سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \



    وصل بعد صلاة العشا للبيت .. شاف امه وخواته ولمياء قاعدين بالصالة
    مايدري ليش انقهر انه ماشاف نورة معاهم .. يمكن لانه يبيها تختلط باهله
    وتعيش حياتها طبيعية مثل ماكانت مع اهلها .. : السلام عليكم ..
    ردو عليه السلام وقرب من امه حب راسها وسلم بعدها على لمياء وجلس
    جنب امه : شلونك يمه ؟
    ابتسمت له وهي تعيش هالايام اسعد ايام حياتها .. شوفته مستقر وزوجته
    معاهم بنفس البيت .. كانت احلى امنية ترددت في بالها السنوات الاخيرة ..
    وتعبت الى ان حقق لها هالامنية : انا بخير انت شلونك ؟
    سحب الريموت من يد سما وحط على قناة " العربية " قناته المفضلة على
    طول التفتو سما ولمياء لبعضهم وابتسمو ... : الحمدلله بخير ..
    كان وده يسأل عنها بس مايدري ليه مايبي يبين لاحد اهتمامه فيها .. تكلمت
    امه : طلال الله يهداك وانت توك معرس ماتركت اشغالك ؟ المسكينة مخليها
    لا تاخذها ولا توديها هذا وانتو بثاني اسبوع تراها ماعاشت قبل ولا شافت
    دنيا .. وتوها ماتعودت علينا ولا على الناس لا تصير حتى انت بعيد عنها..
    هز راسه بدون مايلتفت لها : ان شاء الله ..
    تكلمت لمياء مقهورة من بروده : طيب روح اقعد معاها ونسها ليش مخليها
    لحالها ؟
    التفت لها ورفع حاجبه يناظرها : ليش مانزلت تقعد معاكم ..
    ردت عليه سما : كنا عندها فوق تونا من شوي نزلنا .. الظاهر انها تنتظرك
    رجع يطالع الاخبار وهو متجاهل تهامسهم وراه .. ماكان يبي يقوم لها على
    طول بعد كلامهم .. وبنفس الوقت يبي يطلع قبل يجي ابوه ويضطر انه يقعد
    معاه .. دقايق واستأذنهم طالع لجناحهم .. اول مادخل شافها جالسة تتابع لها
    برنامج .. على طول من شافته حست باحراج فظيع .. كانت دايم تقوم له اذا
    جا .. بس اليوم ماقدرت تقوم ... اول ماشافها ابتسم " اجل لاعبتها صح لمو
    ياحبي لها هالبنت " قرب منها وباس خدها : مساء الورد ..
    وقف يناظرها .. ينتظر منها اي رد عليه بس حس انها منحرجة من هاللبس
    دخل الغرفة ومسكت خدودها تتحسس حرارتها من قربه منها وقف عند باب
    الغرفة : نورة .. " رفعت نظرها له وابتسم لها " تعالي شوي ..
    قامت وراحت له شافته فاصخ شماغه وواقف يفك ازرار ثوبه : هلا
    مسكها من يدها وقربها منه .. نزلت راسها على طول رفع خصلات شعرها
    اللي نزلت على وجهها : الى هالحين تستحين مني ؟
    ماردت عليه رغم انها صارت تسولف معاه بالفترة الاخيرة بس لبسها اليوم
    مخليها مستحية من وقفتها معاه .. ركز نظره فيها : طيب ناظريني شوي
    بس .. ليش تنحرجين مني ؟
    ناظرته بابتسامة : لانك تحب تحرجني ..
    هز راسه بإيه : تصيرين احلى .. " ناظرها من فوق لتحت " وين مخبية عني
    هالزين كله ؟
    دفته عنها شوي : طلال ..
    ضحك وهو يشوفها : تعالي والله بقول لك شي قبل ..
    " انتظرها تجي تقرب منه بس شافها للحين بمكانها " خلاص ماعاد امدحك ابد
    انا اول مرة بحياتي اسمع انه فيه بنت ماتحب المدح .. ولا تقولين بعدين ليش
    ماتسولف معاي وماتعطيني وجه .. انتي اللي ماتبيني اسولف معك ..
    " مد يده لها وكمل كلامه " يالله ماعلينا تعالي اجلسي جنبي ..
    جلست جنبه على السرير وهي تهمس : انت تبيها من الله ..
    لاول مرة من تزوجو يشوف حنين مكانها .. ماكان اللي بقلبه شوق لها كثر
    مايحس انه مجرد ذكراها تهدده انه مايتمادى مع نورة اكثر عشان لا تقابله
    بنفس المعاملة .. مايبي يضعف قدامها وتستهين فيه وتتخلى عنه .. رغم انه
    للحين مابعد عرف اطباعها واسلوبها بالحياة ولا حتى مبادئها واولياتها بس
    مايبي يفشل بهالتجربة بنفس طريقة فشله في تجربته السابقة .. حست بيده
    تضغط على يدها بقوة سحبتها من يده وانتبه من سرحانه على هالحركة : ان
    شاء الله الاسبوع الجاي بيسوون حفلة كبيرة عندنا هنا بالبيت .. عازمين كل
    معارفنا واقاربنا .. وهالحفلة لك انتي مابي اقول لك ابيك تكونين احلى وحدة
    لان هالأمور انتي ابخص فيها وتعرفين شلون العالم يشوفونك ..
    ابتسمت له بعذوبة رغم توترها تجاهل ابتسامتها وكمل كلامه : المعازيم راح
    يكونون كثير يعني ضعف اللي كانو بالزواج ويمكن بعد اكثر ادري انه بيكون
    صعب عليك بس امي وخواتي موجودات وانا داري انهم مو مخلينك .. اللي
    ابيه منك تكونين قوية وتفرضين وجودك .. وتجاهلي اي همز ولمز ممكن
    يدور حولك ..
    ماتدري ليه كلامه خوفها من هالمجتمع اللي بتشوفه معقولة هالبيت هم صورة
    حسنة عن اللي بالخارج ومساوئهم .. هل هم من نفس نمونة رسيل او اكثر
    شراسة تمنت بهذيك اللحظة اهلها يكونون معاها بس ماتكون وحيدة في مواجهة
    عالم جديد تجهله .. حس بالصراع اللي فيها وتكلم يطمنها : لا تخافين انا بس
    ابي اهيئك قبل ماتتفاجأين فيهم .. ولا تراهم ناس مثل كل الناس ..
    طالعت بعيونه اللي تناظرها : مدري ليش احس انه ورا هالحتسي شي .. بس
    ان شاء الله ربي ييسر امري ..
    سمعو صوت طرقات مستعجلة على الباب قومها وهي يقوم معاها : روحي
    افتحي الباب وانا ببدل واجيك ..
    قعدت مكانها على طول : لا مابي اروح .. روح انت شلون اطلع وهذا شكلي
    طلع بدون مايرد عليها .. اول مافتح الباب طلعت بوجهه سما وهي شايلة صحن
    العشا ومعاها الشغالة اللي شايلة باقي الاغراض بابتسامة واسعة : هذا عشاكم
    شد شعرها بيده : وانتي عمرك جيتي لي ولا طقيتي بابي .. ولا كل هذا لقافة
    تجري بدمك ..
    بعدت عنه وهي تدافع عن نفسها : لا والله امي قالت لي ودي لهم العشى فوق ..
    فتح لهم الباب يبيهم يدخلونه .. كانت عيونها تتلفت تدورها مع انها اول ماشافت
    وجهه العابس حقدت عليه .. حطو العشى على الطاولة ورتبت الشغالة الصحون
    والملاعق وطلعو .. صوت لها من الصالة : خلاص راحو .. تعالي تعشي ..
    شافها وهي تمشي منحرجة وقعد يطالعها كان يدري انها بتنحرج منه اكثر بس
    يبيها تتعود عليه اكثر جلست معاه وبدت هي تسولف : جاية تشوفني ؟ " كملت
    وهي تشوف ابتسامته " كانت عندي هي وابلة لمياء قبل لا تجي ..
    كان عارف هالشي من شاف تغير شكلها : اجل ليش مستحية تفتحين الباب ؟
    وبعدين اسمها لمياء .. ليش الرسمية بزيادة ..
    ماكانت تحب تاكل اذا صار يناظرها .. ومجرد ماتشوفه منشغل بالاكل تبدا
    تاكل براحتها : خفت انها خالتي اللي جاية " وفجأة تذكرت وتكلمت بحماس "
    جابت لي رسايل من خواتي وبنات عمي .. كلهن كاتبات لي وش يصير معهن
    كل يوم ..
    شاف بعيونها فرحة كبيرة وهي تسولف عنهم .. كانت تقول له كل وحدة وش
    كتبت لها وتضحك ومن بين تعليقاتها كانت تسولف عن كل وحدة فيهم وش
    تعني لها .. كان يسمع الكلام بس كان غارق في بحر عيونها .. بداخلها لمعة
    براءة تجذبه بشكل كبير حتى لو تجاهلها ..



    /
    \
    /
    \



    كانت معصبة ومتنرفزة من الكلام اللي تسمعه .. مو من طبعها انها تعصب
    او تتكلم بصوت عالي دايم وهي الانسانة الهادية اللي تتحمل كل شي وتسكت
    بس هالمرة ماراح تتحمل الظلم وترضى فيه .. : الحين انت من جدك تقول
    لي هالكلام ؟ يعني شلون بيمنعني اتزوج اللي ابي .. على الاقل اخذ ولد خالي
    ولا اتزوج واحد من ربعه واتعذب عمري كله ..
    حاول انه يهديها ويفهمها كل شي بهدوء : يادانا افهميني هو ماقال شي ..بس
    يوم تهاوش هو وخالي قال له انه مايبيك تاخذين يزيد .. وبناته ماراح يزوجهم
    الا اللي يرضاهم يعني ماراح يجبرك على احد صدقيني ..
    قاطعته بنرفزه : كلها نفس المعنى يعني يبي يزوجني من اللي يعرفهم ويزيد
    مستحيل اتزوجه ..
    يوم انتبه لسكوتها تكلم : انتي تبين يزيد ؟
    ترددت بالاول بعدها قالت بهدوء : مو مهم من يكون يزيد او غيره .. بس
    تكفى مابي اي احد يجيني من طرفه .. مابي اي احد هو يعرفه ..
    قاطعها بسرعة : يعني موافقة على يزيد ؟
    تكلمت قبل تتراجع باخر لحظة : ايه
    عادل : اجل نملك على يزيد بكرة .. واي وقت تبين الزواج حتى لو بعد سنة
    براحتك بس اهم شي تكونين متملكة ومايقدر يجبرك على شي ..
    ترددت كثير قبل ترد عليه انتظرها لدقيقة وبعدها تكلم : والله ماراح تلقين احسن
    منه وانا اعرفه .. راح يفهمك وينسيك حياتك اللي قبل عشتيها ..
    غمضت عيونها بقوة وهي تستجمع قوتها : زين .. بس العرس مابيه الين اكون
    مقتنعة اني ارتحت لوضعنا بالاول ومابي احد يضغط علي ابد .. ومابي اشوفه
    الحين .. ولا حتى ابي اكلمه .. بس ملكة .. " وتذكرت باخر لحظة " ايه تعال
    شلون نملك بدون فحص .. مايصير ..
    ضحك على غبائه : اوف مادري شلون راحت من بالي .. اجل تروحون بكرة
    تسوون التحاليل .. وان شاء الله كلها يومين وتطلع .. دنو تكفين ابي الموضوع
    يخلص وارتاح وربي اني شايل هم يطلع لنا ابوي بالسالفة لا عرف ..
    تنفست بعمق .. وزفرت كل الهموم اللي بداخلها : اوكي على خير ان شاء الله
    عسى الله بس يسهل امورنا كلها ..
    كان هالقرار بالنسبة لها صعب لكن تجاوزته بكل سهولة مجرد مانطقه لسانها
    رغم انها تسمع صوت نبضات قلبها اللي تحس انه بيطلع من مكانه .. الا انها
    بدت تخف تدريجيا بعد ما اعلنت موافقتها .. ماقالت شي لامها تمددت بفراشها
    وتركت هالمهمة لعادل يوصل لها كل اللي صار ..
    ماعرفت تنام مثل الاوادم وهي كل ساعة صاحية تتقلب .. كان النوم مرهق
    لها اكثر من انه يكون راحة .. وكل مافتحت عينها رجعت لها ذكريات ابوها
    وبيتهم واصدقائه .. وهالشي يخليها تتمسك في يزيد اكثر .. يمكن ارتباط اسمها
    باسمه يمنحها الامان اللي تفتقده قامت الصباح على صوت امها تستعجلها تقوم
    عشان يروحون للفحص .. غسلت وبدلت ولبست عباتها وطلعت .. مسكت في
    عباية امها تبي تستمد منها القوة .. كانت خايفة كثير من هالموقف وزاد رهبته
    انها رايحة معاه .. وبتركب معاه بنفس السيارة .. كتمت انفاسها غصب عنها
    ماتدري ليه حست انه حتى انفاسها ممكن يسمعها كانت طول الوقت ضاغطة
    على شنطتها بقوة .. ومفاصلها صارت بيضاء من قوة الضغط ..
    اما هو ماكان اقل منها توتر كان يحس بتوترها اللي نقلته له .. كل ما التفت
    لخالته شاف حركة يدها واهتزاز رجولها وعرف مقدار هالتوتر اللي تعيشه
    بهاللحظة .. خصوصا انه طبيب نفسي .. وكل هالانفعالات يعرف تفسيرها ..
    كان عارف انه توترها مو بس خجل منه جزء منه كان خوف ولو انه يجهل
    اسباب هالخوف .. ورغم انه يقابل الكثير من المرضى الا انه يكون هادي
    الاعصاب ويتجاوب مع كل انفعالاتهم بكل تمرس .. الا هي كانت انفعالاتها
    مربكة له .. يمكن لانه هو سبب هالارتباك انتقل له هالشعور..
    وصلو للمركز ونزلت مع امها رايحة لقسم النساء دقايق جلستها قبل ما
    ينادون على اسمها ابتسمت للممرضة وهي تمد يدها بخوف ..
    مسكت يدها وابتسمت لها : ريلاكس .. خليك هادية وماراح تحسين فيها ..
    غمضت عيونها وهم يسحبون عينة الدم منها .. بعد ما انتهت نادتها تمليهم
    بياناتها .. اشرت لها على مكان التوقيع .. وبعدها مدت لها الحبر عشان
    تبصم على الورقة .. : مبروك.. ان شاء الله ربي يجمع بينكم على خير ..
    ابتسمت بتوتر : الله يبارك فيك .. خلاص نروح ؟
    تكلمت الممرضة : ايه تقدرون تروحون .. والتحاليل يستلمها العريس ..
    تغطت وحطت عباتها على راسها .. شالت شنطتها وطلعت مع امها ليزيد
    اللي كان ينتظرهم في السيارة ..



    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \



      بعد 3 ايام قامت بعد صلاة الظهر بعد ماعجزت تنام بشكل متواصل اشغلت
      نفسها بأي شي الا التفكير باللي يصير اليوم .. التحاليل وطلعت نتيجتها متطابقة
      واليوم تحدد موعد الملكة .. وهذا الشي كان مرهق جدا لتفكيرها .. قررت تروح
      تطبخ الغدى مع امها .. واول ماشافتها دخلت اشرت لها تطلع : مابيتس تسوين
      شي روحي وراتس اختبار خلصي مذاكرتس همن تعالي ..
      تكلمت برجاء : خليني شوي بساعدك وبعدها بروح اذاكر ..
      حركت يدينها معترضة : دراستس اهم .. روحي الله يرضى عليتس ..
      قربت من امها ومسكت يدها حبتها : تكفين مو قادرة اذاكر الحين .. ولا في شي
      يشغلني .. خليني اساعدك ونسولف نضيع وقت ..
      استسلمت لها بعد ما حست رغبتها الشديدة للهروب من الواقع اللي راح يصير
      اليوم ..
      حاولت انها تسولف مع امها على كل شي بحياتها القادمة وملكتها اللي بتصير
      اليوم رغم انها ماتحس بفرحة ابد وكأنها مو معنية بهالشي .. كان كل تفكيرها
      محصور بملكتها وابوها تبي تملك وترتاح من تفكيرها اللي أرقها من وصل
      لها تهديده لخالها .. وبالفعل قدرت انها تشتت تفكيرها بالبيت والغدى وامها
      عن التفكير اللي اتعبها ..
      تغدو وراحت تريح شوي لوقت صلاة العصر ومن سمعت الأذان قامت توضت
      وصلت .. وانسدحت مكانها على السجادة .. ماحست الا وهي تسمع صوت امها
      ترحب بخوالها " دانا الحين مافي اي مجال للتراجع كل شي بيصير وبكون ليزيد
      من اليوم " ابتسمت لنفسها ترضيها بهالقرار .. بعد حول الربع ساعة جاتها امها
      تبيها تطلع تسلم على خوالها .. قامت معاها وراحت للصالة شافت خالها ابو يزيد
      وخالها اللي اصغر منه واقفين مبتسمين لها سلمت عليهم ووقفت جنب امها تكلم
      خالها ابو يزيد : شلونتس دانا ؟
      ناظرته وشافته مبتسم لها .. بادلته الابتسامة : الحمدلله ..
      قرب منها وحط يدينه حول كتفها : يابنتي مابيتس تشيلين هم وانا موجود ..
      قلته لامتس قبل هذا هي عندتس اسأليه .. كل شي تبونه لا يردكم الا لسانكم
      وولدي بيكون لتس الرجل الصالح اللي يخاف عليتس ويرعاتس ..
      تسارعت نبضات قلبها وتأكدت في هاللحظة ان كل شي قاعد يصير فعلا
      هزت راسها له وسمعت كلامه وكلام امها وخالها الثاني .. تمنت بهاللحظة لو
      انها تعيش مثل اي بنت وابوها اللي يجيها يكلمها عن الشخص المتقدم لها ..
      بلعت غصتها وهي تحمد ربها على كل حال .. شافتهم رجعو للمجلس اول
      ماوصل يزيد ومعاه الشيخ اللي راح يملك لهم .. وجلست هي وامها وخواتها
      بالصالة ..
      بدا السلام والقهوة والضيافة وكلن فرحان بهالمناسبة .. تكلم الشيخ لهم بالاول
      عن الزواج والامور المتعلقة فيه .. وقبل يبدأ بكتابة العقد سأل خالها : وين
      والد العروس ؟
      ابتسم له ابو يزيد : انا خال العروس ..
      هز راسه مستفهم : يعني الوالد متوفي ؟
      ابو يزيد : لا والله مو متوفي .. بس اختي منفلصة عنه من مده بدون طلاق ..
      رجع القلم بجيبه : ما اقدر اكتب العقد الا بوجود ولي امرها .. ابوها واذا كان
      متوفي احد الجدين .. لكن بهالحالة لازم وجود الأب ..
      حاول انه يفهمه الموضوع بهدوء : بس ابوه راعي خراب .. ومانشوفه الا
      سكران يا الله الصلاح ..
      بعد تفكير طويل تكلم : اذا هالأمور فعلا هو يتعاطاها ماعليكم الا تروحون
      المحكمة وتقدمون لهم الأدلة لاسقاط الولاية .. وبعدها يكون عمها او خالها هو
      ولي امرها .. غير هالشي المحكمة ماراح تقبل عقد الزواج ابد ..
      كان الكلام محبط لهم كلهم .. السؤال كيف يثبتون هالامور عليه وهو مايشرب
      الا بالليل وفي البيت .. وبالنهار يروح لشغله ويمارس حياته الطبيعية الا اذا
      غاب عنهم بالأيام وقتها مايدرون وش اللي يسويه من وراهم ..
      كمل كلامه يبي يفهمهم الموضوع كله : لازم يكون عندكم اثباتات قوية لان
      اسقاط الولاية مو امر سهل ابد .. وممكن ياخذ منكم وقت طويل قبل ان يتم
      تحويل ولاية البنت لاحد محارمها ..
      كان الشعور بالداخل محبط .. وشعورها هي وامها اكثر احباط هالشي الوحيد
      اللي مافكرو فيه ابد ولا حتى توقعو انه ممكن يصير فتحت عيونها مصدومة
      وناظرت امها برجاء : يعني شلون ماراح اتزوج الا اللي يرضى عليه ويبيه ؟
      قربت منها تهديها : الله بيسهل امورنا وخالتس مهوب مقصر معنا ..
      راحت للغرفة تصيح كانت مصدومة ماكان يهمها اذا راح تتزوج يزيد او اي
      شخص ثاني .. بس ابوها واللي يعرفهم لا .. ماتبي اي احد من طرفه لو تقعد
      طول عمرها عانس بس مايجي هاليوم اللي تصارع فيه نفس مصير امها ..
      تمددت بفراشها وتغطت وهي تنتحب بشدة .. جو خواتها حولها وكل وحدة
      فيهم تبكي مصيرها المشابه لمصير اختها حتى امهم اللي كانت تحس بفرحة
      الكون كلها بقلبها انقلب فرحها لحزن وهم ..



      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \


        نزلت مع رسيل وسما للسوق يبون يتقضون اغراض للحفلة .. دخلو اكثر
        من محل فساتين مميزة لنورة وكل ماشافت فستان وعجبهم اعترضت على
        انه عاري ومستحيل تلبسه .. شافت رسيل فستان عجبها كثير لونه بنفسجي
        باكمام من الدانتيل .. فخامته ولونه تناسبها كعروس .. واللون راح يطلع
        حلو على لون بشرتها خصوصا بعد ماغيرت جلسة البيت ونوعية الأكل لون
        بشرتها وصارت افتح من قبل .. راحت لها ومسكت يدها : تعالي شوفي
        هالفستان ولا تقولين فيه شي .. وربي جنان وياخذ العقل وبعد باكمام يعني
        ساتر ..
        ناظرته بتمعن .. : بس شوفي فتحة الصدر شلون نازلة ..
        طنشت احتجاجاتها : الحين جاوبيني عاجبك ؟ حلو لونه ؟
        قعدت تفكر وهي تناظره .. تأففت رسيل منها ومن صعوبة اختيارها هي
        تبي لها فستان مميز وعلى الموضة .. كل صديقاتها جايين وتبي تكون زوجة
        اخوها كاشخة على الاخر وماتبي احد يتكلم عليها .. : يالله عاد وربي ماراح
        تحصلين احلى وافخم منه .. يجنننننن ..
        اقتنعت اخيرا بكلامها : زين .. بس ياويلتس لو طلع عاري والله ما البسه ..
        سحبتها من يدها وهي تتمتم بينها وبين نفسها " والله لو دفعت طلال هالقيمة
        كلها ليخليك تلبسينه غصب .. "
        تفاهمو مع البايع على المقاس والسعر .. وبعد ماخذو الفستان طلعو يكملون
        اكسسواراتها اللي راح تختارها مع الفستان ..
        رسيل جاتهم مستعجلة وهي شايلة الاكياس اللي فيها اغراضها اللي اشترتهم
        لها : يالله خلصتو ؟ نبي نروح المشغل الحين اخاف لا تأخر الوقت امي
        ترجعنا ..
        طلعت سما صندل ( تكرمون ) من الكيس : شرايك ؟
        مشت وطنشتها : انتي فاضية يالله بدق على السواق والله ماعندنا وقت ..
        ركبو السيارة وتوجهو للمشغل اللي راح يسوون لنورة فيه تنظيفات شاملة وقص
        شعر .. وكل هالامور اللي تحتاجها .. كانت معترضة على قص شعرها
        وطفشت الكوافيرة اللي كل ماجات تقص لها خصلة شوي وتصيح عليها
        وتحذرها انها ماتقصرها واجد .. ورسيل من وراها تكلمهم يطنشون توسلاتها
        ويقصون لها شعرها بدت تجفف لها شعرها وتسشوره .. وبعد ماخلصت لها
        كل شي خللت اصابعها فيه وبدت تحركه تبي تعطي له شوي كثافة .. ابتسمت
        لها وقالت لها تقوم تشوف شعرها اول ماشافت نفسها راودها شعورين .. الاول
        انها تفاجأت بشكلها اللي حست انه تغير كثير مع قصة الشعر بتدرجاته المتقاربة
        واللي اعطت له كثافة وحجم اكثر من قبل .. وزادت على ملامح وجهها انوثة
        واحساس اخر بالحسرة على الشعر المتناثر على الارض ..
        جاتها سما تركض من بعيد : واو .. وش هاللوك الخطير .. نورة شكلك
        روعة والتفتت على رسيل اللي قاعدة يسوون لها مونيكير : ريسووو لايفوتك
        اول مارفعت عينها وشافتها ابتسمت لشكلها اللي تغير مع هالقصة .. واكيد
        بكرة مع الميك اب والفستان بيكون شكلها حلو ومميز وهذا اهم شي هي تبيه
        قدام معارفهم وصديقاتها .. : سموي تعالي ردي على الجوال ..
        راحت لها ركض وردت من دون ماتشوف الرقم : الوووووو
        فاجأها صوته المتملل : خلصتو ولا للحين ؟
        بعدت الجوال وشافت الاسم وحركت شفايفها لرسيل " طلال ": ايه انت وينك؟
        طلال : انا برا .. بسرعة لا تتأخرون مابي انلطع بالشارع لحالي ..
        كشرت على طول " اوووف وانت دايم معصب " : زين زين الحين طالعين ..
        " والتفتت على طول لرسيل " يالله بسرعة طلال برا ..
        عصبت عليها رسيل : شايفتني خلصت عشان تقولين له تعال ؟ يعني شلون
        اروح الحين ؟
        خذت عباتها وشنطتها وهي تأشر لنورة تلبس عباتها : مو شغلي هو قال لي
        انا برا تبين تاكلين التهزيء لحالك بكيفك انا بروح مع حرمه المصون يمكن
        يستحي منها وارتاح من صراخه ..
        قامت على طول وهي تبتسم للعاملة اللي بالمشغل : سوري قرقوش برا لو
        تأخرت دقيقة تلقين اسمي بصفحة الوفيات بكرة .. باي ..
        ضحكت عليهم وهي تشوف استعجالهم في خروجهم من المشغل .. طلعو
        ثلاثتهم وكل وحدة فيهم بداخلها مشاعر خوف منه .. نورة خوف انها ماقالت
        له انها بتقص شعرها .. وماقدرت تتوقع وش هي ردة فعله .. ورسيل وسما
        كل خوفها انه يهاوشهم قدام نورة .. ركبت هي بالاول وسلمت بعدها ركبو
        هم ورا التفت لنورة بيكلمها بس هالمرة نطت فيه سما اول : طلول اغراضنا
        اللي بسيارة السواق احد نزلهم ..
        طقها على راسها : مليون مرة اقول لك منتي ببزر تنطين لي كل شوي بعدين
        وش يدريني انا جاي لكم من الشركة .. " ناظر نورة بعدها تكلم " هاه خلصتي
        كل اغراضك ؟
        نورة : ايه ..
        ناظر بالمراية وهو يشوف نظرات خواته لنورة : اخذتي كل اللي خاطرك فيه؟
        تكلمت بهمس : ايه الحمدلله ..
        التفت سما لرسيل وهمست لها بإذنها : صاير حنون الأخ ..
        ضحكت وهي تجاوبها بنفس الهمس : هذي مرته .. وعروس مو مثلنا من ولدنا
        واحنا مقابلينه طول الوقت ..
        قعدو ثنتينهم يعلقون بهمس بين بعضهم وهم يشوفونهم يسولفون مع بعض: ريسو
        هذا طلال اللي مايسولف الا في الويك اند؟
        اطلقت ضحكت عالية وهي تطقها : احسه بيذبحنا لا وصلنا البيت مسكين كتمنا
        على نفسه وسكت .. تكفين خلينا نشغل انفسنا بأي شي ونترك له يعيش هاللحظة
        التاريخية ..
        كان متجاهل همسهم وهو يحس ان هالهمس كله عليه وصلو للبيت ونزلو البنات
        للبيت ركض .. وانتظرت هي طلال ودخلت معاه للصالة سلمت على ابو طلال
        وام طلال وقعدت معاهم شوي .. واول ماقام رايح لجناحهم قامت معاه .. ومن
        شافتهم ام طلال راحت وراهم .. وقبل لا تلحق طلال نادتها : نورة ..
        التفتت وراها وشافتها واقفة بكل هيبتها واناقتها مبتسمة لها : سمي ..
        قربت منها ومسكتها من يدها : تعالي معاي ابيك شوي ..
        حست بارتباك فظيع من هالموقف ومشت معاها ماتدري وش تبي بالضبط منها
        قعدت على الصوفا الاثيرية بصالة جناحها ثواني وجاتها ام طلال وبيدها علبه
        من المخمل .. جلست جنبها وفتحت العلبة اول ماشافت نورة اللي بداخلها فتحت
        عيونها متفاجأة وقبل تنطق وتقول اي كلمة تكملت ام طلال : هذا الطقم هدية
        زواجكم .. اعتبريه بدل الشبكة اللي ماجبناها لك .. ابي اشوفه عليك بكرة ان
        شاء الله ..
        ابتسمت برقة وهي تقاوم دموعها بهاللحظة .. ماكانت تدري طقم الالماس اللي
        بين يدينها وش قيمته .. او كم المبلغ اللي دفع فيه لكن بالنسبة لها كان له قيمة
        كبيرة عندها .. يكفي انها جاتها هدية من ام زوجها اللي تعتبرها مثل امها حتى
        لو اختلفت الطبقات .. خذت العلبة وقامت حبت راسها : مشكورة ياخالتي ..
        كانت يدينها اللي ماسكة العلبة ترتجف .. لاحظت رجفة يدينها وابتسمت لها ..
        تهديها : الف مبروك عليك هالهدية ..
        تمتمت بكلمات غير مفهومة وهي تستأذنها تطلع قعدت مكانها تعقد المقارنات ..
        مابينها وبين زوجة ولدها الاولى .. اول شي لاحظته هو الفرق الشاسع
        في التعامل بين نورة وحنين .. نورة رغم كبر سنها الا انها اكثر خجل من حنين
        اللي كانت اكثر تمرد وصخب ..
        رجعت لجناحهم وهي تحمل بيدها علبة الهدية .. دخلت عليه وشافته متمدد على
        السرير ابتسمت له وهي تأشر بالعلبة اللي بيدها : هدية خالتي ..
        فز جالس واشر لها تجيب له العلبة يشوفها .. فتحها وهو مستانس انه يشوف هدية
        امه لها .. اما هي تذكرت بهاللحظة شعرها على طول شالت الطرحة وجلست جنبه
        بكل هدوء : حلوة الهدية ..
        رفع راسه يبي يجاوبها وانتبه لشعرها وابتسم : نعيما ..
        راحة كبيرة سرت بجسدها بعد ماشافت ردة فعله .. ماتبي تسوي شي بدون رضاه
        خصوصا انه اكثر من مرة بين له اعجابه بشعرها : حلو ؟
        طبع قبلة بين عيونها وهو مبتسم : كلك على بعضك حلوة ..
        توردت خدودها من كلامه وضمها وهو يضحك : قلت لك ماراح امدحك ابد ..
        كل ماقلت شي نزلتي راسك وسكتي .. على الاقل جامليني .. قولي عيونك الحلوة ..
        استغربت تعامله معاها اوقات يكون بقمة رومانسيته ويضحك ويسولف معاها ..
        واوقات ثانية يعاملها بكل جفاف وبرود .. بالأخير هي راضية بحياتها للحين وما
        تحس انه اي شي ينغص عليها هالحياة ..



        /
        \
        /
        \



        من اسبوع وخلال فترة اقامتها بالمستشفى وهو يراجع في حالتها وظروف
        معيشتها وطريقة هالحياة اللي تعيشها تردد عليها اكثر من مرة لكنها رفضت
        تتكلم مع اي احد حتى اللي جو يحققون معاها ومحد عارف للحين هل صمتها
        بسبب صدمتها النفسية او الضرب المباشر على الراس .. رغم انها ماتكلمت
        الا مع وحدة من الممرضات .. بس طلبتها يكون هالشي سر بينها وبين الممرضة
        والى هاليوم محد عرف هالشي عنها .. قعد في مكتبه وهو يقلب في اوراقها
        الرسمية لأول مرة وشهادة ميلادها .. اسم الأب واسم الأم .. من اول يقراها وما
        تغير شي ابد الا انه ينقل كل بياناتها ويدونها في الملف .. بلحظة صرخة بداخله
        نبهته الى هالاسم " مستحييييييييييييييل .. تكون هي .. "
        قعد يدقق في الاسماء يبي يتأكد من اللي يقراه وهو يهز راسه بعدم استيعاب
        من اللي يشوفه قدامه " نفس اسم الام .. واسمها واسم ابوها .. بس شلووووون
        البنت ماتت من زمان "
        اخذ جواله واتصل على امه على طول .. اول ما جا له صوتها الرخيم ترد
        السلام .. باغتها بالسؤال : يمه جيرانا قبل ننقل لهالبيت .. خالتي سلمى وش
        اسمها الكامل ؟
        استغربت سؤاله واستفسرت منه : ليش تسأل ؟
        كان متوتر وهو يقلب بالاوراق اللي قدامه : بعدين اقول لك يمه تكفين علميني
        الحين .. ابي اعرف وش اسمها .. واسم زوجها اللي قبل هذا ..
        ماعاد صار يسمع شي اول ماقالت اسم الام بالكامل اما اسم الزوج ماذكرت
        الا اسمه الاول .. ومن بين الاف الاصوات اللي براسه تكلم : وبنتها متى توفت ؟
        بعد تفكير قالت : والله ياولدي ما اذكر .. اذا تبيني اسأل ام خالد الحين ادق عليها
        واسألها ..
        قاطعها : لا لا لا خلاص يمه انا بعرف كل شي من نفسي .. يالله فمان الله
        قبل يسكر سمعها تناديه .. : متعب ليش متصل تسأل الحين ؟
        ماكان يبي يقول لها اللي اكتشفه بهاللحظة يخاف تطلع كلها مجرد تشابه اسماء
        او تخيلات : لا بس كنت ابي اتذكر اسمها ويوم ماعرفته اتصلت اسأل .. يالله
        يمه انا اكلمك بعدين .. مع السلامة ..
        ما كان مصدق ابد اللي يشوفه قدامه .. هالبنت اللي كانت تعتبره اخوها الكبير
        بكل شي تعتمد عليه وكان يدافع عنها بكل مكان .. اصغر منه ب 4 سنوات لكن
        كانت له مثل افنان وجوري خواته .. بكل خطوة تروح معاهم .. اي مكان يروحون
        له كانت ترافقهم .. كانت معاهم حتى بجلستهم وماتبعد عنهم الا بوقت نومها
        وباخر يوم راحت كان بوقتها كبير بثاني متوسط .. بكت وهي تودعه وتقول
        له انه هذا ابوها اللي قالت لها امها عنه .. كانت بعمر ال 8 سنوات ونصف او
        اكثر بشوي .. منظرها هذاك اليوم .. كان اخر مرة يشوفها فيها قبل مايجيهم خبر
        وفاتها بالليل بحادث سيارة ..
        نفض كل الافكار اللي براسه وهو للحين مو قادر يستوعب ان اللي معاه من
        اكثر من اسبوع ونص هي نفسها اللي ودعتهم على عتبات ذاك الباب قبل
        ترحل هالرحيل الأبدي ..
        شال كل اوراقها وحطها بالملف وطلع بسرعة رايح لغرفتها كان نبضه يتسارع
        بشكل جنوني .. شعور صعب انك تشوف انسان بعد رحلة موت ظنيت انه كان
        فيها .. واول ماوصل غرفتها شاف زحمة الأطباء والممرضات اللي يركضون
        للمرات .. كل هالاصوات اللي يسمعها الحين .. مع الاصوات اللي بداخله خلته
        يعيش حالة توقف للإستيعاب لدقائق .. وماقدر يركز بأي كلمة من اللي تنقال
        حوله ..
        رجع من دوامة الافكار المتضاربة بداخله واستوقف وحدة من الممرضات : وش
        فيه .. وش اللي صاير ؟
        وقفت الممرضة السعودية : المريضة اللي كانت هنا مختفية من ساعة .. واحتمال
        كبير انها هربت من المستشفى ..
        ركز في كلامها وهو يهدي نفسه : اي مريضة ؟
        ناظرت في الغرفة تبي تتذكر اسمها : ديما ..





        /
        \
        /
        \



        انتهى البارت

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          الجزء الثامن
          الفصل الأول ‎‎‎‎



          /
          \
          /
          \



          موعدك أبطى وانا اللي متعب شهب الأماني
          حزني الطاغي كسرني كسرة النظره اليتيمة

          كلما طيرت سرب للبعد ....../ غيره لفاني
          وأرجع اطيره وصل .../ للهموم المستديمة

          للأرق فيني بحار ....../ خانها بعد المواني
          والأمل غيمه تنادي ... صوتها المخنوق ديمة

          في هجير الشوق,, صحرا عاندت حلم المباني
          ترجمت إحساس قلب عذبه .../ كثر الهزيمة



          كان واقف مكانه مو مدرك للي صار له اليوم كله.. صعب جدا انك تغيب انسان
          لسنوات وتعتبره في عداد الموتى .. وتجد ان هالانسان كان قريب منك بدون ما
          تعرفه .. تساؤلات غريبة دارت في راسه .. من المسئول عن كل اللي صار ..
          وليه قتلوها وهي مازالت على قيد الحياة .. الى هاللحظة يجهل كل هالامور ولا
          هو قادر يستوعب اللي صار .. تركهم في معمهتهم ورجع يدور رقم فيصل من
          بين الارقام .. بهاللحظة يبي يحط النقاط على الحروف ويفهم تفاصيل حكايتها
          حط ملفها على المكتب وبدا يفتح الادراج يدور رقمه اللي يذكر انه كتبه بس مع
          هالموقف ماقدر انه يحصله وبعد جهد قدر انه يلقاه مع مجموعة ارقام مسجلهم
          كان يحس بتشتت افكاره نسى في غمرة هالمشاعر ان البنت اختفت وهالشي
          كفيل انه يدخل الفزع بقلب عمها .. اتصل عليه وانتظر جوابه : السلام عليكم
          ماعرف الرقم ولا حتى عرف الصوت بالاول : وعليكم السلام هلا ..
          كان يدري انه مايقدر يفهم كل التفاصيل او يفهمه كل شي بالتليفون : انا متعب
          الاخصائي الاجتماعي ..
          قاطعه بارتباك : هلا والله اخوي .. بشر عساها تكلمت ؟
          جلس على كرسيه وهو يحاول مايباغته باللي صار : ان شاء الله خير .. ابيك
          تمرني الحين ضروري .. فيه عدة امور ابي اناقشها معاك ..
          كان اذان الظهر يصدح بهالوقت قام فيصل من مكانه وهو يكلمه : ان شاء الله
          اصلي الظهر واجي لك المستشفى على طول ..
          بعد ماسكر منه قام هو بعد يصلي الظهر وحاول مايشغل باله بأي افكار يجهلها
          لحد مايسمع كل شي من عمها .. وهالمرة يبيه يقول كل شي بحياتها بصراحة
          لان هالامور تهمه يوصل حقيقة وجودها لامها ..
          بعد ماخلص صلاته قام يراجع ملفات عدد من المرضى واحتياجاتهم المرضية
          واثناء انهماكه في هالملفات سمع صوت طرقات خفيفة على الباب : تفضل
          دخل عليه فيصل وبعيونه علامات الترقب : السلام عليكم ..
          قام ومد له يده يصافحه : وعليكم السلام .. " اشر له على الكرسي المقابل له "
          استريح ..
          بالبداية كان النقاش جدا هادي عن احوالها ومعيشتها .. ووضعها اللي تعيشه
          في بيت ابوها .. تفاصيل كان يعرفها متعب عن ديما المريضة قبل مايعرف
          هويتها : انت قلت لي ان علاقتها منقطعة في امها .. ممكن اعرف الأسباب ؟
          يعني هي وش تعرف عن امها بالضبط ؟
          كان فيصل متردد يجاوبه على هالموضوع بالذات .. كان يحبها ويقدرها وما
          صدق ابد التهمة اللي قذفوها بها .. : لا هي ماتعرف عن امها شي من يوم
          رجعت للرياض مع ابوها ..
          حس انه يتهرب من الاجابة ومايبي يقول كل شي بالتفصيل .. : الاسباب ؟؟
          يعني ماقلت لي ليش ابوها حرمها منها ..
          بعد تفكير تكلم : ماكان يبي امها تربيها وهو ما يثق باخلاقها .. " كان برأيه
          هالجواب كافي من انه يقول اي تفاصيل اخرى .."
          ماينكر بأنه انصدم من اللي سمعه .. رغم محاولات فيصل اخفاء الامر الا
          انه فهم انها متهمة في شرفها .. وهذا الشي اللي ماخطر ابد على باله .. كانت
          ومازالت قريبة من امه .. ومن اقرب الصديقات لها مستحيل تكون امه على
          معرفة بانسانة فاسدة اخلاقيا .. ماقدر يشكك ولو القليل في اخلاقياتها : امها
          في الخبر ؟
          تفاجأ من سؤاله : ايه .. شلون عرفت ؟
          قام من مكانه .. وقرب منه وجلس على الكرسي المقابل له : للأسف عرفت
          كل شي بس في الوقت الضايع .. البنت اكيد تتعرض لضغوطات كبيرة خلتها
          تفكر انها تهج وتترك المستشفى وتبعد عن اهلها اللي عاشت معاهم بقسوة
          وظلم ..
          كان يسمع الكلام وهو مركز معاه .. واول مانتبه لاخر الجملة وقف بعصبية
          وتوتر : شلون يعني ديما وينها ؟
          ما امهله اي وقت انه يذكر له تفاصيل هروبها من المستشفى وجهل الكل عن
          المكان اللي راحت له .. واسباب هالهروب تعالت اصوات احتجاجاته في كل
          مكان .. وصار يهدد ويتوعد برفع قضية على المستشفى بسبب اهماله قرب
          منه متعب وقال له بصراخ .. : ويوم انت مهتم فيها ليش ماشفت احد مرافق
          معاها ؟ جاي الحين تلوم المستشفى وانتو كلكم تخليتو عنها ..
          لف له بعصبية : انت عارف وضعها كله وشلون .. يعني محد بيجي يرافق
          معاها من الاساس وهم اللي تسببو لها باللي صار ..
          ضحك بسخرية على كلامه : اجل لا تسوي فيها انك خايف عليها .. هذا اللي
          قدرتو عليه .. اخذتوها من امها بالقوة وبالأخير قلتو لها بنتك ماتت .. عجيب
          والله .. انا مادري وش هالقلوب اللي تعيشون فيها ..
          لف راجع لمكتبه مايبي يسمع احتجاجات اكثر في هروب بنظره يشوف انه كان
          شي متوقع من بنت عاشت كل عمرها تحت وطأة التعذيب الجسدي والنفسي ..
          تارك فيصل غارق في دوامة التفكير عن كلامه اللي قاله واللي الى هالحين ما
          استوعبه .. والتفت على احد المسئولين اللي جاي يتفاهم معاه على هالقضية
          الخطيرة ..



          /
          \
          /
          \

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            /
            \
            /
            \


            اليوم عندها غير قلبت البيت فوق تحت من شدة حماسها .. تبي تتميز بهاليوم
            تبي تلفت الانظار لها والكل ينبهر باناقتها وشكلها .. مجهزة كل شي من بدري
            الفستان والاكسسوارات اللي تحتاجها والحين بتروح للمشغل تتجهز لهالمناسبة
            الكبيرة .. لبست عباتها ونزلت تركض مع الدرج وجوالها بيدها وشنطتها باليد
            الثانية .. وبعد عدة رنات تكلمت بحماس : تجهزي بجي امرك الحين ..
            جاها صوتها المحبط : لا لا تمريني ما اظن اقدر اروح اليوم ..
            قاطعتها بصراخ : لييييييييييييش؟
            بعدت الجوال عن اذنها لثواني ورجعت تصارخ عليها : وجع .. جعله القطع
            هاللسان .. بغت تروح علي طبلة الاذن ..
            رجعت تسألها : زين علميني ليش ؟
            ردت بقهر : ابد هالغبية مادري وين انقلعت وابوي قالب البيت علينا من الظهر ..
            وقفت في الصالة والجوال في اذنها وهي تسكر شنطتها : من هي ؟
            قالت بتأفف : ديموه ومن غيرها انحاشت من المستشفى يعني مستحيل ابوي
            يخلينا نروح الليلة اكيد بيقلبها نكد ..
            كشرت من سمعت السالفة : ياشيخة من عرفتكم وانتو حياتكم كلها نكد يعني
            مو جديد عليكم .. بعدين طنشي مردها بترجع للبيت تعالي معاي تكفين ابي
            اكشخ واكون مميزة .. ابيها لا شافتني تموت من الغيرة مكانها ..
            منال بعد تفكير : طيب تعالي بس مابي اطول .. ابي ارجع بدري واشوف
            اذا امي بتروح الحلفة انا بعد بروح وش يقعدني بالطفش ..
            لفت لثمتها وهي طالعة : يالله اجل جايتك الحين ..
            ماقدرت تشيل من بالها تفكيرها فيها وتخيلها لشكلها ولبسها وحياتها مع طلال
            امور كثيرة كانت شاغلة بالها من فترة وتبي هالفرصة تجي وتشوفها .. كانت
            تبي تكون احلى منها بهالليلة .. كانت واثقة انه متكلم لها عنها واكيد هي بعد
            تبي تشوفها .. مرت منال وراحو بعدها للمشغل اول ماوصلو تفاهمت معاهم
            على كل الامور ودخلت على طول يسشورون لها شعرها .. بعد ماخلصت
            راحت تقعد مع منال اللي تنتظرها : اوووف اخاف اطول عندهم زحمة اليوم
            " والتفتت عليها " منووو .. ماقلتي لي وش سالفة اختك وشلون انحاشت ؟
            زمت شفايفها بقرف : وانا ادري عنها اصلا .. ياشيخة فكة منها ومن نكدها
            وصوتها اللي ينرفز كل شوي وهي تصيح .. اعوذ بالله كئيبة بشكل ..
            ضحكت بأعلى صوتها : اطلعو منها انتو من اللي منكد عليها حياتها غيركم
            انتو .. ولا لو معاملينها مثل الأوادم كان استانست وعاشت مثلكم ..
            سحبت جوالها وهي مكشرة : ياشينك لا قمتي تتفلسفين " وبابتسامة " شوفي
            هالمسج من صلاح ..
            طالعت في الكلام المكتوب وبعدته عنها .. : ووووووع وانتي للحين تصدقين
            هالخرابيط .. قال احبك قال .. والله مايعرفون الا الكذب بس خلي عنك الحين
            ماقلت لك على عزاموه المخيس ..
            بضحكة : وش فيه بعد ؟
            كملت بقرف : يقال له يبي يرد اعتباره .. امي صار لها اسبوعين قايلة لهم اني
            موافقة وهذا للحين ماجا ولا كلمونا بعدها ..
            حطت يدها على فمها تخفي ضحكتها .. : اجل تبينه يجيك على وجهه فرحان
            بموافقتك .. يمكن حتى لو رضى بيخليك معلقة شوي وش وراك انتي فكري
            بالحفلة اليوم وبزوجة طلال الهم ..
            سكتت شوي وبعدها قالت بحزن : وربي ماتتخيلين وش كثر قاهرني .. منو
            من تزوج وانا نفسيتي تعبانة واسلي نفسي بأي شي مابي افكر فيه كل ما جا
            في بالي انه يعطي غيري اللي اعطاني وربي اموت مكاني ولا اقدر اوقف
            دموعي .. صدقيني ماراح تحسين فيني الحين بس لا تزوج صلاح وقتها ..
            طقتها على فخذها بقوة قبل تكمل كلامها : فال الله ولا فالك اعوذ بالله منك
            يالحسودة يعني عشان حياتك مأساوية تبين لي الحزن .. صلاح حبيبي راح
            يخطبني قريب .. بس طلعت لي سالفة ديموه خربت كل تخطيطنا ..
            وقبل تفتح فمها وتتكلم جات لها العاملة تقول لها انه دورها قامت وهي شاقة
            الابتسامة ودخلت على الكوافيرة ومن جلست معاها بدت تتشرط عليها : اول
            شي ابي ميك اب ناعم .. يعني اللي يشوفني يحسبني انا اللي مسويته بس ابيه
            يكون متقن واهم شي يحليني .. يعني ابي تبدعين فيني وتعطيني لوك حلو ..
            ابي اكون مميزة الليلة ..
            هزت راسها لها مبتسمة وبدت تحط لمساتها عليها ..كانت كل هالوقت تفكر
            في شكلها شلون بيصير الليلة عجزت تتخيل لها شكل معين .. بعد ما انتهت
            منها قامت تشوف شكلها .. ارتسمت علامة الرضى على وجهها .. وبدت
            توجه كلمات المديح للي زينتها .. على طول رجعت عند منال وخذت عباتها
            وشنطتها : يالله بسرعة خلينا نروح بلحق البس واتجهز .. وانتي بعد تعالي
            تكفين ما يحلى لي الحش الا اذا صرتي معاي ..
            منال وهي تمشي وراها : ايه بجي امي تقول ابوي طالع من اول واكيد مقوم
            الدنيا الحين عشانها .. كان في طارق اللي مدري وين راح والحين هذي بعد
            الله يستر لا يجيني الدور واختفي انا بعد ..
            سحبتها من عباتها : امشي بس كملي سوالفك بالسيارة .. طلعو ثنتينهم لسيارة
            السواق بالخارج .. وصلت منال بيتهم بالبداية ورجعت هي بعدها للبيت تبي
            تتجهز للحفلة ..



            /
            \
            /
            \

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              /
              \
              /
              \



              الدور الارضي كان كله متغير بتجهيزات هالحفلة تنسيق الديكورات والورود
              والاضاءات وتوزيعات الحلويات وصحون الحلى اللي على الطاولات .. كل
              شي كان منسق ومرتب باشراف ام طلال ورسيل اللي مجهزين لأدق واهم
              التفاصيل من بدري .. والبنات مجتمعين بجناح رسيل حتى ميساء اللي لازم
              تحضر هالحفلة اللي مسوينها لعروس اخوها حتى لو الظروف كانت صعبة
              اما نورة كانت بجناحها عندها الكوافيرات اللي بيهتمون باطلالتها هالليلة ..
              ومثل ليلة زواجها كانت مستسلمة لهم على الاخر وماتشرطت في اي شي ..
              تاركة لهم هالمهمة انهم يقومون فيها على اكمل وجه وكل شوي تجيها وحدة
              من البنات وتشوف وش اللي صاير معاها اما طلال وابو طلال تاركين لهم
              البيت باكمله من الصباح ومخلينهم ياخذون راحتهم ..
              بغرفة رسيل كانت الكوافيرة تسشور شعر سما .. وليماء لابسة وخالصة بس
              تلبس اكسسواراتها وميساء كانت جاهزة من اول وكل شوي تتصل على فيصل
              تسأله عن الاخبار .. دق جوال سما ورفعته تشوف من المتصل ومن شافت
              الرقم كشرت : لمووووو تعالي ردي ..
              سحبته منها وهي تهاوشها : قصري صوتك وجع .. " واول ماشافت الاسم
              ماتت ضحك " هلا والله بقرقوش ..
              ابتسم على طول : حتى انتي معلمينك بعد ..
              تجاهلت نظرات الرجاء من سما : والله هذا الاسم اللي مخزن بجوال سموي
              عاد تفاهم معاها انت .. " وركضت قبل ماتلحقها " والله انها مجنونة .. ايه
              طلال امر ..
              بنبرة تهكم : بدري .. عطيني نورة ابي اكلمها ..
              وهي رايحة لجناحهم : وش تبي فيها .. الحين مشغولة ومو فاضية لك اصلا
              طنشها سؤالها وكمل : اقول بسرعة هاتيها ولا يكثر ..
              دخلت على نورة وشافتهم يضبطون لها شعرها .. بعد ماخلصت الميك اب
              ابتسمت ومدت لها الجوال : كلمي طلال ..
              اشرت لها بيدها انها ماتبي تكلمه .. بس لمياء قربت الجوال منها .. : يابنت
              الناس كلميه من جدك انتي الحين مستحية منه ..
              طقتها على يدها من القهر وخذت الجوال : هلا ..
              ابتسم اول ماسمع صوتها : شلونك ؟
              كانت مستحية من نظرات لمياء لها حتى لو تجاهلتها وهمست له : بخير انت
              شلونك ؟
              ماعرف وش يبي يقول لها اصلا : الحمدلله .. خلصتي ولا توك ؟
              قامت وناظرت في شكلها بالمراية : شوي .. بقى لي شغلات بسيطة .. امرني ..
              اعجبه اسلوبها معاه .. بكل كلامها كانت جدا تحترمه .. وتبين احترامها حتى
              بألفاظها اللي تنتقيها بدقة : يعني شلون احسب لك 10 دقايق ؟
              استغربت كلامه : شلون؟
              تكلم بكل هدوء : متى بتخلصين ويطلعون كل اللي عندك ؟
              ناظرت بالكوافيرات اللي يلمون اغراضهم طالعين : هالحين بيطلعون .. وانا
              توني بلبس واتجهز ..
              كمل بنفس الهدوء : اجل مثل ماقلت 10 دقايق وبجي لك .. " وبعد تفكير "
              عندي لك مفاجأة حلوة ..
              حست بفرحة كبيرة من كلامه .. ماتدري ليش من كلامه توقعت انه اكيد شي
              راح يحمل لها الفرح .. شافتهم يطلعون من الجناح وتطلع وراهم لمياء : ان
              شاء الله الحين بخلص ..
              كان حاس بحماسها وكأنها عارفة نوع المفاجأة اللي محضرها لها سكر منها
              وهو يعد الوقت يبي يروح لها .. اما هي كانت تحس بتوتر مجرد معرفتها انه
              الحين بيجيها تعرف نظراته تحرجها وهو يتعمد هالشي .. لبست الفستان اللي
              اختاروه .. وبخت على نفسها من عطرها .. فتحت علبة الطقم وحاولت تلبسه
              بس ماعرفت شلون تسكره .. رجعته في العلبة وراحت تجهز له ثوبه وشماغه
              كانو عازمين اقاربهم القريبين جدا من الرجال بعكس الحريم اللي عزمو كل
              اللي يعرفونهم .. بدت بعدها ترتب الغرفة من كل الاغراض المتناثرة سمعت
              صوت الباب انفتح والتفتت وراها شافته واقف مبتسم يناظرها بادلته الابتسامة
              وقربت منه .. حست انها مشتاقة له وهي من الليل ماشافته .. راح الصباح
              وهي نايمة وتوها الحين على المغرب تشوفه .. : هلا والله ..
              وقف يناظرها وهو مبتسم هالمرة كان شكلها غير كانت اجمل من قبل بكثيررغم
              ان مسحة الحزن مازالت تلمع بعيونها ويشوفه بوضوح الا ان الشادو السموكي
              البنفسجي اعطى لعيونها سحر من نوع خاص .. والروج اللحمي اكسب شفايفها
              جاذبية اخاذة .. كانت ملامحها اسرة جذبته بدون مايحس واكتفى بأنه يتأملها
              بدون ماتنطق شفاهه بأي كلمة كانت تحس بارتباك من نظراته والحرارة بدت
              تتصاعد لوجهها قربت منه ورفعت نفسها على اطراف اصابعها شوي وطبعت
              قبلة رقيقة على خده .. تفاجأ من حركتها لانه ماتوقعها منها .. : على هالحلى
              كله بقفل عليك الباب وما اخلي احد يشوفك ..
              ابتسمت له وهي تبعد عنه شوي : وش تبي الناس يقولون ؟
              قبل ماتبعد عنه اكثر سحبها له وقربها منه : يقولون اللي يقولون زوجتي وانا
              حر فيها ..
              توردت خدودها من كلامه واشرت له على علبة الطقم : مابعد لبسته
              فتح العلبة وهو يناظرها : يعني تبيني البسك الشبكة .. قربي بس ..
              لفت وجهها للمراية وهو يلبسها الطقم .. ولبست هي الخاتم والحلق باسها على
              خدها ومسك يدها : تعالي معاي بوريك شي ..
              اشرت له على اغراضه اللي على السرير : ثوبك وشماغك حطيتهم لك ..
              كان ساكت وهو مبتسم يطلعها من الغرفة وهي مازالت ملتفتة على غرفتهم اول
              ماوقفها ناظرت فيه .. بعدها انتبهت لاحد جالس بالصالة واول ماشافت اللي
              جالس ماعاد تذكر شي الا وهي بحضنه كانت تقاوم دموعها لا تنزل بهاللحظة
              ماتبي جهد اليوم كله يروح عليها .. وبنفس الوقت كانت تحس بشوق فظيع له
              هي متعودة بعده .. ومن درس الجامعة وهو بعيد عنهم .. بس هالمرة فيه ريحة
              اهلها وهالشي هو اللي بتموت من شوقها له .. ولو اخفت هالمشاعر بقلبها وما
              صرحت باللي يدور بخاطرها .. خلاهم براحتهم ودخل هو يتسبح ويبدل ملابسه
              وقعدت مع راكان حس فيها تنتفض بين احضانه حضنها بقوة : بس لاتصيحين
              هالحين يخرب شكلتس وتروعين الرجال ..
              ضحكت وهي تبعد عن حضنه قعدت تحرك يدينها قدام عيونها ماتبي تغمضهم
              وتنزل دموعها : ياسعد هاليوم اللي جيتني فيه .. والله اني ولهت عليك وعلى
              اهلي .. وشلون متحمل هالسنين كلها يا راكان ؟
              اشر لها تقوم تجلس جنبه قامت وقعدت جنبه وهو يشوف دموعها تملا عيونها
              ابتسم على جمال شكلها : نصيبني اللي جابني للرياض مثل نصيبتس .. وش
              هالزين كله يالنوري والله اني ماعرفتس ..
              طقته على كتفه وهي تضحك : بالله ياخوي شلون شكلي ؟
              كان منبهر من شكلها تغيرت بأيام من البنت البسيطة بملابسها المعادة عشرات
              المرات وبوجهها الخالي من اي زينة وشعرها الملموم بجديلة طويلة توصل الى
              اخر ظهرها .. الى هالبنت اللي تضج بالانوثة والجمال .. : والله لو انتس شينة
              بشوفتس الزين كله .. شلون وانتي بهالشكل ماشاء الله عليتس يالنوري حصني
              نفستس تكفين لا يجيتس شي ترى العين حق ..
              ابتسمت وهي تنزل راسها بخجل وكمل كلامه : باتسر بروح الديرة اذا الله احيانا
              بقعد هناك اسبوع الاجازة .. تبين شي من الديرة ؟
              تكلمت بلهفة : تروح وترجع بالسلامة يارب .. اصبر الحين بجيك ..
              دخلت غرفة ملابسها وبعد شوي جات له وقعدت .. مسكت يده وحطت فيهم
              الفلوس : خذهن لاهلي .. تسان ودي اروح واشري لهم بس انت ماعلمتني قبل
              تفاجأ من المبلغ اللي بيده وناظرها مستفسر : من وين لتس هالفلوس .. لا يانورة
              لا تصرفين على اهلي من فلوس رجلتس .. ترى ماهوب مسئول عنهم ..
              ضغطت على يده تسكته : هذا نص مهري اللي طلبته لي .. موزيته عندي ولا
              اعتزتو شي بعطيكم .. مابي اقصر على اهلي بشي ..
              قرب منها وحب راسها : اصيلة طول عمرتس يالغالية .. شلونتس ؟ وشلون
              طلال معتس ؟
              كان اسمه كفيل بزرع الخجل بداخلها نزلت راسها وفركت يدينها بتوتر : زين
              الحمدلله .. راكان ابي علوم اهلي كلها .. موضي وش صار على خطبتها وشيخة
              وشلون حياتها وهالنحس بالديرة .. ابي كل شي عنهم يجيني لا جيت طلبتك ..
              ابتسم لها : ابشري ماطلبتي وانا اخوتس .. والله اني متلهف على علوم الديرة
              واهلي اكثر منتس .. " واتسعت ابتسامته وهو يشوف طلال واقف يناظرهم "
              التفتت وراها وشافته جاي لهم .. : يالله ياراكان خلنا نروح نلحق صلاة العشا
              عاد الحين لازم نتسلل في الخروج مثل مادخلنا ..
              قام راكان وقامت هي معاه .. لكن اشر لها تجلس : لا انتي اجلسي امي محذرة
              علي ما تطلعين ولا احد يشوفك ماتبي تطلعك للناس الا بزفة ..
              قامت بهدوء : زين اصبر بسلم على اخوي قبل يطلع ..
              قرب منها سلم عليها وهمس في اذنها : ادعي لي يالنوري تقضي هالسنة ونص
              على خير واتزوج هيونه .. واشوفها عروس مثلتس ..
              ضحكت من قلب على كلامه .. وهمست له : ياليتني اشوفها والله على حياها
              بتموت مكانها ماطلعت منها الكلمة ..
              كان واقف مكانه يناظرها ضحكتها وهالسعادة اللي يشوفها بعيونها بهاللحظة
              اعطتها شكل اجمل واصغر .. ابتسم وهو يناظر حركاتها معاها كلها براءة
              ونقاء ودعها راكان وطلعو من عندها رايحين يصلون العشا وبعدها بيرجعون
              للعشى ..



              /
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                /
                \
                /
                \



                تجمعو كل البنات بالصالة الا هي اللي ينتظرون يكتملون معازيمهم ويزفونها
                لهم .. رسيل كالعادة كانت الاكثر اناقة .. بفستانها الفضي الضيق القصير ..
                ومكياجها الفوشي الصارخ وتسريحة شعرها الويفي المزين باكسسورات شعر
                بنفس لون الفستان .. وسما كانت الاكثر بساطة بفستانها الشيفون النيلي الواسع
                ومكياجها الروز الناعم .. وتسريحة شعرها الستريت .. وام طلال باناقتها اللي
                تتسم بالفخامة بدراعتها باللون البحري المشكوكة بخيوط ذهبية رقيقة وشعرها
                المرفوع بعناية مناسبة لسنها .. وقفت بنص الصالة مرحبة بضيوفها من اكبر
                واغنى العائلات بالمنطقة .. واستغلو البنات الوقت باستقبال صديقاتهم .. حتى
                صديقات دراسة لمياء ماخلى منهم المكان ..
                وجوه متعددة وقلوب مختلفة امتلأت فيها جنبات هالبيت كانت تسمع صوت
                الطق بالاسفل وقلبها اشد ضربات منها .. كانت تحس بشوق كبير لاهلها بس
                ماتبي تصيح اليوم .. تمنت لو انهم جو وكانو معاها بهاللحظة بدل ماتحس انها
                وحيدة حتى اهل هالبيت اللي اعتبرتهم اهلها اليوم بالنسبة لها اغراب لان اللي
                بقلبها الحين محد يفهمه شعور الرهبة والخوف من الدخول على مجتمع تجهله
                كلها احاسيس تمنت من يشاركها فيها .. كانت ترتجف برد بوحدتها رغم انهم
                ماقصرو معاها كل شوي كانت تجيها وحدة وتقعد معاها ..
                اول مادخلت حنين التفتت سما لرسيل واشرت لها من بعيد وحركت شفايفها
                " وووع " كشرت رسيل اول ماشافتها وجات جلست جنب سما : سمووووي
                شايفة هالخبلة وش مسوية بعمرها ؟
                ضحكت سما بصوت عالي : اوف والله رايحة مشغل ومكلفة على عمرها ..
                يالله تشفيها ولا تبتلينا .. يعني الكل بيعرف انها مقهورة وجاية تستعرض
                قدام زوجة طلال ..
                لمياء اللي شافتهم يتهامسون من بعيد قربت منهم وهي مبتسمة وتقول من بين
                اسنانها : دعو الخلق للخالق ياحلوات قومو اشغلو انفسكم بأي شي ولا تحشون
                فيها .. ماراح تكسبون الا السيئات ..
                قامت معاها رسيل : لمو انتي اللي مختارة الاغاني ؟
                التفتت عليها : ايه .. ليش وش فيها ؟
                هزت كتوفها : مادري احسها باردة .. ماتحمس والله ..
                راحت للمسئولة عن الدي جي والاضاءة وقالت لها ترفع الصوت اكثر ورجعت
                تجلس جنب رسيل : الحين زين ؟ .. انا قايلة لها مابي اغاني وموسيقى ابي كل
                اللي تحطهم بالدفوف بس .. اصبري شوي الين يكتملون المعازيم ويبدا الحماس
                ناظرت ساعتها تنتظر صديقاتها : شفتي حنينوه وش مهبلة بعمرها ؟
                قبصتها في يدها : وش قايلة لكم من شوي اتركو الناس يسوون اللي يبون هي
                تبي تقهر طلال ونورة .. بس ماراح تكسب شي .. طلال واعرفه نفسه عزيزة
                والله لو روحه فيها ما رجع لها مادام قالت انها ماتبيه ولا تحبه .. " واشرت لها
                على وحدة واقفة تتلفت عند المدخل " هذي وفاء صديقتك ..
                على طول نطت رسيل تسلم عليها .. اكتملو المعازيم وبدت الضيافة والكل قام
                يرقص .. طلعو البنات لجناح نورة يبونها تنزل ميساء طول الوقت كان بالها
                مشغول بديما وماحست بطعم الفرح ابد تبي تزف نورة معاهم وتستأذنهم راجعة
                لبيتها ماتبي تخلي فيصل بهالظروف لحاله .. وسما ورسيل كل تفكيرهم شلون
                بتكون ردة فعل حنين لا شافت نورة ..
                كانت لابسة فستان من الساتان البنفسجي باكمام وقصات من الدانتيل بنفس اللون
                شعرها كانو مسوينه لها ويفي بف .. ابتسمت لهم وهي خايفة من هالموقف اللي
                انحطت فيه .. مشت معاهم بخطوات هادية عكس نبضات قلبها المتسارعة بشكل
                جنوني .. وقدرت تنجح انها ترسم ابتسامتها وهي نازالة لهم .. كانت تمشي جنبها
                ميساء وباقي البنات وراها الكل كان يصفق مع اغنية الزفة ويطالعها ومن نزلت
                بدت كل التعليقات عليها .. جلست بالمكان المخصص لها وجلسو معاها البنات ..
                اول ماشافت ام طلال ابتسمت لها وكأنها تبيها تزيح هالحمل عنها شافت وجوه
                غريبة عليها .. ناس تبان عليهم النعمة فعلا .. حتى لبسهم تفاوت بين المحتشم
                جدا والعاري جدا .. كانت تناظرهم وابتسامتها مازالت مرسومة على وجهها ..
                لاحظت اشكال مريحة جدا من اول نظرة واشكال ثانية تنفر اي شخص منها ..
                حنين اول ماشافتها نزلت مسكت يد منال بقوة : منووو هذي القروية يالنصابة ؟
                " وبقهر " من احلى انا ولا هي ؟
                طنشتها منال وماردت عليها .. اكتفت انها تناظرها مع كل اللي مسلطين عيونهم
                عليها بهاللحظة .. قبصت يدها بقوة وهي تصر على اسنانها : وتقولون كبيرة بعد
                منو تكفين علميني .. شكلي الليلة احلى منها صح ؟
                مدت لها يدها تسكتها : ايه بالحيل وخري بس خليني اشوفها ..
                قربت فوزية من اذنها : والله ما صام هالسنين كلها الا وجاب هالمزيونة عليها
                عيون ماشفت مثلها ..
                التفتت عليها بقهر : وتمدحينها قدامي بعد يعني شلون تبين تقهريني ؟
                بكل برود ردت عليها : والله انتي اللي جايبة القهر لنفسك الرجال راح لنصيبه
                وانتي بتاخذين عزام وتنتهي هالحروب كلها ..
                كانت تحس بحرقة بقلبها من اللي تشوفه .. " والله ما اخليها تتهنى فيه ولا ما
                اكون حنين "
                نورة بدت شوي تفك من توترها بعد ماقربو منها صديقات البنات يسلمون عليها
                وبدت تاخذ وتعطي معاهم بالسوالف كانت ماتبي تحرج نفسها بوسط هالمجتمع
                وكل ماقربو لها شي تعذرت انه مالها نفس تاكل الحين .. كانت تشوف اشياء
                بحياتها ماشافتها ومن الغباء انها تستكشفها في لحظة كل العيون مسلطة عليها ..
                هي تدرك ان الوقت كفيل بتعليمها كل شي تجهله .. وماراح تستعجل هالشي
                الحين ..
                لاحظت نظرات حنين عليها .. حست فيها حقد كبير ماقدرت انها تخفيه التفتت
                لسما : من هاللي لابسة الاحمر ؟
                سما شافت مكان ماتناظر نورة : حنين بنت خالة امي ليش ؟
                همست لها : احسها حاقدة علي .. شوفيها انتي شلون تناظرني ..
                سما ببراءة : اكيد بتحقد عليك اجل ماخذه طلال منها وتبينها تحبك ..
                فتحت عيونها متفاجأة وسألتها على طول : وشو؟
                سما حست انها جابت العيد بهاللحظة وماعرفت وشلون تصرفها : طنشي احسن
                لك سوالف مالها داعي .. دقيقة بقوم اشوف لمو تبيني ..
                ركضت سما ومسكت يد لمياء : الحقي علي .. الظاهر اني جبت العيد .. طلال
                مو قايل لنورة انه متزوج قبل ؟
                فتحت فمها متفاجأة : لا تقولين ؟ مو صاحي هذا شلون ما يقول لها .. لا وحنين
                ماراح تقصر لازم تجي وتقط كلام ولا ما تصير حنين .. استغفر الله يارب انتي
                اللي خليتيني اتكلم عليها يارب لا تؤاخذني يارب الحين شلون اعلمها ولا تعرف
                بعدين .. بس اخاف احد يجي يرمي كلمة وتسمعها ...
                ضحكت سما وهي تصفق لصديقاتها اللي يرقصون : انهبلتي انتي تكلمين نفسك
                يعني وش تتوقعين منه .. طول وقته ساكت بيروح يجيب لها الماضي كله والله
                ما اظن .. اصبري بروح اسأل ماما ..
                وراحت لامها اللي تفاجأت مثل ماتفاجأو الكل : الله يهديك ياطلال وانت بزر ما
                تعرف تتصرف بروح ادخل المعازيم للعشى واخذها على جنب اعلمها ما اضمن
                هالحيتين مايتكلمون ..
                وقبل مايكملون نقاشهم كانت خالتها ومعاها بناتها يسلمون على نورة .. : بروح
                الحق على خالتي لا تجيب الأولي والتالي ..
                كانت نورة واقفة تسلم عليهم وهي مبتسمة .. متجاهلة نظرات حنين اللي تحسها
                تخترق جسدها كانت تستمع لنصائح امهم لها الا اخر الكلمات اللي ما استوعبتها
                " يوم كان ماخذ حنين؟ .. طلال كان معرس قبلي ؟ " حست الارض بوقتها دارت
                فيها تمسكت بيد ام طلال اللي جاتها بهاللحظة .. تبي تصلح مايمكن اصلاحه
                تحولت ابتسامتها لنظرات باهتة تناظرهم باستغراب تبي تصير اقوى من هاللي
                تسمعه وماقدرت .. وبعد ماراحو الكل للعشى قامت تبي تروح لجناحها شوي
                تبي تشيل هالقناع اللي تلبسه وتستوعب اللي سمعته .. لكن يد ام طلال مسكتها
                قبل تروح : اقعدي ابيك شوي ..
                استسلمت لها وجلست وهي تناظرها : اول شي مابيك تضيقين صدرك بهالليلة
                والله اني مادريت ان طلال ما قال لك للحين بس لا تفكرين بهالموضوع و لا
                يجي بتفكيرك ابد هو مطلقها من حول ال 6 سنين وكارهها الحين ابيك تقومين
                تتعشين وتستانسين وتتركين هالامور بعدين تفاهمي انتي وياه بكيفكم ..
                ابتسمت لها وهي تحس بامتنان لاحتوائها لها بهاللحظة : لا مابي عشى والله
                بقعد مع سما هذا هي جاية ..
                كانت السهرة لها في بدايتها توتر وخوف .. واول مابدت تتأقلم على الوضع
                كانت هالصفعة المؤلمة لها .. هي ما انصدمت من ماضيه ابد بس انصدمت
                منه ليش ما قال لها مع انه اهم موضوع بحياتهم .. الحين عرفت ليش كان
                يهيأها لهالحفلة من قبل واكثر من مرة قال لها لا تسمعين اي كلام وتخلينه
                بأثر عليك التفتت على سما مبتسمة .. وهي تتجاهل هالتساؤلات اللي تتردد
                بداخلها : وراتس ماتعشيتي ..
                ارتاحت يوم شافت ابتسامتها توقعت انه امها وصلت المعلومة بأبسط طريقة
                ممكنة : والله طول الليل وانا طايحة بهالحلويات واحس اني شبعت انتي اللي
                ماكليتي شي من اليوم ليش مادخلتي ؟
                نزلت راسها مبتسمة وهي تقاوم صرخات الجوع اللي بداخلها : مالي نفس
                الحين بعدين لا جعت اكل ..
                وقفت على طول يوم لاحظت انها مستحية تقوم للعشى .. : بروح اجيب لك
                حلى وعصير ..
                وركضت قبل ماتعترض على كلامها .. جلست تاكل من الكنافة اللي جابتها
                لها سما .. وبدت تتناسى اللي سمعته من شوي .. استمرت باقي السهرة على
                خير مايرام .. رغم انها لاحظت حركات حنين الاستفزازية واللي فهمت منها
                انها تبي تقهرها وهالشي خلاها طول الليل تبتسم مع البنات وتضحك تبي بس
                تبين لها انه وجودها ما اثر عليها ابد ..



                /
                \
                /
                \

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  /
                  \
                  /
                  \


                  بعد ماراحو الكل طلعت لجناحها وشافته جالس ينتظرها .. استغربت شلون
                  دخل والدور الارضي كله حريم .. تجاهلت وجوده ولا حتى كلمته طلعت
                  من الغرفة وراحت لغرفة ملابسها .. سحبت لها بيجاما ساتان باكمام طويلة
                  باللون الوردي الناعم وراحت للحمام الثاني ( تكرمون ) تتسبح ..
                  استغرب اختفائها ويوم طلع يدورها .. شاف طقمها الالماس على الطاولة
                  وبعد مادورها عرف انها راحت تتسبح .. جلس بالصالة ينتظرها تطلع رغم
                  انه انقهر منها ليش تتسبح وهو بعده ما ملا عينه بشوفتها .. فتح التلفزيون
                  وقعد يناظره .. لحد ماطلعت وهي تجفف شعرها التفت لها وابتسم لكنها
                  تجاهلت هالابتسامة وراحت للغرفة .. قعدت على كرسي التسريحة تمشط
                  شعرها وتفككه بعد ماتشابك بعد البف اللي مسوينه لها ..
                  بعد ماخلصت راحت للسرير تمددت وتغطت على طول اما هو فكان قاعد
                  في الصالة ومستغرب تصرفاتها .. انتظرها تطلع ويوم شافها طولت قرر
                  اخيرا انه يروح يدخل عندها .. اول ما شافها منسدحة على السرير تفاجأ
                  من حركتها .. مادقق في الوضع وتركها على راحتها .. بدل ملابسه وتمدد
                  جنبها .. كان ينتظرها تتكلم او تقول شي بس طال صمتها .. " الحين هم
                  يزعلونها وتجي تحط حرتها فيني .. بقلعتها جعلها ماترضى " حاول ينام
                  بهالوقت وماقدر وحس من صوت انفاسها انها للحين مانامت .. ويوم جا
                  في باله طاري حنين وتذكر زعلها الدايم عليه .. انتبه لهالاسم اكيد صار
                  شي ونورة عرفت عن حنين .. التفت لها وهي معطيته ظهرها : نورة ؟
                  كان ودها تطنشه على اللي سواه فيها بس ماقدرت تطنشه وماترد عليه
                  وردت بدون ماتلتفت له : هلا ..
                  كان يبي يعرف منها كل شي بدون ما يقول السالفة كلها : وش فيك وش
                  اللي مزعلك ؟
                  بكل صراحة وبدون لف ولا دوران تكلمت : انت ..
                  قرب منها ولف وجهها عليه : انا ؟ وش انا قايل لك عشان تزعلين علي ؟
                  صدت عنه وتكلمت .. : تذكر وش اللي ماقلته لي .. وتعرف وش هو اللي
                  مزعلني ..
                  فهم كل السالفة وعرف انه سالفة زواجه كلها عرفتها : وانتي زعلتي بدون
                  ماتسمعين اعذاري وتعذريني ؟
                  قعدت على طول وهي معصبة : وش اعذرك عليه ؟ وش اللي يضرك لو
                  انك قايل لي انك كنت متزوج قبل .. وش هو العذر اللي بتقوله لي الحين
                  قعد جنبها وهو متجاهل عصبيتها بهاللحظة : ماكنت ابي اضيق خاطرك
                  بسوالف ماتسوى واحنا تونا نعرف بعض ..
                  فركت يدنها بتوتر وهي تبعد عنه : اجل تخليني اسمعها من الناس ؟ يعني
                  رضيتها علي .. كل يوم تقول لي لا تسمعين كل اللي ينقال حولتس وش
                  كنت بتخسر لو انك قايل لي السالفة وريحتني من حتسي الناس ونظراتهم
                  " وقبل يتكمل كملت بنفس العصبية " لا تقول ماتبي تضيق خاطري وش
                  اعرف عنك اصلا من اعرسنا لليوم ماقلت لي شي عن نفسك ولا اعرف
                  اي شي ابد " وبضحكة سخرية .. " حتى امك وابوك ما اعرف وش هي
                  اساميهم تصدق .. ما اعرف الا انها خالتي وهو خالي .. وعمرك مادري
                  الحين انت وش كبرك .. وش تبي بعد اقول لك ..
                  مسك يدينها يهدي رجفتها اللي بدت حتى في صوتها : نورة لا تحكمين
                  علي وانتي مافهمتيني .. انا قلت لك بالأول انا مو من النوع اللي اسولف
                  كثير ..
                  قاطعته بنفس العصبية بس بدون ماترفع صوتها .. : مابيك تسولف بس
                  علمني من انت .. تراك رجلي تسانك ماتدري ..
                  ضمت يدينها تسكن رجفتها .. حتى شفايفها بدت ترتجف بوقتها قربها
                  منه وحضنها .. : والله العظيم راح اقول لك على كل شي .. بس مدري
                  شلون راحت من بالي هالاشياء كلها .. " نزل يده ورفع خصلات شعرها
                  اللي على وجهها " قدامنا العمر كله وبتعرفين عني كل شي .. بس لايضيق
                  خلقك .. مابيك تزعلين وهذي ليلتك ..
                  سكتت وهي تناظر بعيونه بدون ماترد على كلامه .. انتظرها ترد او تقول
                  اي شي بس ظلت ساكتة .. : وش اللي يرضيك علميني ؟
                  بعدت عنه شوي وتكلمت بدون ماتناظره .. : ماتخليني احس باللي حسيته
                  اليوم ..
                  ابتسم لها : توبة .. " ومد يده يبيها تجي جنبه " تعالي انتي الحين ..
                  اول ماقربت منه مدت يدها ومسكها وجلست جنبه مسكها مع اذنها : وانتي
                  تعانديني يعني .. عارفة اني ابي اشوفك وانتي كاشخة وتبدلين على طول ..
                  ابتسمت بخجل : كنت شايلة بقلبي عليك ..
                  ناظر بعيونها وهمس لها : والحين ؟
                  ابتسمت بدون ماترد عليه .. باسها على خدها : ماتعودينها مرة ثانية ..
                  هزت راسها له وهي تضحك : ان شاء الله ..
                  اذهله طيبة قلبها توقع بهالليلة بيصير طوفان مشاكل وصراخ وزعل ماله
                  اول ولا تالي .. بس زعلها رغم عصبيتها كان هادي .. حتى صوتها ما
                  رفعته وهالشي خلاها تكبر بعينه اكثر .. كان يدري انه غلطان ولا فيه
                  شي يبرر له بس طيبة قلبها غفرت له بأقل الاعذار وهالشي خلاه يحس
                  بسعادة كبيرة وهو معاها ..



                  /
                  \
                  /
                  \



                  عند باب الجامع الكبير قعدت بجسدها المتهالك بعد صلاة الجمعة تنتظر
                  اي ريال يجيها من اهل الخير اللي يدفعون لها .. اليوم صار لها 5 ايام
                  من تركت المستشفى وهي على هالحال .. بالنهار تدور رزقها وبالليل تروح
                  للشقة ..
                  رجعت تتذكر تفاصيل هروبها .. الممرضة المصرية اللي من يوم حست
                  بمعاناتها حكت لزميلتها السعودية .. اللي جات واستفسرت من ديما عن كل
                  شي وساعدتها على الهروب رغم اعتراضها في البداية .. لكن بعد تهديد
                  ديما بالانتحار سهلت لها طريقة الهروب .. رغم خطورته .. اي كشف
                  لهالحقائق كفيل بفصل هالممرضتين .. وترحيل الممرضة المصرية لبلدها
                  كانت تدرك خطورة الوضع على الممرضة السعودية اللي تقيم عندها هالفترة
                  تعتمد على دخلها من هالوظيفة في توفير سبل العيش لامها الطاعنة في السن
                  وولدها اللي بعمر ال 5 سنوات بعد تجربة زواج فاشلة ..
                  هي قالت لها ماتبي شي منها الا مسكن يأويها وغير هالشي هي ماتبي لا
                  مأكل ولا مشرب .. كلهم راح تتكفل فيهم بنفسها حتى لو اضطرت للشحاذة
                  وهالشي اللي بالأخير اضطرت له فعلا ..
                  اوقات كانت تحس انها القت نفسها في مصيبة اكبر من اللي كانت فيها قبل
                  وزادت همومها اكبر من حدود احتمالها .. تجاهلت الاعين اللي كانت تلتهمها
                  بنظراتها .. وترديد الكثير لها " الله يرزقنا ويرزقك "
                  راحت لأقرب محل بعد انتهاء الصلاة .. ماكانت عارفة شلون تبدا او تتكلم
                  وهي ماعمرها خاضت غمار هالحياة لحالها : ممكن التليفون دقيقة بس ؟
                  مد لها التليفون : تفضلي .. بس مافيه صفر اذا تبين تدقين على رقم جوال
                  هزت راسها بالنفي وبدت تضغط على ارقام بيت عمها جاها صوت ميساء
                  المرحب .. بلعت غصتها وتكملت : ميسو انا ديما ..
                  تفاجأت من سمعت صوتها : ديما وينك يابنت خوفتينا حرام عليك والله ..
                  طنشت كلامها وتكلمت : ماعندي وقت اسمع لك وابرر لك .. قولي لعمي
                  على كل شي صار من منال .. ابيه يعرف اني مظلومة وما اعرف احد ولا
                  عمري جبت احد للبيت ولا بحياتي قابلت رجال ما اعرفه اصلا ..
                  قاطعتها ميساء : هو عارف هالشي بس انتي اللي وين رحتي ..
                  للمرة الثانية تجاهلت كلامها وكملت : وقولي له يدور على امي ويعرف كل
                  شي عنها .. ماراح ارجع الا اذا عرفت وين امي ورحت لها .. ابي اعرف
                  انا من بنته وارتاح .. مابي اعيش مع ناس مادري اذا هم اهلي او لا ..
                  هالكلام كان لها مثل الصاعقة .. : ديمو انتي وش تقولين ..؟
                  ارتجفت يدينها وهي تحاول تقول بصوت هامس : وربي سمعتهم بأذني محد
                  قال لي .. ابوي قالها بنفسه مايدري انا من بنته .. ميسو ما اقدر اطول انا
                  اكلمك من محل .. لا تخذليني هالمرة مثل ماخذلتيني قبل .. تكفين ابي اعرف
                  وين امي واروح لها ..
                  " خذلتيني " هالكلمة ترددت بداخلها واتعبتها كثير ابد ماكانت تبي تخذلها
                  لكنها اجلت هالموضوع لبعدين وماكانت تدري وش توابع هالتأجيل .. سكرت
                  ديما الخط ومدت التليفون لصاحب المحل .. ومدت معاه 10 ريال وطلعت
                  كانت تدري ان المكالمة يمكن حتى ماكلفت ريال .. بس تحس انه اهدى لها
                  راحة من سمعت صوت تحبه ..
                  طلعت وهي تخبي بيدها اللي قدرت تكسبه هاليوم من اهل الخير ورجعت
                  تمشي للشقة المتواضعة في احد احياء الرياض .. مرت على البوفيهات وخذت
                  لها ساندويتش مع بيبسي للعشى .. ماكانت تبي تكلف على احد بمعيشتها حتى
                  الاكل .. يكفي انها حست انها كانت عمرها كله عالة على ناس ماتدري وش
                  صلتها فيهم .. وصلت للشقة طقت الباب .. وانتظرت الشغالة اللي ترعى ام
                  الممرضة وولدها تفتح لها ودخلت .. قعدت في الغرفة الصغيرة اللي تنام فيها
                  بالعادة .. وبدت موالها الحزين اللي يتكرر كل ليلة .. نحيبها المتواصل وبكائها
                  اللي قطع القلب وذكرياتها المريرة اللي عجزت تتناساها ..
                  صلت العشا وكلت الساندويتش وراحت تغسل .. شافت ام نجوى " الممرضة "
                  قاعدة تطالع التلفزيون بعيون كلها نوم .. سلمت عليها وعلى محمد ولد نجوى ..
                  واستأذنتها راجعة للغرفة .. اليوم مناوبتها ليلية وماراح ترجع الا الصباح مثل
                  ذاك اليوم اللي خططت فيه لهروبها .. قالت لها تروح قسم المراجعات ومن
                  هناك تطلع مثلها مثل اي مراجعة ومحد راح يدري عنها .. تاخذ لها اي سيارة
                  اجرة وتتوجه للجامع الكبير بحيهم .. وهي تمرها وتاخذها للشقة ..
                  تغطت وغمضت عيونها وهي تسترجع كل ذكريات ماضيها الأليم الى ان
                  استغرقت في نومها ..



                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    اثنينهم كانو يشتكون من اوضاعهم بالفترة الاخيرة .. يزيد مقهور من
                    الوضع اللي صار له .. ليش يوم ماقرر انه ياخذها جات له .. ويوم
                    صار يبيها وراضي فيها اجبرته الظروف انه يبعد عنها : اسألك بالله
                    شلون يعني بثبت عدم اهليته وهو نفوذه مالي البلد ويقدر بكل سهولة يطعن
                    في الحكم ويكسب هالدعوى لصالحه .. واذا جينا بالطيب وقلنا بناخذه هو
                    حالفن لابوي انه مايزوجه لي ..
                    ابتسم عليه بسخرية : والله اللي يشوفك الحين مايقول انه انت نفس الشخص
                    اللي جايني زعلان وقالب الدنيا فوق تحت لان ابوك اختارها لك وانت ما
                    تبيها ..
                    قاطعه مستنكر : ومن قال لك اني ما ابيه .. انا قلت لك لو فكرت باخذه هي
                    بس برغبتي انا .. مانيب بزر عندهم يزوجوني وقت مايبون .. اللي قاهرن
                    انه لاعب بحياتهم وبعد يبي الحين يتحكم فيهن ..
                    فرك جبينه وهو يشرب كوب الكوفي : والله يا يزيد مشكلتك مشكلة ومالها
                    حل ابد وانا من جيتني بوقتها قلت لك خيرة .. يعني لا تعقد الامور لو الله
                    كاتبها من نصيبك محد ماخذها غيرك ماتدري يمكن الله يهدي ابوها ويترك
                    هالبلاوي ويتم زواجكم على خير ..
                    كان يناظر بالناس حوله وهو يستمع لكلام متعب : خله على ربك مادري
                    وش اسوي .. البنت مسكينة تعذبت بحياته وماعرفت طعم الراحة وهالابو
                    لاحقه بكل حياته .. عسى الله يسهل اموري ويزوجن اللي ابي وارتاح ..
                    ضحك من قلب على كلامه : والله انك غريب يعني ماتحس بقيمة الشي الا
                    لا فقدته .. توك الحين تتمناها ..؟
                    طالع فيه بعصبية : قلنا ثور قال احلبوه ( تكرمون ) انت ماتفهم قلت انا
                    ماكنت رافضه انا رافض طريقة فرض الامر علي والبنت بنت عمتي ومن
                    الاول لو كنت ابي اختار باختاره هي .. بس عصب بي الشايب عسى الله
                    يطول لنا بعميره .. " ويوم تذكر " وانت وش قررت على هالبنت اللي عرفته
                    بعد تفكير : والله مادري وش اقول لك الحين تأكدت انها هي بس البنت
                    اختفت والعالم تدور عليها ومحد عارف وينها .. حتى اهلها .. مادري اعلم
                    امها ان بنتها بعدها عايشة ولا شلون .. هالمرة انت شور علي ..
                    تكلم بحكم دراسته ومن واقع تجارب معايشها : لا طبعا وش تقول له بنتك
                    اللي كنتي تحسبين انه ماتت للحين عايشة بس ضاعت وماندري وينه فيه ؟
                    " وقبل مايتكلم متعب كمل كلامه " اذا عرفت اخبار عنه ولا عرفت وينه
                    فيه هاك الوقت تكلم وقول له عن بنته .
                    غمض عيونه وهو مقتنع بكلامه .. ابد ماكان ولا في اكثر احلامه تمرد
                    ولا جنون اي شك انها للحين ما ماتت اول ماسمع خبر وفاتها ومن حزنه
                    عليها كان يدعي كل يوم قبل لا ينام انه يجي احد ويقول انه هالكلام كله
                    كذب وانها رجعت مع مرور الأيام بدا اليأس يدب فيه ايقن انها فعلا توفت
                    مثل ما قالو عنها .. وقدر يتعايش مع هالواقع سنوات طويلة ..
                    لكن ظهورها مرة ثنية كان اكبر صدمة له من خبر وفاتها .. صدم من
                    اشياء كثيرة تخصها .. واقع حياتها المرير اللي تعيشه واللي عرف انها
                    تعرضت فيه لاقسى انواع التعذيب الجسدي ..
                    حالتها النفسية اللي وصفها عمها وسجنها في البيت اللي جعل منها انسانة
                    منعزلة مالها اي هوية تواجه العالم فيها .. علاقتها في امها اللي انقطعت
                    من لحظة خداع ابوها لها .. وفوق هذا كله هروبها ومواجهة حياة بكبرها
                    ماواجهتها بيوم من الايام ..
                    تأسف لحالها كثير وحمد الله بداخله على نعمة الاستقرار النفسي والعائلي
                    اللي يعيشه واللي ميزه عن كثير يعيشون تحت وطأة ضغوط نفسية وعائلية
                    كمل سوالف مع يزيد ورجعو بعدها لشقتهم يقضون يومهم مثل كل يوم ..
                    وهو يحاول يشيل هالبنت من افكاره مؤقتا .. الين يلقاها ويوصلها لامها
                    بأي طريقة ..



                    /
                    \
                    /
                    \


                    حياتهم من فترة رغم متاعبها الا انها متاعب مثل اغلب العمر بالنسبة
                    لهم تعودو على حمل الحمول ومشقات الحياة باكملها .. موضي مازالت
                    تعيش حالة خذلان كبيرة لكن تستجمع قوتها بقدر المستطاع وتتجاهل اي
                    احاسيس ممكن تظهر للكل وتفضحها .. ماكان احد يدري عن اللي بقلبها
                    من جروح ومن حب كبير حملته لهالانسان .. واضطرت تتنازل عن كل
                    طموحاتها واحلامها البريئة لان اهله رفضو .. بداخلها كانت انسانة محطمة
                    جدا تعيش ايام عصيبة وهي تنزف جروحها لوحدها .. تصارع كل الالام
                    بدون محد يدري عن طوفان المشاعر اللي يجتاحها .. هي وحدة تعلقت
                    بالأول وحبته .. هي اللي كانت تشتاق لشوفته وتروح كل يوم عشان تهدي
                    لها الأيام صورته وهو واقف ينتظرها .. هي اللي قرت بيوم حروف اهداها
                    بلحظة حب لها .. وزادت حجم هالحب اكبر بقلبها .. وهي اللي رسمت احلى
                    واجمل الاحلام يوم جا خطبها .. والحين هي اللي تعيش قصة خذلانها بكل
                    تفاصيلها الموجعة ..في نظرهم مازالت هي نفسها البنت المرحة اللي تزرع
                    البسمة بقلوب الكل ماكان احد حاس فيها الا شيخة اللي عاشت قصة خذلان
                    قبلها ..
                    دخلت للبيت وهي تضحك وبيدها دلة القهوة وصحن الحنيني .. جات لراكان
                    تقومه : ابو الدحمي قوم جايتك قهوة من عند الحبايب ..
                    كان مستغرق في نومه ولا هو حاس باللي حوله .. هزته من كتفه تبيه يقوم
                    ويتقهوى : راكان قوم شوف هيونة وش جايبة لك ..
                    شافت ابتسامته بعد مارددت اسمها اكثر من مرة وهو يسمعها ضحكت من
                    قلب عليه : ايه استانس من قدك اليوم تعال شوف .. ماهان عليها تشرب
                    القهوة وانت ماتتقهوى .. قوم اخلص علي بروح الحق على قعدة البنات ..
                    فتح عيونه وناظرها : احلفي انها هي اللي مرسلتهن ماهوب انتي اللي جيتي
                    تفزعين لي براستس وحطيتيها فيها ..
                    حطتهم قدامه ووقفت : ورب الكعبة انها هي اللي مرسلتهن لك ومن شافتنا
                    حاطات القهوة وهي تحط لك على جنب وتقول لي وديه لم راكان ..
                    فز من مكانه مبسوط باللي سمعه : تكفين ياموضي صدز ؟
                    كشت عليه وهي طالعة : احلف لك من اول تبي تصدق ولا بصرك ..
                    ركض وراها ومسكها : خلاص مصدقتس .. روحي لها وحبي راسها وقولي
                    لها يقول لتس راكان عسى يدينتس ماتمسها النار وعساني ما خلا منتس ..
                    والله يجمعني بتس قريب ان شاء الله ..
                    نزلت برقعها وهي تطلع من الباب : بقول لها كل اللي قلته اما اني احب راسها
                    والله لتبطي ماحبيته .. ماعاد الا هي احب راس هالبزر ..
                    وركضت لبيت عمها قبل مايطلع ويلحقها .. كان مستانس باهتمامها ولو كان
                    شي بسيط وبنظر الكثير يمكن ماله اي قيمة .. لكن بالنسبة له وجودها بحياته
                    اكبر قيمة بالنسبة له .. وانها تفكر فيه وتهتم فيه هذا عنده بكنوز الدنيا ..
                    بمكان ثاني شيخة كانت توها جاية من عند صيتة بنت ام عبيد وراجعة لبيت
                    عمها .. سمعت صوته يناديها وطنشته .. كان قلبها ينبض بشكل جنوني
                    مرت سنوات طويلة قبل ماتسمع هالصوت يرجع ويناديها .. حست بصوته
                    يقترب منها وسرعت خطواتها وهي تحس بخوف من هالموقف اللي هي فيه
                    لكن حست من اصراره انه يبي يتكلم وهي لازم بعد توقفه عند حده .. التفتت
                    له بعصبية : خير ؟
                    وقف مكانه متفاجيء من ردة فعلها وقال بعد تردد : الخير بوجهتس ..
                    انتظرته يتكلم يقول وش اللي عنده وتكلمت بعد ماطال انتظارها : اخلص
                    علي ياسعد وقول وش عندك ..
                    بعد تردد تكلم : شيخة انا ابيتس والله .. ادري اني تركتس بالاول بس والله
                    انه تسان غصب علي ..
                    مشت بدون ماتناظره : ياسعد ياولد خالي ماعلموك ان مطاردك للبنات عيب
                    ولا انت رحت وضيعت اصلك هناك وخذ العلم اللي ماعندي غيره والله ما اخذك
                    لو انك اخر رجال بالديرة .. وانت روح قابل مرتك وعيالك اصرف لك من
                    مطارد بنات خلق الله .. استح على وجهك ماعاد انت بزر مثل اول ..
                    هالمرة كان رفضها غير عن المرة الأولى .. بالمرة الاولى كانت تحس انها
                    ضعيفة وتظاهرت القوة .. بس هاللحظة فعلا كانت قوية حتى من الداخل ..
                    هي ماتبيه حتى لو انها تحبه ومتعلقه فيه بالنسبة لها هو ماضي وماعاد راح
                    تلتفت له ابد .. نصيبها بيجيها ولازم تدعي ربها ييسر لها امورها .. رجعت
                    قعدت مع البنات وبداخلها فرح كبير ماتدري وش مصدره بالضبط .. هل هو
                    كلامها اللي حسسها انها تجاوزت هالمرحلة .. ولا هي لحظة قوة مؤقتة ممكن
                    ترجع بعدها لحنينها تجاهلت هالتناقضات اللي بداخلها وقعدت معاهم مستانسة
                    بدت تاكل من الحنيني اللي جنبها .. والتفتت على سارة .. : سويرة جيبي لي
                    صحن خليني احط لراكان شوي ..
                    التفتو كلهم لهيا اللي نزلت راسها بخجل وضحكت حصة وهي تقول لها : لا
                    هالمرة هيونة ماقصرت .. اخيرا فرحت قليبه وذكرته بشي ..
                    طالعتها متفاجأة : صدز هيونة ..
                    بادرتها موضي : ايه والله وانا اللي موديته بعد .. والله لو تشوفين فرحته يوم
                    درا عنها فز من نومته واقف ..
                    قربت منها شيخة ومسكتها مع اذنها : ايا قليلة الحيا ماهوب هذا اللي تعودنا
                    عليه اجل باديتن بحركات الدلع من هالحين .. توتس على العرس مابعد قربت
                    حزته ..
                    دفتها سارة عن هيا : وخري بس .. خليها تستانس هالعمر كم مرة نعيشه ..
                    قامت شيخة من طيحتها : عساهن الكسر ايه والله .. ترفقي يامال العافية ..
                    انتي وهاليدين تقل مرزبة .. " والتفتت على هيا تكمل كلامها "
                    ياويلتس ياهيا لو تدري عنتس خالتي والله لتكسر العصى على ظهرتس مير
                    احفظي لسانتس ترى ماعندها يمه ارحميني ..
                    بدت هوشاتهم ومزاحهم مثل كل يوم .. تعليقاتهم على هيا وطقاق موضي
                    وسارة وهالمرة معاهم شيخة خلاهم يطلقون ضحكات عالية من القلب ..



                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \



                      اخيرا ردو عليهم بيت عمهم وحددو الملكة بعد اسبوعين .. والزواج بعد
                      3 اشهر .. انقهرت من طول المدة .. كانت تبي الزواج اقرب بعد ماشافت
                      زوجة طلال بالحفلة .. من يومها وهي طول الوقت تدعي عليهم اثنينهم ربي
                      ياخذ اعمارهم وتفتك منهم .. بهالوقت كانت بالسوق راح تتقضى لملكتها اللي
                      حددوها .. تبي تبهر الكل بشكلها .. الى هالحين وهي تعيش حلم ان طلال راح
                      يتحسف عليها .. التفتت تكلم منال : اصبري بروح ادخل عبادي .. خليه يجي
                      يسليني شوي .. ومنها ادفعه كم قرش في اغراضي ..
                      قعدت مكانها : روحي انتي والله ماتحركت من مكاني .. ترى طفشتيني كل
                      مانزلنا السوق جبتي لي واحد .. ياختي انا ادفع لك بس خليني استانس بدون
                      هاللي تجيبينهم .. افرضي الحين صلاح بالصدفة شافني .. والله ليهون عن
                      هالخطبة اللي ماصدقت يصير كلام فيها ..
                      قعدت جنبها تترجاها تنزل معاها : وانتي من جدك الحين ابوك بيزوجك واختك
                      مدري وين مختفية ..
                      قالت بعصبية : جعلها تموت ان شاء الله وارتاح .. محد مأجل موضوع خطبتي
                      الا هي .. مادري وين طست ومن معه .. تلاقينها الحين مستانسة وفالتها من
                      حضن واحد للثاني .. ومنال المسكينة تنتظر حضرتها لين تمل وترجع لنا عسى
                      الله لا يردها ان شاء الله ..
                      مسكتها من يدها تقومها : ماعلينا فيها الحين قومي معاي اخاف جايب معاه احد
                      عاد تخيلي شكلي وانا داخلة المجمع ومعاي اثنين ..
                      استسلمت لها وقامت وهي تتأفف .. : يارب متى تتزوجين وتفكيني من هاللي
                      تعرفينهم ..
                      ناظرتها بغرور : ومن قال لك اني بتركهم .. عاد من حبي لهالعزام عسى الله
                      ياخذه هو وطلال ونورة بيوم واحد .. والله محد مسليني غيرهم يكفيني لاطلبت
                      الشي يجيني لعندي .. ولا لو على الرجال ينبح صوتك وحاجتك ماجاتك ..
                      نزلو له ودخلوه وبدت مثل كل مرة تتمشى معاه وتتدلع عليه وتاخذ كل اللي
                      تبيه .. ومنال ماشية وراهم وسماعتها بإذنها وطول الوقت تكلم صلاح ورايحة
                      بعالمهم ..
                      هالثنتين تجمعهم نفس الصفات قسوة القلب والحسد .. وفوق هذا فساد اخلاقي
                      وتبرج وسفور .. متجاهلين نظرات كل من يمر من جنبهم .. ومستمتعين بكل
                      كلمات الغزل اللي تتردد على مسامعهم بين كل لحظة والثانية ..
                      رجعت البيت وبيدها كل الاغراض اللي شرتها .. فردتها على سريرها وهي
                      تضحك بصوت عالي .. كانت مستانسة من اللي تسويه تروح السوق وتتشرى
                      كل اللي نفسها فيه بدون ماتدفع ريال واحد كل المطلوب منها مقابلات ومكالمات
                      تليفونية ..
                      شي تعودت عليه من لحظة تمردها على حياتها السابقة كشرت وهي تتذكر عزام
                      اللي راح يجمعهم قدر واحد بعد كم يوم بدت ترتب اشيائها في الكبت وهي تغني
                      مستانسة .. وبداخلها طرت فكرة خلتها تضحك من قلب مستانسة على مخططها
                      اللي جا في بالها " والله لاطين عيشتك ياطلال ولا ما اكون حنين "
                      حكمت على زواجها من عزام بالبداية بالفشل لانها ماتبيه وتكرهه من يوم كانت
                      صغيرة .. بس رغبتها في منافسة طلال خلاها تقرر هالقرار اللي قدرت بالاخير
                      انها ترضي غرورها وتمشيهم كلهم على هواها ..
                      تفكيرها سطحي غيرتها من اللي حولها مو مخليتها تعيش براحة ابد .. طول وقتها
                      وعينها على اللي حواليها وكل ماشافت احد عنده شي سوت المستحيل عشان تكسبه
                      ومازال هذا ديدن حياتها .. وبالاخر داخلها فراغ وحياتها تضج بالفراغ ..



                      /
                      \
                      /
                      \



                      من وقت ماقالت لهم لمياء على الموضوع اللي قالت لها عنه ميساء
                      وتقوم الحروب بين البنات الثلاث .. سارة وموضي وشيخة .. كل وحدة
                      فيهم تبي يكون عليها الاختيار وهي اللي تروح تشتغل بالرياض .. كان
                      نقاشهم حاد وكل وحدة فيهم تبرر لنفسها انها هي الأحق من غيرها ..
                      وبدت اصواتهم تتعالى : انا اكبركن وانا اللي بروح ان الله احيانا .. عاد
                      نورة راحت عنكن .. انا ابي اروح وادور الرزق لاهلي ..
                      قاطعتها شيخة : هي من الأول قالت شيخة .. ويوم تليقفتي راحت قالت
                      سارة .. ومثل ماتبين تصرفين على اهلتس انا بعد ابي اروح واصرف على
                      اهلي ..
                      سمعو صوت محمد من الداخل وهو يصارخ عليهم .. : ومن اللي قال لكن
                      بتروحن بلحالكن للرياض .. حتى عمي عبدالرحمن ماهوب موافق .. اجل
                      تروحن وتقعدن ببيوت غريبة عليكن ..
                      قاطعته سارة : وانت وش عليك .. ومن قال انها بيوت غريبة هذول اهل
                      رجل نورة يعني اهلنا ومنا وفينا ..
                      استمر على نفس صراخة : قلت لتس منت برايحة لو تحبين السما .. اجل
                      يازينا نقعد بديرتنا وبنتنا تسرح وتمرح ولا ندري وين هي فيه ..
                      قامت وهي معصبة وراحت لبيت عمها .. وعلى طول قامو معاها البنات
                      ومن اول مادخلت وقبل لا تسلم على عمها : ياعمي يرضيك اللي يقوله
                      محمد .. انا ابي اروح اشوف رزقنا وهذا يحسب اني بروح اهيت هناك ..
                      اشر لها تجلس بكل هدوء وتكلم بصبر : يابنتي وين تروحين وتخلين اهلتس
                      وهالشغل وش تبين فيه .. راكان ماهوب مقصر ابد وانتي بيجيتس نصيبتس
                      وبياخذتس اللي يصرف عليتس ..
                      بدت دموعها تنزل على طول : طلبتك ياعمي خلني اروح واشتغل .. راكان
                      تحمل هالعمر كله يصرف علينا خلنا نشيل الحمل عنه شوي ..
                      كان محمد واقف برا ويسمع كل حوارهم .. وعلى كثر ماكان عمها يحاول
                      يقنعها تغير تفكيرها الا انها كانت مصرة على هالحلم اللي صار لها اسبوع
                      تفكر فيه ..
                      اما شيخة وموضي استسلمو لرغبة ابوهم ورفضه القاطع لهالشغل الا هي
                      استمرت على مطالباتها .. : ياعمي خلني اروح .. واذا ما جاز لي الوضع
                      هناك والله لارجع لكم ..
                      سمعت صوت محمد من برا : والله ماتروحين لو تموتين .. ولو قال لتس
                      عمي تروحين .. رجلي على رجلتس ماتطلعين من الديرة الا وانا معتس ..
                      التفتت على عمها فرحانة : خلاص اجل اروح انا ومحمد للرياض ..
                      قاطعتها شيخة : بس هي قالت وحدة من البنات ماقالت جيبي اخوتس معتس
                      ناظرت عمها برجاء : يعني الحين لا وافقت هي على روحة محمد معاي
                      بترضى انت ..
                      هز راسه : والله يابنيتي مابيكم تروحون وتبعدون وانتم ماتدرون وش الدينا
                      ووش اللي بيجيكم هناك بس اذا امتس راضيتن عليتس واخوتس بيروح معتس
                      وش اقول غير حيل الله اقوى ..
                      حست نفسها بتطير من الفرح على هالقرار .. اخيرا بتشوف الرياض اللي
                      حلمت انها تروح لها .. واكيد اذا راحت هناك بتلقى نصيبها اللي بينتشلها
                      من حياة الفقر اللي تعيشها .. كان هذا تفكيرها اللي يراودها من فترة طويلة
                      والى هالحين وهي تعيش على هالحلم ..
                      رجعت لبيتهم وهي تفكر شلون تقضي هالأيام بالتخطيط لحياتها المستقبلية
                      واللي بيصير فيها .. وهالقرار بالنسبة لها كان يعتبر قمة السعادة ..


                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...