سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #91
    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \



    شافها وهي تصلي المغرب في الغرفة وقعد على السرير ينتظرها اول ماسلمت
    انتبهت لرجلينه قريب منها .. حست بحرارة بوجهها من قربه وبعد تردد التفتت
    له مبتسمة .. شافته لابس ثوبه وشماغه جنبه مد يده لها ومسكتها باحراج قربها
    منه وقعد يناظرها ويوم شافها منزلة راسها مستحية تكلم : لو سألتك وش اكثر
    شي تتمنينه الحين .. وش بيكون ؟
    رفعت راسها تناظره وحست انه قريب منها حيل حست بتوتر من الموقف بس
    ابتسامته شجعتها تتكلم : اشوف اهلي واسولف معهم ..
    ميل شفته وهو يحس بلهفتها بكلامها : تشوفينهم ان شاء الله بعدين .. بس اذا
    ودك تسولفين بخليك تكلمين واحد منهم الحين ..
    على طول قاطعته فرحانة : راكان ؟
    هز راسه بإيه ووقفت بكل حماس تبي تكلمه : تكفى ابي اكلمه الحين ..
    ماكان وده يعاندها ويخرب عليها فرحتها .. مسك جواله ودق على رقم الثابت
    في الشقة اللي يسكن فيها راكان .. سمعته يسلم ويطلب راكان باسمه .. : هلا
    والله .. اي هذا هي جنبي .. اوكي خذها ..
    مد لها الجوال وعلى طول اخذته منه .. : راكان ..
    رد عليها بلهفة : يا هلا والله يالنوري هلا بعروسنا .. حي هالحس اللي فقدته ..
    حست ان دمعتها على وشك النزول لكن قاومتها وجاوبته بلهفة اكبر من لهفته
    وفرحة اعظم : هلا بك ياخوي .. وربي انا اللي فقدتكم وفقدت لمة اهلي ..
    اخذ شماغه وطلع من الغرفة يبيها تاخذ راحتها بالمكالمة .. سولفت معاه وخذت
    علومه وهي مستانسة حيل انها سمعت صوته .. : راكان اذا جيت تبي تروح
    الديرة لا تنسى تمر علي .. ارسل معك غريضات لاهلي ..
    ابتسم على طول من كلامها .. هالانسانة ماتنسى اهلها حتى لو بعدت : ابشري
    اللي تبينه انا حاضر فيه .. الحين قفلي وروحي لرجلتس عيب تخلينه بلحاله ..
    ضحكت بقلبها وهي تتذكر كلامه معاها : زين بروح .. " وتلفتت حولها وهي
    تضحك " راكان شلون اقفله ؟
    سمعت صوت ضحكته العالية وابتسمت : وراك تضحك علي والله اني سبيكة
    بهالسوالف وما اعرف لها .. اخلص علي لا تفشلني عند رجلي ..
    تكلم وهو مازال يضحك : والله اني ما اضحك عليتس انا مثلتس اول ما اعرف
    لشي .. اجل اسمعي شوفي الزر الاحمر .. شفتيه ؟
    بعدت الجوال وشافته ورجعت الجوال عند اذنها : ايه اضغطه هو ؟
    رد على طول : ايه .. وماخلص كلمته الا الخط منقطع بينه وبينها مات ضحك
    على حركتها وهو يدعي لها ربي يسعدها ..
    اما هي حطت الجوال جنبها .. وقعدت على السرير مبتسمة .. حمدت ربها انها
    سمعت صوت احد من اهلها هالشي خلاها تحس براحة كبيرة رن الجوال جنبها
    وفزعت منه طلعت من الغرفة وشافته جالس بالصالة وهو كاشخ اشرت له بالجوال
    وقام على طول اخذه منها .. ورد على المتصل : هلا والله وغلا ..
    وقفت مكانها تناظره حست بفرحته من رده .. ماتدري من هاللي يكلمه .. التفت
    عليها وأشر لها على ساعته .. فهمت انه يستعجلها يطلعون رجعت لفت طرحتها
    اللي توها تصلي فيها .. وخذت شنطتها وراحت وراه .. وقفت عند الباب وهي
    تشوفه يقفله .. واول مامشى مشت معاه .. " الحين من هاللي مايطلع الحتسي الا
    معه .. ويقول ما اسولف " قالتها بقهر في داخلها .. ومشت معاه للسيارة ركب
    السيارة وشغلها وركبت معاه .. شافها تهز رجلينها وابتسم في خاطره هذي ثاني
    مرة ينتبه لهالحركة فيها واكيد انها الحين متوترة او متنرفزة منه .. : يالله اجل
    سو كل اللي قلت لك مابي ارجع الا وكل شي خالص .. واي شي ناقصك دق
    علي على طول تراني معتمد عليك بعد الله ..
    جاه صوته المستهزيء : اقول ضف وجهك وقابل مرتك ابرك لك .. حتى وانت
    توك متزوج ماتركتني بحالي .. قلت لك مليون مرة شغلي واعرفه وكل الاوراق
    المطلوبة وقعتها يعني وجودك الحين مثل عدمه .. بس سكر وانقلع واللي يرحم
    والديك ..
    ضحك بصوت عالي على اسلوبه وهو يصارخ عليه : يالله فمان الله ..
    وعلى طول مشى رايحين لمجمع الظهران .. هو مو بالعادة ينزل اسواق ابد بس
    الاجواء هالايام برد وماعندهم مكان يروحون له الا المجمعات والمطاعم وهالمرة
    كالعادة بهالطريق جمعتهم سوالف بسيطة .. بعد مابركن السيارة دخلو للمجمع ..
    ناظر ساعته : وين تبين تروحين ؟
    قعدت تناظر بالمحلات حولها ماتدري وين تبي تروح بالضبط : مدري ..
    مسك يدها ودخلو اول محل صادفهم .. كان يبيها تاخذ اي شي لها بس عيونها
    ماكانت على اللي بالمحل كانت مقهورة من اشكال البنات اللي تشوفهم .. طلعو
    بعدها وراحو لمحل عطور .. راح لقسم العطور الرجالية يبي يختار له عطر ..
    شافت قريب منه 3 بنات كانو يناظرونه راحت له ومسكت يده : طلال
    على طول التفت لها هذي اول مرة تناديه باسمه : هلا ..
    رفعت نفسها شوي تبي تقرب من اذنه : خلنا نرجع ..
    التفت لها : ليش ؟
    ماحبت تبين له اللي هي مقهورة منه : زهقت ..
    حس بيدها تضغط على يده بقوة : طيب تعالي نروح لمحل ثاني ..
    قاطعته على طول : لا .. لا ابي ارجع هالحين ..
    توقع انها متضايقة من المحل او ماعجبها وقبل مايطلع من المحل انتبه للثلاث
    بنات واقفين يناظرونه .. شعور غريب بداخله حس فيه وقتها على طول شال
    عينه عنهم وطلع .. لفو بالمجمع شوي بس حس انها متضايقة وصوت اذان
    العشا خلاه يستسلم اخيرا لرغبتها اول ماركب السيارة زفرت براحة .. كان
    حاس انها متوترة .. ماكان عارف ليش بالضبط هل لانها اول مرة تدخله او
    لانها تضايقت من البنات اللي في السوق رجح التوقع الثاني وهالشي ارضى
    غروره بداخله .. ومشو راجعين للشالية يقضون ثالث يوم لهم من زواجهم ..




    /
    \
    /
    \



    صار لها كم يوم تفكر باشياء كثيرة وماعرفت وش اللي تقرره او اي قرار
    تتخذه .. فضلت تستشير اهم اثنين بحياتها تحتاج لنصيحتهم في اي مشروع
    قبل تبدا فيه .. راحت له المكتب وطقت الباب ووقفت عند الباب تناظره ..
    كان منغمس باشغاله مابين جهاز اللاب واوراقه اللي يناظرها .. رفع راسه
    وشافها واقفة تناظره : هلا حبيبتي ..
    دخلت وقعدت على الكرسي اللي مقابل له : مشغول ؟
    حط الاوراق على جنب وابتسم لها .. : حتى لو مشغول افضي نفسي عشانك
    انتي امريني بس ..
    قعدت تشوف كومة الاوراق المتناثرة على مكتبه : لا اذا مشغول اتكلم معاك
    بوقت ثاني .. خلص بالاول وبعدها اجلس معاك واقول لك كل شي ..
    قام من مكانه وراح جلس قبالها .. : لازم الرسميات بكل مرة نتناقش فيها ؟
    انا عارف انه عندك شي تبين تستشيريني فيه تكلمي ياقلبي وش اللي بخاطرك
    حست بامتنان كبير لتفهمه هي كانت مندفعة بهاللحظة وتبي تقول له كل شي
    بخاطرها : شفت القرية اللي رحنا لها يوم زواج طلال ؟
    تكلم على طول : ايه وش فيها ؟
    حست باندفاع انها تقول له كل شي فكرت فيه وبدت تتكلم بكل شي : من يوم
    جيت وانا في بالي افكار كثيرة ولا ادري وش انفذ فيها .. تمنيت اقدر اسوي
    مشاريع هناك بس للأسف عرفت ان الأراضي لهم ومايبيعونها لاحد وادري
    انه مثل مافي هالقرية اكيد فيه غيرها .. ابي اشوف اذا يرضون اني ابني لهم
    مبنى صغير يعتبرونه دار لتحفيظ القران .. يكون وقف لأمي الله يرحمها ..
    اشرقت ابتسامته وهو يشوفها تسولف عن المشروع وحماسها له : ما اتوقع
    ابد يرفضون .. وانتي مو مسوية شي لك هذا لهم هم وانتي تبين الأجر لامك
    منه ..
    ارتاحت كثير لكلامه تدري وش كثر هالانسان كان اكبر سند لها بحياتها بعد
    ابوها : وفي شي ثاني بعد .. ودي اكمل اللي بدته لمياء معاهم بس ابي الكل
    يشتغل .. يعني انا اوفر لهم الخامات والمكاين وهم عليهم الخياطة ونحاول
    نبيعها لهم .. تعرف هذا اللبس الشعبي يستخدمونه باحتفالات المدارس واليوم
    الوطني وهالامور ..
    هز راسه لها باقتناع : عاد هالامور انتي ادرى فيها .. بس اذا انتي دارسة
    نجاحه ليش لا .. خلي الامر بالاول كمية بسيطة واذا حسيتي انه في طلب عليها
    زيدي الكمية ..
    ابتسمت له وكملت : وهذا اللي انا مفكرة فيه .. وفي شي ثاني بس مادري الى
    هالحين اذا احد بيقتنع فيه او لا .. بشوف لي اي وحدة فيهم ترضى تجي تشتغل
    عندنا بفرع الشركة .. يعني تكون مراسلة مسئوليتها تنقل الملفات والاوراق بين
    المكاتب وتجهيز القهوة ومن هالامور ..
    قاطعها على طول : مستحيل .. صدقيني مستحيل احد يرضى يعني شلون وحدة
    بتترك اهلها وتجي تعيش هنا .. و وين تعيش اصلا ؟
    سكتت شوي تفكر بعدها تكلمت بهدوء : ليش مستحيل الحاجة بتخليهم يرضون
    يجون .. وانا ماقلت ابيها شغالة تنظف هي لها شغلة تكسب منها اللي يفيدها ويفيد
    اهلها .. وبالنسبة للسكن بالملحق فوق .. انت شايف مافيه احد ..
    قاطعها : ميساء انتي من جدك ؟ من هاللي يرضون بنتهم تعيش عند ناس مالهم
    اي صلة قرابة فيهم ولا يعرفونهم ..
    كملت بابتسامة : ومن قال لك اني مافكرت بهالشي .. عشان كذا حطيت ببالي
    احتمالين .. اخت زوجة طلال او بنت عمها وبكذا احنا نكون اهلهم وما اتوقع
    يرفضون ابد .. وكل الثنتين تقول لي لمياء انهم فوق ال 25 ومو متزوجات ولا
    حتى انخطبو هذا معناه انه ماعندهم اي ارتباط ممكن يمنعهم من هالاقتراح ..
    حك راسه يفكر بكلامها .. مبين انها دارسة كل اقتراحاتها وسادة كل الثغرات
    فيها : توكلي على الله مادام عندك هالحماس كله .. الله يجزاك الف خير على
    هاللي تسوينه لهم .. واي شي تحتاجينه تعرفين اني ماراح اقصر معاك ابد
    انتي بس اطلبي وابشري بعيوني لو تبينهم ..
    قربت منه ومسكت يدينه وناظرت بعيونه : الله لا يحرمني منك يارب ..
    ابتسم لها وباسها بين عيونها : امين ويخليك لي يا ام بناتي ..
    قام على طول وقامت هي معاه : يالله اجل اخليك تكمل اشغالك وانا بروح انام
    الحين " باسته على خده وكملت " تصبح على خير حبيبي ..
    مسك يدها قبل تطلع : اخذيني معاك قبل تروحين ..
    طفت الانوار وطلعو من غرفة المكتب متوجهين لجناحهم كانت تحس بالرضى
    بعد مالمست هالتشجيع من زوجها .. وكل اللي تبيه الحين انها تكلم لمياء على
    كل هالقرارات عشان تمهد لها كل الطرق ..



    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      #92
      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \



      كانت متطمنة ان ابوها مسافر وامها نايمة بغرفتها وطارق نايم اكيد بشقته ومعاذ
      من اول الليل وهو نايم .. ومثل هالفرصة تستغلها عشان تكسب وقت تشوف فيه
      حبيبها صلاح .. صار له ساعتين قاعد معاها وبكل مرة يحاول انه يتقرب منها
      تتمنع عنه .. وماتسمح له بأكثر من تقبيلها .. : حبيبي قلت لك اكثر من مرة اذا
      تبيني اخطبني ولا تزوجنا اصير انا كلي ملكك .. تسوي فيني اللي تبي ..
      كانت تتكلم معاه بكل دلع وهو يشوف لبسها وحركاتها اللي تتعمد فيهم انها تفتنه
      ومع هذا كله ترفض انه يتمادى معاها .. : وش اقول لاهلي ؟ و وش تقولين انتي
      لاهلك ..
      حست بفرحة كبيرة بداخلها لانه لاول مرة يتجاوب معاها في موضوع الزواج
      وهذا معناه انه جد يحبها : عادي قول صديقة اختي .. وانت تفاهم مع اختك اكيد
      بتساعدنا ..
      مسك يدها وباسها : يسلم لي هالعقل الخطير ياعمري .. بس انتي اصبري علي
      كم يوم ادبر كل اموري واضبط لك الموضوع واخطبك ..
      قربت منه فرحانة : والله حبيبي ؟
      ابتسم لها : ايه والله .. " ناظر ساعته " يالله حبيبتي بروح الحين قبل يأذن الفجر
      ويقومون جيرانكم ..
      مسكت يده وهو يقوم : حبيبي الوقت عدى بسرعة مابعد استانست ..
      لبس جاكيته وسكره وهو يناظرها : الايام جاية ياقلبي ان شاء الله بعوضك ..
      قرب منها وودعها مثل كل مرة وداع حميم الى ابعد درجة .. ابتعد عنها وطلع
      مع الباب رايح لسيارته اللي موقفها ورا البيت ..
      طارق اللي كان توه راجع للبيت لمح من بعيد شخص طالع من بيتهم بس ماشاف
      وجهه قرب من البيت و نزل من السيارة وصوت له : معاذ ؟
      واول ماشافه يركض رايح لورا البيت ركض وراه يبي يلحقه .. بس كان اسرع
      منه ومالحقه .. رجع للبيت مثل المجنون يبي يعرف من هاللي طلع من بيتهم ..
      منال يوم سمعت صوت طارق وهو يصوت على معاذ وصوت الركض بالخارج
      رقت لجناحها قفلت عليها ودخلت الحمام ( تكرمون ) تبي تتسبح ..
      اما هو راح لجناح معاذ فتحه وشافه نايم بغرفته ومستغرق بنومه .. طلع وهو
      يحس الدم يغلي بداخله .. وشاف جناح ديما مولع .. فتح الباب بس ما انفتح معاه
      طق عليها بجنون : ديموووووووووه افتحي بسرعة ..
      ارتاعت من صوت صراخه وتزايدت نبضات قلبها وهي تسمعه يطق الباب اقوى
      من قبل وهو ينادي عليها .. راحت تركض للباب : هلا
      زاد طقه على الباب وهو يصارخ عليها : ديموووه افتحي الباب لا اذبحك اليوم ..
      " يارب استر " رددتها بداخلها وهي تقرب من الباب وتفتحه بخوف .. ماحست
      الا باعصار داخل عليها مسكها من شعرها وهو يتنفس بسرعة : من هاللي كان
      عندك الحين ؟ " وبصراخ " تكلمي
      حست انه يقتلع شعرها من قوة شدته : محد كان عندي والله انا جالسة لحالي من
      اول ..
      شدها بقوة من شعرها وطق راسها بالجدار اكثر من مرة وهي تصارخ .. قامت
      امه ومروى على صوت صراخهم .. وقربت منه : طارق وش اللي صاير ؟
      كان مايشوف اللي قدامه من الغضب : الواطية الحقيرة جايبة لي واحد مدري
      من هو للبيت .. والله لاربيها .. انا اللي بعلمها السنع .. كان يتكلم وهو يضربها
      بكل مكان بجسدها وهي تصارخ وتحلف انها ماسوت شي .. لحد مابدت تدوخ
      من ضربه لراسها اكثر من مرة وماعاد صارت تستوعب الاصوات اللي حولها
      كثير ..
      ضحكت بأعلى صوتها وهي تقول بخبث : ماهي غريبة عليها سوتها امها قبلها
      جاتهم منال وهي لافة الفوطة على شعرها : وش هالصراخ كله ؟ وش مسوية
      بعد ؟ " قالت هالكلمة تبي تثبت التهمة عليها وكأنها ماسكة عليها اشياء "
      قربت مروى منه تمسكه : طارق خلاص طقيتها .. البنت وجهها وراسها كله
      دم ..
      دفها بعيد عنه وكمل ضرب وسب فيها الى ان اختفى صوت صياحها .. وقف
      معاذ معاهم وهو يشوف جريمة اخوه البشعة .. وامه ومنال اللي يزيدون النار
      حطب بكلامهم المسموم رماها على الارض وطلع من البيت وهو يحس بنار
      تحرق قلبه .. مر عليه شريط حياته بهاللحظة كل شي سواه مع البنات شاف
      واحد يسوي باخته نفس اللي يسويه .. رجع لشقته مقهور من اللي شافه وهو
      مقرر يرجع لها من بكرة ويكمل اللي بداه اليوم .. حس انه لو قعد شوي كان
      ممكن انه يذبحها مكانها ..
      اما عند ديما اللي كان وجهها وراسها كلها دم ناظرتها مروى مفزوعة والتفتت
      عليهم : ليش تناظرونها احد يشوف البنت ماتت ولا بعدها حية ؟
      قعدو يناظرونها بخوف شكلها مايوحي ابد انها ممكن تعيش بعد اللي سواه فيها
      طارق .. قرب منها معاذ ومسك يدها بيدين ترتجف : منال تعالي شوفيها ..
      ضحكت امهم بسخرية وهي تناظرها : وش بيكون فيها بعد مثل كل مرة تنطق
      وترجع لنفس طريقها ..
      قربت منها منال ومسكت يدها حست فيها نبض خفيف : لا ما ماتت .. معاذ
      ودها للمستشفى اخاف تموت البنت ولا يصير فيها شي ؟
      رفع يدينه محتج : لا والله مالي شغل يروحون يلبسوني التهمة ويحطونها علي
      وابوي مسافر من اللي يطلعني لا سجنوني ..
      دفته عنها وهي تحركها : ديما .. قعدت تضربها على خدودها تبيها تصحى
      بس كانت في هاللحظة جثة هامدة ماتتحرك .. التفتت على معاذ وهي تصارخ
      عليه : معاذووه ودها المستشفى حرام عليك البنت بتموت ..
      كل واحد فيهم كان خايف من خبر موتها بأي لحظة ومعاذ كان يناظرها بخوف
      اكبر : كلمي عمي فيصل ..
      شافتهم واقفين عندها وراحت لجناحها بدون لا تنطق بأي كلمة وركضت مروى
      للتليفون تدق على عمها .. مارد اول مرة .. واعادت الاتصال مرة ثانية وردت
      عليها ميساء من سمعت صوتها تكلمت وهي تصيح : خلي عمي يجي ياخذ ديما
      للمستشفى ..
      كانات توها صاحية على صوت رنة الجوال ومن شافت رقم بيت اخوه استغربت
      الاتصال في هالوقت وردت : وش فيها ديما ؟
      كانت يدها كلها دم وترتجف : مادري تكفين بسرعة .. اخاف تموت ..
      سكرت منها على طول وصحت فيصل .. اللي قام بسرعة وراح لهم مجرد
      ماشاف شكلها طايحة على الارض ووجهها كله دم حس بدوخة من هالمنظر اللي
      يشوفه .. على طول شالها و نزل بسرعة ووداها على اقرب مستشفى ..




      /
      \
      /
      \




      اول ماوصل للمستشفى فتحو باب الطواريء ودخلوها على طول .. ماكان يدري
      شلون شالها وجابها للمستشفى الوقت بين طلعته من بيته الى وصوله للمستشفى
      كان جدا سريع وهو للحين ما استوعب شي .. ولا يدري حتى وش سبب اللي هي
      فيه الحين .. مر الوقت بطيء وهو ينتظر انه يسمع اي شي يطمنه عليها .. بس
      للحين محد طلع وقال له اي شي .. كان يشوف المصابين اللي يجيبونهم للمستشفى
      شاف من بعيد اثنين يصيحون ومبين عليهم ان اللي جايبينه للمستشفى توفى عوره
      قلبه وهو يتخيل نفسه بهالمكان .. تعوذ من الشيطان وتجاهل كل التوقعات اللي
      بداخله .. وهو يدعي ربي يطمنه عليها ماكان يسليه بهالوقت الا اتصالات ميساء
      كل شوي تتطمن عليها .. شاف الدكتور جاي له حس في ملامحه شي مافهمه وهو
      يردد بداخله " يارب احفظها "
      اقترب منه وناظره بكل غضب : من اللي معتدي بالضرب على البنت ؟
      قاطعه على طول : انت علمني الحين شلونها ؟
      كمل بنفس عصبيته : الى الان مغمى عليها وننتظر تفوق في اي لحظة ونقرر وش
      هي حالتها بالضبط الحمدلله ماتعرضت لارتجاج في المخ لكن في رضوض بالراس
      وهذا دليل انها تعرضت لضرب مباشر على الراس .. و احمد ربك انك جبتها في
      هالوقت الحرج يمكن لو تعرضت لضرب اكثر يسبب لها نزيف داخلي في المخ ..
      وغيبوبة قد تؤدي للوفاة ..
      كان يسمع كل شي وبداخله غضب على اللي سوى فيها هالسواة .. : يعني شلون
      الحين حالتها مستقرة ؟
      ناظر الاوراق اللي في يده : الى الحين ما تطمنا عليها لازم نعاود الفحوصات بكرة
      ونشوف وش اللي يطلع معانا .. بس الحين انا مضطر ابلغ الشرطة عن حالتها وهم
      يتصرفون بمثل هالحالة ..
      هالمرة ما اعترض ابد .. قد يكون بهالقرار ينقذها من هالوحوش اللي تعيش معاهم
      رد على اتصال ميساء وقال لها كل شي قاله الدكتور بعدها رد على اتصال مروى
      اللي كانت للحين تصيح : عمي تكفى وش صار عليها ؟
      صر على اسنانه وتكلم بغضب : من الحقير اللي طقها ؟
      سكتت شوي وتكلمت بعدها بخوف : طارق بس مدري ليش .. عمي تكفى شلونها
      طنش سؤالها وقال بقهر : لا تسوين ان امرها يهمك وكل هاللي يصير فيها من ورا
      راس امك .. وسكر منها بدون حتى مايقول لها وش اللي صار معاها ..
      ماجا الصباح الا المكان كله انقلب لساحة تحقيق وسؤال وجواب .. هالمرة ماراح
      يطاوعها مثل كل مرة ويسكت عن حقها .. تكلم وقال لهم عن طارق واستأذنو منه
      يرجعون اذا رجع لها الوعي ..
      راح للدكتور يتطمن عليها سأل عن مكتبه ودلوه عليه طق الباب واستأذن بالدخول
      وسلم عليه : شلونها الحين يادكتور ؟
      اشر له يجلس وبدا في الكلام : ما اقدر احكم على حالتها الا اذا فاقت واستجابت لنا
      بس ان شاء الله يكون كل شي فيها سليم .. اللي عرفته من الممرضات انه جسمها
      فيه اثار حروق هذا معناه انه مو اول مرة تتعرض للضرب صح ؟
      نزل راسه بأسف وهو يسمع كلام الدكتور اللي كمل : يعني عارف من زمان عن
      هالشي وساكت .. ؟ للأسف انت مشترك مع عائلة كاملة في هذي الجريمة البشعة
      و اللي خلاك اليوم تتحرك وتتكلم يوم شفتها على مشارف الموت ؟ انا مضطر
      اطلع الحين بتنتهي مناوبتي وراح يشرف على حالتها زميلي في العمل وانت بعد
      روح لبيتك وجودك الحين ماراح يغير شي .. حط رقمك هنا وهم راح يتصلون
      عليك اذا جد شي بحالتها ..
      قام يبي يستأذنه لانه شافه مستعجل يبي يطلع : ان شاء الله يادكتور مشكور وما
      قصرت .. انا بمشي الحين وان شاء الله راح ارجع قبل الظهر ..
      استوقفه قبل يطلع مع الباب : هالمرة ان شاء الله تعدي على خير .. انتبه لايصير
      لها مرة ثانية مثل اللي صار اليوم .. صدقني تجينا حالات كثيرة تعرضت للضرب
      والاعتداء الجسدي تسببت لهم بعاهات مستديمة والبعض يتوفون اثر هالتعذيب ..
      حس بتأنيب ضمير فظيع من كلامه .. اخر مرة هي استنجدت فيه لكنه خذلها و
      رجعها لهم يسوون فيها اللي يبون .. مايدري اذا هذي اول مرة يطقونها فيها ولا
      هالمرة لانها كانت الأقوى اضطرو يستعينون فيه .. اكثر شي اتعبه يوم عرف عن
      اثار الحروق اللي بجسدها .. ماكان يدري انه تعذيبهم وصل لحد الحرق وهالشي
      جدا صدمه واثر عليه .. مشى راجع للبيت وهو يعيش بصراعات مختلفة خوف
      وتوعد واصرار انه يتخذ موقف هالمرة .. اول ماوصل شافته كان منهار وهالشي
      واضح على ملامحه المتعبة .. : تعبان .. وابي انام لي ساعة او ساعتين وبروح
      لها المستشفى ..
      ماحبت انها تزعجه باسألتها .. اكيد لو عنده شي غير اللي قاله لها بالاول بيتكلم
      الحين .. طلعت معاه لغرفتهم واول ماحست انه بخير طفت الانوار وقبل تطلع من
      الغرفة ناداها : تعالي جنبي ابيك ..
      قربت منه ولمته في حضنها .. وقال لها على كل شي صار فيها .. كانت تسمعه
      وهي تتذكر وعدها لها اللي انشغلت بالدنيا ونسته .. بس بعد اللي سمعته اليوم راح
      تحاول بكل جهدها تعرف اي شي عنها .. يمكن لو عرفت كل شي عن امها ترتاح
      حتى لو كانت هالأم مو موجودة بالدنيا ..




      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        #93
        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \


        من رجعت من مدرستها مانامت فرحانة لانه اليوم طلال ونورة راجعين للرياض
        وهذا معناه انها خلاص بتستقر معاهم في البيت .. شافت الشغالات ينظفون لهم
        الجناح .. وراحت للمطبخ شافت الحلى اللي مجهزينه والقهوة .. ورجعت تقعد
        بالصالة تنتظرهم .. كانت لابسة فستان احمر قصير باكمام كت تزينه شريطة
        ساتان من تحت الصدر .. والميك اب مجرد لمسات خفيفة لانها صغيرة وماتحب
        تكبر عمرها .. شافت امها طالعة من المجلس وبيدها المبخرة : احلى يا ام طلول
        وش هالكشخة كلها ..
        ضحكت عليها وهي تقرب منها : انا دايم كاشخة شوفي نفسك اليوم تقول رايحة
        لمناسبة ..
        دارت على نفسها وهي مبتسمة : بالعكس ستايل ناعم جدا .. اصبري على ريسو
        لا نزلت الحين وربي تسوي بنفسها حفلة .. ماتنسى شي ابد لا اكسسوارات حتى
        تسريحة شعرها لازم تغيرها بكل طلة .. الله يعين اللي بياخذها 24 ساعة مقابلة
        مرايتها ..
        مدت لها المبخرة : خليها تسوي اللي نفسها فيه ومحد يتكلم عليها .. اجل تكشخ له
        ومايعجبه بعد .. روحي لجناح اخوك فوق بخريه وبشويش عن الطفاقة لا يطيح
        الجمر يحرق لهم الجناح ..
        خذت المبخرة وطلعت للجناح بهدوء .. كلمت الشغالة تنزل خلاص بعد ماتأكدت
        انهم منظفين كل شي وسكرت الجناح ونزلت تقعد مع امها .. بعد نص ساعة دخلو
        عليهم نورة وطلال سلمو عليهم وقعدو .. شوي وجابت لهم الشغالة القهوة والحلى
        وهي تناظر بنورة متشققة من الوناسة .. حتى الشغالة كاشخة معاهم اليوم ..
        شاف امه بتقوم تصب القهوة : ارتاحي يمه خلي سما تصبها ..
        لاول مرة تقوم وما تعارض كلامه .. صبت لهم القهوة وقعدت جنب نورة : ايه
        ماقلتي لي كيف الشرقية ؟ عساك استانستي
        ابتسمت على طول لها .. هي من الاول مرتاحة لها كثير : الحمدلله " واستغربت
        انها ماشافت رسيل معاهم " وين اختس ؟
        رفعت لها صحن الحلى تقربه لها : الحين بتنزل ليش ماتاكلين ؟ والله حلو انا اللي
        مسويته " قالتها وهي تضحك "
        التفت عليها طلال وهو مبتسم : ايه هين .. انتي لو اقول لك شلون شكل السكر
        ما عرفتي له .. " بعدها طالع في نورة وهو يكلم امه " من عرفتها وهي كل اكلها
        لقمتين وقامت .. توصي فيها خليها تاكل ..
        ناظرتها وابتسمت لها : ان شاء الله بتاكل .. هي بالاول تكون مستحية حتى الاكل
        ماتتهنا فيه .. بس احنا اهلها وان شاء الله بتاخذ علينا .. كلي يانورة لا تستحين ..
        هالمرة حست انه ابتسامتها من القلب دعت ربها انها تكون بالفعل معاها بهالطيبة
        وما تصطنعها قدام طلال .. بدت تفك شوي من حياها وتسولف معاهم .. جاتهم
        بعدها رسيل وهي لابسة تنورة فوشيه لنص الساق مع توب ابيض بسيور وعلى
        الجانب مرسوم قلب صغير بكريستالات فوشي .. مع الحلق الفوشي والصندل
        الابيض .. وشعرها اللي مخليته كيرلي ورافعته على فوق وتاركة خصلات منه
        نازلة على وجهها و كتوفها .. : السلام عليكم ..
        انبهرت من شكلها كثير رغم ان رسيل مو خارقة الجمال الا ان اناقتها تكسبها
        شكل ملفت وجذاب ردو عليها السلام وجات تسلم على طلال وزوجته .. وقعدت
        جنب امها .. نورة للحين ماحفظت اسمها كل مرة تسمعه وتنساه مو مثل اسم سما
        اللي حسته سهل وبسرعة ينحفظ ..
        كشرت وهي تشوفها لابسة تنورة جينز كحلي طويلة مع توب وردي باكمام طويلة
        بدون اي اكسسوارات .. حتى شعرها مخليته على طبيعته ومو قاصته او مسوية
        فيه شي ..
        ناظر فيها طلال واشر لها تنزل عيونها عنها .. وقال بصوت هامس مايبي نورة
        تسمعه : خفي على البنت لا تاكلينها بعيونك ..
        كان جالس معاهم وعينه كل شوي تروح لها بدت تاخذ راحتها وتسولف ولو انها
        حتى مع اهله خجولة .. لكنه شكر من قلب سما اللي مخليتها تضحك وهي تسولف
        عليها .. قام يتوضا بيروح لصلاة العشا .. وهو طالع مع الباب صادف سامي اللي
        توه بيدخل وقفه مكانه : ماتحس انه صار لك اسبوع مو شايفني ؟
        ابتسم باحراج وسلم عليه : هلا والله توني انتبه لك ..
        حط يده على كتفه : يالله امش معاي للصلاة ..
        وقبل مايكمل تكلم هو : بروح اتوضا والحقك .. اسبقني انت ..
        سحبه من يده يوقفه : وين مدرعم انت ..؟ يعني ماعرفت للحين اني صرت متزوج
        وزوجتي داخل ومو على كيفك تجي وتروح بدون ماتشوف الطريق اذا احد قدامك
        او لا ..
        " ول عليه هذا وهو اول يوم سمعني هالموشح " : ان شاء الله .. وتنحنح عند الباب
        وهو ينادي امه ..
        مات ضحك على شكله الى هالحين وهالانسان مازال فيه طفولة رغم انه مو اخر
        العنقود .. لكنه مدلل بشكل كبير وهالدلال مأثر عليه حتى شكله مافيه اي رجولة ..
        قامت نورة تصلي وراحت معاها سما توريها جناحها : معليش الجناح صغير بس
        على مايجيكم عيال ويكبرون نكون انا وريسو تزوجنا ويصير لكم هالدور كله وسام
        يدبر عمره ولا ينام بجناح الضيوف تحت ..
        ضحكت على كلامها وهي تشوف جناحهم المكون من غرفتين ( غرفة نوم وغرفة
        مكتب لطلال ) وصالة ومطبخ تحضيري " كاونتر " وحمام واسع ( تكرمون )
        كان هالجناح كله اكبر من بيتهم اللي يعيشون فيه هي واهلها كلهم .. حمدت ربها
        على نعمه والتفتت على سما : وين القبلة ؟
        تلفتت حولها وهي تحاول تتذكر وين القبلة فيه بهالغرفة وابتسمت ببراءة : تصدقين
        مادري .. بس تعالي صلي بغرفتي الين يجي طلال وهو يعلمك بعدين ..
        راحت مع سما لغرفتها توضت وصلت العشا وقعدو يسولفون .. رغم ان سما اصغر
        منها بكثير ويمكن تعتبر بنص عمرها الا انها ارتاحت لوجود احد ياخذ ويعطي معاها
        خصوصا انها تحب تسولف وتتكلم كثير .. عكس اخوها اللي ماتطلع منه السالفة الا
        بصعوبة ..
        بعد مارجع من الصلاة كان قاعد بالصالة مع امه ورسيل .. وكل شوي عينه تروح
        للدرج متوقع انها بتنزل هي وسما .. دخل عليهم ابوه قام على طول سلم عليه وحب
        راسه .. وبعد ماسولف مع ابوه التفت على رسيل : رسيل روحي نادي نورة تجي
        تسلم على ابوي ..
        قامت تروح تناديها ومن وصلت للدور الثاني وهي تسمع صوت ضحكها مع سما ..
        تحمدت ربها وراحت لهم : نورة ابوي تحت تعال سلمي عليه ..
        وطلعت بدون ماتتكلم غير اللي قالته .. اما نورة حست بارتباك فظيع هذي اول مرة
        من تزوجت تشوفه : سما عطيني شيلة من عندتس ..
        ناظرتها مستغربة : نعم ؟ تراه ابو زوجك ..
        هزت راسها بالنفي : شلون اسلم عليه تسذا وانا ماعمري شفته ..
        ابتسمت لها بخبث : هذاك تجلسين مع طلال وتلبسين له و انتي اول مرة تشوفينه ..
        طقتها على يدها : ومن قال لتس ما استحي منه .. ماتشوفيني ما اعرف احتسي لا
        قعدت معه ..
        سحبتها من يدها نازلين : امشي بس بكرة تتعودين على وضعنا ترى ابوي حبوب
        وينحب على طول ..
        اول ماشافها ماشية ورا سما اللي ساحبتها من يدها عرف انها مستحية .. ابتسم
        على اشكالهم .. وهو يشوف حمرة وجهها اللي تميزها لا استحت .. قربت تسلم
        عليه .. وقام لها ابو طلال وهو يهلي ويرحب فيها .. مسك يدها وجلسها جنبه ..
        وقعد يسولف معاها ويسألها عن اخبارها كانت تحس باحراج فظيع من هالموقف
        وعينها راحت له تبيه ينقذها من هالموقف اللي انحطت فيه : يبه خف على البنت
        شوي وتقطع عمرها من الحيا ..
        التفتت له بقهر حست انها متعمد يزيد احراجها .. ناظرها بابتسامة خفيفة حست
        وقتها ودها تروح له وتذبحه .. اما ابو طلال حط يده على كتفها وهو يكلمها : من
        اليوم ورايح انتي بنتي الثالثة .. لك كل الحب والدلال اللي لهم .. واي احد يزعلك
        علميني وانا اتفاهم معاه ..
        ضحكت برقة يوم فهمت قصده .. : ان شاء الله ..
        من اول ماجلست معاه حست بارتياح كبير له .. شخص مريح الى ابعد الحدود
        حست انه يحمل بقلبه حنان كبير واضح في نظراته لبناته .. وكل اللي فكرت فيه
        وقتها طلال اللي ما اخذ هالصفة من ابوه .. بالعكس تحس انه انسان جامد رغم
        انه اوقات يسولف معاها اوقات لكن ماحست منه اي مشاعر او بالاصح غموضه
        مو مخليها تعرف وش المشاعر اللي لها او لغيرها في قلبه ..




        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #94
          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \



          قاعدة بالصالة تناظر منال اللي جالسة باخر الصالة وجوالها بإذنها تسولف
          وهي كل شوي تناظر ساعتها تنتظر العشى اللي طالبينه من ساعة وللحين
          ماوصل .. : منووووو وجع سكري وتعالي اقعدي معاي .. اذا رجعتي البيت
          كلمي براحتك ..
          بدلع قالت له : حبيبي بروح اقعد مع خالتي وبعد العشى برجع البيت واكلمك
          .. خلاص حبيبي لا تزعل .. يالله باي ..
          وجاتها تصارخ : وانتي ماتخليني اخذ راحتي كل ماشفتيني اكلمه ازعجتيني
          سكري سكري ..
          قعدتها جنبها : اقول اقعدي بس لاحقة تكلمنيه الين تشبعين .. تعالي علميني
          ماقالت لكم ميساء شي عنها ؟
          ناظرتها مستغربة : من هي ؟
          زمت شفايفها بقهر من غبائها : من هي يعني .. زوجة سعيد الحظ طلال ..
          كشت على وجهها : مالت بس وانتي للحين تفكرين فيه .. مو قلتي خلاص
          بتاخذين ولد عمك وتفكيني من هالسيرة اللي امرضتيني فيها من زمان ..
          زفرت بقهر من كلامها : اووووف منو وبعدين معاك .. تكلمي لا تلعبين
          باعصابي ..
          قاطعتها بعصبية : لا ما قالت شي ولا سألتها اصلا .. يعني وحدة قروية
          تبينها تجي متعجبة .. اكيد مو قد المقام بس عاد هذا نصيبه ..
          ابتسمت بفرح على كلام منال : يعني صام وافطر على بصلة .. احسسسن
          والله ليندم على اليوم اللي راح لغيري فيه ..
          ناظرت ساعتها بملل : ياختي وين عشاكم ؟ بعدين هذا طلال خلاص شيليه
          من راسك .. انسيه الرجال راح لنصيبه وانتي ان شاء الله تتزوجين عزام
          وافتك من سالفتك اللي تغث ..
          كشرت من تذكرت عزام على طول : ووع ياكرهي له هالعزام الله يصبرني
          على ما بلاني ..
          ضحكت بأعلى صوتها : وش اللي بلاك انتي الثانية .. تراك انتي لزقتي فيه
          وتبين تتزوجينه بالطيب بالغصب ..
          انسدحت على الصوفا وغمضت عيونها : ابي اقهر طلالوه .. ابيه يندم علي
          ولا هالخايس اكرهه وما اطيق حتى شوفته .. وووع مغرور وشايف نفسه
          قامت وهي تشوف الشغالة تجيب لهم العشى اللي طلبوه : وليش زعلانة ياقلبي
          كلكم نفس النمونة .. يعني وافق شن طبقة ..
          رمت عليها الكوشية وهي تضحك : بس عاد انتي اللي الطيبة والتواضع
          مقطعينك .. الا تعالي وش صار على اختك ؟
          تكلمت بلا مبالاة : مافيها الا العافية بس منومينها الظاهر انها صارت مجنونة
          يعني ماتدري عن شي .. والله مدري وش سالفتها راحت لها مروى امس تقول
          ماتتكلم مع احد ولا هي دارية عن احد حتى عمي فيصل ماتتكلم معاه وطارق
          ماعاد شفناه من يوم جونا من مركز الشرطة يبون ياخذونه وابوي بيجي بكرة
          عاد نشوف وش اللي راح يصير معاها .. يابنت الناس هالبنت تغثني وسيرتها
          تجيب لي الغلقة وضيقة الصدر خلينا نتعشى تراني ميتة جوع ..
          بدو يتعشون ثنتينهم وهم يسولفون وكل وحدة فيهم همها اسعاد نفسها وبس ..
          بدون ماتفكر باللي حولها وش اللي يصير عليهم .. منال اللي اتفقت مع صلاح
          يجي يتقدم لها بعد شهر بعد ما تأكدت ان طارق ماشاف وجهه وتعيش هالايام
          اسعد ايام حياتها اللي بتجمعها مع الانسان اللي تحبه من 3 سنوات .. اما حنين
          كل همها تعرف كيف زوجة طلال وكل تفكيرها عن مشاعره واذا حب زوجته
          ولا للحين يحبها هي .. وهل هي احلى منها .. وكل هالامور اللي تثير غيرتها ..
          وبولد عمها اللي عرفت انهم ماخطبو له للحين ولو انهم مرشحين له كذا وحدة
          بس ماتقدمو رسمي .. واذا جوهم من بكرة راح تقول لهم امها على موافقتها ..
          وانها استخارت وفكرت وحست نفسها مرتاحة له .. كانو يشتركون في نفس
          الاحلام التافهة .. ويفكرون يبنون حياتهم على اساس من هوا .. فارغ ماراح
          يكون له اي قيمة ..




          /
          \
          /
          \



          كانت نايمة في فراشها تصيح .. صار لها كم يوم من عرفت من سلمان
          انه ماعاد يجي للمدرسة وهالشي أكد لها مخاوفها من انه ماراح يرجع لها
          وهي اللي من حست انه طول ماجا لهم عورها قلبها كثير وتوقعت ان
          زواجها منه ماراح يتم ابد .. شكت انه اهله رفضو رغم انها ماتدري وش
          هي اسباب رفضهم لكن هروبه واختفائه معناها انهم رفضو والدليل انه
          ما رجع لهم مع اهله مثل ماوعدهم انه باخر الاسبوع راح يجيبهم والحين
          صار لهم حول الشهرين ومابعد جو .. على طول تطري في بالها شيخة
          اللي راح عنها سعد وتزوج غيرها .. والحين هي تواجه نفس مصير اختها
          اللي الى هاليوم ماجفت دمعتها .. رغم رجعته لها وطلبه الزواج منها الا ان
          هالطلب كان كفيل بأنه يفتح كل جروح الماضي ويستنفر كل مشاعرها اللي
          كبتتها من زمان ..
          حست بيد تمسح على شعرها ورفعت عينها شافت سارة تناظرها : وشوله
          هالصياح كله .. اللي بيروح بكيفه عسى الله لا يرده .. واذا هو شاريتس
          ويبيتس صدقيني بيرجع لتس .. بس لايضيق صدرتس وتنكدين على عمرتس
          هذا هي شيخة زعلت عمرها كله ويوم جاها ردته .. تكفين ياموضي والله
          ما استانس الا لا شفتس مستانسة ..
          غمضت عيونها وهي تسمع كلام سارة .. حست انها تواسيها وكأنه فعلا
          راح وماعاد راح يرجع لها .. ماكان احد يدري وش اللي بقلبها له .. يمكن
          كانت متعلقة فيه بالأول .. لكن بعد ماتقدم لها وصار الكل يردد اسمه عندها
          حبته وتعلقت فيه اكثر من قبل .. : خليني بلحالي ياسارة .. شوي واجيكم
          سحبتها تقومها : لا مانيب مخليتس .. وبتقومين معي الحين رجلتس على
          رجلي .. ترى الصياح مايرد احد لو صحتي من اليوم الين باتسر لو بيرجع
          احد تسان رجع ابوي اللي الى هالحين واحنا نصيح عليه موضي عن الهبال
          واقعدي معنا واذا الله كاتبه من نصيبتس بيرجع لتس ولو عقب سنين ..
          مسحت دموعها وهي تناظر سارة : بس هو اختفى وماندري وينه .. وش
          اللي يدريني الحين اذا هو يبيني ولا هون ؟
          قعدت ترتب لها شعرها : انتظري عليه شوي .. لو انها شهرين واذا ماجا
          عنه خبر بقلعته الله اللي جابه بيجيب غيره وبيجيتس نصيبتس انتي توتس
          صغيرة وشباب الديرة واجد اللي بياخذون من عمرتس مو مثلي انا وشيخة
          اللي كل اللي كبرنا واكبر منا اعرسو من زمان ..
          كلامها كان فعلا صحيح كل شي تقوله عين العقل وهذا الواقع ماتنكره ابد
          بس اللي ماتعرفه سارة انها تحبه وتموت عليه .. وان هالحب هو اللي مزود
          عذابها الحين ومخليها ترهق نفسها بهالتفكير .. وكل اللي يدور في بالها ليش
          راح بدون سبب على الاقل لو جا وتكلم وقال ان اهله رافضين كانت بتنصدم
          لكن بيظل حبه في قلبها .. مهما انجرحت الا انه راح يبقى له صورة حلوة
          بداخلها ..
          لكن هروبه من الواقع واختفائه معناها انه ماقدر يواجههم بشي ولا برر لهم
          سبب تأخره .. قامت مع سارة وهي تخفي مشاعرها بقلبها ابتسمت ابتسامة
          بسيطة : عسى الله يرزقتس بالرجل الصالح اللي يسعدتس خلينا نطلع نقعد
          معهم .. ولا لو قعدت بلحالي انهبلت ..
          طلعت وقعدت مع اهلها بمكانهم المعتاد كل يوم .. ومن شافت امها عيونها
          من ورا البرقع .. عرفت على طول انها كانت تصيح .. حست بجرح كبير
          بداخلها حياتها كلها هموم وماعرفت للسعادة طعم .. كل ما اهدت لها الدنيا
          افراح جاتها هموم اكبر واثقل .. بناتها اللي كل ماتمنت تفرح فيهم كانت
          الظروف اقسى منهم .. حتى فرحتهم بنورة ما اكتملت وهم ينتظرون نايف
          اللي خطب موضي قبل يجيهم طلال يخطب نورة .. والى هالحين ماعاد
          جاهم منه خبر .. وهالشي كان موجع لهم الى حد كبير .. توجهت بقلبها
          لله تدعيه يوفق بناتها وعيالها وييسر امورهم " يا الله انك تفرحني فيهم قبل
          لا تاخذ عمري يارب العالمين "




          /
          \
          /
          \

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            #95
            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            /
            \
            /
            \


            جلس في مكتبه يقلب ملفها الطبي بغضب .. : يعني هي متعرضة للتعذيب
            الجسدي من زمان .. وانت تقول اثار الحروق من فترة طويلة يعني ممكن
            تكون من كذا سنة صح ؟
            تكلم الدكتور وهو يشوف نتائج الفحوصات اللي اجروها عليها : هذا اللي
            انا اتوقعه .. بس للأسف مالقينا منها اي تجاوب ابد .. وما هي راضية
            تتكلم معانا او تجاوب على اي اسألة حتى عمها اللي جلس معاها لحاله
            وحاول ياخذ منها اي كلمة عشان التحقيق .. بس للاسف للحين ماتكلمت ..
            ناظر ساعته وهو يشيل ملفها ويقوم : اكيد انها تتعرض لمشاكل عائلية في
            البيت .. ممكن يكون الضرب لهالدرجة اسبابه اخلاقيه .. بس بما ان اثار
            التعذيب بجدسها من زمان معناها انها تعاني من تعذيب جسدي من فترة
            طويلة وهذي مشكلة لازم تنحل قبل لا ترجع للبيت . طيب ما سألت عمها
            وش اسباب الضرب .. او كيف هي تعيش حياتها ؟
            هز راسه بالنفي : لا .. وانا انصحك تجلس مع عمها وتعرف عنها كل شي
            قبل تروح لها .. لا نها مو متقبلة احد اصلا ..
            حس انه كلام الدكتور منطقي : وينه عمها موجود ؟
            قام وهو شايل الاشعة والتقارير بيده : ايه توني شفته من شوي .. انا بروح
            وبرسله لك وانت شوف شغلك ..
            دقائق وجا عنده فيصل اول ماطق الباب رحب فيه : هلا والله اخوي تفضل
            مد له يده وصافحه .. جلس على الكرسي المقابل لمكتبه : امرني ..
            تكلم بكل شي يخصها سأله عن حياتها ومعيشتها .. كل تفاصيل حياتها اللي
            عاشتها عند ابوها من يوم جات من عند امها كان متأكد ان هالانسانة واقعة
            تحت رحمة مجموعة وحوش .. واكد له هالكلام فيصل اللي اثبت له انه هذي
            مو اول مرة تدخل المستشفى بسبب ضربهم لها . بس كل مرة كانت تروح
            مستشفيات خاصة وترفض انهم يبلغون عن اخوانها وابوها اللي طقوها ..
            كان يسجل كل شي في الاوراق اللي قدامه .. يبي يدرس حالتها الاجتماعية
            من كل النواحي .. : اوكي اخوي ....؟
            بادره على طول : فيصل ..
            ابتسم له : حياك الله اخوي فيصل .. واتمنى هالمرة انك ماتتخلى عن بنت
            اخوك وانت السند الوحيد لها بما اني عرفت ان ابوها واخوانها كلهم مشتركين
            في الاعتداء الجسدي عليها هذي مسئوليتك انك تمنعهم يوصلون لها .. هالمرة
            كانت حالتها جدا خطيرة والحمدلله عدت على خير . بس انت تعرف مو كل
            مرة تسلم الجرة ..
            ناظر باسمه البارز على سطح مكتبه .. الدكتور متعب ال ..... ,, اخصائي
            اجتماعي .. : ان شاء الله .. مشكور اخوي متعب ماقصرت ..
            قام وهو رايح لغرفة ديما مع عمها .. كان يفكر بهالانسانة اللي صار لها كم
            يوم بالمستشفى ومازارها الا عمها وثنتين بس .. ماشاف ابوها او اخوانها
            او اي احد من اقاربها تسائل بداخله اي قلوب يمتلكون هالبشر .. كيف بكل
            سهولة يتلذذون في تعذيب انسانة بريئة بدون ادنى محاسبة للنفس او الضمير
            لانه لو حاسبو انفسهم كان ممكن يراودهم شعور الندم بعد اول مرة .. لكن
            تكراراهم لهالطريقة الهمجية في التعامل معناها انهم بلا قلوب .. والمجتمع
            للأسف فيه كثير من القلوب اللي تجرد اصحابها من كل معاني الانسانية و
            تفننو في تعذيب الابرياء .. انتظر عمها اللي دخل قبله عندها .. بعدها سمح
            له يدخل معاه لغرفة ديما ..




            /
            \
            /
            \



            انتهى الفصل الأول

            تعليق

            • انثى من الخيال
              V - I - P
              • May 2009
              • 1602

              #96
              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              يعطيك الف عافيه مزون

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                #97
                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                الله يعافيك
                مشكوره على مرورك

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  #98
                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  الجزء السابع
                  الفصل الثاني ‎‎‎‎



                  /
                  \
                  /
                  \



                  { ... يوما ما ..
                  كنا على اعتاب الطفولة ..
                  نراقص الأحلام حينا ..
                  ونشدو بأعذب الأمنيات حينا اخر ..

                  يوما ما ..
                  التقينا انا وانت .. على رصيف الذكريات ..
                  تبادلنا اطراف البراءة .. واسكنتك في داخلي ..
                  " هنا " ناحية الصدر شمالا ..

                  واليوم ..
                  جمعتنا الأقدار سوية ..
                  فغيبت الالام ملامحك قسريا ..
                  وماعدت حتى اعرف من انت ..!



                  رغم كل محاولاته المضنية انها تتكلم او تقول له شي من اللي صار الا ان
                  الصمت كان الجواب الوحيد في كل الحالات استسلم بالأخير لرغبتها وطلع
                  من الغرفة مع عمها : تبي نصيحتي ؟ خل حالتها تتحسن بالأول واعرضوها
                  على طبيب نفسي .. بما انك تقول انها تعرضت للتعذيب هذا معناه ان حالتها
                  جدا صعبة واكيد ماتعتبر نفسها مثل الناس .. واذا تبيني اساعدك انا مستعد
                  اكلم صديقي يشرف على حالتها ..
                  مد له يده يصافحه : مشكور اخوي ماتقصر والله انا من فترة مفكر بهالشي
                  لكن ماقدرت اسوي شي مع وضع اهلها وابوها ..
                  ابتسم وهو يناظره .. : والله لو منت اخوه كان بردت قلبي .. وقلت كل اللي
                  بخاطري .. للأسف حالة بنت اخوك مو اول حالة تصادفنا الحالات كثيرة
                  واغلب المتضررين اطفال .. رغم ان اغلب حالات الاعتداء الجسدي تكون
                  من اشخاص يعانون من امراض نفسية .. او مدمنين " وبعد تفكير " تعال
                  معاي للمكتب نتفاهم على كل شي .. توجهو اثنينهم لمكتبه .. واول مادخلو
                  جلس على مكتبه وجلس فيصل في الكرسي المقابل له : ابي اسألك مجموعة
                  اسألة واتمنى انك تجاوبني بكل صراحة ..
                  اشر له بيده يتكلم : تفضل ..
                  فتح احد الادراج وطلع له مجموعة اوراق وبدا يسأله : اخوها اللي يطقها هل
                  يعاني من امراض نفسية ؟
                  فيصل : لا .. حسب معرفتي فيه ابد ..
                  ركز نظره بالاوراق اللي معاه وكمل اسألته : اوكي يعاني من اكتئاب وتقلب
                  مزاجه ؟ شهيته للأكل ضعيفة ؟ احمرار بعيونه
                  ابتسم على كلامه : والله انا ما اشوفه كثير اصلا عشان احكم على تصرفاته
                  بالنسبة للمزاجية تقريبا هو شخص مزاجي ودايم متضايق وطفشان ..
                  قاطعه : ونومه ؟ طبيعي
                  بعد تفكير طويل : اغلب الاوقات ما ينام بالبيت .. لكن من النوع اللي ممكن
                  يواصل لساعات طويلة ..
                  كان يستمع له وهو يدون كل اللي يقوله : ما اقدر احكم عليه الا من اشخاص
                  معايشينه تماما .. لان الضرب بهذي الوحشية مايكون الا من اشخاص مغيبين
                  الذهن اما مؤقتا بالحبوب والمخدرات .. او بشكل دائم بسبب امراض عقلية او
                  نفسية .. عموما هذا رقم صديقي طبيب في مستشفى الصحة النفسية .. ابي
                  منك وعد تاخذها له بمجرد خروجها من المستشفى حتى لو رفضت انها تروح
                  وانا راح اكلمه واشرح له اوضاعها كلها ..
                  ابتسم له وقام يشكره .. طلع من عنده وهو يضحك بداخله على اسألته اذا كان
                  الضرب في نظرهم لهالاسباب معناها كل العائلة مريضة نفسيا او عقليا لان
                  الكل يضربها بدون استثناء ..
                  رجع لها غرفتها وشاف ابوها عندها وهي نايمة سلم عليه وقعد جنبها : متى
                  وصلت ؟
                  كان يناظر وجهها المبقع بألوان مختلفة وراسها الملفوف بشاش مغطي اغلبه
                  وابرة المغذي المغروزة بيدها : توني من شوي .. وش مسوية هالمرة ؟
                  ناظره باستهزاء : وبتحطها على راسها المسكينة مثل كل مرة ؟ اسألك بالله
                  انت عمرك شفتها تسوي شي اصلا عشان تغلط ... راضية بحالها وساكتة
                  ولا عمرها اشتكت واذا صار الغلط وانطقت بعد حطيتو اللوم عليها .. ياخي
                  خاف ربك فيها تراها بنتك من لحمك ودمك ماجبتها من الشارع ..
                  انقهر من اسلوبه معاه وهو يجادله صر على اسنانه وقال له بغيض : ومن
                  انت عشان تعلمني شلون اتصرف معها .. وانا وش يدريني اصلا انها بنتي
                  يمكن تكون بنته هو ..
                  وقف يقاطعه : ومادامك ماتأكدت اذا هي بنتك او لا .. ليش ماخليتها تروح
                  عند امها اللي ولدتها على الاقل هي متأكدة انها بنتها .. ورحمتها منك ومن
                  مرتك وعيالك اللي ماريحوها ..
                  قرب منه ومسكه من رقبته : مالك شغل بحياتي .. اسوي اللي ابي وهالبنت
                  بربيها على كيفي واذا تظن انها بتتمرد علي وتمشي طريق امها بذبحها قبل
                  تفضحني بين الناس ..
                  كتمت انفاسها وهي تسمع نقاشهم الهامس " يمكن تكون بنته هو ! " ترددت
                  هالكلمة بداخلها .. طعنة جديدة اوجعتها .. انتظرت عمرها كله تبي تعرف
                  شي عن امها .. ويوم عرفت اليوم شي عنها لقت نفسها في دوامة جديدة ..
                  من هو ابوها .. وهاللي عاشت عمرها معاه ورباها من يكون بالنسبة لها ..
                  هنا جاوز الألم حدود احتمالها .. كان ودها تصرخ فيهم تبي تبعدهم عنها
                  تبي ترتاح من هالحياة اللي تعيشها حتى عمها اللي تحبه يمكن يكون شخص
                  غريب بالنسبة لها .. ومجرد ما اختفت اصواتهم وعرفت انهم طلعو من
                  الغرفة .. بدت تسترجع كل الكلام اللي سمعته .. ابوها ماكان الرجل الوحيد
                  بحياة امها .. او بالاصح هالرجل الغريب اللي ماتدري وش صلة القرابة
                  بينهم ..
                  دخلت عليها الممرضة مبتسمة وبيدها الابرة المسكنة شافتها تحرك يدينها
                  وكأنها بتقوم .. : ايه ..؟ عاوزة اية ؟
                  مسحت دموعها بيدها : ابي اموت .. تكفون خلوني اموت .. مابي اعيش
                  مسكت يدها ووقفت جنبها تتأملها كل من يشوفها يعرف في ملامحها حالة
                  الضياع اللي تعيشها .. واستها بكلمات كانت في نظرها مالها اي قيمة تذكر
                  الا انها تحصيل حاصل شي يقال ويتكرر وبالاخير راح ترجع لنفس العذاب
                  اللي تعيشه .. نفس الألم يتكرر باختلاف نوع العذاب بكل مرة .. ام مجهولة
                  وقذف في العرض والشرف .. تعذيب جسدي ونفسي واخيرا اب مجهول
                  الهوية هو الاخر .. غمضت عيونها وهي تحس بوخز الابرة الخفيف وفي
                  داخلها صراعات مؤلمة جدا ..



                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    #99
                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    بعد غيابه اللي امتد لفترة مو قصيرة رجع هاليوم .. كان مرهق نفسيا ومحتاج
                    للراحة .. تغيب اسبوع واجبرته عملية الزايدة ان يتغيب اسبوع اخر .. ماكان
                    ابد يفضل الهروب .. لكن في حالته الهروب ارحم له بكثير من الصراحة القاتلة
                    صعب جدا انك تخذل شخص كيف اذا خذلت عائلة بأكملها هنا بالنسبة له تكمن
                    قمة الصعوبة .. يحس انه خذلها هي واهلها وابوها المقعد .. ماكان يملك خيار
                    ثاني ابد .. كان صادق في مشاعره ولكنه اخطأ بتسرعه .. وحبه الوليد دفن في
                    مهده بسبب عادات بالية اكل عليها الزمان وشرب ومادام خطى كل الخطوات
                    بنفسه بكل شجاعة .. هالخطوة لازم يستجمع كل شجاعته وينهيها .. كان شعور
                    مخجل بالنسبة له لكن افضل بكثير من الهروب .. : السلام عليكم ..
                    ابتسامة فرح اعتلت وجهه وهو يشوفه جاي بعد طول انتظار : وعليكم السلام
                    مد له يد يصافحه .. لكنه دنق عليه يحب راسه : شلونك ياعم عساك بخير ؟
                    مازالت ابتسامته النقية تزين وجهه البادية عليه علامات الكبر ومتاعب الدنيا
                    وهمومها : بخير وانا عمك .. يالله لك الحمد ..
                    كان يحس انه مجرم بهاللحظة ملامح الفرحة اللي بادية على وجهه متأكد انها
                    راح تختفي بعد دقائق بس .. ماكان يبي هالحلم ينتهي بهالمكان لكن لازم يكون
                    صارم بقراره ومع الأيام قد تغتفر غلطته : والله مادري وش اقول لك ياعم
                    بس ان شاء الله انك تقدر وضعي وتفهمني ..
                    شاف تغير ملامح وجهه وحس بتأنيب ضمير كبير .. تردد كثير قبل مايكمل
                    كلامه : انا كلمت الأهل على موضوع الخطبة .. لكن الوالد رافض اخذ من
                    برا العايلة .. ويبيني اخذ من بنات عمي وانا ما اقدر اكسر كلمته .. " ماكان
                    يبي يقول له سبب ابوه للرفض .. ماكان يبي يكبر المشاكل يكفي ان الرفض
                    بحد ذاته موجع " ادري انه مالي حق اجي اقول هالكلام الحين ويشهد علي
                    ربي اني ماجيت لكم ولا خطبت وتكلمت الا وانا شاري بنتكم بس الله ماكتب ..
                    وماجيت اليوم الا ابيك تعرف بكل اللي صار وابيك تعذرني .. ادري انه مالي
                    عذر ولا فيه شي يشفع لي ..
                    اشر له يسكت كان الكلام كافي انه يوضح له كل الموضوع شافه مرتبك ومو
                    عارف يرتب كلامه .. كان واضح عليه الاحراج مو عارف يجمع كلامه زين
                    او حتى ينسقه : الحمدلله على كل حال .. مسموح ياولدي روح الله يسهل لك
                    دربك .. وبنتي بيجيها نصيبها الله اللي خلقها قسم لها رزقها ومحد موقفه ابد..
                    نبرة الخذلان اللي لمسها بصوته كانت مؤلمة بالنسبة له كره نفسه كره كل شي
                    وقف بينه وبينها .. كان فعلا يبيها بس اللي يصير غصب عنه ومهما صار ما
                    يقدر يغضب ابوه لأي سبب من الاسباب .. ممكن مع الأيام ينساها ويروح كلن
                    لنصيبه .. فرك يدينه بتوتر ماكان يدري اذا يحق له بهالطلب او لا .. : والله
                    اني جاي اقول لك اليوم عشان لا تقول ماهو قد كلمته .. وماتتصور وش كثر
                    هالموقف صعب علي .. بس ابيك تعرف اني بحاول اقنع ابوي برغبتي واذا
                    الله كاتب لي نصيب معاها باخذها .. بس مابي اوقف في طريقها متى ماجاها
                    نصيبها الله يوفقها ..
                    كان هالكلام يطعن بقلبه قبل يتكلم فيه .. كان اصعب شعور له هو انه خذلها
                    مايدري الحين لو عرفت باللي صار وش يكون موقفها .. غمض عيونه مايبي
                    يفكر اكثر .. الجلسة اليوم مختلفة كثير عن اللي قبل .. فرق شاسع مابين بداية
                    حلم .. وبين قتله على الطريقة التقليدية .. اعجب بشجاعة الشخص اللي جالس
                    قدامه كيف انه تقبل الموضوع ومارفع صوته او كبر المشكلة .. ماكان يدري
                    انه تعرض في حياته لمتاعب اكبر علمته الصبر حتى في اصعب الظروف ..
                    تسائل بداخله اي قلب مثقل بالجراح يحمل هالانسان ومع ذلك يبتسم في وجه
                    اقسى الظروف حس انه اليوم مجرم قتل الفرحة في قلب يستحقها وبجدارة
                    مايدري وش الكلام اللي دار بعدها كان شعور القهر بداخله مسيطر عليه ومو
                    مخليه يركز باللي حوله ابد استأذنه راجع بخطوات مكسورة .. مايبي يلتفت
                    وراه ويشوف وش اللي خلفه قراره المتسرع ركب سيارته راجع لشقته اللي
                    تجمعه مع مجموعة المدرسين .. ورغم احساس الألم الكبير اللي بداخله الا انه
                    ارتاح من التفكير في هالموضوع اللي اتعبه من فترة .. ممكن تكون صراحته
                    موجعة .. لكنها اهون من الانتظار اللي ماينعرف وش تاليه ..


                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \


                      رغم انها طلعت مع خواتها وبنات عمها من بعد صلاة العصر لوحدة من بنات
                      الديرة يقضون وقت العصر عندها ويتقهوون الا انه فكرها كان مشغول باللي
                      جاي لابوها .. تعليقات البنات عليها كانت تزيد الفرحة بقلبها .. بداخلها كبر
                      شعور الفرح انه رجع لها وماخذل انتظارها ابد .. انتبهت من سرحانها على
                      صوت سارة اللي تقول بأسى : راحت نورة والحين انتي وانا متى يجيني حظي
                      واعرس واروح للرياض ..
                      كانت حاطة يدها على خدها وتناظرها : وراتس ماطريتي العرس الا عقب ما
                      جانا نصيبنا انا ونورة ... ولا قبل راضية بحالتس وماتكلمتي ..
                      تكملت بحماس : قبل ماكنت اظن احد بيخطبنا الا من الديرة .. بس دامه جاتس
                      نصيبتس وجا لنورة بعد وش اللي قاصرني مايجيني واحد من الرياض يخطبني ..
                      كانت اوقات تكره فيها مقارناتها الكثيرة واللي تحسسها انها تحسدهم على نصيبهم
                      اللي جاهم : النصيب الله اللي كاتبه .. لو سعيتي بيديتس ورجلينتس غير اللي الله
                      كاتبه مابيجيتس مير اركدي وعن الطفاقة والحسد ..
                      شهقت وضربت على صدرها : افا يابنت عمي الحين انا احسدكن ؟ والله اني
                      مابي الا مثل حظن ..
                      قاطعتها وهي تضحك : هذاتس قلتيها الحين حاسدتنا على حظنا وكل ماقمتي و
                      قعدتي قلتي ليش يجيكن وانا مايجيني ..
                      قربت منها شيخة ومسكتها مع يدها .. وتكلمت بهمس : فضحتونا اسكتن يامال
                      الصلاح .. هرجكن الفاضي قولوه لا رجعنا هالحين كلن بيحتسي عنكن ..
                      بعدت يدها عنها وقالت بجدية : وشوله اسكت انا .. سكتيها هي اللي من جلسنا
                      وهي حظتس وحظتس .. وش حظه ياحسرة هاللي تحتسي عنه ..
                      عم الصمت المكان والكل انتبهو لهالنقاش الحاد .. كانت الجلسة فيها مجموعة
                      من بنات الديرة القريبات منهم واللي حتى علاقتهم فيهم مو ذاك الزود .. لكن
                      هالنقاش خلا الكل ينتبه لهم ويركز على كلامهم .. قامت موضي على طول
                      طالعة لانها تعرف سارة لسانها طويل ومستحيل تطلع من هالحرب خسرانة
                      بتقعد تراددها بالكلام وبتكبر السالفة .. لبست عباتها وتغطت وطلعت .. مشت
                      وراها هيا ومسكتها مع يدها .. صرخت فيها : هيونة وخري عني مالي خلق
                      احد لا تخليني احط حرتي فيتس ..
                      شدتها بقوة ووقفتها : ويهون عليتس تغلطين علي وانا مالي ذنب .. بعدين وين
                      تروحين له والرجال قاعد مع عمي عند بيتكم .. ياموضي سارة وتعرفينها من
                      زمان ماهوب اول مرة وهذا حتسيها .. تعوذي من ابليس وارجعي معي نقعد
                      معهن ونسولف الين يذن المغرب ..
                      ابتسمت بخاطرها على كلامها : برجع عشانتس انتي .. ولا اختس ذي يبي لها
                      من يقص لسانها ..
                      رجعو ثنتينهم وقعدو مع البنات .. كانت جالسة بين شيخة وهيا وماتناظر سارة
                      ابد .. ماكانت تبي تحتك فيها لانها ماتبي تزعل منها وتكبر بينهم المشاكل مع
                      الوقت بيروح كل اللي بخاطرها وبتسولف معاها وتضحك مثل كل مرة بعد
                      مشاحناتهم .. بعد ماغربت الشمس رجعو كل البنات لبيوتهم كانت تحس بلهفة
                      كبيرة تبي تعرف وش صار عليه اتفاق ابوها معاه .. وكل ماقربت من البيت
                      تزيد نبضات قلبها تسارع وقوة ماشافت ابوها بالخارج وسارعت خطواتها
                      تبي تسمع الاخبار منه .. دخلو البيت ودخلت تتوضا وهي تسمع اذان المغرب
                      كانت تشوف نظرات ابوها لها وهي تدري انه ماراح يتكلم الا بعد مايصلي ..
                      ورغم هذا كانت لهفتها اكبر من احتمالها كانت تتمنى لو بيدها تروح وتسأله
                      عن كل التفاصيل .. ومتى موعد العرس ومتى اهله بيجون .. لكن كبتت كل
                      هاللهفة تنتظره يكلمها بنفسه .. صلت المغرب بغرفتهم وقعدت تسبح مكانها
                      سمعت صوته بالصالة يناديها .. حست قلبها طاير فرح كان ودها انها تسابق
                      الوقت وتروح له بس هدت نفسها وطلعت له : سم يبه ..
                      اشر لها على مكان جنبه : تعالي وانا ابوتس ..
                      تذكرت نورة وموقفها يوم قال لها على خطبتها .. وتمنت وقتها تعرف اذا
                      هي مبسوطة او تعيش بحزن قعدت جنبه وهي منزلة راسها منتظرته يتكلم
                      ويقول لها كل التفاصيل .. ماطال انتظارها قبل ماتبدأ تسمع الطلقات اللي
                      قتلت حبها البريء : يابنيتي الظاهر مالتس نصيب مع الرجال .. ابوه يبيه
                      ياخذ وحدتن من بنات عمه .. والولد مايبي يكسر كلمه ابوه ..
                      رفعت راسها مصدومة تبي تستوعب اللي سمعته .. ماكانت تبي تصدق اللي
                      انقال يمكن لو ما جا من الاساس كان ارحم من انه يجي وتبني كل احلامها
                      عليه وبالاخر تضيع هالاحلام كلها .. ورغم كلام المواساة اللي تسمعه الا
                      انها تحس بجرح اكبر بداخلها من كل كلام ممكن ينقال الحين .. ابتسمت
                      وهي تخفي اوجاعها قامت وحبت راسه وقالت بكل هدوء : الحمدلله على
                      كل حال .. لا يضيق صدرك يبه ولا يتكدر خاطرك ولا انا ماعلي اصلا
                      انا مابي اروح عنكم بعدين شلون اعرس وشيخة مابعد اعرست وهي اكبر
                      مني ..
                      قاومت دمعتها لا تنزل وابتسمت لكل العيون اللي تناظرها وراحت للغرفة
                      على طول .. قعدت تلم الغسيل اللي تبي تغسله شافت شيخة تدخل الغرفة
                      وابتسمت لها .. : وين هدومتس اغسلهن معي ؟
                      مسكتها من يدها وجلستها : موضي لا تكتمين ضيقتس بقلبتس .. صيحي
                      وربي بترتاحين ..
                      بعدتها عنها وهي تقوم : ومن قال لتس اني بصيح وانا اعرفه ولا اعرف
                      من هو ولده عشان اصيح عليه ..
                      لاحظت رجفة صوتها .. كانت تدري باحساس الخذلان اللي تعيشه سبقتها
                      بهالتجربة قبل وتعرف بالضبط وش هو احساسها : تراه يبيتس قال لابوي
                      انه مايبي غيرتس ..
                      التفتت عليها بعصبية وقربت منها ماتبي احد يسمعها : لا تلعبين علي يا
                      شيخة .. باتسر يعرس على بنت عمه وينساني .. ومن اللي قال لتس انه
                      يبيني ابوي ماقال شي انا سمعت كل شي بأذوني يقول انه يبي بنت عمه
                      مسكتها من كتوفها وجلستها بالقوة شافتها ترتجف من عصبيتها : موضي
                      اسمعيني ولا تقهرين نفستس .. تراه راح وهو يبيتس ولو قدر يقنع ابوه
                      بيرجع لتس .. والله ان امي تقوله ..
                      هزت راسها بالنفي وهي تبلع ريقها : مابيه .. والله ماعاد ابيه ..
                      كانت عيونها مليانة دموع .. وهي مركزة نظرها على شيخة .. واول
                      ماغمضتها تساقطت بغزارة على خدودها .. كانت تبكي حبها اللي انتهى
                      بهاللحظة .. هي كانت حاسة انه غيابه لسبب كانت متأكدة ان اهله رفضو
                      دايم احساسها صادق وعمره ماكذب عليها .. وهالمرة رغم انها كرهت
                      هالاحساس الا انه كان صادق .. انتبهت لسارة اللي جالسة جنبها وهي
                      لابسة جلالها ودموعها بعيونها : موضي ورب البيت مانيب احسدتس
                      على حظتس والله اني ابي لتس السعادة .. وحتسيي اللي قلته بس تمنيت
                      حظي يزين انا بعد .. تكفين لا يجي بخاطرتس شي علي وربي من قالت
                      لي امي دموعي ماوقفن ..
                      مسحت دموعها وهي مبتسمة : علامكن يابنات الا تبون تصيحوني ..
                      " قامت وسحبت سارة من يدها " .. تعالي نغسل غسيلنا الليل توه بأوله ..
                      راحت معاها سارة تبي تضيع معاها الوقت .. تبي تشغلها بأي شي ولا
                      انها تفكر بحياتها واللي صار لها اما شيخة كانت تناظرها بألم ولو انها
                      حسدتها على قوتها .. رغم الموقف اللي انحطت فيه الا ان ابتسامتها ما
                      فارقتها وقدرت تطلع من الموضوع بدون ادنى نقاش .. تدري انها راح
                      تتألم فترة مو بسيطة .. لكن اللي واضح عليها انها تبي هالمشاعر بينها
                      وبين نفسها ..
                      اما موضي اللي كانت قاعدة عند طشت الغسيل وتغسل ملابسهم وطول
                      الوقت تسولف مع سارة وكأنه مافي شي صار ابد رغم انه داخلها كان
                      يصرخ ويتعذب الا انها قاومت كل احاسيسها .. ماتبي تزيد فوق هموم
                      امها وابوها هموم اكبر من احتمالهم .. بعد مانام الكل راحت لفراشها ..
                      انسدحت جنب منيرة اللي تنام جنبها بكل ليلة وعطتها ظهرها وبدت اولى
                      فصول بكائها المرير على حبها اللي انتهى .. حطت يدها على فمها تكتم
                      صوت شهقاتها .. واحساس الضيق بداخلها يكبر مع هالهدوء القاتل كانت
                      متأكدة ان اي صوت ممكن تصدره بيسمعه كل من في الغرفة ماقدرت
                      ابد تنام .. قامت بكل هدوء وتوضت كانت تحس الضيق اللي بصدرها
                      اكبر من حدود احتمالها .. فرشت سجادتها وبدت تصلي الليل ترتجي
                      رحمة ربها وغفرانه .. رفعت يدينها للسما ودعت ربي يخفف عليها اللي
                      تحسه بهاللحظة .. " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " ..



                      /
                      \
                      /
                      \




                      جالسة بجناحها طفشانة ماتبي تطلع وتضايقهم بطلعتها .. الحين صار لها
                      اسبوعين من تزوجت .. والحفلة راح تكون بعد نهاية الاختبارات .. مافي
                      جديد تغير بحياتها الا انها تعودت عليه اكثر وصارت تسولف معاه اكثر
                      من اول .. ولو انه مازال على صمته اغلب الاوقات .. سمعت صوت طق
                      خفيف على الباب .. حست بفرحة كبيرة وقامت تفتحه على طول ابتسمت
                      اول ماشافت لمياء واقفة تناظرها .. : السلام عليكم ..
                      سلمت عليها وهي فرحانة فيها : يالله ان تحيها والله اني زهقت بلحالي و
                      جابتس الله لي ..
                      ميلت راسها وهي تشوف فرحتها : ادخل ولا بتخليني واقفة عند الباب ؟
                      ابتسمت بخجل وهي تدخلها لداخل الجناح : اعذريني والله من الربكة مدري
                      وش اقول .. حياتس البيت بيتس ..
                      جلسو ثنتينهم بصالة الجناح وبادرتها لمياء بالكلام : جايبة لك سلام كثير
                      من اهلك وامك وخواتك ..
                      لمعت الفرحة بعيونها وهي تقول بلهفة : شلونهن وشلون الديرة ؟ وابوي
                      وش مسوي؟ واهل الديرة كلهم تكفين وش هي اخبارهم ؟
                      ماحبت تقول لها على سالفة موضي اللي عرفتها يوم جاتهم البيت ماتبي
                      تكدر خاطرها وهي توها عروس .. : بخير وعافية .. ويسلمون عليك
                      " فتحت شنطتها وطلعت مجموعة اوراق " وهذي رسايلهم ..
                      مدت يدها بكل لهفة وخدتهم .. بدت تفتح الاوراق وتقراهم تقوس فمها
                      وهي تقرا حروفهم وبدت الدموع تتجمع بعيونها .. كانت تبتسم وتقطب
                      حسب الكلام اللي تقراه .. لاول مرة تلاحظ هالشي عليها وجهها مراية
                      صافية تعكس اللي بداخلها بكل وضوح .. حطتهم جنبها ورفعت راسها
                      تناظرها : عسى الله مايحرمني منهم .. " ابتسمت لها وهي تقاوم رجفة
                      شفايفها " شلونتس انتي ؟ عساتس طيبة ؟
                      مدت يدها ومسكت يد نورة : انا بخير .. " وبعد تردد " نورة ..
                      نورة : سمي ..
                      تأملتها لثواني وقالت بعدها : الحين انتي تقابلين طلال كذا ؟
                      ناظرت نفسها وهي لابسة تنورة بيج مع توب باكمام طويلة لونه بني ..
                      وشعرها لامته كله على ورى .. : ايه
                      ضحكت ضحكة خفيفة : نورة تراه رجلك مو واحد غريب الله يهداك
                      انتي لازم تلبسين له .. يعني لبس دلع شوي ترى اذا مالقى هالشي عندك
                      بيدوره عند غيرك .. لاتخلينه يناظر احد وانتي موجودة ..
                      حست بكلامها يحرك كل احاسيسها اللي بداخلها وقالت بخجل : شلون
                      البس له يعني ؟ لمياء والله اني استحي منه ..
                      قامت ومسكت يدها تقومها : مع اني للحين ماجربت وضعك بس بعد
                      لازم تخلينه يموت عليك ومايناظر غيرك .. انتي قمر بس لازم يشوف
                      انك تتجملين له ..
                      وصلو لغرفة الملابس فتشت بين الملابس اللي شرتها لها هي والبنات
                      يوم يجهزون لها سحبت فستان تركواز مموج قصير وطلعته لها تبيها
                      تشوفه : شرايك ؟
                      فتحت عيونها متفاجأة : وشو ؟ " واول ما انتبهت لابتسامتها ركضت
                      طالعة من غرفة الملابس " لا والله ما البسه صاحية انتي والله لاموت
                      مكاني ولا لبسته ..
                      طلعت وراها وهي ميتة ضحك عليها : نورة تكفين تعالي .. يابنت الناس
                      خلينا نتفاهم بالأول وبعدها احلفي على كيفك ..
                      قعدت بكل قوتها : الظاهر انتس انهبلتي شلون امشي واتحرك وهذا علي
                      لا .. يالمياء دوري لي غيره ..
                      جاتهم سما تركض وهي تسمع اصواتهم : هلا والله لمو عندنا .. اعترفو
                      وش عندكم ..
                      وقبل تقعد مسكتها لمياء تقومها : قومي سلمي بالأول وبعدها ضفي وجهك
                      هذي السوالف للكبار .. يالله توكلي ..
                      مسكت نورة بيد سما : لا خليها تقعد وتفكني من شرتس والله انتس بتطلعين
                      الشيب براسي .. ياناس فكوني منها هذي تبيني افصخ الحيا ..
                      كانت لمياء ميتة ضحك على خجلها وحركاتها العفوية : يابنت الناس وش
                      تفصخين الحيا هذا رجلك لو مالبستي له انتي من يلبس له .. بعدين هذا مو
                      عاري مرة .. خليت العاري بعدين خلينا بالاول نفك العقدة شوي شوي ..
                      ضحكت سما بصوت عالي : اجل هذا سبب صراخكم .. عادي ياشيخة انا
                      البس اقصر من هذا عنده ..
                      طقتها لمياء على راسها : لانك فاصخة الحيا .. يالله عاد يانورة لاتصيرين
                      عنيدة ترى ماتعيشين معاه .. عاد هو والعناد توأم ..
                      هزت راسها بالنفي .. وراحت سما تفتح التلفزيون .. ناظرتها لمياء مقهورة
                      منها على برودها : سموي تعالي ساعديني اقنعها .. وربي هالبنت عنيدة ..
                      قعدت تقلب بالقنوات وطلع لها مسلسل خلت عليه ونادت على نورة تجي
                      تجلس جنبها .. وجاتهم لمياء متنرفزة من حركاتهم : نورة ؟ الحين هذي
                      بعمرك يوم تسمعين لها وتطنشيني ؟
                      ضحكت سما وهي تناظر نورة .. : تخيلي كل يوم طلول يناظر بهالممثلات
                      وكشختهم ..
                      فتحت عيونها تناظر التلفزيون والتفتت بعدها على سما : عن النصب عاد
                      ما اشوفه الا يحط على الاخبار ..
                      مسكتها لمياء من يدها تقومها : ايه بلاك ماتدرين وش يشوف من وراك ..
                      تعوذي من ابليس وتعالي اكشخك .. والله لاخليه اليوم ينهبل عليك ..
                      كانت كاتمة ضحكتها طول الوقت ووجهها صاير احمر من الاحراج مشت
                      وراها ودخلو غرفتها .. راحت لمياء للتسريحة وجلستها على الكرسي ..
                      وبدت تحط لها شوي ميك اب .. : نورة حبيبتي كل يوم بدل هالجلسة لحالك
                      شوفي سما ولا رسيل تعلمك تحطين مكياج " وعشان ماتحرجها : انا
                      للحين ما اعرف اسويه تمام .. بس رسيل ماشاء الله عليها محترفة وتضبطه
                      تمام .. هي اللي علمتني وانتي شوي شوي بتصيرين تعرفين تحطين لمسات
                      خفيفة تزينك ..
                      سما وهي تمسك شعر نورة الطويل : وشعرك لازم تقصينه بعد ..
                      التفتت على سما بسرعة : لا مانيب قاصته ..
                      مسكتها لمياء مع دقنها ولفتها عليها : مو تقصينه بس يعني تدرجينه ..يصير
                      فيه طبقات .. بيكون احلى وتغيرين لوك ..
                      كانت تسمع لهم وبعض الكلمات الانجليزية ماتفهمها بس فضلت تسكت ولا
                      تسأل وش معاني هالكلمات .. واستسلمت لرغبتهم انهم يغيرون من شكلها
                      شوي كانت عنيدة اوقات لكن اذ وصل الامر عند طلال تتنازل عن هالعناد
                      وترضخ لهم .. طلعو من عندها وقعدت بجناحها تناظر التلفزيون ..



                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...