لك ..
كلماتك التي وضعتها لحزني تزيد من قوتي ، تضع على رأسي المحموم كمادة باردة تخفض قياس ألمي .
قلبك الذي يلوح لي بالسلام يحيطني بجنة صبر و تهبط من أجله سمائي للشكر
أنا ممتنا لك كثيرا ، أكثر مما تظن أو يظنون ..
لك.. كانت بداية جميلة حينما فتحت لك الباب ، لم يكن مقفلا بل مواربا ينتظر يدا تدفعه برفق ؛ كنت تلك اليد التي لامسته فتكدست ألواحه وتراكمت تحت قدميك ، وكنت تقفين كل يوم على عتبته المكسرة وتطلين علي وترحلين ، وأبقى أحتسب وأحسب صمتي وأسقط أطراف الثواني بين ستأتي ومتى وكيف...!
ألم أحمق ذلك الذي يحاول عابثا أن يبحث له عن زاوية جديدة في كياني للاستيطان فيها، فهو لا يعلم أنه لم يعد هناك متسع فيني لاحتضان مثل ذلك الساكن الجديد ، فكل الزوايا مأهولة بالسكان..
القلوب التي سقطت حروفها لهوا .. كتبت تاريخها على لوح الوحشة..بالقسوة حد السكين .. كلما مر عابث بالطريق المؤدي الى حزن نظر الى العمر الذي مضى ولم يخفق قلب لسواك .. والحياة التي انقضت ولم تحفل عيون بغير طيفك ... والدروب التي قطعت ولم يكن من محطة غير دفئك ..لأنك أنت ..كان لزاما ان يكون الحلم كبيرا ..والأذى أكبر ..ولأنه أنت ..كانت الممحاة.. كبيرة ..كبيرة .. والذاكرة عصية .. والنسيان ..رمق أخير ..!
يجيء الرحيل كما تجيء كل الأشياء التي قدر لها أن تأتي ولو بعد حين يجيء كما توقعنا كل مرة يائسا من أمل بلقاء عابر هكذا يجيء للحظة واحدة فقط ويمضي محملابنا بكل ما في تفاصيل عشقنا الغريب من دهشة ليتركنا خلفه خواء لحظات مجوفة تتعثر في زمن مكتظ باللاشيء هياكل ذكريات أمست خاوية على عروشها مجردة من كل حنين ...
تعليق