في ملعب الكره المغطى بالعشب الاخضر و الذي تحيط به اضاءات صاطعه تتيح لمن ينظر من بعيد ان يرى من يوجد بذالك الملعب بوضوح ,
تقف هناك ندى في وسط الملعب ممسكه بفهد من ياقته و تصرخ في وجهه : فهيدان سمورتي لو عاد تقولها كلمه كلمه وحده
" و تشير باصبعها " تجرح مشاعر سمورتي دوست بكرشك " هزته بقوه ليختل توازنه " فهممت
فهد بمحاوله للوقوف و ندى لا تزال تمسك به : و ربي فهمت ي بنت الحلال فكيني فهمت
ندى احكمت قبضتها عليه : هذا مجرد تهديد , و لا هنت ماشفت العين الحمراء لي
فهد بمحاوله للخلاص : قسم بالله معاد المسها حتى و الله توبه امر من جنبها فكيني بموت ي نديه
توسعت عيناها بقهر : انا نديه ي فهيدان
فهد : لا خلاص وربي توبه انا فهيدان و فهيد و فهداتو , قسم عورتيني
ندى دفعته للارض : انقلع اشوف لا اسطرك كف , ورعان اخر زمن
" حركت شعرها القصير في الهواء بغرور لتلتفت بالاتجاه الذي كانت تقف فيه سمر لترا انها ليست موجوده " سمر , سمررر
التفتت على فهد : فهييد شفتها وين راحت
فهد بالم : مع قبضة الدب ذي و حركات الكونغفو وين اشوف
ندى نظرت اليه بحده : وش قلت
فهد بتصريف : سلامتك عمتي ما قلت شي
تدخل وليد الذي كان مع فهد و سلمان و سالم يلعبون قبل قدوم ندى و سمر : شفتها راحت من ذا الصوب
" و اشار تجاه مكان مظلم قريب من البوابه الخلفيه للمزرعه " اتوقع راحت وراء رعد لاني لمحته قبل شوي مر من هنا و بعدها هي اختفت
ندى بخوف : ي ويل حالي هذي وين راحت قسم بالله لتنتفني سارة و امها
" ذهبت بالاتجاه الذي اشار وليد اليه و هناك يوجد بئر كبير جدا بجانبه بئر صغيره طمرها الجد " اي دفنها " بعد حفر البئر الكبيره , تخاف ان تسقط بها تلك الفتاة الصغيره و ذالك غير الحفر العميقه التي توجد بتلك الجهه "
******************
نظر لعيناها متسعتين بخوف و اطرافها ترتجف : اش ... " قطع كلامه صوت خطوات تقترب منهم , فاسرع بدفعها خلف احد السيارات و اختبى معها ,
وضع يده اليمنى على فمها ليغلقه و يمنعها من الصراخ و بيده الاخرى احاط بها خصرها ليمنعها من الهروب و ليجذبها اليه , كان قربه الشيد منها اشبه بكهرباء سحبت روحها و كتمت انفاسها
شهقت بدموع وهي تحاول ابعاده عنها و تحريك يده عن فمها : وخرعني لا تلمسني
نظر ماجد لوجهها القريب منه و تحديدا لعيناها بنظرات مريبه , ثم تركها و عا بنظره للجهه الاخرى
صرخ بغضب عندما شاهدهما : اييييش تسوووون
رائد و علي وقفا في رعب , رائد : هاه اننا ما ما نسوي شي
طلال بغضب : و الي وراك وشنو
علي : قصدك هذا " و اخرج ممن خلف ظهره صندوق اسود لمعدات التصليح " قاعدين نصلح السيارة
طلال برفعه حاجب : و الي يصلح السيارة يفكفك بالكفر الخلفي " ابتسم بخبث " قولوا قولوا لا تخافون انا معكم
رائد رمى الحديده التي كان يحملها خلف ظهره بقوه مسبب صوت قوي : ياخي كل تبن رعتنا , تبي الزبده ناوين على محمد
طلال بتفاجئ : العريس !! وش سوالكم
علي : ماسوالنا شي بس تعرف هديه مابعد الزواج نبيه يتمرمط بالخط يدور من يصلح كفره
طلال بعدم تصديق : خبل انتي وياه لو صار للرجال حادث و لا شي
رائد بنفي لكلام طلال : لا ما عليك ي رجال هو بيسمع تخبيطات الكفر و بيوقف و اننا بنكون قريبن منه
خلف سيارة حمد الهمر يجلس ماجد و قد امسك بيد خلود لمحاولتها الفرار منه , لكن محاولاتها جميعها باءت بالفشل ,
ماجد بهمس لكي لا يسمعه الشباب : اهجدي لا تفضحينا مارح اتركك يدك " التفت ينظر اليهم و اردف " بأجل حسابي معك لبعدين , خن نطلع منه بالاول " زاد من قبضته عليها ليثبتها "
خلود بقهر : انت واحد مجرم حقير و صخ كيف قلبك طاوعك تقتل طفله صغيره
ماجد و نظره بتجاه الشباب : تقدرين تقولي الغايه تبرر الوسيله
خلود و عيناها امتلأت بالدموع : وش غايتك من قتلها
التفت اليها بجمود و نظرات مخيفه : حقولك سر , هدفي الوحيد بالحياه هو الانتقام
خلود بعدم تصديق : تنتقم !! يعني حتقتل
ماجد : اذا اضطرني الوضع ايه
خلود بحزن : هالطفله بايش اذتك لتقتلها , اعتقد مالها أي ذنب حتى اذا اهلها اذوك
ماجد بجمود : ما اذتني بشي و لا حتى اهلها اذوني , بالعكس ناس طيبين ماشفت منهم الا كل خير
خلود بقهر : طب ليش تقتلها حرام عليك , بنت صغيره ما اجملها
" ضمت رجولها اليها بحزن " سمعت قبل مده باختفاء طفله عمرها ما تتجاوز الاربع سنوات " ابتسمت بحزن " شوفت صوره جدا جميله , تمنيت تكون بنتي او اختي
ضربت كلمتها وتر حساس جدا بقلبه " بنتي " اغمض عيناه بقوه ثم فتحها و ادار وجهه للجهه الاخرى بهدوء دون ان يتفوه بكلمه
بعد مده قصيره قال : انصحك تنسي ذا الموضوع
رفعت راسها لتنظر اليه بهدوء , اردف ماجد قائلا دون ان ينظر لها : فيه اشياء كثير تجهلينها , حتى لو عرفتيها عقلك محيقدر يستوعبها , اشياء مؤلمه
خلود اخذت تتأمله بصمت " ما انكر انه جميل ابدن , بس فيه شي غريب فذا الادمي يجذبني له كلامه يدل على ان له ماضي حزين دافع انتقامه
يمكن احد من اهله مات او انسجن غالبا الناس يحاولوا الانتقام لذا السببين اما دافع المال ما اعتقد مبين عليه انسان غني و الفلوس يمكن ما تهمه بس كل ذا ما يسمحله يقتل الطفله لو شو ما كان ف "
قطع تفكيرها صوته الخافت : اننا ضروري نخرج منا " وضع يديه في جيوبه بحثن عن جواله لكن لم يجده , عظ على لسانه و التفت لها " معك جوالك
هزت راسها بنفي : طاح مني هناك ورا اللكزس " و اشارت الى المكان "
ماجد التفتت للمكان الذي اشارت اليه بنظرات جامده : سيارة احمد " ابتسم بخبث و كأنما ينوي على شي ما "
*******************
في المطبخ لايزلن الفتيات يجلسن هناك و يتبادلنا اطراف الحديث و اصوات ضحكاتهم تتعالى
سارة ترفس نجود من شدة الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه وربي مهبل وش ذا
اريج هبدتها بعلبة المناديل : كلي تبن
نجود بالم : اي ظهري اباه
رهف تمسح عيناها من الدموع اثر الضحك : استغفر الله ايوه كملي
اريج تابعت سرد القصه : و رجعنا للبيت و انا هلكانه حدي ادور الفراش بس
المهم حطيت راسي على المخده ونمت ومحمد فاتح اللاب توب و جالس على النت عندي
اقولك مادري شايفه حلم مادري كابوس بس والله ما ذكره زين ماذكر الا اني قمت من النوم وصرخت صرخه مفجوعه واقول النار النار
واطمر لك من على السرير بطلع من الغرفه و السيد كان جالس يوم شافني صرخت
قام طمر هو بعد ويركض معي ونتحاشر انا وياه عند الباب لانه مايفتح كله الكرسي مدقر له
وانا اصرخ بطلع وهو يقولي وخري بطلع قبلك منحاش الاخو معي و لا يدري شسالفه
المهم يوم طلعنا وقفني عند الباب وقالي هيه وش فيك قلته هاه مدري
اريج : هههههههه الزبده دخلت وحطيت راسي وكملت نومي وهو انسدت نفسه من النت ونام
بعدي هههههههههه
نجود : خبببببببلللللله وربي و التنكه الي معك مع الخيل ي شقراء
امل و عهد تحاشروا بكرسي واحد , امل : يله قولي قولي
سديم حطت رجل على رجل : لالالا اسمعوا ذا الحين , هذا الله يسلمكم وحده الله يستر علينا و عليها يومن خالي عبد الله كان يدرس بايطاليا
" عهد خفق قلبها بشده مع ذكر الاسم و شد انتباهها لما ستقول اصبحت اذنها تصغي و قلبها يصغي و عيناها و جميع جوارحها ,
تابعت سديم الحكي " المهم خالي قال بيعزمنا انا و هالوحده الي الله يستر عليها
سارة و كانها تستعيد تفاصيل الحادثه و الفشيله الي صارت لها , نطقت بتهديد : وربي ي سديم ترا بتتمردغين
قرصتها امل و هي تقول : اصه خن نسمع وش وراك من فضايح ي قليلة الحياء
رهف بتمصلح : قولي سدومتي و عليك الامن قولي
سديم بخبث : اقول سويرتي
نجود : قولي ما عليك منها
سديم : اجل اسمعن عزمنا خالي بمطعم جدا جميل يقول انه لواحد من ربعه و انا و هذي مسوين اتكيت واخذنا المنيو وقعدنا نناظر الكلام
كله انجليزي في انجليزي و فيه معه لهجة هذيك الديره ايطاليا وانا ماعرف ولا حرف فقلي خالي وش بلاك طبعا سكت ما رديت
فعرف بمشكلتي و ساعدني اختار وهو اختار والجرسون واقف عند راس سارة يحتريها تخلص قالها خالي تبين اساعدك بالاختيار قالت ليش طايحه من عينك انا اعرف اختار
موب مثل سديم فتركها برحتها و هو عارف بتجيب العيد المهم اختارت طلب محطوط في اطار وشكله كذا حركات شكلها قالت اكيد هذا الزين كله هذا شين رههييب
وطلبته قالها عبد الله متاكده قالت ايه و دقت الصدر تقول التسذوب اصلا من زمان اطلبه لما كنت اطلع مع أهلي و انا ي ربي وش الي دايم تطلبه
موب هي بكل طعم لها شي قلت ممكن عصير او حاجه تعرفها قالها طيب ابشري وهو يضحك و انا خبله اقولها ما شاء الله يا سوير طلعتي تعرفين انجليزي
احسن مني و خلاص شافت المره نفسها ويوم جابو الطلب انا و خالي مكرونه وحركات و هي يطلع حقها وجبة أطفال هههههههههههههههههههههههه
سكت الجميع في استيعاب قبل ان ينفجرن بالضحك في ظل احراج سارة
دخلت ايمان بتعجب من الضحك الهستيري الذي اصابهن : وش بلاكم
امل من بين ضحكاتها : سالفه تفشل
سارة بحقد : الا قليلات حياء
ايمان : الزبدة جدتي تقول قوموا جهزوا صحون الحلى " لم يكترثوا لكلامها و اكملوا حديثهم
" يله بنات قوام , بنات " علمت ان لا فائده من الكلام معهم فذهبت لرف ادوات الطبخ و اخذت ملعقه كبيره " ملاس " و توجهت نحوهم " بتقومون و لا
*****************
انا احب و هو يحب و جميعنا هيام بالحب , *
يقود سيارته ببطئ , يدور حول نفس المكان منذ ساعات طويله , يبدو انه اضاع الطريق أي انه تاه ,
مصعب اوقف سيارته بجانب الطريق متملل من الذي يحدث , نظر للمزارع التي تحيط به , جميعها متشابهه لا يعلم أيها المزرعه المقصوده ,
رفع هاتفه للاتصال بماجد و ذالك للمره الالف لكن هذه المحاوله كسابقها لا يوجد رد , حاول الاتصال ايضا بعبد الله و لكن لا مجيب ,
اشتد غضبه و لاحت له فكرة الرجوع : وربي لعلمكم الادب , لبغيتوا اوراقكم تدلون طريق الرياض
اغلق زجاج النافذه و رفع من صوت المسجل على الاغنيه الاجنبيه لري**** " ~> ما ابغى احد يسمعها و اخذ ذنبوه J , المهم نكمل "
و التي تسببت بازعاج و ضوضاء عاليه , التقط هاتفه الجوال الاخر ليبعث برساله لهادي مدير اعماله ليعلمه بوصوله للطايف ,
توقف عن الكتابه عندما سمع طرق على نافذته ادار وجهه ليرى رجل كبير بالسن ذو لحيه طويله بيضاء , انزل زجاج النافذه ليرى ما لديه ,
مصعب بوجه بشوش رغم غضبه الشديد من ماجد و عبد الله : هلا عمي بغيت شي
الرجل بوقار و صوت هادي : ي ابني انت مشغل اغاني و مسببه ازعاج كبير و انت ماتدري انه الحين بيدخل وقت صلاة العشاء ,
خاف ربك و انا ابوك تدري ان الي يسمع الاغاني وقت الصلاة دعاء عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالفقر غير انه ماينطق الشهادة
ابتسم مصعب باحراج ليس من الرجل بال من ربه عز و جل ,
اغلق المسجل و قال : العذر و الله يا عم مادريت انه وقت الصلاة , انا مسافر جايك من مكان بعيد ووقت الصلاة هناك غير هني و ما انتبهت للوقت قاعد ادور مزرعة الناس
الي جايلهم و ما حسيت بالوقت يومنه مر بهسرعه
الرجل بمساعده لمصعب : منهم الناس ذولي عايلتهم وشنهي بلكني اعرف طريق مزرعتهم و ادلك عليها
تهلل وجه مصعب بفرح " اخير جاك الفرج من الله ي مصعييب " : ايه و الله تسوي فيني خير ي عم صاحب المزرعه اسمه خالد ال.....
الرجل و كانه عرف المزرعه المقصوده : مزرعة ابو عبد العزيز
مصعب بتاكيد : ايه اعتقد ان كنيته هذي
الرجل بعقدة حاجب : موب منذا الطريق بوابتها من طريق ثاني بس تقدر ترجع للطريق الرئيسي الي قبل ذا عند المحطه تعرفها !!
مصعب بتأكيد ليحثه على التابعه : ايه مريت عليها من شوي
الرجل بطمئنينه : زين اجل تروح لنهاية الشارع حق المحطه و تلف يسار ثمن اول لفه تجيك عاليسار تلفها ثمن تروح سيده و تلف يمين و بتحصلها قدامك
مصعب : مشكور ي عمي و ما تقصر و جزاك الله خير الجزاء
الرجل : العفو ي ولدي , لكن وجهك و الله موب غريب علي شايفك انا قبل كذا
مصعب : انت تتابع التلفزيون , انا مذيع لقناة امبيسي
الرجل صغر عيونه بمحاولة التذكر : اييه عرفتك انت الورع الي يطلع بالتلفزون في حق الحقيقه الكامله , مصعب سعد اذ موب غلطان
مصعب : ايه وصلت ي عم
الرجل : ي مرحبا و ي مسهلا فيك و الله ان برنامجك ناجح
مصعب : كله بتوفيق الله و فضله
الرجل : ان ... " قطع كلام الرجل ارتفاع صوت المؤذن يعلن دخول وقت الصلاة , ابتسم الرجل و قال " انزل صل مع المسلمين ي ولدي المسجد قريب منا وراى هالاستراحه
مصعب ابتسم بلباقه : ان شاء الله
ابتسم الرجل الوقور لهذا الشاب الذي وجد فيه بذرة للخير و للدين و للخوف من الله عكس ما رءاه في التلفزيون و ضنه مغرور متبجح
***********************
أحب التجول بالليل , ان اجلس وحيدا بسيارتي الفارهه وادور في جميع شوراع المدينه و احياءها حتى الاحياء الفقيره اذهب اليها ,
لارى ماذا يحدث للناس خارج اسوار قصور الاغنياء و اصحاب الشركات اصحاب الاموال الطائله , من اعمت الاموال بصائرهم ,
و اوقعتهم في حبها , من يضنون ان السعاده هي بكثرت المال و الحزن بنقصانها , لكني ارى عكس ذاك تمام ,
اجد انها سبب رئيسي لتفرقه بين الاخوين و الجشع لدى العم و الحقد بين الاخوات , انه سبب لكل شر يقودك للحرام من اجله ,
اصبحنا في هذا الوقت تابعين للدينار و الدرهم , نحب الاحتفاظ بها رن مشاهدتها تنمو و تتكاثر يسعدنا و لا نبذلها في سبيل الله و لا نتصدق بها على من هم بحاجه اليها ,
نحن ناس لا تعقل مالفائده بجمع الاموال دام اننا سنموت و نتركها للغير ,
و يمكن ان الغير لا ينفقها بالطريق الصحيح فنموت و اوزارها تحياء , لتصلنا ذنوب و نحن في ذالك الوقت لا نحتاج الا رحمة الله جل و على ,
في نهاية الامر ينتهي بي المطاف للبحر لاجلس هناك على احدى صخوره بالقرب منه حتى اشعر بقطرات الماء الناتجه عن ارتطام الموج بالصخور ,
اتأمله في صمت اراقب النجوم و انعكاس القمر على سطحه احادثه و كأنه انسان يقف امامي يستمع لما اقول و يعي ما يقال , احب وصف الناس له بالغدر اجد ان ذالك الوصف جميل ,
و لكني اعلم ان هذا ظلم له فالغدر ليس من البحر ان الغدر هو للرياح ,
فهي التي تحرك الامواج و تغرق السفن و المدن و تسبب الفيضانات و التوسنامي و كل ذالك بمشيئة الله جل في علاه { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } يا سبحانك يا الله ما اعظم خلقك
" التقط حجر صغير من جانبه و قذفه بالمياه " احس بهتزاز بجيب ثوبه ثم تلى ذالك صوت هاتفه يرن معلن عن ورود اتصال
رفع هاتفه بهدوء : الوو " ثم اتبعها بصرخة غضب و صدمه " وش تقول
هل سمعت يومن عن رجل يتمتع بالحزم و الحلم و الذكاء, نابغه عبقري استطاع البدء من الصفر و بناء شركات عالميه و تكوين ثروه طائله تقدر بالمليارات
, حتى انه عد هو و قريبه من اغنى الرجال بالعالم
فعندما اتحدث عن رجل مثالي نادر العيوب اتحدث عن وايل سعد ال... و الذي يهابه الجميع و يمتدح و يوقف له احتراما و تقديرا ,
و ذالك لتعامله الحسن و اخلاقه الفاضله اضافه للنزاهه و الامانه التي عرف بها
و لكن هناك من يبغضه و يحقد عليه و يتمنى الموت له بالقريب العاجل , لاعتبارهم انه مصدر خطر و منافس قوي لهم بالتجاره
في الامارات العربيه المتحده " دبي " باحد الشركات المنافسه لشركة وايل سعد بالسوق ,
يعقد اجتماع طارء في هذا الوقت المتاخر و الذي يضم مدراء عدة شركات معروف
بداخل غرفة الاجتماعات الضخمه , و التي هي مزيج متكامل من الصناعات الحرفيه العربية والتنوع الثقافي والفني ,
تتوسط هذه القاعة الفخمة المخصصة للاجتماعات طاولة عملاقة صنعت من رخام اسود اللون، يطويها سقف القاعة المصنوعة من خشب الارز المغربي
و قد طليت هذه القاعده بمادة عازله للصوت لما يحدث فيها من اجتماعات و مناقشات سريه ,
يقف رجل اردني الجنسيه بجانبه شاشه عرض كبيره للبروجكتر و امامه مدراء الشركات على طاولة الاجتماعات ,
يتحدث امامهم بطلاقه و شكل متقن يصف و يشرح و يقترح و يقف عند كل نقطه مهمه ليبين اوجه اهميتها و كيف تنفذ و تأخذ بشكل صحيح
الرجل الاردني المسمى كمال : وايل سعد هو مؤسس شركة سعد للسيارات - أحد أعضاء الشركة الوطنية العمومية للسيارات - واحد من الوكلاء المعتمدين الأربعة لشركة جنرال موتورز بالمملكة العربية السعودية
و هذا الرجل هو اقوى منافس لشركاتنا بالسوق و يعتبر قوة عظمى بالخليج و بالعالم العربي ,
هو من أشهر وأهم رجال الاعمال ووكيل لأشهر شركات السيارات العالمية مثل جنرال موتورز و شيفروليه وجي إم سي و ايسوزو و غيرها من الشركات الكبرا في المملكة العربية السعودية.
كما سيسجل له أنه بنى بمفرده إمبراطورية تجارية ضخمة، أما الشيء الذي يفخر به وايل سعد ،
فهو أنه لم يستثمر ريالا واحدا خارج وطنه السعودية. وكانت له وجهة نظر حيال الاستثمار في الداخل السعودي،
فكان يعتقد جازما أن هذا البلاد أمينة ولها مستقبل واعد، وكان يسمي المملكة ب الأسد لضخامتها وتنوع مجالات الاستثمار فيها.
ورغم أنه ساند شركات حفيد سعود ابراهيم بايطاليا ، و طبعا كلياتنا بنعرف ماجد راشد نائب رئيس ادارة الغرفه التجاريه بالرياض المعروف بماجد سعود ,
حفيد التاجر الكبير سعود ابراهيم اغنى التجار بالمملكه , طبعا وائل سعد مع انه سانده لماجد سعود إلا أنه كان يعتبر السعودية أفضل البلاد، لتنوع تضاريسها واختلاف درجات الحرارة بين مناطقها،
والتنوع الثقافي والاجتماعي فيها، واختلاف العادات والتقاليد بين مناطقها، فقد كان يعتبر هذا التنوع ميزة تميز السعودية عن غيرها.
خلاصة الكلام ان وايل سعد اصبح يشكل خطر كبيرعلينا ليس بالسوق وحده بالايضا ان وايل سعد هو الاخ الاكبر للمذيع مصعب سعد المتهم بقضيه حسن اسعد
بانت علامات الهلع و الخوف على وجهه الجميع لذكر اسم حسن اسعد و الذي يبدوا ان له ماضي حفر بذاكرة الجميع
و السبب الرئيسي لشهرت برنامج مصعب و زيادة عدد المشاهدين بشكل غير متوقع و حققت له حادث حسن اسعد نجاحا كبير وقفزه كبيره لعالم الشهره و ذياع الصيت ,
اردف الرجل الاردني كمال : كلياتنا عارفين حسن اسعد و شو كان مكانته لدا المنضمه العالميه ,
فضروري هو تدمير شركات سعد و اخذ الحيطه و الحذر منن , ايضافة لدراسه مسبقه لكل حركه حتصدر من شركاتنا و ما يقابلها من شركات سعد
تحدث مدير احدى الشركات المدعوه و هو رجل كويتي بالغ الخمسين من العمر : شلون تبينا نقدر نحطم قوه مثل جذيه ,
الموضوع ياجماعه مو بالبساطه هاي المتصورينها
تحدث رجل امريكي و هو مدير لشركة تصدير عالميه بلهجه عربيه مكسره , مؤكدا لما يقوله : yes هزا ما كنت ساقوله ايضا
اعتدل الرجل الاردني في وقفته ليقف باحترام و لباقه : السيد كان حيألكون كيف لكن اجتوا ظروف منعته من السفره لدبي ,
طلب اجتماع تاني ينعقد بالسعوديه بفندق جدة هيلتون , قال انه حيتكفل بمصاريف الرحله كلياتا , و هالاجتماع ضروري تحضروه كلكن
***************
خرج من المسجد و ذالك بعدما انتهى من ادء الفريضة , توجه لسيارته و قبل ان يفتح الباب و يصعد ,
رن هاتفه الجوال , اخرجه من جيب الثوب و اجاب دون ان ينظر من المتصل , مصعب برسمه : هلا و الله
كشر و ناظر للهاتف بقرف بعد سماع صوت المتصل ثم عاد للرد : الله لا يهليبك و ش تبين
بدل الهاتف من يده اليسرى لليمنى , ليفتح الباب و يصعد " مصعب اعسر أي يعتمد على اليد اليسرى "
: ليش !! من سواد وجهكك ي السوداء , ايه سوداء و قبيحه بعد ," مصعب بغرور " ايه وش زين نص بنات السعوديه خاقين علي وش فهمك يالقرويه
: مصصصصصصصصععععيب بتهرج زي الناس و لا اكسرلك حنكك و اطيرلك براطمك و اطحن حنجرتك طحن
مصعب بفجعه و انزعاج من صوتها العالي : فجرتي اذني ي عساهم يفجرونبك وجع هنتي بنت و لا ورع هاه و بعدين شنو فلم الرعب ذا , رنييد احترمي الي اكبر منتس لا اجلدتس اليوم
رند بعم اهتمام : لا يكثر بس و اسمع
مصعب بملل : الله يستر وش وراتس من بلاوي , قولي ي عمي
تغيرت نبرة صوتها للضعف : مصعب انت اخوي صح
عقد حواجبه من نبرت صوتها التي تدل على حزن و ضعف , و هذه اول مره يسمع فيها تلك النبره من اخته الصغيره : رنود وش فيك , صاير شي حد مضايقك
كررت سوالها بنفس النبره : انت اخوي و لا
مصعب : ايه اخوك
رند : ابي اتاكد
مصعب بصرخه : شنو تتاكدين انتي وجهتس , رنييد اهجدي و عن مقالبتس الشينه
رند و قد بان بصوتها البكي : ابي اتاكد انك اخوي ولد امي و ابوي , مصعب الي شفته اليوم خلاني اشك...
قاطعها مصعب بحذر و حسب حساب لكل حرف تقوله : وش شفتي
***************
في قراج السيارات حيث يختبى ماجد و خلود ,
بعد مرور دقائق قليله لا يزال رائد و علي يقفان هناك و يكملان ما بدؤا به و طلال يقف بقربهمان يراقب ما يحدث بصمت و قلبه ينبؤه ان ذالك سيتسبب في مصيبة ما
خلف سيارة حمد حيث يوجد ماجد و خلود ,
علمن بان السيارة توجد بالصف الثالث من القراج و بالجهه الغربيه و رائد و علي و طلال يقفون عند سيارة محمد بالصف الثاني من الجهه الشرقيه
و الباب المؤدي للطابق الثاني تحديد لغرف نوم الشباب و الباب الخلفي لقسم الحريم في الطابق الاول , في الشمال في منتصف المسافه بين الطرفين أي موقع رائد و علي و طلال & خلود و ماجد
ماجد يهمس لها بصوت خافت : اسمعي شايفه ذا الباب " و اشار تجاهه " بنمشي من بين السيارات لين ناصل له
خلود بعقدة حاجب : كيف حيشوفونا
تلطم ماجد بالشماغ و خلع حذاءه و امسك بهما بيد و بيده الاخر امسك بطرف ثوبه : افصخي هيلزك و ارخي ظهرك و الحقيني
ضحكت خلود على شكله و الي قاعد يصير: هههههههههههههههههههههههه
التفت لها ماجد بعينان ناعستان و غرور : هههه ادري الي قاعد يصيرغبي ,
بس كله من تحت راسك و لا انا ماجد سعود مدير شركات السلطان اتسرب بين السيارات مثل الحراميه
مد اصبعه ليرخي حاجبها المرفوع بتعالي , كانت لمست يديه لحاجبها و كأنها كهرباء سحبت روحها ليقف قلبها لثواني ,
ماجد بغرور و عيناه مسلطه لعيناها الجامده : اخر واحد قالي ذا الحكي اخبر اني دفنته بصحراء افريقيا و هذا ان ماخنتني الذاكره
ارتعبت من كلامه و اتسعت عيناها بخوف , بينما اردف ماجد : بينا كلام كثير لازم ينقال , لكن بوقت و مكان اكيد افضل من كذا " استدار ليتحرك تجاه السيارة الاخرى " امشي وراي و بلاش جلبه
خلعت حذاءها هي الاخرى و تحركت خلفه , عندما كادت تصلا للباب و ذالك بعد ان تخطت السيارات مع ماجد دون ان يلاحظ الشباب وجودهم ,
ومن سوء حظها دعست على مسمار صغير ملقى على الارض , تهاوت على وشك السقوط من الالم , اسرع ماجد بامساكها من خصرها و امساك يدها
شهقت بدموع وهي تحاول دفعه و امساك رجلها المصابه : وخر عني اشوف , دست على مسمار اه يعور
ترك خصرها ، بس ما ترك يدها , نظر لقدمها , و اسرع باخراج منديل من جيبه ليضعه على الجرح وابتسامة على فمه : على هونك مادخل فيك بس جرحك
خلود ذاب قلبها من ابتسامته اللعوبه و معاد تحس بوه , و بفيس طفولي : بس يعور
ماجد بمكر : تقدرين تمشين و لا اذا يعورك اقدر اشيلك
خلود باحراج من مجرد الفكره , وقفت بسرعه مثل المقروصه : لا يمديني امشي , ششووكرا
ابتسم ماجد و تحرك الى ان وصل للباب و اشار لها ان تتبعه , اول ما خرجوا من الكراج توجهت خلود لباب الخلفي لقسم الحريم و لكن من سوء حظها ايضا وجدته مغلق
, خلود بقهر : مقفل ايييي وش هالنحس احد اليوم صاكني بعين اعوذ بالله
ماجد وقف على اولى عتبات الدرج , نطق بهدوء بصوت ينبعث منه المكر و الخداع بينما فكره خبيثه تدور برأسه : تقدرين تطلعين من الباب الثاني
خلود و المود مقفل : أي باب
ماجد : باب جناح العيال , حينزلك على درج الصاله على طول , العيال تحت بالمجلس و محد بالجناح
خلود و ليس امامها حل اخر : اوك بس اطلع قبلي شوف ذا بوه احد او لا
ماجد و طيف ابتسامه لاح على شفاه : انتظري هنا
********************
في احد مستشفيات الدمام
اقترب منه بعد ان راه من بعيد يقف امام غرفة العمليات , متوتر و يسند ظهره للحائط
وائل وقف بجانب الموظف الذي يعمل لحسابه , و علامات الخوف و القلق تبدوا واضحة عليه :ها بشر وش حاله الحين
اعتدل مهند الموظف باحترام : ما تسر الخاطر من سيء لاسوء
وائل بندم : انا كنت حاسس انهم عارفين من البدايه , عشان كذا كنت مصر نداهمهم من قبل
مهند : الظاهر جمال كان شاك بهم من البدايه و لا خويه التعبان اكيد انطلت عليه الحيله
وائل جلس على اقرب كرسي بتعب : جمال هو الي سوا كذا , محد غيره يسوي ذي الحقاره
مهند : استاذ وائل واحد من رجالنا الي بجده يقول انه شاهد جمال
وائل التفت الى الموظف بحده : وين شافه
مهند بتوتر : بمجمع العرب
وائل بابتسامه ساخره " قدرت ي جمال تهرب من الشرقيه و توصل للحجاز , تتخطى كل الامن و رجالنا المنشرين يدورونك , تتمشى باسواقها و لكن الدنيا مقلوبه عليك "
مهند : اننا وكلنا رجالنا بمراقبة كل تحركاته بس الي مخليني محتار يا طويل العمر , ان روحته لجدة يبدو انها لسبب عادي او بدون سبب حتى
التفت اليه بعقدة حاجب , بينما اردف مهند : انه كل الاماكن الي رصودها لتواجد جمال فيها بعد ما امرنا رجالنا بمراقبته عن كثف
و ذالك بعد ما شوهد هي اماكن تسوق و مدن العاب و مطاعم و كل هذي اماكن عائليه
وائل برفعة حاجب دلاله على استغرابه : شيسوي فيها " و بسخريه " لا تقولي منحاش من الشرقيه عشان يسوي سياحه بجده
مهند بسخريه : شكله كذا
وائل : المهم لو قاموا الشباب اشياء كثيرة راح تنكشف و نعرف كل شي كان مخططين له جماعة البرنس , ابلغني عن أي تطور بالحاله
مهند : ابشر طال عمرك
وقف وائل استعداد للذهاب : انا رايح للدكتور المشرف عنهم ابغى اعرف ادق تفاصيل حالاتهم
وانت وصيلي اثنين من الي تثق فيهم خليهم يحرسون غرفهم اخاف لو عرفوا انهم للحين حيين يخلصون عليهم
مهند : ابشر يا طويل العمر ان شاء الله انه تم
**************************
يجلس بالسيارة بهذا الظلام , مسند رأسه على الدريكسيون و كأنما هموم الدنيا كلها فوق راسه ,
مصعب بقلة حيله " كل شي انكشف , دام رند درت بالسالفه هم داليا حتدري هذا اذا مادرا العالم قبل و كل شي حافظنا عليه طول هالسنين الي طافت بغمضت عين بينهدم كل شي بيروح مع مهب الريح "
رفع رأسه ليكملي حديثه لرند التي لا تزال على الخط : رند اوعديني الكلام الي قلتيه يفضل بينا و محد يدري بوه خصوصا داليا
رند : بس
مصعب بحده : اسمعي الكلام و الا حيجيك شي محيرضيك , هنتي تدرين الي قاعدة تقولينه ايش
رند بلويه لفمها : حاضر
مصعب : اذا رجعت البيت اشوفك يله سلام
رند : مع السلامه
اغلق الجوال منها ورماه باهمال على الكرسي بجانبه و انطلق مسرع بسيارته تجاه الطريق الذي دله عليه الرجل المسن ,
و باله منشغل بما سمعه من اخته : و الحين شالسوات يا ربي , اختي و اعرفها لا سكتت الحين بكره يزل لسانها و تفضحنا , ما اقول الا الله يستر
*****************
بالحديقة الاماميه للفله يجلسن الفتيات هناك على العشب في حلقه بعد ان انتهوا مما امرتهم به ايمان , و قد انضمت لهم عهود و رنا و ايمان
نجود برجه و معها قارورة مويه : يله يله انا ادورها
سارة بهبده لنجود : اخلصي يله
نجود بحقد : يارب يا سوير تجي عليتس عشان احكملتس ترقصين مصري
سارة : تخسين مرقص الا لزوجي
نجود بغمزه : الله يا سوير تخيلت الوضع خلاص و عاد زوجك خال درباوي و اسمه مصلح
سارة : وججججع , هالخال كفوك يا الشينه
رهف : ههههههههههههههههههههههه اقول اخلصوا بس
شروق باحراج لاريج : اقول مرت ولد خالتو , انتي ترقصين لرجلتس مصري , خبري ولد خالتو يحب الرقص
البنات باحراج اكثر لها : اوووووووووووووووههههه حركات
نجود : باقي ليلك طوييييل لسى بنستفسر عن ليلة العمر نبي نعرف كل صغيره و كبيره عشان ناخذ بروفا و نستعد للزواج هههههههه
ايمان : وربي انكم قليلات حياء
رهف بتموت من الضحك : لسى ما شفتي شي و ما خفيا اعظم
ادارت اريج القارورة : يله امل احكمي على عهد
نجود بتكشير : نذاله كنت ابيها على سارة
سارة بمدت لسان : احسن واك واك
امل بنذاله : عهد تعرفين للقيتار للحين
عهد باستغراب : ايه
امل بابتسامه عريضه : سمعينا شي و سارة بترقص لنا
سارة بفجعه : تخسين انتي الثانيه و بعدين عهيد حركات من متى تعرفين للقيتار
ايمان : عهد من زمان تعرف للقيتار تعلمت بايطاليا صحيح
عهد و جرح قديم قد فتح " ايه هو الي علمني " : ايه , تعلمت عليه من صديقة بنت صاحبة ماما بايطاليا
نجود : جد وناسه سمعينا اجل و هالطحشه الي جنبي بتقوم ترقص
عهد باحراج من اصرارهم : بس مافي قيتار ذحين
سارة بحزن : حسافه كان ودي اسمع " و كأنها تذكرت شي " الا فيه خالي عبد الله بعد يعزف عالقيتار و اذا مانيب غلطانه انا شفت القيتار مع الاغراض
" قامت واقفه " بروح اسأل الخدامه الي رتبت الاغراض
عهد تكلمت بسرعه : لا لا تجيبيه " التفتوا اليها البنات باستغراب , عهد بتوتر و احراج "
يعني ماله داعي قصدي موب حلوه ناخذ اغراض الناس بدون استأذان يمكن خالك يزعل و لا شي
سارة و ماخفى عليها توتر عهد و تلعثمها بالكلام كلما طرت اسم عبد الله امامها : لا ما عليك خالي ما يقول شي اساسا نادرا ما يعزف عليه
اريج : طب حريم جيبولنا دربكه
ايمان : غاليه و الطلب رخيص دقايق و تجيك
بعد لحظات قدمت سارة و معها القيتار الاسود , سارة : حست الدنيا لين حصلناه , يله عاد اطربينا
عهد امسكت بالقيتار تتأمله لثواني ثم ارخت راسها لتغطي غرتها وجهها بالكامل فلا يتضح ,
و تبدأ بعزف مسيقى اسبانيا رائعه رومنسيه , تحت نظرات الفتيات المعجبات لمهارتها بالعزف
كانت عهد تعزف بمهاره عاليه , تتحد مع النغمات لتشعر بها , توصف احاسيسها و مشاعرها الدفينه من خلال العزف في درجه عاليه من المهاره و الدقه الفنيه
, و فجأءه توقفت عن العزف و قد امتلأت عيناها بالكامل بالدموع " وقفت بسرعه و قد انسدل شعرها ليغطي وجهها " : عن اذنكم بنات
عهود و التي كانت تجلس بقرب عهد ادارت راسهها باتجاه البنات و ذالك بعد ان كانت تنظر لعهد تمشي بعيد عنهم : بنات هي كانت تبكي و لا يتهيالي
ايمان باستفهام : تبكي !!
رهف : ليش تبكي
رنا بتأكيد لكلام عهود : حتى انا لاحظت انها حتبكي
وقفت سارة بسرعه لتلحق بعهد : بروح اشوف شنو فيها
ذهبت سارة بالاتجاه الذي سلكته عهد لتلحق بها وترا ماذا بها ,
رأتها تمشي بسرعه بعيدا غير مباليه لنداءاتها المتكرره ,
علمت سارة ان لا جدوى من مناداتها لذالك اسرعت و امسكت بها من معصمها لتلفها لجهتها ,
و تنصدم بوجه عهد المحمر و الذي تغطيه الدموع , سارة بقلق : عهد وش فيك ليش تبكين
انفجرت عهد بالبكاء و حضنت سارة , التي تفاجأت ببكائها القوي : عهد وش فيك توك جالسه معنا من شوي مبسوطه و مابك الا العافيه و ش صار فجأه
تحدثت بصوت مبحوح و بلا وعي لما تقوله : كنت احبه و ربي كنت احبه , كان اغلى علي من روحي , بس هو ليش سوا فيني كذا ليش ,
هذا جزاي لاني حبيته يلعب باحاسيسي و مشاعري
سارة : منو ذا , عن منو تتكلمين
عهد و قلبها يعتصر ألمن : الكلب الحقير ليش سوا بي كذا بس يقولي ليش , ليش يبيعني بالرخيص و كني سلعه
سارة : هدي شوي و فهميني عن منو تتكلمين و منو هالي باعك
تركت عهد سارة و نظرت لها مباشرة بجمود : هو فيه شخص تنطبق عليه هالصفات غير الحقير عبد الله
سارة بعقدة حاجب : عبد الله !! تقصدين خالي عبد الله
عهد بحقد مكبوت : هذا موب انسان مستحيل فيه انسان بمثل وضاعته , اكرهه و اتمنى له الموت ليش اتمنى له , اتمنى انا الي بقتله بيدي
" انهارت على الارض تبكي بمراره "
غدر بي و باعني راح لها و تركني باليوم الي كنت محتاجه له فيه , فضلها علي , اهملني و اهتم بها
و بالاخير القيتار الي شريته له كهديه و حفرنا عليه حروفنا قلنا حيبقى رمز لحبنا الابدي مثل ما كان يزعم هالنصاب شطبها
" يعني خرب الاحرف بحيث يمكن رؤية خربشه على القيتار و ليس احرف محفوره ~> الزبده ما عرفت اشرح *L* "
هو انهى كل شي بهذيلك الليله دمر حياتي و مستقبلي جرحني اهاني , جاني امس يقول سامحيني , بعد كل هذا و يبيني اسامحه
" ضحكت بسخريه " يحلم نجوم السماء اقرب له , بيكون غبي لو ظن اني ممكن اغفرله الي صار ,
انا تغيرت و موب مثل قبل غبيه قدر يضحك علي بكلمتين
نزلت سارة لمستوى عهد : صحيح كل الي قلتيه بشع و انا لو صارلي مثلك مستحيل اسامحه , صحيح ما اعرف اش صار بينكم بس انا اعرف عبد الله طيب مستحيل يسوي شي غلط
عهد بسخريه : للاسف انتي ماتعرفي عبد الله كثري حتى لو كان خالك
سارة : عهد اهدي شوي بلييز , قومي معي خن نمشي و احكيلي كل شي
******************
في الطرف الاخر من المزرعه
تقف هناك بضياع تنظر لجميع الجهات , تعبت من البحث المستمر عن تلك الطفله ,
جلست اخيرا على ارجلها بتعب واضح : اوووف يليل ابو لمبه هالسمر وين راحت فيه , و رعدوه هالخبل مالقى الا يتمشى فيذا المكان عشان تلحقه هالبزره
تابعت كلامها بنرفزه : هالحين لو ارد للحريم و سألوني عن سمر وش اقلهم ضاعت و لا مع رعد , بس بكل الحالتين بيمردغوني
نظرت لساعتها بملل : استغفر الله حتى العشاء ما صليته
شدت شعرها القصير بكلتا يديها : وربي لو اشوفك ي رعدوه الخبل لاتوطاك بس هين ي بو
" رفعت يديها تدعوا بقهر " اللهم طولك يا روح يارب اللهمني الصبر يارب توريني برعدوه شي يشفي غليلي منه يحس
بالتمتير الي مترته المزرعه رايحه راده بهيلز احمر صار اسود من كثر هالدوران لو ادور على ابره حصلتها ,
"وقفت و اكملت طريقها تبحث عن سمر "
بعد مده قصير من البحث وجدت سمر واقفه مع رجل يرتدي ثوب ابيض خمنت انه رعد , تنظر لشيء ما على الارض و قد نزل الرجل لمستواها ,
اقتربت منهم في غضب و هي تضرب الرجل على رأسه بقوه : وجع هالحين انتم جالسين هنا تبحلقون بالارض و انا تكسرت رجولي من اليوم ادوركم
" ندى تخصرت بطفوليه " و بعدين كذا كذا ي سمورتي تسوين فيني هالحين انا فازعه لتس و ماسكتن فهيد اسطره لتس و تروحين و تتركيني ماهقيتها منتس و الله ,
انا داريه ان البلا موب منتس من هالحمار الي معتس " و سددت ضربه اخره للرجل "
سمر وقفت بزعل : ندى ليش تضربين مصعب
ندى هوا قلبها للاسفل من يوم سمعت الاسم , رددت ببلاهه : مصعب !!
كان مصعب يجلس على اقدامه مصدوم " انا اعرف هالصوت سامعه من قبل يكون هي , لا وش بلاك قمت توهم ي ورع "
نظر بطرف عينه للطفله المسماه سمر و قد تأكدت شكوكه حول هوية من تقف خلفه و تسدد الضربات له و ذالك بعد ذكر الطفله لاسم " ندى "
ندى بعدم استيعاب اشارت ببلاهه للرجل الذي امامها و لا ترا منه سوا ظهره : قصدك رعد
حركت سمر راسها لتنفي ذالك : لا مصعب
مصعب ابتسم بخبث للفكره التي طرأت بعقله ثم وقف بهدوء و استدار بتجاهها , لتقع عيناه مباشره بعينيها المتوسعه بصدمه ,
وقف ليتأملها باعجاب واضح " جميله وربي جميله اجمل من ما تخيلت بكثير "
ندى بصدمه الجمتها و احراج من نظراته التي تلتهمها , قالت بغباء و استنكار لما تراه : يا امي انت وش جابك هنا
*******************
سارة بتفكير : انتي صديقتي من وقت طويل و اعتبرك مثل اختي و اكثر بعد ,
عشت معك احلى الحظات ضحكنا و بكينا و استانسنا و رقصنا و لعبنا و كل جنان المراهقه قضيناه سوا و عبد الله خالي
صحيح كل عمره كان عايش برا بس حفر بداخلنا ذكريات حلوه نحبه اكثر من انفسنا ، لكن بعد الي سمعته وعد مني اساعدك تاخذي حقك من خالي اذا تبين هذا
مسحت عهد دمعه علقت برمشها : جد حتساعديني
سارة بابتسامه ظاهريه : اكيد
" ادارت وجهها للجهه الاخرى بحيرة مما ستفعل , ثم ادرت وجهها لعهد الجلسه على الارض تنظر للعشب بشرود "
سالم : راحت مناك " و أشار لها بالاتجاه الذ سلكته ندى "
سارة : من جدها المجنونه ذي وين ذلفت
عهد : تعالي خن نشوف وين طست
سارة بمدة فم : ترا المكان يخوف ي كلبه
عهد : استرجلي شوي و امشي
سارة : عمى
******************
عاد ماجد منذ وقت قصير و اخبرها ان المكان خالي و تاكد ان الشباب يجلسون بالاسفل حول النار و لن يصعدوا ,
و حتى ان صعدو يمكنها ان تكون قد خرجت قبل ذالك
صعدت الدرج خلفه و قلبها يرتجف خوف لا تعلم لما , و لكن شعور سي يراودها , فتح الباب و دخل و تبعته هي متوجهه للباب الاخر الذي يخرجها للصاله الفاصله بين جناح الشباب و البنات ,
و قبل ان تفتح الباب و تذهب , امسك ماجد بمعصمها و هو يجذبها اليه لينطق من بين اسنانه بغضب و الشرار يتطاير من عينيه : انسي كل شي سمعتيه اعتبريه ما انقال
خلود و قد حذرها قلبها من ان شي سي سيحدث : فك ايدي
امسك ماجد برقبتها بقوة بيده الاخرى و دفعها لباب احدى الغرف حتى اصطدمت به : الكلام الي سمعتيه انسيه , انا احذرك يا خلود لا تلعبي بالنار ترا تحرقك
خلود ووجهها اصبح احمر اللون دليل على اختناقها و صوتها اصبح غير واضح : ماجد اتركني رح اموت
لم يأبه ماجد لتوسلاتها بتركها بل زاد من ضغط يده على رقبتها , حتى احس انها ستلفظ انفاسها الاخيره ,
و ما ان ابتعد عنها حتى سقطت على الارض بتعب و نظراتها تملأها الخوف للرجل الذي امامها " مجنون هذا كان بيقتلني "
نظرت اليه بعينان جاحظتان من شدة الخوف يجلس امامها مباشره مسند ظهره للجدار بتعب و تنفسه سريع جدا ,
صدره يطلع و ينزل بسرعه غريبه و العرق يتصبب من جبينه يبدوا انه يكاد يفقد وعيه باي لحظة
نطق ماجد بهدوء دون ان ينظر اليها , و من صوته يبدوا عليه التعب الشديد : أس ف غض ب
" قطع كلامه و هو يحس بألم شديد بصدره , بلع ريقه بصعوبه و هو يردف " اطلعي قبل لا يجي احد
وقفت بسرعه و خرجت دون أي كلمة , ماجد و الذي كان يلاحقها بعيناه لاح طيف ابتسامه على شفتاه
" كنت بخسر حياتي مدري وين كان عقلي "
امسك صدره بقوة و هو يحول النهوض لكنه لم يستطع , صدره بدا يعلو اكثر واكثر ودقات قلبه لا تعرف الرحمة بدأت تضرب بقوة حتى احس بروحه تخرج
************************
في مكان اخر حيث سارة و عهد
سارة بملل : لحوووول وين طست هالحرمه
عهد : وربي خبله ناظري بالارض و هنتي بتعرفين وين
عقدت سارة حواجبها بستفهام و نظرت بالارض و اذا بها تضرب عهد بقوة : هههههههههههههههه عهييد ي عبقريه شايفه اثار الجزمه من اولى و ما تقولين لي " و نتم بكرامه "
عهد : يب مافي عامل يلبس هيلز
تتبعت سارة و عهد الاثار و هن يتحدث عن اشياء كثيره
سارة توقفت فجأءه و هي تمد يدها لعهد لكي توقفها , عهد باستغراب : وش فيك
سارة : فيه صوت احد يصيح تسمعيته
عهد بانصات ثم نطقت : ما اسمع شي , اعوذ بالله سوير هنتي وش تسمعين
سارة : لا شكلي ات " و قبل ان تكمل كلامها عاد الصوت من جديد " وربي فيه سمعتيه
عهد وقد سمعت الصوت : يب , قل اعوذ برب الناس " قرأت السورة "
سارة : امشي خن شوف
عهد بخوف : بنت لا يكون جني
سارة : او يمكن ندى ي ذكيه " نظرت عهد للاثار التي تقود لمكان اخر "
تأففت سارة : يمكن راحت من هناك و لفت او احد من البنات
عهد : اقول لا يكثر مانيب رايحه تبين انتي روحي
عاد الصوت من جديد , سارة سحبت عهد و مشت , عهد : على كيف امك تسحبيني
ذهبت سارة و عهد باتجاهه الصوت و الذي اصبح فجأءه انين احد يتألم , عهد وقفت بخوف : سوير فيك شجاعه اليوم ما شاء الله خلاص خن نرجع بلييز
لم تستمع سارة لعهد و اكملت طريقها , قلبها الذي يقودها لاتجاهه الصوت و ليست قدماها ,
شي ما يخبرها ان تذهب بتجاهه , وقفت بصمدة وهي تراه امامها مغطى بالدماء ينزف بشده ,
صرخت بصوت عالي و هي تشهق بخوف واضعتا كلتا يداها على فمها : ررررررررررررررررررررررررععععععععععععددددددددددددد
************************
عند الرجال ببيت الشعر
دخل العامل فزعا يبحث عن الجد ابو عبد العزيز : بابا ابو عبد العزيز بابا
التفت الرجال لاتجاهه باستغراب , سلطان باستفهام : وش بلاك تنافظ
العامل : بابا سلطان هزا ثلاثا سيارة بوليس واقف برا يبقى بابا عود
الجد خالد وقف باستغراب : يبوني !! وينهم خن نشوف سالفت " وقبل ان يكمل كلمته دخل 4 رجال من الشرطه "
الشرطي الاول : من فيكم احمد خالد ال...
تكلم الجد خالد باستفهام : هذا ولدي وش تبون فيه
الشرطي الثاني باخلاق زفت : متهم بقضية
احمد وقف بعدم فهم لما يحدث : انا احمد خالد تقدر تقلي بوش انا متهم بوه
الشرطي الاول : تفضل معنا
اقترب الشرطي ليضع الكلبشات بيد احمد , لكن الجد تدخل ليمنعه : منت بماخذ ولدي لين تقلي وش متهمينه فيه
الشرطي الاول باحترام للجد : ي عمي الاوامر مقتضيه بأننا نقبض على احمد خالد ال... , اما قضيته مادري وش انهي
دخل و على وجهه ابتسامة السخريه و لكن سرعان ما محاهها : متهم بجريمة قتل ي جدي
نهاية البارت
ترقبوا البارت القادم , و الذي يحمل بداخله مزيد من التشويق
سيحدث شي يغير مسار القصه ,
سيكشف الكثير من الامور الغامضه ,
الزبدة استنوا البارت الجاي , و اتمنى يحصل على اعجابكم :*
بعد رحيل كبار العايله الجد خالد و الجد محمد و رجال العائله بصحبة محمد الذي يقود السيارة متوجهين لمركز الشرطة خلف سيارة الدوريه التي تحمل بداخلها احمد ,
يجلس الشباب بهدوء و صمت عم المكان كل منشغل بالتفكير و السرحان , و بعضهم احزنه ما رأه ,
و البعض الاخر تمنى لو استطاع حذف ذالك المشهد من ذاكرته ,
حتى قطع شرودهم صوت هاتف رائد المنهمك بالتفكير لحل يخرج شقيق والدته من هذه الورطه و هو معتقد اشد الاعتقاد انه ابعد ما يكون عن حياة الاجرام ,
اجاب بدون نفس و ضيقه : الو , وش تبين
رائد التزم الصمت و هو يستمع لحديثها بصدمه , وقف بسرعه و كان حية لدغته , التفت حوله يبحث عن شي ما : قتيلي وش فيه , طيب طيب بعدين اكلمك
علي بعينان منزعجتان: وش بلاك
رائد بخوف : شباب احد شاف رعد
عبد الرحمن بتذكر : من شوي كان يلعب معنا و جاته مكالمه و قام و من بعدها ما بين
حمد بقلق اعتراه : رائد وش صاير
امسك رائد بهاتفه و حاول الاتصال برعد , دقائق و فتح الخط : رعد وينك ي رجال قالولي ... " سكت قليلا لانه لم يجد رد " الو , الو رعد
مشاري بضيق : هلا رائد
رائد بعقدة حاجب : مشاري !! وش جاب جوال رعد معك
مشاري يحك جبينه بتوتر : و الله يا خوي رعد هالحين مصاب و حالته حرجه جدا استدعينا له الاسعاف و هو هالحين على وصول
رائد بعصبيه و خوف بنفس الوقت : و ليش ما قلت لنا
مشاري : كنتم مشغولين مع الشرطة و مادرينا بحال رعد الي من شوي
رائد باستفهام : مادريتوا !! من معك
مشاري ينظر للاثنان اللذان يقفان امامه و يدور بينهما حديث بصوت خافت لا يكاد يسمعى : طلال و ماجد
رائد تكلم بسرعه : قولي وينك انا جاي
مشاري : خلك عندك لاجاء الاسعاف تدله لنا بطرف المزرعه من الشمال عند الابار القديمه
رائد : ايه خلاص عرفت
انهى مشاري المكالمه و التفتت للاثنان اللذان امامه , طلال بنظرات شرسه : طيب و احمد وش تبي فيه ليش ساجنه
ماجد بدون رد , اردف طلال قائلا : ادري باللي براسك لا تحسبني غشيم , تانيا هي السبب
ماجد و عيناه مسلطة لرعد الممدد على الارض و قلبه يزيد من ضرباته القويه : لا مال لها لبنانيه أي دخل
طلال بعدم اقتناع : طيب ي طويل العمر وش تبي تسوي هالحين " بسخريه " لا تقلي بتخليه بالسجن اعرفك خبز ايدي
ابتسم ماجد بخبث : صدقت
*****************
يوم خريفي بارد.. برودته الخافتة المرتعشه تسربت بحدة موحشه لروح و قلب بطلنا قبل وصولها لجسده ,
و إنها واشنطن دي سي.. أواخر شهر سبتمبر..شهر الخريف المرير
تقلبات الأجواء , واصفرار الأشجار , و ألم الذكريات و حنين الماضي , و وجع الغربه
واه يا وجع الغربه , ما أقساها على الروحه المشتاقه لاهلها ووطنها و عيون اميرتها ,
لا شيء يستنزف الروح شيئا فشيئا كإحساس الغربة، هذا الإحساس الذي يبدأ بالتهام الروح حتى يحيلها رمادا
وهاهو الغريب المشتاق لدفء ذكرياته وحرارة حنينها
يقف في موقف الحافلات القريب من منزله وقفته المعتاده بجسده الفارع الطول بشموخ عالي و نظرات ثقه و جمود تخفي خلفها اهات الالم و الظلم ,
يحكم إغلاق سترته الجلدي على صدره العريض ليصد لسعات البرد في ساعات الصباح الباكر " ما اعرف فارق التوقيت بين المملكة و أمريكا بس خمنت كذا "
الشمس لم تشرق بعد، ولكن هاهي تغازل الأفق , لتعلن وصولها بعد ليل طويل بظلمه شديده بسبب اختفاء القمر و السحب التي تغطي السماء فترات متفاوته ثم تنكشح
وصلت الحافلة في موعدها المحدد كمثل كل يوم
ركب بصمت بخطواته الثقيلة الواثقة المعتادة , القى التحية على سائق الحافلة "ستيفن" بابتسامه عابره سرعان ما تختفي
كان من الممكن أن يلاقي سكنا ملاصقا للجامعة ولكنه أراد سكنا يكون ملاصق للمسجد فكما يقول ,
يكفي علي غربتي و بعدي عن اهلي , فل اترك قربي من بيت الله يسكن روحي البارده و التي يأست من الحياه و ظلمها ,
توجه لاخر مقاعد الحافله ليتخذ مكانه المعتاد بقرب النافذه , حيث يستطيع رئيت الناس يتوجهون لاعمالهم و ينشغلون كلن بما يجلب له قوت يومه ,
اعتاد الخروج مبكرا حتى يستغل الوقت بالبقاء لأطول وقت في المكتبة لانجاز أطروحته للدكتوراه في إدارة الأعمال..
تبقى عليه هذا العام فقط , هذا العام فقط و يعود لوطنه و ارضه الرياض , لجده التاجر المعروف بغطرسته و ظلمه ,
ليسلمه يدا بيد شهادة تخرجه من سجنه الذي سجن به طوالت الثلاث سنين الماضيه , و الذي جبره على ان يعيش بعيدا عن اهله و عن اصدقائه ,
اصدقاء نكره لا فائدة لهم بهذه الحياه كما يقول جده و يطلقه عليهم ,
لن يتوقع عودته المبكره الان و لكنه فضل الانهماك بالدرسه طوال السنين الفائته و لا يدع لنفسه متسع من الوقت ليتنفس ,
و هدفه بذالك ان يتخلص من هذا العذاب نهائيا و في اسرع وقت , و تعود اليه حريته
, اسند رأسه على زجاج النافذه بضيق و هم
" شقد اشتقت لك يبه و لاخوي و اختي و امي , من بعدك يبه لوتدري كم انذليت , اخوي و اختي مدري ارضهم من سماهم وين و امي مدري وش وضعها الحين ,
جدي حكم علي بغربه بعيد عن ربعي و اهلي و ديرتي , ليتك معي هالحين كان وقفت بوجهه و تمنعه من كل الي يسويه كان مداني بين اصحابي , العب بالفلوس و انام و لا اشيل هم ,
اصحى و اعيش يومي بطوله و بعرضه " مسح دمعه سقطت سهوا من عينه و هو يقول : رحمة الله عليك يبو معتز
*******************
لا تعلم مالذي حدث ولو علمت لماتت من الخوف ,
والدها و صديقها و امها و اخوها , الشخص الذي وقف بجانبها حينما تخلت والدتها عنها و الذي حماها حينما غادر والدها و من حرص على سعادتها و توفير كل احتياجاتها ,
من كبرت اماما عينيه و اصبحت شابة في منتهى الجمال ,
شقيها رعد الانيس و الرفيق و الحبيب و الصديق يصارع الموت في هذه اللحظات التي هي تضحك بها و تكاد تطير من السعاده برفقة من احبت,
كانت تمشي و عيناها مسلطه باتجاه الشخص الذي يسير امامها و يعلم انها تحدق به ,
تسرح بخيالها لترسم مستقبل تراه ممكن برفقة هذا الفارس الوسيم و حولها اطفال بجماله و سحر ابتسامته ,
و هي برفقته تمسك بيده في خجل بينما اكتسحت الحمره خديها , يجلسان معن وسط حديقة مليئه بالزهور وحولهم الاطفال يلعبون في سعادة و ... "
قطع تفكيرها وقوفه المفاجئ و هو يقول : ي الله سترك , خير اللهم اجعله خير من هالي شايلينه بالاسعاف
عقدت حواجبها باستفهام و تقدمت لتقف بجانبه و تدقق النظر
" بسبب انهم يقفون بعيدا بين الشجر التي لا تظهر شي منهم و ايضا الظلام الذي زاد من عدم وضوح الرؤيا "
توسعت عيناها بصدمه و صرخت بخوف : رعععععععععععععععددددددد
اسرع مصعب بامساكها عندما اندفعت لذهاب باتجاههم ,
صرخت ندى بغضب و عيناها امتلأت في ثواني بالدموع بينما تحاول الخلاص من مصعب : فكننننييي بروح لرععدد هذا اخووي ,
مصعب استوعب خوفها و اندفاعها عندما وضحت ان الرجل الذي حمل بالاسعاف هو شقيقها : ي بنت الحلال هدي وشلون بتروحين وسط الرجال و انتي ما عليك عباة
ندى من وسط دموعها , قالت بسرعه : اتركني عادي ماهمني
عصب مصعب و امسكها جيدا و بقوة و شدها اليه : وشلون عادي هنتي بعقلك
ندى تبكي بمراره و هي تتذكر كلماتها
" اللهم طولك يا روح يارب اللهمني الصبر يارب توريني برعدوه شي يشفي غليلي منه يحس بالتمتير الي مترته المزرعه رايحه راده بهيلز احمر صار اسود من كثر هالدوران لو ادور على ابره حصلتها "
زاد بكاؤها :و الله ما كان قصدي , كنت مقهورره بس لو ادري بيصير كذا ما كان دعيت عليه و الله عظيم توبه ادعي عليه , ي رب سامحني ي رب
سمر الطفله الصغيره التي لم تفهم شي البته : ندى وش فيك و انت ليش تصرخ فيها
مصعب بمحاوله لتهدئتها : طول بالك ان شاء الله مافيه الا كل خير ,
ندى ببكاء مرير : مصعب بلييز اتركني اروح له
مسح دموعها باصبعه بحنيه و امسك بوجهها و الذي غطاه الدموع يحاول تهدئتها ,
توسعت عيناه بجمود و صدما مما رأه , تركتها يداه لا شعوريا و هو يردد بذهنهه " مستحيل ...
*******************
بعد ساعات عده ,
ذهبت كل عائله لمنزلها لتحظى بقسط من الراحه بعد مرورها بليله عصيبه مليئه بالاحداث ,
بمنزل الجد و الذي علم بالحادث الذي وقع لرعد في وقت متأخر من الليل عند عودته للمنزل بعدما بقي الليل كله بالمركز عند ضابط القسم , هرع على الفور للمستشفى
و عند دخوله سأل في خوف و قلق شديد عن رعد عبد العزيز ليدله موظف الطوارئ على غرفة العمليات ,
توجهه للمكان و رأى علي و رائد يجلسان على الكراسي في ضيق و حامد يقف قرب الباب مسند رأسه على الحائط ,
ذهب اليه و قد ازدا قلقه من منظر الشباب و الذي لا يبشر بخير : بشر شلون رعد هالحين
اعتدل حامد بوقفته بينما اتجهت الانظار اليه : و الله ي جدي مدري شقلك , حالته حرجه جدا , جرحه عميق نزف دم كثير , و يحتاج لنقل دم بس ماش محد منا يطابق زمرة دمه
ضاق وجهه الجد و غم عليه : وش زمرة دمه A
حامد : لا O و هالفصيله نادره
جلس الجد على اقرب كرسي و عيناه امتلأت بالدموع : لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
رائد بتوتر : جدي موب المفروض نعطي خالي عبد العزيز و ام رعد خبر
زاد هم الجد همين : خذ رقمه من جوال خالك احمد
علي باستغراب : ليش رقمه موب عندك
هز الجد رأسه بنفي
******************
بمنزل عائلة سعد
استلقى على ظهره بتعب ينظر لسقف الغرفه بشرود , ما رأه اليوم يشغل تفكيره و بقوة " ي الله معقوله "
انقلب للجهه الاخرى على جنبه الايسر " نفس العيون و الانف و الفم "
انقلب للجهه الاخرى " يكون اخ..."
انقلب مره اخرى على جنبه الايسر " مستحيل يمكن مجرد شبه لا تفكر بسخافات "
انقلب على جنبه الايمن " ي رجال كني اشوفه قدامي و تقولي لا تفكر بسخافات "
انقلب على جنبه الايسر " ايه يخلق من الشبه اربعين "
استلقى باعتدال على ظهره ينظر للسقف : هههف مالي الا ماجد
نهض بسرعه من على السرير متوجهه لجناح ماجد ,لكنه التقى به على الدرج
ناظر اليه نظرة شاملة من اعلى لاسفل ثم رفع عيناه بابتسامه واسعه للشخص الذي امامه , يرمقه بنظرات حادة و حاجب مرفوع
ماجد بسخريه : مضيع شي بوجهي
مصعب بغمزه : مقدر انا عالشياكه دي و لا شبشب تويتي بعد ههههههه
ماجد رفع رجله لينظر اليه , ثم قال : اكل هواء
" كان لابس بيجامه بنطلونها اسود مع تيشيرت ابيض وشعره معفوس و مبهذل و الواضح إنه لاعب فيه و بيده كوب اسود و بالايد الاخرى شي اخفاه عن اعيون مصعب و برجوله شبشب نوم لتويتي "
مصعب فتح يديه بوسعهما كحركة احتضان : حبيبي ماجد
ماجد بسخريه : تموت عشان اعطيك اياه
مصعب بتكشير : هههف شي ثاني
تراجع للخلف بخطوه : اللهم اني استودعتك نفسي
مصعب : وجع ابيك بسالفه
ارتشف ماجد من كوبه و تقدم ليرقى الدرج الاخر متجاهل مصعب , مصعب بصراخ : الموضوع موب متحمل التأجيل , شي يهمك
ماجد يكمل طريقه دون أي يظهر أي اهميه : تعبان و ابي انام لا تزعجني لا ادفنك
مصعب بسرعه : تعرف واحد اسمه رعد
توقف ماجد بوسط الدرج ينظر ليده بغموض و نظرات جامده : ايه
مصعب بفرح : طب شسم ابوه
ماجد : وش تبي فيه
مصعب بوهقه : لا يعني مجرد سو ...
قاطعه ماجد قائلا و هو يكمل طريقه : عبد العزيز خالد
***************
عندما اكون مع اهلي في مشوار ما احب أن أستغل وقته في تأمل نوافذ البيوت ,
رؤية النوافذ المضاءة والستور المسدلة ، أو الأنوار المعلقة ،
أو أطراف الجبس في الأسقف تجعلني أتمنى لو استطعت أن أحلق بروحي إلى الداخل لأرى كيف هي حياتهم , ماذا يفعلون , كيف يعيشون ؟
ترى ماذا تخبئ هذه النوافذ ؟ ترى ماذا تخفي تلك الستائر ؟
ابتسمت بسعادة عند مروري باحد الاحياء الفقيره و رأيت نافذه صغيره مضاءه ,
أكاد أسمع أصوات أطفال تلك النافذة وهم يتضاحكون ويتشاجرون محدثين جلبة قوية وقد انهارت والدتهم بجانبهم من التعب والانزعاج ،
تدعو الله ربها أن ينزل عليهم النعاس وعليها الصبر ، فأضحك وأقول : أين رأيت هذا المنظر من قبل ؟ أين أين ؟
أما تلك النافذة فقد علق عليها شرشف الصلاة ليمنع نظرات الفضوليين أمثالي من رؤية المشادات التي تحدث بشكل شبه يومي بين الزوجين :
هو يشكو إهمالها له ابتداء من عدم سكب كلمات الوله والعشق في أذنيه مع أذكار الصباح و المساء ، وانتهاء بانشغال عنه بكل شيء في العالم ؛ أطفالها وأهلها ودراستها ,
وهي تشكو إهماله لها ابتداء من تخصيص كل عطلة الأسبوع للسهر مع أصحابه بدلا من قضاء بعضه معها ومرورا بإهماله للإصلاحات المنزلية التي لا ينبغي أن يتولاها إلا الرجال
كمفتاح النور الذي يكهرب من يلمسه والعتبة المكسورة التي تخدش قدم كل مار وانتهاء بالستائر التي لا يرى لها داع ، وما باله شرشف الصلاة لا يغني ؟
هؤلاء قوم يحتاجون بشدة إلى تعلم معنى (الخيرية ) في قول النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله ) ،
وإلى الكثير من التضحية براحة الذات والتغافل عن بعض الأخطاء إذكاء لشعلة الحب أن تخبو .
ماذا عن تلك النافذة ؟
نافذة فاخرة لقصر باذخ في احد الاحياء الغنيه التي توجد بوسط مجموعه من الاحياء الدبلوماسية ,
يشغله رجل أعمال يحسب أن الصلافة والجفاء من لزوميات النجاح , رجل شبه جاهل يتعامل بفوقية وتعالي مع خدمه و أبنائه ومن قصده طلبا للمساعدة أو شفاعة جاه ،
امره مطاع ليس هناك مجال لمناقشته او العدول عن رايه , عنيد صعب المراس , قلبه يمتلأ بالحقد و الكراهيه لابنائه ,
و هذا ما حيرني , مالذي يجعله يحمل هذا الكم الهائل من الحقد عليهم
إذا غضب فإنه يصرخ ويشتم ولايراعي أحدا البته
لم تعجبني تلك النافذة , أكاد أرى خاتمة صاحبها السيئة
صاحبها رجل متغطرس كريهه , كبير بالسن رغم ان من يراه يضن انه بالخمسين او الاربعين ,
نعم رجل قاسي , نعم هو شرير ليس بقلبه أيت رحمه , نعم لا يعجبه شي و يرا ان الجميع خدم له ,
مغرور متعالي , جميع الصفات السيئه تجتمع به .
و هذا ما ورثه حفيده منه او ما ربى احفاده عليه , كان يحاول ان يجعل من احفاده صورة مطابقه له ليخلد اسمه
كان متصدر المجلس , يجلس بكل غرور , يضع رجل على رجل , ومرتخي بجلسته ,
و يديه الطويله ممدوده على الكنبه , وهو بالشماغ الاحمر مع الثوب الابيض
حل صباح السبت و ارتفع صوت المؤذن يصدح و ينادي لصلاة ,
فالصلاة خير من النوم , بزغة الشمس و اختفى القمر و عاد الناس لمنازلهم ليستعدوا ليوم جديد بعد ادائهم للفريضة ,
في منزل عائلة سلطان
ام رائد بهم و تعب و حيل مهدود تجلس على الكرسي امام سرير وليد النائم و المغطي راسه بالكامل بالبطانيه : وليد للمره الالف اقولك قوم
وليد بصوت مبحوح : يمه خمس دقايق و اقوم
ام رائد بنرفزه : صارلك ساعة تقول خمس دقايق
وليد برجا : يمه انا بس ثوب البسه مايحتاج وقت خليني انام بعد شوي تكفين
ام رائد : و لا ربع ثانيه قوووم
دخل سلطان لغرفة وليد بانزعاج من بعد عودته من المسجد : صلاة ربي وينها ي الداشر , قم فز اشوف " سحب الغطاء بسرعه بينما وقف وليد بسرعة البرق "
وليد يرتجف خوف من صوت والده المدوي : خلاص وربي قمت اصلا كنت قايم من زمان , ابشر ي طويل العمر رايح هالحين اصلي
ام رائد : ي ذا الولد بيجيب اجلي
ابو رائد وضع يده على كتفها بحنان , و هو يرى مدى الارهاق الذي تعانيه : ليش ما نمت امس
ام رائد بحزن : احاتي امي و احمد , و رعد هالمسيكين قلبي معورني عليه ,
و انت و حالتنا الي وصلنا لها مدري من حاسدنا و حاط عينه علينا , اعوذ بالله يحسدون الميت حتى على قبره
ابو رائد : اذكري الله ي مره كل شي مكتوب و مقدر , روحي ارتاحي هالحين و لا تشيلي هم شي الله يفرجها و كل الامور بتتحسن و ترد مثل قبل و احسن
ام رائد : ان شاء الله
ابو رائد و كأنه تذكر شي : اخوك اليوم بيرجع من السفر , كلمه رائد امس و قاله عن رعد
ام رائد بفرح : عبد العزيز
بمنزل عائلة طلال
دقت الباب لاكثر من مره لكن لا مجيب , تمللت من هذا الموال الذي يحدث كل صباح ,
اقتحمت غرفته بغضب فقد ملت من الانتظار الى ان يجيب على طرقاتها : اخونا في الله نايم و لا عباله , مكن فيه بني ادمه يوصلها للمدرسه , مقبره وربي موب غرفه هههف
غرفته مظلمه و موحشه و التكيف عالي جدا جعل من الغرفه القطب الجنوبي المتجمد ,
تقدت اليه في غضب تلاشا سريعا و هي تحبس ضحكاتها من شكله ,خطرت ببالها فكره كما تسميها نذله ,
اسرعت لاحظار جوالها لتلتقط له صوره سريعه في وضعية نومه المضحكه : وربي لو يدري ليدفني ههههه
يغط طلال في نوم عميق في وضعية غير مريحه البته , راسه يتدلى من فوق السرير و قدماه احداهما ممدد و الاخرى منصوبه ,
ارسلت الصورة الى قروب الفتيات , شروق : هههههههه وربي الانستقرام يناديك ي طلووول " و ارسلتها "
في منزل سارة ,
لم تذق طعم النوم مطلقا و لم تغمض لها عين , بقيت طيلة الليل تفكر و تبكي و تدعو ربها و تناجيه ,لكي يشفيه و لا يريها به بئسا يبكيها ,
اطلت سديم براسها مع الباب لتنظر لسارة الممدده على السرير و بيدها جوالها تنظر لصورة التي ارسلتها شروق بابتسامه باهته : امي تقول للحين مالبستي
غطت نفسها بالبطانيه و هي تدير وجهها للجهه الاخرى , لكي لا تلحظ اثار الدموع : ماني رايحه تعبانه
سالم : اننا نداوم و نكرف و حضرتها تتسدح , ما اطلع من البيت الا رجلي على رجلها
ام سارة رمقتهما بنظرة حادة ووقفت : سالم و سلمان عالمدرسه اشوف
*******************
ببيت فيصل حصل ظرف طارئ استوجب من عزة و الفتيات ان يذهبن حالا لرياض ,
بمنزل الجد
كان المنزل مظلم يغطيه سكون و صمت لا يسمع به أي صوت , ندى حبيسه لغرفتها منذ الامس ,
و امل و ايمان اللتان تبيتان عند الجد حالتهم النفسيه سيئه جدا و لم تتوقفاء عن البكاء طيلة الليل حتى غلب ايمان النعاس اما امل فلم تستطع النوم ووالدها حبيس لقضبان السجن ,
و الجدة تجلس على سجادتها تدعوا ربها ان يفرج همها و يعيد رعد سالما معافا و يخرج احمد من ورطته ليعود لبناته فمن لهم سند سواه ,
, بمنزل عائلة سعد و امام مائدة الافطار و التي يتصدرها سعد و عن يمينه زوجته و داليا و رند عن يساره
يتحدثون حول السفر لاحدى الدول بالايجازة و تمضيت وقت ممتع هناك بعيد عن جو الدراسه الكئيب و مشاكل الحياة , بينما رند تختلس النظر لداليه كل دقيقه ,
ابو وائل بمزح : وراها رنود ساكته ما تشارك بالنقاش
ام وائل بطرف عين : ايه والله موب عوايدها
نزل مع الدرج بمرح ليس من طبعه يدندن بكلمات غير مفهومه ,
يرتدي ثوب ابيض و غتره بيضاء و حذاء اسود و يحمل بيده ملف اسود كبير و بيده الاخره نظارته الشمسيه
ام وئل سمعت صوت وقع الاقدام و القفز من على الدرج و صوت الغناء و استنتجت : هذا مصعب , غريبه صاحي اليوم بدري
ماجد بوجه بشوش : افا يمه تضيعيني
ام وائل استدارت للخلف : ههههه هذا انت حسبالي مصعب
تقدم ماجد ليقبل رأسها ثم رأس ابو وايل و الذي يعده بمكانته والده : ولدك منبطح على سريره رجل شرق و رجل غرب و اليد تتدلى واللحاف نصه برى السرير والنص الثاني متجمع تحت رجله
ابو وايل : الله يصلحه
داليا بفجعه : الله يصلحه عشانه نايم بهالوضعيه اجل لو شايفين رند كيف تنام كان قلتوا الله ياخذها
الكل معاد رند : هههههههههههههههههههه
مد ماجد يده من فوق البنات ليأخذ قطعت خياره من صحن رند ,
استغرب من رند التي لم تقبص يده او حتى تدفعها بحكم انها تكره ذالك , اعتدل بوقفته : رنود وش فيك غريبه اليوم ماتمشكلتي مع احد على هالصبح
داليا ردت بسرعه بلقافه : ايه من جد وش فيك اليوم احس انك مسويه بلوه , بس تناظرين فيه و اذا التفت لك صديتي بعيونك
استغرب ماجد من ذالك بينما اردفت داليا : حتى امس نمتي بدري و يوم جيتك عشان اناديك تطالعين معي الفلم سويتي روحك نايمه
رند بملل و لسانها يريد البوح بما اتعب قلبها لشقيقتها التي عدتها جزء من هذه العائله : هههف مابي شي
داليا بتكشير : طيب لا تنفخين , مصيري بعرف ترا
سحبت شنطتها و نهضت : انا رايحه
ماجد و الذي كان مستند على الباب يراقب بصمت وضع يده ليمنع رند من الخروج و يعتدل : دام شغلي باقي عليه ساعتين بوصلكم اليوم , وناسه صح
داليا بستهزاء : ايه مررره
ماجد : اقول اخلصي طفح و الحقينا عالسيارة
بالسيارة
يجلس ماجد بالامام بجوار السائق و خلفه من الجهه الاخرى رند
تجلس بشرود تتفادا النظر اليه , لكنه باغتها بسؤال اوقف قلبها عن النبض للحظات
ماجد ينظر لساعته : عندك دقيقتين قولي وش فيك
رن بتلعثم , تكره طريقته هذه بالاستجواب : و لا ش
ماجد : كذابه فيك شي , وشي بعد كبير
رند ابتسمت بتصريف : وش بيكون فيني مثلا
نظر من بعيد لداليا التي تمشي باتجاههم و تضع الحجاب على شعرها , عض على لسانه : شكلي متساهل معكم
نظرت له رند بعدم فهم ثم ادارت رأسها باتجاه داليا و فهمت انه يقصد الحجاب
****************
تحس بصداع شديد و بالكاد تستطيع ان تبقى واعيه , المغذي بيدها و جهاز قياس نبضات القلب باصبع يدها الاخر : ماما ليش مكبره الموضوع مافيني شي مجرد صداع كان بيروح بحبة بندول \
ام سارة بتأنيب : بذمتك هذا مجرد صداع بيروح بحبة بندول , شوفي وجهك شلون صاير اصفر
" و ماهي ثواني حتى اضاءة شاشة جواله معلنه عن وصول مسج , ابتسم بسعادة و هو يقرأ محتواها , ثم ادار الجهاز باتجاه صديقه الذي ضحك بصوت عالي "
: ههههههههههههههههههه اما راح الرجال شربة مويه
ماجد يقرأ الخبر بفرحه عامره : القت الشرطة الايطاليه اليوم على عضو البرلمان كرستيان مارش
الذي اتضح انه الرئيس الثالث لاكبر جماعة مافيا ب اروبا و التي هي المنفذ الرئسي لعدة اعمال ارهابيه كبرا منها تفجير الميدان في الاحتفالات الرئسيه للانتخابات الب
" رفع جهازه ليرد عالايتصال الذي ورد اليه " بالايطاليه : هلو
سلينا بخوف و استنكار : عزيزي هل علمت بما حدث
ماجد نظر لصديقه الذي بادله النظره و ثم اردف ضاحك بصوت خافت : ما الامر
سلينا نظرت للجريده التي تمسكها : لقد امسكوا بكرستيان و جماعته , اخشى ان يبلغ كرستيان عنك و يمسكوا بك ايضا
ضحك ماجد على سذاجتها و خوفها عليه : ههههههههه لا تقلقي انا اضمن انه لن يفعل ذالك
سلينا بغضب : لماذا انت واثق من ذالك الا تعلم ان كرستيان يبيع الكل لاجل مصلحته , غير ذالك انت و هو على خلاف تماما كلاكما يكره الاخر
ماجد : هههههههه اخبرتك الا تقلقي كل شي يسير كما اريد حسب ما خططت له
سلينا بحذر : هل انت من اوقع بكرستيان
ماجد اسند يده على التكايه : اصبتي في ذالك
اتبع كلامه بكذبه اخترعها ليبرر موقفه امامها : خفت ان يعترض طريقنا او يحاول الحاق الاذى بك
سلينا بصدمه : لماذا فعلت ذالك , لا استغرب العداوه التي بينكما لكن
ماجد بتناسي للموضوع : لا يهمني شي بعد الان سوا ان اعيش بسلام
سلينا بقلق : حسنا ان كان هذا ما تريده فل يكن , لكن لا تنسى منهم جماعة كرستيان
ماجد قال بعفويه : هو خالي " و اكمل بكره للكلمه الي قالها " ضروري اشوفه يمكن اقدر اساعده بقضيته و اطلعه من هالورطه الي فيه
طلال : الي بالسجن تعرفهم و يعرفونك ي بو وحيد , لامن شاف و لامن دري
ابو وحيد باحراج : عشانك ولد عزيز وغالي و ابوك له علي جمايل من الراس لقدم بشوف الي اقدر عليه
دخل العسكري بعد ان دق الباب : تحياتي سيدي , السجين سعدون رجع يتضارب مع السجين عقيل و بالقوة اوقفناه و الحين طالب يشوفك
ابو وحيد بملل من هذي السالفه الي تنعاد كل مره , وقف : عن اذنكم شباب
طلال بابتسامه سرعان ما اختفت : اذنك معك " التفت لماجد الذي سارع باخرج هاتفه " وش بتسوي
ماجد اشار له بيده بمعنى دقيقه , ثواني و جاءه صوت مبحوح : السلام عليكم
وائل بصوت ناعس: و عليكم السلام و الرحمه
ماجد : عسى ما اكون نغصت عليك نومتك " خرب نومته "
وائل : لا نعمه انك صحيتني بروح بدري لشركة عندي اشغال واجد
ماجد : اجل قم تنشط و اذلف لشركتك
وائل : وش عندك داق من الصبح
ماجد : كلملي ذا الشايب الي تعرفه
وائل بعقدة حاجب : منو
ماجد : بو مالك
وائل اعتدل بجلسته : وش تبي فيه
ماجد : ما تقلي له واسطه جامدة بالداخليه و الشرطة و الكلام ذا الحكومي , ابي احمد خالد خلال دقايق يكون قدامي
وائل : ابشر
و بالطبع مرت 3 دقائق و اذا بالعسكري يأتي باحمد الذي لم يتفاجئ بوجود ماجد البته " قبل ذالك غادر طلال الغرفه قبل ان يصل احمد " ,
وقف ماجد و هو يبتسم : قلتلك بتتعب معي
جلس احمد على الكرسي الذي امامه ببرود : شنو هدفك هالمره
جلس ماجد بجديه : اقدر اطلعك من الي انت فيه و اجيب واحد بدلك يشيل القضيه
احمد بحاجب مرفوع : وش المطلوب مني
ماجد : ابيك بصفي
ابتسم بسخريه : و اذا قلت لك بظل ضدك حتى لو اخيس بالسجن
تقدم ماجد بجسمه للامام و اردف باستفزاز : تدري ي عزيزي ان الام اذا انسجن ابو عيالها تقدر تسحب منه حضانتهم حتى و ان كانت مو سعوديه
" ارجع ظهره للخلف باريحيه " و بمساعدتي تصير تحلم تشوف بناتك مره ثانيه و خيس بالسجن على راحتك ,
هههههههه و عاد انت تدري منهي ام بناتك تانيا اوصخ و احقر و ابشع مره قابلتها بحياتك صحيح كلامي ي زوج تانيا
اندفع احمد بغضب ليمسك ماجد من ياقته : حقير وصخ ماتباعدها بشي , انت مثلك مثلها كلكم كلاب مسعوره ماهمكم الي حوليكم ,
صحيح انك ولده لكن تربيتك تربيه حقيره راشد ما رباك تربيه صالحه , على تربية ابوه الي تربى عليها خبث نفاق حقاره مافي بقلبك ذرة رحمه و لا خوف من الله
تركه بغضب ليكمل تحت انظار ماجد التي ازدادت حده و شدت لاحمد : حسبي الله عليك حسبي الله عليك
ماجد من بين اسنانه بحده : زن كلامك قبل لا تقوله
احمد استدار اليه بغضب : لا تظن ان راشد الي رباك ملاك نازل من السماء , او لنك ماشفت وجهه الثاني , حسبالك من نعم الرجال
ماجد اندفع اليه بقوه و هو يسدد لكمة له : قلت لك زن كلامك
احمد تكور على الارض بالم : انت لو تدري منهو راشد وش الي سواه بعايلتك كان كرهته لا بال تمنيته قبالك لاجل ت
قطع كلامه رفسه قويه من ماجد الذي يشتاظ غضبا ,
اردف احمد بألم غير مبالي بضربات ماجد : هيفاء زوجة بندر مهيب امك , هددها بالطلاق من بندر اذا ماسكنت معه و نفذت دور الام الصالحه لك ,
و راشد موب ابوك و لا سعود جدك و بندر موب عمك و لا حتى فيصل
انحنى ماجد للاسفل محاذيا لاحمد , ليجلس على قدميه و يمسح وجهه بباط يديه ليهدء من غضبه و لو قليلا : اجل من عمي و منو ابوي و منهي امي , وينهم بهالدنيا , دلني على مكانهم
احمد جلس على الارض بالم بسبب ضربات ماجد المؤلمه : امك مدري اذ هي حياة او لا , اخبارها انقطعت من زمان
ماجد : و ابوي منهو وش اسمه , انا ولد من
احمد: مقدر اقولك هو محرصني ما اقول لاحد و خاصة انت
ماجد : ليششش
احمد بصدق و جديه بالغه : الي يصير اكبر مني و منك , السالفه اكبر من مجرد اني ابوح لك اسم , هذا دين قديم علق برقبة ابوك
ماجد بمحاوله لفهم ما يحدث : الجد خالد اذكر قالي بوفاة ابوي راشد ان بندر تحمل القضية عن الجاني , وش كان يقصد ؟؟ , من قتل راشد
نظر اليه احمد ثم اردف بحذر : دين علق برقبة ابوي , يعني هو الي قتل راشد
صرخ بغضب عندما لم يجد جواب : كلمني ابوي الي قتل راشد
احمد بعد سكوت لم يدم طويلا : صار غلط , الحادث صار بالغلط , كانت حفلة صغيره سواها راشد
اكمل بحقد : كل الي سواه راشد عشان يحرق قلبه , ما ارسله دعوه للحفل من طيب نوايا , عشان يستفزه و ينفذ مخططه دعاه , لاجل يحرق قلبه على ضناه
تابع بالم و هو يذكر ما حدث بالتفصيل الممل : اشتعلت نيران غضبه , حاولت اهديه امنعه , بس الشيطان اشطر ,
شافه دخل للفله فتبعه و حصلت بينهم مشاحنه و مشادة و لو ان الموسيقى ماهي بموجوده كان الكل سمع اصواتهم
تابع كلامه :كنت على وشك ادخل له و اهدي الوضع بينهم , بس ما هي الا ثواني معدوده حتى سمعت اطلاق نار ,
دخلت مسرع شفت راشد ممدد عالارض و بندر يسحب المسدس منه و يحثه على الخروج
اغمض عيناه و هو يتذكر ما حدث
بندر سحب المسدس من بين يداه المتصلبتين , اثار الصدمه : اطلع بسرعه قبل لا يشوفك احد
نطق من غير وعي : انا قتلته بس المسدس
بندر وقعت عينه على احمد الواقف بصدمه مكانه : احمد , انا بتكفل بكل شي " التفت للتي تقف على الدرج بخوف و صدمه شلة حركتها " هيفاء انا الي قتلت راشد اوك
نظرت اليه وعيناها امتلات بالدموع : بندر
التفت اليه : بس
قاطعه بغضب : المسدس لي و التصريح باسمي , انا ما عندي شي اخسره لو انسجنت انت وراك الكثير و اولهم زوجتك و ولدك
فتح عيناه وقد امتلات بالدموع : اول ما خرج وصل سلطان و فيصل و عادل وصلت بعدهم , انقبض علينا كلنا بس ماثبت علينا شي ,
لان البصمات الوحيده عالمسدس هي لبندر و السلاح ملك له , و ابوك محد يدري عنه و عن اراضيه من ذاك الحين
ماجد باستنكار : كيف و بصمات ابوي شلون ما عرفوا انه كان موجود و ما
قاطعه قائلا : بندر ذكي , غير الحقايق كلها خلا دايرة الاتهامه حوله وحده , و اولها ازال البصمات
ماجد جلس على اقرب كرسي بتعب , و نكس راسه للاسفل بهم اثقله
بعد مده من الصمت الذي ساد المكان , اردف احمد قائلا و عيناه للارض : لك اخ رجال ينشد به الظهر و النعم ينقاله
" رفع ماجد راسه لينظر باتجاهه " و الثاني البسمه ماتفارقه , و اختك سبحان من صورها طيبة قلبها و برأتها تخليك غصب تحبها
******************
سنلتقي بلا موعد على غير المألوف في يوم غائم بلا مطر , صدفه و سيخلق من الصدفه حياة ,
: انتي متاكدة من الي تبين تسوينه
: ايه للمره المليون ايه
: طيب ي مال العافيه لا تصارخين , بس و الله بفتقدك ي اختي ديري بالك على روحك بليز و انتبهي من عيال الحرام
" سكتت قليل ثم اردفت شي مهم تذكرته " بس وين بتنامين وين بتاكلين و تشربين انتي حتى هلله ما عندك
ابتسم تطمنها : لا تخافين انا مدبره عمري بكل شي
حضنتها بقوة تودعها للمره الاخيره لا تعلم هل ستلتقي بها مره اخرى ام ان الزمان سيسرق من اعمارهم لحظات تنسيهم كل واحدتن الاخرى
: هيا عاد بطلي حزن , صدقيني برجع و باخذك معي لمكان احسن من هذي الخرابه الي حنا عايشن فيها
: حشتاقلك موووت وربي
: و انا بعد ي عمري , يله انا لازم اطلع دحين شوفيلي الطريق لا تكون العفريته فيه
مسح دمعتها و نهضة , اشارت لها من بعيد ان الطريق خالي : بسرعه يله
خرجت مسرعه متجهه للباب الحديد الموصد بالطابق الاول , اخرجت المفتاح و الذي سرقته من مكتب العفريته كما تطلق عليها ,
وقفت عند الباب و هي تودع صديقتها بيدها ثم خرجت مسرعه للسور الخلفي لتقفز من فوقه بعيد عن اعين الحارس : اخير الحرييييييييييييييييييييييه هههههههههه شي جميل وربي
اردفت بضيقه و هي تتذكر ان لا اهل لها : هالحين منين اروح اوووف " رفعة يديها تناجي الله " يارب ساعدني
تلفت يمين و يسار ثم مشت لطريق اختارته عشوائيا ,
*******************
يقود سيارته بسرعه , يتجاوز باقي السيارات , يحمل جواله بيد و اليد الاخرى ممسك بالدريكسيون ,
هذه هي قيادة طلال المتهوره : ههههههههههههههه بلا في ابليس شيطانك رعتني حسبالي صايرلك بلا
عبد الرحمن باخلاق اتش : اكل تبن عندي محاظره الحين و سيارتي متعطله دبرني
طلال : طيب وينك
عبد الرحمن بدون نفس: على جانب الطريق امش و بتشوفني
طلال : ابشر دقايق و اكون عندك
عبد الرحمن : لا تاخر تخلين متنقع بهالحر تحت الشمس و افقد بياضي
طلال : ان شاء الله ماب تفقد بياضك ي السو........
عبد الرحمن وقف بفزع من اثر صوت الارتطام الذي سمعه : طلال ولد طلال , شفيك طلال
تعليق