سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \


    بعد ماودع اخر مريض جلس في مكتبه بإحدى غرف مستشفى الصحة النفسية ..
    مسك ملف المريض وهو يقرا تفاصيل حالته النفسية والمرضية .. تذكر اتصال
    عمته قبل اكثر من ساعة واللي اضطر وقتها انه يتجاهل اتصالها .. و يحطه على
    السايلنت حتى يكون متفرغ تماما للمريض سحب جواله وصعق من عدد الاتصالات
    الهائل .. " ٦٢ مكالمة لم يرد عليها " غمض عيونه قبل يشوف تفاصيل المكالمات ..
    وأول ماشاف ٤٧ مكالمة من عمته و ١٥ من عادل دب الخوف بقلبه وتردد كثير
    قبل يتصل عليهم .. ما أطال التفكير قبل يجيه اتصال عادل اللي خلاه يرد على
    طول : هلا عادل ..
    باغته بصوت صراخه : ويييينك من اول ماترد ؟
    لمس الخوف من نبرة صوته وردد بداخله " يارب استر .. ان شاء الله خير .. ان
    شاء الله خير" : كان عندي م ..
    قاطعه بنفس الصراخ قبل يكمل كلامه : روح للبيت الحين وخلك مع امي .. انا اذا
    مالقيت حجز بمسك خط واجيكم ..
    ما استوعب شي من اللي قاله عادل بس الأكيد ان السالفة كايدة ولا وش اللي يخلي
    عادل يجي للرياض .. كان خايف من السؤال لكن مابيده شي الا انه يسأل عشان
    يرتاح .. : ليش وش اللي صاير ؟
    عادل بصوت اهدا من قبل : دانا .. " سمعه بعدها يكلم احد عنده " زين شوف لي
    اذا في رحلة من جدة للرياض احجز لي على جدة ..
    اول ماسمع اسمها حس بخوف كبير عليها مايدري وش اللي صار لها كل اللي
    سمعه كلمات متقاطعة وعجز يعرف حلها " ماتت ؟ " نفض الأفكار من راسه
    وتكلم بخوف : وش صاير على دانا ؟
    سمع كلام كثير بعدها ما استوعب شي منه الا ان دانا اختفت وللحين محد يدري
    وينها فيه ..
    سكر منه وقام بسرعة رايح لبيت عمته .. الطريق له كان مرهق فكريا اتعب نفسه
    باحتمالات بلا نهاية صوت صياح عمته وبناتها حولها ازعجه بإذنه .. شعور مفزع
    الى حد كبير .. وصل لهم وزادت مخاوفه وهو يشوف كل دقيقة تمر تزيد من وقت
    اختفائها حاول يتماسك بكل الطرق الممكنة يبي يبين قدامهم انه الشخص اللي يعتمد
    عليه في اصعب الظروف .. مسك يد عمته يهدي رجفتها ورجفة يدينه الأكبر حتى
    لو حاول انه يخفيها : عمتي الله يخليتس اقعدي وانا بروح الحين اقدم بلاغ وان شاء
    الله بنحصله وترجع للبيت ..
    مسحت دمعتها بيدها و ناظرته برجاء : اذا دريت انه توفت تكفى لا تعلمن ..
    قطب حواجبه مستنكر كلامها : وش هالحتسي الله يهداتس ان شاء الله مابه الا العافية ..
    قاطعته وهي تصيح : اجل وراه جواله مقفل وجوال السواق بعد ؟ اكيد صايرن عليهم
    حادث ..
    قام وحب راسها : لا تشيلين هم ولا تصيحين هالحين بروح اسأل عن كل شي ..
    وطلع قبل يسمع كلام اكثر يوجع قلبه .. قبل كم شهر ما كانت له هالبنت اكثر من بنت
    عمته .. بس الحين تغير كل شي هي خطيبته حتى لو وقف النصيب مؤقتا بينهم وهي
    الانسانة اللي صار يحاول يخليها محور اهتمامه من فترة .. " اذا دريت انه توفت ..
    تكفى لا تعلمن " نفض راسه وهو يتجاهل التفكير في كلام عمته اللي زرع الخوف بقلبه
    بعد ٣ ساعات تقريبا واتصالات بين مراكز الشرطة عرف انه رمضان السواق المصري
    قدم بلاغ عن اختطافها من السيارة ..
    ورغم ان الخبر مفزع الا انه تطمن انها مازالت على قيد الحياة ..
    رجع بعدها لبيت عمته وشافها على وضع اسوأ من قبل من اول ماجلس معاها وهو
    يفهمها تفاصيل كل شي قاله لها بالجوال .. شاف بنات عمته وعيونهم متنفخة من كثر
    الصياح .. كان يحس جلسته معاهم تزيد عذابه اكثر سلم عليهم واستأذن راجع لشقته
    ماكان يبي يفكر في احتمالات سيئة كل اللي بقلبه دعوة صادقة لربي انه يحفظها ..




    /
    \
    /
    \


    هالأيام الأوضاع جديدة في القرية تغييرات كثيرة صارت بفترة قصيرة بحياتهم
    زواج نورة وسفرها .. وبعده سفر سارة للرياض وهالأيام خطبة شيخة اللي اكيد
    خلال هاليومين بيجون اهل الوليد ويتقدمون لهم رسمي .. وبيت ابو مقرن القديم
    اللي تم الاتفاق على ترميمه واستخدام غرفته الكبيرة كدار لتحفيظ القران للبنات
    والحريم اللي بالقرية .. وسوره اللي راح يبنون له سقف ويصير مكان يجتمعون
    فيه من الصباح للظهر للخياطة .. اشياء بسيطة رغم اهميتها الا انها كفيلة بتغيير
    حياتهم الى الافضل مثل مايطمحون ..
    توها داخلة على خواتها بعد ماراحت تنشر غسيلهم : اعوذ بالله من هالزهق اللي
    فيني والله اني عجزت القى شي يسليني من راحت سارة وانا ادور احد احارشه
    ضحكت شيخة على كلامها وهي تشوفها تجلس بكل قوتها : ترفقي على عمرتس
    ان شاء الله بيجيتس اللي يسليتس .. الله يجزاهن خير هالمدرسات اللي بيطلعونا
    من هالفراغ اللي نعيشه ..
    التفتت لها بابتسامة واسعة : تتسذبين على عمرتس ولا علينا ؟ انتي كلها كم شهر
    وبتروحين .. " لا حظت ان هيا مو جالسة معاهم " شيوووخ كم مرة قايلة لتس
    هيونة لا تخلونها بلحالها .. وانتي شايفة وشلون صايرة عقب روحة سارة توها
    مالها الا يومين والبنت ماوقفت صياح ..
    قبل تتكلم شيخة تكلمت حصة : انا رحت لها وقالت شوي بجيكم ما غير حابسة
    نفسها بهالبيت وماتبي تطلع ..
    موضي وهي تضبط شعرها : ماهوب بكيفها منيرة روحي لها خليها تجي غصبن
    عليها .. ولا ترى بروح لها و اتلها مع شوشتها ..
    قامت منيرة وهي تتحلطم .. لبست جلالها وراحت لبيت عمها .. دقايق وجاتهم
    معاها هيا اللي كانت اغلب وقتها ساكتة وماتتكلم رغم محاولات موضي لتلطيف
    الجو ..
    تكلمت هيا وهي تحاول انها تحبس دموعها : اول كنا نبي ناكل ونبي الدراهم نبي
    نستانس ونعيش مثل غيرنا .. وهالحين يوم تيسرت امورنا كل شي تغير .. كلن
    بيروح ومن بيقعد بهالديرة ..
    قربت منها شيخة وهي مبتسمة : اذكري الله وش هالكلام ياهيا ؟ تعترضين على
    حكمة ربتس ؟ الحمدلله هذانا عايشين ومستانسين وسارة محد طقها على يدها هي
    اللي راحت برضاها .. وان شاء الله تتيسر امورها .. باتسر الله يهونها وننشغل
    بهالخياطة ونحفظ القران ومانحس بهالضيقة وانتي تذكرين شلون يوم تروح نورة
    كلن صاح عليها بالديرة ماهوب بس حنا .. والحمدلله راكان يقول انها مستانسة
    وهذا اهم شي .. عقبها كلن ربي يسهله ..
    ناظرتها بعيون مليانة دموع : هذا حتسيك لانتس لاحقتهن كلها كم شهر وبتروحين
    للرياض .. وبقعد انا وموضي وحصة ..
    طقتها موضي على كتفها بقوة : اشوف اني مانيب مالية عينتس ..
    بعدت شيخة يد موضي عن هيا : ومن قال لتس اني ابي افارق هالديرة .. بس هذا
    النصيب ولا لو بيدي ماتركت اهلي وديرتي ..كلنا بنروح مثل اغلب بنات الديرة
    لا اعرسن يروحن للرياض .. الا اللي حظهن زين وقعدن بالديرة .. وانتي بعد كلها
    سنة وشوي ان شاء الله وتعرسين على راكان وتنسين الضيقة وسبايبها ..
    شتت نظراتها بكل مكان وهي تخفي ابتسامتها من سمعت اسمه .. مسكتها موضي
    مع كتوفها وهي تضحك : ايه الحين شقيتي البسمة من جا طاري الحبيب .. هين
    والله لاعلم راكان عليتس .. خليه يفرح هالمسكين اللي يدور الخبر الزين عندتس
    ماعمره لقاه ..
    قبصتها في فخذها وهي تهددها : ياويلتس لو قلتي له شي .. اصلا انا ارتحت من
    حتسي شيخة الحمدلله ..
    اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تشوف ارتباكها : اييييه عن التسذب بس عز الله
    انتس ماصدقتي .. ادري فيتس تحبينه وتموتين على تراب رجلينه مير خلي عنتس
    التغلي بتذبحين اخوي وهو توه ماشاف دنيا ..
    سحبتها شيخة تبعدها عن هيا وهي تضحك : الله يقطع سوالفتس ياموضي بس لا
    تموت علينا البنت الحين من الحيا شوفي وجهها وشلون قلب طماط ..
    استانست موضي انها سمعت ضحكة هيا .. وناظرت شيخة باستفهام : الا صدز
    وش اسم اللي خطبتس ..
    اختفت ضحكة شيخة وهي تصطنع عدم المبالاة : مدري عنه ..
    قربت منها وحطت يدها على خدها .. حست بالحرارة تتصاعد منه : اجل انتي
    بعد من جبنا الطاري تغير الحال .. " وبعد تفكير " تهقين عرستس متى ؟
    قامت وهي تبعد يدها عنها : قلت لتس مدري وش السالفة .. لا تقعدين تغثيني
    كل شوي تنشدين عنهم وعن العرس ..
    سحبت طرف جلالها قبل تطلع : زيييييين تعالي مانيب ناشدتس عن شي تعالي
    اقعدي بس .. " وبابتسامة خبث " الحين ماتبين الطاري وباتسر تدورين علومه
    واذكرتس ان الله احيانا ..
    سحبت الجلال وطلعت من الغرفة : ماهوب شغلتس اقول اللي ابي خليني بروح
    اقعد مع امي وخالتي ابرتس لي من سوالفتس الماصلة ..
    ضحكو كلهم وهم يشوفون موضي قايمة وراها تلحقها وشيخة رايحة ركض تبي
    تطلع من البيت ..





    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \



      من اول ماوصلت هذي اول مرة تدخل لداخل القصر .. فتحت عيونها على اتساعها
      متفاجأة وهي تتأمل فخامة هالقصر وسقفه العالي .. والثريا الكريستالية الكبيرة اللي
      تتوسط سقفه .. كل شي حولها كان غريب ومختلف عن اللي تشوفه دايم .. هي كانت
      تشوف الملحق شي اكبر من خيالها بس هالقصر شي ثاني .. شي ابد ماخطر حتى
      في بالها .. " هذا كله لها هي ورجلها والبنتين اللي عندها ؟ وحنا بيتنا كبر الغرفة
      اللي قعدوني فيها .. هذول اللي لهم الخير كله ومعيشينا على الفقر .. " صحت من
      دوامة تفكيرها على صوت ميساء اللي ترحب فيها ..
      لاحظت عليها من اول مادخلت انبهارها .. نظرات التعجب اللي ماقدرت تخفيها
      عيونها المتفاجأة وفمها اللي فاتحته بذهول تأملت هيئتها البسيطة او بالأصح الغريبة
      عليها شوي .. كانت لابسة تنورة طويلة واسعة بلون عنابي .. مع قميص باكمام
      طويلة باللون الأخضر استغربت اي ذوق هذا اللي يمزج هاللونين مع بعض بالنسبة
      لها هذا الستايل جدا غريب ومن انسانة بنظرها ماتعرف حتى اللبس شلون .. رغم
      انها بقمة كشختها الا ان ذوقها كان جدا سيء .. عكس نورة اللي لمست فيها ذوق
      عالي في تنسيق الألوان ومزج اللي تلائم بعضها .. : تفضلي ياسارة ليش واقفة ؟
      قعدت بالصوفا اللي جنبها وهي تتلفت حولها وتناظر بطقم الكنب والطاولات حتى
      الاكسسوارات اللي موزعة بكل مكان ..
      ما استنكرت حركاتها انسانة عاشت طول عمرها تشوف نفس الصور شي طبيعي
      انها تتأمل كل الصور الجديدة اللي بحياتها ماشافتها .. ماكانت تبي تحرجها بنظراتها
      رغم انها حست من تصرفاتها انها ماعندها اي مشكلة لو كانت انطباعاتها واضحة
      والكل يشوفها التفتت لها سارة على طول وهي مبتسمة : الحين كل البيوت بالرياض
      تسذا ؟
      ماقدرت تكتم ضحكتها اللي طلعت عفوية .. : انتي اقعدي بالأول واشربي عصيرك
      وانا بقول لك كل شي تبين تعرفينه ..
      خذت كاس العصير اللي صار للشغالة وقت وهي واقفة عندها تنتظرها تاخذه شربته
      كله مرة وحدة ورجعت الكاس .. : ما شاء الله بيتس حلو ..
      ابتسمت وهي تشوف نظرات الشغالة المتفاجأة لها : عيونك الحلوة حبيبتي .. هاه وش
      تبيني اقول لك ؟
      تكلمت بحماس : كل البيوت بالرياض نفس بيتس يعني ؟
      كملت بنفس الابتسامة الهادية : لا اكيد كل انسان وحسب اللي الله عطاه .. فيه ناس
      مقتدرة وتقدر تسكن بيت مثل هالبيت وفي ناس كثير يعيشون بشقق وعلى الايجار ..
      بعد تفكير طويل .. : ونورة ؟ تسكن بمثل هالبيت ؟
      فهمت كل اللي بتفكيرها وعرفت ان لهفتها ورغبتها من الاول كانت انها تبي شي
      مثل بنت عمها .. تبي تعيش نفس اللي عاشته : لا البيت اللي فيه نورة اكبر واحلى
      كانت تتكلم وهي متوقعة ردة فعلها ومن شافت نظرات التعجب عرفت ان بداخلها
      نوع من الغيرة من نصيب بنت عمها ..
      " يا الله يارب يكون عند رجلها اخو .. ولا عند رجل نورة .. والله ما اخليه يروح
      لغيري اجل اشوف هالنعيم كله وارجع للديرة .. معصي والله ما اروح لها .. "
      ابتسمت لها وهي تاخذ فنجان القهوة : ومتى اروح للشغل ؟
      بادلتها الابتسامة وهي تأشر لشغالتها تروح .. : ان شاء الله من بكرة .. بس قلت
      ابي اجلس معاك اول ونسولف واخذ علومك ..
      وعلى طول حست بحماس كبير وهي تسولف معاها ما كانت ميساء محتاجة لذكاء
      كبير حتى تعرف اللي بقلب سارة كله .. لانها انسانة شفافة ماتقدر تخفي مشاعرها
      ابد .. كل شي كان واضح بانفعلاتها واجاباتها بداخلها رغبة ملحة انها تعيش نفس
      اللي هم يعيشونه .. راح تحاول بكل الطرق الممكنة .. ولو انها تحس اخلاقها ممكن
      تمنعها من الوقوع في الغلط .. او ممكن بلحظة تهور تتمرد على كل شي اذا كان هذا
      هو السبيل الوحيد لنيل مبتغاها .. هالجلسة زرعت بداخلها حرص اكبر انها تنتبه لها
      وتحذر منها لان حماسها اللي تشوفه ابد ماله حدود ..
      قبل مايجي فيصل قامت سارة راجعة للملحق واول مادخلت شافت محمد قاعد عند
      التلفزيون ويقلب بالقنوات بلا توقف .. جلست جنبه وتكلمت بنفس الحماس : فاتك
      نص عمرك ماشفت النعيم اللي يعيشون فيها ياويل قلبتس يالسوري عز الله ماعشنا
      قبل ولا عرفنا طعم للسعادة ..
      علا محمد الصوت وهو يتجاهل كلامها .. قامت وسكرته : هيييه انت احاتسيك انا
      مانيب طوفة تسفهني ..
      التفت لها وهو متنرفز منها : وش تبيني اسوي والله لو احفر الأرض تحتي ماجبت
      مثلهم الله اللي قسم الارزاق .. خليني اخلص دراستي بالأول وعقب نفكر بالشغل ..
      " واول ماتذكر يومه الدراسي " اي صدز يالسوري والله اني بغيت اصيح اليوم
      بالمدرسة .. الظاهر ان عيال الرياض كلهم بمدرستنا .. تصدقين ان عيال فصلنا
      كثر عيال المدرسة بالديرة ..
      ناظرته متفاجأة : احلف ؟
      تربع على الارض وقعد يسولف لها عن يومه الدراسي الاول .. كانت تسمع له
      وهي مستمتعة بحياتها الجديدة وكل تفكيرها ببكرة اللي راح تداوم فيه .. وبتروح
      لنورة وتشوف القصر اللي تعيش فيه وشلون عايشة ..




      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \



        كان متنرفز وواصل حده من برودهم الى الان والتحقيقات مجهولة ومحد يعرف
        وين اختفت فيه او مع مين طلعت تكلم مع المدير بعصبية : قلت لك كل التحقيقات
        مع اهلها تقول انها مستحيل تطلع لحالها .. البنت ماتعرف احد ولا تعرف حتى
        الشوارع يعني فيه احد مطلعها اكيد ..
        كان مستغرب عصبيته في هالموضوع بالذات : يعني مين اللي راح يطلعها من
        المستشفى وكل كاميرات المراقبة على مخارج المستشفى ماكان فيها اي حركة تثير
        الشبهة ..
        قاطعه على طول : الممرضات اللي اشرفو على حالتها بهذيك الليلة نجوى وامال
        و كاتي .. ولو اني استعبد الممرضة الفلبينية لانها ماراح تعرف تتفاهم معاها هذا
        اول احتمال .. والاحتمال الثاني اهل المريضة اللي معاها بنفس الغرفة .. يمكن
        تكلمت لاحد فيهم وساعدها على الهروب ..
        هز راسه بالنفي : هذا كله مو بيدنا احنا الحين خاضعين للتحقيق مثل الكل ..
        ضرب على المكتب بعصبية : مو بيدك؟ مو انت مدير هالمستشفى ولا اذا صارات
        مصيبة كل واحد يخلي مسئوليته ويرميها على الثاني ..
        وقف وهو معصب : لو سمحت احترم نفسك ولا ترفع صوتك علي .. انا مديرك
        ولازم تحترمني ..
        قبض يده بقوة وهو يحاول يمسك اعصابه : اجل وش اسوي كل مارحت سألت
        احد قال مادري وشوف غيري .. حتى الممرضات كل وحدة ترميها على الثانية
        تحرك من مكانه ووقف قباله : وانت ليش مهتم لهالدرجة اهل المريضة ومبلغين
        عن اختفائها .. والتحقيق للحين مستمر ..
        اكتفى بالصمت وهو يفكر بكل الاحتمالات اللي ممكن توصلهم لها وكمل المدير
        تساؤله : البنت يعني تعرفها ؟ ولا تعرفت عليها بالمستشفى ؟
        حس بوقاحة سؤاله وابتسم بكل هدوء : ايه البنت تهمني بس مو مثل ما تظن انت
        " وباستهزاء " كلا يرى الناس بعين طبعه ..
        قام طالع من مكتبه وهو يحاول يضبط اعصابه مثل هالامور يسمعها كثير من
        خلال شغله وابد مايهتم بهالامور همه كله انه يلاقيها ويوصلها لامها .. من اليوم
        اللي سمع فيه معاناتها .. وهو بداخله اصرار انه يوصلهم لبعض .. حتى لو كانت
        هالمهمة شبه مستحيلة ..
        كان مستغرب الوضع اللي يعيشه هو وصاحبه .. كان يسمع عن حالات الاختفاء
        بس كان يحس في الأمر مبالغة وفبركة جرايد لكن ديما ودانا اثبتت له ان الواقع
        فيه صور ربما اكثر قسوة حتى لو كنا نجهلها ..
        راح لمكتبه واخذ كل الاغراض اللي يحتاج لها وطلع راجع للشقة توقع انه ماراح
        يلقاه واكيد انه طالع لبيت عمته او اي مكان ممكن يلاقيها فيه .. بس تفاجأ يوم
        شافه قاعد بالشقة ومبين عليه الضيقة وكأن هموم الدنيا كلها على راسه : السلام
        عليكم ..
        انتبه من سرحانة ورد عليه السلام .. وقام يبي يطلع من الشقة بس متعب مسكه
        من يده قبل يطلع : وين رايح ؟
        وقف مكانه يناظره : والله مادري وين اروح .. لا رحت عند عمتي وبناته يضيق
        صدري من صياحهن .. ولا رحت اسأل وش اللي صاير يقولون التحقيقات جارية
        حاول متعب انه يخليه يقعد معاه بالشقة ومايطلع الحين : زين اقعد الحين ..
        كان واقف مكانه وهو يناظر متعب .. : والله مدري من الغلطان .. انا قايل لعمتي انا
        اوديهن واجيبهن بس هي مارضت الله يصلحه تقول نكلف عليك وش كلافته هاللي
        اخرته البنت انخطفت ..
        جلس أشر له يجلس معاه : واخوها وش مسوي ؟
        زم شفايفه بتعب : اخو واخته انخطفت وش تبيه يسوي بعد ؟ ضايقة الدنيا فيه والله
        اني عجزت اهون الامور عليه .. البلا لهالحين ماندري من اللي له مصلحة يخطفه ..
        اسند راسه للخلف بتعب .. طال الصمت بينهم وغرقو الاثنين ببحر افكارهم .. قطع
        هالصمت تساؤل متعب : من اللي له مصلحة ؟
        فتح عينه وطالعه ينتظره يكمل كلامه .. وكمل متعب بدون تردد : اكيد ابوها مايبيها
        تتزوجك .. ويبيهم يرجعون للبيت ..
        قام على طول من سمع هالكلام : وانا وييييييين ماجت هالفكرة ببالي ؟ اكيد هو والله
        محد غيره بياخذه ..
        وطلع على طول قبل مايكمل متعب نقاشه معاه .. ابتسم في خاطره وهو متوقع انه
        اكيد بيروح بيت عمته " الله يطمن قلبهم عليها ويطمن قلب خالتي على ديما يارب "
        مسح بيده على وجهه وقام يتوضى ويصلي العشا في المسجد ..





        /
        \
        /
        \



        صوت صراخة كان عالي وهو يهدد ويتوعد انه بياخذ بحق بنته من اللي خطفها
        مثل عليهم تفاجأه من الأمر وحمل كل المسئولية على امها اللي طلعت من البيت
        تاركة بناتها عرضة لمخاطر الحياة ابتسم بخاطرة وهو يشوف فرقة البحت تطلع
        من القصر خالية الوفاض .. : مالقينا احد بالبيت ..
        التفت الضابط لأبو عادل وهو يمد يده يسلم عليه : اسفين على الازعاج جينا اليوم
        تلبية للبلاغ اللي جانا ..
        ناظره بغرور وتكلم : هالمرة بس سمحت لكم تدخلون بيتي لاني ابي اثبت لكم ان
        امها هي السبب في ضياعها باهمالها .. وعشان تثبتون للمحكمة انها مو كفؤ تربي
        بناتي وولدي الصغير عندها .. " وكمل بخبث " انا الحين اللي برفع دعوى ترجع
        لي عيالي للبيت مادام الأم ماقدرت تحميهم ..
        الكل كان ملتزم الصمت .. يزيد كان متأكد انه هو اللي خطفها بس وين وداها كان
        واضح عليه التمثيل والكذب حتى عادل اللي عمره ماحس باهتمام ابوه لا بسمعتهم
        ولا حتى فيهم ما اقنعه هالغضب المفاجيء اللي يكسي ملامحه ..
        وقبل مايتحرك راجع للبيت استوقفه ابوه وهو يهدده : روح قول لامك والله لادفعها
        الثمن غالي .. مليون مرة قلت لها لا تترك البيت وتروح بس هي ماتسمع الكلام ..
        خواتك ونادر راح يجون عندي بأمر المحكمة انا اللي بحميهم من انهم يضيعون
        بهالشوارع ..
        ضحك يزيد بأعلى صوته وهو يصفق له : ماشاء الله تبارك الله ممثل بارع تصدق
        انا كنت خايف عليه بس الحين تأكدت انه عندك .. ولعبت لعبتك صح .. اجل مسوي
        خايف عليه ؟ وقلبك متقطع ؟
        قرب منه وسحبه من ثوبه : مو علي هالحركات يا شاطر مسوين هالمشاكل كلها
        تبون تلبسوني التهمة وتتزوجها .. بس تخسي ما تاخذها ..
        دفه يبعده عنها وهو ينفض ثيابه بتقزز : مايخسي الا انت ودانا باخذه غصبن عليك
        انا ابيه وهي تبيني ..
        سحبه عادل ودخله في السيارة قبل تكبر المشكلة .. وتجاهل كلام ابوه اللي يسمعه
        مهما كان اللي بقلبه مايقدر يقول لابوه شي .. راح ينتظر الأيام تبين لهم الخافي
        كله ..
        رجعو اثنينهم لبيت ام عادل بخفي حنين ونظرات الأمل اللي بعيونهم اختفت بمجرد
        ماشافو لمحة خيبة الأمل اللي ظاهرة عليهم .. كان عادل يحس بقهر كبير كيف
        انه هو اختار يتحمل مسئوليتهم وفشل من اول تجربة .. رغم انه كان متأكد من
        كل شي انقال انه ابوه اللي اخذها واكيد مخبيها بمكان بعيد عشان يبعد الشبهة عنه
        اللي ماعرفوه ان ابو عادل من اول ما جا له اتصال انهم مقدمين شكوى عليه على
        طول ارسلها مع صديقه الى شقته وقدر بكل سهولة انه يمثل عليهم تمثيليته العظيمة
        عشان يوصل لاهدافه اللي هو يطمح لها بالأخير ..
        ام عادل اللي من راحت بنتها ودمعتها ماوقفت .. بحياتها لحظات السعادة معدودة
        عاشت مع هالظالم سنوات طويلة اجبرتها تتحمل كل ويلاته عشان عيالها ويوم
        قررت تتحرر من سجنه وقيوده وتعيش حياتها مستقلة عنه .. حاصرتها مصاعب
        اكبر من قبل . وطلعت لها مشاكل اعظم من اللي كانت تواجهها الحين هي مهددة
        انها تفقدهم كلهم لو كسب ابوهم الدعوى اللي بيرفعها .. هذا معناه مالها اي حق
        انها تطالب فيهم او تعيش معاهم الا اذا رضت ترجع تعيش معاه رغم كل العيوب
        اللي فيه واللي ادمت قلبها ..
        قامت تصلي لربها القيام اللي اعتادت من فترة تصليه .. رغبة منها في التقرب
        لخالقها تبي تحس بالطمأنينة والراحة اللي فقدتها في دنيتها ..




        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \



          كانو ثنتينهم طايرين من الفرح بهاليوم اللي جمعهم .. كل اللي بالبيت لاحظو
          شخصيتها النقيض جدا لشخصية نورة كان واضح انها مندفعة ومنطلقة للحياة
          جريئة وتفرض وجودها بالقوة ..
          نورة ماكان يهمها شي كثر انها تشوف بنت عمها وتحس احد من مجتمعها اللي
          عاشت بوسطه سنوات طويلة معاها الحين كانت فرحتها فيها تتجاوز اي فرحة
          واحساس السعادة اللي يغمرها منسيها اي تفكير ثاني ..
          رسيل اللي تعبت نفسيتها من يوم اختفاء دانا ماكانت ناقصة احد من هالديرة اللي
          ماتحبها يجي ويضيق خلقها اكثر ..
          وام طلال بعد ماسلمت عليها وضيفتها .. قامت هي وميساء وسما يبونها تاخذ
          راحتها مع بنت عمها ..
          سارة من اول ماشافتهم طلعو نطت وقعدت جنب نورة : وش هالزين كله يالنوري
          لعنبو ابليستس متغيرة بغيرتس ..
          ضحكت وحطت يدها على فمها : وش اللي متغير فيني يالنصابة ما غير شعري
          اللي قصيته ولا انا اللي على خبرتس ما تغير شي ..
          مسكت شعر نورة وبدت تناثر خصلاته بتعجب : مو بس شعرتس حتى وجهتس
          ووزنتس زايد .. " وناظرتها بتمعن " الا والله سمنتي .. بانت فيتس النعمة وربي ..
          التفتت وراها وقامت بسرعة تسكر الباب : اسكتي لا تفضحينا .. هالحين بيقولون
          ماشافو خير ..
          ضحكت وهي تاكل الحلى بشراهة : ايه والله ماشفنا خير .. " وغصت بلقمتها
          وصارت تكح "
          قربت لها نورة كاس الموية وهي تضحك : الحمدلله اللي ربي جابتس للرياض
          قبل تعرسين ولا لو ماخذتن واحدن منهم بتفضحينا اجل هذي سواة يابنت عمي
          شوي شوي على عمرتس ماهوب طاير الأكل ..
          سحبت صحن نورة تبي تاكله .. : يازينه يانورة والله بحياتي ماذقت مثله .. كل
          يوم تاكلونه ؟
          سحبت منها الصحن وهي تبعدها بيدها : مرجوجة انتي ؟ اركدي خليني اقعد معتس
          زين واخذ علومتس .. عيب تخلصين هالصحون كلها هم ماياكلون الا شوي
          قعدت تضرب على خدها وهي تزم شفايفها : متعودين يشوفونه كل يوم الين تبطرو
          على النعمة مو مثلنا حنا الضعوف اللي ندور اللقمة مانلقاها ..
          انقهرت من كلامها وقالت بزعل : سويرة من اول ماقعدتي وهذي سوالفتس وانا
          اللي ولهت عليتس وفرحانة ببنت عمي اللي بتونسني وتوسع خاطري ومن اصبحت
          وانا غاثتهم بضيفتي اللي بتجيني ..
          مسحت فمها بيدها وبلعت لقمتها : خلاص لا تزعلين والله اني مشتاقة لتس وابي
          اسولف لتس واعرف اخبارتس بس هالرجة لا بد منها بالأول .. يالله قولي وش
          عندتس ؟ ...
          وقبل تتكلم نورة تذكرت سارة : اييييه صح رجلتس كم عنده اخو ؟
          ضحكت نورة وحطت يدينها على وجهها : يارب صبرني .. تطمني ماعنده
          الا واحد وكبر محمد او اكبر بسنة يعني لا تفكيرن بالعرس من هالبيت ..
          غمزت بعينها تمازحها : اجل مالي الا رجلتس ..
          قطبت على طول وتكلمت بعصبية : بعيد عنتس رجلي .. عويذ الله منتس ياسويرة
          والله لا ذبحتس لو قربتي لرجلي ..
          ضحكت بأعلى صوتها ورجعت على ورى وهي تمسك بطنها من كثر الضحك
          على شكل نورة : يمه بطني .. هذي اللي ماتبي العرس اول .. اجل طحتي ومحد
          سمى عليتس والله ..
          توردت خدودها من كلام سارة .. وحاولت تخفي خجلها خلف عصبيتها المصطنعة
          وهي تقول : وش دخلتس وش اللي بيني وبين رجلي .. هذا شي فيني من الله اللي
          لي مابي احد يقرب منه ..
          كملت جلستها معاها اللي ماخلت من استفزازات سارة اللي تمتصها نورة بكل هدوء
          وعقلانية ممكنة .. بعد ماتعشت معاها ودعتها وطلعت نورة لجناحها كانت مستانسة
          بشوفتها لكن بقلبها خوف كبير عليها من حماسها لهالحياة .. استغربت من هالفرحة
          اللي تشوفها بعيون سارة .. الى هالحين تحس كل سعادة في الدنيا ماتساوي لحظاتها
          اللي عاشتها وسط اهلها .. ومن جا طاريهم نزلت دمعتها على طول .. كثر ماتحاول
          تشغل تفكيرها اوقات حنينها يتجاوز حدود احتمالها .. وهالشي مو بيدها محد بالدنيا
          بيعوضها عن اهلها ..
          ريحة عطره ولمسة يده على كتفها خلتها ترفع راسها وتشوفه لمحت ابتسامته اللي
          اختفت اول ماشاف دمعتها رفع يده ومسح دمعتها وهو يناظرها : من اللي مزعلك؟
          ابتسمت له وهي تستجمع قوتها محاولة انها تخفي حنينها اللي يفتك فيها : اشتقت
          لأهلي .. ودي اشوفهم ..
          كان مركز نظره بعيونها شاف الدموع رجعت تتجمع فيها من طرت اهلها .. : وش
          بعد ؟
          نزلت راسها تحبس دموعها لا تنزل : ودي اكون معهم يوم يجون اهل المعرس اللي
          جاي لشيخة ..
          رفع راسها وهو مازال يتأملها : متى بيروحون لهم ؟
          تقوست شفايفها ونزلت دمعتها على خدها وهي تشوف نظراته لها .. : يوم الاربعاء
          بعد باتسر يعني ..
          ابتسم لها ومسك يدينها : خلاص اجل بتستقلبينهم مع اهلك ..
          هالمرة نزلت دموعها بلا توقف سحبت يدها وحطتها على فمها وهي مو مصدقة
          للحين اللي قاله لها : احلف بالله انك بتوديني لهم ..
          شي بقلبه حسه بوقتها وهو يشوف انفعالاتها كل شي يظهر على وجهها بكل وضوح
          حزنها ولهفتها اللي من شوي وفرحتها اللي طغت على ملامحها الحين : ان شاء الله
          باخذك لهم من الصباح بعد بكرة .. بس من الحين اعلمك بترجعين معاي .. مو اذا
          صرنا هناك قلتي روح انت وانا بقعد عندهم ..
          فرحتها بهالوقت ماخلتها تعترض على كلامه هي تبي شوفتهم حتى لو كانت هالشوفة
          لساعات معدودة يكفيها بس انها تكون معاهم رمت نفسها بحضنه وهي تحس بامتنان
          كبير له انه زرع هالفرحة بقلبها .. لف يدينه حولها وحضنها بقوة وهو يحس برضى
          كبير عن نفسه انه قدر ينتشلها من حزنها للفرح بثواني ..




          /
          \
          /
          \

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            /
            \
            /
            \



            جالسة عنده وتهتم فيه من اول ماطاح عليهم .. رغم انه اكثر من مرة يقول لهم
            انه طيب وارتفاع الضغط ما اثر عليه ابد .. كانت طول الوقت تردد على مسامعه
            انها المظلومة اللي قذفوها في عرضها وان اختها ديما تبلتها ببلاويها واللي ساعدها
            وقفة امها معاها .. واللي زادت السم اكثر بكلامها اللي صارت تردده معاه بعد ما
            قدرت منال تقنعها ان كل الكلام اللي انقال في حقها كذب ..
            مثل كل مرة تطلع نفسها من كل مشكلة بأسلوبها الخبيث وخبرتها في هالطريق
            وهالحين بعد ما جا صلاح وتكلمو اهله مستحيل تخلي ديما او فيصل يخربون عليها
            هالحياة اللي تمنتها من زمان ..
            صار لها فترة وهي تعد الأيام تبي ابوها يقوم بالسلامة وتتم خطبتها وملكتها مثل
            ما تتمنى .. ناظرته وهو يتحرك ويحاول انه يقوم .. وبعد اكثر من محاولة رفع
            نفسه ..
            قبل يقوم مسكت فيه : يبه الله يهداك وين بتروح وانت بهالحالة ؟ " وبخبث " الله
            لا يوفقها اللي رمت علينا بلاويها ومدري وين طست .. عسى الله ياخذ عمرها
            ويفكنا منها ومن فضايحها ..
            طنش كلامها اللي يسمعه وقام على طول كان كل شي يسمعه يزيد الألم اللي بداخله
            اكثر من قبل .. هالبنت وامها كانو سبب كل المصايب والمشاكل اللي تصير له ..
            مسك راسه بيدينه وقعد بعد مافقد توازنه : اسكتي انتي ولا كلمة .. لا تزيدين اللي
            بقلبي .. عساه يجيني خبرها اليوم قبل بكرة ..
            مسكته من يده وخلته يتمدد على سريره .. : ارتاح يبه ولا تتعب نفسك .. ان شاء
            الله كلنا بنرتاح منها ..
            يوم شافته مستسلم لها قامت له وغطته .. وطلعت بعدها للصالة تقعد مع امها وهي
            متضايقة : يمه ابوي رجع له مرضه اللي كل سنة يجيه لونه مصفر ويعرق كثير
            تكلمت بلا مبالاة : ماعليك فيه كلها فترة ويرجع مافيه الا العافية .. قومي نروح
            السوق نتقضى ملكة حنين قربت وانا ناقصني كذا حاجة .. عقبالك ان شاء الله افرح
            فيك قريب ..
            فزت فرحانة من مكانها .. وتكلمت وهي تقوم : زين بروح الحين .. وين مروى ؟
            قامت هي الثانية تلبس عباتها : اكيد بتقول نفس الكلام اللي دايم تقوله انتو فاضين
            وابوي مريض وديما ضايعة .. عسى الله لا يردها خلينا نخلص مقاضينا ابي افرح
            في حنين واقهر لطيفة الله لا يوفقها ..
            طلعت غيرت ملابسها ولبست وتكحلت .. ومثل كل مرة تعطرت ولبست عباتها
            ونزلت بتروح السوق هي وامها وخالتها ..
            كان هذا حالهم دايم كل واحد فيهم عايش حياته بلا مبالاة حتى طارق اللي اختفى
            رجع لهم بعد ما اقنع ابوه انه طقها دفاع عن الشرف واسقطت التهمة اللي عليه
            بكل سهولة ..
            كل واحد فيهم غارق في ملذاته مهما اختلفت يمكن اقلهم فجور معاذ .. اما مروى
            فكانت تابعة للكل في مشاعرها وانفعالاتها تحب مع من يحب وتكره مع اللي يكره
            حتى في الفرح والحزن تابعة لهم ..
            مرو حنين ونزلو للسوق كانت اشكالهم كلها فتنة للنظر حتى امهم اللي ماكانت
            تهتم بأمر الستر رغم كبر سنها ..
            وما خلا هاليوم من عاداتهم بكل مرة يروحون فيها للسوق .. معاكسات والتمتع
            بكلمات الاعجاب اللي تتردد على مسامعهم .. وحنين اللي ماتقصر وتاخذ رقم كل
            واحد يعجبها ..
            مشو ثنتينهم رايحين لأم طارق اللي قعدت تنتظرهم وهم رايحين يكملون مقاضيهم
            ومعاكساتهم اللي ادمنو عليها .. بعد ما سكرت اغلب المحلات ابوابها طلعو محملين
            بأكياس كثيرة وذنوب اكثر ..




            /
            \
            /
            \

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              /
              \
              /
              \


              الطريق بالنسبة لها شوق ولهفة فرحة ماقدرت توصفها .. لاحظ عليها انطلاقها في
              السوالف كانت طريقتها في الكلام وحركاتها توحي له انها تعيش بقمة فرحتها كل
              شوي كان يلتفت لها وهي تسولف كان يضحك بخاطره عليها ماسولفت طول الفترة
              اللي عاشوها مع بعض كثر هالسوالف اللي قالتهم بالطريق .. مد يده ومسك يدها ..
              ارتبكت على طول وناظرته .. كانت مندفعة بالسوالف ومو حاسة بنفسها ابد قالت
              وهي تحس بخجل فظيع : ازعجتك ؟
              ابتسم لها وناظر الطريق : لا بالعكس عرفت عنك اللي ماعرفته بالأيام اللي راحت
              كلها ..
              تأملت شكله وهو لابس النظارة الشمسية ومو قادرة تعرف وين يطالع بالضبط رغم
              انه اوقات كان يلتفت لها بس ماتدري ليش كانت تحس انه يسترق النظرات لها بين
              اللحظة والثانية : وش اللي عرفته ؟
              لأول مرة يتكلم معاها بهالوضوح وبدون غموضه اللي اعتادته تكلم بكل اللي بقلبه
              وكل اللي كان يشوفه فيها قبل وتأكد منه هاللحظة : عرفت انك اطيب قلب بهالدينا
              وانك حلوة وجميلة بس اللي بداخلك اجمل من اني اقدر اوصفه .. وعيونك تفضح
              مشاعرك حتى لو كتمتيها بقلبك وماتكلمتي ..
              نزلت راسها وهي تسمع كلامه ماكانت تدري اذا هو فهم عليها بهذيك الليلة او لا بس
              من كلامه حست انه ممكن يكون عرف اللي بخاطرها .. كمل بدون مايناظرها رغم
              انه حس بانفعالاتها بحركة يدينها اللي تمسك الباب كل شوي : ماتعرفين تجاملين ابد
              بمشاعرك .. واهم صفة انك قوية .. وخجولة بعد ..
              التفتت له وسألته : وش اللي تشوفه بعيوني ؟
              هدا سرعته شوي وناظرها .. ابتسم وهو مركز نظره على عيونها : تحبين ..
              رفت رموشها توتر من كلمته وناظرت على يمينها وهي تتجاهل كلامه اللي سمعته
              ماكانت تدري ابد ان مشاعرها تفضحها .. وهالحب اللي انولد بقلبها شافه بعيونها ..
              ابتسم على توترها .. وكان يبي يزيد هالتوتر اكثر : صح علي ؟
              ضغطت على شنطتها بقوة ونزلت راسها : وشو اللي صح ؟
              كتم ضحكته وهو يسمع نبرة صوتها المرتجفة : تحبين ؟
              حست بهاللحظة انه يبي يزيد احراجها .. تعرفه لا تعمد يحرجها يقول كلامه ويضغط
              على الحروف يبيها تنتبه لكل حرف يقوله ..
              حست بالحرارة بوجهها وهي تقاوم نظراته اللي يركزها بين فترة والثانية عليها لفت
              عليه وهي تحاول تكون قوية بهاللحظة : طلال انتبه للطريق ولا حقين على السوالف
              بعدين ..
              سحب يدها وباسها وهو يضحك : هالمرة بس بعديها لك مابي اخرب فرحتك باهلك
              بس مرة ثانية اذا سألتك تجاوبيني ..
              هزت راسها بإيه وهي تحس بامتنان انه انقذها من هالموقف اللي حطها فيه .. اول
              ماقربو من ديرتهم التفت لها وهي يشوف عيونها تلمع بالدموع اول ماظهرت لهم
              بيوت الديرة .. كان السكوت بهاللحظة ابلغ من اي كلام .. يبي يشوف كل شي يصير
              بنفسه كل مشاعرها البريئة اللي يستمتع في متابعتها ..
              من قربو على بيتهم شاف العيال اللي طالعين من مدارسهم وهم رايحين يركضون
              لبيت ابو راكان ..
              ضحكت وهي تمسح دموعها وكل واحد من هالعيال تعرفه وتعرف اسمه من فرحتها
              فيهم كانت تحس انها ودها تنزل لهم وتحضنهم كلهم .. شافت امها وخواتها اللي وقفو
              عند باب البيت يناظرونها حست انها ودها تطير من مكانها لهم اول ماوقف السيارة
              نزلت على طول ورمت نفسها بحضن امها تصيح .. شاف خواتها وكل وحدة فيهم
              تبي تضمها .. حرك السيارة شوي عن الباب يبيهم ياخذون راحتهم وقعد مكانه يتأمل
              الديرة بناسها ..
              كانت ضامتهم وهي تصيح ومن سمعت صوت ابوها اللي يناديها ركضت له على
              طول .. مسكت يده وحبتها وحبت راسها .. وبلحظة فاض فيها الشوق وصاحت
              بحضنه لف يدينه عليها وهو ضامها وتجمعو حولها وهم فرحانين فيها .. دقايق
              وجاهم سلمان يركض ووراه خالتهم وهيا اللي من سمعو انها جات جو لهم على طول
              وقفت بعدين وهي تمسح دموعها : يمه خلينا نروح ببيت خالتي ابي طلال يجي عند
              ابوي يسلم عليه ويقعد معه .. بنمشي بعد المغرب ..
              قامو كلهم رايحين لبيت خالتهم ورجعت هي لبست برقعها وطلعت له .. فتحت باب
              السيارة وشالت كل الاكياس اللي جابتها لاهلها ونزل هو ينزل لهم كل الاغراض
              اللي جابها لهم ..
              ناظرته نورة متفاجأة ماكانت تدري باللي مجهزة وجايبة لاهلها كانت اشياء بسيطة
              الا انها تلبي احتياجاتهم والأهم من هذا كله انه كبر بعينها دخل سلم على ابو راكان
              وقعد معاه ..
              وراحت هي لبيت خالتها بيطبخون كبسة من اللحم اللي جابه طلال لهم .. كانت
              فرحانة فيهم وهم فرحانين فيها .. بعد الغدى قعدو يستعدون لاستقبال ضيوفهم
              اللي بيجون بعد العصر اكيد .. شالت واحد من الأكياس ومدته لشيخة : قومي البسيه
              هذا اللي جبته لتس ..
              خذت الكيس فرحانة وهي تشوف الطقم اللي اختارته لها نورة وسما يوم يروحون
              السوق .. بعدها مدت لكل وحدة من خواتها طقمها الجديد لهاليوم .. قامو بعدها
              كل وحدة فيهم تتسبح وتلبس .. رتبو البيت ونظفوه وطلعت من شنطتها كسرة
              عود وراحت تبخر فيها ابوها وطلال .. مسكت المبخرة القديمة بيدها ولبست
              جلالها رايحة لبيتهم .. كان متمدد بعد الغدى وماخذ له غفوة وسمع صوتها وهي
              تكلم ابوها بهمس فتح عيونه وناظرها قام على طول وهو يناظر ساعته : اذن
              العصر ؟
              قبل ماتتكلم تكلم ابوها : ايه توه مذن .. الحق الصلاة في المسجد ياولدي ..
              حطت المبخرة على جنب وهي تقرب الموية من ابوها تبيه يتوضى .. وقام هو
              يبي يتوضى اشرت له على الحمام ( تكرمون )
              اول ماطلع مشت معاه للباب : هذا هو المسجد ..
              طقها على يدها طقة خفيفة وهو يصطنع الصرامة : ادخلي لاحد يشوفك ..
              ضحكت وهي راجعة لابوها اللي شافته يصلي .. انتظرته لحد ماخلص صلاته
              وقربت منه لبسته بشته وبدت تبخره وهي تذكر الله وقبل تطلع مع الباب صادفها
              وهو داخل : وانا يعني مالي نصيب ..
              طاح جلالها اللي لافته على شعرها ونزلت خصلات شعرها القصيرة على وجهها
              وهي مبتسمة له : تستاهل الخير كله بعد بس تكفى لا تحرجني قدام ابوي طلبتك
              كان وده يضحك على طلبها كان يبين احراجها من وجودها معاه بنفس المكان عند
              ابوها ..
              وخر عنها وشافها وهي ترفع جلالها وتتغطى فيه رايحة لبيت عمها .. ما اطالو
              الانتظار قبل ماتجيهم البشائر بوصول راكان وضيوفه معاه .. كالعادة استقبلهم
              ابو راكان في المكان اللي يجلس فيه بعد كل صلاة عصر .. ودخلو الحريم لبيت
              ام محمد تمت الخطبة الرسمية كل شي صار بسهولة بعد ما اعلنت شيخة موافقتها
              النهائية .. وتم تحديد الزواج بعد شهرين بالضبط ..
              شيخة اللي كانت متخوفة من هالموقف من شافت امه وخواته ارتاحت لهم كثير
              ناس يرتاح لهم القلب من اول نظرة .. حتى سوالفهم وكلامهم تدخل القلب هالشي
              خلاها تتطمن على مستقبلها معاه وهي تتمنى انه مثل هالناس اللي سحروها بطيبتهم
              حتى هي جلست تسولف معاهم وخذت راحتها .. كانت تشوف بعيون كل البنات
              فرحتهم فيها ..
              ام راكان هالمرة فرحتها فيها غير .. لان شيخة بنظرها تعذبت كثير وتستحق بعد
              هالتعب انها تعيش بسعادة وجلستها اليوم مع اهل الوليد زرع بداخلها تفاؤل كبير
              بعد مامشو كلهم الا راكان وبعد ماودعتهم نورة بدموعها اللي استقبلوها فيها نام
              الكل بفرحة كبيرة ..



              /
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد


                /
                \
                /
                \



                قام وهو معصب من كلامه اكثر من مرة يردد على مسامعه نفس الكلام بس
                للحين هو مصر على موقفه اللي مايبي يغيره : قلت لك بنات عمي مابي اخذ
                منهم .. ومابي اتزوج الا اللي انا اخترتها ..
                ورغم ان هالنقاش يتكرر اكثر من مرة الا انه مستحيل بقناعة نفسه يتنازل عن
                كلمته اللي قالها اكثر من مرة : بدو ما ازوجك منهم لو تحب السما .. شوف بنات
                عمانك ولا خوالك لك اللي تبي .. غيره هالكلام ماعندي ..
                وقف عند الباب وهو طالع من المجلس : ومن قال لك اني ابي اتزوج .. خلاص
                انا عفت الزواج وطاريه .. وسكر الباب بكل قوته وهو طالع .. شاف امه قاعدة
                بالصالة وماسكة السماعة ومن شافته طالع معصب سكرت السماعة ولحقته تبي
                تكلمه : نايف تعال يمه وين رايح وانت بهالحالة ؟
                لف عليها وتكلم بنفس العصبية : الحين هو ليش مايقدر موقفي ليش مايتنازل عن
                هالعادات اللي ضرتنا مانفعتنا .. انا والله كنت اقول انه زواج اتزوجها هي ولا
                اتزوج غيرها اللي ربي كاتب لي نصيب معاها انا راضي فيه بس انه يبيني اخذ
                من بنات عماني غصب لا والله ما اخذ ولا وحدة فيهم انا ارضيته بالأولى ما اقدر
                ارضيه بهذي النفس وماتهوى .. وانا من الله ما اواطنهم ..
                قربت منه تحاول تهديه : زين وانا امك اقعد شوي وخلني افهمك كل شي ابوك
                وتعرفه عنيد وراسه يابس واللي براسه يسويه .. ولا تخاف بنات عمك اذا ماتبي
                تاخذ وحدة فيهم محد جابرك عليهم حتى لو تكلم وهو معصب بالاخير ماهوب
                غاصبك ياولدي .. ومن اللي ينغصب بهالزمن .. البنت ماعاد احد يغصبها شلون
                الرجال .. هو يقول لك هالكلام يبي يضغط عليك بس ..
                جلس وهو يشوف بعيونها خوفها عليه .. : اجل كلميه حاولي تغيرين رايه يمه
                تراه تعبني وهو مايسمع لي ..
                ترددت قبل تتكلم .. : البنت اللي انت تبيها رافضها .. ومايبي حتى اي كلام في
                الموضوع .. انت لين راسك شوي وخلني ادور لك وحدة تناسبك ..
                قام يبي يطلع من البيت : يمه واللي يسلمك قفلو على سالفة الزواج كلها مابي
                اتزوج الحين ولا ابي احد يجيب طاري الزواج عندي مثل ماجيتكم بنفسي وقلت
                ابي اتزوج .. الحين اقول لك خليني براحتي الين يجي ببالي ..
                وطلع من عندها بكل هدوء .. قعدت مكانها وهي تدعي بأعلي صوتها تبيه يسمع
                دعوتها : يالله يارب انك تهديه وتصلحه ..
                وتمتمت بداخلها " الأبو وولده كل واحد فيهم راسه ايبس من الثاني الله بس يعينني
                عليهم "
                اما هو كان يعيش بصراعات مختلفة من صار اللي صار وطريق القرية اصبح
                بالنسبة له سكين يمشي على اسنانها يوميا الى ان يحين موعد ذبحه ماكان متمسك
                فيها لدرجة كبيرة لكن بعد مافقدها حس انه يبيها اكثر من قبل مايدري ليه يراوده
                احساس انه حتى لو رجع لها بيوم ماراح ترضى فيه لانه خذلها ..
                نفسه بس تكون عنده فرصة يفهمها كل اللي بقلبه ويشرح لها كل ظروفه يمكن
                تعذره .. يمكن تلقى من بين اعذاره الكثيرة شي واحد يشفع له تحفظ له بقلبها
                صورة حلوة ..
                كل المشاعر اللي بقلبه ولو حاول يخفيها متعبة حب غريب هاللي يعيشه .. حب
                انسانة مجهولة بالنسبة له .. ويوم قرب منها وكان قاب قوسين او ادنى تحكمت
                عادات بالية في مصيرهم وفرقتهم ..
                اشتاق لها .. اشتاق يشوفها اشتاق يشوف حركاتها .. ومشيتها المستعجلة نظرات
                عيونها اللي تدوره واذا شافته تدور بأي مكان بس ماتشوفه .. احساس غريب
                حتى هو يجهله ولا عرف يفسره .. ليش الحين يوم عرف انه مستحيل يوصل
                لها تمسك فيها اكثر .. غريب طبع الانسان يدور دايم على اللي مو بيده .. واللي
                قدامه مايشوفه حتى لو كان اجمل ..
                تعوذ من الشيطان وهو يصارع افكاره صار له فترة طالب انتداب في قرية
                ثانية وينتظر واسطة خاله في الطلب ماعاد يبي يقعد في القرية اكثر يكفي انه
                فاقد مكانها اللي كانت توقف فيه .. وسلمان اللي كل ماشافه زاد احساس تأنيب
                الضمير بداخله اكبر ..
                رجع للبيت بعد ما حس انه نفس عن غضبه كله هو بطبعه انسان عصبي وما
                يمسك اعصابه بس مايبي يرفع صوته على ابوه او يغلط عليه .. ولو انه اوقات
                مايقدر يتحكم في انفعالاته اللي تصير غصب عليه الا انه يطلع من البيت اول
                ما يحتد النقاش بينه وبين ابوه ..
                دخل للبيت وسلم عليهم حب راس ابوه وامه وراح لغرفته بدون مايتكلم رغم
                كل احساس بداخله مايقدر يزعل عليه وهو ابوه .. اقل شي يقدر يسويه انه
                يكتم غيظه ومايفكر بشي ..




                /
                \
                /
                \



                رغم احساس الخسارة اللي تعيشه الا انها قوية بداخلها قدرت انها تتخطى
                مرحلة الرفض بصعوبة لكنها اقوى من انها تبكي على الأطلال .. اليوم
                قررت قرار بنظرها كان بقمة الصعوبة لكن كانت محتاجة انها تقاوم اي
                احساس ضعف يغتالها ..
                خذت نفس عميق وهي تدعي ربي يقويها .. لبست عباتها وبرقعها وهي
                تردد بداخلها " شيخة عاشت بدون سعد وبانت الفرحة بعيونها .. انا بعد
                اقدر اعيش وافرح مثلي مثل غيري .. واللي باعني مابي افكر فيه ابد
                بيجيني نصيبي اللي ينسيني حزني كله " سكرت عباتها عليها وهي واقفة
                عند الباب تنتظرهم .. ماحست الا بيد سلمان تضغط على يدها : موضي
                يالله تأخرنا ..
                مسكته من يده وبايدها الثانية كتبه اللي لافهم بالسجادة ومشت هي وياه
                ومنيرة ... كانت تتمنى انها تشوفه تبي تتأكد انها تجاوزت حزنها او انها
                مازالت سجينة مشاعرها البريئة له .. خطواتها كانت مرتبكة موجعة الى
                اقصى الحدود بدت تحس بكل قوتها تتكسر مع كل خطوة تقربها من المدرسة
                " ماهوب الحين مابيها تنزل الحين .. " حست انها قطعت يد سلمان من كثر
                ماتضغط عليها واول ماشافته يسحبها من يدها عرفت انها اكيد عورته ..
                لأول مرة من بعد ما كتب لها القصيدة تروح للمدرسة فرق بين اخر مرة شافته
                فيها وهالمرة ..
                لمحته اول ماقربو من المدرسة وهو واقف مع مجموعة من الطلاب كانت
                توهم نفسها انه مو هو .. اي شخص ثاني الا انه يكون هو سمعت صوت
                سلمان وهو يفتح جروحها اكثر : موضي شوفي هذا استاذ نايف اللي كان يبي
                يعرس عليتس .. ثمن هون ..
                طفل بريء مايعرف من المفردات الا اللي ينطقها .. ومايحسب حساب كلمة
                يقولها ممكن تكون هالكلمة اقوى مصدر للألم .. تجاهلت نظراتهم لها وهي
                تمشي بكل ثبات وكأن الأمر ابد مايعنيها وهاللي يتكلمون عنه انسان ثاني مو
                هو نفسه اللي خذلها من فترة بسيطة بس ..
                هالقوة اللي غلفت نفسها فيها بدت تتهشم تدريجيا وفاض فيها الحنين بشوفته
                ماكانت تظن ابد انها اذا شافته بتحن له .. هي اقنعت نفسها انها صارت تكرهه
                تكره كل شي يذكرها فيه .. لامت نفسها على خطوتها المتسرعة .. استعجلت
                انها تداوي جروحها .. ماكانت تدري انها بهاللحظة بشوفته ذرت الملح فوق
                جروحها .. وقبل تتوقف عن هالخطوة الغبية وترجع من نفس طريقها لمحت
                نظرته لها .. نزلت نفسها لسلمان ومدت له كتبه : خلاص ما اقدر اقرب اكثر
                هذا هم العيال متجمعين .. روح انت تعرف دربك ..
                سحبت يد منيرة ومشت بدون ماتطالع وراها مشت بدون ماتلتفت لكل الجروح
                الموجعة اللي خلفتها وراها ..
                حطت يدها على فمها وهي تقاوم شهقتها لا تطلع ناظرت في منيرة وضحكت
                تخفي جروحها : الظاهر اني كبرت على هالمشاوير رجليني تعورني الله يعين
                بس مدري شلون برجع للبيت ..
                ضحكت وهي تسولف معاها ومجرد ماودعتها سقطت كل الاقنعة اللي غلفتها
                من دقائق .. نزلت دموعها بغزارة وحطت يدها على فمها خوف احد يسمع
                صوت شهقاتها اللي عجزت تكبتها .. دخلت بين البيوت وجلست على الارض
                غطت وجهها بين يدينها ..وتركت المجال لنفسها انها تفرغ كل اللي بقلبها من
                حزن تجدد بشوفته ..
                قبلها بوقت يوم كان واقف مع العيال يبيهم يدخلون لفصولهم سمع واحد منهم
                وهو يقول : سلمان جا ..
                رفع عينه يشوفه ولمحها .. ماكان متأكد بأول لمحة بس عرفها .. هي اللي ابد
                مايقدر ينسى كل تفاصيلها اللي عشقها .. نسى كل اللي حوله وناظرها ماقدر
                انه ينزل عينه عنها وهو يشوفها جاية اليوم " نستني .. ؟ ولا جاية تشوفني ؟
                يارب ابي بس اعرف وس اللي بخاطرها عني .. "
                كان وده يصيح .. الدموع اللي مانزلت بحياته تمنى بهاللحظة انها تنزل يمكن
                تقدر تغسل ذنبه انه كسرها وهي اللي كانت تعيش حياتها بانطلاق .. حتى يوم
                اقفت رايحة عنه تبعها بنظرته .. مايدري ليش جات اليوم وزادت هموم القلب
                اكثر .. يا الله وش كثر هالشوق متعب الى اقسى الحدود ..



                /
                \
                /
                \



                انتهى الفصل الأول

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  الجزء التاسع
                  الفصل الثاني ‎‎‎‎



                  /
                  \
                  /
                  \



                  { .. على ممرات الرحيل ..
                  وقفت يوما ما بعيدا عن عالمي ..
                  انزويت في اركان الزمان لاستجمع بقاياي ..
                  لملمت شتاتي المتناثر ذات جرح مضى ..
                  وانتزعتك من قلبي بلا رحمة ..
                  او هكذا ظننت ..!

                  تسائلت مرارا وتكرارا الهذا الاشتياق حد ..؟
                  أويمسي القلب الحزين موعودا بانسكابات فرح ..
                  ام سيبقى كحروف من حلم خططناها ذات أمل
                  على شواطيء الأمنيات فباغتتها امواج الأحزان
                  موجا تلو الاخر فمحت من ذاكرة الزمان اسمينا ..!

                  رباه اتراي انا التي امسيت غريبة في داري..
                  فما عدت أجدني .. هنا أو هناك ..
                  اكاد أجزم بأنني احتضر .. حيث الحنين يتوسدني ..
                  ومابين اضلعي يخفق بشدة ذاك المضرج بالألم ..
                  وملامحي أثخنت بالدمع حد انسكاب الوجع ..
                  رحماك يا الله ..!


                  مابين خطوات الشموخ وخطوات الانكسار كانت لحظة .. تحطمت كل قواها
                  اللي استجمعتها من لحظة اعلان الخبر المؤلم .. تمنت لو انها تمتلك الجرأة
                  وتروح تسأله .. تبي بس تفسير واحد لكل المشاعر الموجعة اللي تجتاحها ..
                  انسانة رقيقة ما اعتادت ابد انها تقسى على احد ويوم اتيح لها المجال لقسوتها
                  كانت هي الضحية .. قست على نفسها بحب ماتعرف وش اخره .. وباشتياق
                  فاق حدود احتمالها .. صحت من قوقعة حزنها على صوت الشباك اللي انفتح
                  قامت تنفض التراب اللي علق في اطراف عباتها .. وتنفض معاه طوفان الحنين
                  اللي اجتاحها .. سمعت صوت يناديها من خلف الشباك .. تظاهرت بانشغالها
                  بعباتها وردت بدون ماتلتفت : هلا خالتي ..
                  جاها صوتها الحنون متسائل : وش فيتس طايحة بالأرض يابنيتي ؟
                  استجمعت كل قوة ممكنة واطلقت ضحكة تخفي اوجاعها ..: جاية مسرعة ابي
                  الحق الفطور مع امي وخواتي .. تكرفست وطحت ..
                  كانت على بعد خطوات منها .. التفتت لها وهي تناظر بالشمس وتغطي عيونها ..
                  تكلمت العجوز اللي جاوزت الستين عام : عسى ماتعورتي وانا خالتتس ؟
                  ضحكت وهي تأشر بيدها مودعة : مافيني الا العافية .. يالله ياخالتي بروح لم بيتنا ..
                  وقبل تمشي استوقفتها بتساؤلها : وراه حستس متغير ؟ عسى بس محدن مزعلتس ؟
                  لفت عليها وردت باسلوبها المرح : لا والله بس هالزكام لعب فيني ..
                  ماكانت تبي تطيل النقاش معاها تحس نفسها متعبة وهاللقاء استنزف كل مشاعرها ..
                  مشت ودعاء العجوز يتردد على مسامعها .. ومثل كل مرة كانت تمشي بين البيوت
                  وتسلم على كل وحدة تصادفها .. ماتدري ليه وقتها حست كل مشاعرها مفضوحة
                  وكأن كل العيون اللي تناظرها تشوف الحزن اللي بقلبها .. وصلت للبيت وهي تسمع
                  صوت ضحكات البنات ببيت خالتها دخلت بيتهم ومرت من عند ابوها بدون لا تناظره
                  بالغرفة وقفت عند المراية وضحكت على شكلها شلون صاير عيونها متفخة وخشمها
                  صاير احمر .. رمت عباتها وراحت تغسل .. كانت تغسل وجهها وهي تغسل همومها
                  توضت و صلت ركعتين الضحى .. مسكت بعدها مصحفها تبي تقرأ قران .. رغم
                  تعليمهم المحدود الا ان القران ومصطلحاته رافقتهم سنين عمرهم بعد ما تعهدو قراءته
                  كل يوم .. وقبل ماتبدأ بالقراءة رفعت يدينها للسماء وهي تردد " اللهم إني عبدك ابن
                  عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو
                  لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في
                  علم الغيب عندك أن تجعل القران ربيع قلبي ، ونور صدري ,, وجلاء حزني وذهاب
                  همي "
                  بدت بعدها تقرأ ماتيسر من القران .. كل حرف تقرأه يدخل بصدرها قدر كبير من
                  الانشراح وأول ماوصلت اية " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا
                  شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
                  بدت تقراها وترددها بصوت عالي .. زفرت اهة متعبة بداخلها " خيرة ياموضي ..
                  عسى الله ينزع حبه من قلبي وارتاح "
                  قامت وهي تحس برضى كبير عن نفسها الحزن مو جديد عليهم رافقهم سنين عمرهم
                  وكأنه انولد معاهم .. ورغم كل أحزان سكنتهم كان الإيمان بالله اقوى سلاح تسلحو
                  فيه من الصغر ..
                  طلعت من الغرفة وشافت ابوها يغط في نوم عميق .. ابتسمت وهي تشوف جسده الملقى
                  على الأرض .. فقد رجله وبعدها بزمن فقد رجله الثانية وقبلها فقد اهله .. وأهدت له
                  الدنيا أوجاع اكبر من ان يحتملها بشر .. ومع هذا كله ابتسامته ما تفارقه ابد .. وكلمة
                  " الحمدلله رب العالمين " يرددها لسانه في كل وقت .. ايمان تمكن بقلبه حتى اكسبه
                  الرضى بالقضاء والقدر ..
                  غمضت عيونها وهي تردد الاية .. وطلعت من البيت رايحة لبيت خالتها تاركة خلفها
                  كل الم سكن قلبها ..



                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    كان يشوفها من بعيد ملامح مبهمة مو قادر يركز فيها .. كل اللي يعرفه انها هي بكل
                    تفاصيلها اللي يعشقها .. مشى لها بخطوات متعثرة برجلين حافية .. كل ما اقترب
                    منها بدت له اجمل من قبل .. كل ماكبرت صار احلى .. طفلة حتى في شبابها ..
                    مايدري ليش كل ماقرب منها خطوة ابتعدت خطوات .. سرع خطاه يبي يوصل لها
                    بأي طريقة .. بس بعدت هي اكثر حتى ماصار يشوف الا بنت واقفة بعيد عنه تحمل
                    الدم اللي يسيل من رجلينه وركض لها وفجأة قبل بس يوصل لها بخطوات صادفته
                    حفرة طويلة غيبته عنها .. طاح وهو يسمع نداءاتها الباكية " راكان .. راكان "
                    فز من نومه وهو يتعوذ من الشيطان نفث عن يساره .. وقام مايبي يرجع ينام وتكتمل
                    فصول هالحلم المزعج ..
                    شاف مشاري يتفرج على مباراة معادة وابتسم .. هوسه بالكورة عجيب .. غسل وجهه
                    ورجع جلس معاه يبي يطرد أي تفكير في الحلم ..
                    قصر على صوت التلفزيون وناظره : وش اللي مقومك الحين وانت مالك الا ساعتين
                    من نمت ؟
                    تمدد واسند ظهره على المركى وابتسم له : شبعت نوم وقمت اسولف مع اي احد .. الا
                    وش مسهرك انت ؟
                    حس فيه شي مبين على نظراته ولو حاول يخفي هالشي : رجع لك نفس الحلم ؟
                    انتبه من سرحانه على وقع هالسؤال .. حط يدينه ورا راسه وهو يناظره بتعب : والله
                    انه من فترة ماجاني وقلت الحمدلله زانت اموري .. الله يستر بس محد يعلم الغيب الا
                    هو .. ماتتخيل وش كثر هالحلم يخوفني .. ياليتني ادري وش اللي بيصير لي وارتاح ..
                    كمل شكواه له وهو يحس بألم فظيع بصدره .. كان مبين هالضياع على ملامحه ..
                    قعد يستمع لكلمات مشاري بدون تركيز ابد .. فعلا اسهل شي بالدنيا الكلام ولا
                    اللي بقلبه محد يعرفه الا خالقه .. متعب الى ابعد حد هالشعور اللي يحسه هو
                    صار متأكد ان تكرار هالحلم اكثر من مرة ينبئه عن شي راح يصير بس وش
                    هو مايدري .. كل التفاصيل مهما كانت موجعة راح يواجهها بكل قوة ..
                    عمره ماكان بالهم لوحده .. كل انسان له نصيبه من الألم لكن العبرة في اللي
                    يقدر يتجاوز هالألم ويبدا من جديد مهما تعثرت فيه الخطوات ..
                    الضيق اللي بصدره متجاوز كل حد لكنه يتجاهله وهو يعيش حياته بكل لحظة
                    فيها .. ابتسم وهو يطالع مشاري : طلع البلاي ستيشن خلنا نلعب بدل هالمباراة
                    اللي من سنة جدي مدري وشوله تشوفها ..
                    وقف رايح للمطبخ وهو يأشر على الكيس اللي بجنب التلفزيون : هذا هو عندك
                    شغله وانا بروح اضبط لنا الشاهي واجيك ..
                    اشر له بيده على فمه يسكته : قصر حسك العيال بسابع نومة خلاص روح انت
                    انا بشغله ..
                    سحب الكيس وبدا يطلع البلاي ستيشن وكل ملحقاته .. وهو يضبط التوصيلات
                    واول ماجا مشاري اختار كل واحد فيهم فريقه واختار لعيبته وبدو التحدي بينهم
                    وكل واحد فيهم جنبه بيالة شاهي .. وكل ماعلت اصواتهم سمعو صراخ منصور
                    عليهم من الداخل يسكتهم لان نومه خفيف ويصحى من ادنى صوت ..
                    كان باله مشغول ولو حاول يخفي كل المشاعر اللي سكنت قلبه من شاف هالحلم
                    لكن مابيده شي الا انه يدعي ربه يسهل له اموره ..
                    سجل مشاري هدف وقعد يضحك على راكان بصوت عالي فز على طول وسكر
                    باب الغرفة ورجع عنده وهو يضحك : مجنون انت ماتعرف منصور لا قام معصب
                    والله ليكسر هذا على روسنا ..
                    كملو لعب وسط صرخات وتعليقات مكبوتة قدر المستطاع .. احساسه اللي بقلبه
                    مؤرق الى حد مؤلم لكن يحاول يخفيه .. يحاول يتعايش مع الواقع بكل الامه هو
                    كذا تعود من الصغر .. الألم مو جديد عليه تحمل من الالام اقسى من حدود تحمل
                    اي انسان بعمره وما اشتكى .. مازال يتبع طموحه حتى اخر لحظة .. مهما تعثرت
                    دروبه مازال الامل موجود والايمان بالله اكبر دافع لتحقيق هالطموح ..
                    على صوت اذان الفجر انهو اخر قيم وقامو يصحون الشباب يروحون الصلاة في
                    المسجد القريب .. رجع بعد الصلاة وهو مو قادر يفتح عيونه من النوم محاضرته
                    اليوم قبل الظهر وعنده وقت كافي انه يشبع نوم .. تمدد في فراشه وهو يردد اذكار
                    الصباح .. نفث على يدينه ومسح على جسده حط راسه على مخدته وغمض عيونه
                    وهو ينتزع كل صورة مؤرقة تمر قدامه .. وبعد صراع طويل مع الافكار المتعبة
                    قدر ينام ..


                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \


                      صحت وهي تحس بصداع فظيع يتعبها .. غسلت وجهها وراحت للمطبخ تجهز
                      الفطور لهم .. شالت الصحن اللي حطت فيه الفطور طقت الباب وحطته لهم عند
                      الباب وراحت تكمل شغلها .. ماتدري هاللي تعيشه الحين وش ممكن تسميه سجن
                      من نوع اخر يختلف عن سجنها الأثيري السابق ..
                      هنا تعيش بعيد عن عالم كانت تعيشه قبل .. كل مشاعر الخوف اللي كانت تحسها
                      بمجرد سماع اصواتهم انتهى وتبلد عندها الشعور .. هالمرة الهروب شبه مستحيل
                      مع قيود هالسيدة العجوز .. كرهت في داخلها كل تصرفاتها الغبية الى هاليوم وهي
                      انسانة بلا هوية .. الى الان مازالت ماتمتلك حق اختيار مصيرها ولو ارادت .. بكل
                      تصرفاتها تابعة لكل من حولها ماعندها شخصية مستقلة تعرف وين الصح وتروح له
                      اعتادت على هذا المصير من الضياع .. جاها صوتها المزعج بكثر تطلباتها واوامرها
                      اللي ماتنتهي : لاقضيتي من المطبخ اغسلي ثياب الشايب واكويهن ..
                      هزت راسها برضى وهي تحس نفسها خادمة لهم .. بحقيقة الامر ما تعودت ابد انها
                      تشتغل بالبيت وماتعرف ابسط ابجدياته .. ويمكن الحسنة الوحيدة اللي كسبتها بهالبيت
                      انها تعلمت وشلون تنظف وتطبخ حتى لو انها اشياء بسيطة بس بدت تتعلم وهذا الاهم
                      كانت العجوز قاسية لكن قسوتها هالمرة غير عن القسوة اللي تعودتها .. الحين تحس
                      ان هالقسوة اللي فيها نابعة من حرص تتبعها بكل تحركاتها وتمنعها من اشياء كثيرة
                      خلتها تستسلم لها بكل انصياع .. حتى محاولاتها التملص منها والاتصال بعمتها او
                      ميساء كانت مستحيلة .. على الساعة 10 تقريبا شافتها لابسة عباتها وتبي تطلع مشت
                      وراها : خالتي بروح معك تكفين انتي قلتي بتعلميني شلون ابيع مثلك وللحين ماعلمتيني
                      والله اني زهقت وانا من دخلت هالبيت ماطلعت منه ..
                      لبست برقعها وتكلمت بصرامة : خلتس بالبيت احسن .. وش لتس بقعدة الشوارع عيون
                      الناس بتاكلتس .. اقعدي فيذا استر لتس ..
                      قربت منها ومسكت في عباتها : لا تكفين والله اني زهقت من قعدة البيت .. ابي اكلم
                      اهلي واعرف اخبارهم ..
                      فكت يدها وطنشتها وطلعت .. سمعت صوت قفلة الباب وقعدت على الارض تصيح ..
                      رغم كل اللي صار لها قبل اتعبها الشوق لاهلها ابوها رغم ظلمه وقسوته بس اشتاقت
                      له .. ماتبي شي الا انها تشوفه .. ماتبي ترجع عنده لان الرجوع معناه موعد جديد مع
                      الالام اللي ماتنتهي .. كانت تجهل هالاحاسيس المتناقضة ليش تحن للألم ليش تشتاق
                      لكل عذاب عاشته يمكن لانها ماعرفت غيره لقت نفسها فجأة بعيدة عن كل شي عرفته
                      اول .. كان صوت نحيبها مسموع وهي اللي ماجفت دموعها ابد ..
                      سمعت صوت الباب ينفتح وقامت فرحانة .. اكيد حنت عليها ورجعت تاخذها مسحت
                      دموعها وابتسمت لها اول مافتحت الباب .. في ثواني بس تلاشت هالابتسامة وهي
                      تشوف شخص اخر مكانها .. لثواني او اكثر وقفو اثنينهم يناظرون بعض .. لا هو
                      توقع وجودها ولا هي توقعت غيرها بيجي البيت .. بلحظة حست بصعوبة موقفها
                      ركضت للغرفة الصغيرة اللي تنام فيها وقفلتها على نفسها .. حطت يدها على قلبها
                      وكأنها تسكن هالنبضات اللي تسارعت بشكل جنوني " هي قالت لي مافي احد بالبيت
                      غيرهم .. من هذا ؟ من يكون ؟ "
                      حست بالصداع رجع لها اقوى من قبل وهي تسمع صوت خطواته تقترب .. خوف
                      كبير حست فيه بهاللحظة .. تخاف يكون عنده مفتاح لهالغرفة بعد .. مسكت يد الباب
                      بقوة وهي تضغط على المفتاح بقوة .. حطت اذنها على الباب ماعاد صارت تسمع
                      شي ابد .. كانت ترتجف خوف هي ورجالين غريبين عليها ببيت واحد .. يا الله اي
                      مصير ينتظرها ..
                      بعدها بوقت سمعت صوته .. ركزت سمعها اكثر كان واضح انه يكلم الشايب بصوت
                      عالي لان سمعه ضعيف جدا .. ولازم الواحد يصارخ شوي لا كلمه .. فركت يدينها
                      في بعض من الخوف .. كانت تدعي الله طول الوقت يرجع العجوز يمكن تنقذها من
                      خوفها اللي يزداد كل ماسمعت صوته .. مر وقت طويل قبل ماتسمع صراخ العجوز
                      عليه .. : وش اللي جايبك البيت وانا قايلة لاحد يجيني الا معلمني قبل ورا ماقعدت
                      ببيتك وقابلت مرتك وولدك ..
                      كان صوته هادي وهو يرد عليها بلا مبالاة :خليها تنطق عند اهلها كم يوم الين تعرف
                      السنع .. والله اني ماعرفت الراحة من خذيتها ..
                      فهمت من النقاش اللي بينهم انه ولدها ومتزوج .. واكيد يعاني من مشاكل مع زوجته
                      اخذتها الافكار كثير وهي تحلل كل شي يصير بهالبيت .. شوي وسمعت صوت طق
                      على باب الغرفة .. ارتجف جسدها خوف وتكلمت بصوت بالكاد طلع : مين ..؟
                      جاها صوتها الشديد من خلف الباب وهي تتكلم بصرامة : افتحي الباب بسرعة ..
                      تكره هالامر بشدة دايما هالجملة وراها عقاب قاسي هالشي تعودت عليه من الطفولة
                      فتحت الباب ووقفت مكانها تناظرها .. دخلت وقفلت الباب وراها ومسكتها من يدها
                      تجلسها : اسمعي وانا خالتتس .. ولدي جاي بيقعد عندنا اسبوع وبعدها بيروح مع
                      مرته للشمال .. هالغرفة ماتعتبينها ابد اذا بغيتي شي انا اجيبه لتس صحيح انه ولدي
                      واعرفه بس الشيطان حريص وانا اخاف عليتس لا قعدتي بالبيت معه ..
                      هزت راسها لها وهي تسمع كل كلمة تقولها .. راح يصغر هالسجن ويصير غرفة
                      بس .. عادي مو جديد هالألم عليها مادام انها خايفة عليها هذا معناه انه فيها الخير
                      وهالشي يخليها تأتمن نفسها عندها ..
                      قامت من عندها وخذت المفتاح وطلعت قفلت عليها الباب من الخارج .. كان ودها
                      تصيح من اللي صار الحين .. هي تخاف على نفسها ومستحيل تطلع وهو موجود
                      بالبيت .. ليش قفلت عليها الباب الحين .. هالشي بجد يحسسها بأنها في سجن مع
                      وقف التنفيذ بتهمة الى هاليوم هي تجهلها ..



                      /
                      \
                      /
                      \




                      من اول وهي تترجاه وبكل مرة كانت تسمع نفس الجواب " الرفض " كرهت فيه
                      هالعناد اللي ركب راسه بهالوقت وهو ماكان ابد عنيد .. كان دايم يطاوعها ويلبي
                      لها رغباتها مهما كانت صعوبتها .. جلست على الارض ومسكت يده : حبيبي ..
                      تكفى لا تردني وانت تعرف انا ليش ابي اروح لها ..
                      حس اصرارها غريب هالمرة .. وهي اللي ماعمرها فتحت معاه هالموضوع قبل
                      مشكلة هروب ديما : يابنت الناس وين تروحين لها .. وش تبين تقولين لها اصلا
                      حتى البنت اختفت وماندري وين ارضها من سماها ..
                      قامت وجلست جنبه وناظرته برجاء : انا حلفت لها اني القى لها امها واعرف كل
                      شي عنها .. فيصل واللي يسلمك خلني اريحها وهي اللي ماعرفت الراحة بحياتها
                      ادري بتكرر علي كلامك وبتقول اخوك .. البنت تدري بكل شي وسمعت كل الكلام
                      اللي انقال وكل هذا ما يهمها هذي امها .. حتى لو تحملت ذنوب هالعالم تبقى امها
                      حرام عليك لا تصير انت قاسي بعد ..
                      سكت وهو يفكر بكلامها .. وبعد صمت تكلم : بس وش تستفيدين لا فتحتي عليها
                      جروحها وبالاخر قلتي لها مدري وين اختفت ..
                      قاطعته بلهفة وهي تحس انه بدا يقتنع بفكرتها : ابي اعرف ليش تركتها هالمدة كلها
                      وما سألت عنها ابي افهم منها وش هي اسبابها .. يمكن اقدر الاقي اعذار اقنع فيها
                      ديما ..
                      مسح على وجهه بيده وناظرها مستفسر : وبعدين ؟
                      تكلمت بحماس : بقول لديما عن مكان امها .. بعلمها كل شي وهي تقرر تعيش اي
                      حياة تختارها بعدها .. اذا تبي ترجع تعيش عند ابوها او تروح تكمل حياتها عند
                      امها ..
                      ناظرها مستغرب كلامها اللي تقوله : شلون تعلمينها والبنت ماندري وينها فيه ..؟
                      بثقة غريبة تكلمت : بتتصل فيني .. صحيح مادري متى بس هي قالت لي انها بتتصل
                      وانا راح انتظر هالاتصال ..
                      قرب منها وحبها بين عيونها : نفسي اعرف وش مخلوق منه هالقلب اللي ماينسى
                      احد .. ماتعبتي وانتي تشيلين هموم الناس وتنسين بزحمة هالهموم نفسك ..
                      لمعت عينها وناظرته شوي قبل تتكلم : من يوم كنت صغيرة وانا اروح مع امي
                      الله يرحمها لكل مكان تروح له .. وانت تعرفها ماتعرف احد محتاج وماتساعده
                      ولا مهموم وما تخفف عنه .. " ونزلت دموعها على هالذكرى .. مسحتها بيدها
                      وابتسمت له " هاه وش قلت ؟
                      هز راسه برضى : اوكي لك اللي تبين يمكن اذا وصلتها لأمها اقدر اسامح نفسي
                      على اهمالي لها من الاول .. بس ابي منك وعد بالأول هالشي بيني وبينك محد
                      يعرف عنه ابد ..
                      قربت منه وباسته على خده : والله محد يعرف عنه وعد بيني وبينك " وقامت
                      تبي تطلع من مكتبه " لا تطول بهالشغل وتنسى نفسك البنات مشتاقين لك ويبون
                      يجلسون مع ابوهم ..
                      ناظر بساعته وتكلم : احسبي لي نص ساعة ولو ماجيت تعالي اسحبيني بالقوة
                      ضحكت وهي طالعة .. وقبل تسكر الباب : ماقلت لي متي بتوديني لها ؟
                      فيصل وهو يقعد على مكتبه : خليني اسأل عنها وعن عنوانها وكل شي وان
                      شاء الله بوديك لها ..
                      ابتسمت له وهي تسكر الباب وطلعت .. شافت الصالة كلها العاب متناثرة كل
                      العاب البنات حاطينها بالصالة ويلعبون .. ضحكت وهي تشوف شكل رنا وهي
                      لابسة صندلها الكعب العالي ( تكرمون ) وتمشي فيه بصعوبة وبالطرف الاخر
                      كانت روان لافة الطرحة عليها وتسولف مع نفسها .. قربت منها وهي تضحك
                      ومدت لها يدها تسلم عليها .. : اجل مسوية حرمة ؟
                      ضحكت وهي تفصخ الطرحة مستحية : كل شوي اقول لرنا تلعب معاي ماتبي
                      وانا اطفش ما احب العب لحالي ..
                      لمتها على صدرها بقوة : انا العب معاك اللي تبين .. بس دوري شي غير لعبة
                      الحريم .. من وانا صغيرة العبها ..
                      ضحكت بصوت عالي وبانت غمازتها الوحيدة بخدها الايمن : ماما كنتي تلعبينها
                      زمان ؟
                      ضحكت معاها وهي تشوف رنا جايتهم تمشي بصعوبة بعد ماشافت امها : ايه
                      كنت العبها مع خالتك لمياء .. " سكتت وكأنها تتذكر كل ماضيها " بعدين كبرت
                      قبل عمري وانا اروح مع امي لكل مكان .. " فزت على طول وهي تشوف رنا
                      تتعثر بخطواتها وتطيح " بسم الله عليك ياقلبي ..قلت لك كذا مرة لا تلبسينه وهو
                      اكبر منك بتطيحين وماتعرفين له ..
                      جلست مع بناتها تلعبهم .. بهالوقت اللي تنتظر فيه فيصل يطلع يجلس معاهم ..
                      وماعدت اكثر من ثلث ساعة الا وهو جاي لهم مبتسم ومن شافت بناتها يصارخون
                      وقامو يركضون عرفت ان فيصل طلع من مكتبه التفتت وراها وشافتهم بحضنه
                      ضحكت على شكله وهو طايح على الارض و خام بنات يبوسهم ..
                      حست بارتياح كبير من موافقته على هالخطوة رغم خوفها بالبداية انه يرفض
                      بعد اوامر اخوه اللي نفذوها سنين طويلة وجا الوقت اللي تشوف انه مناسب انها
                      تجمع كل التفاصيل الممكنة .. شكرت الله اللي وهبها هالزوج المتفهم وهالاطفال
                      اللي تعتبرهم اغلى ماتملك ..



                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...