الجزء الثالث والثلاثون
في مطار لندن ينزل كهلان يونانيان ويأخذ كل واحد منهما حقيبته سائرين إلى خارج المطار .. كان الجو ماطرا رغم أن الوقت كان صيفا والشمس ما بين ظهور ومغيب خلف السحب
استقلا تاكسي وأعطاه ستوفيوس عنوان منزل ابنه كارلوس كما يسميه هو فسار به إلى أن توقف أمام منزل ابنه ..
نزلا ثم وقفت ميري أمام المنزل مترددة وفي عينيها دمعة لا تعرف ما هي؟
هل هي دموع الفرح بلقاء ابنها الذي هجروه؟ أو فرح بلمار التي هي بمقام ابنتها؟
ناداها ستوفي : هيا ما بك؟ هل تحسين بالرهبة من الدخول؟
- ألم نطرده يا ستوفي؟؟ ثم بكت
- لا عليك .. هو حنون وطيب القلب وقد فرح عندما أخبرناه بمجيئنا
- لا يقوى جسمي على الحركة
سحبها زوجها ثم طرق المنزل فخرجت خادمة لتدخلهما إلى الداخل
كانت لمار تقف في وسط الصالة بروب أبيض طويل وشعرها الناعم ينسدل على كتفيها إلى خصرها الذي زاد قليلا وبجانبها طفل عمره أربع سنوات وطفلة جميلة عمرها سنتان عندما نظرت إليها ميري تذكرت هيلا مباشرة ثم نظرت إلى طفل رضيع في حضنها وكان في الشهر الأول من عمره
إنه ابنها من عبد الله ونتاج سنتين من الزواج الموفق إنه (عمار)
أسرعت ميري لتضمها وتبكي ثم انحنت لتقبل الصغار الذين حرموا من أمهم ومن جدتهم قبلها .. لقد حرمتهم حنان الجدة ..
أما ستوفي فوقف مترددا .. أقبلت لمار لتقبله على رأسه وتقول له: الحمد لله على سلامتك يا خالي .. أنت الان قريبي وأبو زوجي ولا حرج من أن أقبل يدك أو أصافحك
أحس بالخجل منها .. ثم قال: لقد بدأت أرى حسنات إسلامكم .. اه يا لعظمته
فرحت لمار بكلامه ودعت في سرها أن يهديهما الله للإسلام
كانت ميري تجول بنظرها ما بين لمار التي تغيرت والتي غابت عن ناظريهم خمس سنوات وتركت وحشة في المنزل من بعدها وكأنها اختطفت الحياة والسعادة والفرح والبهجة منه فصار كئيبا أشبه بالقبور منه بالمنازل
ثم تنظر إلى محمد وسمية وتتأمل جمالهم وبراءتهم وتتذكر والدتهم التي قضت نحبها قتلا .. فتحس بالحزن العميق وبالندم على طردهم لها مع زوجها عندما قدموا بعد إسلامهم للسلام عليهم
ثم تنظر للصغير عمار .. وأحست أنه الفاكهة والأمنية التي تمنتها .. إنه ولد الغاليين كارلوس ولمار
ستوفي لا زال يحس بالخجل فهو الذي طرد ابنه وطلب منه أن لا يتصل بهم أبدا وأن لا يزورهم ولم يعزيه في زوجته وكان كلما اتصل أقفل الخط في وجهه .. فهو غاضب منه
حتى عندما تزوج لمار لم يباركوا له ولم يفعلوا شيئا .. ولكن فرحوا في سرهم أن لمار حبيبتهم تزوجت ولدهم
ومتى تحركت قلوبهم ؟
تحركت عندما وصلتهم رسالة تخبرهم أن لمار رزقت بولد من ابنهم الوحيد .. فأصابهم شيء هو أشبه بالخفة أو الجنون .. فرتبوا حقائبهم واشتروا الهدايا وكأن كل شيء تغير في لحظة واحدة
هل استيقظت مشاعر الأبوة فيهم؟ هل حنوا للمار؟ هل حبهم لها هو الذي قادهم؟ هل تحمسوا لرؤية صغيرها؟
ربما كل ذلك جعلهم يحجزون لبريطانيا على وجه السرعة ويخبرون ابنهم أنهم في الطريق إليه
دخل عبد الله بعدما أخبرته لمار عبر الهاتف أن أهله وصلوا .. وكان متحمسا للقائهم ولا تسع الدنيا فرحته بقدوم والديه الذين هجراه من سنين فأسرع ليضم والدته وقد غص بالبكاء فلم يتكلم ثم ضم والده
وعندما جلسوا قال لهم الحمد لله على سلامتكم .. لقد افترقنا طويلا .. وها نحن نلتقي أخيرا .. فالحمد لله الذي أعادكم إلي والذي عوضني في مصيبتي فرزقني زوجة من أروع الزوجات (ثم نظر إلى لمار) ورزقني رياحين تزين منزلي كلما أدخل أشمهم وأضمهم (وكان محمد وسمية قد ارتموا في حضن والدهم)
كان الجو رائعا فالسعادة والحنان والفرحة تملؤه والبسمة ترتسم على شفاه الجميع الذين أخذوا يتحدثون في أمور شتى .. وفي منتصف حديثهم قامت لمار لتضع الغداء بمساعدة الخادمة
بعد الغداء كان ستوفي يسأل عبد الله عن أسماء أولاده .. لم هذه المسميات بالذات فأجاب:
محمد على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
أما سمية على أول شهيدة بالإسلام .. عندما ماتت أمها شهيدة تذكرت أول شهيدة بالإسلام ولم يحضرني سوى اسمها سمية فسميتها
أما عمار فقد أحببت سيرة سمية وزوجها وابنها فسميته على اسم الصحابي الجليل عمار
وهو في نفس الوقت ملائم لاسم والدته لمار (وابتسم وهو ينظر لزوجته الحبيبة وكأنه يتلذذ بنطق اسمها)
ثم قال نسيت أن أخبركم أمرا .. أنا منذ سنتين وأنا أجهز للانتقال للسكن في المدينة المنورة مدينة رسول الله وقد أرسلت عقد العمل للمستشفى هناك وسننتقل بعد شهر من الان إن شاء الله
ثم نظر إلى لمار وقال: إنها ذاهبة لأمها بعد قليل لتزورها هل تريدون الذهاب معها؟
قال أبوه: لا مانع
فرحت لمار بذلك .. فهم رغم أنهم غير مسلمين إلا أنها تحبهم وتتذكر رعايتهم لها وحبهم لها كذلك
في الطريق أخبرتهم لمار أن والدتها ستنتقل معهم للمدينة وأن حالتها تحسنت قليلا وقد لا تحتاج للمستشفى فهي ستجهز لها غرفة خاصة في منزلها وسيشرف على صحتها عبد الله
في المساء بعد أن زاروا والدة لمار واستمتعوا بالحديث معها .. فهذه المرأة رغم عجزها ومرضها إلا أنها سعيدة ومتفائلة وتحمد الله على كل حال سأل ستوفي ميري قائلا: ما رأيك في الإسلام؟ أليس رائعا؟؟
نظرت إليه ميري ولم تعرف ماذا تقول؟
فقط .. عيناها كانت تشي بما تريد قوله
وكأنها تقول بلى
000000000000000000000000000000 00000000000000000000000
انتهت.
*كلام الكاتبة:
في يوم 19 \ 11\1428 ه يوم الخميس الموافق 29\ نوفمبر \ 2007 م
انتهيت من كتابة قصة لمار التي صار عمرها 19 عاما وتسكن حسب القصة في المدينة التي أحبها (المدينة المنورة) بجوار والدها ومعها والدتها وابنها عمار وأبنائها الذين لم تلدهم محمد وسمية
لكم أن تتخيلوا بقية الأحداث التي لم أسجلها من استقبال أهلها وفرحة أخوتها وخاصة أحمد
(لم أستطع كتابة الجزء الأخير .. كنت أبكي .. رغم أني مؤلفة القصة)
لا تسألوني إن كانت القصة حقيقية أو خيالية حتى لا يذهب طعم القصة
أخذت مني القصة شهرين وزيادة فأنا بدأت في كتابتها في 15 رمضان
ولا أسامح ولا أحلل ولا أبيح سرقة القصة أو جزءا منها أو سرقة فكرتها بالكامل
أم عبد الملك تستودعكم الله
الرياض/ المملكة العربية السعودية.
في مطار لندن ينزل كهلان يونانيان ويأخذ كل واحد منهما حقيبته سائرين إلى خارج المطار .. كان الجو ماطرا رغم أن الوقت كان صيفا والشمس ما بين ظهور ومغيب خلف السحب
استقلا تاكسي وأعطاه ستوفيوس عنوان منزل ابنه كارلوس كما يسميه هو فسار به إلى أن توقف أمام منزل ابنه ..
نزلا ثم وقفت ميري أمام المنزل مترددة وفي عينيها دمعة لا تعرف ما هي؟
هل هي دموع الفرح بلقاء ابنها الذي هجروه؟ أو فرح بلمار التي هي بمقام ابنتها؟
ناداها ستوفي : هيا ما بك؟ هل تحسين بالرهبة من الدخول؟
- ألم نطرده يا ستوفي؟؟ ثم بكت
- لا عليك .. هو حنون وطيب القلب وقد فرح عندما أخبرناه بمجيئنا
- لا يقوى جسمي على الحركة
سحبها زوجها ثم طرق المنزل فخرجت خادمة لتدخلهما إلى الداخل
كانت لمار تقف في وسط الصالة بروب أبيض طويل وشعرها الناعم ينسدل على كتفيها إلى خصرها الذي زاد قليلا وبجانبها طفل عمره أربع سنوات وطفلة جميلة عمرها سنتان عندما نظرت إليها ميري تذكرت هيلا مباشرة ثم نظرت إلى طفل رضيع في حضنها وكان في الشهر الأول من عمره
إنه ابنها من عبد الله ونتاج سنتين من الزواج الموفق إنه (عمار)
أسرعت ميري لتضمها وتبكي ثم انحنت لتقبل الصغار الذين حرموا من أمهم ومن جدتهم قبلها .. لقد حرمتهم حنان الجدة ..
أما ستوفي فوقف مترددا .. أقبلت لمار لتقبله على رأسه وتقول له: الحمد لله على سلامتك يا خالي .. أنت الان قريبي وأبو زوجي ولا حرج من أن أقبل يدك أو أصافحك
أحس بالخجل منها .. ثم قال: لقد بدأت أرى حسنات إسلامكم .. اه يا لعظمته
فرحت لمار بكلامه ودعت في سرها أن يهديهما الله للإسلام
كانت ميري تجول بنظرها ما بين لمار التي تغيرت والتي غابت عن ناظريهم خمس سنوات وتركت وحشة في المنزل من بعدها وكأنها اختطفت الحياة والسعادة والفرح والبهجة منه فصار كئيبا أشبه بالقبور منه بالمنازل
ثم تنظر إلى محمد وسمية وتتأمل جمالهم وبراءتهم وتتذكر والدتهم التي قضت نحبها قتلا .. فتحس بالحزن العميق وبالندم على طردهم لها مع زوجها عندما قدموا بعد إسلامهم للسلام عليهم
ثم تنظر للصغير عمار .. وأحست أنه الفاكهة والأمنية التي تمنتها .. إنه ولد الغاليين كارلوس ولمار
ستوفي لا زال يحس بالخجل فهو الذي طرد ابنه وطلب منه أن لا يتصل بهم أبدا وأن لا يزورهم ولم يعزيه في زوجته وكان كلما اتصل أقفل الخط في وجهه .. فهو غاضب منه
حتى عندما تزوج لمار لم يباركوا له ولم يفعلوا شيئا .. ولكن فرحوا في سرهم أن لمار حبيبتهم تزوجت ولدهم
ومتى تحركت قلوبهم ؟
تحركت عندما وصلتهم رسالة تخبرهم أن لمار رزقت بولد من ابنهم الوحيد .. فأصابهم شيء هو أشبه بالخفة أو الجنون .. فرتبوا حقائبهم واشتروا الهدايا وكأن كل شيء تغير في لحظة واحدة
هل استيقظت مشاعر الأبوة فيهم؟ هل حنوا للمار؟ هل حبهم لها هو الذي قادهم؟ هل تحمسوا لرؤية صغيرها؟
ربما كل ذلك جعلهم يحجزون لبريطانيا على وجه السرعة ويخبرون ابنهم أنهم في الطريق إليه
دخل عبد الله بعدما أخبرته لمار عبر الهاتف أن أهله وصلوا .. وكان متحمسا للقائهم ولا تسع الدنيا فرحته بقدوم والديه الذين هجراه من سنين فأسرع ليضم والدته وقد غص بالبكاء فلم يتكلم ثم ضم والده
وعندما جلسوا قال لهم الحمد لله على سلامتكم .. لقد افترقنا طويلا .. وها نحن نلتقي أخيرا .. فالحمد لله الذي أعادكم إلي والذي عوضني في مصيبتي فرزقني زوجة من أروع الزوجات (ثم نظر إلى لمار) ورزقني رياحين تزين منزلي كلما أدخل أشمهم وأضمهم (وكان محمد وسمية قد ارتموا في حضن والدهم)
كان الجو رائعا فالسعادة والحنان والفرحة تملؤه والبسمة ترتسم على شفاه الجميع الذين أخذوا يتحدثون في أمور شتى .. وفي منتصف حديثهم قامت لمار لتضع الغداء بمساعدة الخادمة
بعد الغداء كان ستوفي يسأل عبد الله عن أسماء أولاده .. لم هذه المسميات بالذات فأجاب:
محمد على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
أما سمية على أول شهيدة بالإسلام .. عندما ماتت أمها شهيدة تذكرت أول شهيدة بالإسلام ولم يحضرني سوى اسمها سمية فسميتها
أما عمار فقد أحببت سيرة سمية وزوجها وابنها فسميته على اسم الصحابي الجليل عمار
وهو في نفس الوقت ملائم لاسم والدته لمار (وابتسم وهو ينظر لزوجته الحبيبة وكأنه يتلذذ بنطق اسمها)
ثم قال نسيت أن أخبركم أمرا .. أنا منذ سنتين وأنا أجهز للانتقال للسكن في المدينة المنورة مدينة رسول الله وقد أرسلت عقد العمل للمستشفى هناك وسننتقل بعد شهر من الان إن شاء الله
ثم نظر إلى لمار وقال: إنها ذاهبة لأمها بعد قليل لتزورها هل تريدون الذهاب معها؟
قال أبوه: لا مانع
فرحت لمار بذلك .. فهم رغم أنهم غير مسلمين إلا أنها تحبهم وتتذكر رعايتهم لها وحبهم لها كذلك
في الطريق أخبرتهم لمار أن والدتها ستنتقل معهم للمدينة وأن حالتها تحسنت قليلا وقد لا تحتاج للمستشفى فهي ستجهز لها غرفة خاصة في منزلها وسيشرف على صحتها عبد الله
في المساء بعد أن زاروا والدة لمار واستمتعوا بالحديث معها .. فهذه المرأة رغم عجزها ومرضها إلا أنها سعيدة ومتفائلة وتحمد الله على كل حال سأل ستوفي ميري قائلا: ما رأيك في الإسلام؟ أليس رائعا؟؟
نظرت إليه ميري ولم تعرف ماذا تقول؟
فقط .. عيناها كانت تشي بما تريد قوله
وكأنها تقول بلى
000000000000000000000000000000 00000000000000000000000
انتهت.
*كلام الكاتبة:
في يوم 19 \ 11\1428 ه يوم الخميس الموافق 29\ نوفمبر \ 2007 م
انتهيت من كتابة قصة لمار التي صار عمرها 19 عاما وتسكن حسب القصة في المدينة التي أحبها (المدينة المنورة) بجوار والدها ومعها والدتها وابنها عمار وأبنائها الذين لم تلدهم محمد وسمية
لكم أن تتخيلوا بقية الأحداث التي لم أسجلها من استقبال أهلها وفرحة أخوتها وخاصة أحمد
(لم أستطع كتابة الجزء الأخير .. كنت أبكي .. رغم أني مؤلفة القصة)
لا تسألوني إن كانت القصة حقيقية أو خيالية حتى لا يذهب طعم القصة
أخذت مني القصة شهرين وزيادة فأنا بدأت في كتابتها في 15 رمضان
ولا أسامح ولا أحلل ولا أبيح سرقة القصة أو جزءا منها أو سرقة فكرتها بالكامل
أم عبد الملك تستودعكم الله
الرياض/ المملكة العربية السعودية.
تعليق