في أحضان المجهول من جديد....
الجزء الاول....
صبا........
سامحني يارب....راح أظلم شباب أبرياء مالهم ذنب....لكن إنت عارف إني انا كمان مالي ذنب انت العالم بمدى المعاناه إلي جالسة اعانيها الحين!!..يارب لو في حل غير هذا الحل إهدني له!!...رحمتك يا أرحم الراحمين....
دخلت وداد ودخلو وراها....وجلسو وجات وداد ووقفت عن راسي ....
ومالت عليا وقالت لي بهدوء: صبا حبيبتي كلنا نسمع!!...
حسيت ببرودة تجتاح كل جسمي....حتى لساني قام يرجف....وداد كانت حاسة بيا...قربت مني وحطت يدها على يدي وطبطبت بهدوء....
حركت عيوني بينهم....صالح...غازي...مؤيد...عمتي مريم....بابا....
أول ما جات عيوني على أبويا ...تذكرت اخر موقف كان ليا معاه...كنت أمثل فيه دور المريضة....وكانت في عيونه لهفة وخوف عليا...والحين أنا ما افتعل المرض...انا مريضة فعلا...عفوك يارب... هذا إنتقام منك لاني كذبت علي أبويا....وعصيته!!
جاني صوت وداد: صبا حبيبتي ...تبغيني أرفعلك السرير !!
قتلها بصوت واطي: ياريت
ورفعتلي السرير.....كذا أحسن...عشان ما أطل في عيونهم مباشرة...
وكزت عيوني على حجري وبدأت أحكي ببطء: بعد ما هربت من البيت....(وسكت شوية.....عارفة إن وقع الجملة عليهم ثقيل وصعب ...لانه لولا هروبي...ما كان حصل شي من إلي حصل !!....)
وكملت: ركبت مع ناصر السيارة...ووصلنا لشقته...و
قاطعني صوت بابا بحزن: ليه هربتي يا صبا!!
ماقدرت أرفع نظري فيه...قتله بخجل...وأنا أبلع ريقي بين الكلمة والثانية :كنت أبغى أثبت لك إن ناصر أخويا وإنك تقدر ....تقدر تطمن عليا معاه....وإني معاه في أمان!!
قلي بعتب مخلوط بحزن: وأثبتي!!!
ساعدني يارب...قتله ببطء: أيوا يا بابا...لان ناصر...(حسيت بروحي راح تطلع قبل ما أطلع الكلمة...تنهدت بقوة وبعدين كملت له): ناصر حماني بعمره!!!
عارفة إن الكلمة قلبت كيان كل الموجودين في الغرفة...وأولهم أبويا ....
كملت وأنا لسى على وضعي: لما كنت عنده......فجأة إندق الباب....وبعدين تحول الدق لخبط قوي على الباب.....
قلي ناصر ساعتها بخوف: صبا !!...إدخلي الغرفة...ولا تطلعي منها غير ..لما أنا أقلك!!
وقبل ما أتحرك من مكاني أي خطوة ...إنكسر الباب...ودخلو علينا...ثلاثة ...مدري أربعة شباب...ناسية كم عددهم بالزبط !!....
ناصر أول شي سواه...إنه حماني وسحبني...وخلاني ورى ظهره...
كان باين عليهم إنهم هايجين....وإنهم يبغو ينتقمو من ناصر...وبعدين...حاولو إنهم يسحبوني ..وحاولو...إنهم....إنهم.....لكن ناصر منعهم...و....و.....وتحارب معاهم....و....وهربني.....و....طلعت من البيت أجري ....وأنا في الشارع سمعت طلق نار...خفت أرجع....وجلست أجري وأجري ....وأجري....و....
ما قدرت أكمل ...مو لاني متأثر من الموقف....لا...لان الحين كل واحد فيهم...معتبر ناصر...بطل شجاع....خانتني دموعي...ونزلت...صارت تنزل زي المطر على وجهي ....وجسمي بدأ يرجف....فجأة حسيت بيد...على خدي...رفعت نظري ...كان بابا....نفس النظرة الحنونة...الخايفة....قلي : خلاص يا صبا ...إنتي الحين هنا معايا ....(قرب مني وحظني)....وكمل: في حظني.....ومافي مخلوق في الدنيا يقدر يمسك بسوء!!....
غمضت عيوني....وتنهدت بقوة.....كنت أبكي زي الأطفال...اه قد إيش أنا محتاجة لحظنه!!....لحنانه...
طبطب عليا ...وقلي: خلاص...إهدي حبيبتي....خلاص.....
قتله وبندم: سامحني يا بابا....سامحني!!....أنا......أنا...ماكنت ....أبغى أحطكم في هذا الموقف....سامحني يا بابا...سامحوني كلكم !!...الله يخليكم سامحوني!!
كنت أشهق بين كل كلمة والثانية....
قلي: خلاص يا بابا....كل شي راح لحاله....أهم شي إنك رجعتيلي!!...وما
أبغى شي أكثر من كذا!!
وجلس حاظني لفترة...لغاية ماهديت روحي وأستكانت....
وبعدين نادا وداد وطلعو برى...
..............................
وداد......
سألني عمي: كيف تشوفي حالتها!!
رديت عليه: لا أحسن من أول بكثير....ومادام قدرت إنها تتكلم وتحكي إلي حصل.....يعني نقدر نقول إنها بدأت تتماسك نفسها...
قلي بقلق: تعتقدي!!
جاوبته: صبا يا عمي قوية...وإن شاء الله راح تتخطى هذه المرحلة ...لكن يبغانا نوقف معاها...ونشد من أزرها!!
قالي بسرعة: والله يا وداد...مستعد أدفع عمري...وارجع اشوف صبا زي زمان!!
حطيت يدي على يده وقتله بحنان: إن شاء الله يا عمي...انت بس قول يارب!!
قال بخشوع وتضرع: يارب...
وقرب مني وقلي: طيب وموضوع الدكتورة نجلاء!!
قتله وانا احاول احافظ على هدوئي: تكلمت مع صبا....وقالتلي...إذا الشي هذا يريحكم...فهي موافقة.....
شفته سكت وهز راسه....وبعدين قال:أجل كلمي الدكتورة وشوفي متى يناسبها....
قتله: الحين أروح أكلمها....
ورحت بسرعة ودقيت على دكتورة نجلاء على عيادتها...وبعد رنتين جاني صوتها: الووووو
قلت وانا أحاول اتحكم في أنفاسي من فرط الإنفعال: الووو دكتورة نجلاء....أنا وداد!!
جاني صوتها: هلا وداد حبيبتي...كيفك!!
قتلها : بخير الحمد لله......
وسكت عشان ابلع ريقي ....ورجعت قلت: خالة نجلاء....كلمتهم ....ووافقو!!
جاني صوتها الهادي: تمام...الحمد لله
قتلها: متى يناسبك!!
ردت عليا:أنا الحين ما ورايا شي.....أقدر أجي الحين إذا يناسبكم!!
قتلها بسرعة: أكيد يناسبنا.....أجل خلاص بنستناك....بروح أديهم خبر....
قالت: أجل على خير إن شاء الله....الحين بجيكم...في أمان الله
قتلها: وإحنا في الإنتظار...مع السلامة...
رحت عشان أقلهم....أخيرا...راح ينزاح جزء من الحمل.....يارب.....يارب....يسر هذا الأمر بسرعة.....واستر علينا يارب...إنت عالم بحالنا!!
وقلتلهم إن د.نجلاء بتجي الحين.....وجلسنا منتظرينها....كلهم كانو برى....ماكان في غيري مع صبا...كنت جالسة أهديها...وأطمنها....إني متفقة مع دكتورة نجلاء على كل شي......
قالت لي بخوف وعناد: ماراح أخليها تكشف عليا...فاهمة!!.....لا تحاول معي!!
قتلها عشان أطمنها: خلاص يا صبا....أنا متفقة معاها....والجلسة ما راح تتعدى كام سؤال راح تسألك هوا الدكتورة.....وراح تطلع تقول لهم إنك سليمة.....خليكي واثقة فيا!!
تجمعت الدموع في عيونها وقالت لي بإنكسار: انا خايفة يا وداد!!
قتلها بعتاب: يالله عليك يا صبا!!...قتلك مافي داعي للخوف!!
غمضت عيونها بقوة....وسالت دموعها...وقالت لي بألم: أنا خايفة...من بعدين...من بكرا.....كيف راح أعيش حياتي!!....هل الناس راح يسيبوني في حالي!!....أهلك راح يسيبوني في حالي!!...إيش أقلهم لو جو يبغو يزوجوني!!...أرفض!!.....لغاية متى!!
امكن إلي راح نسوية راح يريح بالهم...ويغظ عني انظارهم...لكنه راح يرميني في أحضان مستقبل موحش....مستقبل معالمه مشوهه....ليتني أموت في هذه اللحظة...ليتني أمووووت!!....
وبدأت بكي بحرقة....
حظنتها بقوة........وقتلها: لا تسوي في نفسك كذا يا صبا!!....ربنا عالم إنك بريئة ومظلومة.....وربنا ما يرضا الظلم....وإن شاء الله راح يفرج كربتك....وهمك....لكن إنتي إصبري وأحتسبي الأجر عند الله....
ربنا ما أختارك وأمتحنك هذا الإمتحان إلا لحكمة هو أعلم بها...أحتسبي الأجر يا صبا...وتوكلي على الله..
قالت بحرقة: حسبي الله ونعم الوكيل...حسبي الله ونعم الوكيل...
وجات اللحظة الحاسة......وقت الكشف......
ما كان في في الغرفة ...غير أنا ود. نجلاء...وصبا طبعا....
قربت د. نجلا من صبا......وحطت يدها على يد صبا بحنية....بدأت صبا ترتجف وتبكي ....قربت منها من الجهه الثانية وقتلها بحنية: إهدي يا صبا...إيش فيك!!
رفعت ليا عيونها...وكانت نظراتها ضايعة..متشتتة....قتلها عشان أهديها: د. نجلا تبغى تسلم عليك بس!!
وجانا صوت الدكتورى نجلاء: كيفك يا صبا!!......الحمد لله على سلامتك!!
ماردت عليها...لساتها ترتجف....ومثبته عيونها فيا.....
شات د.نجلاء يدها من عليها وقالتلها: وداد حكتلي على كل شي!!....مافي داعي يا صبا لهذا الخوف كله!!....ما راح أسويلك شي!!....بس أبغى أسألك كم سؤال...وبس!!
التفتت لها صبا وقالت لها بخوف: ما عندي شي أقوله...كل إلي حصل قلته لوداد!!
قالتلها د.نجلاء: لا في كم سؤال أبغى أسألك عنهم...أكيد وداد ما سألت عنهم!!
رجعت صبا طلت عليا بخوف ورجاء...قربت منها اكثر...وحظنتها وقتلها بهدوء: حاولي يا صبا...هذه بس مجرد أسئلة!!نزلت عيونها وهزت راسها...يعني طيب
وبدأت د.نجلاء ..تسأل أسئلتها على صبا.....سألتها أسئلة أبدا ما جات ببالي....يعني سألتها عن أشياء حساسة مرة!1....لكن للأسف...صبا ما أعطتها جواب شافي على ولا سؤال....
لا حول ولا قوة إلا بالله....الخوف كان مسيطر عليها مرة...معذورة...إلي شافته مو قليل ابدا!!
بعد ما عجزت منها الدكتورة ....قامت من مكانها وقالتلي : وداد تعالي شوية!!
ووقفنا أنا وياها في مكان بعيد صبية عن صبا...
طلعت من شنطتها ورقة وأعطتني إيها وقالت لي : الورقة ذي...حافضي عليها كويس..
أخذتها منها وقتلها بإستغراب: إيش الورقة ذي!!
قالت: الورقة ذي...إثبات حالة إغتصاب......
سألتها بفزع: إيش!!
قالت لي:إمكن الورقة هذه ما تكون مفيدة كثير...لكنها على الأقل تثبت إن صبا بريئة ومالها ذنب!!..و إحنا محنا عارفين بكرة إيش راح يحصل.....عشان كذا خلي هذه الورقة معاك...وإن شاء الله ما نحتاج لها أبدا.....ونقدر نوصل للي سوا فعلته!!
قربت منها ومسكت يدها وقتلها بحب: قد إيش إنتي عظيمة ...يا دكتورة نجلاء!!......مدري فين أروح من جميلك ووقفتك معانا!!...الله لا يوقعك في ضيقة...ولا يهزن قلبك أبدا في يوم من الأيام....وحضنتها بقوة...
وطلعت طمنتهم إنت صبا سليمة .........
طبعا الكل بانت على وجهه معالم الراحة وخصوصا صالح....ما عرفت ساعتها ألومهم أو أعذرهم....سبتهم ورجعت لصبا.....حضنتها بقوة....وجلست اهزها زي الرضع....خلاص من الحين صرنا أنا والهم وصبا في وادي...والبقية كلهم في وادي ثاني ....الحين هيا محتاجالي جنبها أكثر من أي وقت مضى!!....وانا ما راح اتركها ....راح أساندها بكل مافيا من قوة...
...............................
ثريا......
جالسة في غرفتي .....بين أوراقي ومشاعري إلي ما أقدر أعبر عنها إلا في الورق..
حتى الغدا...مانزلت أتغدى معاهم...ماني طايقة أشوف غادة...كفاية إلي سوته فيا أمس!!...أتغدى مع حاتم لما يجي إن شاء الله...
وبعد شوية دق الباب...وقمت وأنا أعرج ...لغاية ما وصلت للباب و فتحته ...كان أبويا ..
أشرت له بيدي: هلا يبا!!....
ووطيت على يده وبستها....
حط أبويا يده على راسي بحنية وقال: الله يبارك فيك....
وبعدين سألني:اليوم ما شفتك!!....حتى الغدا ما تغديتي معانا!!
قتله: ماكان لي نفس يبا!!....راح أتغدى مع حاتم لما يرجع إن شاء الله...
قلي بحنية: على راحتك حبيبتي....طيب تعالي إجلسي معانا تحت!!
أشرت له: إن شاء الله...راح ألحقك بعد شوية...
قلي: أجل أنا مستنيك تحت....وطلع....
بابا قلبه طيب وحنون...ويحبنا ...وما يرتاح غير لما يشوفنا أنا وحاتم حوله...لكن الله لا يسامحها...نورة...من يوم جات ...وهي قالبة راس بابا على حاتم...مدري إيش السم إلي صبته في إذنه من ناحية حاتم!!...حسبي الله عليها....والله كنا مرتاحين....وبيتنا مايعرف المشاكل...لغاية ما شرفت نورة وبنتها....
قفلت دفتر مذكراتي ونزلت....
كنت أنزل على الدرج ببطأ....وماسكة يدي بساقي وادفها على قدام بشويش..الجر في نص ساقي...وأي حركة...راح تفتح الجرح من جديد...وأستمريت أسحب ساقي لغاية ما وصلت للدرجة الثالثة....تفاجأت بصوت أبوي من نص الصالة بفزع: ثريا!!...إيش فيها رجلك!!
وقبل ما ارد عليه ..قال بسرعة: خليك مكانك!!.....وطلع الدرج ...بابا ما شاء الله تبارك الله...رياضي مرة ومحافظ على صحته....ويبان أصغر من عمره بكثير...و في لمح البصر كان واقف عندي...وما أعطاني فرصة إني أحتج او أعترض...مال عليا وشالني...ونزل بيا...وجلسني على الكنب وجلس قدامي وقال لي بخوف: وريني رجلك إيش فيها!!....إيش حصل!!..
كنت محرجة وفي نفس الوقت فرحانة.......محرجة من جلسة أبويا قدامي...كذا!!....وفرحانة لان بابا كان خايف عليا مرة...ولان الشي هذا حصل قدام العقربة وبنتها...عشان يعرفو مكانتنا في قلب بابا...وإنهم ما يقدرو مهما سو إنهم يبعدونا عن بعض....
رفعت نظري في غادة وأمها شفت فتحت عيونهم زي الفناجين هههههههههههه....خليني ألعب بأعصابهم شوية .....ووقفت ووقفت أبويا معايا وقتله: راح أحكيلك على كل شي بس إنت تفضل إجلس.....
وجلس وجلست معاه....قال بنفاذ صبر :إحكي إيش حصل!!
قالت نورة بسرعة : إيش حصل يعني...أكيد كانت تجري على الدرج...ومتصربعة زي عادتها وطاحت!!
قلها أبويا بحدة: إنتي عارفة إن هذه ماهي عادت ثريا!!....إسكتي خلي البنت تفهمني إيش إلي حصل!!
طليت على غادة بنظرات تعمدت إني أخليها ماكرة ....وبعدين ألتفت لبابا و أشرت له: أمس بعد ما رجعنا من بيت عمي حسن...جلسنا أنا وغادة في الصالة....وبعدين هيا دخلت المطبخ....وبعد شوية سمعت صوتها تصرخ وصوت قزاز يتكسر في الأرض...أنا نطيت من مكاني بسرعة....ودخلت المطبخ...عشان أشوف إيش فيها...وما انتبهت إن في موية مكبوبة على الأرض...وتزلحقت فيها...وغنجرحت بالقزاز إلي كان على الأرض....وكان حاتم دوبه راجع من بيت عمي....شالني ووداني المستشفى....وبس!!
والتفت أبويا على غادة وسألها: ليه كنتي تصرخي!!
هههههههههههههههه طبعا غادة زي الأطرش في الزفة...ماهي فاهمة شي من إلي جالسة أقوله....المسكينة نشف ريقها...على بالها إني حكيت لبابا على إلي حصل...لاني طول ما كنت أحكي الحكاية كنت أأشر عليها....
أشرت أنا على بابا وقتله: تخيل يا بابا.....غادة شافت تمرة طايحة في الأرض...على بالها صرصور....قامت صرخت....ههههههههههههههههه
ضحك بابا بصوت عالي: ههههههههههههههه...الله يقطع شيطانك يا غادة....تصرخي من تمرة!!....هههههههههههههههه
والتفت لها وقال : الحين ما تعرفي تميزي بين التمرة والصرصور....شكلك يبغالك نظارة!!
طلت عليا بحقد.....وقامت من المكان كأنه قرصها عقرب...ههههههههههه...أحسن حلال فيك حرقة الدم....
.................................
غادة.....
طلعت غرفتي وأنا أرغي وأزبد!!...والله عال!!....أمس أخوها الثور يمد يده عليا ...واليوم هيا البقرة تتريق عليا!!...أنا غادة...إلي عمرها ما أنهانت...ولا إنداس لها على طرف!!...يجي اليوم إلي ثريا وأخوها...يتطاولو عليا فيه!!
ما رضي يغمض لي جفن...وبت طول الليل وانا أفكر في طريقة أنتقم منها من أخوها ...وفي نفس الوقت تريحني منهم....
ولمعت في بالي فكرة...مافي غيرها.....هي إلي راح تقدر تفيدني ....إعتماد مافي غيرها....
وأخذت التلفون ودقيت عليها...
إعتماد : الو نعم!!
رديت عليها بتريقة: ما شاء الله لقيتيلك وظيفة بعد الثنوي!!...
ردت عليا إعتماد: هههههههههههه... وانتي الصادقة مالي شغلة ومشغلة غير هذا التلفون....الوقت يمر عليا من دون ما أحس هههههههههه
قالتلها: هههههههه وكيف الجو معاك!!
جاوبتني: مغلبني يا غادة....ما يعجبه العجب!!...ماني عارفة إيش أسوي معاه !!
رديت عليها : سوي إلي تبغيه....بس خليكي حذرة!!
ضحكت : هههههههههه لا كثر خيرك....ونعم النصيحة..هههههه
مالت عليك .... وقتلها : قوليلي....كيف حال أخوك خفيف الطينة!!
ردت عليا بطفش: حاله زي وجهه....مالت عليه...بس غريبة تسألي عنه!!
قتلها بإختصار:إسمعي أبغى من أخوك خدمة....
صفرت وقالت: وهو مستعد يخدمك بعيونه....وإنتي عارفة!!
اللهم طولك ياروح....قتلها بزهق: مقابل خدمته لي راح أعطيه فلوس...ولا يحلم بأكثر من كذا!!...فاهمة!!
قالتلي : إيش فيك عصبتي!!...فاهمة
قتلها: اجل فهمي أخوك.....
ردت عليا: اوكي .....أيش هيا الخدمة!!
قتلها : أبغى أخوك يدبرلي شوية فضايح مشكلة!!
جاني صوت ضحكها: ههههههههههه ...إنتي قلتي خدمة...ما قلتي ساندوش!!
قلت ضحكتها بتريقة:هههههههههه.....إنتي غبية...أخوك راح يفهمني...
قالت :طيب...أوامر ثانية!!
قتلها: أيوا... يجهزها ليا....وألقاكم عند المطعم إلي أجيبك فيه دايم...تعرفيه!!
قالت : أيوا أعرفه..
قتلها: أجل خلاص بكرة الساعة 9 الصبح ألقاكم هناك.....يلا سلام....
وقفلت معاها.....
وثاني يوم الصبح قمت من النوم....وأول شي سويته...إني دقيت على إعتماد عشان أأكد عليهم وعشان أعرف المبلغ إلي يبغاه أخوها ....وجع يوجعه...طلب خمس الاف ريال....ما كان قدامي غير إني أوافق!!....طلعت من البيت....في البداية عديت على البنك...وسحبت ال 5,000 ريال...وبعدين رحت قابلت إعتماد وأخوها.....أخذت منهم الأغراض.....وأعطيته الفلوس....ورجعت البيت....
المشوار ما أستغرق مني أكثر من نص ساعة...وماحد دقق على طلولي ....
وجلست مستنية اللحظة المناسبة.....وتسللت على غرفة حاتم...وحطيت الأشياء تحت سريرة...وشلت منهم كم قرص حبوب...وكيس بودرة وحطيتهم في جيب بلوزته...وحطيت البلوزة مع الثياب الوسخة....وطلعت من الغرفة...وبكذا.....صارت الأمانة في ذمة حاتم ههههههههههه....وبالعافية على قلبه.....
سراب.......
أول ما فتحتلي باب الغرفة....أرتمت في حظني...تبكي بصوت عالي...جسمها كان حار.. وجهها أحمر زي الدم....
دفيتها لقدام شوية...وسألتها بخوف : ثريا إيش فيك!!
ماردت ...بس صوت بكاها أرتفع زيادة....
سحبتها وجلستها على الكرسي وجلست قدامها...وقتلها: فهميني إيش الحكاية!!....الخدامة لما دقت عليا مافهمت منها شي!!...
ماجاني رد...قتلها بصراخ: ثريا...تكلمي...إيش حاصل!!....وعمي ماله معصب!!
أشرتلي وهي تبكي: حاتم ...حاتم!!
قتلها بنفاذ صبر: إيش فيه حاتم!!فهميني
رجعت أشرت لي:اليوم بعد الغدا سمعت صوت كركبة وصوت بابا وهو يزعق ...طلعت من غرفتي...وشفت بابا ونورة في غرفة حاتم...قالبينها فوق تحت...وبابا شكله كان جالس يفتش على شي....وبعد شوية...شفت بابا مطلع من تحت سرير حاتم...كيس ....كانت فيه أشرطة...وسجاير...وحبوب وأشياء غيرها...
سكتت وهيا تنتفظ...مسكت يدها وقتلها: كملي...!!
قالت: طلع بابا من الغرفة...وهو يسب ويلعن في حاتم....ومتحلف إنه يطرده من البيت!!
وسكتت...وأنا جلست أطل فيها...لكن عقلي ماهو معايا بالمرة...مخدرات وأشرطة في غرفة حاتم!!....معقولة!!
وأنتبهت على ثريا وهي تمسك يدي بالقوة...وتأشرلي: أنا متأكدة إن حاتم مايعرف عن هذه الأشياء ولا شي...أنا متأكدة إن غادة...هي إلي حطت له هذه الأشياء في غرفته...حاتم يخاف من ربنا!!...ولايمكن يسوي شي غلط!!
وسكتت شوية ورجعت قالت: أنا خايفة على حاتم من أبويا!!...أبويا إستحالة يسمح بأشياء زي كذا تدخل البيت...ماراح يرحم حاتم...أنا خايفة عليه!!
قتلها بتردد: طيب معقولة غادة تقدر تسوي شي زي كذا!!
أشرت بعصبية: إنتي ما تعرفي غادة إيش ممكن تسوي!!
وجلست على السرير ورفعت التنورة....وكان في شاشة بيضة على نص ساقها...شالتها...وبان من تحتها جرح....كبير ...شكله يخوف...شعر جسمي كله وقف...إيش هذا الجرح!!...قربت منها وسألتها بخوف: إيش هذا!!
أشرت لي: غادة سوت فيا كذ أمس ...بعد ما رجعت من بيتكم!!
شهقت وحطيت يدي على صدري......معقولة...توصل فيها المواصيل لهذه الدرجة!!....
سألتها: غادة سوت كذا!!
هزت براسها وهي تبكي...وحكتلي على الحكاية كلها......أنا ماكنت مصدرقة!!...لا هذه ماهي بشر!!.....قلبها ميت!!
وسألتها: وعمي عرف بالحكاية!!
أشرتلي: لا...ماقتله لا أنا ولا حاتم....
قتلها بغضب: كان لازم يعرف!!...الحين غادة راح تنكر كل شي!!
هزت راسها بعصبية وأشرتلي: ما يهمني الحين ....غير حاتم...بابا إيش راح يسوي فيه!!
ماعرفت إيش أسوي!!....
مالقيت قدامي غير أدق على البيت...لازم يدخلو في الموضوع...ويتصرفو!!
وقلت لثريا: طيب أنا راح أكلم البيت ....لازم بابا يتفاهم مع عمي!!
أشرتلي براسها ..يعني طيب
رحنا لغرفة حاتم....ولقيناها مقفولة بالمفتاح...الله يستر عمي ناوي على الشر!!
نزلنا تحت ودقينا على البيت ...إلي رد عليا هو يحيى...قتله بسرعة: الو يحيى...بسرعة بسرعة أعطني بابا!!
أنفجع من نبرة صوتي وقلي بخوف: سراب!!...إيش حصل !!...
رديت عليه: يحيى وإلي يسلمك أعطني إياه !!
قلي بحدة: وبعدين معاك...قولي إيش في!!
حكيتله الحكاية .....كلها....
طال سكاته....ناديته: يحيى!!....يحيى!!
: ...............
صارخت بقوة: يحيى ىىىىى
تغيرت نبرة صوته وقلي: طيب أقفلي الحين!!
وماعطاني فرصة...قفل الخط......
حطيت السماعة ورجعنا لغرفة ثريا......ما كان في في يدنا شي غير إنا نستنى.....
وبعد أقل من ساعة...سمعنا صوت سيارة...طليت من الشباك....كانت سيارتنا .....نزل منها هارون ويحيى ورحيم وأبويا...أول ما شفت أبويا تنفست براحة......عمي يسمع كلام بابا....يعني إن شاء الله القصة راح تعدي بسلام.....ونزلت أنا وثريا تحت....
دخلو المجلس وجلسنا إحنا في الصالة والكلام كله كان يوصل لنا...لانهم كانو يتكلمو بصوت عالي...وعمي كان ثاير...ومتعصب مرة....
وأبويا يحاول يهديه...لكن عمي أبدا...
وبعدين سمعنا صوت سيارة ....وجانا صوت عمي بحدة: الضايع جا!!
جانا صوت أبوي: إهدى يا جمال...خلينا نفهم من الولد....إصرف عنك الشيطان!!
قال عمي بحدة: كيف!! والشيطان ساكن معي في البيت!!
إلتفت على نورة وغادة ...كانت ملامحهم باردة مرة ...وهادية مرة...وفي لمعان غريب في عيون غادة...لمعة فرح وشماتة....صادق عمي ..الشيطان ساكن مهاهم في نفس البيت ...لكن مهو حاتم الشيطان...هذه العقربة غادة هي الشيطان...حسبي الله عليها....لو كانت ناوية تأذي حاتم!!
............................
حاتم.........
رجعت على البيت تقريبا الساعة 9:30 الليل.....دخلت البيت شفت ثريا وغادة ..ووحدة جالسة ومتغطية شكلها سراب بنت عمي....ونورة
إستغربت من هذه الجمعة...نادرا ما يجلسو مع بعض....
وبعدين سيارة عمي واقفة برى...خير إن شاء الله!!
وطليت على ثريا...ملامحها كانت غريبة..شكلها كانت تبكي....وكانت لابسة طرحة وحاطة نقاب ومرفعاه على راسها...أول ما شافتني أنفجرت تبكي...قلبي أكلني...وحسيت إن في شي حاصل...نفسي أنقبضت!!
لكني قربت منهم وقلت: السلام عليكم!!ثريا!!..إي...
قاطعني صوت أبويا بعنف: لا سلام ولا رحمة على أمثالك!!
وجيت بلتفت لأبويا أشوف إيش الحكاية!!
ومن دون إي مقدمات...جاني كف ...من قوته ومع غفلتي طحت في وسط الصالة !!
وسمعت شهقات من الجالسين
وجاني صوت عمي حسن بعصبية :جمال!! مو كذا يا رجال!!
حطيت يدي على خدي..والتفت على أبوي....والدموع متجمعة في عيوني....ليه أبوي يضربني !!...عمره أبوي ما مد يده عليا!!...لا وأنا كبير...ولا وأنا صغير!!...ليه الحين يضربني..أنا إيش سويت!!...رجعت وقفت ....وقتله بصوت متألم...متسائل: ليه يبا!!...أنا إيش سويت!!
قلي بغضب: ولك عين تسأل كمان!!..
سألته بإصرار:إيش سويت يبا عشان تضربني!!
قلي بصراخ: مخدرات!!...هذه اخرتها يا حاتم...مخدرات...ونجاسة في بيتي!!!
كأن أحد صب عليا موية باردة....رددت نفس الكلمة بإستغراب: مخدرات!!
ورجعت قتله: أي مخدرات !!...عن إيش جالس تتكلم يبا!!!!
قلي بصوت عالي : لا تنكر!!.... ولا تسوي نفسك منت عارف شي!!
قتله بسرعة عشان أدافع عن نفسي: والله يبا....ما ني عارف شي!!....ولا أدري عن إيش جالس تتكلم!!...
رفع يده ...وكان ماسك كيس وقلي بغضب:عن هذا!!...
وفرغ كل محتويات الكيس على الأرض.....وهو يقلي بصوت عالي رج أركان البيت رج: هذه النجاسة....كيف جات غرفتك!!... طارت وحدها ....وجات على غرفتك!!....قول...تكلم!!
كنت واقف مكاني زي الصنم....أطل على الأشياء إلي كانت في الكيس أشرطة فديو...شكلها قديم....وحبوب..أشكال وألوان...وسجاير....وأكياس نايلون صغيرة...فيها بودرة بيضاء....إيش هذه الأشياء!!...كيف أبويا يقول إنها كانت في غرفتي!!
جاني صوت أبوي زي الصاعقة: رد....من فين جبيت هذه النجاسة ...يا كلب!!
رجع صوت عمي حسن: صل على النبي يا جمال....خلينا نسمع رد الولد!!
رفعت راسي لأبويا ....وقتله بقهر:تسألني أنا يبا!!..أنا ولدك!! تربيتك!!...تشك إني لي علاقة بأشياء زي ذي!!
قلي بصوت عالي وجاف: أجل أسأل مين!!
وجهت نظري لنورة وغادة...كنو يطلو عليا بنظرات باردة...وغادة معالم الشماتة باينة في وجهها
أشرت عليهم وقتله بعصبية: إسأل إلي جابها!!....إسأل زوجتك المصون...وبنتها التعبانة!!...إسألهم!!
قلي : يا حقير ....أنا شكلي ما عرفت أربيك.....
قتله بصوت عالي....ودموعي تسبق حروفي: للأسف يبا....أنت مو أبوي إلي رباني...
وأشرت عليهم مرة ثانية...وكملت بحرقة: قدرت الحية إلي جالسة ...أنها تغيرك...عليا...قدرت إنها تقلبك...وتقسي قلبك عليا...قدرت تلعب فيك!!
قلي عمي بحدة: عيب ياولد....
جاني الكف الثاني : أسكت يا كلب يا حقير....إنت خلاص فلت عيارك....أنقلع من بيتي ياكلب....مالك مكان بينا!!لا إنت ولدي ولا أعرفك!!
في هذه اللحظة ...شفت عمي حسن وهارون ويحيى ورحيم...كلهم طلعو من الغرفة...وجو وقفو بيني وبين أبويا..
وقله عمي حسن بعتب وغضب: إستهدي بالله...مهما حصل هذا ولدك!!
أذكر الله وإطرد الشيطان عنك!!
رد عليه أبوي بجفاء: هذا ماهو ولدي ولدي ما يطاول علي!!...ولا يعرف هذه النجاسة!!...هذا واحد تعبان!!...ضايع!!
قاله هارون: ياعمي...ماهو بهذه الطريقة.. نتعامل مع هذا الموضوع!!...لازم نتأكد !!
رد عليه أبوي: من إيش تتأكد!!.....كل شي قدامكم وقدامي!!...وجالس كمان يتهم الناس بالباطل عشان يبرئ نفسه!!ويطول لسانة كمان؟؟
ورجع قلي بصوت عنيف زي الطلق: إنقلع من بيتي...قسم بالله العظيم..ما تبات فيه ولا لحظة وحدة!!...إطلع ..لا بارك الله فيك يالخسيس!!
في هذه اللحظة ...جات ثريا ومسكت يدي بقوة...وكانت مغطية وجهها...وكانت تأشر بيدها بحركات سريعة..وهي تهمهم..وتشهق بصوت عالي...
قرب منها أبوي وسحبها عني بعنف وقال بحدة: أتركيه ينقلع من بيتي...هذا مو ولدي!!
وأشر على الباب:إنقلع يا كلب!!....
وطت ثريا على يد أبوي...وعلى رجوله وهي تبكي...وتشهق بصوت عالي.... شفت عيال عمي دارو بجسمهم...وعمي كان يطل عليها بحسرة وحزن...وقال لأبوي : حرام عليك يا رجال!!...إرحم هذه البنت!!
باعد عنها أبوي..وطلع على الدرج...ووقف قلي بحدة : لا أشوف وجهه...هنا...لاهو ولدي ولا أعرفه ..
طلعت وراه ثريا...ومسكت يده...وباستهم وهي تبكي...كانت تترجاه بدموعها...بهمهمتها...لكن مافي فايدة...أبوي سحب يده بالقوة منها وطلع فوق...
………………
هارون.....
كلنا عارفين حاتم كويس.....حاتم ما يعرف هذه الخرابيط....إنسان يخاف الله...ومحافظ على الصلاة......حتى الدخان ما يدخن...!!
قلبي مايل لكلام سراب ...ومصدقها.....أكيد غادة لها يد في الموضوع....لكن من فين لها غادة هذه الأشياء !!....من فين جابتها!!...لو فعلا هي إلي دبرت هذه الأشياء....فالمصيبة أكبر وأعظم من لو كانت هذه الأشياء فعلا تخص حاتم...لانه ...لو غادة هي إلي مدبراهم...يعني البنت ملتمة على مجرمين!!...
ومر على بالي منظر ثريا ....يا الله....مسكينة ثريا.....كان منظرها يخلي الحجر ينطق!!...الله يسامحك يا عمي....كان قاسي مرة مع حاتم....طيب حتى لو فعلا حاتم يملك الأشياء ذي...او مدمن...المفروض عمي يحتويه...ويحاول يساعدة...ما يطرده ويحرمه!!...
حتى منظر ثريا وصراخها المكتوم ...ماحرك قلبه!!....
بعد ما حلف عليه عمي إنه يطلع من البيت.....وما يبات فيه...طلع حاتم من البيت يجري...لحقناه...ومسكناه...كان شبه منهار ...كان يصرخ : ليه أبويا يسوي كذا!!.....والله إني مظلوم...والله أول مرة أشوف الأشياء هذه!!...والله حتى الدخان..عمري ما دخنت!!
قله رحيم: كلنا عارفينك يا حاتم!!....ما يحتاج تحلف...أصلا ...ما شكينا ولا لحظة فيك!!
قال بحرقة: وليه أبويا يشك!!...كيف يشك...وهو أكثر واحد عارفني!!
قتله: لحظة غضب وتعدي!!...وانت عارف عصبية عمي!!...بس هو محتاج إنه يهدا ...وكل شي راح يرجع ...إنت بس إهدا!!...وصل على النبي
قلي والدموع حايرة في عيونه: تتوقع!!
قتله بعتب : إيش فيك يا رجال!!...أكيد.....أنت ولده والظفر عمره ما يطلع من اللحم!!
جلسنا نهدي فيه ....ونخفف عنه ....
وبعد شوية طلع أبويا ...قرب منا وحظن حاتم...وطبطب على ظهره....وقله بحنان: شيطان يا ولدي...وراح ينصرف بإذن الله....!!....وراح تصفى النفوس....لكن إنت لازم تعذر أبوك ...وأنا عمك مالك غيره وماله غيرك!!
قله حاتم بصوت باكي: أبوي على عيني وراسي ...لو يقطعني...ما اشيل عليه...لو أفديه بعمري...مايكثر عليه!!
شد أبوي على يده: الله يبارك فيك....هذا الأبن الصالح...الله يهدي الأمور بينكم....ويلا الحين بتمشي معنا...
قله حاتم: بعد إذنك ياعمي...مخنوق....بلف بالسيارة شوية...حاس إني محتاج أجلس لوحدي شوية!!
قله أبوي : على راحتك....الله يهديك يا ولدي....
والتفت لنا وقال: أختكم اليوم راح تجلس مع ثريا....وبكرة يصير خير إن شاء الله...
شفت حاتم بان الحزن عليه...وقال وهو منزل راسه: وإلي يسلمك يا عمي... سراب لا تترك ثريا....الحين حالتها ...مايعلم فيها إلا الله!!
قله أبوي: من غير ماتقول يا حاتم....وثريا...شوية وراح تهدا...لا تشيل إنت هم!!
قال: جزاكم الله خير....والله ماني عارف إيش أقول!!
قله رحيم: لا تقول شي!!...إنت بس إمش معنا!!
قال : راح ألحقكم...لكن زي ما قلت لعمي....أبغى أجلس مع نفسي شوية..
قله أبوي: زي ماقتلك يا حاتم...لاتزعل ولا تاخذ على خاطرك...هذا أبوك!!...هو بس راح يجلس مع نفسه....ويهدأ ويعرف إنه غلطان!!
هز حاتم راسه .....
رجع قال أبوي: إحنا الحين راح نتركك لحالك...لكنا ما بنام...بنظل مستنينك ...خلاص وانا عمك!!
قله حاتم ببطء: إن شاء الله...
سلمنا عليه ومشينا.....لكن قلبي ما طاوعني نتركه لوحده...وقفت مكاني وناديته: حاتم أبغاك شوي!!....وأشرت على الباقي يروحو.....
ورجعت لعنده...ومديت يدي وقتله: هات مفتاح السيارة!!
قال بطفش: الله يخليك يا هارون...أبغى أكون....
قاطعته:حاتم...أنا عارفك!!...ما راح ترجع البيت....وانا ما راح أتركك لوحدك!!...إن شاء الله نبات الإثنين واقفين في مكانا!!...
ورجعت قتله بإصرار: هات المفتاح!!
مد يده في جيبه وطلع المفتاح وأعطاني هو وقال بزهق: خذ ....فكني يا شيخ!!
أخذت منه المفتاح وركبنا السيارة ومشينا وقتله: بالله قلي....كنت فين رايح تدج بعمرك!!
جاوبني وهو منزل راسه: كنت رايح أبات عند صديقي محمد...
جاوبته بإستنكار: يعني عندك إنك تروح تبات عند الناس...ولا إنك تجي بيت عمك؟؟...والله إنك.....إيش تبغاني أقول بس!!
جاوبني بسرعة:لا مو كذا يا هارون...اولا محمد أهله كلهم ماهم في البيت....في المستشفى!!....وثاني شي....
سكت ما كمل...
قتله : ثاني شي إيش!!
قال بحزن: ما أبغى أكون السبب في قطيعة بين أبوي وعمي!!
قتله بإنكار: لا ياشيخ...ما راح توصل لكذا إن شاء الله!!....يومين ...وكل شي يرجع لحاله!!
هز راسة بإستنكار: لا يا هارون....هذا أبوي....وأنا عارفة كويس....
قتله عشان اخفف عنه: مهما كان...عمي قلبه طيب!!..وإنت إبنه...وراح تشوف ...إنه يومين وراح يرضى...
قال بصوت واطي: الله كريم!!
.....
ماحبيت السكوت إلي عم السيارة...وقتله عشان اطلعه من الجوإلي هو فيه: قتلي إن أهل صديقك في المستشفى!!
جاوبني: إيه..
قتله: وعسى خير!!
قلي بحزن: لا والله ماهو خير!!
قتله:يا ساتر!!...ليه؟؟؟
قال: بنتهم حصل لها حادث...وجلست في غيبوبة لمدة شهر وهي الحين داخلة في الشهر الثاني....وماتقدر تتحرك!!
قلت بفزع: يالطيف اللطف!!....ليه إيش حصلها!!
قال : خبطت في شاحنة....
قلت بفزع: يا ساتر!!...شاحنة!!
هز راسه وكمل:وحصلها كسور في ظهرها ...ونزيف....تسبب لها ....بإلتهابات في الكلى!!....حالها والله يقطع القلب...والبنت صغيرة...يعني تقريبا عمرها 18 سنة ...حتى ما كملتها!!
يا الله....!!....الله يعين أهلها.....قلت بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله...الله يشفيها ويصبرها ويصبر أهلها يارب العالمين...
دخلت في عالمي.....نسيت حاتم إلي جالس جنبي...ونسيت الدنيا كلها....مدري ليه في هذه اللحظة...تذكرت ملاكي الطاهر!!...إمكن لان فكرة إنها الحين جالسة تعاني من إلي حصل لها مسيطرة عليا....عشان كذا لما سمعت عن معاناة هذه البنت ....جات ببالي ملاكي!!...أو أنا إلي أتذكرها في كل الأوقات وكل المناسبات!!...
الله يا حبي العذري....فين القاك!!...كيف القاك!!...
هل راح ألتقي فيك في يوم من الأيام!!....ولا راح أضل طول عمري...أصبر نفسي بذكراك...وخيالك...وريحتك وأحلامي فيك...في يقضتي ومنامي!!....يارب...يا أرحم الراحمين...أجمعني فيها!!...يارب....إجعلها من حظني ونصيبي...يارب...زي مادخلت حياتي فجأة من حيث لا أدري ولا أعلم...أجمعني بها مرة ثانية...من حيث لا أدري ولا أعلم...انت على كل شي قدير...
: هارون ...هارون!!
هذا كان صوت حاتم...إلي خرجني من بحر أفكاري...
قتله: هلا حاتم!!
قال: الحمد لله على السلامة!!...فين وصلت!!
حسيت بإحراج...بدل ما أخفف عليه همه...غطست أنا في همومي...قتله: أعذرني...ماكنت معاك!!
قال: أدري... فين كنت!!
وقفت السيارة عند مدخل العمارة وقتله عشان أنهي الموضوع: شوية مشاغل...يلا إنزل!!
جلس يتلفت وبعدين قلي بإستغراب: أنزل فين!!
نزلت من السيارة وقتله: أنزل أول!!
ونزل......ودخلنا الشقة...وقتله: حياك!!
وقف مكانة...يتفحص الشقة...وبعدين قلي: شقة مين هذه!!
جاوبته: هذه الشقة إلي كنت جالس فيها!!
جلس يتمشى في الشقة...وبعدين قال: تصدق إن ذوقك حلو!!..تحسس الواحد إنه مسافر وجالس في صالة الإنتظار في المطار..
له حق يتريق لان الشقة شبه فاضية من الأثاث: هههههههههههه...وهذه أصلا حالنا ...مسافرين..والدنيا بكبرها صالة إنتظار!!
قال مصدق على كلامي: عندك حق والله....
رحت لعنده وأعطيته مفتاح الشقة...تفضل...الشقة تحت تصرفك...
حسيته خجلان ومرتبك....مديت يدي وحطيت المفتاح في جيب ثوبه الي فوق...وقلتله:ماحبيت أغصبك..ترجع معنا على البيت...لاني عارف إن راسك أصلب من الحجر الصوان...
قال بصوت متأثر: والله ماني عارف إيش أقول!!...تعبتكم معي و...
قاطعته بسرعة: ولا كلمة....إحنا أهل...وعيال عم...يعني لحم ودم واحد...لا تحط في بالك إنا كذا جالسين نحملك جميلة..فاهم!!...وقفل على الموضوع...وانطق روح نام...وخلني أنام...
قلي بإستغراب: بتنام هنا!!
جاوبته: لا هناك!!...إيه هنا!!
قال لي بسرعة: انا الحين أحسن....وأقدر أجلس لوحدي لا تخاف عليا!!
قتله: ماني خايف عليك!!...لكن أبغى أونسك!!
قلي: لا إرجع لعمي وإعتذرلي منه...
وقفت وقتله بتأكيد: متأكد!!
هز راسه بحركة خفيفة....
مديت يدي وقتله : أجل هات مفتاح سيارتك...عشان ارجع!!
رجع قال: ولا أقلك أجلس أحسن....
سكتنا شوية وبعدين : ههههههههههههه....
وطلع المفتاح وقال: في أمان الله
أخذته منه : يلا تصبح على خير...الله معاك.....
وطلعت من الشقة...وأنا حزين على وضع حاتم....لكن إن شاء الله تنزال هذه الغمة عن قريب....
.....................
يحيى.........
حرام....ليه كل شي يلصقوها فيها!!....أي بلوة تحصل...غادة!!...أي شي غادة!!....أدري إنها فيها كل العبر...وإنه مافي أحد إلا وتأذا منها...لكن ما تصل لدرجة المخدرات!!....مهو معقول!!...مهما كانت عيوبها...ومساوئها الكثيرة.....المخدرات لا!!....من فين جابتها!!....منهو إلي مولها فيها!!...يا الله!!...لو فعلا غادة هي إلي سوت كذا!!....معناته إنها منتهية...وإني لازم...أمسحها من قاموسي...لالالالا... أنا أتوهم!!....إمكن البنت بريئة!!...إمكن كلهم يضلموها!!
: ولا إنت إيش رأيك يا يحيى!!
انتبهت:ها!!....مدري!!
قالتلي بإستغراب: إيش إلي مدري!!
قلتلها بتأفف:إيش تبغي الحين يا أمل!!
رد عليا رحيم: إيش فيك معصب!!
ارتبكت...لكني حاولت أخفي إرتباكي: مافيني شي!!
رجع رد عليا: طيب ليه ساكت...في العادة...إنت أول من يتكلم...ويقول رأيه!!
يا ذي البلشة...قلتله: أبدا..كنت أفكر في حال حاتم...إيش راح يسوي!!
قالت أمل بحزن: والله حرام ...حاتم..طيب وما يستاهل!!...غادة ذي....حية لدغتها والقبر...
جاوبها رحيم:عندك حق... إلي يشوفها...وما يعرفها..ينخدع فيها...إستغفر الله العظيم...على قد ما أعطاها الله جمال..إلا إن قلبها...مشوه...شيطان..في صورة ملاك!!....
خلاص خلاص...ما أقدر أتحمل أكثر...وقفت وقلت بعصبية: غادة...غادة...صدعتونا بسيرتها...ينعل غادة...على كل المصايب إلي تجينا من تحت راس غادة!!...خلاص قفلو على سيرتها!!
شفتهم يطلو عليا بإستغراب...أنا كنت معصب مرة...وفي نظرهم...عصبيتي هذه مبالغ فيها كثير.....ما يدرو إني معصب عشان خاطر غادة...مو منها!!
شفت رحيم طل على أمل وسألها بإستغراب: إيش فيه هاذا هاج مرة وحدة!!
رفعت أكتافها مع يدها لفوق..ولوت فمها دليل على إندهاشها...وقالت: أنا أدري عنه!!....
وبعدين قالت: والله يا يحيى ما كنت أعرف إنك تعز حاتم لهذه الدرجة!!....خلاص ولا يهمك...راح أطلعه من غادة مثنى وثلاث ورباع...أصلا أنا ليا شغلة..غير إني ألطش فيها!!
وضحكت وضحك معاها رحيم......وانا الدم ثار في عروقي أكثر...
لا هذه قاصدة تعاندني!!...قلت بصوت عالي: أف....والله أنكم.....إنكم...غجر!!
وسبتهم وطلعت من عندهم ...ورحت غرفتي وأنا ما أشوف قدامي...
ماقدرت أستحمل.إن رحيم جالس يتغزل فيها...وفي نفس الوقت يذمها!!..
ليه!!...ليه هي من بين كل البنات إلي حبيتها!!....إيش حبيت فيها!!...عمري ما سمعت أحد يجيب سيرتها بخير!!...الكل يكرها!!...الكل متضايق منها!!...
وضحكت بمرارة....وياريت المشكلة وقفت عند هذا الحد!!....لا...الكل عارف..إنها مجنونة بهارون...وإنها مسعده تسوي أي شي عشان ترضيه!!
ليه يحصل معي كذا...كيف أقدر أكرها!!....كيف أمحي حبها من عقلي!!...
هل هذا هو جنون الحب!!...إن الواحد يحب الإنسان بكل عيوبه!!...
أنا فعلا ماني قادر أكرها!!...رغم كل عيوبها...إلي إني أحبها!!..اعشقها!!...
يارب ساعدني...يارب إصرفها عني إذا كان في وجودها في حياتي شر ليا..أو للي حولي.....
و نمت وانا أفكر في غادة...وفي النار إلي ماهي حارقة أحد زي ماهي حارقة قلبي....
اه يا غادة...ليتك تختفي من حياتي...ومايبقالك ذكرى...أو ذكر في حياتي كلها...
...................................
غادة......
دخلت غرفتي وأنا حاسة بنشوة الإنتصار...هههههههههههه...هذا هو ردي يا حاتم جاك.....عشان تعرف...من تكون غادة!!...ومين تكون إنت!!
ورحت رميت نفسي على السرير....وأنا أضحك....مبسووووطة حيل...
وجاني صوت دق على الباب.....:غادة!!....غادة!!
قمت من على السرير ورحت فتت الباب: هلا يما...
قالتلي: صحيتك من النوم!!
فتحت لها الباب أكثر وقتلها: لا...لسى مانمت!!
دخلت....وجلست...وقالتلي: قفلي الباب وتعالي إجلسي...أبغى أتكلم معاك
قفلت الباب ورحت جلست بجنبها....وقتلها: خير يما !!...إيش في!!
شفت ملامحها صارت صارمة...وقالتلي بنبرة حازمة...ماتعودتها منها: غادة!!...إنتي لك يد في إلي حصل اليوم!!
ملامحها ونبرة صوتها خلتني أقول: دخل كيف يعني!!
مسكت يدي بقوة...وقالت من بين أسنانها: إنتي إلي حطيتي المخدرات في غرفة حاتم!!
سحبت يدي منها...وقمت من عندها وقتلها بعصبية...عشان أخفي خوفي وتوتري: إيش فيك يما!!.....طبعا لا!!
قالت بحدة: والله يا غادة لو إكتشفت إنك لك دخل في هذا الموضوع...لا أطربق الدنيا على راسي وراسك......سامعاني!!
قتلها بصوت عالي: إيش فيك قايمة علي!!....قتلك مالي دخل!!
قامت من مكانها بسرعة....وحطت يدها على فمي...وقالت بصوت واطي: قصري صوتك!!....لاحد يسمعنا!!
سحبت يدها من على فمي وقتلها: له حق حاتم يشك فيا....إذا إنتي أمي وشكيتي فيا!!
قالت بصوت رقيق: أنا خايفة عليك يما!!....لا حاتم ..وأي احد في هذه الدنيا يهمني....ما يهمني أحد غيرك!!
رجعت جلست على سريري بطفش وقت : خايفة عليا من إيش!!
رجعت جلست جنبي وقالت: إحنا نضرب ممكن....نزعق ممكن...نكذب ممكن....لكن توصل المسألة للمخدرات...لا يا غادة!!....هذا طريق مليانة شوك....وراح تضري نفسك إنتي أول وحدة...قبل ما تضري أي أحد!!...كله إلا المخدرات يما!!
قتلها : الله يهديك يا ماما!!....أنا من فين لي المخدرات!!....مين إلي راح يجيبها ليا يعني!!....
قالت بتشكيك: غادة!!
قتلها: لا تطلي عليا كذا يما!!....أنا أصلا أخاف أروح أماكن زي كذا!!....مو أنا يما...احلفلك إنه مو أنا عشان تصدقيني يعني!!
قامت من مكانها وقالت : راح أصدقك يا غادة......لكن إسمعيني كويس!!...الأيام ذي خفي على ثريا شوية!!....ترى كل العيون...والشكوك حايمة حولك....سامعاني!!
قتلها بعصبية: عساهم في حريقة ...وأنا إيش لي فيهم!!
قالت بحدة: غادة!!!
قلت بزهق: طيب...في شي غيره!!
قالت: تصبحي على خير...وطلعت من الغرفة...
رحت وقفلت الباب وراها ...ورجعت رميت نفسي على السرير....قال خايفة عليا قال....فين كان خوفك عليا....لما تخليني أسوي كل شي أبغاه...وكل شي يدور في راسي!!....فين راح خوفك عليا...وإنتي ماتعرفي مين مصادقة...ومع مين أجلس!!....جاية ذحين تحاسبيني وتعاقبيني!!...
ورفعت جسمي و يدي بالقوة وقلت: فكينا يا شيخة....أمهات اخر زمن....وضحكت على نفسي ههههههههههههه
ورجعت رميت نفسي على السرير .....
تعليق