رد: رواية انت لي [ رائعه فعلا ] مكتمله ,
قلت بابتسام و أنا أقلب الفاصوليا في الطبق لتبرد قليلا :
" رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "
أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "
أعني بذلك الفاصوليا
سيف تنهد ثم قال :
" وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "
تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :
" أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "
هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :
" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "
دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
سيف وقف بدوره ، و تابع :
" لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "
استدرت إلى سيف ، و قلت :
" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "
" كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "
قاطعته بحدة و زمجرت قائلا :
" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "
سيف بدأ يتحدث بانفعال قائلا :
" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي ... "
قلت بسرعة :
" معك ؟ أم عندك ؟؟ "
استاء سيف من كلمتي هذه و هم بالانصراف .
استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...
لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...
قال سيف :
" المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "
ثم تقدم نحوي و قال :
" و الان ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "
لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...
" كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "
أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...
قال سيف :
" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "
" ما هو ؟؟ "
" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "
شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟
" أتعرف ما الأمر ؟؟ "
" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "
و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...
قلت :
" الخط مقطوع ! "
" حقا ؟؟ "
" كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "
ضحك سيف ثم قال :
" معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "
" لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "
سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :
" موعدنا غدا مساءا ! "
" كما تريد "
و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي ...
لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا ...
تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل
حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر ...
في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .
حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر في بشكل غريب !
نظرت إليه باستغراب ، فقال :
" ألست وليد شاكر ؟؟ "
فوجئت ، فلم يبد لي وجه المحاسب مألوفا ... قلت :
" بلى ... هل تعرفني ؟؟ "
قال :
" و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "
عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي ...
شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال ... فعاد المحاسب يقول :
" ألم تعرفني ؟ لقد كنت زميلا للفتى الذي قتلته ! عمار "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي ...
" رغد و دانة و سامر ! سأجعلهم يستمتعون بوقتهم ! "
أعاد سيف الملعقة و ما حوت على الطبق ... و ظل صامتا بضع ثوان ...
" ما بك ؟ ألم يعجبك ؟ "
أعني بذلك الفاصوليا
سيف تنهد ثم قال :
" وليد ... ما الذي تهذي به بربك ؟؟ "
تركت الملعقة تنساب من يدي ، و قد ظهرت علامات الجدية على وجهي الكئيب و قلت :
" أتخيل أمورا تسعدني ... و تملأ فراغي ... "
هز سيف رأسه اعتراضا ، و قال :
" ستصاب بالجنون إن بقيت هكذا يا وليد ! بل إنك أصبت به حتما ... ينبغي أن تراجع طبيبا "
دفعت بالكرسي للوراء و أنا أنهض فجأة و استدير موليا سيف ظهري ...
سيف وقف بدوره ، و تابع :
" لا تفعل هذا بنفسك ... أتريد أن تجن ؟؟ "
استدرت إلى سيف ، و قلت :
" ما الفرق ؟ لم يعد ذلك مهم "
" كلا يا وليد ... لا تعتقد أن الدنيا قد انتهت عند هذا الحد ... لا يزال أمامك المستقبل و الحياة "
قاطعته بحدة و زمجرت قائلا :
" المستقبل ؟؟ نعم المستقبل ... لرجل عاطل عن العمل متخرج من السجن لا يحمل سوى شهادة الثانوية المؤرخة قبل ثمان سنين ! و يخبئ بعض النقود التي استعارها من أبيه في جيب بنطاله ليشتري بها الفاصولياء المعلبة فيسد بها جوعه ... نعم إنه المستقبل "
سيف بدأ يتحدث بانفعال قائلا :
" تعرف أن فرص العمل في البلد ضئيلة بسبب الحرب ، لكنني سأتدبر الأمر بحيث أتيح الفرصة أمامك للعمل معي ... "
قلت بسرعة :
" معك ؟ أم عندك ؟؟ "
استاء سيف من كلمتي هذه و هم بالانصراف .
استوقفته و قدمت إليه اعتذاري ...
لقد كان اليأس يقتلني ... و لا شيء يثير اهتمامي في هذه الدنيا ...
قال سيف :
" المزيد من الصبر ... و سترى الخير إن شاء الله "
ثم تقدم نحوي و قال :
" و الان ... تعال معي ... فالأشخاص الذين سيتناولون العشاء معنا سيهمك التعرف إليهم "
لكنني رفضت ، لم أشأ أن أظهر أمام رجال الأعمال و أحرج صديقي ، لكوني شخص تافه خرج من السجن قبل أسابيع ...
" كما تشاء ... لكنك ستحضر غدا ! عشاء خاص بنا نحن فقط ! "
أومأت إيجابا ، إكراما لهذا الصديق الوفي ...
قال سيف :
" يا لك من رجل ! لقد أنسيتني ما جئت لأجله ! "
" ما هو ؟؟ "
" تلقيت اتصالا من والدك اليوم ، يريد منك أن تهاتفه للضرورة "
شعرت بقلق ، فلأجل ماذا يريدني والدي ؟؟
" أتعرف ما الأمر ؟؟ "
" لا فكرة لدي ، لكن عليك الاتصال بهم فورا "
و أشار إلى الهاتف المعلق على الجدار ...
قلت :
" الخط مقطوع ! "
" حقا ؟؟ "
" كما كانت الكهرباء و المياه أيضا ! تصور أنني عشت الأيام الأولى بلا نور و لا ماء ! "
ضحك سيف ثم قال :
" معك أنت يمكنني تصور كل شيء ! هل تريد هاتفي المحمول ؟ "
" لا لا ، سأتصل بهم من هاتف عام "
سار سيف نحو الباب مغادرا ، التفت قبل الانصراف و قال :
" موعدنا غدا مساءا ! "
" كما تريد "
و عدت إلى طبقي الفاصوليا التي بردت نوعا ما ، و أفرغتهما في معدتي ...
لم يكن في المنزل أي طعام ، و كنت اشتري المعلبات و التهم منها القدر الذي يبقيني حيا ...
تعمدت عدم الاتصال بأهلي طوال الأسابيع الماضية ، و عشت مع أطيافهم داخل المنزل
حاولت البحث عن عمل و لكن الأمر كان أصعب من أن يتم في غضون بضع أسابيع أو أشهر ...
في ذلك المساء ذهبت إلى أحد المحلات التجارية لشراء بعض الحاجيات ، قبل أن أجري المكالمة الهاتفية .
حين حان دوري للمحاسبة ، أخذ المحاسب يدقق النظر في بشكل غريب !
نظرت إليه باستغراب ، فقال :
" ألست وليد شاكر ؟؟ "
فوجئت ، فلم يبد لي وجه المحاسب مألوفا ... قلت :
" بلى ... هل تعرفني ؟؟ "
قال :
" و هل أنساك ! متى خرجت من السجن ؟؟ "
عندما نطق بهذه الجملة أثار اهتمام مجموعة من الزبائن فأخذوا ينظرون باتجاهي ...
شعرت بالحرج ، و تجاهلت السؤال ... فعاد المحاسب يقول :
" ألم تعرفني ؟ لقد كنت زميلا للفتى الذي قتلته ! عمار "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي ، و شعرت بالعرق يسيل على صدغي ...
تعليق