رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد
/
\
/
\
مرت الدقائق سريعة .. الوقت كان مربك قامو يتجهزون لهالاستقبال اللي الى
هالحين مايدرون شلون بيكون .. كانت تدري ان محاولاتها ممكن تبوء بالفشل
لكن عندها امل تنقشع غيوم الماضي وتتضح كل الصور .. يمكن تلاقي السعادة
الكاملة اللي افتقدتها .. دخلت عليها ديما في المجلس وهي ماسكة يد روان ومن
شافتها جالسة قلقانة ابتسمت : يمه ؟ حسستيني ان وراك اختبار ..
لمست خصلات شعرها وبعدتها عن وجهها : لهالدرجة واضح علي اني خايفة
من هاليوم ؟
قربت منها وجلست جنبها : يمه ليش خايفة ؟
تكلمت ام خالد بعمق : مو خوف بس تخيلي انك تفتحين كل ابواب الماضي وتنبشين
فيه .. اكيد بتظهر لي اشياء ماتسر .. وعماتك مو مقصرات كل وحدة فيهم لسانها
هالطول ..
ديما وكأنها تتذكر الماضي : ايه هم يكرهوني .. بس ماكانو يأذوني .. يعني يقطون
نغزات بأوقات .. والكلام مايقصرون معاي .. بس بعد مو دايم ..
همست لها ام خالد وهي تشوف ميساء تدخل عليهم : بعض الكلام يوجع اكثر من
الطق .. يارب يسر لي امري ..
حملت لهم الدقايق اللي بعدها حضور اكره الوجيه لقلبها .. اشخاص تسببو في اذيتها
ولو كانت مساعدة فقط واكتفو انهم يتفرجون عليها وهي تنهار .. وتطرد من بيتها
بالمقابل علت وجوههم الصدمة من اللي شافوه ديما واللي معاها وتشبه لها .. اكيد
وبدون اي تفكير امها سعاد من دخلت مع باب المجلس فتحت عيونها بصدمة وهي
مو قادرة تستوعب اللي قدامها : سلمى ؟
يمكن ملامحها ماتغيرت كثير الا ان سنوات العمر وهمومها اظهرت بعض التعب
على هالملامح .. راحت ديما تسلم عليهم .. وتخفف من حدة التوتر من هاللقاء اللي
مبين انه حامي من البداية .. كانت تتمنى تشوف عمتها هيفاء قبل بس ربي قدر انهم
يجون بالأول .. التزمت ام خالد الصمت طول الوقت رغم اللي بقلبها .. حتى يوم
شافت هيفاء اللي كانت صغيرة بأيام زواجها .. وشافت فرحة ديما بشوفتها ولقائهم
الحميمي الى ابعد الحدود .. كانت تقاوم طوفان المشاعر اللي بداخلها .. ودها تعبر
و تتكلم .. وبعد الغدا راحت تغسل ونادت ميساء تجيها .. ابتسمت وهي تمسك يدها
وتكلمت بخجل : بخاطري كلام من الأول ودي اتفاهم معاهم .. بس ماحبيت اقول
شي ماترضينه في بيتك ..
ميساء بابتسامة شفافة : عارفة انك ماجيتي هالمشوار كله .. الا تبين تريحين قلبك
خذي راحتك وقولي كل اللي بخاطرك .. عسى الله يطمن قلبك يارب ..
تنفست بعمق واستعدت للمواجهة اللي انتظرتها من سنوات طويلة ومو مهم النتائج
بالأخير .. ربي اخذ لها بحقها من اللي ظلموها .. دخلت المجلس .. وهي تدعي ان
الله يسهل كل امورها .. وابتدت معاهم النقاش بصعوبة .. رغم انها شافتهم وهم
يتهامسون من البداية : سعاد ..
لفت عليها تطالعها بدون ماترد .. وكملت سلمى كلامها بنفس القوة : انا جيت اليوم
لاني ابي اعرف وش اللي صار وشلون دخل رجال بيتي .. وبغرفتي بعد .. ومنو
هذا الرجال .. لا تقولين ماتعرفين .. لأني ماراح اصدقك .. ولا تبرأين نفسك لأنك
ابعد انسانة عن البراءة ..
قاطعتها بعصبية وهي تأشر باصبعها عليها : انتي جاية تتهميني اني اعرف الرجال
اللي جبتيه لبيتك ..
تكلمت سلمى بكل هدوء حاولت تستنجد فيه بهاللحظة : وليش عصبتي ؟ لو مو غلطانة
ما أثر فيك كلامي .. انا ما اتهمتك بس لأني اعرفك مخزن اسرار فوزية وكل شي
هي تسويه تدرين عنه قبل البشر كلهم ..
حاولت تصطنع البرود رغم انها كانت تحترق من داخلها : وهالشي بينك وبين فوزية
روحي تفاهمي معاها هي .. ليش جاية تحاسبيني انا ..
سلمى بضحكة استهزاء .. : تستهبلين علي ولا شلون ؟ انتي عارفة انها ماتقدر تتكلم
والحروف يالله تطلعهم .. لاتقعدين تطالعيني كذا ولا تستغربين كلامي .. كل اخباركم
تجيني .. واللي رموني في عرضي ربي ابتلاهم بعرضهم ..
تكلمت ليلى بقهر : ماشاء الله جاية تتشمتين في بنت اخوي ؟ الله يقويك ياشيخة بس
ترى عندك بنات وربي بيبتليك فيهم ..
سلمى باحتجاج .. : استغفر الله العظيم .. انا ماجيت اتشمت في احد ولا كان رحت
لفوزية وتشمت في كل شي صار لهم .. ادري الدنيا تدور ومحد بيدوم على حاله..
وياليتكم انتو بعد تتعلمون ان الله فوقكم وعالم بالخفايا واللي في القلوب .. ياسعاد
وربي اللي خلق السماوات والارض ماراح اسكت عن حقي .. وبدعي على كل من
تبلى علي وقذفني في كل صلاة وكل سجود قولي الحق ولا تسكتين عنه ولاتصيرين
شيطان اخرس ..
هيفاء بذهول : سعاد ؟ تدرين كل هالسنين انها مظلومة وما تكلمتي ؟ ليش وش
ماسكة عليك فوزية ؟
سعاد بغضب : تخسي الا هي ما تمسك علي شي .. واللي كان في البيت عند سلمى
والله مادري من هو .. صحيح ادري عن العمل اللي فرقت فيه بينهم بس هالرجال
هي قالت لي مثل ما الكل يدري .. انه اخوي راح وشاف عندها واحد بغرفتها ..
كلمة وحدة الجمت الكل من الصدمة تبادلو النظرات .. قد تكون زلة لسان او لحظة
اعتراف بالفعل .. سلمى بعدم تصديق : عمل ؟ يعني سحر ؟
سكتت سعاد وماتكلمت ولا قالت شي .. تركت هي تفسر الكلام على كيفها وتركت
كل التساؤلات تدار والاجابات تتكرر .. كانت سلمى مصدومة من اللي سمعته مهما
كان الحقد اللي بقلب فوزية عليها الا ان السحر كان ابشع من كل تصوراتها .. لفت
عليهم تناظرهم وماقلت تعابير وجيههم عن تعابير وجهها صدمة .. استغفرت ربها
كثير قبل تكمل كلامها : وانتي تصدقين وحدة تتعامل بالسحر وماتخاف الله ؟ طيب
واذا كلكم حقدتو علي بذنب الزنى اللي ما اقترفته .. ليش ماحقدتو عليها بذنب السحر
" انتظرت لفترة طويلة جوابها لكنها التزمت الصمت .. " ماتقدرين تجاوبين صح ؟
لأن كل الاجابات ضدك ؟ لأنكم كلكم ظلمتوني .. لكن انا فوضت امري لله .. كل
شي قلتوه عني واتهمتوني فيه نشهد الله عليه يوم القيامة .. وان شاء الله ربي يظهر
الحق .. وبتخسرون صدقيني بتخسرون ..
هزها كلام سلمى من الأعماق .. هي ظلمتها مع كل من ظلموها .. لكنها ماعرفت
بأمر السحر الا بعد سنوات .. كان الحقد والكره وقتها تغلغل بداخلها وهي تشوف
عذاب اخوها من العار اللي لحق فيه .. تكلمت سلمى وناقشتها وكان جوابها في كل
مرة نفسه .. والى هاليوم مايعرف بسالفة الرجال الا فوزية هي الوحيدة اللي اكيد
دبرت هالمكيدة ونفذتها بحرفنة .. وراح يجي يوم وتظهر كل الحقائق ..
/
\
/
\
طول الوقت مافارقتها ابتسامتها .. سعادتها اللي تعيشها انستها كل حزن ماضي
واي تعاسة وجروح اتعبتها طوت في صحيفة النسيان .. وكل اللي تبقى لها قلوب
تحبها وهي تبادلها هالمحبة .. كل احساس اندفن بداخلها قبل ظهر وصار اجمل
وكل خوف كانت تحسه تلاشى .. ولاقت في احضانه الأمان اللي كانت ترتجيه
وال 5 اشهر اللي عاشتها معاه علمتها قيمة انها تلاقي انسان يحبها لذاتها بدون
اي رتوش او تجميل للنفس .. بصفائها وصدقها .. واهدت له هو الحب اللي يستحقه
رغم اختلافهم في اوقات .. وزعلهم بأوقات اخرى .. الا ان الحياة تستمر ولولا
مشاكلنا ماتعلمنا كيف نحس بالفرح .. تغيرت كثير بهالفترة استمدت قوة من قربها
من خالقها اولا .. ومن ثم وجوده حولها .. وعلاجها المجاني .. اللي منحها احساس
بالرضى والطمأنينة افتقدته لزمن مضى .. كل شي بحياتها مرضي الى ابعد الحدود
والاستقرار النفسي .. والعاطفي اهم مقومات السعادة .. انتبهت لنجود اللي من اول
تكلمها واتسعت ابتسامتها : وشو ؟ ليش تناظريني ؟
نجود وهي تزم شفايفها : يعني من اول اسولف على نفسي .. خلاص والله ما اعيد
سالفتي لو تموتين ..
دانا بضحكة : والله ما انتبهت كان في بالي شي مهم وقاعدة افكر فيه وابي استشير
امي بالأول ..
نجود معترضة : لا مو بكيفك والله لتعلميني ..
كشت دانا على وجهها : مالت بس .. ياحبك للقافة .. سوالف كبار ماتنفع لك يعني
اطلعي منها احسن ..
وقامت تركض وهي مادة لسانها .. وطلعت لجناح امها بقصرهم اللي رجعو له من
شهر .. من طقت عليها الباب ودخلت .. رجعت قفلت الباب وراها .. جات وجلست
جنبها على السرير وتكلمت : يمه ..
ردت عليها وهي تقلب في صور طفولتهم : سمي ..
دانا بخجل : ابي استشيرك بموضوع وابي اعرف رايك فيه ..
رفعت عينها وناظرتها .. : قولي يمه ..
ترددت شوي وهي تحس بالحرارة بوجهها من الخجل : ابي احمل " ونزلت راسها
بعد ماشافت ابتسامة امها " بس انتي تعرفين الحبوب اللي اخذهم .. بتضر الجنين
لو حملت .. واخاف اتركهم وترجع لي كل الاعراض اللي قبل والكابة والوسوسة
اللي كانت تتعبني ..
مسحت على شعرها وهي تطمنها : توكلي على الله وانا امتس .. ومن توكل على
الله فهو حسبه .. وهالحبوب مردتس بتوقفينه ..
مسكت يد امها وحبتها : انا خففت منها من فترة .. بس والله خايفة .. ماودي ارجع
لهذيك الأيام .. الضيق اللي كنت احس فيه والله اني ما اتمناه لعدوي .. بس الحمدلله
على كل حال .. ربي عوضني خير ..
ام عادل بحب : لا تفكرين ولا تشيلين هم .. ولا تتعبين عمرتس وتتعبينن معتس ..
هزت راسها برضى وهي مبتسمة : بتوكل على الله .. واللي الله كاتبه لي بيصير ..
" قامت وحبت راس امها وكملت " بروح عند رسيل الين يأذن العشا واجي ان شاء
الله ..
رفعت يدينها للسماء وهي تشوفها طالعة : الله يوفقتس وانا امتس ..
رددت بداخلها من قلب " امين يارب " ونزلت تحت لبست عباتها وخذت شنطتها
واتصلت على رسيل تستقبلها عند الباب .. ومن وصلت لها .. استقبلتها بالاحضان
كعادتهم رغم انهم يتقابلون كل يوم بالجامعة .. دانا وهي تدخل معاها للبيت راحو
لمجلس الحريم وقعدت هي وياها وبدت سوالفهم اللي ماتنتهي عن الجامعة والتخرج
والحياة بعد التخرج ..
رسيل بقرف : اووووف وربي مليت هالترم وش طوله مايبي يخلص .. ابي الترم
الجاي يجي بسرعة واتخرج .. خلاص وصلت حدي من الدراسة ..
طقتها دانا على كتفها : احمدي ربك انا اللي بعد يبقى لي ترم عاد شوفي شلون راح
اداوم في الجامعة من غيرك .. وانتي تعرفيني مو من النوع اللي اختلط في ناس كثير
الله يعين اتوقع بروح على وقت محاضراتي واطلع .. وش اللي حادني على الطفش
وكل دفعتي متخرجين .. يالله وش اقول بس .. قدر الله وماشاء فعل ..
رسيل باستهبال : تصدقين انك كسرتي خاطري .. وافكر اني أأجل كم مادة واخذها
معك ..
دانا وهي تضحك : لا تكفين ارحميني .. لا انتي تخرجي خلاص وتزوجي " ومن
لمحت ملامح وجه رسيل الخجولة .. تكلمت " ترى الى هالحين مارديتي علي صار
لي حول الشهر مكلمتك .. رسيل لا تستحين مني .. وربي لو رفضتيه مايتغير شي
بعلاقتنا ابد وبتظلين انتي صديقتي وتوأم روحي واغلى وحدة على قلبي .. هذا زواج
مو لعب ومشاعري وربي اعتبريها خارج الحسبة ..
قاطعتها رسيل على طول : وربي يادنو مو هذا اللي في بالي .. وانا اعرفك واعرف
شلون تفكيرك .. بس اخاف ابوي مايوافق .. مع انه انسان مايعرف الظلم ابد .. ولا
يحكم على الناس من الظاهر .. ودايم وربي يمدح في اخوك ..
دانا بأسى : بس سمعة ابوي ممكن تخليه يرفض ..
مسكت رسيل يدها وتكلمت بصراحة : اوقات اخاف من هالشي .. اعذريني ياقلبي
مابي افتح عليك جروح انا ادري انك حاولتي هالوقت كلها تنسينها ..
ضمتها دانا وهي تقاوم دموعها : ان شاء الله بنسى .. ربك كريم .. " وبضحكة من
قلب موجوع " يعني انتي موافقة على عادل ..
بعدت رسيل وتكلمت بخجل : وانا بلاقي احسن من اخو دنو وين ؟
قبصتها في خدها وهي تضحك لها : علينا هالكلام .. ياشيخة اخوي ينحب ياليت
الناس كلها مثل قلبه .. يارب يكتبك من نصيبه يارب .. والله يا ريسو لو تحققت
هالأمنية راح اعيش بقمة سعادتي ومايبقى لي من امنياتي الا امنية وحدة وعسى
ربي مايخيب رجاي فيها ..
رسيل وهي فاهمة اللي بخاطرها : يارب .. تستاهلين كل خير وربي ..
مسحت دموعها اللي نزلت وكملت بضحكة : ياشينك لاصرتي رسمية وين البنات
ونورة .. خليني اجلس معاهم شوي قبل ارجع للبيت ..
/
\
/
\
\
/
\
مرت الدقائق سريعة .. الوقت كان مربك قامو يتجهزون لهالاستقبال اللي الى
هالحين مايدرون شلون بيكون .. كانت تدري ان محاولاتها ممكن تبوء بالفشل
لكن عندها امل تنقشع غيوم الماضي وتتضح كل الصور .. يمكن تلاقي السعادة
الكاملة اللي افتقدتها .. دخلت عليها ديما في المجلس وهي ماسكة يد روان ومن
شافتها جالسة قلقانة ابتسمت : يمه ؟ حسستيني ان وراك اختبار ..
لمست خصلات شعرها وبعدتها عن وجهها : لهالدرجة واضح علي اني خايفة
من هاليوم ؟
قربت منها وجلست جنبها : يمه ليش خايفة ؟
تكلمت ام خالد بعمق : مو خوف بس تخيلي انك تفتحين كل ابواب الماضي وتنبشين
فيه .. اكيد بتظهر لي اشياء ماتسر .. وعماتك مو مقصرات كل وحدة فيهم لسانها
هالطول ..
ديما وكأنها تتذكر الماضي : ايه هم يكرهوني .. بس ماكانو يأذوني .. يعني يقطون
نغزات بأوقات .. والكلام مايقصرون معاي .. بس بعد مو دايم ..
همست لها ام خالد وهي تشوف ميساء تدخل عليهم : بعض الكلام يوجع اكثر من
الطق .. يارب يسر لي امري ..
حملت لهم الدقايق اللي بعدها حضور اكره الوجيه لقلبها .. اشخاص تسببو في اذيتها
ولو كانت مساعدة فقط واكتفو انهم يتفرجون عليها وهي تنهار .. وتطرد من بيتها
بالمقابل علت وجوههم الصدمة من اللي شافوه ديما واللي معاها وتشبه لها .. اكيد
وبدون اي تفكير امها سعاد من دخلت مع باب المجلس فتحت عيونها بصدمة وهي
مو قادرة تستوعب اللي قدامها : سلمى ؟
يمكن ملامحها ماتغيرت كثير الا ان سنوات العمر وهمومها اظهرت بعض التعب
على هالملامح .. راحت ديما تسلم عليهم .. وتخفف من حدة التوتر من هاللقاء اللي
مبين انه حامي من البداية .. كانت تتمنى تشوف عمتها هيفاء قبل بس ربي قدر انهم
يجون بالأول .. التزمت ام خالد الصمت طول الوقت رغم اللي بقلبها .. حتى يوم
شافت هيفاء اللي كانت صغيرة بأيام زواجها .. وشافت فرحة ديما بشوفتها ولقائهم
الحميمي الى ابعد الحدود .. كانت تقاوم طوفان المشاعر اللي بداخلها .. ودها تعبر
و تتكلم .. وبعد الغدا راحت تغسل ونادت ميساء تجيها .. ابتسمت وهي تمسك يدها
وتكلمت بخجل : بخاطري كلام من الأول ودي اتفاهم معاهم .. بس ماحبيت اقول
شي ماترضينه في بيتك ..
ميساء بابتسامة شفافة : عارفة انك ماجيتي هالمشوار كله .. الا تبين تريحين قلبك
خذي راحتك وقولي كل اللي بخاطرك .. عسى الله يطمن قلبك يارب ..
تنفست بعمق واستعدت للمواجهة اللي انتظرتها من سنوات طويلة ومو مهم النتائج
بالأخير .. ربي اخذ لها بحقها من اللي ظلموها .. دخلت المجلس .. وهي تدعي ان
الله يسهل كل امورها .. وابتدت معاهم النقاش بصعوبة .. رغم انها شافتهم وهم
يتهامسون من البداية : سعاد ..
لفت عليها تطالعها بدون ماترد .. وكملت سلمى كلامها بنفس القوة : انا جيت اليوم
لاني ابي اعرف وش اللي صار وشلون دخل رجال بيتي .. وبغرفتي بعد .. ومنو
هذا الرجال .. لا تقولين ماتعرفين .. لأني ماراح اصدقك .. ولا تبرأين نفسك لأنك
ابعد انسانة عن البراءة ..
قاطعتها بعصبية وهي تأشر باصبعها عليها : انتي جاية تتهميني اني اعرف الرجال
اللي جبتيه لبيتك ..
تكلمت سلمى بكل هدوء حاولت تستنجد فيه بهاللحظة : وليش عصبتي ؟ لو مو غلطانة
ما أثر فيك كلامي .. انا ما اتهمتك بس لأني اعرفك مخزن اسرار فوزية وكل شي
هي تسويه تدرين عنه قبل البشر كلهم ..
حاولت تصطنع البرود رغم انها كانت تحترق من داخلها : وهالشي بينك وبين فوزية
روحي تفاهمي معاها هي .. ليش جاية تحاسبيني انا ..
سلمى بضحكة استهزاء .. : تستهبلين علي ولا شلون ؟ انتي عارفة انها ماتقدر تتكلم
والحروف يالله تطلعهم .. لاتقعدين تطالعيني كذا ولا تستغربين كلامي .. كل اخباركم
تجيني .. واللي رموني في عرضي ربي ابتلاهم بعرضهم ..
تكلمت ليلى بقهر : ماشاء الله جاية تتشمتين في بنت اخوي ؟ الله يقويك ياشيخة بس
ترى عندك بنات وربي بيبتليك فيهم ..
سلمى باحتجاج .. : استغفر الله العظيم .. انا ماجيت اتشمت في احد ولا كان رحت
لفوزية وتشمت في كل شي صار لهم .. ادري الدنيا تدور ومحد بيدوم على حاله..
وياليتكم انتو بعد تتعلمون ان الله فوقكم وعالم بالخفايا واللي في القلوب .. ياسعاد
وربي اللي خلق السماوات والارض ماراح اسكت عن حقي .. وبدعي على كل من
تبلى علي وقذفني في كل صلاة وكل سجود قولي الحق ولا تسكتين عنه ولاتصيرين
شيطان اخرس ..
هيفاء بذهول : سعاد ؟ تدرين كل هالسنين انها مظلومة وما تكلمتي ؟ ليش وش
ماسكة عليك فوزية ؟
سعاد بغضب : تخسي الا هي ما تمسك علي شي .. واللي كان في البيت عند سلمى
والله مادري من هو .. صحيح ادري عن العمل اللي فرقت فيه بينهم بس هالرجال
هي قالت لي مثل ما الكل يدري .. انه اخوي راح وشاف عندها واحد بغرفتها ..
كلمة وحدة الجمت الكل من الصدمة تبادلو النظرات .. قد تكون زلة لسان او لحظة
اعتراف بالفعل .. سلمى بعدم تصديق : عمل ؟ يعني سحر ؟
سكتت سعاد وماتكلمت ولا قالت شي .. تركت هي تفسر الكلام على كيفها وتركت
كل التساؤلات تدار والاجابات تتكرر .. كانت سلمى مصدومة من اللي سمعته مهما
كان الحقد اللي بقلب فوزية عليها الا ان السحر كان ابشع من كل تصوراتها .. لفت
عليهم تناظرهم وماقلت تعابير وجيههم عن تعابير وجهها صدمة .. استغفرت ربها
كثير قبل تكمل كلامها : وانتي تصدقين وحدة تتعامل بالسحر وماتخاف الله ؟ طيب
واذا كلكم حقدتو علي بذنب الزنى اللي ما اقترفته .. ليش ماحقدتو عليها بذنب السحر
" انتظرت لفترة طويلة جوابها لكنها التزمت الصمت .. " ماتقدرين تجاوبين صح ؟
لأن كل الاجابات ضدك ؟ لأنكم كلكم ظلمتوني .. لكن انا فوضت امري لله .. كل
شي قلتوه عني واتهمتوني فيه نشهد الله عليه يوم القيامة .. وان شاء الله ربي يظهر
الحق .. وبتخسرون صدقيني بتخسرون ..
هزها كلام سلمى من الأعماق .. هي ظلمتها مع كل من ظلموها .. لكنها ماعرفت
بأمر السحر الا بعد سنوات .. كان الحقد والكره وقتها تغلغل بداخلها وهي تشوف
عذاب اخوها من العار اللي لحق فيه .. تكلمت سلمى وناقشتها وكان جوابها في كل
مرة نفسه .. والى هاليوم مايعرف بسالفة الرجال الا فوزية هي الوحيدة اللي اكيد
دبرت هالمكيدة ونفذتها بحرفنة .. وراح يجي يوم وتظهر كل الحقائق ..
/
\
/
\
طول الوقت مافارقتها ابتسامتها .. سعادتها اللي تعيشها انستها كل حزن ماضي
واي تعاسة وجروح اتعبتها طوت في صحيفة النسيان .. وكل اللي تبقى لها قلوب
تحبها وهي تبادلها هالمحبة .. كل احساس اندفن بداخلها قبل ظهر وصار اجمل
وكل خوف كانت تحسه تلاشى .. ولاقت في احضانه الأمان اللي كانت ترتجيه
وال 5 اشهر اللي عاشتها معاه علمتها قيمة انها تلاقي انسان يحبها لذاتها بدون
اي رتوش او تجميل للنفس .. بصفائها وصدقها .. واهدت له هو الحب اللي يستحقه
رغم اختلافهم في اوقات .. وزعلهم بأوقات اخرى .. الا ان الحياة تستمر ولولا
مشاكلنا ماتعلمنا كيف نحس بالفرح .. تغيرت كثير بهالفترة استمدت قوة من قربها
من خالقها اولا .. ومن ثم وجوده حولها .. وعلاجها المجاني .. اللي منحها احساس
بالرضى والطمأنينة افتقدته لزمن مضى .. كل شي بحياتها مرضي الى ابعد الحدود
والاستقرار النفسي .. والعاطفي اهم مقومات السعادة .. انتبهت لنجود اللي من اول
تكلمها واتسعت ابتسامتها : وشو ؟ ليش تناظريني ؟
نجود وهي تزم شفايفها : يعني من اول اسولف على نفسي .. خلاص والله ما اعيد
سالفتي لو تموتين ..
دانا بضحكة : والله ما انتبهت كان في بالي شي مهم وقاعدة افكر فيه وابي استشير
امي بالأول ..
نجود معترضة : لا مو بكيفك والله لتعلميني ..
كشت دانا على وجهها : مالت بس .. ياحبك للقافة .. سوالف كبار ماتنفع لك يعني
اطلعي منها احسن ..
وقامت تركض وهي مادة لسانها .. وطلعت لجناح امها بقصرهم اللي رجعو له من
شهر .. من طقت عليها الباب ودخلت .. رجعت قفلت الباب وراها .. جات وجلست
جنبها على السرير وتكلمت : يمه ..
ردت عليها وهي تقلب في صور طفولتهم : سمي ..
دانا بخجل : ابي استشيرك بموضوع وابي اعرف رايك فيه ..
رفعت عينها وناظرتها .. : قولي يمه ..
ترددت شوي وهي تحس بالحرارة بوجهها من الخجل : ابي احمل " ونزلت راسها
بعد ماشافت ابتسامة امها " بس انتي تعرفين الحبوب اللي اخذهم .. بتضر الجنين
لو حملت .. واخاف اتركهم وترجع لي كل الاعراض اللي قبل والكابة والوسوسة
اللي كانت تتعبني ..
مسحت على شعرها وهي تطمنها : توكلي على الله وانا امتس .. ومن توكل على
الله فهو حسبه .. وهالحبوب مردتس بتوقفينه ..
مسكت يد امها وحبتها : انا خففت منها من فترة .. بس والله خايفة .. ماودي ارجع
لهذيك الأيام .. الضيق اللي كنت احس فيه والله اني ما اتمناه لعدوي .. بس الحمدلله
على كل حال .. ربي عوضني خير ..
ام عادل بحب : لا تفكرين ولا تشيلين هم .. ولا تتعبين عمرتس وتتعبينن معتس ..
هزت راسها برضى وهي مبتسمة : بتوكل على الله .. واللي الله كاتبه لي بيصير ..
" قامت وحبت راس امها وكملت " بروح عند رسيل الين يأذن العشا واجي ان شاء
الله ..
رفعت يدينها للسماء وهي تشوفها طالعة : الله يوفقتس وانا امتس ..
رددت بداخلها من قلب " امين يارب " ونزلت تحت لبست عباتها وخذت شنطتها
واتصلت على رسيل تستقبلها عند الباب .. ومن وصلت لها .. استقبلتها بالاحضان
كعادتهم رغم انهم يتقابلون كل يوم بالجامعة .. دانا وهي تدخل معاها للبيت راحو
لمجلس الحريم وقعدت هي وياها وبدت سوالفهم اللي ماتنتهي عن الجامعة والتخرج
والحياة بعد التخرج ..
رسيل بقرف : اووووف وربي مليت هالترم وش طوله مايبي يخلص .. ابي الترم
الجاي يجي بسرعة واتخرج .. خلاص وصلت حدي من الدراسة ..
طقتها دانا على كتفها : احمدي ربك انا اللي بعد يبقى لي ترم عاد شوفي شلون راح
اداوم في الجامعة من غيرك .. وانتي تعرفيني مو من النوع اللي اختلط في ناس كثير
الله يعين اتوقع بروح على وقت محاضراتي واطلع .. وش اللي حادني على الطفش
وكل دفعتي متخرجين .. يالله وش اقول بس .. قدر الله وماشاء فعل ..
رسيل باستهبال : تصدقين انك كسرتي خاطري .. وافكر اني أأجل كم مادة واخذها
معك ..
دانا وهي تضحك : لا تكفين ارحميني .. لا انتي تخرجي خلاص وتزوجي " ومن
لمحت ملامح وجه رسيل الخجولة .. تكلمت " ترى الى هالحين مارديتي علي صار
لي حول الشهر مكلمتك .. رسيل لا تستحين مني .. وربي لو رفضتيه مايتغير شي
بعلاقتنا ابد وبتظلين انتي صديقتي وتوأم روحي واغلى وحدة على قلبي .. هذا زواج
مو لعب ومشاعري وربي اعتبريها خارج الحسبة ..
قاطعتها رسيل على طول : وربي يادنو مو هذا اللي في بالي .. وانا اعرفك واعرف
شلون تفكيرك .. بس اخاف ابوي مايوافق .. مع انه انسان مايعرف الظلم ابد .. ولا
يحكم على الناس من الظاهر .. ودايم وربي يمدح في اخوك ..
دانا بأسى : بس سمعة ابوي ممكن تخليه يرفض ..
مسكت رسيل يدها وتكلمت بصراحة : اوقات اخاف من هالشي .. اعذريني ياقلبي
مابي افتح عليك جروح انا ادري انك حاولتي هالوقت كلها تنسينها ..
ضمتها دانا وهي تقاوم دموعها : ان شاء الله بنسى .. ربك كريم .. " وبضحكة من
قلب موجوع " يعني انتي موافقة على عادل ..
بعدت رسيل وتكلمت بخجل : وانا بلاقي احسن من اخو دنو وين ؟
قبصتها في خدها وهي تضحك لها : علينا هالكلام .. ياشيخة اخوي ينحب ياليت
الناس كلها مثل قلبه .. يارب يكتبك من نصيبه يارب .. والله يا ريسو لو تحققت
هالأمنية راح اعيش بقمة سعادتي ومايبقى لي من امنياتي الا امنية وحدة وعسى
ربي مايخيب رجاي فيها ..
رسيل وهي فاهمة اللي بخاطرها : يارب .. تستاهلين كل خير وربي ..
مسحت دموعها اللي نزلت وكملت بضحكة : ياشينك لاصرتي رسمية وين البنات
ونورة .. خليني اجلس معاهم شوي قبل ارجع للبيت ..
/
\
/
\
تعليق