الجزء السادس...............
هارون ......
رجعت تأملت الرسالة بذهول وكان مكتوب فيها ...
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
دكتور حسان .... أثناء قرأتك لهذه الرسالة أكون أنا رجعت للأردن ...
ولكي أخلص ذمتي أمام الله .. أرجعت لكم المبلغ الذي اعطيتموني هو
لاني بعد تفكير عميق ... أيقنت أن صحتي لا تقدر بثمن ...
أرجو المعذرة منكم ....... وقلبي مع المريضة ....
تقديري وأحترامي ...
ياسر ...
عصرت الورقة بيدي بقهر .... حاسس إن الدنيا سودت في عيني فجأء ...
ورجعت جملة صبا تضرب في راسي من جديد " أحس الموت مو بعيد عني "
صرخت بعصبية : الحقير .... الحين فكر !!.... قبل العملية بيوم !!!
الدكتور حسان : اليوم الصبح دخلت الممرضة عشان تاخذ fital singes لقت الغرفة فاضية .. وهذا الظرف على سريره !!!
سألته بقهر ويأس : والحين إيش العمل !!!!!
الدكتور حسان بحيرة اكبر : ما أعرف إيش أقلك يا هارون ..... صبا المفروض تسوي العملية في أسرع وقت ممكن .... وأي تأخير ... فيه خطر على حياتها !!!
انهرت على الكنب بتعب ... ليه يارب !!! ... يارب إنت عالم بحالها !!! ... وحالي وحال اهلها !!! .. إيش أقول لأبوها !!!! .... أيش اقول لأهلها !!! ... يارب أرحمنا يا أرحم الرحمن !!!!
ضميت يدي لبعض وسندت راسي عليهم بيأس وسألته : وأهلها .. إيش راح أقلهم الحين !!!!
الدكتور حسان بقلة حيلة : ما لنا إلا إنا نرجع على غسيل الكلية .... وهي تحت رحمة الله ....
قمت من مكاني منهك القوى ...
قلت للدكتور حسان بصوت ما فيه من معالم الحياة شي : وصل الخبر لأهل صبا بطريقتك ... أنا ما أبغى أتكلم مع أحد .... وتركته وطلعت .. قبل ما اسمع رده ...
في الطريق وانا خارج من المستشفى جاني صوت صالح : هارون !! ... هارون ..
ما قدرت أكلمه ولا حتى أواجهه .. ما عندي أي ذرة قوة للمواجهة ..
رميت جسمي على كرسي السيارة بإرهاق ... المصيبة أكبر مني .... مو قادر افكر في شي .. إلا إن صبا راح تروح من يدي .. ضربت طارة السيارة بقهر .. وانا ادعي على ولد الحرام إلي انسحب على اخر لحظة ... منحنا الأمل ... ولما قربنا نلمس الحلم بيدنا .. سحبه منا بكل حقارة ولؤم وشرد!!!!!
رفعت راسي للسما بترجي .. يارب .. إرحمنا برحمتك الواسعة يارب .. يارب أرحمها ... وأرحم حالها يارب ... يارب أمتك صبا ببابك .. مسكينتك صبا ببابك .. فقيرتك ببابك .. ذليلتك ببابك ... يارب فرج همها .. وأشفي سقمها ... ياكريم يا عظيم ...
شغلت السيارة .. وانا حاسس إن الضعف والوهن متمكن من كل ذرة في جسمي ... ومسكت طريق البيت ... أبغى انعزل مع نفسي .. ابغى افكر في الموضوع ... وانا في وسط زحمة أفكاري ويأسي .... مر طيف وجه بخيالي .. خلا كل اليأس داخلي تحول لطاقة أمل ...
ودقيت بسرعة على دكتور حسان وقتله : دكتور !! .... وقف لا تكلمهم ... حصلت متبرع !!
الدكتور حسان بسرعة : فينه !!!
جاوبته : امممم ... انا مو متأكد من الموضوع .. برجع أسأله .. وبعدين .. برد لك خبر !!
قفلت منه ومسكت طريق الأمل ....
........................
شفتها جالسة على مكتبها ورى الكمبيوتر
قتلها برجاء : غزل ... !!
رفعت راسها بإستغراب: هلا دكتور هارون !!!
سألتها مباشرة : لسى تبغين تتبرعين لصبا !!!
رفعت حواجبها بإستغراب وبعدين نزلت راسها كأنها تفكر في شي
بعدين سألت : كيف !!! .... خير إيش حصل !!!!
جلست على الكنبة بتعب وقتلها : المتبرع .... شرد !!!
جلست قبالي بذهول وقالت : إيش !!! ... كيف يعني شرد .. هو لعب أطفال !!!!
جاوبتها بقلة حيلة : هذا إلي حصل .... جاوبيني ... لسى بتتبرعين !!!
نزلت راسها وقالت : امممممم ما اعرف إيش اقولك .... !!
قتلها برجاء : قولي إنك موافقة !!! ...
رجعت جلست ورى مكتبها وقالتلي بعد تفكير : هو العرض ما زال قائم ... بس كمان الشرط ما زال قائم !!!
التفت لها بكل جسمي وقتلها : يا بنت الناس أنا أحب زوجتي ... ولا افكر في احد غيرها .. ولا راح أفكر .... !! ....
جاوبتني : يعني !!! ...
قتلها : انا مستعد أحقق لك أي طلب .. غير هالطلب !!!
ببرود : وانا ما عندي غير هالطلب !!!!
زفرت بقوة وعصبية وقلت بغضب : استغفر الله العظيم .... غزل فكري كطبيبة ... كإنسانة !!! ... حياة مريضة تحت يدك ؟! ... فين راح تهربين من ضميرك !!!
جاوبتني ببرود : ما اعتقد إن تبرعي لزوجتك فرض او واجب .. ولو ما سويته راح اتعاقب !! .... او راح ارتكب إثم !!!!
قتلها : مو منطقي الكلام إلي جالسة تقوليه .... فين عقلك !!!
جاوبتني : إنت عقلي ... إنت كل شي يا هارون !!!
قتلها بتحذير : غزل ..... لا تسمحي لشيطانك ينفخ براسك !!!
حطت عينها بعيني مباشرة وقالت: شوف يا هارون ... أنا عارفة إنك مستغرب .. ومصدوم من إلي جالسة أسويه.... هذا لأنك ما تحس بألي أحسه .... قالوها زمان ... الحب جنون .. ومن الحب ما قتل !! ..... وانا ما ابغى حبك يقتلني .. بالعكس ابغى احيى بهالحب ... وهذا إلي أنا جالسة اسويه ببساطة !! ... ولو اقدر أسوي أكثر من كذا .... ما راح أتردد ....
وتركت مكانها وراحت جلست قبالي مرة ثانية وقالت بحب : يعني لو تبغى عيوني .... ما راح أتردد ... راح أخلعهم لك وبقدمهم على طبق من ذهب !! ....
جلست أتأملها بحيرة و بذهول ... مو قادر استوعد إلي قالته ... ولا قادر انفذه ... بس صبا !! ..... يا الله إيش العمل !!
سألتني : ها إيش قلت !!
قتلها : غزل يا بنت الناس .. جالسه تدمري حياتك بيدك !!! .... إنتي دكتورة وناجة .. والف من يتمناكي .. ليه تحكمي على نفسك إنك تدخلي تجربة محكوم عليها بالفشل !!!!
سألتني : ومن يدري !! .... تجارب كثيرة يكون محكوم عليها مسبقا بالفشل .. بس تتحول في النهاية لتجارب ناجحة !!! ....
جاوبتها بإصرار : أأكد لك يا غزل إن هالشي ما راح يحصل !!!!
جاوبتني بثقة : حنشوف !!
قتلها بخيبة أمل : للأسف توقعتك ذكية ... لكن إكتشفت اليوم إنك غبية !!!! ...
قالتلي : يمكن يكون غباء .... ما يهمني هو إيش بالزبط .. لأن تفكيري يوقف .. لما اكون معاك .... قوة التفكير عندي تصير صفر !!! ...
جاوبتها بملل : غزل الحوار طال بيننها ... !!
جاوبتني : معاك .. الحوار طال ... وأي تأخير في الموضوع فيه خطر على حياة زوجتك !!!
بيأس قتلها : موافق على طلبك يا غزل .... بس من البداية يا بنت الناس أنا صريح معاك ... وقتلك كل شي عشان لا تقولين ظلمني !!!
جاوبتني بإبتسامة واسعة : أنا أثق في قراراتي ...
حركت راسي بأسف ... ما بيدي حيلة .... ما في وقت للإننا ندور على متبرع ثاني..
تذكرت شي فقتلها : بس بيكون الزواج في السر !!! ... اهلك وانا وبس !!!!
قالتلي بعد لحظة صمت : امممممم أبويا لازم يشوف أحد من أهلك ... ولا ما راح يرضى !!!
بعد تفكير عميق .. ما حصلت قدامي غير رحيم .....
قتلها : خلاص بكلم أخويا رحيم ... وبس !!!!
جاوبتني بإبتسامة باردة : اوكي تمام ... و أنا واثقة من أنه بكرة بيكون قدام كل الناس ..
ما رديت عليها .. كل إلي سويته إني رميتها بنظرة شفقة
سألتني : اوكي أجل ...
قتلها :راح أكلم دكتور حسان عشان أأكد عليه !!!
جاني صوتها : لحظة ... ما حيحصل أي شي ... غير لما يتم الزواج !!!
جاوبتها بإنكار : غزل .. صبا بكرة او بعده لازم تسوي عمليتها بالكثير !!!
جاوبتني : انا مهدت الموضوع لأبويا ... وكلمته عنك .... حتى إنه قد جا وسأل عنك !!!
قتلها بإستغراب : ما ني فاهم شي !!! ... على أي اساس كلمتي أبوكي !!!
غزل : فاكر يوم جيتك المكتب .. وعرضت عليك إني اكون المتبرعة .. طبعا يومها ما كنت اعرف إنه كان في متبرع غيري .. فكنت واثقة من موافقتك .. وعلى هالاساس كلمت أبويا عنك .. !!
قتلها بشفقة : ثقتك هذه راح تضيعك .... لازم تخافي على نفسك من نفسك يا غزل !!
جاوبتني : هارون !! ... إيش جالس تقول ... انا ثقتي بمحلها .. وشوف كل شي تم زي ما ابغى !!
قتلها : حاس إني داخل صفقة حقيرة ... بس للأسف في حال تنازلت عن هالصفقة ... صبا راح تضيع ....
وبعدين قتلها بقرف : خلصيني يا غزل .... وخلي كل شي يتم بسرعة ... الدكتور حسان بالإنتظار !!
جاوبتني بإبتسامتها الباردة : كل شي بيدك الحين .... بكرة حياك الله عندنا ...
وبعدها ... انا وما أملك بين يدك .....
بعد ما طلعت من عندها كلمت رحيم ....
طلبت إني أقابله برى البيت ... يا الله ... ما أدري كيف راح افهمه بالموضوع ؟؟؟
.................................
رحيم .............
صرخت : إيش !!!!!
جاوب بهمس: إسكت لا تفضحنا ... إشبك هذا إلي حصل !!!
سألته بقهر : وانت كيف تسمح لها تبتزك بالطريقة !!
جاوبني بقهر : لو ساومتني على أي شي ما كان وافقت يا رحيم ... لكن هذي بتساومني على صبا ... عارف يعني إيش صبا ؟؟؟
قتله : ايوا عارف ... بس مستحيل يكون في إنسانة .. ولا دكتورة كمان بهالحقارة !!!
هارون : هي الوحيدة إلي تقدر تساعدنا في هاللحظة ... حالة صبا كل يوم في نزول .. وأي تأخير فيه خطر عليها !!!
رحيم : طيب هي كيف فكرت إنها تسوي لنفسها التست !!! ...
هارون : تقول إنها قد سمعتنا انا ودكتور عندنا في المستشفى استشاري امراض كلى نتكلم عن حالة صبا . فطلبت الفايل تبعها وسوت التست !!
جاوبته بذهول : هالبنت مريضة !!!
هارون : تقول إنها تحبني .. لكن انا أعرف غزل ... عندها حب مرضي للتملك ولأجل تحقق إلي تبغاه تكون مستعدة تسوي أي شي ....
جاوبته : وانت إيش ناوي الحين !!
جاوبني : هي كلمت أبوها .... وبكرة بإذن الله راح يكون العقد !!!
كان يتكلم بيأس وقهر .... رحمته كل المصايب تجمعت على راسه ...
وكمل وهو يحرك فنجان القهوة قدامه : ما اعرف كيف راح اتصرف مع هذه الإنسانة ... أنا مو متقبلها كزميلة .. كيف راح اتعايش معاها كزوجة !! ....
جاوبته عشان أخفف عنه : لا تفكر كثير .. إنت حذرتها وهي إلي اصرت !! ... تستحمل نتيجة طمعها وعنادها !!
هارون : غزل ما ينعرف لها .. أخاف في لحظة تروح تبلغ صبا واهلها وتهد المعبد على راسي !!!
جاوبته : ساعتها فهم صبا كل الموضوع .... وأكيد راح تعذرك ..
لقيته يضحك .. بس كانت ضحكة قهر وتعب ...
قتله إيشبك !!
هارون : أفهم صبا !! .. ههههههه ... هو انا قادر حتى اتكلم معاها !! ... اصلا صبا تبغى الطلاق ... قد كلمت ابوها واخوها صالح في الموضوع !!
سألته بإهتمام : أيوا ... !!
هارون : صالح رافض ... أنا ما يهمني رفضه او موافقته ... أنا إلي تهمني صبا ...
مو متقبلتني يا رحيم .... والمصيبة إني أحبها .... مو قادر أيش بدونها ... ما اعرف هالبنت كيف تسربت لروحي .. كيف حبيتها .... بس أحبها ... هههههههه .. وهي ولا حتى معترفة بوجودي !!!
جاوبته : هدي بالك يا هارون ... وأكيد الأمور بإذن الله راح تتعدل ...
هارون : ربك كريم !!
مر ببالي موضوع وداد .. فكرت أفاتحه في الموضوع ... بس الحالة إلي هو فيها خلتني أصرف نظر ...
فقتله : والنعم بالله ... يلا أرجع البيت وأرتاح ... وبكرة انا بعدي عليك عشان موعدنا ...
هارون وهو يقوم : اول شي ورايا مشوار للمستشفى بطمن على صبا .. وبعدين برجع البيت ...
جاوبته : أجل في امان الله ..... وحاول لا تفكر في موضوع غزل ذي كثير ...
جاوبني : خير عن شاء الله يلا سلام ...
..................................
غزل ................
قبل ما يدخل هارون عليا الغرفة كنت فاتحة الأيميل ... كنت بتأمل الرسالة إلي أرسلتها للدكتور حسان من حوالي 24 ساعة ....
الرسالة ......
الدكتور حسان ......... المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا الدكتورة غزل ..... إستشارية أمراض القلب في المستشفى الجامعي ....
وزميلة الدكتور هارون في نفس المستشفى .... أعلمكم .. بانني مستعدة للتبرع للمريضة صبا ... والتي رقم ملفها D44 وفي حالة إحتياجكم لي .. انا تحت الطلب .... ومرفق لكم ... نتيجة التحاليل التي أجريتها والتي كانت نتيجتها بالإيجاب
كما أنني قد أرسلت رسالة لزميلي هارون أخبره بقراري هذا ...
كل التقدير والأحترام ....
دكتورة غزل ....
رجعت فتحت الرسالة إلي أرسلتها لهارون .... وكانت بعد رسالة دكتور حسان مباشرة ...
الرسالة .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
زميلي هارون ..... قد تتجاوز فترة معرفتي بك ومعرفتك بي حدود الثمانية الأعوام...
ومع هذا صدقني يا عزيزي ... أنت لم تعرف عن غزل أي شي ...
لا تعرف بأني أحزن حتى الموت ... إذا ما لمحت مسحة حزن على عينيك ..
أعلم بأني بعد مساومتي لك .... صرت تعلم تمام العلم بأنني أفعل أي شي ... حتى أحصل عليك .... لكنك لا تعرف بأني قد أفعل أي شي لمجرد رؤيتك سعيد ...
قد يكون السبب الظاهري لك في ان اكون متبرعة لزوجتك .. هو زواجي منك .. لكن حقيقة الأمر يا عزيزي ... أنني أموت إذا رأيتك حزينة ... ولذلك كنت قد عزمت الأمر في موضوع تبرعي لصبا ... سواء وافقت على الزواج بي أم لم توافق ..
كنت سوف أتبرع لها .... فأنا لم أنسى انني طبيبة !!!! .... ولكنك تعلم بأني لا أستسلم بسهولة .. وأراوغ إلى اخر نفس .... ولكن هناك حياة بريئة في الموضوع .. وهذا امر لا يحتمل المراوغة ..
ما اود أن قوله الان ... أنا حزينة حقا ... لأني خسرتك كزوج ... ولكني لن أترك زوجتك ولن أترك واجبي .. وأنا موجودة عند حاجتكم إلي ....
أرجوا أن تغفر لي وقاحتي ....
كل التقدير والأحترام ...
غزل ...
السبب من ورى هالرسالة إنه بعد ما ياسر شرد ... حسيت بتأنيب الضمير ... وبمدا فضاعة الأمر إلي سويته ...
فلما رجعت ودقيت عليه عشان يرجع يسوي العملية .. لقيت جواله مقفول ... شكله نفذ كلامي وقرر إنه يختفي ..
إذا ما في حل إلا إني اتبرع لها ... وبكذا ادفع ثمن اخطائي ... صح أن كنت أبغى هارون .... بس أي كانت رغبتي .... مستحيل أعلق روح إنسانة بين الموت والحياة .. عشان رغباتي الخاصة .... أنا قبل أي شي طبيبة ...
ولما دخل هارون عليا الغرفة توقعت إنه قرأ الأيميلات وجاي يشكرني ... لكني شفت نظرات ثانية في عيونه ... كانت نظرات ترجي وإنكسار ... وصوته كان يرتجف بوضوح وبعد كلامه عرفت إنه لسى ما قرا الإيميل .... فقلت راح أستمر بالمراوغة .... أكيد في حكمة من ان هارون او دكتور حسان ما قروا الايميل !!!
ما ادري إيش الي منعني اني ارسله قراري عن طريق الجوال ... يمكن لان المراوغة طبع فيا ... فحتى إستسلامي للأمر الواقع كان فيه نوع من المراوغة ...
فطلبت من هارون إنه يعطيني مهلة يوم واحد بس .. إني ارتب الامور مع أبويا ..
على أساس إن هارون يجي بكرة ويعقد عليا ... وفعلا وافق ...
ولاني عارفة إن أبويا راح يرفض لو قلتله إن هارون بيجي لوحده .. طلبت من هارون إن احد من أهله يدري بالموضوع .... ووقع الإختيار على اخوه رحيم
في البيت دارت معركة طاحنة بيني وبين أبويا .. لانه لما عرف إن هارون لوحده جاي .... رفض ... بس حجتي كانت موجودة ... هارون يتيم .. وماله إلا اخ واحد وكذا كذا ... ابويا مسافر ....يعني كذبتي ما راح تنكشق فما في مشكلة على الإطلاق ....
وتمت الموافقة .. وما بقي إلا ......... العقد ..........
...........................
رجعت تأملت الرسالة بذهول وكان مكتوب فيها ...
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
دكتور حسان .... أثناء قرأتك لهذه الرسالة أكون أنا رجعت للأردن ...
ولكي أخلص ذمتي أمام الله .. أرجعت لكم المبلغ الذي اعطيتموني هو
لاني بعد تفكير عميق ... أيقنت أن صحتي لا تقدر بثمن ...
أرجو المعذرة منكم ....... وقلبي مع المريضة ....
تقديري وأحترامي ...
ياسر ...
عصرت الورقة بيدي بقهر .... حاسس إن الدنيا سودت في عيني فجأء ...
ورجعت جملة صبا تضرب في راسي من جديد " أحس الموت مو بعيد عني "
صرخت بعصبية : الحقير .... الحين فكر !!.... قبل العملية بيوم !!!
الدكتور حسان : اليوم الصبح دخلت الممرضة عشان تاخذ fital singes لقت الغرفة فاضية .. وهذا الظرف على سريره !!!
سألته بقهر ويأس : والحين إيش العمل !!!!!
الدكتور حسان بحيرة اكبر : ما أعرف إيش أقلك يا هارون ..... صبا المفروض تسوي العملية في أسرع وقت ممكن .... وأي تأخير ... فيه خطر على حياتها !!!
انهرت على الكنب بتعب ... ليه يارب !!! ... يارب إنت عالم بحالها !!! ... وحالي وحال اهلها !!! .. إيش أقول لأبوها !!!! .... أيش اقول لأهلها !!! ... يارب أرحمنا يا أرحم الرحمن !!!!
ضميت يدي لبعض وسندت راسي عليهم بيأس وسألته : وأهلها .. إيش راح أقلهم الحين !!!!
الدكتور حسان بقلة حيلة : ما لنا إلا إنا نرجع على غسيل الكلية .... وهي تحت رحمة الله ....
قمت من مكاني منهك القوى ...
قلت للدكتور حسان بصوت ما فيه من معالم الحياة شي : وصل الخبر لأهل صبا بطريقتك ... أنا ما أبغى أتكلم مع أحد .... وتركته وطلعت .. قبل ما اسمع رده ...
في الطريق وانا خارج من المستشفى جاني صوت صالح : هارون !! ... هارون ..
ما قدرت أكلمه ولا حتى أواجهه .. ما عندي أي ذرة قوة للمواجهة ..
رميت جسمي على كرسي السيارة بإرهاق ... المصيبة أكبر مني .... مو قادر افكر في شي .. إلا إن صبا راح تروح من يدي .. ضربت طارة السيارة بقهر .. وانا ادعي على ولد الحرام إلي انسحب على اخر لحظة ... منحنا الأمل ... ولما قربنا نلمس الحلم بيدنا .. سحبه منا بكل حقارة ولؤم وشرد!!!!!
رفعت راسي للسما بترجي .. يارب .. إرحمنا برحمتك الواسعة يارب .. يارب أرحمها ... وأرحم حالها يارب ... يارب أمتك صبا ببابك .. مسكينتك صبا ببابك .. فقيرتك ببابك .. ذليلتك ببابك ... يارب فرج همها .. وأشفي سقمها ... ياكريم يا عظيم ...
شغلت السيارة .. وانا حاسس إن الضعف والوهن متمكن من كل ذرة في جسمي ... ومسكت طريق البيت ... أبغى انعزل مع نفسي .. ابغى افكر في الموضوع ... وانا في وسط زحمة أفكاري ويأسي .... مر طيف وجه بخيالي .. خلا كل اليأس داخلي تحول لطاقة أمل ...
ودقيت بسرعة على دكتور حسان وقتله : دكتور !! .... وقف لا تكلمهم ... حصلت متبرع !!
الدكتور حسان بسرعة : فينه !!!
جاوبته : امممم ... انا مو متأكد من الموضوع .. برجع أسأله .. وبعدين .. برد لك خبر !!
قفلت منه ومسكت طريق الأمل ....
........................
شفتها جالسة على مكتبها ورى الكمبيوتر
قتلها برجاء : غزل ... !!
رفعت راسها بإستغراب: هلا دكتور هارون !!!
سألتها مباشرة : لسى تبغين تتبرعين لصبا !!!
رفعت حواجبها بإستغراب وبعدين نزلت راسها كأنها تفكر في شي
بعدين سألت : كيف !!! .... خير إيش حصل !!!!
جلست على الكنبة بتعب وقتلها : المتبرع .... شرد !!!
جلست قبالي بذهول وقالت : إيش !!! ... كيف يعني شرد .. هو لعب أطفال !!!!
جاوبتها بقلة حيلة : هذا إلي حصل .... جاوبيني ... لسى بتتبرعين !!!
نزلت راسها وقالت : امممممم ما اعرف إيش اقولك .... !!
قتلها برجاء : قولي إنك موافقة !!! ...
رجعت جلست ورى مكتبها وقالتلي بعد تفكير : هو العرض ما زال قائم ... بس كمان الشرط ما زال قائم !!!
التفت لها بكل جسمي وقتلها : يا بنت الناس أنا أحب زوجتي ... ولا افكر في احد غيرها .. ولا راح أفكر .... !! ....
جاوبتني : يعني !!! ...
قتلها : انا مستعد أحقق لك أي طلب .. غير هالطلب !!!
ببرود : وانا ما عندي غير هالطلب !!!!
زفرت بقوة وعصبية وقلت بغضب : استغفر الله العظيم .... غزل فكري كطبيبة ... كإنسانة !!! ... حياة مريضة تحت يدك ؟! ... فين راح تهربين من ضميرك !!!
جاوبتني ببرود : ما اعتقد إن تبرعي لزوجتك فرض او واجب .. ولو ما سويته راح اتعاقب !! .... او راح ارتكب إثم !!!!
قتلها : مو منطقي الكلام إلي جالسة تقوليه .... فين عقلك !!!
جاوبتني : إنت عقلي ... إنت كل شي يا هارون !!!
قتلها بتحذير : غزل ..... لا تسمحي لشيطانك ينفخ براسك !!!
حطت عينها بعيني مباشرة وقالت: شوف يا هارون ... أنا عارفة إنك مستغرب .. ومصدوم من إلي جالسة أسويه.... هذا لأنك ما تحس بألي أحسه .... قالوها زمان ... الحب جنون .. ومن الحب ما قتل !! ..... وانا ما ابغى حبك يقتلني .. بالعكس ابغى احيى بهالحب ... وهذا إلي أنا جالسة اسويه ببساطة !! ... ولو اقدر أسوي أكثر من كذا .... ما راح أتردد ....
وتركت مكانها وراحت جلست قبالي مرة ثانية وقالت بحب : يعني لو تبغى عيوني .... ما راح أتردد ... راح أخلعهم لك وبقدمهم على طبق من ذهب !! ....
جلست أتأملها بحيرة و بذهول ... مو قادر استوعد إلي قالته ... ولا قادر انفذه ... بس صبا !! ..... يا الله إيش العمل !!
سألتني : ها إيش قلت !!
قتلها : غزل يا بنت الناس .. جالسه تدمري حياتك بيدك !!! .... إنتي دكتورة وناجة .. والف من يتمناكي .. ليه تحكمي على نفسك إنك تدخلي تجربة محكوم عليها بالفشل !!!!
سألتني : ومن يدري !! .... تجارب كثيرة يكون محكوم عليها مسبقا بالفشل .. بس تتحول في النهاية لتجارب ناجحة !!! ....
جاوبتها بإصرار : أأكد لك يا غزل إن هالشي ما راح يحصل !!!!
جاوبتني بثقة : حنشوف !!
قتلها بخيبة أمل : للأسف توقعتك ذكية ... لكن إكتشفت اليوم إنك غبية !!!! ...
قالتلي : يمكن يكون غباء .... ما يهمني هو إيش بالزبط .. لأن تفكيري يوقف .. لما اكون معاك .... قوة التفكير عندي تصير صفر !!! ...
جاوبتها بملل : غزل الحوار طال بيننها ... !!
جاوبتني : معاك .. الحوار طال ... وأي تأخير في الموضوع فيه خطر على حياة زوجتك !!!
بيأس قتلها : موافق على طلبك يا غزل .... بس من البداية يا بنت الناس أنا صريح معاك ... وقتلك كل شي عشان لا تقولين ظلمني !!!
جاوبتني بإبتسامة واسعة : أنا أثق في قراراتي ...
حركت راسي بأسف ... ما بيدي حيلة .... ما في وقت للإننا ندور على متبرع ثاني..
تذكرت شي فقتلها : بس بيكون الزواج في السر !!! ... اهلك وانا وبس !!!!
قالتلي بعد لحظة صمت : امممممم أبويا لازم يشوف أحد من أهلك ... ولا ما راح يرضى !!!
بعد تفكير عميق .. ما حصلت قدامي غير رحيم .....
قتلها : خلاص بكلم أخويا رحيم ... وبس !!!!
جاوبتني بإبتسامة باردة : اوكي تمام ... و أنا واثقة من أنه بكرة بيكون قدام كل الناس ..
ما رديت عليها .. كل إلي سويته إني رميتها بنظرة شفقة
سألتني : اوكي أجل ...
قتلها :راح أكلم دكتور حسان عشان أأكد عليه !!!
جاني صوتها : لحظة ... ما حيحصل أي شي ... غير لما يتم الزواج !!!
جاوبتها بإنكار : غزل .. صبا بكرة او بعده لازم تسوي عمليتها بالكثير !!!
جاوبتني : انا مهدت الموضوع لأبويا ... وكلمته عنك .... حتى إنه قد جا وسأل عنك !!!
قتلها بإستغراب : ما ني فاهم شي !!! ... على أي اساس كلمتي أبوكي !!!
غزل : فاكر يوم جيتك المكتب .. وعرضت عليك إني اكون المتبرعة .. طبعا يومها ما كنت اعرف إنه كان في متبرع غيري .. فكنت واثقة من موافقتك .. وعلى هالاساس كلمت أبويا عنك .. !!
قتلها بشفقة : ثقتك هذه راح تضيعك .... لازم تخافي على نفسك من نفسك يا غزل !!
جاوبتني : هارون !! ... إيش جالس تقول ... انا ثقتي بمحلها .. وشوف كل شي تم زي ما ابغى !!
قتلها : حاس إني داخل صفقة حقيرة ... بس للأسف في حال تنازلت عن هالصفقة ... صبا راح تضيع ....
وبعدين قتلها بقرف : خلصيني يا غزل .... وخلي كل شي يتم بسرعة ... الدكتور حسان بالإنتظار !!
جاوبتني بإبتسامتها الباردة : كل شي بيدك الحين .... بكرة حياك الله عندنا ...
وبعدها ... انا وما أملك بين يدك .....
بعد ما طلعت من عندها كلمت رحيم ....
طلبت إني أقابله برى البيت ... يا الله ... ما أدري كيف راح افهمه بالموضوع ؟؟؟
.................................
رحيم .............
صرخت : إيش !!!!!
جاوب بهمس: إسكت لا تفضحنا ... إشبك هذا إلي حصل !!!
سألته بقهر : وانت كيف تسمح لها تبتزك بالطريقة !!
جاوبني بقهر : لو ساومتني على أي شي ما كان وافقت يا رحيم ... لكن هذي بتساومني على صبا ... عارف يعني إيش صبا ؟؟؟
قتله : ايوا عارف ... بس مستحيل يكون في إنسانة .. ولا دكتورة كمان بهالحقارة !!!
هارون : هي الوحيدة إلي تقدر تساعدنا في هاللحظة ... حالة صبا كل يوم في نزول .. وأي تأخير فيه خطر عليها !!!
رحيم : طيب هي كيف فكرت إنها تسوي لنفسها التست !!! ...
هارون : تقول إنها قد سمعتنا انا ودكتور عندنا في المستشفى استشاري امراض كلى نتكلم عن حالة صبا . فطلبت الفايل تبعها وسوت التست !!
جاوبته بذهول : هالبنت مريضة !!!
هارون : تقول إنها تحبني .. لكن انا أعرف غزل ... عندها حب مرضي للتملك ولأجل تحقق إلي تبغاه تكون مستعدة تسوي أي شي ....
جاوبته : وانت إيش ناوي الحين !!
جاوبني : هي كلمت أبوها .... وبكرة بإذن الله راح يكون العقد !!!
كان يتكلم بيأس وقهر .... رحمته كل المصايب تجمعت على راسه ...
وكمل وهو يحرك فنجان القهوة قدامه : ما اعرف كيف راح اتصرف مع هذه الإنسانة ... أنا مو متقبلها كزميلة .. كيف راح اتعايش معاها كزوجة !! ....
جاوبته عشان أخفف عنه : لا تفكر كثير .. إنت حذرتها وهي إلي اصرت !! ... تستحمل نتيجة طمعها وعنادها !!
هارون : غزل ما ينعرف لها .. أخاف في لحظة تروح تبلغ صبا واهلها وتهد المعبد على راسي !!!
جاوبته : ساعتها فهم صبا كل الموضوع .... وأكيد راح تعذرك ..
لقيته يضحك .. بس كانت ضحكة قهر وتعب ...
قتله إيشبك !!
هارون : أفهم صبا !! .. ههههههه ... هو انا قادر حتى اتكلم معاها !! ... اصلا صبا تبغى الطلاق ... قد كلمت ابوها واخوها صالح في الموضوع !!
سألته بإهتمام : أيوا ... !!
هارون : صالح رافض ... أنا ما يهمني رفضه او موافقته ... أنا إلي تهمني صبا ...
مو متقبلتني يا رحيم .... والمصيبة إني أحبها .... مو قادر أيش بدونها ... ما اعرف هالبنت كيف تسربت لروحي .. كيف حبيتها .... بس أحبها ... هههههههه .. وهي ولا حتى معترفة بوجودي !!!
جاوبته : هدي بالك يا هارون ... وأكيد الأمور بإذن الله راح تتعدل ...
هارون : ربك كريم !!
مر ببالي موضوع وداد .. فكرت أفاتحه في الموضوع ... بس الحالة إلي هو فيها خلتني أصرف نظر ...
فقتله : والنعم بالله ... يلا أرجع البيت وأرتاح ... وبكرة انا بعدي عليك عشان موعدنا ...
هارون وهو يقوم : اول شي ورايا مشوار للمستشفى بطمن على صبا .. وبعدين برجع البيت ...
جاوبته : أجل في امان الله ..... وحاول لا تفكر في موضوع غزل ذي كثير ...
جاوبني : خير عن شاء الله يلا سلام ...
..................................
غزل ................
قبل ما يدخل هارون عليا الغرفة كنت فاتحة الأيميل ... كنت بتأمل الرسالة إلي أرسلتها للدكتور حسان من حوالي 24 ساعة ....
الرسالة ......
الدكتور حسان ......... المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا الدكتورة غزل ..... إستشارية أمراض القلب في المستشفى الجامعي ....
وزميلة الدكتور هارون في نفس المستشفى .... أعلمكم .. بانني مستعدة للتبرع للمريضة صبا ... والتي رقم ملفها D44 وفي حالة إحتياجكم لي .. انا تحت الطلب .... ومرفق لكم ... نتيجة التحاليل التي أجريتها والتي كانت نتيجتها بالإيجاب
كما أنني قد أرسلت رسالة لزميلي هارون أخبره بقراري هذا ...
كل التقدير والأحترام ....
دكتورة غزل ....
رجعت فتحت الرسالة إلي أرسلتها لهارون .... وكانت بعد رسالة دكتور حسان مباشرة ...
الرسالة .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
زميلي هارون ..... قد تتجاوز فترة معرفتي بك ومعرفتك بي حدود الثمانية الأعوام...
ومع هذا صدقني يا عزيزي ... أنت لم تعرف عن غزل أي شي ...
لا تعرف بأني أحزن حتى الموت ... إذا ما لمحت مسحة حزن على عينيك ..
أعلم بأني بعد مساومتي لك .... صرت تعلم تمام العلم بأنني أفعل أي شي ... حتى أحصل عليك .... لكنك لا تعرف بأني قد أفعل أي شي لمجرد رؤيتك سعيد ...
قد يكون السبب الظاهري لك في ان اكون متبرعة لزوجتك .. هو زواجي منك .. لكن حقيقة الأمر يا عزيزي ... أنني أموت إذا رأيتك حزينة ... ولذلك كنت قد عزمت الأمر في موضوع تبرعي لصبا ... سواء وافقت على الزواج بي أم لم توافق ..
كنت سوف أتبرع لها .... فأنا لم أنسى انني طبيبة !!!! .... ولكنك تعلم بأني لا أستسلم بسهولة .. وأراوغ إلى اخر نفس .... ولكن هناك حياة بريئة في الموضوع .. وهذا امر لا يحتمل المراوغة ..
ما اود أن قوله الان ... أنا حزينة حقا ... لأني خسرتك كزوج ... ولكني لن أترك زوجتك ولن أترك واجبي .. وأنا موجودة عند حاجتكم إلي ....
أرجوا أن تغفر لي وقاحتي ....
كل التقدير والأحترام ...
غزل ...
السبب من ورى هالرسالة إنه بعد ما ياسر شرد ... حسيت بتأنيب الضمير ... وبمدا فضاعة الأمر إلي سويته ...
فلما رجعت ودقيت عليه عشان يرجع يسوي العملية .. لقيت جواله مقفول ... شكله نفذ كلامي وقرر إنه يختفي ..
إذا ما في حل إلا إني اتبرع لها ... وبكذا ادفع ثمن اخطائي ... صح أن كنت أبغى هارون .... بس أي كانت رغبتي .... مستحيل أعلق روح إنسانة بين الموت والحياة .. عشان رغباتي الخاصة .... أنا قبل أي شي طبيبة ...
ولما دخل هارون عليا الغرفة توقعت إنه قرأ الأيميلات وجاي يشكرني ... لكني شفت نظرات ثانية في عيونه ... كانت نظرات ترجي وإنكسار ... وصوته كان يرتجف بوضوح وبعد كلامه عرفت إنه لسى ما قرا الإيميل .... فقلت راح أستمر بالمراوغة .... أكيد في حكمة من ان هارون او دكتور حسان ما قروا الايميل !!!
ما ادري إيش الي منعني اني ارسله قراري عن طريق الجوال ... يمكن لان المراوغة طبع فيا ... فحتى إستسلامي للأمر الواقع كان فيه نوع من المراوغة ...
فطلبت من هارون إنه يعطيني مهلة يوم واحد بس .. إني ارتب الامور مع أبويا ..
على أساس إن هارون يجي بكرة ويعقد عليا ... وفعلا وافق ...
ولاني عارفة إن أبويا راح يرفض لو قلتله إن هارون بيجي لوحده .. طلبت من هارون إن احد من أهله يدري بالموضوع .... ووقع الإختيار على اخوه رحيم
في البيت دارت معركة طاحنة بيني وبين أبويا .. لانه لما عرف إن هارون لوحده جاي .... رفض ... بس حجتي كانت موجودة ... هارون يتيم .. وماله إلا اخ واحد وكذا كذا ... ابويا مسافر ....يعني كذبتي ما راح تنكشق فما في مشكلة على الإطلاق ....
وتمت الموافقة .. وما بقي إلا ......... العقد ..........
...........................
تعليق