رد: مدونة القيصر، zakaria252
زبون اليوم : العربي النصاب !!
كان الوقت متأخرا، أي في الساعات المتأخرة من عملي وبالظبط في اخر نصف ساعة، قدم هذا الزبون إلي
مبتسما وابتسمت له أيضا لأنني عرفته، فقد كان يأتي إلينا في السنة الماضية وتوافقت أفكارنا وكان كلما
حضر عنذي نتحدث في أمور عديدة .. :
- سلام عليكم .
- عليكم السلام ، وفين.. (هو أكيد لم يعرف معناها ) .
- كيفك حبيبي.. أقول هو مش ...هو ..هو مش هو ...
- طلعت هو .... أنا عرفتك من أول نظرة وابتسامتك هي نفسها لم تتغير.
- أها، يبقى أن الذاكرة عنذي نقصت ..
- متى دخلت ؟ .
- قبل كم يوم بس، قلت أجي اخذ الحوالة من هون ربما ألاقيك وما خاب ظني والله يوم حلو من لقيتك
- بارك الله فيك، إذن أعجبك المغرب، والعطلة تقضيها هنا.
- أجل والله المغرب حلو، أنا كل سنة بجي هون وراح أجي هون كل سنة لأني حبيت هالبلد .
ثم بعد حرارة الاستقبال واللقاء أعطاني ورقة صغيرة كتب عليها عدد من الأرقام، لكنها كانت شبه ممحية فصعب
علي قراءة الأرقام لكني حاولت مع ذلك أني أكتب ما يظهر لي من أرقام، لكن الرقم كان خطأ، حاولت مع الأرقام
مرة أقلب هذا ومرة أقلب الاخر لكني لم أتوصل للرقم الصحيح، هنا فكرت أن أبحث يائسا عن اسمه لأنني
أعرف أن نسبة نجاح البحث بالاسم فيما يتعلق بالأسماء الثلاثية أو الرباعية ضئيلة، بحثت عن اسمه بشتى
التراتيب المتاحة ومن دون نتيجة ...
اقترب موعد الإقفال ، أخبرته بذلك، فطلب مني أن أصبر قليلا لأنه لا يملك شيئا (عالحديدة) .. سألته عن اسم
المرسل، فقال أنه أخوه، بحثنا عن اسم أخيه ولم نجد شيئا ، اتصل هو بأخيه ليسأله الرقم من جديد فقال له
أخوه أنه بالسيارة ولن يصل البيت إلا بعد ثلاثين دقيقة كأقل تقدير، ثم سأله هل أرسلها هو أم بعث شخصا اخر
فقال أنه أرسل صديقه المصري، وبحثنا عن اسم هذا المصري ولم نجد .. فبدأ الزبون يغضب وكنت أحاول تهدئته
وكان الوقت متأخرا فقد تأخرت عن موعد الإقفال بعشر دقائق وتنتظرني تقريبا نصف ساعة أخرى حتى
أنهي اليوم كما يجب، أخبرته بذلك، تغيرت لهجته، بدأ يبكي ويشكي ويتكلم بلغة النساء، أحسست من كلامه أنه
أرادني أن أقرضه مالا.
مساعدة الناس أبدا ما كانت تزعجني بل على العكس من ذلك، فبفضل الله يدي مبسوطة للجميع، سألته فيم
يحتاج المال، قال أنه يحتاجه للبنزين، قلت لا بأس إذن سيكون القرض بسيطا، لكنه فاجأني بأن طلب أكثر
سألته لم يحتاجها لأنه قدر كبير على حصة بنزين، قال أحتاجها للبنزين وبعض الأشياء، ففكرت هنيهة ثم
أعطيته ما طلبه، قال أنه سيأتي غذا ليرد المال وأعطاني بطاقته الوطنية وكذا رخصة السياقة، أول ما تبادر إلى ذهني
هو كيف له أن يسوق دون رخصة !! لم أخبره بذلك حتى لا أحرجه، ولم أشئ أن أحتفظ ببطاقاته لكنه أصر يصر إلحاحا
على ذلك.
... في الغذ كنت أحسبه سيأتي باكرا ، لكن ظني خاب، أخذت بطاقاته أقرأ ما بها، هو فلسطيني الجنسية ،
ولد في عمان ويعيش بالأردن والبطاقة الوطنية التي أعطاني إياها بطاقة مؤقتة تخص قطاع غزة. بعد أن عرفت كل
هذا، وغيره، بدأت نفسي توسوس لي أنه نصب علي، أجل فالبطاقة مؤقتة ، ونحن بالفترة المسائية وليس له أثر
ثم دخلت في دوامة حوار نفسي :
- هل هو نصاب ؟
- لا أظن ذلك فوجهه لا يوحي إلى ذلك/ كم من رئيس نصاب حسن الصورة !!!
- هل وقع له مكروه أخره ؟
- ربما لم يستطع الحضور لسبب أو لاخر/ لا عذر لديه لأنه كما حضر أول مرة يقدر على الحضور مرة ثانية .
... إلخ من الأمور الإيجابية والسلبية.. مر اليوم الأول، ثم الثاني، ثم الثالث ، هنا تأكدت أنه تعمد ألا يحضر،
وأنه لن يعود . . . حزنت قليلا، لم أحزن على المال لأنه اخر همي، بل حزنت عليه كإنسان وكفلسطيني الجنسية
ومرت الأيام، وها قد وصلنا لليوم العاشر تقريبا و لا أثر له ولا نفس !.
ما أفكر فيه حاليا هو أن أبعث له بطاقاته عبر البريد ربما يحتاجها إن هو عاد للأردن فلا حاجة لي بها أنا .
كان الوقت متأخرا، أي في الساعات المتأخرة من عملي وبالظبط في اخر نصف ساعة، قدم هذا الزبون إلي
مبتسما وابتسمت له أيضا لأنني عرفته، فقد كان يأتي إلينا في السنة الماضية وتوافقت أفكارنا وكان كلما
حضر عنذي نتحدث في أمور عديدة .. :
- سلام عليكم .
- عليكم السلام ، وفين.. (هو أكيد لم يعرف معناها ) .
- كيفك حبيبي.. أقول هو مش ...هو ..هو مش هو ...
- طلعت هو .... أنا عرفتك من أول نظرة وابتسامتك هي نفسها لم تتغير.
- أها، يبقى أن الذاكرة عنذي نقصت ..
- متى دخلت ؟ .
- قبل كم يوم بس، قلت أجي اخذ الحوالة من هون ربما ألاقيك وما خاب ظني والله يوم حلو من لقيتك
- بارك الله فيك، إذن أعجبك المغرب، والعطلة تقضيها هنا.
- أجل والله المغرب حلو، أنا كل سنة بجي هون وراح أجي هون كل سنة لأني حبيت هالبلد .
ثم بعد حرارة الاستقبال واللقاء أعطاني ورقة صغيرة كتب عليها عدد من الأرقام، لكنها كانت شبه ممحية فصعب
علي قراءة الأرقام لكني حاولت مع ذلك أني أكتب ما يظهر لي من أرقام، لكن الرقم كان خطأ، حاولت مع الأرقام
مرة أقلب هذا ومرة أقلب الاخر لكني لم أتوصل للرقم الصحيح، هنا فكرت أن أبحث يائسا عن اسمه لأنني
أعرف أن نسبة نجاح البحث بالاسم فيما يتعلق بالأسماء الثلاثية أو الرباعية ضئيلة، بحثت عن اسمه بشتى
التراتيب المتاحة ومن دون نتيجة ...
اقترب موعد الإقفال ، أخبرته بذلك، فطلب مني أن أصبر قليلا لأنه لا يملك شيئا (عالحديدة) .. سألته عن اسم
المرسل، فقال أنه أخوه، بحثنا عن اسم أخيه ولم نجد شيئا ، اتصل هو بأخيه ليسأله الرقم من جديد فقال له
أخوه أنه بالسيارة ولن يصل البيت إلا بعد ثلاثين دقيقة كأقل تقدير، ثم سأله هل أرسلها هو أم بعث شخصا اخر
فقال أنه أرسل صديقه المصري، وبحثنا عن اسم هذا المصري ولم نجد .. فبدأ الزبون يغضب وكنت أحاول تهدئته
وكان الوقت متأخرا فقد تأخرت عن موعد الإقفال بعشر دقائق وتنتظرني تقريبا نصف ساعة أخرى حتى
أنهي اليوم كما يجب، أخبرته بذلك، تغيرت لهجته، بدأ يبكي ويشكي ويتكلم بلغة النساء، أحسست من كلامه أنه
أرادني أن أقرضه مالا.
مساعدة الناس أبدا ما كانت تزعجني بل على العكس من ذلك، فبفضل الله يدي مبسوطة للجميع، سألته فيم
يحتاج المال، قال أنه يحتاجه للبنزين، قلت لا بأس إذن سيكون القرض بسيطا، لكنه فاجأني بأن طلب أكثر
سألته لم يحتاجها لأنه قدر كبير على حصة بنزين، قال أحتاجها للبنزين وبعض الأشياء، ففكرت هنيهة ثم
أعطيته ما طلبه، قال أنه سيأتي غذا ليرد المال وأعطاني بطاقته الوطنية وكذا رخصة السياقة، أول ما تبادر إلى ذهني
هو كيف له أن يسوق دون رخصة !! لم أخبره بذلك حتى لا أحرجه، ولم أشئ أن أحتفظ ببطاقاته لكنه أصر يصر إلحاحا
على ذلك.
... في الغذ كنت أحسبه سيأتي باكرا ، لكن ظني خاب، أخذت بطاقاته أقرأ ما بها، هو فلسطيني الجنسية ،
ولد في عمان ويعيش بالأردن والبطاقة الوطنية التي أعطاني إياها بطاقة مؤقتة تخص قطاع غزة. بعد أن عرفت كل
هذا، وغيره، بدأت نفسي توسوس لي أنه نصب علي، أجل فالبطاقة مؤقتة ، ونحن بالفترة المسائية وليس له أثر
ثم دخلت في دوامة حوار نفسي :
- هل هو نصاب ؟
- لا أظن ذلك فوجهه لا يوحي إلى ذلك/ كم من رئيس نصاب حسن الصورة !!!
- هل وقع له مكروه أخره ؟
- ربما لم يستطع الحضور لسبب أو لاخر/ لا عذر لديه لأنه كما حضر أول مرة يقدر على الحضور مرة ثانية .
... إلخ من الأمور الإيجابية والسلبية.. مر اليوم الأول، ثم الثاني، ثم الثالث ، هنا تأكدت أنه تعمد ألا يحضر،
وأنه لن يعود . . . حزنت قليلا، لم أحزن على المال لأنه اخر همي، بل حزنت عليه كإنسان وكفلسطيني الجنسية
ومرت الأيام، وها قد وصلنا لليوم العاشر تقريبا و لا أثر له ولا نفس !.
ما أفكر فيه حاليا هو أن أبعث له بطاقاته عبر البريد ربما يحتاجها إن هو عاد للأردن فلا حاجة لي بها أنا .
تعليق