رد: روايةة الدنيا ياصاحبي كلها مآسي وأحزان ما تضيق الا بالصبر تهان / منقولةة
الجزء التاسع عشر
الأحداث الاخيرة ~
(راكان)
بعد 15 دقيقة جا عبدالعزيز اخيييرا .. دخل داخل البيت لان الباب كان مفتوح وقام يصارخ ويناديني عشان يعرف مكاني .. صرخت وناديته وتبع مصدر الصوت لين جا .. وانصدم لما شافنا
انا ثوبي مليان دم وحزين وتعبان وحالتي حالة .. وابراهيم منسدح بحضني وكل جسمه ملطخ بالدم الغامق من صدره الى رجليه
صرخ عبدالعزيز بصدمه ودهشه واستغراب: وش فيييييييييكم ؟ ابراهييييم مات !!! لا
راكان ببكاء: مادري مادري .. قوم معاي نوديه المستشفى بسررعة
ركض عبدالعزيز وقرب من ابراهيم بخوف: ابراهييييم .. ابراهييييييييم .. لاحول ولا قوة الا بالله الله يستر .. "ورفع راسه وناظرني" مييييين المجرم اللي سوا فيه كذا ؟
قلت بصراخ: بعديييين اقولك السالفة .. تعال نوديه المستشفى بسرعة لا يموت
ورفعت ابراهيم بصعوبه وشلته وصرخت على عبدالعزيز اللي جالس يناظرني: رووووح شغل السيارة بسررررررعه
عبدالعزيز بخوف: طيب طيب
وركض يشغل السيارة .. حطيت ابراهيم على الارض واخذت فوطته ولفيتها على صدره عشان الدم .. وحطيت يدي تحت راسه والثانيه تحت رجوله وشلته بصعوبه ووديته للسيارة ركض
ساعدني عزوز وسدحناه على المرتبة الخلفية
عبدالعزيز: مو ثقيل عليك ؟
قلت وانا اتنفس بتعب: لا نحيف
راح عبدالعزيز وركب قدام .. وانا شلت راس ابراهيم وجلست وحطيت راسه بحضني
عبدالعزيز: ليه ما ركبت قدام ؟
راكان: بس .. ابي اكون قريب له
هز راسه عبدالعزيز وحرك السيارة
نزلت نظري لابراهيم اللي كان مغمض عيونه وكأنه نايم بهدوء .. كان شكله بريئ ينرحم .. نزلت دموعي لا شعوريا وانا اتذكر موقف قديم مشابه لهالموقف
((((((()))))))
كان ابراهيم جالس يلعب بلايستيشن وانا كنت اذاكر لان عندي اختبار وكنت منقهر منه
جا ابراهيم وحط راسه بحضني وهو مبتسم ويلعب
ناظرته بنص عين: هييييه وش عندك .. قوم خلني اذاكر
ابراهيم ببتسامة: ياخي خلني .. احيانا احس انك امي
ضربته مع راسه بالكتاب وانا اضحك: خير ؟! .. انا امك؟!! .. قم قم بس هذا اللي ناقص ما باقي الا اعطيك الرضاعه
وقام ابراهيم وهو يضحك: هذا جزاي احبك مثل امي المفروض تفرح مالت عليك
راكان: ههههههههههههههه
((((((()))))))
ابراهيم الحين نفس الشي حاط راسه بحضني .. بس الفرق انه في ذاك اليوم كان يضحك ويستهبل .. الحين ساكن مايتحرك زي الجثه وبين الحياة والموت
التفت لي عبدالعزيز بحزن: راكان .. خلاص اهدى شوي .. قربنا نوصل وانشالله ابراهيم بخير
صرخت وانا ابكي: أي خير ؟ .. أي خيير بذمتك أي خير ؟ .. "نزلت نظري لصديق العمر اللي بحضني" شوفه شلون شكله .. هذا شكل واحد بخير ؟ .. هذا شكله مذبوح "وزاد بكائي اكثر"
عبدالعزيز بحزن: لا تخاف يمكن جروح عميقه بس .. مو معناته انه ميت
قلت ببكاء: واللي يرحم والديك اسكت .. امش للمستشفى بسررعه .. "صرخت" بسرررررررررعه "وانهرت ابكي اكثر"
عبدالعزيز: هذاني مسرع باقوى ماعندي شووف العداد واصل 100
ناظرته ونزلت راسي على راس ابراهيم .. قلت ببكاء: ماراح اسامحكم لو مات .. والله ماسامحكم ليوم الدين
عبدالعزيز يواسيني: راكان لا تخاف ماراح يموت انشالله
راكان ببكاء: الا بيموت اكيييد
عبدالعزيز: لا تصير متشائم خلاص ركوون انشالله ماراح يمووت
راكان بحزن: الا بيمووت شوف الدم اللي طالع منه وش كثره .. من ساعة وهو ينزف
عبدالعزيز: هذا من الجروح بس ....
قاطعته بصراخ: اقووولك بيمووت انا قلبي حاس واحساسي مايخيب
عبدالعزيز: لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. يارجال قلتلك ماراح يموووت
راكان بعصبيه وصراخ: خلاص بس اذا مات ذبحتك وراه
طير عبدالعزيز عيونه فيني بعصبيه: خييير ؟؟؟ .. حلوه ذي اللي يسمعك يقول انا اللي ذابحه يا رجال طيير انت وياه
سكتت ونزلت راسي بهدوء وحزن
عبدالعزيز بعد صمت: هذا احنا قربنا من المستشفى .. انشالله يقدرون يسعفونه
راكان بهمس: انشالله
وصلنا المستشفى ونزل عبدالعزيز ركض ودخل جوا المستشفى .. شوي طلعوا الممرضين ومعهم سرير شالوا ابراهيم وحطوه على السرير وودخلوه المستشفى
حزنت وانا اشوف الاطباء والممرضات يتراكضون بالسيب ويتصادمون وهم يدفون سرير ابراهيم بسرعة عشان يلحقون يسعفونه قبل لا يموت .. حزنت وانا اشوف صديق العمر بهالحالة .. ركضت للدكتور ابي اسأله
راكان بحزن: دكتور وش بيصير لابراهيم ؟
الدكتور: يابني دا حالته خطره قدا
راكان بصدمه: يعني بيمووت ؟
الدكتور: ما بعرفش والله كل شي بايد ربنا .. احنا دلوئتي حنعمل له عملية ونعمل كل اللي علينا وانشالله خير
ولبس كمامه ودخل غرفة العمليات ودخلوا ابراهيم داخل .. بكيت وانا اودعه يمكن هذي اخر مره اشوفه قبل لا يموت
جلست على كراسي الانتظار وجلس جنبي عبدالعزيز وحنا ساكتين
بعد مدة من الصمت تكلمت بهدوء وحزن: كان هنا "واشرت على صدري" كان يبكي هنا .. كنت اواسيه واقوله اصبر انا معاك .. "ببكاء" بس الحين ماراح اكون معاه .. لانه بيروح للقبر ويتركني وحيد
عبدالعزيز: راكان انت ليش متشائم؟ .. ادع انه يقوم بالسلامة .. واذا قام روح اخذ عمرة شكر لله
راكان بحزن: هذا اذا عاش
حط عبدالعزيز يده على كتفي : راكان .. بدال هالبكاء والتشاؤم ادع ان الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. هو محتاج لدعائك الحين
راكان ببكاء: الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. ويخليه لي
وضمني عبدالعزيز يهديني .. شوي بعدني عن حضنه وقال: يله قولي وش السالفة ومين اللي سوا كذا.. تراني منصدم للحين
وقلتله السالفة .. وطبعا كالعادة انصدم وكره ابو ابراهيم وجلس يسبه ويدعي عليه
عبدالعزيز: حسبي الله عليه جعله يموت اليوم قبل بكرا .. ليييش يسوي بولده كذا ؟
راكان: خلاص لا تدعي عليه الرجال اخذ جزاه وعاقبه الله .. وغير كذا مسكوه الشرطة وبينسجن
عبدالعزيز: احسن .. "وسكت شوي ثم قال وهو يناظر شكلي" .. وانت قوم غير ثوبك ولا غسله .. روعت العالم بشكلك
صح ثوبي تذكرته .. ناظرت ثوبي كان مليان دم من اعلاه لأسفله .. بس ماقدر اروح للاستراحة .. التفتت على عبدالعزيز
راكان: مقدر اروح الحين واغيره .. بروح اغسله بالحمامات
ورحت للحمامات .. وجلست اكب عليه مويه وافركه .. خف لونه بس عيا يروح .. لانه كان غامق وكثير .. طلع واحد من الحمامات وانصدم وشهق يوم شاف شكلي .. شكله يحسبني سفاح ولا شي
طنشته مالي خلق اشرح له وش صار .. ناظرني بخوف وطلع من الحمامات بسرعه
اوووه بالطقاق .. رجعت اكمل غسيل ثوبي بس عيا يروح الدم تماما .. باقي بقع بس خف لونها .. طنشته مب لازم ينظف مره ورجعت لعبدالعزيز
عبدالعزيز بدهشه: اووف وش ذا يا رجال ! .. شكلك مبهذل مره
ناظرت شكلي .. كانت ازرار ثوبي مفتوحه وثوبي مليان دم ويرطش مويه وحالتي حالة
قلت بضيق: اووه مب لازم
وجلست جنب عبدالعزيز .. دق جوالي ورفعته : الووو
وليد: راكان .. وش صار على ابراهيم طمني ؟؟
راكان بحزن: والله مادري وش اقولك .. ابراهيم حالته ماتسر .. اول ماجيت شفته غارق بدمه وطعنه بفخذه .. وصدره كله جروح وينزف دم بغزاره .. مالحقت عليه الا باخر لحظة ووديته للمستشفى .. والحين هو بغرفة العمليات
وليد بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. راكان وش اسم المستشفى بجيكم ؟
راكان: مستشفى ال ............
وليد: انشالله بجيكم بعد الصلاة .. يله مع السلامة "وسكر"
اذن العصر
التفتت لي عبدالعزيز: يله قوم نروح للاستراحة عشان تغير ثوبك ونروح نصلي .. وندعي لابراهيم
هزيت راسي وقمت معاه .. رحنا للاستراحة وغيرت ثوبي وطلعت من الاستراحة على طول .. لو قعدت فيها اكثر بتذكر كل شي و بنهار من البكاء .. اذا مات ابراهيم شكلي برجع للرياض ما بتحمل اقعد هنا بعد موته دقيقه وحده
رحنا نصلي العصر .. ودعيت الله من كل قلبي يشفي صديق عمري ويرده لي بالسلامة ولا يحرمني منه .. ونفس الشي عبدالعزيز دعا له بصلاته كثير
طلعنا من المسجد ورجعنا للمستشفى الكئيب .. وقعدنا على نفس الكرسي بطفش وضيق .. واحنا نناظر غرفة العمليات .. يبيلهم اقل شي 5 ساعات لين يخلصون .. الله يصبرني بس
بعد دقايق جا وليد: ها وش صار ؟
راكان: شوفة عينك .. ماصار شي .. هذا احنا نحتريهم يطلعون من غرفة العمليات
وليد: الله يشفيه ويعافيه ويقومه بالسلامة
وجلس وليد جنبنا .. مرت ساعتين واحنا يا رايحين يا جايين يا قاعدين بطفش
راكان: انا بصراحة تعبان وجوعان وراسي مصدع .. عبدالعزيز معاك بنادول ؟
عبدالعزيز وهو يحط يده على ظهري: قوم معاي للاستراحة بوديك ترتاح
راكان: لا مابي
وليد: عبدالعزيز معاه حق .. قعدتك بالمستشفى مالها فايدة .. وشكلك تعبان ومبهذل .. قوم ارتاح لك شوي
راكان: مابي ما تفهمون .. اخاف يخلصون من العملية وما اكون موجود
وليد: انا بكون موجود .. اذا خلصوا من العملية دقيت عليك وتجي على طول
راكان: طيب بس مابي ارجع للاستراحة.. الاستراحة تذكرني بالغالي
عبدالعزيز: طيب تعال عندي .. شقتي ما فيها احد
وليد: عاد الحين ماعندك عذر .. روح معاه يله
قمت مع عبدالعزيز وركبنا السيارة .. ووصلنا للشقة
دخلت داخل جلست على الكنب بالصالة وعبدالعزيز دخل المطبخ .. كان المطبخ يطل على الصالة واشوف عبدالعزيز يحوس مادري وش يسوي
راكان : تصدق اليوم اغرب يوم مر علي بحياتي
مارد علي عبدالعزيز .. كملت كلامي وقلت: اولها طعنة ابراهيم .. ثم الحادث الشنيع .. ثم اللي صار لابراهيم ومنظره وهو غارق بدمه .. بحياتي ماتوقعت هالشي يصير
ما رد علي عبدالعزيز .. شفته يحوس بالثلاجة بعدها طلع اكل وحطه بصحن وحطه قدامي: راكان .. تفضل اكل شكلك جوعان مره
لفيت وجهي عنه: ومن له نفس ياكل الحين
عبدالعزيز: راكان ماله داعي كل هاللي تسويه .. عمرها الحياة ماوقفت على احد
راكان بحزن: بس انت ماحسيت بشعوري .. ماحسيت انه يكون لك صديق عزيز عليك بين الحياة والموت
عبدالعزيز: كلنا جربنا هالشعور .. مين ما قد مات له احد عزيز عليه ؟ .. كلنا صار لنا هالشي وهذانا الحمدلله عايشين .. انت احمد ربك انه مامات للحين .. وله فرصة يعيش
راكان بحزن: ما اتوقع
عبدالعزيز: كم مره قلتلك لا تتشائم ؟
راكان: ماتشائمت انا حاس بهالشي .. احساسي مايخيب
عبدالعزيز: الكلام معك مايفيد .. على العموم .. "وسكت شوي ثم قال" اذا توفى ابراهيم .. لا تجزع ولا تسخط .. اصبر وادعي له بالرحمة وتصدق عنه صدقة جارية .. هذا اللي يبغاه منك اما البكاء والحزن ماله فايدة
وربت على كتفي ثم قام مادري وين راح .. اما انا جلست افكر بكلامه شوي .. اذا توفى ابراهيم لا قدر الله .. ببني له مسجد و بدعي له وبتصدق عنه طول حياتي .. كان صديق صالح يستاهل كل الخير .. مع اني ما اظن اني بصبر بعد وفاته او بوقف عن البكاء دقيقه وحده .. الله يصبرني على فراقك يا ابراهيم
ومع الافكار فكرة تودي وفكرة تجيب .. جاني النوم ونعست مانمت من امس المغرب .. يعني سهران حوالي يوم كامل .. تمددت على الكنبه ونمت بتعب
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الساعة 4 فجرا
قمت من النوم .. وراسي مصدع اوف نمت 12 ساعة .. وين عزوز الغبي ليه ماقومني للصلاة .. لايكون ابراهيم ودع وراحوا يغسلونه ويصلون عليه !
قمت من الكنبه بسرعة وانا خايف .. اخذت جوالي ودقيت عبدالعزيز
عبدالعزيز ونصه نوم: هاه ؟
راكان بخوف: انت نايم ؟ .. وش صار على ابراهيم ؟!!
عبدالعزيز: راكان ! .. "وهو يتثاوب" توك تقوم ؟
راكان: ايييه .. قلي وش صار على ابراهيم ؟
عبدالعزيز: خلصوا من العملية على الساعة 8
قلت وانا خايف من الجواب ومستعد للصدمة: وو .. وابراهيم وش صار عليه ؟! .. ميت ولا حي ؟!
سكتت عبدالعزيز شوي .. خفت من سكوته اكيد فيه مصيبه
راكان بخوف: عبدالعزيز ! .. ابراهيم مات ؟! .. "صرخت" ابراهييييم مات تكلم ؟
عبدالعزيز بهدوء: لا هو حي بس .......
راكان بصرخه: بس ايش !! .. تكلم عبدالعزيييييز !
عبدالعزيز بهدوء: ابراهيم الحين بغيبوبه
قلت ونزلت دموعي على طول: اييش ! .. غيبوبه !!! .. "ببكاء" ومتى يصحى ؟
عبدالعزيز: والله مادري .. الساعة 6 نروح انا وياك للمستشفى ونشوفه .. بس خلاص اهدى
راكان: انت وينك ؟
عبدالعزيز: انا بالغرفة اللي جنبك
ناظرت الغرفة وسكرت الجوال .. رحت للغرفة وشفت عبدالعزيز قاعد على السرير وجلست جنبه
راكان بحزن: عبدالعزيز .. تتوقع متى بيقوم؟ .. ممكن تستمر الغيبوبه لشهور او سنين ؟
عبدالعزيز بحزن على حالتي: مادري .. مادري والله .. خلاص نروح انا وياك للمستشفى ونشوفه بعد شوي .. قوم الحين صل والفجر وادعي له .. ترا وقت استجابة
هزيت راسي وقمت .. توضيت وصليت الصلوات اللي فاتتني .. وصليت الفجر ودعيت لابراهيم وانا ساجد
بعد ساعتين .. رحنا انا وعبدالعزيز للمستشفى .. دخلت وانا على اعصابي وعبدالعزيز ماسك يدي ويشد عليها يقوي عزيمتي .. ويشد من ازري
بصراحة اكتشفت ان عبدالعزيز ماشالله عليه رجال وشهم .. وصديق وفي والدليل انه ماتركني بوقت الحاجة .. ووقف معاي
وصلنا لقسم العمليات وجلست اتلفت انا وعبدالعزيز
راكان: لحظة ما كننا ضيعنا؟
عبدالعزيز: ايه صح وينه ؟
راكان: لحظة .. تعال نسأل الرسبشن
ورحنا للرسبشن وسألنا عن ابراهيم الفهد .. قالنا انه بالعناية المركزه غرفة رقم ***
شهقت : عناية مركزه !!!
والتفتت لعبدالعزيز بنظرات تحمل الألم والحزن والهم .. حط عبدالعزيز يده على كتفي متأثر .. ومشى تبعته وانا منزل راسي بحزن
وصلنا للقسم .. انتبهت للدكتور اللي سوا العملية لابراهيم قاعد يأشر لي .. التفتت لعبدالعزيز باستغراب ورحت للدكتور بتردد
راكان: امر ؟
الدكتور:عن ازنك عاوز اتكلم معاك في المكتب دئيئتين
خفت لا يصعقني بخبر شين عن ابراهيم .. قلت بخوف: ليش ؟ دكتور ابراهيم فيه شي ؟
الدكتور: ماتخفش انشالله كل خير .. اتفضل للمكتب
دخلت المكتب وجلست على الكرسي بتردد .. وجه الدكتور ما يطمن
الدكتور بعد صمت: انت عارف يا ابني ان الدنيا دي كلهاش هموم ومصائب .. وانت انسان مؤمن بربنا و ...
قاطعته بحزن: دكتور بلا هالمقدمات .. قولي بسرعة وش فيه ابراهيم ؟؟؟
الدكتور: ابراهيم دلوئتي في غيبوبه .. لكن انا عاوز اسأل سؤال .. ايه اللي حصل بالزبط؟ .. مين اللي عمل في ابراهيم كل ده ؟ ضروري تئولي لان انا حابلغ الشرطة
راكان: خلاص الشرطة وبلغناها .. ومسكوا المجرم
وقلتله السالفة .. اللي هذي ثالث مره اقولها ولا خلصنا منها
الدكتور بتأثر: لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوض شبابه في القنه (الجنة)
راكان بحزن: ليش يادكتور ؟ .. هو بيموت ؟
الدكتور بأسى: للأسف ابراهيم حالته خاطره قدا .. يعني غير انه فقد دم كتير .. الهموم والضغوط الكبيره اللي عنده سببله ضغط قوي في الدم .. احتمال 70% يتوقف النبض
شهقت ونزلت دموعي على طول: دكتور اذا على الدم انا بتبرع له بدمي .. لو بكل دمي اهم شي ما يموت
الدكتور: لا يابني الدم احنا لئينا له دم وكمية مناسبه والحمد لله.. بس المشكلة في ضغط القلب .. ربنا يشفيه ويئومه بالسلامة .. "وقام وحط يده على كتفي" ويلهمك الصبر على ما ابتلاك
قلت ببكاء: يعني خلاص بيموت ؟؟
الدكتور بتأثر: بص يابني .. هو دلوئتي في غيبوبه .. اذا صحي خلال 48 ساعة حيكون تعدى مرحلة الخطر .. اما اذا استمرت الغيبوبه لأكتر من 48 ساعة حيكون في خطر كبير واحتمال يتوقف النبض .. ادعي له يابني بالشفاء العاقل
قلت وانا منزل راسي ابكي: الله يشفيه ويعافيه ويخليه لي .. "رفعت راسي" دكتور ابعطيك رقمي اذا صحى او صار له شي كلمني
الدكتور وهو يهز راسه: حادر يابني حادر
وعطيته رقمي .. قمت وانا امسح دموعي وقلت: دكتور اقدر اشوفه الحين ؟
الدكتور: انت مش حتستفيد حاقة دلوئتي هو غايب عن الوعي
راكان ببكاء: ادري بس ابي اشوفه .. تكفى يادكتور
الدكتور: حاضر .. بس ماتتأخرش عنده
راكان: انشالله
وطلعت من المكتب .. لقيت عبدالعزيز متكتف ويناظرني بحزن .. رحت له وحطيت راسي على كتفه وانا ابكي وضمني
راكان ببكاء: يقول احتمال 70 % انه بيموت .. يعني خلاص يمكن ماراح اشوفه بعد هاليوم "وزاد بكائي اكثر"
عبدالعزيز وهو يواسيني: الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. يعني فيه احتمال انه يعيش "وبكى" لا تتشائم يا راكان ادعي له
وخرت راسي عنه ومسحت دموعي وقلت: بروح اشوفه
ورحت للغرفة وتبعني عبدالعزيز .. دخلت كانت الغرفة هاديه و كئيبه .. تقدمت للسرير وشفت ابراهيم .. كان جسد متهالك هزيل مرمي على السرير .. شكله تعبان مره
ناظرت صدره المكشوف .. كانت الجروح مخيطه وشكلها مخيف ويروع .. وحاطين على صدره تخطيط القلب .. وفخذه نفس الشي مخيط
نزلت دموعي على طول وانا اشوف صديق العمر بهالحالة .. منظر حزين قوي صعب على اصحاب القلوب الضعيفه .. مثلي
تقدمت وقربت من ابراهيم ودققت في ملامحه .. وجه شاحب .. عيون تحتها هالات سوداء .. وعلامات التعب ظاهره في وجهه
انحنيت عليه وقبلت جبينه ونزلت دمعة مني على خده .. همست: ابراهييم .. ابراهيييم انا احبك .. لو تموت وتخليني وشلون اعيش؟ .. مين يقعد معاي في الاستراحة ويونس وحدتي؟ ..مين يقعد معي ويسولف ويضحك معي .. مين يقومني للصلاة كل يوم ويذكرني فيها؟ .. من يحثني على الخير؟ ..
"بكيت اكثر" والله لو تموت ما اذوق الفرحة بيوم .. بتظل ذكرياتنا معلقة في بالي وماراح انساها ابد .. كل يوم بتذكرك وابكي واحزن .. ابراهيم لو تموت بيصير الحزن والدمع رفيقي .. ابراهيم قوم يله ..
"مسكت يده وهزيتها" ابراهيم قوم يله نروح للاستراحة .. ابراهيم انت صرت حر خلاص يعني ماحد يمنعنا .. قوم بسرعة عشان نروح للاستراحة .. ابراهيم وش فيك ماترد .. ليش عقب ما تخلصنا من بسام وابوك ماقمت وجيت معاي ؟.. انت وعدتني انك تجي معي يالله قوم ..
ليييش مانفرح انا وياك لييش ؟ .. ماصدقت ان بسام يموت تجي انت وتموت بعد ؟! .. ابراهيم ما يصير كذا قوووم يله
وانهرت ابكي اكثر .. ابراهيم خلاص مايرد علي ولا يقوووم .. ابراهيم تركني خلاص تركني
التفتت لعبدالعزيز لقيته جالس يطالعني بتأثر ويهز راسه بأسف .. قرب مني ومسك كتوفي بهمس: خلاص يا راكان .. البكاء عنده مايفيد .. ادعي له بالشفاء هو محتاج لدعائك الحين
ناظرت عبدالعزيز بحزن .. ثم التفتت لجهاز القلب اللي كان يشير ان النبض ضعيف .. ورجعت ناظرت عبدالعزيز مره ثانيه: اصبر .. بودعه مره اخييره .. يمكن ما اشوفه بعد هالمره
ناظرني عبدالعزيز متأثر ونزلت دموعه .. التفتت لابراهيم وانحنيت عليه .. وقبلت جبينه وخده الاول والثاني .. قلت بحزن: ابراهيم .. ابراهيم انت بتدخل الجنة بإذن الله .. بس ابيك تشفع لي عند الله .. قول عندي صديق كان يساندني ويقف معاي ويعاوني على الخير والتقوى .. قوله كان عندي اخ خفف همومي واوجاعي وكفلني عنده وتصدق علي وانا يتيم .. الله يحشرني معك بجنة الفردوس الاعلى
"وقبلت جبينه مره ثانيه" مع السلامة يالغالي .. يارب نكون انا وياك من السبعة اللي يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله .. مع السلامة يالغالي بتصدق عنك وبدعيلك طول العمر .. واذا جاني ولد بسميه ابراهيم على اسمك .. عشان كل ما اناديه اتذكرك وادعيلك
وقبلت جبينه مره اخيره .. التفتت على عبدالعزيز وانا اصيح .. قرب مني عبدالعزيز وحط يده ورا ظهري ولم كتوفي: راكان .. ابراهيم لسا مامات .. ابراهيم حي يسمعك .. لسا في فرصة اخيرة .. بتتحقق بالدعاء .. ادعي له يا راكان .. وانا بدعي له معك
نزلت راسي بحزن .. قال عبدالعزيز: راكان امش معاي للبيت وبنجي المغرب نشوفه .. امش معاي شكلك تعبان
هزيت راسي ومشيت معه .. رحنا للشقة وغصبني عبدالعزيز اكل .. ماكان لي نفس بس اكلت عشان خاطره .. وراح عبدالعزيز يكمل نومه وتركني بروحي
الظهر الساعة 2 .. دق علي الضابط اللي اشكتينا له انا ووليد .. رديت وقالي انه يبغاني في المخفر .. استغربت وطلبت من عبدالعزيز يعطيني سيارته عشان اروح لان سيارتي مو هنا .. ووافق
اخذت السيارة ورحت للمخفر ودخلت على الضابط
راكان: السلام عليكم
الضابط: وعليكم السلام .. تفضل
جلست على الكرسي: امرني ؟
الضابط وهو يمد لي كيسة فيها اغراض: هذي اغراض بسام .. اذا ماعليك كلافة توصلها لاهله لان ماحد يعرفه غيرك .. وترا اهله مايدرون بالخبر .. روح بلغهم بوفاته الله لا يهينك
ناظرت الكيسة باستغراب: غريبه مو هو احترق .. الاغراض ما حترقت معاه ؟!
الضابط: لا .. الرجال الله يجزاهم خير يوم حاولوا يطلعونه ماقدروا ف طلعوا بوكه وجواله بسرعة .. بعدها انفجرت السيارة .. خذ الاغراض ودها لاهله .. وقولهم بيصلون عليه اليوم العصر في مسجد ال......
اخذت الاغراض: انشالله .. بس شلون بعرف وين بيته؟
الضابط: عندك جواله .. دق على أي اسم تعتقد انه واحد من اهله وقولهم يوصفون لك البيت
راكان: انشالله .. ا ايه بسألك وش صار على ابو ابراهيم ؟
الضابط: ابو ابراهيم صحى من الغيبوبه اليوم الصبح
راكان بدهشه: والله ؟! مسرع صحى ! .. ا اقصد وش صار عليه الحين
الضابط: هو حاليا اصيب بشلل رباعي .. وحكم عليه بالسجن 15 سنة .. بسبب سرقة الاموال والاراضي .. وقضايا اخرى مشبوهه
راكان: الله يهديه .. عساه يتوب بعد كل اللي صار فيه .. "قمت" يله مع السلامة انا رايح "ومديت يدي وصافحته"
الضابط: مع السلامة
طلعت من المخفر وفتحت الكيسة اللي عطاني اياها .. كان فيها جوال ومحفظة وسلسلة مفاتيح .. اخذت الجوال وفتحته ودورت بالاسماء عن اسم امي او الوالدة او أي شي يدل على انها امه
بس مالقيت شي كلها غريبه وكانت القاب مو اسماء مثل: طويل العمر , الراس الكبير , المهذري , العجوز , ال...
لحظة لحظة .. العجوز هذي يمكن امه .. استغفر الله مسمي امه العجوز وش ذا العقوق .. ضغطت على الرقم ودقيت .. شوي ردت علي حرمه
بصوت كله خوف: بسام يا ولدي وينك ماترد؟
راكان: ا السلام عليكم .. انتي ام بسام؟
ام بسام بخوف: ايه انا ام بسام .. مين معاي؟ .. وش فيه بسام !!
راكان: بسام يطلبك الحل
ام بسام بصدمة: مات ؟!!!! .. لا "وبكت بقوة"
والله بسام ماهميتيه ولا كأنك امه اجل مسميك العجوز .. هزيت راسي بأسف : احسن الله عزاك يا ام بسام .. ادعي له بالرحمه
ام بسام ببكاء: هو شلون مات ومتى ؟!
راكان: توفى امس الظهر .. والصلاة عليه راح تكون اليوم العصر في مسجد ال .........
ام بسام ببكاء: لاحول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه راجعون
راكان: ا يا ام بسام ترا اغراض بسام معي .. الله لايهينك اوصفي لي البيت عشان اجي اعطيكم الاغراض
ووصفت لي البيت وسكرت .. رحت للبيت اللي كان قديم واضح وشعبي جدا وحق فقراء .. على ايش كان بسام شايف نفسه !!
دقيت الباب وفتحت لي حرمه كانت متغطيه بجلالها .. عطيتها الاغراض وشكرتني ودعت لي بعد وهي تصيح .. جلست اعزيها شوي واصبرها ثم طلعت ورجعت للشقة
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
اليوم التالي
الساعة 4 عصرا
كنت جالس البس ثوبي بروح للمستشفى بشوف ابراهيم .. يارب ابراهيم يصحى من الغيبوبه يارب
صرخت على عبدالعزيز استعجله: يالله تأخرنا
طلع عبدالعزيز وهو ينشف شعره بعد الشاور: انت وش فيك مستعجل هاه ؟ ياخي خلاص اذا بيقوم بنشوفه مهو طاير
راكان: ايه لو انه صديقك ماقلت هالكلام
عبدالعزيز: راكان وش فيك ؟ ترا ماهي حالة ذي.. خلاص درينا ان لك صديق تحبه وتخاف عليه بس مو تقلب علينا عشانه
تأففت بضيق: اخلص علينا بس
لبس عبدالعزيز ثوبه وطلعت قدامه .. تبعني وركبنا السيارة
عبدالعزيز وهو يسكر قلاب ثوبه: وانت متى بتجيب سيارتك ؟
راكان بضيق: خلاص اليوم المغرب بجيبها .. شكلك تضايقت مني صح ؟
عبدالعزيز: مو عشان كذا .. بس حالك ما عجبني .. ترا الدنيا ماتوقف على احد
راكان بتنهيده: تخيل انه راشد او خالد .. وشوف كيف راح يكون شعورك وقتها .. تراك ماحسيت بشعوري عشان كذا اكرمنا بسكوتك
عبدالعزيز بعصبيه: اوووه تراك غثيتنا .. تحسب انك الوحيد اللي فقدت غالي؟ كلنا فقدنا ناس نحبهم ونغليهم يمكن اكثر منك وهذانا الحمدلله عايشين ماصار لنا شي .. انت اللي مكبر الموضوع على الفاضي
راكان بحزن: أي فاضي ؟! .. تقصد ان موت ابراهيم ما يأثر عليك ؟!
عبدالعزيز بنرفزه: انت الحين واثق انه بيموت .. وش دراك يمكن يعيش
راكان بدموع: لا بيموووت .. انا متأكد
عبدالعزيز: لا مراح يموت
راكان بصياح: لا بيموت
عبدالعزيز: اقووولك ماراح يموت ماتفهم ؟!
راكان بصراخ: وش دراك هاه ؟!
عبدالعزيز بعصبيه: انت اللي وش دراك ؟! .. تعلم الغيب !
سكتت ولفيت وجهي عنه وانا ابكي بصمت .. تأفف عبدالعزيز وناظر قدام
ووصلنا للمستشفى .. نزلت بسرعة قبل عبدالعزيز وانا اركض ودخلت المستشفى .. توجهت لغرفة ابراهيم بسرعة وركض
وقفت وانا اناظر المكان بصدمه .. شفت الاطباء والممرضات يتراكضون ويصارخون ويتوجهون لغرفة ابراهيم بسرعة
شهقت منصدم .. وش صار يا ربي .. وش صار لابراهيم ! .. ليش كل الاطباء يصارخون وخايفين .. لا يكون مات !
جلست اناظر بخوف مخي انشل والصدمه اخرستني .. حسيت اني انشليت مو قادر اتحرك واسوي شي
سمعت صرخت الطبيب: توقف النبض !!
صرخت وانا ابكي: ما ات ؟!!!!!!!!!!!!!! .. لا ا
وطحت على الارض وانا ابكي واشاهق .. جا عبدالعزيز اللي كان توه يوصل وانصدم وشهق لما شافني
عبدالعزيز بصدمه ودهشه: راكان ؟!! وش صار ؟؟؟
صرخت بوجهه: شفت قلتلك بيمووووت قلتلك "وبكيت بقوة"
وقمت وانا اركض مادري وين ارووح .. لحقني عبدالعزيز وهو يصارخ: راكان ويييين بتروووووح ووووقف
ركضت بسرعة وانا مو حاس حولي حاس اني انجنيت .. مخي انشل وتوقف عن التفكير .. احس ان حياتي خلاص راح تنتهي خلاص
لحقني عبدالعزيز وهو منصصصصدم وخايف ويحاول يوقفني .. نزلت مع الدرج وانا اركضضض بقووووه وعبدالعزيز وراي
ومادريت الا طراخ
طاح عبدالعزيز وتكرفع من اول درجة لاخر درجة .. وطاح على الارض وهو يصرخ ويتألم
طنشت وكملت ركضت بسرررعه لين وصلت للدور الارضي .. انجنوا كل الرجال اللي في الرسبشن وفي المستشفى من شكلي وانا ابكي ومنهار
طلعت بسرعة من المستشفى للشارع وانا اركض واصييح .. خلاص فقدت الغالي خلاص .. مات ابراهييييم مات وبيخليني بروووحي
انتبهت للسيارة اللي قدامي فحطت بقوووووة ولفت يمين ورقت فوق الرصيف .. نزل منها عامل هندي وصرخ فيني: انتا مجنووووون ؟! .. مافي عقل مافي مخ ؟! .. شنووو يسوي يا غبي
قلت وانا ابكي ومنهار: ابراهيييييم مات .. مات وخلاني برووحي مات .. حسبي الله علييك يابسام جعلك تنحرق بجهنم مثل ما انحرقت بالدنيا .. ابراهييم مات مات
وبكييت بقوووة وانهيار
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقلت يوما وداعا ايها الصديق
بكيت في وفاتك والدمع لي رفيق
من بعد ما كنا سويا نمشي الطريق
ها انا الان اودعك وجرحي عميق
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
يا من رافقني الدرب وبجواري يسير
كنت نورا في حياتي وكنت لك مصير
والان ها نحن في طريق واسع كبير
كل منا سلك دربه والفراق اصبح عسير
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
ذهبت الى رحاب الجنان وتركتني وحيد
لا اطيق بقائي هنا لا يسعني الكون المديد
روحي من بعدك ضاقت وحزني يزيد
وقلبي يبكي اشتياقا يلفه شوق شديد
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
نهاية البارت التاسع عشر
الجزء التاسع عشر
الأحداث الاخيرة ~
(راكان)
بعد 15 دقيقة جا عبدالعزيز اخيييرا .. دخل داخل البيت لان الباب كان مفتوح وقام يصارخ ويناديني عشان يعرف مكاني .. صرخت وناديته وتبع مصدر الصوت لين جا .. وانصدم لما شافنا
انا ثوبي مليان دم وحزين وتعبان وحالتي حالة .. وابراهيم منسدح بحضني وكل جسمه ملطخ بالدم الغامق من صدره الى رجليه
صرخ عبدالعزيز بصدمه ودهشه واستغراب: وش فيييييييييكم ؟ ابراهييييم مات !!! لا
راكان ببكاء: مادري مادري .. قوم معاي نوديه المستشفى بسررعة
ركض عبدالعزيز وقرب من ابراهيم بخوف: ابراهييييم .. ابراهييييييييم .. لاحول ولا قوة الا بالله الله يستر .. "ورفع راسه وناظرني" مييييين المجرم اللي سوا فيه كذا ؟
قلت بصراخ: بعديييين اقولك السالفة .. تعال نوديه المستشفى بسرعة لا يموت
ورفعت ابراهيم بصعوبه وشلته وصرخت على عبدالعزيز اللي جالس يناظرني: رووووح شغل السيارة بسررررررعه
عبدالعزيز بخوف: طيب طيب
وركض يشغل السيارة .. حطيت ابراهيم على الارض واخذت فوطته ولفيتها على صدره عشان الدم .. وحطيت يدي تحت راسه والثانيه تحت رجوله وشلته بصعوبه ووديته للسيارة ركض
ساعدني عزوز وسدحناه على المرتبة الخلفية
عبدالعزيز: مو ثقيل عليك ؟
قلت وانا اتنفس بتعب: لا نحيف
راح عبدالعزيز وركب قدام .. وانا شلت راس ابراهيم وجلست وحطيت راسه بحضني
عبدالعزيز: ليه ما ركبت قدام ؟
راكان: بس .. ابي اكون قريب له
هز راسه عبدالعزيز وحرك السيارة
نزلت نظري لابراهيم اللي كان مغمض عيونه وكأنه نايم بهدوء .. كان شكله بريئ ينرحم .. نزلت دموعي لا شعوريا وانا اتذكر موقف قديم مشابه لهالموقف
((((((()))))))
كان ابراهيم جالس يلعب بلايستيشن وانا كنت اذاكر لان عندي اختبار وكنت منقهر منه
جا ابراهيم وحط راسه بحضني وهو مبتسم ويلعب
ناظرته بنص عين: هييييه وش عندك .. قوم خلني اذاكر
ابراهيم ببتسامة: ياخي خلني .. احيانا احس انك امي
ضربته مع راسه بالكتاب وانا اضحك: خير ؟! .. انا امك؟!! .. قم قم بس هذا اللي ناقص ما باقي الا اعطيك الرضاعه
وقام ابراهيم وهو يضحك: هذا جزاي احبك مثل امي المفروض تفرح مالت عليك
راكان: ههههههههههههههه
((((((()))))))
ابراهيم الحين نفس الشي حاط راسه بحضني .. بس الفرق انه في ذاك اليوم كان يضحك ويستهبل .. الحين ساكن مايتحرك زي الجثه وبين الحياة والموت
التفت لي عبدالعزيز بحزن: راكان .. خلاص اهدى شوي .. قربنا نوصل وانشالله ابراهيم بخير
صرخت وانا ابكي: أي خير ؟ .. أي خيير بذمتك أي خير ؟ .. "نزلت نظري لصديق العمر اللي بحضني" شوفه شلون شكله .. هذا شكل واحد بخير ؟ .. هذا شكله مذبوح "وزاد بكائي اكثر"
عبدالعزيز بحزن: لا تخاف يمكن جروح عميقه بس .. مو معناته انه ميت
قلت ببكاء: واللي يرحم والديك اسكت .. امش للمستشفى بسررعه .. "صرخت" بسرررررررررعه "وانهرت ابكي اكثر"
عبدالعزيز: هذاني مسرع باقوى ماعندي شووف العداد واصل 100
ناظرته ونزلت راسي على راس ابراهيم .. قلت ببكاء: ماراح اسامحكم لو مات .. والله ماسامحكم ليوم الدين
عبدالعزيز يواسيني: راكان لا تخاف ماراح يموت انشالله
راكان ببكاء: الا بيموت اكيييد
عبدالعزيز: لا تصير متشائم خلاص ركوون انشالله ماراح يمووت
راكان بحزن: الا بيمووت شوف الدم اللي طالع منه وش كثره .. من ساعة وهو ينزف
عبدالعزيز: هذا من الجروح بس ....
قاطعته بصراخ: اقووولك بيمووت انا قلبي حاس واحساسي مايخيب
عبدالعزيز: لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. يارجال قلتلك ماراح يموووت
راكان بعصبيه وصراخ: خلاص بس اذا مات ذبحتك وراه
طير عبدالعزيز عيونه فيني بعصبيه: خييير ؟؟؟ .. حلوه ذي اللي يسمعك يقول انا اللي ذابحه يا رجال طيير انت وياه
سكتت ونزلت راسي بهدوء وحزن
عبدالعزيز بعد صمت: هذا احنا قربنا من المستشفى .. انشالله يقدرون يسعفونه
راكان بهمس: انشالله
وصلنا المستشفى ونزل عبدالعزيز ركض ودخل جوا المستشفى .. شوي طلعوا الممرضين ومعهم سرير شالوا ابراهيم وحطوه على السرير وودخلوه المستشفى
حزنت وانا اشوف الاطباء والممرضات يتراكضون بالسيب ويتصادمون وهم يدفون سرير ابراهيم بسرعة عشان يلحقون يسعفونه قبل لا يموت .. حزنت وانا اشوف صديق العمر بهالحالة .. ركضت للدكتور ابي اسأله
راكان بحزن: دكتور وش بيصير لابراهيم ؟
الدكتور: يابني دا حالته خطره قدا
راكان بصدمه: يعني بيمووت ؟
الدكتور: ما بعرفش والله كل شي بايد ربنا .. احنا دلوئتي حنعمل له عملية ونعمل كل اللي علينا وانشالله خير
ولبس كمامه ودخل غرفة العمليات ودخلوا ابراهيم داخل .. بكيت وانا اودعه يمكن هذي اخر مره اشوفه قبل لا يموت
جلست على كراسي الانتظار وجلس جنبي عبدالعزيز وحنا ساكتين
بعد مدة من الصمت تكلمت بهدوء وحزن: كان هنا "واشرت على صدري" كان يبكي هنا .. كنت اواسيه واقوله اصبر انا معاك .. "ببكاء" بس الحين ماراح اكون معاه .. لانه بيروح للقبر ويتركني وحيد
عبدالعزيز: راكان انت ليش متشائم؟ .. ادع انه يقوم بالسلامة .. واذا قام روح اخذ عمرة شكر لله
راكان بحزن: هذا اذا عاش
حط عبدالعزيز يده على كتفي : راكان .. بدال هالبكاء والتشاؤم ادع ان الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. هو محتاج لدعائك الحين
راكان ببكاء: الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. ويخليه لي
وضمني عبدالعزيز يهديني .. شوي بعدني عن حضنه وقال: يله قولي وش السالفة ومين اللي سوا كذا.. تراني منصدم للحين
وقلتله السالفة .. وطبعا كالعادة انصدم وكره ابو ابراهيم وجلس يسبه ويدعي عليه
عبدالعزيز: حسبي الله عليه جعله يموت اليوم قبل بكرا .. ليييش يسوي بولده كذا ؟
راكان: خلاص لا تدعي عليه الرجال اخذ جزاه وعاقبه الله .. وغير كذا مسكوه الشرطة وبينسجن
عبدالعزيز: احسن .. "وسكت شوي ثم قال وهو يناظر شكلي" .. وانت قوم غير ثوبك ولا غسله .. روعت العالم بشكلك
صح ثوبي تذكرته .. ناظرت ثوبي كان مليان دم من اعلاه لأسفله .. بس ماقدر اروح للاستراحة .. التفتت على عبدالعزيز
راكان: مقدر اروح الحين واغيره .. بروح اغسله بالحمامات
ورحت للحمامات .. وجلست اكب عليه مويه وافركه .. خف لونه بس عيا يروح .. لانه كان غامق وكثير .. طلع واحد من الحمامات وانصدم وشهق يوم شاف شكلي .. شكله يحسبني سفاح ولا شي
طنشته مالي خلق اشرح له وش صار .. ناظرني بخوف وطلع من الحمامات بسرعه
اوووه بالطقاق .. رجعت اكمل غسيل ثوبي بس عيا يروح الدم تماما .. باقي بقع بس خف لونها .. طنشته مب لازم ينظف مره ورجعت لعبدالعزيز
عبدالعزيز بدهشه: اووف وش ذا يا رجال ! .. شكلك مبهذل مره
ناظرت شكلي .. كانت ازرار ثوبي مفتوحه وثوبي مليان دم ويرطش مويه وحالتي حالة
قلت بضيق: اووه مب لازم
وجلست جنب عبدالعزيز .. دق جوالي ورفعته : الووو
وليد: راكان .. وش صار على ابراهيم طمني ؟؟
راكان بحزن: والله مادري وش اقولك .. ابراهيم حالته ماتسر .. اول ماجيت شفته غارق بدمه وطعنه بفخذه .. وصدره كله جروح وينزف دم بغزاره .. مالحقت عليه الا باخر لحظة ووديته للمستشفى .. والحين هو بغرفة العمليات
وليد بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. راكان وش اسم المستشفى بجيكم ؟
راكان: مستشفى ال ............
وليد: انشالله بجيكم بعد الصلاة .. يله مع السلامة "وسكر"
اذن العصر
التفتت لي عبدالعزيز: يله قوم نروح للاستراحة عشان تغير ثوبك ونروح نصلي .. وندعي لابراهيم
هزيت راسي وقمت معاه .. رحنا للاستراحة وغيرت ثوبي وطلعت من الاستراحة على طول .. لو قعدت فيها اكثر بتذكر كل شي و بنهار من البكاء .. اذا مات ابراهيم شكلي برجع للرياض ما بتحمل اقعد هنا بعد موته دقيقه وحده
رحنا نصلي العصر .. ودعيت الله من كل قلبي يشفي صديق عمري ويرده لي بالسلامة ولا يحرمني منه .. ونفس الشي عبدالعزيز دعا له بصلاته كثير
طلعنا من المسجد ورجعنا للمستشفى الكئيب .. وقعدنا على نفس الكرسي بطفش وضيق .. واحنا نناظر غرفة العمليات .. يبيلهم اقل شي 5 ساعات لين يخلصون .. الله يصبرني بس
بعد دقايق جا وليد: ها وش صار ؟
راكان: شوفة عينك .. ماصار شي .. هذا احنا نحتريهم يطلعون من غرفة العمليات
وليد: الله يشفيه ويعافيه ويقومه بالسلامة
وجلس وليد جنبنا .. مرت ساعتين واحنا يا رايحين يا جايين يا قاعدين بطفش
راكان: انا بصراحة تعبان وجوعان وراسي مصدع .. عبدالعزيز معاك بنادول ؟
عبدالعزيز وهو يحط يده على ظهري: قوم معاي للاستراحة بوديك ترتاح
راكان: لا مابي
وليد: عبدالعزيز معاه حق .. قعدتك بالمستشفى مالها فايدة .. وشكلك تعبان ومبهذل .. قوم ارتاح لك شوي
راكان: مابي ما تفهمون .. اخاف يخلصون من العملية وما اكون موجود
وليد: انا بكون موجود .. اذا خلصوا من العملية دقيت عليك وتجي على طول
راكان: طيب بس مابي ارجع للاستراحة.. الاستراحة تذكرني بالغالي
عبدالعزيز: طيب تعال عندي .. شقتي ما فيها احد
وليد: عاد الحين ماعندك عذر .. روح معاه يله
قمت مع عبدالعزيز وركبنا السيارة .. ووصلنا للشقة
دخلت داخل جلست على الكنب بالصالة وعبدالعزيز دخل المطبخ .. كان المطبخ يطل على الصالة واشوف عبدالعزيز يحوس مادري وش يسوي
راكان : تصدق اليوم اغرب يوم مر علي بحياتي
مارد علي عبدالعزيز .. كملت كلامي وقلت: اولها طعنة ابراهيم .. ثم الحادث الشنيع .. ثم اللي صار لابراهيم ومنظره وهو غارق بدمه .. بحياتي ماتوقعت هالشي يصير
ما رد علي عبدالعزيز .. شفته يحوس بالثلاجة بعدها طلع اكل وحطه بصحن وحطه قدامي: راكان .. تفضل اكل شكلك جوعان مره
لفيت وجهي عنه: ومن له نفس ياكل الحين
عبدالعزيز: راكان ماله داعي كل هاللي تسويه .. عمرها الحياة ماوقفت على احد
راكان بحزن: بس انت ماحسيت بشعوري .. ماحسيت انه يكون لك صديق عزيز عليك بين الحياة والموت
عبدالعزيز: كلنا جربنا هالشعور .. مين ما قد مات له احد عزيز عليه ؟ .. كلنا صار لنا هالشي وهذانا الحمدلله عايشين .. انت احمد ربك انه مامات للحين .. وله فرصة يعيش
راكان بحزن: ما اتوقع
عبدالعزيز: كم مره قلتلك لا تتشائم ؟
راكان: ماتشائمت انا حاس بهالشي .. احساسي مايخيب
عبدالعزيز: الكلام معك مايفيد .. على العموم .. "وسكت شوي ثم قال" اذا توفى ابراهيم .. لا تجزع ولا تسخط .. اصبر وادعي له بالرحمة وتصدق عنه صدقة جارية .. هذا اللي يبغاه منك اما البكاء والحزن ماله فايدة
وربت على كتفي ثم قام مادري وين راح .. اما انا جلست افكر بكلامه شوي .. اذا توفى ابراهيم لا قدر الله .. ببني له مسجد و بدعي له وبتصدق عنه طول حياتي .. كان صديق صالح يستاهل كل الخير .. مع اني ما اظن اني بصبر بعد وفاته او بوقف عن البكاء دقيقه وحده .. الله يصبرني على فراقك يا ابراهيم
ومع الافكار فكرة تودي وفكرة تجيب .. جاني النوم ونعست مانمت من امس المغرب .. يعني سهران حوالي يوم كامل .. تمددت على الكنبه ونمت بتعب
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الساعة 4 فجرا
قمت من النوم .. وراسي مصدع اوف نمت 12 ساعة .. وين عزوز الغبي ليه ماقومني للصلاة .. لايكون ابراهيم ودع وراحوا يغسلونه ويصلون عليه !
قمت من الكنبه بسرعة وانا خايف .. اخذت جوالي ودقيت عبدالعزيز
عبدالعزيز ونصه نوم: هاه ؟
راكان بخوف: انت نايم ؟ .. وش صار على ابراهيم ؟!!
عبدالعزيز: راكان ! .. "وهو يتثاوب" توك تقوم ؟
راكان: ايييه .. قلي وش صار على ابراهيم ؟
عبدالعزيز: خلصوا من العملية على الساعة 8
قلت وانا خايف من الجواب ومستعد للصدمة: وو .. وابراهيم وش صار عليه ؟! .. ميت ولا حي ؟!
سكتت عبدالعزيز شوي .. خفت من سكوته اكيد فيه مصيبه
راكان بخوف: عبدالعزيز ! .. ابراهيم مات ؟! .. "صرخت" ابراهييييم مات تكلم ؟
عبدالعزيز بهدوء: لا هو حي بس .......
راكان بصرخه: بس ايش !! .. تكلم عبدالعزيييييز !
عبدالعزيز بهدوء: ابراهيم الحين بغيبوبه
قلت ونزلت دموعي على طول: اييش ! .. غيبوبه !!! .. "ببكاء" ومتى يصحى ؟
عبدالعزيز: والله مادري .. الساعة 6 نروح انا وياك للمستشفى ونشوفه .. بس خلاص اهدى
راكان: انت وينك ؟
عبدالعزيز: انا بالغرفة اللي جنبك
ناظرت الغرفة وسكرت الجوال .. رحت للغرفة وشفت عبدالعزيز قاعد على السرير وجلست جنبه
راكان بحزن: عبدالعزيز .. تتوقع متى بيقوم؟ .. ممكن تستمر الغيبوبه لشهور او سنين ؟
عبدالعزيز بحزن على حالتي: مادري .. مادري والله .. خلاص نروح انا وياك للمستشفى ونشوفه بعد شوي .. قوم الحين صل والفجر وادعي له .. ترا وقت استجابة
هزيت راسي وقمت .. توضيت وصليت الصلوات اللي فاتتني .. وصليت الفجر ودعيت لابراهيم وانا ساجد
بعد ساعتين .. رحنا انا وعبدالعزيز للمستشفى .. دخلت وانا على اعصابي وعبدالعزيز ماسك يدي ويشد عليها يقوي عزيمتي .. ويشد من ازري
بصراحة اكتشفت ان عبدالعزيز ماشالله عليه رجال وشهم .. وصديق وفي والدليل انه ماتركني بوقت الحاجة .. ووقف معاي
وصلنا لقسم العمليات وجلست اتلفت انا وعبدالعزيز
راكان: لحظة ما كننا ضيعنا؟
عبدالعزيز: ايه صح وينه ؟
راكان: لحظة .. تعال نسأل الرسبشن
ورحنا للرسبشن وسألنا عن ابراهيم الفهد .. قالنا انه بالعناية المركزه غرفة رقم ***
شهقت : عناية مركزه !!!
والتفتت لعبدالعزيز بنظرات تحمل الألم والحزن والهم .. حط عبدالعزيز يده على كتفي متأثر .. ومشى تبعته وانا منزل راسي بحزن
وصلنا للقسم .. انتبهت للدكتور اللي سوا العملية لابراهيم قاعد يأشر لي .. التفتت لعبدالعزيز باستغراب ورحت للدكتور بتردد
راكان: امر ؟
الدكتور:عن ازنك عاوز اتكلم معاك في المكتب دئيئتين
خفت لا يصعقني بخبر شين عن ابراهيم .. قلت بخوف: ليش ؟ دكتور ابراهيم فيه شي ؟
الدكتور: ماتخفش انشالله كل خير .. اتفضل للمكتب
دخلت المكتب وجلست على الكرسي بتردد .. وجه الدكتور ما يطمن
الدكتور بعد صمت: انت عارف يا ابني ان الدنيا دي كلهاش هموم ومصائب .. وانت انسان مؤمن بربنا و ...
قاطعته بحزن: دكتور بلا هالمقدمات .. قولي بسرعة وش فيه ابراهيم ؟؟؟
الدكتور: ابراهيم دلوئتي في غيبوبه .. لكن انا عاوز اسأل سؤال .. ايه اللي حصل بالزبط؟ .. مين اللي عمل في ابراهيم كل ده ؟ ضروري تئولي لان انا حابلغ الشرطة
راكان: خلاص الشرطة وبلغناها .. ومسكوا المجرم
وقلتله السالفة .. اللي هذي ثالث مره اقولها ولا خلصنا منها
الدكتور بتأثر: لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوض شبابه في القنه (الجنة)
راكان بحزن: ليش يادكتور ؟ .. هو بيموت ؟
الدكتور بأسى: للأسف ابراهيم حالته خاطره قدا .. يعني غير انه فقد دم كتير .. الهموم والضغوط الكبيره اللي عنده سببله ضغط قوي في الدم .. احتمال 70% يتوقف النبض
شهقت ونزلت دموعي على طول: دكتور اذا على الدم انا بتبرع له بدمي .. لو بكل دمي اهم شي ما يموت
الدكتور: لا يابني الدم احنا لئينا له دم وكمية مناسبه والحمد لله.. بس المشكلة في ضغط القلب .. ربنا يشفيه ويئومه بالسلامة .. "وقام وحط يده على كتفي" ويلهمك الصبر على ما ابتلاك
قلت ببكاء: يعني خلاص بيموت ؟؟
الدكتور بتأثر: بص يابني .. هو دلوئتي في غيبوبه .. اذا صحي خلال 48 ساعة حيكون تعدى مرحلة الخطر .. اما اذا استمرت الغيبوبه لأكتر من 48 ساعة حيكون في خطر كبير واحتمال يتوقف النبض .. ادعي له يابني بالشفاء العاقل
قلت وانا منزل راسي ابكي: الله يشفيه ويعافيه ويخليه لي .. "رفعت راسي" دكتور ابعطيك رقمي اذا صحى او صار له شي كلمني
الدكتور وهو يهز راسه: حادر يابني حادر
وعطيته رقمي .. قمت وانا امسح دموعي وقلت: دكتور اقدر اشوفه الحين ؟
الدكتور: انت مش حتستفيد حاقة دلوئتي هو غايب عن الوعي
راكان ببكاء: ادري بس ابي اشوفه .. تكفى يادكتور
الدكتور: حاضر .. بس ماتتأخرش عنده
راكان: انشالله
وطلعت من المكتب .. لقيت عبدالعزيز متكتف ويناظرني بحزن .. رحت له وحطيت راسي على كتفه وانا ابكي وضمني
راكان ببكاء: يقول احتمال 70 % انه بيموت .. يعني خلاص يمكن ماراح اشوفه بعد هاليوم "وزاد بكائي اكثر"
عبدالعزيز وهو يواسيني: الله يشفيه ويقومه بالسلامة .. يعني فيه احتمال انه يعيش "وبكى" لا تتشائم يا راكان ادعي له
وخرت راسي عنه ومسحت دموعي وقلت: بروح اشوفه
ورحت للغرفة وتبعني عبدالعزيز .. دخلت كانت الغرفة هاديه و كئيبه .. تقدمت للسرير وشفت ابراهيم .. كان جسد متهالك هزيل مرمي على السرير .. شكله تعبان مره
ناظرت صدره المكشوف .. كانت الجروح مخيطه وشكلها مخيف ويروع .. وحاطين على صدره تخطيط القلب .. وفخذه نفس الشي مخيط
نزلت دموعي على طول وانا اشوف صديق العمر بهالحالة .. منظر حزين قوي صعب على اصحاب القلوب الضعيفه .. مثلي
تقدمت وقربت من ابراهيم ودققت في ملامحه .. وجه شاحب .. عيون تحتها هالات سوداء .. وعلامات التعب ظاهره في وجهه
انحنيت عليه وقبلت جبينه ونزلت دمعة مني على خده .. همست: ابراهييم .. ابراهيييم انا احبك .. لو تموت وتخليني وشلون اعيش؟ .. مين يقعد معاي في الاستراحة ويونس وحدتي؟ ..مين يقعد معي ويسولف ويضحك معي .. مين يقومني للصلاة كل يوم ويذكرني فيها؟ .. من يحثني على الخير؟ ..
"بكيت اكثر" والله لو تموت ما اذوق الفرحة بيوم .. بتظل ذكرياتنا معلقة في بالي وماراح انساها ابد .. كل يوم بتذكرك وابكي واحزن .. ابراهيم لو تموت بيصير الحزن والدمع رفيقي .. ابراهيم قوم يله ..
"مسكت يده وهزيتها" ابراهيم قوم يله نروح للاستراحة .. ابراهيم انت صرت حر خلاص يعني ماحد يمنعنا .. قوم بسرعة عشان نروح للاستراحة .. ابراهيم وش فيك ماترد .. ليش عقب ما تخلصنا من بسام وابوك ماقمت وجيت معاي ؟.. انت وعدتني انك تجي معي يالله قوم ..
ليييش مانفرح انا وياك لييش ؟ .. ماصدقت ان بسام يموت تجي انت وتموت بعد ؟! .. ابراهيم ما يصير كذا قوووم يله
وانهرت ابكي اكثر .. ابراهيم خلاص مايرد علي ولا يقوووم .. ابراهيم تركني خلاص تركني
التفتت لعبدالعزيز لقيته جالس يطالعني بتأثر ويهز راسه بأسف .. قرب مني ومسك كتوفي بهمس: خلاص يا راكان .. البكاء عنده مايفيد .. ادعي له بالشفاء هو محتاج لدعائك الحين
ناظرت عبدالعزيز بحزن .. ثم التفتت لجهاز القلب اللي كان يشير ان النبض ضعيف .. ورجعت ناظرت عبدالعزيز مره ثانيه: اصبر .. بودعه مره اخييره .. يمكن ما اشوفه بعد هالمره
ناظرني عبدالعزيز متأثر ونزلت دموعه .. التفتت لابراهيم وانحنيت عليه .. وقبلت جبينه وخده الاول والثاني .. قلت بحزن: ابراهيم .. ابراهيم انت بتدخل الجنة بإذن الله .. بس ابيك تشفع لي عند الله .. قول عندي صديق كان يساندني ويقف معاي ويعاوني على الخير والتقوى .. قوله كان عندي اخ خفف همومي واوجاعي وكفلني عنده وتصدق علي وانا يتيم .. الله يحشرني معك بجنة الفردوس الاعلى
"وقبلت جبينه مره ثانيه" مع السلامة يالغالي .. يارب نكون انا وياك من السبعة اللي يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله .. مع السلامة يالغالي بتصدق عنك وبدعيلك طول العمر .. واذا جاني ولد بسميه ابراهيم على اسمك .. عشان كل ما اناديه اتذكرك وادعيلك
وقبلت جبينه مره اخيره .. التفتت على عبدالعزيز وانا اصيح .. قرب مني عبدالعزيز وحط يده ورا ظهري ولم كتوفي: راكان .. ابراهيم لسا مامات .. ابراهيم حي يسمعك .. لسا في فرصة اخيرة .. بتتحقق بالدعاء .. ادعي له يا راكان .. وانا بدعي له معك
نزلت راسي بحزن .. قال عبدالعزيز: راكان امش معاي للبيت وبنجي المغرب نشوفه .. امش معاي شكلك تعبان
هزيت راسي ومشيت معه .. رحنا للشقة وغصبني عبدالعزيز اكل .. ماكان لي نفس بس اكلت عشان خاطره .. وراح عبدالعزيز يكمل نومه وتركني بروحي
الظهر الساعة 2 .. دق علي الضابط اللي اشكتينا له انا ووليد .. رديت وقالي انه يبغاني في المخفر .. استغربت وطلبت من عبدالعزيز يعطيني سيارته عشان اروح لان سيارتي مو هنا .. ووافق
اخذت السيارة ورحت للمخفر ودخلت على الضابط
راكان: السلام عليكم
الضابط: وعليكم السلام .. تفضل
جلست على الكرسي: امرني ؟
الضابط وهو يمد لي كيسة فيها اغراض: هذي اغراض بسام .. اذا ماعليك كلافة توصلها لاهله لان ماحد يعرفه غيرك .. وترا اهله مايدرون بالخبر .. روح بلغهم بوفاته الله لا يهينك
ناظرت الكيسة باستغراب: غريبه مو هو احترق .. الاغراض ما حترقت معاه ؟!
الضابط: لا .. الرجال الله يجزاهم خير يوم حاولوا يطلعونه ماقدروا ف طلعوا بوكه وجواله بسرعة .. بعدها انفجرت السيارة .. خذ الاغراض ودها لاهله .. وقولهم بيصلون عليه اليوم العصر في مسجد ال......
اخذت الاغراض: انشالله .. بس شلون بعرف وين بيته؟
الضابط: عندك جواله .. دق على أي اسم تعتقد انه واحد من اهله وقولهم يوصفون لك البيت
راكان: انشالله .. ا ايه بسألك وش صار على ابو ابراهيم ؟
الضابط: ابو ابراهيم صحى من الغيبوبه اليوم الصبح
راكان بدهشه: والله ؟! مسرع صحى ! .. ا اقصد وش صار عليه الحين
الضابط: هو حاليا اصيب بشلل رباعي .. وحكم عليه بالسجن 15 سنة .. بسبب سرقة الاموال والاراضي .. وقضايا اخرى مشبوهه
راكان: الله يهديه .. عساه يتوب بعد كل اللي صار فيه .. "قمت" يله مع السلامة انا رايح "ومديت يدي وصافحته"
الضابط: مع السلامة
طلعت من المخفر وفتحت الكيسة اللي عطاني اياها .. كان فيها جوال ومحفظة وسلسلة مفاتيح .. اخذت الجوال وفتحته ودورت بالاسماء عن اسم امي او الوالدة او أي شي يدل على انها امه
بس مالقيت شي كلها غريبه وكانت القاب مو اسماء مثل: طويل العمر , الراس الكبير , المهذري , العجوز , ال...
لحظة لحظة .. العجوز هذي يمكن امه .. استغفر الله مسمي امه العجوز وش ذا العقوق .. ضغطت على الرقم ودقيت .. شوي ردت علي حرمه
بصوت كله خوف: بسام يا ولدي وينك ماترد؟
راكان: ا السلام عليكم .. انتي ام بسام؟
ام بسام بخوف: ايه انا ام بسام .. مين معاي؟ .. وش فيه بسام !!
راكان: بسام يطلبك الحل
ام بسام بصدمة: مات ؟!!!! .. لا "وبكت بقوة"
والله بسام ماهميتيه ولا كأنك امه اجل مسميك العجوز .. هزيت راسي بأسف : احسن الله عزاك يا ام بسام .. ادعي له بالرحمه
ام بسام ببكاء: هو شلون مات ومتى ؟!
راكان: توفى امس الظهر .. والصلاة عليه راح تكون اليوم العصر في مسجد ال .........
ام بسام ببكاء: لاحول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه راجعون
راكان: ا يا ام بسام ترا اغراض بسام معي .. الله لايهينك اوصفي لي البيت عشان اجي اعطيكم الاغراض
ووصفت لي البيت وسكرت .. رحت للبيت اللي كان قديم واضح وشعبي جدا وحق فقراء .. على ايش كان بسام شايف نفسه !!
دقيت الباب وفتحت لي حرمه كانت متغطيه بجلالها .. عطيتها الاغراض وشكرتني ودعت لي بعد وهي تصيح .. جلست اعزيها شوي واصبرها ثم طلعت ورجعت للشقة
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
اليوم التالي
الساعة 4 عصرا
كنت جالس البس ثوبي بروح للمستشفى بشوف ابراهيم .. يارب ابراهيم يصحى من الغيبوبه يارب
صرخت على عبدالعزيز استعجله: يالله تأخرنا
طلع عبدالعزيز وهو ينشف شعره بعد الشاور: انت وش فيك مستعجل هاه ؟ ياخي خلاص اذا بيقوم بنشوفه مهو طاير
راكان: ايه لو انه صديقك ماقلت هالكلام
عبدالعزيز: راكان وش فيك ؟ ترا ماهي حالة ذي.. خلاص درينا ان لك صديق تحبه وتخاف عليه بس مو تقلب علينا عشانه
تأففت بضيق: اخلص علينا بس
لبس عبدالعزيز ثوبه وطلعت قدامه .. تبعني وركبنا السيارة
عبدالعزيز وهو يسكر قلاب ثوبه: وانت متى بتجيب سيارتك ؟
راكان بضيق: خلاص اليوم المغرب بجيبها .. شكلك تضايقت مني صح ؟
عبدالعزيز: مو عشان كذا .. بس حالك ما عجبني .. ترا الدنيا ماتوقف على احد
راكان بتنهيده: تخيل انه راشد او خالد .. وشوف كيف راح يكون شعورك وقتها .. تراك ماحسيت بشعوري عشان كذا اكرمنا بسكوتك
عبدالعزيز بعصبيه: اوووه تراك غثيتنا .. تحسب انك الوحيد اللي فقدت غالي؟ كلنا فقدنا ناس نحبهم ونغليهم يمكن اكثر منك وهذانا الحمدلله عايشين ماصار لنا شي .. انت اللي مكبر الموضوع على الفاضي
راكان بحزن: أي فاضي ؟! .. تقصد ان موت ابراهيم ما يأثر عليك ؟!
عبدالعزيز بنرفزه: انت الحين واثق انه بيموت .. وش دراك يمكن يعيش
راكان بدموع: لا بيموووت .. انا متأكد
عبدالعزيز: لا مراح يموت
راكان بصياح: لا بيموت
عبدالعزيز: اقووولك ماراح يموت ماتفهم ؟!
راكان بصراخ: وش دراك هاه ؟!
عبدالعزيز بعصبيه: انت اللي وش دراك ؟! .. تعلم الغيب !
سكتت ولفيت وجهي عنه وانا ابكي بصمت .. تأفف عبدالعزيز وناظر قدام
ووصلنا للمستشفى .. نزلت بسرعة قبل عبدالعزيز وانا اركض ودخلت المستشفى .. توجهت لغرفة ابراهيم بسرعة وركض
وقفت وانا اناظر المكان بصدمه .. شفت الاطباء والممرضات يتراكضون ويصارخون ويتوجهون لغرفة ابراهيم بسرعة
شهقت منصدم .. وش صار يا ربي .. وش صار لابراهيم ! .. ليش كل الاطباء يصارخون وخايفين .. لا يكون مات !
جلست اناظر بخوف مخي انشل والصدمه اخرستني .. حسيت اني انشليت مو قادر اتحرك واسوي شي
سمعت صرخت الطبيب: توقف النبض !!
صرخت وانا ابكي: ما ات ؟!!!!!!!!!!!!!! .. لا ا
وطحت على الارض وانا ابكي واشاهق .. جا عبدالعزيز اللي كان توه يوصل وانصدم وشهق لما شافني
عبدالعزيز بصدمه ودهشه: راكان ؟!! وش صار ؟؟؟
صرخت بوجهه: شفت قلتلك بيمووووت قلتلك "وبكيت بقوة"
وقمت وانا اركض مادري وين ارووح .. لحقني عبدالعزيز وهو يصارخ: راكان ويييين بتروووووح ووووقف
ركضت بسرعة وانا مو حاس حولي حاس اني انجنيت .. مخي انشل وتوقف عن التفكير .. احس ان حياتي خلاص راح تنتهي خلاص
لحقني عبدالعزيز وهو منصصصصدم وخايف ويحاول يوقفني .. نزلت مع الدرج وانا اركضضض بقووووه وعبدالعزيز وراي
ومادريت الا طراخ
طاح عبدالعزيز وتكرفع من اول درجة لاخر درجة .. وطاح على الارض وهو يصرخ ويتألم
طنشت وكملت ركضت بسرررعه لين وصلت للدور الارضي .. انجنوا كل الرجال اللي في الرسبشن وفي المستشفى من شكلي وانا ابكي ومنهار
طلعت بسرعة من المستشفى للشارع وانا اركض واصييح .. خلاص فقدت الغالي خلاص .. مات ابراهييييم مات وبيخليني بروووحي
انتبهت للسيارة اللي قدامي فحطت بقوووووة ولفت يمين ورقت فوق الرصيف .. نزل منها عامل هندي وصرخ فيني: انتا مجنووووون ؟! .. مافي عقل مافي مخ ؟! .. شنووو يسوي يا غبي
قلت وانا ابكي ومنهار: ابراهيييييم مات .. مات وخلاني برووحي مات .. حسبي الله علييك يابسام جعلك تنحرق بجهنم مثل ما انحرقت بالدنيا .. ابراهييم مات مات
وبكييت بقوووة وانهيار
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وقلت يوما وداعا ايها الصديق
بكيت في وفاتك والدمع لي رفيق
من بعد ما كنا سويا نمشي الطريق
ها انا الان اودعك وجرحي عميق
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
يا من رافقني الدرب وبجواري يسير
كنت نورا في حياتي وكنت لك مصير
والان ها نحن في طريق واسع كبير
كل منا سلك دربه والفراق اصبح عسير
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
ذهبت الى رحاب الجنان وتركتني وحيد
لا اطيق بقائي هنا لا يسعني الكون المديد
روحي من بعدك ضاقت وحزني يزيد
وقلبي يبكي اشتياقا يلفه شوق شديد
وداعا يا صديقي .. وداعا يا صديق ~
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
نهاية البارت التاسع عشر
تعليق