تويت
رد: فيض خاطري..
كلما كتبت كلمة عدت ومسحتها كمن يقدم خطوة ويعود ليسحبها خوفا من اقتحام مكان لا يتسع له أو خجلا من مزاحمة أشياء كثيرة تستنكر ظله وبالرغم من ذلك مازلت أشد الكلمات من أضعف حروفها لأبعثرها على صدر كل مساحة بيضاء لا تعرفيها لعل بعضها يصيب هدفا عجز صوتي عنه أو ربما صنع فرقا فشل وجودي أن يصنعه الكلمات أيضا تمرض مثلنا يصيبها صداع يشطر أقساها نصفين, وتتسلل الحمى إلى أضعف حروفها فتتهاوى قبل الفواصل وتنقذها النقاط, الكلمات التي نكتبها تشبهنا لها نفس ملامح أرواحنا بعضها يذبل قبل أن نرويه بالأمل سطرا تلو الاخر ,وبعضها الاخر يكبر دون أن نرعاه بحرصنا وبلاغة جملنا الواحدة بعد الأخرى, ولكنها لا تموت معنا تسكنها حياة كنا نتمناها لنا وتعيش باسمنا وتهرم كلما تناقلتها الأعين من بعدنا ونحن أصحابها الذين ذات عمر مضى كتبناها لا عين لنا تبصر ظلها ولا أنامل تعود لتكتب مثلها توارينا الأرض وفي خيال أهلها تخطو كلماتنا ..
تعليق