(19)
أم جلوي صارت تأشر على نوق : شفتها ياجلوي ..شفتها لقيتها طالبه من أبوك يروح يجيب الجازي من بيت أهلها وأقنعته يحل الوضع .. ومادريت إلا بمنصور وليدي الصغير داخل علي وهي معه .. ماقصرت ماقصرت والله .. يالله إنك تخليها لنا
ظل يطالعها هي بعيون أتسعت بقوة .. هي إلي هالحين تجلس بدون عباه .. تلبس بلوزة واسعه على تنورة سودا سادة .. شعرها الأسود الناعم جادلته ويرتمي على كتفها .. وتنام نهاية هالجديله بحضنها .. شابكة أصابعها مع بعض كما العاده .. تخوض أصابعها معركة حاميه في من يبقى يضغط على الثاني أكثر .. واضح عليها كم يلعب فيها الأرتباك والتوتر ..
كم تحاول تكون قويه .. تحاول تسترجع بقايا من شي مات فيها .. كل الأسئله فيه عن مايصير
بهاللحظة .. يختصرها بسؤال ..
كم كان عليه يدرك إنه قبالها محتاج يتعرف عليها من جديد ...؟
أنه يخلع ذاكرته منها .. هي إلي عاشت جزء منه .. جزء ماقدر ينساه .. جزء عاش خارج الزمن والمكان !
أنحنى من سحبت أمه يده
أم جلوي : والله إنها سوت ماكان في بالي .. شفتها ياجلوي .. شفت أنها ماتبي لولدك يعيش بعيد عننا
حرك راسه يطالع الجازي بنظرة حاده لثواني ولحظات رجع يطالعها .. فزت واقفه نوق وفوزيه رفعت راسها تطالع بنت عمها إلي ماعادت تعرف وش تفكر فيه ..؟
نوق بهدوء غريب : عن أذنكم هالحين ..!
لفت منحنيه حتى تسحب عباتها وشنطتها ومن نوت تتحرك حتى يرفع يده بسرعه صوبها ويحركها لتحت وفوق
" دقيقه دقيقه .. وين وين يابنت عبدالله .. ماهوب تسذا اللعب ! "
وقفت وهي تلم عباتها وشنطتها لصدرها .. أتسعت عيونها الصغيره بشكل تدريجي وهي تشوفه واقف قبالها بطوله .. تصغر عيونه بنظره يشتعل فيها الغضب .. يطالعها وكأنه يسحب منها بساط القوة .. ويجبرها تعيش الخوف .. ماتدري ليش بدت تتوتر .. وقلبها تتسارع دقاته .. في بيت يتقاسمون فيه الذكريات .. رجعوا له من بعد الفرقا لا القلوب ظلت على ماهي عليه
ولا حتى الظروف !
تحرك بخطوات بطيئه صوبها و بربكة رجعت لورا خطوة .. وقف بطوله قبالها وهي رفعت راسها لفوق تطالعه .. صارت تضم شنطتها وعبايتها لصدرها بقوة .. غمضت عيونها فجأه حتى ترتفع كتوفها لفوق من أستقرت قبضة أيديه على كتوفها .. سحبها له .. هزها حتى يصرخ بوجها
" شايفتني محتاجن من يدير لي أموري .. شكيت لتس أنا ..؟ "
أنعقدت حواجبها بقوة وأحساس يلوح مثل الغيم في سماها .. يمطرها بشعور الهرب من هالمواجهه .. وهالتصرف إلي تتيقن أنه بيكون كما السم في عروق كل ذكرياتهم الحيه
إلي كان عليها تموت .. ليش عايشه لحد هاللحظة .. ليش ماتموت كل ذكرياتهم ..؟
بس لا .. لازم عليها تتسلق وهم الخوف .. فتحت عيونها ورفعتها له .. بلعت ريقها بقوة حتى تفك عبايتها وشنطتها من أيدينها من غرس أصابعه في جلدها ورفع أيديها بقوته لفوق .. رجع يهزها من جديد ..
" وش دخلتس أنتي .. وش دخلتس ..؟ "
أنتفضت أم جلوي حتى تتحرك بخرعه صوبه .. توقف مابينه وبينها .. تحاول تسحبه بعيد عنها
أم جلوي : فك الحرمه .. هذي جزاتها جايبه لك ولدك وزوجتك .. هذي جزاتها
جلوي وشي في صدره يدفعه للجنون .. صرخ : أحتسي !
تحركت فوزيه بسرعه حتى تسحب نوق بقوة وتخليها واقفه وراها
فوزيه بحده : جلوي .. أطلع برا وأتركها .. أطلع !
جلوي صرخ : من تحسبين نفستس أنتي ..
أم جلوي تحركت واقفه قبال ولدها : تهددها تسنها مسويه لك شي يادافع البلا ... ترا سوت ماكنت ناويه عليه ..
طالعته .. كنت أنا وياه قبل بنفس هالموقف في يوم من الأيام .. وتسان هو معي والكل ضدي .. هالحين الكل معي وهو ضدي ! ياغرابة هالزمن .. واقفه قبالي فوزيه .. وقبال فوزيه أمه .. وهو كان واقف يطالعني بحقد .. يهدد ويصارخ .. وش أكثر من هذي رساله ياجلوي !
ولا كنت أبي أحتسي .. لأنه أنتهى زمن هالحتسي من زمان .. يوم تسان لي صوت والكل رافض يسمع .. هالحين أنا من علي أسكت وكلهم عليهم يحتسون .. أنا أقدر آخذ ما أبي بهدوء .. بأعصاب باردة ولو أن قلب الخوف فيني حي ..
سحبتني فوزيه متمسكه بيدي .. تبي تطلع فيني برا الغرفه .. بس هو تحرك ساد عنها الطريق .. ثاير وملامحه تعيش القهر بكل معانيه ..
جلوي : والله ماتطلع .. هي تحسب حركتها ذي هينه
فوزيه بعصبيه : جلوي ولدك وراك .. أمسك نفسك لين تقعدون مع بعض لحالكم
ولا تسنها تكلمت أخته .. ماحسيت غير بقوة يده تجرني لدرجه أنحنيت لتحت أحاول أتوازن .. صار يسحبني لبرا الغرفه .. أسمع أم جلوي صرخت بخرعه وصارت تلحقنا تبيه يفكني .. وزوجته هاللي أسمها الجازي تنطق " خير وين ماخذها " !
حاولت أفك يدي من بين أصابعه بس ماقدرت .. أخذني صوب آخر غرفه وأظافره أحس فيها
تضغط بلا رحمه على جلدي .. تناديه فوزيه
" جلوي .. فكها لا تندم .. فكها وتعوذ من أبليس ولاّ والله دقيت على أبوي "
" بسم الله وش صاير "
تسان صوت البتول إلي جت ع آخر المسرحيه للأسف .. دفني بقوة لداخل الغرفه المظلمه حتى يدخلها ويسكر بابها .. يقفله وأنا رفعت يدي أفرك مكان أظافيره .. التسلب أوجعني .. شغل لمبه وحده وأنا بديت أحس بدموعي تبلل عيوني .. تطق الباب أم جلوي وبصوت عالي
" وش تبي فالحرمه ياجلوي .. أفتح الباب أحسن لك "
راح للباب حتى يضربه بأقوى ماعنده
" مالكم شغل .. تفهمون ولا لا "
يندفع صوت بتسا ولده بقوة .. لف لي .. حتى يتحرك بقوة ويضرب كتفي بقبضة يده ..
" وش تبين مني ذا الحين أنتي .. وش تبين .. وش تبين من جلوي هالحين "
يضرب كتفي بلا رحمة .. أكتفيت أطالع فيه وأنفاسه الحاره تندفع لي .. هاللحظة أبد ماهيب لحظة حتسي .. كنت أرددها بيني وبين نفسي .. وأنا ودي أقول إلي بخاطري .. أحس كتفي
بينخلع من قو ضرباته إلي تدفع كتفي لورا .. صرخ ..
" تكلمي "
لحظات وكأنه صحى على نفسه .. رفع يده لثواني .. تهيأ لي أنه صحى على نفسه ..
مكان ما كانت ضرباته القويه تطيح على كتفي .. سحب بلوزتي لفوق نطق وكأنه ضايع
" من أنتي .. أنا متأكد هالحين إني ما أعرفتس .. وإني ماأخذت لي إلا وحده غبيه .. لو تسان في عقلتس أصلا ذرة عقل ماسويتي إلي سويتيه .. بس غلطتتس هذي بتدفعين ثمنها غالي "
سحب بلوزتي دافها لورا بقرف .. وتحرك صوب الباب .. ورغم إن كلامه ومواجهته هذي جرحت فيني ماجرحت .. تقاويت أنطق بأسى
" ماعندنا وقت ياجلوي ندفع فيه ثمن شي .. أعتقد هالسنين كافيه علي وعليك ! "
وقف حتى يلف لي يطالعني .. هز راسه يأكد شي مابعد قاله وعلى شفاته أبتسامه غريبه نطق
" إلا هالحين .. وبعد ماسويتيه أبشرتس عندنا وقت وكل الوقت "
نطقت وأنا أنزل بنظره عيوني لمستوى رجوله ..
" يتهيأ لك "
سكت .. حرك جسمه لين مارجع مستقبلني.. نطق بنبره لازالت فيها ضحكة
" تعرفين إني قمت أحس إنتس فعلا ضايعه ولا تدرين وش تبين .."
لأول مره أحس في نبرة جلوي كره لي .. لقيت نفسي أغرق فالغصات الغريبه إلي أنفجرت داخلي رافضه هالكره .. على وشك أنهيار أنا .. حتسى وتسنه متقرف مني .. وقفت أحاول
أشد من قوتي .. ماهوب وقت ضعف وغصات لأنسان .. يوم جت له الفرصه يهيني ماتردد
لحظة وحده ..
" يعني متوقع مني وأنت معي أكون حيل عارفه وش أبي ! "
قلتها .. حتى أرفع عيوني له .. أطالعه كملت
" لا تنسى أن لقانا اليوم في بيت عواد .. لا تتأخر "
تحركت بسرعه صوب الباب حتى أمسك مفتاح الباب بأصابع ترجف .. وهو بجنبي يطالع فيني أحس بنظراته ومشاعره توصلني شفافه .. أفتح الباب بصعوبه .. وأنطق
" عشان بس تسمع ماتبي تسمعه من قرار "
وطلعت .. تاركته على أطراف النهايات .. أعبر الصاله وأم جلوي تسألني
" وش يبي فيتس "
أروح تاركتها طالعه من الصاله ومن البيت بكبره .. صوت بتسا منصور لازال يتردد على مسامعي .. يذكرني أنه تسان هالأسم في يوم من الأيام حلم حي مابيني وبينه .. وقدر الله له
يتكوّن في رحم وحده غيري .. أنا بينهم أحس روحي مثل أرواح الموتى .. أطلع للحوش متحركة صوب ظلال بالعافيه كانت تتكون حول شجر .. أوقف عليها وأنا أحاول أتنفس ..
شي غريب يكتم على صدري .. أبلع ريقي لعل هالعبره الواقفه في بلعومي تنزل .. أمسك رقبتي وألمسها .. صارت حرارة الشمس تاكلني .. وكنت أحتاج هالحرارة .. أحتاج شي يشغلني عن كل ما أحس فيه .. لحظات وتطلع فوزيه ووراها أمها .. توقف قبالي فوزيه بخوف
فوزيه : سوا لتس شي ..؟
هزيت راسي بالرفض ..
أم جلوي براحة : أجل ماعليتس منه ..
قالتها حتى تروح تبتعد عني .. أطالعها معطتني ظهرها وتبتعد .. كان سؤالها مجرد سؤال من باب أهتمام مؤقت .. فرحتها برجعة حفيدها ماتسع لها الدنيا .. كيف قدرت أزين فرحتها بهالشكل فوق خراب حياتي .. تختفي من قبالي ..
فوزيه تطالعني وبحده : وش سويتي يانوق .. ليش .. ليش سويتي إلي سويتيه .. وش تسان حادتس يابنت عمي .. فيه وحده بعقلها تسوي إلي تسوينه هالحين .. الجازي عقرب .. شلون ترضين فيها تعيش من جديد بحياتكم ..؟
نوق : تعبت أقولتس مابيني وبين أخوتس أي حياه
فوزيه بعصبيه : حتى لو مابينكم حياه .. فكري بعقلتس وتداركي عمرتس معه .. ياما حريم بينهم وبين أزواجهم مشاكل وعاشوا .. عاشوا والله عوضهم بعيالهم .. وفيه من عاشت مع رجّال به من العيوب والبلاوي ما الله به أعلم وهذي عوضها ربي بشين ماتحلم فيه .. وأخوي مابه عيب .. ولا هوب راعي بلاوي .. أتركي عنتس العواطف والخرابيط ... لاتدمرين عمرتس .. والله جلوي شاريتس أقولها للمره الألف
نوق : بس أنا ماعدت أقدر أعيش ..
فوزيه رفعت أيديها لفوق بقهر حتى تنزلها بقوة .. تنطق : أففففف منتس
نوق : دقي ع أخوتس مشعل ياخذنا .. يافوزيه ..
حركت عيوني لورا فوزيه حتى أشوف البتول واقفه ورانا بجنب باب المدخل .. دايما بعيده .. صامته في مايصير بيني وبين جلوي ..
فوزيه : للأسف بيجي لتس يوم تندمين !
لحظات ويطلع جلوي قدامي شايل ولده منصور .. ووراه تمشي الجازي .. ماطالع فيني أو ألتفت .. كنت وأنا أتتبعه .. أجمع مشاعري إلي كانت مخيفه في تفاصيلها .. مرتب أطراف شماغه فوق راسه بفوضويه .. بطوله يتحرك من قبالي طالع من باب الشارع .. وفوزيه
لفت تطالع إلي أنا أطالعه .. وبسرعه صارت تضرب يدها على فخذها بقوة
" أنا بموت من القهر .. كيف قدرتي تسوينها .. ترجعين هالعقرب .. أبوي كيف طاوعتس "
عمي منصور !
عمي منصور يوم طلبته الصبح .. ماتردد يجي وأنا ماقدرت ع النوم .. كانت ليلة صعبه علي .. فكرت بخسارتي وربحي .. حاولت أجمع كروت الربح في ماصار من زواجي بجلوي ..
صليت ودعيت الله ألف مره يظهر لي خيرة الزواج .. دعيته يبان لي ع الأقل شعور من الراحة مجهول إن تسان فعلا رجعة جلوي خير لي .. كان ألم السهر لساعات عشان قرار مصيري بعد ليلة من التعب والفرح .. كثير علي ماقدرت أتحمله .. غفيت كم ساعه وصحيت وأنا مستمره في دوامات التفكير .. ولقيت كل مافكرت أكثر بذاك الماضي وبهالحاضر .. كأني
أحط كف كرامتي بجهه وأني أعيش وأستمر مع جلوي بلا كرامه بجهه ثانيه .. !
وجى عمي منصور .. قابلته وقلت له أبيك ترجع الجازي لجلوي .. حسيته يغرق بالدهشه قبالي من طلبت منه هالطلب .. رفض وقال ولدي أعرف بمصلحته وماهي حلوة في حقه .. قلت له أعرف بمصلحته لو كان هو وهي لحالهم .. لكن ولدهم وش ذنبه .. والناس لا تحط إني من سببت هالطلاق وأنا بعيده عنه .. ترجيته ... بس يروح عند أهلها ويكلمهم ويطلب منهم ترجع .. أكيد له قدر وأحترام وجيته ماهيب مردوده .. أعرف عمي منصور علاقاته ممتازه مع الكل .. والكل يحترمه ويقدره .. ومتأكده إنه لا زال .. رحت أنا وياه ونزلني في بيته .. جلست فالمجلس الخارجي لين مارجع وهي معه .. دخل علي .. قال لها
" هذي من طلبت مني يا أم منصور ترجعين .. عساتس تذكرين معروفها "
ولا تسنها شافتني .. طالعتني من فوق لتحت وصدت وهي تضحك .. كانت محتقرتني وكنت أنا مشغوله بالأهم .. مانيب فاضيه أنزل لأسلوبها .. ورحت داخله بيت عمي منصور ..
طقيت الباب .. وفتحت الباب لي أم جلوي .. من شافتني كشرت بس تبدلت هالتكشيره لفرح من شافت ماوراي !
وقالها عمي كل شي .. ورفعتني للسما .. مدح وترحيب فيني للبيت .. و أشياء ماكشفت لي إلا كم كنت غبيه على كثر ماصبرت منها قبل !
" أبروح أدق ع مشعل هاللي أعوذ بالله ماينشاف "
قالتها فوزيه من طال صمتي قبالها ,, وراحت تاركتني للقرار إلي يخفي نفسه داخل نفسي ونفسه ..!
.
.
.
تعليق