ملامح الحزن العتيق...

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
    عضو ماسي
    • May 2009
    • 708
    • .
      .
      .


      .
      .
      .


    #91


    خلصت الفطور بمساعدة فوزية اللي صحت من بدري عشان عيالها مزكمين ..
    وراحت استبدلت قميصها القطني العادي بتنورة جينز اسود مطرز على الفخذ وبلوفر صوف ثقيل بياقه طويلة لونه رمادي ..
    اخذت جلالها الطويل وحطته على راسها وغطت وجهها فيه احتياطاً اذا احد صاحي من العيال ، وعدت لبيت الشعر والشغاله وراها تشيل صينية الفطور ..
    دخلت على جدتها وعمانها احمد وناصر حول منقل الجمر وهو ماله اثر بينهم ..
    سلمت عليهم وصبحت عمها ناصر بالخير وجلست مقابلة لهم وهي ترتب الفطور على السفرة ..
    قالت لعمها احمد بصوت واطي : عمي عماد فين ..؟
    رد احمد وهو يدفي يدينه بحرارة الجمر : مادري من يوم جينا مالقيناه ..
    دخل عليهم عماد عليه فروته وشاله الصوف لافه على راسه قالت جدته بلهفه : عْمَاد يمه وشلونك الحين .. تونس شي ( تحس بشي )..!
    عدى من عندهم وجلس بجنب شادن قال : لا الحمد لله مافيني الا العافيه . قرب من شادن ولفها بطرف الفروة وغمرتها ريحة العود المعتق المختلطة بريحة النار وفترت عظامها وبردت اوصالها ..
    قال : لاتجفلين يالشادن ابي اغطيتس عن البرد .. شوي وتتجمدين في هالمربعانية ( المربعانية ايام في الشتاء يكون البرد فيها في اوجه )
    بلعت ريقها ورفعت راسها لاحمد اللي قال : شادن تعرفين وش معنى اسمتس . ؟
    رد ناصر باهتمام وبدون مايدقق في حركة عماد : الشادن الغزال ليا انفطم عن امه واجذوذع ( صار جذع ) .
    ابتسمت لعمها بخدود متوهجة احراج وخجل قال احمد : من اللي سماك الاسم هذا ابوتس الله يرحمه ولا ذوق الوالده .
    ردت وهي تحاول تنزل الفروة عن اكتافها وعماد يردها عنوة وعمد قالت : ابوي الله يرحمه هو اللي سماني الاسم هذا وامي اختارت اسم نايف .
    دق جوالها في جيبها وطلعته وهي محرجه وشافت اسم نايف
    ردت عليه بصوت واطي ومخنوق من الاحراج ..
    : هلا نايف ..
    رد عليها بصوت مبحوح : هلا شادن انتي فين من امس .؟ واش هذا النوم من العصر للفجر الله لايبلانا .
    تذكرت اللي صار امس وطالعت في عماد بنظرة عتب فهمها على طول قالت : كنت تعبانه ونمت .. اش فيه صوتك ..؟
    : تعبان .. الحمى كسرت عظامي وامي ماشفتها بالله روحي صحيها بشوفها قبل انام .
    وقفت وهي تقول : امي مانامت الا متأخرة .. عندك دوا .. ولا اجيب لك ..؟
    مسك عماد يدها ووقفت بمكانها قال : خليه يجي يفطر اذا مانام للحين .
    قالت لنايف : عماد يقول لك تعال افطر معانا احنا في بيت الشعر .
    : من عندكم ..؟
    : جدتي وعمي ناصر وعمي احمد ..
    : طيب دوري لي عصير ليمون الانفلونزا هالكتني .
    عضت شادن على شفايفها قالت : مافيه ليمون في البيت .. عيال عمتي تعبانين وشكله راح عليهم . بس انا عندي بندول كولد اند فلو بجيب لك منها .
    قال عماد وهو يوقف : خليه يجي يفطر وانا بروح اجيب له ليمون .. اخذ له قطعة عيش صامولي دهنها بلبنه ووقف وهو ياكل منها لقمه ..
    قال لشادن : امشي تعالي ابيك برا .
    قبل ماتعترض وترد تكلمت جدته : لاتروح انت تعبان خل احمد يخدمك
    .
    رد وهو يعطيهم ظهره : لا انا اصلا لازم اروح اشتري علاجي محد يعرفه غيري .
    زفرت ام ناصر وقالت برجا واعتراض : الله يكفيك شر هالعلاجات اللي ماتصبح وتمسي الا عليها .
    رفع احمد حاجبه قال : هو ليه مايروح يسوي فحوصات ترى سرطان القولون منتشر هالأيام الله يكفينا شره .
    رد ناصر : اعوذ بالله فالك ماقبلناه .. ان شاء الله مافيه غير العافيه ..
    كانت واقفه مكانها معترضه ومحتارة تروح ولاترفض ..
    مر وقت قصير وسمعت صوته يناديها : شادن ..
    طلعت تمشي بخطوات سريعه اول ماشافها مسكها بيدها وسحبها ورى بيت الشعر ناحية جدار المزرعه قال : علميني وش اللي زعلك امس ..؟
    تجمع الدمع بعيونها .. وزفر وضرب برجله على الارض قال وهو صاك اسنانه على بعض وعصبيه حاول يكبتها : لاتبكين ..
    انهال الدمع على خدودها قالت : ليه مابكي وزوجة عمي تمشي وتفضح فيني بسببك .
    فك الشال عن راسه ورجع لفه من جديد وزم شفايفه قال بأمر وصرامه : وش قالت عنك ..؟
    شهقت قالت : عماد انا مابغى ادخلك في سوالف الحريم .. بس وش ذنبي ليلى تشكك في شرفي وتقول انك تنتظرني اكمل سنه عندك ....
    قاطعها : التافهه هذي منين جابت الكلام هذا ..؟
    غمضت بقوة على الدموع اللي غرقت عيونها قالت : اسأل نفسك .
    كان يتأمل وجهها ..
    جبينها ناصع والشمس تنعكس عليه ..
    وخشمها وجفونها وخدودها مكتسية بقع حمرا ..
    طلع لها مجموعة مناديل مطبقه من جيب قميصه قال : مسحي دموعك واسمعيني .
    اخذت المناديل ومسحت وجهها وهي ساكته ونظرها للأرض ..
    مسك يدينها الثنتين وضم عليها بقوة وهو يقول : اسمعي ياشادن انا بقول لك كلامي هذا وماراح اعيده .. وابيك تصدقينه ولاتصدقين غيري ..
    رفعت له راسها وطالعت فيه بعيون باكية ..
    وبلحظة فك يدينها ولف يدينه حول اكتافها وضمها ودفن راسها في صدره وهو يقول : اقسم بالله ياشادن من يوم دخلتي بيتي زوجة ماكلمت احد عن حياتنا .. التافهه هذي يمكن احمد علمها عن كلامي ايام ماكانت جدتي تحاول فيني اخطبك ..
    مابيك تصدقين اني امسك بكلمة ولاسمح لاحد يتجرأ ويتكلم عليك ..
    انا اذكر مرة ان احمد قال طاوع امي ولاتقهرها قلت مابي الزواج وان اخذت البنت ارضي جدتي اخاف اخليها سنة ثم اطلقها .. بس هذا اللي صار .
    رفعت راسها ورجع يلمه على صدره قال : الكلام سهل ياشادن .. لكن الفعل صعب .. انا لوبيدي عطيتك حريتك الحين قبل شوي لأنه حرام تعيشين مع واحد مثلي .. بس ماقدر ..
    ضمها عليه اكثر وكمل : والله ماقدر ياشادن .. انتي ماتدرين وش انتي بالنسبة لي انا .. تنهد ونفخ بقوة قال : انا ماتخيل اني اكمل باقي عمري بدونك .
    رفع راسها وطالع في عيونها بعمق قال : تراني ماقلت لك الكلام هذا الا بعد كلامك لي في السيارة امس .. لكن سألتك بالله ياشادن متى ماحسيتي انك تبين تعيشين حياتك لاتترددين لحظة وحده .
    استرخت كلها على صدره قالت : عماد انا مابغى اعيش حياتي الا معاك انت .. تكفى عماد لاسمع الكلام القديم ولاسيرته .. اوعدني الله يخليك .
    : ان شاء الله ماتسمعينه ..
    قطع كلامه وهو يسمع نايف يتنحنح بصوت عالي ويكح ..
    بعدت عنه وقالت : بروح اجيب لنايف الدوا ولو اني مابغى اقابل زوجة عمي .. اووف اكرهها .
    ضحك بصوت واطي وقلدها : اووف اكرهها ..
    قال بصوته الطبيعي : روحي جيبي لاخوك الدوا .. ضحك وكمل : وسوي لي كبتشينو ..
    عقدت حواجبها وهي تتذكر ليلى وغمضت بعيونها قالت : لاعماد عن جد اجيب لك ..
    : ايه والله سوي لي على بال مالبس ثوبي وشماغي .
    هزت راسها وراحت للبيت بسرعه محملة بروح جديدة ومشاعر نقية ماتشوبها شائبة حزن او خوف . .

    وبعد ايام ثلاثه في المزرعه ..
    واقف على باب المجلس ويدينه على اطراف الباب
    ماراحت السالفه من باله للحين ..
    ضرب برجله على الارض بتوتر وهو يتذكر ان امه بتمشي لخاله اللي ساكن في الطايف .. وهو وراه مشوار لعزيمة واحد من اصحابه في الطايف ..
    مافيه فرصه يكلمها في الموضوع بهدوء الا في السيارة وهو مايبي يروح لخاله اللي كل ماشافه كل تعال املك لك على وحده من بناتي ..
    مستحي يقول لا مابي من بناتك ويزعل خاله وخايف انه يوافق ثم يتوهق ..
    قال بندر وهو يتذمر : انا مواعد لي رجال في الشفا بعد المغرب ... وش السواة ..؟
    قال فهد : خلاص روح في طريقك وانا اوصلها .
    رد بندر بحماس : جزاك الله خير .. بس مشوارك ..؟
    عقد فهد حواجبه قال : مشواري اقدر الحق عليه بس انت اللي ترجع امي ..
    ابتسم بندر قال : وش هالكرم الحاتمي .. روح ياشيخ الله يوفقك ويريح بالك .. على فكرة ترى محد بيروح معك الا امي وخالد .
    : خالد وش يدور ..؟
    : خله يروح يبي عيال خالي وهنا مافيه احد في سنه .
    : الله يعين ..
    لبس فروته وتلثم بشماغه قال لخالد اللي جاه يمشي : خالد ارجع ازهم امي قول اني انتظرها في السيارة .
    قال خالد باستغراب : انت اللي بتودينا ..؟
    : ايه انا عجل ..
    راح للسيارة وبعد دقايق قليله كانت امه راكبه في المقعد الخلفي وهو وخالد في الأمام ..
    تنحنح وتأهب للكلام اللي حس ان مقدمته صعبه على امه ..
    قال : يمه تذكرين اهل ابو مشاري جيران نايف وامه .
    قالت امه وهي تقرب من مقعده : ايه ياوليدي اذكرهم .. اجوادٍ (ن) محد ينساهم .
    اخذ نفس عميق قال : سألتي ام نايف عن بنتهم اللي صار عليها حادث وشلونها .
    : ايه سألتها تقول ان شاء الله انها بتطيب .. يدها ورجلها متكسرة وتقول انها بدت تمشي على العكاز .. ياوليدي رحمها ربي يوم حطك في طريقها .
    قال فهد وهو يجر في كلامه ويدور مدخل لسالفته : تدرين ان اخوها منقهر مني يوم شلتها وشاف دمها عليّ ...
    قاطعته امه : اعوذ بالله من الشيطان وش يقهره وانت لولا الله ثم انت يمديها مع درب زميلاتها .
    : لا يايمه مهوب اجلها .. وربي كتبني في طريقها وجعلني سبب في نجاتها يمكن من مشاكل اكبر من الكسور .. الا وش تعرفين عنها انتي ..؟
    : بنيةٍ(ن) ساترها الله . وشو له تنشد عنها ..؟
    غمض عيونها قال : ابيتس تروحين تخطبينها لي انتي وابوي .
    : وشووو ..؟ انت صاحي ولا مجنون .. البنت مطلقه ماكملت شهرين .
    عض على شفته " هذا اللي كان متوقعه " ..
    قال خالد باندفاع وتعصب مراهق : والله ماتاخذ المطلقه وانا حي .. اكثر لاكثر الله بنات خلق الله ..
    دفه فهد بأطراف اصابعه قال : انكتم انت واذا هرجك احد ولا وجه لك كلام تعال افزع ..
    قال خالد : اخطب وضحى بنت خالي سعد .
    رد فهد بعصبيه : اصصصصصصص لاتفتح فمك الا اذا قلت لك .. ووالله والله ياخالد لوطلع هالكلام لمخلوق اني لاشغل العقال في ظهرك .
    سكت خالد قال فهد لامه .. : يمه انتي تدرين وش سالفة طلاقها .
    : وانا امك علمتني ام نايف مير انا مابي الناس تقول ولدهم باير مالقوا له الا المطلقه .
    : بسم الله الرحمن الرحيم .. يمه الله يخليتس لي انا اللي ابي اعرس ولا الناس .. بعدين البنت هي اللي طلبت الطلاق ثم الرجال مادخل بها .
    ردت امه منهية الحوار وبحسم : ولو ولو اسمها مطلقه اسمع كلام خالد وخلني اخطب لك وضحى .
    : اجل لاعاد تفتحون لي سيرة العرس . هذاني قلت لكم اخطبوا لي وعييتوا ( رفضتوا ) .
    : ياوليدي قلوا بنات الخلق .. عز الله ان خالد اعقل منك .
    التفت فهد لخالد وهو يتباهى بابتسامه على وجهه من كلام امه قال : والله لولا خوفي من ربي واخاف ان امي يصير لها شي لاخليك في هالخليان لين تتوب ماتتدخل في احد .
    ساد الصمت في السيارة مايقطعه الا تأفف فهد الدال على ملله وضيقة خلقه ..


    ***


    "خلاص اقتنعت ..! بس فكها شوي ترى الزعل مو لايق عليك "
    قالته سارة لمشاري وهو يفرش اسنانه قبل يدخل ينام ..
    قال وهو يحرك الفرشة بسرعه في فمه : ترانا حددنا زواجنا انا وريهام في اجازة عيد الاضحى .
    شهقت بصوت عالي قالت : ايييش .. ؟
    غسل فمه وتمضمض اكثر من مرة وسحب له منديل قال : اللي سمعتيه .
    : خير ان شاء الله مسرع ..؟ وانا ماعليكم مني .. نسيتوا اني بالجبس لسه ..؟
    : انتي ان شاء الله كلها شهر وتفكين الجبس والزواج بعد شهر ونص تقريباً ..
    عقدت حواجبها قالت بزعل : اصلاً انت حاقد عليّ عشان سالفة الشغل وتبغى تقهرني . ياخي قلت لك خلاص بطلت واقتنعت بكلامك .
    مشى لغرفته قال : انا ماني زعلان بس انتي قاهرتني اذا ماتفكرين بقراراتك .. ماكفاك تهورك وموافقتك على خالد . هه شوفي وش جنيتي ..؟
    ليش يامشاري تخدش الجرح وهو لسه ينزف ..؟
    بهت لونها وفترت ملامحها ..
    قال مشاري بندم : اوووه سارة انا اسف والله ماقصد اجرحك .. بس ابيك دايماً تفكرين مليون مرة قبل ماتتخذين أي قرار بحياتك .
    حاولت تلف بتطلع مع باب غرفة مشاري وتعثرت وطاح العكاز وطاحت ..
    جا مشاري بسرعه وساعدها لحد ماوقفت قال : سارة لاتزعلين مني ترى مو قصدي ....
    رفعت يدها يعني خلاص وهزت راسها وهي تمشي بتركيز وهدوء لحد ماوصلت غرفتها ..
    ماصدقت تتجاهل الموضوع وتنساه في زخم الأحداث اللي صارت ..
    وجا مشاري ونكأه ونثر اوجاعه على صفحة ايامها من جديد ..
    رجعه وكأنه امس مو قبل اشهر ..
    جلست على سريرها ودموعها تتجمع بعيونها وحلقها مخنوق .
    ماتبي من الدنيا وفي هاللحظة الا فاطمة او شادن ..
    فاطمه مستحيل ..
    لكن شادن مو مستحيل خاصة انها كلمتها اكثر من ثلاث مرات وهي في الطايف ..
    اخذت جوالها ودقت على شادن تلوذ بها عن الذكرى ووجعها ومرار واقعها اللي تعيشه ومسمى مطلقه اللي تعتبره كابوس تصحى منه عليه ..!!


    ***



    جالسات في الصاله حقت البيت الصغير المنزوي في المزرعه الكبيرة ..
    ام ناصر منسدحه وتسبح ..
    وحولها ام نايف وشادن وحليمه وفوزية وليلى ..
    ومنال وحنان جالسات عند التلفزيون
    قالت ام نايف لشادن وهي تضم شهد على صدرها : الله يرحم ندى .. كل ماضم شهد اتخيل اني اضمها .
    قربت شادن من امها قالت بحنان : يمه الله يخليك لاتفكرين بالأشياء اللي تحزنك .
    ردت امها بهمس : ياحبي لشهد .. محد يلوم عماد والله .. بسم الله عليها ذكية وعقلها اكبر من سنها .
    التفتوا بسرعه لليلى اللي ضحكت بصوت عالي من المسج اللي وصلها قالت باحراج : هههههههههههههه اقرا لي نكته بس ماتصلح لكم .
    قالت حنان وهي قاعده ومتغطيه ببطانيتها وتطالع في مسلسل صعيدي ينعرض على قناة ابوظبي : انتي اصلاً كلتس على بعضتس ماتصلحين لنا .
    ردت ليلى : طبعا ماصلح لكم انا غير عنكم يابدويه ياجاهله ياللي حدودك مدرستك وبقالتكم اللي بجنب بيتكم ...
    قالت حنان بتقزز : ياربييييييييييه يالحضرية .. انا بدوية ومحتفظة باصلي وديني مو مثلتس .
    قالت منال لحنان بلهجة حادة : حنان خلاص احترمي جدتي و خالتي ام نايف وحليمه وعمتي .
    حذفتها شادن بعلبة المنديل وهي تضحك وتقول : يادبه وانا ماتحترمني .
    قالت منال بمرح : خلاص احترمي خالتي شادن .
    وقفت حنان قالت بجديه عكس مرح حنان وشادن : هي متى تذلف لاهلها ونرتاح .
    قالت فوزية : حنان زودتيها عاد .
    عقدت حنان حواجبها ووقفت قالت : خلاص سكتنا .
    جلست ام ناصر بملل وقالت : شادن يابنيتي قومي معي وديني لعيالي في مجلسهم .
    وقفت شادن وساعدت جدتها على الوقوف ولفت جلالها عليها وطلعت معاها للمجلس القريب من البيت ..
    دقت الباب ووقف احمد اول ماسمع صوت امه واخذ يدها ودخلها ..
    قال لشادن قبل ترجع : تعالي مافيه احد غريب عمانتس ونايف وعماد .
    كان عماد مسند ظهره على المسنده وراه ..
    اول ماشافها عدل جلسته متفاجيء قال : تعالي هنا ..
    اشر لمكان بجنبه وجلست باستحيا وعلى وجهها ابتسامه خجوله ..
    شافت كيس الأدويه بجنبه قالت بهمس : كيفك اليوم ..؟
    التهمت نظراته وجهها قال بشغف : بخير .. انتي وشلونك من امس ماشفتك .
    ابتسمت بحرج قالت : انا كمان بخير ...
    سحبت كيس الدوا وطلعت الأدوية قالت : عماد طلبتك لاتاخذ الانترفيرون ترى سمعت انه يسبب اكتئاب .
    اخذه من يدها قال : وش سمعتي عنه بعد ..؟
    التفتت لاحمد اللي انقذها من احراج الاجابة وهو يقول : ابو مشعل نبي اخر قصيدة كتبتها ..
    قال فواز وهو يرشف من حليب النياق قدامه : فكنا من الحزن الله يرحم ابوك .
    ابتسم عماد وطالع في شادن قال : هذي جديدة البارح كاتبها ..
    تنحنح وقال :
    في عز ما كنت اهوجس فيك وأفتح لك
    أبواب قلبي خذتني رجلي لبابك
    وجيتك وأنا ما اذكر اني كنت رايح لك
    بس أذكر اني كذا لا طول غيابك
    يا ما ترددت مدري كيف بشرح لك
    أجيك وأرجع ابيك تقول وش جابك
    يا ابن الأوادم ترى مليت ألمح لك
    أنا اعزك وأحبك وأعشق ترابك
    لا ضقت أضيق ومتى تفرح أنا أفرح لك
    ولا غبت أموت ومتى ما شفتك أحيا بك
    ان كان ودك ترسيني على كحلك
    لميت عمري وخاويتك على اهدابك
    لكن قبل تنجرف حبيت اوضح لك
    مستقبلي في يدينك..واعمل حسابك
    لو ضاع مستقبلي مانيب سامح لك
    يكفيني الماضي اللي ضاع بسبابك

    وسلامتكم .



    كانت تتأمله ..
    وجد عيونه وهو يناظرها ويصد ..
    وشوق يدينه وهو يحركها
    وعشق قلبه وشفايفه المترجمة له ..
    سمعتها حرف حرف ..!
    كلمه كلمه .. !
    ارسلها من قلبه لقلبها ..
    طالعت فيه ورمقها بنظره فهمتها ..
    وصلت لعمق قلبها وترجمها احساسها ..
    " ايه انتي المقصودة .. "
    قالوا كلهم : صح لسانك
    ورد : صحت ابدانكم .
    قال نايف : هيضتنا يابو مشعل .
    طالعت شادن في نايف باستغراب وسكتها بعيونه وقال وهو يضحك باستهبال : تبين حليب نياق ...؟
    فهمت انه خايف من لقافتها قالت : لا لا شكراً ماحبيت ريحته .
    قال عماد : صب لها بياله والله لتشربه مثل ماشربه وانا ماحبه .
    ضحك احمد قال : بالله انك لتقول لنا قصيدة البحر ..
    رد عماد : فواز مايبي حزن .. وجدتي مابي اكدر عليها قد سمعت مني قصيده تشبه لها وبكت .
    قال احمد : اذا امي بتبكي اجل فكنا منك انت وقصيدك ..
    وصلهم صوت فهد وهو يقول بصوت عالي : هيييييييي ياولد .
    فزوا عماد ونايف قال عماد بصوت عالي : ارجع وراك .
    قال فهد بنفس صوته : وين ارجع ماوراي الا البرد اللي يقطع القلب .. من عندك .
    طلع له عماد وهو يقول : ياخي مرتي فيه ارجع لين تطلع .
    رجع فهد وراح للمغاسل وطلعت شادن ونايف يمشي معاها وهي متغطيه بجلالها الطويل الضافي على جسمها ..
    قال نايف قبل ماتدخل : شادن تعالي .
    وقفت شادن ورجعت بعد مالاذت عن فهد بنايف لحد مادخل ..
    قال : ابي اسألك سؤال وجاوبيني من دون أي نقاش .
    مسكت بطنها خايفه يكون سمع شي من كلام ليلى ولا وصله من احمد شي ..
    قالت : اسأل ..!
    قال : شوفي تراني نبهت عليك ماتناقشين .. اوكي .؟
    : اووه نايف اسأل ترى ارهقتني ..
    طلع المنديل المطبق في جيبه وفتحه وطلع شعرة طويلة من بين طياته : قال الشعره هذي لمن .
    فتحت شادن فمها قالت : صدق انك ماتستحي . اش هذا وكيف تتجرأ .
    سكتها بسرعه : اسكتي وقصري صوتك .. هذي الشعرة سبب الحمى اللي جاتني ..
    تأملها على النور الصادر من اللمبة المثبته في جدار البيت وتطل على المزرعه ..
    قال : الشعرة هذي جننتني وبصراحه انا شاك في راعيتها .. امي كانت تمدح لي منال بنت عمي ناصر .. وتقول شعرها طويل واول ماشفت الشعره هذي عند المغاسل تخيلت انها لها .. بس من جد فيه حرمه في الدنيا شعرها هالطول .
    : من قال لك انها لمنال .. يمكن تكون لوحده من حريم عماني .
    رجع الشعرة في المنديل .. وهو معقد حواجبه قال مستبعد الفكرة : لا لا زوجة احمد وشفتها شعرها قصير ..
    فتحت شادن عيونها وكمل نايف : وزوجة عمي فواز شعرها موطويل لأن عمي فواز سحره الحرمة اللي شعرها طويل ..
    وام فهد حرمة كبيرة وماتنزل طرحتها ولا برقعها حتى يطيح شعرها عند المغاسل حقت الرجال ..
    دخل المنديل في جيبه قال : قولي لي هذي لمنال ولا لحنان . ابي اخطب راعيتها .
    ضحكت شادن باستغراب قالت : والله منت صاحي ..!
    : اييييييه صح مجنون .. مأجر ذا .. أشر على راسه وكمل : من يوم شفت الشعرة هذي وانا منتهي ومنهبل ومستخف .. ها ماقلتي لي لمن .
    ضحكت قالت : خلاص روح اخطب منال .
    تنفس بعمق وحط يده على قلبه قال : اشوا ان هذا مادق عبط .. روحي روحي نادي لي امي وخليها تلبس شي ثقيل لاتطلع في البرد بدون شي . ابغى ابشرها قبل اكلم عمي ..
    دخلت شادن والفرحه مو سايعتها عشان تنادي امها ..
    قبل ماتكلم امها شافتها تمتم ب : (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى بكل شئ عدد اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركاه ومن شر كل دابة أنت اخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )
    طالعت شادن فيها قالت : يمه فيك شي ..
    استغفرت امها بصوت واطي قالت : شهد فتشت جوال ليلى ومدري وش شافت والظاهر ان فوزية وليلى تهاوشوا .
    عقدت شادن حواجبها قالت : ماعليك فيها .. نايف يبغاك برا ومجهز لك خبر حلو .
    قامت امها وهي تلف جلالها على شعرها قالت : الله يجعله خير اش عنده .
    حطت شادن اصبعها على فمها بحركه طفوليه تعني ماراح اتكلم ..
    وتوجهوا لنايف اللي ينتظرهم على جمر حتى يبلغ امه الخبر ويروح لعمه يخطب منه ..!



    ***




    انتفضت وهي تشوف نورة تدخل شنطتها الجديده والكبيرة والممتلئة بانواع الملابس اللي تخص العروس ..
    يعني زواجي من حمود حقيقي ..!
    حمود اللي ماحلمت به ولافكرت فيه لو ثانية من عمري او لحظة من حياتي ..
    انا بصير لحمود ..
    انعصر قلبها بكاء وهي تتأمل الشنطه المخيفه بنظرها ..
    هزت راسها قالت بتحدي : انا موب لك ياحمود .. احلامي فوق مستواك .. واجمل من عالمك .. واذا احلامي ماتحققت الحياة مهب لازم .
    سمعت العنود تبكي لأن فستانها الحلم ماحصلت عليه ..
    قارنت احلام العنود بأحلامها ..
    العنود تبي فستان ابيض .. وامي معيّه ( رافضه ) تشتري الابيض تقول الابيض يسمرها زود على سمارها ..
    وانا احلامي باختصار كانت عماد ..
    وحلمي انقتل بيد عماد ..
    العنود تقدر تكبر وتشتري الفستان
    بس انا اذا كبرت وشلون اجيب عماد واحييه من جديد .
    نزلت دمعتها على خدها وهي تطالع في الباب المقفول ..
    حتى لو انفتح ..
    يعني بذبح نفسي ..؟
    وشلون اذبح نفسي وانا يوم رحت للبير تذكرت ربي وعذابه وعقابه وماقدرت ارمي نفسي في البير رغم ان الموت لحظتها ابرك لي من الحياة وحمود ..
    فتحت نورة عليها الباب قالت : نوف ... خالتي ام حمود جات بتسلم عليتس .
    تغطت ببطانيتها وغمضت عيونها وطلعت نورة يائسة بائسة ومقهورة من حال اختها ووضعها والوضع اللي ابوها حطها هي فيه ..
    الحارس الجلاد ..
    تقفل عليها وتجهز لزواجها اللي تشوفه نوف موتها وجنازتها ..
    قالت لامها اللي قابلتها : ماتبي تشوف احد ولاتكلم احد ..
    وماكان شعور الام افضل من شعور الأخت ..
    زاده الخيبة في اول الفرحه وأكبر ضناها اللي المفروض تكون الأعقل والأفضل ..
    تمتمت بدعوات بينها وبين ربها انه يهديها ويصلح شأنها ولايتكلها لنفسها طرفة عين ..




    ***




    رفع حاجبه لعماد قال بزعل : امي هي اللي رفضت وانا يوم رفضت ماكنت ادري انه مادخل بها ..
    قال عماد باهتمام : طيب انت قلت لها انها ملكة بس وانها هي اللي طلبت الطلاق .
    رد فهد باحباط : ايييييه وماعندها استعداد تسمع .
    قال ناصر : اذا همك امك ماعليك .. انت اكيد انك تبي البنت ..؟
    طالع فهد في ابوه قال بثقة : ايه ابيها .
    قال فواز : لا يالظالم متمقل منها ( متأمل فيها ) وهي في دمها .
    طالع احمد اللي مافهم من السالفه الا ان فهد اختار البنت اللي يبيها ..
    قال وهو يتكي على التكاية ويمدد رجوله: وش السالفه ..؟
    وقف عماد ولف شاله الصوف على راسه واخذ فروته قال : الشيخ فهد جاك من جده وصادف له حادث مدرسات واسعف وحده منهن والظاهر انه عشقها .
    ضحكوا احمد وفواز قال احمد : وين بتروح ..؟
    مس عماد ظهره قال : بطلع امشي شوي في المزرعه واطلق رجولي .. من يبي يخاويني منكم .
    قال فواز : اقعد اقعد في الدفا واستتم النعمة .. من اللي بيطلع معك في هالبرد .
    رد عماد وهو طالع : قدامي النسيب هو اللي بيمشي معي .
    قال احمد : عماد .. تعرف خويي عبدالمحسن ..!
    قال عماد : ايه اعرفه الله يشفيه .
    رد احمد : الله يشفيك انت .. الرجال تعافى ومابه غير العافيه ..
    رجع عماد ووقف مكانه قال : تعافى .. هو ماكان عنده سرطان في الدم ..
    : هذي من معجزات القران والطب العربي يقولك الرجال راح لطبيب عربي في الاردن واعطاه وصفات طبيعيه ونصحه يقرأ سورة البقرة يومياً ويمسح بها على جسده ويشرب من زمزم .. وشهرين اثنين والرجال زي الحصان .
    الأمل وشبَّاكه ..
    الحلم وبوادره ..
    الحياة بطعمها ولذتها ..
    بين ممكن وممكن ..
    مقعول في امل ..؟
    فيه تحقيق حلم ..؟
    تنتظره حياه ممتعه ..؟
    ولا صادفت مع عبدالمحسن وحظه هو ماراح يتحسن ..
    قال بفرح بالأمل وخوف من التأمل : الحمد لله اللي عافاه واشفاه .. ماشاء الله تبارك الله عسى الله يتم عليه ..
    طلع من المجلس وطريقه مابين ابيض وأسود ..
    مستقيم ومتعرج
    نوافذ مغلقه ونوافذ مفتوحه ..
    باختصار
    كان يمشي وهو يائس ومتأمل ..
    شاف نايف واقف مع امه وشادن وناداه بصوت عالي يبعده عن التفكير والخربطه اللي توهته ..
    وجا يمشي عنده ..
    اول ماوصلهم قال : يالله اجمعهم على خير . السلام عليكم ..
    ردوا السلام قال : مسيتي بالخير ياعمتي .
    ردت عزيزة وهي تحط طرف جلالها على فمها وخشمها بخجل : هلا والله مسا النور والسرور .
    : وشلونك مع البرد عساك تأقلمتي .
    : الله يعين ماني متعودة عليه .. بس الحمد لله على كل حال تغيير جو .
    طالع عماد في نايف قال : وش مجمعكم برا ..؟
    ضحك نايف قال : مجتمعين على خير وزواج ابشرك .
    ضحك عماد بصوت واطي قال : ماشاء الله ماشاء الله .. الا وش السالفه اليوم .. انت وفهد تطامرون تبون العرس .
    قالت شادن : فهد بيتزوج .
    قال : ايه وافق على بنت ابومشاري .
    زمت شفايفها قالت : ماعتقد انها راح توافق عليه .
    : افا وعلومي امس لك وين راحت ..؟
    : قصدك اقنعها ..........
    قاطعها نايف : هيييي انت وياها .. لعنبو ابليسك قاعد ابشرك بزواجي تفتح موضوع فهد وزواجه .. ياخي اسأل من اللي راح يتشرف واخذ بنته .
    : ان كان ماني غلطان فخالي ناصر هو اللي بيتشرف ..
    رد نايف وهو يقهقه باستهبال قال : انت داهية وحرمتك ادهى منك ..
    قال عماد : شادن انقزي جيبي لك شي ثقيل وتعالي امشي معي في المزرعه ..
    دخلت شادن للبيت وقالت ام نايف قبل تدخل : نايف حبيبي كلم جدتك قبل ماتكلم عمك حتى تحس انها مهمه وانك لازم تاخذ رايها .. بعدين كلم عمك ولا خلها هي تكلمه لك ..
    قال نايف : ان شاء الله ابشري باللي تبين .
    : يالله عاد انا بدخل عن البرد .
    قال عماد : الله يستر عليك .
    ورد نايف : يمه دعواتك لي .
    ابتسمت له امه قالت : الله يوفقك ويسعدك ياقلبي .
    دخلت البيت وشادن طالعه بجاكيت عمتها فوزية الفرو البني المحروق قال عماد : يالله عن اذنك روح كلم جدتك وعمك وعسى الله يتمم لك .
    مشى نايف من عندهم ومسك عماد يدها وراحوا يمشون في الجهه البعيده عن قسم الرجال ..
    قال : الله يسعد نايف رجال ويستاهل منال .
    طالعت فيه قالت : اش عرفك بمنال ..؟
    ضحك عماد من طريقة سؤالها اللي ينم عن غيره قال : ههههههههههه منال اختي الصغيرة لاشوفك تغارين منها هي وحنان .
    طالع وراها و لمح قطعة خشب كبيرة في حوض شجرة التين ..
    قال : هذا من اللي جابه هنا ..
    قالت شادن : مادري والله .
    ربط الشال على راسه وثبته قال : امسكي فروتي بشيله .
    رفعها بدون ماينتبه للمسمار في طرف الخشب الا بعد مانغرس في ساعده وسحبه باهة معبرة عن الألم ..
    جات شادن عنده قالت : اش فيك ..؟
    عقد حواجبه وهو يطالع في اثر المسمار على الوريد والدم ينزف لين غطى يده اليمين وضم عليه بيده اليسار ..
    اشر لها براسه قال : لاتقربين مني ... روحي جيبي لي مناديل ولا شاش وقطن ...
    قالت : معاي بلاستر بجيب لك .
    انطلقت شادن ودخلت البيت وطلعت شهد على اثرها ..
    نادته بفرح وهي تقول : عماد من الصباح ماشفتك .
    كان مكشر بتوجع قال : ارجعي ارجعي لاتقربين مني .
    مابين تتقدم رغبة وتتأخر تنفيذ لأمره تعثرت خطوتها وطاحت على راسها وصرختها دوت بالمكان امام مرأى منه وهو مكبله دمه ومقيده عن قربها و مساعدتها ..!

    نهاية الفصل السادس عشر,,


    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      #92
      متابعه معك عزيزتي
      وننتظر تكملت القصة
      بالتوفيق

      تعليق

      • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
        عضو ماسي
        • May 2009
        • 708
        • .
          .
          .


          .
          .
          .


        #93
        أسعدني متابعتك مزون...

        تعليق

        • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
          عضو ماسي
          • May 2009
          • 708
          • .
            .
            .


            .
            .
            .


          #94

          فصلٌ سابع عشر



          ~~ لأجلكَ ياقلب ~~



          في المجلس وحول المنقل ..
          عدل فهد جلسته وهو يرشف من بيالة الحليب اللي اضيف له زنجبيل قال : وش سالفتك يانايف اشوفك لاصق بجدتي .. وحنا ماصدقنا نفتك من تلصق احمد فيها .
          رد نايف وهو يلف يده حول جدته بحنان : مالك شغل .. هذي الغاليه محد يشبع منها .
          قال احمد وهو يحذف نايف بعلبة المنديل : استح على وجهك وقدر اللي اكبر منك .. ثم انا عمك عمت عين عدو ك .
          قال نايف باهتمام مزيف : صحيح فهد استح على وجهك وقدر عمي ....
          قطع كلامه وهو يسمع صوت عماد ينادي بصوت مرعب : شادن ... شادن ..
          فز نايف واحمد وراه وفهد وقف بمكانه بعد ماسمع نايف يقول : الله يستر لايكون صار لشادن شي .
          قالت ام ناصر : قوموني خلوني اشوف وش فيه .. ياحمد ... يانايف ..
          محد اعطاها اهتمام وكانت خطوات نايف واحمد تسيرهم لمصدر الصوت بسرعه وبلا تفكير ..


          ..

          سمع صرختها القوية وفجأة سكتت ..!
          اصعب موقف مر عليه في حياته
          مابين يهرع لها ويتحاشاها ..
          خايف عليها بجنون ..
          والاقبال والادبار كلاهما خطر ..
          ترك يده تنزف واقترب منها وهي مغمضه عيونها مثل الملاك وبلاحراك ..
          ماقدر يتحمل يشوفها بهالشكل
          شهد ماتت ..
          بنتي ماتت ..
          قلبي ماتت ..
          في غمضة عين ..!!
          وقدام عيني ..!
          طاحت على راسها وماتت ..
          كل هذا اللي دار في خلده بلحظة نسى فيها نفسه والدم اللي ينزف والوباء والعدوى ..
          : شهد شهد شههههههد ..
          اقترب اكثر وفجأة صحى ..
          ووقف بمكانه وتذكر انه شخص خطر ..
          طالع في يدينه .. مرض ووباء
          وصرخ بصوت يعبر عن خوفه وقهره وقيده : شادن .... شادن .
          هي اللي تفهم عليه وتقدر تساعده وتنقذ شادن ..
          طلعت له تجري وكل خوفها ان صار له شي ..!
          دمه وعقدة حواجبه وألمه بعد ماتركته هي اللي ارعبتها بعد صوته ..
          بس بعد ماوصلته وشافت شهد وهو عاجز عن مساعدتها انكسرت بداخلها اشياء كثيرة ...
          منها الصورة اللي رسمتها لقوة عماد وصموده وان مافيه موقف يخلي منه شخص ضعيف ..
          غمض عيونه بقوة وحواجبه معقوده قال بألم الضعف والقهر والعجز : تعالي شوفيها ماقدر اقرب منها .
          ارتجفت كل اوصالها وهو تشوفه يعترف بعجزه لضعفه ومرضه وخوفه عليها ..
          انتبهت لشهد وهي مسجاة على الأرض قالت : ياويلي شهد .. شهد ..
          اخذتها نفضتها وهو يقول بهمس وخوف : جسي نبضها شوفيها حية ولا ماتت .
          مسكت معصمها وغرزت اناملها فيه وهي تدور على وريدها الصغير قالت : الا فيها نبض .. الحمد لله .. الحمد لله ..
          وصلها نايف واحمد يجرون حافين قال نايف وعيونه على دم عماد اللي اغرق راحة يده ولون يده الثانية : وش صار .. كمل وهو يطالع بشادن اللي ترفع شهد عن الارض قال : بسم الله وش اللي صار .. ؟
          رد عماد وهو يضم على يده بألم : طاحت وأغمي عليها احمد ودها لأقرب مستشفى بسرعه ..
          رد احمد وهو يشيلها : شادن لاتقولين لاحد عليها ..
          قرب نايف من عماد ومد يده بيمسك معصمه ويشوف الجرح بس صوت شادن اللي صرخ وهي تقول : نايف لا .. وقف حركة نايف وشل عماد ..
          بهت لونه وهو يطالعها ويدها على فمها خايفه من ردة فعله ومتألمه عشانه .. ومفجوعه من جرحها له ..
          خايفة على اخوها مني ..
          كان هذا شعوره ..
          قال نايف بعفوية : وش فيه ..؟
          قالت شادن من بين احاسيسها المتخربطه والمبعثرة : لاتألم عماد ..
          غمضت عيونها واخذت نفس عميق وكملت بتعب .. : نايف ارجع طمن جدتي اسمع فهد يناديك ..!
          ضم عماد على جيبه يدور مفتاحه والدم يلطخ كل بقعه يلمسها في ثوبه قال : روح لجدتي يانايف ولاتعلمها عن شهد . قول عماد انجرح وانا بمر عليها واشوفها واطمنها .
          مشى للمغاسل ونادته شادن بصوت عالي رغم انه مخنوق وبدا هامس ..
          : عماد .
          التفت لها قال بصوت جدي ماغابت عنه نبرة الحزن والخيبة : ادخلي عن البرد ...
          ورجع التفت لفهد وخاله ناصر ونايف وهم يطلعون من المجلس قال : فهد ارجع دقيقه بس خل شادن تدخل .
          اضطرت انها تدخل بسرعه والندم يشرخ قلبها ..
          وهو راح غسل يدينه وحط على جرحه بلاستر بحذر ودخل عند جدته في المجلس ..
          اول مالمحت عينها الدم على ثوبه وجيبه قالت : لاله الا الله علامك ياوليدي وش هالدم ..؟
          رد وهو ياخذ شماغه وعقاله في يده قال : جرحني مسمار في لوح عند الاشجار ..
          اخذ جاكيته قال لنايف : نايف ترى الفروة حقتي رميتها عند الاشجار محلنا قبل شوي .. جيبها بالله .. ويالله اسلم عليكم وراي مشوار ضروري .
          رد ناصر باهتمام : مشوار هالحزة ..؟
          تنهد عماد وحالة شهد واقفه بينه وبين الرد والكلام والتعابير وموقفه قدام شادن خانقه ومعجزه عن الكلام ..
          اجبر نفسه واضطر انه يقول : مشوار مايتأجل .. اشوفكم على خير .
          طلع من البيت يتبع اثر احمد والغاية يتطمن على شهد ثم يبعد ...!!!





          ***




          دخلت البيت والقلق راسم دلايله على ملامحها ..
          وراحت لامها اللي جلست مع حليمه وجات منال شاركتهم الجلسه .
          قالت امها بسرعه : اش فيه وجهك ..؟ وفين رحتي قبل شوي ..!
          انسدحت على جنبها وتوسدت فخذ امها قالت بهمس : احسني مقهورة يمه .
          نزلت امها وجهها قريب منها وردت عليها بنفس الهمس : مقهورة ليه ..؟ لايكون عمك رفض يزوج نايف ..
          هزت راسها بلا ومسحت دمعه خانتها ونزلت غصب ..
          لفت جسمها ووجها على الجهة الثانية وخلت وجهها ناحية صدر امها المايلة عليها قالت : لا يمه ماعتقد نايف كلمهم لسه .
          : صاير بينك وبين عماد شي ..؟
          قاطعتهم منال : شادن اجيب لك بطانية .. هذا موب لبس في البرد هذا .
          مسكت ام نايف يدين شادن البارده قالت : ايوه هاتي بطانية يامنال ولاعليك امر .. يدينها متجمده ..
          قامت منال تجيب بطانية وجات حنان تمشي قالت حليمة : وش صار ..؟
          ردت حنان : عمتي فوزية كسرت جهازها قطعه قطعه ليتها كسرت راسها .
          ردت حليمه : حنان ماني خابرتس شرانية .
          ردت حنان بانفعال : انا ماعليّ منها ولا لي دخل فيها بس المشكله انها مرة عمي احمد .. وانا مارضى مرة عمي تصير وسخه مثل ليلى . ازين شي سوته انها زعلت وقالت انها بتروح لاهلها . فككككه منها ومن شوفها .
          قالت ام نايف : خلاص اللي سوته فوزية عين العقل بس انتم بدال ماتتهجمون عليها انصحوها منها توعونها ومنها تكسبون اجر .
          ردت حليمه بتودد لام نايف : الله يسلمتس يام نايف انا اشهد انتس عاقلة ورزين .
          وصلت منال بالبطانية وغطت شادن اللي معاهم ولاهي معاهم ..
          ضمت امها على اكتافها بمحاولة منها تبثها دفء وشيء من الطمأنينة ..!




          ***



          وقف مع احمد في المستشفى وشهد على كتفه ..
          قال : الحين انا اللي طيحتك يالظالمه ..؟
          ردت شهد اللي صحت اول مادخلت المستشفى بعد الارتجاج اللي صار لها من الطيحه واخذت مغذي وعملت اشعه لراسها كانت نتايجها مطمئنة ..
          : ايوه انت قلت ارجعي وانا كنت ابغى اجي اسلم عليك عشان من الصباح ماشفتك .. بعدين خليتني ازحلق على الحجر وبغيت اموت .
          ضحك احمد وعماد بالمثل ..
          قال عماد بعد ماطلق تنهيده معبره من صدره وهو يضمها عليه ..
          ويده ملفوفه بشاش ابيض : الله لايعيد هاليوم .. انا اللي والله بغيت اموت ..
          قال احمد : روعتنا الله يصلحك ..
          قطع احمد كلامه على صوت جوال عماد قال عماد : هذي اكيد شادن لها ساعتين تدق وانا مشغول مع الممرضه وجرحي .
          مد شهد على احمد وكمل : امسك شهد وروحوا للبيت طمنوا جدتي ان مافيني شي .. وان تأخرت عليكم لاتقلقون .
          هز احمد راسه متفهم لظرف عماد الواهي واللي قال انه طرأ له واقنع احمد فيه ..!
          قالت شهد : عماد ابغى اقعد في المستشفى عشان يزوروني جدتي وامي وابوي وشادن وحنان ومنال وخالتي ....
          قاطعها احمد : هذي مصدقة ان فيها شي .. امشي امشي بس خلينا نرجع للبيت يمدي امتس قلقت عليتس .. خلي الزيارات اللي انتي تبينها .
          : طيب ابغى ورد وشكولاته زي ماما لمن جابت فيصل .
          ضحك عماد وهو يضغط زر صامت ويقول لاحمد : احمد والله لتشتري لها ورد وشكولاته .
          رفع احمد حاجبه قال : وانا منين اجيب لها ورد وشكولاته هالحزة .
          طالع عماد في جواله اللي دق من جديد قال : من المستشفى شوف عند بوابة الزيارات يبيعون ..
          حط جواله على اذنه ورد : الو .
          : هلا عماد .. ماترد عليّ وخفت عليك .
          رد عليها بجدية : كنت مشغول بتضميد جرحي ..
          : طمني كيف شهد .!
          : شهد قامت مافيها الا العافيه .
          قالت : وانت ..؟ كيف جرحك ؟.
          : عقموه لي ولفوا عليه شاش ..
          سكتوا ثواني نفسها تعتذر والاعتذار صعب ..
          وهو ماعنده شي يقوله ..
          اخيراً تكلم عماد :زين .. يالله اشوفك على خير تراني ماشي لجده .
          شهقت متفاجأة قالت : لأ عماد هالوقت ..؟ ليه تروح لجده ..؟
          تنهد وهو يتذكر الموقف وانكساره قال بصوت محبط : عندي شغل .. يالله مع السلامه وانتبهي لجدتي .
          قفل منها قبل ترد او يسمع اعتراضاتها اللي توقعها ومشى لخارج المستشفى..
          ركب سيارته متوجه للطريق اللي يودي لجده ..




          ***




          بعد كلام مشاري لها وهي ماعادت لاتاكل ولاتجلس معاهم
          بس بعد الخبر اللي سمعته وحالتها حاله ..
          مالها قدرة على التحمل ..
          هي اضعف من انها تفقد وتفقد وبعد تفقد ..
          ضمت مخدتها لصدرها و" ياربي ساعدني " مافتيء لسانها منها ..
          دخل عليها مشاري وهو بالبيجامه وشكله صاحي من النوم قال : خير ..؟ واذا عرفتي ..؟ واذا مات لايكون تبينه للحين ولاتحبينه .
          امتلت عيونها دموع وهزت راسها بلا قالت : مشاري والله مو متخيله انهم يعدمونه .. تكفى مشاري قول انه انحكم مؤبد بس مو اعدام .
          زفر مشاري بأووف وجلس بجنبها قال : يابنت الحلال رجال اخذ جزاه واحمدي ربك انك مو على ذمته ولا يمدي فيها حداد وعدة ..
          : مشاري انت مو فاهمني .. انا بس ابكي عليه لأني اعرفه من صغره وكان لي معاه عشره .. والله لويرجع الحين مافكر اعيش معاه يوم واحد .. بس مهما كان مابغاه يموت .. مشاري بالله تتمنى انه يُعدم .
          تنهد مشاري قال : تبغين الصراحه لاوالله اهون عليّ انه ينسجن وياخذ جزاه ولا يعدم بس هذا الشرع وحكمه لو مامسكته الهيئة وهو متلبس ولو ماشهدوا عليه الأطفال ... استغفر الله العظيم .. تنفس مشاري بتعب وكمل : كان يمديه اقل شي سجن مدة طويلة .
          : طيب مافيه استئناف للقضية عشان الحكم يتخفف ..؟
          : المشكله ابوه صار له جلطه ودخل المستشفى بعد ماعرف سوالفه .. وعمه حاول يستأنف بس ماتغير شي في الحكم .. شوفي..! حكم اللواط اذا كان فيه شهود على المذنب وهو انمسك ماتاب فالحكم الاعدام .. اما اذا مافيه شهود او انه تاب قبل يمسكون فهذا مافيه الا سجن او يمكن يبرأونه بس قدر خالد انه يمسكونه متلبس وفيه شهود حتى زملاه اعترفوا وانه معاهم . زم شفايفه قال : ياما نصحوه ناس اعرفهم وكان يتمسخر فيهم ويرد عليهم بوقاحه .. الله بس لايبلانا ..
          مسكت راسها وعيونها دامعه قالت بأسى : لاحول ولاقوة الا بالله .. ياربي من فين الاقيها .
          قال مشاري بجدية : سارة قومي ابوي لايشوفك تبكين ترى خالد مايربطك فيه شي الحين ..
          مسك يدها وحاول يقومها لكنها سحبت يدها وحطتها على عيونها وهي تقول : مشاري اتركني لوحدي محتاجه اجلس مع نفسي شوي .
          طلع مشاري وتركها وهو اسف لحالها تطلع من حزن لحزنٍ جديد ..


          ***



          يوم ثاني ...
          كانت سالفة شهد هي اساس الحوارات واللي تفرع منها الف سالفة وسالفه ..
          وشهد ماخلت احد ماحكته اللي صار واتهمت عماد انه هو اللي طيحها بالكلام مو بيده ...
          سمعتها شادن وهي تسولف على حنان : هو طيحني لمن قال ارجعي لو ماقال ارجعي ماكان طحت .
          ردت حنان وهي تضحك : يالخبلة .. محد يطيح من الكلام .. لو دفك صح يكون طيحك بس هو مادفك ولا لمسك .
          تأففت شهد من كثر ماشرحت وفهمتهم قالت : اووووووووف ياربي كيف افهمها .. انتي غبيه ..؟ ماتفهمين ..؟ اقول لك عماد طيحني على راسي وبغيت اموت ... هو قال لي ارجعي ...
          قاطعتها شادن بعصبيه وصوت عالي : شههههد والله ان سمعتك تقولين عماد طيحني ماخليه يجيب لك هدية .. يالله قومي البسي صندلك .
          التفتت على حنان قالت : خلاص جمعتوا اغراضكم .
          ردت حنان : ايه انا خلصت شغلي باقي منال تجمع اغراض المطبخ .
          قامت شادن تجمع اغراضها هي وامها وجدتها على اساس انهم بيرجعون اليوم ..
          مسكت جوالها بتجربة اخيرة قبل ترجع للديرة وينقطع الارسال ..
          دقت على رقمه ورمت الجوال بعيد عنها وجلست على الارض ..
          مغلق مغلق مغلق من امس ..
          لولا ان احمد طمنهم عليه وقال ان عماد كلمه من شقته ولا يمديها تجننت من الخوف عليه ..
          سمعت جدتها وهي تقول : احمد ودى مرته لاهلها وانا وام نايف وشادن بنروح مع نايف .. والباقين دبروا عماركم .
          قال ناصر اللي وقف عند الباب : السيارات واجد والعيال فيهم البركه انتي بس امشي قبل الليل يمسي مانبي نسوق في الليل .
          طلعت شادن لعمها وهي لابسه عبايتها قالت : عمي عماد ماكلم ..؟
          رد ناصر وهو ينقل نظره بينها وبين امه : الا توه كلم فهد ..! دقي عليه .
          زمت شفايفها وفهمت انه مطنشها ..!
          طيب ليه .. وش سويت له ..؟
          ليه مايبغى يكلمني ..؟
          طلع عمها ووقفت بمكانها دقايق طويلة تفكر وتفكر وتفكر ..
          والنتيجة احباط وقهر ..!
          دخلت امها اواخذت ام ناصر لغرفتها ولبستها عبايتها وسوت لها برقعها والثانية دعت لها وشكرتها بطريقتها ..
          انزوت شادن في ركن الصاله وفتحت الرسايل وكتبت ( ترى ماصار شي حتى تتهرب مني لهذي الدرجة كنت حابة اتطمن عليك لاكثر .. )
          دق جوالها بسرعه وطالعت فيه بلهفه ..!
          لكن سرعان ماخاب املها وهي تشوف المتصل نايف اللي استعجلهم يمشون قبل المغرب يجي ..!





          ***




          اليوم هو الخميس
          جو الاجواد بارد جداً وينذر بالمطر ..!
          ماتبي اليوم يمر ..
          خلاص وتقرر مصيرها ..!
          وابوها سمَّعها كلمتين من النوع الثقيل واللي مايتراجع فيها ابد " والله يانوف ان سمعت ولاشفت شي يكدرني ولا يكدر امتس مايصير لتس طيب واني لاوديتس مسفر لين يظهر الدلع هذا من قلبتس .. انا مشكلتي دلعتس زود(ن) عن خواتتس .
          ارتجفت شفايفها وهي تسمع اذان المغرب ونورة تدخل عليها وتمسك راسها وتقول : ياويلي انتي ماتحركتي للحين .. ابوي يقول حمود بياخذها بعد صلاة العشا .
          ردت نوف باحباط : مابي البس له وماني مخليته يشوفني وان رحت معه فهو عشان ابوي .
          قالت نورة بتودد : يانوف هذي ليلة العمر مهيب متكررة .. خلي الكوفيرة اللي جابتها خالتي عاليه تسوي لتس مكياج .. وتراها جابت لتس فستان يخبل ..
          قالت نوف بعصبيه : مابي البس ولا ابي اتزين ...
          قاطعتها نورة : اسكتي خالتي عالية تقول والله ان عيَّت اني لاعلم ابوها عليها يجي يسنعها ..
          دخلت خالتها مع الكوافيرة اليمنيه اللي جابتها من الطايف كونه اقرب مكان اهل بالخدمات ..!
          قالت الكوافيرة وهي تطالع في نوف الذبلانه : لا لا مايصير ليه عروسنا مكشرة كذا .
          ردت عاليه بحماس : لا لا بالعكس فرحانه وبتقوم الحين تلبس لأن رجالها بياخذها بعد العشا ومافيه وقت يالله يانوف .
          ردت الكوافيرة : مستحيل نخلص بعد العشا .. يبغى لنا وقت طويل اقل شي اربع خمس ساعات .
          قالت نوف ببرود : خلاص ارجعي مهب لازم تسوين لي شي .
          سكتت الكوافيرة وتكلمت عاليه بلهجة مهدده : قومي قومي واسمعي الكلام ولاترى والله مايردني عن ابوتس شي .
          طالعتها نوف ووقفت بإذعان ..
          وسلمت نفسها للكوافيره اللي بدأت فيها بهمه وخبرة واستعجال على امل انها تخلص بدري ..
          من بعد الغرب بدا الزواج العايلي اللي اقتصر على اهل لافي واهل ام نوف ..
          وعدت الساعات ..
          نادت ام حمود : يالله اعجلوا حمود عند الباب .
          ارتجفت كل كلها ..
          كل خليه فيها رافضة واقعها
          ياليتني اموت ..
          ياليتني اموت قبل لاطلع مع الباب
          ياليتني اموت قبل يشوفني او اشوفه ..
          دقتها خالتها وهي تشوف دموعها تنزل من عيونها على الكحل والألوان اللي احاطت عينها ..!
          قالت ام حمود بسذاجة وعفوية : بسم الله علينا .. نوف وشو له الدمع ترى بيتس جنب بيت اهلتس اللي يشوفتس يقول بتسافر ولا تروح بعيد .
          ماردت على عمتها واكتفت بالصمت ..
          دخلت نورة بزينتها البسيطه وفستانها الكحلي البسيط بأكمامه الكت وشكه الخفيف وعليها شال يستر يدينها ..
          قالت : يالله يالله ابوي معصب يقول خلوها تطلع حتى لو ماخلصت . خالتي عباية نوف الجديدة وين ..
          مدت عليها عالية العباية ولبستها نورة بعجلة ..
          كانت ساكته ..
          مخنوقة ..
          تمشي على الجمر برجولها ..
          وابوها حط القيد في رقبتها ..
          قالت عالية للعنود اللي تطل من بعيد على نوف وهي مستحية من الوضع وخايفه من ثورة نوف : العنود روحي جيبي لنوف عصير وشي تاكله ..
          انطلقت العنود بفستانها الابيض الطويل عليها اللي اشترته لها نورة بناءً على طلبها .. ورجعت بعد وقت قصير وفي يدها قطعة عيش حشتها بجبنه وكاسة عصير انكفى نصفها في طريق العنود من عجلتها .
          قالت عاليه : نوف اشربي لاتفضحينا في الرجال ان رحتي ووجهتس اصفر .
          ردت بهدوء : مابيه .
          قالت نورة : ماعليه ياخالتي هي متعودة ماتاكل .. والعصر انا غصبتها تاكل معي شابورة .
          قالت عاليه وهي تلبسها طرحتها وتلفها على وجهها : وانا اقول ورى وزنها نازل نصه ...
          نفسها تبكي ..
          تعبر ..
          تفضفض لاحد .. بس محد راح يقدر والكل بيهجم عليها ويهاوشها وينتقدها .
          بلعت قهرها بداخلها وطلعت مع امها اللي مسحت دموعها وهي تقول : حطي رجلتس في عيونتس وانا امتس ..
          قالت نورة وهي تضمها من ورى وهي مخنوقه : نوف اقري المعوذات ولاتنسين الدعاء اللي قلت لك .. اول ماتدخلين بيتك ادخلي برجلك اليمين وقولي بسم الله توكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله ..
          اقري المعوذات وقولي بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
          هزت راسها بربكه وخوف وقهر وسمعت امها وابوها يوصون حمود عليها عند الباب ..
          رجعت نورة وخلتها تطلع مع ام حمود ..
          أخيراً ركبت السيارة من غير ماتلمح منه شي ..!
          كان واقف بشكل عريس والفرحة بداخلة مكسورة عكس أي معرس بمكانه ..
          ركب بجنبها وحرك السيارة بسرعه قال : السلام عليكم .
          التفتت للشباك وتمتمت لأن رد السلام واجب : عليكم السلام ..
          قال : وشلونتس يانوف ..؟
          وش تتوقع ..؟
          ماني بخير وانت بحياتي ..!
          سكتت واعاد سؤاله بصوت اعلى : وشلونتس يانوف ..؟
          همست ودموعها تنزل : مو بخير .
          طعنته بردها ومع هذا ابتسم قال : ادري انتس موبخير وانا رجلتس .. بس مع الايام بتصيرين بخير ان شاء الله .
          طالعت في الطريق اللي مسكه حمود ويودي لخارج القرية ..
          تذكرت البير ومغامرتها وجية حمود وزعله وطلبه لتعجيل الزواج ..
          قالت برعب : وين بتوديني ..؟
          طالع فيها ووعوره قلبه وهو يحس بخوفها ..
          رد بهدوء : علامتس خايفه .. حنا عرسان ونبي نروح نقضي شهر العسل على قولتهم .. ولاتبينا نجلس في بيتنا من اول ليلة .
          استكانت روحها وهدا خوفها ..
          وحست بشي غريب في داخلها
          شي جديد اول مرة تحسه
          عرسان ..؟
          وشهر عسل ..؟
          ونقضيه برا الديرة ..؟
          يعني بروح اتمشى واشوف الدنيا ..
          جات صورة عماد في ذهنها ..
          لو انه هو اللي بجنبها كيف بيكون شعورها بالفستان والمكياج ..
          نفضت راسها واستغفرت ربها بصوت هامس وصل لحمود ..
          وكأن عماد الحلم الجميل استحال لذنب لايغتفر ان دنت منه ..!
          عماد والتفكير بعماد صار من المحرمات طالما انها تزوجت وصارت على ذمة رجال ..
          هذا اللي عرفته من امها وخالاتها ..
          المرة اذا صارت على ذمة رجل وفكرت بغيره مالها الا القتل والنار المصير عند ربها ..
          الأشياء اللي انزرعت فيها من صغرها لازالت تمشي عليها وصيانة الزوج من اولويات امها وخالاتها اللي زرعوها فيها بفعلهم وقولهم ..
          قال حمود وهو يشوفها ساكته وتحرك اصابعها بأظافرها القصيرة المقصفة والمطلية بمناكير لونها بني داكن : نوف تبين جده ولا الطايف ولا الجنوب ..!
          ها .. ؟؟؟
          جده وبحرها وشوارعها وأسواقها ومبانيها ..!
          الطايف اللي اذا رحت له زيارة ساعات وماتجاوز المحلات اللي اروح لها .. ورجعت تعبانه من المشوار ومنهد حيلي ..
          انا اروح للجنوب ..!
          وأشوف ابها اللي يقولونها والسودة والحبلة وحايل وجبال الجنوب وسحابها اللي يغطي بيوتها الشاهقة ..
          لا لا لا هذا اكبر من احلامي وفوووووق توقعاتي ..!
          هذا لايكون يتمسخر ..!
          ماقدرت ترد ..
          واكتفت بالصمت ..
          قال : علميني أي مكان تبين لاتسكتين ترى كل شي بيني وبينتس لابد نشترك فيه من الليلة حتى القرارات والأماكن اللي بنروح لها ..!
          همست ب : مادري على كيفك .
          ارتمت على شفايفه شبه ابتسامه قال : زين اجل نبي نروح لجده الجنوب الايام هذي محد يروح له من البرد وجده دافيه .. والايام جاية نلف السعودية كلها واذا ربي كتب لنا عمر نسافر برا .
          كان يمطرها بالاحلام ..!
          ويمنيها بتحقيق اشياء من امنياتها
          بس المشكله انه حمود
          حمود اللي عمرها ماحبته ولاشافته زوج ولا شريك لحياتها ..!
          قالت برغبه في الخروج من الديرة ممزوجه برفض لشخص حمود وبلهجة حادة وعصبيه : انا ماعندي ملابس وشلون اروح معك .
          رد بحماس : لا ماعليتس انا موصي البنات يحطون لتس اغراض تكفيتس اسبوعين والسوق قدامنا تشترين اللي تبين ..
          سكتت بصدمه واكتفت بتتبع الطريق وهي تتأمل وتتمنى وتمني نفسها ..!
          وهو شغل المسجل اللي صدح بصوت عبدالمجيد عبدالله وب انت منت انسان اكثر ..
          اخيراً انتهى الطريق بعد اربع ساعات ونص قضوها كلها وهم ساكتين وكلاً في افكاره ..

          في بيت ناصر ..
          كانت اكثر الناس فرح ..!
          القرب ثم القرب ياعيال خالد ..!
          نايف وشادن اللي ابعدتهم الدنيا عنها سنين قربهم الحظ والنصيب .
          قالت لناصر المتفاجيء بالخبر : نايف ولدك لاترده ..!
          رد ناصر : ايه بالله ولدي .. وبنتي مهيب لاقية(ن) احسن منه .
          قرب فهد من نايف قال : يالملعون اثر عندك علوم وماعلمتني وانا ماخليت عنك شي ..!
          قال نايف وهو يبتسم : والله مافكرت بالزواج الا من كم يوم .
          شد فهد على يده قال باسلوب مرح يحاول يخليه جدي : لايكون شايفٍ اختي ثم مايشفيني فيك دمك ..
          قهقه نايف باستهبال قال : لا لا مخلي الشوف لك .. انا رجال مابي الحرمه اللي اشوفها قبل الملكة .. ولاتقول ماعندنا شوفة في الملكة تراني لازم اشبك حرمتي .
          : لالا لا النظرة مهيب عندنا ولا اسمعك تقول شبكة وخرابيط ..
          فتح نايف عيونه واضطر انه يسكت وعمه يقول : نايف ياولدي بنتي مهيب لاقيةٍ احسن منك وهذاني عطيتك واخوانها موافقين وهي بعد مهيب رافضتك ..
          قاطعه بندر : بس ولو يبه لازم ناخذ رايها ولا وش رايك يابو خالد .
          عدل نايف جلسته قال : لا مايرضيني الا انكم تاخذون رايها .. وانا عموماً ابيها اليوم خطبه والملكه ان وافقت البنت بخليها بعد ايام اذا جبت الفحص الطبي ..
          حاول ناصر يعترض ويملكون بدون فحص مثل نوف وولد عمها يوم ملكوا وجابوا الفحص بعد اسبوع من ملكتهم بس اعترضوا العيال وقالوا احسن يمشون بالطرق السليمه والملكة بعد اسبوع ..!
          انتهت الخطبة على خير واطمئنان وانتهى اليوم بمغادرة نايف وامه للديرة ..
          لأن بكرة دوامات ويوم جديد له في شركة المعالي اللي يملكها ابو زميله ابراهيم ..!



          ***



          بدلت ملابسها بجلابيه عادية لقتها من بين الملابس اللي اختاروها لها خالتها ونورة وجلست في الغرفة الصغيرة التابعه للشقة المفروشة اللي اخذها حمود في احد احياء جده المتواضعه وتناسب وضعه المادي ..
          دخل حمود عليها قال : تعالي للصالة تراني طلبت لنا عشا .
          طالعت في وجهه لأول مرة بوضوح من سنين ..!
          عيونه المتوسطه بنظرتها الحاده واللي تنم على شجاعه ومواجهه ..
          شنبه الخفيف المشترك بلحية ( سكسوكه) خفيفه ..!
          وملامحه الحاده واللي تنم على ان وراها شخص مايخاف ..
          تغير حمود عن زمان ..!
          كبر وطلع له شنب صار له لحية ..
          بس ماحبه ..!
          قالت وهي تطالع في السرير اللي عمرها ماعرفت النوم عليه : مابي شي تعبانه وابي انام .
          مسكها بيدها ونفضت يده بقوة وهي تقول بصوت عصبي يرتجف : قلت لك مابي اكل لاتغصبني على شي .
          سكت وهي ترتجف وعيونها على الارض قال : زين زين .. ليش منفعله ..
          حطت يدها على شعرها وشدته بقوة قالت : ماني منفعله بس لاتغصبني على شي .
          هز راسه ووقف يطالعها وهي راحت للسرير ..
          تمددت عليه وتغطت ..!
          شعور جديد
          واحساس جديد
          سرير وغطاء وثير
          ومكان مختلف
          مسكها بيدها وسحبها قال : نوف انا مابي اغصبتس على شي بس كلامي اذا قلته لتس لاتخليني اعيده ولاتحاولين تراديني .
          حاولت تعترض بس سكتها وهو يقول قومي خليني اوريتس الشقة اللي بنجلس فيها اسبوعين ولا ثلاثه .
          انصاعت له خوف ورغبة في استكشاف الشي الجديد عليها ..!
          شقة صغيرة وشبابيكها قزاز ..
          لها ستاير وأبوابها خشب ..
          فيها كنب وطاولات قزاز ..
          والمرايا الأنيقه بكل مكان ..
          الحمام عمرها ماحلمت فيه ..!
          والمطبخ بالنسبة لها حلم على قدها ..!
          كل المكان خيال وأحد احلامها ..
          عكس بيت ابوها الشعبي المتكسره اطرافه ومتشققه جدرانه ..
          بأبوابه الحديد المصدأة وشبابيكه اللي تشبه اسوار الطيور ..!
          تخيلت نورة والعنود وهن نايمات على الارض ..
          وهي الليلة بتنام على سرير ..
          وأي سرير ..!!!!
          بس وشلون وحمود شريك لها في المكان والسرير ..!
          سمعته يقول : ترى اذا ماعجبتس نغيرها عادي .
          وش اللي ماعجبتني ..؟
          الا اعجبتني وابهرتني بعد ..!
          ومابي اطلع من هالمكان دوم وابد ..
          نزلت راسها للارض لأن الكلام يصعب عليها مع اضطراب مشاعرها وتضادها وتناقضها ..
          وصل العشا ..!
          وراح حمود يجيبه ويحاسب عليه وهي وسط انبهارها وذهولها ..
          رجع وحطه على السفره وأغرتها الريحة بجنون ..!
          شي عمرها ماشمته ..
          الا الا قد شمته مرة او مرتين ومن سنين ..!
          سمك ..!
          ايوه عرفت ريحته ..
          زمان ابوها يوم كان بصحته جاب لهم سمك ..!
          قال حمود : اجلسي ترى موب لازم عزيمة البيت بيتس وانتي راعيته ..
          غمضت عيونها وهي تحلم بالحياة الجديدة ..
          ساكته ماتبي تخرب حلمها بالرد على حمود ومناقره ..!
          كان يشوفها ساكته وتتأمل المكان ..!
          يدري انه غريب عليها
          هي ماقد طلعت من جده الا لأماكن مثل ديرتها ..!
          لو نوف عندها اخوان او ابوها شاب يمديها شافت ..!
          بس لاخو ولاقوة ابو ..!
          قرب من فمها قطعة سمك غمسها في الطحينة اللي تجهلها نوف قال : اكلي هذي من يدي .
          هزت راسها بلا بخجل وبعدت عنه وقدَّر حمود خجلها وماحب يجبرها ..
          اكلت بخجل وهي تتلذذ بكل شي حولها ..!
          المكان والزمان والدنيا الجديدة والغييير ..!
          اخيراً وقف حمود وراح يغسل وأكلت لقمتين كبار تشبع بها جوعها ورغبتها قبل حمود يرجع ويحرجها ..
          هذي حسنة حمود الوحيده ورَّاها شي عمرها ماشافته ولاحسته ..
          قامت شالت الاكل قالت لحمود اللي جا يمشي وراها : ارميه ولا احطه بالثلاجه .
          رد حمود بذكاء : لا لاتحطين شي في الثلاجه .. محدٍ باكله .. لأن من بكرة بغديتس واعشيتس في مطعم ..
          اليوم حمود امطر الأحلام عليها مرة وحده وأغرقها ..
          مطعم
          وطاولات وكراسي
          وملاعق وشوك وسكاكين
          وصحون زي اللي تشوفها في التلفزيون ..
          وحلم من ضمن الاحلام بيحققه حمود ..
          ببساطه لأنها زوجته ..
          ويعيشون شهر عسل ..!!!



          ***
          يتبع,,,



          تعليق

          • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
            عضو ماسي
            • May 2009
            • 708
            • .
              .
              .


              .
              .
              .


            #95

            اسبوع مر عليها ..
            وهو مارجع ..!
            وش فيه كذا ..!
            ليه يتهرب ويبعد ..!
            تخيلته مريض وتعوذت من الفكرة والتخيل
            وتخيلته مسافر ومشغول واستبعدت الفكرة لأن احمد امس قال انه كلمه ..!
            وتخيلته يتعالج ..!
            رحبت بالفكرة وتمنتها ..
            وقفت على باب فصل خامس وطالعت في الادارة ونوير جالسه على الكرسي وتدير المدرسة بدال نوف العروس ..!
            والتفتت على العنود اللي جات من الحمام واستغلت الفرصه وكلمتها ..
            : ابلا شادن .
            : هلا العنود اش مطلعك من فصلك والحصة لسه مانتهت ..
            قالت العنود بارتباك : ابلا انتي وش فيتس زعلانه .
            ردت شادن وعلى شفاهها ابتسامة غصب : من قال اني زعلانه ..؟
            : ماتضحكين مثل اول وشهد تقول انتس بكيتي امس في المطبخ عشان عماد مارجع .
            عضت على شفتها وهي تتذكر انها دخلت المطبخ وبكت من احمد لمن قال عماد يسلم عليكم ويقول يمكن يتأخر ..!
            قالت : شهد قالت كذا ..؟ لا ياعمري هي تحسبني ابكي وانا كنت اقطع البصل .. ههههههههه انتي ماقد بكيتي من البصل ..!
            : لا بس نورة اختي هي اللي تبكي .. ابلا ابلا شفتي نوف اختي اعرست .
            : ههههههههههههههه ادري ياعمري الله يوفقها .
            فتحت العنود عيونها قالت : انتي تحبينها عشانها خلتني اودي عماد الرسالة حقتس ..
            عقدت شادن عيونها قالت : أي رسالة ..؟
            : الرسالة هذيك اللي عماد قطعها يوم قراها .
            غمضت عيونها بقوة وهي تتخيل نوف ترسل لعماد كلام حب ولا شي ثاني قالت : متى صار الكلام هذا ..؟
            : ابلا ماتذكرين في رمضان ..
            قاطعتها شادن : وش قال عماد .؟
            : قال خلي اختس تعطيها شادن وتستر على عمرها .. مدت العنود شفتها السفلى وكلمت : بس ماقدر نوف تجمعها لتس لأنه قطعها صغار وطارت في حوشنا .
            حست بنشوة انتصار ..
            وزاد اعجابها فيه ..
            وش يردني لاحبك ياعماد ..
            رجولة وكرم ودين واخلاق ..
            سمعت نوير تناديها وراحت لها والابتسامه على وجهها بعد ماحذرت الطالبات مايطلعون ولايزعجون وقالت للعنود ترجع لفصلها ..



            ***



            رجع للشركه بعد المشوار اللي اثقله وغامر فيه ..!
            رمى نفسه على الكرسي بتعب وأرق نفسي ..
            وش اللي سويته ..!
            صح ولا مو صح ..؟
            اللهم اني سعيت خيرا..
            اللهم الهمني الصواب وأعني على فعله ووجهني للخير وطريقه ..!
            ضم وجهه بيدينه ..
            ولهج قلبه ولسانه ب ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين )
            دخل فهد عليه بملل قال : انت وين رحت لي ساعه احوس انا وفايز في هالصفقه نوافق عليها ولا لا .. شوف .
            حذف عليه الملف وجلس على الكرسي المقابل ..
            فتح عماد الملف وتصفحه خلال دقايق قال : انتبهوا من نواف ال... لاتتعاملون معه بالمرة .. وشلون نسيت لاقول لفايز .
            : ليش وش فيه هذا ..
            : هذا مدعوم من ناس كبار ولو نموت ماخذنا حقنا منه .. فكوني من المشاكل والخساير .. ترى وراي صفقة العمر بعد ايام .
            دق جوال عماد ورد بعد ماشاف اسم نايف على الشاشه ..
            : هلا والله ابو خالد ..
            : هلا بك يابو مشعل .. ها الخميس بتكون في الديرة ولا لا .
            حك عماد شعره قال : لاوالله الخميس مسافر للاردن .. بس مش امورك لاتنتظرني .
            : لاوالله ماملك وانت مو موجود . اللي خلانا ننتظر الايام اللي راحت يخلينا ننتظر اسبوع .
            ضحك فهد وهو يسمع عماد يقول : يارجال علومك واصلتني يقولون من يوم دريت ان البنت وافقت وانت على جمر ..
            قال فهد مقاطعه : خله يجي الخميس بنملك له ونفتك من ازعاجه .
            قال نايف وهو يضحك : من يقول اني مستعجل ترى لوتبيني انتظر للصيف عادي انتظر المهم العرس في الصيف .
            ضحك عماد وبارك له ووعده انه مايطول عن اسبوع ان سهل ربي اموره وقفل منه ..
            قال لفهد : وانت وش سويت بموضوعك ..؟
            سند فهد بظهره على الكرسي قال : حاولنا في الوالده وهي معنده وانا حلفت اني ماوافقها على العرس الا من هالبنت .
            ابتسم عماد وهو يقلب في اوراق منثورة امامه .. ويتحاشى النظر بعيون فهد حتى مايحرجه : وانت لهالدرجة متعلق في البنت .
            مسد فهد لحيته اللي بدا شعرها يطلع قال : ها ... لا وشو اللي متعلق .. ماهمتني ولافكرت فيها .. بس عشان اسكت اهلي .
            : اما تسكت اهلك .. علينا يابو ناصر ..
            قاطعه فهد وهو يضحك قال : تبي الصدق والله ماعمري تخيلت ان فيه بنت تلعب في حسبتي مثلها .. المهم انت لاتطول ترى ماستغني عنك وامي تسمع كلامك وتحب مرتك خلتها تقنعها ..
            عض عماد على شفته العليا وشادن ترجع له من جديد وتهاجمه بعد الموضوع اللي صار قبل شوي ..
            قال : الله يعين .. اذا رجعت يحلها ربك .
            اخذ فهد حبة شكولاته من فوق المكتب فتح غلافها ودسها في فمه قال : وش عندك في الاردن .
            فتح عماد الدرج بارتباك قال : بروح ازور واحد من اخوياي ... المهم انت لاتروح للديرة لين تقابل مندوب شركة الرايد بنفسك ..
            هز فهد راسه قال وهو يوقف : ابشر .. يالله انا بسبقك على الشقه وباخذ لنا غدا تراني ميت من الجوع .


            ***


            حاول يصحيها بس نومها ثقيل وماحست فيه ..
            اليوم لهم اسبوع وهي منطوية على نفسها ..
            كل ماحاول يقرب منها ابتعدت ..
            والاكل ماتقرب منه الا لقمة وترجع تدخل الغرفه ..
            ماطلعوا من يوم جوا بحجة انها ماتقدر وماتبي ..
            وعذرها اللي مافصحت به لحمود انها مستانسة على التلفزيون وقنواته الفضائية الكثيرة ..
            اول مرة تشوف قنوات غير السعودية الأرضيه واللي مايوصلها البث لديرتهم بوضوح ..
            رفع اللحاف عنها وهي منطوية على نفسها وناداها بصوت عالي : نووف نووووف .. يالله قومي .
            فتحت عيونها وارتعبت وهو جالس بجنبها على السرير قالت : ارجع وراك .
            مسكها بيدها وجلسها قال : قومي صلي الظهر والعصر والبسي بنطلع .
            : مابي اطلع .. اذا ودك تطلع روح على كيفك بس انا لا بجلس هنا .
            تنهد قال : اسمعي يابنت الناس قومي بالطيب واسمعي الكلام ترى للحين النفس عليتس طيبة ..
            زاد تنفسها وحطت طرف اصبعها في فمها وهي تنهشه بأسنانها قالت : لا تغصبني على شي مابيه .
            اخذ نفس عميق قال : طيب انا ماني غاصبتس على شي .. بس قومي ماتبين تشوفين البحر تتمشين تطلعين تغيرين جو من يوم جيتي وانتي حابسة(ن) عمرتس في هالحجرة . كل ماقلت بنطلع نتغدى ولانتعشى برا عييتي ..!
            طالعت فيه وهي تسحب كم قميصها القصير على يدها قالت : طيب اطلع خلني اتوضأ واصلي والبس .
            مسح حمود على راسها قال : تعوذي من ابليس وقومي وهدي اعصابتس ترى الدعوة ماتحتاج كل هالعصبية .. خلينا نظهر ونستانس قبل نرجع لبيتنا .
            قشعر جسمها من قربه ورفعت يدها وهي ترتعش قالت : طيب بس اطلع .
            طلع من عندها وقامت للحمام ..
            متوترة وخايفه ومرتبكه وماتوقعت انها بتنصاع له وتسمع كلامه ..
            رغم انها مرتاحه هنا اكثر من بيت ابوها الا انها رافضه تعيش مع زوج هو حمود وبداخلها قرار للتحدي والعناد والصد ثم الصد ..!
            بعد ساعه صلت فيها وبدلت قميصها بتنورة طويله الوانها مابين التفاحي والزيتي وبلوزة بلون زيتي سادة تبين تفاصيل صدرها ووسطها اللي نحلوا بشده من قرابة الشهر وأكثر ..
            طلعت بعبايتها وشافته جالس على التلفزيون وهو لابس بنطلونه الابيض وفنيلة قطنية ..
            تحرك من مكانه ودخل الغرفه لبس ثوبه وشماغه وعقاله وطلع معاها ..
            طلعت تمشي بحذر وهي تتأمل المكان
            المصعد خوفها ليلة هي جاية بس بلعت خوفها وتشجعت وسكتت واليوم اول ماتحرك مسكت بذراعه وهو شد عليها وابتسم قال : تراه عادي مايخوف .
            انفتح الباب وطلعت معاه وقلبها يدق بقوة ..
            العالم غريب عليها والأشياء حولها مثيره وفظيعه ..
            ركبت معاه السيارة واخذها لمطعم قريب من الشقه ..
            وأخيرا دخلت مطعم وبتاكل فيه ..
            مو مصدقه ..
            احلامها بدت تتحقق على يد حمود ..
            ابتسمت من تحت غطاها وهي تسمع اصوات ناس حولها وأطفال ..
            قال حمود : نزلي غطاتس ترى محد يشوفنا .
            تبي تنزله وتشوف زين ..!
            تبي تشوف تتأمل الدنيا قبل ترجع للديرة
            تبي تفتح عيونها بقوة وتحسس نفسها انها مو بحلم ..!
            سحبت غطاها بهدوء وعيونها على الطاولة ..
            طالع حمود فيها وتذكر كلام امه .. " البنت متغيره وتبي لها علاج ان ماقدرت تعالجها ولا ودها لدكاترة يعالجونها ابرك لك "
            طالع في طرف اصبعينها السبابه والوسطى وهوي متاكلة ..
            قال : نوف .
            رفعت راسها له وغضت طرفها بسرعه عن الاصطدام بوجهه ..
            قال : قد رحتي للحرم ..
            : ها ..؟ ايه اعتمرت مرتين .
            : بس .
            طالعت في الورقة اللي على الطاولة وثنت طرفها قالت : ايه بس .. اجل شايف عندي احد يوديني كل شوي .
            عقد حواجبه وشبك يدينه في بعض قال : تبينا نروح للحرم .
            عضت على شفتها وهزت رجلها بقوة قالت : ايه .. لا لا .. مادري عنك ... على كيفك ..
            ضحك بصوت واطي قال : ارسي لتس على علم .. تبين الحرم ولا لا .
            ثنت الورقه قالت : انا ماقدر اقف واجد .. فيني دوخه .
            غمض بعيونه ورجع طالعها قال : هذي امرها هين نروح لدكتور وتشوفين وش سالفة الدوخه وناخذ لها علاج ..
            عقدت حواجبها قالت : لا لا مابي دكتور ولاعلاج .. انا برجع للبيت خلنا نقوم .
            مسك يدها قال : وش فيتس انتي .. من يوم شفتس وانتي مرعوبه .. اصبري الغدا بيجي الحين ثم بنروح للبحر ولاماتبين تشوفينه .
            اكتفت بهزة راسها قال بسرعه غطي وجهتس جا الغدا ..

            اسبوع اخر ...!!!
            اليوم الجو ماطر بقوة ..
            والكهرباء منقطعه في الاجواد ..
            وبعد المغرب بدا الظلام يخيم على الديرة ..
            فوزية قاعده وولدها بجنبها مخليته يلعب حتى مايروح للسراج وتحرقه نار فتيلته ..!
            قال احمد وهو يشوف شادن تجلس ومعاها صينية فيها حليب وساندوتشات : عز الله جا في وقته .. اصبري خليني اغسل يديني عن القاز ..
            طالعت في السرج ( جمع سراج ) ( الفوانيس ) اللي شغلها احمد احتياط اذا ماشتغلت الكهربا ..
            قالت لجدتها المنسدحه وتسبح بعد صلاة المغرب : جدتي قومي اجلسي خذي لك فنجال حليب . والتفتت على فوزية قالت : عمتي قربي منا .
            قال احمد وهو واقف عند المغاسل : ترى عماد رجع ... قطع كلامه وهو يشوف شادن تشهق بعد مانكب من الحليب قطرات على يدها ..
            قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا وانا مولع(ن) السراج .
            اخذت لها منديل ومسحت به اثر الحليب قالت : هو مالمني بس خفت لمن انكب .
            قالت ام ناصر : جبت طاري رجلها وارتاعت .. الا هو وراه ابطى على بيته ومرته ..؟
            قال احمد : الرجال كان مسافر له اسبوعين وتوه راجع من يومين .
            ماعندها كلام تقوله ..
            ماتقدر تعاتب ولاتلوم ولاتعذر .
            حاولت تتناسى مثل الايام اللي راحت وتفوض امرها للي يعقد العقد ويحلها ..!
            صبت لعمها بياله ومدتها عليه وبياله ثانية لجدتها وثالثه لعمتها والرابعه لها هي ..!
            بدا الجو يظلم اكثر ونور السراج ( الفانوس ) هو اللي ينير المكان ..
            ريحة المطر تخللت للمكان مع الشبابيك المفتوحه ..
            والهواء البارد يلفح اجسادهم المغطاه بأنواع الصوف والقطن ..
            قال احمد : اشوا اني شفت المطر في الديرة قبل لارجع .
            ردت ام ناصر بلهفه : ياوليدي وش يرجعك بدري .
            ضحك احمد ورشف من بيالته وقال : ههههههههههههههههه الله يخليتس لي لو بكيفي ماطلعت من الديرة ساعه وحده بس شغلي ورزقي مهوب فيها .
            ردت فوزية : احمد اذا منت مرتاح مع ليلى ترى ربي حلل لك ثلاث غيرها .
            قالت ام ناصر : ايه ياوليدي ورى ماتخطب وتريح عمرك كود ان الله يرزقك بعيال .
            التفت على شادن وهي شاردة .. قال : شادن معنا ولا بعيد .
            انتبهت لعمها قالت : الا معاكم .
            قالت فوزية : جبنا طاري الحبيب وراحت معه .
            ابتسمت لعمتها بألم ..
            اشوا ان الملامح ماهي واضحة على الضو الخفيف ولا يمدي ملامح خيبتها فضحتها ..
            قال احمد : وش رايتس تخطبين لي ياشادن .
            استغربت كلامه وفتحت عيونها قالت : انا اخطب لك ..؟
            : ايه ابي لي وحد سنعه على ذوقتس جربنا ذوق فوزية وطلع خايس .
            ضحكت شادن وفوزية تتحلطم وتقول : والله ان ليلى زمان مافيه منها بس غرتها المظاهر وشافت نفسها بعد السفر ..
            قالت شادن بجديه : انا ماعرف احد بالديرة ومابغى اخرب بيت ليلى .
            قاطعها : من قال اني ابي من الديرة .. ابي وحدة من جده . بعدين ليلى ان ماطلقتها ولاتراني متزوج عليها ان ماعتدلت وصارت مرة .
            قالت ام ناصر : تبي تجيب لنا واحدة(ن) ماعتادت عيشتنا .. حنا ماسدنا ليلى وبغضها لعيشتنا .
            عدل احمد جلسته ورفع يده عن التكاية قال : انا ولد ابوي ..؟ اجل هي تبين لكم دلعها وقرفها وانا محذرها ان فتحت فمها ولا تذمرت لاذبحها .
            قالت ام ناصر : ايه عيت تذوق قهوتنا وعيت عن عيشتنا ومن يوم جات وام نايف تسوي لها عيشة خاصة .
            زم شفايفه قال بقهر : ليتني والله داري ... كمل وهو يوجه لشادن الكلام : وامتس وش تسوي للسيدة ليلى ..؟
            ضحكت فوزية قالت : انا اعلمك وش تسوي .. غيرت صوتها تقلد ليلى واسلوبها .. كابتشينو .. بروست .. بيززا ..
            عفط ملامحه قال : اجل بيزززا .
            وبنفس الصوت كملت فوزية : ايه من زود النعومه ياخوي بيززا مو بيتزا حقت البدو اوووف ...
            كملت بصوتها العادي وهي تضحك : عاد ام نايف كل ماقلنا لها اقعدي قالت مسكينه مو متعوده على الاكل هذا مصدقة دلع ليلى ..
            فز احمد ووقف وهو يقول : انا ولد ابوي .. عز الله مامسنعها غيري ..
            ردت ام ناصر : اعوذ بالله من ابليس انت وين بتروح هالحزة ..؟
            : بروح اجيبها واربيها بيدي .
            حلفت ام ناصر يمين انه مايروح في الليل والمطر واذعن لامه ورغبتها وحلفها ..!
            قالت شادن بخوف : عمي الله يخليك لاتتمشكل مع زوجتك بسببنا ..
            قاطعها وهو يقول : لازم اعلمها السنع ياشادن انا اخذتها من بيت اهلها سنعه وماعقل منها احد ومع الوقت لقيتها تستخف بس والله لاردها لعقلها وانا احمد ..
            قامت فوزية لشهد تخاصمها عشان لعبها في السراج ورفعت السراج على مكتبة التلفزيون القريبه من جلستهم ..
            كانت شادن ساكته وتفكيرها عند عماد ..
            ليه سافر ..؟
            شغل ولاتغيير جو وسياحة ..؟
            ولا هروب من بعد ماحس انها عرفت مرضه ..؟
            طالعت فيها جدتها وحالها مو عاجبها قالت بتودد : شادن يابنيتي حالتس مهب معجبني علامتس عسى ماتونسين شي .
            ردت شادن وعلى وجهها ابتسامه ود لجدتها الحانية : مافيني الا العافيه ياجدتي .. بس يمكن عشان الزكام اللي جاني اليومين اللي راحت .
            وقف احمد وراح لفيصل وشاله ولاعبه والثاني يضحك بعد ماعتاد على احمد والف وجهه ...
            وتهلل وجه ام ناصر بفرح قالت بصوت خافض : الله يبشرني عنتس بالعلوم اللي تسر .
            فهمت شادن قصد جدتها قالت : لا ياجدتي مو اللي في بالك .
            وبلهجة رجاء ان اللي في بالها هو الحقيقة قالت : يابنيتي ماتدرين .
            قاطعتها شادن : الا ادري ياجدتي ومتأكده .
            قالت فوزية بتأكيد وهي تجلس قريب منهم : لا يايمه انا بعد ادري مو حامل ..التفتت على شادن قالت بجدية : بس والله تأخرتي ياشادن خلينا نفرح بعيال عماد .. ترى حلمنا نشوف عياله ..
            سكتهم صوت السيارة اللي وقف محركها قريب من البيت . ..
            الشبابيك المفتوحه وانعدام اصوات التلفزيون والردايو المزعجه اتاحت لهم سماع الاصوات المنبعثة من الخارج بسهولة ..
            اول ماخطر في بالها هو ..
            بس استبعدت الفكرة وتوقعته احد اعمامها ..
            انفتح الباب بالمفتاح وعلا نبضها وكأن قلبها هو اللي يخنقها ويدور على منفذ للخروج ..!
            قال احمد : هذا ابو مشعل وصل .
            سمعت صوته وهو يضحك لشهد اللي راحت تستقبله ويقول لها : ياهلا بالمزيونه ..
            سلم عليها وشالها وهو يقول : ها سامحتيني ولا للحين .
            طالعت في وجهه قالت : اذا جبت لي هدية اسامحك .
            زم شفايفه قال : واذا ماجبتها .
            صدت بوجهها بقهر قالت : ماسامحك وبعلم ابوي يضربك عشانك طيحتني .
            : هههههههههههه لا يالظالمه للحين مصممه اني انا اللي طيحتك ..
            : اسكت لاتعلم شادن .
            : ليش لاعلمها ..؟
            : عشان تقول اذا قلتي عماد طيحني ماخليه يجيب لك هدية ..
            : هههههههههههههههه .. نزلها وكمل : روحي خذي هديتس عسى بس ترضين علينا ..
            نطت من الفرح قالت : اصلا انت ماطيحتني انا طحت عشان ماسميت بالله .
            تبعها عماد بنظراته وهي تروح للباب : هههههههههههههههه ياربي تحفظها وتخليها لاهلها يالسلي روحي مع شهد لاتخاف من الظلام .
            وصل جلستهم وسلم عليهم ..
            بدءا بأحمد وجدته وفوزية ..!
            وهي و اقفه بعيد ..
            وشلون تقابله ..
            راضيه ولا غاضبه ..!
            تلومه ولاتكتفي بالصمت ولا ترحب فيه ..
            وقف بمكانه وهو يشوفها على ضوء السراج الخافت .. ..
            محتاره تسلم عليه ولا تكتفي بكيفك ووشلونك ..
            خاصة ان عمها وعمتها موجودين ..!
            ماترك حيرتها تستمر وتطول .. ومد يده عليها واول مالمست يده اطراف اناملها شد على يدها وسحبها سلم على خدودها وراسها وكأنه يحقنها بمخدر يجمد تفكيرها في أي ردة فعل تجاه اللي راح ..
            ماقدرت تتكلم الا بالحمد لله بخير لمن سألها عن اخبارها ..
            رغم اللي سواه الا انها مشتاق لها ويرتاح لها وشوفها يرد له العافيه ويبثه الأمل والفرح ..!
            رغم ان لهفته اليوم لها خلته يسوق السيارة بسرعه جنونية على عكس عادته الا انه لازال مصر على ان خطوته اللي خطاها في صالحه وصالحها ..!
            والبعد اسلم طريقه وحل ..
            نزل جاكيته وشماغه وفتح زراير ثوبه اللي فوق وجلس قريب من جدته ..
            جلس احمد مقابل له وسأله عن الشغل والسفرة واخباره وهو يجاوب باختصار وان كل شي على مايحبون ..!
            اشر لشادن وهو يشوفها واقفه وعيونها عليه من غير ماتتكلم : تعالي هنا ..
            اشر لمكان بجنبه وانساقت لقوله وأمره ..!
            جلست بجنبه وغمض عيونه وريحة عطرها تتخلل لخلاياه ماره بأنفه مع انفاسه ..
            قالت فوزية : احم احم .. احمد احنا لازم نمشي .
            فتح عيونه ورفع راسه لفوزية قال : لاتمشين ولا شي .. وشلون ابوفيصل ..؟
            : طيب وراح اليوم بأمه لجده وللحين مارجعوا .
            قالت ام ناصر بعتاب : ابوفيصل رجالن سنع ان غاب عن بيته مايتعدى ثلاثه ايام .
            قال احمد باستهبال : خخخخخخخ والله واشتغلت عليك ام ناصر ياعماد .. هذا ترى اول الغيث والحرمة ناويتك بنية شينه .
            ابتسم عماد وهو يطالع في شادن اللي تناظر للأرض ..
            زعلانه وباين عليها ..!
            قال : لو ان ابو فيصل مهوب سنع ماعطيناه ام فيصل الغاليه .
            رفعت فوزية حواجبها قالت : لا وش السالفه ...؟ ياربي تخلي لي ابو مشعل .. صحيح على طاري مشعل .. ابوك امس جا .
            عقد حواجبه وكأن الطاري ماسره قال : وش يبي ماتدرون ؟.
            ردت ام ناصر : يقول انه يبيك .
            قال : بكرة ان شاء الله اروح له التفت على شادن وهي ساكنه وساكته قال : ابيك تروحين تسلمين عليه وعلى اخواني ياشادن .
            ماقدرت ترد ..
            لأن عندها كلام كثير لازم تقوله قبل طيب وحاضر وابشر ..
            لازم تعرف وش سر تناقضاته الغريبة
            يوم يبيها ويوم مايبيها ..
            يوم يقترب منها لدرجة تعمقه لعمق قلبها
            ويوم يصدها ويحط بينه وبينها الف حاجز وحاجز ..
            قالت فوزية وهي تمد عليه بيالة حليب : خذ لك بيالة حليب على بال ماتجي القهوة .
            رد بتعب : مابي حليب ولاقهوة .. شادن شوفي فيه اغراض جايبها ابيك تحرصين عليها وتشيلينها عن الشغاله .
            ردت بهمس : اغراض ايش ..؟
            : روحي للمطبخ وشوفيها ..تلاقينها في كرتون مغلف ..! وجهزي لي كوب من الحليب اللي تلاقينه في المطبخ .
            قالت ام ناصر : وش حليبه ..؟
            رد وهو يمس ظهره ويده على جنبه الايمن ويتأوه بتعب .. : اه .. حليب نياق .
            قال احمد : عطونا منه كلنا . .. سبحان اللي غيرك خابرك ماتطيق ريحته .
            قال وهو يتبع اثر شادن : ابشرك اني ماحبيته للحين بس سمعت ان كله فوايد .
            وصلت المطبخ وعقلها هناك في الجلسه ..!
            كلامه ومسكته ليدها ونبرة صوته ..
            كلها تنبي عن احساس حلو تجاهها ..
            فتحت الكرتون المغلف بكيس شفاف واللي قال لها عليه عماد ..
            وعلى ضوء الشمعه الحمراء الكبيرة اللي شعلتها في المطبخ طلعت اللي فيه ..
            قارورة قزاز كبيرة فتحتها وعرفت ان اللي بداخلها عسل ..
            حزمة نعناع كبيرة ..!
            وحليب النياق اللي قال عليه في علبه معدنية كبيرة ..!
            قالت للشغاله : الحليب والنعناع حطيهم في الثلاجه وماتلمسينهم الا اذا انا قلت فاهمه ..؟ والعسل خليه هنا وكمان ماتلمسينه .. مستر يقول ممنوع فاهمه .
            ردت الشغاله ب : اوكي مدام ..
            وصبت شادن كمية من الحليب في قدر وسخنته على النار لحد مافار وقصرت النار عليه خلته يغلي لأن الحليب لابد يغلي اكثر من خمس دقايق على الأقل عشان تقتل النار ميكروباته ..
            جهزته في براد خاص بالحليب وحطت معاه اكواب كبيرة وودته للصاله وتحديدا لجلستهم ..
            سمعت احمد يقول : ابي قصيدتك وانت في لندن .. تذكرها حقت . الليل والغربه والاحزان والشوق ...
            قاطعه عماد : انت وش تبي فيها كل ماتذكرها امرض ..
            طالع في شادن وهي جاية تمشي وعلى مهل خوفا انها تطيح في شبه الظلام اللي كاسي المكان ..
            قال : هاتيه هنا ياشادن ..
            جلست بجنبه قال : اسمعوا هذي امس سويتها وماكملتها ..


            قال : سلامتكم وترى ماكملت ..
            ردت ام ناصر بزعل : عساها ماتكمل يوم فيها غياب وضيقه .
            ضحكوا احمد وفوزية عماد يطالع بابتسامه في جدته العتبانه قال : افا ياذا العلم .. علامها الغاليه اليوم ماتعطيني الكلمة الزينه .
            : والله ياوليدي من الغبن( القهر ) مابيك تخلي بيتك شهر ولاتدري عن مرتك .
            قال عماد : مرتي ماشتكت .. ولا لا ياشادن .
            ابتسمت شادن قالت : لاطبعا سامحة لك .. بس تعرف جدتي اكيد اشتاقت لك .
            ضحك احمد وهو يقول : انا عارف من يوم تزوج وهو كل شوي يقول اشتقت للديرة وابطيت عليها اثرها لاعبة عليك بالكلام الحلو ..
            قاطعه عماد وهويقول : اذكر الله يابن الحلال وفكني من عينك الله يكفيني شرها ..
            ردت فوزية مقاطعه : عماد لو تدري احمد امس وش سوى .. تصدق راح لبيتنا القديم ورجع والعصر نزل المطر بقوة ونزلت صاعقتين على البيت وهدمت ركنه من ناحية الجبل .
            ضحك عماد وشاركه الكل ..
            قال : خابره وقايل له ان عينه قوية ..
            قالت ام ناصر : مهب عينه هذا امر الله والصواعق من يوم عرفنا العلم وهي تنزل حول الجبال .
            رد عماد : عاد ام ناصر واستلمت الدفاع عن اخر العنقود مانقدر نقول شي ..
            تمدد على ظهره وتوسد فخذ شادن وهو يقول : والله يافيني تعب .. جايكم من المطار على الشركه وعلى الديرة على طول ..
            مسك يدها وحطها على جبينه وهو يقول : شفتي الاغراض .
            ردت : ايوه شفتها .. بس ليه ..؟
            سحب يدها على عيونه قال بصوت منخفض : هذي بدال الانترفيرون اللي طلبتي مني اتركها .
            تنفست بعمق وهي تسمع كلامه ..
            يعني علاج ..!
            بدا يتعالج ..!
            وغايب عشان يدور علاج .
            قالت : من قال لك عليها .
            رد عليها بنفس الصوت : جبتها من الاردن ..
            عضت على شفتها بفرح قالت : بس عسل ونعناع ..؟
            : وحليب النياق الله يعينني عليه وعلى ريحته .. وفيه اغراض ثانية بجيبها بكرة ..
            قالت بحماس : عادي اذا ماتحب الحليب احط لك عليه حبة سودا واحليه ويطلع حلو .
            قال وهو يضم يدها على عيونه : انتي اذا قربتيه اكيد بيطلع حلو ..
            قالت فوزية : احمد يالله قوم وصلني لبيتي واجلس عندي لين عزيز يرجع .
            قام عماد وتكى على يده قال : والله ماتروحين ..؟ اجلسي لين يجي رجلتس وتروحين معه ..
            قال احمد : والله ان ماقمت مع حرمتك ولا قمنا عنك ..
            قال عماد : قوم قوم بس خلنا نصلي ..
            قاطعته جدته وهي تقول : قومي يافوزية وديني لحجرتي بصلي العشا ..!
            وقفت فوزية تودي امها وقام احمد يتوضأ ..
            جلس عماد وقال لشادن : ترى بكرة ملكة نايف انتي دارية ..؟
            هزت راسها بإيه قالت : قال لي عمي .
            تنهد ويدها بين يدينه قال : والله اني احس اني ماشفتك لي سنه ..
            سكتت وناظرت الارض ...
            كلامه زي كل مرة يبريء جروحها وينسيها زعلها ..
            قال بوجع : شادن تراني قدمت لك على نقل لجده ...
            شهقت بقووة وفتحت عيونها قال بتحذير : اصصصصص شوي افهمك على كل شي .
            هزت راسها معارضة ومستنكرة .. ودموعها تسابقها ..
            خير تعبير لمواقفها الصعبه
            قال : لاله الا الله الحين الدموع هذي ماتخلص ..
            تلاشى الكلام ..
            واختنق صوتها
            نقل يعني بعد ..!
            وبعد تعني انه مايبيني
            وكل الكلام اللي قاله لي مقدمه عشان مايجرحني ....
            يتبع,,,

            تعليق

            • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
              عضو ماسي
              • May 2009
              • 708
              • .
                .
                .


                .
                .
                .


              #96

              نزل الدمع مدرار وماسمع الا شهقتها بصوت عالي وتوالت بعدها شهقات ..
              سحبت يدها منه بقوة وفزت من مكانها ..
              فوق ظلام ..!
              وتحت هو يملا المكان ..!
              تسحبت ودخلت المطبخ وجلست على الكرسي وهي منهكة حد التشتت والضياع ..!
              يبي يتعالج طيب ليه يبعدني عنه ..
              ولا ناوي على الفراق وهذا نهاية الطريق ..
              سمعت صوت احمد وهو يناديه للصلاة اللي اقام مؤذنها ووصل صوته لمسمعها وهو يكلم احمد ويتوجه للباب ..!
              صك الباب وتأكدت انه طلع وسندت براسها على الطاولة ..
              تبي تختلي بنفسها وتبكي ..
              بس وشلون والبيت كله ناس ..
              واذا طلعت اما قالوا انه مزعلها ولا انها تنتظره يطلع لها ..!
              وكلا الأمرين تحرجها ..
              نادتها الشغاله وهي مسرحة : مدام .. مدام ..
              انتبهت لها قالت : نعم يالسلي .
              : مدام اجهز عشا ..
              تنفست قالت : استني شوي لين يرجعون من الصلاة .
              دخلت فوزية عليها وهي جالسة ومسنده براسها على يدها قالت : شادن وش فيك .. ؟
              ردت شادن بصوت مخنوق : مافيني شي انتظرهم يرجعون بحضر العشا .
              : لاوالله .. ؟ عليّ هالكلام ..؟ وعماد اللي جاني قال روحي راضيها عليّ زعلانه عشاني متأخر .
              هه ..!
              يعني مجهز العذر من الحين ومسوي انه يبي القرب والصلح ..!!!
              قالت لعمتها بمحاولة منها انها تجاريه حتى محد يكشفه : يعني يغيب شهر ماتبغيني ازعل ...؟
              : مو قبل شوي تعتذرين وتقولين سامحة له .
              : اش تبغيني اقول لجدتي .. زعلانه .
              ضحكت فوزية قالت : ها راح وقال لامي انك زعلانه منه .
              : احسن خليه يستاهل .
              ردت فوزية بعتب : يابنت احمدي ربك انه يحبك ويغليك ماسمعتي القصيدة اللي قالها تراه يقصدك فيها .
              سكتت شادن ومسحت دمعه نزلت من عينها مانتبهت لها فوزية على الضوء الخافت ..
              قالت فوزية : شفتي احمد والله برد قلبي في ليلى ..
              : ليلى اش مسوية لك ..؟
              : قاهرتني لو تشوفين شهد وهي تسألني عن المقطع الوسخ اللي شافته في جوالها اموت من القهر ان بنتي شافت شي زي هذا .
              جارتها شادن في الكلام وقلبها ينضخ بالحزن والقهر : طيب هي من فين تجيب البلاوي هذي ..؟
              : تقول صديقاتها في النت .
              رفعت شادن حواحبها قالت : لاحول ولاقوة الا بالله .. اش دراها انهم بنات .
              : لاماعليك تقول انها تكلمهم .
              وقفت شادن وراحت وقفت على شباك المطبخ المطل على الحوش قالت : هالايام الشباب عندهم اساليب يضحكون فيها على البنت ويوهمونها انهم بنات اما بأجهزة تغير الصوت ولا يغيرون اصواتهم وتمشي على الغبيات .
              شهقت فوزية قالت : تصدقين ليلى الغبيه يمكن تصدق وتمشي عليها .. المهم ترى احمد بيجيبها بكرة تحمليها .
              بكى فيصل برعب وهو يدور امه وقامت له فوزية بسرعه وشادن ساكته وعلى نفس وقفتها ..
              تطالع في الحوش والهواء البارد يلفح وجهها ..
              مر وقت مو قصير ودخلوا احمد وعماد وهم يسولفون وتأملته على نور نصف القمر والنجوم ..
              دخل وهو يكلم احمد بسالفه ويضحك واحمد يبادله الضحك والتعليق ..
              قال عماد لفوزية : فوزية .. شادن وينها .
              اشرت فوزية على المطبخ وتوجه لها واحمد راح لامه في غرفتها ..
              قرب منها وهي واقفه على الشباك وتفكر في بكرة والبعيد .. قال للشغاله : برا .
              طلعت الشغاله بسرعه وقال بهمس : زعلانه مني ..؟
              التفتت عليه ومد يده مسح دمعتها قال : ماصارت ياشادن كل موضوع تبكين عليه انا ماسويت هالموضوع الا لمصلحتك ..
              قاطعته بصوت باكي : اش عرفك بمصلحتي انت ..؟
              ياسعد قلبك ياعماد
              معصبة وزعلانه لأنها تبيك وماتبي فرقاك ..
              طالع في عيونها قال : بعد العشا اطلعي فوق وانا افهمك على كل شي .
              نزلت دموعها بقوة قالت : عماد روح الغي النقل مابغى اروح لجده ابغى اعيش معاك انت وجدتي .. انا مستعده اكمل حياتي كلها معاك .
              هز راسه بلا وعيونه تتأمل تقاسيم وجهها وتفاصيله الباكية ..
              ضربته على صدره بخفيف قالت : ماتبغاني في حياتك ادري وتمهد عشان ماتجرحني ..
              قاطعها وهو يضم يدها على صدره ويقول : انا ابي مصلحتك .. ابيك تفكرين وانتي بعيد عني .. ابيك تختارين حياتك وتفكرين فيها زين انا لو عليّ ياشادن والله لاقابلك ليل ونهار بس انتي تعرفين وضعي وتعرفين ان حياتك معي صعبه ...
              قاطعته بدورها وهي تسحب يدها وتمسح دموعها : عماد .. ماراح انقل لوفيها اني اترك الوظيفه ... وماتبغاني بكيفك بس انا بجلس مع جدتي ..
              سكتت وهي تسمع فوزية تدق الباب وتقول : تراني جيت .. طالعت فيهم وكملت : اسفه بس ابي اخذ عشا لشهد بتنام .. قلت لكم بروح لبيتي بس انت مارضيت ياعماد الله يهديك .
              تحرك عماد من مكانه ..
              رغم ان كلامها بلسم الا انه يذبحه في مقتل ..
              قال وهو يتوجه للباب ويوقف عند الشمعه الحمرا : الشمعه هذي من جابها .
              ردت فوزية : شموع رومنسية من عند زوجتك المصون ..
              التفت وطالع فيها
              أحلامها الضايعه ..
              ولياليها الموحشة ..
              وفرحتها المكسورة ..
              وعيونها الباكية ..
              طيب وش يضرك لو خليتها وبينت لها حبك وفرحتها وضميتها ولميتها بدل تجريحها وقهرها ..
              رجع وابعد عن المكان وهو يقول : عجلوا علينا بالعشا بروح انام تعبان ماقدر انتظر ..
              عضت فوزية على شفتها وهي تتبع اثر عماد اللي اختفى
              قالت : مالي وجه منكم بس وش اسوي احد قال لكم ان المطبخ مكان غراميات كان انتظرتوا لين تطلعون ..
              رمقتها شادن بنظرة استهزاء من كلامها .. قالت : خلي الشغاله تحضر العشا مالي مزاج .. بروح انام .

              على شاطي بحر جده ..
              سما زرقا وأمواج هادية تلاطم الصخور وتداعبها بهوادة ..!!
              واقفه بعيد عنه ..
              وهو جالس على البساط اللي اشتراه من كشك على الكورنيش وياكل بليلة وعنده مكسرات وبيبسي ..
              تأملها بعباية الراس وهي تحاول تارة تغطي عيونها عن المارين وتارة تفتح عنها وتحاول تتأمل البحر اللي ياما سمعت عنه ..
              ياترى وش تفكر فيه ..
              من يومين كانت هادية وماتعصب ولاترفع صوتها وتسايرني في كلامي ..!
              قال : نوف تعالي اكلي البليلة ترى وهي حارة ازين منها اذا بردت .
              ماتبي احد يقطع عليها لحظات التأمل ..
              البحر كبييير ..
              وواسع ..
              عيونها ماتشوف له نهاية ..
              لونه ازرق مثل ماتشوفه بالتلفزيون والصور ..
              نفسها تمشي فيه ..!
              تلمس مويته وتذوق ملوحته ..
              طالعت في المباني اللي حوله والحياة اللي عنده ..
              ناس تبيع وأطفال تلعب وعوايل جالسه ..
              ليت امي وابوي وخواتي يجون معي ..
              انتبهت لحمود اللي يناديها قالت : مابي شي بجلس هنا .
              وقف حمود وقرب منها ومسك يدها قال : امشي خلينا نجلس على الصخور .
              طالعت فيه وانقادت رغبه وحب في المكان والحياة ..
              ساعدها لحد ماجلست على الصخرة الكبيرة وجلس بجنبها ومسك يدها قال : شوفي الصيادين بدوا يصيدون السمك .
              فتحت عيونها باعجاب وانبهار : صحيح .. صياد وشبكة وسنارة ..
              طالعت في حمود وتناست عنادها وكرهها قالت : كم يصيد وحده ..؟
              ارتاح حمود لتجاوبها معاه قال : على حسب بعضهم يصيدون عشر وبعضهم عشرين ويمكن توصل خمسين واكثر .. ربي هو اللي يكتب لهم الرزق ..
              شاف الفرح بعيونها والسعاده ..
              ووقف قالت : وين بتروح ..؟
              قال : اجلسي بروح للسيارة وارجع لتس .
              خافت للمرة الثانية انه ينتقم منها ويتركها قالت : لاتخليني هنا .
              ضحك قال : ماني خابرتس تخافين .. ابي اجيب شي من السيارة واجي .
              تطمنت لكلامه وتبعته بنظرة حرص وزاد اطمئنانها وهو يفتح الباب الخلفي ويطلع منه كيس ويرجع لها ..
              وصل عندها وجلس بمكانه ومد عليها الكيس قال : خذي يانوف افتحي الكيس شوفي وش اشتريت لتس .
              ترددت تاخذ الكيس بس الفرح بداخلها مارضى انها تعترض وتخرب جوها ..
              اخذت الكيس وفتحته وشافت اللي ياما حلمت فيه ..
              جوال ..؟
              وبكميرا ..
              مثل جوال سهام زميلتها بالضبط ..
              عضت على شفتها بفرح قالت بخجل : ماعرف له .
              اخذه حمود من يدها قال : استخدامه سهل انا اعلمتس عليه ..
              شغله لها ومده عليها قال اذا البحر عاجبتس صوريه وصوري أي مكان تبين بس لاتصورين الناس اللي هنا لايسوون لنا مشاكل ..
              تفهمت كلامه ووجهت الكميرا للبحر وصورت اكثر من خمس صور ..
              تبي توريها نورة والعنود والبنات اذا رجعت للديرة ..
              قالت بامتنان كبير لحمود والكلام يتلعثم على شفاهها : حمود ماقصرت مشكور .
              مسك يدها قال : يانوف انتي مرتي الغاليه مابيني وبينتس شكر .
              بلعت ريقها وكلمة مرتي ماستساغتها ...
              بس الوضع اللي هي فيه مايحتمل انها تفكر بشي ينغص عليها ..
              قال : قومي خلينا نرجع ترى حنا من الصبح ظاهرين ماتعبتي .
              قالت وهي تتذكر انها بكل مكان تعيش مبسوطه : ماتعبت بس اذا ودك نرجع نرجع ..!
              حمد ربه وهو يشوفها تلين بالكلام وتهاوده وتجاريه في اللي يبيه ..!



              ***

              يوم ثاني ..!
              وفي بيت ناصر .
              كانت جالسه مع منال اللي ماتكلفت في زينتها ..!
              قالت شادن : منال ترى يمكن نايف يشوفك .
              شهقت منال قالت : لاوالله مستحيييييل .. وش تبين امي وابوي واخواني يقولون .
              ضحكت شادن قالت : يابنت ماراح يقولون شي هذا الشرع من حقكم تشوفون بعض ويشوفونكم .
              قالت حنان : احمدي ربتس يامنال بتاخذين واحد فاهم ومتطور مو مثل رجالنا ..
              رمقتها فوزية بعينها وهي تعدل مكياجهاقالت : اشوف ليلى ثانية عندي .
              ضحكت حنان باستهبال قالت : لاوالله ماقصد اتنكر لاهلي وعاداتنا بس جد الشرع حلل لنا شي وهم يرفضونه ..
              قالت فوزية وهي ترفع حواجبها وتغيضها : اجل لو جا عبدالله ولد خالتس وقال ابي اشوف حنان توافقين . .؟
              طالعت حنان في منال بتهديد وفي شادن وفوزية بحرج قالت : قلة ادب .. وطلعت لامها وجدتها في الصالة .
              دوت ضحكات البنات على شكلها وعصبيتها قالت فوزية بصوت عالي وهي تطل من مجلس الحريم على الصالة : قلة ادب لعمتك ياقليلة الادب .
              سكتت حنان وعقبت امها : فوزية من تكلم .
              : مادري عنها . وقامت حنان رجعت لهم بسرعه وهي ناويتهم بنية الله يعلم بها ..
              استغربت ام فهد الكلمة قالت لام نايف : وش سالفة البنات اليوم مهب طبيعيات ..
              ضحكت ام نايف قالت : اذا قصدك على شادن تراها مجنونة اذا احد فتح لها سيرة سارة .
              تنهدت ام فهد قالت : مادري وش اسوي كلن يقول واقفي وانا مابي ولدي ياخذ مطلقه يام نايف حتى حنان ناشبة(ن) في حلقي ليل ونهار تقول مانبي فهد ياخذ غيرها .
              ردت ام نايف بهدوء وروية : يام فهد البنت مافيه منها .. وتناسبكم حنونه وعاقلة وفيها دين واهلها طيبين .. واذا على الطلاق الرجال مادخل بها والعيب منه مو منها .
              زفرت ام فهد بحيرة قالت : الناس بتاكل وجيهنا بيقولون مالقيتوا تخطبون لولدكم غير مطلقه . .
              قاطعتها ام ناصر اللي تسبح بعد صلاتها وتهلل وتذكر الله : انتي وش عليتس من كلام الناس .. ولدتس يبيها وراغبها .. ثم عماد معلمني يقول يشيلها قدام خلق الله وهي كاشفه وماتبينه يستر عليها وياخذها .
              ضحكت ام نايف من اسلوب ام ناصر اللي دخلت به بهجوم قالت ام فهد : انتي وش رايتس ياخالتي .
              : رايي خلي الرجال يعرس ويجي له عيال راح عمره وهو يعاند وانتي تبين تحكمين ..
              هزت ام فهد راسها قالت : اجل الله يبارك له .. والله لولا كلام ام نايف عن البنت مايمديني اقتنعت بسهوله .. والحين ياخالتي دام هذا رايتس ماعاد لي كلمة .
              سمعوا صراخ شهد وفوزية تخاصم حنان وقامت ام فهد بتشوف وش السالفه ..
              اول مادخلت لمجلس الحريم شافت شهد بين يدين حنان ولافه يدينها ورى ظهرها وتقول لفوزية : اول شي احلفي ماتعيدين اللي قلتيه قبل شوي ثم افكها ..
              وفوزية تتكلم بصوت عالي : فكي البنت كسرتي يدينها وشادن ومنال يضحكون وصراخ شهد هو الطاغي على الأصوات والجو ..
              مسكت ام فهد يدين حنان وقرصتها في عضدها بقوة وفكتها حنان وعلى وجهها تكشيرة الم ..
              قالت : فضحتونا في الناس .
              ردت فوزية : حنان غيرانه من منال بس نادوا عبدالله خلوه يملك عليها ولا تراها بتذبحنا واحد ورى الثاني .
              ضحكت ام فهد وطالعت حنان بنظرات مهدده لعمتها قالت : اخخخخخ بس لومنتي عمتي كان سويت فيتس مثل ليلوه .
              ردت شادن : صحيح ليلى ماجات لسه .
              قالت فوزية : خلاص بيجون بعد شويه احمد يقول بيجون قبل العشاء وبيحضر الملكه ..
              قالت ام فهد : الله يتمم على خير .. بنات دريتوا تراني وافقت على خطبة فهد لسارة ..
              صرخت حنان بصوت عالي وسكتتها امها بتوبيخ : اسكتي فضحتينا الله يقطع شرتس من بنت .. منتي بصاحية ..
              قالت شادن : زين ماختار ياخالتي .. ياربي مو مصدقه ان سارة بتجي قريبه مني .
              قالت فوزية : ترى عماد نقلها من السبيل لجده ماقال لك .
              امتقع وجهها وهي تتذكر النقل وسيرته قالت : الا اعتقد قال لي .. بس حتى ولو بتجي هنا واشوفها واذا رحت لجده اكيد اني راح ازورها .
              قالت حنان : شادن انتي خذي منال مرة اخو وصديقة وكل شي بس خلي لي سارة ياحبي لها ..
              قالت شادن بمرح : لاوالله .. لاياقلبي انتي عندك ليلى تناسبك اليوم ..
              ضحكوا البنات وحاولت حنان تهجم على شادن بس شادن دخلت ورى منال ورجعت حنان وهي تقول : عاد منال مانقدر نقرب منها خاصة وهم يقولون فيه نظره ولا كان سويت بوجهها حركات ..
              ردت منال : وجع مافيه لانظره ولا شي .
              غمزت لها حنان وهي تقول : عيني بعينتس .
              مر الوقت عليهم مابين مرح وضحك وجات ام ناصر مع ام نايف وحليمة وام فهد وتمت الجلسة بود ماقطعه الا دخول ليلى بهدوء عليهم وساد الجو صمت ثقيل قالت ليلى : مبروك يامنال .
              سكتت منال قالت : حتى مبروك فيها حيا .
              ردت فوزية بزعل : مثلك يوم احمد اخذك كنتي ماترفعين راسك من الارض ايام كنتي تستحين ..
              سكتت ليلى وماقدرت تتكلم وهي تتذكر تهديد احمد وكلامه وتوعده لها لو سمع انها رفعت صوتها ولا قالت كلام مايعجب اهله ..
              وصلهم صوت فهد وهو ينادي : خلو منال تجي .
              اندست منال ورى فوزية قالت : عمتي تكفين اطلعي له ماقدر اشوفه .
              ردت فوزية قالت : هيييي ترى هذا فهد مو نايف ..
              ردت منال بخجل ووجها احمر : ادري بس مستحيه من ابوي واخواني ماقدر اشوفهم .
              ضحكت ام نايف قالت : ترى الموضوع عادي مايستاهل ..
              طالعت فيها ام ناصر وهي تسمع فهد ينادي بعصبيه .. : وين راحت هذي .. خلوها تجي توقع .
              قالت بعصبيه : قومي لاخوتس وخرتي الرجال ..!
              قامت منال بعد ماترجت امها تطلع معاها وطاوعتها امها ..
              وقعت وهي شبه مغمضه عيونها من الحيا والخجل قال فهد : مبروك يامنال .. يمه ترى نايف مبلشني يقول بيشوفها .
              ردت امه بانفعال وفجعه : وشوووو .. لاوالله مايشوفها غير ليلة عرسها .
              حاولت منال ترجع ومسك فهد يدها قال لامه : هذا حقه الشرعي ومالنا نعترض هي حرمته الحين خلاص . وابوي يقول خلوها تجي .
              قالت منال : لا يافهد مابي اروح .
              عقد حواجبه قال : امشي بس وخلي الدلع .. مافيها شي اذا شافتس وشفتيه ..
              يدينها ترتعش ووجها منزلته للأرض وهو يسحبها للمقلط اللي قفل بابه من ناحية المجلس المجتمعين فيه الرجال ..
              قال : بودي الدفتر وشوي وراجع لتس لاتتحركين .. اصلاً ماله داعي اقول لتس لاتتحركين .. رجع وقفل الباب اللي يودي لقسم الحريم وحط المفتاح في جيبه .. قال وعلى وجهه ابتسامه : ماقدامتس الا باب المجلس ..
              جلست على الكنب ووجهها بين يدينها ..
              اول ماخطر في بالها ليتني سمعت كلام شادن وتزينت ولبست احلى من لبسي هذا ..
              رفعت راسها على صوت فهد وهو يقول : خلني اقرا على اختي لاترتاع منك .
              ضحك نايف بارتباك وهو يقول : اطلع برا بس خلني مع زوجتي .
              : أي زوجه انت ووجهك معك دقيقتين واطلع .
              رد نايف : فهد بالله امسك الباب ..
              شافها متكومه على نفسها ووجها في الأرض قال فهد وهو يشوف نايف يطالع في منال بحرج : انا بدخل عند اهلي تبي شي .
              ابتسم نايف قال : ولاعليك امر ناد امي وشادن ..
              طلع فهد وراح لقسم الحريم وجلس نايف قريب من منال وهو يتأملها ويستغل فرصة خلوته بها وانها ماتطالعه ..
              قال : مبروك يامنال .
              ترحكت شفايفها ب : الله يبارك فيك ..
              رد وهو يبتسم : وشلونك ..؟
              : بخير .
              ضحك نايف من رعشة يدينها وتأمل ناعمه وبسيطه وهادية ..
              قال : احم .. تدرين ان شعرك هبل فيني .
              فتحت عيونها وحطت يدها على لفة شعرها الكبيرة قال : لقيت لك شعرة عند المغاسل في الاستراحه وجننتني .. قرب منها وهمس : تراني محتفظ فيها للحين .
              زاد خجلها خجل ونزلت راسها للأرض اكثر ..
              قال : ارفعي راسك بالله ترى امي وشادن بيجون الحين ثم ماقدر اشوفك زين ..
              ياربي جريء ..
              ماقدر اتكلم معه ..
              متى اطلع ..
              ابي هواء
              مخنوقه ..
              دخلت ام نايف بعد مادقت الباب واول ماشافته بجنب منال نزلت دموعها وهو وقف سلم على امه وشادن وكلهم يباركون له قالت شادن : يمه ليه تبكين ..
              قال نايف وهو يمسك يد امه ويجلسها بجنبه : الحين بس عرفت شادن طالعه لمن بالدموع .
              ضحكت امه وهي تقول : من فرحتي فيكم يانايف .
              جلست شادن بجنب منال وسحبت الشباصة الكبيرة وانفتح شعر منال تلقائي قالت : نايف اغتنم الفرصة وطالع .. فتحت شعر منال كله وكملت : اذا تبي شعرتين ثلاث عشر ترى صار حلالك .
              ضحك نايف وعيونه على شعر منال قال : اهم شي يامنال لاتقصينه ولو لقيت ناقص منه شعره وحده ياويلك مني .
              ابتسمت منال من بين خجلها وارتعاشة حياها قالت ام نايف : من الحين ياويلك .. قول لها لاتقصينه عشاني احبه قول لها شي حلو مو ياويلك مني .
              دخلت فوزية قالت : ماقدر بصراحه مادخل واشوف وجه منال ..
              سلمت على نايف وباركت له قالت : من اللي مبهذل بنت اخوي كذا
              وقفت منال واخذت شباصتها وجات بتطلع ومسكتها فوزية قالت : اجلسي نايف بيلبسك الشبكه .
              عقدت حواجبها قالت بحرج : لا مو لازم .
              ضحكوا منها ونايف يقول : زين ياعمتي خليتيني اسمع صوتها .
              جلست منال منقاده لعمتها ولبسها نايف الشبكه بمساعدة امه قال وهو يلبسها الخاتم : هذا مابيه ينزل من يدك ..
              سكتت وهي تحس المكان زحمه عليها قالت فوزية : ام نايف ابو فهد بيدخل .
              رفعت منال راسها مفجوعه قالت شادن : ياربي لايدخلون العيال الا اذا خرجت .
              طلعت شادن وامها ودخلوا ابوفهد وفهد وبندر وخالد اللي ماعجبه الوضع ابداً ..
              سلموا عليها وباركوا لها قال فهد : خلاص خل البنت تروح تراها شوي وتموت من الحيا .
              ضحك نايف قال : اذا كان عمي موجود انت تسكت .
              رد فهد : افا هذا وانا اللي اقنعت ابوي انك تشوفها ياقليل الخاتمة .
              قامت منال وتسحبت للباب وراحت تجري لغرفتها .. وسط ضحك فهد وبندر وابوها ..
              قال فهد وهو يلتفت لابوه بفرح : يبه ابشرك ان امي وافقت الله يخلي لي عجوزك اقنعتها وحسمت الموضوع .
              رد ناصر : هي بركتنا الله يخليها لنا .. اجل بكرة وانا ابوك نروح للعرب نخطب منهم .
              تهلل وجه فهد وسرعان ماعقد حواجبه وهو يسمع خالد يقول : من زين العلم اللي انت فرحان له مطلقه و....
              قاطعه بندر : خالد صك فمك واذلف شوف العشا وصل ولا لا .
              تأفف فهد وهو يشوف خالد يطلع قال : الولد هذا وشلون اسنعه .
              قال ناصر وهو يوقف ويحاول يغير الموضوع : يالله يالله ادخلوا المجلس نايف وانا عمك بكرة بلغ ابو مشاري انا عندهم بعد صلاة العصر ان الله اشاء واراد .




              ***




              صاحيه من الصباح ..
              جلست مع امها الين مشت هي ونايف ..
              قعدت في الصاله تنظفها وترتب المكتبه وتمسح الغبار اللي علق برفوفها ..
              الجو ممل بوجود ليلى المتذمرة والطفشانه اذا احمد طلع ، والساكته بزعل اذا حضر الجلسة ...
              وهي على قد ماتقدر تتحاشاها وماتحتك فيها ..
              رتبت المجلات والجرايد اللي قرأتها اكثر من مرة من كثر الطفش وتذكرت مكتب عماد الزاخر بالكتب وانه اليوم مفتوح حتى الشغاله تنظفه بعد الظهر ..
              دخلت ورتبت الكتب المرمية على الطاولة ..
              جلست الكرسي اللي محد جلس عليه غيره ..
              اثاره ..
              لاب توب ..
              اقلام كثيرة ..
              ارواق بعضها مرتب والبعض مبعثر ..
              جواله الثريا شاشته تدل على انه مغلق ..
              وورقة مطبقه ومحطوطه في الدرج القريب من الجالس على المكتب ..
              فتحت الورقة بملل وبرود ..


              الليله احساسي
              غريب!!
              مدري علامه هالحزن
              دايم قريب..؟!
              وكل ماتمنيت الفرح
              دايم يغيب
              وكل ماتمنيت اي
              شي عني يغيب
              وكل الحكايه
              تنتهي
              قسمه ونصيب
              والله غريب!!
              احساسي اليله
              غريب
              والناس ابد ماقد
              رضوا بهذا
              النصيب
              وانا رضيت
              ومع كل هذا
              ماشكيت
              الله يادنيا العنا
              منهو انا
              انسان فاقد
              للهنا
              وطعم الحياه
              والهم باقي مانساه
              قسمه ونصيب
              احساسي الليله
              غريب!!
              والحزن من نفسي
              قريب..
              يابنت انا دايم
              على وقت المغيب
              اشكي همومي
              للبحر
              واسهر الى حد
              السحر
              وهذا انا
              دايم وجرحي
              مايطيب
              يابنت حظك للاسف
              صاير غضيب
              ليه اقترن
              مع جرحي اللي
              ما يطيب
              قسمه ونصيب
              وهذا انا دايم
              مع فجر الجروح
              اناظر النجمه
              وابوح
              وارجي عسى
              همومي مع وقت
              المغيب
              تحضر واودعها
              وتغيب
              لازم اودعها
              وتروح
              ماظن تروح!!

              لنا تعودنا على فجر
              الجروح
              يابنت لازم تكتبين
              قصه حزن
              عاشت على عالي
              الجبين..
              فيها انقرن حظي
              وحظك والانين
              قسمه ونصيب
              قلب وروح..
              تجمعهم
              اوجاع السنين...!!



              مسحت دمعه نزلت غصب .. ودخلت الورقه في جيب تنورتها القصيرة على بنطلونها الجينز الرمادي ..
              اخذت المنفضة وراحت تنفض الغبار عن الأرفف بملل ..
              عقلها مشغول لدرجة الازدحام ..!
              قلبها مكتئب لدرجة انعدام الاحساس ..
              حياتها مملة لدرجة اللامبالاة باللي يصير حولها ..
              حتى امها لمن راحت كانت بارده في وداعها لأول مرة ..
              وكأنها تقول .. كلها ايام يايمه ولاحقتك ..!
              نزل من فوق وسأل جدته عنها قالت انها راحت تنظف المكتب حقه ولحقها ..
              معطيه الباب ظهرها
              بنطلون جينز رمادي وعليه تنورة سوداء قصيرة من الشموا ..
              والتوب بدي رمادي من الشموا وجاكيت قصير اسود وبأكمام قصير ..
              وشعرها منثور على اكتافها بطريقة مرتبه وفاتنة ..
              تصلح فتاة غلاف ولا قدام فنان تشكيلي يرسمها بدقة مثل ماهي ..
              التفتت عليه وهو واقف ويطالعها قالت باحباط : السلام لله .
              ابتسم ودخل قال : السلام عليكم . وش عندها الشادن مصبحة المكتبة .
              رفعت عيونها له قالت : التهي بشي يشغلني ..؟
              قرب منها وجلس على طرف الكنب الأسود الجلد اللي بزاوية المكتب وكتف يدينه : تلتهين عن ايش بالضبط .. ؟
              نفضت غبار وهمي بعصبيه قالت : عن كل شي ..!
              : وش سالفة البندول اللي اخذتيها من احمد ..؟
              : كنت مصدعه .
              حس بعصبيتها قال : طيب ليه معصبة انتي ..؟
              : ماني معصبة .. افطرت ..؟
              : لا روحي حطي لي علاجي .
              ارتجفت يدها وطالعت فيه قالت : أي علاج ..؟
              : العسل والنعناع .. اغلي لي نعناع وحطي لي نص بيالة الشاهي عسل وصبيه على كوب النعناع .. عجلي لازم اشربه على الريق .
              قالت بحماس : طيب ثواني بس ..
              راحت ورجعت له بعد اقل من عشر دقايق وهو مسند ظهره على الكنبة وحطت الكوب قدامه واللي فيه مزيج العسل بمغلي النعناع ..
              عدل جلسته وقرب الكوب منه قال : تسلمين ماقصرتي .
              : الله يسلمك ..عماد اش الثوم والكزبرة اللي جبتها امس ..
              حك راسه قال : انتي ماتبيني اقول لك شي من امس تتهربين مني .
              عقدت حواجبها قالت : لاماقصدي اتهرب بس امس كنا مشغولين بملكة نايف .
              سكتت واحمد يناديهم : هيييي ابو مشعل . مارحت لابوك ..؟
              رد على احمد اللي دخل عليهم قال : لاوالله .. بكرة ولا بعده اروح انا وشادن ... اليوم ابي اجلس مع حرمتي تدلع عليّ من امس تقول غايب لك شهر ..!
              فتحت عيونها ونقلت نظراتها بينه وبين احمد ..
              قال احمد : محد يلومها انتبه ترى امي زعلانه منك وتقول مقصر مع بنت خالد .. ضايمها وقاهرها .. حوالتها ( تصغير حالتها ) ماتسر العدو من سوايا رجلها فيها .
              طالعها وشكلها تحترق من الخجل ..
              وحركتها وهي ترجع شعرها ورى اذنها تدل على ارتباكها ..
              قال : قاهرها وضايمها ها .. ؟؟
              شرب النعناع جرعه وحده ووقف وقرب منها قال وهو رافع حاجبه بعصبيه : وش قلتي لجدتي ها ..؟ انا ماقلت لك مية مرة لاتزعلين جدتي مني .
              طالعت فيه بخوف ....
              طويل عليها ..
              ويخوف بكلمته وعصبيته ..
              اول مرة تشوفه عصبي ويخوف ..
              كانت تدور على كلمات ترد بها عليه ..
              ماقلت لها شي ..
              ماني زعلانة ..
              أي شي بس يهدي ولا يسكت لايحرجها اكثر ولا يسوي لها ..
              قال احمد بجدية : ولد ..
              قطع كلامه وعماد بحركه سريعه يشيل شادن بين يدينه ..
              قال لاحمد : روح شوف لي الطريق لاتكون حرمتك قدامي .
              طلع احمد وهو يضحك وشادن تحاول تفلت من يدينه باحراج وتقول : عماد نزلني .. عماد والله احرجتني .. خلاص نزلني ..
              قال عماد بصوت عالي : ام ناصر .. يالشيخه حصة .. ياووولد .
              ردت ام ناصر بصوت عالي : ادخل جاي ماعندي احد .
              دخل عليها وهو شايل شادن يد تحت رقبتها ويد تحت افخاذها قالت ام ناصر : ياوجه الله علامها عسى ماشر .
              ضحك احمد وهو يمشي وراه قال : جا يعلمتس ان حرمته راضية عنه .
              نزل شادن بجنب جدته واخذ نفس عميق قال لشادن : والله اني حسبتك اخف من كذا اثرك ثقيله ..
              ردت ام ناصر : وش يدريك عنها وانت ماتشوفها غير في الشهر مرة .
              ضحك احمد بصوت عالي قال : تستاهل والله مايقنعها لين تجلس سنه ماطلعت من بيتك .
              ضحك عماد وسلم على راس جدته ورجع جلس بجنب شادن اللي تعدل بلوزتها وهي في موقف لاتحسد عليه ..
              قال : قومي البسي عبايتك نبي نروح نتمشى عشان ام ناصر تقتنع اني ماغيب عنك برغبتي .
              قالت شادن : لا لا جدتي مقتنعه اني مو زعلانه بس تتغلى عليك وتدور سبب لتغليها وزعلها .
              وقف وسحبها قال : قومي اخذي لنا شاهي وشي ناكله وبنطلع للمزرعه ..
              التفت عليهم قال : تخاوونا ( ترافقونا ) ..
              ردت ام ناصر : لا بالله محد(ن) مخاويك انت ومرتك روحوا الله يسهل لكم .
              طلع من غرفة جدته ويدها في يده قال : يالله قولي للشغالة تحضر الاغراض وروحي البسي لك شي ثقيل .. وانا بطلع احمي السيارة ..
              لفها عليه قال وهو يبتسم : فيه كلام كثير لازم اقوله لك ومابي احد يسمعنا .
              زمت شفايفها قالت : غير نقلي .
              ضحك بصوت حاول يخفضه عن جدته واحمد قال : غير عن موضوع النقل .. موضوع بخصوص حياتنا .. خبط بخفه على كفها وكمل : نبي نحط النقط فوق الحروف .
              هزت راسها بقلق..
              قال وهو يأشر على راسها : ريحي هذا تراك تعبتيه ..
              نطت الدرج بسرعه ونشاط وخفة ومرح ..
              وطلع هو مع الباب واحمد ينادي : ياليلى سوي لنا الغدا اليوم ولاتلمسه الشغاله .. نبي جريش ومرقوق وغدا امي بدون ملح ..
              ضحك عماد من عقاب احمد لحرمته اللي قالته له فوزية ..
              وحلفه انه مايتركها لين يرجعها مثلها يوم اخذها من بيت ابوها ..

              بعد صلاة العصر ..
              وفي بيت ابو مشاري ..
              وبالتحديد في مجلس الرجال ..!
              ناصر وفواز يتصدرون المجلس ..
              وفهد ونايف في جهة ثانية ..
              وابو مشاري مقابل لهم وسوالف الرجال عامرة ..
              مابين سيرة الحوادث على النائية للمفارقات بين حياة المدن اللي اعتادها ابومشاري وماحبها ناصر ..
              للسوالف عن الشركات والشغل والأسعار ..
              وجات اللحظة الحاسمه ..
              دار مشاري بالقهوة عليهم وجلس بجنب ابوه وهو يصغي لكلمة ناصر ..
              : يابو مشاري حنا جايين طمعانين في نسبك ونبي بنتك لولدنا فهد .
              تهلل وجه ابومشاري وكأنه يتحين الفرصه لرد الجميل وجات ..
              ولأن فهد رجال وياما تمناه لبنته ولولا خوفه من احراج فهد وعرض بنته عليه ولاكان خطبه هو لساره ..
              قال بثقه وحب وكلمة رجال .. : ابشروا بعزكم .. فهد ولدي وجميله مانساه لين اموت وترى سارة حليلة له من هاللحظة .
              فز مشاري وهو يتذكر صدمات سارة المتواليه
              صدمة ورى صدمة ورى صدمة اخرها صدمتها بحكم خالد اللي ماطلعت منها الا بعد ماوداها الحرم والمدينه وجلست ثلاثه ايام في الطايف عند خالتها ..
              قال : اعذرني يبه .. مابغى اكسر كلمتك بس اختي ماتتزوج بهالطريقه .


              ***
              نهاية الفصل السابع عشر ,,,


              التعديل الأخير تم بواسطة ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ; 10-07-2009, 08:40 PM.

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                #97
                يعطيكِ العافيه
                لاتطولين علينا متابعه معك
                تحياتي لك

                تعليق

                • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                  عضو ماسي
                  • May 2009
                  • 708
                  • .
                    .
                    .


                    .
                    .
                    .


                  #98

                  فصلٌ ثامن عشر ..

                  ~~ احلامٌ مكسورة ~~


                  لحظة التقى فيها الأمل باليأس
                  واصطدم الرضا بالغضب
                  ونُفي القبول بالرفض
                  ليه الموضوع هذا بالذات كل ماقال فُرِج انكسر قبل مايفرح فيه ..
                  نزل فهد راسه وهو يسمع اعتراض مشاري بكل انفعال وعصبية ..
                  وابو مشاري يسكته ... ب : ولد مالك كلمة بعد كلمتي واطلع برا لاشوفك في مجلسي .
                  رد ابو فهد بتعقل وزرانة رجل في الخمسين له خبرة وحنكة في الحياة : يابو مشاري .. اصبر وانا اخوك لاتستعجل هذا زواج مهوب عطية .. وولدك محد(ن) يلومه وانا اخوك .. اخذ راي بنتك ، وشاور اهلك ، واسألوا عن ولدنا ، ثم ردوا لنا خبر ، تلفونات عيالنا عندكم وتعرفون دربنا لابغيتونا .
                  وقف الكلام بالحلوق ..
                  وجمد مشاري بذهول وندم وخوف من العواقب ..
                  وفهد متفاجيء ومتلعثم ..
                  مابين رفضه للي يصير ويأسه من السالفة كلها ..!
                  ونايف على وجهه علامات الضيق والقهر .
                  لحظات مرت والمجلس صامت ومذهول ..!
                  رفع فهد نظره لمشاري الباهت ومتشتت ومنزل نظره للأرض ..
                  واختنق كله بغصة قهر ..
                  المكان مزحوم بالربكه
                  وموقفه لايحسد عليه ..
                  وقف وهمس ب : عن اذنكم .. اسمحوا لي .
                  طلع مو مكترث لردة فعل ابوه وعمه او تركه لمجلس الرجال ..
                  حس مشاري انه خسر فهد الرجل اللي محد ينكر موقفه وفضله عليهم بغض النظر عن رفقته وصحبته ..
                  وفز ولحقه .
                  تشبث بذراع فهد الصلد القوي قال : اصبر يافهد .. خلني افهمك .
                  سحب فهد يده بقوة من يد مشاري وتركها خاوية قال : كلامك وصل يامشاري .. ولك حق ترفض اذا منت شايفني مناسب لاختك وانا مو زعلان منك ولافيخاطري عليك شي .
                  حال مشاري بينه وبين البوابه لايطلع قال : اصبر يافهد اسمع مني ثم قول اللي تبي .
                  : ماعاد فيها كلام يامشاري ....
                  قاطعه مشاري بإلحاح : ارجوك يافهد اسمعني .
                  ازاحه فهد عن الباب بقوة ماقدر مشاري يتصدى لها ..
                  ومشى لسيارته شغلها وطلع من الحي كله بسرعه ..
                  رجع مشاري للمجلس خالي الوفاض واحساسه بالذنب عظيم ..
                  خسر زوج لاخته من افضل الشباب بنظره ..
                  وفقد احترام ابوه له ..
                  وضيع مستقبل اخته ..
                  جلس في مكانه وتفكيره يوديه ويجيبه والسوالف حوله بارده مالها طعم ..
                  نظرات نايف اللي تلومه تحرقه ..
                  وسوالف فواز وابو فهد بعيد عن الخطبه والزواج فاترة وكأن الملل اصابهم ..
                  وابوه وفرحته المبتورة ووجهه الباهت يزيده شقا وتعذيب ..
                  انتهت الزيارة على عكس ماتمنوا والوجوه مكفهرة وواجمه

                  ***


                  جالسين في المزرعه بعد ماصرف العمال واعطاهم اجازة ..
                  قالت بعفوية وهي تناظر المكان : تدري اش احلى شي في المزرعه .
                  حط عماد التكاية تحت ابطه ومدد رجوله وعيونه تاكل ملامحها ..
                  قال : وش .
                  رمت نظرها في انحاء المزرعه حتى ماتواجه عيونه قالت : بس لاتضحك عليّ .
                  ابتسم قال : قولي ماني ضاحك ..!
                  ردت وهي تستنشق ريحة الطين والعشب المبلول : ريحة الطين تنعشني .
                  طالعت فيه وابتسامته تتسع قالت : لاتضحك .
                  ضحك عماد بصوت عالي قال : اه بس .. اذا ريحة الطين تنعشك ريحة عطرك تدوخني مو تنعش ..
                  اكتسى وجهها حمرة خجل وطالعت في الارض بحرج وحاولت تشغل نفسها بتجميع البيالات ولم السفرة ..
                  شافها مرتبكه وكان المكان ضاق عليها وحب يغير الحوار بحوار اكثر جدية ..
                  عدل جلسته وربع رجوله قال : شادن .
                  رفعت له نظرها وطالعت فيه وهمست ب : هلا مبحوحة وخجلانه .
                  سكت ثواني يناظرها وغاب في لحظ عيونها ..
                  قالت بربكه : عماد اصب لك شاهي ولا خلاص اشيه .
                  صحى من نشوة سكره قال بصوت بارد : ابي اسألك سؤال وجاوبيني .
                  ارتجفت شفايفها ب : اسأل .. وخوفها انه يفتح مواضيع تخص زواجهم وتنهيه .
                  : علامك خايفه ..؟
                  رجعت خصلتها اللي عانقت جبينها وخدها ورى اذنها قالت بعد مابلعت ريقها باستغراب كاذب : خايفه ..؟ لا خايفه ولاشي ..!! بس انتظر اسألتك .

                  وجَّه نظره على وجهها بدقه قال : انا ماقدر اصدق انك ماتحسين بالظلم معي ؟
                  قاطعته بسرعه وخوف من انه يتمادى في الكلام هذا قالت باندفاع : كلامك هذا هو اللي يظلمني ... عماد لو سمحت .
                  : شادن .. شادن .. هدَّي اعصابك .. حنا قاعدين نسولف .
                  عقدت حواجبها قالت بحزم : مابغى السوالف هذي .. بعدين انا عايشه معاك مرتاحه ومبسوطه ... عمري اشتكيت .؟
                  قاطعها وهو يعدل التكاية لجهته الثانية بتوتر قال : واذا ماشتكيتي يعني انك مرتاحه ..؟ بعدين وش يضمن لي انك مو عايشة معي بحكم الواجب والشفقه وولد عمتي مابي اتخلا عنه ومن هالكلام .
                  حاولت تتكلم وسكتها وهو يستطرد : لاتستغربين كلامي .. تراني ادري انك عارفه اني مريض .
                  اعتلتها قشعريرة من المفاجأة وصدمة الكلام .. قال : ايه ادري لاتتفاجأين ولاتنفجعين .. بس اللي مادري عنه انتي تدرين وشو مرضي ولا لا .
                  هزت راسها بإيه وهي تطالع في الأرض ..
                  قال : وتدرين انه خطير ومعدي وعلاجه صعب .
                  قالت بضعف وخوف : عماد مو خطير فيه ناس تشافوا منه .. وفيه ناس عاشوا حياتهم .
                  قاطعها وهو يرفع راسه ويطالعها : عاشوا حياتهم وهم مرضى ..؟
                  هزت راسها ودموعها تنذر بالهطول : عاشوا .. ودوروا على علاج .. سكتت ثواني وكملت بهمس خَجِل : وجابوا عيال كمان .
                  تنهد ومسد جبينه بإصبعين وقال بقلق واضح : هذاني دورت على علاج غير علاج المستشفيات اللي مانفعتني كله عشانك انتي .
                  على قد ماهي فرحانه انه بدا يكلمها بأموره الا انها حست ان صدرها يضيق لاحباطه قالت بتشجيع : وبتتشافى ان شاء الله .. عماد لازم تتأمل في الله خير .. جرب العلاج الجديد واستمر عليه ومابتخسر شي وانا راح اساعدك .. اذا تحب اقرأ عليك يومياً سورة البقرة وان شاء الله ربي مايخيبنا ..
                  غمض عيونه بقوة وفتحها وشتت نظره لبعيد قال : شادن تحسبين مرض الكبد سهل .. انا عندي فايروس بي وهذا يؤدي للسرطان اذا استمر نشط ... ابتسم بوجع وكمل : ماقد حللت ولقيته خامل دايما في حالة نشطه .. وتقولين علاج وتفاؤل وحياة .
                  اغرورقت عيونها بالدموع قالت : عماد خل املك بالله كبير .. الله يخليك لاتيأس .
                  قام وجلس على التكاية اللي بجنبها قال : ابيك تصيرين قوية .. عشان تواجهين حياتك وتختارين مصلحتك .. انا ماقلت لك هالكلام الا عشان تكونين على بيِّنه وهدى خاصة اني ماقدر اتركك من نفسي ، ابيك تعرفين الرجال اللي ربطتي مصيرك فيه وش بلاه وش يرده عنك وابيك تقررين حياتك بنفسك ..
                  فتحت شنطتها الصغيره وطلعت مناديل مسحت عيونها وخشمها وهي تنتفض قالت : انت عارف اني اخترتك من زمان وماعندي خيار ثاني ..
                  رفعت نظرها له بألم قالت : انت بتتعافى ياعماد ... بس لاتحاول تبعدني عنك الله يخليك .
                  نفسه يضمها ..
                  يلمها ويهدي قلبها ويطمنه ..
                  بس يطمنها بأيش ..
                  بالمستقبل معاه
                  ولا بالبعد اللي ماتبيه ولاترضاه ..
                  مسح على راسها مرتين وثلاث وكأنه يدور على الكلام اللي يناسب ..
                  بس وين الكلام وهو متبعثر معها ومتعثر بحاله ..!
                  قال بهمس : ارفعي راسك وطالعي فيني .. شادن انا من الحين بقولك .. الطبيب اللي رحت له في الاردن قال شهرين بالكثير وتبين النتيجه ..وانا بنتظر خمسة شهور ان مابانت نتيجه ..
                  قاطعته بانفعال وصوت مخنوق حاولت جاهده انه يبرز ويثبت : بانت ولا مابانت فيه شي اسمه تطعيمات .. سكتت وكملت بتجلد وجرأة : انا اخذت وحده وباقي ثنتين راح اخذها و اكمل حياتي معاك وتعيش معي غصباً عنك ..
                  الصدمه جمدته وسكتت الكلام ..
                  كملت بصوت جاد ومنفعل وفيه رجفة : عماد اذا ماتبغاني لاتتحجج بالمرض ..
                  جلس على الارض بجنبها ورفع راسها وطالع بعيونها اللي اختنق فيها الدمع وتحجر قال : متى اخذتيها ..؟
                  نزلت راسها للارض بحرج وهمست : لمن رحنا لجده ..!
                  لمن رحنا لجده ..؟؟
                  يعني يوم كانت منهارة ..!
                  يوم بكت بدل الدمع دم ..
                  يوم كانت تايهه وضايعه وماتدري وين تروح ولاوش تسوي ..

                  يوم كانت تقربني وانا اصد وابعد ..
                  يبيها ويبي قربها وصعبتها عليه الظروف ..
                  يحبها ويودها بس يخاف الزمن يقسى عليه اكثر ويفارقها مكره ومجبور ..
                  حست انه ضايع مابين معترض ومتقبل ..
                  نظره مشتته لبعيد وتفكيره محصور بشي تجهله ..
                  مدت يدها على يده وضمتها قالت : عماد .. الله يخليك تنسى سالفة النقل .. اذا انت تقدر تعيش بدوني انا ماقدر .
                  ضم على يدها بيده الثانية قال : البعد شر لابد منه ياشادن .. خلينا نبعد قبل لا ...
                  وقف الكلام بحلقه قبل يكمل واخذ نفس عميق قال : قومي خلينا نمشي .
                  هزت راسها بحاضر ولبست عبايتها ووقف هو يشيل الاغراض عنها ..
                  ركبت في السيارة وهي تدعي وتستجدي ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ) وكررت ( لاحول ولاقوة الا بالله ) مرات عدة لعلها تبعد الضيق عنها وتفرج همها ..
                  انتبهت وهو يركب بجنبها وملامحه جامده ونظراته تايهه ..

                  وقف بنص الطريق وهو يشوف العنود جايتهم تجري ووقف لها وهو يطالع في شادن قال : جات بنت لافي الله يكفيني شرها ..؟
                  ردت شادن بضحكه وعفوية مصطنعه تحاول تغير بها الجو المكتئب .
                  : لاتخاف مامعاها رسايل .
                  التفت لها متفاجيء قال : انا ولد ابوي ... حتى هذي عرفتيها .. اجل وش بقى ماعرفتي ..؟
                  وصلت العنود ناحية شادن وفتحت لها شادن الشباك قالت بابتسامه واسعه : يا هلا يالعنود تبغين شي حبيبتي .
                  ردت العنود وهي تلهث : ابلا بعلمتس .. نوف اختي بتجي بكرة مع رجلها حمود وامي تقول بنسوي لهم عشا ابلا تكفييييين تعالي عندنا اذا نوف جات .
                  قالت شادن بضحكة ماقدرت تخفيها : هههههههههههه ياقلبي ان شاء الله اذا قدرت راح اجي .
                  اخذت نفس عميق وقالت بصوت حاولت انه مايوصل لعماد : ابلا انا اخذت حجرة نوف وكتبت على الباب حقها بالفحم غرفة العنود لافي ال.....
                  فتحت شادن عيونها وضحكت من العنود وبراءتها وسذاجتها قالت : خلاص حبيبتي اذا جيتك اشوفه .. ارجعي للبيت والبسي شي في رجولك عشان ماتتعورين .
                  رفعت العنود رجالها وطالعت في باطن قدمها قالت : عادي ماتعورني .
                  : طيب ارجعي الحين لبيتكم .
                  راحت العنود .. والتفتت شادن لعماد وهو شارد النظر لبعيد ..
                  قالت شادن : يالله نمشي ترى البنت راحت .
                  طالع فيها بنظره جادّة قال : تدرين عن سوالف اختها وساكته .!!
                  ردت عليه بجدية اكثر : لو اني شايفه منك شي ماراح اسكت ... بس اللي شفته منك وسمعته يخليني احترمك واقدرك .
                  زم شفايفه وحرك سيارته متوجه لبيته وهو يحسها تقيده بوثاق غليط ..
                  تحتويه وتغلق جميع منافذ الخروج من حصارها ..!



                  ***

                  في غرفتها ..!
                  على نور الأبجورة الخافت
                  وقفت على الشباك اللي زجاجه يعكس النور ..
                  تأملت الشوارع بصخبها ..
                  اضاءات اعمدة الكهرباء وانوار السيارات والمحلات التجارية ..
                  هنا حياة وشعور واحساس بالدنيا ..
                  تذكرت كلام شادن وهي تسولف لخلود " الجو هنا في الديرة هدوء عكس الازعاج في جده "
                  تنفست وهي تقول بصمت أي ازعاج ياشادن ..
                  اه بس لو اعيش هنا طول عمري واروح لاهلي زايرة وارجع ..
                  سكرت الستارة واضاءت نور الغرفه وراحت لأكياس الأغراض اللي اشترتها هي وحمود من الجامعه مول ..
                  حطت هدايا العنود لوحدها ..
                  وهدايا نورة اللي اختارتها بذوق يناسب نورة ..!
                  وهدايا امها وعمتها ام حمود وخوات حمود مع بعض ..
                  تخيلت ردة فعل العنود من اللي جابته لها وردة فعل امها ونورة يوم تسولف لهم عن حياتها اللي عاشتها في جده ..
                  عن البحر وكبره .. والاسواق والمطاعم اللي كانت تسمع عنها من زميلاتها ومسلسلات القناة الأولى ..!
                  والأهم عن الحرم يوم زارته مرتين واعتمرت وصلَّت فيه ورى الشيخ السديس والشيخ الشريم ..
                  سمعت اصواتهم حقيقه مو بس في الاشرطه والراديو والتلفزيون ..
                  وقع نظرها على الكيس اللي اعطاه اياها حمود وقال لها انه هدية منه ..
                  ماهمها حمود بقدر ماهمتها الهدية ووش هي بالضبط ..
                  حمود في حياتها كرت عبور لدنيا ثانية ..
                  ورقة رابحه كانت غافلة عنها بتوريها عالم جديد ومختلف ولايمكن تفرط فيها بسهولة ..
                  لكن حمود كشخص وزوج في حياتها مارغبته ابداً ولا استهواه قلبها رغم انها ماتكرهه ولاتحقد عليه ..!!!
                  فتحت عيونها وصكت وجهها بيدنها بخجل ..
                  وش هاللبس ..
                  ياويلي ان لبسته ..
                  رفعت راسها لحمود اللي دخل عليها فجأة وقال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : نوف .. قومي البسيه .
                  حاولت تعترض بس كان حمود اسرع منها وحسم الموضوع وهو يقول بلهجة رجا : قولي لي طيب وعلى امرك ولاتعارضين .. ترى مايجوز تردين رجلتس .
                  صح مايجوز تعارضه وتقول له لا ..
                  هذا اللي حفظته بعد من امها وخالاتها ..
                  تقديس الزوج وتلبية رغبته واتباع امره واجب لايمكن التخاذل فيه ..
                  قامت مكرهه ووقفت على المراية وقاسته على جسمها
                  مو قصير بس شفاف .
                  اشوا ان عليه روب طويل وساتر .
                  ابتسمت وهي تتذكر انها قد شافت مثل هالموديل على ممثله ..
                  قال : انا بدخل الحمام ابي اطلع الاقيتس لابسته .
                  دخل الحمام ولبسته بسرعة قصوى ولبست الروب عليه واحكمت رباطه ووقفت تتأمل نفسها على المراية .
                  مرت دقايق مو طويله وخرج حمود ..
                  تأملها وهي واقفه على المراية وعلى وجهها ابتسامه احيت ملامحها ..
                  وجهها خالي من أي مزينات ..
                  هو نفسه وجهها اللي عشقه من صغره ..
                  رغم انها مو جميله لدرجة الفتنه ولفت النظر الا انها عاجبته ويحب ملامحها ..
                  غمض عيونه وهو يحمد ربه مية مرة انها معاه وحلاله ..
                  انها صارت من نصيبه بعد جهد جهيد ومحاولات عديدة ..!
                  قرب منها ولف يده بعفويه مصطنعه حول خصرها والتفت لوجهها ودقق فيه من قرب ..
                  شافها مغمضه عيونها ، خجل ، ورفض ، واعتراض ..
                  بس ..!!! ماباليد حيله ولاتقدر تعترض ..
                  قال بهمس : علامتس كل ماقربت منتس خفتي تراني وش حليلي ماروع .
                  علا صدرها وهبط بتنهيده معبره عن اعتراضها لقربه قالت بأسى : موب خايفه منك ... بس انا ...
                  : انتي وشو ..؟

                  : مدري علامي .
                  هو يدري وش فيها ..
                  كانت رافضته لأنها ماتبيه
                  اخذته غصيبه ..
                  وما حبته ..
                  طول الفترة اللي راحت وهي تلهي نفسها بالتمشيات والأسواق والمشاغل والدنيا اللي ماشافتها ..
                  لكنه طموح وعزيمته قوية للوصول
                  لقلبها ..
                  مسك يدها وقرب فمه من اذنها وهمس : انتي ماتدرين وش كثر غلاتس عندي .
                  نزلت نظرها للأرض قالت مغيرة الموضوع : بكرة بنرجع للديرة ..!
                  وكأنها تثبت له ان سعادتها بوجودها هنا مو بوجودها معه .
                  قال بلطف وحنان : كلها كم شهر وننقل للطايف ونفتك من الديرة .. ولا ماودتس تنقلين معي .
                  صدمه اخرستها
                  ومفاجأة ماكانت على البال ولا الخاطر ..
                  اذهلتها لدرجة الشلل والجمود ..
                  طالعت فيه بفرح مندهش ..
                  واكتفت بالنظرة تسأل اذا هو صادق ولا يستهبل عليها ..
                  جلسها على السرير وجلس بجنبها ..
                  قال وهو يسحب خصله من شعرها ويلفها على الصبعه السبابه وعلى وجهه ابتسامة حب :تحسبيني يانوف اقدر اداوم واخليتس في الديرة ... الله يصبرني لين تنقلين معي بس .
                  سكت ولفها عليه وكمل وعيونه تاكل ملامحها وجسدها
                  دفنها بحضنه ولمها بيدينه وهي تنصاع له بعطا مقابل عطا ..



                  ***


                  نزلت بعكازها بمشية شبه مختله مع الدرج...
                  ووقفت بمكانها بمنتصف الدرج على صوت ابوها الصارخ واللي انهال على مشاري بالسب والشتم : فشلتني .. كسرت كلمتي .. طيحت وجهي بين الرجال .. هذا وانت ولدي اللي اشد حزامي فيك .. ضيعت نصيب اختك . حسبي الله عليك من ولد .
                  رد مشاري بمحاولة منه لامتصاص غضب ابوه الثاير : يبه هد اعصابك الله يخليك ومالك الا اللي يرضيك .. انا اعتذرت من الرجال وقلت له قصدي من كلامي .
                  : قصدك في عينك ... تكسر كلمتي وتقول قصدي وماقصدي .
                  فتح ابو مشاري زراير ثوبه العلوية وهو يقول : جيبي لي مويه يام مشاري .
                  فزت ام مشاري بسرعه للمطبخ ومشاري يطالع في ابوه الباهت ومتجهم ..
                  قال بخوف : يبه تحس بشي .
                  بلع ابوه ريقه بتعب واضح ورمى شماغه على الكنب وجلس بتعب ..
                  وصلته ام مشاري بكاسة المويه وشرب نصها دفعه وحده قال : ولدك هذا بيجيب لي امراض الدنيا .
                  جثى مشاري على الارض واخذ يد ابوه وباسها وهو يقول : اعصابك يبه .. سامحني انا والله ماقصدت ازعلك ولا اكسر كلمتك بس الموضوع يحتاج تروي اسبوع على الاقل تفكر فيه سارة من حقها يبه توافق او ترفض .
                  ردت ام مشاري وهي تمسد كتف زوجها الهادر غضب : ابو مشاري هد اعصابك الله يرضى عليك ..
                  ترى الامور ماتستاهل ومشاري ماغلط .. يبغى مصلحة اخته .
                  عقد حواجبه قال بتعب : يعني انا مابغى مصلحتها ..؟ لو يبغى مصلحتها كان وافقني على كلامي ولاَّ سكت وما زعل الناس مني . انا عارف ان سارة ماراح توافق وهذي نفسيتها وانا احاول اطلع بنتي من حزنها وانتي واقفه في صفه .
                  كمل كاسة المويه وشرب نصفها الباقي جرعه وحده قال بندم : الرجال هذا من يوم شفته وانا اتمناه لبنتي ... وولدك يام مشاري خرب عليّ فرحتي .


                  كان الكلام الغاز ..
                  بس الحين اتضح لها وفهمت معناه ..
                  نزلت بحذر واتجهت الانظار لها بعد ماسمعوا صوت دق عكازها على الأرضيه الرخام ..
                  قالت : يبه انا موافقه .
                  مرت ثواني صامته وسط الذهول ..
                  ابتسمت وكملت : مو انتوا راضين عنه .. خلاص انا موافقه .
                  تنفس ابوها بارتياح وفتح لها يده بمعنى تعالي في حضني ..
                  جات لابوها وجلست بجنبه وسلمت على راسه قالت : يبه انا عارفه انك تبغى مصلحتي وعارفه انك انقرصت من تجربتي الأولى ومستحيل تغامر مرة ثانية بحياتي ومستقبلي .
                  ضمها ابوها على صدره وسلم على راسها قال : هذي هي بنتي اللي تفهمني وتدور رضاي .. مو اخوك اللي بغى يجلطني عند الرجال .
                  كان مشاري يطالعها بعتب ..
                  لاتتسرعين فكري وخذي وقتك ..
                  انتي حتى ماتدرين من هو اللي وافقتي عليه .
                  ردت النظرة بنظرة مطمئنة واثقه ..
                  انا واثقه منك انت وابوي
                  لازم ارضي ابوي وافرح امي واعيش حياتي ..
                  وقف وطلع من البيت مشتت مايدري هو صح ولاخطأ ..
                  مايدري سارة صادقه ولاتكذب عليهم وتجاملهم ..
                  قالت ام مشاري : الله يوفقك يمه بس لاتستعجلين .. صلي الاستخارة واستخيري ربك .
                  قالت سارة وهي تشد على يد ابوها : حاضر بصليها وان شاء الله ربي يكتب لي الخيرة .. التفتت على ابوها وكملت : يبه الله يخليك لاتزعل من مشاري .
                  نزل ابوها راسه وهزه بقهر قال : احرجني في المجلس وكسر كلمتي وخرب عليّ فرحتي .
                  : خلاص يبه سامحه هو اكيد يبغى مصلحتي ... يبه الله يخليك لاتخرب عليه فرحته بزواجه .
                  رد ابوها وهو يسمع اذان المغرب ويوقف قال : انا مسامحه بس ابيه يحس بغلطه .. التفت لها وكمل : صلي الاستخارة وبكرة زي هالوقت ان شاء الله اشوفك راضيه .
                  وقفت سارة وعكازها في يدها ..
                  توجهت للدرج على نية انها تروح لغرفتها
                  وتصلي فرضها ثم تشاور ربها ..
                  هو ملاذها وقت الشدة ..

                  هو اللي نزع خالد من قلبها ومشاعرها يوم لجأت له ..
                  هو اللي اعانها على حزنها ومصابها اللي ماتقوى على حمله ا لجبال ..
                  هو اللي بيطمن قلبها
                  سواء رفضت ولا وافقت
                  من تجاربها معه ماقد خيبها ..!
                  واليوم ناصيته من اجل رضى ابوها وفرحة قلب امها ..

                  يوم ثاني ..
                  مرت على عماد في مكتبه وشافته منشغل مابين اللاب توب واوراق وملفات على المكتب ..
                  دقت الباب ودخلت رفع لها نظره واعاده لشغله ..
                  قال : ليتك جبتي لي معك شاهي ولا قهوة .
                  وقفت عنده قالت : سويت قهوة وحطيتها عند عمي وجدتي ... انت عارف ان عماني رجعوا .
                  رد عليها وهو منشغل مابين القلم والكيبورد : ايه عارف قابلتهم في المسجد !
                  : اش قالوا ..؟
                  : ابو مشاري وافق بس حاسهم مشاري يقول البنت لازم تاخذ وقتها ومن هالكلام وفهد زعل وطلع وهم رجعوا على نية ان ابو مشاري بيرد عليهم هاليومين .
                  : ممم الله يكتب لهم اللي فيه خير .. طيب تعال تقهوى مع جدتي وعمي .
                  لمحها بطرف عينه وهي حاطه الجلال على اكتافها ولامه شعرها بشباصة ووعيونها مزينه بكحل داخلي وشفايفها تلمع بقلوس لحمي ..
                  رد عيونه لجهازه قال : روحي جيبي لي شي اشربه .
                  : ماحتيجي تتقهوى معانا ..؟
                  : لا عندي شغل ماقدر اتركه ..
                  رجعت وهي زامة شفايفها قالت : بجيب لك قهوة تراها كويسه عشانك .
                  طالع فيها ورمى القلم من يده على المكتب قال : شادن .
                  رجعت ووقفت مقابلة له عند المكتب قالت : نعم .
                  : وش بغيتي يوم جيتي وقلبتيني فوق تحت .
                  ابتسمت باستغراب قالت : ها ..؟ اش سويت انا ..؟
                  وقف وهو يقلدها : ها ..؟ اش سويت انا ..؟ عدل صوته وكمل بهدوء جاد : ماسويتي الا الخير بس وش بغيتي اكيد ماجيتي عشان تسألين عن خوالي ..؟
                  : مممم بصراحه كنت ابغى جوالك بكلم امي وسارة ابغى اعرف اش رايها ..!
                  رجع لدرج مكتبه اخذ جواله وفتحه ومده عليها هو يقول : وبس ..! الجوال وراعيه تحت امرك .. كم عندنا من شادن .. خذي وكلمي اللي تبين .
                  اخذته من يده وهي تهمس بشكراً خجوله ..
                  قال : بالله اقنعيها ترى فهد رجال وينحط على اليمنى .
                  ابتسمت ملامحها وقالت بدلع عفوي : اقنعها بس على مسؤوليتك انت ..؟
                  رفع حاجبه وكأن حركتها نرفزته قال : ايه على مسؤوليتي ... يالله روحي كلميها بس قبل سوي لي نسكافيه .
                  هزت راسها وابتسامتها على وجهها وطلعت من عنده .
                  وهو رجع لجهازه وشغله يدور اللي يشغله ويبعده قدر الامكان عن التفكير فيها او في نفسه .




                  ***

                  جالس في الشركه يكمل الشغل بعد مانصرفوا الموظفين ..
                  انتبه لجواله يدق وشاف اسم مشاري .
                  ضم على الجوال بحنق وكلام مشاري امس يرن في اذنه ...
                  وقف الرنين وسرعان مابدا مرة ثانية ..
                  قفل الملف اللي قدامه ووقف وطلع من المكتب بملل وجواله لساته يدق ..
                  طلع من الشركة وركب سيارته من دون مايهتم لمشاري واتصاله
                  وش عنده ..؟
                  بيعتذر من جديد ..!
                  مابي له عذر ..
                  يبي يبرر ..؟
                  مابي اسمع له تبرير ..
                  دق جواله من جديد ورد لأن المتصل نايف ولد عمه ..
                  رد عليه بملل : هلا .
                  : هلا بك .. السلام عليكم .
                  : عليكم السلام وش تبي ..؟
                  : لاه اش فيه المزاج ..؟
                  : اش بعينك .. نعنبو ابليسك رجال طول في عرض ماتعرف تقول وش ..؟
                  : وش بعينك انت .. لهجتي وماني مغيرها عشانك ..؟
                  : ماقول غير خسارة منال فيك ...
                  قاطعه نايف بحده : انا اللي ماقول الا خسارة سارة فيك والشرهه مو عليك عليّ انا اللي ببشرك ان البنت وافقت .
                  سكت فهد ثواني ..
                  ماتوقع انها توافق بسهوله او حتى انها توافق ولو بعد امد ..
                  قال مبعد شكوك نايف ان سكوته صدمه او فرح : وافقت على وشو ..؟
                  : وافقت على جدي ... يعني على من بالله ..!
                  : انت شكلك تستهبل .. الموضوع منتهي من امس ..
                  رد نايف بعصبيه ومتفاجيء : اييييييييييييييش ..؟
                  : ايه منتهي .. انا موب ملطشه على كيف مشاري شوي يقول لا وبعده يجي يقول خلاص تعال .
                  : هييييييي فهد .. صاحي انت ولا مجنون .
                  : مالك شغل وعرس بطلنا .. ماعاد نبي نعرس ..!
                  : لاوالله ..؟ على كيفك الدعوة ... تسحب عماني وتجي تخطب من الرجال والحين ...
                  قاطعه فهد : والحين الموضوع منتهي ومع السلامه ولاعاد تفتح السالفه هذي معي ..
                  قفل في وجه نايف بدون مايسمع منه أي كلمه ..
                  دق نايف عليه مرة ثانية وثالثه وهو مطنش وماسك الطريق اللي يودي للبحر ..
                  المكان اللي خطر في باله بعد زخم الافكار اللي تحاشرت في ذهنه ..
                  ابيها ..؟

                  ايه ابيها ولا ابي غيرها ..!
                  طيب البنت وافقت ..!
                  بس مشاري امس اهانني وجرحني في مجلسه .

                  اعتذر وقال لك وش يقصد ومعاه حق ..
                  خله يتعلم ان الغلط له نتيجه وجزا .
                  طيب وهي وش ذنبها ..!
                  صح وش ذنبها .. انا بعد وش ذنبي ..
                  سمع اصوات البواري على عليه من اتجاهات عدة وتجاوز شاحنه تمشي بنص الطريق بقدرة قادر ولولا عناية الله كان تسبب في حوادث كثيرة مو بس واحد .
                  التفت على واحد وهو يشتم ويخاصم من بعيد وثاني بجنبه يرميه بأبشع الكلام وثالث يأشر له بمعنى مجنون انت ولا شارب شي .
                  تعوذ من ابليس قبل لاينزل ويوقف الطريق كله ويقلبه هواش ومضاربات وكمل طريقه بقلق وتوتر وتضارب افكار وبعثرة مشاعر ..


                  ***
                  يتبع ,,,



                  تعليق

                  • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                    عضو ماسي
                    • May 2009
                    • 708
                    • .
                      .
                      .


                      .
                      .
                      .


                    #99

                    قفلت من سارة والتفتت على شهد وهي تجري متوجهه لعماد في مكتبه .. قالت لعمتها اللي دخلت : ياهلا ياهلا .. وين الناس من متى ماشفناك .
                    سلمت فوزية على شادن وهي تقول بصوت واطي : عندكم ناس غثيثين واخاف ارتكب فيهم جنايه ..
                    ضحكت شادن قالت : تعالي عند جدتي وعمي وليلى في غرفة جدتي انا بودي جوال عماد وارجع لك ..
                    راحت فوزية لغرفة امها ودخلت شادن لمكتب عماد وهو يسولف مع شهد الجالسه قدامه على المكتب ..
                    قال وهو معقد حواجبه : العنود متى كبرت وهي امس تسابق الريح من بيت لبيت .
                    لوت فمها قالت : خلاص البارحه في الليل صارت كبيرة ..
                    : ههههههههههههههههههه وانتي وش دراتس .
                    : هي جات عندنا وقالت لي خلاص صارت كبيرة واخذت غرفة اختها المديرة هذيك نووف اللي كانت تقزك مع الشباك وودوها لمسفر عشان يطلع الجني حقها .
                    قاطعها : خلاص قومي لامتس وفكيني من الكلام هذا .. ولا عاد اسمعتس تتكلمين في الناس ثم ازعل منتس ..
                    نزلها من فوق المكتب وهي تقول : والله ياعماد ماكذبت عليها حتى اسأل العنود .
                    رد بتحذير : الكلام في الناس مايجوز ربي مايرضى علينا .
                    شهقت شهد قالت : خلاص اسفه ياربي .
                    طلعت من المكتب تاركه شادن وعماد وراها يضحكون ..
                    تقدمت شادن ومدت الجوال على عماد وهي تقول : تفضل .. جزاك الله خير .. ترى نايف يسلم عليك ويقول لك كلمني ضروري ..
                    عدل جلسته على الكرسي العريض قال : وش يبي ماتدرين ..؟
                    : لا ماقال .. بس يقول يبغى يكلمك ضروري .
                    : زين اكلمه الحين .
                    اعطته ظهرها بتخرج وناداها : شادن لحظة ... التفتت عليه وكمل : وش قالت لك خويتك ؟ .
                    عدلت جلالها عليها قالت : خلاص .
                    رفع حاجبه قال بجديه مقاطعه : ماسمع شي ..
                    فتحت فمها بتعيد كلمتها وسبقها ب : تعالي عندي هنا ..
                    اشر على مكان قدامه وكمل : وقولي لي وش صار ..؟
                    قربت من المكتب ووقفت مقابل له قالت : خلاص استخارت ..
                    رد وهو يطالع في السقف : ماسمع صوتك تعالي عندي .
                    رفعت صوتها ب : اقول لك ..
                    قاطعها : ماسمع الا اذا جيتي هنا .
                    وقفت باحراج وعلى وجهها ضحكة خجل ولفت من ورى المكتب ووقفت عنده قال : ايوووه الحين اقدر اسمعك .. علميني وش قالت خويتك .
                    : خلاص وافقت بعد ماصلت الاستخارة .
                    مسك يدها اللي ارتجفت بوسط يده قال : وانتي صليتي الاستخارة ...؟
                    ردت بارتباك : ها ..؟ ليه ..؟ قصدي متى ..؟ مو فاهمه عليك ..!!
                    ضحك عماد بصوت مسموع وضم على يدها الناعمه قال : اقصد يوم وافقتي عليّ صليتي الاستخاره .
                    صدت بوجهها عنه بعتب قالت : صليت كثير قبل ماتجون عندنا .
                    : ايه وش كان رايك ..؟
                    طالعت فيه باستغراب وابتسامة واسعه وخجلة قالت : مادري اش رايك انت .
                    : يعني راضيه وموافقه .
                    : اش تشوف .
                    طالع في جلالها على قميصها الوردي بأكمامه القصيرة وسحبه من عليها قال : اشوف ان هذا ماله داعي ليه لابسته وانتي في بيتك وماعندك اغراب ..؟
                    ضمت على يدينها وطالعت في الباب وراها قالت : مستحيه امشي كذا قدام عمي ..!
                    جمع الجلال بين يدينه وشد عليه وناظر في لاشيء وكل تفكيره محصور في اعجابه في سترها وخجلها وصبرها وحفظها له واحترامها وحبها .
                    مده عليها قال بجدية : الله يعين احمد على علته .. بالله ياشادن علميها الستر .
                    : لا الله يخليك مابغى احتك فيها يكفي اني قلت لها كلمه نطت في وجهي خلتني اقصد واعني .. بعدين عمي الله يهديه صاير قاسي عليها كل شوي يكلفها بشغله وهي نص الشغل ماتعرفه .
                    توجه عماد بكرسيه للمكتب قال بلا مبالاه : خليه يربيها .. حرمته يبي لها سنع من زمان ...
                    فتح الدرج ورفع راسه لها قبل ماتخرج كأنه تذكر شي : الا صحيح شادن .. انا فاقد لي ورقة من هنا ماتدرين وينها لاتكون هذي داخله مكتبي تراني ماستبعد عليها شي .
                    وقفت مكانها وجهها تكسوه حمرة احراج قالت بحذر : لا محد دخل .. بسس .. ممم ..
                    :دام فيها بسس وامممم معناها انتي ..
                    ابتسمت بحرج قالت : بصراحه ايوه انا .. قرأت لي قصيدة مالها داعي واخذتها عندي .
                    قفل لاب توبه بهدوء ووقف وجا عندها ...
                    قبض على معصمها بقوة قال : مالها داعي ها ..؟ ليه مالها داعي ..؟
                    غمضت عيونها بقوة قالت : انت عارف ليه ..
                    : لا ماني عارف علميني ..!
                    ولما ماشاف منها رد ضحك بخبث وقال : اختاري اما تقولين ليه مالها داعي ولا وربي لاشيلك وألف بك البيت كله ..
                    فتحت عيونها بخوف ونظرها على الباب قالت : لا لا الله يخليك انا اقول لك .. بس سيب يدي .
                    ترك يدها وهو يقلدها : سيب يدي .. وكمل بصوته : هذاني سبت يدك يالله قولي .
                    تأملت مكان مسكة يده في معصمها وفي لمح البصر كانت خارج المكتب ..
                    دخلت غرفة جدتها وجلست بجنبها ..
                    قالت فوزية : علامك يالعنود ..؟
                    اخذت نفس سريع وهي تضحك قالت : استغفر الله خلوا العنود في حالها انتي وبنتك ..
                    وصلهم صوت عماد يلج بالمكان : ياولد تراني جيت .. نبي طريق لغرفة ام ناصر ياولد ..
                    ناداه احمد بصوت عالي : تعال مافيه احد ... التفت لشهد قال : شهودة روحي لليلى قولي عماد في غرفة جدتي لاتجين الحين .
                    دخل الغرفه واسفل ثوبه في يده ..
                    اول ماستقر نظره ابتسم بخبث قالت ام ناصر : تعال ياوليدي خذ لك فنجال قهوة .
                    جا وجلس بجنب شادن اللي صبت له فنجال قهوة ومدته عليه ومدت صحن التمر قالت بابتسامة انتصار : تفضل . حك رقبته قال بصوت يسمعه الكل : زاد فضلك .. قومي روحي جيبي جوالي من المكتب بكلم اخوك .
                    عرفت وش هدفه قالت : ها ... لا لا مو لازم تكلمه الحين .
                    : ليش مو لازم مو قايل لك خليه يكلمني ضروري .. رفع حاجبه بتمثيل على الجالسين قال : عجلي تأخرت على الرجال .
                    قالت ام ناصر : ياوليدي شادن مافكت يدها من الشغل من يوم قامت من نومها .. خل فوزية تجيبه .
                    وقفت فوزية قالت : اجلسي والله مايجيبه الا انا .
                    عض على شفته السفلى ورشف من فنجاله قال لها بهمس : لاتحسبين انك بتفلتين .
                    قالت بذات الهمس : افلت من ايش ..؟
                    : من سؤالي .
                    : خلاص اجاوبك .
                    : اسمع ...!
                    : مالها داعي لأنها كئيبة .. ولأن فيها كلام يجيب المرض .
                    : لاوالله ..؟
                    شافت عمها لاهي مع فيصل وجدتها تذكر الله بصوت عالي وتسبح وتستغفر
                    وكملت وهي تعدل جلالها عليها : كمان عشان انا لزقة مامني فكه .
                    طلع ورقه من جيبه ومدها عليها قال : طيب شوفي هذي لها داعي ولا لا ..؟
                    اخذت الورقه وفتحتها وقرأت ..

                    ياقمر بالله قل لي من تكون ووش تكون
                    بعدما حيرت فكري ياقمرنا من دهاك

                    سافرت يمك حروفي بعد ظللها الجنون
                    وسلمتني لرمش عينك يتلاعب بي حلاك

                    وتهت بين الرمش مدري تهت مابين العيون
                    حسبها الله ياعيونك سببت لي ارتباك

                    جيت باوصفهم لقيت الوصف لايمكن يكون
                    لانهم فوق الوصوف وسرهم فيه الهلاك

                    حيرت شعري وفكري كيف باوصف سحر نون
                    هد ياقلبي دخيلك .... بعدما ربي ابتلاك

                    طبقت الورقه وضمت عليها بيدها .. قال : ماقلتي لي .
                    هزت راسها بإحراج قالت : انت اللي تجاوب هالمرة .
                    دايماً تغلبه ..!
                    ولا مرة قدر يغلبها لابالكلام ولا الفعل ..
                    دخلت فوزية وجوال عماد الثريا في يدها ومدته على عماد اللي وقف فوراً وطلع من الغرفه بيكلم نايف ..
                    رجع لهم بعد دقايق وهو يضحك بقوة قال لشادن من بين ضحكه : قومي فيه حرمه عند الباب تبيك .
                    طالعت فيه بشك قال : اخذي فوزية معك ولا اقولكم خلكم هنا وانا اجيبها ..
                    طلع برا ورجع قال بضحكه مكبوته : جاتكم الضيفه استقبلوها .
                    دخلت عليهم الحرمة اللي طولها مايتجاوز المتر والكل تسمرت عيونه مذهول ..
                    تكلمت العنود من تحت البرقع والجلال : السلام عليكم .
                    حاولت فوزية تتماسك وخذلها الموقف وانفرطت من الضحك وبهيستريا ..
                    وقف احمد وطلع ولحق عماد وهو متماسك بملامح ضاحكه ..
                    ردت ام ناصر السلام وشادن ساكته وماسكة نفسها لاتضحك ..
                    قالت بلهجة شخص كبير : امي تسلم عليكم تقول الله يحييكم على العشا عندنا .
                    اخذت شادن نفس وطالعت في فوزية وهي حاطة المخده حقت امها بينها وبين العنود وتهتز من الضحك ..
                    تماسكت شادن قالت : نوف جات يالعنود . .؟
                    ردت العنود بنفس اللهجة وكأنها كبرت عشر سنين على عمرها : ايه اليوم جو وتغدوا عند عمي غازي .. وعشاهم الليله عندنا .
                    دخلت ليلى الغرفه وناظرت في العنود بنص عين قالت : بسم الله الرحمن الرحيم .
                    دنقت العنود براسها منحرجة من لهجة ليلى المصدومه ..
                    قالت ام ناصر تشجع العنود : هذي العنود بنت لافي البنت السنعه اللي تطيع امها وتسمع كلامها ..
                    دخلت شهد وشهقت وهي تشوف العنود برجولها الحافية وبرقعها وجلالها قالت : العنوووووووود خلاص كبرتي ..؟
                    ضحكت العنود قالت : ايه كبرت .
                    قالت فوزية بعد ماهدت نوبة ضحكها : العنود نوف شافت برقعتس .
                    ردت العنود ببراءة : لا ماشافته .. شوي تجي وتشوفه .
                    قالت فوزية بصوت واطي : عز الله بتكسر رقبتك .. رفعت صوتها موجهته للعنود وكملت : خلاص ياشاطرة سلمي لنا على امك قولي ان شاء الله نجي اذا قدرنا .
                    طلعت العنود بصحبة شهد اللي تناظرها بقهر لأنها كبرت وسبقتها لحياة تتمناها وتنتظرها .




                    ***



                    جالسه بين امها ونورة ..
                    وتحكي وتشرح وتسهب في الوصف ..
                    قالت نورة لنوف : ها يانوف عساتس مبسوطه مع حمود .
                    ردت نوف بامتنان : الحمد لله رب العالمين .. من بعد مارحت للحرم واعتمرت وانا احس ان حمل ثقيل انزاح من فوق صدري . احس اني تعافيت من ضيقة الخلق .
                    قالت امها : يابنيتي ماخاب من توجه لربه ..
                    طلعت جوالها تفرجهم على الصور بعد ما صارت تتقن استخدامه ..
                    ورتهم البحر ونافورة الملك فهد .. والمطاعم والاسواق والشوارع والسيارات . . وعروض الألعاب الناريه اللي صادفتها في احد المنتزهات على الكورنيش .. كل الأماكن اللي زارتها كانت تصورها عشانهم .. تبيهم يشوفون اللي شافته .. وكل شوي تجيب طاري حمود ووش قال لها عن المكان اللي يروحون له .
                    نادى لافي ام نوف وقامت له تلبيه واستغلت نورة الوقت قالت بهمس : ماقلت لتس ان حمود طيب وينحب .
                    لوت نوف فمها قالت : هو ابن حلال وماقصر معي ويدور رضاي بس انا مدري وش فيني .
                    فتحت نورة عيونها بتحذير قالت نوف تطمنها : لايروح بالتس بعيد .. مافكرت في غيره من يوم اخذته .. اصلاً انا عرفت يانورة ليش كنت افكر في .. في .. في هذاك ... كنت ابيه يطلعني ويوريني الدنيا .. من يوم عرفت السبب وانا ناسيته الحمد لله ... بس مادري ليش ماقدرت احب حمود ... انا ماكرهه بس ماقدرت احبه .
                    ابتسمت نورة لاختها قالت : مع الوقت بتحبينه يانوف وتذكري كلامي .. اصلاً الحب مايجي الا بالعشرة لاتستعجلين اهم شي انتس ماتفكرين في غيره .
                    : الله لايقول اني افكر بغير رجلي .
                    دارت عيون نوف في المكان قالت بحماس : العنود وين راحت تراني جايبة لها هدايا وش كثرها .
                    ردت نورة : قبل شوي هنا ترزز ببرقع امي وجلالها .
                    رجعت امهم جلست وحطت امها يدها على راسها وهي تشوف العنود تدخل عليهم جاية من برا ..
                    قالت : يافضيحتي من هالبنت .. رفعت صوتها موجهته للعنود : من وين جيتي الله لايحييتس .
                    رمت العنود برقعها وهي تشوف جوال نوف بحماس ..
                    قالت : رحت .. رحت .. طالعت في نوف بخوف ايه ايه .. رحت برا ورجعت .
                    قالت امها بلوم : انا ماقلت لتس روحي اعزمي ام ناصر وبنتها وحريم عيالها .
                    قالت بخوف : عزمتهم يمه .
                    شهقت نورة وخبطتها على كتفها بقوة : رحتي بالبرقع الله يفشل عدوتس .
                    قالت نوف : فكونا من العنود وتعالوا اوريكم هداياكم ..
                    كانت العنود تراقب الاكياس ونوف توزع لامها اقمشه فاخرة وتولة وخاتم ذهب .. ثم لنورة عطر وعلبة مكياج واكسسوارات مشكلة ... ...
                    خايفه ان نوف ماجابت لها..
                    نوف ماتحبها وياما ضربتها وهزأتها وخاصمتها ..
                    رفعت نوف الكيس الكبير قالت : هذا حق العنود ..
                    بلعت ريقها تنتظر ..
                    دبدوب ..
                    عروسة ..
                    عيونها مفتوحه وهي تاخذ الهدايا وكأنه حلم تبي تتمسك فيه حتى يكون واقع ..
                    ضحكت نوف قالت : اصبري باقي اهم شي ..
                    راقبت الكيس تنتظر المفاجأة الثالثه او بالأحرى الحلم الثالث ..
                    فستان ابيض ونفاش ..
                    قالت نوف : هذا حق العيد .
                    شرقت العنود وحكت بقوة وهي تجمع اشياءها الثمينه ..
                    قالت نورة بضحكه : هيييييي تعوذي من ابليس الفرحه لاتوقف قلبتس .
                    ردت العنود بدون شعور او تركيز : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم ..( قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد ) .
                    انفجروا امها واخواتها بالضحك .. وضحكت تجاريهم والفرح يرقص بداخلها ويغني ..!

                    بعد اسبوع ..!
                    جالس في شقة عماد وياكل فاكهه ..!
                    الريموت في يده وهو ينتقل من قناة لأخرى ..!
                    رمى الريموت بملل واخذ جواله فتحه وقرأ الرسالة للمرة الألف ..!
                    صحيح ان عماد وبخه ولامه وخلاه يندم على قراره ..
                    بس الرسالة زلزلت كيانه ..
                    قلبته وخلته يندم ويحس بصغر نفسه وتهوره...
                    يمكن لولاها كان ماطل وتباطأ لين يرد اعتباره بعد ماحس ان مشاري اهانه ..!
                    انتبه لعماد اللي توه صحى من نومه ودخل للمطبخ على طول ..
                    قفل فهد جواله ولحق عماد للمطبخ
                    : السلام عليكم .
                    رد عماد وهو يحط في الابريق الصغير نعناع ويصب عليه مويه ويحطه على النار : عليكم السلام .. كلمت مشاري ولا لا .
                    : كلمت ابوه وقلت اني سويت الفحص ..
                    قال عماد بلهجة حاده : حدد الملكه معه خلنا نخلص من موضوعك .. خالي يوم درى عن هبالك ارتفع عنده السكر لولا عناية ربي ورحمته ولا يمدي صار له شي .
                    جهز عسل في كوب كبير وصب مغلي النعناع عليه وكمل وفهد ساكت
                    : الله يهديك بس .. ماتعرف تحكم عقلك وتوزن الامور وتقيسها من جميع النواحي .
                    رمى فهد قشرة الموز في السلة قال : انت تعرفني متهور .
                    : اذا انت متهور وش خليت لخالد اخوك ..
                    صح انا متهور ..!
                    بغيت اكون سبب في صدمة جديدة لها ..!
                    قال : انا بطلع للديرة الحين بتفق مع ابوي على موعد الملكه قبل ماعطي الرجال كلمة .
                    عدى عماد من عنده للصاله قال : اتفق مع الرجال على العيد الثاني خالي يبيك تملك اليوم قبل بكرة !
                    : بس لاتنسى عرس مشاري العيد الثالث .
                    : ازين ملكوا قبل مايسافر اخوها .
                    هز فهد راسه وراح لبس ثوبه واخذ شماغه على نية انه يمر ابومشاري ويمشي من عنده للديرة ..





                    ***
                    يتبع,,,


                    تعليق

                    • ஜ .¸¸ فجر¸¸. ஜ
                      عضو ماسي
                      • May 2009
                      • 708
                      • .
                        .
                        .


                        .
                        .
                        .



                      جالسة بين جدتها الثايرة لغياب عماد وعمها احمد ..!
                      فضحها تفكيرها وشرودها والكل يرجع السبب لغياب عماد ..
                      وجدتها ساخطه عليه لأنه في نظرها سبب ضيقها ..!
                      ناظرت في عمها وهو مركز نظره في التلفزيون ..
                      محد يدري اذا هو مع التلفزيون ولا لا ..!
                      من الظلم انه يعيش على عماه ولا يدري من الانسانه اللي تعاشره ولا كيف تفكيرها ..!
                      لوسكتت فهي شيطان اخرس وخاينه ..!
                      ولو تكلمت يمكن تسبب مصيبه وكارثة ...
                      محتاره وتايهه ..
                      تعلم ولا تسكت ..!
                      تكتفي بالابتعاد وعدم التدخل في حياة الاخرين ولا تفتح عيون عمها على حقيقة زوجته ...
                      تنتظر عماد وتقول له ولا تقول لفوزية
                      ولا تحسم الموضوع وتقول لاحمد ..!
                      هي اضعف من انها تواجه احمد وتبلغه الحقيقه المرة عن زوجته ..
                      ماتعرفه زين ..
                      تخاف انه متهور ومتسرع وعصبي جداً ..
                      دخلت عليهم فوزية وعلى وجهها ابتسامه وقطعت حبل افكارها اللي مافارق عمها وحياته ..!
                      سلمت عليهم قالت : يدينكم على البشارة ..!
                      ردت ام ناصر : الله يجعله خير..!
                      قالت شادن محزرة : زواج فهد ..!!
                      هزت فوزية راسها بمعنى لا قالت : زواج فهد صار خبر بايت ..
                      قال احمد بضيق : اعجلي قولي وش عندتس مو رايقين لتس .
                      طلعت جوالها وأضاءت شاشته قالت : طالعوا .

                      في البداية محد استوعب لكن صرخة ليلى اللي فرحتها بتشغيل الابراج اكبر من فرحة الباقين عرفتهم ببشارة فوزية : اشتغل الجوال .
                      رمقتها فوزية بطرف عينها وباسلوب ساخر قالت : ايه ابشرك اشتغل .
                      سكتت ليلى ونظرتها على احمد خشية انه يكون فهم من تلميح فوزية شي
                      قالت ام ناصر : ليت الماخوذ يشتغل عشان اتطمن على عيالي ..
                      طالعت في احمد قالت : ها قوم دق لي على عماد ابي اكلمه . .
                      فزت شادن وشبكت يدينها بخجل قالت : جدتي خليني ادق عليه انا .. ابغى افاجئه .
                      طالعت ليلى فيها بنظرة مليانه غرابه وممزوجه بسخرية او استخفاف قالت : يعني بتثبتين لنا انك راضية عنه .
                      رفعت شادن حاجبها قالت : وليه مارضى عنه ..؟
                      ردت ليلى : بصراحة اللي يشوفكم يقول مو متزوجين وماكملتوا سنه وانتوا ماتشوفون بعض الا في الشهر اسبوع .. عاد بعد خمس سنين وش بتسوون .
                      قالت شادن ببرود وبمغزى مقصود : بعد خمس سنين بندخل عيالنا للروضة ان شاء الله .
                      صحيح اللي يسمعها بيقول انها تتشمت ..
                      وصحيح انها ممكن ماتكمل حياتها مع عماد ومايجيهم عيال ..
                      وصحيح انها جرحت احمد ..
                      بس مصيرهم يعرفون انها ماقصدت تجرح احمد ..
                      وان لها غرض ومقصد ...
                      قالت ليلى باستغراب : احد يفكر بالعيال في بداية زواجه .
                      : والله اهم شي نتفق انا وياه نجيب ولا مانجيب .
                      تكلم احمد بعصبيه قال : اسكتي ياليلى ولا والله ماتعدي ليلتس على خير .
                      ردت شادن ببرود : عمي انا اسفة بس احياناً فيه اشياء تجبرنا على قسوة الكلام .
                      مافهم وش تقصد بس اللي يعرفه ان شادن عاقلة وماتطلع منها الزلة ..!
                      وقفت ليلى قالت : اصلاً من يوم جيت هنا وانا ولا ليلة عدت عليّ على خير .
                      قالت ام ناصر : لاحول ولاقوة الا بالله ، يهديتس الله ، يهديتس الله .
                      سكتت ليلى ودخلت غرفتها المجاورة لغرفة ام ناصر وسكرت بابها بقوة ..
                      قالت فوزية : هي علامها ..؟
                      رد احمد بسخرية واضحه : علامها يعني .. ليلى من يوم سافرت صارت هاي ماتتحمل تعيش في قريه وتعاشر ناس جهله ومتخلفين .
                      قالت ام ناصر بلوم : ياوليدي ليلى غدت ( اصبحت ) مثل البدوية اللي ترعى غنم اهلها واعرست ، اخذت لها واحد مهوب بدوي ويوم جات لاهلها زايرة وشافت الغنم قالت : ياربيييه وش هالسوادات اللي في روسها عوادات ماعرفها .
                      ضحكت فوزية وشادن مو فاهمه من الكلام الا نصه ..!
                      قالت فوزية : شادن فهمتي شي ..؟
                      هزت راسها بلا قالت : فهمت نصه .
                      ردت فوزية : السوادات تقصد الغنم اللي لونها اسود .. اما العوادات فهي قرون الغنم تشبه الاعواد ..
                      ابتسمت شادن وماحبت تضحك على ليلى عشان ماتجرح احمد اكثر ..
                      قال احمد لشادن بصوت منخفض وجاد : شادن قومي دقي على عماد قولي له يجيب لي معه جهاز جوال جديد على ذوقه .
                      قالت فوزية : ليش ..؟
                      رد : ليلى تقول ان جهازها مكسور وابلشتني تطلبه ليل ونهار .
                      تبادلوا شادن وفوزية النظرات وانسحبت شادن لفوق متحاشية الخوض في شي يخص ليلى اكثر من اللي صار قبل شوي ..!



                      ***




                      في طريقه لبيت اهله واللي يمر بجنب ملعب الكورة اللي يجتمعون فيه عيال القرية ..
                      عقد حواجبه وعيونه يتطاير منها الشرر وهو يشوف خالد اخوه يسحب نفس عميق من سيجارة دخان ..
                      وقف فهد السيارة ونزل منها وهو بحالة ر عب وغضب عارم ..
                      اخر شي توقعه وتمناه خالد انه يشوف هالانسان ..
                      لو ابوه كان ارحم ..
                      لو بندر كان اخف ..
                      لكن فهد ..!!!
                      فر يجري لوجهة تبعده عن فهد وتوصله لموطن امان ..!
                      رجع فهد للبيت وهو يزمجر ويهدد ويسب ويتوعد ..!
                      والتفت على خالد اللي دخل من باب قسم الرجال وتوجه لغرفته وقبل مايوصد بابها كان له فهد بالمرصاد .
                      اقرب شي له يفش غله فيه ويسنعه ويتوبه ويصحي قلبه هو العقال ..
                      احياناً الضرب وسيلة للتربيه ..
                      وأحياناً يكون سبيل للخوض في الخطأ من جديد وبتحدي وعناد .
                      لكن ضرب خالد بيد فهد وعقاله كفيل انه يحرم طاري اصحاب السوء
                      كفيل انه يصحيه ويوعي قلبه ..!
                      كفيل انه يخليه يتوب التوبه اللي مابعدها رجعه للخطأ لأن العقاب مو سهل ابداً ..
                      كان يصرخ بين يدينه والعقال يلطم كل منطقه في جسمه : التوبه يافهد والله ماعيدها التوبه .. خلاص يافهد .. خلاص التوبه ..
                      وقف فهد على صوت ابوه اللي دق الباب بقوة وصرخ على فهد يفتح الباب ويترك اخوه .
                      فتح لابوه الباب وطلع وهو ثاير ..
                      سلم على ابوه بارتباك قال : خلوا هذا ينحبس مثل الكلب وان سمعت انه طلع من البيت ترى بيجيه ضعف اللي جاه عشر مرات .
                      رد ابوه بانفعال : وش هو مسوي علمني ..؟
                      رد فهد بقهر : لقيته يدخن .
                      رجع ابوه من عند خالد وهو يتحسب الله عليه قال : اجل حقه وماجاه ..
                      واذا تبي تزيده ماني رادك .
                      تشبثت امه في يده وهي تسأله بالله ماعاد يرجع .
                      سلم فهد على راس امه وربت على كتفها ومسح دموعها اللي اغرقت وجهها قال : لازم يتربى يايمه .. ولا انتي تبينه يفسد .
                      تكلم خالد بصوت باكي : انت محد قال لك شي يوم تهيت في البر بالاسابيع جاي الحين تضربني وانا رجال طولك .
                      حاول فهد يرجع له من جديد لولا انه امه حالت بينه وبين خالد قال من بعيد : تخسي انت موب رجال .. انا يوم اروح للبر مافسدت .. ولا دخنت وماشيت الدشير والحرامية .
                      : حتى انت موب رجال .. لو انك رجال ماخذت المطلقه وتركت البنات .
                      وقف فهد بمكانه ونظره على خالد وهو ينتحب ويحاول يفرغ شحنة الغضب والألم بالكلام ...
                      قال ابوهم : توضا يافهد والحقني للمسجد .. التفت لخالد وكمل : احترم اخوك الكبير وان سمعت الكلام هذا بعد اليوم والله لتشوف اللي ماشفته لامن فهد ولاغيره .
                      قفل خالد باب غرفته بقوة وأوصده بالقفل وارتمى على السرير والألم
                      ينهش جسده والندم ياكله والخوف من تكرار التجربه يرعبه ..!
                      قال ابو فهد : هاعطني اخبارك .
                      شمر فهد عن ساعده وتوضأ من المغسله وهو يكلم ابوه : اتفقنا على العيد الثاني .
                      : اييييييييييه زين ماسويت الله يوفقك ..
                      التفتوا لصرخة حنان بفرح وهي تجري لمنال : مكلة فهد العيد الثاني .
                      طلعت منال ومدت على فهد مناديل مسح وجهه وسلم عليها وباركت له قال : ذكريني اعطيك اغراض مرسلها ابن الحلال اللي ابلشني عليتس .
                      توهج وجهها بخجل ورجعت للغرفه بسرعه من غير ماترد وهو يبتسم قال ابوه : انت وش قلت لها ..
                      : ماقلت لها شي .. خلنا نمشي الظاهر انه اقام .

                      ***
                      جالس في شقته يخزن معلومات في جهازه ومنشغل كالعادة ..
                      دق جواله وبلا انتباه او تركيز في الرقم فتح الخط وحطه على اذنه ..
                      قال : الو مرحبا.
                      : السلام عليكم .
                      طالع في الشاشه ورجع حطها على اذنه قال : عليكم السلام .. شادن ...؟
                      : لك حق تنسى صوتي .
                      : فيكم شي ..؟ من وين تكلمين ..؟
                      قالت بهمس : تأخرت عليّ ورجعت لاهلي زعلانه .
                      شد شعره ورجعه على ورى قال : من جابك ..؟
                      ضحكت على صوته وهو جاد ومتكدر قالت : اشبك صدقت بسرعه .. ؟ يعني من عقلك بطلع من بيتي من دون ماستأذن منك ...؟
                      ماتغير من ملامحه شي قال : طيب من وين تكلمين ..؟
                      : من بيتنا .
                      سكت ثواني وخمن ان برج الجوال اللي نصب من اسبوعين اشتغل قال : رجيتيني حسبي الله على عدوك .
                      ضحكت اكثر قالت : جهز حالك ترى جدتي مرة زعلانه .
                      سند براسه على الكنبه قال : بس جدتي اللي زعلان ...؟
                      ردت عليه بجديه يتخللها عتب واضح : ليه انت يهمك غيرها ..؟
                      : اكيد يهمني غيرها وانتي تدرين .
                      قالت بخجل : لامادري .
                      ابتسم قال بهمس : بسيطه اذا جيتك علمتك .
                      جمعت كل شعرها على جنب قالت : متى بتجي ..؟
                      : مادري والله ودي اكمل شغلي قبل العيد .
                      سكتت شوي بعدين قالت : عماد .
                      قال بلهفه وتلقائية : لبيه .
                      سكتت ثواني ثم قالت : كيفك الحين ..؟
                      : قصدك صحتي ولا حياتي ولا وش بالضبط ..؟
                      تفاجات من سؤاله قالت : اول شي .. مداوم على العلاج ولا لا ..؟
                      : وش تتوقعين ..؟
                      : ان شاء الله انك مداوم عليه وماتخذلني .
                      قفل جهازه اللاب توب بدون تركيز قال : ماتركته ولا يوم .
                      : طيب ماتحسنت صحتك ..
                      صعب انه يأملها وفيها يمكن ويمكن ..!
                      يخاف يمشيها على خط الأمل ثم تسوَّد دنياها باليأس وقطع الرجا ..
                      قال : الحمد لله على كل حال .
                      ابتسمت بوجع قالت : عادي لساتك في البداية اهم شي لاتيأس .. بعدين الخلطه حقت الثوم والزبادي والكزبرة ليه ماتستخدمها .
                      رد عليها وهو يمسد شعره : هذيك فيها ثوم وصعب اروح للمسجد وانا ماكل ثوم .. .
                      باغتته بردها على طول : هذي حلها بسيط بعد ماتاكلها كل لك شوية بقدونس وتروح ريحة الثوم .
                      ضحك بصوت منخفض قال : وانتي دايماً الحلول عندك جاهزة ..؟
                      ردت بضحكه : امي زمان كانت تحط لابوي الله يرحمه الثوم مع الزبادي عشان الثوم مفيد للقلب .. وكانت تعطيه بقدونس حتى تروح ريحة الثوم .
                      : الله يرحم خالي رغم انه عاند ابوه وعصاه الا ان ربي رزقه بعمتي اسنع الحريم تراها كل يومين ترسل علي غدا ولا تعزمني ..
                      : الله يطول بعمرها ..
                      قال باستعجال : امين .. طيب شادن ذكريني اجيب معي بقدونس .. ايه صح .. طالما الجوال اشتغل ارسلي لي رسالة بالاغراض اللي ناقصتكم متى ماجيت جبتها معي ..
                      : حاضر .. اكتبها لك الحين .
                      : عندكم احد ..؟
                      : عمتي فوزية .. ترى هي اللي بشرتنا بالجوال وابلشتنا على الهدية .
                      ضحك عماد بهدوء قال : تستاهل البشارة ام فيصل .
                      : طيب انا بنزل تحت الحين .. ابتسمت وكملت : تراني راح ازعجك ..
                      : هههههههه متى مابغيتي اتصلي .. تامريني على شي .
                      : سلامتك بس لاتتأخر عشان جدتي ماتزعل منك .
                      قال بخبث : عشان جدتي ماتزعل مني ها ..؟
                      : عشان محد يزعل منك طيب .
                      : ههههههههههههه زين زين ان شاء الله ماتأخر ... يالله مع السلامه .
                      : بحفظ الله .





                      ***




                      جالسة قدام التلفزيون وتتابع برنامج غير حياتك على قناة ابو ظبي ..!
                      مندمجه مع البرنامج وتسمع بإصغاء لدرجة عدم احساسها باللي حولها ..
                      اذا الانسان يبغى يغير حياته فهو بيده مو بيد غيره ..
                      يقرر ويسعى ويجتهد ..
                      يقنع نفسه ان ربي اعطاه عقل وقدرة على التفكير والعمل وان الدنيا فيها الجميل مثل مافيها القبيح ..
                      واللي يبغى الجميل يبحث عنه ويسعى له ..
                      هي ودها تغير حياتها ..!
                      اذا مو عشانها عشان ابوها وامها اللي تعبوا معاها
                      وعشان مشاري اللي وقف وقفة الأخ السند وقت الشدة ..!
                      فزت من مكانها وهي تشوف شاشة التلفزيون تغلق ..
                      رفعت راسها وشافت ابوها واقف بجنبها والريموت في يده قالت : يبه .. فجعتني ...!
                      : لي ساعه انادي عليك ماتردين .
                      : يوووه مانتبهت كنت مركزة في البرنامج .
                      نزل ابوها الريموت قال : فهد جا وقرر الملكه العيد الثاني .
                      حاولت تعترض بس تكلم ابوها : انا لو بيدي ناديته الليلة .. بس عاد هو يبغى اهله يجون معاه .
                      عورها بطنها وحست بغصة في حلقها ..
                      ملكة من جديد ...!
                      ورجل في حياتها
                      وزواج
                      وأمنيات ..
                      وأحلام ممكن تكون وردية وممكن تكون سوداء مثل احلامها مع خالد ..!
                      قالت ببرود مبطن بخوف ورهبه : يبه على كيفك اللي تبغاه يصير بس انا لي شرط .
                      : اشرطي وامري باللي تبغينه ..!
                      قالت بثبات : مابغى لانظرة ولاشبكه .
                      لما شاف ملامحها الصارمه بعد قرارها ماحاول يعترض وقال : ولو اني ابيك تشوفين الرجال اللي اخترته لك .. لكن مانبغى نعارضك طالما هو شرط .
                      كملت وهي تشد على عكازها : كمان ماراح اكلمه قبل الزواج ..
                      سكت ابوها لحظات وتنهد قال بثقه : ياسارة لاتخلطين بين فهد وخالد ترى الفرق بينهم فرق المشرق عن المغرب .
                      : حتى ولو يبه .. انا للحين تعبانه ومابغى اتأثر بأي شي ... طالما انه حيكون زوجي خلاص اعرفه بعد الزواج .
                      هز ابوها راسه متفهم وضعها قال : لك اللي طلبتي ياسارة بس ماراح نتكلم الين هو يطلب وانا ماعتقد انه يقول ابغى اشوفها او اكلمها لأنه مو من عاداتهم .
                      حمدت ربها وشكرته لأن ابوها ماعترض خاصة انه متعصب لفهد بشكل مبالغ فيه من وجهة نظرها .



                      ***



                      دقت على عماد مرة ثانية وقالت له يكلم جدتها اللي طلبت تكلمه ..
                      اعطت جدتها الجوال والثانية استهلت المكالمة بالعتب واللوم ..
                      وين انت عن بيتك واهلك .. وراك ابطيت علينا .. اللي يشوفك يقول ماوراه حرمةٍ تحتريه ( تنتظره ) .
                      عدت شادن للمطبخ وقلبها يتقطع على عمها الشارد بعيد وكلامها قبل شوي لزوجته عن الاطفال ينخر قلبها لأنها جرحته ..!
                      اشرت لفوزية تلحقها وثواني كانت فوزية تشاركها طاولة المطبخ وتسألها : وش فيه ..؟ عماد قال لك شي ..؟
                      هز راسها بلا وشكبت يدينها في بعض ..
                      التفتت على الشغاله الملتهية بتقطيع الخضار واذنها مسلطتها عليهم ..
                      قالت : لسلي اطلعي للحوش برا دخلي فيصل وشهد عليهم برد .
                      فتحت فوزية عيونها قالت : فكينا منهم بيزعجونا وشغالتي معاهم .
                      : خليها بس تروح لهم .. روحي يالسلي .
                      انصرفت الشغاله من المطبخ قالت : عمتي بقول لك شي وانا بصراحه مرة متردده .
                      :قولي وقفتي قلبي ..
                      قامت شادن وفتحت احد الادراج وسحبت منه شريط حبوب قالت : تعرفي هذي ..؟
                      شهقت فوزية قالت : تاخذين حبوب منع الحمل وحنا نتمنى شوفة عيالكم ...
                      جلست شادن بقلق قالت بصوت خافت : هذي مو لي .. هذي حبوب ليلى .
                      كان الخبر مثل الصاعقه على راس فوزية ..
                      ياليتها كانت لك انتي ولا تكون لليلى اللي هاجس حملها متعبنا كلنا ..
                      انتي بنعذرك ونقول عرسان ..!
                      لكن هي وش عذرها واحنا اللي ننتظر عيالهم من اربع سنين ..
                      وحجتها ان المشكله مو منها وانها من احمد ..
                      ضمت فوزيها راسها بكفينها قالت شادن : عمتي ماكنت ابغى اقول لاحد بس حرام اسكت .. بس لاتتصرفين بتهور .
                      وقفت فوزية قالت : مايبي لها تصرف .. رفعت صوتها تنادي احمد ..
                      قالت شادن : عمتي لاتكلمين عمي استني كلميها هي اول شي .. يمكن تخاف وتتركها ..
                      : ماينفع .. احمد لازم يعرف هذي اربع سنين لو انها شهور ولا سنه يمكن .. لكن اربع سنين ؟.. هذي اسمها خيانه وخداع ياشادن واحمد حرام يعيش مع خاينه مو كافي بلاوي الجوال .
                      قالت شادن في نفسها " ولوتدرين عن البلاوي الثانية اش بتقولين " وتكلمت برجاء : عمتي بالهداوة انا خايفه انا ظالمينها .. يمكن مريضه والحمل خطير ...
                      قاطعتها فوزية : ليلى مافيها الا العبط والفشر الزايد والغرور وشوفة النفس . وعشان ماظلمها بسأل احمد اول شي اذا فيها شي ولا لا ..
                      دخل احمد وسكتت فوزية قال : وش تبين ..؟ ومن هذي اللي بتسأليني عنها .
                      قالت فوزية بجرأة وقوة : بسألك عن زوجتك .. الحمل خطير على صحتها ..؟ فيها مرض .. ؟ لها عذر يوم تاخذ موانع ...؟ وليه تقول ان العيب منك و....
                      عقد احمد حواجبه قال مقاطعها : صاحية انتي ولا تستهبلين .. وشو اللي موانع وخرابيط ..؟
                      طلعت شادن على صوت جدتها اللي نادتها .. وتركت احمد في هول صدمته وفوزية بعز ثورتها ..!
                      اخذت جوالها من جدتها ولحقت احمد اللي مر من عندها متجهم ، هادر ، وغاضب
                      فضل انه يطلع من البيت ..
                      لو شافها يمكن ذبحها وشفى غليل اربع سنين صبر فيها عليها وعلى غلاستها وغرورها وتكبرها ولامبالاتها وعدم اهتمامها ..
                      نادته شادن برهبه : عمي استنى الله يخليك ..
                      تسمر بمكانه يدور على امل انه ماعاش مع ليلى على كذبة ..
                      تكفين قولي مظلومه ..
                      قولي فوزية مسوية مقلب
                      ولا الحبوب لك انتي مو لها ..!
                      قولي اني ماعشت معها على كذبة كبيرة وخداع غير مساوئها وعيوبها ..
                      قولي شي يطمني ويريحني
                      حدق فيها قال : وش تبين ..؟
                      قربت منه قالت : عمي لاتزعل نفسك .. يمكن الموضوع فيه سوء فهم .. يمكن ..
                      قاطعها : وين لقيتي الحبوب ..؟
                      عقدت حواجبها كارهه الاجابة على السؤال وكرره بحده مرة ثانيه : وين لقيتيها ..؟
                      ردت مكرهه : شفها وهي تاخذ منها وتخبيها في دولاب المطبخ . بس حتى ولو ياعمي لاتتهور الله يخليك .
                      انهار جسر الأمل اللي بناه في لحظات ..!
                      وهز راسه باقتناع قال : زين بس لاحد يكلمها غيري .
                      راح يتوضأ لعل غضبه يهدأ ..
                      وصلى ركعتين يهرب لله من شيطان غضبه ..
                      انهى صلاته بعد ما دعى ربه انه يوجهه للصواب ويعينه ..
                      وراح لغرفتها .. فتح الباب قال بكره وحقد واحتقار : اجمعي اغراضتس بوديتس لاهلتس .
                      حذفت ليلى المجله من يدها وفزت بفرح وحمدت ربها وشكرته انه اخيراً بينفذ لها رغبتها ويخليها عند اهلها لين ترجع معه لعمان ..
                      قالت بغرور ظاهر : اخيراً .. طيب ابيك تعطيني فلوس اشتري لي جهاز من عند اهلي ماعاد ابغاك تشتريه .
                      هز راسه قال : انتي اجمعي اغراضتس ثم يصير خير .

                      مرت ثلاثه ايام ..
                      بكرة اول ايام عيد الأضحى المبارك ..
                      خلصت شغلها وطلعت فوق ..
                      راحت اخذت لها شور وجففت شعرها بالمجفف ولبست بيجامه بلون زرقة السماء برمودا وبدي قصير ..
                      فتحت الدولاب محتارة وش تلبس بكرة وتمنت لو انها نزلت السوق واشترت شي جديد..
                      كل ملابسها اللي تصلح لمناسبة كالعيد استهلكتها ولبستها قبل ..
                      طلعت الطقم اللي لبسته صباحية زواجها ..
                      تأملته بإعجاب وقررت تكويه وتلبسه في العيد ..
                      رجعت لها ذكرى صباحيتها ...
                      رغم ان مافيها مايفرح الا ان لها طعم خاص مع عماد ..
                      لمسته ليدها وتأمله لنقشة الحنا على كفها
                      واعجابه فيها اللي ماقدرت عيونه تخفيه ..
                      شهقت بفجعه وهي تشوفه واقف على الباب بقميص كحلي ومقلم بأبيض بخطوط رفيعة وأكمامه طويله وفي يده كيس كبير ..!
                      حطت يدها على صدرها قالت : فجعتني الله يسامحك .. متى جيت ..
                      ماتحرك منه شي وهو يتأملها ولانبس ببنت شفه ..
                      قالت بابتسامه : اسفة .. الحمد لله على السلامه ...
                      تذكرت ان قطع بيجامتها قصيرة وماتستر ..
                      ولفت يدينها على جسمها وتراجعت تدور روب ولا جلال ولا شي يسترها ..
                      تقدم وهو يقول : الله يسلمك ..
                      قرب وسلم على خدودها وجبينها .. وأوصد معصمها بقبضة يده ..
                      قالت بخجل : دقيت عليك اليوم ثلاث مرات جوالك كان مقفول .
                      سحبها وجلسها بجنبه على السرير وهو يقول : الشحن خلص .. وش اخبارك ..؟
                      : الحمد لله .
                      مد عليها الكيس قال : خذي مادري يناسبك ولا لا ..
                      اخذت الكيس ونزلته بجنبها وهمست ب : شكراً .
                      لمحت عيونه وصدت ورجعت طالعت فيها غصب ..
                      صد عنها بجهد واجتهاد ..
                      وتمنت لو يلتفت لها وتشوف عيونه من جديد ..
                      فيها بريق غريب ..
                      ووجهه يشع بحيويه ماعتادتها ..
                      وقف واعطاها ظهره بيطلع ورجع يطالع فيها قال : صحيح تذكرت ياشادن .. بكرة بنروح ونعيد على ابوي من بدري ... مستحي منه ماجيته للحين .
                      هزت راسها بحاضر وعيونها تدور في ملامحه بأمل ..
                      التقت عيونه بعيونها لحظات طويلة وغضت طرفها خجل وعدم جرأة ..!
                      هي البحر الجارف ..
                      جاذبيتها اجبرته غصب للدنو ..
                      قرب ورفع راسها ..
                      تأمل عيونها من قرب
                      همس ب : طالعي فيني ..
                      غمضت عيونها اكثر وصدت عنه ..
                      : هه وتقولين ليه تنقلني ..!
                      طلع من عندها ورجعت جلست على السرير دقايق طويله ووجها تحت يدينها يجري فيه الدم بقوة ..
                      تنفست بعمق لعل روحها تسكن ويهدأ روعها ..
                      مدت يدها المرتعشه على الكيس بمحاولة منها انها تلتهي فيه ..
                      خرجت الفستان الحرير الناعم ..
                      على نفس طولها ولونه وردي باهت مايزينه الا فص كريستالي كبير من تحت الصدر وجاكيت قصير على اكمامه الكت ..
                      على قد ماعجبتها الهدية وفرحت فيها على قد مافرحت بأن عماد بدا يهتم فيها ويتذكرها ويحس بوجودها ..
                      سمعت صوته يناديها ولبست روبها وخرجت له بسرعه ..
                      قال : انتي مرتبه غرفتي ..؟
                      : ايوه انا .. ليه .؟
                      قال وهو يطالع في دولابه ويمد عليها مفتاح من ضمن مجموعه مفاتيحه الكثيرة : خذي افتحي لي الدرج الصغير وطلعي كل الاغراض اللي فيه .
                      اخذت المفتاح منه وهو تمدد على سريره وسند بظهره على السرير ينتظرها ويناظرها ..
                      فتحت الدرج وطلعت كل الاوراق اللي فيه حطتها على سريره وطلعت الدفتر الاسود بمواجعه وذكرياته ..
                      قال : شفتي الدفتر والاوراق هذي .. هذي اسراري اللي ماعرفها غير الله ثم انتي .. ابيك تحرقينها وانا حي مابي مخلوق يشوفها .
                      قاطعته بخوف وغصة : ليه تقول كذا ..
                      : ماتبين تحرقينها ..؟ خلاص رجعيها مكانها .
                      جمعت كلها وحطتها في كيس احد الأدوية اللي كان يستخدمها قالت : بحرقها كلها طبعاً .. لأن مالها داعي .
                      ابتسم قال بكسل ووجع قال : رجعنا لمالها داعي .
                      ردت عليه بجديه : عماد اش فيك اليوم انت مو طبيعي ..؟
                      سند براسه على المخده قال : تعالي اقري عليّ .
                      قربت منه وهي خايفه من تصرفاته قالت : عماد تحس بشي ... ليه تخوفني عليك ..؟
                      غمض عيونه وتغطى وهو يقول : اقري عليّ ياشادن .
                      جلست على طرف السرير وقرأت ( اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) .. و ( اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّه ومن عينٍ لامَّه )
                      ( اللهم رب الناس ، اذهب الباس ، اشفهِ أنت الشافى ، لاشفاء إلا شفاؤك ، شفاء لايغادر سقما ) كررتها جميعاً ثلاث مرات وهي تمسح على جنبه الايمن وهو مغمض وساكن ومسترخي ومستريح ..
                      رددت قل هو الله احد وسورتي الفلق والناس عليه اكثر من ثلاث مرات وقرأت الفاتحه سبع مراته ويدها على جنبه ..
                      اخذت المصحف وفتح عينه لمن حس بحركتها قال : وش بتسوين ..
                      قالت : بقرأ سورة البقرة .. انت نام ماعليك ..
                      اخذ المصحف من يدها ورجعه مكانه قال : انا كل يوم اقرأها مع كل صلاة فجر لي اسبوعين الحين .. سحب يدها قال بهمس : شادن ..
                      : هلا ..
                      : ابيك تضميني .
                      خنقتها العبرة والخوف يدب بقلبها عليه ..!
                      وضمته بلا شعور ..!
                      بلا تفكير ..
                      وبدون تردد ..
                      همست بخوف : عماد حبيبي تحس بشي ..؟
                      تنهد وراسه على صدرها واكتفى بالصمت ..!
                      خايف من الجاي ..!
                      خايف عليها اكثر من نفسه ..
                      مايبيها تنصدم ..
                      وخايف يقتل احلامها وأمنياتها في عز مخضها وولادتها ..!
                      سمع شهقاتها وهي تنتحب ورفع راسه لها ..
                      قالت بخوف : اش صار لك قول لي لاتخبي عليّ .
                      تأوه من عمق قلبه قال : لاتبكين جعلني مابكيك .. لف يده من وراها وضمها على صدره ..
                      قال : لاتخافين ماصار بس مابي اشوف دموعك .
                      مسحت دموعها بقفا كفها وهي تشهق قالت : الا صار بس قول لي .

                      ***
                      نهاية الفصل الثامن عشر ,,

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...