سناء: وااو ، ذوقه رائع ،
بصراحة أخي فاجأني اليوم ، لم يسبق له أن فعل هكذا وبهذا اللطف الكبير، هو يحبني ودائما يعاملني جيدا وكأنني ابنته ، ولايتركني أحتاج أو أتعب في شيء ، ولكنه لا يظهر ذلك الحب ، فهو يحوله دائما إلى شجارات والمزاح الثقيل .
أغضب منه كثيرا ولكن سرعان ما أرضى وحتى أنني لا أحمل في قلبي ضغينة من ناحيته.
و اليوم لما عمل لي المفاجأة لم أصدق عيناي وتأثرت كثيرا لأن هذه الخطوة كبيرة في حقي بأن يفعل كل هذا لأجلي ولأجل رضاي وسعادتي.
علاقتي أنا وأخي لا مثيل لها ، يتخللها الحب، المودة ، الأبوة، الأخوة، الحنان،الشجار ، المزاح، الغضب ، المزاجية .....، هي خليط من كل شيء جميل ورائع .
حقا أخي تعب من أجلي في هذه الحياة .
نزلت سناء عبر السلم المزين بالورود مع تصفيق الحضور .
يونس: رحبوا معي جميعا بأجمل أخت في الكون ....
اليوم يوم خاص وأميرة هذا الحفل هي أختي الجميلة ، التي هي مصدر السعادة و البهجة في حياتي ، التي منها تنبع الطمأنينة والراحة.
هي توأم روحي التي لا أستطيع الاستغناء عنها يوما ، لا أعرف إن كانت تعلم بالحب الكبير الذي أكنّه لها أو، لا. لهذا اليوم هو بمثابة اعتراف وتقدير لهذه المشاعر المقدسة .
أريد أن أقول لها رغم كل المشاحنات والشجارات التي كانت تدور بيننا ماهي إلا بهارات لهذا الحب الأخوي العميق ، ماهي إلا لمسة مزينة مكملة لعلاقتنا.
حتما من يرى ويسمع شجاراتنا ومزاحنا الثقيل يقول: هذا شيء عادي ولا يستحق كل هذه المبالغة.
لكن كل شيء في حياتنا يستحق الاهتمام لا أريد أن يأتي يوم وأندم على عدم اعترافي أو أندم على إهمالي.
لا أريد أن يأتي يوم ويتحول هذا المزاح إلى حقيقة أو هذا الشجار إلى واقع.
أريد أن نكمل حياتنا بهذا الشكل، حتى وإن كان في بعض الأحيان شيء تافه.
لهذا في ختام كلامي أريد القول :
أنت أخت لا تتعوض ، أنت النعمة العظيمة التي لا يصفك كلام ، أنت هدية جلبتها لي الأيام ، أحبك يا أحلى أخت.
وقالت: أخي أحبك كثيرا ، وأنا آسفة على تعبك وسهرك من أجلي ، شكرا ، شكرا جزيلا.
إنني أقدرك وأقدر كل شيء من جهتك وأعلم بكل مشاعرك اتجاهي.
ورغم كل الشجارات والمشاحنات كنت أرى حبك الكبير لي.
لهذا لا تعتذر أبدا على شيء، أحبك أخي ، حتى الكلمات أبت الخروج لعظمة هذه اللحظة ، أبت لأنها لا تستطيع أن توفيك حقك، أنت أكبر نعمة وأجمل شيء كان في انتظاري في هذه الحياة .
سناء ترمي بجسدها على الأريكة بتعب:
ياإلهي ، لقد أهلكت ، وأخيرا انتهت الحفلة رغم أنها كانت رائعة ، الحمد لله .
يونس : وأخيرا ، كنت مرعبا من فكرة أنك غاضبة مني .
سناء : وكيف أغضب من خادمي الجميل .
يونس : حسنا، ياأيتها العجوز الشمطاء .
سناء: مغفل.
يونس : حمقاء.
سناء: أ...
قاطعتهم السيدة عفيفة : كفى ، أجلوا هذا ليوم آخر ، هيا للنوم.
______في غرفة يونس :
مستلقي على السرير براحة أو هذا ما يحاول أن يقنع نفسه به .
: اليوم من الأيام التي تبقى في الذاكرة، حقا يوم جميل ..... تعبت في التحضير ولكن لما رأيت ابتسامة الرضا على وجهيّ أمي وأختي زال التعب تلقائيا من نفسه.
فالابتسامة في وجه من نحب نعمة القليل من يقدرها عند وجودها... فأنا أقدرها وأعرف قيمتها ، فهل ستخلد يا ترى ؟!
أنا خائف ، مرتعب من فكرة فقدان من أحب ولما وصلتني رسائل التهديد ، شعرت بضمأ الموت ، لم أرَ سوى السواد القاتل.
أقحمت في مشكلة عويصة ، لم أشعر كيف دخلت في هذه الدوامة ، أصبحت عالق .
لم أخبر لمياء عن هذه الرسائل وعلى أن المافيا عرفتني وعرفت مكاني ، وهذا هو ما أرعبني ، كيف وجدوني ، وعرفوا من أنا ؟!
أصبحت تحت وصايتي لا أستطيع التخلي عنها ، ولا أنا قادر على البوح لها بما يجري ، فقد عاشت ما يكفي من الألم والعذاب وأريد أن أحميها.
رأيت ذلك الألم الجبار في عينيها ، لم تسقط ولا دمعة ، لم تبك بالدموع، قلبها الذي بكى وما زال يبكي , قلبها الذي ينزف ويطلب النجدة للرحمة للتآزر، يطلب النجدة لراحة تنتشله مما هو فيه وتحتضنه.
صعب أن تحارب وحدك في الحياة، الرفقة جميلة ، أما لمياء فرفيقها الوحيد قد مات ، هي تقول أنه مات بسببها وأنا أقول أنه مات بسبب وحوش الحياة .
لقد مات بشرف وتقدير الصديق والأخ الحقيقي .
كان لا بد أن أساعدها وأقف بجانبها ، أردت أن أمنحها الأمل ، وأرجو من الله أن تكون النتيجة محمودة .
اليوم كان بمثابة يوم الفرج بعد أعوام شقاء ، لا أعرف لماذا سميته هكذا .؟!
شعوري غريب وكأنها آخر ليلة أراهم فيها وأستشعر أماني معهم.
قبل أن أجهز الحفل والهدية كنت قد جهزت رجال الأمن وطوّقت المكان بأكمله بهم.
خفت أن ينقلب كل شيء رأسا على عقب ، وجاهدت نفسي بأن لا أظهر علامات الشك علي أو على من هم حولي، وأظن أنني قد نجحت بفضل الله.
وبعدها أخبرت رئيس الفندق ودعوت كل الحضور واشتريت الهدايا التي فرحت بأنها نالت إعجابها.
:أوه، على ذكر الهدايا ، لقد نسيت أن أقدم الهدية لأمي.
لا بأس، غدا سأقدمها لها.
سناء ، أختي العزيزة ، أتمنى لك حياة سعيدة ، لا تخلو من الفرح والهناء وراحة البال ، وأن يبعد الله عنك كل شيء قبيح وكل شيء يدعو للحزن.
أريد أن أرى دائما ابتسامتك الجذابة .
وأمي حكاية أخرى ، جمالها هادئ ووجهها يبعث بالراحة والطمأنينة ، وكلامها رمز للعزيمة ، الصبر، القوة، الحنان، الأمومة ، وكل شيء جميل ورائع .
أرجو من الله أن تبقى دائما مبتسمة ، وأن يرزقها الله كل شيء مبهر بالجمال والحب ، كل شيء رائع .... والكثير ، الكثير ...
وأرجو من الله أن نلتقي جميعا مع والدي في جنات الفردوس بإذن الله .
تعليق