وتركت المجال لنفسها انها تغسل كل
      هم سكنها بهالدموع اللي تذرفها وهي تعاتب نفسها وتلومها على كل لحظة سعادة
      عاشتها يقابلها لحظة شقاء لاهلها .. كان ودها تصارخ على الوليد لكن صدمتها
      من الموضوع كله اكبر من مجرد عتب ممكن تأجله ليوم ثاني الحين بس عرفت
      ليش يوم كانت تطلبه رقم نورة يصرف الموضوع كل يوم و يقول راكان مايعرفه
      وليش يوم تطلبه تشوف راكان او تكلمه يتحجج باعذار واهية ابد ما اقنعتها بالعكس
      زرعت بداخلها مشاعر رفض لهالانسان اللي مايبي يوصلها لأي احد من اهلها ..
      مر وقت طويل عليها وهي بدوامة حزنها .. حست بعدها بيده تلامس كتفها رفعت
      راسها و ناظرته .. كان وجهها متغير وصاير كله احمر من كثر الصياح .. رمت
      نفسها بحضنه وهي تستجمع انفاسها .. ضمها بقوة له وهو يسمع صوت شهقاتها
      و صار يمسح على شعرها : يا شيخة اذكري الله .. المفروض تفرحين الحين مو
      تقلبينها مناحة هو اللي كان يبي لك السعادة وما يبي يتكدر خاطرك بسببه و يقعد
      يلوم نفسه عمره كله .. " و كمحاولة لارضائها " تبين تكلمين اختك .. ؟
      بعدت عنه وناظرته وهي تمسح دموعها : ايه .. ابي اكلمها الحين ..
      ابتسم لها وهو يمد لها منديل : دقيقة واجيب لك رقمها بروح اجيب جوالي واكلم
      رجلها ..
      جلست تفرك يدينها بتوتر .. واحاسيسها المتناقضة تعتريها .. مابين فرح وحزن
      و ترقب وانتظار .. غمضت عيونها ورددت ادعية ممكن انها تهديها .. سمعته
      بعدها وهو يقول لها : سجلي الرقم عندك ..
      تلفتت حولها و شافت جوالها .. اخذته ومدته له : سجله انت شوف يديني شلون
      اخذ الجوال منها وهو يشوف رجفة يدينها .. سجل لها الرقم وضغط زر الاتصال
      و مده لها وهو مبتسم : يالله كلميها وانا بنتظرك في الصالة ..
      طلع وسكر باب الغرفة تاركها تكلم اختها .. اما هي من سمعت
      صوت نورة نزلت دموعها اكثر من قبل و انخنق صوتها وماعرفت شلون تتكلم
      او حتى تقول شي ..
      نورة اللي من شافت الرقم الغريب انتظرت تسمع اي رد لكن ماسمعت الا صوت
      شهقات متكررة .. : هلا ..
      من بين دموعها تكلمت : نورة ..
      ركزت في الصوت اكثر وما عرفت من هو صوته .. لانها تكلمها بالجوال لأول
      مرة وفوق هذا صوتها متغير من الصياح سكتت شوي تبي تعرف من اللي تتكلم
      وقبل مايطول تفكيرها اكثر .. سمعتها تتكلم : نورة شلونه راكان وشلون اهلي ..
      نورة من عرفت الصوت شهقت : شيخة .. يالله حي هالصوت والله ..
      ضحكت بوسط دموعها : اشتقت لتس وربي .. ابي اشوفتس الحين النوري تكفين
      علميني شلونه راكان .. وش اللي صار عليه .. ؟
      عرفت انهم توهم يعلمونها الحين .. لانه باين من كلامها انها تجهل التفاصيل اللي
      اتعبتهم طوال اسبوعين وشوي مضت .. : ما صار له الا كل خير .. الحمدلله ربي
      يسر اموره وفرج كربته .. لا يضيق خلقتس وانا اختتس كل حزن راح وما هنا الا
      الوناسة من اليوم اذا الله احيانا .. شلونتس انتي وشلون رجلتس ..
      قاطعتها بزعل : تكفين لا تطرينه ترى للحين زعلانة عليه .. اجل اخوي بالسجن
      وهو يمشيني بكل مكان و يبيني استانس ..
      ضحكت بأعلى صوتها على كلام اختها : الله يهداتس يا شيخة احمدي ربتس على
      اللي انتي فيه .. رجلتس رجالن طيب لا تزعلين منه .. هذا ذنبه اللي مايبي يكدر
      خاطرتس ويضيق خلقتس ..
      سكتت شيخة تستمع لكلام اختها الكبيرة .. وكل كلمة قالتها ازالت هموم سكنتها من
      قال لها زوجها على الخبر اللي فتح بقلبها جروح ظنت انها ما تنتهي .. بعد دقايق
      قليلة انتهى شحن شيخة .. واتصلت نورة عليها يكملون سوالفهم .. و نسو ثنتينهم
      انفسهم بزحمة هالمشاعر .. و تناسو اي شي خارجي بهالوقت .. و كأنهم بجلستهم
      المعتادة بغرفتهم الصغيرة .. و حولهم خواتهم اللي اصغر منهم .. تجمعهم هموم
      مشتركة .. قلوب كانت دوم تشتكي وقلب واحد يسمع ويطيب جروحهم ..
      سكرت منها بعد ما حست بارتياح كبير من كلام نورة لها هذي هي مثل ما تعودو
      دايم تكون المسكن لجراحهم برقة كلامها اللي يدخل القلب .. ثواني بس و سمعت
      صوت رنة جوالها .. ناظرت رقم نورة باستغراب و ردت : سمي ..
      نورة بابتسامة : نسيت اعلمتس بشي مهم ..
      شيخة باستفهام : وشو .. ؟
      غمضت نورة عيونها تعد الأيام : بحول الله بعد 7 اشهر و شوي بتصيرين خالة ..
      سكتت شوي تعد هالأيام واستوعبت ان نورة حامل : حامل ياجعله الف مبروك
      عليتس يالنوري .. " وبمزح " وحتى بهذي انا اخر من يعلم .. يالله ما يهم اهم شي اني بصير
      خالة .. يا كبر حظي يالنوري اللي سمعت هالاخبار اللي توسع الخاطر ..
      ابتسمت وهي تكلمها .. : اجل لا تلومين رجلتس يوم ما قال لتس على العلوم اللي
      تكدر الخاطر ..
      ابتسمت بخجل : يا جعلني افداه .. عسى عمره طويل ..
      ضحكت على كلامها وعلى طول علقت عليها : والله وقمنا نتفدى فيه الله يهنيكم
      وانا اختتس .. روحي اقعدي مع رجلتس مانيب معطلتتس ..
      شيخة وهي تحط يدينها على خدودها : زين حاتسيني كل يوم ابي اعرف علومتس
      كلها .. وابي بعد اشوفتس ..
      نورة تجاريها بكلامها : زين .. زين يالله فمان الله ..
      سكرت بعد ما تواعدو على مكالمات يومية بينهم .. تكمل تواصلهم اللي اعتادوه ..
      وحطت هي جوالها بالغرفة .. طلعت بعدها بابتسامة كبيرة للصالة .. ومن شاف
      ابتسامتها عرف انها ارتاحت مع اختها بالسوالف وهذا الأهم جلست جنبه و تكلمت
      بخجل : السموحة منك حطيت كل حرتي فيك .. بس بعد انا من يلومني .. ؟
      لف يده حول خصرها ولمها له : مسموحة ياقلبي .. اهم شي انتي مستانسة الحين
      و تطمنتي على اهلك .. ؟
      هزت راسها بإيه .. : الحمدلله ..
      رفع دقنها و همس لها : يعني الحين ابد مو زعلانة علي ..
      نزلت راسها بخجل و تكلمت : لا خلاص ..
      اقترب منها اكثر وباسها على خدها و قرب من اذنها وهمس : وعد مني ما تشوفين
      شي يكدر خاطرك او يزعلك مني .. ضمها اكثر له وباسها بين عيونها غمضت
      عيونها تقاوم خجلها .. وهي تدعي ربي ما يغيره بيوم عليها .. بعد ما توقعت انه
      تغير الأيام اللي فاتت .. برغم انه كان يحاول يسعدها بأي طريقة وياخذها لكل
      مكان ممكن يحس انها بتستانس فيه الا انها كانت تعاني من شروده اغلب الوقت ..
      واليوم عرفت اسبابه و عذرته .. او بالأصح شكرته على هالتضحية اللي قدمها
      لها ..



      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \


        بعد ما سلمت من صلاة المغرب راحت لجوالها اللي توه من شوي كان يدق ..
        شافت المكالمة اللي عارفة قبل من هي له .. بعد ما خصصت سما نغمة لطلال
        بجوالها .. رجعت اتصلت عليه وهي للحين بجلالها : السلام عليكم ..
        سكر الباب اللي عنده و تكلم : وعليكم السلام .. كنتي تصلين ..؟
        جلست على الصوفا اللي بطرف الغرفة وهي تكلمه : ايه توني اخلص صلاتي
        ما عرفت متى بيطلعونه ؟
        كان اوقات يحس بغيرة .. لانها اول ما ترد او تتصل عليه .. كل اسئلتها متعلقة
        براكان وهو ابد ما تسأل عنه .. رغم انه ما يلومها ابد بهالظروف لكن احساس
        التملك بداخله يخليه ينتظر اي اهتمام منها خصوصا انه تعود انه يكون هو محور
        اهتمامها بكل وقت .. تكلم وهو يطرد هالافكار من راسه .. : الحين ان شاء الله
        بيخلصون اجراءات خروجه وبكرة يوقعون اهل القتيل التنازل عن الدية ..
        رجعت تسأله تبي تتأكد من كلامه : الحين راكان بيطلع .. ؟
        طلال بابتسامة : ايه الحين .. تجهزي بوديك لبيت اختك تسلمين عليه هناك وبعد
        صلاة العشا ان شاء الله بنروح نتعشى انا وياك ..
        حست بحماس كبير انها اليوم بتشوفهم الاثنين .. شيخة وراكان حطت يدها على
        قلبها اللي صار يدق بسرعة وهي تحمد ربها على الافراح اللي توالت عليهم اليوم
        من الصباح وهي تحس بسعادة مو طبيعية من بعد اعلان خبر براءة اخوها : زين
        الحين ثواني واكون جاهزة ..
        قاطعها بهدوء : شوي .. شوي لا تنسين اللي في بطنك ..
        حاولت تخفي لهفتها ما تبيه يطول بمكالمته وتكثر نصايحه لها : ابشر ..
        ومن سكرت على طول مشت بخطوات سريعة لغرفة ملابسها تختار منها اللي
        بتلبسه الحين ما كان يهم تكون بقمة اناقتها او لا .. الاهم عندها انها تلبس الوان
        تعكس الفرح اللي بداخلها ..
        خذت لها تنورة طويلة من الشامواه بلون رمادي فاتح .. و قميص بنفس اللون ..
        ومن الداخل .. اختارت لها توب بنفسجي .. راحت غسلت ورجعت وقفت عند
        التسريحة .. اضافت لمسات خفيفة من الميك اب و فلت شعرها وتركته ينتثر
        على اكتافها .. ولمت خصلات منه ومسكته باكسسوار شعر ..
        ناظرت حولها ماتدري بالضبط وش تسوي من فرحتها تناظر بكل شي حولها
        بارتباك .. ردت بعدها على اتصال طلال اللي يقول لها تنزل له لبست صندلها
        ( تكرمون ) ولبست عباتها وخذت شنطتها و نزلت من شافتها سما جاتها ركض
        على طول تسألها : نورة وين رايحة .. ؟
        وقبل تجاوبها نورة سمعت صوت خالتها تهاوشها : سما وانتي وش دخلك وين
        بتروح ..
        ابتسمت نورة لهم وتكلمت وهي تنزل الدرج : بروح لبيت اختي راكان بيجي
        عندها وابي اسلم عليهم ..
        مشت معاها سما .. وهي ماسكة شنطتها .. في الوقت اللي كانت فيه نورة تلف
        طرحتها تغطت بعدها و مدت يدها خذت منها الشنطة : يالله اشوفتس على خير
        و لا تنامين بدري اذا جيت بعلمتس شي يفرحتس ..
        مسكت فيها من يدينها تترجاها : لا تكفييييين علميني الحين .. ابي اعرف ..
        ضحكت وهي تطلع مع الباب الخشبي الكبير : امزح معتس بس روحي اقعدي
        مع اهلتس وكانتس تبين تطلعين انتي ورسيل اطلعو ترى محنا جايين الا بعد
        العشا ..
        نطت فرح على طول من كلامها .. وضحكت نورة وهي تسمع صوت سما
        وهي تصوت على رسيل .. وطلعت لطلال اللي كان ينتظرها في السيارة ..
        من ركبت وسلمت .. بدت تسولف معاه وكل تفكيرها عندهم ابد ما كانت معاه
        الا بجسدها .. لاحظ شرودها اكثر من مرة و قرر الصمت بالاخر .. مايبي
        يفكر الحين بشي .. بعد ما تشوفهم وتتطمن عليهم بيقعد هو معاها .. اشتاق
        لها كثير ومن رجعت للبيت ماقدر يحس انها هي اللي عشقها التفتت له وهي
        تسمعه يكلم الوليد .. دقايق و وقف عند العمارة اللي ساكنة فيها شيخة .. هذي
        ثاني مرة تجي لهالشقة بعد ما جات المرة الأولى تحط لها اغراضها بالبيت ..
        نزلت على طول و سحبت شنطتها رايحة لبيت اختها .. ضحك بخاطره عليها
        رغم انها ماعبرته بس فرحتها بأهلها تشفع لها ..
        وصلت لشقة اختها و استقبلتها ريحة البخور من عند الباب .. حست بحماس
        كبير وطقت عليها الباب .. ثواني وسمعت صوتها من الداخل : مين .. ؟
        طقت على الباب وهي تضم شنطتها : افتحي ياعروس ..
        من سمعت صوت نورة طارت من وناستها فتحت الباب .. و انتظرتها تدخل
        ومن دخلت ضمتها لصدرها بقوة ونزلت دموعها : النوري ياقلبي انتي ..
        سكتو ثنتينهم وهم ضامين بعض و كأنهم يعوضون ايام الاشتياق
        بهالحضن الدافي ..
        مدت يدها تمسح دموعها وابتسمت لها : يا حبي لتس ياشيخة .. شلونتس ..؟
        مسكتها من يدها تدخلها للصالة و رجعت تضمها مستانسة فيها : والله مانيب
        مصدقة عيوني اني اشوفتس .. و ربي احس اني بصيح ..
        جلسو ثنتينهم يناظرون بعض .. وكل وحدة فيهم تحس انها ودها تضم اختها
        مسحت نورة دموعها بيدينها : سال كحلي ؟
        هزت راسها بالنفي وهي تضحك : لا ..
        نورة : انتي ليش ما تكحلتي .. يابنت انتي عروس تزيني لرجلتس لا يدور
        غيرتس ..
        طقتها على يدها : فالتس ماقبلته .. توني اقوم اصلا قبل المغرب وهو راح
        يجيب راكان ..
        مسكتها من يدها .. : ها قومي لا تقعدين تسذا ..
        قامت معاها وراحو لغرفتها .. بدت نورة تزينها وهم يسولفون .. كانت تتفنن
        عليها بالسوالف اللي تعلمتها .. سمعت صوت جرس الباب .. وفزت شيخة
        من مكانها : جو .. اكيد هذول هم ..
        استوقفتها نورة قبل تروح : تعالي .. وين اروح انا .. هذا رجلتس جاي ..
        لفت عليها شيخة .. : لا بيروح بس اكيد يبيني افتح الباب .. انتظري شوي
        وبجي لتس ..
        مشت بخطوات سريعة وفتحت الباب لهم .. ومن شافت وجه اخوها راكان
        وهو داخل عليهم .. نست كل شي حولها الا هو ضمته لصدرها وهي ترحب
        فيه : يا هلا والله بالغالي .. يا هلا فيك يا راكان الحمدلله اللي الله ردك لنا ..
        ناظرهم الوليد وأشر لها انه طالع .. ماردت عليه لانها كانت مشغولة بشوفة
        اخوها .. وطلع هو وسكر الباب وراه ..
        راكان بعد عنها وسلم عليها : خلاص لا تقعدون تصيحون وربي ضاق خلقي
        من الصياح .. خلوني افرح شوي تكفين ..
        مسحت دموعها وهي تناظر فيه فرحانة : والله اني فرحانة فيك بس هالدموع
        من يوقفها ..
        نورة اللي كانت في الغرفة قعدت تروح وتجي بتوتر تبي بس تشوفه و تتطمن
        عليه .. من سمعت صوت شيخة اللي تصوت لها راحت لهم .. وصلت للصالة
        وقام لها .. فرد يدينه لها وضمته على طول .. هالمرة اللقاء طول لان العلاقة
        بين هالاثنين اعمق .. كانت بالنسبة له نورة مثل امه الثانية .. اللي يشوفها بأي
        وقت يحتاج لها .. واللي شالت عنه كثير من هموم عاناها قبل ..
        ماعلقت شيخة او تكلمت و تركتهم على راحتهم .. تعرف وش كثر هم يحبون
        بعض واكيد عانت نورة الأيام اللي راحت من عذاب الافكار عن مصيره اخوها
        المجهول ..
        بعدت عنه نورة وقعدت تناظر بوجهه ولمحت شيخة تجمع الدموع بعيونه ولو
        حاول انه يخفيها بابتسامته : يا الله لك الحمد والشكر اللي قريت عيني بشوفة
        اخوي سالم غانم .. راكان شلونك ؟
        ابتسم لهم وهو يرمش بعيونه .. مايبي دموعه تنزل بهاللحظة : الحمدلله بخير
        هم و انزاح .. ومابي افكر فيه ابد .. كل اللي ابيه الحين اشوفكن مستانسات
        واروح افرح اهلي وجماعتي .. غير هالشي وربي مابي والله اني ودي اطير
        لهم الحين .. بس ان شاء الله باتسر من نصبح بروح لهم ..
        سحبت شيخة يد اختها وسألته : مع من بتروح ؟
        ابتسم لها وهو يشوف شكلها شلون صارت احلى وهي عروس : معتس انتي
        و رجلتس ...
        نورة باعتراض : لا .. شلون تروحون وانا اقعد بلحالي .. ابي اروح معكم
        " وبرجاء " طلبتك يا راكان ابي اشوف اهلي ..
        رفع يدينه وابتسم : والله مو شغلي تفاهمي مع رجلتس انا بقعد هناك الى يوم
        الجمعة وبرجع الجامعة بدت اختباراتها و لازم اشوف مستقبلي مع ان المعدل
        هالترم اكيد نازل .. بس نعوضها بالجايات اذا الله احيانا ..
        سكتت وهي تناظره .. كانت مركزة نظرها على شكله وحركاته والى هالحين
        مو قادرة تصدق انه فعلا رجع لهم .. وكل شي انتهى .. وتمنت بداخلها يكون
        هالحزن العابر اخر فصول احزانهم اللي توالت عليهم سنوات طويلة .. كانت
        تتمنى يبقى قدام عيونها طول العمر وما يفترقون ابد ابتسمت وهي تناظرهم
        يكلمونها السعادة واضحة على ملامحهم .. مر الوقت اسرع مما توقعت ومن
        سمعت صوت اذان العشا عرفت انها بعد الصلاة بتودعهم شافت راكان وهو
        قايم يتوضا واستوقفته : بعد الصلاة تعال بسرعة اخاف اروح وانا ما سلمت
        عليك ..
        اشر على عيونه بابتسامة : من عيوني الثنتين ..
        طلع رايح للمسجد والتفتت لشيخة تكلمها : كان ودي اعلمه اني حامل بس
        استحيت ..
        شيخة وهي تشيل القهوة للمطبخ : وش دراتس يمكن رجلتس معلمه ..
        لحقتها للمطبخ و وقفت عند الباب تسولف معاها : لا من صدزتس انتي لو
        انه معلمه كان قال لي شي راكان مو معقولة يعرف وما يبارك لي " تذكرت
        كلام طلال لها بأنه بيمرها بعد صلاة العشا وراحت تبي تصلي قبل " بصلي
        قبل يجي طلال ..
        صلت وجلست مكانها وهي حاطة يدها على قلبها وبدون شعور منها نزلت
        دموعها على خدودها .. حست بعدها بيدين شيخة تربت على كتفها : زين
        اطلبيه .. يمكن ما يردتس ..
        رفعت راسها تطالعها وابتسمت لها : وش دراتس ان هذا اللي في بالي ..؟
        جلست جنبها و بادلتها الابتسامة .. : اختي واعرف اللي بقلبتس ومن اللي
        يلومتس .. و احنا عرفنا الفرح واجد عشان نفوت علينا هاللحظة .. ربتس
        كريم وانا اختتس ..
        سمعو ثنتينهم صوت طق على الباب وقامت شيخة على طول : راكان جا
        قامت نورة بعدها تبي تتأكد انه راكان ومن سمعت صوت ضحكات شيخة ..
        وصوته اللي تحبه طلعت لهم .. مسكت يده و جلست جنبه و بدا يسولف
        معاهم .. ما طولت جلسة معاهم الا وهي تسمع صوت رنة جوالها حطته
        على السايلنت و كملت سوالف شوي ..
        بعد دقايق رجع يتصل عليها .. ناظرتهم بقهر : هذا طلال ..
        راكان باستنكار : وراتس تقولينه تسذا من دون نفس ..
        نورة وهي واقفة وتلبس عباتها : ودي اقعد معكم .. والله العظيم ما ودي
        اروح ..
        وقفت شيخة معاها شايلة لها شنطتها : هذانا عندتس بكل وقت وان شاء
        الله متى ما الله قدر لنا نشوف بعضنا ..
        وقفت مكانها تناظر براكان .. ما كانت تبي تروح وتتركهم ابد .. تحس ان
        الدقايق اللي جلستها معاهم ابد ما كانت كافية انها تشبع الشوق اللي فيها
        لهم : الله كريم بس ..
        ابتسمت شيخة وهي تلف على راكان و تأشر على نورة : النوري حامل ..
        فتح عيونه على اتساعها وابتسم ابتسامة فرح ..: ما شاء الله تبارك الله
        الف مبروك يالنوري ..
        نزلت راسها بخجل .. وهي تحط جوالها على السايلنت بعد اتصاله عليها
        للمرة الثالثة : الله يبارك بعمرك عقبال ما اشوف عيالك ونفرح فيك يارب
        ردد هو وشيخة بصوت عالي : يارب .. التفتو لبعض وضحكو .. مشى
        معاها رايح للباب .. وقبل ماتطلع مسك يدها : اذا تغليني ادعي لي كل ما
        طريت على بالتس ..
        حست انه فيه شي بخاطره وما تكلم فيه او قاله : وش فيك ؟ عسى ما شر
        همس لها بتعب .. : تراني اضحك معكم لكن ضيقتي بقلبي .. ادري اني
        ماراح انسى اللي صار ابد بس ابي ارتاح من عذاب الضمير اللي متعبني
        تفاجأت من كلامه اللي يقوله .. ابد ما كان يبين عليه الضيق بهاليوم ولا
        حتى شافت بعيونه شعور غير الفرح : راكان هذا شي الله كاتبه .. لا انت
        اللي غدرت فيه ولا هذا اللي بغيته .. قسمة الله وما منها مفر ..
        سكت شوي وبعدها تكلم ..: ادري .. بس كل ماغمضت عيني شفته وهو
        يضحك .. اخر ضحكة له قبل يموت للحين عجزت انساها ولا راحت من
        بالي .. " نزل راسه لثواني وبعدها تكلم " نورة ..
        ناظرته تبيه يكمل كلامه .. وكمل بصدق : وربي اني مستانس ان الله
        اظهر الحق .. وبشوف الفرحة بعين امي و ابوي .. بس هالشي الوحيد
        اللي منغص علي فرحتي .. " باسها على خدها وابتسم لها " لا يضيق
        خلقتس فديتتس .. وربي ما ارتاح الا لا شكيت لتس اللي بقلبي ..
        لمته في حضنها و همست له .. : ادعي له بالرحمة و تصدق عنه باللي
        تقدر عليه .. عسى الله يجمعك معه بجناته يارب ..
        ابتعد عنها شوي .. وابتسم وهو يناظرها .. ودعته ونزلت رايحة لطلال
        اللي من اول ينتظرها ..



        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \


          من اول ما ركبت السيارة و سلمت لا حظت تجاهله لها .. حست انه معصب
          و اكتفت بالصمت مشى بدون ما يتكلم و تركته براحته متى ماحب انه يتكلم
          راح يقول كل اللي بخاطره .. قعدت تناظر بالطريق وهي تحس بتوتر .. ودها تتكلم
          بس تخاف يعصب عليها .. وهي نفسيتها مو ذاك الزود وما تتحمل بهالفترة
          ضيقة خلق اكثر مما استحملت .. بنفس هالوقت .. هو كان يبيها تعتذر عن
          تأخيرها اللي زاد عن حده .. او على الأقل تتكلم وتبرر له هالتأخير .. سكت
          وهو يزفر بقهر .. يبيها تحس و تتكلم .. التفتت له تبي تكسر حاجز الصمت
          اللي بينهم بهاللحظة و تكلمت : استانست واجد يوم شفت راكان و شيخة ..
          ما رد على كلامها و اكتفى بالصمت هو يدري بنفسه لو ما قال اللي بخاطره
          ماراح يرتاح ابد .. حاول انه يتكلم بأقل قدر من العصبية لانه مايبي يخرب
          عليها فرحتها : عاجبك يعني لاطعتني ثلث ساعة تحت ..
          تفاجأت من هالوقت كله شلون ما حست بنفسها معاهم .. لامت نفسها على
          هالتأخير و تكلمت : والله ما حسي ..
          قاطعها بهدوء : خليني اخلص كلامي ..
          استسلمت لرغبته وسكتت تاركة له المجال يطلع كل اللي بقلبه : و جايتني
          بعد .. ما فكرتي حتى تعتذرين على هالتأخير .. ولا ليش تعتذرين ليتك بس
          حسيتي بعمرك وقلتي لي ليش هالتأخير كله ..
          نزلت راسها تستمع لمعاتبه .. لأول مرة من تزوجو يزعل عليها .. لحظات
          قليلة .. اللي عبر فيها عن مشاعره .. وهالمرة هي الأولى اللي تشوفه وهو
          زعلان .. تركته يقول كل اللي بخاطره .. و اكتفت هي بالانصات
          كان يتكلم اوقات بعصبية وشوي يهدا لأول مرة يتكلم هالكثر ويعبر عن احساسه حتى لو كان غضب
          .. سكت
          بعدها و مشى طريقه بدون ما يصير بينهم اي حوار يذكر .. رتبت كلامها
          والتفتت له : طلال ..
          ما رد عليها .. ناظرته برجاء : لا تزعل علي .. والله ما حسيت بالوقت ابد
          اشر لها تسكت و تكلم بدون ما يناظرها : لا تقولين شي .. خلاص مانيب
          زعلان .. انا برضى شوي من نفسي ..
          ما حبت انها تتكلم معاه .. بما انه فضل الصمت افضل طريقة له للرضى
          وصلو لاحد المطاعم نزل من السيارة وقال لها تنزل .. مشى معاها داخلين
          لاحدى الطاولات .. من زمان ما طلعو لحالهم هالطلعات بالنسبة لها نادرة
          لان اغلب وقته بشغله .. ويمكن لانه اصلا ما كان يهتم لها كثير .. ويوم
          حست بحبه وقربه لها طلعت لهم مشكلة راكان اللي نستها كل الدنيا حتى
          هو .. و كان تفكيرها كله في راكان وانتظار هاليوم .. ومن جلسو وهم
          ساكتين .. ابتسمت في خاطرها وهي تذكر اول ايام زواجهم و كيف كان
          الحوار بينهم معدوم .. وبدون شعور منها ضحكت .. التفت لها مستغرب
          ضحكتها .. حط يده على خده و رفع حاجبه يناظرها : وش اللي يضحكك
          ردت بعفوية .. : تذكرت اول ايام عرسنا .. ما نحتسي ابد و طول الوقت
          نتكلم بالاشارة ..
          ابتسم غصب عنه على كلامها : مادري شلون يمر علينا اليوم بدون سوالف
          ارتاحت كثير اول ما شافت ابتسامته .. وعرفت عنه شي لأول مرة تعرفه
          اذا زعل او عصب .. مجرد ما يقول اللي بخاطره يروح الزعل كله وهذا
          الشي زود غلاه بقلبها .. لاحظت عليه انه يسولف معاها شوي .. ماوده
          يبين لها انه نسى الزعل كله .. تغطت وهي تشوف الويتر ياخذ الطلبات ..
          ومن راح من عندهم مدت يدها ومسكت يده .. كان ودها ترضيه وتبين له
          وش كثر هي تغليه و تحبه .. وان هالظروف ابد ما بعدتها عنه بالعكس
          زادت بغلاه في قلبها .. بعد ما شافت وش اللي سواه عشان اخوها : توبه
          ماعودها مرة ثانية ..
          بكل هدوء تكلم : وانا قلت ماعاد انا زعلان منك خلاص ..
          نورة بدلع : مابيك تعصب وتاخذ على خاطرك مني ..
          مسك وجهها بيدينه .. وركز نظره في عيونها .. : انتي بس كوني جنبي
          وخليني احس انه محد بالدنيا اغلى مني بقلبك وقتها بس بكون اسعد انسان
          بالدنيا ..
          اتسعت ابتسامتها وهي تسمع كلامه .. : والله انك اغلى من عيوني بعد
          و محد يهمني بالدنيا كثرك ..
          " قربت منه اكثر وباسته على خده " والله .. حلفت لك ..
          كانت مستانسة انها اخيرا حست بالسعادة بدون ماينغص حياتها شي .. ماتبي
          اكثر من زوج يحبها .. واهل مرتاحين وطفل في الطريق من احب الناس
          لقلبها .. بدو يتعشون و سولفت له عن راكان و كلامه اللي فضفضه لها
          بالاخر وهو منصت لها كالعادة .. استغلت وناسته معاها و قررت تطلبه
          يمكن ما يردها هالمرة .. : طلال ..
          ناظرها بدون ما يتكلم عضت شفتها و ترددت قبل تقول له طلبها .. اشر
          لها بيده يبيها تتكلم : وشو ؟
          نورة بخجل : ابي اروح معاهم باتسر للديرة ..
          سكت شوي .. وقبل يتكلم بدت تترجاه ..: ابي اشوف اهلي و افرح معهم
          براكان .. تكفى والله اني انتظر هاليوم ..
          ما يدري ليش اوقات يحس انه وده يفرحها ويلبي لها كل رغباتها ولو ان
          هالرغبات احيان تكون غير اللي هو يبيه من رجعت اصلا وهو ما حس
          بقربها ابد .. كانت جسد معاه من غير روح .. وابد ما لامها بالعكس كان
          مقدر وضعها .. وده يقول وش كثر شوقه لها .. هالشوق اللي تجاوز كل
          حدوده والى هاليوم وهو ساكت ما تكلم .. وطلبها اليوم معناه بعدها عنه من
          جديد رسم ابتسامة ما كانت ابد من قلبه : بكيفك اذا تبين تروحين ماراح
          امنعك ..
          حست بكلامه شوي زعل و كأنه مو راضي عن روحتها : مابي اروح
          وانت مو راضي علي .. اذا ما تبيني اروح قول لي لا تروحين وانا بقعد
          والله ..
          فتح قلبه اخيرا وتكلم معاها بصدق : تبين الجد مابيك تغيبين عني لحظة
          نورة انا فقدتك والى هالحين وربي .. قلت اليوم ابي اجلس معاك لحالنا
          لاني ابيك .. ابي احس اني اقضي معاك وقت يكون لنا .. مدري شلون
          افهمك بس ابيك قريبة مني .. " وبهمس " والله العظيم مشتاق لك ..
          قعدت تشرب عصيرها وهي تحس بكلامه يلامس قلبها .. هي بعد تبيه
          و اشتاقت له يمكن بعد اكثر منه .. حتى حملها اللي المفروض يفرحون
          فيه بشكل اكبر تحس انها ما اهدت له الفرحة اللي يستاهلها بهالمناسبة
          خصوصا انه اول مولود لهم .. ناظرته وهو يكمل كلامه .. : و بنفس
          الوقت مابي احرمك من هالفرحة وانا ادري وش كثر تعني لك ..
          هزت راسها بالنفي : لا والله ما اروح وانت منتب راضي علي ..
          ابتسم لها بحب : انا مابيك تبعدين عني .. بس مستحيل اقول لك لا ابد
          يعني راضي انك تروحين صدقيني ..
          حست بفرحة كبيرة وبامتنان اكبر له : والله ؟
          مسك يده يحرصها : ايه والله بس انتبهي لنفسك .. ادري الحمدلله انك
          الحين طيبة وكل امورك تمام .. بس بعد مابي يصير لك شي و ولدي
          بعد ابي اشوفه و مابي يصير له شي لا سمح الله ..
          ضحكت بدلع : وش دراك انه ولد يمكن يرزقنا الله ببنت ..
          طلال وهو يناظر ساعته : اللي يجي من الله حياه الله .. اهم شي انتي
          امه ..
          اتسعت ابتسامتها وهي مستغربة هالكلام منه .. بالعادة اذا عبر لها او
          تكلم .. شوي ويسكت بس اليوم حست انه بجد مشتاق لها او بالأصح
          فرحان فيها .. كملو سوالفهم وهي مستمتعة بهاللحظات الحلوة .. اللي
          اهداها لها .. وكل شوي تسأله اذا هو راضي عن روحتها للديرة ما
          ودها تروح وبقلبه شي عليها .. طلعو من المطعم اثنينهم مستانسين
          صار لها فترة ما كلت هالكثر .. من سالفة راكان والحمل اللي مخلي
          نفسها مسدودة بس اليوم كل شي فتح نفسها للأكل و للدنيا كلها تمشو
          شوي بالسيارة ورجعو بعدها للبيت واول ما وصلو عند الباب الداخلي
          استوقفته : ايه صح اذا قعدنا معهم .. قول لهم اني حامل ما صارت عاد
          من جيت لين الحين 5 ايام وانا معهم بنفس البيت ما فرحتهم ..
          هز راسه برضى ودخل قبلها .. ودخلت وراه .. استانست انها شافتهم
          مجتمعين و هذا الشي اللي كانت تبيه .. ابتسمت يوم شافت سامي جالس
          جنب سما ويسولف معاها .. هالانسان من تزوجت ما شافته الا مرات
          نادرة .. ويكون طالع من البيت او داخل .. سلمت على ابو طلال وام
          طلال وجلست جنبها .. حاولت انها تكون بعيد شوي عن سامي بحكم
          انها مو متعودة عليه حتى لو كان توه صغير ..
          ناظرها ابو طلال باعجاب وهي بقمة احتشامها جالسة معاهم حتى مبين
          عليها الحيا من جلستها .. انتبه طلال لنظرات ابوه لزوجته وابتسم وهو
          يتكلم : يبه ..
          لف عليه ابوه : سم ..
          طلال بنفس ابتسامته : وش اكثر شي تمنيته لي .. ؟
          ابو طلال بعد تفكير شوي .. : والله يا ولدي مابي الا اشوفك مستانس
          و بأعلى المراكز .. واشوف عيالك يملون علي هالبيت ..
          طلال وهو يسترق النظر لنورة .. : اجل ركز على الامنية الأخيرة ان
          شاء الله كلها كم شهر و يجيك اول حفيد ..
          شال النظارة وطالع بطلال فرحان : ما شاء الله تبارك الله .. الحمدلله
          الاخبار الحلوة جت كلها في يوم واحد .. يالله لك الحمد يارب ..
          ام طلال توها تستوعب كلامهم لفت على نورة تناظرها و كأنها تبي
          تتأكد منها : حامل .. ؟
          نورة كانت حاسة باحراج كبير .. وهمست لخالتها : ايه الحمدلله ..
          ظهرت علامات الفرح عليهم والكل صار يبارك لهم .. نورة كانت
          مستانسة انها تشوف فرحتهم على هالخبر اللي اخفته عنهم لأيام يمكن
          لانها تبي تحس بفرحتهم وتفرح هي بعد معاهم .. حتى طلال حست
          انها اليوم تشوف فرحته .. و كأنه توه اليوم اللي عرف بهالخبر الحلو
          و رسيل اللي اليوم كان ثاني يوم لها تحس فيه انه بينهم تواصل بعد
          ما تأكدت ان كل الحواجز اللي كانت بينهم قبل الغيت الى حد كبير ..
          واستشعرت بهاللحظات احساس رضى غامر عن حياتها اللي تعيشها
          وكلها لهفة وترقب لبكرة اللي بتروح فيه لاهلها .. بكل هالوقت كانت تستمع لنصايح ام طلال
          اللي من عرفت انها حامل بدت بدور الأم وعلمتها بكل ممنوع بهالفترة .. اما ابو طلال
          مانساها من وصاياه لها بالاهتمام بنفسها و تغذيتها وهو كل شوي يذكرها
          بأنه اول حفيد في العائلة ..



          /
          \
          /
          \

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            /
            \
            /
            \


            بعد صلاة الفجر رجع هو ينام .. وطلعت هي تجهز لروحتها للديرة
            يمكن ساعة بالكثير ويطلعون .. خذت لها ملابس تكفيها هال 4 ايام
            و فتحت بعدها احد الادراج المقفلة .. خذت لها مبلغ بدون ما تعده ..
            وطلعت في الصالة .. كانت تحس بحماس كبير وهي تنتظرهم وعينها
            كل شوي على الجوال تنتظر اتصال من شيخة .. تعدت نص ساعة
            قبل تدق عليها شيخة و تقول لها انهم جايين لها بعد حول ال 5 دقايق
            لبست عباتها وشالت شنطة يدها .. ومن قامت تبي تصوت لسوجي
            اللي قالت لها تجيها .. بعد الصلاة تاخذ شنطتها .. الا وهي واقفة لها
            عند الباب : سوجي خذيهن وحطيهن عند الباب .. اللي تحت عشان
            اخوي بينزل يشيلهن ..
            هزت راسها بإيه .. وهي شايلة الشنطة المتوسطة اللي جمعت فيها
            بعض اغراضها .. وراحت نورة لغرفة نومها تبي تسلم على طلال
            رغم انه من الليل قال لها انه مايبي يشوفها وهي رايحة .. ولا حتى
            يبي يودعها .. ومن دخلت الغرفة شافته نايم .. قربت منه بشويش
            ودنقت عليه .. باسته على خده وهمست له " احبك " .. مشت على
            اطراف اصابعها وطلعت من الغرفة .. سكرت الباب و نزلت بعدها
            تبي تنتظرهم تحت .. شافت ابو طلال قاعد يقرأ قران سلمت عليه
            و قعدت قريب منه سكر المصحف وابتسم لها : قرت عينك بشوفة
            اخوك .. اقولها لك مرة ثانية احسن من الجوال ..
            ابتسمت بفرحة : تقر عينك بشوفة نبيك ..
            حط يده على راسها و تكلم : توصلون بالسلامة ان شاء الله .. انتبهي
            لنفسك يا نورة .. ولا تلتهين هناك وتنسين نفسك .. و سلمي على ابوك
            واستسمحي لي منه .. ان شاء الله متى ما زانت ظروفي باوصله ..
            ابتسمت وهي تقوم على صوت رنة جوالها : يبلغ ان شاء الله .. هذا هم
            جو .. فمان الله ..
            قام معاها وهو يحط المصحف على الطاولة ..: خليني اسلم على راكان
            مشى ومشت وراه وهي ترد على شيخة .. قالت لها تقول لراكان ينزل
            ومن وصلو للباب .. شافته نازل يسلم على ابو طلال .. وقفت مكانها
            تناظرهم بفرحة .. رجعت التفتت للسيارة وشافت شيخة تأشر لها تجي
            راحت لهم وركبت السيارة .. : السلام عليكم ..
            ردو عليها السلام وعلى طول قربت منها شيخة .. دقايق وجاهم راكان
            و مشو رايحين للديرة .. طول الطريق ما سكتو كانو يسولفون بكل شي
            و كأنهم ما شافو بعض من زمان .. شعور فرح يراودهم ومن ينشغل
            راكان مع الوليد .. تقعد تسولف مع شيخة عن حياتها و تعطيها من كل
            خبراتها اللي تعلمتها بهالأشهر ..
            وصلو وكانو اهلهم نايمين الا سلمان ومنيرة اللي بمدارسهم
            كانت الساعة 8 و عشر .. نزلو من السيارة البنات وراكان وقعد الوليد بالسيارة ينتظر
            اي وقت يقولون له ينزل .. طق الباب راكان وبعد شوي سمع صوت امه
            كل شوي يقترب من الباب .. واول ما فتحته و شافت راكان قدامها ما
            استوعبت شي من اللي يصير .. الجمتها الصدمة عن الكلام شوفتها له
            الحين شي اجمل من خيالها كانو يمنون النفس بخبر برائته لكن ماتوقعت
            انه راح يجي لهم بنفس اليوم اللي ينتظرون فيه الخبر .. حس انها تبي
            تطيح من طولها .. مسكها وضمها لصدره وهو يسمعها تردد : ولدي ..
            ياناس ولدي .. والله انه هو ..
            حب راسها ويدها : ايه يمه انا راكان .. لا تصيحين تكفين يمه شوفيني
            قدامتس مافيني الا العافية ..
            حس و كأنها بتفقد وعيها لانها كانت تتكلم بكلام مو مفهوم وكل اللي
            تردده هذا ولدي .. و هذا راكان .. قامو حصة و موضي وابو راكان
            الكل يبي يتأكد من هاللي يسمعونه ومن شافته موضي صرخت بأعلى
            صوتها : راكان .. " ضمت حصة وهي تصيح .. وحاطة يدها على
            فمها بعدها مو مصدقة عيونها " ياحصة راكان طلع ..
            قام راكان ومسك يد شيخة يبيها تمسك امه و قام لابوه اللي من شافه
            وهو قاعد يصوت له .. راح له وجلس جنبه مسك يدينه الثنتين يحبهم
            وهو يناظر بعيونه اللي شاف لأول مرة بحياته دموعه فيها .. : اللهم
            لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .. ياولدي تكفى قول
            لي هذا صدز انت اللي اشوفه ماهوب حلم ..
            التفت وراه لخواته وامه اللي من فرحتها كانت تبكي بشكل هستيري ..
            و نورة تشربها موية تهديها رجع ناظر ابوه و دموعه تنزل على خدوده
            بغزارة : والله ماهوب حلم يبه .. " حب خشمه وراسه وهو يشوف دموع
            ابوه اللي بللت لحيته اللي كساها الشيب مد يده ومسح له دموعه " لا يبه
            تكفى ترى ما جيت الا ابي اشوف فرحتك انت وامي ..
            ابتسم وهو يناظر في راكان بفرح : والله اللي رفع سبع سماوات اني ما فرحت
            بحياتي كثر فرحتي بدخلتك علي هالحين " رفع يدينه للسما " يارب احفظهم
            لي ولا تحرمني جمعتهم ..
            التفت راكان لامه اللي قربت منه بعد ما هدت وجات تسلم عليه .. : يا بعد
            عمري يا ولدي .. تعال ابي اضمك على صدري ..
            تعال ابي اصدق اللي اشوفه ..
            ضمته بقوة وهو يحس نفسه طفل بهاللحظة من حضن ابوه لحضن امه ..
            قربو بعدها موضي وحصة يسلمون عليه وجلسو كلهم بالصالة .. باخر
            لحظة تذكر راكان الوليد اللي صار له فترة قاعد برا وقال للبنات يدخلون
            الغرفة وراح هو يناديه يدخل البيت ..
            قبلها بوقت قامت من نومها على اصوات في بيت عمها .. استغربت وش
            اللي بيكون عندهم هالحين .. ارهفت سمعها و ركزت اكثر .. حست بعدها
            بتسارع نبضها .. فزت على طول واقفة وراحت لامها تصحيها : يمه ..
            يمه .. " هزتها من اكتافها " يمه راكان جا .. وربي سمعت صوته ..
            رجعت تمشي في الغرفة ما تدري وين رايحة .. و ناظرت امها اللي صحت
            وهي ماتدري هيا وش تقول لها .. : مدري يمه اظن اني احلم .. لا اسمعي
            بيت عمي عندهم شي وانا سامعة صوت راكان .. والله صوته
            قامت على طول وهو تشوف هيا اللي شوي وتنهبل من فرحتها .. واول
            ما جات تطلع مع الباب شافت اللي واقف برا بسيارته .. ورجعت لداخل
            البيت .. : مدري من هاللي عندهم .. هيا صدز راكان جا ..؟
            قربت من امها وهي تترجاها تروح لبيت عمها : يمه تكفييييييين روحي
            لهم بس شوفيه جا ولا لا ..؟ ما عليتس فيه اكيد هذا رجل نورة ولا شيخة
            يمه طلبتتس ماعاد فيني صبر ..
            تأكدت ام محمد وهي واقفة عند الباب يوم سمعت صوت راكان وهو يصوت
            على الوليد يبيه يدخل ناظرت لبيت اختها وشافته واقف اشرت له بيدها يجيها
            جا لخالته وهي ترحب وتهلي فيه فرحانة : الف مبروك وانا خالتك .. الف
            مبروك اللي ربي فرجها عليك ..
            حب راسها وهو مبتسم : الله يبارك بعمرك .. شلونكم عساكم طيبين ؟ " ومن
            شاف دموعها ضحك .. " الله يهداكم اليوم ما قابلت احد الا قعد يصيح هذاني
            قدامتس مافيني الا العافية ..
            مسحت دموعها بطرف جلالها : من فرحتي فيك وربي ..
            كانت واقفة عند الشباك تناظره .. تأملت كل حركاته و كلامه وضحكته اللي
            ظنت بيوم انها فقدتها للأبد .. كانت متأكدة انه يدري انه هذا مكانها بكل مرة
            يجي يسلم على امها .. لاحظت عيونه اللي كل شوي تتجه للشباك وكأنه يبي
            يسترق لو نظرة بسيطة لها .. وقعدت هي تتأمله من بين الفتحات الصغيرة
            بشباكهم الخشبي .. حست انها ودها تطير له وتعبر له عن اللي بقلبها كله ..
            ودها تقول وش كثر اشتاقت له و تعبت كثير بلحظات انتظار الحكم سمعت
            اسمها وابتسمت .. تحب اسمها على لسانه وهو يسأل عنها .. واتسعت اكثر
            هالابتسامة وهي تسمع امها : والله انها روعتني مقومتني من عز نومي تقول
            لي يمه قومي انا سامعة صوت راكان ..
            حست بخجل فظيع من كلام امها اللي و لأول مرة ما تعاتبها على مشاعرها
            وما تسكتها بكلمة عيب و اصبري لين يصير زوجك .. شافت ضحكته من
            سمع هالطاري غضمت عيونها و كأنها تحفظ هالصورة في بالها تبيها تصبرها
            على هالبعد المتعب ..



            /
            \
            /
            \


            * فتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرحمه الله :
            الدية في الخطأ، وفي العمد، وشبه العمد كلها مائة من الإبل، في حق المسلم،
            مائة من الإبل تختلف أنواعها، والقضاة يعرفون أنواعها، والذي يبتلى بشيء
            من ذلك يرجع المحكمة، وتعطيه الطريق المتبع، لكنها مقدرة الان بمائة ألف
            ريال، في حق الرجل، وفي حق المرأة خمسين ألف ريال، المسلمة والمسلم،
            خطأ، أو عمدا، لكن العمد فيه القصاص، وإن اصطلحوا على شيء ولو أكثر
            من مائة من الإبل ولو على مليون لا حرج في العمد، أما الخطأ وشبه العمد
            ففيه مائة من الإبل فقط، أو قيمتها إذا تراضوا على قيمتها، وقيمتها الان مقدرة
            عند المحاكم الشرعية بمائة ألف ريال هذا الوقت للرجل، والمرأة لها خمسون
            ألف ريال، وقد يتغير الحال في المستقبل عند تغير أحوال الإبل،

            * قانون الحق العام :
            ينص الأمر السامي رقم 2624 في تاريخ 9-4-1372ه على أن قاتل العمد
            الذي تحكم عليه بالدية من دون قصاص يسجن خمسة أعوام , وقاتل شبه العمد
            يسجن عامين ونصف العام وقاتل الخطأ المحض لا يشمله شيء من ذلك ..




            /
            \
            /
            \


            انتهى الفصل الأول ..

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              الجزء الثاني عشر
              الفصل الثاني ‎‎‎‎
              i 1 i


              /
              \
              /
              \


              { .. علمني حبك ان استفيق كل صباح بروح طفلة ..
              اجرد كل الزوايا من ال أنا .. و اجتهد في البحث عنك ..

              علمني ان اخطف لك صورة لم تغب يوما عن الذاكرة ..
              و اتوق لماض عتيق تقاسمنا فيه شعور الفرح و الألم ..

              علمني ان استحضر اطيافك ..
              فاستنشق اوجاعك .. و امرغ ذاتي في معمعة احزانك ..
              لأنتمي لك و أكن جزء من كيانك .. و اسكنك كما اريد ..



              في بيتهم الطيني المتواضع تجمعو اليوم بعد ان فرقتهم الأيام .. و رغم حرارة الجو
              اللي لا تحتمل الا ان فرحتهم مخليتهم يستلذون بكل لحظة تجمعهم .. و في هالوقت
              صدح صوت الحق معلن وقت دخول صلاة الظهر .. قامو راكان و الوليد للمسجد
              القريب منهم و توجهو البنات لبيت خالتهم من اول مادخلو استقبلتهم هيا اللي كانت
              تعيش بقمة سعادتها .. و بانت على ملامح وجهها تفاصيل الفرح ..
              تكلمت موضي تمازحها : هناتس العقلان ..
              طقتها هيا على كتفها و طنشتها سلمت على نورة و شيخة و من سلمت على خالتها
              بهمس خجول : قرت عينتس يا خالتي ..
              ابتسمت لها و هي تقعد و ترفع برقعها : تقر عينتس بشوفة نبيتس ..
              ام محمد بعد ماسلمت على البنات .. حبت راس ام راكان : هناتس العقلان ..
              ام راكان بابتسامة فرح : هناتس الخير و انا اختتس ..
              جلست موضي جنب هيا و مسكتها من يدها : ها علمني الصدز شفتيه ؟
              نزلت هيا راسها بحيا من خالتها .. : لا ماشفته .. يعني و ين اشوفه فيه ..
              ضحكت موضي وهي تأشر على يدها : اقص يدي كانتس ماشفتيه ..
              تكلمت نورة اللي منسدحة و حاطة راسها بحجر شيخة.. : عويذ الله من سوالفتس
              ياموضي .. وراتس على البنت ؟ .. اركدي ياملا الصلاح ..
              موضي وهي تناظر في هيا : توسطت لتس النوري و ماقدر اردها ولا لو علي
              والله ما فكتس لين تقولين احبه ..
              شهقت ام راكان و حطت يدها على صدرها ..: ايا دزليلة الحيا " قربت منها و
              قبصت فخذها " عوبا .. هذا طول لسانتس ..
              تقوست شفايفها و مثلت الزعل عليهم : وش اني قايلة انا ؟ هذا كله لاني فرحت
              بشوفة اخوي و خواتي ..
              ضحكو شيخة و نورة على شكل موضي وهي تمسح على فخذها مكان القبصة ..
              التفتت لهم و حبست ضحكتها : ايه اضحكن علي الحين اعرستن و الطق براسي
              انا ..
              تكلمت شيخة بابتسامة : يا النصابة امي عمرها ما طقتني ..
              قامت نورة و سندت ظهرها على الجدار و هي تضحك : انتي ماكنتي تسوين شي
              يا حليلتس .. انا والله اللي كليت الطق على اصوله ..
              ضحكت ام راكان و غطت فمها بطرف شيلتها .. ناظرتها نورة و ابتسمت رجعت
              تكمل كلامها : وربي يوم انا صغيرة ما يحلالي اللعب الا مع العيال واذا انطقيت
              من امي قلت لشيخة تروح معي .. بس و لا مرة راحت .. " و بضحكة " الظاهر
              انه محد بالديرة مايذكر نورة ..
              ام راكان بابتسامة : سبحان من عقلتس .. ماجاني اشقى منتس الا هذي " و تأشر
              على موضي " لا تسمع العلم و لا يفيد فيها الطق .. ما غير انا وراها بعصاتي ..
              نورة وهي تناظر هيا : والله ماشفت مثل السوري .. ما خلت احد الا طقته .. و
              البنات تتأمر عليهن و يسون اللي تبي ..
              قاطعتها شيخة تضحك : تذكرين يوم صيتة عيت تروح معها للدكان .. و ما خلت
              احد بالديرة يومها ما علمته بعيارتها ..
              موضي باستفهام : بالله وش عيارة صيتة .. ؟
              شيخة و هي ميتة ضحك : ام المشق ..
              طقت نورة و هي تمسح دموعها من الضحك ..: مالقيتي الا موضي تعلمينها ..
              هالحين تمسكها عليها ..
              موضي طايحة على الأرض تضحك .. و ماسكة يد هيا اللي تبي تقومها : عز الله
              ما كذبت .. يمه بطني ..
              قامت ام راكان و هي كاتمة ضحكتها ..: ها قومن صلن و خلن عنكن هالبربرة
              الزايدة ..
              قعدت موضي و سألت نورة : كانت تزعل على السوري يوم تقولها ..
              تكلمت شيخة قبل : تزعل على من و تخلي من كل بنات و عيال الديرة ما يقولون
              لها الا ام المشق ..
              نورة وهي قايمة تصلي : استغفر الله قومن لا تفوتكن الصلاة " و بهمس .. " الله
              يعينتس يا صيتة ..
              بعد الصلاة راحت نورة لغرفة هيا تبي تنام الى صلاة العصر .. شافت هيا واقفة
              عند الشباك و تناظر للخارج .. قربت منها و همست : قرت عينتس ..
              التفتت لها مبتسمة : مستانسة يالنوري .. احس قلبي بيطير من مكانه ..
              بادلتها الابتسامة و كملت بنفس الهمس : بخليتس تشوفينه من قريب بس اصبري ..
              سكتت هيا .. و وقفو ثنتينهم يناظرون من الشباك .. شوي و شافو راكان جاي
              من بعيد انتظرت نورة الين حسته قريب منهم و فتحت جزء بسيط منه و صوتت
              له : راكان .. راكان ..
              تلفت حوله يدور مصدر الصوت و من شاف يد نورة تأشر له قرب منها : سمي ..
              اشرت لهيا بيدها تشوفه مع الفتحة الصغيرة اللي بطرف الشباك .. و قعدت هي
              تسولف معاه .. : روح جيب سلمان من مدرسته و بعدها تعال ابيك ..
              اشر على خشمه و هو مبتسم : ابشري على هالخشم " و بهمس " احد عندتس ؟
              نورة تخفي ابتسامتها بعد مافهمت مغزى كلامه : لا قاعدة بلحالي .. و هن قاعدات
              بالصالة ..
              تكلم بلهفة : شلونها ؟
              تظاهرت بالغباء و هي تشوف وجه هيا اللي تورد خجل : من هي ؟
              راكان بحب واضح على نبرة صوته : من غيرها يعني اللي ملكت قلبي .. ؟ هيا
              يالنوري شلونها ..
              ابتسمت نورة وهي تمسك يد هيا ماتبيها تروح : مستانسة و تحس قلبها بيطير من
              مكانه .. "شهقت هيا .. و ضحكت نورة بأعلى صوتها " يا حبي لها حياوية ..
              ابتسم راكان غصب عنه : مالتس داعي يا نورة احرجتيها و احرجتيني ..
              فتحت نورة الشباك اكثر بعد ماراحت هيا .. اللي كانت متأكدة انها واققة عند الباب
              تسمعهم : لا والله ؟ تسذب علي و قول منتب مستانس ..
              ضحك و هو يلوح بيده رايح : بروح اجيب سلمان ثمن اجيتس اتفاهم معتس ..
              نورة بضحكة : زين علمني تحبها ؟
              قرب شوي و تكلم بشوق : اموت عليها و ربي ..
              ابتسمت من قلب بعد ما خنقتها العبرة : الله يخليكم لبعضكم ..
              التفتت وراها و هي تشوف هيا داخلة و هي تمسح دموعها .. ضمت لصدرها بقوة
              و تركتها تفرغ كل اللي بصدرها شي طبيعي احساسها بهاللحظة بعد ما حست انها
              كانت ممكن تفقده والفرق بين وجوده أو عدمه كلمة وحدة بس .. اما هي ما عرفت
              و ش هو بالضبط شعورها .. شوفته بهالقرب و صوته .. اهتمامه و سؤاله عنها ..
              و اعترافه الصريح بحبها .. كلها بالنسبة لها اهم مقومات السعادة ..
              مسحت دموعها و ناظرتها بفرحة : ياعسى عمرتس طويل وعسى الله يبارك لتس بعيالتس
              ويفرح قليبتس مثل مافرحتيني ..
              رفعت نورة يدينها للسماء ورددت : امين ..



              /
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                /
                \
                /
                \


                مشى بطرقات قريتهم الضيقة متأمل كل شي حوله بلحظات .. و لحظات اخرى
                يغض الطرف لو صادف وحدة من بنات القرية و رغم حرارة الجو اللي لا تطاق
                الا ان احساس الحرية كان طاغي عليه و لقاء اهله و احبابه له طعم خاص هالمرة ..
                وصل لمدرسة سلمان و شافه جالس مع مجموعة عيال تحت وحدة من الأشجار ..
                ابتسم قبل ما يقترب منه و يناديه لاحظ انشغالهم بشي و استغل هالفرصة انه يفاجأه
                قبل محد ينتبه .. وأول ما اقترب منهم لحد كبير تكلم بكل هدوء : السلمي ..
                سلمان اللي كان منهمك في جمع اغراضه المتناثرة رد بقل صبر : هاه ..
                سكت ينتظر من سلمان انه يلتفت عليه .. و ابتسم أول ما شاف نظراته المتفاجئة ..
                سلمان اللي من شاف راكان نسى كل شي حوله وراح له ركض نزل راكان لمستواه
                و ضمه بقوة و هو يناظر بالعيال اللي تجمعو حوله .. حس بجسده الصغير يرتجف
                بحضنه .. قرب منه و همس في اذنه : اششش لا تصيح .. بيضحكون عليك العيال ..
                ابتعد عن حضنه و هو يمسح دموعه .. و تكلم ببراءة : متى جيت ؟ انا كنت احسب
                انك ماعاد بتجي خلاص ..
                ضحك و هو يجمع له اغراضه متجاهل نظرات الكل له .. : حتى انا كنت اظن اني
                ما عاد بشوفكم ابد ..
                شاله على كتوفه و سلمان مستانس بهالشرف اللي ناله من اخوه الكبير .. و قعد يسولف
                له و هو فرحان : الاستاذ يقول تعالو يوم السبت بس و عقب تبتدي العطلة صح ؟
                راكان بابتسامة : ايه صح ..
                بدا يمشي في ظل بيوت الديرة لين وصل لبيتهم و نزل سلمان اللي دخل لابوه يركض
                و هو فرحان ..
                راح بعدها يطق باب بيت خالته يبي يشوف نورة وش تبي منه .. تنحنح و هو يصوت
                لها : نورة ..
                بالداخل من سمعو صوته توجهت كل العيون لهيا اللي صار وجهها ألوان من الاحراج ..
                قامت له نورة على طول .. و وقفت عند الباب تكلمه : هلا راكان ..
                راكان وهو يغطي على عيونه بيدينه : امري ..
                سندت نفسها على الجدار وبدت تكلمه : شوف ياخوي انا ماعندي غيرك .. ولا كان
                ما خليتك تشيل شي اليوم .. " ابتسمت وكملت له .. " نبي نذبح ذبيحتين ونعزم اهل
                الديرة كلهم .. وبعد ابي الخيمة الكبيرة اللي يحطونها بالعروس دايم .. يحطونها قبال
                البيت .. و الرياجيل افرشو لهم بالبراحة اللي قبال المسجد ..
                ناظرها مبتسم : من وين بنجيب حقهن ؟ وانتي عارفة اخوتس طفران وما بجيبه ولا
                ريال ..
                مدت يدها ومسكت يده : ماعليك خليهم علي .. لك كل اللي كنت موزيتهم عندي لوقت
                عازتهم و ماعندنا احسن من هاليوم نفرح فيه .. ابي افرح اهلي و ديرتي .. مبطين
                عن الفرح وانا اختك ..
                قرب منها وحب راسها : الله يحفظتس ويخليتس لعين ترجيتس .. و يفرحتس مثل
                مافرحتي قلبي ..
                كلمته بهمس : زين روح لبيتنا وشوف شنطتي السودا .. بتلقى فيها الفلوس خذ اللي
                تكفيك .. و خلني انا بنوم شوي .. والله اني مارقدت للحين الا حول ال 3 ساعات ..
                راكان وهو ماشي : نومة العافية يارب ابشري كل شي تبينه بيصير " و بابتسامة "
                و سلمي عليها ..
                ضحكت وهي تدخل للبيت .. راحت بعدها للغرفة .. و انسدحت بفراش هيا .. وما
                استغرقت وقت طويل حتى غطت في نوم عميق .. رغم الحر الشديد بمثل هالوقت ..
                الا ان تعبها و ارهاقها مو مخليها تحس بشي بعدها بشوي جات شيخة وكملت هي
                بعد نومها ..
                قامت بعد صلاة العصر بصعوبة على صوت منيرة اللي تصحيها .. : منور خليني
                شوي ..
                منيرة وهي طالعة من الغرفة : زين بس امي قالت لي اقومتس قبل لا يذن المغرب
                وانتي مابعد قمتي ..
                ماسمعت كلام منيرة لانها كملت نومها على طول .. رغم كل الاصوات بالخارج
                واستعداداتهم للعشا واصوات البنات بالبيت .. جاتها موضي قبل اذان المغرب بنص
                ساعة تقريبا .. وجلست جنبها تصحيها : نورة " مسكتها من كتفها وهزتها " نورة
                الله يهداتس قومي صلي العصر .. المغرب ماعاد الا خير والحريم كل شوي جايات
                ينشدن عنتس ..
                فتحت عيونها بصعوبة .. و ناظرتها : وشو ؟
                موضي وهي تحاول تقعدها : قومي الحقي صلي فرضتس .. المغرب شوي ويذن
                فزت قاعدة تناظرها وهي تناظر بالشباك : استغفر الله ياربي .. غربت الشمس ..؟
                هزت موضي راسها بإيه و قامت نورة تتوضى وتصلي ناظرت حولها و ماشافت
                احد وقفت عند الباب تناظر بالشارع شافت اهل الديرة ناصبين الخيمة و يحطون
                الفرش .. تغطت وراحت لبيتهم و ماشافت الا حصة بعباتها مستعجلة تبي تطلع من
                البيت .. مسكتها من يدها : تعالي .. وين رايحة واهلي وينهم ؟
                وقفت حصة مكانها تلهث .. : الحريم قهوتهن عند ام عبيد .. ومنور معهن و هيا و
                موضي راحن للدكان يقضن للعشا الليلة .. و ابوي مع الرياجيل بدكة المطوع ومعه
                راكان ورجل شيخة .. " وقبل تتكلم نورة " وانا بروح لم امي بس جيت اخذ شنطة
                شيخة ..
                طلعت حصة من البيت و وقفت هي مكانها تناظر بكل شي حولها .. فرحتها اليوم
                اكبر و اهم عندها من اي شعور ثاني .. و هالبيت اللي جمعها بأهلها طوال سنواتها
                ال 29 صار اليوم اجمل بنظرها .. و تتمنى لو كان بيدها .. و ما غادرت هالمكان
                ابد رمت كل تفكير وراها ودخلت تتسبح .. طلعت بعدها تصلي المغرب على دخلة
                امها و خواتها ومن بعد الصلاة بدو يجهزون قهوتهم و تعالت الاصوات بكل مكان
                كلها تجهيزات لهالمناسبة .. بعد مالبسو تغطو وطلعو للخيمة الكبيرة المنصوبة امام
                بيتهم وبدو يرتبون اغراضهم .. وما كان يحتاجون لتعب كبير خصوصا ان اغلب
                اهل الديرة مقربين منهم كثير .. و جو معاهم من قبل صلاة العشا كل مافي هالليلة
                يحكي تفاصيل الفرح .. ورغم ازعاج الاطفال بكل مكان حولهم الا ان سعادتهم ..
                طاغية عليهم بهالوقت على اي مشاعر ثانية ممكن تنغص هالفرحة عليهم .. نورة
                اللي كل ماقامت تشيل شي قعدتها امها ما تبيها تتعب نفسها وهي اللي ممنوعة من
                انها تجهد نفسها وهيا اللي تصب قهوة وهي تحس بنظرات الكل لها و كأن قلبها
                بهاللحظة كتاب مفتوح والكل يقراه .. وموضي اللي ماقصرت ابد عليها بتعليقاتها
                اللي تحرجها اكثر .. بعد العشا قعدو البنات بأول الخيمة .. جنب امهم و خالتهم
                التفتت نورة لشيخة مستفهمة : شيخة رجلتس بيروح ؟
                ام راكان مقاطعتها : لا وين يسري بهالليول بينوم عندنا و الجمعة تتيسرون كلكم
                عسى الله لا يحرمني جمعتكم ..
                نطت موضي في السالفة : شلون ينوم عندنا .. و حنا وين نروح ؟
                غمزت لها امها بنظرة تسكتها و تكلمت : مشعل يجي عند راكان وسلمان وانتن
                تنومن ببيت خالتكن .. وشيخة تنوم مع رجلها ..
                شهقت شيخة وتكلمت بحيا : لا والله يمه .. ابي انوم مع خواتي ..
                موضي بتأفف : يارب متى يصير عندنا بيت كبير .. ولو كلن يجينا ما نطلع
                منه .. و يصير لي غرفة بلحالي و ارتاح من مشاخر منيرة و ترفيس سلمان كل
                يوم ..
                ام راكان بابتسامة : لا اعرستي ان شاء الله يصير لتس غرفة بلحالتس ..
                صرفت الموضوع وصارت تسولف مع خواتها بأي شي الا هالطاري لانها ما
                تبي تفكر فيه ابد انتهى عشاهم على خير وتوجهو العيال لبيت ابو راكان ينامون
                فيه .. والبنات مع امهم وخالتهم في بيت ام محمد قضو ليلتهم سهر في استعادة
                اجمل الذكريات اللي ابد ما غابت عن الذاكرة .. التفاصيل اللي جمعتهم سنوات
                طويلة تقاسمو فيها دموعهم قبل ضحكاتهم .. و امنياتهم و احلامهم اللي حاكوها
                بكل ليلة مظلمة تتالت فيها خيبات الأمل حولهم ..
                طقت شيخة الجدار الفاصل بين البيتين ثواني معدودة وسمعت صوت طق على
                نفس الجدار من الجهة الثانية .. ابتسمت و ناظرت في هيا .. : قلت له هيا تسلم
                عليك .. و هذا هو يرد لتس السلام ..
                ضحكت هيا .. و تعالت بعدها اصوات ضحكاتهم اللي تحولت لقهقهات مجنونة
                في لحظات استرداد ذكريات جمعتهم فيما مضى ..



                /
                \
                /
                \

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  /
                  \
                  /
                  \


                  تجاهلت كل النظرات الموجهة لها وهي تقاوم احساسها اللي بداخلها شعور شابه
                  بالانفجار المترقب بأي لحظة يراودها .. كرهت نظراتهم وضحكاتهم وكلماتهم
                  اللي تسمعها .. تحس انهم متبلدين الاحساس ومحد فيهم يفهم صراعات قلبها اللي
                  اتعبتها لفترة طويلة .. قعدت مكانها وهي تحس ببرودة تسري بجسدها ضغطت
                  على يد امها بقوة وغمضت عيونها .. كانت تغمضها من فترة لفترة تبي تطرد
                  كل صورهم من عينها .. بنات خوالها و خالاتها وبناتهم و زوجات خوالها الكل
                  بالنسبة لها صور مزعجة تماما .. فتحت عينها وهي تسمع صوت زوجة خالها
                  اللي قربت منها : هالحين يزيد بيجي ..
                  فتحت عينها ورفت بتوتر ناظرتها امها و كأنها تستنجد فيها تنقذها من هالموقف
                  للمرة الأخيرة .. ماحست الا بيدها تقومها تبيها توقف وقفت بكل استسلام وهي
                  تشوف خواتها والبنات يلبسون عباياتهم ويتغطون .. اشرت لرسيل الوحيدة اللي
                  حاضرة من خارج العائلة تجيها .. قربت منها رسيل وهي تسكر عباتها : هلا
                  دانا بهمس : قولي لهم مابيه .. تكفين عشان خاطري ..
                  بعدت عنها شوي و ناظرتها بتعجب .. رجعت قربت من اذنها .. وكلمتها بنفس
                  الهمس : احد جابرك عليه ؟ " هزت دانا راسها بالنفي وكملت رسيل " خلاص
                  لا تطيحين وجه امك قدام خوالك كملي اللي بديتيه وبعدين اذا ماتبينه قولي لهم
                  ما ارتحت له ..
                  بعدت عنها وهي تشوف خوات يزيد جايين وهو ماشي معاهم و جلست مكانها
                  تناظرهم .. للحين ماعرفت وش مشاعرها كانت تتكلم عنه قبل اختطافها بلهفة
                  و حب حسته بكل حرف كان تطريه فيه قالت لها انها تحبه و انها تعلقت فيه
                  و تبيه و محد يدري الا هي و الحين ماتبيه و لاتدري وش سبب هالشعور اللي
                  تحس فيه صديقتها ..
                  اما هو كان حاس بتوترها واحتفظ بمقدار بعد كافي انه يبعث بقلبها الراحة اللي
                  ترتجيها ..
                  تنفست بعمق و هي تشوفهم يقربون له طقم الشبكة يلبسها .. و من لف وجهه
                  عليها حس بارتباكها الكبير كان يتأمل ملامحها اوقات لأنه مايذكر شكلها كثير ..
                  و أوقات ثانية يركز على انفعالاتها منه بمجرد احساسها بقربه .. لبسها الطقم
                  و همس لها : مبروك ..
                  ماقدرت تخفي انفعالاتها من قربه و تعلقت نظراتها المستنجدة بنظرات امها
                  المشجعة .. اطلقت زفرة راحة بمجرد ابتعاده عنها .. كانت شقتهم متوسطة
                  الحجم الا انها مكفيتهم بمناسبتهم العائلية .. قام هو و مدت لها امها يدها تبي
                  تقومها و قفت وهي تغتصب هالابتسامة اللي رسمتها على وجهها بهاللحظة ..
                  استجمعت قوتها و مشت معاه لغرفتهم الصغيرة اللي مجهزينها و مخصصين
                  لهم مكان لجلستهم ..
                  و من قعدت مكانها جلس هو جنبها يناظرها .. كان واضح عليها انها تصطنع
                  الهدوء رغم طوفان المشاعر بداخلها .. كسر حاجز الصمت و تكلم : شلونتس
                  دانا .. و مبروك ..
                  التفتت عليه و من لاحظت قربه منها توترت و بدون شعور منها بدت تفرك
                  يدينها .. و حتى صوت انفاسها صار مسموع .. كسر خاطره شكلها .. وهو
                  يشوفها تبتعد عنه .. : دانا والله حتى يدتس مابي المسه .. بس ابي اسولف معتس
                  شوي ..
                  وقفت على طول : خلاص سولفت معاي .. ابي اجلس مع صديقتي قبل لاتروح ..
                  ابتسم لها رغم خيبته من اسلوبها اللي كان متوقعه لكنه كان يتمنى لو تكون انفكت
                  العقدة .. : زين بخليتس تروحين له .. بس انتي اقعدي معاي 10 دقايق ..
                  قعدت بدون ماتناظره تبي الوقت يمر بسرعة و تخلص نفسها من هالمصير اللي
                  اقحمت نفسها فيه سكت هو و تكلم بعدها بهدوء : ادري انتس متضايقة من وجودي
                  لكن اوعدتس بأن كل شي يتغير ..
                  نزلت راسها تستمع له .. وكمل كلامه لها عن المستقبل و حياتها اللي بتعيشها معاه ..
                  لاحظ عليها زيادة توترها من كلامه .. و حب انه يتركها على راحتها قام و استئذنها
                  رايح .. اكتفت بالصمت و هي تشوفه رايح و من طلع من عندها ركضت للحمام اللي
                  جنب الغرفة ( تكرمون ) .. قفلت على نفسها الباب و هي تقاوم رغبتها في البكاء ..
                  جلستها معاه لحالهم .. و صوته .. و ريحة عطره ذكرتها بتفاصيل تكرهها بشدة ..
                  " هو وش ذنبه ؟ " لامت نفسها على مشاعرها اللي ماقدرت تفهمها شلون هي تبيه و
                  ماتبيه بنفس الوقت شعورين متناقضين .. و التعب جاوز حدود احتمالها .. حطت يدها
                  على صدرها و هي تحس بضيق يجتاح قلبها لدرجة انها حست انه يكتم على انفاسها
                  طلعت على طول و شافت نجود و رسيل بانتظارها .. بدون شعور منها صارت تدور
                  في الغرفة : مكتووومة .. احس اني بموت ..
                  قربو منها ثنتينهم و مسكو يدينها يبونها تجلس جلست معاهم و هي تلهث : وربي تعبت
                  من هاللي فيني ..
                  رسيل تحاول تهديها : ياقلبي انتي اذا ماتبينه قولي .. محد راح يجبرك عليه ..
                  هزت راسها بالنفي : انا كنت ابيه اول .. الحين ابي اقعد مع امي .. هي اذا تزوجو كلهم
                  بتقعد لحالها ..
                  قاطعتها نجود : و من قال لك انهم بيخلونها لحالها .. احنا تونا صغار و عادل مو
                  مخليها .. انتي عيشي حياتك و انسي ابوي ..
                  دانا بهدوء : نسيته .. بس تعبانة شوي ..
                  لفت رسيل يدها حول كتفها و تكلمت معاها : دانا ياقلبي انتي قلت لك كذا مرة كلنا
                  تجينا هالضيقة اوقات .. بس انتي اللي تستسلمين لها .. اذكري ربك .. و تعوذي من
                  الشيطان و قومي معانا .. خلي امك تكمل فرحتها فيك ..
                  ناظرت نجود و شافت بعيونها نظرة رجاء .. غمضت عيونها و هي تستجمع انفاسها
                  و تردد ادعية الهم و الحزن .. قامت بعدها معاهم تبي تفرح امها فيها مثل ماقالت لها
                  رسيل .. و رمت كل تفكير تعيشه ورا ظهرها حاليا ..
                  اما هو حس انه مهمته اسهل مما توقع .. هي صحيح رافضة اي وجود له حولها الا انها
                  كانت تسمع كلامه .. و اهم شي بالنسبة له الحين انها مو عنيدة و هذا يسهل عليه وعليها
                  استعادة نفسها اللي فقدتها في ظل ظروف سابقة ..
                  عند البنات كانت قاعدة معاهم و تسمع تعليقاتهم و تضحك معاهم نست كل مشاعر كانت
                  تراودها من فترة بسيطة .. و رغم اكتفائها بالصمت اغلب الأحيان الا ان ضحكتها مؤشر
                  جيد بالنسبة لهم .. راحت تودع رسيل عند الباب ومن شافتها بعبايتها ضمتها لها : عندي
                  كلام كثيييير ودي اقوله لك ..
                  رسيل وهي تسلم عليها : ان شاء نتقابل هاليومين و تقولين لي كل اللي بقلبك .. بس نامي
                  انتي اليوم و انسي كل شي ..
                  ابتسمت لها و ودعتها .. ورجعت بعدها لغرفتهم وقفت عند المراية تناظر نفسها .. سحبت
                  نفس عميق و هي تتذكر قربه منها و ريحة عطره للحين تشمها تسبحت و لبست بيجامتها
                  و راحت لغرفة امها شافتها تصلي .. تمددت بفراش امها و قعدت تتأملها .. الين غرقت
                  في نوم عميق بعد ماحست بارتياح من بعد يوم مرهق بالنسبة لها ..



                  /
                  \
                  /
                  \



                  مشت بحذر شديد و بخطوات مترقبة على اطراف اصابعها .. لمحت محمد نايم
                  بالصالة سكرت الباب بهدوء و رجعت تجلس على سريرها .. ردت على اتصاله
                  بدون ماتتكلم .. سمعت صوته الهادي يتكلم بكل خبث : اخيرا حنيتي علي يا سارة
                  حرام عليك كذا تسوين فيني ؟
                  تسارعت انفاسها و تزايدت نبضات قلبها و هي تسمع هالكلام منه .. استمرت
                  على صمتها و استمر هو بمحاولة استعطافها بكلماته المسمومة .. : سارة انا احبك ..
                  و مستعد اسوي اي شي يثبت لك اني احبك .. انتي اطلبي و لك اللي تبين ..
                  قاومت ضعفها و رغبتها الملحة في اختبار مشاعره .. و تكلمت بقوة استمدتها من
                  تفكيرها بأهلها و بمحمد اللي تحمل كل شي عشانها : حبك برص قول امين .. يابن
                  الأوادم لا عاد تدق علي .. فكني من شرك ..
                  قاطعها على طول : ليش ماتبين تصدقيني .. ؟ وش تبين اسوي لك عشان تقتنعين
                  بحبي لك ..
                  كلامه رغم انكارها الشديد له الا انها تحس بنشوة كبيرة بمجرد سماعه .. و تعيش
                  بصراعات داخلية .. مابين انصياع له .. و اندفاع ورا هالحب اللي اوهمها فيه ..
                  و رفض لهالنوع من العلاقات اللي تدري و متأكدة بداخلها انها اكبر خطا .. و مابين
                  هذي الصراعات رجحت كفة عقلها و تكلمت بثبات : مابي منك الا قلعتك .. فكني
                  من شرك و دور غيري تحبها .. و قبل ما تسمح له يتمادى معاها بكلامه اكثر سكرت
                  الخط بوجهه " اووووف الله لا يبارك فيه هذا وش يبي فيني " تعوذت من الشيطان
                  و حطت الجوال جنبها .. ماتدري ليش تنجرف ورا مشاعرها اوقات و تفكر فيه كزوج
                  لها .. هذا هو اللي كانت تتمناه و تبيه اصلا ..
                  هزت راسها تبي تنفض هالأفكار منه .. و ناظرت جوالها اللي يأشر و ابد ما توقفت
                  الاتصالات رفعت جوالها و شافت 5 مكالمات لم يرد عليها و مسج .. فتحت المسج
                  و من قرت الكلام اللي فيه .. انشل لسانها من الصدمة .. رجعت تقراها اكثر من
                  مرة " ناظري مع الشباك و تشوفيني " وقفت بخوف و راحت للشباك بعدت الستارة
                  شوي و ناظرت للشارع اللي يفصل بين هالبيت و البيت المقابل .. لمحت سيارة سودا
                  كبيرة .. ومن خلال معيشتها بالرياض عرفت ان هالسيارة فخمة و شافته هو بداخلها
                  شاب وسيم الى حد ما و يدخن بشراهة .. تأملت شكله لفترة مو قصيرة .. كان جذاب
                  على الأقل بالنسبة لها .. باين عليه ولد نعمة .. وهذا كان اكبر طموحاتها واللي تمنته
                  بيوم من الأيام .. عينه على الجوال او بالشارع قدامه .. واول ما التفت جهة الشباك
                  سكرت الستارة وتراجعت للخلف شوي .. رجعت سندت ظهرها على الجدار و حطت
                  يدها على قلبها .. كانت تحس بخوف كبير من قربه منها لهالدرجة ارتجف جسدها
                  خوف و هي تتخيل هالانسان شلون قدر يوصل لها تجاهلت اتصالاته و قفلت الجوال
                  و على طول قامت تشغل المكيف .. و دفنت نفسها تحت لحافها وهي تدعي ربي
                  يبعده عنها ..
                  تحملت كل ارتجافات جسدها و مشاعرها اللي تهتز بمجرد مرور كلماته على قلبها ..
                  شي اكبر من انها تتحمله هاللي تعيشه وتسمعه .. تخاف انها تضعف له و تضيع ..
                  و تخاف تتركه وتضيع من يدها فرصة تمنتها من زمان و ظلت طول هالليل سجينة
                  دوامة افكارها اللي ما انتهت و هالاحساس اللي انهكها صار مؤرق لها بشكل كبير
                  و يستحوذ على قدر كبير من تفكيرها ..
                  قدرت تنام بصعوبة بعد ما عاشت صراعات بين العقل و القلب ..



                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    من الصباح بدري طلعو للمزارع وقت برودة الجو .. ولأن لهم فترة طويلة ما اجتمعو
                    مثل هالجمعة الحلوة .. معاهم قهوتهم و فرشتهم و قاعدين بظل شجرة كبيرة بالمزرعة ..
                    موضي و هي تناظر حولها .. : اشتقت لسويرة .. و ربي ما تحلى الجلسة الا لا قامت
                    تحارشني و اتطاق معها ياحبي لها ..
                    هيا بأسى : لو الله يهديها بس و ترجع للديرة و تريحنا و تريح محمد اللي متعني معها ..
                    نورة توها تتذكر شكواها من الازعاجات على جوالها : اي والله ياليتها ترجع للديرة
                    ينخاف عليها من هاللي ما يخافون الله .. الله يستر عليها يارب ..
                    موضي و هي تمد فنجان قهوة لنورة : ياليتها جاية معكم .. على الأقل احسن من شيخة
                    اللي طول وقتها مع رجلها ..
                    طقتها نورة على فخذها : توها عروس خليها تقعد مع رجلها .. وش عليتس انتي فيها
                    موضي وهي تمسك فخذها : ياربي من هالموضي اللي كلن يطقها .. وانا قلت شي
                    قلت ابي سارة .. ابي اسولف معها اشتقت لها و اشتقت اقوم من نومي و اشوفها قبالي
                    ماتفهمون انتو ..
                    ناظرتها هيا بحزن : لا تعورين قلبي تكفين .. محد مشتاق لها كثري .. وانا اللي كل
                    يوم اسولف معها قبل ما نرقد ..
                    موضي تغمز لها : علينا ؟ بتقنعيني الحين انتس زعلانة ولا بخاطرتس حزن .. والله ما
                    دام راكان بالديرة تنسين سارة و طوايف سارة كلهم ..
                    حصة ببراءة : تراه حولنا انا يوم جيت شفته يتمشى يعني توقعو شوي الا وهو طاب
                    عليكم ..
                    نزلت هيا برقعها على طول : نصابة ؟
                    حصة تستهبل : اي انصب عليتس .. وش يجيبه للمزرعة ..
                    و كتمت ضحكتها بداخلها لانها قايلة له ان هيا معاهم وتدري انه بيمر عليهم .. بس
                    خافت هيا تعرف و ترجع للبيت و ما يتهنى اخوها بشوفتها .. نورة لاحظت ابتسامة
                    حصة و توقعت وش اللي ممكن يصير .. خذتهم السوالف و نسو موضوع راكان ..
                    و بدو البنات يلعبون و نورة ساندة ظهرها على جذع الشجرة ومادة رجلينها .. ومع
                    السوالف ما حسو الا بصوته يتنحنح قريب منهم .. شهقت هيا متروعة : يمه .. يمه
                    هذا راكان ؟
                    ضغطت على يد نورة بقوة وهي تغطي على عيونها .. : النوري ماقدر اشوفه تكفين
                    قلبي ما يتحمل شوفته ..
                    ما حست الا وهي تسمع صوته يردد بفرح : السلام عليكم " وباستهبال " اوه .. احد
                    معكم .. اجل يالله مع السلامة ..
                    موضي بضحكة عالية : تعال ما هنا الا الحبايب .. قرب بس خلها تشوفك و تمقل
                    فيك زين .. " قهقهت بصوت عالي وهي تحس بطق هيا " انا قايلة ما ياكل الطق الا
                    انا من الصغير و الكبير .. ما بقى الا هالبزر تمد يدها علي ..
                    كان واقف بدون ما يناظرهم رغم لهفته الكبيرة انه يشوفها الا انه ما تعود انه يناظر
                    احد غير خواته .. : البزر انتي اركدي بس .. " و بعد تردد " شلونتس هيا ؟
                    حست بحرارة بوجهها من الاحراج .. و نورة اللي تحس مفاصلها تهشمت من قوة
                    ضغط هيا عليها .. ماقدرت تكتم ضحكتها .. : بالله ياخوي كم لك سنة وانت تنشدها
                    شلونتس و ولا عمرها ردت عليك .. تراها بخير و عافية ..
                    استرق نظرة لها رغم انه مو قادر يشوف منها شي الا ان وجودها يكفيه .. : عساه دوم اجل انا
                    بروح اكمل مشواري .. وانتو لا تأخرن على امي و خالتي ..
                    مشى رايح و تاركهم خلفه .. طاحت حصة على الارض ميتة ضحك : الحين مسوي
                    انه شايفنا بطريقه ويبي يكمل مشوراه ويرجع مع نفس دربه .. ابوووك يالتسذب ..
                    قامت موضي وحطت يدها على صدر هيا : طربق طربق .. طق خبيتي ماهوب قلب
                    هيونة والله ان الحب لاعبن فيتس لعب ..
                    رفعت برقعها وصارت تحرك يدينها قدام وجهها اللي صاير احمر من قوة الاحراج
                    و الخجل : يمه .. لا بارك الله في ابليستس يا حصيصة اجل دارية و ماتعلميني ..
                    حصة وهي ترقص حواجبها : حررررة .. هو قايل لي لاحد يدري .. عاد انا غبية
                    و طبيت بالسالفة بس الحمدلله انتس خبلة و مافهمتي علي ..
                    نورة وهي تضحك : حصيصة احشمي اللي اكبر منتس ..
                    سرحت هيا في افكارها بعد ماقدرت انها تشوفه اقرب من كل مرة تشوفه فيها وكل
                    مرة يزيد قلبه بحبها .. خصوصا بعد الاختبار الاخير واللي اثبت لها انها تحبه اكثر
                    من اي شي ثاني بدنيتها .. و انها مستعدة تتخلى عن اي شي .. بس تبقى معاه طول
                    عمرها .. ما كانت صريحة في مشاعرها ولا عندها الجرأة انها تتكلم عنه او تسأل
                    حتى بنات عمها اللي هم اقرب الناس لها .. هالحب غلفته بغلاف الخجل من زمان
                    و ماتقدر تعبر عن اللي بقلبها لهم .. رغم انها بأيام سجنه تفجرت كل مشاعرها ..
                    و ظهرت للكل حتى عمها بس الحين و بوجوده خجلها يطغى عليها وغصب عنها
                    تصير هالمشاعر سجينة قلبها .. تنتظر لحظة اطلاق سراحها ..
                    بدا الجو يحتر وقامو البنات شايلين قهوتهم و فرشتهم راجعين لبيوتهم .. و كل ما
                    مرو من عند بيت بابه مفتوح سلمو على اهله و مشو .. وصلو لبيتهم ودخلت نورة
                    لبيت خالتها تبي تنام لها شوي .. خصوصا بعد ما حست ان المشي في الشمس زود
                    عليها الغثيان ..



                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \


                      طول ما كانت جالسة معاهم في البيت وهي تدوره بعيونها .. غصب عنها تحب
                      كل شي مرتبط فيه كانت مشاعرها بالاول له احساس بالامان .. و احساس الاخو
                      الكبير و من فترة رجوعها الى هاليوم وهو بالنسبة لها فارس احلامها اللي تتمناه
                      و تتمنى قضاء باقي عمرها معاه .. خصوصا بعد ما تفهمت موقفه وزاد تعلقها
                      فيه بعد ما عرفت اجتهاده في قضيتها .. ابتسمت وهي تشوف نظرات ام متعب
                      لها .. و ناظرت امها بخجل .. ماتدري ليش اوقات تحس ان مشاعرها مفضوحة
                      وان كل اللي حولها يدرون عن حبها له .. رغم انها ما خبت هالحب عن الكل ..
                      وبكل براءة قالت لجوري عن مكنونات قلبها كلها .. لان هالقلب عاش الحرمان
                      لفترة طويلة .. و من رجعت لكل صور الماضي تعلقت فيها بشكل اكبر من اول ..
                      تعودو يلتقون فيهم كل يوم خميس مرة في بيت ام متعب و مرة في بيت ام خالد
                      و في كل اسبوع يهدي لها الوقت شوفته اللي تتمناها ..
                      صحت من دوامة افكارها على جية الجوري لها : قومي بسرعة بنروح باسكن
                      روبنز نشتري ايس كريم ..
                      ديما وهي قايمة معاها سحبت يدها وقالت بهدوء : مع مين بنروح ؟
                      الجوري بضحكة : مع مين يعني .. " وبهمس " اللي من اول تدورين عليه ..
                      حست بخجل كبير من كلامها وطنشتها : لا مابي اروح .. روحو انتو و جيبو
                      لي معاكم .. " وبعد تفكير " ولا اقول لك خلاص مابي خذو لكم انتو ..
                      سحبتها بعيد عنهم وتكلمت : يعني بتقنعيني الحين انك ماتبين تشوفينه ؟
                      طقتها ديما على كتفها : وانتي محد يعلمك سره .. بعدين مو شغلك ابي اشوفه
                      و لا مابي هذا شي ما يخصك ..
                      جوري وهي تمثل الخوف منها ..: يممممممه .. رجعت شخصية ديما الشريرة
                      اللي كانت على الرايحة و الجاية طايحة فيني طق لو ماسمعت كلامها ..
                      اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تحط يدها على فمها : مالت عليك .. بس بعد
                      مابي اروح .. وربي احراج من جدك انتي .. وش بيقول علي ؟
                      الجوري بلا مبلاة : عادي وش راح يقول ؟
                      ديما باقتناع : لا صعبة .. حتى لا هو ولد عمي ..ولا يقرب لي .. يعني بس امه
                      صديقة امي ..
                      الجوري وهي تترجاها : تكفين ديوووم .. والله ما وافق الين قلت له انتي اللي
                      تبين ..
                      شهقت متفاجأة : وانتو كل شي تحطونه براسي .. بنطلع نتمشى ولا نبي نتسمم
                      كله ديما اللي تبي قالو لكم ماعندي اهل يجيبون لي شي فشلتوني معاه ..
                      غمزت لها الجوري : خايفة على صورتك عند حبيب القلب ..
                      ديما بقل صبر : اووووه رايقة انتي ..
                      ومشت راجعة تجلس معاهم وطنشت الجوري اللي قعدت تترجاها تروح معاها
                      وهي معندة ابد ماتبي تروح وبعد محاولات و اتصالات قدرت اخيرا انها تقنع
                      متعب يوديها هي تروح تجيب لهم اللي يبون ..
                      ومن ركبت معاه جوري سألها ليش مارضت ديما تجي معاها .. و قالت له عن
                      اسبابها .. اعجبه جدا تفكيرها وحياها وهذا شي منطقي لانه بالنسبة لها شخص
                      غريب واكيد المفروض ماتروح معاه .. ضحك على تفكيره و ليش كل مايجي
                      للشرقية غصب عنه يروح لها حتى كلام يزيد له يوم يقول له انه يروح عشانها
                      وهو اللي كان يروح مرة كل اسبوعين .. و الحين كل اسبوع وهو رايح لاهله
                      تسائل بداخله هل هو فعلا عشانها .. رغم انها حكم عقله من الاول و شالها من
                      تفكيره من عرف انها مستحيلة بالنسبة له رغم انه مافي شي مستحيل على رب
                      العالمين .. الا ان حقد ابوها على امها هالشي يخليه مستحيل انه يوافق على اي
                      شخص من طرف امها وهو ماراح يتعب نفسه بأي تفكير من هالناحية .. يبي
                      يجمع فلوسه ويستقر ماديا واذا وصل سن الثلاثين يخطب ويتزوج .. هذا اللي
                      يخطط عليه من زمان وماراح يغيره ابد بمشيئة الله .. و اللي راح يتزوجها يبي
                      يترك المجال لامه وخواته انهم يختارون اي انسانة تناسبه ونفس المواصفات
                      اللي هو يبيها .. اهم شي عنده تكون اخلاقها عالية و تخاف ربها و مملوحة ..
                      ومايبي اكثر من هالشي .. شرو اللي يبون ورجعو للبيت .. ومن دخلت عليهم
                      جوري بالاكياس .. نطو كلهم ياخذون منها اللي طلبوه .. ومثل كل يوم خميس
                      سهرو واستانسو .. رغم انهم بالعادة يطلعون .. الا انهم اليوم فضلو قعدة البيت
                      واللمة ..
                      كانو البنات قاعدات على الأرض ويلعبون اونو .. و ام متعب و ام خالد لاهين
                      في سوالفهم .. وريان كل شوي لازق لديما وتقعده بحجرها .. واذا قعد يصيح
                      عليها تعطيه الورق هو اللي يحطهم وبكل مرة تسمع صراخ البنات عليها انها
                      تستعجل باللعب .. دقايق و قالت لها امها تقوم تلبس عباتها .. لانهم ماشين بعد
                      شوي .. لبست عباتها وقعدت جوري تحارشها عند الباب الداخلي مرة تسحب
                      لها طرحتها ومرة تاخذ شنطتها .. ومن مشت امها راحت هي وراها .. خذت
                      منها ديم تشيلها .. و خلتها هي تشيل ريان اللي نام عليهم و خالد يمشي وراهم
                      شبه نايم .. مشت وعيونها على الملحق تبي تشوفه مستحيل .. ماتبي تروح هاليوم
                      وهي مالمحته .. ماعندها قدرة انها تتحمل اسبوع كامل ابد .. حاولت انها تمشي
                      بخطوات بطيئة .. وفقدت الامل اول ما وصلت الباب وهو ماطلع او حتى ترك
                      الباب مفتوح عشان تقدر تشوفه ..
                      حست انها متضايقة كثير من مصيرها اليوم وقبل ما تعاتب نفسها على رفضها
                      تروح معاه شافته واقف عند سيارته عند الباب الخلفي .. حست بارتباك ورفعت
                      ديم تشيلها زين وهي تضبط عباتها شافته يوم يكلم امها من بعيد و تمنت لو انها
                      كانت جنبها و تلمح عيونه .. سرعت خطواتها وركبت السيارة وتغطت وشافته
                      و هو ينزل له اكياس من السيارة .. قعدت تتأمله الين غاب زوله نهائيا .. بعد ما
                      تحركو راجعين للدمام .. و طول الطريق ما احتفظت بأي شي .. من هاليوم كله
                      الا صورته اللي رافقتها اخر كم دقيقة .. وهالصورة تكفيها انها تعيش بسعادة ..
                      وصلت للبيت محتفظة ببقايا فرح و احلام و امنيات لحياة تتمنى تكون افضل من
                      حياتها قبل بكل فصولها ..



                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...