ملامح الحزن العتيق...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
    عضو ماسي
    • May 2009
    • 708
    • .
      .
      .


      .
      .
      .


    #41
    المشاركة الأصلية بواسطة *مزون شمر*
    عزيزتي
    مشكوره على اهتمامك و اكمالك لروايه


    العفووووووووو


    وأسعدني متابعتك للرواية...

    تعليق

    • Loli.
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 5513



      • أيـــام .. كانت أيام :(


        تليغرامي للإقتباسات
        اضغط هنا


        .

        شيخة قلبه سابقا

      #42
      تكملها تكملها

      الله يخليك

      تعليق

      • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
        عضو ماسي
        • May 2009
        • 708
        • .
          .
          .


          .
          .
          .


        #43
        المشاركة الأصلية بواسطة راحله
        تكملها تكملها

        الله يخليك

        أسعدني مروووورك

        راح أنزل فصل جديد>>>>>> رحمتك

        تعليق

        • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
          عضو ماسي
          • May 2009
          • 708
          • .
            .
            .


            .
            .
            .


          #44


          فصلٌ ثامن

          نكهة وجع ..

          دخل الغرفة وريحة عطره تسبقه ..
          رجولته طاغية بمشيته وحركته وشكله وصوته ..
          قال بثبات وركود وثقه : السلام عليكم .
          ردت بصوت واطي اقرب للهمس : عليكم السلام ..
          تأملها بفستانها الابيض الناعم ..
          مكياجها اللي مبرز جمالها اكثر ..
          يدينها اللي مشبكتها ببعض ونقشة الحنا الهادية اللي تمتد على كفها محولتها لفتنه تسر الناظرين ..
          كل هالاية له هو ..
          كل هالأنوثه والجمال والسحر اللي قدامه اسمها زوجته وحلاله .
          حاول يغض الطرف بس عجز ..
          استغل الفرصة انها ماتدري عن نظرته وحركته وزاد تأمله لها ..
          كل هالجمال بيندفن بيده في عالمه الكئيب ..
          حظك ياشادن وهذا اللي سعيتي له ..
          حس انه طول وهوساكت واستدرك نفسه قال : وشلونتس ياشادن ؟
          ماطالعته وكانت موجهه نظرها للأرض مستحيه لوجودها مع رجال غريب وفي نفس الوقت متضايقه من تمثيليته السخيفه اللي جارته فيها ..
          قالت : بخير .
          نزل بشته وحطه على السرير وجلس على طرف السرير وقابل لها وهي جالسه على الكنبة ...
          طول وهو يطالعها من غير مايتكلم ومن غير ماتتحرك او حتى ترفع نظرها ..
          وكأنه يستغل الفرصة في ليلة خجلها وحياها ويملا عينه منها ويشبع نظره ..!
          مايدري كيف يبدا الكلام بس ضروري يبدا ..
          اخيراً تكلم : ليش كل هالتكلفه ..؟
          رفعت نظرها له ..
          وعرفت انه يقصد فستانها ومكياجها ..
          كانت عيونها اكثر شي تهزه ..
          شافها قبل كذا وحس انها تجذبه غصب
          لدرجة انه مايتذكر في وجهها غير عيونها ..
          لكن الليلة غير ..
          الليلة مثل البحر الهايج اللي يجرف كل شي قدامه ..!
          وهو اللي في الواجهه ..!
          بس مع هذا ماله الا الشوف والنظر ... وان تأمل يعتبر واجد عليه .!!!
          قالت وهي ترفع حاجبها وتبتسم بسخريه : اجاريك في التمثيليه . ومثل مالبست انت البشت لبست انا الفستان .
          حط يدينه ورى وتكى عليها وقعد يمس ظهره ..
          قال : زين انك عارفة الوضع .. مايحتاج اتعب نفسي بالاعتذار والشرح .
          قالت بسرعه قبل لايقوم ويطلع ويقهرها وحبت انها هي اللي تبدا
          : ممكن تطلع ..؟
          ناظرها وكشر قال بلهجة حادة : وشو ؟
          بلعت ريقها لأن صوته خوفها قالت : ببدل واتحمم وانام ..
          تحرك بسرعه ووقف وهز راسه ..
          فهم قصدها وغرضها من كلامها ..
          هذي نقطه تحسب لشادن .. بنت حريصة وذكيه وقوية ..
          قال وهويفتح زراير ثوبه ويعطيها ظهره : هذي تراها غرفتك وانا غرفتي زي ماهي .. تبين شي قبل اطلع بروح انام حيلي منهد .
          هزت راسها بلا وهي مخنوقه ..
          لأنها لوتكلمت راح تنفجر من البكا ..!!
          طلع من عندها وسكر الباب وراه ..
          وقامت وقفت ومشت بالغرفه وهي تتأفف ..
          هالمرة ماقدرت تتحكم في دموعها ..
          تركت لها المجال انا تسيل براحتها بدون ماتردها او تمنعها
          بكت من قلب ..
          بكت اول ليلة بزواجها ..
          بكت زواجها وطريقته اللي مافرقت عن طريقة زواج امها وجدتها الا بالمكياج الثقيل والفستان الابيض الفخم ..
          بكت ابوها لو كان حي يمدي عماد فكر يحطها بالموقف هذا ولا كان حسب له الف حساب وشالها على كفوف الراحه ...
          رمت نفسها على سريرها وغطت ووجهها على المخده ..
          طلعت اللي كانت مخبيته عن امها ونايف وسارة واللي كانت موفرته ليله فيها يمكن ويمكن ..
          بس للأسف طلعت اسوأ مما توقعت ..
          بكت حياتها ..
          وبكت ماضيها ومستقبلها وصدقها اللي شوهته بيد عماد ..
          بعد تنهيدات كانت كاتمتها داخل اعماق قلبها مع شلالات الدموع اللي سكبتها شمت ريحة العود اللي هاجمت انفها توها انتبهت لها ..
          طالعت للبشت المرمي على السرير اخذته ورمته على الأرض وهي تتذكر المسرحيه السخيفه اللي مثلها بإتقان وأجبرها انها تجاريه بهالفستان الاسود بنظرها والابيض بنظر اللي شافوه ..
          رمت الطرحه بعد مافكتها بقوة وهي تحس انها خانقتها وكاتمه على نفسها رغم انها على شعرها وبعيده عن فمها وأنفها و صدرها ..
          " اه " اطلقتها من عمق اعماقها وحطت يدينها الصغيره على وجهها وانخرطت في نوبه معبرة ...
          بكت ليلة فرحها ..
          بكت اهلها ..
          بكت الفرح والسعادة ورثتها بمناحتها ودموعها ..
          بكت الحياة الزوجية واسم زوجة ..
          بكت الحظ .. والقدر والقسمة والنصيب اللي خابوا معاها وماصابوا ابداً ..
          انتبهت للباب اللي انفتح عليها ..
          ورفعت راسها وشافته
          بطوله الفارع كان لابس قميص مغربي لونه بني واسع بقبعه طويلة من ورى وكم طويل وزراير كثير قدام ..
          وقف بمكانه منصدم بالرغم انه مو متفاجيء ..
          لأن المفروض ليلتها اسمها فرح ..
          وهو احالها لتعاسة ونكد ..
          بس الصدمه ان هذا شكلها وهذا حالها ..
          حالتها الجمته وجمدته ..
          فزت بسرعه وصدت عنه واعطته ظهرها وهي تجلس على طرف السرير البعيد عن الباب ..
          حتى مايشوف شكلها اللي اكيد يخرع بفعل الكحل والمكياج السايحين على بعض ..
          ويلاحظ عيونها الحمرا ووجهها المتورم ..
          وحتى ماينتبه لحالها ويشفق عليها لأن اخر شي تبيه من عماد الشفقه ولا الرحمه ..
          جا قدامها ويدينها على عيونها وهي تنتحب ..
          قرب منها وجلس على ركبه على الارض ومسك يدها قال : ليه كذا ؟
          شهقت وهي تحاول تتماسك قالت من دون ماتطالعه وبصوت يرتجف
          : لوسمحت بعدين تدق الباب علي اذا فكرت تدخل .
          : الحين جاوبيني ليه حالك كذا ؟
          : مالك شغل فيني .
          اخذت منديل من اللي على الكومدينو بجنبها ومسحت وجهها بس وش تمسح ووش تخلي ..
          تنهد بوجع قال : على راحتك .. بس لاتنسين اني نبهتك من البداية وحذرتك وانتي اللي اصريتي وركبتي راسك .. ولا ماكنتي مصدقتني وماتوقعتي اني جاد بكلامي لك .؟
          : اصلاً مابكي عشانك ولا فكرت فيك .. اللي مزعلني شي ثاني بعيد عنك .
          : اللي هو ..؟
          : مالك شغل فيه .. ورجاءً لاتتدخل فيني . ولاتسألني عن شي يخصني ..
          ترك يدها بعد ماحاولت تسحبها كذا مرة ..
          وقف واخذ بشته المرمي على الأرض ..
          قال : زين انا هنا بغرفتي اللي بجنبك .. اذا بغيتي شي دقي عليّ باب غرفتي .. ولاتنزلين الا اذا قلت لك . فاهمه ..؟
          مانتظر منها جواب وطلع وسكر الباب وراه ..
          قامت بسرعه وقفلت بالمفتاح بعصبيه ..
          ورجعت تكمل نوبتها وهي تبدل فستانها وتدخل الحمام تتحمم ..
          فتحت الموية عليها واختلطت بدموعها ..
          حست بالبرودة في جسمها وتمنت لو توصل لقلبها وتطفي شي من ناره وحرقته ...
          طلعت بعد ساعه بالضبط وهي تشهق وتمسح سيل الدموع اللي ماتوقف ولا له نيه يتوقف .
          راحت حطت راسها على السرير بعد ماجففت شعرها ولبست بيجامه قطنيه وناعمه ..
          وبعد كلل وجهاد مع النوم قدرت تغلب النوم وتغفو لها كم دقيقه من كل ساعه ...
          المهم اسم انها نامت ..


          **


          في غرفته
          علق بشته في دولابه وتمدد على سريره وحط يدينه ورى راسه ..
          " هذا اول الغيث ياعماد "
          الليلة لمن شاف دموعها انكسر بداخله شي ..!
          حس بظلمها صدق ..
          حس انه قسى على بنت خاله وحبيبة جدته ..
          بس وش يسوي .. هو ماسعى لها وهي اللي سعت لحالها هذا .
          نصيبها حطها في هالوضع وهالموضع ..
          " يالله ارحمني برحمتك "
          قالها بصوت عالي وغمض عيونه وهو في دوامه وش يسوي ووش الحل ..
          لايمكن يقدر يعيش زوج ويمارس حياته بشكل طبيعي .
          الظروف تجبره ياعالم وماهو بيده ..
          احتار يجبر نفسه ويتورط ولا يعودها الايام الأولى تتعب فيها وبعدين تتعود بدل مايعيشها بسعاده اول ايامهم ثم يجني عليها بعد كذا ..
          التعب نال منه اليوم كثير ..
          جسمه كأنه متكسر ..
          وراسه ماعاد قادر على التفكير والتخيل
          حس برعشة في سائر جسمه ووقف وراح يتخبط بمشيته للحمام
          وقف على المغسلة دقايق ورجع كل اللي في جوفه ,,
          غسل وجهه ومسح على شعره ورجع لسريره ..
          محتاج يرتاح اسبوع كامل على الاقل بعد تعب اليوم ..
          رحمه النوم لمن داهمه وعقله بعز التفكير والأفكار والتعب المنهك..!


          ***


          بعد ماقرأت رسالته اللي وصلتها على رقمها الجديد وهي مو في طبيعتها ..
          بدأ العد التنازلي لحسم امرها
          اما ان تكون لخالد واما الا تكون
          وكلا الأمرين للحين يمثلون لها غصة ..
          صحيح ان خالد ماعاد يعنيها مثل اول
          بس كلمة مطلقه وبعدها عن خالد اللي رسمت كل احلامها معاه شي صعب ..
          ضمت على الجوال بيدها بقوة وهي محتارة في تناقضات خوفها من خالد ..
          تبيه ولاتبيه .. !!
          تخاف قربه وتخاف بعده .. !!
          هو بالنسبة لها صدمة وبنفس الوقت فراقه يعتبر صدمة .. !!
          مانتبهت لابوها اللي وقف على راسها وناداها اكثر من مرة وهي ولا هي حوله ..
          لاحظ ابوها وجهها الشاحب وملامح الحزن ترتسم عليه ..
          قرب منها قال : اش فيها سارونة زعلانه .. اكيد تفكر بشي مزعلها ..!!
          فزت بمكانها وحطت يدها على صدرها وشهقت بخوف وفجعه قالت : يبه انت هنا ماشفتك ..!!
          : من زمان اناديك وانتي بعالم ثاني .. خير وش مضايقك . ؟
          فرقعت اصابعها بتوتر قالت وهي تناظر بالسقف والجدران وكأنها تبي تهرب من نظرات ابوها : يبه مو مو مووووضووعي اش صار عليه .
          جلس على يسارها وضم على يد بنته بيده اليسار ولف يده اليمين على اكتافها
          قال بحنية ومودة وهو يطمنها : لاتحسبيني غافل عن موضوعك .. خالد راح يطلق وغصب عن عينه لأنه عفن وريحته طلعت ..
          عقدت حواجبها قالت باستغراب : عفن ..؟ ريحته طلعت ..؟
          : الوسخ دايم يعفن يابنتي وخالد وسخ عفن وريحته طلعت ..!
          حست ان الجملة وافيه وكافيه انها تصور لها خالد ..
          ابتسمت لابوها بتودد قالت وهي متردده : يبه ابغى ارتاح انا خلاص صليت الاستخارة واحسني ابغى اتطلق منه ...
          وجهت نظراتها للأرض قالت بخجل : تراه من كم يوم يدق على جوالي مادري من فين جاب رقمي الجديد . واليوم ارسل لي رساله .. شوفها يبه .
          دخل مشاري على جملتها الأخيرة وهي تمد الجوال على ابوها قال : الوسخ اكيد جابه من الاتصالات لكن اتركيه كلها ايام وماراح تسمعين صوته بالمرة .
          اشر له ابوه يعني اسكت وسكت مشاري وهو يوقف ورى ابوه ويقرا الرساله ..
          قال : يخسي ماعنده فلوس لالمهر ولا لبيت ولا لزواج هذا يبي يستفزك عشان تردين عليه ويحاول يقنعك ماتسمعين كلامنا .. لكن هانت وانا اخوك ماباقي الا كم يوم وماتسمعين سيرته .
          طالعه ابوه بنظرة لوم قال مشاري وهو يغير الموضوع : الا وش اخبارك ياسويرة من بعد شويدن .. من بعد ماتركتك .
          طالعته سارة وسكتت .. ماردت عليه زي كل مرة اذا قال سويرة ولا شويدن ..
          لأن بالها مشغول برسالة خالد اللي مضمونها " انه راح يرسل لها المهر في ايام قليلة ويبي رقم حسابها .. " .
          حس مشاري ان اخته مهمومه ولاهي رايقه .. وان وجهها يقول كلام ماله أي تفسير غير الخوف
          قال وهو مصر على انه يغير جوها ومودها ويروقها بطريقته
          : بالله طالعوا في كرشي تستاهل انا نأجل الزواج عشانها .. ريهام مطفشتني كل يوم تضيف لي شرط جديد .
          ضحك ابوه بمحاولة انه يراوغ ويبعد سارة عن التفكير بخالد قال : هذا شرط جديد غير شرط الدخان ؟.
          عقد مشاري حواجبه وهو يمسح على كرشه اللي بارزة شي قليل من تحت التي شيرت قال : تقول كرشك تنزلها ولا مافيه زواج .. شكلها بتسوي فيني مثل ابو علي بطاش ماطاش ..
          غصب عن سارة ضحكت وهي تدري ان مشاري وابوها يحاولون جاهدين انهم يغيرون لها جوها ..
          مافيه حل الا انها تسايرهم تجاريهم في محاولاتهم حتى ماتشيلهم همها الكبير ..
          قالت : اسعدها ياربي هالريهام محد ماخذ لي حقي منك غيرها .. يالله يالله من بكرة على النادي الصحي .
          وقف مشاري وطالع في ابوه قال : يالظالمة تتشمتين فيني كله عشان قلت سويرة .
          ردت بمرح وهي تتصنع الزعل : وشويدن كمان ..!
          : اووه صح نسينا شويدن والله الظاهر لو تدري اني اقول لها شويدن لتقتلني ..
          : طيب ياخ مشمش متى بتسجل في النادي ..
          : هههههههههههههههههههههههههههه مشمش عاد . . اسكتي لاتسمعك ريهام ثم تقول .. كمل مشاري وهو يقلد صوت ريهام الهادي وطريقتها البطيئة بالكلام : مانتزوج لين تتخلص من الكنية هذي للأبد وتمر بتجربة سنة كاملة من غير ماتسمعها ...
          كان الضحك هو الرد الطبيعي لكلام مشاري وقدرته على تقليد ريهام اللي صارت تمثل له المستقبل المشرق والمبشر بالسعادة ..!
          قدر انه يقلب جو سارة لمرح وهو يتكلم عن ريهام ونصايحها له وطلباتها اللي ماتخلص . لاتدخن .. لاتسهر .. لاتسرع .. لاتاكل كبسة حتى ماتطلع لك كرش .. لاتجلس كثير حتى ماتتخن .. اعمل رياضه .. ابغى جسمك رياضي واهم شي ماعندك كرش ..
          ارتاح ابوها انه يشوفها نست او تناست وتغيرت لمحة الحزن اللي على جبينها لابتسامه واسعه مايدري وش كثر اللي وراها من الهم ..
          وحمد ربه بصمت انه ستر ولاخلى مشاري يفصح عن الكمين اللي مخططينه لخالد حتى يطيح في شر اعماله بعد مارفض انه يطلق سارة ..

          في ليلة تاريخيه في عمر ام ناصر ..
          لأول مرة تسهر من سنين لهالوقت ...
          ماباقي عن الفجر الا ساعتين وهي جالسة مع ام نايف تحت ..
          وفي غرفتها تحديداً ..
          يسولفون في الجديد والقديم ..
          وفتحت ام ناصر ملفات قديمه تجهلها ام نايف ..
          تطرقوا تقريباً لكل شي الا لسيرة صالح اللي تكرهها ام نايف وتعتبرها نقطه سوداء في حياتها ..
          كلمتها عن خالد وكلامه عنها وحبه وشوقه لها وانه كان في اخر عمره ينوي يرجع لها بس المرض حال بينه وبينها ..
          وكأنها تقول سامحيه واعذريه ..
          تلذذت ام نا صر بسيرة الحبيب المفقود ..!
          رغم ان حزنها عليه يوغل بصدرها مثل الخناجر الا ان سيرته مثل البلسم ..!
          رغم ان الكلام عنه يقرح الجفون ويقطع الوتين الا انها بحاجه لمن يشفي روحها بطاريه واسمه ..!
          كلمتها عن عيالها ...
          شادن ونايف ..
          طفولتهم ،
          مراهقتهم ،
          كيف ربتهم على القوة والتحمل والصبر والنضج من بدري ..!
          وكيف زرعت فيهم الصبر والمواجهه التي تفتقدها هي ..!
          الحديث ذو شجون وذو شجن ..!
          ماكانت تبي تغلق الحوار وتنهيه ...
          ورغم انها تعبانه في زواج الغالي .. الانها تحس بنشاط بتحقيق الأمنية اللي من سنين تنتظرها ..
          لولا ان عزيزة تعبانه ولا كان جلست معاها لين تطلع الشمس
          لكن الرحمة واجبه ..!
          حست انها تعبانه وجالسة معاها مجامله وضاغطة على نفسها يوم تشوفها مستانسه ..
          حلفت ام ناصر عليها لتقوم تنام وتريح جسدها لأنها تدري ان هم ام العروس اكبر من هم العروس ..
          وانها تعبت اليوم ولازم ترتاح ..
          استاذنت ام نايف منها وقامت ودخلت تنام مع نورة وبناتها اللي سبقوها لأنهم هلكانين سفر وتعب في جدة ثم في الزواج ونفدت طاقتهم ...
          صلت ام ناصر ركعتين لله ثم تمددت وهي شاكرة ربها على فضله عليها وعلى عيالها ..
          هي اكثر شخص مبسوط اليوم وتنتظر بكرة على جمر وهي تشوفهم مجتمعين مع بعض وحال عماد مستقر وبنت خالد عندها في بيتها وقدام نظرها ..
          غفت عينها وقلبها يلهج بذكر الله ولسانها يهلل ويستغفر ويسبح ..

          يتبع,,,
          ***



          تعليق

          • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
            عضو ماسي
            • May 2009
            • 708
            • .
              .
              .


              .
              .
              .


            #45


            صباحية العرسان ..!!
            صحى لصلاة الفجر اللي وقت المنبه على موعدها ..
            صلى في المسجد ورجع للبيت ..
            النوم اللي نامه كفاية انه يريح جسده نوعاً ما ..
            اما الفكر والقلب فما يريحه نوم سنين ..
            مر على جدته وهي تسبح وتهلل وجالسة على سجادتها وعدى من عندها وطلع فوق ..
            مايبي يشغل راسه بأسئلة جدته ونصايحها اللي ماتخلص ..
            المهم انه تطمن عليها وهذا يكفي ..
            دخل غرفته وتململ .. والنوم ماهو حوله ..
            مايدري وش يسوي ..
            اليوم بدأت القيود حوله ..
            كل يوم متعود اذا حس ب الملل يطلع للمزرعه ..
            يركب سيارته ويمشي لشغله ..
            ينزل تحت لجدته ويقضي وقت الصباح معاها على صوت راديوها ومع القهوة والتمر ..
            بس اليوم كل شي محسوب عليه خاصة وهو عريس ووسط اهله .
            فكر لو اخذها معاه وطلعوا عن الناس حتى يسلم من شر الانتقادات ..
            بس وش يقول لها ولا وين يروح فيها ..!
            اخذ القران وجلس يقرأ لعل الله يهدي انفعالاته المكبوته بداخله وخوفه انه يتهور ولا ينفضح امره ..!
            مر عليه من الوقت اكثر من ساعه مادرى عنها وهو في غمرة الخشوع بذكر الله ..
            انتبه لصوت الدق الخفيف على باب الغرفة اللي بجنبه وفز من مكانه ..
            زفر بأوووف معبرة اعتراضاً على هالغثيث اللي دق الباب وهو محرص وموصي محد يقرب من الدور اللي فوق ..
            يحس نفسه بالمكان الخطأ ووضعه ابداً مايصير ..!
            حط يده على راسه وهو يفكر ..
            اخيراً قرر انه يحسم الموضوع درءاً للاحراج واتقاءً للاستفهامات والتعجب والاستغراب والملاحظات اللي راح تواجهه ان اكتشف امره ..!


            ***


            صحت من شبه نوم ممل على دقات خفيفة على الباب اختفت بسرعه ..
            مدت يدها على الساعه المحطوطة بجنبها على الكومودينو ..
            شافتها الساعه 8 صباحاً واكيد هذا عماد يبغاها تنزل تحت ..!
            فزت بسرعه وهي تلوم نفسها كيف نامت لهالوقت وماصلت الفجر ..
            توضأت وصلت وحاولت جاهده انها تحصر تفكيرها مابين الفاتحه والتسبيح والتشهد لكن الشيطان احيانا يغلب المؤمن ..
            سلمت على يمينها ويسارها وهي تستغفر ربها انها ماقدرت تركز في صلاتها وعذرها هالحال اللي هي فيه ..
            هي حسبت حساب أي شي ممكن ..
            بس ماتوقعت انها تنقهر بالشكل هذا ..
            اسوأ شي على المرأة انها تخدش في انوثتها ..
            وانها تصير عروس بدون فرحة ..!
            تأففت وهي تغسل وتبدل ملابسها بسرعه ماتبي تفكر اكثر من كذا ..
            خلاص اللي كانت متوقعته حصل ..
            وهذا قدرها الى اجلٍ مسمى ... لأن هالوضع ماراح يطول .
            عزمت امرها وقررت انها تواجه اللي خططت له مع عماد ..
            زوجة قدام الناس وعلى الورق ..
            لبست تنورة لونها بيج وسكري وقماشها من الدانتيل الناعم والمطرز ..
            وعليها بدي بيج ومشكوك ومطرز بذهبي ..
            وعليه شال مثلث وعريض من الصوف المشغول باليد وبتفنن ..
            لونه سكري بشك وتطريز ذهبي وشكله بسيط وناعم ..
            لفته علي صدرها ويدينها ومسكته ببروش ذهبي وكبير ..!
            سوت ميك اب يليق بعروس وكحلت عيونها الواسعه وختمت بروج زهري لامع بين شفايفها الناعمه وأبرز جمالها ..
            فتحت شعرها الأسود اللي مايتجاوز اكتافها ومقصوص بشكل مدرج ..!
            اخيراً بخت عليها من عطرها الثقيل واخذت جلالها بيدها وطلعت من غرفتها ..
            الجو هادي ..
            احتارت تنزل وتكسر اوامره ولاتنتظره ..
            فكرت انها تمرعليه تشوفه بغرفته ولا لا ..
            بس ماعندها الجرأة انها تقرب من باب غرفته ..
            اضطرت انها ترجع وتجلس في الصالة ..
            لأنها ماتبي تلفت الانظار لها وتبدأ الملاحظات عليها من بدري ..!
            وأكثر شي خوفها ان احد يسأله وينه وماتدري وش تجاوب لأنها ماتدري .. !
            جلست على الكنبة وسندت براسها عليها ..
            عمرها ماستصغرت نفسها مثل الايام هذي ..
            تحس انها انسانه مو طبيعيه وهي تحاول تعيش وهم وخيال ..
            تتظاهر بالسعاده والفرح وانها عروس وهي مجرد بنت تعيسه تشيل من الهم الكثير .. وتنتظر من الشقا الكثير ..
            متخبطه مابين الوهم والحقيقة ..
            احيانا تحس انها ملكت الدنيا وزوجها عماد اللي كل بنت تحلم بمواصفاته ..
            واحيانا تحس ان الدنيا جنت عليها يوم رمتها في طريق عماد اللي قسى عليها ..!
            غاصت بأفكارها اللي اعتادتها وتعودت عليها ..
            ونست نفسها للحظات مانتبهت الا على وقع خطواته وهو جاي يمشي عندها ..!


            **


            عايش واقعه ومقدر حجم الورطة اللي هو فيها بس لأنه تعود على المواجهه وحل أي قضية تقابله تقبل الوضع وقرر يكمل الطريق اللي ابتداه ..
            الخطوة اللي يستصعبها ويحسب لها حساب من زمان هو كيف يقابلها ولا يجلس معاها عند اهله ولا كيف يتعامل معاها ..
            يتجاهلها ولا يكلمها كأي زوج يكلم زوجته .
            لبس ثوبه وبسرعه ووهو يتمنى لأول مرة ان خالته نورة مو فيه وانها رجعت للرياض ..
            وان فوزية للحين نايمه في بيتها ولايشوفها اقل شي الاسبوع هذا ..
            طلع من غرفته وهو مدخل يده في عقاله اللي لف عليه الشماغ وبراسه ملايين الافكار المتزاحمه ايهم افضل ويناسب ..
            اخر شي تمنى يشوفه في هالصباح هو وجهها الفاتن بنظره والأنوثة الطاغية قدامه ..
            وقف بمكانه ودقق النظر فيها قبل لاتنتبه له ..
            كانت مغمضه عيونها ومرجعه راسها لورى وضامه على الخدادية بيدنها لصدرها ..
            التهى بقفل زراير ثوبه ومشى ناحيتها وهو يتلاشى انه يناظر فيها ..
            اصطدمت نظراته بكل مكان في الصاله الا وجهها ..
            قال : السلام عليكم .
            ارتبكت بمكانها قالت وهي منزلة نظرها للأرض : عليكم السلام .
            : من متى وانتي هنا ؟.
            امتقع وجهها بحمرة خجل بالرغم ان سؤاله عادي قالت : مالي الا دقايق .
            كانت عيونه تدور ملاذ غيرها وبعيد عنها ..
            مايبي يشوفها ولايعرف شكلها اكثر ..
            صد وهو يلبس شماغه ويثبت اطرافه تحت فكه ويحط العقال عليه بتوازي وبخبرة ..
            قال : ترانا بنمشي انا وياك بعد شوي بنطلع لجده او لمكة لأي مكان بعيد عن الناس .
            وقفت واخذت نفس عميق وهي تتخيل نفسها معاه لوحدها ..
            هنا بالرغم انها راح تنحرج من الناس الا انه ارحم لها من الجلسة لوحدها معاه ومشاعره متجمده واحساسه معدوم ناحيتها وهو رافضها ورافض وجودها بحياته ..
            قالت : لا مو لازم نروح مكان .
            التفت عليها ورفع حاجبه قال : انا ماخذت رايك بس حبيت ابلغك .
            رفعت له نظرها قالت : وانا مو على كيفك . ومابغى اروح معاك .
            فتح عيونه بقوة وعقد حواجبه وهو يناظرها تكلمه بالاسلوب هذا ..
            نظرته كانت حاده وتخوف لدرجة انا تراجعت عن هجومها وسلبيتها قالت : انا هنا مرتاحه مع الناس لو نروح مع بعض ماراح نرتاح صدقني .
            هز راسه باقتناع بصحة كلامه وكأنها ذكرته شي غايب عنه ..
            اذا كانت هنا مع جدته وفوزية راح تغير جو وتنشغل فيهم وماتحس بالملل ..
            لكن لو راحت معاه راح تمل وتتعب نفسيتها ويتحمل مسؤوليتها ويحتك فيها اكثر ..!
            لو بس خالاته مو فيه كان زانت اموره وهانت ..
            وافتك من وجع الراس ...
            نزل مع الدرج من دون مايتكلم ..
            وهي لحقته ببرود وخيبة واحباط ..
            حاولت جاهدة انها ماتبكي او تضعف وانها تتسلح بالقوة في المواجهة ..
            سمعت صوته وهو ينادي عشان بنات نورة ياخذون حذرهم ..
            شافته يروح لغرفة جدته وتوجهت على طول لغرفة امها والشوق يسبقها وحضنها غايتها ..
            شافتها جالسة ترتب اغراضها وهي لابسه عبايتها .
            سلمت عليها والثانية اخذتها بالاحضان وباركت لها .
            : هابشريني كيف عماد معاك .
            ابتسمت لامها وهي مسنده براسها على صدرها قالت : الحمد لله يمه .
            ابتسمت امها قالت : البارحه في الزواج الكل يمدحه .. والله اني ارتحت كثير لمن سمعت كلام الناس عنه .. الله يوفقكم ياعمري . يالله اطلعي سلمي على جدتك هي اللي تنتظرك على جمر .
            قالت بخجل : يمه مستحيه تعالي معاي .
            : لاياقلبي انا خلاص الحين ماشية .
            فتحت عيونها قالت : يمه الحين .؟ لالله يخليك لاتروحون اليوم .
            قالت امها بجدية : ضروري نشمي ياعمري وبناخذ عمتك نورة فهد ولد عمك مارضى يوديها وقلنا ناخذها طالما الطريق واحد .
            : يمه اجلسي بس اليوم .
            ردت امها باعتراض : لاوالله مستحيه من الرجال اجلس في بيته وهو عريس كيف بياخذ راحته .. بعدين اذا ربي اعطانا عمر بتشوفيني كثير واشوفك ان شاء الله . وانا الحمد لله برجع لبيتي وانا متطمنة عليك .
            زفرت باهة محبطة قالت : الله يعين .
            راحت لغرفة جدتها وهي واثقة ان عماد لسه فيها ..
            مشت وهي تعد خطواتها وتحسبها زي ماراح تحسب لكل كلمه وكل عذر تقدمه بعدين لأي ملاحظة منهم ..
            لأن التدقيق راح يبدأ والملاحظات بتشتغل بدءاً من الجدة وانتهاءً بشهد ..
            دخلت مع امها لغرفة جدتها وشافته جالس بجنبها وعلى وجهه ابتسامه ساحرة ..
            تفاجأ اول ماشاف امها وانتبهت جدته اللي قالت على طول : هذي ام نايف مهيب غريبه .
            فز من مكانه وقف وسلم عليها بحرارة ..
            سألها عن صحتها ورحب فيها وهلاّ بوسط ذهول شادن واستغرابها ..
            شكلها وهي فاتحه عيونها ورافعه حاجبها وهي تطالع فيه ومتسمرة بمكانها .. خلاه يلتفت عليها ويصد بسرعه كأنه خايف احد يكتشف جريمته ..
            قال لها وهو يبتسم : شادن سلمي على جدتي بدال ماتبحقلين فينا .. تراها ابلشتني وهي تسألني عنتس ..!
            تحركت شادن من مكانها وراحت تسلم على جدتها اللي تبارك وتهني بصوت يتخلله الفرح وباينة عليها السعاده بلمتهم وقربهم ..
            قالت ام ناصر بتودد : تعالي اجلسي عندي ..
            جلست بجنب جدتها .. وعماد رجع جلس بجنب جدته من الجهه الثانية ..
            كانت متوقعة ان الموقف محرج بس مو عارفة انه لهذي الدرجه ..!
            قال عماد بصوته الواثق والجهوري : اجلسي ياعمتي القهوة بتجي الحين .
            ردت ام نايف بخجل وحيا : بروح اصحي نايف بنمشي من بدري قبل الظهر .
            طلعت ام نايف وشادن لازالت بذهولها ..
            عمتي ..؟
            ليه خير ان شاء الله ..
            لايكون صدَّق المسرحية واني زوجته وامي عمته ..!
            انتبهت لجدتها اللي تبارك لهم واعتلت خدودها حمرة خجل ممزوجة بقهر من عماد وهو يرد باسلوب ممثل ومحترف وكأن الوضع طبيعي جداً ..
            اما هي سكتت واكتفت بنظرة للأرض دلالة على احراجها وخجلها وحيرتها وقهرها ..!
            اصغت سمعها لعماد وكلامه مع جدته ..!
            اسئلته لها تبعث في قلبها الاطمئنان للحياة معاه ..
            لأن مافيه انسان بهالحنان ممكن يقسى او يظلم ..
            : ها بشريني عنتس اليوم ..
            عسى ماتحسين بشي ..؟
            علميني امس تعبتي .. ؟
            متى نمتي ..؟
            حط يده على ركبتها وهو يقول : رجولتس وشلونها عسى ماوقفتي عليها واجد ..؟
            وريني عيونتس .. شكلتس سهرانه .
            اخذتي حبوب الضغط ولانسيتيها ..؟
            كان يسأل بلهفه وهي تجاوبه بإجابات مطمئنة وتكررها ..!
            مافيني غير العافية من ربي ..
            نمت وعينت من الله خير .
            انت لاتشغل عمرك بي ..
            انا بخير وعافية ليا شفتك مرتاح مع مرتك ومستانس ..
            قرب منها وسلم على راسها وهمس لها وهو يبتسم ابتسامه خبيثة بنظر شادن اللي غاصت في افكارها : ان شاء الله راضية عني ؟ .
            هزت ام ناصر راسها قالت بصوت مسموع : الله يرضى عليك دنيا واخره . وياجعل عيني ماتدمع عليك .
            رد بحب وهمس : الله يخليتس لي بس .
            دخلت نورة وهي تشيل سلة شكولاته كبيرة قالت : صباحية مباركة ان شاء الله .. قالوا لي ان العرسان صحوا ..!
            رد عليها عماد : الله يبارك فيتس وش هذا ..؟ جايبته انتي ..؟
            قالت نورة : ايوه جايبتها مخصوص لكم . تراني دقيت عليكم قبل ساعة بشوف اذا انتم صاحين اجيب لكم فطوركم فوق لأن ام نايف تقول شادن ماتعشت وانت ادري عنك ماتاكل الدسم والعشا البارحه اكيد مايصلح لك .
            اخذ حبة شكولاته ومدها على شادن من ورى جدته وخلال ثواني ترددت تاخذها اخيراً مدت يدها واخذتها ..
            قال عماد وهو ياخذ حبة ثانية ويفتحها : اجل اللي يدق انتي بغيت العن خيّر الشغاله حسبتها طالعه فوق .
            ابتسمت خالته قالت : لا لا انا اللي دقيت بس ماطولت ثانيتين ونزلت . شكلكم كنتوا نايمين
            : الا انتي متى بتروحين ..؟
            ردت خالته وهي ترجع السلة فوق الطاولة : الحين بنمشي مع نايف .. ياخي فهد عجزت معه .
            : عاد انتي مالقيتي غير فهد يوديتس ..؟
            : وش اسوي مضطرة فواز يقول انه مشغول وبندر مرتبط بموعد في مكة ولا ابشرك فهد جاب لي عذر مسكت يقول ماني رايح مستحي من بناتك وانه اذا شال الحرمة يكتئب ويحس بدوخة ويخاف انه يصدم فينا .
            ضحك عماد بصوت مسموع من اساليب فهد الملتوية اذا حب يتملص من أي مشوار ..
            قال : بس هو قال لكم مستحي ويكتئب ويدوخ خلاص اجل .. اغسلي يدتس منه .
            انتبهت نورة لامها اللي كانت ماسكة يد شادن وتتأمل نقشة الحنا الخفيفه على كفها الناعم ..
            قالت نورة : ماشاء الله عليك ياشادن وش هالزين .
            التفت عماد عليها وهي تبتسم وترد على عمتها : تسلمين الزين عندك ماشاء الله عليك .
            صد عماد وحاول يلتهي بغلاف حبة الشكولاته وهو يطبقه لطبقات صغيرة وكأنه بعيد عنهم وهو مصغي لكل حرف قالته .
            طالعته ام ناصر بفطنه ..
            ماغابت عنها نظرته لها وصده السريع ..
            قالت بلهجة حادة وهي تهمس له : انت ورى ماتاخذ مرتك وتروحون تمشون ازين لكم من ازعاج الناس .
            حس بلهجة جدته ان فيها امر او شي مايعجبها ووقف على طول
            قال : والله انا قلت لها وهي عيت هذي هي قولي لها .. يالله نايف في المجلس ابي اروح له .. ارسلوا علينا القهوة والفطور قبل يمشي .
            تركهم وطلع من دون ماينتظر ردهم او حتى ردة فعلهم ...!
            كانت ساكته ..
            مصغية لكل حرف يقوله وكل فعل يفتعله .
            تصرفاته عادية بس تثير بداخلها اشياء تجهلها ..
            نظرته الخاطفة لها هزتها واربكتها ..
            " معقول صدقت انه زوجي واهتم حتى بضحكته وطريقة كلامه
            اذا هذا اول يوم وهو يجبرني اسمعه واطالعه اجل وشلون الايام الجاية ..
            يارب ساعدني .. "
            وقفت بتهرب من الكلام فيه وعنه خاصة وهي تسمع جدتها وعمتها يجمعونهم بالدعوات والمباركه والتهنئة ...
            قالت ام ناصر وهي تمسك طرف تنورة شادن .. : وين بتروحين ..؟
            ردت شادن بابتسامة خجولة : بقول للشغاله تجهز الفطور والقهوة للعيال .
            سحبتها جدتها بشويش قالت : انتي ماتقومين ولاتسوين شي .. ومدام انتس عروس ماتدخلين المطبخ وحالتس حال فوزية اللي ماطبته الا بعد شهرين من عرسها .
            ضحكت شادن بحيا وقالت : هههههههه انا راضيه ياجدتي وماعليه اذا دخلت المطبخ مو منقص مني شي . بعدين مارح اسوي شي بس بقول للشغاله تحضر القهوة والفطور وارجع .
            قالت نورة : والله ماتروحين اجلسي بس ولاسمع انتس دخلتي المطبخ قبل شهر .. بعدين ليه ماتبين تروحين تتمشين مع زوجك .. اطلعوا سافروا شهر عسل خليه يغير جو ترى الشغل اهلكه والضغط النفسي قبل زواجه ذبحه .
            ارتبكت شادن قالت : ماعليه انا قلت له بنجلس عند جدتي حبيبة قلبي الوقت معاها يسوى كل التمشيات والسفر ..
            قالت ام ناصر بحكمه : يابنيتي اطلعوا تمشوا ولاتفكرون غير بانفسكم .. انا قاعدة في بيتي معينة من الله خير وانتم روحوا استانسوا .
            سكت وماحبت تعلق على هالموضوع ..
            واضطرت انها تجلس بمكانها وتكمل سوالفها مع جدتها اللي ماكفت عن مدحها والدعوات لهم ..
            اما نورة تكفلت بتبليغ الشغاله وجابت فطور لشادن اللي فتك الجوع بمعدتها لأن اخر عهد لها بالأكل امس قبل ماتروح للصالون ..!

            في بيت ناصر ( ابوفهد )
            جالس مع ابوه من بدري وحاط التكاية تحت كتفه ومغطي وجهه بشماغه ..
            قال ابوه بعصبيه : انت هذي شغلتك .. نوم وبر لاشغل ولامشغله ولامرجلة .
            زفر باهه تدل على الطفش قال : يالله صباح خير .. الحين مقومني من عز نومي عشان هالكلمتين .. الله يطول لي بعمرك كان خليتها لين اشبع نوم وش يبي يضرك .
            : لاحول ولا قوة الا بالله . الله يصلحك ويهديك . رجال اللي في سنك عيالهم في المدرسة وانت حتى الرد على اللي اكبر منك ماتعرفه .
            دخل فواز وهو يسمع صوت اخوه واصل برا المجلس قال : يالله صبحهم بالخير ..
            شاف فهد بوضعيته اللي تدل على لامبالاته قال : اها قولوا لي ان فهد موجود وعذرك معك يابو فهد .
            رد ناصر بقلة صبر : حي الله ابوناصر .. الله يصبحك بالرضا . تعال شوف لي صرفه بالرجال هذا ماذابحني غيره .
            رفع فهد شماغه وقام سلم على راس ابوه قال : الله يطول لي بعمرك .. ماصار مشوار ذا اللي يخليك تقول هالكلام .. مالك الا من يرضيك ومن يودي اختك بس والله يالبستين المتشابهه اللي معها يروعون .
            ضحك فواز من فهد وهو يدري انه يقصد بناتها التوأم قال محد قالك تشوفهن ولاتكلمهن ودهم وانت ساكت ..
            دخل عليهم بندر وهو يشيل القهوة قال : خلاص لاتودي احد لا بستين ولا ارنبين هذا نايف بياخذهم في طريقه .
            تنهد فهد براحه قال : جزاه الله خير . وينه عني من صلاة الفجر .
            يالله يبه هذا ولد اخوك تزهل لهم .. انا برجع انام وراي مشوار ضروري .
            رد ناصر بعصبيه وصوت عالي : وش مشواره ..؟
            : اعلمكم ليا قمت .
            رد ابوه بعصبيه : لاتروح لأي مكان اليوم انا بسوي لعماد عشا وبيجينا ناس .
            مسك فهد راسه قال : تكفى يايبه طلبتك مهب اليوم .
            : وش عندك علمني ..؟
            : متفق مع خوياي نطلع اليوم وبناخذ اسبوع كامل .. وسعود مبلشني له كم يوم ووعدته .
            رد ابوه بعصبيه : سعود هذا ماتمل منه ولايمل منك لاصقين في بعض من عشرين سنه وليا تقابلتوا كنكم اول مرة تشوفون بعض من سنين . اتركه يوم واحد عشان عشانا وضيوفنا ..
            : والله ماقدر يايبه .. انا وعدته وحلفت له اني لاطلع عشانه .
            قاطعه فواز : اصلاً انت من متى تحضر عزايمنا ولاتدري عنا . ماضيعك الا الدوجه في البران .
            زفر بأوووف مكبووته وطلع من المجلس ...
            راح لغرفته ورمى نفسه على فراشه وكمل نومه وبراسه لايمكن يأجل روحة البر ووعده لاصحابه لو يجتمعون العالم كلهم في بيت ابوه ..
            مو يكفي انه جلس الخميس عشان عرس عماد .!!!
            هذا هو فهد لامبالاته في كل شي ..
            استهتاره صار طبع وعاده ..
            حياته فكاهه مزح .. خفة دم .. وبمعنى اصح وناسة ..
            وشعاره في الحياة عيش يومك سعيد وابعد عن الهم .

            يتبع,,,

            ***


            تعليق

            • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
              عضو ماسي
              • May 2009
              • 708
              • .
                .
                .


                .
                .
                .


              #46


              كانت تمسح دموعها وهي تسلم على امها ونايف وعمتها نورة ..
              قالت : ياليتني دريت انكم بتمشون اليوم وصاحين من بدري كان نزلت لكم وجلست معاكم .
              قالت امها بلهجة حادة وهادية بنفس الوقت اقرب للهمس : لاتنزلين الا مع زوجك او تقولين له انك بتنزلين .
              بلعت شادن غصتها وسكتت ..
              واكتسى وجهها حمرة حست بحرارتها ..
              خايفه من امها تكشفها ..
              ولا تغلط وتجيب الطامة وينكشف امرها ..
              هزت راسها قالت لنايف : نايف ياقلبي انتبه على الطريق لاتسرع .. وانتبه على امي .. وزوروني مو تقطعون .. تعرفون دوامات مو على كيفي اقدر اجي .
              رد نايف بحنان : ابشري يالغاليه ماطلبتي شي بس انتبهي لنفسك وحاولي تجين مع عماد لونص يوم .. منها تغيرين جو ومنها نشوفك .
              ابتسمت له قالت : ان شاء الله .
              ودعوها وطلعوا
              تركوها في همها تصارعه ويصارعه ..
              تواجهه لوحدها وتداري وتخاف ويمكن تضعف
              وهذا اللي يخوفها ..
              الضعف اللي كرهته في امها ..
              وخلاها تستسلم لاخوها وصالح اللي ماجنت من وراهم الا الماسي ..
              رجعت جلست مع جدتها والثانية تسولف لها عن العرس ومن جا ومن ماجا ..
              التفتوا على فوزية اللي دخلت ومعاها ترمس قهوة ودته للمطبخ ورجعت لهم في الصالة قالت : صباح الخير .
              قالت امها بلوم : يابنيتي سلمي ترانا مسلمين .
              ردت فوزية بعصبيه تحاول تخفيها : لاحووول يام ناصر انتي مايعجبتس فيني شي ..ولا يهمتس .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
              ردوا : عليكم السلام ورحمة الله .
              باست راس امها وسلمت على شادن .
              قالت بهمس : مبروك ياعروس وصباحية مباركه .
              : الله يبارك فيك .. شو..؟ صاحيه بدري مو من عوايدك !
              : والله قمت غصب .. بالرغم اني البارح سهرانه لكن حبيت اجي ابارك لك واعلمك ان ناصر مسوي لكم عزيمة كبيرة يعني شدي حيلك اغلب الحريم اللي بيجون عشان يشوفونك .
              دخلت شهد تجري وفيصل يمشي وراها مع الشغاله .
              قالت شهد بفرح : هييييي شادن هنا ماراحت ..
              جات تسلم على شادن وحضنتها شادن وجلستها بحضنها ..
              قالت : خلاص بكرة تروحين معاي للمدرسه ؟ .
              : مممممم استني علي كم يوم بعدين نروح مع بعض كل يوم .
              : كل يوم كل يوم ولا بس اسبوع وترجعين لامك .
              قالت فوزية : شهودة ماما روحي عند لسلي خليها تسوي لك فطور ..
              طنشتها شهد وهي تسمع صوت عماد يناديها وتجري له ..
              : ياهلا ياهلا .. حيا الله شهد بنت عبدالعزيز ..
              : عماد انت زي امس ماتغيرت .
              : هههههههههههه تبيني اتغير اجل .
              : شوف شادن تغيرت صارت تحط حنا وشكلها مررررررة حلو .
              وكملت بحماس .. البارح شفتها كانت احلى احلى احلى وحده في العالم مو بس الديرة ..
              لوت فمها قالت باحباط : وفستانها طلع احلى من فستاني .
              ضحك عماد من حركتها قال : انتي مرة ماعاد عندتس ثقة بنفستس .
              : يعني ايش ثقة بنفسي .
              : يعني تبين تصيرين عروس اذا كبرتي ؟.
              : ايوه وابغى اصير حلوة زي شادن .
              شالها عماد وهو يبتسم قال : طيب علميني انتي رقصتي ولا لا ..
              قعدت شهد تسولف عليه وتشتكي له من بنات نورة وخالها ناصر اللي ماسمحوا للصغار يرقصون الا على اخر شي وهو يتحسب الله على ابليسهم ليش يزعلون شهد الغاليه ..
              قربت فوزية من شادن اللي منزلة راسها للارض وتسمع كل الحوار بين عماد وشهد
              قالت : شادن قولي لي كيف امورك مع عماد .
              ابتسمت شادن وهزت راسها : الحمد لله تمام .
              : الله يعينك الادمي هذا فمه مايعرف الابتسامه الا مع شهد ودايماً جدي .
              : ههههههههههه اول مرة تسبين فيه .
              : لا والله مو قصدي اسب بس البارحه تكلم علي انا ونورة يقول عجايز ومصبغات وجيههن .. كأنه هو خالنا مو احنا خالاته .
              : هههههههههههه لايكون زعلكم .
              : لا عاد هذا عماد الغالي محد يزعل منه .
              انتبهوا لعماد اللي نزل شهد وطلع فوق ..
              قالت ام ناصر لشادن بحنية : يابنيتي قومي لرجلتس طلع فوق الحقيه .
              طالعت في الدرج قالت : ها ..؟ يمكن بياخذ شي ويطلع .
              قالت فوزية : ياربي على الحيا اللي ماله داعي .. غمزت لها وكملت : قومي الحقيه تلاقينك مشتاقة له .
              وقفت شادن وطالعت بفوزية اللي ضحكت لها بخبث واضطرت انها تنصاع لأمر جدتها وطلعت فوق ..

              مرت من عند غرفته وهو فاتح بابها لمحته وهو حاط راسه بين يدينه ويفكر ..
              حست بقلبها يعورها ..
              ليه متناقض معاها ..
              وليه بداخلها تناقضات تجاهه ..
              ثقلت خطوتها ..
              وحست انها تدفها غصب ناحية غرفتها لحد ماوصلتها
              تدفع نص عمرها وتعرف وش سالفته بس ..
              بدلت ملابسها .. لبست بيجامه قطنية بعد ماقفلت باب غرفتها ونظفت مكياجها ..
              وحطت راسها بانتظار النوم حتى تصحى وهي مستعده نفسياً وجسدياً للعزيمة في بيت عمها ناصر .



              ***

              صحى فهد العصر ومر المطبخ واخذ معاه لوازم الكشتة الليلة ..
              ملح ، سكر ، شاهي بن وهيل وموية ورز وبصل وطماطم وسكين وملاعق وكل مستلزمات الطبخ لأن اللي في شنطة البر حقته نفدت على اخر طلعة ..!!!
              نادته امه : فهد يمه لاتروح وابوك موب راضي .
              رد عليها وهو يشتغل بسرعه ويطالع بساعته : يمه تعرفين ابوي مهوب راضي عني دايم .. خليني اروح الحين وليا رجعت يحلها ربي ومالتس الا من يراضيه ويطيب خاطره .
              عصبت امه وعلا صوتها عن قبل : ابوك مايبيك تراضيه بالكلام .. يبي يشوف منك فعايل رجال .
              قاطعها : ابشري ابشري باللي تبين بس مهوب اليوم .. الاسبوع الجاي ليا جيت ان شاء الله .
              : الاسبوع الجاي ..؟
              : ايه يمه يالله سعود مبلشني له اسبوع كل يوم يبيني اخاويه يقول خرمان ( مدمن ) على البر ..
              : وسعود هذا مانوى يتعدل ..
              : هههههههههههه سعود مثلي مايتعدل لين اتعدل انا .
              : الله يصلحك انت وياه .
              : امين .. يالله مع السلامه وادعي لولدتس البكر لاتنسينه تراه يحتاج دعواتس الطيبه .
              عطاها ظهره وراح بسرعه للسيارة اللي تدق له بوري برا ..
              حط الاغراض في سيارة خوية صلاح ورجع يجري ياخذ البندق ( البندقيه ) وركب بسرعه ..
              قال صلاح : ابوك وش قال ..؟
              : مهب قايل شي متعود عليّ .
              مشى صلاح ومر على سعود وعبدالرحمن اصحابهم ..
              كان سعود هو اساس الوناسه بمعية فهد ..
              متفقين على روح النكته والمرح ..
              واللامبالاة والعيش على هامش الواقع .
              ماياخذون من الواقع الا اللي يعجبهم
              ولا يتقيدون الا باللي يريحهم ويسعدهم
              وباقي قوانين الحياة تاركينها لاصحابها الأكثر جدية ..
              مر عليهم ساعه ونص في المشوار ووصلوا اخيراً لمكان اختاروه بمعرفتهم وخبرتهم في البر واماكن الصيد ..
              نزل فهد وسحب سعود بيده قال : قوم امش معي وخل النوم لاهله .
              رد سعود بكسل وهو قد غفت عينه : ياخي والله مانمت زين البارح .. اختي الصغيرة سخنت ووديتها للمستوصف ومانمت الا الفجر .
              رد صلاح : لاوالله فيك الخير ياسعود غريبه منك نفعه ..!!
              قال سعود وهو واقف خارج السيارة ويتمطط بكسل
              : عاد هذي ريوم ملح بيتنا وحبيبة قلب سعود لازم اهتم فيها . الله يخليها لي بس .
              اخذ فهد البندق قال : خلنا ندور لنا عشا من بدري .. تراني على فطوري ماتغديت .
              كل واحد اخذ سلاحه وطلع يدور على صيد كالعاده ..
              اللي مشى لوحده ..!
              واللي مشى بمعية صاحبه ..
              اخر شي رجعوا بأرانب وضبان وبحرفنة متخصصين طبخوا العشا من بدري حتى يتفرغون للسهر ..
              هذا هو جو فهد وربعه !!!
              فضاء واسع ..
              ونار ..
              ورفقة خيّرين ..
              واهم شيء الهدوء والسوالف اللي مايتخللها الا المرح والنكته والاخبار اللي تسر ..
              تكى صلاح على التكاية ورفع رجله على الثانية
              قال : سعود بالله تشوف البندق حقتي ياخي ماتصيب زين .. مدري وش سالفتها شكل يبي لها وزن .
              قال سعود : اصبر لين اصلي العشا ثم اسوي لك اللي تبي .
              قام وتوضأ وصلى قدامهم بروية لأنه اخر واحد وصل بصيده ..
              وفاتته صلاة الجماعه مع اصحابه .
              بعد ماكمل صلاته اخذ البندق وهو المحترف بالأسلحة من بين اصحابة وعاينها وتفحصها اخيراً قال : ياخي هذي مصدية يبي لها تنظيف وتزييت بعدين اوزنها لك .
              رد فهد : سعود انتبه لايكون فيها رصاصة .
              : لاماعتقد .
              بدا سعود ينظفها بخبرة وفهد يغني بصوته العالي ..
              البارحة يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا سر مكنون ..
              ساد الصمت عليهم صلاح وعبدالرحمن انسجموا مع فهد ،،
              وسعود انشغل بمهنته المحببه واللي اعتاد عليها من صغره وصار فيها خبير ومحد ينافسه ..
              دوى الانفجار بينهم وأخرس هدوء الصحراء اللي كان صوت فهد يتخلله ..
              ايقظ كائناتها الشرسة والأليفة ..
              ووقف كل القلوب ..
              اللي خايف على نفسه ..
              واللي مستغرب . .
              واللي منفجع ..
              الطيور طارت من اعشاشها وهامت في السماء المظلمة ..
              والحيوانات اللي يزأر واللي يعوي واللي يدور خويه ويتفقده ..
              مو غريب عليهم الصوت بقدر ماهو بغيض وكريه على الحيوانات بالذات ..
              اما البشر اللي جالسين حول الصوت ..
              رغم انهم اعتادوا هالصوت الا انه الان كله هلع وخوف ..
              مرت لحظات طويلة وكل واحد يتفحص نفسه وجسمه هو بخير ولا صابه شي ..
              في غمرة الخوف على انفسهم وسلامة ارواحهم نسوا للحظات قليلة من الضحية ..!
              طالعوا في بعض برعب ..
              تجمدت النظرات
              واهتزت القلوب ..
              فز فهد من مكانه ..
              وهو يصرخ بعالي صوته ..
              : شغل السيارة ياصلاح .. شغلها بسرعه ... ساعدني ياعبدالرحمن خلنا نشيله ..
              رد عبدالرحمن وعظامه ماتشيله من هول الصدمة : شوف الرجال حي ولاميت .
              صرخ فهد اقوى : حي ان شاء الله بس انت شيله معي ..
              مد عبدالرحمن يدينه على رجول سعود وهو مسجى في حضن فهد اللي يحاول يرفعه بهدوء حتى مايتعور وينزف اكثر ..
              قال فهد بصوت يرتجف وصدره يعلو ويهبط من الخوف والصدمه : انتبه لاتعوره ياعبدالرحمن .. شوف الرصاصه بصدره شيله زين تكفى .
              تراخت يدين عبدالرحمن ودموعه بدت تنزل ..
              : مات يافهد .
              دمعت عيون فهد وهو يحاول يكذب اللي يشوفه وصرخ في خويه
              : اقول لك مامات .. سعود انت حي .. سعود تماسك وانا اخوك بنوديك للمستشفى ..
              سعود انت تسمعني صح . صرخ بصوته كله .. : عجل ياصلاح .
              دخل يده اليمين من تحت راسه والثانية من تحت رجوله ورفعه من على الارض بعد مايأس من عبدالرحمن اللي اطلق العنان لحزنه ودموعه .
              رفعه في السيارة وحط يده على صدر سعود قال : يالله ياصلاح على اقرب ديرة فيها مستشفى ..
              رفع عبدالرحمن الاسلحة بسرعه ورماها في الشنظة ومشوا بأقصى سرعه .
              كان صلاح يرتجف والصدمه جمدت كل شي فيه الا رجله اللي يدوس بها اكثر على البنزين ويدينه اللي يلف بها الطارة عند أي منحنى او وجهة للطريق المؤدي للمستشفى ..!!
              مسح فهد على وجه سعود وعلى عيونه المقفلة .
              ماقدر يحط يده على وريده ويجس نبضه حتى ماينصدم وحتى يعيش على الأمل ..
              همس له : سعود .. ترى ماباقي شي ونوصل .. تشجع وانا اخوك . .قو قلبك وتحمل ..
              بكى عبدالرحمن بصوت عالي وهو يسمع فهد يكلم خويه وصاحبه ورفيق عمره واقرب الناس له . والثاني قد سلم الروح من بدري وبقى في حضنه جثة هامدة ..
              ماقدر يتخيل ان فيه شي اسمه فهد بن ناصر بدون سعود .
              رفع فهد راسه بوجه شاحب وعيون فيها دموع جامده قال : انت وش فيك ياعبدالرحمن الرجال حي .. لاتفاول عليه .
              هز عبدالرحمن راسه ونزلت دمعه حارة على خد صلاح اللي كانت براكين الندم والقهر على رفيقه موقده بصدره ..
              هو السبب ..
              لو ماقال له يوزن السلاح ماكان صار اللي صار
              لوتأكد ان في البندق رصاصه كان يمديه جالس معاهم ..
              وصل المستشفى وراح صلاح يجري وهو يصرخ طواريء طواريء
              جلس فهد خالي اليدين ..
              وخالي التفكير ..
              بعد دقايق قليلة مارهقت الدكاترة ولاتعبتهم ..
              تهاوى على الأرض وصلاح يجهش بالبكا ..
              : عظم الله اجرك يافهد .. راح سعود .. انا اللي ذبحته يافهد .. انا اللي ذبحته .
              طلع عبدالرحمن يجري وركب السيارة ..
              مسك صلاح يد فهد اللي من قوة الصدمة ماقدر حتى يرفع نظره من على الارض .
              سحبه لحد ماوقف قال : خلنا نروح لبيوتنا ونبلغ اهله .. ترى الشرطه تبي تحقق معنا .
              مشى مع صلاح اللي سنده لحد ماركب السيارة وهو في ذهول ومصاب مابين يصدق ويستنكر كل اللي يصير ..

              يتبع...
              ***


              تعليق

              • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                عضو ماسي
                • May 2009
                • 708
                • .
                  .
                  .


                  .
                  .
                  .


                #47


                كانت فوزية عندها من المغرب ..
                وهي كل شوي تقول قيسي الفستان الفلاني بشوف احسنه ولا هذا ..
                اخيراً رست هي وياها على فستان حرير وناعم لونه تركواز سادة وصدره مشكوك ببساطه ونعومه ..
                قالت فوزية : زين اخيراً رسينا على الفستان .. خلاص انا بطلع اخلي عماد يجي يلبس وياخذ راحته .
                فتحت فمها بدون تفكير كانت بتتكلم بعدين تراجعت ..
                اخذت نفس عميق قالت وهي تحاول تدور على شي تقوله : عمتي استني شوي لو عماد لبس راح يستعجلنا وانا لسه ماسويت مكياجي .
                : لا ماعليك اذا استعجلنا بقول له نروح مشي احسن الجو يفتح النفس وبيت ناصر قريب من بيتكم .
                : اوكي ..اللي تشوفينه .. بس اش رايك افتح شعري ولا المه بشباصة .
                : شادن ابيك الليلة تطلعين عرووس فاهمه ولا لا .. سوي كل شي تشوفينه يطلعك احلى .
                ضحكت شادن قالت : ياربي نفسي ادري ليه انتي متحمسه هالقد .
                : فيه ناس بتشوفينهم شوي .. وجايين عشان يشوفونك .
                قالت كلمتها وطلعت وهي تسمع صوت عماد يسولف مع شهد ويسألها عن امها ..
                طالع عماد فيها قال : خلصتوا ولا لا ..؟
                قالت فوزية : انا والله مالبست للحين وزوجتك توها بدت .. بس عادي اذا بتروح احنا عادي نروح مشي .
                : مشي لا .. ماتروحون .
                : عماد الله يهديك والله مالبست شادن .. الا اذا بتنتظر عاد هذا شي ثاني لاتنسى ان عذبة وامها بيجون مانبيهم يشوفون زوجة عماد عادية .
                : اقول فكيني بس من سوالف الحريم .. وروحي يالله البسي عجلي عليّ الله يسامح خالي مالها داعي هالعزيمة اللي ابلشنا فيها .
                : زين انا بلبس اذا بتاخذ شادن روحوا لاتنتظروني واذا بتخليها تروح مشي مر عليّ وقول لي عشان اروح انا وياها .
                نزل شهد وباسها على خدها قال : زين .. يالله ياشهد روحي البسي مع امتس .
                نزلت فوزية وشهد معاها ..
                وهو توجه لغرفته ..
                تحمم ولبس وملابسه ..
                اول يوم مر عليه ثقيل وطويل ...
                حسب كل الدقايق اللي مرت فيه ببطء ..
                لبس ثوبه وشماغه وبخ من عطره الرجالي القوي ..
                طلع من غرفته وتوجه لها بخطى ثقيله . .
                دق بابها اللي اوصدته بالقفل بعد ماطلعت عمتها
                وصله صوتها وهي تقول : مين ..؟
                قال : يالله خلصتي ولا امشي .
                قربت من الباب قالت بصوت اقرب للهمس : روح لاتنتظرني انا بروح مع عمتي مشي .
                قال : زين انا بروح اصلي المغرب ان رجعت ماخلصتي مشيت وتعالي مشي مع فوزية . واذا خلصتي قبل بوديكم .
                حست انه راح مانتظر منها جواب ..
                واخذت نفس عميق وهي تردد بنفسها " ارحمني يارب .. "
                كملت مكياجها وبيدينها رعشة خفيفه تسري فيها ..
                اخيراً انجزته على خير ..
                اخذت عبايتها ونزلت تنتظر عمتها ..
                ..
                بعد ماوصلت فوزية وشهد وفيصل لمحت شادن تمشي في الصاله ورجعت لعماد اللي شافته واقف عند البوابه ..
                قالت : عماد تعال بالله ادخل ابيك .
                رد عليها بشك وقلق : وش تبين ..؟
                : ابيك تشوف شي هنا الله يخليك تجي بسرعه .
                كانت واقفه عند مكتبة التلفزيون ترجع المجلة اللي كانت تقرا فيها وهي تنتظر عمتها ..
                دخل عماد الصالة وكان اخر شي يتمناه ان شادن تكون قدامه في وجود فوزية .
                قالت فوزية : وش رايك بالله في فستانها على شعرها الاسود ومكياجها .. ترى اللي نصحها تلبسه انا مو تقول لك اختيارها هي .
                امتقع وجه شادن وهو يتأملها .. وطاحت المجله من يدها ..
                اخذتها وهي تطالع بالارض ماتدري كم مر عليها من الوقت بس كان طويل ..!
                قال عماد وهو يبتسم لفوزية : الله يهديتس يافوزية جايبتني من برا عشان تحرجين البنت .. شوفي وش سويتي فيها .. يالله يالله عجلوا بنمشي . اجل جدتي ماخلصت للحين .
                انحرف من مكانه وتوجه لغرفة جدته بصمت ..!
                ضحكت فوزية وهي تشوف شادن تحط يدها اليمين على خصرها وفاتحها عيونها وعاضة على شفتها السفلى كأنها تقول ليه كذا وهي ماتقدر تتكلم من الاحراج ..؟
                اخيراً قالت فوزية : حتى هو والله انحرج .. محد يلومكم مالكم الا يوم واحد متزوجين ماعليك بكرة تتعودون .. بس عاد الرجال هذا اعتقد مافيه امل يصير رومنسي .. طول وقته جاد .. الحمد لله ان عزيز مو كذا .
                لبست شادن عبايتها قالت : يالله يالله امشي بس الله يسامحك وترتيني واربكتيني .. شوفي يدي كيف ترتجف .
                ضحكت فوزية اكثر وهي تمشي رايحه للبوابة وامها تمشي قبلهم مع عماد اللي ماسكها بيدها ويسندها ..!

                وقفت في غرفتها وهي متوترة ..
                وجوالها على اذنها قالت : مشاري اقول لك عند الشباك انا خايفه يسوي زي هذاك اليوم لمن حاول فيني اروح معاه ..
                قال مشاري وهو يحاول يطمنها : والله مايقدر يسوي لك شي ياسارة .. وياليته يفكر يسوي شي عشان تجي على راسه هالمرة .
                زفرت بأوووف دلاله على مللها من اخوها المتجمد قالت : مشاري انت اش فيك اش غيرك ماكنت كذا .
                قلب مشاري الملف اللي قدامه قال : لأني واثق ان هالجبان مايقدر يسوي لك شي ولاماتثقين في كلام اخوك .
                : يامشاري ...
                قاطعها : سارة والله اني مشغول الين راسي بعدين انا اكلمك .. المهم انتي لاتطلعين ولاتروحين أي مكان لين اجيك .
                : من عقلك اخرج وهذا متسمر لي عند الباب . ترى ماراح اداوم بكرة اذا بيجلس كذا .
                : اوووه سارة تراك مدلعه .. اشغلتيني قلت لك مايقدر يسوي لك شي لأنه مراقب .
                شهقت قالت : مراقب ..؟
                : ايه مراقب من الهيئة .. ابوي قال له يطلقك وعند قال اطلق وتعطوني مية الف ريال . واضطر انه يبلغ الهيئة يراقبونه حتى ينال جزاه ويطلقك بسهوله .
                وصلها كلام مشاري زي السكاكين اللي تنزع قلبها من مكانه بشراسة وقسوة ..!!
                ياكبر خيبتها فيه ..
                هذا اخر شي توقعته واخر شي ظنته من خالد ..
                غير اللي سمعته يصير طماع وجشع ..!
                يبيعها بمية الف ..!
                رمت الجوال بعد ماقفلته من دون ماترد على مشاري اللي توقع ردة فعلها واعتبرها جداً طبيعيه ..!
                حست ان الدم يمشي بعروقها بسرعه قصوى ..
                يمكن هذا ردة فعل طبيعيه لمشاعرها ..
                واحاسيسها اللي انصدمت فيه مثلها بالضبط ..
                شدت شعرها بقوة وهي ترجعه ورى ..
                " يعني ابوي كان مخبي عليّ ان الهيئة تراقبه ..
                خايف اني اقول له ويخرب مخططه ..
                يالله يابوي لهالدرجة تحسبني سخيفه
                ماتدري ان خالد لقني درس عمري ..!
                وان سارة هذيك المسكينه اللي تجري ورى مشاعرها انتهت للأبد
                وبدت سارة اللي تفكر بعقلها وتقرر بعقلها وتحس بعقلها قبل قلبها ..!
                داهمتها الذكريات والاحلام القديمه ونفضتها من راسها بقوة وتجلد ومقاومه ..
                توضات وصلت لها ركعتين شكر لله انه اطلعهم على حقيقة خالد قبل ماتتورط فيه ..
                وانها تقدر تواجه القادم بقوة ومن غير ندم عليه او دمعه عشانه ..!


                ***


                في بيت ناصر ..
                كانت جالسه في مجلس الحريم اللي اكتظ بحريم القرية ..!
                تحس نفسها غريبة بينهم ..
                ماتعرف الا جدتها وعمتها وحريم عمانها ..!
                قالت لمنال اللي جات وجلست بجنبها : منال طالعي في اللي وراك ولابسه جلابيه خضرا اش فيها عليّ بتاكلني بعيونها .
                قربت منال اللي تدرس بثالث ثانوي قالت وهي تلم شعرها الطويل وتحاول تجمعه بيدينها الصغيره على كثافة شعرها الغجري الكثير ..
                : هذي عذبة بنت عم عماد .
                فتحت فمها شادن وهي تتذكر كلمة نوير عن عذبة .
                قالت : شكلها كانت حاطه عينها على عماد .
                ضحكت منال قالت : لا مسمينها له من صغره بس يوم كبر قال زوجوها انا مابيها ولابي غيرها .. بس خذلها واخذ القمر .
                ضحكت شادن لمنال قال : ياعمري تسلمين انتي والله القمر ماشاء الله عليك .. اثري جدتي محد يلومها وهي تقول لاتقصين شعرك .
                سكتتها منال وهي تكشر وتقول : لاوالله ياشادن الا قصيه وارتاحي ماتدرين وش كثر اعاني من شعري اذا جيت امشطه والمه ..
                قطعت عليهم فوزية كلامهم وهي تجلس بجنب شادن قالت : شفتي عذبة ..؟
                : ايوه شفتها ليه ماقلتي لي عنها .
                : ماله داعي خاصه انها مالها علاقة في عماد الا انها بنت عمه .. ترى امها سبب مشاكل ابوي وابوك الله يرحمه .
                فتحت شادن فمها مستغربه قالت فوزية وهي تكمل : ابوي كان يبيه ياخذ امها بس خالد عند قال مابيها .. وزعل ابوي عليه وطرده من الديرة وسمعنا انه تزوج امتس .. اشرت فوزية على الحريم اللي دخلوا وحددت وحده وهي تأشر عليها .. قالت : اصبري اصبري هذي منيرة اللي امي بغت تزوجها عماد وبالقوة اقنعها انه مايبيها .
                طالعت شادن في البنت اللي دخلت لابسه تنورة سوداء وبلوزة لونها رمادي واسود ومطرزة ..
                باين عليها عاقلة وهادية وملامحها دقيقه وناعمه كانت تدور بين الوجوه بعيونها لحد ماستقرت على شادن وابتسمت لها من بعيد وكأنها تعرفها ..
                قالت منال : منيرة ملكتها قبل شهرين على ولد خالها مدرس في السبيل .. شوفيها جات تراها مررررة عسل .
                وصلتهم منيرة وابتسامتها ماتغيرت ..
                قامت شادن وسلمت عليها ورحبت فيها وجلست معاهم ..
                قضت ليله جميلة مع الحريم بصحبة منال بنت عمها وعمتها فوزية ومنيرة اللي جلست معاهم دقايق وقامت خلت لهم الجو حتى ماتحرجهم .!



                ***


                بعد العشا في قسم الرجال ..
                وقف صلاح على باب بيت ابوناصر ..
                ودق الباب ..
                طلع له بندر اول ماشافه تفاجأ من وجهه الشاحب وعيونه الحمرا واثار البكا باينه ليه . .
                سلم عليه وسأله عن فهد على طول .
                اشر صلاح على السيارة ونزلت من عينه دمعه اثارت رعب بندر على اخوه وراح يشوفه ..
                كان المنظر مؤلم للغاية
                فهد مسند راسه على المرتبه وحاط شماغه على وجهه وثوبه مليان دم ..
                ومايتكلم .
                وقف بندر في مكانه متجمد ..
                هذا شكل فهد اخوه .. واكيد انه هو بس وش اللي صاير ..
                قرب منه وهزه .. : فهد وش صاير لكم .
                اول ماسمعه فهد اهتز وبدت دموعه تخونه . ماقدر يقول لهم ان سعود راح .
                رفيق طفولته وعمره .
                سعود اللي كبر هو وياه واقتسموا الايام بأغلب ساعاتها ..
                اقتسموا الضحكه والفرح والحزن والبر والسهر والكشتات والأماني والأحلام والقرارات ..
                سعود اللي بصم على كل لحظات فهد ببصمة يوثقها تاريخ عمر فهد الماضي ..
                الماضي قبل ساعات قليله ..!
                سعود اللي اشترك العمر معاه راح ..
                انتهى وتركه ..
                مات وخلاه ..!
                طالع بندر في صلاح قال : علمني وش صاير ياصلاح ذابحين احد انتم ..؟
                رد صلاح ودموعه تسيل على وجهه : سعود يطلبك الحل .
                صُعق بندر لهول الخبر ..
                سعود .. وفهد من يعزيه ..
                وشلون نعزيه في سعود
                ياكبر مصيبتك وانا اخوك ..
                رجع وهو يجري لأن المصاب على اخوه جلل ومايقدر يواسيه فيه لوحده .
                وفقد سعود العزيز عليهم يهون مع فقد فهد لسعود وحياته بدونه .
                وقف في المجلس وطاحت عينه على عماد اللي يسولف مع فواز راح له يمشي بوجه مليان تعابير خوف وحزن وقلق على اخوه اللي ينتحب ..
                قال : ابومشعل تعال ابيك برا ضروري .
                عرف عماد من وجه بندر ان فيه شي خطير وكايد ..
                وقف معاه ولحقه برا المجلس .
                مسكه بندر بيده قال : فهد في سيارة صلاح برا .. ووو
                : وش فيه فهد .؟
                : سعود خويه مات ..
                : لاله الا الله .. لاحول ولاقوة الا بالله .. وشلون مات .
                : مادري عن شي بس تعال خلنا ندخل فهد حاله مايسر .
                : زين امش امش .
                طلع عماد وسلم على صلاح اللي حزنه اكبر واعظم ومصابه مصابين ..
                فقد الخوي والصاحب واحساسه بالذنب اللي راح يرافقه طول عمره .
                سلم عماد عليه وعزاه وانحرف لفهد اللي مارفع شماغه عن وجهه .
                فتح عماد باب السيارة وناداه . : فهد انزل معي ادخل للبيت .
                مارد عليهم وكأنه مايبغى يسمع او يشوف اويصحى على الحقيقه المرة .
                اخذه عماد بيده وسحبه لحد ماطلع .. قال لبندر ..: ادخل من قسم الحريم نبي ندخله للبيت مانبي خالي يشوفه بهالحال .
                وقف صلاح قال : يابومشعل . فهد لازم يبدل ملابسه ويمشي معي للشرطة الشغله فيها تحقيق ويمكن تطول .
                هز عماد راسه قال : زين بخليه يبدل ملابسه واجيبه انا بنفسي اسبقنا ياصلاح وحنا وراك . الا وشلون مات المرحوم .
                تجمع الدمع بعيون صلاح قال وهويحاول يتجلد ويطلع صوته
                : قعد ينظف البندق وكان فيها رصاصة مادرينا عنها .
                فهم عماد السالفه قال : انا لله وانا اليه راجعون .
                دخل مع فهد وبندر سبقهم يشوف الطريق حتى يدخلون الحريم وهم يعدون لغرفة فهد .
                توجهوا لدورة المياه ا للي بجنب غرفة فهد وبندر ..
                غسل فهد وجهه وعيونه حمرا وعماد يردد عليه الكلام اللي يقال عند المصايب والشدايد ..
                الصبر وانا اخوك
                هذا اجله
                مكتوب له ومقدر
                اذكر الله بدال ماتحزن
                ادع له بدال الدموع
                تجلد بالصبر في المحن ..
                وبندر يردد : قول لاحول ولاقوة الا بالله تراها تهون المصيبه وتخفف الحزن . هو كان طيب وخير ويصلي .. ماعليه خوف وهذا اجله .
                كانت الكلمات تمره وكأنها ترتطم في جدار وترجع من دون ماتأثر فيه .
                فقد سعود مصيبة . وشلون يعيش من دونه ..
                هذا اللي كان يدور في خلده وذهنه ..!
                رجع عماد مع بندر اللي سوى له طريق وقال لاخته تنادي له فوزية . عماد يبي يكلمها .
                جات فوزية قال عماد : بندر بيوصلكم انتي وجدتي وشادن للبيت . انا عندي مشوار ضروري مايحتمل التأجيل ولا دقيقه .
                وخذي .. مد عليها مفتاح غرفته قال : هذا اعطيه شادن خليها ترسل علي الحبوب حقتي مع بندر تلاقيها قارورة بيضا كبيرة في الدرج .
                قالت فوزية : وش حبوبه ..؟
                حط يده على اعلى بطنه من الجهه اليمنى وهو مكشر بوجهه وشكله يتألم
                قال : علاج القولون اكلت من العشا وشكله تعبني .. بالله لاتطولون علي ماني ناقص التعب بهالوقت .
                رجعت فوزية تبلغ امها وشادن كلام عماد وبعد دقايق قليله كانوا في بيتهم .
                دخلت شادن الغرفه حقته وهي تحس بامتعاض وخوف وقلق ..
                كون انه يكلفها بمهمه مثل هذي تخربطها وتقلب لها كيانها وتفكيرها .. !
                حاولت تحصر تفكيرها في دوا القولون ..
                دورت عليها وطلعت اكياس ادوية كثيرة ..
                دورت على ادوية القولون اللي امها تعاني منه
                وهي من اكثر الناس اللي يستهلكون ادويته ..!
                ولاعلبه من العلب الغريبة تشبه أي علبة كانت عند امها ..
                اخذت القارورة البيضاء الكبيرة اللي وصفتها لها فوزية ونزلت تجري ..
                اعطتها لشهد توديها لبندر اللي يدق بوري بسرعه وكأنه يبغاها تطير مو تمشي ..!
                اخيراً اخذها ورجع لعماد اللي اخذ فهد لقسم الشرطة حتى يستوفون التحقيق ويبلغون اهل سعود في مصابهم ..!

                نهاية الفصل الثامن...




                تعليق

                • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                  عضو ماسي
                  • May 2009
                  • 708
                  • .
                    .
                    .


                    .
                    .
                    .


                  #48

                  فصلٌ تاسع

                  غربة مشاعر


                  في قسم الشرطه في الطايف ..
                  تحقيق واسئلة وتقارير طبية ..
                  كان جالس قدام الضابط اللي جزم انه حزين ولايمكن يكون له يد بوفاة سعود .
                  لأن الحزن عمره ماكان اصطناع ..
                  الحزن احساس ووجع ..
                  وصورة تجسدها الملامح والعيون ..!
                  وفهد كله على بعضه كتلة حزن
                  نظراته البائسة واليائسة شاردة
                  الذكرى مارحمته والواقع قسى عليه ..
                  رفع نظره للضابط قال وهو مخنوق : الله يرحم ابوك عجلوا بدفنه لايطول .
                  اخذ نفس عميق ورفع وجهه لفوق يدور الاوكسجين ويحاول يمنع الدمعه لاتنزل قدام الرجال وكمل : اكرام الميت دفنه .
                  هز راسه الضابط اللي صار عنده خبره بمعرفة الجاني من المجني عليه مثل فهد وضعفه وكسره يوم القدر اخذ منه رفيق دربه .
                  اشر للعسكري يستدعي عبدالرحمن حتى يقفل المحضر ويبت في الامر ..!
                  دخل عبدالرحمن وكمل التحقيق وأقواله ماختلفت عن اقوال صلاح وفهد ..
                  وقع الضابط على خروجهم وبراءتهم وان وفاة سعود ليست جنائية وليست محاولة انتحار انما خطأ في استخدام السلاح ..
                  الجو كان كئيب ..
                  والحياة اضيق من ثقب ابرة ..
                  مايبي يرجع للديرة ..
                  كانت عيونه تدور عبدالرحمن وماشافه مع صلاح اللي يكلم عماد وبندر عن الحادثة بالتفصيل .. .
                  قرب منه بندر وهو يشوفه كأنه يبي شي وموقادر يتكلم قال : خلنا نرجع للديرة يافهد اكيد اليوم بيصلون على سعود . لازم تصلي عليه وانا اخوك وتوقف مع اهله في عزاه .
                  انتفض بقوة وصار صدره يعلو ويهبط بسرعه ..
                  الموقف صعب ..
                  صعب جداً لدرجة انه مايقدر يتخيله .
                  اصلاً كيف يقدر يروح لأي مشوار ولايقضي أي لزوم بدون سعود .
                  كيف يحضر عزا ولايروح يعزي ناس بدونه ..!
                  ولايشوف ابوه واخوانه وهو مو معاهم ..
                  بلع ريقه بصعوبه واوداجه تنتفخ من الحزن العارم ..
                  ومن الوجع اللي بداخله واللي مايقدر يعبر عنه قدام الناس .
                  قال وعيونه حمرا وهو يرمش بسرعه ويحاول انه يضم على دمعته .
                  : ابي مفتاح ونيت عبدالرحمن وخلوه يرجع مع صلاح .
                  مسكه بندر بيده قال : وين بتروح .
                  مايقدر يقاوم او حتى انه يرد ويجادل .
                  كمل بندر : وين تبي يافهد انا اوصلك المكان اللي تبيه حالتك وانا اخوك ماتسمح لك تسوق السيارة .
                  التفت فهد لعبدالرحمن اللي جا يمشي قال بصوت تعبان ومكلوم وموجوع .
                  : طلبتك ياعبدالرحمن ابي مفتاح سيارتك ولاحد يجي معي .
                  فز عماد وتحرك وهو يشوف حزن فهد ..
                  صورته وهو مكسور تؤلم عماد بشدة ..
                  فهد من النوع اللي يداري ومايسمح انه يبين ضعفه لاحد مهما كان ومن من كان ..
                  دايماً يطلع بصورة الرجل القوي واللي مايهاب المواقف ولايبين انه يتأثر بها بسهوله ..
                  طلع عماد مفتاحين من مجموعة مفاتيحه وحطهم في يد فهد وضم عليها قال : انا واثق انك رجال وقد الصعاب .. تحمل وانا اخوك ولاتخلي الحزن يقضي عليك .. هذا مفتاح سيارتي والثاني مفتاح شقتي .. اجلس فيها على كيفك .
                  رجع مفاتيح عماد ليده قال : سيارتك ماتفيدني يابو مشعل .. ابي سيارة عبدالرحمن الونيت .
                  مد عبدالرحمن مجموعة مفاتيحه لفهد والثاني سحب مفتاح الونيت قال وهو يداري الدمعه وبصوت مخنوق وموجوع : سامحني اذا تأخرت عليك وان ماجيت حقكم اخذوه من ابو مشعل .
                  طالعوا كلهم في بعض وقبل لايعترضون ولايتكلمون اعطاهم ظهره وتوجه لبوابة المركز من غير مايسمع او يتكلم .
                  يبي يختلي بنفسه .
                  يبي يروح لوحده يستوعب ان سعود انتهى وماعاد له وجود من غير محد يقنعه او يأثر عليه ..
                  قال صلاح اللي يحس بحزن فهد وغلاه لسعود وانه لايمكن يقدر يكمل حياته بدونه
                  : لاتخلونه يروح يمكن يسوي بعمره شي .
                  رد عماد لأنه واثق ان محد يقدر يثني فهد عن دروبه اذا اصر عليها
                  قال : فهد رجال ماعليه خوف .. امشوا بس خلونا نرجع لاهلنا اقلقناهم علينا . التفت على صلاح وكمل .. استعجلوا عشان نصلي على الرجال وندفنه مع اهله .
                  انسحبوا صلاح وعبدالرحمن وراحوا مع بعض ..
                  وتوجه بندر مع عماد لسيارته
                  قال بندر بلهجة اعتذار من عماد : اعذرني يابو مشعل المفروض اخذ ابوي ولا عمي فواز انت توك معرس و..
                  قاطعه عماد : امش بس يارجال خل عنك سوالف الاعتذارات هذي . الا زين يوم قلت ولا قلت لغيري .. المهم انت البارح قلت لهم نبي نتأخر ولايقلقون مثل ماوصيتك ولا لا .
                  : ايه علمت عمتي فوزية .
                  : اجل يالله توكلنا على الله ...




                  ***

                  وبمكان ثاني ..
                  بوسط الحر والعرق ..
                  كانت نايمه بملل وقرف ..
                  خاصة انها مانامت الا الفجر والكهرباء في القرية تنطفي من الساعه سبعه الين اذان العصر .
                  وهي متعوده على صوت المكيف وبرودته ..
                  فتحت عيونها بطفش ومدت يدها على الساعه اللي بجنبها ..
                  شافتها اربع وربع العصر .
                  جلست وهي تتأمل الساعه ..
                  الوقت يمر عليها هنا ببطء فظيع ..
                  صعب على الانسان يعيش وحيد بعالمه ..
                  وهي من يوم عرفت عماد وهي وحيده ..
                  ماتقدر تتكلم لاحد عن اللي بداخلها ويصارعها وتصارعه من شهرين .
                  محد يدري عن همها . ..
                  ولاحد يدري عن افكارها..
                  ولاحد يعرف مخططاتها اللي هي ناوية عليها ..
                  نفضت غطاها الخفيف من عليها وتمططت وهي تفكر بجدولها في الساعات الجاية ..
                  صعب تجلس مع عماد لوحده ..
                  وصعب تطلع بصورتها الطبيعيه لحياتهم قدام جدتها او عمتها اذا جات ..
                  لابد انها ترتدي ثوب السعادة وشكل العروس والزوووجه قبل كل شي ..
                  دخلت للحمام واخذت لها شور بارد انعشها وجدد نشاطها ..
                  وطلعت صلت العصر ولبست جلابية ناعمه وانيقه ..
                  لونها اصفر ومشكوكه بالبنفسجي على ياقاتها العريضه وأكمامها الفرنسية الواسعه ومن عند الصدر الين الأسفل بخطوط طويلة ومتعرجه ..
                  لمت بعض من خصل شعرها بشباصة وتركت الباقي منسدل بطريقه مهمله ..
                  وتركت وجهها بدون أي رتوش للمكياج ..
                  اصوات الناس وحركتهم ودبهم في الحياة والأطفال اللي يلعبون وقت العصريه خارج بيوتهم واصلتها في غرفتها ..
                  مرت الشباك وهي تتخيل عماد لو دخل غرفته وش بتكون ردة فعله بعد اللي سوته.
                  متحمسه تعرفها حتى لو كانت ماتعجبها ..
                  المهم بتعرف كيف يفكر ووشلون يتصرف .
                  اوبالأحرى كأنها تبحث عن شخصيته الحقيقية من بين ردات افعاله لأي تصرف منها .
                  فتحت الستارة الثقيله والمطرزة وقعدت تطل على اهل القرية ..
                  بيت نوف في وجهها وقبالها .
                  وبيت ثاني شكله مهجور او مافيه سكان وعوامل التعرية والزمن واضحة عليه ..
                  اطرافه مهدومه وألوانه العادية باليه ..
                  وشبابيكه وأبوابه الحديد اكل عليها الدهر وشرب بالصدأ والألوان القاتمه .
                  بعض البيوت الصغيرة والشعبية الحركة فيها بدت من بدري وبعضها ابوابها مغلقه على اهلها ولاحد يدري عنهم .
                  شافت وحده شكلها حرمة كبيرة طالعه بجلالها من بيتها ومتوجهه لبيت جارتها ..
                  ووحده ثانية لابسه عبايتها ومحتشمه وفي يدها سلة قهوة وكيس شفاف باين ان فيه حافظة اكل ..
                  اجمل شي بالقرية الناس على سجيتهم
                  والتواصل عندهم امر مفروض وواجب ..
                  مافيه مؤثرات تقنية تغير منهم
                  ولافيه عيون تغرز بلحوم النساء مثل ماتشوف في المدن ..
                  ومافيه انتقادات لاذعه لام فلان وام فلان واخت فلان .
                  كانت منغمسه في المناظر الطبيعيه اللي جذبتها .
                  بعض الاطفال اللي يلاحقون وايت الموية اللي جاي يعبي احد الخزانات لاحد البيوت .
                  ياه يافرحة الطفل ياسرع ماتجي بأتفه الأشياء
                  الحياة في القرية ممتعه ..
                  رغم هدوءها الا ان الحركة فيها مستمرة
                  الفجر الناس تسعى لارزاقها
                  والظهر فيه حياة والعصر تبدأ الزيارات والمغرب كلن يروح يشوف حلاله ( مواشيه )
                  والليل سكون وهدوء وراحة
                  حياتهم على الفطرة .. النهار معاشاً والليل سباتا ..!!
                  تحركت من مكانها وفزت وهي تسمع طرقات خفيفه على بابها .
                  قفلت الستارة وراحت تفتح .



                  ***
                  يتبع,,,


                  تعليق

                  • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                    عضو ماسي
                    • May 2009
                    • 708
                    • .
                      .
                      .


                      .
                      .
                      .


                    #49


                    دخل البيت وسلم على جدته وطلع لأنه مجهد بما فيه الكفاية
                    من امس مارتاح من فهد اللي تعبهم في الليل والصباح .
                    بعدين الصلاة على سعود الله يرحمه ثم وقفته مع اهله بالعزا ..
                    رجع بعد صلاة العصر بفترة يدور السرير والراحة .
                    هو مايتحمل الاجهاد ، ولا يحب الكسل .
                    نشيط من يوم يومه وعملي جداً ..
                    وصحته اخر مايفكر فيها اذا فيه لزوم ويحتاج وقفة رجال مثل حدث امس واليوم .
                    دخل غرفته وتسمر بمكانه دقايق طويلة .
                    المفاجأة كانت جديرة بأنه يجمد بمكانه ..
                    الغرفة غرفته بدلالة طريقها وبابها ومفتاحها .
                    بس داخلها غير ومختلفه كلية وجذرياً .
                    التسريحه والكومدينو والدولاب يعجون بالنظافه وفيها لمعة ماشافها من بعد ماشتراها جديدة ..!
                    السرير انيق لابعد الحدود
                    مفرشه السماوي الثقيل والنظيف مغير من شكله ويحمسه انه يرمي جسده عليه من غير تفكير .
                    توجه ناحية الدولاب بسرعه وفتحه وشافه مرتب واغلب ملابسه خارجه ..
                    والملابس النظيفه هي المرتبه ومصفوفة بعناية وشطارة ..
                    معناتها فتحت الدولاب ..
                    التفت على الدرج اللي يحمل الكثير من الأسرار ..
                    الدرج اللي لو احد اطلع عليه وشاف مكنونه كان انفضح امره وسره اللي يداريه من سنين .
                    قرب منه بقلب خايف ويد مرتبك وكل خلاياه وجوارحه ينطقون يارب استر .. يارب استر .
                    حاول يسحب الدرج ولقاه مثل ماتركه ..
                    مقفول ومحد فتحه .
                    تهاوت يده واخذ نفس عميق بعد انقطاعه للحظات كانت جداً حرجة بنظره .
                    طلع مفتاحه الصغير اللي مايفارق مدالية مفاتيحه وفتحه بهدوء وتوتر ..
                    تهلل وجهه وهو يشوفه مثل ماهو ماتغير فيه أي شي .
                    قفله وباطمئنان ..
                    وفتح ازارير ثوبه اللي فوق وكأنه يبي يوسع على نفسه ..
                    هالبنت بدت تقتحمه .
                    بدت تحط رجولها بثقة وتحدي في حياته .
                    بدت تغير من حياته ابتداءً بغرفته وانتهاءً باللي الله يستر منه ..
                    طلع من غرفته وتوجه لغرفتها ..
                    مايدري كيف يواجهها
                    يشكرها ولايوبخها
                    يوقفها عند حدودها ويحذرها من تجاوزها
                    ولا يخليها على راحتها وتكفيها معاملته لها .
                    دق عليها دقتين خفيفه بتردد واصرار بنفس الوقت ..
                    وانفتح له الباب بهدوء ونظراتها الباردة والخاليه من أي تعبير وراه .
                    شافته واقف في وجهها بثوبه الابيض وبدون شماغ وعطره تهاجمها بقوة .
                    رجعت خطوتها لورا رغم عنها لأنه سادّ المكان بيدنه اللي فاردها على اطراف الباب وبهيبته ونظراته فيها .
                    قالت وهي تبلع ريقها وتحاول تسيطر على نفسها وتبين انها عادية وباردة ولاتتأثر بوجوده ..!
                    : عليكم السلام .. فيه شي ..؟
                    كان يطالعها بنظرات غريبة
                    لوم .. عتاب .. قهر .. اعجاب .. ندم على وجودها .
                    اخذ نفس عميق وهو يتلاشى عن عيونها والنظر فيها قال : السلام عليكم .
                    وبنفس البرود ردت عليه : عليكم السلام .
                    : انتي اللي رتبتي غرفتي ..؟
                    هزت راسها وهي تحاول ترفع نظرها وتشوف ردة فعله وتعبيرات وجهه قالت : ايوه .
                    ماهتز منه شي لأنه كان واثق انها هي ..
                    يعرف ترتيب الشغاله اللي اعتاد عليه .. أي كلام .
                    ..
                    قال وهو يحاول يطلع بصورة هادية عكس البراكين اللي ثايرة بداخله
                    : ليه تتعبين نفسك ..
                    دخل اصابعه في شعره وهو يرفع نظره فوقها وحواليها ويبعده عنها وكمل : بعدين غرفتي مالك فيها لزوم اهتمي بامورك انتي وكثر الله خيرك .
                    بلعت ريقها قالت : كنت فاضية البارحه وطفشانه قلت ادور لي شغله وشفت غرفتك مو نظيفه ...
                    قاطعها : زيييييين الله يجزاتس خير وماقصرتي .. بس رجاءً ياشادن لاتدخلينها مرة ثانية ولاتقربين من خصوصياتي الا اذا قلت لتس انا .. اعتقد كلامي مفهوم و مايحتاج أأكد عليه واعيده .
                    ماردت عليه ..
                    ولارفعت نظرها عنه ..
                    تحس انها راح تنفجر مابين ثانية وثانية لو تأخر اكثر من كذا ..
                    شاف وجهها وهو يتغير للون الاحمر وجفونها بدت تحمّر .
                    وهي مسلطه عليه اقوى سلاح واجهه بحياته .
                    نظراتها وفيها مليون سؤال وعتب واستغراب ..
                    ومع هذا جامده ومتجمده بسكاناتها وحركاتها وكلامها .
                    مانبست ببنت شفة بس عيونها قالت اشياء كثيرة قدر يفهم منها العتب واللوم ..
                    اضطر انه ينسحب بهدوء من قبل لايشوف تبعات الزلزال اللي هز به قلبها من جديد .
                    رجع لغرفته ودخل الحمام
                    اخذ له شور دافي يحسسه بالدفء في صقيع حياته وبرودتها وخلوها من أي احساس ..
                    جفف شعره ، ولبس ملابسه ورمى نفسه على السرير .
                    غطى وجهه باللحاف وهو يجاهد التعب والتعب يجاهده .
                    وفي غمرة كل هذا هاجمه النوم واخذه لعالمه بعيد عن الصراعات الجسدية والنفسية اللي يواجهها في صحوته ..!!!

                    وفي غرفتها
                    وقفت دقايق متجمده
                    ماتبي تبكي لا
                    واصلاً ليه تبكي
                    هو ماقال شي يبكي
                    او حتى يزعل
                    هو قال اللي يبيه منها
                    بس جرحها ..!
                    اضاف لجروحه اللي قبل جرح جديد ..
                    خصوصياته ممنوع الاقتراب منها ..
                    يعني مالك دخل فيني ..
                    ولاتتجاوزين حدودك ..
                    ولاتنسين وش انتي في حياتي ..
                    مسدت وجهها اللي اندفاع الدم له سبب له حراره جستها بأصابعها البارده ..
                    وقفت على المراية وشافت الحمرة اللي تكتسيه وبطرف جفنها دمعه محبوسه ...
                    اخذت لها منديل ودخلت طرفه في عينها وغمضت ليه
                    ماتبي تشوف الدمعه حتى لو كانت وهم ..
                    غمضت عيونها وفتحتها بقوة ..
                    " ياربي منك ياشادن ليه كل هالتعقيد ولا التفكير اللي ماله داعي
                    لساتك في اول المشوار وباقي مواجهات كثيرة
                    استعدي لها نفسياً وفكرياً وجهزي الكلام المناسب لأي موقف تتوقعينه "
                    قالته في نفسها بمحاولة منها انها تقنع نفسها بأن اللي يصير شي طبيعي وكانت حاسبة حسابه .
                    اخذت نفس عميق ورفعت راسها فوق
                    قالت " وين كلامي البارحه وقرارات التحدي والمواجهه .. خليك قوية ياشادن خلييك قوية لاتضعفين من اول المشوار "
                    نزلت لجدتها بتجلس معاها قبل لايأذن المغرب لأنه مجرد مايأذن خلاص مافيه امل تجلس معاها..
                    هي تبدأ صلاتها فرض وسنن وتسبيح وتهليل لين يأذن العشا وتبدأ صلاته مثل المغرب ثم تروح لفراشها تدور النوم والراحة .




                    ***
                    يتبع,,,




                    تعليق

                    • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                      عضو ماسي
                      • May 2009
                      • 708
                      • .
                        .
                        .


                        .
                        .
                        .


                      #50
                      يوم الاحد في مدرسة الاجواد
                      واقفه في الطابور قالت : نوير هذي وش سالفتها مافكرت تجيب الاجازة حقتها .
                      : اكيد بتجيبها .. بعدين هي ماعليها شي حتى لو جابتها بعد ماترجع ..!
                      : لا لا حبيبتي .. تجيبها اليوم ولا بكرة لاتنسين انها ساكنه بجنب المدرسة ..! بعدين المفروض ماتاخذ اجازة لين اوافق واشوف اذا فيه احد يمسك مكانها ولا لا .
                      : الله عليك يانوف .. الحين تبينها تداوم وهي عروس ..
                      قاطعتها بعصبيه وعلا صوتها على نوير بضيقة خلق : انا الحين مايهمني عروس ولا موب عروس تجيب اجازتها وفي اللي مايحفظها ولو تموت ماتاخذ اكثر من اسبوع ..!
                      قصرت نوير صوتها وهي تطالع في البنات اللي سمعوها قالت : يانوف لاتحطين راسك براس زوجة عماد تراه هو اللي نقل شادن عنده يقدر ينقلك من المدرسة وبكرة ترجعين مدرِّسة وفي مدرسة بعيد .. نصيحه مني بعدي عن شادن .. بعدين وش عليها منك اذا راحت للديوان ووافقوا انتي مالك شغل .
                      كشرت ورفعت راسها فوق قالت وهي تحاول تسكت نوير : طيب .. خلاص انا مالي شغل .. بس انتي وصلي لها كلامي هذا ان ماجابت اجازتها رفعت انها غايبة بدون عذر او استئذان .
                      وصلت خلود من غرفة المدرسات وفي يدها ورقة قالت : صباح الخير يانوف .
                      معصبة ومالها خلق احد بس لازم ترد : صباح النور .
                      قالت خلود بصوت نايم وهي ترجع خصلة من شعرها ورى اذنها : ترى اجازة شادن معاي امس اخوها اعطاها اخوي عشان اوصلها لك .
                      ردت باستنكار وهجوم وصوت عالي وصل للطالبات : ياسلام .. وحضرتها ليه ماتجيبه بنفسها ولا على راسها ريشه .
                      طالعوا خلود ونوير في بعض باستغراب قالت خلود : ولو يانوف احنا صاحبات وزميلات ونخدم بعضنا . والبنت عروس كيف تبغينها تيجي .
                      : هالكلام مو عندي قوليه لأي مديرة غيري . انا قلت لنوير كلامي وانتهيت .
                      مشت من عندهم ونوير تضحك من ردة الفعل اللي اقل مايقال عنها عنيفه .
                      قالت لها خلود باستغراب : تضحكين ؟
                      : شر البلية مايضحك .
                      : شادن هنا ولا سافرت .
                      : ماعتقد انها سافرت لأن سامر امس يقول انه شاف عماد داخل لبيته ولا طلع منه .
                      : ههههههههههههههههههههه ولدك هذا رادار يراقب كل اللي في الحي .
                      : هههههههههههههههه حرام عليك من كبر الحي كله عشرين بيت وبجنب بعض .
                      حكت خلود ذقنها بطرف اصبعها وبحيرة قالت : طيب تعالي .. كيف اشوف شادن ولا اكلمها ؟.
                      : خليك انتي ... انا ارسل سامر عليهم يقول لها كلام نوف خلي زوجها يدري ويربي نوف بطريقته هذي لازم احد يوقفها عند حدها . اعوذ بالله عدائية مو طبيعيه .
                      خلص الطابور والمدرسات راحن لغرفتهن اللي عندها حصة اولى جهزت كتبها وأدواتها وطلعت والباقيات قلبوها سوالف وقهوة مع الصباح ..
                      مر اليوم روتيني على الجميع ماعدا دلال وسهام ونوير اللي توزعوا حصص شادن وانضغط جدولهم اكثر من اول ..!



                      ***


                      في مدرسة ثانية ..
                      في حي السبيل تحديداً
                      جالسة على الكرسي اللي مقربته من باب الفصل المفتوح حتى يدخل عليها الهوا وتحس بالانتعاش بدال الحر اللي يضيق الخلق داخل الفصل .
                      لافة رجل على رجل وحاطه الدفتر على فخذها وتدقق في اجابة الطالبة على اسئلة الواجب ..
                      قفلت الدفتر وهي تسترجع الأحداث الأخيرة ..
                      اخر شي تتوقعه ان خالد لمن كان ينتظرها ويكلمها ويطلب مقابلتها هدفه الحقد والانتقام .
                      نفسها تدري وش سوى مشاري بعد ماكلمته وبثته خوفها وقلقها من خالد .
                      من بعد ماكلمت مشاري ماعادت شافته عند بيتهم . .
                      وكل اللي قاله لها انها خلاص ماراح تشوفه ..
                      اكيد اجازته انتهت ورجع للرياض .
                      سبحان الله بعد ماكان خالد هو سعادتها اصبح اساس خوفها ومصدره ..
                      تحس انه دنيء اذا تذكرت عدنان .
                      وتحس انه جشع اذا تذكرت شرطه في طلاقها
                      وتحس انه حقود اذا تذكرت كلامه عن مشاري وهو يقول ابي اقهره اذا طلعتي معاي ولا كلمتك وهو عندك .
                      رصت الدفاتر على بعض قالت : غزيل تعالي وزعي الدفاتر على زميلاتك .
                      فزت البنت بفرح وهي تتباهى قدام الطالبات بأن المدرسة خصتها من بين زميلاتها بتوزيع الدفاتر ..
                      وقفت ونبهت عليهم محد يطلع او يتحرك لحد ماتنتهي الحصة وراحت لفاطمه ..
                      من بعد نقل شادن صارت فاطمه قريبه منها
                      تبثها القوة بقوة ايمانها
                      وتبثها العزيمة بصبرها
                      وتبثها القناعه والرضا باحتسابها للأجر .
                      وقفت على باب صف سادس وسمعت صوت فاطمه ينساب بروحانية لعمقها والطالبات في حالة انسجام وهي توصف لهم المرأة المسلمة كيف يجب ان تكون .
                      حجابها ، تقواها ، هدوءها ، حشمتها ، احلامها واللي المفروض ماتشطح لبعيد وانها تكون واقعيه وماتتجاوز مجتمعها والاطار الاسلامي مهما تطورت الحياة ومهما طلعنا او سمعنا او شفنا .
                      كانت تتكلم للبنات باسلوب سلس مراعية فيه تفكير بنات القرية .. ومعيشتهن وواقعهن .
                      ومراعية سن بعض البنات اللي تجاوز 14 و15 ..
                      التفتت على فاطمة على سارة واشرت لها سارة بأصبعها يعني تابعي .
                      كملت فاطمة وهي تبتسم بمحبة لصاحبتها وزميلتها لحد ماسمعت صوت الصفارة يعلن نهاية حصتها ..
                      اخذت دفترها ووسائلها وخرجت من الفصل .
                      سلمت على سارة قالت : ليه وجهك اصفر ياسارونه عسى ماشر .
                      ابتسمت لها سارة وهي ممتنة لسؤال فاطمة اللي صارت تكرره شبه يومي قالت : كل يوم تقولين وجهي اصفر اش اللي تغير ..؟
                      ردت لها فاطمة الابتسامه قالت : بس اليوم بزيادة وكأنك ليمونه معصورة .
                      حاولت سارة تضحك من ورى افكارها وهمومها ..
                      قالت : انتي تدرين بكل اللي يصير لي .
                      : ادري ياقلبي وانا قلت لك .. لاتخافين منه ..
                      النوعيه هذولا جبناء وشرهم يرجع لهم .. وربي دايماً مع الأتقياء ينصرهم اذا نصروا دينه .. اما اللي يهينون قوانينه واحكامه فما لهم نصرة وجزاؤهم شر في الدنيا والاخرة ..!!
                      رجعت سارة شعرها اللي بدت الصبغه الشقرا تنجلي عن نصه وتحيله لأسود .
                      قالت : مدري يافاطمة احسني خايفه على مشاري اخوي .
                      : يابنت الحلال وسعي صدرك ماصاير له الا العافيه وتشوفين اذا ماذكرتك بعدين ان كتب لنا ربي عمر .
                      هزت سارة راسها قالت : ماقلتي لي اليوم بتروحين للدار .
                      دخلوا الغرفة واتجهت فاطمه لمكتبها تحط اغراضها فيه قالت : ايوه ان شاء الله . اش رايك ترافقيني صدقيني ياسارة بتعيشين احساس بحياتك ماعشتيه .
                      نزلت سارة اغراضها على مكتبها وهي واقفه قالت بحيرة : نفسي والله اروح بس المشكله يافطوم اني مانمت للحين واعرف نفسي اذا رجعت للبيت بحط راسي وانام وانتي تعرفين نومي مايحتاج اقول لك عليه .
                      ضحكت فاطمه اللي حرمها ربي من الأمومه وماهملتها بداخلها ..
                      كرستها ومارستها مع اطفال دار الأيتام ..
                      صارت الأم لبعض الأطفال وتبنت لها طفلين بنت وولد ..
                      ولولا ان زوجها منعها ماتجيبهم للبيت ولا يمديها اخذتهم وعاشت امهم وعاشوا عيالها .
                      دايماً سارة تنسجم مع فاطمه اللي حولت حياتها من اليأس لأمل وقناعه وصبر
                      ومن الحزن لبحث عن منافذ السعاده والفرح بشتى الطرق في حدود الحلال وكل مايرضي ربها ..
                      كل ماجلست معاها حست ان ماعندها مشاكل ..
                      وان الحياة قدامها والا مايفرجها ربي عليها لأن المصاعب ماتنفرج الا بالصبر والتوكل على الله .


                      ***





                      صحى على صوت المنبه اللي اقلق نومه . ومد يده طفاه
                      وارتعب لمن تذكر انه نايم من العصر ..
                      تعوذ من ابليس وقام يتوضأ ويصلي الفروض اللي فاتته .
                      مغرب وعشا .
                      لبس ثوبه وشماغه وطلع من غرفته على نية انه يروح للمسجد ..
                      التفت لغرفتها
                      مفتوحه ونورها شغال ..
                      مر من عندها بس كانت الغرفه فارغه الا من ريحة عطوراتها المجنونة واثارها الأنثوية ..
                      طلع بسرعه وفي توقعه انها في الحمام او المطبخ ونزل تحت .
                      وبعد الصلاة رجع وتوجه لغرفة جدته كالعاده ..
                      شافها قاعده قدام جدتها بقميص ابيض قطني واكمامه قصيره ومنقط بأحمر ..
                      وعلى صدره رسمه ميكي . وتسولف عليها وتضحك .
                      اول ماشافته فزت من مكانها وسحبت جلالها حطته على اكتافها وصدرها وكأنها بتغطي جسمها عنه اكثر او ان لبس قميص حتى وان كان ساتر محرم قدامه ..
                      ام ناصر ماستغربت لأن هذي عادتها وعادة حريم جيلها اللي يستحون من رجالهم وبركة ان طلعوا وجيههم ..
                      بس هو طالعها باستغراب ومتفاجيء ..
                      صدق انها خبله ..
                      لايكون تبي تستحي مني .
                      سلم عليهم وجلس بجنب جدته اللي بادلته اسئلته بأسئلة عن حاله واذا نام زين ولا لا وتبي قهوة ولا فطور .
                      حست ان جلستها بينهم غلط وفكرت تبدأ لعبتها وخطتها المجنونه ..
                      قالت وهي توقف : عماد تحب الزنجبيل احطه على الحليب .
                      رفع حاجبه وهو يطالعها بذهول
                      قال : ها ..؟ لا لا .. لاتسوين شي انتي اقعدي فيه شغاله تخدمتس .
                      طالعت في جدتها قالت : لا عادي بسوي لكم فطور .. ترى الزنجبيل كويس للقولون . حتى الحلبة كويسة بس ريحتها مو حلوة .
                      كانت تحاول تتكلم بشجاعه وإقدام على الخطوة اللي كانت تحسب لها الف حساب .
                      اما هو كان عاقد حواجبه بحيرة وذهول واستغراب ..
                      معقول هذي اللي تركها امس كتلة قهر وحزن .
                      ابتسم وهو يفهم قصدها وغرضها ..
                      وللمرة الثانية يقر ويعترف انها ذكية وقوية ..
                      جازت له تصرفاتها ومد يده بسرعه ومسك يدها بخبث .
                      قال : تعالي تعالي اجلسي اتركي عنتس التطبب فيني بلا زنجبيل بلا حلبة .
                      اخر شي توقعته منه هالحركه ..
                      حاولت تسحب يدها منه بس خذلتها قوتها اللي فقدتها ..
                      قالت بصوت مختلف عن صوتها تماماً : خلاص بجيب الفطور .
                      ضحك بصوت واطي على شكلها اللي صار كتلة الوان ..
                      وقعد يحرك اصبع يده الثانية على كف يدها وعلى نقشة الحنا اللي بدت تمسح بحركه اثارت انفعالاتها وغضبها وهي تحاول تتماسك على قد ماتقدر .
                      قال لجدته اللي نسبت ارتباك شادن واختلاف لهجتها ولونها لحيا العروس وخجلها
                      : يكفي نومتي اللي نمتها البارح لي سنين مانمت مثلها لاله الا الله من صلاة العصر للفجر .. وكل هذا بسببها الله يجزاها خير . ضحك وقرب من جدته ويد شادن في يده ..
                      قال بخبث وهو يسمعها : انتي ليش ماغصبتيني على العرس من زمان يوم تشوفيني ماعرف مصلحتي .
                      اخذت ام ناصر عصاها وخطبته على كتفه وهي تقول : انت بغيت تقطع تسبدي وانا اجاهدك على العرس خل ماغصبتيني .. احمد ربك يوم جاب شادن في طريقك .
                      باءت كل محاولات سحب يدها منه بالفشل ..
                      اخيراً قالت بخبث وهي تعدل جلالها على كتوفها وتلمه ..
                      : عماد الله يخليك بروح اسوي لك الفطور حتى تدعي لي كمان .
                      فك يدها وعلى وجهه ابتسامه ..
                      هالبنت تفهمه ويفهمها بسهوله ..
                      يحس انه يلعب معاها وتلعب معاه ..
                      قال يقلدها : كمان .. اجل روحي عشان ادعي لتس كمان .
                      وقفت وطلعت من عندهم بسرعه ..
                      وبقلبها تتحسب الله على ابليسه .. ليش يحطها في الموقف هذا .
                      مرت من عند المرايه وهالها شكلها ..
                      وجهها صاير قطعة حمرا ..
                      كل هذا منك ياعماد حسبي الله على ابليسك . صدق انقلب السحر على الساحر .. كنت بصير معاه نذلة وطلع انذل مني .
                      فتحت الموية وغسلت وجهها اكثر من مرة وراحت للمطبخ
                      سوت لهم فطور وبراد حليب وحطته في الصاله ونادتهم عليه .
                      طلع عماد وهو ماسك يد جدته ويساندها ويهمس لها ويضحك وهي تبادله الضحك بفرح واطمئنان .
                      قالت شادن وهي تلم جلالها عليها زين : يالله عن اذنكم بطلع انام .. انا للحين مواصلة مانمت .
                      رفع راسه لها وسكت ماعلق ..
                      اما ام ناصر فكان ردها بحكمه وتأنيب ولوم
                      : لاله الا الله .. انتم وراكم تعاقبون ليا قام واحد دخل الثاني ورقد . اقعدي افطري مع رجلتس ثم روحي ارقدي .
                      ردت شادن وهي معقده حواجبها قالت : جدتي انا اكلت قبل الفجر مرة مومشتهية شي .. وحاسة فيني نوم .. اذا تبغيني اجلس جلست عشانك .
                      قال عماد بهدوء : لا اذا ماتبين تاكلين روحي نامي .
                      التفت على جدته قال : خليها على راحتها لاتغصبينها على شي .
                      سكتت ام ناصر والوضع مو عاجبها والشك بدا يساورها ..
                      وانسحبت شادن بسرعه وطلعت لغرفتها قبل لاتنطق جدتها بشي ماتحب سماعه ..
                      نزلت جلالها وطبقته وهي تطالع بيدها ومكان مسكته لها وتحس بحرارة تسري فيها من جديد لمجرد تذكرها الحركه .
                      رمت نفسها على سريرها
                      ياترى لمتى بتستمر اللعبة اللي توها ابتدت ..
                      وياترى بتقدر تكملها ولا بتخذلها قوتها وعزيمتها ..
                      دخلت تحت اللحاف بتستغل الوقت وتنام قبل ماتنطفي الكهرباء ثم تسوي زي امس ولا تنام الا بعد جهد ..!



                      ***

                      بعد العصر ..!
                      دخلت شهد تجري
                      وجهها عليه علامات الفرح وعيونها تنضخ سعاده
                      قالت بسرعه وهي تلف ورقة صغيره في يدها وتحاول تحميها وتتمسك فيها : شادن فين عماد بسرعه بسرعه قولي لي فين .
                      قالت شادن وهي تنزل مع الدرج : وش تبغين فيه .
                      : اكتشفت حاجه مهمه . بس خليه يجي واقوله عليها .
                      قالت شادن : مايصير انا اعرفها ..؟
                      : اذا جا عماد اقول لكم مع بعض . خلاص هو صار زوجك يعني لازم اقول لكم مع بعض .
                      هزت شادن راسها وهي تضحك على حركاتها قالت : تعالي اول شي سلمي علي وعلى جدتي بعدين اذا عماد جا تقولين لنا اللي عندك .
                      جات شهد تمشي وسلمت على شادن ومسكتها بيدها راحت عند جدتها الجالسة لوحدها في الصاله ..
                      : وين امك ..؟
                      : بتروح ليت جدي بعد شوي .
                      : تعالي سلمي على جدتي ليه ماتجونا ..؟
                      : ماما تقول عيب مستحين من عماد وشادن .
                      راحت شهد وسلمت على جدتها وجلست عندها .
                      قالت ام ناصر لشادن : ماشفتي عماد .. طلع من عندي مادري وين راح ..؟
                      : مادري والله توني صاحيه ماشفته .
                      كملت كلمتها وهو ينزل من فوق ..
                      اول ماشافته فتحت عيونها و مسكت بطنها ..
                      هذا كان في غرفته وانا اللي قلت لجدتي مادري وينه .
                      طالعت ام ناصر في الدرج وفيها قالت : هذا عماد فوق اللي ماتدرين وينه فيه .
                      ارسلت له نظرات استنجاد وطلب اغاثه ..
                      قال وهو يحط شماغه بجنبه على التكاية ويفتح يدينه لشهد اللي جات تجري تضمه .
                      : انا كنت في غرفتي ادور لي على اوراق واكمل شغلي ماحبيت ازعجها وهي نايمه .
                      الوضع ا بداً مو عاجبها ..
                      وطريقتهم مع بعض تشككها بأن فيهم شي بس ماحبت تتدخل لأن اول شي مالهم الاثلاثه ايام وثانياً بتخليهم على كيفهم ولاتحشر عمرها معهم .
                      قالت شهد : عماد شوف الورقه .
                      اخذ عماد الورقه وفتحها وطالع في شهد وضحك منها .. وطبق الورقه وحطها في جيبه .
                      قالت : هاتها بوريها شادن .
                      رد عليها وهو يحرك جبينه على جبينها قال : لا لا لا خلاص هذي صارت لي انا .
                      رفعت راسها وطالعت فيه وأشرت باصبعها السبابه قالت : عماد هذا سر بيني وبينك .. ماتعلم فيه الا .. بدت تعد على اصابعها . : شادن وجدتي وامي وفصولي اذا كبر وفهم الكلام .. بسسسسس
                      قال وهو يضحك : لا السر سر اذا علمت فيه معناتها موب سر .
                      زمت شفايفها بخيبة وهي تطالع بشادن اللي تبتسم من حركاتها البريئة والجذابه قالت : خلاص ياشادن للأسسف . وشدت عليها .. مانقدر نعلمك لأنك لوعرفتي مايصير سر وتدري فيه نوف .. قلبت عيونها وكلمت بملل .. وتبهذلني وتطفشني في المدرسة .
                      قالت شادن بدون تفكير : ليه تطفشك وتبهذلك .
                      ردت شهد ببراءة وشكلها متضايقه قالت : اووه شافت الورقه في يدي وانا اوريها العنود اختها وبغت تشققها بس انا بكيت بعدين رمتها عليّ .
                      قال عماد وهو يلمها لصدره : افا وانتي تبكين عشان ورقة ماتقدرين تكتبين غيرها .
                      : لا ياعماد ماقدر لأني قعدت افكر وافكر وافكر لين سويتها واكتشفت ال...
                      قاطعها قال : أ أ أ أ اسكتي لاحد يدري عنها .
                      حطت اصبعها على فمها وهي ترد الضحكة قالت : يوه يوه بغيت اقول السر .
                      اجمل شي في حياة عماد هي شهد ..
                      هي اللي توسع صدره وتضحكه وتعيشه عالم ثاني
                      هي اللي يمارس معاها الأبوة ويقدر يستغني عن الأطفال والأسرة اذا شهد بحياته .
                      قالت ام ناصر بجديه لشادن : على طاري نوف ياشادن ماتدرين علامها ماجات للعرس .
                      هزت شادن اكتافها قالت : اكيد ماراح تجي لأنها ماتحبني .
                      شرب عماد من فنجاله قال : قولي لها ترى حولنا كم قرية يبون مدرسات ابتدائي ان كان ودها بالنقل تتعرض لك .
                      بلعت شادن ريقها واخذت فنجالها بتشرب منه بس طلع فاضي مافيه شي ..
                      مثلت ان فيه شي وحطته عند شفايفها وسوت انها تشرب منه وهي في قمة ارتباكها منه ..
                      نزلته وحركته بيدها ماتدري وش تقول ولا وش ترد عليه وفضلت السكوت اللي خيم على المكان .
                      مر عليهم الوقت طويل ..
                      الصمت اللي تتخله همسات ام ناصر اللي اعتادت على صمت عماد وسكوته والتمست العذر لسكوت شادن بالحيا والخجل ..
                      قالت لعماد : عماد ياوليدي ازهم لي الخدامه خلها توديني غرفتي ابي اسبح واستغفر لين يحين وقت الصلاه .
                      وقف وهو يقول : وشو له ازهم لتس الشغاله وانا موجود . عطيني يدتس بس .
                      مشى معاها لين دخلت غرفتها ..
                      طلع من عندها ونادى شهد بيوصلها لامها وخرج مع الباب من دون مايكلم شادن ..
                      اخذت صينية القهوة حطتها عند التلفزيون وقعدت تنتقل من قناة لقناة بكل برود ولامبالاة .
                      وكأنها تعود نفسها على روتين الحياة الجاية في هالبيت .

                      بعد المغرب
                      كانت جالسة في الصالة تتابع مسلسل على الام بس سي ..
                      وعماد لسه مارجع من المسجد ..
                      دق الجرس وراحت الشغالة تشوف ..
                      وبعد دقيقه تقريباً رجعت لها
                      قالت : مدام فيه ولد برا اسمه سامر يبغى يكلم انتي .
                      : سامر ..؟ اوووه سامر ولد نوير ..
                      راحت عند الباب وقابلت سامر سلمت عليه قالت : ها ياسامر بغيتني ؟
                      : امي تسلم عليك تقول نوف زعلانه ومارضت تاخذ العذر تقول لازم انتي تجين للمدرسة ولا تعتبرك غايبه .
                      : سلم لي على امك قول خلاص بكرة تمركم بالمدرسة .
                      دخل عماد على كلمة شادن قال : هذا من ؟
                      : هذا ولد زميلتي في المدرسة .
                      : وش يبي ؟
                      : المديرة مارضت تاخذ العذر وتقول انها بتغيبني .
                      : وانتي وش بتسوين .؟
                      : بروح بكرة اوديها العذر .
                      : لا لاتروحين والعذر ماراح يتقدم لها الا بعد اجازتك .. خليها عليّ .
                      طلع من عندها واخذت شادن يد سامر ودخلته للبيت اعطته شكولاته وحطت لنوير صحن من البيتيفور اللي معبي الثلاجه ..
                      قالت : قول لامك شادن تقول عماد بيحل الموضوع ولاتشيل همي .
                      طلع سامر من عندها ورجعت جلست على التلفزيون تقلب في قنواته .. البيت ممل لولا وجود جدتها ولا عماد وجوده زي قلته بالنسبه لها .
                      راحت لجدتها بغرفتها قالت جدتها : رجلك مارجع من المسجد ؟.
                      : الا رجع بس سمع ولد زميلتي وهو يقول ان نوف مو راضية تاخذ اجازتي ورجع مادري فين راح .
                      : نوف بنت لافي ؟
                      قالت : ايوه هي .. ياجدتي من يوم ماجيت للمدرسة وهي ماتطيقني . . حتى اول يوم استقبلتنا بوجه مكشر وخلقها شين بالمرة .
                      : حسبي الله على الظالم .. وانا اللي احسبها بنت حلال وعاقله وتقدر الجيرة .
                      : هي بصراحه اخلاقها عادية مع كل المدرسات بس انا ماتطيقني .
                      دخل عماد قال : هذاك اول ماتطيقك لكن من بكرة بتجي تبوس يدينك .
                      عدلت شادن جلستها من دون ماتتكلم ..
                      قالت جدتها اللي انقذتها : وش سويت لها ؟
                      "ايه صح وش سويت لها ياعماد " قالته بقلبها ومن غير صوتها .
                      قال : ابد رحت لابوها وعلمته بالعلم اللي ماغيره وانا واثق انها بتغير تعاملها مع شادن ميه وثمانين درجه .
                      ابتسمت شادن بداخلها ..
                      وحمدت ربها ان عماد حنون وصار لها سند وعلى قولة نايف رجال وينشد الظهر فيه ..
                      كبَّرت ام ناصر تصلي السنه وطلع عماد للصاله ولحقته شادن ..
                      فتح التلفزيون على برنامج عن الأسهم في قناة اوروبيه ..
                      ركز معاه وقعد يسجل بعض الأرقام على طرف الجريدة ..
                      خلص البرنامج وحط على قناة ثانيه وطالع بالساعه ونزل الريموت ..
                      جابت صينية شاهي وحطتها على الطاولة ..
                      صبت له كاسة نزلتها على الطاولة الصغيرة اللي قدامه..
                      عدت لعشرة واخذت نفس عميق وهي تأهب نفسها لردة فعله وللي بتقوله ..
                      قالت بهدوء من دون ماتطالعه: عماد مشكور على اللي تسويه عشاني ..!
                      اخذ الريموت وقصر قال : ايش ؟
                      حست ان صوتها خانها ومارضى يطلع زي ماهو قالت بصوت واطي : مشكووور على كل اللي سويته معاي .
                      : ماسويت معاك شي الا اذا قصدك تستهزئين هذا ..
                      قاطعته : لا ماقصد استهزء .. بجد مشكور على كل اللي سويته معانا نايف وطلاق امي وانا ونوف ..
                      رفع حواجبه قال : اها .. العفو ماسويت الا الواجب اللي تحتمه علي علاقتي فيكم ولانسيتي انكم عيال خالي .
                      ردت بخيبة امل وبرود : مانسيت .
                      اخذ الريموت وفتح الصوت وقعد يتابع وهي اخذت لها مجله من فوق الطاوله اللي قدامها وقعدت تقرا فيها لعلها تنشغل عنه وعن مراقبته او التفكير فيه .


                      ***
                      يتبع,,,



                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...