.. ما أنسى أول ماطحت
في حضنه أبكي وأترجاه أروح لذاك البيت الكبير ... إلي كل ماطلعت من بيتنا أشوف البنيات
الصغار يشيلون الشنط على ظهورهن رايحات .. ما أحد تكلم لي كثير عن هالمدرسه ..
مسح على راسي جدي .. وحلف لي بالله إني أبدرس نفس البنيات .. وبكبر .. وأصير
شي تسبير يفتخر فيه .. وماكان لحتسي جدي أنه يصير حقيقه لأنه أول من رمى
كل مانملك عنده في وجه الزمن وأقفى .. والسبب أبوي .. أحس بوجع تسبير لأني كل مره
أبحتسي عن أبوي أبأذيه .. أبذكره بالسوء .. أحوله دون ماأدري لكتلة من الجحيم في نظركم ..!
أنا لا تذكرته في زمن قوته .. أحس روحي تتألم .. ماهوب عشان الألم إلي غرسه في صدر
كل وحدة فينا .. لا والله .. روحي تتألم لأني أعرف وش الحال إلي عليها هالحين .. وأي عقوبه أستحقها .. ماأنسى أول ماأكتشفنا هالمرض .. كنا في مستشفى الرس العام ..
نجتمع حول الأستشاري نتسائل .. ليش أبوي ماعاد يعرفنا .. ينادينا دون أسمائنا ..
يحط أغراضه بمكان .. وينساها ثم يشعل في لسانه كم هايل من الشتايم للي طاح عليها
هالحظ السئ وكان من نصيبها تسمع هالشتايم وتسكت .. وبعد فتره يلقاها ويسكت !
نزدحم في غرفة تفوح منها رايحة للموت إلي جى في غير وقته .. يلتحف أبوي بدون
ماينتزع هالروح منه .. قالنا " هذا الزهايمر " وبكت أمي بقوة .. بكت قبال هالدكتور وقبالنا
على كرسي يتيم .. قعد عليه ألف مريض ومريضه .. نطقت والشهقات تتدافع
في صوتها " لك الحمد من قبل وبعد .. يارب أسألك إنك تخفف في هالمرض ذنب عبدالله العظيم .."
ولا أدري يمه .. أي راحة سكنت روحك في ذاك الخبر إلي كان من المفروض ينزل
علينا مثل الصاعقه .. وشفناه هبايب رحمة من رب العباد .. كانت تخاف أمي يموت أبوي
ميتة سوء .. تجمعنا كلنا في يوم جمعه قبل أذان المغرب بساعه .. وتطلبنا ندعي لله
عن كل أمانينا .. نحدثه يتولى أبوي برحمته .. ويخلينا نشوف اليوم إلي يرضى عليه أمه وأبوه ..
لأنه أبونا .. وحنا درعه من النار يوم القيامه ..!
وتحقق مطلب أمي وأعلنت جدتي إنها راضيه عليه وبتدعي له .. وجدي بعد بس ماقالها
له .. مانطقها قبالنا عشان يريحنا حنا إلي براحة أبوي راح نكسب الكثير .. حتى في هذي
نوى يخلينا نشتاق لمسامحته ولا نسمعه .. !!
جالسه بالصاله وأنا رابطه راسي بشيلتي السودا بقوة .. صداع صداع .. مر أسبوع
من تركنا المزرعه .. بس عجزت أشيلهم من بالي .. أحس بيجونا ويقلبون
حياتنا من جديد .. وأنا أبي فرقاهم .. من طلبت أمي ذيتس الطلبات من جدي وإلي معه ..
ماعاد بيَنوا الربع .. وليتنا مانشوفهم .. تعبني التفكير .. عجزت أرتاح .. عجزت ..
كل يوم أصحى على أعصابي .. يرتفع صوت أمي وهي بالحمام ..
" يانوير هاتي منشفة أبوتس بسرعه .. "
تحركت بسرعه أركض لغرفتهم .. دخلت وأنحنيت ساحبتها وعلى طول رحت أركض
للحمام .. وقفت عند الباب وأنا أرفع صوتي
" يمه هذي هي "
تفتح أمي الباب وتسحبها .. أمي هي إلي متوليه أمور أبوي من تنظيف وأهتمام شخصي
فيه .. أحس كل ماله ويرجع مثل الطفل وأخاف على أمي من التعب .. بس ماباليد
حيله .. أمي تقولي دايما " يابنتي العشره لها مواقفها إلي عليتس تردين لها دين
طول عمرتس تحمدين الله عليه " وممكن هذا هو قصد أمي .. ترد لأبوي وفاها
بالعشره والسنين إلي مهما كانت توجعها .. بس على قولتهم العشره
ماتهون إلا على الكافر .. تحركت راجعه للصاله .. إلي متأثثه على ذوق عهد ..
البيت خلي .. الكل طالع .. نوق عليها تروح تقضي ديونها وتجيب بسطتها
من أم صالح وعاد ماشاء الله الشعب وراها .. عهد ووعد وهيا وشيما .. تعودن
على التفرفر .. ماخربهن إلا عمي عواد .. والخراب عندهن شرب مويه .. مدري وش فيني ..
جلست وسحبت راديوا أمي وشغلته على إذاعة القران .. أرفع الصوت والشيخ مشاري العفاسي يقرا سورة البقره .. لا ضقتي وسمعتي القران تسكن روحتس .. وتحسين
بكل شي تسذا يروح .. تمددت على الأرض وأسندت راسي على المركة .. غمضت عيوني
وكان صوت القران مرتفع في هالسكون إلي يلف البيت .. بس فجأه أنطق الباب ..
رفعت راسي وأنا أحس يتهيأ لي أسمع الباب ينطق .. فزيت واقفه ورحت أتحرك
بخطوات واسعه صوب غرفة المجلس خفت أحد مسيَرن على أبوي.. لبست عبايتي وفكيت الشيله من راسي
حتى ألبسها مع نقابي ..
معقوله أحد من جيراننا جاين يبي يشوف أبوي .. !
عدلت نقابي وتحركت طالعه من غرفة المجلس للصاله .. للقاطع إلي بين الصاله
وديوانية أبوي .. فتحت باب البيت الحديد وطلعت للحوش .. وقفت أسمع
الصوت بس أنطق قبالي الباب .. تحركت بهدوء في حوشنا حتى أوصل لباب
الشارع بلونه البني .. رفعت صوتي برسميه
" من "
ويجي صوته .. صوته إلي حسيت إني أعرفه ولا أعرفه .. تسنه مارن علي
" أنا بادي "
بادي .. أبعدت عن الباب وقعدت أطالع حوشنا بعبث .. من بادي .. مافيه أحد بديرتنا أسمه بادي .. لصقت فالباب وأنحنيت براسي
نوير : بادي مين ..؟
بادي : أبو البنات !
أبو البنات .. سلامات ماهوب صاحي هذا ..
نوير : ياخوي مغلط
مارد علي تسنه فطن أنه واقف عند البيت الغلط .. خسارة قومتي ... حسبي الله
على عدوك .. تسان ماجيت إلا بالوقت الغلط .. تحركت أبرجع بس
نطق من جديد ..
" أنا بادي ولد عمتس الله يرحمه .. "
وقفت قبال بيتنا هذا .. وحسيت أني أشبهه كثير .. كثيره شبابيكه وأبوابه بس جار عليها
الزمن .. مدري تسيف أشرح لكم شعوري .. نطقت بادي .. أبو البنات .. وضحكت
غصب عني من تذكرته .. يالله .. حسيت نفسي عجوز .. مدري تسيف ماجى على بالي ..!
رجعت للباب وغصب عني أضحك .. لأن أبو البنات تسنا نناشبه فيه .. مشغلينه
بذا اللقب لدرجه يروح يبكي يشتكي لجدي مننا .. مسكت نقابي ونطقت
" حياك الله .. وش بغيت "
بادي : جدي مرسلن لكم بأغراض لازم أنزلها من السياره
صوته يذكرني فالطالب المجتهد المؤدب إلي يلبس نظاره وماله ومال المشاكل ..
تسذا يحتسي بأدب زايد عن اللزوم .. في صوته ربكه واضحه .. وهادي .. هادي
ودي أقوله يابن الحلال أرفع صوتك ترا روسنا مسنتره من ذا الصداع ... مالنا خلق
وبعدين وش عنده جدي مرسلن علينا أغراض .. يعني مارن علينا أسبوع
وتوه يفطن .. والله الوضع ماهوب طيب عند هالعايله ..
تكلمت
" قله الحمدالله مغنينا الله .. "
مارد علي وأنا ماعندي وقت أبصراحة أنتظره يرد .. تحركت مبعده عن الباب بس رجع
الباب يدق بقوة .. أختلف عن الدق الأولي .. شكلي مطوووله وبديت أفقد أعصابي أبصراحة .. نطقت بطفش " مين ..؟"
" عواد أفتحي الباب "
طارت عيوني وحسيت قلبي أنقبض .. ماتسان تفكيري غلط وكلن يقول عني متشائمه ..
أنا تسان عندي إحساس إنهم ماهوب تاركينا .. تحركت من رجع الباب يطق بقوة
طيب يومنه جاي ورا ماطق الباب من أول .. الحمدالله والشكر !
فتحت الباب حتى يدخل عواد بطوله .. أبصراحة من فتحت الباب سبقته ريحة عطره ..
وش ذا العطر إلي متروشن فيه قبل يجينا .. وتسذا قرب من حاله وسلم علي ..
عمي هذا أحسه مهايطي من هالكشخه المبالغ فيها ... نظاره وساعه وكبك وجزمات
بنفس اللون .. طقم ترامس صاير .. أبعد عني وأنا طالعته بنظره سريعه من فوق لتحت ..
بطني شب علي من ريحة العطر والصداع تسذا زاد ..
عواد وقف قبالها : مانتيب قايله لي أخبارك ..؟
شوفوا هالعم من أثنين ياأنه يحب التميلح يا أن فعلا وراه شي وماهوب خلي يعني يقول القول
وفي راسه شين ماأعرفه .. نطقت
" يومنك هينا ورا ماطقيت الباب من البدايه .. ليش واقف ضيف شرف "
طالعني بنظره حادة وصد بوجهه عني .. تسنه يقول خليني أمسك نفسي
لا أمردغها .. رفعت يدي وحطيتها على بطني .. أحس إني بستفرغ والله ..
العطر دخل بطني .. تحركت بمشي بس هو مسك يدي
" يالنوري إتقي شر الحليم إذا غضب "
عقدت حواجبي وأنا أطالعه .. يحسب إنه بيهز فيني شي قلت له
" حلالك يالعم يومنك جيت بعد ماطاح ظهرنا ! "
نويت أتحرك بس هو ظل ماسك يدي ويشد عليها ..
" علمي أمتس إننا كلنا العصر جايين عندكم نوفي بالعهد "
تنحت أطالع فيه وهو ترك يدي تسنه يقولي يلا روحي .. العهد ..مسرع .. أسبوع
مر بس .. أسبوع .. وبعدين كلهم من يقصد ..؟
طالعته بأهتمام ..
" كلكم مين "
عواد ضحك : كلنا أهلتس يعني .. ( حرك يده بأندفاع وهو يطالع باب الشارع ) يابادي خل جلوي يفتح باب الكراج ويدخل بسيارته لداخل ..
حسيت قلبي بيوقف .. لفيت صوب باب الشارع تحركت بدون شعور له .. تاركه هالعم المنتهي .. مديت راسي لبرا حتى تطير عيوني .. واقفه عند البيت خمس سيارات ..
شفت بادي واقف عند باب سياره كامري وحواليه أكياس .. وجلوي واقف بطوله يكلم
بالجوال عند سيارته الجيب .. فيه سياره عمي عواد .. وسيارتين واحد منهم واقف
يتميلح قبال جواله ويتكلم .. رجعت بخطواتي لورا لين دخلت للحوش .. كأنهم بهالجيه
جايين يحددون مصيرنا .. وخواتي كلهم برا .. ماغير أنا وأمي وأبوي ..
عواد : تأكدتي إن حتسي صح ..
رحت أركض لبيتنا داخله .. تاركه الشي إلي كنت متوقعته وماصدقوني أهلي
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
في حضنه أبكي وأترجاه أروح لذاك البيت الكبير ... إلي كل ماطلعت من بيتنا أشوف البنيات
الصغار يشيلون الشنط على ظهورهن رايحات .. ما أحد تكلم لي كثير عن هالمدرسه ..
مسح على راسي جدي .. وحلف لي بالله إني أبدرس نفس البنيات .. وبكبر .. وأصير
شي تسبير يفتخر فيه .. وماكان لحتسي جدي أنه يصير حقيقه لأنه أول من رمى
كل مانملك عنده في وجه الزمن وأقفى .. والسبب أبوي .. أحس بوجع تسبير لأني كل مره
أبحتسي عن أبوي أبأذيه .. أبذكره بالسوء .. أحوله دون ماأدري لكتلة من الجحيم في نظركم ..!
أنا لا تذكرته في زمن قوته .. أحس روحي تتألم .. ماهوب عشان الألم إلي غرسه في صدر
كل وحدة فينا .. لا والله .. روحي تتألم لأني أعرف وش الحال إلي عليها هالحين .. وأي عقوبه أستحقها .. ماأنسى أول ماأكتشفنا هالمرض .. كنا في مستشفى الرس العام ..
نجتمع حول الأستشاري نتسائل .. ليش أبوي ماعاد يعرفنا .. ينادينا دون أسمائنا ..
يحط أغراضه بمكان .. وينساها ثم يشعل في لسانه كم هايل من الشتايم للي طاح عليها
هالحظ السئ وكان من نصيبها تسمع هالشتايم وتسكت .. وبعد فتره يلقاها ويسكت !
نزدحم في غرفة تفوح منها رايحة للموت إلي جى في غير وقته .. يلتحف أبوي بدون
ماينتزع هالروح منه .. قالنا " هذا الزهايمر " وبكت أمي بقوة .. بكت قبال هالدكتور وقبالنا
على كرسي يتيم .. قعد عليه ألف مريض ومريضه .. نطقت والشهقات تتدافع
في صوتها " لك الحمد من قبل وبعد .. يارب أسألك إنك تخفف في هالمرض ذنب عبدالله العظيم .."
ولا أدري يمه .. أي راحة سكنت روحك في ذاك الخبر إلي كان من المفروض ينزل
علينا مثل الصاعقه .. وشفناه هبايب رحمة من رب العباد .. كانت تخاف أمي يموت أبوي
ميتة سوء .. تجمعنا كلنا في يوم جمعه قبل أذان المغرب بساعه .. وتطلبنا ندعي لله
عن كل أمانينا .. نحدثه يتولى أبوي برحمته .. ويخلينا نشوف اليوم إلي يرضى عليه أمه وأبوه ..
لأنه أبونا .. وحنا درعه من النار يوم القيامه ..!
وتحقق مطلب أمي وأعلنت جدتي إنها راضيه عليه وبتدعي له .. وجدي بعد بس ماقالها
له .. مانطقها قبالنا عشان يريحنا حنا إلي براحة أبوي راح نكسب الكثير .. حتى في هذي
نوى يخلينا نشتاق لمسامحته ولا نسمعه .. !!
جالسه بالصاله وأنا رابطه راسي بشيلتي السودا بقوة .. صداع صداع .. مر أسبوع
من تركنا المزرعه .. بس عجزت أشيلهم من بالي .. أحس بيجونا ويقلبون
حياتنا من جديد .. وأنا أبي فرقاهم .. من طلبت أمي ذيتس الطلبات من جدي وإلي معه ..
ماعاد بيَنوا الربع .. وليتنا مانشوفهم .. تعبني التفكير .. عجزت أرتاح .. عجزت ..
كل يوم أصحى على أعصابي .. يرتفع صوت أمي وهي بالحمام ..
" يانوير هاتي منشفة أبوتس بسرعه .. "
تحركت بسرعه أركض لغرفتهم .. دخلت وأنحنيت ساحبتها وعلى طول رحت أركض
للحمام .. وقفت عند الباب وأنا أرفع صوتي
" يمه هذي هي "
تفتح أمي الباب وتسحبها .. أمي هي إلي متوليه أمور أبوي من تنظيف وأهتمام شخصي
فيه .. أحس كل ماله ويرجع مثل الطفل وأخاف على أمي من التعب .. بس ماباليد
حيله .. أمي تقولي دايما " يابنتي العشره لها مواقفها إلي عليتس تردين لها دين
طول عمرتس تحمدين الله عليه " وممكن هذا هو قصد أمي .. ترد لأبوي وفاها
بالعشره والسنين إلي مهما كانت توجعها .. بس على قولتهم العشره
ماتهون إلا على الكافر .. تحركت راجعه للصاله .. إلي متأثثه على ذوق عهد ..
البيت خلي .. الكل طالع .. نوق عليها تروح تقضي ديونها وتجيب بسطتها
من أم صالح وعاد ماشاء الله الشعب وراها .. عهد ووعد وهيا وشيما .. تعودن
على التفرفر .. ماخربهن إلا عمي عواد .. والخراب عندهن شرب مويه .. مدري وش فيني ..
جلست وسحبت راديوا أمي وشغلته على إذاعة القران .. أرفع الصوت والشيخ مشاري العفاسي يقرا سورة البقره .. لا ضقتي وسمعتي القران تسكن روحتس .. وتحسين
بكل شي تسذا يروح .. تمددت على الأرض وأسندت راسي على المركة .. غمضت عيوني
وكان صوت القران مرتفع في هالسكون إلي يلف البيت .. بس فجأه أنطق الباب ..
رفعت راسي وأنا أحس يتهيأ لي أسمع الباب ينطق .. فزيت واقفه ورحت أتحرك
بخطوات واسعه صوب غرفة المجلس خفت أحد مسيَرن على أبوي.. لبست عبايتي وفكيت الشيله من راسي
حتى ألبسها مع نقابي ..
معقوله أحد من جيراننا جاين يبي يشوف أبوي .. !
عدلت نقابي وتحركت طالعه من غرفة المجلس للصاله .. للقاطع إلي بين الصاله
وديوانية أبوي .. فتحت باب البيت الحديد وطلعت للحوش .. وقفت أسمع
الصوت بس أنطق قبالي الباب .. تحركت بهدوء في حوشنا حتى أوصل لباب
الشارع بلونه البني .. رفعت صوتي برسميه
" من "
ويجي صوته .. صوته إلي حسيت إني أعرفه ولا أعرفه .. تسنه مارن علي
" أنا بادي "
بادي .. أبعدت عن الباب وقعدت أطالع حوشنا بعبث .. من بادي .. مافيه أحد بديرتنا أسمه بادي .. لصقت فالباب وأنحنيت براسي
نوير : بادي مين ..؟
بادي : أبو البنات !
أبو البنات .. سلامات ماهوب صاحي هذا ..
نوير : ياخوي مغلط
مارد علي تسنه فطن أنه واقف عند البيت الغلط .. خسارة قومتي ... حسبي الله
على عدوك .. تسان ماجيت إلا بالوقت الغلط .. تحركت أبرجع بس
نطق من جديد ..
" أنا بادي ولد عمتس الله يرحمه .. "
وقفت قبال بيتنا هذا .. وحسيت أني أشبهه كثير .. كثيره شبابيكه وأبوابه بس جار عليها
الزمن .. مدري تسيف أشرح لكم شعوري .. نطقت بادي .. أبو البنات .. وضحكت
غصب عني من تذكرته .. يالله .. حسيت نفسي عجوز .. مدري تسيف ماجى على بالي ..!
رجعت للباب وغصب عني أضحك .. لأن أبو البنات تسنا نناشبه فيه .. مشغلينه
بذا اللقب لدرجه يروح يبكي يشتكي لجدي مننا .. مسكت نقابي ونطقت
" حياك الله .. وش بغيت "
بادي : جدي مرسلن لكم بأغراض لازم أنزلها من السياره
صوته يذكرني فالطالب المجتهد المؤدب إلي يلبس نظاره وماله ومال المشاكل ..
تسذا يحتسي بأدب زايد عن اللزوم .. في صوته ربكه واضحه .. وهادي .. هادي
ودي أقوله يابن الحلال أرفع صوتك ترا روسنا مسنتره من ذا الصداع ... مالنا خلق
وبعدين وش عنده جدي مرسلن علينا أغراض .. يعني مارن علينا أسبوع
وتوه يفطن .. والله الوضع ماهوب طيب عند هالعايله ..
تكلمت
" قله الحمدالله مغنينا الله .. "
مارد علي وأنا ماعندي وقت أبصراحة أنتظره يرد .. تحركت مبعده عن الباب بس رجع
الباب يدق بقوة .. أختلف عن الدق الأولي .. شكلي مطوووله وبديت أفقد أعصابي أبصراحة .. نطقت بطفش " مين ..؟"
" عواد أفتحي الباب "
طارت عيوني وحسيت قلبي أنقبض .. ماتسان تفكيري غلط وكلن يقول عني متشائمه ..
أنا تسان عندي إحساس إنهم ماهوب تاركينا .. تحركت من رجع الباب يطق بقوة
طيب يومنه جاي ورا ماطق الباب من أول .. الحمدالله والشكر !
فتحت الباب حتى يدخل عواد بطوله .. أبصراحة من فتحت الباب سبقته ريحة عطره ..
وش ذا العطر إلي متروشن فيه قبل يجينا .. وتسذا قرب من حاله وسلم علي ..
عمي هذا أحسه مهايطي من هالكشخه المبالغ فيها ... نظاره وساعه وكبك وجزمات
بنفس اللون .. طقم ترامس صاير .. أبعد عني وأنا طالعته بنظره سريعه من فوق لتحت ..
بطني شب علي من ريحة العطر والصداع تسذا زاد ..
عواد وقف قبالها : مانتيب قايله لي أخبارك ..؟
شوفوا هالعم من أثنين ياأنه يحب التميلح يا أن فعلا وراه شي وماهوب خلي يعني يقول القول
وفي راسه شين ماأعرفه .. نطقت
" يومنك هينا ورا ماطقيت الباب من البدايه .. ليش واقف ضيف شرف "
طالعني بنظره حادة وصد بوجهه عني .. تسنه يقول خليني أمسك نفسي
لا أمردغها .. رفعت يدي وحطيتها على بطني .. أحس إني بستفرغ والله ..
العطر دخل بطني .. تحركت بمشي بس هو مسك يدي
" يالنوري إتقي شر الحليم إذا غضب "
عقدت حواجبي وأنا أطالعه .. يحسب إنه بيهز فيني شي قلت له
" حلالك يالعم يومنك جيت بعد ماطاح ظهرنا ! "
نويت أتحرك بس هو ظل ماسك يدي ويشد عليها ..
" علمي أمتس إننا كلنا العصر جايين عندكم نوفي بالعهد "
تنحت أطالع فيه وهو ترك يدي تسنه يقولي يلا روحي .. العهد ..مسرع .. أسبوع
مر بس .. أسبوع .. وبعدين كلهم من يقصد ..؟
طالعته بأهتمام ..
" كلكم مين "
عواد ضحك : كلنا أهلتس يعني .. ( حرك يده بأندفاع وهو يطالع باب الشارع ) يابادي خل جلوي يفتح باب الكراج ويدخل بسيارته لداخل ..
حسيت قلبي بيوقف .. لفيت صوب باب الشارع تحركت بدون شعور له .. تاركه هالعم المنتهي .. مديت راسي لبرا حتى تطير عيوني .. واقفه عند البيت خمس سيارات ..
شفت بادي واقف عند باب سياره كامري وحواليه أكياس .. وجلوي واقف بطوله يكلم
بالجوال عند سيارته الجيب .. فيه سياره عمي عواد .. وسيارتين واحد منهم واقف
يتميلح قبال جواله ويتكلم .. رجعت بخطواتي لورا لين دخلت للحوش .. كأنهم بهالجيه
جايين يحددون مصيرنا .. وخواتي كلهم برا .. ماغير أنا وأمي وأبوي ..
عواد : تأكدتي إن حتسي صح ..
رحت أركض لبيتنا داخله .. تاركه الشي إلي كنت متوقعته وماصدقوني أهلي
.
.
.
كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
تعليق