لكل شخص فلسفة خاصة له .. اليوم قررت أن أضع بعض مما لدي يا كثر ما لديك
(حدود الله) مصطلح إسلامي خالص، ورد ذكره في القران الكريم في أكثر من موضع، وورد أيضا في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وهو في المحصلة يفيد أحد أمرين: إما المحارم التي حرمها الله على عباده، كقوله تعالى: { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } (الأعراف:33)؛ وإما الأحكام الشرعية التي شرعها الله لعباده، كقوله سبحانه: { وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } (البقرة:43).
وقد وردت في القران الكريم ايتان كريمتان ذكر فيهما مصطلح { حدود الله }، وجاء التعبير في كل موضع مغايرا بعض الشيء للموضع الاخر.
**********
لست بموضع إفتاء ولكني أتعلم
وأستفيد وأحببت أن أفيدكم معاي
********
أكمل لكم {...وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها } (البقرة:187).فجاء الموقف من { حدود الله }، بحسب هذه الاية معبرا عنه بالفعل { تقربوها }.
*********
الايه الثانية ..
وأما الاية الثانية فهي قوله سبحانه: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما اتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها } (البقرة:229). وقد جاء الموقف من { حدود الله }، بحسب هذه الاية معبرا عنه بالفعل { تعتدوها }. فهل ثمة فرق بين التعبيرين، أم هما شيء واحد؟ هذا ما نسعى للوقوف عليه في أثناء هذه السطور.
لا شك أن النهي عن القربان والتعدي على { حدود الله } هو في المحصلة طلب للمكلف بألا يفعل ما هو خلاف مقصود الشرع فيما أمر به أو نهى عنه. فالفعلان يشتركان في معنى واحد هو حظر مخالفة ما جاء به الشرع. بيد أنهما يختلفان في أمر غير خاف على المتأمل وهو أن النهي عن القربان أبلغ من النهي عن التعدي؛ لأن النهي عن القربان يفيد أن ثمة حاجزا وفاصلا بين المكلف وبين الفعل المنهي عنه. أما النهي عن التعدي، فلا يفيد هذا المعنى، بل غاية ما يفيده النهي عن فعل شيء معين، بغض النظر عن المسافة التي تفصل بين المكلف والفعل المنهي عنه. وهذا يتضح أكثر بعد تحليل اللفظين المذكورين في الايتين الكريمتين.
*****
هذا من الناحية الدينية لي عودة
لفلسفة الكلمة من نواحي أخرى
تعليق