مرت الأيام ..
بأحزانها عليهم ..
هو ..!
مبعد من اجلها ..
ويسعى من اجلها ..
ويبكي من اجلها ..
ويدعي من اجلها ..
وهي تبكي فراقه
وتشكي غيابه ..
وتتوجد على حالها بدونه
كل ماتشرق شمس يومٍ جديد تأمل وتحلم وتتمنى
واذا غربت غربت معها الأماني وابتدا ليل السهر باكي وشاكي ..
شهر ثاني
وشهر ثالث ..
انتهت الاختبارات .. النهائية ..
منال منشغله بالتجهيز لزواجها بمساعدة سارة وامها وحنان المتجمعين في شقة فهد الجديدة واللي اثثها هو وسارة على ذوقهم ..
قالت حنان لسارة وهي تحط السفرة للعشاء : تكفين سارة دقي على شادن خليها تجي تسهر وتستانس عندنا الليلة ... ياويل قلبي عليها كل ماذكرت حالها وشكلها ..
جلس فهد ببنطلون ابيض وفنيله قطنيه اعتاد على لبسها في البيت قال : صحيح وشلونها امس يوم جيتوها .
ردت ام فهد بغصة : تقطع القلب وانا امك مهب البنت اللي نعرفها ..
قالت حنان معقبه : صادقه امي .. والله اني يوم شفتها بغيت ابكي .. ساكته ونحفانه ومهمله شكلها و..
قاطعتها منال وهي تحط يدها على صدرها : يابعد قلبي ياشادن اشوا اني مارحت معكم ولاشفتها .
سكت فهد دقايق وتذكر كلام عماد له في اخر مكالمة لمن سأله فهد عن الرساله " اذا ربي لي كتب لي عمر انسى الرساله لكن ان ماكتب تراها وصيتك انت "
وتذكر لمن حاول يجادله ويفهم وش قصده بكلامه بت عماد في انهاء الموضوع وانهى المكالمة ..
قال لسارة : سارة روحي جيبي لي تلفوني .
ردت سارة بهمس وهي عاضة على اسنانها : طيب انت كيف جالس بملابسك هذي عند اهلك .
قالت حنان اللي سمعتهم وضحكت : هههههههههه سارة ياقلبي لاتحاولين هذي علامة الجودة للسعوديين في بيوتهم ..
التفتت سارة عليها وقالت محتجه : ياختي اشتريت له بنفسي بيجامات قطنيه ومريحه ومارضى يلبسها .
قال فهد : قومي قومي جيبي الجوال خلي البيجامات اللي تبيني البسها .
جابت سارة الجوال ومدته عليه وهو ضغط على رقم نايف قال : هلا بالعريس وش اخبارك يقولون انك بديت تعد الساعات ..
ضحك نايف قال : ايواه تعبني العد بس اش رايك نقدم الزواج لبكرة وتريحني من العد والانتظار .
: موب صاحي انت اعقل اعقل بس لارد منال للديرة ونأجل العرس للسنه الجاية كود انك تعقل وتركد .
قالت ام فهد : علم نايف يجيب امه وخالتي وشادن يجون يسهرون عندنا .
اصغى فهد لنايف اللي يقول : يارجال فكني لايسمعك عمي ثم يوافقك ..ياهو يحب ينغص عليّ ..
قال فهد : اقول نايف .. هات شادن عند البنات منال تبي تشوفها ..
قالت له امه محرصة : وامه وخالتي وامه وخالتي .
قال نايف باستهبال : ماتبي تشوفني انا كمان .
: اقول ضف وجهك بس .. هات شادن واذا تقدر بعد هات امك والعجوز .
: عجوز في عينك .. هذي زينة البنات الله يحميها ويخليها لنا ..
: اقوووووووول تبي تيجيبهم بس ولا لا خل زينة البنات ..
رد نايف وهو يضحك : لاوالله ماقدر اجيبهم انا الحين في شرق جده وماراح ارجع للبيت الا بعد 12 .
: طيب تبيني اجي اخذهم انا .
رد نايف بصوت متأثر فيه نبرة حزن : لا تتعب نفسك ولا شي جدتي نايمه وامي ماتقدر تخليها لوحدها وشادن ماراح تجي اذا السوق مانزلت له تقول مالي نفس وامي هي اللي نزلت عنها واشترت لها اغراضها .
وقف فهد وابتعد عن جلستهم حول السفرة واشر لسارة انه بيجي بعد دقايق قال بصوت واطي لنايف : نايف وش سالفة عماد واختك .. بينهم شي .. عماد فيه شي ..؟
رد نايف بصدق وحيرة : علمي علمك يافهد .. انا اشوف واذا سألت محد يعطيني جواب .
شد فهد شعره بقلق قال : مادري انا شاك ان ابومشعل فيه شي لايكون مريض ولا متورط بشي ...
قاطعه نايف : اعوذ بالله منك انت وكلامك ياشيخ قول ...
سكت وهو يتذكر المستشفى وحال عماد فيه قال : ها ..؟ الله يستر الله يستر .. فهد انا مضطر اقفل الحين .
: زين زين اشوفك على خير .
: مع السلامه .
قفل من نايف بحيرة وقلق ورجع للسفره قال لسارة : جيبي لي كاسة شاهي في المجلس موب مشتهي عشا .
وقفت سارة ببيالة شاهي ولحقته للمجلس قالت : حبيبي اش فيه ..؟
التفت عليها فهد وابتسم قال : صكي الباب وتعالي دام فيها حبيبي .
فتحت عيونها قالت : لاوالله ..؟ من جدك .. امسك امسك الشاهي لاتفشل بخالتي الحين .
مسكها بيدها واخذ الكاسة منها بيده الثانيه نزلها على الطاولة قال : ماعاد ابي شاهي .
قالت بضحكه : اجل اش تبغى ...؟
رد فهد الباب وهو يقول : من يوم جونا اهلي وانتي لاصقة فيهم جلسات وسهرات واسواق وماشوفتس الا اخر الليل وتعبانه .
ضمها على صدره وهي تقول : فهد والله عيب احد يدخل علينا .. فهد خلاص اول ماتنام خالتي وعد وعد اجي اسهر معاك ..
رفعها من على صدره قال : وعد ..؟
: قلت لك وعد .
قرب منها بسرعه وباسها على شفتها قال : افراج .. روحي وساعة بالكثير الاقيتس في الغرفه .
فتحت عيونها قالت : ساعه ..؟
قال منهي الموضوع : ساعه ومافيه غيرها ولا ترى بفشلتس صدق .
عضت على شفتها مبتسمه قال : حاضر ساعه واكون عندك .
طلعت بسرعه من عنده واخذ كاسة الشاهي وشغل التلفزيون وجلس ..
رجع تفكيره حول عماد وشادن والوصيه ..!
وماطلع بنتيجه ...
اثر انه يشوف مباراة اوروبية ويحصر كل تركيزه فيها ..
***
كان يمشي في الشارع ..
ثلاثه شهور مرت عليه من اصعب ايام حياته ..
لحيته تطلع اسبوع اسبوعين بدون مايهتم فيها ويحلقها ..
عيونه ذبلت من السهر والأرق ..
وشكله دايماً مجهد ..
شات علبة عصير على الارض بدون تركيز ..
وانتبه لصرخة حرمة سبته بلهجة عربية ب " اليل ادب "
التفت عليها وفي يدها بنت صغيره تشبه شهد
اشتاق لشهد
يقولون تبكي عليه ومفتقدته ..
اشتاق لدلالها وكلامها وزعلها ودلعها
ومانتبه لنفسه الا وهو يضم الطفله الصغيره اللي تناثر العصير على فستانها الابيض القصير .
منع دمعة حنينه وشوقه لاتنزل ..
ووقف واعتذر من الحرمه بلغه عربيه افتقدها هنا .. : انا اسف اختي ماشفتكم ..
ابتسمت المرأة الشابه بعد ماشافته يضم بنتها وتحسب انه حب البنت وندم على حركته ...
ماتدري ان قلبه مو حولها هي وبنتها ..
قالت : حصل خير اخي .. انا ياللي عم بتأسف منك ماكنت بئصد .
حركت شنطتها القماش الطبيرة وفاح ريح عطرها واهتز قلبه واختلت شرايينه
عطرها ..!
وش هالصدف اللي تردهم لي في صدفة وحده ..
شد على شعره وهو يحس بأوردته بتنفجر من شدة توتره او هيجان الشوق بداخله ..
غمض عيونه يتذكر اسم العطر ..
قالته له بيوم ..
بس نسى ..!
صد عن الحرمه اللي ماركز في ملامحها ولا تفاصيلها قال : لوسمحتي .
ابتسمت ووقفت فرحانه بكلمة من شاب وسيم ورجل مثير مثله ..
قال : عطرك ممكن اعرف اسمه ..؟
اتسعت ابتسامتها وطلعته بسرعه من شنطتها قالت : هيدا .. اسمو ( مس ديور ) .
تذكر تسريحتها اللي ماتفارقها هالقارورة ..
هز راسه وهو يقول بصوت منخفض : مس ديور .. مس ديور ..
مشى من عندها وجمدت يدها على العطر ثواني
قالت باحباط : ولك شو هالبشر ..؟ اكيد مجنون .
دخل الفندق وراح لغرفته ..
تخيلها على صدره ..
وضم صدره ..
وعينه تشوف صورتها
وضمت عينه الصورة ..
تخيل ضحكها
ودموعها واهاتها
و" متى بترجع لي "
اخذ جواله وضغط على " حبيبتي "
ورن اولى وثانية
ثم وصله صوتها
: هلا .
ماقدر ينطق ويفضح صوته دموعه ..
وترك دمعه على خده وهي تسأل : من معاي .. الوو
صوتها باكي وحزين ..
مانست ..
ولاتشافت من غيابه ..
قفلت تلفونها
هي تدري وتجزم انه المتصل كون الرقم غريب ومن خارج الدولة وصاحبه ساكت ويسمعها ..
وهو يدري انها ماردت الا لأنها مشتاقه تسمعه ..
***
ليلة زواج صاخبة ..
فرح ورقص ..
حاولت فيها جاهدة انها تظهر بمظهر اخت العريس ..
بفرحتها وفستانها ومكياجها وابتسامتها شبه الميته ..
همست امها في اذنها : قومي ارقصي وافرحي بنايف لاتخلين الحزن ينتصر عليك في هالليلة ..
دخلت فوزية المهتمه بأمر الزواج وكانه زواج اخوها ولا ولدها ..
قالت لشادن : نورة وبناتها وصلوا .
قامت شادن بتستقبلهم وهي تمشي بهدوء من التعب النفسي اللي اثقل حركتها والحزن اللي قيد رجولها واهتماماتها ..
سلمت عليها نورة ودمعتها في عينها قالت : اثري امي وعماد صادقين انك تعبانه .. هذي اكيد عين اللي سوت فيك كذا ياقلبي .
ربتت على كتف عمتها اللي ماشافتها الا ايام زوجها وبابتسامه ميته قالت : الحمد لله على سلامتك ..
راحت تسلم على ايناس وريماس .. وتلتهي عن سيرته ..
مرت الليلة على الكل بفرح ..
حتى ام ناصر قامت ورقصت ..
لمنال ونايف ..
وهي يرقص الحزن بقلبها ويزيده حنين ..
انطوت صفحة ..
وابتدت صفحة ..
ودع نايف العزوبية وهم يزفونه لمنال اللي رفضت تطلع من غرفتها المخصصه لها في القاعه ..
وشجعتها امها على عدم الزفه ..
قالت لعمتها نورة وهي لابسه عبايتها : عمتي طلعي العيال بالله بندخل انا وامي نسلم عليهم .
ردت نورة عليها بحنان وهي تشوف هذا حالها : ابشري ياقلبي الحين اطلعه ..
محد يبي يكدر خاطرها والكل يسعى لاسعادها واللي تبيه يصير عل وعسى انها تستانس .
يبون منها ابتسامه صادقه وشوية فرح ..!
دخلت نورة على فهد ونايف وابوفهد وفواز وبندر وخالد قالت : ام المعرس بتدخل وشادن برا تقول نبي نشوف نايف .
قال فواز : اطلعوا اطلعوا خلوا شادن تجي ..
طلع فهد بسرعه ملبي رغبتها وبندر وخالد معه .
وناداها فواز : تعالي ياشادن .
دخلت تبتسم قال بمحاوله منه ادخال المرح لها عن طريق كلامه ..
: ماشاء الله ماشاء الله وش هالزين .. اكيد انتس غطيتي على الحريم كلهم ..
ابتسمت وهي تسلم عليه وتسلم على عمها ناصر بهدوء وتعب ..
والتفتت على نايف اللي لابس بشت اسود وغتره بيضا ذكرتها بلبس عماد ليلة زواجهم ..
قالت بفرحة ممزوجة بوجع ذكرى : مبروك ياعمري .
ضمها نايف بحنان وحب وخوف عليها قال : الله يبارك فيك .. عقبال ماشوف ولدك مكاني وانتي بنفسك تزفينه .
ولدي ..!
ولدي من من ..؟
اذا مو من عماد مابغاه يانايف ..
صدت عنه وطالعت في منال اللي ترتجف من يد نايف اللي حوطت اكتافها ..بفستانها الكبير ومكياجها اللي غيرها وابرز جمال عيونها وشعرها الفتوح لنص فخذها ومرفوع جزء منه فوق وملفلفه بإتقان ..
باركت لمنال ومسكها فواز وهو يقول :تعالي ابيتس .
قالت متحاشية أي كلام عنه وعن سيرته ..
والواضح ان فواز راح يسالها اسئله ماتحبها ولاتحب الخوض فيها : امي بتدخل تسلم عليهم .
طلع ناصر وهويقول : الحقني يافواز خل الحرمه تشوف ولدها ..
رد فواز ويده تشد على معصم شادن النحيل : جاي وراك .
قرب من شادن وهمس لها : شادن وانا عمتس اللي يشوفتس يقول رجالها ميت موب مسافر ايام ويرجع .
طالعت فيه بحيرة واحباط ..
ويرجع ..!
ويرجع ..!
ويرجع ..!
كررتها في ذهنها حتى تستوعب
قالت تبيه يأكد لها : يرجع ..؟
قال فواز : ها ..؟ ايه يرجع .. ليه مايرجع .. ان شاء الله انه بيرجع بس يقول انه بيطول .. هو قايل لتس شي ...؟
هزت راسها بلا وانسحبت من مكانها ..
قالت نورة : ابوناصر ام نايف بتدخل ..
طلع فواز بسرعه وهو يقول : خلوها تدخل انا طلعت .
دخلت ام نايف بدموع الفرح .. وام فهد وراها .
سلمت على نايف اللي حضنها وسلم على راسها وباركت له .
قال : يمه لاوصيك على شادن ترى حالها الليلة مو عاجبني وجهها اصفر وعيونها ...
قالت امه بمحاولة منها انها تريح قلبه ولاتشيله هم احد : ياعمري لاتشيل هم هي اليومين هذي احسن بس تعبت من الوقفه واستقبال الناس والرقص .. انت لاتفكر الا بنفسك وعروسك .. الله يوفقكم ويسعدكم .
سلم على راسها ويدها قال : جدتي وينها لازم تجي .
ردت ام نايف : جدتك ماقدرت على السهر ورجعت للبيت مع ام مشاري وسواقها وشغالتها .
طالع في ساعته وكانت ثلاث الفجر وقرب من منال قال : اخخخخ بس لو اني في الديرة كان يمدينا مع بعض من الساعه 11 .
نزلت منال راسها اكثر وحمره خجل وارتباك تكتسح جسدها ووجهها ..
قالت ام فهد بصوت مخنوق : نايف ياولدي ترى منال امانة عندك .
ابتسم نايف لام فهد قال : لاتوصين حريص ياعمتي منال قبل ماتصير زوجتي بنت عمي راح اشيلها في عيوني ..
التفت لفوزية قال : يالله عمتي لبسيها عبايتها ولا تبونها تطلع كذا .
قالت فوزية : باقي تصوير .
رد نايف بضيق وعصبيه : تصوير ايش اللي باقي لها ساعتين تصور ولسه ماخلصت ..؟
التفت لمنال اللي ارتعبت .. وماتبي تعيد حركات التصوير ولمسات نايف وقربه منها ..
قال وهو يكتشف كذب فوزية من ضحكها : فكونا بس الحين منال بيغمى عليها ..
ضحكت فوزية مع نايف وهي تقول : امززززح منال وش دعوة بغيتي تموتين .. الا وش رايكم ادخل عزيز واتصور انا وياه من جديد .
ابتسمت منال وفوزية تلبسها عبايتها ..
قال نايف : انا بطلع اشوف العيال وانتي ياعمتي خرجيها برا . . ثم تصوروا ارقصوا تذابحوا سووا اللي تبونه بس اهم شي اخرج انا وحرمتي .
طلع نايف يشوف وين وقف فهد السيارة ..
ولبست منال عبايتها بمساعدة فوزية وام نايف وهي ترتجف ..
همست لها ام نايف قالت : سميتي وحصنتي نفسك يابنتي .
هزت راسها بإيه وهي عاجزة عن نطق الكلام من الخجل ..
يوم ثاني ..!
البيت خالي من وجود نايف اللي يبثه حياة بعد ماسافر لماليزيا قبل ساعتين ..
نزلت تحت بقميص قطني طويل واكمامه قصيره ..
وشافت امها وجدتها جالسين يسولفون كالعادة ..
قالت : وين عماتي لسه نايمين ..؟
ردت امها وهي تمد عليها كاسة حليب : ايوه لسه .. انتي مانمتي كويس عيونك تعبانه ..
مسدت وجهها قالت : لامانمت الا ساعتين ... كل ماغفت عيني حلمت بكوابيس وصحيت .
قالت جدتها : ترى احمد ومها كلموا الصبح ويسلمون عليتس .
ردت بهدوء : الله يسلمهم كيفهم وكيف حمل مها ..؟
: ماعليهم طيبين ومرتاحين وحملها يقول زين والدكتورة تطمنهم .
دخلت فوزية بعيون كلها نوم قالت : شادن بالله روحي شوفي شهد اقنعيها تصحى تراها تسمع منك .
صدت بدون ماتتكلم ..
من يوم جات فوزية عندهم وهي تحاول تتحاشى شهد حتى ماتبكي قدامهم ..
شهد روح عماد ..
وعماد دمعتها وجرحها ..
وقفت بتعب مضطرة انها تلبي طلب عمتها ..
قالت ام ناصر اللي تدري وش يضايق شادن ويزيد همومها : والله ماتقوم .. شادن تعبانه من البارح مارقدت .. قومي انتي اللي راقده للظهر .
وقفت فوزية قالت : انا عادي اروح بس هي صاحية وتقول مابي انزل زعلانه لنا كذبنا عليها وقلنا لها عماد بيحضر زواج نايف .
سكتت شادن من اثر الغصه اللي بحلقها .. وجلست ..
قبل ماتقوم فوزية دق التلفون وردت عليه ام نايف وكان فهد ..
سلم عليها وسألها عن حالها وطلبها فوزية ..
ردت عليه فوزية ب : هلا فهد .
: هلا بتس فوزية .. اسمعي انا برا ومشغول بس اليوم انتي وجدتي وعمتي نورة وام نايف وشادن معزومين على العشا عندي .
قالت فوزية : ياخي ماله داعي ..
رد فهد مقاطعها : انا خلاص اشتريت الذبايح واتفقت مع المطبخ يعني ماعاد فيها لا وماله داعي علمي جدتي وتعالوا من عصر .. اسمعي هاتي شادن غصب لاتخلونها لحالها عماد موصيني عليها .
ردت فوزية بحده وعتب : ياخي عماد هذا وينه ..؟ وهو اللي يوصي عليها .. ليه مايكلمها ويطيب خاطرها طيب ..
ماحتملت تسمع كلام عمتها وقامت طلعت فوق ..
تحاول تجري وتتعثر بخطوتها المرتبكه ..
تدري بوجعه وهمه
وماتبي الا تشاركه فيه
لاهي عتبانه ولا هي لايمه ..
دخلت غرفتها وسكرت عليها ..
وتمددت على سريرها بجسد خاوي وعيون فارغه الا من حزن ..
تحسفت فوزية على كلامها قالت : اووووف ليتني ماتكلمت ..
قاطعها فهد : وش فيها ..؟
: راحت لغرفتها .
: اوووووف الله يهديتس انتي وذا اللسان ... روحي لها ولاخلي عمتي نورة تحاول معها .
: طيب طيب .
: يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .
طلعت فوزية ودقت عليها باب غرفتها ومالقت منها اجابة او ردة فعل ..
وراحت للغرفه اللي تشارك نورة وبناتها فيها ..
دخلت عليهم قالت لنورة اللي صحت وتصحي ايناس ..
نورة : روحي لشادن حاولي تسولفين معها وتقنعينها تجي معنا اليوم فهد عازمنا للعشا ويقول تعالوا من العصر .
قالت نورة : لاوالله ماقدر اكلمها .. ياختي اليوم قبل الفجر مريت من غرفتها وسمعت انينها قطع قلبي .. سمعتها تبكي وتتكلم مافهمت من كلامها شي .. وقمت دقيت على عماد مارد علي ثم ارسلت له رساله ..
قالت فوزية : انتي خربتيها مع عماد وانا خربتها مع شادن . الله يعين بس .. انا والله ماحب اتدخل بس حال شادن يحزن .
قالت نورة : ابشرك عماد ماقصر عليّ .. ارسلت له قلت حرمتك عذبت نفسها بالبكا تعال شوفها ولا احجز لها تجي عندك طالما انها ماتداوم .. وشوفي رسالته لي
فتحت جوالها قالت : يقول اتركوها ولحد يكلمها او يتعرض لها انا احل موضوعها بنفسي ..
قالت فوزية : المفروض والله محد يتدخل .. بس ثلاثه شهور وزيادة تتعذب المسكينه من جد حرام .
قامت ايناس قالت : ابشرك يمه نجحتي انتي وخالتي بامتياز في تنغيص نومتي .
ردت امها : قومي شوفي اختك صاحية من بدري و...
قاطعتها ايناس : طبعاً بتصحى مو بندر عند فهد ..؟ اكيد انها بتصير اول من يروح هناك .
ابتسمت نورة قالت : الله يهنيهم .. التفتت على فوزية وكملت : تدرين يافوزية ان بندر مبلشني يبي يملك هنا في جده وانا اقول في الديرة احسن .
قالت فوزية : ياختي وش تفرق هنا ولا في الديرة .
ردت نورة : انا قلت له يسوي الفحص وبنودي ريماس بكرة تسويه هي بعد . المشكله ابوها في مكه مادري متى يجي .
: حبيبتي اذا بندر وابوه كلموه بيجي اكيد انتي بس لاتعقدين الامور .
: الله يبارك لهم .
مر اليوم وفوزية ونورة ملتهين مع بعض ..
وام نايف وام ناصر اعتادوا على الجلسه مع بعض واعتادوا على وجودها اغلب وقتها في غرفتها ..
والعصر كانوا كلهم في بيت فهد بعد رفض شادن المُلِّح انها تروح لجمعه وناس وفضلت انها تختلي بنفسها وهمومها ..
وبعد صلاة المغرب ..
كانت جالسه على سجادتها تسبح وتستغفر .
سمعت صوت الجرس ورجعت لها الشغاله بعد دقايق وفي يدها ظرف اصفر كبير ومختوم ... ومكتوب عليه اسم فايز مدير شركة عماد .وعليه ورقة نوتة صغيره لونها اصفر مكتوب عليها بخط اليد
" يصل الى يد حرم عماد مشعل ال.. "
ارتجف جسدها واهتز قلبها
وفتحت الظرف بيدين ترتعش ..!
***
نهاية الفصل الحادي والعشرون ,,,
ولم يبقى إلا فصل النهاية..
تعليق