رواية كنا فمتى نعود للكاتبة الكريستال

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لحن الغلا
    عضو فضي
    • Dec 2010
    • 696

    #21
    ( 5)

    نوير بأندفاع : يمه هونتس علي .. والله مانيب فاهمه .. من إلي قالتس ذا السالفه ..

    حركت أم نوق راسها بضياع وهي تلتفت تطالع تفاصيل الغرفه بقهر .. ولحظات حتى ترجع
    بخطواتها جالسه على الكنب .. حطت كف يدها على ركبها واليد الثانيه رفعتها بأتجاه نوير
    إلي تطالعها تبي منها رد ع سؤالها

    أم نوق : أم ذياب داقتن علي .. عواد خايب الرجا طالبن ذياب قبل الزواج وأكيد
    إنه أجتمع فيه مع هاللي يقاله جلوي وجدتس .. المره تقول من بعد ماشافهم
    الرجال ماعاد هو إلي تخبره ..
    نوير أتسعت عيونها .. ضاع الكلام من شفاتها : ...................
    أم نوق زفرت هوا بحرقه .. تحس بجمرة تشتب في صدرها : تخيلي يابنيتي ..
    جلوي حاتسن ( متكلم ) في المجلس عن نوق .. وشكله قاعدن يذكَر جده بعلومن لها فاتت وذياب ماتحمل ..
    نوير : أعوذ بالله ..!!
    أم نوق مدت أيديها لفوق وهي تطالع السقف : يالله إنك وكيلي عليهم .. ياخالق سبع السماوات ..
    نوير أنحنت تبوس راس أمها .. أول مره تشوفها منفعله بهالطريقه وتخاف لا تتعب : يمه .. هدي هدي .. بالعقل والتفكير والله لا ناخذ حقنا منهم واحد واحد
    أم نوق : أنا مالي قعده هنيا .. بروح لهم ( وبأمر ) دقي على أخييتس ذيتس إلي محذوفتن
    عند التسلب .. وخليها تجي
    نوير كتمت ضحكتها : يمه مايحتاج أدق
    أم نوق : أقولتس دقي بسرعه
    نوير أشرت للغرفه بيدها : نوق يمه هين
    أم نوق أنتفضت واقفه حتى تنطق بخوف : وش مسوي فيها ..!
    نوير بربكة : مدري جت ودخلت الغرفه .. والله ماخذت منها لا حق ولا باطل

    تحركت أم نوق بخطواتها وجسمها يتمايل يمين ويسار .. تتجه صوب الغرفه وتدفع الباب بقوة حتى تشوف بنتها واقفه بجمود غريب .. منزله برقعها وهو بين أصابعها والشيله
    لا زالت حول راسها .. ملامح وجها وعيونها المتورمه خلت الخوف يسيطر على قلب
    أمها .. أقتربت منها وحواجبها أنعقدت بقوة ونوير وقفت عند باب الغرفه ..
    الدهشه بملامح أختها أغرقتها في الصمت

    أم نوق : وش جابتس يانوق ..؟
    نوق شبكت أصابعها بربكة وعيونها أبد ما رفعتها لأمها : ...............
    أم نوق حطت يدها على يد بنتها .. هزتها : أحتسي يامره .. وش بلاتس
    نوق وهي تجاهد تنطق .. طالعت أمها نطقت بضعف والعبره تخنقها من إلي سمعته : أمر بسيط
    أم نوق رفعت صوتها : بتحتسين ( بتتكلمين ) زي الخلق ولا والله بتشوفين شين ماخبرتيه

    كانت هاللحظة إلي سمعت فيها بلقا جلوي بذياب حقايق جاهزه للدمار فيها ... وهي إلي مازالت تجاهد تحاول تستوعب وجود هالجلوي في حياتها .. وش الفايدة من ردة فعل
    بكما وهي كانت عندها القابليه للدخول في حالة بكا وإنهاك ماينقطع .. بعد ماصار عليها
    في أيام معدودة .. إنجاز ثلاث مهمات .. أولها تتجاوز صدمة رجوع جلوي مثل ماتجاوزت
    بكل صلابه خيانته للعشره وتركته يرحل بلا مواجهه ولا سؤال .. وثانيها ترجع تجمع
    كل ذكرياتها معه في زوايا هالماضي مثل مارمتها في وجه الزمن .. وثالثها تظل تتمنى
    لو أن كل ماصار ليته ماحدث !
    بدال ماتكون المهمه الأكبر .. النجاة بنفسها من هذا الموت .. والهرب من أنجاز
    مهمات في حقيقتها موت جاهز وغبي
    لكن ماكان لها تظل صامته .. أنفجرت تبكي قبال أمها وأختها والضغط النفسي
    بأي شكل ماكان يظهر في ملامحها إلا بهالشكل من البكا المأساوي
    لأنسانه أنتصفت الثلاثين !

    نوق أنهارت : يمه أنا ماعدت أقدر أتحمل ( رفعت أيديها لفوق حتى تلامس ملامحها ) مانيب حمل ترجع حياتي من جديد للي كانت عليه
    أم نوق بقهر سحبت عباتها : خليني من علومتس ذي .. عطيني العلم هالحين وش جابتس
    نوق تحاول تتكلم : جوالي يمه .. لقيته معه وماسح كل صوري .. كل شي وحاط صورته

    وقفت أم نوق تطالع فيها تبي تستوعب إلي قالته .. وين هي ووين بنتها ..
    لفت لنوير حتى تنطق وهي تجاهد تمسك نفسها .. لايرتفع ضغطها والسبب
    من يقالها بنتها الكبيره .. العاقله !
    أم نوق : وش تقول ذي الخبله ..!

    حركت نوير كتوفها بمعنى " مدري " حتى تلف أم نوق تطالع بنتها من جديد ..
    ينتظرها الكثير في مقابل هالعايله .. ماتبي تستهلك التعب مع بنتها هالحين ..

    أم نوق ونبرة صوتها تمتلي غضب: تاركتن بيتتس عشان هالعلم ( رفعت أيديها لفوق تدعي ) يالله أنك تخلف علي .. يالله يارب

    تحركت نوير بخطوات متسارعه حتى تقرب من أختها ..

    نوير : نوق هذا ماهوب عذر .. تخيلي بس زوجتس يدري أنتس تاركه بيتتس عشان صور ... وراح قال للي هناك ... عاد تكمل ماشاء الله .. ويرفعون البيرق .. أشوا أني ماسمعت شورتس وأرسلت .. عز الله مايفكنا من بلاويهم شي
    أم نوق أنفجرت بعصبيه : نعنبوتس تبين تفضحينا بين العرب .. وإن مسح الصور جعلها بحريقه .. لو أني غيرتس رميت هالجوال في الزباله قدام رداته .. خله يعرف إنه يوم شبع من حاجته بالجوال مكانه في الزباله .. مانتيب ميتن عليه
    نوق مستمره تبكي قبالهم .. تشاهق وجسمها يرتعش : .....................
    نوير بصدمة : وش تبتسين عليه ذا الحين .. ماهوب معقوله على هالسالفه


    ولزمها كثير وقت حتى تنطق بهالوجع ألي أصبح غيمه ماوقفت مطر على أرضها
    المنزوعة من كل ذكرى ربطها بجلوي .. هي إلي كان في بالها إنها قدرت تبتعد
    بالفراق وتاركه ذكرياته عنده .. عنده هو .. ويوم أنكتب يرجعون ماتدري
    وين ضاعت هالذكريات الثمينه .. وين تركها هو وغاب ..!
    نطقت بصوتها إلي غرق في بحر وجعها .. والحرقه تملكت كل تفاصيلها قبال أختها
    وأمها ..
    نوق صارت تهز أيديها وأصابعها مشبوكة في بعض وعيونها
    تنفجر بالدموع : يمه أنا ماأقدر أتحمل أشوفه .. أحترق من داخل وأنا أعرف
    إن الله رزقه بالذريه والحريم.. وأنا هي هي عنده .. وحيدتن أنتظر فرج الله ..
    ( طلعت شهقه من شفاتها حتى تنحني وكتوفها تتحرك تحاول تلملم نفسها بس ماهيب قادره )
    يعطيني السم يمه .. يذوقني المر وأنا ساكته .. ماقال لي حتى ( آآسف ) ماأعتذر عن إلي سواه فيني يمه .. تخيلي يسألني ببرود إذا عندي فضول
    أعرف عن حريمه شي .. عن عياله كم رزقه الله .. تسنه يقولي شوفي وش عوضني الله فيه
    يحتسي ولا همه وهو يعرف إني ماأجيب .. يعرف إن هذا الوجع ألي في قلبي .. يعرف يمه والله يعرف
    .. ( رفعت عيونها لأمها إلي بانت في عيونها لمعة الدمع .. كملت بحرقه )
    ليش راح عبيد وتركني له .. ليش يمه .. مانيب قادره أرتاح .. ليش ..
    ( أنهارت تبكي أكثر ) والله العظيم ماراح أتحمل أشوف عياله يمه .. ماراح أتحمل إني هالحين بحياته زايده عليه وأنا إلي كنت كل شي قبل ..
    نوير ماتحملت .. ضمتها بقوة وغصب بكت معها : نوق .. مانتيب لحالتس وين رحنا حنا
    نوق وهي منهاره على الأخير : دخيلكم أبي أرتاح منه .. وش يبي فيني أنا .. وش يبي ..
    كيف بقابل إلي عنده وأنا خسرانه من كل شي ..!

    صدت أم نوق غصب من نزلت الدموع من عيونها .. راحت تمشي تاركتها ..
    تتمنى لو كانت قادره تعطيها .. تشيل هاللي في قلب بنتها وتخبيه
    بصدرها ..طلعت من الغرفه وبكى نوق يوصل لمسامعها .. وهالغضب
    تلاشى فيها للعدم .. وش بيدها الحين تسويه والبنت نصيبها راح ..
    صارت زوجة جلوي على سنة الله ورسوله .. نطقت والعبره تكتم أنفاسها
    " يالله إنك تفرجها على بنيتي .. وتغنيها بفضلك .."
    جلست على أقرب كنبه والصمت يلتحفها .. ضاعت ولا تدري وش تسوي هالحين ..
    كانت بتروح عشان سالفة ذياب بس هالحين أختلف الوضع .. عليها تشوف وضع بنتها
    أولى لأن الفاس طاح بالراس .. دقايق حتى تطلع نوير من الغرفه تمسح دموعها بقهر ..
    تقرب من أمها وتنحني لها ...

    نوير بنبره حادة : لا تخلين هالجلوي يمه ..
    أم نوق بقلة حيله : راح نصيب أختتس له .. ماعاد بها حل
    نوير هزت يد أمها : راح أيه بس تقدرين تحتسين معهم وتطلبين الشي إلي يكفل حق أخييتي منه ومن حريمه ..
    أم نوق سحبت شيلتها وصارت تمسح دموعها : ....................
    نوير بسرعه تتكمل وبكل قهر : هم ماهم إلي خططوا لهالزواج ولعبوا لعبتهم .. ومثلوا علينا إنهم إلي متفاجئين من سحبة ذياب وجاين جدي يجبرتس أنتي ونوق توافقون على هالجلوي وطالبن منتس تلمين هالفضيحه وكل العرب عنده .. القاصي والداني
    أم نوق وصوتها بالعافيه يطلع من القهر والعبره : أيه بالله .. مير الله وكيلهم
    نوير : خوذي بنتتس وأدخلي عليهم بالمجلس وقولي إلي يكفل حق نوق حتى لا فكر يلعب بذيله يتذكر أنه عليه يوفي حقوق أخييتي ثم يطس باللي مايحفظة !
    أم نوق بعدم فهم : وش براستس يابنت عبدالله
    نوير رجعت بجسمها جالسه على الأرض متربعه : هم لو أنهم خابرين جلوي ظالم .. مازوجوه ولا فكروا..وحنا مانبيهم يقولون لأن حقوقنا نطلبها من فاطر السماوات والأرض .. مانطلبها من عباد الله
    أم نوق هزت راسها وكلام بنتها بدا يجبر هالكسر إلي فيها .. يشجعها : وأنا أشهد
    نوير : بالأول .. عقد الزواج ماأنكتب فيه إلا مهر كان أتفاقتتس أنتي وأم ذياب 30ألف ..
    بتروحين يام نوق الله يسلمتس وتدقين على أم ذياب ونحول لها الفلوس كامله ..
    وأول طلب لا رحنا للعايله الكريمه .. مهر بنتتس أطلبيه 90 ألف
    أم نوق أنتفضت بخرعه حتى ترجع بظهرها لورا : عوذه .. لالا أعوذ بالله مانيب مهبوله أنا .. هالمهور ماهيب من سلومنا ولا من عوايدنا .. وبعدين تبينهم يقولون داخلين علينا بطمع
    نوير : ليش بنتتس سهله يومنه يحصل عليها بارده مبرده تسذا بعد كل شي صار !!
    وهالقطيعه يمه إلي شلناها على كتوفنا تسن إن ذنبنا إننا بنات عبدالله .. إن تسان
    عمي قدر يقابلتس بدون ماأحد يدري .. ماتسانوا يقدرون يسألون عننا .. صفقتنا الدنيا
    يمه لين قلنا بس ماقال أحد ضعوف .. خلونا نسأل ..
    أم نوق بصمت وهي تطالع بنتها : .........................
    نوير : يمه بنتتس ضعيفه .. وتدرين أن شيما تراسلني بالواتس تقول حرمة جلوي هاللي أسمها حسنا مدري الجازي .. قوويه بس تضف ولدها تحسب إننا ميتين عليه .. باتسر
    لا راحت بنتتس هناك .. تحسبينها بتتحمل .. ذي ( أشرت للغرفه ) والله العظيم تركتنا يوم أنطلقت علينا عمتي رايحه معه .. كيف لا قابلتهن
    أم نوق صدت وهي قليله حليله : مدري وش قلبها تسانت تقوى على السوالف مير تغيرت ..
    نوير والأسئله توقف على شفاتها : يعني يمه تخيلي الزوجة الثانيه تقعد والأولى تروح زعلانه .. أخبر الأولى ماعاد يهمها لو كمَل الرابعه .. مير الله لا يقلبنا
    هو ماهوب صاحي وحريمه معه
    ( تمسك ذقنها ) هه يمه إن ماكانوا مخططين على شين تسايد ( كايد ) وعمتي نوره
    جايتن لنا بكل ثقه ولا تسن لنا والي ولا أحد .. عرق هالشر يمه أقطعيه وسيحي دمه ..
    خلي هالجلوي يوقع لتس على ورقه والشهود عماني إن تسان طق براسه نية طلاق
    يجهز مية ألف .. يكتب لأخييتي نوق بيت باسمها ونسكن كلنا فيه .. وخلي الكرامة إلي يحسبنها ولا شي
    يركع لها غصبن عنه .. وإن ماعجبته الله من سعه .. هذي بنتتس تقول فكوني منه .. يطلقها
    وحنا بيتنا موجود بالديره .. كرامتنا محفوظة إما نرجع لهم بحقوقنا ولاَ تركناهم وماحنا ضارين أحد ..
    أم نوق بتردد : وتسان يابنتي طلعوا لنا بسالفتن ماحنا قدها .. والله يمي حنا حريمن مالنا
    على مناطحهم كلهم
    نوير ضحكت : بيوافقون يمه .. بيوافقون .. حطيها براستس تسذا وقولبيها يمين ويسار .. هم أولا مايبون العرب تحتسي عنهم وعن قطيعتهم وعننا من جديد .. ثانيا جدي يبي الفكة منا والله واضح عليه .. يعني بيقول جيت يا هالبيت وجابك الله وثالث شي إن رفض خليه يذوق
    من حتسي الناس عنه نفس ماذاقت أختي ... العين بالعين والبادي أظلم !
    أم نوق بنبرة إستهزاء : وجلوي من وين له ...؟!
    نوير : ماعلينا من وين له ولا تسيف بيجيب .. علينا إن قدام العرب كلهم جلوي من جابه لنوق وكتب باسمها شي .. وإن مهرها يسوى .. ولو إن المفروض بالحلم يكون
    زوجها من جديد !
    أم نوق وأفكار بنتها تستقر في عقلها بالقبول : والله يمي كلامتس مير عين العقل .. وإلي سووه ماقالوا إنه غلط مايصير .. طيب تسيف نروح لهم ..؟
    نوير تحمست لهالحرب إلي فيها تكون أو لا تكون : يمه ماعاد بهالزمن أحد يتوه .. أرسل ع شيما ترسلي موقعهم من قوقل ماب ونروح لهم
    أم نواق تفز واقفه : أجل توكلنا على الله .. صحي أبوتس وخلي هالضعيفه تغسل وجها وتركب معنا ..
    نوير : إن شاء الله ..

    وكان هالوقت وهاللحظة
    معركة حاسمه لأثبات النفس ..!
    هم إلي وقفوا للحظات يدركون إن الكلام ماعاد له فايده قبال أشخاص كان الدفاع عن النفس
    قبالهم مجرد قول .. وإثبات على أنهم متهمين أكثر وأكثر .. ممكن فهموا أكثر بعدها إن الألم الحقيقي
    مايكمن في شفاه الغريبين أو على قيد إنتظار وخيبه .. يكمن أكثر في علاقة الدم والقرابه
    إلي كل ماشدوا حبال الوصل لها .. تذكروا إنهم يعيشون في نصف هالعلاقه المعتم لأسباب ماتخصهم .. يمر الوقت وهم يجمعون القوة من تفاصيل الغياب .. يشحنون ذخيرة الكلام
    في وجه أفكار في عقول هالعايله مابعد ظهرت .. تنحني نوير بعد مالبست عباتها
    الساتره وأستقرت الشنطة على كتفها حتى تسكر باب الشقه ... وأغراضهم كلها أخذوها لتحت .. تاركين هالشقه للأبد ..

    تعليق

    • لحن الغلا
      عضو فضي
      • Dec 2010
      • 696

      #22
      أم نوق وهي واقفه بوسط الممر تطلع بنتها إلي جت لها تمشي : تأكدتي يمي إن كل شي أخذناه
      نوير هزت راسها : إيه يمه .. ماتركت شي من الأغراض .. لانزلت بسلم المفتاح وبشوف
      كم كلفت هالقعده كلها

      تحركت نوير بس أمها جرت يدها

      أم نوق : لا تسوين فعلن يثَوَر عواد .. أنا عارفه وش براستس
      نوير بعبث : ماقلت شي بس بعرف كم كلفه

      تتحرك نوق بخطوات متردده تقرب منهم حتى تحط يدها على كتف أمها ... وكلها رجى إنها
      تكون بعيده

      نوق بصوتها المتعب : يمه ماهوب لازم تحتسين عني
      أم نوق لفت لها حتى ترفع يدها بغضب .. : تسلمه ( كلمه ) وحده يابنت عبدالله ولا راح يردني عنتس أحد
      نوير بضيق تطالع أختها إلي واضح عليها الخوف : أنتي وش بلاتس .. لا قمت فعلا أشك بوضعتس وين نوق إلي تقول ولا همها أحد ..
      أم نوق تتحرك : بلاها من هالردى إلي سحبها له رفيقها .. ( وقفت حتى تطالع بنتها ) علومتس ذي تسكتين عنها ولا تخلينهم يضحكون عليتس .. تسكتين بوسط مجلسهم لين أطلب منتس تحتسين بإيه ولا لا ..

      وقفت وهي تطالعهم يمشون لين وقفوا عند المصعد .. نفضت أيديها حتى ترفعهم مثبته
      عباتها على راسها .. ماتدري وش يفكرون فيه ولا قالوا لها رغم إنها طلبت منهم
      أكثر من مره .. والله تحس إن كل جسدها يمتلكه التعب .. وفكرها أكثر تعب ..
      صداع براسها ماتوقف رغم إنها قبل تطلع عطتها نوير حبت صداع .. تحركت بخطوات
      متسارعه حتى تدخل المصعد ولحظات بس ويدق جوالها إلي كان بالشنطه ..

      نوير بحذر : لا تردين عليه

      أنحنت براسها تفتش بشنطتها وعلى طول سحبته حتى يستقر بين أصابعها ..
      ترفعه لمستوى نظرها .. عقدت حواجبها ونطقت
      " رقم غريب "
      نوير : هو أنتي توتس ماسكه الجوال وش يعرفك برقمه ياذكيه !
      نوق بتردد وهي تطالع أمها إلي ساكته : يمه أرد

      ينفتح باب المصعد حتى يتحركون بخطواتهم صوب مكتب الأستقبال .. تلمح نوق أبوها
      لا زال جالس على طاولة قبال مكتب الأستقبال .. مهتم بكروت صور شاريته نوير
      له .. ينشغل في وقت فراغه ويجعل الذاكره عنده في حاله تفكير وتمرين ..
      يحرك يده ببطء يمين ويسار .. ظهره المنحني والضياع إلي يمتلك تفاصيل وجهه
      يثير في النفس الألم ..

      نوق والجوال لا زال يدق بين أصابعها : أرد يمه ..
      أم نوق وهي تمشي : إن رديتي عز الله بخليتس تشوفين نجوم القايله
      نوير كتمت ضحكتها وهي تتحرك صوب مكتب الأستقبال : هذي مفاتيح الشقه .. بس أبعرف
      كم الحساب إلي أندفع مقدم ..؟

      ذابحها الفضول تعرف ماقدرت تتجاهل الأمر وتسمع كلام أمها
      موظف الأستقبال : دقيقه بس .. ( طالع شاشه الكمبيوتر وهو يضغط ع أزارير الكيبورد لحظات ونطق )
      5 ألاف و 300 ريال ..
      نوير طارت عيونها من سمعت المبلغ : طيب شكرا

      سحبت أيديها إلي كانت تلامس فيهم طرف مكتب الاستقبال .. تبتعد معطيه ظهرها
      هالمكتب وتروح تمشي بخطوات ضايعه صوب أبوها .. غريب أمر هالعايله ..
      كل مرة تسمع شي مستور وأنكشف يخص هالعايله تحس إنها تتعبى قهر .. تقترب
      من أبوها وهي تمر من الطاولات حتى تنحني تبوس راسه ..
      نوير : يلا يبه بنمشي ..

      تبدى ترتب كروت الصور فوق بعض وتحطهم بوسط كيسه .. ولحظات تنحني تساند أبوها
      يوقف ..

      نوير تطالع ملامح أبوها والشيب إلي يرسم ملامح الكبر عليه : لسانك لايوقف عن الأستغفار .. ردد يبه ( أستغفر الله ) تذكرها ..؟
      أبو عبدالله وهو يمسك عصاه : إيه ..
      نوير بصوت هادي : عشان صديرك ينشرح .. وذنوبك تخف وتغشاك رحمة الله
      أبو عبدالله يردد .. : أستغفر الله .. أستغفر الله

      يوقف موظف الأستقبال يطالعهم بأهتمام وهو يخبي جواله تحت .. يدق على رقم ولا يرد ..
      مامل أتصال وهو يشوف هالشاايب يطلع مع بنته برا الفندق .. حط الجوال عند أذنه من أنفتح
      الخط

      موظف الأستقبال : وينك يا أخي .. ربعك طلعوا تاركين الشقه كلهم ..
      عواد بأنفعال : تقوله صادز !
      موظف الأستقبال : أي والله .. خبرتك توصيني لا طلعوا فجأه أدق عليك
      عواد بسرعه تكلم : وينهم ذا الحين
      موظف الأستقبال : طلعوا ( أنحنى وهو يشوف طرف السياره يتحرك ) ماعاد فيه وقت أتصرف
      عواد : يالله ..! طيب مشكور ماقصرت

      واقف وسط معرض السيارات والشريطيه حوله يسومون عليه ذيك السياره الفلانيه
      ويشاورونه بثانيه ... أبعد الجوال عن أذنه وحواجبه أنعقدت بضيق ..
      وين طلعوا تاركين الشقه وهو ماخذ من أم نوق ماتروح للديره إلا إذا جى وأخذهم ..
      وش طاري في بالها ..؟
      يتجاهل هالأسئله ويلف لمتعب إلي تساند على مقدمة سيارة فجأه .. صغرت عيون عواد
      وهو حس الولد ماهو طبيعي.. يحاول ياخذ نفس بقوة .. ينحني أكثر لين أرتمى طرف من شماغه طايح من كتفه لصدره الواسع .. تحرك بسرعه مقرب منه

      عواد : تونس شي ..؟
      متعب هز راسه : أحس بتشنج في رجولي وأصابع أيديني
      عواد يلف للشريطيه : يعطيكم العافيه .. أكيد بنرجع لهينا مرتن ثانيه

      يحرك يده يمسك كتف متعب ولحظات تلامس كف يده الثانيه كف متعب
      حس بالتشنج واضح وأصابعه يفردها بأستقامه .. يسانده يمشي طالع من هالمعرض
      بكبره وشمس العصر واضحه فوق المباني والأشجار العاليه .. يسحب رجوله سحب وهو
      بدى يحس إن هالأرض مثل لو أنها مليانه دبابيس ومجبور يمشي عليها .. يرص على أسنانه بقوة
      ونعاله نزلت من رجوله لا هو حس ولا عواد أنتبه لها .. خايف لا يجي للولد أنتكاسه
      وهالوقت ماهو الوقت المناسب .. يمشي ونعاله أستقرت وراه .. يطالع بأستقامه ..
      يشوف السياره في كل خطوة صعبه تقترب منه .. ولاكان في شي أعظم من أنه يظل عدوك
      الأسوأ هو جسمك .. هذي الكتله من لحم وعظم و تحتوي روحك الكامنه
      في قلبك .. تحميها من كل خطر ممكن يفاجئها .. !
      وبدل ماتكون الدرع .. تتغير وظايفها ويظل عليك تحمي نفسك من جسمك .. تظل متهيأ
      لأي أنتكاسه تغَيبك في دوامات من الألم والمشاعر المتضاربه .. المشككه في إلي حولك ..
      توهمك هالكتله إلي تحمل أفكارك في جمجمة صلبه إن العالم ضدك .. وتعيش في حالة تغيرات متكرره .. إن بيتك لابد له صيانه .. الكهرب يطفي بشكل متكرر ..
      الشبابيك .. تصدي ولا عاد لك حيل في فتحها لأنها محتاجه تغيير .. شعورك في برودة الماي
      أو سخونته .. يكمن في السخانه المتعطله أو البراد ..!
      والحقيقه إن جسمك تحول لعدو لك .. وعليك تتقبل هالحقيقه !
      .. فتح عواد باب السياره بسرعه وإلي كانت من داخل عباره عن كتلة حديد تقترب تتجمد
      من هالبرودة الغير معقوله .. يساند متعب يجلس على السيت .. ومن جلس
      زفر هوا بتعب حتى ينطق

      " هالحين عرفت ليش مابي أشتغل معك .. مانيب نافعك "
      عواد بعصبيه : ماسألتك عن شي
      متعب : هالمرض أخذ مني حلمي .. سهل عليه يحرمني حتى من حقي بالشغل
      عواد ينحني يعدل السيت .. يرجعه لورا حتى يستريح الولد : ماأنت أول واحد .. سائلن عنه خوين لي في مستشفى الملك فيصل المرض له علاج والحمدالله .. أهم شي أول بدايات المرض .. تعايش مع أقدار الله لعله أراد فيه يرفع قدرك
      متعب طالع بأستقامه والألم ينتشر بشكل غريب في مفاصله : آمنا بالله
      عواد يمسك الباب بضياع يلف بعبث يطالع معارض السيارات إلي على يساره : ..........
      متعب : وش بلاك ..؟
      عواد وهو يسحب نظارته الي مثبته في جيبه .. يلبسها عن الشمس الحارقه : زوجة خالك
      عبدالله وبناتها طالعين من الفندق مدري وين وجهتهم ... ( طالعه بأهتمام ) تهقى راجعين للديره ..؟
      متعب بعدم أهتمام : ماعندي علم لا فيها ولا في بناتها ... سألت أكثر شخص ضايع
      بعلوم قرابته
      عواد بحده : بلا هالشي من رداتك
      متعب ضحك غصب حتى بانت أسنانه : وأنا وش يخصني فيهم عشان أعرف أخبارهم .. مانيب ولي أمرهم وقرابتي ماتتعدى إلا إنهم بنات خال .. لا جوا ولا راحوا

      ظل عواد يطالع متعب .. عرض وجهه الدائري .. عوارضه بلونها الأسود وإلي كانت بحاجة
      لترتيب .. يمتلك عيون ورسمة حواجب قريبه لأمه .. كان كل الغلا إلي أخذته فضيه
      في العايله له نصيب منه .. كون إنه أقرب شخص يمتلك ملامح أمه

      عواد بنبرة تهديد : هالحتسي لا ينقال قدامي ولاأسمع غيري يقوله
      متعب حس أن الموضوع قلب جد : يالخال .. رحم الله والدينك لا تجيب طاريهم عندي ولا تسألني عنهم إن تسان تسذا بتزعل ..
      عواد يحاول يتجاهل هالسالفه : إلا خلني أسكر الباب لا تزيد الحراره عليك وتروح فيه !
      تحرك مسكر بابه وعلى طول طالع شاشة الجوال لازم يعرف وين هم .. ماعنده إلا يدق على أم نوق ..
      ضغط رقمها .. أبتعد يمشي لين وقف عند مقدمة السياره .. أنحنى جالس على طرفها
      والرقم يدق بدون رد .. أبعد الجوال بقهر حتى يسحب طرف شماغه رافعه فوق لين
      بان جزء من شعره إلي طالع من تحت الطاقيه .. رفع عيونه للشارع ولحظات طالع شاشة
      الجوال .. ماعنده إلا نوير رغم إنه المفروض يحاول يتجاهلها ويبتعد أنه يحتك فيها ..
      لكن هي بترد عليه أكيد .. ضغط رقمها .. رنتين بالضبط حتى يندفع صوتها الحاد لأذنه
      بـ ( ألو)
      أبتسم تلقائيا بدون ماتبان أسنانه .. يرتفع شاربه الكثيف وعوارضه الخفيفه تعطي
      لملامحه أحساس بالرجوله المكتظه فيه

      عواد : توقعتس تردين
      نوير : ماعندي شي يخليني ماأرد
      عواد أبتسم أكثر لين ظهرت بعض أسنانه من بين شفاته : هذي النوري بنت عبدالله
      نوير وكأنها تتصدى لرصاصة الكلمة بدرع الثقه : وبنت أمي بعد ..!
      عواد : وين مقفين ..؟
      نوير : لدياركم يالعم
      عواد ذبلت أبتسامته : للمزرعه
      نوير : سمعت من عهد أنك مانتب هناك .. تراك أول من عليه يحضر المجلس
      عواد آخر ماتوقعه هالشي : صادزة أنتي .. وش عندكم ..؟
      نوير ضحكت ضحكة خفيفه بانت في نبرة صوتها : لالا ياعمي ماهوب تسذا تستقبلنا بهالسؤال ..
      عواد طاح في مطب معها وبنبرة هاديه : حياكم الله .. المكان مكانكم

      ماردت .. ظل الخط مفتوح لين هو سكر الخط .. وعلى طول نزلته في حضنها ..
      جالسه مابين أمها والنوق .. وقدام يجلس أبوها يسولف عليه السايق السعودي
      يرد عليه أحيان وأحيان كثيرة يلتزم الصمت ...

      أم نوق تطالع بنتها بطرف عين : النوري .. لا تكثرين مناقر مع عمانتس !
      نوير : المفروض تقولين لبناتس لايكثرون لصق في هالعمان .. ترا يمه ماراح ياكلها غيرنا
      لأن فعولنا شي .. وفعول هالخوات شي ثاني
      أم نوق : يمي مانيب قايله لأحد يقطع صلة رحمه .. من يبي ياصل ماقال الله ورسوله الطريق
      قدامه مفتوح .. لا باتسر يحاسبني ربي على شين والله مالي يد فيه ..
      نوير لفت لنوق فجأه : شوفي أنتي خليتي قويه .. ترا إلي بتشوفينه ذا الحين شين تسبير
      ياتكونين فوق .. أو تروحين ماراح جدي وتخلين البيرق يرفعه غيرتس فوق راستس
      هذا
      نوق بصوت واطي حيل باين فيه الضعف والخوف : أنا .. أنا مصدعه أنتم ماخذيني وأنا تعبانه
      أم نوق طفح الكيل : لا إله إلا الله !
      نوير بقهر وهي شوي إلا تصرخ : نوق وش بلاتس .. تعبنا وحنا نوصيتس ترا وضعتس قسم بالله مابه إلا هالحل أو تاكلين الضيم أكل لين يفرجها ربتس
      أم نوق ضربت يد نوير : قصري حستس
      نوير بنبرة منخفضه حيل وهي تنحني لنوق .. تقرب من أذنها : خلي في بالتس
      سواة جلوي فيتس .. وتسانتس ( كانك) مظلومة والله يشهد .. مانتيب ساكته عن حقتس

      صدت عنها للفضا هالواسع إلي يطل عليها من شباك السياره .. صارت تطالع للبر
      وتعقد حواجبها .. كيف بترجع لذيك الذكرى .. وتغوص في عمق ألمها وذكراها ..
      غمضت عيونها بقوة وبلعت ريقها من ظهر صوته فجأه وهو واقف
      في وسط المجلس بجسمه الكبير إلي يزن 100 كيلو .. يرفع يده ويصرخ
      بصوته ..قدامها هي إلي واقفه بعيون غرقانه بالدموع والجد جالس بصمت ..
      يصرخ بعالي صوته والغضب ينفجر بملامحه ..
      ( تطلع من بيتي .. الله لا يردها .. خلاص تحملت 5 سنين بليا عيال شايلها
      فوق راسي .. وعطيتها من نفسي ومالي وهذي آخرتها .. هذي آخرتها
      ياجدي )

      ماتكلمت وقتها كانت من فاجعة الموقف حست بالشلل يعوق تفكيرها .. تتحرك عيونها
      صوب أختها نوير إلي كانت واقفه على إطار الباب متمايله براسها عليه .. مايتعدى
      عمرها الـ13 سنوات .. تطالع الموقف بصمت .. شعرها رغم إنها لابسه طوق أبيض طاير في كل جهه .. نحيفه ملامحها .. صغيره على إنها تشوف هالموقف ..
      كل شي توقف قبال صراخه .. اللحظات إلي أعتقدت إن جمال ذكراها فوق ماتتصور ..
      أحلامها إلي ماكان بيدها غير ترحل .. تطير لصدر هالسما .. تحركت عابرته
      هو إلي كان ثاير حتى تطلع من المجلس .. تعطيه ظهرها و تسمعه
      ينطقها بصوته العالي ( إنتي طالق ) .. تنزل من الدرج وتسمع صوت خطوات نوير
      تلحقها .. في صباح يوم ماكان يرسم موعد إلا للرحيل .. حطت يدها على فمها
      حتى تنحني قبال أختها تبكي وتضمها هالأخت بأيديها لعلها تقدر تداري هالموقف إلي ماأدركت حجمه إلا يوم كبرت أكثر وأكثر .. تغيب هالذكرى وهي
      ترص على أسنانها بقوة .. تصد أكثر من أنفجرت الدموع من عيونها وكل شي تلاشى
      قبالها .. ماعادت تشوف شي .. تكتم هالعبره إلي وصلت لحنجرتها .. تهتز غصب
      عنها ومسرع ماتمالكت نفسها وهي تحاول ماتحسس أحد بشي ..
      رفعت يدها برجفه حتى بسرعه تمسح عيونها وفجأه لمحت أحد يتأملها ..
      ترفع عيونها لأبوها
      إلي كان لاف بجسمه كله صوبها وهو ماسك عصاه ... يطالعها بنظره عطف وحنان
      وهو يشوفها تواري هالضعف والدموع تحت هالعباه والشيله إلي تغطي فيها عيونها ..
      ماكانت تبي تطالعه لأن مافي أي شي في ملامحه لأي ذكرى أنصفها فيه
      .. لا تعليم .. لا وقفة حق ..

      تعليق

      • لحن الغلا
        عضو فضي
        • Dec 2010
        • 696

        #23
        ماكان في شي تتذكر إن هالأبو كان يأدي حق الأبوه فيه .. بس الشي إلي تتمناه فعلا هالحين
        هو إن المرض ماأخذ هالسند إلي سلب منها قوتها .. حتى ولو إنه كان ظالمها ..
        ليته كان في صحته وعافيته
        لأنه لو كان موجود فعلا ماكان جلوي هالحين زوجها .. حتى في الشي إلي كانت
        من المفروض تحس أنه بينصفها فيه .. ماقدر عليه .. ماكان في عالمهم ..
        يغيب في صفحات النسيان .. ويرجع عشان يرهقهم فوق تعبهم .. ويرجع من جديد
        بطل حكاية ماتمت فصولها .. تبللت أطراف أصابعها بهالدموع إلي ماتوقف ..
        حتى ينطق " من مزعل هالبنيه .. ( أشر على نوق ) وأنا أباخذ حقه منها "
        تمسح دموعها بسرعه وتنزل أيديها وهي تغطي كفوف أيديها بأطراف عباتها ..
        أخذت نفس بقوة ورجعت تطالع لبرا ..
        أم نوق : ماهوب مزعلها شي .. إن شاء الله بتشوف إلي يسرها
        نوير تاخذ نفس وتزفره : شدي حيلتس إلي بنقابلهم يبي لهم قواة القلب

        وش أثقل من الحزن إلي يستقر بصدرها .. للدرجة ألي خلتها تسمع سالفة
        جلوي والجد مع ذياب وتحس إن قلبها يرفض ياخذ هالموضوع على محمل الجد ..
        وهو يتعبها بسؤاله إلي يحتاج جواب : من يخنق صوت الحرمان فينا .. من يقدر ياخذ هالزحام فيني ويرحل ..
        من يقدر ينطق بالسؤال كيف صرنا أوهام ومات فينا الكلام ..؟
        حتى صار الغايب إلي أتم دورته فالغياب ورجع .. حق عليه نكون رهن له !
        .. وبعد الجواب حق علي يانوق أهرب من كل أحزانك للنسيان ..؟
        هو زمن الا حديث فيك .. أو زمن الخوف أو زمن المفاجاءات ..؟
        أو علي معك يانوق أرجع للبدايات .. من ورطك في حب هالأنسان إلي مايؤتمن !!
        كيف أنه قدر ينهك للحد إلي بعد مارجع ... كنتي واقفه قباله بكل هالصمت والخضوع والأستسلام ..؟
        وكنتي قباله مثل الشي الي تخلى عنه عشان يتركه للعافيه والراحة ..
        وهذا هو والله ضرب من وهم ..
        لأي مدى كان يدهشك في حبه حتى قدر يطلق رصاصة الرحمة على هالعلاقه
        وتنتهي .. من قبل 15 سنه .. ويعود حتى يرجع يدهشك من جديد أن الشوق فيه
        مصاب بتخمه .. وأن حبال الوصل ماتموت في علاقة مثل علاقتك بجلوي ..!
        سلمتي له حياتك في عمر مايتجاوز ال 16 سنه .. تركتيه الكتف إلي يقودك
        للعالم .. كبرتي يانوق على يد رجل مثل جلوي ..
        وتركتس حتى يرجع .. يفتح النور لكل ألالامك وأوجاعك .. وأضيع معك أنا
        في دوامة أوجاعه .. متى نرتاح يانوق .. متى ..؟
        ويبقى الصمت هو الفاصل مابينها وبين أسئلة قلبها .. تصحى من عالم أفكارها
        على صوت جوالها إلي ماسكت أتصالات لين تركته على الصامت .. حست فيه
        يهتز داخل شنطتها وعلى طول فتحتها .. تسحب الجوال
        وبسرعه فتحت الخط .. أستقر على أّذنها وثقل غريب تحس فيه براسها ..
        أندفع صوته الخايف
        " ألو .. نوق وينتس قاعد أضرب أسداس بأخماس لحالي بالشقه ..؟"
        رمشت ببطء حتى تنطق بصوتها الغليض من كثر التعب والبكا ..
        " تعال للمزرعه أنا هناك إن تسان فعلا مهتم ..!!"
        تبعد الجوال عن أّذنها وتفكه .. تسحب الشريحة وترمي كل شي داخل الشنطة مسكرتها ...
        أن كان عليها تعيش شعور الخوف .. عليها بنفس الوقت تدفع الضيم والشقى
        من حياتها ..

        نوير بعد ماطال الطريق :دخلنا رياض الخبراء يمه ..

        تلف أم نوق براسها صوب هالبيوت المتراصه على بعضها .. ونوير بنتها تدل السايق
        للمكان بالضبط .. عن طريق تطبيق قوقل ماب .. هالمدينه إلي تكون في الجزء الغربي
        من منطقة القصيم .. تندفع أم نوق بذكر الله من رفعت عيونها تطالع المزارع
        إلي بدت تحاصرهم يمين ويسار .. والحياة البسيطة إلي كانت تعيشها هالمنطقه
        وتذكرها هي ... تطورت حتى صارت في عيون أم نوق .. عروس تزينت بجمال أبهرها

        أم نوق : والله تغيرت يمي
        نوير ترد على أمها وعيونها تطالع لقدام : مافي شين بهالدنيا بيظل على حاله يمه ..

        رفعت يدها تأشر للمزرعه ألي كانت أبوابها الكبيره مفتوحة كلها وسيارة عواد واقفه
        قبال هالباب الكبير .. تميل الشمس لجهة المغيب .. والنخل ينشر ظلاله
        في كل مكان .. تتمايل السياره من نزلت من الشارع .. تمشي طريق بر

        نوير بسرعه تكلمت : الله يعافيك هينا توقف .. وتنتظرنا لين نخلص ..

        تخف سرعه هالجمس .. حتى يوقف بمسافه قريبه من الباب المفتوح ..

        أم نوق تفتح الباب : يالله توكلنا عليك .. يالله إنك تدخلنا مدخل صدق وتخرجنا مخرج
        صدق .. وتجعل يالله من لدنك سلطان مبين ..

        تنطقها بلهجتها العاميه الخفيفه .. وهي تنحني بجسمها نازله من السياره .. ونوير على
        طول سحبت جسمها نازله من نفس باب أمها .. تتقدم للباب إلي يجلس بجنبه أبوها
        وتفتحه ..

        نوير : يالله يبه وصلنا
        عبدالله وهو يسحب يده من بين أصابعها بتردد : وين ماخذتني ؟
        نوير بحنان : حنا معك .. وحولك وإلي بتروح لهم أخوانك وأبوك .. يعني جدي وبعد بتشوف أمك يبه ..

        متغطيه بكامل حجابها وماكان يبان من شكلها غير أيديها وعيونها .. ينزل أبوها
        حتى تسمع خطوات متسارعه تستقر وراهم ..

        عواد : حيالله من لفى
        أم نوق وهي تستقر بعصاها على الأرض وبنبره واثقه : يحييك الله ياعواد .. تسان أبوك وأخوانك هنيا قلهم يجتمعون في مجلسن يسعنا كلنا ..
        عواد وهو حس إن الموضوع كبير : نقوم بالواجب أول
        أم نوق ترفع يدها .. تهزها بوجه عواد : لالا مانيب جايه للمواجيب .. خيركم يذكره القاصي
        قبل الداني .. مير أختصر علينا الطريق للي جايين عشانه
        عواد بتوتر وهو يطالع أم نوق ولحظات يطالع نوير وأخوه : طيب لكم ماتبون .. تعالوا وراي

        تتحرك خطواته راجع من نفس المكان إلي جى منه .. بنعاله إلي لونها أبيض و تتحد
        مع لون ثوبه .. التوتر بدى يتسلل لقلبه غصب عنه .. يترك الديوانيه ويروح يكمل خطواته
        صوب مساحة واسعه تملاها الغرف المتفرقه ومبنيه بعشوائيه .. مفتوحة على النخل الشامخ
        وصوت الماي يندفع متردد من بعيد .. يملى أحواض النخل وريحة التربه المبلله بهالماي
        تندفع صوبه .. كل شي في هاللحظة وداخل المزرعه كان طبيعي وجميل بشكل لايوصف ..
        يخفي هالنخل مساحات خضرا واسعه وورد مزروع ملون .. هذا المكان إلي كان يجلس
        فيه بنات أم نوق مع كل بنات أعمامهم ..
        يمد يده ويفتح باب غرفه حتى يشغل لمباتها بسرعه .. ويدفع الباب الحديد
        فاتحه .. تشتغل اللمبات حتى تضئ تفاصيل هالغرفه بكنبها إلي مفصل على مقاسها بلون
        بني أنيق وفاخر .. تعترض هالغرفه طاولة واسعه بالنص .. يلف يطالع أم نوق وبناتها يمشون صوبه ..
        متعدين صراخ وضحك معاذ مع ريان وفيصل .. ومن أقتربوا

        عواد يبتعد طالع من الغرفه ويأشر لداخل : حياكم
        أم نوق وهي تدخل : رفيقك جلوي خله يجي ياعواد


        زادت أنعقادة حواجبه وبانت عليه الربكة أكثر .. تدخل أم نوق ونوق ألي ماكان
        يبان منها ولا شي .. مغطيه بالسواد وتدفن كفوف أيديها في هالعباه .. منزله راسها بالأرض ولا حتى نطقت بكلمة .. من نزلت من السياره .. أخذ نفس بقوة والود وده لو يقدر يعرف
        وش هالموضوع إلي دفع أم نوق تترك شقتها وتجيهم للمزرعه .. وهو إلي يعرف
        إنها حرمة تمتلك من عزة النفس شي كبير .. والأمور إلي تبان صغيره في نظرها ماتلتفت لها .. حس بقرصه في قلبه من تخيل إن السالفه بخصوص نوق وجلوي .. وهو إلي كان حاضر وشاهد على كل شي صار بسنين
        فاتت .. معقوله جايه عشان نوق .. نوى ينحني يمسك يد نوق ... يسألها عن جيتها
        وخاف من ردة فعل أمها ..!
        وبكل العبث إلي حاول فيه يراوغ هواجيسه طالع نوير إلي تمشي على هونها .. تساند أبوها ..

        نوير وهي تشوف أبوها عيونه تطالع النخل وتفاصيل هالمزرعه .. ترتسم
        على شفاته أبتسامه : مستانس يبه ..

        يهز راسه ويوقف شوي وجسم يهتز من خطواته إلي تتحرك ببطء شديد .. يجر الخطوة
        ورا الخطوة .. رفعت يدها من ظهر أبوها حتى تجر نقابها معدلته وترجع مريحه كف يدها
        على ظهر أبوها .. تصغر عيونها والشمس تنشر أشعتها عليهم .. في هالبقعه الواسعه ..
        تشوف البيت على يسارها وديوانية الشباب .. يوقف الباب قبال نظرها .. ونعال هالشباب
        متناثره في كل مكان قدامه .. ومن رجع أبوها يوقف من جديد عدلت ظهرها بأستقامه ..
        أطول منه بشوي .. تاخذ نفس بقوة وهي تجهل أي قوة بتحزم فيها نفسها ..
        ولحظات حتى تتسع عيونها تتطالع ولد يتساند على جدار البيت من بعيد و يمشي بالعافيه ..
        مشيته مختل توازنها بشكل واضح ... يحمل جسم رياضي .. يوضح من ثوبه
        إلي مبين تفاصيل صدره الواسع وخصره .. شماغه على كتفه والعقال مثبت على
        ذراعه .. رغم هالمشيه إلي مختل توازنها كانت تحمل كثير من الثقل والرجوله ..
        أنحنت مسانده أبوها وهي تتسائل بنفسها من يكون ...؟
        ماتتذكر في طفولتها أحد تعبان أو يشتكي من شي ..؟
        وهي تعرف عيال عمانها كلهم .. ماتجهلهم أبد أبد ..كملت تمشي لين وصلت
        لمكان ماكان واقف عواد

        نوير : ياليت ياعمي إذا فيه كرسي يجلس عليه أبوي بعيد عن المكان شوي
        عواد هز راسه : موجود ..

        يتحرك بخطوات واسعه مبتعد عن هالمجلس وهي على طول دخلت بطولها وهي ترفع
        إيديها تفك نقابها وترجع تعدله ..

        أم نوق وهي جالسه في صدر المجلس وبصوت واطي تكلم نوق وهي
        تمسك يدها : قوي قلبتس وأنا أمتس .. وإن حتسى معتس ردي بإيه أو لا .. ( طالعت نوير تأشر عليها ) وأنتي خابرتس خسيسه والشر مايخلى منتس .. مير أسمعيني لا تكثرين
        حتسي ولا تردين مندفعه .. فكري يمي وأوزني الحتسي قبل تقولينه .. أحذري من مكر
        الرجال ولا تخلينهم يخلونتس مخطيه .. ردي رد الحق إلي مايخالف قول الله ورسوله ..
        نوير : بكون جنبتس يمه .. لا تخافين

        تقدمت جالسه جنب أمها من سمعت صوت حديد يسحب يستقر قريب منهم يتبعه صوت
        عمها عواد .. أكيد جاب لأبوها الكرسي .. يمر الأنتظار مر .. حتى يرتفع صوت أبو عبدالله
        داخل من باب الديوانيه ووراه منصور بجسمه العريض .. أرتفعت عيونهم لهالدخول المتأخر
        وكانت ملامح هالجد غريبه .. غريبه كثر ماحاول يكتم هالوجع في شوفة
        ولده في كل مره .. يقترب منهم جالس على يمين أم نوق وبناتها .. ويرمي
        عصاه بجنبه .. فزت نوير من أقترب منهم منصور يسلم .. وماكان له يسلم
        على هالنوري سلام عادي مايدري ليش يحس أنها كائن من زجاج ثقيل رغم قوتها.. كثر الدق عليه
        بيكسره بلا رحمه .. حط يده على راسها وباسه .. يسحبها له ويلف يده حول كتوفها
        وينحني لنوق يسلم عليها ..

        منصور : أخباركم يابنات ..
        نوق من سلمت عليه وأبعدت ماره من قباله لجدها .. نطقت بصوت بالكاد يسمع : بخير
        منصور يحرك راسه صوب نوير : أخبارتس هالحين .. عساتس طويبه
        نوير وهي تنازع الخجل لا يحتويها : تمام ياعمي

        تسلم نوق على الجد .. تبوس راسه ومن نوت ترجع .. تعلقت أصابعه في
        طرف عباتها ..

        أبو عبدالله : مانشدتي عني يوم أنتس جيتي ؟

        أتسعت عيونها بقوة من كلامه هذا .. من حركته .. بلعت ريقها حتى تلف براسها بسرعه صوب أمها ..مقرره تتفادى الرد والمفاجأت .. صارت تطالعها برجا وكأنها تطلب منها تسعفها

        أم نوق فهمت نظرتها .. نطقت : تسان الشوق يابو عبدالله لهالبنت طق بابك .. ليش ترده
        وتنتظر هي من تجي .. ورا ماتسأل ..؟
        أبو عبدالله ترك طرف عباتها حتى يبعد نظره للباب : .................

        تتقدم نوير منه تبوس راسه وترجع لمكانها .. لحظات يجي منصور ويجلس بجنب أبوه

        منصور : هذي الساعة المباركه إلي خلت أخوي يلفي علينا مع بناته والله ..
        ( طالع أم نوق بأهتمام ) قالنا عواد أنتس طالبتنا يام نوق
        أم نوق وهي تحرك العصا ألي بين رجولها بأستقامه ومريحة كفوف أيديها عليها : ننتظر
        الباقين .. الحتسي إلي بينقال لازم كلن يسمعه وأولهم ولدك يامنصور
        أبو عبدالله لف لأم نوق : لايكون جايبه الشر يام نوق
        أم نوق بسرعه نطقت بثقه : الشر تربينا ندفنه ولا نتوطاه يابو عبدالله !
        منصور يبي يخفف من هالتوتر ألي فجأه حس فيه بينهم : بيجي .. بيجي ومالتس إلا طيبة الخاطر

        يدخل عبدالعزيز ووراه عواد .. ولحظات فاصله حتى يدخل جلوي إلي كان أطولهم ..
        شماغه تارك أطرافه على صدره والرسميه بانت في دخلته أكثر ..
        تتحرك عيونه بخوف خفي لنوق إلي كانت منزله راسها ولايدري هي
        تشوفه ولا لا .. ينتقل لأم نوق إلي طالعته بنظره حاده ماكانت تبشر بخير .. يحرك نظره
        بسرعه لنوير ومنها للجد ولأبوه .. يرتفع صوته " بالسلام عليكم "
        ويتحرك ورا عمه لين جلس على يسار نوق .. قباله أبوه والجد .. تفصله عن هالنوق
        مسافة الخطوتين .. ويحس أنها أبعد ..
        مايدري وش إلي صاير .. ولا يدري كيف تجرأت تطلع من الشقه بدون ماتعطيه
        خبر .. من أخذها ..؟ هو ليش جالس في هالمكان .. وش السبب ..
        في الحقيقه هالسؤال كان كل من يجلس يشاركونه فيه .. هاللحظة أشبه
        بحلقة مسلسل درامي في عالم أفتراضي .. ممثلين .. مخرج .. لإضاءة ..
        وحدهم المشاهدين إلي عليهم يتوقعون مشهد مأساوي .. أكثر تأثير بين
        البطل والبطله .. متشابكه تفاصيلهم .. مبهمه على كثر ماكانوا دمى في بداية
        خطواتهم على الورق .. يحركهم الكاتب في مسارات أكثر تعقيد .. يتحولون
        فجأه لأبطال في وجوه مختلفه تتقن التمثيل .. يتجسدون بشر من غير قرار..
        وهو رجع يحرك عيونه بعبث لنوق ماقدر يتجاهلها ولا يمنع نفسه تتسائل..
        ليش جالسه بهالشكل ... وكأن الهم يركبها ؟
        كثير أسئلة أزدحمت في باله لين قطعها صوت أم نوق ..

        أم نوق : كان أمر الله إن هالبنت ( أشرت على نوق ) ترجع لرجالن أختار فرقاها
        من سنينن فاتت .. ورضانا في أمر الله فوق كل نوايانا .. لكن تختارون
        إن البنت ترجع بالإحتيال .. لا بالله ذي مايرضاها إلا الردي

        تعليق

        • لحن الغلا
          عضو فضي
          • Dec 2010
          • 696

          #24
          تحرك عواد بربكة متعدل بجلسته وجلوي أكتفى بالصمت إلي لبسه فجأه ..
          وماكان يحتاج ينتظر جواب .. أنكشف السبب في أقل من ثانيه من كل هالأسئله فيه
          وأبو عبدالله عقد حواجبه بضيق حتى يطالع جلوي بحده .. كأنه يقول من فرًط بالعهد !

          منصور بعدم فهم : وضحي قصدتس يام نوق .. أي أحتيال رجعت لهالبنت وأنتي شايفتنا
          يوم الزواج واقفين قبالتس .. نشاورتس ونشاورها .. ولو أنها قالت لا .. تسان كلن
          راح لحال سبيله .. يشهد الله ماغصبنا أحد .. لا هي ولا هو
          أم نوق : أسأل أبوك أو عواد وش له طالب ذياب قبل الزواج ..!
          عبدالعزيز طارت عيونه حتى يطالع أبوه : مقابل ذياب ..؟
          أم نوق ترفع يدها صوب عواد : ماتحتسي ياعواد .. تعد الحق إن تسان تشوفه حق وتقولي .. طالبن ذياب ولد الرويس ليه .. وش لك شغله فيه ..؟

          لأول مره بحياته يطيح في هالموقف .. أخذ نفس وملامح وجهه تغيب في حالة التوتر
          إلي يعيشها وهو يحس الكل ينتظر منه إجابه ..

          عواد وأنجبر ينطقها : ماتسان لي أترك بنتتس تروح لواحدن نفس ذياب
          منصور والصدمه أغرقته في حالة عدم تصديق .. نطق رافع صوته : وش قاعد تحتسي فيه أنت..؟ تسيف ما تسان لك تخليها تروح !!
          أبو عبدالله بيهدي ولده : يابن الحلال خلونا نعد الحق ونقولكم السالفه كامله .. الولد طلع ماهوب راعي ذمه ولا ضمير
          منصور رفع يده لأم نوق يبي منها تسكت وهي إلي نوت تتكلم حتى يسبقها بالسؤال : متى لحقتوا تسألون ..؟
          عواد يتحاشى النظر في الجهة إلي تقعد فيها أم نوق : أبوي وصاني أسأل هالولد من مواخيذه ووش يشتغل
          منصور رفع صوته وهو موجه الحديث لجلوي : وأنت وش دخلك بالسالفه ..؟
          أم نوق : دخله إنه تسان حاضر وشاهد ..!

          لف عبدالعزيز ألي الصدمة شلته مثل أخوه .. يطالع جلوي .. وماكان عند هالجلوي رد
          لهالسؤال ..

          عبدالعزيز يبي منه جواب : ماترد ..؟

          وضاع الكلام .. أو كان عنده الجواب لكن ماكان يقدر ينطقه في وقت غير وقته .. ..
          وهي جالسه بجنب أمها .. قلبها تحس أنه من كثر دقاته .. تحس بقوة تدفع هالدقات
          تسري بعروقها .. مفاصلها ..
          وعاجزة تفهم شي ..
          مثل لو أنها أصغر من أنها تفهم هالبؤس ألي قبالها ..
          وصوت أختها نوير صار أشبه عندها بدخول في غير محله ..

          " من طلب منكم تسألون ..؟ من إلي قال لكم إننا بحاجة أحد يسأل لنا من يكون ذياب ..
          من عطاكم هالحق .. من أنتم أساسا من ..؟ "

          رفع عواد يده صوبها ..هي .. حتى يهددها .. ماكان محتاج أحد يضغط عليه كثر ماهو
          مضغوط بهالوقت
          " إن سمعت حستس إنتي ماراح يحصل لتس طيب يانوير .. السالفه كلها أكبر منتس وفيه
          من يقدر يحلها .. أحترمي وجودتس هينا "
          أم نوق رفعت صوتها صوبه : إلي يخصني يخص بنياتي ولا يفرقنا أحد .. ماتوقعت هالردى يطلع منك أنت .. أنت إلي تربيت على أيديني ياولد عبدالله .. وبنيتي صادزة من سمح لك تدق على ذياب ياولد عبدالله .. وتقابله من ورانا مع أبوك ورفيقكك هذا ( أشرت على جلوي )
          عواد بقهر يحاول يبرر لنفسه .. يرفع أيديه : أبوي أمرني .. وأنا يوم رحت سألت إيه بالله طلعت لي علومن ماهيب زينه عن هالولد .. ولا راح أرضى في بنت أخوي تاخذه
          أم نوق ضحكت بطنازة : وإن كان في ذياب رداة وش فرقتوا عنه ..؟
          أبو عبدالله بعصبيه : لا تقولين حتسي بتندمين عليه !
          أم نوق وهي مستمره تطالع عواد متجاهله أبوه : ماترد علي .. تروح تقابل الولد ويقوم رفيقكك يحتسي عن بنيتي في مجلسكم تسنها حليلتن له .. هذي ماهيب رداة ياولد عبدالله
          .. يجيني أبوك منطلق علي مع أخوك ... يدفعنا نوافق على هاللي طلع عند العرب ببياض الوجه .. وتقول لي ماأرضى تاخذه .. مير وكلت أمري فيك لله وحسبي الله عليك ونعم الوكيل
          تسان بغيتك عون وصرت لي فرعون !
          عبدالعزيز وهو ضايع يطالع عواد : وأنا أسألك وتحط لي نفسك متفاجأ ..؟
          عواد بأنفعال : ذياب لو أنه شاريها ماتركها من حتسي واحد عنده بدال الحرمه حرمتين
          منصور وقف رافع يده بأنفعال صوب أخوه : هيييه .. وش قاعد تقول من بيرضى فيها .. مهبووول أنت .. كيف تسكت لهالفعل .. كيف .. وتسوونها من ورانا ..؟
          أبو عبدالله بضيق : الولد ماهوب من مواخذينا .. ماراح يتم زواجه لو شاف نجوم القايله
          أم نوق بأستغراب : لا بالله إن هذي ماهيب نيتك يابو عبدالله .. أنت عارف أن رفيقكك
          هذا إن طق بابنا ماحنا فاتحين له الباب من جديد عشان تسذا دخلت بالأمر من باب الحيله
          أبو عبدالله أنتفض مقهور : وش فيه وليدي ...؟
          نوير أتسعت عيونها ماهي مستوعبه إلي تسمعه وتشوفه : .............................
          منصور رفع أيديه يبي يهدي الوضع حتى يستوعب إلي سمعه : أمر الله تم .. وش جايتن له
          يام نوق ..!
          أم نوق ترفع عصاها وتضربها فالأرض من القهر والغبنه إلي تحس فيها : ماتسكتنا
          وتقول أمر الله تم .. أمر الله تم بغير الحق إلي تسان واجب عليكم تعرفونه ... سكت عن طلاق
          بنتي .. وسكت عن تبلي نوره علي .. وأقفيت عن الظلم والهم شايله بنياتي على كتفي ..
          عشت 15 سنه .. ربيت وتعبت .. ونوق عاشت مفارقه الهم بفراق الفعول الرديه .. وأخذت
          عبيد إلي أندفن تحت الثرى وكلن يدعي له بالخير .. ماطقيت بابكم وقلت أسألوا عن فلان وعلان .. ( رفعت عصاها لعواد ) أنت لو تعرف للحق طريق ماتركت نوره
          تنطلق على البنات وتفك وتخيط على كيفها .. مير عطها خبر إن داست
          على طرف وحدة من بنياتي .. النار إلي أشعلتها هي من زمان وأقفيت عنها .. لا أرجع
          أنا بنفسي أشعلها وكلن يذكرها ..!
          عواد طالع أم نوق والأنفعال لا زال في ملامحه : نوره لا قالت الحتسي من بيمشي فيه ياأم نوق ..؟
          أم نوق : الظلم إلي خلاك تتعاون فيه حتى تخلي ذي الضعيفه تاخذ بايع عشرتها .. يخليك تمشي ورا حتسي نوره
          عواد من القهر نطق : هذي ماهيب علوم تنقال لرجالن نفسي .. تعرفين إني أعد الحق ولا عمري ظلمتس .. أنا لا بغيت لبنت أخوي ترجع لرجالن لا زال شاريها .. مانيب مغلط
          أبو عبدالله رفع يده بوجه أم نوق وبناتها : أنتي يوم أنتس جايتن منطلقتن علينا في مجلسنا
          وش تبين ..!!

          رفع منصور يده حتى يلامس جبينه يحس بتعب وعيونه بغضب وأتساع تطالع ولده ..
          كانت سواته مثل المكسب إلي كمن فيه هلاك أبوه وصدمته .. إذا كان يبيها ليش ما تكلم ..؟

          منصور ماقدر يسكت .. نطق بنبره غاضبه وهو يهز يده بوجه ولده : قلي يومنك تبي بنت عمك ليش ماحتسيت ..
          عواد يحط يده على يد جلوي ويتكلم : يابو ............
          منصور بتهديد صرخ : أطلع منها ذا الحين أنت .. ؟
          جلوي وهو يسحب الهوا لصدره شاحن نفسه بالرد : زوجتي هالحين هي .. ولاني مجبور يبه أبرر لأحد شي أخذته بالحلال ..!

          رفعت راسها أكثر له .. تطالع ملامحه الباردة .. ماكانت تشوف خوف في عيونه
          من هالمستور وأنكشف .. لا ماكان في ظاهره شي يدل على أن هاللي سواه في حقها خطأ ..
          إلا كان قبالها يتقن في رسم صوره داميه له .. ملتهبه .. وسط عيونها هي ..
          يشوفها حق كان لابد ياخذه لو بالأحتيال .. وضرب كل كلام في حقها عرض الجدار ..
          بيمتلكها لو كلفه هالشي يدوس على مشاعر أمها وخواتها .. وهم يشوفونها تترك
          في ليلة زواجها .. يهرب العريس منها .. ويكون المنقذ هو .. يالله .. على هالبطولة
          الفذة فيك ياجلوي..! وهالرجولة الغامره إلي دفعتك تتسلل من حصون البعد لها ..
          تضيق عيونه من أبتسم حتى بان كم خط من التجاعيد في زاوية عينه الخارجيه ..
          من صرخ أبوه في وجهه ( يالردي .. الخسيس ! )
          وكانت هي تغرق في شعور يشبه النوم .. تسمع أصوات متفاوته تتسلل من باب الديوانيه لهم .. أستغفار أبوها الهادي .. صراخهم في مواجهة بعضهم في هالمكان .. لكن ماتقدر تتكلم ..
          تندفع أمها بالكلام .. وكأنها تحاول تدفع حياتها للقرار الصحيح دام إن الحقيقه القاطعه
          هي إن جلوي زوجها .. زوجها ولاعاد لهالأمر رجوع !

          أم نوق : أنا ماجيت هنيا عشان كلن يثور ولا أطلع بشي .. ولا جيت أقول أمر به شور ..
          حتسي هذا إما تنفذونه ولا كلن يمشي في سعة الله
          عبدالعزيز يطالع أم نوق وهو حذر يخوض في مواجهات مع هالنوع من المشاكل : .......................
          منصور يجلس وهو يزفر هوا بحرقه .. يحط كفوف أيديه على ركبه ينطق : هاتي ماعندتس وأبشري من بيسعى فيه للحق
          أبو عبدالله وهو ينفض يده : أنت ماتقولي ليش أنتفخت .. خله يروح يولي .. رزقها الله باللي بيصونها .. وولدي جلوي ( ضرب صدره ) أنا أضمنه .. وبعدين شوفي يام نوق ..
          حنا يوم قابلنا ذياب الرجال ماتسان يبينا نتدخل في علومكم .. شايفن نفسه ويشهد
          عواد وجلوي .. وحتى يوم جيت بحاتسيه عن زواجه بنوق قالي أمي بتدق على الحريم ..
          عيب .. عيب يقال لي ذا الحتسي ..!
          أم نوق معلقه على كلامه : السؤال إلي يطرح نفسه .. ورا ماجيت حتسيت بهالعلوم
          بدل ماتاخذها بالفعول إلي ماترضي الله ورسوله .. توهمنا إن الرجال ترك بنيتنا مايبيها
          وهو ماتركها إلا بعد ماجلست معه ..!
          أبو عبدالله رفع صوته بيده إلي يرفعها فوق : والله ماحتسى إنه يبي يغدي مثل فعول الرخوم .. تاركينه ونية الزواج في باله ...
          نوير تحاول تستوعب كلامهم المتناقض : توك ياجدي تقول إن هالزواج ماراح يتم ... وإنه ماهوب من مواخذينا
          عواد تكتف وصد عنهم بقهر .. مايبيها تنطق وهي أصغرهم سن وتقود الأمور بكيفها : ....
          أبو عبدالله : تسان في بالي إني ماأخليه يتم
          نوير وهي تجبره يعترف : طيب ووش منعك ...؟
          أبو عبدالله فك شفرة هالغموض : أرسل لخايب الرجا ذا ( نطقها وهو منقهر من سكوته ) قبل العصر يقوله بيوم الزواج إنه ماهوب جاي .. والمعازيم من قبل الظهر وهم في القصر .. وش تسان بيدي أسوي ..؟
          أم نوق : ورمية العقال بوسط المجلس !
          أبو عبدالله تصغر عيونه من الضيق وماعاد له حيل للمراوغ أكثر والأمور أنكشفت :
          ماتسان بها حل إلا هالحل عشان مايثورون المهبل من كل جهه وتقوم أمورن مالنا
          حيل في صدها ..!

          رفعت أم نوق يدها حتى طاحت عبايتها على كتوفها .. تبان الشيله الخفيفه إلي تلفها حول راسها وتغطي ملامحها بالبرقع .. تغمض عيونها .. خلاص لحد هينا
          والأمر بدا ياخذها للمتاهات

          أم نوق : شف يابو عبدالله .. هذا تدبيرك ومعك من تسان نسى إن عين الله ماتنام .. وبنتي ماترجع للي تقول عنه وليدك بليا شين يخليني آآمن عليها هالردي
          ( ضمت أصابعها إلا السبابه وجهتها صوب جلوي ).. المواقف ماعلمتنا إلا
          نعرف من العدو إلي إليا بانت خوافي الأمور .. مد سكينه في جوفنا وطعنا .. ومن
          الصادق إلي يمد صدره لنا ويقول ( صارت تضرب صدرها ) أنا لها .. أنا لها ..
          وخل عني علومك وسوالفك كلها النار .. ماتاكل إلا واطيها .. وعطني ماأبي ذا الحين ولا أقسم بربي
          ( رفعت يدها لفوق ) إلي رفع سبع ونزَل سبع .. مايقربنا الردى ويطب في بطن بنتي وأسكت عنه ..

          الكل ألتزم الصمت في حضرة هالحقيقه إلي من كثر ماتشابكت الأمور في بعضها
          ضاعت ..

          منصور أنحنى ضارب يده على الطاولة بكل قهر : لتس مايردتس أنتي وبنتتس
          عن الردى .. وإن رفض برين أنا من هالرجال ليوم الدفنه
          جلوي أنتفض متعدل بجلسته حتى يحرك يده صوب أبوه : وش هالحتسي يبه ..؟
          أم نوق : بنتي مهر ذياب ولد الرويس مردودن لأصحابه ومالنا حاجتن فيه .. وعلى ولدكم
          يجيب للنوق مهرها كامل 90 ألف ريال

          أتسعت عيون نوق حتى تلف لأمها بربكة .. كأنه سمعت رقم فلكي .. نطقت بدون تصديق
          وهي تحاول تتكلم .. قالت بصعوبه وهي تفرك أصابع أيديها المدفونه بعباتها بقوة ..
          " كم ..!"

          تعليق

          • لحن الغلا
            عضو فضي
            • Dec 2010
            • 696

            #25
            أم نوق حركت عصاها تأشر عليهم كلهم : أنتم شهود عليه .. تسان نوى في يومن سعيد
            يطلق .. مؤخر البنت 100 ألف ..

            بلعت ريقها بصعوبه وقامت تنتفض بقوة .. لفت تطالع ملامحهم .. كانوا محصنين
            بالصمت وعيونهم تتسع صوب هالكلام إلي تحول فجأه للحظة مذبحة ..
            وماكانت لأمها تكتفي بهالشي .. لالا .. أكبر من أنها تحط رحالها عند مال مايرفع
            كرامة شي من الماضي مات وأندفن ..
            كملت ..

            ( رفيقكم بدال الحرمة شايل حرمتين .. وبنتي ماتقعد في مكانن ماهوب لها .. ولا هي بالشي
            إلي ياخذه بالحيله ويقول عنه حق .. حقها ذا الحين .. بيتن يكتب باسمها .. وأنا مالي مفارق
            عنها إلا لا خذاني الموت )

            حركت عصاها واقفه .. وهو من الصدمة .. ذاك البرود إلي يغلف ملامحه تلاشى ..
            كانت متسعه عيونه بقوة من وقفت نوق على طول وبعدها نوير ..
            تحركت وهي تتكلم
            ( وإن تسان ماعجبه .. الحيله إلي خذاها فيها .. بيطلقها ويشوف تسيف نرد له الصاع صاعين )

            ومن برا الغرفه أنحنى هو بقوة وفتح فمه فجأه .. صار يمشي على أطراف أصابع رجوله ألي تضرب التراب وتغوص فيه ..
            ولحظات أنحنى رافع طرف ثوب ويعض عليه بأسنانه حتى يحط رجله بأقوى ماعنده
            ويركض .. يبتعد عن الديوانيه للبيت ومن وصل .. لف براسه يطالع الغرفه ..
            الدهشه والصدمة تختلط في ملامح وجهه بعد ماسمع كل شي ..
            رفع أيديه حتى يحطها على راسه وهو يتنفس بصوت مسموع نطق
            " الله أكبر عليتس وعلى شروطتس .. يااااااوك .. صكتهم صكتن عند الله خبرها " !
            راح يمشي وهو من هول إلي سمعه ماعاد يستوعب شي .. وقاعدين في مكان
            بعيد عن الكل حتى مايعرف أحد بالجيه !!
            وعلى طول سحب جواله من مخباته وهو يضغط رقم أمه .. لازم لازم تسمع كل شي وتعرف .. يستقر الجوال عند أذنه
            ومن أنفتح الخط .. أندفع بالكلام

            فيصل : وينتس أنتي على البلاوي إلي صايره .. ألحقي أم هالنوق جايتن تبي تلهف
            من الفلوس لين تقول آآآمين .. ياااوك يمه لو تدرين كم طلبت ولا وش طلبت ولا وش قالت
            نوره بعدم فهم : أحتس ياولد زين .. أنت ماهوب ناوي تطلع يم البدايع ..؟
            فيصل مسح على شعره بقهر متحمس : أنا هنيا مارحت لمكان .. وخوالي مع جدي
            مقابلين أم نوق ..

            تحرك بسرعه معطيهم ظهره من طلعت ووراها بناتها ..

            فيصل يكمل والشمس بأشعتها الباردة تغطيه : صايرن شين تسبير!
            نوره رفعت صوتها وكأنها تحركت ماهيب مستوعبه : أنت وش قاعد تقول .. من قايلك إن
            مرة أخوي جايه
            فيصل حرك يده لورا : أنا واقف عند قسم الرجال وخالي عبدالله قدامي قاعد .. والله إنه مايدري وين الله حاطه .. أنا يوم طلعت من الديوانيه تفاجئت إنه موجود .. وسبحان الله
            تسن ربي رايد لي الخير جيت يمه أسلم إلا البلا كله فالديوانيه ..!
            نوره صرخت بأنفعال : جايتن وش تبي ذي ..؟
            فيصل ضحك بأستهزاء : إي والله يمه إنك صادزة يوم تقولين إن هالحرمة ماوراها غير الطمع .. طالبتن 90 ألف وبيت ومؤخر لبنتها .. ياإنها أنطلقت على خوالي ماواحدن
            منهم رد بتسلمه .. ياقوها قوااااه ..
            نوره من هول إلي تسمعه رفعت صوتها أكثر : نعم نعم .. من إلي عندها وليش ماحدن جاب طاري لنا ..!
            فيصل : كلهم وزودن عليهم جلوي
            نوره بعصبيه : سكر سكر .. جايتن يمهم خلني أشوف ذا الحية وش مخططه عليه !

            لف يطالع أم نوق واقفه بقصرها وهي تتمسك بعصاها ووقفتها ثابته ..
            تطالع منصور إلي يضرب صدره وأطراف شماغه راجعه لورى كتوفه بشكل ماهو مرتب ..

            منصور : عندي مايطيب خاطرتس .. وإن رفض .. بنتتس من طريق وولدي من طريق
            أم نوق ووقفة هالرجال تبيض الوجه : عز الله مقدارك يوم إنك وقفت معنا ضد هاللي ماغير
            يقولب عيونه مارد بتسلمه ..
            منصور يمد يده لنوير ألي متكتفه وعيونها تروح للديوانيه غصب عنه .. لمس راسها : هالبنت الأجوديه .. يبي لها تحسن الظن فينا
            نوير عقدت حواجبها .. طالعته : عمري ماحكمت على شي دون ماأشوف أوله وتاليه
            منصور بتعب وهو يحاول يلطف الجو رغم أنه من داخل بركان ثاير : بعض الأمور مانحملها
            محمل الجد ونقطع فيها الوصل ..
            أم نوق تلف لنوق بنتها إلي تلبس الصمت وشاح : دقي على البنيات بسرعه ورانا طريقن طويل
            منصور طالعها بأندفاع : وين بتروحون ..؟
            أم نوق : لبيتنا .. ماعاد لنا مكان لين ربك يحلها
            منصور صار يلمس جيوبه .. يضغط عليها بقوة نطق بصوت واطي حيييل : لالا .. والله ماتمشون لدياركم مع الأجناب .. وحنا وش شغلتنا يم نوق .. لاخيرن فينا إن ماقمنا
            بالواجب ..

            رفعت أم نوق يدها تبي تحلف له .. لكن كان هو أسرع

            منصور : والله ماتغدون لأي مكان وسيارتي موجوده ..
            نوير تأشر لبرا : ياعمي السايق برا ينتظرنا وعفشنا داخل سيارته
            منصور وهو يسحب مفتاحه : وبس نعاونه وننزل هالعفش من سيارته لسيارتي
            يالله .. يالله خلونا نتوكل على الله وسامحونا على القصور ..

            تحركت أم نوق تمشي معطيه الغرفه ظهرها وأبتسمت غصب عنها .. وآخر من توقعته
            يوقف معها .. أبو جلوي ضد ولده .. رفعت عيونها للسما .. وهي تحس
            بلطف الله ورحمته يخشاها .. وهو أرسل لها أكثر أنسان أبعد ماكانت تتوقعه
            يقول الحق .. في وجه ولده .. نطقت بصوت غير مسموع
            ( سبحانك ياربي ) .. وهي تغص في هالراحة إلي تشمل صدرها بهاللحظة ..
            وتحس إن روحها حرة تحلق في هالسما .. كانت داخله هالديوانيه وعلى كتوفها
            هم مايعلمه خفاياه إلا رب السماوات والأرض .. خايفه لا تظلم البنت أو تهدم ماكانت
            تحلم فيه سند لبناتها .. والعلاقه إلي بين هالبنيات وعمانهم تسوء أكثر .. أيه كانت خايفه وتخفيه تحت قوتها وثبات كلمتها .. وهذي تطلع وثقتها بصنع الله فوق كل ظنون ..
            تشهد له إن فعول منصور عوض عن كل ماحست فيه من ضيم تجاه كلام الجد
            وولده .. هي إلي كانت تعلم علم اليقين .. إن مهما طال ليل التعب والحزن ..
            عوض الله آتي لا محاله .. وإن أحب ماتقابل فيه ربها إنها تكون من أهل الصبر ..
            على مشقة الطريق في هالدنيا .. وكلنا في رحلة سفر
            أحلامنا المكتظة فينا ماراح تهدأ إلا في الجنه .. كل جرح
            ما كان له يبرأ بهاللحظة .. في الجنه بيمحى .. والفقد إلي أرهق كاهلنا .. في الجنه بيرحل ..
            هناك .. البقاء السرمدي في نعيم مايزول .. لاهم .. لاغم .. لا تعب ..
            لقانا بأحباب غادرونا .. الوصل بإذنه في جنان الخلد ..
            ووراها تمشي نوير .. تضم أيديها لبعض بقوة .. ترفعها لصدرها وهي تردد
            ( الحمدالله .. الحمدالله ) تحقق حلمها وبيرجعون لبيتهم ومعهم النوق .. بيرجعون لحياتهم
            الطبيعيه نفس قبل .. آمنين .. مكافحين يسعون للأستقرار .. تحس إن قلبها ينتفخ بالفرح ..
            بس لفت بخرعه مع أم نوق من طلعت نوره وهي تلف شالها الخفيف والطويل
            حول كتوفها شعرها كله لامته لفوق .. ترفع صوتها والمسافات البعيده
            إلي كانت تفصل مابينهم ماكانت حاجز لها تقصر من هالصوت ..

            نوره : ماشاء الله .. ماشاء الله .. يجي أخوي ولا أحدن يقولنا .. عساها القعده إلي مابعدها روحه

            تعليق

            • لحن الغلا
              عضو فضي
              • Dec 2010
              • 696

              #26
              عقدت أم نوق حواجبها ونوير قربت من أمها وهي تشوف هالعمه جايه وفي نيتها
              شي أكبر من ذاك اللقا إلي قدرت تبعثره هي .. تقترب منهم متجاهله أم نوق بكل
              أحتقار وبنتها .. تمر عابرتهم لأخوها إلي كانت نوق ماسكته تسانده مع يده ..
              تقرب منه أكثر توقف قبالها وبقوة تسحب يد نوق من يد أبوها وترميها بقرف لبعيد ..
              تكورت نوق على نفسها ماتوقعت هالحركة تسويها ..!
              بس لحظات حتى تحس بأصابع يده النحيفه تمسك كف يدها السمينه.. ماتدري وش جابه ولا كيف
              طلع من هالديوانيه بعد ماثارت العاصفه فيهم .. تستقر خطواته بجنبها .. أطول منها
              وهي نقطه كبيره جدا على السطر .. حرك يدها بالغصب مرجعها على مشهد من عمته
              ليد أبوها

              جلوي : ياعمه لتس على أخوتس حق السلام وعلى بناته حق الرعايه !

              ماكانت تدري هالحين إذا فعلا علاقتهم تخوض أصعب الخيارات .. أو كم مرة
              بيقدر هالجلوي يطفيها ويشعلها .. هو إلي كان في أول لقا بهالمزرعه وهالعمه
              نوره يقولها بكل قوة أنها ماتتدخل في مشاكل هالعايله .. ولا لهم حيل للمشاكل ..
              وش جاه هالحين .. طالع قبالها بعد كل شي صار بغرفة المجلس يعترض
              هالعمه بصدره الواسع .. سحبت يدها بقوة من بين يد جلوي وأبوها ..
              مريض ياجلوي أنت .. مريض !!
              رددتها بنفسها وعواد طلع واقف عند الغرفه ..

              عواد بأمر وملامح وجهه ماتبشر بخير : يلا لداخل ..
              نوره نوت تتكلم تبي تقول شي : أنتم .............
              عواد صرخ بعصبيه مقاطعها : أقووول داخل يلا .. داخل مابي أشوف جنس مخلوق هينا !!

              أنتفضت منخلعه حتى تنطق " زين ..زين "
              تتحرك بخطوات متسارعه لمكان ماجت ..!
              أم نوق أشرت لبنتها وبصوت واطي متجاهله هالموقف : هاتي أبوتس وخلينا نطلع يمي

              وفي الديوانيه .. كان يرفع جسمه يطالع أم نوق وبناتها من بعيد ..
              من ورا الشباك ولحظات ينزل معتدل بجلسته ..

              حمد : وين راح فيصل هو إلي بيفك لنا القربه كلها ..

              حرك عيونه صوب معاذ وريان إلي يلعبون بلاستيشن في آخر الديوانيه
              ولا همهم أحد .. رغم الصراخ ألي يرتفع ويختفي فجأه ..

              حمد بضيق : من أحتسي معه ...؟
              معاذ : مع روحك ياخي مايحتاج سؤال
              ريان وهو يطالع شاشة البلازما : أنت والله أنك مانت خلي قعدتك كثرانه هينا .. مير علمنا
              تسان حاطن عينك على وحده من بنات الخال !
              حمد بقهر : سد فمك يلا
              ريان وهو متراكي على المركة لف براسه صوب حمد بلبسه السبورت : والله صادز أنا ترا أمهد لك الطريق
              معاذ بقهر رمى يدة البلاستيشن ومسك شعره : لاااااااا
              ريان أنفجر ضحك : أيه ياحبيبي .. تحسب أنك بتقدر علي
              حمد صد بوجهه وصار يحرك يده بقهر : أنا وش لي قاعدن هينا وحارق رزي .. شكل فيصلوه هذا أعداني بسوالفه ..!

              بس ماقدر تحرك غصب منتفض من مكانه ولاف للشباك وهو يرفع جسمه غصب لفوق ..
              لابس ثوب أبيض .. يشوفها تمشي بطولها صوب باب المزرعه الكبير ..
              يشده حشمتها ومشيتها .. هذي أكيد نوير .. لأن أخته ساره أكدت له إن بنات
              عمه كلهن هينا ماعدا نوير .. فز بخرعه من سمع صرخة " خييييييير " جايه
              من باب الديوانيه .. رجع طايح على الأرض حتى يشوف الواقف مشعل .. لابس جنز
              أزرق غامق على تي شيرت أبيض .. والنظاره معلقه على ياقة هالتي شيرت ..

              حمد يحط يده على صدره : حسبي الله عليك .. وش بلاكم علي ياعالم
              مشعل وهو توه واصل من بعد زواج أخوه : ماتستحي !!
              حمد أنسدح على ظهره وغطى أيديه على وجهه : .......................
              مشعل يفسخ جزماته بهدوء ويدخل وهو مايدري وش إلي صار من بعد
              ليلة الدخله السودا في نظره : ياولد الربع جوهم مقلوب برا .. والباب مفتوح وسيارات
              مشتغله .. وش السالفه ... تسن صايره معركة ..!

              .
              .
              .
              كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
              أستودعتكم الله الذي لا تضيع ودائعه

              تعليق

              • لحن الغلا
                عضو فضي
                • Dec 2010
                • 696

                #27
                ( 6 )

                مشعل يفسخ جزماته بهدوء ويدخل وهو مايدري وش إلي صار من بعد
                ليلة الدخله السودا في نظره : ياولد الربع جوهم مقلوب برا .. والباب مفتوح وسيارات
                مشتغله .. شالسالفه ... تسن صايره معركة ..!

                يفز معاذ حتى يتحرك بخطواته الواسعه صوب مشعل .. يقرب منه وينحني يسلم عليه ووراه
                ريان

                معاذ : وش هالمفاجأه ياولد .. قلنا سفرة قطر بتطول
                مشعل وهو يسلم على ريان بالخد : لا والله .. صار ظرف لخويي ورجعنا غصب ولا تسان هالسفره أطول
                ريان : متابعينك سناب ونطقطق عليك كل اليوم .. بس علمنا كم وصلوا متابعينك ..
                مشعل يبعد عنهم ويوقف بثقه والأبتسامه أشرقت بوجهه : جهزوا الحفله نص مليون متابع قريبا
                معاذ طارت عيونه : أوما !
                ريان صار يضرب ذراع مشعل بخفه : وش عليك .. وش عليك .. تستاهل وحنا نستاهل نشر يلا نبي نعيش الجماهيريه والشهره بعد ..
                مشعل يرفع يده بوجه ريان : كل شي بحسابه !
                ريان أنعقدت حواجبه: لا أكيد تستهبل .. والقرابه إلي بينا وش فايدتها أجل
                مشعل وهو يحرك فمه لين تقوس .. هز كتوفه بخفه : يكفي إني أقرب لك !

                تحرك مبتعد عنهم .. متوجه صوب حمد .. يمد يده له ويسحبه غصب يوقف

                مشعل وهو يسلم عليه : ماتستحي وأنت جالسن ذا الجلسه وعيونك برا
                حمد مايدري كيف يرقع لنفسه : عدوى الفضول من فيصل !
                مشعل يضرب بطن حمد : متى تنحف طيب أنت ؟
                حمد يدفه : أنقلع عني وراك .. وهذا حالك كل ماشفتني
                مشعل أنفجر ضحك : لازم تشوف حل لوضعك ..

                رفع أيديه وهو يبي يفرد عضلاته قدام حمد .. أبتسم بوجهه النحيف وكأنه فخور جدا بهالعضلات إلي بدت تبرز بشكل لافت .. في منطقة الصدر والأيدين ..
                مشعل : شف شف .. آخرة التمارين والرياضه .. جسم متوازن ورياضي وخفة بكل شي
                حمد تغيرت ملامح وجهه وهو يطالع مشعل : أقول .. ترا ذبحتني .. ذبحتني ياولد ماهيب سالفه كل ماشفتني فتحت لي محاضرتك كيف تصير رشيق !!
                مشعل نزل أيديه : أبي لك الخير إلا تعال قلي وش صاير برا ..؟
                حمد تكدر مزاجه : تاركن أبوك وأخوك وجاين لي تسأل .. ماراح أقول

                تحرك بقهر ومشعل غصب ضحك لأنه عارف أنه تضايق من هالسالفه .. لف لورا وهو يرفع
                يده ..
                مشعل : تعال ياولد .. تعال والله مانيب قاصد أغثك

                رفع حمد يده لفوق بمعنى " رح وراك " وطلع من الديوانيه بكبرها ..
                مشعل يطالع ريان : وش بلاه تنرفز تسذا

                طالعه ريان من فوق لتحت يبي يرد له رفضه عشان النشر بالسناب وتحرك بطوله النحيف وبشرته السمرا راجع لمكانه .. أخذ نفس معاذ حتى يزفره بصوت مسموع ويدفن أيديه في
                الجيب الواسع إلي ينتصف تي شيرته .. يتحرك ورا ريان وهو يقاربه بالطول وماكان
                يفرق غير إن معاذ يمتلك بشره بيضا .. وريان سمرا .. يتشاركون تفاصيلهم مثل لو أنهم
                ظهروا لهالدنيا من رحم واحد .. ملابسهم .. زياراتهم .. ضحكهم ..
                يجلس معاذ بجنب ريان وهو يطالع شاشة البلازما .. يسحب يد البلاستيشن

                معاذ : تهقى أنك بتهزمني ..؟
                ريان أبتسم وهو يتربع وينحني بظهره ساحب يد البلاستيشن المرميه : تخسى .. ماهوب كل مره ..!
                مشعل رفع صوته : أحتسي مع مين أنا ..

                ولا ردوا عليه .. تحرك بخطواته صوب صينية القهوة والشاي حتى ينحني جالس قبالها

                مشعل يطالعهم بقهر : كلن مردوده عليه فعوله .. أوريكم !

                يسحب الجوال من جيبه .. ومن فتحه رفع يده فاتح كاميرا السلفي بالسناب ..
                يبتسم من ضغط بأصبعه زر التسجيل ..

                ( وهذا حنا بالقصيم .. أكرمكم الله أهل قطر ماقصرتوا .. لولا الظروف تسان قعدنا زود
                لكن بإذن الله الجايات كثيره )

                يعدل وضعية الجوال وعيونه على هالشاشه إلي أصبحت حياة للبعض منا ..
                إبتسامة وصوره للرفاهيه ممكن توهم الكثير إن الحياة بعطاياها ماأصابت إلا أرضك
                من بين الملايين .. يرسل سنابته .. مثل لو أن الأمور عنده هاديه .. جميله وهي أبعد
                ماتكون عن الهدوء ..!

                .
                .
                .
                الساعه 9 مساء ..

                واقف قبال مغسلة الحمام الداخلي لغرفة النوم في الشقه ..أنحني صوب الماي إلي
                يندفع بقوة .. أحط أيديني تحت هالماي ويتناثر يمين ويسار وأحاول
                كثر ماهالضياع يلتحفني .. إني أرش على وجهي شي يخليني أحس إني موجود ..
                وإني ماتورطت فعلا في إني أدفع ثمن هالعمر إلي مر مثل لمح البصر دونتس !
                تظهر في ذاكرتي تسن الزمن ماغيَرها .. جبل شامخ .. نظره واثقه .. خطوات ثابته ..
                وخفه تغريني في كل شي .. هذي أنت يانوق .. أنتِ .. إلي كنتي تتصلين علي يوميا
                تعلميني بكل شي .. بكل شي يصير معتس .. وكنت من كثر أتصالاتتس أحس بالملل .. أنا
                إلي سهل علي أتمرد من كل هالزحمة إلي ترسمينها حولي في زمن فات ..
                أحس بهاللحظة إني فعلا بديت مرحلة الأربعين في حياة رجل مثلي جابه الخساير حد الموت ..
                ماأدري كيف تركتس بالمزرعه تروحين .. بس كنت أناديتس يانوق وتقفين عني صوب
                سيارة أبوي .. هو أنا يانوق بنظرتس شخص يتلذذ
                بتعذيبك .. تكرهيني يا نوق ..؟ تكرهين الشخص إلي عجز بأي شكل يسترد الأحساس الجميل تجاهتس في حريمه .. الشخص إلي عجز يعتذر لتس مثل مايعتذر الكل
                .. بس ماأقدر على هالشي .. ما أقدر ولا أدري
                كيف للرجال يعتذرون .. تطلع " آسف " منهم بدون ما تجرح كبرياء ولا تدمر وطن فيهم .. أغمض عيوني بقوة وأنثر هالماي صوب تفاصيل وجهي وأرجع أملى كفوف أيديني بهالماي من جديد .. أرفع راسي أطالع بهالملامح إلي عبث
                فيها النحف .. كان أسترداد هالنوق صحوة من عمر الثلاثين .. أنا إلي كنت
                أحس أني فقدت شبابي من أبعدت .. عمري ماتسنت أشبهتس يالنوق .. ولا قدرت
                أعلن خسارتتس .. 15 سنة دفعت ثمنها يانوق وتسان لتس تستوعبين هالثمن في عيالي ..
                هل من المعقول لأنسان يوصل للأربعين يكون عزوته ولدين بس واحد بعمر السبع سنوات
                والثاني مايتعدى عمره الثلاث سنوات ..!
                أتأمل ملامحي ..أقرب أكثر من هالمرايه ألي سقفها خساراتي .. أبحث في ملامحي بخوف عن
                الشيب إلي تأخر ماظهر .. هل أنا فعلا خسرت سنين من عمري عشان هالجزء الصغير
                يسار صدري .. أقترب أكثر من هالمرايه .. أدوَر في ذقني عن خصلات شيب
                صغيره .. أحرك راسي لليمين ولليسار .. متى بتفاجأ من شعرات الشيب لا ظهرت ..
                متى تحسسني إني خسرت عمر ماهوب سهل .. عشان هالنوق .. إلي بسببها
                أخذت أول وآخر كف من أبوي .. ماأنسى نظرت أبوي لي .. والشر إلي تسان
                في عيونه من قلت إني تنازلت عن عرش هالحب وأقفيت .. طلقتها يبه ..
                طلقت نوق .. شدني من ثوبي .. هزني مثل لو أنه يصحيني من سكرات هالتسلمة ..ومثل هاليوم
                رجع أبوي يتبرا من أبوته لي .. ينبذني .. يعادزبني ( يعاقبني ) بكلمة " أنا برين منه "
                وصرت متعود أبتسم وداخل هالصدر يثور فيه صوت المدافع والرصاص .. أفرك شعري بقوة بأيديني المبلله بالماي بقوة .. حتى أسند أيديني على طرف
                هالمغسله بقهر وبلمح البصر أعتدل واقف وأتحرك مبتعد عن هالمغسله .. أحرك رجولي بصعوبه صوب باب الحمام وأطلع لغرفة النوم .. مطوية أكمام ثوبي وأتمنى أتحرر
                من هالضيق ألي يحتويني .. عجزتي تفهمين يالنوق يوم شفت ضعفتس وش تسثر
                تعبت .. أتعبتي هالأنسان
                إلي ماتسان يقدر يكون شي تسبير بالنسبه لتس .. تدرين وش الفرق مابيني وبينتس
                يانوق بعد ماأخترت الفراق .. هو إنتس رحتي ورجعتي وخيارتس واحد .. حزنتس
                واحد وضعفتس الطارئ بيتلاشى .. هالإنجاب أمر مالتس فيه خيار .. أمر الله ..
                لكن أنا عشت من بعدتس سنوات ماعدت أعرف أضحك .. أبتسي إذا أحتجت ..
                إذا خفت وإذا أشتقت .. أنتسوي وعلي أسكت .. أسكت مع إن تسان عندي
                خياراتي المتعدده لكن ضحيت فيها عشانتس .. تسان المفروض
                عندي ست أوسبع عيال يعوضون هالعمر إلي يروح هباء .. في أول ليله شفتها فيتس
                من بعد سنين يانوق ماهيب هينه .. حسيت شوفتتس مثل الكابوس إلي أبي أصحى منه ولا
                قدرت .. ماستوعبت قدر التغييرات بجسمتس يالعصلا .. تسذا أناديتس زمان ..
                ولا زال هاللقب في صدري يعتلي قمة ظنوني وشوقي لتس .. والله ماكنت مستوعب
                قلت لتس .. أنتي نوق بنتي عمي .. ويوم رديتي صوتتس تسان شي من أشياء
                ماكان لي قدره أتنازل عنها .. أجبرتيني على الحتسي وأنتي الساكته .. على السؤال
                عن أشياء كنت أنتظرتس تفتحين الباب لها وتتركين الباقي لي ..قلت لتس
                " ماتبين تعرفين أي شي عن حريمي .. عن عيالي " وأنا أبي أكشف لك الغطا المستور
                عن أي حالة عشتها من بعدتس .. كم أشتهيت أرجع أضحتس مثلتس من قبل .. أتعبني فراقتس يانوق .. صرت يائس .. أعيش مع أنصاف الحريم ... أبحث عن من يعوضني فقدتس
                فيهن .. أنا والله مانيب قاسي وقلبي من حجر لا وصيتتس ماتواجهين وحدة من زوجاتي ..
                لأني أخاف من أنه أحد يأذيتس وأنا مانيب موجود ... أخاف يمستس السوء ..
                أخاف تظللتس غيمة من الخذلان وأنتي إلي مثل ماأعرفتس ماتعرفين لا الخذلان ولا الخيبه ..
                حبيتس يانوق حب البدو إلي مابه زيف .. يوجعني هالشعور إلي يبان في نظرات أهلتس
                إني ماغير خاين للعشره .. ماصنتتس .. وأنا أتمنى لو أن الزمن يعود .. والله أتمنى
                إني ماجرحتس ولا أذيتس .. تسان بغير قصد أنفعلت غصب من سواتتس
                .. صدقيني يانوق .. صدقيني
                لأنهم مايعرفون بحجم هالعلاقه إلي بينا .. مايعرفون إني عشان أعلن عن خسارتتس
                علي أبحث عن وحدتن تحل محلتس .. وأنا بحثت يانوق من قبل ماأعلن هالخساره وأرجع لنقطة الصفر .. وطلع أكثر من خسارتتس .. هي خسارة جلوي .. لأني أحتاج أبحث
                عن مكانتس يانوق في جسد وحده غيرتس .. علي أبحث عن أنسانه تعرف إلي أكرهه
                وأحبه مثل ماأعرف أنا ماتحب وتكره .. نتشارك كل شي فينا .. رميت هالجسم المتهالك
                صوب السرير .. تمددت وأنا تسانت أحلامي فيتس كبيره .. أصغرها وأتفها
                هو أننا نتشارك هالسرير سوا .. تنامين .. تغمضين عيونتس وأقعد أنا أسترد
                عمري إلي ضاع فيتس .. أشم ريحتس .. وأمسك يدتس .. أقولتس أشتقت لتس ..
                لكن ماقدرت وإنتي إلي فضلتي تخبين تفاصيلتس عني بعباة سودا .. تثبتين لي إن
                سنوات الفرقا مازادتتس إلا كره وهجر .. ماأدري إن تسان تكرهيني يانوق .. والله مدري لأنتس غامضه كثرت ماحاولت أترجم تصرفاتتس ..
                والله ماكنت أقدر أفتح معتس صفحات
                ماضي والنهايات مره .. ماكنت أقدر أواجهتس بالماضي وأنا أعرف إن فيه ألمتس ..
                عشان تسذا أتخذت قرار إن مانذكر شي عنها لفترة .. لمست ملامح وجهي بأيديني .. غطيتها
                وأنا ماأدري وش واجب علي ذا الحين .. تركتهم وجيت لهالشقه .. ماكنت قادر
                أحتسي مع أحد .. أخترت الهروب حل .. رفعت ظهري عن السرير متربع ..
                سحبت جسمي من على السرير لين نزلت برجولي على للأرض ..
                أنحنيت تحته .. أميل براسي وأمد يدي ساحب قطعة قماش تسبيره مليانه
                أغراض تسنت ناوي أوريها نوق .. مسكتها بقوة وحطيتها بحضني وتربعت ..
                رابطها بقوة وأنا خايف يروح إلي فيها أو يضيع ..
                بعد ذاتس اليوم إلي فقدت فيه عقلي وطلقتها .. ماكنت أفكر وش بيجيني
                من عواقب .. من بيفرح بهالطلاق ويمنعني عنها .. مافكرت وقتها إن ذيتس
                اللحظة كانت النهايه .. والله إني أتمنى لو إني أقدر أجيب طاري هالسالفه .. وأضمها ثم
                أبوس راسها .. وأرجع تسذا أخليها تضل بين أيديني .. أحس إني مخنوق .. حركت أيديني
                وفكيت أزارير ثوبي كلها .. صدري يشتب فيه الهم والقهر .. أحس تسن في صدري جمره
                ياعرب .. جمرة ولاني قادر أطفيها .. هالحين بيت .. ومهر يقص الظهر .. وأنا يالله
                يالله قادر أوازن أموري .. وأصرف على أهلي وأختي فوزيه وعيالها إلي زوجها تاركها
                ومسافر يكمل رحلة علاجاته الله يعافيه ويعافي المسلمين .. ولا أقدر أطلب من أخوي مشعل
                وبدال ماأنا أعطيه .. هو يعطيني .. والله أنها تسبيره في حقي .. ولاهيب حلوة في حقي بعد
                يمد عواد يده ويجود بالمال وهو أولى إن تسان الله مغنيه يكون من نصيب والديه ..
                يدق جوالي داخل جيبي .. أكيد ماهم تاركيني بعد كل شي .. أسحب الجوال من جيبي
                ومن طالعت هالجوال إلا هذا أبوي .. أبوي إلي فشلت في إني أجاوب عن سؤاله
                قدام نوق وأمها وأختها وقدامهم كلهم .. " ليش ماطلبت نوق إذا أنت تبيها "
                كنت ملكي يانوق من البداية .. ملك لي أنا .. ملك ولايحق لأحد يبعدني عنتس ..
                لولا تعاطف جدي وحيلة عواد .. تسان أنا ماقدرت عليتس .. وعلى وصال البعد ..
                أنا آسف على الطريقه المهينه إلي رجعتتس فيها يانوق .. آسف لأني ألف مره ومره
                دعيت الله ترجعين لي ولايوقف أحد في طريقنا .. ولما تسان لرب السماوات والأرض
                يأذن كنت أنا متفاجأ في حالتس .. متفاجأ في هالتغييرات إلي فيتس .. مادريت
                إني تسذا بحترق عشانتس وعشان هم الدين والفلوس .. تركت جوالي إلي وقف
                عن الصراخ .. لكن رجع يدق من جديد .. وكان لزوم علي أرد
                فتحت الخط وأنا أتلمس قطعة هالقماش إلي بحضني .. نطقت ب " ألو "

                منصور بعصبيه : وينك ..؟
                جلوي : بأرض الله الواسعه .. يبه
                منصور : تعال للمزرعه بسرعه
                جلوي بوجه بارد ونبرة صوت واطيه حيل : وش عشانه
                منصور صرخ : عشان سواد الوجه إلي سويته ..؟
                جلوي رد بهدوء: سواد الوجه تسان له شروط علي أوفيها يبه .. مهر وبيت بالأول ثم مؤخر
                أنا مانيب جاي لكم لين أحط المهر بيدك وأقول هه هذي الفلوس رح يبه ودها
                لها .. والبيت بنزل للرياض وأسأل وأشوف .. فمان الله

                سكرت الجوال ورميته بعيد عني ... تحركت واقف وأنا ماسك قطعة هالقماش إلي ثقيله ..
                طلعت من غرفة النوم للصاله .. مدري من أوصي عشان يشوف لي سعر العقار
                بالرياض .. أو أفضل شي أبدى أجمع فلوس المهر .. ماعندي إلا أبيع من الحلال
                والباقي بييسره الله .. لبست نعالي حتى يدق جرس الشقه .. لعلها البقاله وأنا من زمان
                طالبن منهم .. أخذت نفس بقوة وتحركت ببطء صوب الباب ومن فتحته .. أتسعت
                عيوني بقوة وأنا أشوف أخوي مشعل يوقف بطوله قبالي .. ظليت أطالعه بأنفاس مختنقه
                ماأدري هو جاي في الوقت إلي كل ماقلته هذا ودي تسمعه أذن بشر .. أو
                جاي في وقت محتاج من يجود علي بالنصيحه
                للي حصل .. يشيل هالتفاصيل المتشابكة حتى أقدر أفكر .. تحرك صوبي .. رفع أيديه
                وضمني بقوة ..

                مشعل : خفنا عليك .. والله خواتي زادن هالهواجيس فيني ياولد .. من شفت حالة عمي عواد
                قلت أكيد ماراح تكون أقل منه

                " عواد ! " .. نطقت بأندفاع " وش فيه " كنت تاركه في حالة صمت في المجلس بعد
                ماتركونا أم نوق وبناتها .. رايحاتن مع أبوي

                مشعل يبتعد عنه .. يدخل ويسكر الباب : مجنون .. قام يضرب يده بالجدار .. تخبره ماهوب
                شي جديد لا عصب تسنه يصير ماهوب عواد .. يغدي واحدن مانخبره .. أخذه بادي للمستشفى
                جلوي متفاجأ : ليه
                مشعل وهو يحرك المفاتيح إلي بيده بعبث : ماأخبره إلا يقول " سكتوا عنها يوم تقول ولد عبدالله .. أنا ولد عبدالله .. " وشين مافهمته إلا من فوزيه

                تعليق

                • لحن الغلا
                  عضو فضي
                  • Dec 2010
                  • 696

                  #28
                  وسكت .. وأعرف هالمشعل لا سكت يبي مني أحتسي بليا مقدمات .. أبعدت نظري عنه
                  وتحركت وأنا أشيل قطعة هالقماش بيدي .. صوب أقرب كنبه .. أرمي عليها جسمي
                  قباله .. هو إلي ظل يطالعني .. يتأملني .. يتفحص ملامحي .. قباله والله تسني
                  قاعد أحاول أمسك ذا الدنيا بيديني ولا نيب قادر .. نطق

                  " وش قلت لك أنا ياجلوي في ذيك الليله .. ماقلت لك بتتغير .. وأنت بعد يمكن تغيرت ..
                  شف آخرة عنادك وركضك وراها .. صدقني إن تسان في بالك إنك تبي تمتلك شي
                  ماعاد هوب ملكك .. تراك غلطان .. وحسبتك غلطانه .. ! "

                  أخذت نفس بقوة رفعت يدي اليسار وأنا أغمض عيوني وبعبث أمرر أصابعي على هالعيون ..
                  أضغط عليها وأنا مابين هالجمره إلي في صدري .. وجمرة نوق

                  " ياولد رزقك الله بدال الحرمة .. حرمتين ... وبدال الولد ولدين .. وش تبي في هالنوق
                  إلي ماتت من زمان وطلعت من حياتك بليا رجعه .. أنا ماأستغربت من كل هاللي صار
                  هذا هو إلي المفروض يصير .. هذي هي ردة الفعل الطبيعيه .. بس ( رفع أيديه
                  مشعل ) وش حادك على الحيله إن تسان تعرف ومتأكد أن زواجك منها مرفوض ياجلوي .."

                  أبعدت أصابعي عن عيوني وصرت أطالع مشعل .. تسني أبحث عن جواب ..
                  ريحت يدي على الكنبه ..أنا أعرف أن مشعل يوم يوجه لي سؤال هو يعرف
                  بالإجابه لكن يبي منها تطلع مني .. يبيني أقولها .. كلهم في الحقيقه يعرفون جواب كل سؤال
                  يبحثون عنه فيني .. أبوي مثلا سألني ليش ماطلبتها .. وهو عارف إن هالنوق لي أكبر
                  من أحلامي .. هي أنا .. وأني بخسارتها خسرت التسثير .. أنا يوم عرفت إن ذياب متقدمن
                  لها حسيت تسن الدم ثار في عروقي لأنه سبقني لها.. قمت غصب عني يوم قال أبوي إن
                  أم نوق قالت له إن فيه من متقدمن لها .. قمت أحاول أتمالك نفسي خفت يعميني الغضب ..
                  المارد إلي غفى من 15 سنه صحى .. ونسيت والله إن بعض إلي نمر فيه بعد.. ينام ويصحى
                  وهو تسان ساعن لها قبل مانرجع لحياتهم .. ومع هالشي يرجع أبوي يقولي
                  " ليش ماطلبتها " .. " ليش ماقلت " .. " ليش وليش وليش " .. !!
                  رفعت صوتي بوجه مشعل
                  " تشوفني غلطان أنت ..؟ "
                  هز راسه مشعل
                  " غلطان إيه غلطان .. عيش حياتك خلاص وصلت للأربعين مالك ومال الهم "

                  تقدم لي وجلس على يساري وهو يلبس بنطلون وهاللي يسمونه تي شيرت ..
                  نطق بأهتمام
                  " وش بتسوي ذا الحين قلي .. تراي لك عون باللي أقدر عليه "
                  صرخت بوجهه " مانيب محتاج من أحد شي .. أنا بدبر عمري بعمري ! "
                  رد علي وصوته أهتز " هد .. هد ماتسوى عليك .. يومني قلت لك بحتاج فلوس للدعايات
                  بالسناب وغيره .. ماقصرت معي .. ترا هذا ماغير حلالك .."
                  " سكَر على السالفه "

                  فزيت واقف وأنا معطيه ظهري ..

                  مشعل : طيب اسألك ولا تتنرفز
                  جلوي وهو يحط أيديه على خصره : أحتس
                  مشعل : ماتحس إنك بدال ماترتاح في هالعمر .. صرت مثل إلي يقول للهم والمرض عجَل
                  جلوي وهو تعب من هالضغط وهالدوامه .. لف لمشعل رقع صوته : ياخي مانسيتها .. ماقدرت ..

                  جر ثوبه وصار ينفضه ..

                  " علمني تسيف أنزع حب البدو يامشعل من قلبي .. من تفكيري .. علمني تسيف أشيلها ..
                  أنت وش يعرفك من هي نوق .. نوق ذي شي تسبير .. كبرت قدام عيوني .. شفتها تلبس
                  عباتها الراس وتتغطى عني .. شفت خجلها الأول .. وضحكتها .. وعنادها .. نوق
                  شي مني .. مانيب قادر أتركه "

                  مشعل : وش خلاك تتركها .. للحين ما أقنعتنا !
                  جلوي صرخ بوجهه : مجنون أنا .. حمار .. ماكنت بعقلي .. أستفزتني يامشعل من ذيك السنين.. جرحت شين فيني ماقدر يبرى .. ولما طلقتها وطلعت تسان هذا آخر مابيني وبينها .. ماقدرت
                  أشوفها .. أحتسي معها .. ماقدرت والمشاكل بين جدي وولده وصلت قمتها .. إن تسان
                  عمي عبدالله من قواة باسه وغضب الله عليه قدر يفكر يجرجر جدي للمحاكم ..
                  كيف فيني أنا
                  مشعل بقهر : أكيد إنك ماقلت لها شي ولا ماتسان آخرتها تطلب شين يقص ظهرك

                  أضطربت أنفاسي وحسيت مثل لو أني أختنق فجأه ..! هزيت راسي بالرفض
                  قلت " لا ماقلت لها شي "
                  شفت بعيون مشعل شين واجد .. ظل يطالعني وأنا على طول تحركت راجع للكنبه ..
                  نطقت أبي أعطي نفسي مبرر للشي إلي ماقدرت أقوله ..
                  " ماتسان هالشي مناسب إني أول ماأشوفها أقولها كل شي .. قلت أنتظر .. أخليها
                  تتعود على حياتي .. على وضعي .. وهي يامشعل تسنها من حجر .. لا نطقت ..
                  لا سألت .. ولا قالت لي شي .. أنا إلي أخذت أسأل بدالها .. أستفزها تحتسي ولا قدرت "

                  فز مشعل واقف .. وأشر بيده صوبي

                  مشعل : أنت إلي ماهوب صاحي .. إنت ياجلوي وعز الله إن نوق ماسوت إلا الشي
                  إلي تخاف منه فيك .. وتسان هالخوف في محله .. !

                  راح وتركني .. طلع من الشقه .. وكنت أعرف إن في صدره شين تسثير ماقاله ..
                  لكنه خاف يقوله .. أكتفى في هالحتسي .. وهالنهايه .. وراح !!

                  .
                  .

                  في المزرعه ..
                  كان جالس منصور وهو عاقد حواجبه والهواجيس تاخذه يمين ويسار ..
                  يفكر بجلوي إلي ماتوقع هالرد منه .. توقع ع الأقل
                  يرفض واحد من هالخيارات وهو يعرف حالته الماديه زين .. أندفع أبو عبدالله
                  ألي كان جالس على الأرض وهو يحرك عصاه صوب ولده

                  أبو عبدالله : إنت وراك ساكت .. ماتقولي جلوي وين غدى ...؟
                  منصور وحس بشي في صدره يغفى: قالي إنه ماهوب جاي لين يوفر المهر والبيت
                  أبو عبدالله حرك عصاه وصار يضرب رجل ولده : ورا ماقلت له البيت عند جدك .. بيوفره
                  منصور حرك عيونه صوب أبوه .. نطق بحيره : ماتوقعته يروح تسذا بسكات يبه
                  أبو عبدالله صد بضيق وشماغه مرمي على الأرض جنبه : لاحول ولاقوة إلا بالله .. لاحول ولاقوة إلا بالله
                  منصور بقهر : لولا معاونتك يبه لهم ماصار إلي صار .. تسان هالفعول الرديه ماتقاوى عليها مع عمه ..
                  أبو عبدالله والضيق يتحد مع هالتجاعيد إلي تملى تفاصيل وجهه : هالولد مجرمن فيه أنت !
                  منصور أنتفض بقهر : أنا يبه
                  أبو عبدالله طالعه وهو يحرك يده بوجه ولده : وقفت مع أم نوق ضده .. مافزعت وحاميت
                  عن وليدك .. وقلت إنك كفيله
                  منصور رفع صوته : ماأوقف ضد الحق .. والله لو أنه رفض مطالب أم نوق تسان شاف العلم
                  إلي يعده ويذكره .. بنتي ماأرضى عليها بهالفعول تسيف برضى فيها لبنت أخوي .. وهو نفسه ماراح يرضى لو أن هالشي صار لوحده من خواته !!

                  يقطع عليهم عواد وهو يدخل بطوله .. وبشرته متحوله للون الأحمر من كثر هالعصبيه
                  إلي تنفجر فيه وتسري مسرى الدم في عروقه .. ماسك يده إلي يغطيها الشاش
                  الأبيض ووراه يدخل بادي بهدوءه وصمته في حضرة هالمشكله الكبيره ..
                  ينحني عواد جالس بجنب أبوه على الأرض وشعره مبعثر في كل جهه

                  أبو عبدالله يطالع بادي بخوف : وش صار
                  بادي ينحني على الكنبه مرتاح : سووا أشعه له وتأكدوا أنه مامن ضرر .. عقموا الجرح يبه
                  ولفوه بشاش
                  منصور بحده : تحسب إنك يوم تضرب يدك فالجدار .. خلاص كل شي بيطيح !
                  عواد ثنى ركبته وريح يده المصابه عليها حتى يرفع الثانيه ويفرك حواجبه : .................
                  منصور : بدال حركاتك هذي صحح غلطك وخلنا نهدي النفوس
                  عواد وهو يغمض عيونه : نهدي النفوس ..! ( فتح عيونه صوب منصور ) ماسمعتها تقول لي ولد عبدالله .. أنا تحطني بكفة سوايا زوجها وولدها .. أنا يامنصور
                  منصور بصوته الحاد : دخلتوا نفسكم بمعمعه مالها أول ولا لها تالي .. وأنت خابر إن ربعك مجروحتن نفوسهم من سواة جلوي ... وتحسب إن خوييك سعى للصلاح لا .. قام وجاب
                  تاليها مع البنت .. إلي ماتبيه
                  عواد فجأه ثبت نظره على أخوه .. وبملامح الضيق نطق كأنه ماهو مصدق : ماتبيه ..!
                  منصور هز راسه بتأكيد : إيه بالله وأنا سمعتها وحتسيت معها
                  عواد صد عنه : ...................

                  تعليق

                  • لحن الغلا
                    عضو فضي
                    • Dec 2010
                    • 696

                    #29
                    ظل بادي تنتقل عيونه من جده إلي يلبس الصمت لعمه الكبير .. لعواد .. وهو إلي كان طالع لبريده
                    يقضي له مشاغل ويقابل أخوياه .. ولا يدري وش إلي صار .. كل إلي واجهه
                    أول مادخل الديوانيه هو عمه إلي
                    يضرب يده بالجدار ويصرخ .. " أنا ولد عبدالله .. أنا ولده .. ترددها على مسامعكم وتسكتون
                    ماتسن هالتسلمه تشق الجوف شق .. " !!
                    ولايدري من قال هالكلمة .. من قدر يشبه عواد ويشيله من خانة الأخ .. لكفة صعبه تتوازن
                    فيها الأمور .. ركض بكل قوته صوب عمه وصار يدفه بعيد عن الجدار .. لا يأذي نفسه
                    وهو يعرف هالعواد لا صابته حالة غضب .. يغيب في طي الاشعور .. ويصير شخص ثاني
                    في حالة الغضب قادر يتحول لطوفان .. وعاونه مشعل إلي دخل يركض متخرع .. وبعد مايدري متى جى ..؟!
                    تستقر عيونه على جده حتى يفز واقف وينحني صوبه

                    بادي : تروح ترتاح يبه .. شكلك ماهوب مطمني
                    أبو عبدالله وهو يحاول يقوم : إي بالله إني تعبان .. تعبان يابوك
                    بادي : يلا أجل نتعشى سوى ثم تنام بعد ماتاكل أدويتك

                    يفز منصور واقف حتى يتحرك تارك المجلس قبلهم .. حتى الحمدالله على السلامة ماقالها لعواد ..
                    تتحرك خطواته الواسعه صوب البيت والجو حوله سكون في سكون .. كان الكل عليه
                    إما إنه يهرب من هالجو المتكهرب بأسباب عليها تتكاثر أو يلتزم الصمت .. يدخل قسم الرجال
                    بصدره الواسع ومنها يطلع للصاله .. يوقف رافع صوته ..

                    " العشا يابنات لأبوي "

                    تنحني فوزيه براسها وهي لابسه قميص روز وردي .. شعرها مكتفيه فيه تمسكه من ورا
                    بربطة شعره سودا وتتركه يغطي كتفها .. تطلع من المطبخ وهي تمسك قميصها بعبث
                    وتقرب منه ..

                    فوزيه : يبه وين جلوي .. أدق عليه ولايرد .. وتدق عليه البتول ونفس الشي .. حتى مشعل
                    منصور وملامح التعب تبان بوجهه : هو أخوتس هذا جى ..؟
                    فوزيه هزت راسها بسرعه : إيه يبه
                    منصور بعصبيه : خلص من الهياته وقلة العلوم !
                    فوزيه على طول سحبت يد أبوها وأنحنت تبوسها : طلبتك يبه لا تتضايق .. كل شي مقدورن عليه ومشعل يبه تعرف أنت زين إن شغلته في هالبرامج وماشاء الله ملاقن رزقه .. والولد
                    كل ماله ورزقه يزيد .. ربي يبارك له
                    منصور يتلفت : وين أمي وعماتتس ...؟
                    فوزيه مدت يدها لورا وبصوت هادي تخفي فيه توترها من هاللي سمعته : في مقلط الحريم

                    يتحرك عابرها صوب المقلط ..
                    يدخل المقلط بجسمه حتى تفز فضيه واقفه من شافته .. تقرب منه

                    فضيه : وش العلم إلي سمعناه ..؟

                    كانت خطواته ثابته في وسط هالمجلس .. يطالع أمه .. أخته نوره .. وزوجته .. وأخته
                    إلي وقفت على يساره ..

                    منصور رفع يده بتهديد : هاللي بيصير .. إن دخلت فيه وحدتن منكن .. والله لايكون لها شين تذكره ويذكرونه عيالها من وراها ..!

                    طارت عيون أم جلوي حتى ترفعها بحده صوب زوجها ..

                    نوره فزت واقفه : وش تبي يامنصور .. ( رفعت أيديها لفوق ) تبي تخلي الحريم يركبون فوق روسنا
                    منصور ماكان له حيل للخناق والتعب : وأنتي وش عليتس ..؟ بناخذ من فلوستس
                    ولا بنستلف منتس .. علميني يالله
                    نوره ضاعت .. نطقت : ماتسان أتفاقنا يامنصور البنات يسكنون في بيت أبوي مع أخوي
                    هاللي مايدري عن شي ..!
                    منصور كرر عليها كلماته .. يعيدها ويبي هالشي يستقر في راسها : أقولتس أنا وش عليتس يانوره .. بناخذ من فلوستس
                    نوره طالعت أم جلوي .. حركت أيديها بقهر : ماتحتسين .. تقولين شي ؟
                    أم جلوي وهي تعرف زوجها أكثر من أي أحد : ......................
                    منصور : أنا علمتكن بالعلم .. إن مامسكته وحده منكن تعرف وش بيجيها .. ويلا خلاص
                    حفل وأنتهى كلن يفارق لبيته !
                    أم عبدالله نفضت يدها : أعوذ بالله .. وش بلاك ياولد

                    عقدت فضيه حواجبها من طلع منصور تاركهم وهي ظلت جامده في مكانها .. أقتربت
                    نوره من أمها حتى تنحني جالسه وبقهر تضرب أيديها على فخوذها

                    نوره : تحقق لها ماتبي .. فلوس وبيتن يضفهن .. وهذا أنا إلي قايله لأبوي خل البنات
                    عندنا ..
                    أم عبدالله أشرت بيدها صوب نوره : عويذ الله من شرتس يابنت .. ماطلبت الحرمة هالطلب إلا عشان تستامن بنتها عند الرجال !
                    فضيه : والله غريبتن عليها تروح وتجي ولا أحدن يقولنا .. حتى البنات راحوا ماسلموا علينا
                    نوره طالعت فضيه : أنتي وين وحنا وين .. الحرمه جايه
                    ( حركت أصبعها وصارت تضرب فيه جبهتها ) وفي راسها تخطط تاخذ إلي ماقدرت عليه
                    أم عبدالله بعصبيه : إن ماسكتي يانوره عن علومتس ذي مايردني عن أخوتس شي هالحين .. تبين تمرضيني ياحرمة .. أنا ماأفارق الهم وأقابله فيتس .. أمسكي أرضتس ماجى منصور
                    يهدد إلا الوضع تسبير .. تعدا علومتس أنتي وعلوم الحتسي إلي مامنه فايده
                    فضيه تأشر لنوره : طلعي أم نوق وبناتها من راستس .. وأسلمي من الشر ترا أمي صادزة
                    نوره حركت عيونها تجاه أم جلوي : الغريبه تسيف أنتي سكتي ...؟

                    نفضت فضيه أيديها حتى تتحرك طالعه من الغرفه .. تتوجه صوب المطبخ ومن دخلت
                    إلا فوزيه مع أختها جالسين على الكراسي .. يتكلمون بشي ومن دخلت هي سكتوا

                    فضيه بضيق : يمه فوز .. شفتي جود أخذت الأكل لمتعب ولا لا ...؟
                    البتول بصوت هادي حيل : أخباره ياعمه .. مستعد للعمليه والسفر ولا لا
                    فضيه وذكر هالولد يحسسها إنها تشيل هموم من الجبال : والله نفسيته صفر وحالته مايعلم
                    فيها إلا رب العالمين .. تعبت والله معه .. تعبت من الحتسي
                    فوزيه وهي تمسح على مقدمة شعرها بأيديها الثنتين : النفسيه ياعمه أهم شي .. ذكريه إن
                    فيه من أبتلاه ربي بمرض أعظم .. وحنا في هالدنيا في شقا عسى الله يثبت قلوبنا على طاعته
                    فضيه تحركت لين وقفت قبالهن : والله يايمي إني قلت له تسذا .. ( أختنق صوتها )
                    يقول لا مت لا تبتسين علي !
                    البتول طارت عيونها : أعوذ بالله .. وش هالتشاؤم .. الموت للمتعافي والمريض ..
                    وهذا دربنا .. صديقتي قبل أسبوعين .. أخوها والله مايخبرونه إلا بعافيه وصحة ونام
                    ولا عاد صحى ..
                    فوزيه ضاقت ملامحها .. حطت أيديها على الطاولة : الله يحسن خاتمتنا بسسس ..!
                    البتول بتردد : إلا عمه .. وش صار بسالفة نوق بنت عمي ..؟
                    فضيه رفعت أيديها لفوق : الله يفتحها بوجهك ياخوي .. ( رجعت تطالعهم ) جى أبوكم
                    ( أنحنت براسها صوبهن وبصوت واطي ) وهدد الكل مايتدخل
                    فوزيه براحة : الحمدالله .. أبوي واثقه فيه بيقدر يحلها
                    البتول : جلوي ندق عليه ولايرد ... ومشعل طلع ولا رجع .. وأدق عليه يعطيني مشغول
                    فضيه بقهر : هو ورا مايحل سالفة حريمه ويضف كل وحدتن في بيتها ..؟
                    فوزيه أبتسمت بالغصب وهي تتكلم بصوت واطي : بلاتس ياعمه ماتدرين إن هاللي عندنا
                    أنفجرت من عرفت إن نوق طالبتن شي ماجى على بالها !
                    فضيه : والله المفروض من البداية حالن جلوي الوضع
                    البتول وبصوت واطي : هي رضت بزواجه .. خلاص يعني غصبن عنها بترضى باللي يجي بعده .. يعني بتحط سالفه على أيش .. بالعقل .. يعني ترضى بزواجه ولما جات فالسالفه
                    شروط طنقرت !!
                    فضيه تتحرك بتطلع من المطبخ : السالفه دام إنها وقفت عند الرجال ماعند علوم الحريم حل .. بروح أشوف وليدي وأتطمن عليه

                    تحركت بجسمها السمين وهي لابسه البرقع والشيله السودا تغطي كتوفها وواصله
                    لنص جسمها .. القميص الأسود المطرز بخيوط ذهبيه يوضح على آخر أطراف هالقميص
                    من تحت .. كانت راحتها بدخول أخوها منصور على الخط أكبر من كل شي ..
                    لأن نوره ماكانت ناويه تترك هالموضوع يمر بسلام .. وكانت الصامته إلي ألتزمت
                    بقرار منصور .. هي أم جلوي .. كانت تعرف حق المعرفه إن الموضوع أكبر
                    من أنها توقف بوجهه وتصدر فيه قرارات ممكن تكون منها أو من نوره ..!
                    تدخل الممر وتطلع متوجه لقسم عواد إلي كان يجلس فيه متعب .. تمد يدها من وصلت
                    للباب .. تفتحه وتدخل .. أبتسمت بأنشراح من شافت ولدها جالس ياكل عشاه
                    وعيونه على الجوال إلي حاطه بجنب صينية العشا .. مليان فمه بالأكل ومن لمح أمه
                    فتحت الباب .. ترك الملعقه إلي ياكل فيها الرز وتحرك بتعب واقف ..
                    تقدمت فضيه صوبه بخوف حتى ترفع أيديها .. تحضن وجهه وتبوس راسه

                    فضيه : لا تتعب نفسك يمي
                    متعب يمسك يد أمه بقوة ويبوسها : إنتي إلي لا تتركيني من دعواتتس
                    فضيه أهتز صوتها غصب عنها : يشهد الله إني في كل صلاة أشهد الله إني راضيه عنك .. وأدعيه يرضى عنك ويلبسك لباس الصحة والعافيه
                    متعب أبتسم بدون ماتبان أسنانه : ربي يجعلتس ذخر لي
                    فضيه تمسك يده وهي تبيه يجلس : كمل أكل يمه
                    متعب أنحنى لورا جالس والألم في كل حركة يتعبه لكن مايبي يحسس أمه بشي : تعشيتي يمه
                    فضيه تتحرك جالسه جنب ولدها على كنبة طويله : لا يمه مالي نفس
                    متعب وهو يتعدل بجلسته ويسحب شماغه وعقاله حاطهم على الطاولة : أفا ليه ..؟
                    فضيه تاخذ نفس وهي تتأمل ملامحه : سوالف هالعايله ماتخبرها
                    متعب ينحني بجسمه لقدام .. يحط يده اليسار على ركبته وباليد الثانيه يكمل عشاه
                    وبدون أي أهتمام : وماهيب خالصه
                    فضيه : هذاك قلتها
                    متعب وعيونه على الأكل : شي جديد ...؟
                    فضيه تحرك يدها تمسح على شعر ولدها الخشن : إي فيه شي جديد .. وش رايك نخطب لك
                    متعب لف بسرعه صوب أمه وبحده نطق بضيق : وش قلتي يمه ..؟
                    فضيه تجاهلت حركته وبهدوء رجعت تمسح على شعره : شيما يمه .. بنت خالك عبدالله
                    متعب حرك راسه بعنف يبعده عن يد أمه : لا .. يمه .. لا
                    فضيه رجعت بيدها لحضنها : والله البنت تدخل القلب وبإذن الله بتسعدك
                    متعب نزل الملعقه بقهر : وش تسعدني .. بلاش يمه تضحكين علي .. رجيتتس تبعديني
                    عن هالسوالف .. أنا ماطلبت من أحد أتزوج .. ماطلبت من أحد وظيفه ومع هالشي أبوي رايحن يم خالي .. يشكي له .. ( نطق بقهر ) متى يمه تتركوني لحالي
                    فضيه بصدمة : حنا والدينك .. همنا من همك
                    متعب رفع ظهره بأستقامه .. لف براسه يطالعها : وش زواجه يمه ووليدتس فيه مرض
                    ماتاليه إلا الموت .. أموت أنا فاليوم ألف مره .. وتبيني أبلش بنات خلق الله معي
                    فضيه والعبره خنقتها : بسم الله عليك .. ( مسكت يده بقوة .. شدت عليه ) عسى يومي
                    قبل يومك

                    ماقدر يتحمل كلمتها .. وبسرعه لف بظهره صوبها أنحنى لأيديها يلمهم بين أيديه
                    ويبوسهم بقوة

                    متعب : لا تقولين تسذا .. تكفين يمه
                    فضيه وهي تشد على أيديه إلي يرهقها الألم : تكفى أنت يمه .. توافق أبي أفرح فيك
                    متعب يرفع عيونه صوبها .. : تخبرين إني يدتس يمه إلي ماتعصاتس .. لكن دخيلتس لا تجيبين طاري هالأمر لا عندي ولا عند أبوي .. أنا بلشان بعمري يمه ..
                    تسيف بخلي وحده تتحمل كل تعبي ومرضي ووجعي يمه ..
                    فضيه أندفعت الدموع لعيونها غصب .. ولدها حالته كاسره قوتها : بس يمه بإذن الله بتتعافى
                    متعب رفع ظهره بأستقامه : تعرفين يمه وش معنى إن الواحد يكون مريض التصلب اللويحي
                    يعني علاجات ومصاريف لها أول مالها تالي .. يعني أنا معرض في يوم أصير معاق .. أنعمي
                    إذا هالمرض أخذ مني أغلى ماأملك يمه .. سهل ياخذ الأشياء السهله الباقيه فيني !
                    حلمي فالطب إنتهى خلاص .. طويت فيه صفحات
                    تعبي يمه .. راحت .. بلمح البصر فاليوم إلي صحيت وأنا مانيب قادر أتحرك .. تذكرين يمه
                    فضيه تبي تواسيه .. حركت عيونها بعيد عن ولدها تبي تداري دمعتها : عند الله سبحانه مايضيع تعب .. خل ثقتك في رب العالمين تسبيره
                    متعب هز راسه بالموافقه : آمنت بالله .. لكن ما أعرف عيبي وأبلش فيه بنت الناس !
                    أنا للحين مامسكت وظيفه
                    فضيه بأندفاع : وعواد .. وعدك يمي
                    متعب بضيق : وعواد هذا يمه بيوظفني .. ويشيل هم أنه يخلي كل شي حولي مناسب لي

                    رفع يده صوب المكيف إلي شغال على أعلى تبريد ..

                    متعب : شوفي يمه أنا لا أقدر أجي وأروح إلا لمكان بارد .. ( شد على أيديها بقوة وهزها )
                    يمه إيدينتس بردت .. ولاني قادر أصك هالتكييف لأن الحراره بتلعب فيني بكون معاق ..
                    ( أختنق صوته ) تكفين يمه تعبت أشرح لكم والله تعبت .. خلوني بحالي .. أتركوني يمه
                    عايش حياتي مثل ماهالمرض يسمح لي .. لا تعلقون بنت الناس فيني


                    وماكانت تقدر تتكلم أكثر وهي تشوف قوة ولدها بهاللحظة تنهار .. فزت واقفه حتى
                    تنحني تبوس راسه وتروح عنه تاركته ..
                    تتمنى لو أنها تعطي ولدها من عافيتها حتى يرجع مثل ماكان .. ضمت شفاتها
                    بقوة من دفعت الباب وراها مسكرته .. وقفت تمسح دموعها ..
                    تردد ( يارب إنك تشافي وتعافي وليدي .. وتقر عيني بشوفة عياله .. )
                    وهي واعدته عينها ماتبكي عليه .. بعد ماخافت من صمته الطويل ونفسيته
                    وهم إلي إكتشفوا هالمرض بعد سنتين علاجات وتحاليل .. سنتين ألالام وتعب ..
                    أخذت نفس بقوة وتحركت مبتعده عن الباب وحلم زواج هالولد من شيما راسخ
                    في بالها ولا له يموت داخلها ... بس ماتدري هل من الممكن إن شيما تقبل
                    بمتعب ومرضه .. ياخوفها كل الأمور تتيسر ولا يوقف لها إلا ولدها !

                    .
                    .
                    .
                    في منطقة البدايع .. الساعه 7 الصبح

                    واقفه قبال الكبت المفتوح بكبره .. تلم ملابسها المعلقه وتتحرك صوب السرير الواسع
                    تنحني تحط هالملابس في الشنطة بملامحها إلي جدا عاديه .. شعرها الأسود الطويل يوصل
                    لحد خصرها ويعطي لطولها ووقفتها مظهر فاتن .. لا نحيفه ولا سمينه .. يدق جوالها
                    ومن شافت الرقم تبدلت ملامحها .. أنحنت بسرعه ساحبته وعطت الرقم مشغول ..
                    وكان في بالها تعطي هالمتصله حظر وترتاح ..

                    " يمه جهزتي "

                    تحرك راسها صوب أمها الواقفه عند باب الغرفه .. وتندفع بقهر تتكلم وهي تحط يدها على
                    خصرها ..

                    حسنا : تخيلي يمه الجازي تدق علي
                    أم حسنا أتسعت عيونها وبحقد : وش تبي لا بارك الله في عدوها
                    حسنا : والله يا ذا الحرمة ماهيب صاحيه ..
                    أم حسنا : تجاهليها ولا عاد تعطينها وجه .. والله في نفسها شر وعسى الله يكفيتس شرها
                    حسنا : حطتني يمه بموقف ماأدري تسيف عديته .. أتفق أنا وياها بزواج جلوي نتركه
                    كلن راجعه لبيتها .. وتجحدني وتحط نفسها عند أهل جلوي هي المره العاقل إلي
                    جلست عنده وتحملت أمر زواجه .. ( صارت تضرب أيديها في بعض ) بطت تسبدي يمه
                    قهرتني .. قهرتني مير حسيبي ربي عليها .. وهي إلي شحنتني وحلفت إنها ماهيب قاعده
                    مع جلوي يوم !
                    أم حسنا : أنتي إلي فاقعه ومصدقتها .. ولا أنا معلمتتس قلت ذي ماهيب مرتاحة لين تخلي
                    جلوي يطلقتتس
                    حسنا بخوف : لا بسم الله علي .. شوفيه يمه طلب من خالي يراضيني وسأل عني
                    وهذا هو بيجي ياخذنا عشان نرجع للرياض .. الحمدالله عشان أسكتها إن فتحت فمها .. بس يمه تسيف عند أهله !

                    تعليق

                    • لحن الغلا
                      عضو فضي
                      • Dec 2010
                      • 696

                      #30
                      أم حسنا : وش عليتس منهم .. خلي أمورتس عاديه والله بييسرها من عنده ..

                      يدخل ولدها عبدالله بعمر السبع سنوات وهو لابس ثوب أبيض .. والفرح
                      في ملامح وجهه تحكي شي كثير .. ينط بقوة وهو يرفع صوته
                      " بابا جى .. بابا جى "

                      أبتسمت بقوة وحست بدقات قلبها تزيد .. إي بالله مشتاقه له وهي إلي صدقت كلام
                      الجازي ولولا تمسك جلوي فيها كان إلي براس ذا الزوجه الثانيه صار .. سواتها
                      كبيره وحركة قويه في حقها .. هي إلي عمرها ما أذتها ولا كان لها تفكر مجرد التفكير
                      يجي في بالها تشوه سمعة هالجازي بنظر جلوي ...! لكن أم منصور لا كان في بالها
                      شي كثير ماظهر إلا يوم نوت تطعنها .. !
                      يقترب منها ولدها .. يجر بلوزتها بقوة وهو يبيها تطلع

                      عبدالله : بابا يبيتس .. قال خل أمك تجي ..

                      حركت عيونها صوب أمها تشاورها تروح أو تنتظر شوي .. ومن هزت أمها راسها ..
                      تحركت بسرعه تمشي مع ولدها ألي صار يمشي كأنه يدلها لمكان أبوه .. شعره الناعم
                      مغطي رقبته والغره متمايله لجهة اليمين .. يمتلك شعر بني ملفت .. وبياض
                      يقاسم أمه فيه .. طلعت من الغرفه حتى تطلع للصاله .. وتدخل من باب صغير على قسم الرجال
                      .. توقف وريحة عطره تنتشر بشكل غريب ..

                      عبدالله صار يجرها : مامااااااااا ..يلا
                      حسنا تنحني له وبصوت واطي : إسبقني لأبوك يلا
                      عبدالله هز راسه حتى يطيح شعره مغطي جبينه : طيب ..

                      فك ولدها بلوزتها حتى يركض بجزماته السودا في الممر قبالها ولحظات لف لليمين
                      حتى يدخل على أبوه .. أرتفع صوت ضحك جلوي داخل الديوانيه .. أشتاقت لصوته ..
                      وأكيد إنه مشتاق لها ولو إنه ماكلف نفسه يتصل .. بس وجودها في بيت أهلها بسبب
                      لعبه هالجازي أظهرت لها جانب فادها وحسسها بمشاعر جديده .. وهو إن جلوي
                      شاريها .. يكفي إنه حاول يراضيها .. أخذت نفس بقوة حتى تتحرك بجسمها فالممر
                      تمشي بخطوات بطيئه .. تاخذها المشاعر الدافيه صوبه .. تلف لليمين وتوقف عند باب الديوانيه
                      إلي أستقبلها بفخامة التصميم .. فز واقف بطوله ونطق بصوته الرجولي
                      " حيا الله أم عبادي "
                      يتحرك صوبها وهو شايل بيده علبة متوسطة الحجم .. وهي ماكانت تشوف غير ملامحه .. أرتبكت أكثر من وقف
                      قبالها .. رفع أيديه وفتح علبة حتى يظهر طقم الذهب .. يبتسم أكثر لين بانت
                      أسنانه ..

                      جلوي : رضيتي علي ..؟

                      كانت جيته لها وشوفته باب من السعاده فتح بوجه أحلامها .. أبتسمت أكثر وهزت
                      راسها .. تحرك مقترب منها أكثر .. يلف يده حول رقبته ويشدها لصدره
                      حتى يبوس راسها ..

                      جلوي : تعرفين بغلاتتس يام عبادي ..

                      ماردت عليه .. أكتفت يكون كتفه سند لها .. يبعدها عنه ويمد يده ملامس أصابع
                      أيديها .. يشبكهم بقوة مع بعض ويتحرك راجع لمكانه وهو ماسكها ومن جلس

                      جلوي يشد يدها : خليتس جنبي

                      يتحرك عبدالله ولده وينط جالس بجنب أبوه .. يعطيه جلوي علبة الذهب

                      جلوي : تسكرها بابا
                      عبدالله يهز راسه : .......................
                      جلوي يسحب أصابعه من أصابع حسنا وينحني صوب فنجانه ماخذه : عمي موجود ..؟
                      حسنا هزت راسها بالرفض : هو عطاني خبر بجييتك وراح لحلاله .. طوَل ينتظرك
                      جلوي يشرب من القهوه ويطالعها بطرف عين : تسانت عندي شغيله .. طيب وأخوانتس ..؟
                      حسنا : محمد والله أخذ أهله أمس ومشى لمكة
                      جلوي رفع حواجبه : ماشاء الله ..
                      حسنا حركت أيديها بربكة : والباقين نايمين .. ماحولك أحد

                      نسمة الصبح تغمر أنفاسهم .. وأشعة الشمس تقتحم نوافذ هالديوانيه
                      وترتمي على الأرض على مشهد منهم .. صوت العصافير والأشجار يبدد هالسكون
                      ألي يحوطهم مابين دقيقه والثانيه .. رفعت عيونها له وهي جالسه جنبه .. منحني
                      بظهره لقدام بخفه ونصف ملامحه تظهر قبالها .. كان محدد عوارضه بشكل واضح ..
                      ولا أبتسم صوب ولده بانت في خدوده خطين من النحف .. عيونه دائريه يدور حولها قدر
                      من التعب حست فيه ..

                      جلوي ينزل فنجانه وبسرعه يلف لعبادي ولده ويسحبه لصدره : أشتقت لي
                      عبدالله يدفن ملامح وجهه على صدر أبوه وبخجل : إيه
                      جلوي يضمه بقوة : ليش مادقيت علي
                      عبدالله يضحك : ......................
                      جلوي يسحب جسم ولده بحضنه .. يهزه بقوة وهو مال براسه على أمه يطالع فيها : أعترف
                      مادقيت على أبوك ليش .. من إلي أشغلك عني .. من ..؟
                      عبدالله فتح فمه يضحك حتى بانت أسنانه الأماميه : .....................
                      حسنا مدت يدها تمسح على راس ولدها : أشتقت لنا أكييييد ...؟
                      جلوي عدل جسم ولده .. قربه لصدره : إي بالله أشتقت

                      أنحنى يبوس راس ولده ويشم ريحة شعره ..

                      حسنا : ممكن أسألك .. زوجتك هالجديده وش وضعها ذا الحين
                      جلوي أنعقدت حواجبه .. طالعها وبأهتمام : إسمها نوق ياحسنا .. إحفظيه زين ووضعها بأيش بالضبط ..؟
                      حسنا بملامح بارده : بكل شي ياجلوي
                      جلوي : مانيب مبخصن حق أحد ياحسنا .. كل وحدتن منكن بتاخذ حقها مثل مايامر الله
                      حسنا : طيب وين بتسكن .. إذا أنا ساكنه فالدور الأرضي وأم منصور بالدور الثاني
                      ولا أظن أمداك تبني شي حتى تقرر فجأه تسذا نرجع للرياض
                      جلوي بطفش زفر هوا وتحرك واقف : تسأليني عن أمورن ياحسنا مالتس فيها .. لا من قريب
                      ولا من بعيد .. حقتس علي تقعدين في بيتتس معززة مكرمه .. وبالعدل تسير الأمور
                      غيره .. مالتس خص فيه ..
                      حسنا رفعت عيونها تطالعه : كنت مشتاق .. ومن جبت طاري النوق تبدل حالك ..؟
                      حنا حريم و ...................
                      جلوي قاطعها بحده : وأنتم ماعليكم إلا باللي أقوله أنا ويتنفذ بس
                      حسنا على طول وقفت قربت منه ماسكه يده : تامر ياجلوي .. تامر كل شين تقوله فوق راسي
                      جلوي : يلا نمشي مانبي نطول أكثر

                      لف لولده .. مده يده الثانيه وعلى طول تمسك فيها عبدالله .. حرك راسه صوب حسنا
                      وصنع أبتسامه على شفاته غصب صوبها .. سحب يده من بين أصابعها حتى يرفعها
                      صوب ملامحها .. يحضن خدها بكف يده .. ينطق بصوت هادي
                      " بنتظرتس برا "
                      تحرك من قبالها طالع من الديوانيه وهي لدقايق ظلت واقفه .. غريب هالأنفعال
                      إلي أحتواه بطاري النوق .. ماعليه بكره مافي الخفا بيظهر وتبان الأمور إلي حست
                      يخفيها جلوي .. !
                      وهو طلع من بيت أبو حسنا يمشي بخطوات واسعه وولده يحاول يجاريه ..
                      وقف فجأه بالحوش الواسع وشمس الصبح تلتحف كل تفاصيله .. يرفع أيديه
                      وهو يسحب أطراف شماغه كله يرميها على صدره .. يعدل عقاله برسميه
                      ولحظات يسحب أطراف الشماغ حاطها كلها فوق راسه .. يركض عبدالله
                      سابق أبوه لباب الشارع بلونه الأسود .. يطلع للسياره يركض ..
                      دق جواله وبسرعه سحبه من جيبه يطالع الشاشه .. وأول ماشاف الرقم نطق
                      " هذي والله إلي ماعاد بها علاج " ..!
                      فتح الخط وقرب الجوال من أذنه .. رفع صوته بــ " ألو"

                      الجازي بعصبيه : وينك وأنا أدق عليك ماترد علي
                      جلوي سحب هوا بقوة لصدره وزفره : ياحرمة وراتس .. مانيب قايل لتس تجهزي
                      الجازي : إيه تبي تخلينا على عماها بالرياض .. وتجي موفرن لحبيبة القلب
                      بيت ومهرن ماخذنه بنات شيوخ ..!
                      جلوي بعصبيه : شوفي ترا بالي معتس طال يام منصور .. ( صرخ ) هالأمور
                      مالتس فيها .. وافقتي على الزواج ويومن جت بالسالفه فلوس بتحطين لي سالفه فيها
                      الجازي : من وين لك فلوس .. تسان عندك ذا الدراهم كلها ياخي حنا أحق فيها
                      عيالك أحق ماهوب وحدتن ماحيلتها غير ملابسها !
                      جلوي صرخ بصوته العالي وملامحه ثارت على الأخير : هالحتسي لا عدتيه أقسم بالله لا أقص لسانتس .. تفهمين أنتي .. تفهمين وشوفي أنا هالحين جاين للمزرعه .. إما تركبين
                      معي ونمشي ولا ترا قعدتس ذي بتندمين عليه طووول عمرتس !

                      أبعدت الجوال عن أذنها وملامحها أنقلبت من صراخه .. واقفه في مجلس صغير
                      لابسه تنوره رصاصي على بلوزة سودا ساده .. شعرها كله لامته لفوق ومثبته
                      ببنس .. صارت تهز رجلها بقوة وتعض على أصبعها من القهر .. أنفتح
                      باب الغرفه حتى تدخل نوره ومعالم النوم لا زالت عالقه في ملامحها

                      نوره طالعتها بصدمة .. واضح إن وقفتها ماهي طبيعيه : وش بلاتس ..؟
                      الجازي : تسبدي بتنبط ..
                      نوره لوت فمها : لايكون من إلي صار أمس
                      الجازي أندفعت تتكلم بقهر : أنا الغبيه إلي قعدت لو إني رايحه لبيت أهلي من البداية تسان
                      ماهيب هذي آخرتها .. تخيلي بيجي ياخذنا وشكله ماخذ أم عبادي
                      نوره بعدم فهم : وين غادين ..؟
                      الجازي : معودين للرياض
                      نوره أبتسمت : ياحبيبي .. مسرع على ذا الشيبه الثاني يروح يوفر لها طلباتها .. عز الله رجالنا ماعاد بهم دوا !
                      الجازي نزلت جوالها وصارت تتحرك بالغرفه : ماقدر أسكت .. تسيف تسمح له نفسه يوفر لها كل هالطلبات .. وحنا .. حنا وين موقعنا .. خلاص أنا بعد أبي لي بيت ملك يوم إن الدراهم
                      حضرت وبانت .. أبدق على أهلي يجون ياخذوني وخل تنفعه هاللي مدري وش أسمها
                      نوره تمايلت بجسمها وبضحكة إستهزاء : لا تخربين بيتتس
                      الجازي بثقه : جلوي عشان ولده ماراح يتجرأ يخرَب شي .. يكسرونه عياله غصب عنه
                      أسأليني أنا .. والأيام تثبت لتس ماأقول
                      نوره تسن جت في بالها فكره : عياله .. ( سكتت لثواني حتى تنطق ) والله إن جى في بالي شين غافله عنه أنا
                      الجازي : وش في بالتس
                      نوره حركت يدها : روحي ضفي عفشتتس وروحي معه .. وبالرياض هناك بقولتس
                      وش إلي طرى على بالي
                      الجازي بقهر : يوووه .. أبنتظر

                      تحركت نوره لمها .. شبكت ذراعها بذراع أم منصور حتى تسحبها صوب الباب وأبتسامه غريبه بانت في ملامح هالنوره

                      نوره : الأمور تسذا لازم لها صبر .. عمرتس سمعتي حتسيي وصار لتس شي
                      الجازي وهي موثقه العلاقه جدا مع عمة جلوي : لالا أبد .. وجه خير أنتي
                      نوره : أجل خليتس نفس أم جلوي أخرتها ماعاد ينسمع لها حس ... ( أنفجرت تضحك )
                      أبلشتنا تراكض معنا وآخرتها صرخه من زوجها خلت تسلمتها صفر
                      الجازي ضحكت بخبث وهي توطي صوتها : عادي هذي هي عمتي .. أنا ترا متوقعه إنها ماعاد
                      لها شور بالسالفه .. بس إنا تسذا أعطيها على قد ماتبي ...
                      نوره : إيه بالله .. منافخ على غير نفع !

                      .
                      .

                      وطلعنا من ذيك المزرعه .. وحنا تسنا خضنا الحرب إلي ندفع فيها ذنب أننا بنات عبدالله ..
                      هالأنسان إلي طوى صفحاته مرض الزهايمر والحياه لا زالت تتنفس فيه ..
                      أبوي في حياته كان مثال سئ لنا .. ماأقدر أقول أننا نفتخر فأبوي .. لا والله مانقدر ..
                      لأننا بهالكلمة مثل لو أننا نفخر فالمعصيه إلي سواها !
                      كلنا يومها ركبنا السياره .. 7 حريم بليا سند في سيارة عمي منصور ..
                      هالأنسان إلي لازلت فعلا مصدومة بردة فعله .. لا تحسبوني قويه .. وإني أناطح روس
                      عماني وجدي .. إن هذا طبعي .. لكن من ظهروا هالعايله إلي قطعت وصال القرب فينا
                      من 15 سنه .. صرت أذوق كاس المر فجأه .. أستوعبت كيف لنا نعيش بدون أب
                      في مجتمع نفس مجتمع عماني .. صرت أحس أننا شجره عاريه .. لاطيور لها
                      توقف على غصونها .. ولا بشر يستظل بظلها .. وأنكتب عليها يجي من ناوي
                      يحاول يقتلعها من جذورها .. ينفيها ويترك مكانها مثل لو أنها ماكانت ..
                      في هالمجتمع وبدون أب .. عليك تخضع لقوانين الجميع .. كلن يقدر يكون صاحب
                      كلمة عليك .. لأننا 7 حريم .. سبع حريم بدون والي ولا سند .. سبعة كان على وحدة
                      منهم تدفع ثمن هالقوانين .. إلي كان أول ضحيتها أختي نوق ...
                      والشعور يتعاظم .. إذا كان هالأب موجود لكن مايقدر يمنع عنك أنواع هالظلم إلي
                      تتدافع تجاهك .. ولايقدر يمنع هالهم يكبر فيك .. وأمي أنجبرت
                      توقف مكان أبوي .. وتصير الرجال إلي عليه يشقى ليل نهار عشان يوفر لقمة
                      العيش .. عليه يوقف بوجه القهر والظلم .. لايطول هاللي طلعوا للحياه
                      من رحم أمرأه تقاسموا وجودهم .. لين كانت للروح تنفخ فيهم .. في كل مره
                      .. أمي هاللي كانت طوييلة البال تتقبل كل شي صار بصمت غريب .. فعلا كنت
                      منقهره من سكوتها .. كنت لما أبكي .. أبكي على نوق إلي راحت لجلوي على مشهد من
                      أمي وموافقه وهاللي أنكوت أكثر مننا لأنها كانت تشوفه شي كبير .. بس هو ماقدَر هالشي ورمى نوق بأرخص مما كانت عليه فعوله هالردي .. والله أنه كسر أمي قبل لا يكسر أخييتي نوق .. أكره جلوي .. وهالحين أكره
                      عمي عواد .. هاللي جاي بعد هالمده يبي كل شي يرجع لمجاريه .. يبي لنا نضحك ونسولف معه عادي .. وننسى أننا في أيام كثيره كنا نحتاجهم .. صح إني أنقهرت من خواتي
                      ألي جلسوا عادي وناموا في المزرعه .. ولا كأن شي صار من زمن فات .. بس بنفس الوقت
                      أحس إني ماألومهم .. يبون يطلعون .. يتفسحون .. يسافرون لأي مكان بدون ماأحد يقولهم
                      مكانكم البيت .. أبوي كان كاتم أنفاسنا .. محسسنا إننا عار عليه .. لا نطلع .. لانروح لانجي
                      ماتسنا نفرق عن قصه سمعتوها ألف مره .. متأكدة إن صورتنا في نظركم شي
                      يتكرر .. وقصه يمكن عاديه ..!
                      .. أكثر وحدة تأذت منه أختي نوق لأنها خسرت تعليمها ورضت بشوره أول ماقالها
                      " ماعندنا بنات يدخلون المدرسة .. تعلمي في بيتتس وع يد أمتس "
                      أما أنا كانت أمي لي درع وقدرت أنها تخليني أروح للمدرسه نفسي نفس البنات
                      إلي بعمري .. ويوم حاولت بنوق تروح معي حتى ندرس بنفس السنه كانت طيور حلمها في هالمدرسه طارت .. في الحقيقه .. ممكن السبب الثاني في دخولي للمدرسه رغم صعوبه إقناع
                      أبوي وقساوته .. جدي .. كان له فضل بعد الله إني أكمل دراستي ..

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...