بعد اللقاء اللي صار بين شوق وشذى .. كملت شوق يومها عادي على عكس شذى .. الاتصال اللي جا لشوق وقت ما كات تتكلم مع شذى كان من نوال .. لأن نوال خافت على شوق من شافت هالبنت واقفة عند طاولتهم .. ويحق لها تخاف لأنها عارفه ان شذى صديقة أريج ودوم تشوفهم مع بعض غير شوق اللي ماخذت بالها ...
فدقت نوال تسأل.. لكن شوق لما كلمتها كانت مرتاحه وواضح انه ما صار شي ..
ندى شوق الحين راجعين من الجامعه .. ونوف راكبه معهم عشان يوصلونها البيت .. شوق طووول هاليوم نست سالفة شذى واعتبرتها حدث عادي ما شكل اهمية بالنسبة لها .. يمكن بسبب يومها الحافل .. توترها يزيد مع مرور كل يوم واعصابها مشدودة .. وما تدري هو من زوود الفرح او له سبب ثاني .
ندى كانت عكسها بالمرة .. الكل لاحظ انها بدت ترجع ندى الأولى .. والأكيد كلام طلال أثر عليها بشكل لا يمممكن ينوصف ... بس هدوووئها كان غريب وما تحاكي احد واذا كلمها احد بالموت ترد عليه.
اول ما نزلت نوف من السيارة تكلمت : معزوومين تراكم .. تعالوا عندي لكم سالفة خطييييرة
ندى : هههههه لا تقولين عنه
نوف غمزت لها : يا فاهمتني ..
ندى : اكيد شي حلوو .. وانا اقووول شفيها طايره .. من زمان عنك
نوف : هههههه يالله انزلوا
ندى بدلع مقصود : لا استحي !
نوف تتمصخر : يا شيخه !!.. انزلي خلصينا
ندى : لا والله ماني نازله
نوف والضحكة بصوتها : عشانه هو اجل؟؟؟
ندى : اجل يا عمري … تحسبيني مثلك
نوف : هههههههههههه طييييييب ان ما علمته .. أوريك !!
ندى : طز علميه
نوف : هههههههههه من قلبك .. تراني والله بسويها
ندى : اقووول نويف عاد اعقلي
نوف : هههههههههه توك تقولين طز
طفشت ندى منها ..وهشت بيدها عشان تروح : انقلعي اقول انقلعي … انقلعي
وسحبت الباب بقووة .. ونوف تراجعت وهي حاضنه شطنتها مرتاعه : يا ساتر !!!!
ندى بعد ما تعدلت بجلستها : اف منها .. بدت بتعليقاتها اللي ما تخلص !!
شوق : ههههههههههههههههه صراحه خطير !!
ندى ناظرتها مو فاهمه .. لقت شوق تناظر برا جهة نوووف : ايش ؟؟؟
شوق : شوفي من طلع .. وكأنه عارف انك برا .. القلووووب عند بعضها هههههه
التفتت ندى ناحية باب البيت لقت نوف واقفة مع احمد تكلمه ، وتأشر بأصبعها ناحية السيارة … شبت قهر منها الحمارة ما تلعب !... شافت احمد يبتسم وهو يسمع لنوف وبعدها رفع راسه .. ورفع يده يحيي اللي داخل السيارة مع انها مظلله !!..
شوق : يسلم عليك !
ندى حبست ابتسامتها وفتحت الشباك.. ونادت نوووف من غير لا تعير احمد اهتمام ( فالبداية )
ندى بهمس : نويف !
نوف : نوف لو سمحتي
ندى : عقبال ما اسويها فيك .. قولي امين .. وقت ما يرجع هذاك الشي !!
" هذاك الشي ؟؟؟ " … أكيد تقصد بدر ومن غيره ..بس نوف ما بينت انها تأثرت .
نوف : قولي امين ..
ندى : امين ..
نوف : ان شالله زواجك انتي وهذا الشي ( وهي تأشر على أحمد من فوق لتحت ) الاسبوووع الجاي ..
شوق من داخل السيارة : ههههههههههههههه
احمد ابتسم وبصوت واطي : امين !
ندى ما سمعته لكن نوووف علمتها : شفتي … يقول اميييين … بعد عمري اخوي مستعجل على رزقه هههاي
هالمرة جت نوف ضربة من يد احمد على راسها رجتها …وشدها من ياقتها ودفها داخل البيت …
احمد : تلايطي داخل !
نوف داست على طرف عبايتها مع انها دفعة بسيطة ما تضر ، زلقت وطاحت
، حاولت تلملم حالها بصعوبة ..وجلست منعفسه عالأرض : يا حمار !!
احمد وهو يكتم ضحكته : خلي الهذره عنك ..
ماعرفت تقوم وهي جالسه على طرف العباية : تعال قومني العباية ماسكتني .. خذ الشنطة
ندى وهي تسكر الشباك : ههههه يالله قاسم تحرك
تحركت السيارة .. وسمع احمد صوتها التفت لقاها مشت .. ناظر اخته بغييض : عجبك الحين ؟؟
نوف وهي تحاول تشيل عمرها : وش سويت ؟
قرب احمد منها بطوله وهي جالسه عالأرض.. وشعرها القصييييير المدرج مشعث بشكل روعة .. رق قلب احمد لاخته كانت تناظره من تحت ورافعه راسها فوووق بشكل طفوولي.. هالبنت عمرها مارح تكبر !!
ابتسم ومد يده وحطت يدها بيده ، سحبها بسهولة ووقفت : افف … ( انحنت تاخذ الشنطة ودفتها بحضن اخوها ) .. خذ شلها عني .. خلك ذوووق .
وبعدت شعرها عن وجهها بكل غرور ، واستدارت بكل ثقة ودخلت داخل .. دخل احمد وراها وهو يضحك
ورمى شطنتها عالارض ، وراح بيطلع من جديد..!
نوف : هيي شفيك الشنطة فيها اغراضي لا تكسررهم
احمد : وش اكسر فيهم كلها اوراق وكتب .. لا يكون حاطه قزاز !!
نوف : يكفي الجوال
احمد بملل : ياكثر هذرتك ..يالله أخرتيني انا طالع
نوف : وين
احمد : لحبيبتي
نوف : تراني فتانه .. بفتن عليك
احمد : هههههههههه روحي تكفين .. مع السلامة
طلع .. وهي مبتسمة ، وبحيوية ونشاط اجتاحها فجأة ، بسبب مروور صورة بدر في ذهنها ، نطت واقفة وطلعت لغرفتها .. غيرت ملابسها ورجعت تحت تبي تاكل شي.. مالها خلق تنام مثل العادة.. يكفي فرحتها من وصلهم الخبر مو مخليها تنام من وقتها من زووود الفرحة…
بس جرس البيت رن وهي رايحه المطبخ
شالت التلفون ترد ولما عرفت منهو ! رجعت السماعه وهي مستغررربه … عمها ؟؟؟؟؟…. غريبة جاي هالوقت !!
طلعت برا وفتحت له الباب .. طل عليها وهو مبتسم ، بس ابتسامة ماهي ابتسامة ونظرة ماهي نظرة فرح !!... كل شي شافته فيه امس تغير ، وكل الفرح اختفى !! وحل مكانه تعابير ثانية عكس كل شي شافته البارح .. حزن ؟… خيبة ؟… ألم ؟…. احباط ؟…. وحررررة عميقة واضحة بصوته لما تكلم
ابو بدر : شلونك نوف ؟؟
وهي مو فاهمه هاللي تشوفه : بخير عمي .. تسلم انت شحوالك ؟
ابو بدر : انا بخير.. ابوك يمي وين ؟؟
نوف : ابي مو موجود ..تعرف ما يوصل الحين .. تفضل عمي حياك
سبقته داخل وقلبها ناغزها ، والهواجس المزعجة بدت تراودها ، لا يكون شي جديد .. لا يكون كل اللي صار حلم وهذا وقت الصحوة منها...وجهه أبد ما يبشر بخير...
جلس وهو يتنحنح بتعب ، أما هي تكلمت على طول : عسى ماشر عمي شفيك .. تعبان ؟؟
هز راسه والحسرة بعيونه ونظراته الحزينة بالأرض ..يفكر بحال ولده اللي حتى مو راضي يتقبل الفرج.. الصدمة اللي للحين بدر عايش فيها خلته ما يتقبل أي مساعدة.
نوف تمنت لو تمسك يده وتترجاه يطمنها ..خلاص هي ملت تشوف هالشي اللي ما يبشر الا بالشر
وما قدرت ما تسأل .. ولا قدرت تحبس اسم بدر .. لازم تقوله : رحت المزرعة عمي ؟.. قلت لبدر ؟
ابو بدر رفع راسه يشوفها .. شوية لحظات ورجع ينزله بحالة قهر وحسرة : مقهور يمي !.. اخ بس الله يكون بالعون
نوف جلست وهي مبهته : مقهور ! ليه عمي وش قاهرك …
ابو بدر بحزن : ولدي يمي .. ولدي …. الله يهديه
وهز راسه بحسرة وهو يتنهد من أعماقه … ونوف تناظره مو مستوعبه … بدر ؟؟؟… وهو كل خبر شر يكون عنه هو ... انا وش اللي بلاني فيك يا بدر !!.. والمشكلة اني راضيه !.. ليش هو اللي حبيته .. كل بلوى تصيبه احسها تصيبني انا قبله !..يارب ارجوك يكفي اللي صار له بررد قلوبنا يارب ..
نوف : عمي ؟… مو فاهمتك !
وهو يهز راسه بتعب : بدر ولدي ..
وهو في بدر غيره اعرفه ... هو البدر الوحيد بحياتي .. بدر ليلي وسهراتي .. كل دنياي الحين
و بكل هدووء قدرت تكونه : شفيه … هذا هو ان شالله بيسافر وبيرجع لك مثل ماكان
بحرررة قلب وحسرة نطق : ....ماظن !
نغزات قلبها بدت تألمها ..وش السالفة فيه شي ؟؟… لا يكون كل التقارير اللي جت غلط … !
هالفكرة أرعبتها بجد .. وبرجا خايف : ليه عمي ما تظن … مو اللي ردوا عليك قالوا لك خله يجي والعملية هي العلاج الوحيد
ابو بدر : بس ولدي رافض .. ما يبي !!!
بهتت : رافض ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هالشي الوحيد الي عمره ما خطر في بالها.. بدر نفسه ... رافض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو بدر : ايه .. عجزت فيه.
وسكت كأن الكلام بهالموضوع أتعبه …مع انها تبي تعرف أكثر وقلبها رجع ينزف من جدييييد .. الا انها ما اصرت .. عمها تم ينتظر ابوها وماكان جاي الا عشان يفضفض له يمكن يلاقي له حل … بس شاف نوف بوجهه وطلع لها نص اللي بقلبه … النص مو الكل !... لأن نوف للحين ما تعرف سبب هالرفض !... وتبي تعرف ليه … ليه بدر ما يبي مو معقوووول … فيه احد يرضى بهالحال اللي هو فيها … فيه ؟؟؟؟…. ليش يرفض ليش واحنا اللي كنا ننتظر هالفرج على نار الحين ما يهمه.
تركت عمها وجابت له عصير بارد يبرد على قلبه ويهدي أعصابه… ومن الحرقة بجووفها راحت دقت على ابوها عشان يستعجل ويجي .. شي واحد تبي تعرفه ليه هالرفض الغيييير معقووووووول !!!
خلال ربع ساعة كان ابو احمد مع اخووه بالصالة ..لاحظت نوف ان وجودها غير مرغوب فيه .. فعشان كذا انسحبت عنهم بكل أدب وهدووء وطلعت لغرفتها … بس قلبها معهم تحت وهي تحاول تلاقي جواب واحد مقنع.... وما كانت تدري باللي بدر ناوي عليه .
بعد ساعتين كانت نوف فيها تتحقرص بغرفتها ، عرفت ان عمها طلع وابوها دخل غرفته .. ولأنها مستحيه تسأل عن بدر جبرت نفسها عالسكوت .. بس ما تحملت ..
قالت ما لي غييييييير فرح اوحنان ..
دقت وهي تهيئ نفسها للأسئلة اللي بتقولها بطريقة ما تثير الشك فيهم أكثر من ماهو مشكووك فيها هي وبدر ..
بس اللي ردت عليها ....دلال ..
دلال : الووو
نوف : السلام عليكم
دلال عرفتها .. وبهدوء : وعليكم السلام
نوف تأتأت بالبداية .. وكلمت نفسها انا المفروض دقيت على جوال فرح مو عالبيت .. علاقتها مع دلال ما رجعت تمام مثل اول ، وهالحال ما يسمح لها تسأل اسئلة مباشرة عن بدر
نوف : كيفك دلال ؟
دلال : بخير الحمدلله .. اخباركم ؟
نوف : طيبين.. فرح عندك ؟
دلال : فوق بغرفتها .. تقدرين تدقين على جوالها
نوف .. أحسن شي : طيب مشكووورة قلبي .. مع السلامة
سكرت ودقت بسرعة على فرح .. بس يوم ردت فرح كان صوتها متغير بشكل واضح !!.. ومبحوووح !
حتى ان نوف ما لقت وقت تسأل عن اخبارها... وبخوف : فرح ؟... شفيك ؟
فرح وصوتها كأن فيها زكمة.. يحسس الواحد انها كانت تصيح : مافيني شي !.. ها حبيبتي امريني؟
نوف : ماني قايله قبل لا تقولين وش فيك ؟
فجأة تهدج صوتها وكأن العبرة تقتلها : ....ب....بدر...
توقعت نوف انه بسبب الخبر اللي عرفته .. وحاولت تواسيها رغم انها تبي من يواسي نفسها : ايه فرح .. هونيها وتهون .. انا عرفت من عمي كان عندنا قبل ساعتين
فرح وصوتها يختفي بين الدموع : لا مو سبب هالموضوع ... توني مسكره منه .. توني مكلمته
نوف بلهفه : جد والله ؟؟؟؟؟
فرح وصوتها يختفي ويرجع : ايه ... تخيلي اعتذر مني ... حتى زواجي مارح يحضره
نوف مو مصدقه .. بدر مايسويها : ليششش ؟؟؟؟
فرح : ما ادري .. قلت له انه زواجي بعد خمس ايام .. قال اعذريني يافرح لأني ما اقدر اجي ..
نوف : لا بيجي صدقيني بيجي .. غصب عليه بيجي مو بكيفه
فرح : ماهو جاي .. حاولت معه حاولت وحاولت .. بس يقول ما يقدر
نوف : وشو ما يقدر؟؟؟.. وليش ما يقدر كلميه اقنعيه ما يصير .. هذا زواجك زواج اخته كيف ما يحضره !!
ردت فرح بصوت مثقل تعبان : نوف ماقدر اكلمك .. اسفة
بدر خلاص أنهى وحطم كل ذرة أمل باقية داخل نوف.. وبخييييبة : لا على راحتك
سكرت وهي ما تدري وش بتكون هالدنيا الحين .. اذا بدر رفض يحضر زواج فرح وهي اخته .. كيف بيتذكرها هي " نوف" .. او حتى يهتم لها مثل ما كان .. اذا فرح وهي فرح مو مهتم لها ولزواجها القريب .. كيف بتكون هي بالنسبة له !
بعصر هاليوم كانت نجلاء تستعد عشان تروح للموعد المحدد لها مع المستشفى .. وهي واقفة قبال المراية تعدل نفسها اندق باب غرفتها ودخل فهد ..
وبدون مقدمات : نجلاء انزلي سعود ينتظرك تحت ..
بدهشة تركت اللي بيدها والتفتت مو مستوعبة : سعود ؟؟...
فهد : بسرعة لأنه مستعجل ..
نجلاء باستغراب : ما قالي انه بيجي ... وينه بالمجلس هو ...؟
فهد : لا واقف عند باب الشارع ينتظر ..
نجلاء عصبت : عند الباب ؟؟؟.. وانت ليش مادخلته ..
فهد : اقولك مستعجل ... وراه سفره !!!
من سمعت بكلمة سفرة .. فتحت عيونها مرتاعه : وش سفرته بعد ...!!!... ماقالي عنها شي !
فهد يستعجلها : لا تسأليني .. روحي له لأنه مستعجل .. اذا تأخرتي دقيقة بيروح .
ما تدري نجلاء ليش قلبها قبضها .. تركت شغلها بسرعة وهبت بعجلة نازلة تحت .. وعلى طول لبرا ..
شافت سعود واقف برا الباب ومعطيها ظهره .. ولابس ؟؟؟؟؟... وش لابس ؟؟؟؟.... لابس البدلة العسكرية ...
بخوف وهي تقرب نادته : سعووووود ..!!!!
التفت لها بهدووء .. وابتسم !!... لكن وش ابتسامة !!... وكأنها أول مرة تشوف هالابتسامة !!... ونظرة ..غير كل النظرات اللي عرفتها ... لاحظت وهي تقرب انه كان يتأملها بنظرة طويلة حنونة بسبب شكلها .. وبطنها البارز...
وقفت قدامه ومن غير لا تسلم .. مباشرة سألت ..
نجلاء : مسافر ؟؟؟؟؟
قرب سعود منها .. وبمرح بغير وقته .. حط الكاب العسكري على راسها .. لأنه ياما كان يحب يشوفها وهي لابستها .. ضحك! ..
سعود : ههههههههههه ملازم أول نجلاء ..
نجلاء ما ضحكت سحبت الكاب من راسها .. وبخوف : على وين رايح ..؟؟
سعود : ماشي لجدة ...
نجلاء بقلق وهي تناظر وجهه : وأنا ؟؟؟
سعود : شفيك انتي ؟؟
نجلاء : ما اتفقنا انك لما تقرر ترجع ارجع معك... مستحيل اخليك تروح لحالك
سعود : اسف عمري.. بس الأمور تغيرت
نجلاء خافت : وش اللي تغير ؟
سعود : شغلي يجبرني .. ما اقدر اخذك..
نجلاء : بس انا عايشه معك هناك ما يصير ترجع وانا لا ..
يوم شاف خوفها طافح بعيونها حاول يطمنها : ماعليه.. ان شالله كلها كم يوم وراجع اخذك
نجلاء : اليوووووم
سعود : صدقيني ما اقدر
نجلاء : سعود لا تجنني ... اصبر بروح استعد وجاية معك
ولفت بتروح لكن سعود قبض عليها بيد قوية وقربها منه
سعود : نجلاء مثل ما قلت لك .. اليوم لأ !
خنقتها العبرة من رفضه القاطع : ليش لا .. خذني معك وطمني بدل لا اجلس انا هنا وانت هناك
سعود بكل هدوء : قلت لا !
سكتت وهي مو عارفه كيف تقنعه نزلت راسها ودموعها تسيل : لا تروح.. انت عارف انك كل ماتروح هناك اعيش على اعصابي.. لا تروح يا سعود.. لا تخليني وتروح
وحطت راسها على صدره تذرف دمعها بصمت.. لعله يعطف عليها ويغير قراره.. لكنه كانت هادي وساكت
رفعت راسها لقته يبتسم لها
نجلاء : لا ...لا تردني
حط يديه على كتوفها وبحنية .. ولمحة ألم : أسف حياتي... مضطر هالمرة أردك
انفعلت لأقصى حد : ربي ياخذهم ونفتك منهم
ضحك عليها لأنها لما تنفعل ترتجف من غير ارادتها.. نظرته لها طولت وبالأخير قرب منها وضمها بكل هدووء..حركة خلتها ترتجف وماقدرت تنطق ..
وسعود بعد ساكت.. وحالهم كان غريب !
بعد دقيقة طويلة .. تراجع سعود شوي وطالع بوجهها .. ونجلاء الخوف كل الخوف بملامحها ..
ابتسم ابتسامة خفيفة وقرب وباس جبينها بوسة أطول ... ونجلاء كانت مثل الجماد بين يدينه مو لاقيه تفسير لحاله الغريب ... حست بسعود يقرب من اذنها ويهمس : أحبك حياتي لا تنسين ... وسلمي لي على عبدالعزيز كل يوم ... كل يوم ...
هزت نجلاء راسها وقلبها يدق بخوف غريب ..ولا لقت كلمة وحدة تقولها .. سعود اليوم مو سعود اللي تعرفه ... يدينه ترتجف وعيونه تلمع بشي مو قادره تفهمه ..
بعد جهد قدرت تتكلم .. بينما سعود عايش هاللحظات وهو يتأمل وجهها الحبيب ..
نجلاء : ش.. شفيك اليوم ؟..
سعود ابتسم ببطء : مافيني شي ...
نجلاء : بس ماني عارفتك اليوم ...!
برق بعيون سعود لمحة حزن غريبة .. بس بسرعة اختفت : مو عارفتني ؟؟.. ( بمرح ) .. ليش يعني عشاني لابس البدلة .. لأنك ماشفتيها علي من فترة .
نجلاء ماصدقت .. لا والله فيه شي مايبي يقوله : وش بدلته ؟؟... انا ماتكلم عن البدلة اتكلم عنك إنت شفيك اليوم ؟؟... حاستك غريب !!..مو سعود ...
سعود نزل راسه ورفعه وهي يحط عيونه بنقطة بعيدة عن عيونها : مافيني شي .. لو فيني بقول .. الحين انا ماشي .. مع السلامة ..
وبسرعة لف عنها بيروح بحركة نشفت دم نجلاء بعروقها .. يعني كذا الناس يودعون يقولون مع السلامة وبسرعة يلفون كأنهم يبون يهربون ..
ماخلته يبتعد خطوتين مسكته من ذارعه توقفه .. التفت لها ويده بين يدينها .. بصمت تأملها من فوق لتحت ..
وهو يرجع يناظر بعيونها : نجلاء لازم اروح الرحلة ماباقي عليها شي ...
نجلاء وصوتها يرتجف بعبرة : اول .. علمني باللي فيك .. حاسة عندك شي تبي تقوله ..
ابتسم بس بسرعة اختفت الابتسامة : نجوولة ماعندي شي .. بس انا جيت اسلم لأني لازم اطلع لجدة الحين ... لأني لو بقيت هنا ساعة وحدة .. ممكن يصير لك شي ..
نجلاء فتحت عيونها : يصير لي !!!!!!!!!!!!!!!!...
سعود حس انه قال كلام اكثر من اللازم .. سحب يده منها وبسرعة طلع وسكر الباب وراه ..صرخت نجلاء تناديه بس ماقدرت تلحقه ... فتحت الباب وطلت براسها وهي تنادي اسمه باستمرار .. بس ماكانت تسمع منه رد ..وقدام عينها فحطت سيارته وانطلقت وهي تشوف.
رجعت تسكر الباب ويدها على قلبها .. ودمعة خوف متعلقة برموشها ... استندت عالباب فترة وكل هواجسها اجتمعت داخلها ...
بسرعة قررت انها تعرف وش اللي فيه مهما كان .. دخلت بعجلة لداخل وطلعت لغرفتها ومسكت الجوال .. ودقت عليه ...
بس مارد عليها وحاولت مرتين وثلاث ، نست سالفة الموعد وكل شي ... وبالها كله انشغل على سعود .. مو أول مرة يروح لشغل .. ومو أول مرة تصير له ظروف مفاجئة .. ومو أول مرة يتركها بهالطريقة ... بس أول مرة تشوفه بهالشكل .. وبهالنظرة ...!!!...
وهي بحالتها دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها : نجلاء للحين جالسه ... الموعد مابقى له الا ربع ساعة ...
نجلاء تذكرت ووقفت بسرعة : ها يووه .. لا يمه مخلصه .. الحين طالعه ..
طلعت ورا امها وهي تلبس عباتها .. ومن توترها وسرحانها ماعرفت تلبسها وانحاست العباة بيدها .. نزلت تحت وهي معتفسة ... شافتها شوق اللي كانت جالسة لحالها وقربت منها ..
شوق : شوي شوي نجلاء لا تنعفس عليك اكثر ..
نجلاء وصوتها يرتجف : الله ياخذها ...
قربت شوق منها و لاحظت نظراتها اللي تتبعثر بكل مكان ... وهذا يدل على ان نجلاء متوترة اذا قامت تحرك عيونها بهالطريقة .. مسكت العباية عنها بهدوء
شوق : هدي نجول عطيني اصلحها ..
سحبتها بهدوء منها ، مبين التوتر بيقضي عليها ... نفضت شوق العباية عشان تتواسى ولبستها نجلاء ..
شوق : كل شي بالهداوة ينحل .. ( وابتسمت )
خذت نجلاء نفس وابتسمت : لا تشرهين علي ... مدري وش اللي جاني ...
شوق : هههههههههه .. ربي يعينك .. يالله كلها شهور قليلة وترتاحين ...
نجلاء وهي طالعة ورا امها : امين الله يسمع منك .
اليوم التالي..
كان فهد بالشغل جالس ورا مكتبه ومندمج بمجموعة أوراق وحسابات كثيرة .. على فكرة فهد اخذ مكان عمه بالمحاسبة اللي تركه من زمان .. ومارح يلقى ابو فهد من يشغل هالمكان وهو مطمئن الا فهد من بعد كل هالسنين ..
وهو ناسي الجو والدنيا من حوله .. دق جواله الضايع بين كومة الأوراق .. شاف الرقم الغريب نفسه اللي أزعجه من الصبح.. مو من الصبح بس إلا من كم يوم !!
والحين طفح الكيل ورد وهو كله عصيبة .. وده يحرق الورق اللي بين ايدينه لأنه معد هو قادر يتمالك اعصابه من هالالحاح ... ليش مو راضيه تفكه !
فهد : نعم الله لا ينعم عليك... وش هالقلق !
جاه صوت البنت خالي من أي نبرة ندم أو خوف .. الا جرأة غريبة ونبرة رغم هداوتها الا انه قدر يلمس الكره فيها : شوي شوي علينا ... شفيك لي ايام احاول اتصل عليك ... وش دعوووى كل هذا تغلي !
فهد ونفسه بخشمه .. رمى القلم اللي بيده عالورق : وانتي بالله وين تبين توصلين ..مارديت عليك من اول مرة خلاص.. فكيني الله يرحم والديك
الصوت بكل كبر وتعالي ..ووببطء يستفز: لا لا لا .. ما يصير يا فهد..كلامي لك مرة مهم ..ويخصك انت على فكرة
فهد : لا يكثر ..( بيقفل الخط بس )
.....: لحظة لحظة لحظة على هونك .. صدقني بتندم يافهد
رمي راسه عالمسند ياخذ نفس ويستغفر ربه.. ومرة ثانية رفعه وهو ما يدري وش يسوي معها : اعووذ بالله ... مين انتي وش تبين ؟
.....: ما يحتاج تعرف انا مين ؟... ولا له لازم.
فهد : اشوف انك فارغه وما وراك شغل .. وانا مو فاضي ترا .. سكري وفكيني !
.....: هههههههههههه مو على كيفك .. وعلى فكرة .. نسيت اقولك مبرووووك عالخطوبه !
استغرب وبدا يحس ان الموضوع جدي ..
وسأل : ... من انتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- هههههه قول الله يبارك فيك عالاقل ...
من عصبيته قام واقف.. لأن نبرة هالبنت ما تبشر بالخير : مين انتي تكلمي !
- بس حسافه ... صراحه شوق ما تستاهلك !
ثارت نيرانه كلها : شوق ؟
- هههههه ايه شوق .. بنت عمك .. وخطيبتك .. المسكيييييييينة ما تدري عن حقيقة ولد عمها..وزوجها قريبا!
هالكلام لمس وتر حساس عنده وخلا الغضب يشتعل بعيونه وبصوته : ..شلون تعرفينها ؟؟
.....: هههههههههه يا ملحك وهو فيه احد ما يعرف شوق ؟!!!...وقبل هذا كله ...فيه احد ما يعرف فهد ..!!( بسخرية)
تلميحات واضحة ونبرة كره ومقت أوضح من الشمس وهي تنطق باسم " شوق " . كان شوي ويكسر التلفون بيده من شدة الضغط
فهد : وش بينك وبين شوق ...علميني؟؟!!!
- هههههههه يا حلوك لهالدرجة خايف عليها .. لو تبي تعرف وش بيني وبينها اسألها المسكييينة مو عارفه عن فهد.. ( بكل احتقار ونبرة اتهام مباشرة ) انت كيف تسمح لنفسك تخدعها... لو انك تحترم نفسك وتحبها بجد من كل قلبك ما سمحت لنفسك تخدعها مثل هالخداع..
فهد وهزّه هالكلام : بأي حق تدقين وتسمعيني مثل هالكلام.. ومن تكونين؟؟؟
- ما ينفعك تعرف مين انا.. بس بعطيك رسالة.. بنت عمك هذي اللي شايفه عمرها مدري على ايش ما تستاهل تكون لك... كلكم ما تستاهلون !
فهد عصب حده : مهما تكونين .. انصحك ما تدقين بعد كذا .. لأن هالكلام الفارغ لو طال مارح يصير طيب ....
( ضحكت واستفزته لاخر حد )... : ههههههه متأكد انه كلام فارغ ؟؟... يا فهد ؟... يا محترم ؟ .....ترا تهديدك هذا ما يخوفني.. واذا كان كلام فارغ صدق ليش انت معصب.. هههههههههههههه
فهد : تعوذي من الشيطان وبلا كثر هذرة .. شكل ماعندك سالفة فخلي عنك اللعب اللي قاعدة تلعبينه.
...... : ما عندي شي بس حبيت اقولك كم شغله .. تبي تفهمها انت افهمها مثل ما تبي ... بس لا تحلم ان اللي سويته فصديقتي وحبيبتي يمر عليك بالساهل .. تسمع ؟؟؟.... وقول باي لشوق لأنك ما تستاهلها !
قفلت بوجهه من غير لا تعير اهتمام للرد اللي كان بيقوله.. طالع شاشة الجوال لفترة ، وبهدوء رمى جسمه بحيرة عالكرسي .. هالصوت مامر عليه من قبل ولا يعرفه .. من تكون هذي ؟ وش تبي .. وش جاب شوق بالسالفه ..
اسم شوق اللي دخل عرض بالموضوع اقلقه مرة وهالبنت من كلامها واضح انها تعرفها وتعرفه هو .. وش تبي منهم ؟؟
مسك الجوال واتصل عالرقم مرة ثانية يبي يلقى اجوبة لأسئلته.. مارح يخليها بحالها لازم يعرف.. بس محد رد عليه .. حط الجوال بعصبية واعصابه بدت تتوتر بشكل فضيييييييع .. لا هذا تهديد واضح مثل الشمس والمشكلة اسم شوق بالموضوع .... ما غابت عليه نبرة الكره وهي تنطق ب " شوق " ..!!
صابته رغبة غريبة انه يرجع للبيت ويشوفها .. ما يدري ليش يبي يتطمن عليها .. كلام هالبنت ما يطمن وذكرها لاسم شوق فيه نبرة غريبة وكريهه !
سكر الملف اللي قدامه وقام واقف ، شاف ساعته بقلق ..بدري ..!!!!!
يدق عالبيت او لا ..
مسك التلفون ودق عالبيت .. بس محد رد عليه ... ومن قل صبره وتوتره اللي يزييييييد ما ينقص، دق على رقمها هي .. على شوق ..
وصله صوتها .. عادي !
شوق : الوو
فهد بنبرة هادية : هلا شوق
شوق بصووت هادي .. فيه لمحة خجل : هلا فهد ..
فهد بتوتر واضح : اخبارك... اليوم ؟؟
ما ارتاحت شوق لنبرته : ...انا بخير ..
فهد : ............مو متضايقه اليوم ؟؟
شوق مافهمت عليه : لا مو متضايقه .. عادي ... ليش في احد قالك اني متضايقه؟
توتر .. وفرك جبهته وعيونه وكلام البنت يلعب بأعصابه : لا لا .. محد قال ... اسمعيني
شوق : فهد شفيك ؟؟
مارد على سؤالها : اسمعيني اقول .. انتبهي لنفسك ..طيب ؟؟
ردت باستغراب : فهد .. وش صاير ؟
فهد : مو صاير شي .. واذا تضايقتي من أي شي بس قولي لي
شوق : !!!!!!!!!!
فهد : تسمعيني ؟
شوق : ايه !
فهد : مع السلامة
وسكر .. ونفسه تقفلت خلاص ماله خلق للشغل .. راح لابوه يستاذن منه بيرجع للبيت وخصوصا ما بقى شي على نهاية الدوام ..
اما شوق من ناحية ثانية استمرت تناظر اسمه فالتلفون باستغراب كبير .. وكأن اللي سمعته الحين مو صوت فهد اللي تعرفه .. متوتر .. وكلامه غريب ... وسبب اتصاله أغرب !... انتبه على نفسي ، وش اخبارك ، ومتضايقه ؟؟.... شفيه ؟؟؟؟؟؟
لما رجع فهد البيت ماكان مرتاح ابدا .. وكلام البنت يرن ويتكرر في باله ... ويفووور عصبية من داخل ، والله لو كان عارف من تكون كان عرف يوقفها عند حدها ...
كلامها ذكره بتصرفاته الطايشة القبلية وعلاقاته اللي نساها الحين .. بالنسبة له مرحلة وعدت بحياته ومعد صارت تشكل أي اهمية بالنسبة له.. لدرجة انه تناساها ونساها الفترة اللي راحت ، واللي قضاها ويا مشاعره ناحية شوق ..
ماضي معد صار يهمه ومعد صار يفكر فيه .. طوى صفحته .. بس الحين جت هالبنت عشان تذكره بلعبه القديم .. وتتهمه بخداعه لحبيبة عمره وخطيبته ...شوق!
وأكثر شي يخوف في الموضوع مو ذكر شوق فالسالفة ، إلا الطريقة والنبرة اللي ذكرت فيها اسم شوق هي اللي اقلقته .. فهد ماكان بالغباء انه تطوف عليه هالنقطة ...هالبنت واضح بينها وبين شوق شي... ونبرة صوتها تأكد له
وواضح عليها تعرفنا زين مو شوق بس حتى أنا !!!!.... انا مانسيت كل هذا عشان تجي هي تذكرني ..
رفع جواله مرة ثانية يحاول يتصل على الرقم الغريب .. بس نفس النتيجة مافي رد .
والموضوع بدا يشغل باله من جد !
في بيت مها .. الشلة متغيبه عن الجامعه ومجتمعه عند مها .. والضحك والصراخ مالي الجووو لأن الخطة مشت مثل ما يبون .. التفتت اريج لشذى وهي تضحك : والله وطاح يا شذى .. واخيرا واخيرا
شذى وهي مبسووووووووطه حدها : قبل هذا كله تهمني شووووق عشان يكمل كل شي ... ( وبحماس ) خلينا ندق عليها الحين !
اريج وهي تضحك على حماس صديقتها : على هونك على هونك .. حبة حبة !
شذى : خلينا ننتهي منهم بسرعه .
اريج : ما يصير .. صبرك .
مروى : للحين انتوا على خطتكم ما تغيرت ؟؟؟
اريج ابتسمت لمروى ابتسامة وراها بلاوي : ايه ... ننتظر بس الملكة تتم وبعدها بندخل بينهم !!
مها استغربت : شلوون تنتظرون الملكه تتم .. اذا تمت معناها خلاص تزوجوا معد ينفع !
اريج بغرور .. وبانت حدة ذكائها بخطتها : من قال ... انا فكرت ..ان شوق تصير مطلقه بتخلي الضربه ضربتين !.. ولا شرايكم؟؟؟
مروى : كيف فهمينا ..!!
اريج : من اللي صار بيني وبين شوق عرفت انها عزيزة بنفسها وما ترضى احد يغلط عليها مهما كان ..حتى لو كان هالشخص فهد... اذا اكتشفت خداع فهد لها وخيانته بتكون كرامتها فوق كل اعتبار.. وانها تشيل لقب مطلقه بيجرحها جرح أكبر
شذى نطت لها وضمتها من الفرحه : يا حببببببببببببي لك ما دريت ان لك كل هالعبقرية
اريج : هههههههههه كله لعيونك
شذى : ما اقدر اصبر لما اللحظة اللي بتعرف فيها عنه .. ودي اليوم قبل بكرة
اريج : صبر قلت لك .. لو تبين تعطين فهد درس اصبري لما الوقت المناسب .. وصدقيني يا شذى... صدقيني فهد بيخسر شوق ...وهذا وعد مني .
شذى : متحمسة متى يا ربي متى ؟؟
مروى بقلق : بنات ما تخافون ؟؟؟
اريج ضحكت بثقة : ههههههاي نخاف ؟؟... من وشو نخاف ؟
مروى : منه !
اريج : ههههههههه قصدك هالمغرور... لا لا عمري تطمني .. لما كلمته باين انه ما شك حتى شك من اكون او حتى اني من طرف شذى... الكلام اللي قلته له الظاهر ما خلاه يعرف يفكر... تطمني قبل الملكة مارح يكتشف شي.
تحددت ملكة ندى بشكل سريع .. وطبعا كل الاتفاقات كانت بين ام فهد واختها . ندى واحمد طلعوا منها بالمرة .. وتقررت تكون بنفس يوم ملكة شوق وفهد .... واليوم يوم الشوفه الشرعيه لهم .. مع ان ندى توترت من هالموضوع وخصوصا عقب كل اللي صار بينهم .. وماتعرف كيف بتواجهه ... بتصيييييح قبل لا تدخل !
بس بعد الاحساس داخلها غمرها .. بتشوفه ؟.. ووجها لوجه !!
كان من الممكن انهم يتخلون عن هالخطوة بس احمد اصر عليها .. خطيبته ومن حقه يشوفها قبل الملكة ولو كان عارفها ..
نوف كانت عند ندى هالفترة مع شوق .. ولو ان بدر زاد الطين بلة عندها لما عرفت برفضه التام .. خلاص انهار كل شي حيرانه والحيرة غلفت عالمها .
بس بمناسبة هاليوم قدرت تشيل الموضوع ولو شوي من بالها .. وندى كانت واقفه بنص الغرفه بتوتر فضيع لدرجة انها تهز وهي واقفة ويديها تنفك وتتشابك !
لبست لبس عادي لكنه ناعم وشعرها الخلاب خلته طايح على وجهها مع خصلتين من جنب سحبتهم لورا وثبتتهم ... لازالت مثل الدمية من حينها ومثل هالتساريح تخلي الواحد يتخيل انها دمية جميلة يغلب عليها النعومة.
وهي تهز وتعض على شفتها كل شوي : بموت والله والله بموت ..
نوف : شفييييييييييك انتي الثانية ترا اخوي مو بعبع شوفة خمس دقايق بس مو أكثر !
ندى : ماقدر ماقدر ماقدر .. افهموني
شوق : مو انتي اول وحدة .. وبعدين انتي تعرفين احمد وهو يعرفك وهذا يهون الموضوع
ندى وهي تناظرها بنظرات ما يفهمها الا شوق : وهالشي اللي يزيد الوضع صعوبة .. وخصوصا اللي انتي عارفته وصار مني !
نوف ماغاب عنها الرموز اللي انقالت : فهميني مو فاهمه ..
ندى طالعت نوف بنظرة : انا كلمت شوق ما كلمتك
نوف انقهرت : حلوة ذي وانا بعد معكم ..
ندى ابتسمت : ههههههههههههههه امزح .. شوفي تتوقعين اعجب اخوك !
نوف : لا يا شيخة بصراحة اول ما يشوفك بيهج .. معذور اخوي طاحت في كبده هالشيفه !
ندى زاد توترها غصب .. وهي عاد ما تحتاج ، أي كلمة ممكن تزيد عليها الأمر صعوبة : يا ثقل طينتك .... اطلعي من غرفتي !
نوف : بل !... نمزح يا عالم
شوق : ندى الغلوس اللي حطيتيه راح من كثر ما تعضعضين .. خفي لا تقطعي فمك
نوف : هههههههههههه تراه أحمد والله العظيم أحمد
ندى : أحلفي انه احمد
نوف : والله العظيم انه أحمد
ندى : تصدقين ما دريت .. داريه انه احمد يا غبية ولا لو كان غيره كان ما شفتيني بهالحالة
نوف : يا سلام !... وش فرق احمد عن غيره ..
ندى : فيه فرق كبير
نوف : والله يا حبي له اخوي مافي منه احمدي ربك انه هو اللي بتدخلين عليه مو غيره
دفتها ندى من كتفها وراحت بسرعه لتسريحتها .. وخذت غلوس من درجة الوردي الخفيف .. ومررت منه على شفاتها الكرزية وطلعت
لحقوا وراها شوق نوف .. وندى ماهي راكده من التوتر ... هي حست انه مالها ضرورة الرؤية الشرعية بس الظاهر احمد مصر عليها ... وش ناوي عليه ياربي احسك بتذبحني !!!!
هالفكرة ارعبتها بس عاتبت نفسها .. هذي فعايلك يا ندووه تحمليها محد غيرك بيتحملها عنك.. الله يستر !
أفكار مرعبة اجتاحتها عن هالشوفة ، مع ان احمد بالعكس نواياه بريئة لكن هي افكارها خبلة ومجنونة !!
لقت امها ونجلاء بالصالة وجلسوا ينتظرون .. طلع عليهم ابو فهد من المجلس وهي مبتسم بفرح كبير .. اول ما حست فيه ندى يقرب منهم فززت وهي عارفه انه الحين بيناديها .
ابو فهد : ندى اخوك فهد بيكون معك بالمجلس .. روحي حبيبتي احمد ينتظرك
بلعت ريقها ووقفت وهي تعدل طقمها السماوي البسيط لكن الروعه .. والمفصل بطريقه رائعه ..
وهي رايحه سمعت شوق ونوف ..
نوف : ههههه بالتوفيق
شوق : حظ سعيد .. شدي حيلك
ندى كملت طريقها وهي تدعي .. اول ما وصلت لمدخل المجلس طلع بوجهها فهد .. وابتسم : يالله يالعروس .. تفضلي ..
ندى بهمس وتوتر : فهود أستحي
ماعطاها فرصة ومادرت الا هو يمسك يدها ويسحبها معها من غير لا يشاورها .. شهقت وترك يدها بعد ما صارت واقفة بنص الباب .. لقت احمد جالس مباشرة مقابلها وهو منزل راسه.. حمدت ربه انه جالس بهالوضعية لأن صعب عليها تطيح عينها بعينه وهي ما استوعبت وجودها قباله.
ندى وركبها تتصاقع : الس...( حست انها ما يسمعها ورفعت صوتها حبتين قد ماتقدر ) .. السلام عليكم
رفع احمد راسه .. وما قدر غير انه يبتسم ذيك الابتسامة حبيبة ندى .. ندى راحت فيها ، مازال له هالتأثير عليها ..
نزلت راسها بحيا يزيدها حلاوة وتحركت ناحية فهد وجلست قريب منه .. وقلبها طبوووول مو طبل واحد .. واه يا ناس ما اقدر ما اقدر .. انقذوني موقف صعب صعبببببب.
بالنهاية قدرت ترفع راسها شوي وسرقت نظرة لوجهه الحبيب .. لقته يناظرها واول ما تلاقت عيونهم تكلم .. بصوووت حست فيه الحنان.. مع لمحة عتاب محد غيرها يقدر يميزها .. قضى على كل عقل فيها .. محتاجه ومشتاقه لحنانه.. وعتابه بعد
احمد : شلونك ندى بشريني ..
عضت على شفتها .. وهي حركة تسويها باستمرار لما تكون بموقف متوتر ومرتبكة : انا تمام بخير ... كيفك انت ؟
وابتسمت بنعومة ونزلت عيونها .. احمد طار لما شافها تبتسم لأن هالابتسامة معناها ان كل شي صار بينهم خلاص !هالابتسامة بينت ان مافي قلبها زعل .. فرحته عبر عنها بابتسامة خفيفة ثقيييلة خبلتها.. وخلت وجهها يتحول لطمامة
يوم لاحظ تقلبات الطقس اللي بوجهها ضحك : هههههههههههه انا بخير دامك بخير
رنت ضحكته بسمعها وحفظتها .. اما فهد حب يشارك ولا يكون مثل الجدار بينهم
فهد : لا يكون ندى قالت نكته ؟
احمد ابتسم بوجهه : ههههههههه لا ابد ...( التفت لندى ) اعذريني !
ندى بهمس ناعم غصب طلع منها : لا عادي
احمد ابتسم لها ونزل راسه ليديه المتشابكه : تسلمين
بالصالة نوف وشوق يتحرون ندى ترجع بس مر اكثر من خمس دقايق ومارجعت !
نوف : تهقين عجبتها الجلسه هناك !
شوق : هههههههه لا تستبعدين منها هالشي .. بتموت عالعرس وأكيد طقتها قهوة وفصفص هناك
نوف : هههههههههههه تخيلي عاد لو تسويها
شوق : مو صاحيه والله طولت !
نوف : خذها اخوي بسحره الجذاب ما تنلام
شوق : هههههههههههه اسمعي صوتها
التفتت نوف لناحية المجلس سمعت صوت ندى من بعيد يقرب .. كانت تغني بحالمية
شوق : هههههههه توها متوترة وبتموت وش اللي قلبها ؟؟
نوف : ياهووو تعالي قولي لنا وش صار وش ماصار
وقفت عن الغنى وقربت .. وواضح الاحمرار مازال على وجهها من الحيا .. ومع انها تغني الا انها كانت تتنفس بسرعه .
نوف وهي تلحن : طمطومه يا طماطم ... طماطم يا طماطم يا طماطمممممممممم ... طماطة اخوي انتي والله ، الله لا يخليني .
ندى انقهرت : طماطة اخوووك بعينك يا حماره ... قولي فراولة يمكن اتقبلها لكن طماطم ليش ان شالله ما باقي لي الا خياره وتكمل السلطة !
نوف : هههههههههه اوكي ولا يهمك انا ليمونة الحللوة وهذي الدبشة خيارة فهد ...
شوق بققت عيونها : هاه !! .. وش خيارته انتي بعد !!!
ندى عشان تقهرها : اوكي خلك حامضه ...بعذره بدر اجل ما رجع ..من هالحموووضه اللي ذاقها ما شاف منك حلا ابددددد .
نوف طعنها هالوصف . يمكن لأنه حسته صدق .. بس ما بينت وابتسمت والألم داخلها يتجدد وخصوصا ان ذكر بدر رجع لها الوجع من عرفت بنواياه .. ورفضه السفر .. وقراره يكمل حياته مثل ماهو عليه الحين .
نوف : ليمونة حلوة .. معناها معها سكر يالغبية ..
ندى : ايه قولي مابي اعترف
شوق : وش صار ندى عند احمد ؟
ندى وهي تناظر نوف : وه بس ياحبي له خلا الموضوع علي ولا اسهل منه .. وطلعت منها سليمه الحمدلله
نوف : هههههه اعرفه اخوي ذووووق
ندى : صدقتي ذووووق وثقل .. خطيبي وحبيته يا نوف
نوف : مالت توك تحبينه ؟.... احمد من اول مرة ينحب
ندى ابتسمت بوجهها بصمت ... بلاك ما تدرين حابته من اول يوم حسيت فيه نفسي بنت تترك حياة الطفولة وتبدى مرحلة جديدة ... قلتيها من اول مرة ينحب .. وهذا اللي صار
نوف : اوووكي الله يعينكم الايام الجاية شغل بشغل عندكم ملكتك انتي وشوق .. وقبل ملكتكم بيكون زواج فرح !
ندى فرحت : والله ؟؟... ومتى وليش ما قلتي لي يالدبه ؟؟؟
نوف : زواج عائلي مارح يكون كبير مرة مرة ولا صغير مرة ... بعد ثلاث ايام
ندى : ثلاث ايام ؟؟؟؟؟؟... طيب وهي ما قالت تبي تسوي زواج كبير
نوف : قالت !... بس عشان بدر ما تقدر تكبره ... وبعدين الزواج تأجل لفترة مو قصيرة واظن الوقت فات على زواج كبير... اصلا فرح معد صارت متحمسه لزواج ضخم
ندى : الله يكوووون فعونها ... ويهنيها
نوف : الأيام الجاية بتكون مزحومة..
ندى : امي قررت تحط الملكتين في ليلة وحدة.. بس اظنها قاعده ترتب الوضع مع خالتي
نوف : اه بس انتوا قصتكم بتنتهي وانا قصتي بلا نهاية للحين.. ومو عارفه كيف ممكن تنتهي ..
×××××××××××××××××××××××××××
بالمزرعة دخل سلمان على بدر وهو كاشخ .. الثوب ابيض والشماغ ابيض والعطر من قوته عطّر المكان
سلمان : يالله يا بدر لا نتأخر !
بدر وهو يعدل كبك كمه الفضي الأنيق : لحظة لأفقع وجهك الحين.. خضيتني ..قبل شوي تلفونات والحين داخل علي مدرعم..شوي شوي.. لو لي عيوون عرفت شلون اردها لك
سلمان : ههههههههههه قريب ان شالله ، الله بيرد لك عيونك
رفع بدر راسه فوق يضبط زر الياقة : قلت لك من قبل شيل هالفكرة من بالك.. لين ما يصير اللي قلته لك
سلمان وهو يتأمله .. ويتأمل طوله واناقته اللي غابت عنه من شهور : الله الله .. وينك ووين المعرس يا بدر....... يالله نمشي ؟؟
بدر : تصدق؟... ماكنت ناوي اروح لزواج فرح .. انا قلت لها اني ماني جاي بس كل ما تذكرت صوتها ما هان علي..
سلمان : اكيد ما تقدر مو اخوها الوحيد
بدر : بسألك كم لي بالمزرعة للحين ؟؟
سلمان : اممممم .... شهر ،شهر ونص...
بدر وهو يتنهد : تصدق سلمان حاسها سنة مو شهر... ثقل الهم اللي داخلي يخليني احس اني ابو 40 سنة مو واحد على ابواب ال27 !
سلمان : اوووه عجوز الأخ
بدر ضحك بسخرية : تراك اكبر مني بسنة لا تنسى
سلمان : هههههههههههههههههه شباب انا
بدر : بس يالشايب يالله لا تكثر هذرة .. صدق شايب!
سلمان : امش قدامي لأحوس شكلك الحين
بدر : حاول بس.. أخفس عيونك كلهم
سلمان : بل !...
بدر : تراني صرت متوحش لا تقرب مني ؟؟؟
سلمان : بل بل بس خلاص توبة ماني قارب منك
بدر : تراني جد بكلامي ..
سلمان ابتسم : طيب يالمتوحش الله يعين بنت عمك عليك لو رضت فيك..
بدر : لو بترضى يبيلها تروض الوحش اللي بداخلي
سلمان : يمه منك صاير تخوف..
بعد ماضبط بدر الغترة الشيك طلع مع سلمان للرياض.. ماهان عليه يغيب عن حضور زواج اخته .. والشي اللي هون عليه الموضوع انه الزواج عائلي مو كبير...لأن اختلاطه مع الناس وهو بهالحاله صعبه عليه ..
هناك في بيت ابو بدر محد عارف عن قرار بدر بالحضور .. الكل فقد الأمل انه يحضر الزواج اللي تأجل عن موعده بسبب اللي صار له.. بهالوقت كانت فرح لابسه فستان الزواج الابيض الكلاسيك ودموعها بعيونها.. ولحالها بالغرفة بعد ما غادرت الكوافير ، تناظر نفسها بالمرايا.. والضيقه داخلها ودها تصيح ودها تبكي ... تتذكر كلمة بدر اللي كثير رددها.. وخاصة اول ماعرف انها تملكت بعد مارجع من السفر
بدر : هههههههههه يالمجرمه يالخبيثة .. يا خاينه ! اروح اسافر وانتي عازبة .. ارجع الاقيك متزوجة.. وش هالخيانة وش اسوي فيك !
فرح : هههههههه انت تأخرت ..
بدر وهو مبتسم : اجل مدام كذا انا بنفسي اللي بزفك ..اتفقنا؟
نزلت فرح راسها وهي تمنع الدمعة لا تسيل ..
تراجعت عن المرايا كم خطوة لحد ما صار لها فرصة تناظر نفسها كامله.. بس هالفرح مابيكمل من غير اخوي الوحيد.
دخلت عليها دلال وهي لابسه فستان أسود شيك سيور ، فخامته في بساطته وحاطه بشعرها ورده جوري حمرا بعد ما رفعته فوق..
دلال : مرررة لايق عليك .. كل شي تمام
بابتسامة بسيطة ردت فرح بدون اي حماس : صدق؟..
دلال : ايه الميك اب والتسريحه .. كل شي ضابط لا تخافين
فرح : الكل وصل؟؟
دلال : أغلبهم وصلوا...
سكتت فرح وراحت جلست فوق السرير تنتظر بملل وحزن لحظة الزفة .. من غير بدر!
دلال لاحظت حزنها وفهمتها : خلاص لا تزعلين .. ابتسامتك بهاليوم مهمة
فرح والعبرة تخنقها : ماتدرين... بدر ياما وعدني هو اللي يزفني.. وانا متضايقه لأنه مايبي يحضر
دلال : تبيني أكلمه ؟؟
رفعت فرح راسها وهي تاخذ نفس تهدي بها دقات قلبها الحزينة : لا لا.. خلاص مابي ازعجه اكثر..
دلال : على راحتك ..تبين شي ؟ بنزل ..
فرح : لا..
بقت فرح لحالها .. تفكر بس وتنتظر نهاية هالليلة اللي بتمر من غير بدر.. قامت لنافذة غرفتها الكبيرة وستارها المفتوح ، ورفعت نظرها فوووق للسما... لا بدر في السما ولا بدر اخوها هالليلة .. بحضوورك يكفيني طلتك ونورك يا بدر.
نوف تحت مختبصه مع الباقين.. عند باب المدخل الكبير المذهب كانت واقفة بكل رونقها وبراءة ملامحها وابتسامتها الطفولية تستقبل الحاضرين وترد التهاني... وبوجهها كل الفرح بهالمناسبة .
لابسه فستان ليلكي يلمع بالفضي وكأنها نجمه رائعه بين النجووم .. تلف راسها برباط ليلكي من نفس اللون ، وشعرها الأسود القصيييير المخصل ، منفوووش بروعه وسحر... كانت ملفته بحد ذاتها.. لدرجة انها غطت على ندى وشوق هالمرة بلطتها.
سهى نفس الحال كانت تلبس اللون الأحمر الساده ستايل " ذيل السمكة"... وكانت صاحبة حضور !.. وانوثتها الطاغية عوضتها عن الجمال الصارخ !
ندى وهي تقرب من نوف : نويف يا حمارة ما عرفتك وش هالحلا تجننيييييييييييييييييييين !!
نوف : ههههههه صدق ولا مجامله
ندى : أدوووووخ انا اللون هذا عليك خيال ولا التسريحه روعه..
نوف : ههههههههه شكرا حبي .. ماتدرين يمكن أنخطب اليوم وألحق فيكم انتي وشوقوه
ندى وحدة من زاوية عينها اليمين : ههههههههههههههه شوفي ذيك الحرمه تناظر فيك الظاهر عاجبتها بتخطبك لولدها
التفتت نوف ببطء للجهة اللي اشرت عليها ، ولاحظت حرمة من اقاربهم كبيرة شوي بالسن تتأملها باعجاب..... شهقت وهي تمسك يد ندى : ياربي شكلك صادقه .. تعالي تعالي خلينا نبعد
ندى : هههههههههه توك تقولين ابي انخطب
سحبتها نوف من يدها ودخلت بين الجموع الحاضرة و راحوا لمكان بعيد شوي .. هذا اخر شي تتمناه نوف الحين .. لما اندسوا بالزحمة وطلعوا من الجهة الثانية التفتت نوف وراها وتطمنت ان الحرمة ما تقدر تشوفها .. لفت لندى ويدها على قلبها.
نوف : الله لا يقوله ..
ندى : هههههههههههه غريبه انتي
نوف بقهر : ايه ونسيتي بدر
ندى ابتسمت : الا وش صار ما غير رايه ؟؟.. بيجي؟
نوف باكتئاب : لا... مارح يجي!
ندى : ابتسمي عاد مو لايقه عليك التكشيرة..
نوف ابتسمت بحلاوة : عاجبك كذا
ندى : ههههههه تهبلين اليوم مادري وش متغير فيك .. مع هاللي يلمع طالعه نجمه تسطعين والله... ناقصه بس نحطك بالسما بين النجوووم ..
نوف ضحكت : وبدر ولد عمي بالسما يضوي ..هههههههههه
ندى : ههههههههههههههه سبحان الله... امممم نجمة بدر ..في ليلة عرس .. شرايك ههههههههههههههه
نوف : واي كملي كملي الله يخليك
ندى :ههههههههه وش اكمل؟؟
نوف : كملي الشعر اللي قلتيه .. تكفين ..
ندى : ههههههههههههه طلعت عفوية ماعرف.. قالولك شاعره
نوف : عجبتني نجمة بدر.
ندى : ههههه لايقه عليك... متى زفة فرح ؟؟
ناظرت نوف ساعتها لقتها عشر ونص : بعد ساعه .. تعالي اشوف ناس وصلوا
راحت رجعت مكانها عند الباب مع سهى اختها وحنان ودلال وام احمد وام بدر ، تستقبل فوج الضيوف الواصلين.. وندى وشوق انضموا لهم بالنهاية.
ندى : ههههههه تهبلين اليوم مادري وش متغير فيك .. مع هاللي يلمع طالعه نجمه تسطعين والله... ناقصه بس نحطك بالسما بين النجوووم ..
نوف ضحكت : وبدر ولد عمي بالسما يضوي ..هههههههههه
ندى : ههههههههههههههه سبحان الله... امممم نجمة بدر ..في ليلة عرس .. شرايك ههههههههههههههه
نوف : واي كملي كملي الله يخليك
ندى :ههههههههه وش اكمل؟؟
نوف : كملي الشعر اللي قلتيه .. تكفين ..
ندى : ههههههههههههه طلعت عفوية ماعرف.. قالولك شاعره
نوف : عجبتني نجمة بدر.
ندى : ههههه لايقه عليك... متى زفة فرح ؟؟
ناظرت نوف ساعتها لقتها عشر ونص : بعد ساعه .. تعالي اشوف ناس وصلوا
راحت رجعت مكانها عند الباب مع سهى اختها وحنان ودلال وام احمد وام بدر ، تستقبل فوج الضيوف الواصلين.. وندى وشوق انضموا لهم بالنهاية.
هناك قدام باب البيت .. وقفت سيارة سلمان مع السيارات الكثيرة المصفووفة واللي يغص بها الشارع قدام البيت .... منظر البيت من الخارج في غاية الجمال مع الأضواء الساطعه والحركة العارمه فيه... الداخل والطالع والسلامات مسموعه ..
نزل بدر وهو حاس بهالجو وقلبه من داخل مضطرب .. على الرغم انه ما يقدر يشوف الا انه حس بجو العرس .. قبض باب السيارة بيده قبل لا يسكره وهو يحاول يهيئ نفسه .. اخذ نفس وهو يسمع سلمان يقرب منه : يلله بدر.. ندخل..
مشى سلمان جنبه ودخلوا البيت واستقبلتهم ريحة البخووور العاجة بالمكان .
كان احمد اول من طاحت عينه على بدر .. ماصدق بالبداية وهو يشوف ولد عمه واقف عالباب بكامل اأناقته.. ركض له وهو يناديه وضمه وهو يضحك من الفرح .
بدر عرف انه احمد من ضحكته : ههههههههههههه شوي شوي علي
احمد : يلعن بليسك على بالي مارح تجي.. أخبارك يالحبيب ؟
بدر : بخير... ها شخبار العرس ؟
احمد : ماشي على قدم وساق... ( وهو يحط يده على كتف بدر ) الناس يسألون عنك وعمي مستحي ما يدري وش يقولهم .. ادخل تفضل البيت بيتك
بدر : لا يا شيخ حسبالي بيتك
احمد : هههههههههههههه
بدر : وخر عارف انه بيتي
احمد : هههههههههههه طيب تعال .
بدر : وين ابوي؟
احمد : داخل مشغول مع المعازيم ؟
تحرك بدر لداخل وسلمان واحمد وراه .. كان المجلس الضخم الواسع يعم بالضوضاء والسوالف وريحة البخوور تملاه ..
لحظة دخول بدر ووقفته عالباب بصمت.. عم الهدووء والكل سكت يشوفون هاللي واقف عالباب بكل طوله الفارع.. وابتسامته المبهرة ..
أبوه كان اول انسان ما صدق عيونه... لفترة مو قصيرة ظل يناظر بالشاب وهو مو راضي يستوعب انه بدر... ولده الوحيد وحبيبه ... حالته غييير وكأنه رجع بدر الأولي.. متأنق ومبتسم وجذب الانتباه لحضوره مثل ما كان يسوي أول.
بدر لما حس ان الهدوء عم عرف انهم انتبهوا له .. سلّم : السلام عليكم !
تداخلت الاصوات بالرد عالسلام .. احمد وسلمان كانوا واقفين وراه ومبتسمين .
قام ابو بدر واقف ببطء بعد ما استوعب أخيرا ان اللي واقف قدامه هو ولده بدر... يضحك ولا هو يتخيل؟؟؟...لا يضحك !
بدر وهو يضحك : اعذروني يالربع تراني مضيع عيوني مادري وين حطيتهم .... دلوني على الوالد !
سمع ضحك بعضهم وبعضهم تبسّم .. وسلمان همس من وراه : ابوك جاي لك .. رح له قدامك على طول.
تحرك بدر شوي لين حس بأبوه يوقف قدامه ..
وابتسم لأبوه ابتسامة ردت له الروح : كيف حالك يبه .. عالبركة زواج فرح
ابتسم ابوه ولمعت عيونه بفرح.. قرب بدر وحبه على راسه ..
ابو بدر : شخبارك ابوي
بدر : بخير يبه مثل ما تشوف !
ابو بدر : خفت لا تجي اليوم
بدر وهو يضحك : هذاني جيت..
ابو بدر : ههههههههه بيض الله وجهك .. تعال ارتاح
بدر : لا يبه ماني مرتاح ارتاح انت..بوقف برا مع الشباب نستقبل الحاضرين
ابو بدر ابتسم : على راحتك..
التفت بدر بيتحرك بس تذكر شي ..رجع لأبوه ثاني مرة .. وهمس قريب من اذنه والضجيج رجع يعلا بالمجلس : يبه مين اللي بيزف فرح للعريس؟
ابو بدر مبتسم : انا..
بدر : خلاص انت ارتاح انا بزفها... مثل ما وعدتها
ابو بدر بفرحة ما تنوصف : على راحتك
طلع بدر مع سلمان واحمد برا ...والوقت مر .. لما حانت زفة فرح
داخل عند الحريم ..
الحضور ينتظرون العروس تنزل ، خواتها ونوف وسهى وندى وشوق واقفين قريب من الدرج الملكي الواسع .. بانتظار اطلالة فرح من فوق.
ندى : الحين كيف؟.. بتنزل وتدخل عالمعرس على طول ولا شلون ؟
حنان : بتجلس هناك ( وهي تاشر عالكنبة بنص الصالة المزينة بالورد ) وبعدها بيدخل ابوي يزفها للمعرس !
ندى : يعني المعرس مارح يدخل ؟؟
حنان : لا بينتظرها بالمجلس
ندى : قهر كان ودي اشوف شكل المعرس !
نوف : وش تبين فيه ؟
ندى : بس ودي اشوفه ..ما تدرين يعني اهم شي عند البنات بأي زواج يشوفون المعرس كيف بيكون !
نوف : انا لو بتزوج احلموا اخلي عريسي يدخل... عشان يطيرونا بعين انا وياه !
ندى : هههههههههههههههه بنذكر الله طول السهرة لا تخافين
نوف : لا عمري في ناس ما تخاف ربها .. عينها حاره اسم الله علينا
قاطعتهم حنان : بس بس خلاص بتبدا الزفة .. دلال روحي لمنسقة الاضاءه خليها تستعد .. وطفوا الانوار ماعدا الانوار الصفرا اللي فوق مسار فرح بس !
دلال : فاهمه فاهمه كل شي ..
لحظات واغلقت كل الانوار... وبما ان الصالة واسعه جدا كانت مناسبه لزفه مو طويلة ولا قصيرة .. اشتغلت الاغنية الخاصة ومعها طلت فرح في قمة الدرج الرخامي الفخم.. واقفة على بساط أحمر ممدود من أعلى الدرج حتى الكنبة اللي بتجلس عليها .
نزلت فرح بهدوء .. وبين كل خطوة وخطوة ثواني توقف فيها.. البنات كانوا واقفين مبتسمين لها وهي بدورها مبتسمة للحضور بس في لمحة حزن بعيونها..
دلال همست لحنان جنبها : احس ابتسامتها مو من قلب واضح انها غاصبتها .
حنان : وش اسوي قلت لها من قبل تتماسك وما تخلي غياب بدر يأثر عليها لأن هذا زواجها ويوم مميز بحياتها.. قلت لها بس شكلها ا سمعتني..
نوف كانت واقفة جنب دلال من الجهة الثانية سمعتهم وعورها قلبها على فرح.. ليش كذا يا بدر ؟؟.. كل هذا عشاني يعني..
هالهواجس خلت نوف تاخذ نفس عميق عشان تخفف الهم لو تقدر .
دلال : احسها بتصيح بأي لحظة
حنان : قولي الله يستر.. دموعها بعيونها !
مرت دقايق والحضور يراقب وام بدر عينها على بنتها واسم الله على لسانها ... وصلت فرح لكنبتها بعد عدة دقايق وجلست وهي تاخذ نفس .. انفتحت الانوار واشتغلت الزغاريط... وبدت السلامات عالعروس ، ومعه بدا الرقص وتقدم العصير.. والزواج في قمة وهجه ..!
مرت نص ساعه وجا وقت زفة العروس للمعرس اللي ينتظرها داخل المجلس... دلال انطلبت فجأة بالتلفون انها تروح للمجلس ، ونادت امها معها لأنهم يبونها هناك.... دقايق ورجعت وهي طايره من الفرح وبهجة غريبه متوهجة بابتسامتها.
ندى خذت طرحتها ونوف واقفه جنبها تنتظر عمها يدخل... والحريم كل وحده فيهم اخذت طرحتها ينتظرون دخوله ..
دلال قربت من فرح وهي مبتسمه .. وعيونها تقول انها مو مصدقة اللي شافته قبل شوي بالمجلس : ها فرح مستعده ؟
فرح العبرة خنقتها وهي تتخيل ان هاللحظة بتمر من غير بدر.. ما رح يصير اللي وعدها فيه : ايه .. قلتي لأبوي يدخل ؟؟
مسكت دلال يد اختها وشدت عليها تطمنها : لا تخافين كل شي بيمر مثل ما تبين .. بس اضحكي عاد تعرفينه مايحب تكونين مكشره بهاليوم المهم لك وله.
فرح حسبت انها تقصد ابوها : واضح ان ابتسامتي زيف ؟؟
دلال :ههههههههه انتي ابتسمي من قلب وبس
فرح : دلول مو وقتك ترا...
دلال :طيب .. بس لما يدخل امسكي نفسك مانبي دموع قدام المعازيم
فرح : ان شالله بس ابعدي ترا بديتي توتريني
دلال : هههههههههههههههههههه
رجعت دلال للمجلس .. ونوف واقفة وهي متكتفه جنب ندى اللي لفت الطرحه على راسها .. اشتغلت اغنية الزفة الثانية .. ومعها انفتح باب المجلس العريض الموجود باخر الصالة على مصراعيه .. ومنه طلعت دلال مع شاب ماهو ابوها .. شاب يافع أصغر بالعمر !!!!!
مشت دلال مبتسمة مع بدر اللي كان لابس البشت الأسود ونوره ضوى المكان ...نوف اول ما شافته شهقت.. ظهوره بهالشكل كان غير متوقع... هالهيئة فقدتها من زمان .. الابتسامة والكبرياء في المشية والحضوور اللافت ... كان يقرب وكل ما قرب بانت ملامحه..
بدون شعور مسكت يد ندى وهي تحاول تمنع كل المشاعر انها تبان فعيونها .. كانت في حالة من الذهول والمفاجأة ، ماطرى على بالها ابدا حضوره الليلة وهذا هو الحين يحضر وبكل تألق وابهار..!
نطقت باسمه مو مصدقه .. تبيه بس ينتبه لها ويحس بوجودها ، لكن الظاهر انه بهاللحظة حتى ما فكر فيها ولا لها حضور في باله.. كان يمشي جنب دلال وهو مبتسم باتجاه فرح مباشرة.. اللي وقفت مصدومه لدرجة بغت تطيح المسكه من يدها.
نوف بصدمة قلبتها : ندى ..هذا بدر !...حضر!
ندى ابتسمت .. ونوف ضمت يديها الثنتين بقووة وهي تشوفه قريب منها... ويتجاوزها هي والحاضرين ناحية فرح .
وصل بدر لفرح وهو مبتسم ، وفرح دمعت وهي تناظره..حست انها ف حلم ..كان يبتسم بوجهها مثل ما تعودت... هذا مو حلم مو حلم .. هذا بدر اخوي..
بدر : مبروك ..
فرح وهي تتعبر طاحت دمعه من عينها : ... بغيت ما تجي ؟؟
بدر : ههههههههه حبيت ألعب بأعصابك .. ( وبحنان) ترا ما نسيت اتفاقنا
فرح بصوت ما يسمعه الا هو : والله على بالي نسيت ...وتبي تلعب بأعصابي ؟؟.. ليش وشسويت لك ؟
بدر عرف من صوتها انها على وشك تبكي وممكن تقلبها مناحه : هههههههههه خلك من البكي الحين ..وبلا حركات الأفلام هنا خلينا نروح للمجلس وسوي اللي تبين
ضحكت فرح وهي تصيح بنفس الوقت .. رفع يده ومسك يدها ومشت جنبه وهي تضحك للناس بس دمعة وحيدة كانت تسيل على خدها وهي تمشي ..
ندى : ههههههههههههههه يا حبي لها ودي اروح اضمها
نوف بس كانت تتابع بدر مومصدقه الى هاللحظة انه موجود وبضحكته المشهورة .. مو كأنه بدر اللي شافته اخر مرة. هي في حلم ولا علم ..؟!!
أول ما وصلوا لداخل المجلس طاحت فرح بحضنه تصيح .. بدر تورط ما يحب هاللحظات مع خواته لأنه يضعف معهم..
بدر : بس عاد .. فرح بس لا تقلبينها مناحه..
فرح : ليش ما قلت لي انك جاي خليتني متنكده طول اليوم !
بدر : غيرت رايي عاد..عشانك والله.
فرح : لا تعيدها
بدر وهو يضحك : ان شالله ..
أول ما دخلت فرح عالمعرس صار وقت العشا. عبارة عن بوفيه كبير مقام بالحديقة برا .. الضيوف طلعوا هناك وخلال دقايق قليلة صارت الصالة خالية من الكل ما عدا نوف ... اللي كانت بعالم ثاني ضايعه ... رمت بجسمها عالكنبة وهي تحس بالتعب من المفاجأة القوية .!!
تفكر ببدر... أتعبها كثر التفكير فيه وهو أبد مو حاس فيها ونساها .
ما حست بدلال اللي دخلت تناديها : ...نوف !
رفعت راسها بانتباه شافت دلال جايه لها : ...لبيه..!
دلال : ليش ما طلعتي تتعشين
نوف : لا لا... مو مشتهيه
دلال : خالتي ام احمد قالت لي اجي اناديك
نوف : قوليلها ما تبي .. مو مشتهيه
لفت دلال بتروح .. بس رجعت تناظر بنظرة غريبة لها معنى : اها .. فهمت الحين اللي بينك وبين اخوي... شكوكي تأكدت .
وراحت وخلت نوف بحالة دهشة ... شكوكها تأكدت ؟؟... أصلا هي كانت شاكه باللي بيني وبين بدر من الاول ..
الحين شكوكها تأكدت.. مع اني اتوقع انها عارفه من زمان بس الظاهر تبي تتطمن ...
لأن دلال كانت ذكية ما غاب عليها هالشي ، كانت تراقب وجه نوف طول الزفة خلال ما كان بدر ياخذ فرح للمجلس .. وعيون نوف فضحتها قدام دلال.
برا كانت سهى ماسكه صحنها وتمشي مع باقي البنات ندى وشوق وحنان .. وانضمت لهم دلال عالطاولة .. بس سهى قبل لا تبدا تاكل لاحظت غياب نوف .. تركت الطاولة ورجعت داخل لقتها مثل ماهي جالسه عالكنبة وهي متكتفه ونظراتها متسمره على باب المجلس اللي طل منه بدر باخر الصالة .
جلست جنبها : نوف تعالي مع البنات تعشي ليش جالسه لحالك ؟؟
نوف : روحي سهى مالي نفس بنتظركم هنا
سهى : ما يصير تعالي برا الجو مرة حلوو...
نوف : سهى والله مالي خلق أكل.. بجلس هنا
سهى : مو على كيفك
مسكت يدها بالغصب وسحبتها معها .. وماجابت سهى طاري بدر لأن اللي في اختها كافيها.. طلعوا برا وكان الجو لطييف حلوو .. وأصوات الأشواك والسكاكين لها نغم خاص هالليلة .. نوف اكتفت بكاس عصير وسلطة ..
بعد شوي تركوا حنان ودلال الطاولة لأنهم عرفوا ان فرح بتطلع الحين مع العريس ... وراحوا مع امهم عند الباب ، لقوها واقفة مع ابوها وبدر .. سلموا عليها يودعونها رغم ان كل وحدة منهم شوي وتبكي وتنهار..!
حنان : مع السلامة فرح والله يوفقك .. بنشتاق لك
فرح ابتسمت : امين وانا بشتاق لكم أكثر ..
وقبل لا تطلع فرح .. تقدمت من بدر المبتسم وهو ساكت ..حضنته تودعه وهمست بإذنه تهدده : بكرة بزوركم قبل موعد الرحلة يا ويلك لو أجي ما ألقاك
ابتسم وهو يحط يده على خدها : لا تخافين بتلاقيني هنا..
دلال طارت من الفرحة يوم سمعته : يعني بتجلس بتبات عندنا هالليلة..؟؟
بدر : ايه .. على قلبك
دلال : ههههههههههههه حياك
طلعت فرح لسيارة زوجها ومشوا للفندق.. على اساس بتزور اهلها بكرة قبل ما تطلع هي والمعرس عالمطار ...
بعد العشا انفضوا الضيوف وبدوا يطلعون ، وخلت الصالة والمجالس بسرعه .. وما بقى غير بيت ابو احمد ، وشوق وندى ينتظرون فهد يجي ياخذهم ..
وهم جالسين كان جو فرح مفقود بشكل واضح ..
حنان : الله يوفقها
ندى : امين بفقدها انا
دلال التفتت لنوف وهي مبتسمة : نوف شرايك تنامين عندنا ؟؟
استغربت نوف طلبها المفاجئ.. دلال تطلب منها هالطلب ؟؟؟؟؟؟ صحيح تحسنت علاقتها مع دلال بس للحين ما رجعت مثل اول : انا ؟؟؟؟
دلال : ايه انتي ....
حنان : ايه صحيح ياليت والله انتي وسهى عالأقل تعوضون عن غياب فرح لو هالليلة .. ما نبي نحس بفراغ
سهى : والله نفسي بس وراي شغل للجامعه قد شعر راسي.. وتعرفون اخر كورس مابي افحط فيه .. تبون نوف اقنعوها
دلال : اصلا غصب عليها بتقعد ما شاورتها .
نوف ماردت .. ولا عارضت ، دلال بنفسها عرضت عليها تبات عندهم يمكنها فرصة تعدل فيها العلاقة وترجعها مثل ما كانت وأحسن .
سهى : وانا بكرة بزوركم عشان اشوف فرح !!
وصل فهد أخيرا.. وطلعت له ندى مع شوق بعد ما ودعوا البنات .. كان احمد واقف ومتسند على شباك المقعد جنب السواق يكلم فهد.. حس بأحد يوقف وراه التفت وعرف انها ندى ..تبي تركب ابتسم وتراجع وهو يفتح لها الباب.. ويأشر لها بيده الثانية بطريقة الأمير والأميرة ... ابتسمت من غيرلا تعلق
وهي تركب وسمعته يتكلم بصوت واطي : ... مانبي زعل بعد كذا ..!
ماقدرت ترد وهي تحس بالخجل منه بسبب المرمطة اللي سببتها له .. عدلت عبايتها وهي تجلس وسكر الباب بعدها .. اما شوق ركبت ورا ندى ...تحرك فهد وهو ساكت من غير لا ينطق بكلمة .
طول الدرب كان مثال للصمت العميييق ولا سألهم حتى عن أخبار الزواج ..كل تركيزه عالطريق ونظراته تتنقل ما بين المرايه فوق راسه والمرايا الجانبية ... شوق حست بشي غريب.. حست بتوتره من حركات يديه اللي مرة ترتفع للدركسون ومرة تنزل ،ونظراته السريعة اللي تتحرك بسرعه ... وكأن شي شاغل باله ..
وصلوا للبيت وندى نزلت بسرعه لداخل من غير لا تلتفت وراها.. كانت مبسووطه انها شافت احمد اليوم لا وبكامل كشخته .
شوق نزلت من السيارة بس ما راحت .. مسكت باب السيارة بيدها وهي تشوف فهد جالس داخل السيارة ما تحرك ...
شوق : مارح تنزل ؟؟
رد عليها من غير لا يلتفت : ادخلي انتي..
راحت داخل وهي تسأل نفسها عن حاله السرحان والمتوتر اليوم ..
اما فهد جلس بالسيارة يفكر .. مع قرب موعد الملكة في أشياء كثيرة شغلت باله، اتصال المجهولة عليه قبل كم يوم ذكرته بخرابيطه القبلية ولعبه .. اتصالها وتره رغم انه مو عارف سبب واضح يخليه يتوتر .. ذنب بدا يكبر بداخله .. رغم انه تاب من فعلته وندم عليها بعد .
وبدا يفكر جديا انه يعترف لشوق ويقوولها كل شي .. لازم تعرف اي تصرفات كان يسويها ... لازم تعرف من أي نوع كان هو !!...بس بالطريقة المناسبة
نزل من السيارة ودخل الصالة ..لقى شوق واقفه هناك بتوتر ..تبادلوا النظرات بصمت .. شوق تحاول تلاقي جواب بنظراته من حاله الغريب .. وهو يحس بالذنب تجاه هالرقيقة اللي قباله ...لكن بعد شوي تركها وطلع فوق من غير لا يقول كلمة .
شوق معد صارت تفهم .. وحملت السبب قرب موعد الملكة.. لأنها هي بعد متوترة مثله... بدون ما تدري... ان السبب أكبر من كذا .
وصل فهد لغرفته والافكار في باله تزيد ... خلاص وصل لقرار انه يقول لشوق كل شي لازم تعرف فهد وش كان أول ... لازم ينفرد فيها ويعلمها بهدوووء .. وأنسب وقت لهالشي هو بعد الملكة ، يقدر ياخذها لحالها ويقولها ، ويفهمها انها زلة وانتهت .. وهي أكيد بتفهمه .
في بيت ابو بدر.. دلال غصبت نوف تبات في غرفتها ونوف للحين مو فاهمه هاللطافة اللي رجعت لبنت عمها مرة وحدة !..وما أخفي عليكم كانت فرحانه حييييل لأن الموانه بينهم بدت ترجع مثل أول.. والحطب بدا يطييح... وش كثر اشتاقت لمناقرهم مع بعض...
بس للحين كانت تجهل وجود بدر هالليلة .. كانت تعتقد انه رجع للمزرعة ... وهذا اللي مضايقها ..
لكنها ما درت انه قريب منها .
بس معقوله تكون خطه من دلال ؟؟؟؟؟
دلال : انا بنزل اسمع صوت احد يناديني
نزلت تحت لقت بدر بالمطبخ قاعد يصب له كاس مويه .
دلال : ها بدر ناديتني ..؟؟
بدر : ايه.. جهزي لي المجلس بنام فيه
دلال : ليش وانا جهزت لك غرفتك بنفسي... لا ماني مجهزه المجلس تبي تنام نام في غرفتك وغيره مافي.
رفع حواجبه : بعد تتأمرين ؟؟!!
ضحكت بشقاوة وراحت ترمي نفسها بحضنه : اجل !.. ياربي مو مصدقه انك وافقت تبات بالبيت.. مابيك تنام تحت ابيك بغرفتك قريب مني.
نزل بدر كاسه عالطاولة وبعّد اخته عنه : .. كلها ليلة وبرجع للمزرعة
طالعته بخوف : لا.. لا تقول .. اجلس ليش ترجع ؟؟
بدر : حياتي هنا صارت مستحيلة
دلال بحزن : ليش ؟؟؟؟
بدر : ليش هذي احتفظ بأسبابها لنفسي
تراجعت عنه وهي تهز راسها دليل انها فاهمه كل شي : ايه ايه انا عارفه ليش..
بدر : مهما قلتي مارح تفهمين
دلال مصرة : اعرف وبس... كل اللي صار لك انا عارفه سببه... والحين بدر ليش انت رافض تسافر.. حرام عليك تضيقنا
بدر : دلال هالأمور راجعه لي وخاصه فيني وانا أتحمل أي قرار
دلال برطمت : طيب خلاص حشى ما صارت كلمة قلتها
تحرك بدر طالع من المطبخ ودلال وراه مثل ظله .. وفي ذهنها فكرة قاعدة تلعب بجنووون .. فكرة قررت تنفذها لعيون اخوها الوحيد .
دلال : بدّور متى بتنام ؟؟
بدر : الحين !.. ليش؟
دلال : ابي أسهر معك.. لا تنام
وهو يحس وراها سالفة : تسهرين معي ؟ ليش شعندك دلول ؟
دلال : ياخي ابي اسهر معك مو تقول بتترك البيت بكرة...ابي اسهر معك
بدر : كم الساعه الحين ؟
دلال وهي تناظر ساعتها ومصرة تخلي بدر يجلس بالبيت وينسى فكرة رجعته للمزرعة : وحده وربع
بدر : لك لما ثنتين ..وبعدها خلاص انا تعبان وابي انوم ..
دلال بوناسة : وين بتجلس ؟؟
بدر : هنا بالصالة بعد وين بجلس..
دلال : طيب انا بطلع فوق شوي وبرجع
بدر : لا تتأخرين ولا بتلقيني منسدح هنا ونايم
دلال : هههههههههههه كاس مويه على طول
وركضت فوق ..وهو مبتسم على سوالفها وصوت ركضها .. مشتاق يشوف وجهها الشقي... ما ينكر مشتاق لهم كلهم..بس وش يسوي مصيره بيدينها هي.. هي بس !!!...
مسك ريموت الستريو جنبه وشغله ..!!
دخلت دلال وهي مبتسمه على نوف لقتها منسدحه .. وهبت فيها : هيه هيه انتي لا تقولين بنوم بعد ..
قامت نوف قاعده وهي مستغربه.. وشافت الساعة جنبها : اجل متى بنام ؟؟
رفعت دلال حواجبها بفخر ويديها على خصرها : بنسهر تحت .. تعالي
نوف : بس انا تعبانه ابي انوم
دلال : بلا دلع انتي الثانية .. سبحان الله الطيور على اشكالها تقع كلكم تعبانين ..
نوف : ههههههههه من تقصدين
دلال : نصك الثاني اللي منسدح تحت ..!!
ما فهمت : نصي الثاني ؟؟
دلال ما عطتها فرصة حتى تفهم وهي تتخيل ردة فعل بدر .. أكيد بيفرح : ههههههههه تعالي مالي نفس انام الحين تعالي خلينا نسهر تحت ..
نوف : يالله.. بس تحملي لو طحت عليك بأي لحظة..
فتحت دلال الباب وناظرتها بنظرة قبل لا تطلع : هذا جزاي... تعالي وانتي منطمه
راحت نوف ورا دلال .. وهي في أمان الله ما تدري وش تخطيط دلال ..
وهي تنزل الدرج سمعت صوت الاستريو مشتغل واغنية أهواك شغالة ..
أهواك واتمنى لو انساك ..وانسى روحي وياك .. وان ضاعت يبقى فداك لو تنساني وانساك.. واتاريني بنسى جفاك .. واشتاق لعزابي معاك .. والقى دموعي فاكراك ارجع تاني في لوقاك ..الدنيا تجيني معاك ورضاها يبقى رضاك ..وساعتها يهون في هواك في هواك طول حرماني
استغربت نوف مين اللي جالس تحت بهالوقت لأنها سمعت صوت ثاني يغني معه... دخلت الصالة وهي مو عارفه اللي بيواجهها .. اول ما طاحت عينها على بدر بذيك الهيئة !..وهو منسدح عالكنبة والوسادة تحت راسه والريموت بيده ويغني...بلمت وحست الكون كله وقف مع هاللحظة الغريبة !!... كل المشاعر هاجمتها وتمكنت منها .. كتمت اه كانت بتطلع ..
عقب ما استوعبت اللي صاير التفتت لدلال وهي مصدومه من حركتها
دلال : ههههه مفاجأة صح ..
طالعتها نوف بقهر وبصوت واطي : وش ناويه عليه يا حماره..؟!!!
دلال : ابد ولا شي..
بدر وهو منسدح سمع حس وسوالف غير واضحه لأن الاصوات كانت واطية غير الاغنية المشتغلة :... دلال بتجين ولا اروح انوم ؟!
سحبت دلال نوف معها وقربت : لا لا هذاني بجي...
وهي تجلس ناظرت نوف بحركه مقصوودة ونطقت : بدر نوف قالت لي وش هالحلا اللي طلعت فيه بالزفة
بدر تصلبت أطرافه وبصوت حازم : دلوول !!.. عن هالكلام ..
دلال : لو مو مصدقني اسألها بنفسك
نوف ماعرفت شلون تتصرف ودعت عليها وتمنت انها ما وافقت حتى تبات هنا .. لأن هاللحظة كانت صعبة وهالقرب الشديد منه ماكانت مستعده له ..!
بدر وهو ما يدري عن وجود نوف بالأساس : دلووول !!!
دلال ما عندها فأحد.. بايعه الدنيا كلها عشان اخوها : شفها هنا واقفة حبت تسلم عليك
مع هالكلمة سكت بدر وحل عليه هدووء غريب مو مفهوم.. ونوف تلون وجهها ورجع الحزن يغرقها .. عارفه انه ما يبي يلقاها قريبة منه وتمنت بس تركض وتروح عنه ،، ما تبي تكون عنده وهي معد تعني له شي .. وسؤاله عنها معد يهمه مثل قبل .. الحين ساكت عكس الماضي .. أول كان يتحمس يقولها " شلونك" أول ما يعرف بوجودها .
قررت هي اللي تبتدي السؤال : هلا بدر.. شخبارك ؟؟
وكأن صوتها الخايف خلا بدر يصدق وجودها .. فقام وتعدل جالس ..ونزل رجوله اللي كانت ممده عالكنبة للأرض ..وتهادى على ورا ، وب برود : هلا هلا... بخير
قربت من الكنب وجلست .. وأول ما جلست نطق بدر
بدر : هذا اللي كنتي ناويه عليه يا دلال من الصبح ؟؟... اجل تصبحين على خير..
وقام واقف بس دلال حاولت توقفه لأن نوف نزلت راسها والظاهر انها انجرحت منه .
دلال : لحظة طيب.. انا ابيك تسهر معي وما يضر لو كانت نوف معنا ... هي بعد تبي تسهر معك صدقني !
بدر بحزززم وصرامه : دلووول قلت لك عن هالكلام..
دلال وهي تحاول تهديه : اسألها طيب وهي بتجاوبك
سكت بدر وارتخت كتوفه ، ونوف قررت تنسحب.. الى متى بتستمر تحاول تفهمه انه مشاعرها ناحيته تغيرت وهو مو راضي يصدقها .
قامت واقفه : خلاص دلال لو هو ما يبي انا بروح انوم .. اسهروا لحالكم
لكن بدر نطق قبل لا تمشي ..بهدووء أهدى من النسيم : ..لحظة ..
وقفت وحالها مكسور .. كل أجنحتها تكسرت معد تقدر تطير .. معد تقدر تحس الفرح والسعاده من غيره لو كان هو رافضها.
بدر بصيغة الأمر : اجلسي مكانك .
نبرته خلتها ترجع وتجلس وهي مكسورة من الداخل من جفاف معاملته لها ..
أما دلال فرحت : يعني موافق ان نوف تسهر معنا ؟؟
بدر ابتسم لاخته : ما اقدر اقولها لا .. متعود اكون لطيف دايم مع الضيوف مهما كانوا ...صحيح يا......( ما نطق اسمها بحركة مقصودة )
ردت نوف بضيق : ...كيفك ...
أما دلال على طول نطت وبسرعه للمطبخ : بروح اجيب العصير اجل .. مشتاقه لسوالفك .
نوف بخوف : انتظريني بجي معك
بس دلال ما انتظرتها غابت بسرعة البرق ونوف وجود بدر اضعفها ما خلاها حتى تعرف تتوازن او تتحرك ..
بدر : وش خايفه منه..... مني؟؟؟
ردت وهي منحرجه : لا...
دلال وصوتها جاي من المطبخ : دقيقتين وجايه..
نوف متوتره ومشاعرها هاجمتها بشكل اقوى من كل المرات.. كل مالها ومشاعرها ناحيته تكبر وتكبر وهي مو قادرة توقف هالشي اللي يحصل بقلبها
.. كذبت لما ردت على بدر " لا ".. هي خايفه منه ومن حقها تخاف منه عقب كل اللي صار.
رجع بدر لمكانه واسترخي بجلسته .. وطوّل على صوت الاستريوو ونوف ساكتة تراقبه .. بخوف.. بحزن .. وبحب كبييييييييير ...وطرى على بالها السؤال اللي يعذبها من عرفت عنه .. وبتردد نطقت اسمه : .... ب...بدر !
لكنه ما سمعها بسبب الصوت العالي للاستريو .. نادته مرة ثانية بخوف اكبر : بدر ..!
ما اقدر اوصف لكم حال بدر وهو يسمع اسمه بهالنبرة بصوتها .. نبرة خوووف ذوبته ... تنهد داخله مليووون مرة .. بس رغم كل هذا رد بهدوء يخوف : ... نعم ؟
قصر على صوت الاغنية ولف ناحية صوتها..
بلعت نوف ريقها : ب..بسألك.... ليش... ليش ما تسافر؟؟
بدر رماها بوجهها من غير تردد : .... مابي اسافر
نوف : ... ل...ليش؟
صمت قصير من غير لا يرد على سؤالها... بعدها
بدر : ... انا اللي بسألك ؟
انتظرته وهي متحفزه تسمع سؤالها
بدر : ليش يهمك اسافر ؟؟
ماقدرت ترد ..ما قدرت تقول الجواب .. كيف تقوله لأنك تهمني أكثر من نفسي وصرت حياتي كلها...
نوف : لأن.............
وسكتت..............
بدر : قولي لي أي سبب.. بس أعرف ان بدر مو مجرد.............
وسكت ومشاعر الألم تهاجمه من جديد بسبب كل ذكرياته القاسية معها... ونوف تنتظره يكمل كلامه .. بس ما كمل..
بعد لحظة تكلم : قولي لي أي سبب.. ليش يهمك سفري لهالدرجة ؟؟
سكتت وهي متردده تحاول ترتب الكلام اللي تبي تقوله ..
تكلم يحثها عالرد : ... ها ؟؟
نوف بسرعة : أكيد يهمني .. مو انت ولد عمي خالد ؟؟؟؟
هذا اللي قدرت تقوله .. اما هو ابتسم ابتسامة باردة وهو يحط رجل على رجل ...
بدر : نوف انا ماحب المنافقين !!!!
انصدمت من هالكلمة : منافقين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟... وش قصدك !!!!!
بدر : انتي اذكى من كذا وفاهمتني ... عمري ما حبيت النفاق..
عرفت انه يقصدها : بس انا مو منافقة !!!!!
رفع اصبعه السبابة لها باتهام مباشر : ....انك تظلين مثل ماكنتي تبغضيني أهون علي مليون مرة من اني اشوفك تمثلين العكس لمجرد اني طحت أول طيحة بحياتي !!.. تسمعين ؟
نوف بيأس : بس انا مووووو منافقة !!!!!
بدر ببروود وكأنه ما يقبل الجدال بالموضوع : ...وش يثبت لي ؟؟؟؟؟؟
حست نوف بالعجز.. هي تذبح روحها بس عشان يصدق انها تغيرت لكن الحين كيف تثبت له.. هذي فرصتها اللي انتظرتها عشان تبين له انها عكس كل ظنونه .. بس وش تقوول كيف تشرح ؟!!
ولأنها كانت عاجزه ومو قادره على الرد سكتت وهي تحس بالألم ، لأنها ما تقدر تدافع عن نفسها ... وخلال سكوتها سمعت بدر يتكلم ... رفعت راسها له شافته يتكلم وهو يحك دقنه وكأنه يفكر
بدر : كثير قالوا لي ان نوف تغيرت .. وانا ودي اصدق بس ما اقدر.. وش يثبت لي ان نوف القاسيه صارت غير.. صراحة ما اقدر اصدق نو وي مستحيل... من سابع المستحيلات نوف تتغير
بهالكلام كان يقهرها ..ودها ترد بس هو واضح انه عنيد مو راضي يغير فكرته عنها.
بقهر ردت عليه : كل الناس تتغير !!!!!!!
ابتسم ابتسامة تقهر وهو ينزل يده عن دقنه : صحيح ... كلهم يتغيرون ...لكن الا نوف !!..
وقلبها ينعصر سألته بحررة : وش معنى نوف !!!
بدر : لأن قلبها من حجر... والحجر هو حجر لا يمكن تغيرينه !!!
جرحها هالكلام.. وظهرت اثار الدموع بصوتها : ما أسمح لك !!
ابتسم بنعومة بالغة وهو ينحني بجلسته للأمام : تنكرين هالشي ؟؟؟؟؟
نوف : طبعا أنكره !!... انا انسانه ماني حجر... أنا احس لي شعور ولي احساس مو جدار!!
بدر : والله ؟؟؟؟؟؟
ودموعها تنزل بسرعه وتطيح عالأرض : ايه ليش مو راضي تصدقني
بدر : معذور... معذور اذا ما صدقتك .. صح ولا لا؟؟؟
نوف : ......................
بدر : مدري ليش قلبي ما يطاوعني أصدق ان نوف تغيرت... نوف هي هي المشاعر الوحيدة اللي تغيرت فيها انها بدل ما صارت تكره بدر صارت تشفق عليه.. ومشاعر الشفقة ما تطول تستمر فترة بعدين تختفي..وترجع مشاعر نوف ناحية بدر تنكشف على حقيقتها..........
قاطعته بسرعة تبين له غلطته : لا لا مو صحيييييح
ابتسم من ردة فعلها : .... وش يثبت لي ؟؟؟... ابي اثبات !!!
ماعرفت ترد ... هي تحبه بس شلون تثبت له...
بدر : شفتي شلون !!... يعني ظني فمكانه !!
نوف بخوف : لا لا... مو صحيح انت غلطان
تنهد بدر... وبنبرة قاطعه : كيف اصدق ان وحدة كانت تكرهني .. بيوم وليلة انقلبت للعكس.. لالالا اسمحي لي لا يمكن اصدق هالكلام ..
كانت نوف تتعذب بهاللحظات وهي تحس بضعف الحيلة والعجز... من قالك ان مشاعري تغيرت بيوم وليلة .. انا ظليت ايام وليالي اتعذب وانا احس ان مشاعري لك قامت تتبدل... كنت احس بالتعب والعذاب وانا احاول اقاوم هالشي ..وكنت مو فاهمه سر الشي داخلي اللي قام يتغير لك...
رفعت يدها تمسح دمعة خدها .. وتكلمت بنبرة كسيرة : وش تبيني اقولك اكثر ؟؟؟... وانت مو معطيني فرصة... أبي منك فرصة
بدر بنعومة : فرصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نوف : ايه... بس فرصة ..
شوي وضحك ضحكة خفيفة استغربتها
بدر : اوكي... بس هي مو فرصة...
ماعرفت وش يقصد ... وقلبها لازال ينزف من قسوته .
بلا مبالاة مقصودة كمّل : تدرين عاد... انا خلاص معد صرت مهتم مثل أول... بس عشان خاطر ناس غالين بدخل باللعبة ولو اني مو متحمس لها .
نوف باستغراب : لعبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بدر : ايه... والنتيجة مهما كانت ترا ما تهمني.. ولو اني عارفها.. بس مهما تكون النتيجة ابيك تعرفين ان ولا شي كان يهمني بالماضي يهمني الحين... فهمتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
نغزة قوية لنووف عورتها من جديد.. بس بتتحمل ما دام فيه أمل لو واحد بالمية انها تغير نظرته ناحيتها
بدر : انا فاقد الأمل فيك مرة بس وش وراي بدخل اللعبة واعرفي ان النتيجة مهما كانت سلبية او ايجابية ما رح تأثر فيني.. عاد انتي تبينها فرصة ...تبين تستغلينها براحتك واذا ما تبين بعد براحتك .. أما من ناحيتي ترا ما يهمني شي...لأني خلاص ميت احساس!!
نوف بقهر حسته يجرحها ويجرحها وما يهمه شي : على ايش تتحداني ؟؟؟
بدر : ... ما يحتاج اقوله لأنك خسرانه فيه..
نوف بقهر : طيب جربني ...
بدر : ماني قايله لكن لازم تعرفينه بنفسك.. اعرفي هالتحدي بنفسك وش يكون ..مع اني عارف النتيجة مسبقا
انقهرت منه وقامت واقفه : ليش تحب تجرحني...؟؟
ضحك ببرود ساخر : الله !!... الحين انا اللي اجرحك ؟.... يقولون الدنيا دواره يا بنت العم
والعبرة تخنقها : بس انا...........
قاطعها : لا انا ولا انتي...
وهي تحس الدنيا تضييييق عليها : تصبح على خير..
وتركت الصالة وهي ودها تزنطه .. ودها تفهمه عن احاسيسها اللي داخلها له ..تحبه.. والله تحبه وتبي تكون قريبة له !!..بس هو مو راضي يعطيها فرصة.. وش هي لعبته اللي بيدخلها بس عشان يتسلى ؟؟ وش تحديه ؟؟؟
ما قدرت تفهم طبيعة هالتحدي و المشكلة ما رضى يعلمها .. كيف بتخوض تحديه وهي مو فاهمه وش يكون ..!
وهي تطلع الدرج تجمعت الدموع بعيونها وهي تسمع الاستريو يشتغل من جديد وكأن مو هامه شي .. ورجعت الاغنية من جديد وصوت بدر يغني .. أهواك واتمنى لو انساك .. وانسى روحي وياك وان ضاعت يبقى فداك .. لو تنساني وانساك .. واتاريني بنسى جفاك واشتاق لعزابي معاك والقى دموعي فاكراك ..
كملت نوف طريقها وقلبها متعلق فييييييه ... ليش ما تحس لييييييييش انا نوف يا بدر.. نوف اللي كنت تحبها .. شفيك ؟؟؟؟؟
سكر بدر الاغنية مرة ثانية لما حس انها راحت خلاص .. جلس بمكانه مبتسم .. الاختبار بدا من هاللحظة .. من الأول ما حب يعلمها عن طبيعة هالاختبار ولا بغاها تكون مستعده له او حتى متوقعه وش يكون... هي بغت الفرصة واذا كانت ذكية بتفهمه وقت ما يبدا اللعبة... ، و كل ما جهلت نوع الاختبار بتكون نتايجه أصدق..
دلال الخبيثة تعمدت تظل بالمطبخ لفترة ..وكل هذا اللي سوته عشان اخوها أولا وأخيرا.. يهمها اخوها بعد ما تأكدت من مشاعره لنوف.. حتى لو كانت على مشكلة مع نوف تبيع الدنيا كلها عشان اخوها ..
شوي ورجعت للصالة وهي شايله صينية العصير واستغربت يوم ما لقت نوف .. وشكت انه ضايقها بشي او صار بينهم شي
دلال : وين نوف؟؟؟
بدر : راحت تنوم ....( وبهمس حنون )...نوم العوافي ..
دلال ابتسمت وهي تسمعه : وليش ؟ ما تبي تسهر معنا..؟؟
بدر : خليها كذا احسن.. خليها تفكر بالكلام اللي قلته لها
دلال باستغراب : وش قلت لها.. لا يكون غلطت عليها يكفي اللي صار بينكم
قام بدر واقف وتجاهل سؤالها : دلال اسف ما اقدر اسهر تعبت وابي انام .. تصبحين على خير
دلال ابتسمت : وانت من اهله ..
قبل لا يطلع الدرج التفت مرة ثانية : دلال !
دلال : لبيه ..!
بدر ابتسم بحنية بالغة : روحي لنوف وشوفيها... وطيبي خاطرها لو لقيتيها تبكي ولا متضايقه !!
دلال ابتسمت بمكر : اها... يعني مضايقها
بدر : مالك شغل... سوي اللي قلت لك عليه وبس... ولا تجيبين اسمي بالموضوع
دلال : افا عليك انا مو غبية لهالدرجة
وهو يصعد الدرج : زين... يلله تصبحين على خير... وراي مشوار طويل بكرة للمزرعة
تأففت دلال داخلها وهي تسمعه .. يعني عنييييييييييد مصر على رجعتك.
خذت صينية العصير وطلعت بها فوق لغرفتها .. دخلت على نوف ومثل ما توقع بدر لقتها طايحها بالسرير من غير حراك او صوت... الشي الوحيد اللي كان يتحرك هو دمووع كانت تسيل على خدها وهي تناظر بالساعه القريبه منها ..!
دفت دلال الباب برجلها عشان يتسكر وهي تتذكر وصايا بدر : ها بتنومين ... لا تنومين انا مافيني نوم ..
نوف بحزن غمضت عيونها بهدووء : ليتني انوم .. وانوووم ... وما اقووم ابد .
رفعت دلال حواجبها وهي تحط العصير عالطاولة : ليش وش فيك ؟؟... لا يكون بدير غلط عليك بشي
نوف : غلطتي !!.. وانا اللي بتحملها يا دلال !!..يمكن تسامحيني لو عرفتي اني ندمانه... من حقه يقول اللي يقوله بس المشكلة اني ماني قادرة اتحمل نتايج غلطاتي معه...
دلال رق قلبها لنوف مهما كان تضل بنت عمها : يلله عاد وسعي صدرك لا تضيقين... ترا بدر ما يستاهل كل هالزعل... حده دمعتين ويخب عليه..
ابتسمت نوف لكلمة دلال.. دلال اللي تعز اخووها بشكل كبير ولا ترضى عليه تقول عنه كذا... تغيرتي يا دلال والحمدلله .
مرت هالليلة ببطء ونوف ماعرفت تنوم براحة .. كل شوي تصحى وكلام بدر يتردد عليها حتى بأحلامها ..
بعد فجر الله الساعه سبع الصبح .. كان بدر بغرفته جالس على كرسي قبال البلكون.. وفاتح الباب الزجاجي ونسيم الصبح يهب عليه من لحظة للحظة ويطير خصل من شعره الأسود ...
حاله كان هادي مغمض عيونه ويفكر ... كلها شوي ويرجع للمزرعة وسالفته مع نوف ما حط لها حد للحين... هالطفلة لعوزته صدق !! ..كل ما قربت ساعة الصفر انه ينفذ اللي في باله يتردد ويخاف منها .
وهذا هو حاله ..من صار اللي بينهم بالليل ما قدر ينام ..وقاعد يفكر انه بيبتعد عنها وعنهم من جديد... وعلى حالته هذي من كم ساعة جالس على هالكرسي .
ابتسم على نفسه .. وانا وش مجلسني لاني قادر اشوف ليش اتعب عمري .. رح نم يا بدر ريح بالك لو دقايق..
وين انوم .. وانا بعد ساعة ولا ساعتين راجع للمزرعة .
سمع دق عالباب .. ولأنه عارف ان الوقت لسا بدري ماعرف من يكون اللي جاي هالوقت ..
رد : مين ؟؟
سمع الباب ينفتح .. وصوت أبوه يوصله : صاحي ؟؟ زين ....
عقد بدر حواجبه وقام واقف عن الكرسي : يبه ؟؟؟
دخل ابوه وسكر الباب وراه وتقدم وهو يتكلم : دقيت الباب وانا متوقع انك نايم
رجع بدر للكرسي وابوه سحب الكرسي الثاني وجلس قريب منه مقابل البلكون ..
بدر : لا مو نايم... انسدحت قبل الفجر لكني ما نمت .
ابو بدر بحنية : وش اللي شاغلك وانا ابوك ؟؟؟
بدر بنبرة تحمل كثييير من الهم : كثير اشياء يا يبه... كثير اشياء..
ابو بدر : وليش ما تقولي ..؟
بدر : لا يبه ما يحتاج اقلق راسك فيها... سم امرني وش بغيت ؟
ابو بدر دخل بالسالفة مباشرة : انت للحين على رايك ؟... ماتبي تسافر وتريح نفسك وتريحنا ؟
بدر غمض عيونه رغم انه الاغماض والعكس سوى : يبه انا للحين على رايي.. أرجوك لا تفتح السالفة
ابو بدر : مصر يعني... مب ممكن تلين راسك شوي
بدر : سامحني يبه... بس انت عارف رايي
زفر ابوه زفرة عميقة وبدر ما علق .. رغم انه عارف ان ابوه متضايق حده من هالسالفة.. بس هو بعد ماله يد... مايبي تمر هالمحنة من غير لا يعطي نوف درس من خلالها.
فترة صمت طويلة لدرجة اعتقد بدر ان ابوه غادر الغرفة من غير لا يحس... بس كان ورا هالصمت سالفة عند ابو بدر...
نطق اخيرا : ....بدر....
بدر عقد حواجبه من هالنبرة لأنه حس وراها شي : ...سم ...
ابو بدر بحذر : ترا هالموضوع اللي بقولك عنه شاغل بالي من زمان .. ومو بالي بس حتى بال عمك... وانا كنت أبي استفسر منك من زمان لكن تعرف وقتها الظروف وحالتك الصحية ماكانت تسمح حتى اسألك...
بدر استغرب من جد من المقدمة ومسك قلبه : وش موضوعه ؟؟؟
ابو بدر فاجأه بكلمته : .... بنت عمك !
ما توقع بدر هالشي ..وبدهشة تمكنت منه : بنت عمي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ابو بدر : ايه... بنت عمك...... نوف ...
بدر : نوف ؟؟؟؟؟؟؟
ابو بدر : ايه نعم....
ارتبك بدر وحاول يقوم واقف بس يد ابوه مسكته قبل لا يهرب : شفيها يبه ؟... وليش تسألني عنها ؟؟؟
ابو بدر : يابوك انا ماني غشيم ولا أهبل... ولا غبي حتى ماعرف اللي يدور حولي ..
بدر : وش قصدك يبه ؟؟؟
ابو بدر : اللي صار ... بالمستشفى ..؟
بدر مباشرة رجعت ذاكرته لذاك اليوم لما كان غارق بوسط دمه والالام تقتل كل شي فيه.. وقتها ماكان ينطق بغير اسم نوف .. لكنه حاول يجاري ابوه ويمثل الجهل : وش اللي صار ؟؟؟
ابو بدر : تسألني انا وش اللي صار ؟؟... انا اللي أبي اسألك وش اللي صار... ذاك اليوم اللي كنا نشوفك فيه بتموت وبتروح منا... ما سمعنا منك غير نوف... وش القصة ؟؟؟
بدر بارتباك هز يده : يبه وش يدريني انا ما اذكر شي من اللي قاعد تقوله ... كنت أهذي اكيد وما كنت عارف اللي اقوله ...انا ما اذكر شي من ذاك اليوم
ابو بدر : لو فيه شي يا ولدي قولي... ترا الكل كان حاضر ومنهم كان عمك.. وهو شاغله هالموضوع ومن يومها وهو وده يسأل نوف... لكن انا اللي كنت أمنعه واقوله البنت خلها برا السالفة وننتظر بدر هو يشرح لنا..
بدر ارتبك وما توقع ينسأل هالسؤال من ابوه.. الالام بذاك اليوم ما خلته يفكر بشي الا باسم نوف .. ولا فكر وش ممكن يواجهه من اهله من اسئلة عن الشي اللي خلاه يسوي كذا.. كان يعتقد انه بيمووت وقتها ..وكل أمله انه يطيب علاقته مع نوف قبل لا تنتهي حياته من هالدنيا ..
رجع على صوت ابوه : ها وانا ابوك ...ماتبي تقولي ؟
بدر : وش اقولك يبه... يعني وش تتوقعون بيني وبينها... مابيني وبينها شي...
ابو بدر : كلام قلبي يقول العكس..
بدر ابتسم يخفي ارتباكه : وقلبك وش يقول ؟؟
ابو بدر : شوف انا عارف انك ما تغلط لكن جرأتك ممكن تخليك تتجاوز الخطوط الحمرا .. وسوالفك مع بنت عمك القديمة ايام ما كنتوا صغار.. ما انتهت !
بدر : هذاك قلتها... سوالفنا القديمة... كل السالفة كذا.. مافي شي كبير لا تخاف
ابو بدر : واذا ما كان شي كبير... ليش ما تقولي وش هو ؟
حس بدر ان ابوه يضغط عليه بالكلام .. غطى وجهه بيدينه بتوتر وهو يدق برجلينه بالأرض.. ابوه حط يده على كتفه وشد عليه يبي يعرف وش اللي مخلي ولده مهموم ومتضايق
ابو بدر : ها وانا ابوك... قلي ؟؟
رفع بدر راسه وابتسم : يبه والله مافي شي يخليكم تخافون ... تطمنوا
ابو بدر : بس ابي اعرف منك واتطمن... ابي اتطمن عليك انت مو على غيرك.. انت اللي تهمني
بدر : يبه.. احلف لك يعني ؟
ابو بدر : لا لا .. لا تحلف ولا شي... مصدقك ... انا يوم اسألك عن هالشي عارف ومتطمن من ناحيتك وتربيتك.. لكن السالفة غريبة ابيك تفهمني اياها
بدر هز راسه نفي وتمتم : مافي شي يبه..
هز ابوه راسه من عناد ولده وقام واقف : اجل يالله.. اخليك تنوم..
بدر ما رد وهو يعتقد انه هالوقت هو الوقت المناسب يبدا خطوة الاختبار الأولى .. قبل لا يبتعد ابوه خطوات رجع يناديه بهدووء..
بدر : يبه لحظة ..
لف ابوه له : سم وانا ابوك.. محتاج شي ؟
بلع بدر ريقه وتكلم : تعال اجلس... ودي اقولك شي.. يمكن تفهم اللي ودك تفهمه
رجع ابو بدر مكانه بسعة بال لأن كل مناه يوقف مع ولده ويعرف وش فيه ..وخصوصا انه بالفترة الأخيرة جننهم بانعزاله عنهم ..
ويوم استقر بالكرسي : سم وانا ابوك..
استجمع بدر كامل قوته .. وتكلم ببطء وبنبرة حزينة : يبه... كل السالفة اللي بيني وبين نوف... هو قلبي اللي هنا
وأشر بيده على صدره مكان قلبه !!... ابو بدر سكت وهو يشوف تعابير وجه بدر رجعت للهم .
بدر : يبه...
ابو بدر : لبيه ..
بدر بنبرة رجا : .. بتردني لو... لو قلت لك.... أبيها ؟؟
مرت لحظة ..قبل لا يبتسم ابوه من قلبه .. : ...نوف ؟؟؟؟
تبلورت دمعة وحيدة خلت وحدة من عيون بدر التايهه تلمع .. لاحظها ابوه : ايه يبه ... هذا جوابي على اسئلتك.. وش بتظن عني يعني اللي بيخليني اسوي اللي سويته .. غير اني.........
سكت بدر منحرج من ابوه والكلمة ما طلعت..
وأبوه سأل بحنية بالغة : من متى وانا ابوك ؟؟؟.. وليش ما تكلمت من زمان ...
خنقته غصة غم وهو يتذكر أيامه معها : تبيني اطلبها... وانا عارف وقتها انها بتصرخ بوجهي بكلمة .. لأ.. احلم يا بدر اخذك..
ابوه عوره كلام ولده : الله يهديك يا بدر من وين جاك هالظن... بنت عمك هذي مو عدوتك ولا غريبة... صاحي تقول هالكلام
سكت بدر يمنع الغصة الثانية .. لو بيدينه طلبها من زمان ما انتظر كل هالوقت الطويل ، لكن هذاك الوقت كان مستحيل يسويها وعلاقته بنوف كانت علاقة كررره ومقت من أعماقها.. وقتها ما تجرأ يطلبها لأنه متأكد من جوابها مليووون بالمية...
افكاره خلته يرفع يده ويفرك جبينه بشكل غريب لأنها اثارت مخاوفه اكثر... وش فرق اليوم عن زمان يا بدر.. بتظل مشاعرها ناحيتك هي هي.. والرفض واحد سواء امس والا اليوم ...
ابو بدر ابتسم له وهالخبر اسعده .. لأنه بدا ييأس من رفض بدر للزواج وهو بهالحالة .
ابو بدر : خلاص يا بدر..أكلم عمك اليوم
رفع بدر راسه بسرعة وباندفاع : لا لا خلاص يبه.. انسى الموضوع ... انا اصلا قلت لك رافض الزواج .. انسى الموضوع
بحنية مسك ابوه يده : وش خايف منه وانا ابوك... انت حالك حال غيرك مو لأنك مو قادر تشوف تغير قدرك ولا نزل مقدارك.
بدر ابتسم لابوه بغصة بحلقه.. هو مو خايف من هالشي.. خايف من نتيجة هالاختبار اللي دخل فيه ومعد قادر يتراجع عنه...
وبالنهاية ... يا هو يا نوف !
ابو بدر وهو يقوم واقف : خلاص وانا ابوك... بسوي اللي تبيه... مدامك تبيها
بدر بنبرة هم : وهي ؟؟؟
ابو بدر : هي ؟.. شفيها ؟
بدر : يبه هي مو ملزومة تاخذ واحد مثلي وبحالتي
ابو بدر : صحيح هي مو ملزومة ... ولها رايها اذا بتوافق الحمدلله واذا مارح توافق تراه نصيب ..انا نفسي بخيرها وبقولها انها مو مجبورة ..
نزل بدر راسه خايف من هالنقطة .. صمته خلا ابوه يعتقد موافقته ..وتركه وطلع من الغرفة..
أول ما سكر ابو بدر باب الغرفة طاحت عينه على نوف واقفة على باب غرفة دلال وعيونها القلقانة على غرفة بدر .. حالها كان غريب والحزن بعيونها .. أول ما انتبهت لعمها يطالعها استوعبت وقفتها .. ابتسم لها ابو بدر بس هي من الفشلة دخلت لغرفة دلال بسررررررررعة... ووجهها احمرررر... سمعت صوت دلال التفتت لقتها تتقلب عالسرير وهي نايمة ..
فززت بمكانها لما سمعت دق عالباب راحت وفتحته لقته عمها ... تقلب وجهها لألوان اشارة المرور .. بس هو بين انه مو مستغرب من شي
بابتسامة : صاحية الحين ..؟؟
نوف مو على بعضها : ..هاه....
ابتسم : وينها دلال ؟؟
نوف : ن .. نايمة.. ( وكملت ) انا.... انا صليت الفجر ومعد نمت ..
ابو بدر : طيب صحي دلال خليها تقوم معك
نوف : لا ... لسى بدري خلها نايمة.
رجعت نظرات عمها غريبة لها .. نفس النظرات اللي كان يناظرها فيها من كم يوم ...
نوف : تبي شي من دلال اصحيها؟؟؟
ابو بدر : لا لا.. خليها نايمة ..
تحرك عنها وسكرت الباب وهي متوووترة حدها ... هي غبية ما توقعت ان عمها بيطلع فجأة من غرفة بدر ... شافها واقفة ذيك الوقفة الغريبة وش بيقول عنها ...
اووووووووه نوف لا تكبرينها انتي ما سويتي شي.. كلها وقفه !!...
خلاص جتها الصييييييييحة تبي ترجع البيت... ما تقدر تتحمل جلوسها هنا اكثر عقب كل اللي سمعته من بدر أمس...
بس مين اللي بيرجعها البيت بهالوقت المبكر..الساعة سبع ونص من فاضي لها ... بتموت من العذاب والصيحة كانت غاصه بصدرها وكاتمه على نفسها .. تبي ترجع للبيت الله يسامحك يا دلال وش سويتي فيني .
خذت شنطتها وعبايتها وطلعت من الغرفة .. نزلت تحت وهي تتمنى عمها يكون هناك .. تنهدت براحة يوم شافته جالس بالصالة يقلب بالجريدة وصينية القهوة محطوطة عالطاولة ..
سمع ابو بدر تنهديتها والتفت شافها تقرب وهي لابسه عبايتها وعيونها بالأرض .. استغرب توقع انها مستحية تبي شي لكنه اكتشفت انها منزله راسها عشان تخفي دموعها..
ابو بدر : تعالي نوف يمي... تبين شي ؟
نوف : عمي... أبي أرجع للبيت...
ناظر ساعة يده واحتار : الحين ؟؟...
نوف بألم : ايه... الحين
ابو بدر : طيب ارتاحي وافطري بعدها ابشري انا بوديك
نوف : ما اقدر...
ابو بدر ترك الجريدة وباهتمام : فيك شي ؟؟؟
كذبت وهي تحبس دموعها : لا... بس ...بطني يعورني ومحتاجه ارجع للبيت
ابو بدر : ان شالله الحين اجلسي تقهوي ...وبوديك
استسلمت وجلست تنتظره يتقهوى .. وكلام بدر يررن براسها رن.. سبب لها صداع ومسكت راسها بقوة ..انتبه لها عمها وترك فنجاله ..
ابو بدر : عمري نوف شفيك ؟؟؟
تركت راسها بسرعة : مافيني شي... عمي لو ما تقدر توديني عادي بدق على أحمد
ابو بدر ابتسم : لا بوديك .. قومي
ترك اللي بيده وخذ مفتاحه الموجود عالطاولة الجانبية .. قامت نوف ولحقت وراه .. ركبت سيارة عمها وهي تحاول تهدي نفسها .. واقنعت نفسها اخيرا ان كل الكلام اللي قاله لها بدر كان خرابيط .. مجرد كلام يبي يجرحها ويقهرها.. اقتنعت اخيرا ان بدر رفضها ولا يمكن شي يتعدل... كلامه امس واضح كل كلمة كانت استخفاف فيها واللعبة اللي يقول عنها بس عشان يجرحها.. والفرصة اللي طلبتها منه لا يمكن يعطيها اياه ...!
وصلت لبيتهم وودعت عمها اللي ما فتح الموضوع وسوالفه طول الطريق كانت عادية .. دخلت البيت اللي كان هادي والكل نايم ...وراحت مباشرة لغرفتها ..
على وقت الظهر جت سهى تدق باب غرفة نوف بعد ما عرفت ان نوف رجعت للبيت ... وهي لابسة ومستعدة تروح لبيت عمها عشان تشوف فرح وتسلم عليه
سهى : نوووف... وينك نايمة ؟؟
ماسمعت رد لاختها .. حاولت تدخل لقت الباب مقفل .. رجعت تدقه : نوف ؟؟
بعد محاولات ردت نوف بتعب : نعم سهى ؟؟؟
سهى : شفيك ؟؟؟
نوف : مافيني شي... بس ما نمت من امس وابي انام ..
سهى : طيب انا رايحه لبيت عمي عشان فرح ... تعالي معي
تبين ارجع لنفس المكان اللي هربت منه بسبب بدر ...
نوف : لا روحي لحالك وسلميني على فرح ..
تنهدت سهى وتركتها .. وراحت بدونها ..
ركبت السيارة ومشت لبيت عمها ... ولأنها كانت مستعجلة تبي تلحق على فرح اللي بتطلع بأي لحظة ما عدلت وجهها .. طلعت كل الاغراض بشنطتها وهي تدور الكحل .. بوكها اللي كله بطاقات ومفاتيح البيت وغلوساتها وحاجات بنوتية تملا شنطتها كلها كبتها في حضنها..عدلت شكلها بالسيارة حطت كحل بسرعة وغلوس ..
ولما وصلت ..بسرعه جمعت اغراضها ودخلتهم الشنطة بسرعة حتى ما سكرتها من العجلة ..وقبل ما تنزل شافت سيارة غريبة واقفة وانسان متسند على بابها وباين عليه انه ينتظر ...
ما ميزته زين وكانت تشوف جزء من جانب وجهه اليسار .. اول ما فتحت الباب التفت سلمان لها .. نزلت وعلى طول نزلت راسها بخجل وهي تسكر الباب .. وشنطتها الصغيرة المفتوحة معلقة على معصم يدها .. قلبها اضطرب بحالة غريبة .. ما تدري ليش هالانسان الطويل يأثر عليها ويملاها خجل ... مرت من قدامه وما انتبهت للشي اللي طاح منها وهي رايحه بتدخل .. سمعت صوته الرجووولي يناديها وانتفضت يوم سمعت اسمها بلسانه ..
سلمان : سهى ..!
التفتت له مستغربة شافته ماسك شي بيده ويقرب ..... بطاقتها الجامعية !!!!!!!!!!... شهقت وهي تفتح شنطتها تبي تتأكد .. لقت الشنطة معفوسة معذوورة اذا طاحت اغراضها منها ... لاحظت انه ابتسم لأن الارتباك كان واضح عليها...
قربت وسحبتها منه بسرعه .. المشكلة ان الصورة اللي بالبطاقة تفششششل أكيد شافها .
قبل ما تبعد اعتذر سلمان لا تفهمه غلط : اعذريني بس البطاقة طاحت منك ووجهها لفوق... وقريت الاسم..
ردت بكلمة وحدة ما تقدر تقول غيرها : مشكور..
وراحت داخل ... ابتسم يوم تأكد انها نفس البنت .. اول شي من الصورة ثاني شي من الصوت ...
بعد لحظات طلع له بدر ..
بدر : سلمان
سلمان : .............
بدر : سلمانوووه !
سلمان : هلا هلا.... ساعة يالدب عشان تطلع
بدر : شفيك ؟؟.. تعال ادخل ..
دخل سلمان وراه وراحوا المجلس .. واول ما جلسوا تكلم بدر : وش تبي تشرب ؟؟؟
سلمان : ...................
بدر : قهوة عصير ؟؟؟؟؟
ابتسم سلمان عاللي صار قبل شوي ... وسمع بدر : سلمانوه يالاصمخ شفيك ؟؟
سلمان : لا مافي شي... ياخي جب اللي تبي لا تشاورني
وقت العصر صحت نوف من النووم اللي كان الطريقة الوحيد للهروب .. نزلت تحت للمطبخ تدور لها شي تاكله .. لكنها استغربت يوم شافت عمها جالس مع ابوها بالصالة ويتناقشون بشي يبدو عليه جدي .. اول ما شافها عمها ابتسم : ها نوف اخبارك الحين ؟؟
وهي تقرب ابتسمت : الحمدلله عمي .. شخبارها فرح ؟؟
ابو بدر : فرح الله يحفظها راحت مع رجلها
نوف : الله يهينها يارب .
ولفت بتتركهم لكن عمها رجع يناديها : نوف.. تعالي ابيك بكلمة يمي
رجعت له شافت ابوها هادي وعمها مبتسم لها ...باستغراب : تبيني ؟؟؟
ابو بدر : ايه ارتاحي... طلبت من ابوك اني انا اللي ابي اكلمك بالموضوع ..
ناظرت نوف ابوها لقته هادي ما علق ... وقربت وجلست جنب عمها تسمع للي يبي يقوله ...
وقت العصر صحت نوف من النووم اللي كان الطريقة الوحيد للهروب .. نزلت تحت للمطبخ تدور لها شي تاكله .. لكنها استغربت يوم شافت عمها جالس مع ابوها بالصالة ويتناقشون بشي يبدو عليه جدي .. اول ما شافها عمها ابتسم : ها نوف اخبارك الحين ؟؟
وهي تقرب ابتسمت : الحمدلله عمي .. شخبارها فرح ؟؟
ابو بدر : فرح الله يحفظها راحت مع رجلها
نوف : الله يهينها يارب .
ولفت بتتركهم لكن عمها رجع يناديها : نوف.. تعالي ابيك بكلمة يمي
رجعت له شافت ابوها هادي وعمها مبتسم لها ...باستغراب : تبيني ؟؟؟
ابو بدر : ايه ارتاحي... طلبت من ابوك اني انا اللي ابي اكلمك بالموضوع ..
ناظرت نوف ابوها لقته هادي ما علق ... وقربت وجلست جنب عمها تسمع للي يبي يقوله ...وهي ما تدري مكنون شعورها بهاللحظة .. خوف وارتباك.. نظرات عمها بالفترة الاخيرة تربكها ..
جلست جنبه وابوها للحين ساكت لكنه مبتسم.. ولا نطق بحرف والظاهر على حسب اتفافه مع اخوه .. لأن ابو بدر كان واضح عليه انه يبي نوف بموضوع .. ومو أي موضوع ..
جلست نوف واطراف اصابعها بدت تبرد .. عمها ما طول فتح السالفة بسرعة .. وبنبرة نشفت دمها ..!
ابو بدر : نوف يمي ... بسألك.....أ....
قاطعته بسرعة من الربكة : اسأل عمي.....
ابتسم وكمل اللي يبي يقوله : شرايك.... في ... بدر ؟؟؟؟
سؤال غرررررررريب خلا وجهها يحمرر من غير شورها.. واصابعها صارت مثل ثلوج الجبال.. وش رايي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ....... في بدر ؟؟؟!!؟
نوف وأخجلها السؤال لأنها ما عرفت وش مناسبته : و...وش هالسؤال عمي ؟؟؟؟
ابتسم : أدري سؤال محرج !!
نوف انطبخ وجهها ، وملامحها المتقلبة خلت عمها يكمل وهي يراقب ملامحها بابتسامة : ...نوف !
رفعت عينها .. وردت : عمي ليش هالسؤال !!!!!!!!
وهو مازال على ابتسامته : لأني يا نوف... خطبتك !!!
بروعة : خطبتني !!!!!!!!!!!!!!
زادت ابتسامته : أقصد.... بدر.... هو اللي خطبك
بغى يغمى عليها من قوة الكلمة في سمعها .. وارتجفت كلماتها : خ ..طبني ؟؟.... بدر؟!
رجع لذاكرتها النقاش اللي دار ليلة أمس بينها وبين بدر ... والهجوم والقسوة اللي كانت منه ..وش قاعد تخطط له يا بدر... نفسي افهم ..
سمعت عمها : ايه يمي... بدر ولدي... طلبك
حست مثل الدوار ياخذها... لأن كلمات عمها كانت أغرب أغرب من الخيال على سمعها.. وكأنها فقدت حتى القدرة على التفكير.. فقدت قدرتها على الفهم والاستيعاب حتى ... معقولة بدر ؟؟.. معقولة ؟؟؟... ما اصدق... ما اصدق..
ناظرت عمها والأفكار كلها انقلبت في ذهنها .. ما تدري ليش تفكيرها راح ان الخطبة هذي خطوة من عمها مو من بدر.... كلام بدر ليلة امس يوضح انه لا يمكن يسامحها او حتى يعطيها الفرصة الصغيرة اللي طلبتها... وش معناة هاللي يصير الحين ... تشوشت الدنيا واللحظة ..جلست فترة تناظر بالفراغ وعلامات الاستغراب والتوهان واضحة بنظراتها الضايعة .. عقلها يقول ان هالخطبة من عمها مو من بدر... أو بدر وكلامه هو اللي خلاها تفكر بهالطريقة ..!
حست بيد عمها على يدها ، رفعت راسها والضعف بعيونها .
ابو بدر : نوف ؟ انتي معي ؟
نوف وكأنها رجعت لنقطة البداية : ها ؟؟؟؟؟
ابو بدر : معي باللي قلته ؟؟؟
ارتجف فكها وكأنها تبيه يعيد اللي قاله يمكن تصدق : وش قلت.... عمي؟؟؟
ضغط على يدها : قلت وانا عمك... ولد عمك.. خطبك ؟؟
نطقت بضعف : بدر؟؟؟؟
ومسكت قلبها تكفى قول ايه .. تكفى قول انه بدر .
ابتسم بوجهها بحنية : ايه .. بدر... ولدي الوحيد
بتلقائية التفتت نوف لابوها وكأنها تبيه يساعدها يساندها .. حاسه بالخوف بالرجفة وهي تسمع ان بدر خطبها .. بدر اللي كان مخيف ليلة أمس !!... بدر اللي تغير وصار انسان ثاني بفترة قصيرة قلبت عليها كل حياتها .
ابوها ابتسم لها من غير لا يعلق ولو بكلمة ... بس ابتسامته طمنتها وخلتها تتنفس .. رجعت لعمها وهي وده تسأله تتأكد مين صاحب هالقرار ؟؟.. مين صاحب فكرة ارتباطها ببدر .. مين صاحب فكرة هالخطبة .. هل هو بدر... ولا قرار من عمها ؟؟؟؟ وتتمنى ... تتمنى وألف مليون تتمنى .... ان يكون من بدر !!
بس بدر كلامه كان واضح ... كان يتكلم عن لعبة .. وتحدي... وانا ما اظن ان اللعبة رح توصل لخطبة ... وزواج .... ما أظن بدر يبيني عقب كل اللي سويته فيه !!
حست بالعبرة بس بسرعة نزلت راسها ومسحت دموعها بحركة سريعة ما انتبهوا لها ..واخيرا رفعت راسها وناظرت بعيون عمها والسؤال بلسانها... لكنه ما طلع
وغيّرت اللي بتقوله : ... عمي صدق اللي قاعد تقوله ؟؟؟
ابو بدر : وهذي فيها لعب ؟؟؟.. انا سألتك ابي اشوف رايك... قولي رايك بصراحة وانا بقبله ..
سكتت وعمها يراقبها
ابو بدر : نوف يمي انا بسألك ترضين ببدر ولا لا وانتي عارفه بحاله ؟!!.. وتراه هو اللي قال اسألها هالسؤال !!
ما فهمت نوف شي ..!!!!!...وليلة امس وش كانت ... كانت حلم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بس نزلت راسها بالارض والعواطف مجننتها ... أموت فيه شلون ما ارضى !
ابو بدر : لا تخافين وانا عمك .. لو تبين تاخذين وقتك خذيه
بعد لحظات رفعت راسها وتصمييييم غريب لمع بعيونها ...رح أخيب كل ظنونك يا بدر لو كنت تظن انك بهالخطوة بتورطني.. الحين عرفت كيف تفكر.. مازلت تظن اني نوف نفسها الأولية .. تبي بهالخطوة تشوف وش راح اسوي .. بس رح أبرهن لك ان كل شي داخلي تغير
ناظرت بعمها والضعف اللي كان بعيونها اختفى ..وحل مكانه القوة والتصمييييييم : عمي.... انا راضيه !
لمعت عيون ابو بدر .. وعاد السؤال : يعني ؟؟؟؟؟
بسرعة بدون تراجع حتى في التفكير : يعني راضية وموافقة عمي
... مجنونة اذا عادت التفكير من جديد ... يمكن هذي مو فرصة من بدر لكن فرصة جت من الله ولازم تستغلها ... لو بدر معوق انا برضى فيه وكله بس عشان يفهم ان مشاعري له مو شفقة تستمر فترة بعدين تروح .. لا .. مشاعر خاصة بروحي وروحه مالها علاقة بحالته ولا شكله ولا اي شي ثاني... انا بفهمك يا بدر اني انا مو نوف اللي تنافق بمشاعرها .. أنا لما كنت اكرهك ما نافقت وما خفت من أحد وقلتها لك وللناس كلهم .. لما كنت اكرهك الكل كان عارف وما اخفيت هالمشاعر لحظة وحدة لأني ماحب النفاق..
وبعد يوم اني حبيتك مارح اغير اسلوبي ومارح انافق.. ورح اقولها.. وشكرا على هالفرصة..
ابو بدر : متأكدة يا نوف .. ما كأنك استعجلتي ؟؟؟
نوف : لا عمي... ما استعجلت ولا شي... وبعدين اظن ان ابوي موافق بعد ليش تنتظر.. انا مابيك تنتظر عمي مدامك جيت اليوم لحد هنا ابيك تطلع وانت مرتاح
ابتسم ابو بدر وما قدر غير يحط يده على راسها وناظر بأخوه : ها سعد هذا رايك.. ما تبي نوف تاخذ وقتها ؟؟
ابو احمد : والله انا رايي قلته لك.. ما عندي مانع وانت اخوي .. وكلام نوف عين الصواب لو هي مرتاحه من قرارها
ابو بدر : طيب ما ودك تشاور ام احمد
ابو احمد : لا تشيل هم من ناحيتها
ابتسم ابو بدر وقام واقف ووقفت معه نوف : خلاص اجل انا راجع للبيت اشوف بدر واقوله ..
ابتسمت نوف بانتصار.. خل نشوف يا بدر وش خطوتك الجاية وش بتسوي لو تفاجأت اني موافقة.. وقتها بتكتشف كل الحقيقة وتغيّر نظرتك عني..
ابتسمت هاللحظة وهي تشوف باب البيت يتسكر من عقب عمها.. حلمها الوليد رح يتحقق قريب..
هناك في بيت ابو بدر .. حال بدر كان صعب غير مفهووم .. الكذبة اللي كان يكذب فيها على نفسه تلاشت والتوتر غطى على كل حركاته .. كان واقف بالمجلس ما جلس ابد من ساعة.. متسند عالباب وتوتره واضح.. سلمان على عكسه كان جالس ويراقبه بصمت .. حاول يهديه لكن بدر كان معصب لدرجة غريبة واعصابه مشدووودة لاخر درجة..!
فجأة من بين السكون تعدل بدر واقف ونطق بشكل قاطع : سلمان .. قوم ودني المزرعة
سلمان ما استوعب هالقرار المفاجئ وبهالوقت : نعم!!!!!!!!!!!!!
بدر بعصبية : قوم ودني اقولك... انا برجع للمزرعة... مدري وش اللي مقعدني هنا لهالوقت !!
سلمان : بدر شفيك انتظر الوالد طيب ..
بدر : ماني منتظر احد... انا الغبي اصلا اللي وافقتك .. احساسي بفشل هالخطوة ما خذني من الصبح.. خلاص
سلمان : هد واذكر الله الوالد ان شالله جاي بالطريق
بدر : سلمان قوم انا بنتظرك بالسيارة
لبس النظارة السودا يغطي بها عيونه عن الناس وطلع بسرعة لبرا من غير نقاش ثاني .. سلمان بلّم ساعة شفيه هذا... حاول يناديه لكن بدر ضرب الباب بقوة فزّ لها سلمان.....
بعد ما هدى الجو من عقبه هز راسه بأسف .. ماكنت بهالعصبية يا بدر ابد.. ما كنت اشوفك معصب كل مرة اشوفك رايق ... الله يعينك ويهديك
بدر بسرعة توجه لباب الشارع وهو فاقد كل امل .. فتح الباب بقوة وبعصبية تلفت كل اعصابه... ومن بين الظلمة اللي تغشي عينه انتفض على صوت ابوه اللي كان عالباب وعلى وشك الدخول..
ابو بدر باستغراب : بدر ؟.. على وين رايح ؟؟
وقف بدر مرتاع وهو يسمع صوته : يبه !...
ابو بدر: على وين مستعجل وانا ابوك ؟؟؟
بدر : يبه... انا رايح ..للمزرعة
رفع ابو بدر حواجبه .. وبهدوء : للمزرعة ؟؟..بهالوقت يا بدر ؟؟
بدر : ايه .. انا ماشي مع سلمان الحين
انتبه ابو بدر لسلمان جاي ..ورجع لبدر : ونسيت اللي طلبته مني اليوم ؟؟؟
سكت بدر ما رد .... ليتني ما قلت لك..
ابو بدر : تعال وانا ابوك ما تبي تعرف
بدر : اذا عندك شي يبه قوله الحين ..
ابو بدر : تعال اجلس وانا اقولك
بدر : يبه ماني جالس عندك شي ياليت تقوله الحين قبل لا أمشي..
ابو بدر ابتسم : بدر للحين تبي الزواج .. ترا مافيه تراجع ؟؟؟
فقدان بدر للأمل كا خلاه يفهم ..لكن سلمان مسك قلبه وهو يحط يده على كتف بدر ويشد عليه
ابو بدر : مستعد تتزوج يا بدر للحين ؟؟ ولا رايك تغير ؟؟
سلمان بسرعة : لا عمي ما تغير رايه خل عنك كلامه ماعنده سالفة
ابتسم ابو بدر لسلمان .. وبدر قال : اظن بعد هاليوم لا تفكرون بزواجي.. يبه انا عارف انت وش بتقول بس خلاص ما يحتاج تقوله انا راجع للمزرعة..
وقبل لا يتحرك ..ابو بدر : لا وانا ابوك شكلك ما تدري وش ابي اقول... نوف وافقت وانا ابوك
اهتزت الارض من تحت رجلين بدر على هالكلمة..لدرجة فقد توازنه للحظة .. مسكه سلمان بسرعة من كتوفه يسانده وهو مرتاع : شفيك بدر ..!!
ابو بدر : بدر يابوي شفيك تعبان ؟؟؟؟
كان مستحيل يصدق.. والعرق بدا يلمع بوجهه : .....بهالسرعة ؟؟؟؟
ابو بدر ابتسم : ايه يابوك بهالسرعة...
بدر : يبه مو معقوول !!
ابو بدر : وش هو اللي مو معقول يبوي ؟؟
بدر لا تسألون عن قلبه هاللحظة : اللي يصير ..
ابو بدر : يابوي انا خذت البنت وكلمتها.. وقالت من لحظتها انها موافقة... قلت لها خذي وقتك قالت لا ما احتاج لوقت.. تقولك موافقة يا ولدي
حال بدر من بعد هالكلمة السكووووت .. لا أبوه ولا سلمان عرفوا باللي قاعد يدور في باله الحين .. لكن صمته العميق كان يقول لسلمان انه قاعد يخطط لشي جديد.. وشي أكبر..!!..
راحوا لداخل المجلس وسلمان مسك خويه وسانده لداخل لأن الصدمة بالنسبة له كانت غير متوقعه.. كان متأكد بليون بالمية الرفض... واذا كان غير الرفض فأكيد انها بتاخذ وقتها ووقت طويل قبل لا توافق.... لكن كل شي تغير وانقلب بغمضة عين ..!
لما جلس ابو بدر : والحين يا بدر... الخطبة وبتصير رسمية .. وش تبي غير كذا ..
أخيرا تكلم بدر من عقب صمت.. بكلمة فاجأتهم : ...أتملّك ..
فتح ابو بدر عيونه مستغرب : طيب وانا ابوك اصبر شوي
بدر وهو يستخدم اخر سلاح عنده : يبه ... ملكتي ابيها هاليومين.. أو عالأقل هالأسبوع ... ولا عقبها اعتبروا الخطبة مفسووخة..!
سلمان فتح عيونه مرتاع ولف لبدر : وش قاعد تقول انت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بدر ما رد على سلمان وكمل كلامه لأبوه : وحتى... زواج ما أبي...
سلمان بغى ينجن وش قاعد يفكر وش قاعد يقول هالخبل..
ابو بدر بهدووء يحاول يجاريه : بس مو حرام عليك يا بدر .. الخطبة اليوم تبي الملكة هالاسبوع.. ولا بعد ما تبي زواج ... لا تظلم نوف معك
بدر : لا يبه مارح أظلمها... هي عارفه حالتي .. وانا بهالحال لا أبي زواج ولا حفلة .. ملكة وبس.. كتب كتاب وغيره مابي
ابو بدر : بس نوف لها رايها وانا ابوك..
بدر ابتسم هاللحظة ابتسامته الجانبية الباردة : وانا ما قلت لا...خذ رايها.. وبعدها بينكشف كل شي.. الحقيقة من الزيف !!
ابو بدر : وش قصدك وانا ابوك من هذا كله ..؟؟
بدر : اللي بسويه هذا كله من حقي..
سلمان قاطعه : لا مو من حقك
بدر : اسكت انت !
سلمان قاطعه وهو يتوعده بعيونه .. بدر ناوي علي شي من هالشروط والطلبات .. بس اوريك يا بدير راح اعرف اللي ناوي عليه يعني راح اعرف..
ابو بدر شبه يائس : طيب يابوي بكلم عمك واقوله.. واشوف وش يقول... يلله اتركك الحين
وقام عنهم وطلع من المجلس .. ومن طلع قام سلمان وراه وسكر الباب ورجع لبدر وهو يفوووووووووووووووور..يغلي
سلمان : تعال انت يالخبل .. وش قاعد تفكر فيه بالضبط !!
بدر : بشوف نوف وش راح تسوي الحين..؟؟
سلمان : نوف؟؟؟... ياخي قالت لك موافقة وش معناته هذا ؟؟؟
بدر ابتسم : بخلي الاختبار اختبارين ... صحيح نجحت بالاختبار الاول .. لكن الاختبار الثاني يأكد كل شي..
سلمان شوي ويقطع شعره من الحيرة : بدر فهمني الله يخليك تراني معد صرت افهمك.. البنت قالت موافقة من لحظتها واظن هذا اكبر رد وتأكيد ممكن تعطيه لك... لا تحملها فوق طاقتها يا بدر.!
بدر : هذي الخطوة الاخيرة عندي... لو هي تحبني صدق بترضى في اللي يريحني..انت تعرف يا سلمان اني بحالتي هذي لا يمكن اسوي زواج... ولو مشاعرها تغيرت صدق مثل ماهي تحاول تقول لي بتراعي هالشي
سلمان : طيب وش سالفة الملكة .. انت صاحي تبي تتملك الحين وبهالسرعة ؟؟
بدر : ايه وجاد فيها ... مابي اعطيها فرصة تتراجع او تفكر حتى... انا عطيتها الفرصة وهي قبلتها .. واذا هي صادقة بكل كلمة قالتها بترضى بالملكة بهالسرعة ... كذا بتغير نظرتي لها وبتبرهن لي صدق مشاعرها يا سلمان....( تعب صوته ولان ) وانا محتاج الصدق منها بهالوقت محتاج منها مشاعرها خلاص ماعاد اتحمل... أبيها لا تلومني على هالتسرع...
سلمان هدا وهو يشوف صوت بدر يرجف وكأن الدمع بعيونه .. تنفس بقوة وغير نبرة صوته للهدوووء المعتاد : تفاجأني دايما بتفكيرك يا بدر...
بدر : صدقني الملكة هذي هي اللي بتحييني من جديد..
ابتسم سلمان : الله ينول لك و يسعدك .... طيب سؤال ؟؟.. وش ناوي عقب الملكة ؟؟
بدر : على وشو ؟؟
سلمان : بتظل على حالتك هذي ؟؟
ابتسم بدر ابتسامته الحلوة : خطتي هالمرة اكبر من انك تتصورها.. بس انت اصبر خل الملكة تتم
سلمان : ملكة بوقت قياسي.. دايم انك عكس الناس هههههههههه
اكتفى بدر بابتسامة ... قلبت ملامح وجهه كلها..
بهالوقت كانت ندى رايحة لبيت خالتها من غير شوق اللي كانت بالبيت تستعد للملكة اللي تقرب يوم عن يوم ..ثلاث أيام تفصلهم عن الحدث الاكبر والأهم في حياتهم... ندى طبعا ما راحت لبيت خالتها الا لما تأكدت ان احمد مو موجود وبسرية تامة بينها وبين نوف... لأن نوف اتصلت عليها وقالت لها انها تحتاجها ..
والحين هي في غرفة نوووف ومصدووووووووووومة من الخبر : نويييييييييييف لا تمزحييييييييييييييييييييين !!
نوف مرتبكة : والله يا ندى هذا اللي صار...
ندى بصدمة : يعني الحين انتي مخطوبة .. بغمضة عين !!!
نوف : ايه ...
ندى : بهالسرعة !!... بليلة وحدة صرتي مخطوبة... ولد عمك هذا ما يلعب والله
نوف : الا تقدرين تقولين انه قاعد يلعب !!!
ندى انقلب وجهها علامات استفهام : يلعب ؟؟
نوف : هذا اللي قاله لي أمس
ندى : مجنووونة انتي وهذا شي ينلعب فيه ... لا بدر هذا جاد بهالخطوة اكيد..
تراجعت نوف وراحت لتسريحتها ومسكت زجاجة عطر تلعب فيها وقلبها من داخل يرجف رجف.. وش هالخطوات والقرارات السريعة اللي خذتها : وانا بعد جادة
ندى ابتسمت : والله انك قدها
ابتسمت نوف : اللي مريحني ان هالشي اكيد خلاه يفكر اني تغيرت مو نوف الاولى.. وأتمنى يفهمني يا ندى اتمنى هذي امنيتي الوحيدة الحين
ندى : انتي من وشو خايفة ؟؟؟
نوف : ندى انا حتى ما فكرت ابد... من قال لي عمي قلت موافقة .. كنت اتحرى فرصة لو صغيرة اني افهم بدر اني تغيرت.. وهذي هي الفرصة الوحيدة ولو انها خطيرة مرة
تقدمت ندى وهي مبتسمة : نوف ما دريت انك بهالشجاعة كلها..
نزلت نوف راسها تخفي الخوف اللي لمع بعيونها : الا قولي تهور !!!
ندى وهي تغضن حواجبها : ليش تقولين ؟؟ ..لا تقولين انك ندمتي
نوف : لا مو ندمانة ابد بالعكس ... بس خوفي من بدر.. ما ادري وش بيسوي اذا وصله الخبر...
ندى : طيب انتي ليش خايفة... وهو طلبك وانتي رديتي وش بيسوي يعني...( وهي تنغزها بكوعها ) بيفرح يا نوفووو افرحي انتي بعد
فتحت نوف سالفة جديدة : الا قولي لي متى ملكتك انتي وشوق ؟؟
ندى فهمت هالتلميح : يقالك الحين ما تدرين ولا هروب من سالفة بدر..... بعد ثلاث ايام على موعدها ما تغيرت... ( وهي تحرك اصابعها الثلاثة قدام عيون نوف ) ...
ابتسمت نوف :... يا حليله احمد تلقينه محتشر الحين
ندى وهي تروح للسرير وترمي نفسها عليه : الا هو وينه الحين ؟؟؟؟
نوف : والله مدري عنه...
تنهدت ندى وقلبها من جهة ثانية يضطرب بسبب قرب موعد الملكة.. واحمد كيف استعداده ..
نوف : اقول ندى شخبار شوق وفهد ؟؟..
ندى غمضت عيونها : حالتهم غريبة !!
نوف استغربت : ليش ؟؟
ندى : ما ادري... شوق صايرة قليلة كلام وفهد نفس الشي... لا تلومينهم
نوف : ليش شفيهم ؟؟.. متزاعلين ..
ندى : لا أبد .. مو متزاعلين ولا شي .. اصلا شوق ذا الخبلة ما تقدر تزعل الحبيبة رايحة فيها ههههههه .... بسبب الملكة... انا نفسي متوترة فلا تلومينهم .
صوت من خارج الغرفة خلاهم يسكتون .. جمدت نوف مكانها لأن الصوت كان يناديها ..
ندى : مين يناديك ؟؟
نوف وهي مغضنة : كأنه ابوووي ؟؟؟
ندى : ابوك ؟؟.. روحي له طيب
تحركت نوف بسرعة وطلعت .. بس رجعت تطل براسها من الباب : لا تروحين انتظري يا بطة
ندى بنص عيون : بطة بعيونك... غزال
نوف : مالت ..بطة اخوي السودا !
ندى عصبت مسكت بالوسادة ورجمتها على نوف بس نوف تراجعت وسكرت الباب بسرعة ...
وبعد ربع ساعة ...رجعت نوف وألوان وجهها مبهوتة مصفرة مخضرة مسودة حتى ... وألف سؤال وسؤال في ذهنها
قامت ندى لها بسرعة ومسكتها لأن شكلها كانت بتطيح .. من الصدمة !
وهي تمسك يدها وتضغط عليها : نوف حبيبتي شفيك ؟؟؟
غمضت نوف عيونها وهي تنهار عالسرير .. وتنهدت من قلبها
ندى : نوف وش السالفة ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
بلعت نوف ريقها ونطقت : الملكة .. يا ندى.....
ندى : شفيها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نوف : بدر يبيها ... خلال يومين ...
وقفت ندى بسرعة من الدهشة : ايش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نوف : هذا اللي قاله لي ابوي قبل شوي...
ندى : وبدر هذا على وشو مستعجل !!!.. ليش بهالسرعة !!!!
خنقت نوف العبرة وتجمعت الدموع بعيونها بسررررعة رهيبة وهي فاهمة قصد بدر... اللي يجرح فيها وهو ما يدري !!!..
ندى انتبهت لها : نوف وش السالفة ؟؟؟
تساقطت الدموع للأرض ونوف تناظر قدامها بحزن .. جلست ندى بقلق وهي مو فاهمه سر هالخطوة اللي يبيها بدر ..
ندى : نوف وش قال ابوك ؟؟ ليش الملكة بهالسرعة ؟؟؟؟
نوف بهم وحزن : بدر للحين مو مصدقني !!... يحسبني العب .. يبي الملكة حتى ما يعطيني فرصة لو كنت مو جادة بقراري...
ندى : ....................
نوف : وانا........
ندى : انتي ايش ؟؟؟.. وش قلتي ؟؟
نوف : قلت لابوي... اني ....م...وافقة.....
وقفت ندى مو مصدقة : ... نوف من جدك ؟؟؟؟؟
غمضت نوف عيونها : ايه.... لو بدر يبي الملكة اليوم انا ما عندي مانع... قلت لأبوي قله يسوي اللي يبيه بدر.. بس ابوي يقول بتكون هالاسبوع لأن يومين فترة قصيرة مرة..
ندى : نوف بس هذي ملكة !!.... لازم تستعدين لها بأحسن شي.. وتاخذين وقتك بالاستعداد
نوف بحزن : ما احتاج انا هالمظاهر... اسبوع واحد كافي
ندى بعصبية : نوووووووووف !!
نوف : ومارح يكون فيه زواج بعد !!
ندى بصدمة : لا ذا كثير مرة !!!!!!!!!!!!!!!!
نوف : معذور يا ندى... كيف تبينه يسوي زواج وهو بهالحالة اللي انتي عارفتها.. صعبة عليه...
ندى : بس هذا من حقك !!
نوف : وانا مستغنية عنها ...
تنفست ندى بقوووة من اعماقها... سألت : وخالتي وش قالت...
نوف : امي مو عاجبها هالشي لكن ابوي اقنعها... ومدامني راضيه خلاص كل شي يتم مثل مايبي بدر
ندى : نوف فكري زين...
نوف غمضت عيونها مع أخر دمعة تسيل : مابي شي لا زواج ولا شي ..ابي بدر بس... وبسوي اي شي عشان يصدقني... انا تعبت منه يا ندى موافقتي الفورية عالخطبة ما أكدت له يمكن موافقتي الفورية عالملكة تخليه يحس فيني. ويصدق اني تغيرت
انهارت نوف بوسط الدموع بشكل يقطع القلب ..خلت ندى تقرب وتضمها .
ندى : خلاص مصممة على هالشي
نوف : ايه... وانا بعد ابي هالشي اليوم قبل بكرة
ندى وهي تمسح دموعها : نوف هذي تضحية كبيرة ... متأكدة انك قدها
نوف ابتسمت وسط الدموع :... ان شالله...
ندى : يعني خلاص خلال اسبوع... !!
سلمان بعصبية وهو يلف لبدر المنهار : ها عجبك الحين... هذا هي وافقت... وش تبي اكثر من كذا !!..
مسك بدر راسه وهو ما يدري يفرح ولا لا : .... اسكت يا سلمان احس اني سويت شي غلط !!
سلمان : توك تحس بالله عليك... صار شي غلط يوم انها وافقت عليك ..ها قلي الحين وش بتسوي ؟؟؟؟
رفع بدر راسه ودمعة وسط عينه .. بتجننه هالبنت .. بتجننه : بكمل اللي قررته .. خلاص مافي تراجع ..!!
سلمان : الله يكمل لك ويسهل لك اللي تبيه ..
قام بدر واقف وهو تايه ويديه ترتجف.. كل اللي سواه ما وقف نوف ... وافقت على كل شي طلبه وهو اللي كان متوقع بعد هالطلب رح تتراجع ... أذهلتيني ..ورجفتي قلبي... يا نوف... يا كل الغلا .
وبدا يحس من الحين... ان اسبوع بتكون أطول وأبطأ مدة تمر عليه .
++++++++++++++++++++++
مرت الثلاث ايام بسرعه .. يوم الملكة حل وبيت ابو فهد كان في قمة الاستعداد وأمورهم ماشيه على قدم وساق.. والمعاريس كل واحد غاط لكن كل واحد له مخطط خاص ليوم ملكته ..
ندى وشوق في غرفهم من الصبح ما طلعوا يستعدون ويجهزون حالهم .. وخلال هالوقت كان احمد داق على خالته يطلب منها طلب .. بشوية حرج..
احمد : وهذا طلبي يا خالتي واتمنى ما تفهميني غلط ..!
ام فهد : ابد ليش افهمك غلط ..اليوم ان شالله بتكون زوجتك على سنة الله ورسوله .. وانا عارفتك وموافقة لكن بشاور ابوها واشوف
احمد : على راحتكم ..
قفل منها وبعد دقايق دخل ابو فهد عليها وهو مبتسم .. كان هو بعد سعيد ومشاعره ما تنوصف .. ان ثلاثة من عياله بتنكتب لهم حياة جديدة بيوم واحد .
ابو فهد : ها اخبار البنات ؟؟
ام فهد ضحكت : كل وحدة بغرفتها من الصبح ما ندري عنهم ..
ابو فهد : هههههههه الله يتمم على خير.
ام فهد : وش صار على الموضوع اللي قلت لي عنه ؟
ابو فهد : اي موضوع ؟؟...... قصدك بيت اخوي ؟... ايه كل خير ان شالله .. بما ان البيت الحين بيت شوق بس انتظر الملكة تخلص عشان اكلمها بالموضوع ... ونشاورها ونشوف رايها لو تبي يكون البيت لها هي وفهد .. انا ماجبت طاري هالموضوع لها من قبل لين يجي الوقت المناسب
ام فهد : ايه بس تعرف ولدك اكيد مهو ب راضي ياخذ بيت مو له ..
ابو فهد : ما راحت عن بالي.. وفهد بنفسه اختار له بيت.. لكن بما ان البيت متوفر نشوف رايهم اثنينهم بالموضوع .
ام فهد : الا على فكرة .. احمد ولد اختي دق علي قبل شوي وطلب مني طلب ويبي يشوف رايك.. انا قلت له موافقة لكن بعد يهمه رايك
ابو فهد : خير ان شالله .. وش طلبه
ام فهد : يقول يبي ياخذ ندى بعد الملكة يطلع معها.. وانا لو اني مو عارفته زين كان ما وافقت..
ابو فهد : ونعم الرجال .. خير ان شالله بستخير وان شالله كل خير .
بهاللحظة نزلت عليهم نجلاء ببطنها اللي يبرز يوم عن يوم..وهي مبسوطه بشكل واضح : مساكم الله بالخير
ابو فهد : هلا مساك الله بالنور والسرور..
نجلاء وهي تجلس : ها اخبار الامور معكم ماشيه ؟؟
ابو فهد : الحمدلله ..
نجلاء : وين فهد يمه ما شفته من الصبح ؟؟
ام فهد : طالع من بدري وللحين ما رجع
نجلاء : الحمدلله وذا وين ذالف يوم ملكته المفروض يقر بالبيت يشوف وش له وش عليه ..! مو يروح يهيت ..
ابو فهد وهو يضحك : ماراح يهيت اخوك موجود بالشركة
شهقت مصدووومة : حرام عليك يبه يوم ملكته ليش ما تعطيه اجازة يضبط اموره فيها
ابو فهد : وتحسبيني قاسي لهالدرجة .. عطيته اجازة بس هو وده يكون بالشركة ..
نجلاء : هالغبي وش يبي بالشغل يوم ملكته المفروض يشوف حاله ويستعد
ابو فهد : ههههههههههه عاد هذا هو اللي يبيه ..
فوق بغرفة ندى .. كانت جالسه عالكرسي الهزاز وتناظر بفستانها الذهبي المعلق وكل المشاعر داخلها مجتمعه.. اليوم الحلم بيكتمل وبتجتمع بأحمد عقب الام وعذاب مرت فيه... هالفستان بالنسبة لها اليوم غير عادي وغييير كل الفساتين اللي لبستها .. اختارت هاللون مخصوص عشانه لأنه تعرف انه يحبه... وتصميمه فتاك ولا محالة بيكون عليه روعة ..خصوصا مع اللولو الابيض المنثور عليه بكل جمال وترتيب ..
قامت عن الكرسي اللي تأرجح بعدها وطلعت لغرفة شوق .. دخلت عليها لقتها هي الثانية واقفة قدام فستانها وتناظره ..بكل صمت .. وملامح وجهها غير مقروءة.
قربت منها وهي تضحك : هههههههههههه حتى انتي ؟
شوق وهي تلف له مبتسمة : شفيني ..؟؟
ندى بحماس مسكت يدها : شوق قوليلي تحسين مثلي ولا لا ؟؟؟
شوق : وش تحسين فيه ؟؟
ندى : ما أدري حاسه اني مبسوطه ما اقدر اوصف لك.. ماني مصدقه كيف الدنيا مفرحتني لهالدرجة .... تحسين مثلي؟
شوق وهي تضحك : واكثر منك بعد...!
ندى : الا وش صار على خالتك؟؟... بتحضر اليوم الملكة ولا لا؟؟
اكتأبت ملامح شوق وصدت للفستان مرة ثانية بكابة: لا ما اعتقد .. حسب ما قالت لي يوم كلمتها امس.. قالت لي ان مشعل مشغووول وان شغله ما سمحوا له ياخذ اجازة .. ومافي غيره يجيبهم الرياض..
ندى : اها... خسارة ياليت لو يجوون.
سكتت شوق وهي عارفه سبب عدم حضور خالتها ... بعد ما سكرت من خالتها كلمت على جوال هديل اللي أكدت لها مخاوفها.
..
هديل : للأسف ما اقدر اجي مع اني ودي
شوق : يعني معقوله مشعل ما يقدر ياخذ اجازة لو نص يوم يحضر فيها الملكة ؟؟
هديل : على بالي انك فاهمه يا شوق السبب.. انا وامي ودنا نجي والله لكن واضح على مشعل انه ما يبي يحضر.. وحط العذر بالشغل.. اظنك فاهمه قصدي
شوق باكتئاب : وش اسوي طيب معه حتى ينسى اللي صار.. انا مالي ذنب باللي صار والله مالي ذنب...
هديل : لا تضيقين صدرك.. مشعل بينسى وبيلقى نصيبه اللي يسعده .. وبعدين قلت لك لا تحملين نفسك الذنب ..الغلطة غلطتي .
شوق : يعني مشعل مُصر ما يبي يجي ؟
هديل : ايه... وبعدين انبسطي لا يضيق صدرك ..تراها ملكة بس ولا لو انها زواج غصب عليه بيجيبنا مو بكيفه..
...
كذا انتهت المكالمة اللي عرفت منها شوق ان خالتها وهديل مارح يحضرون الملكة اليوم .. لأن عدم حضور مشعل معناها عدم حضورهم ..
سمعت ندى تكلمها وهي تلف للباب وتفتحه : شرايك ننزل نشوف الأمور كيف صايره ؟؟
شوق ابتسمت : متحمسه لليلة ؟؟... انتي مثلي ؟؟
ندى وهي تضحك : واكثر منك بعد ..
نزلوا تحت لقوا نجلاء جالسه لحالها.. ابتسمت وهي تشوفهم : وين غاطين ؟؟ ومخليني !
ندى : هههههههههههه وين امي ؟؟
نجلاء : راحت تلف البيت تشطب التحضيرات ..
ندى : وفهد وينه ماله حس؟؟
نجلاء : الأخ قاعد بالشركة.. مدري وش يبي بالشغل بهاليوم ؟؟..( غمزت لشوق )
شوق ابتسمت .. ايام الخطبة الاخيرة مخلي حالهم بحالة فتوور ما تدري وش سببه .. ومخليه فهد بحال غريب للحين مو فاهمته ..لكن اليوم ان شالله هالفتور بينجلي ..
هناك عند فهد بالشركة وبمكتبه .. ماكان يشتغل مثل ما ظنوا بالعكس طول الصبح جالس بكرسيه ويفكر بالكلام اللي يبي يقوله لشوق .. رافع رجوله عالطاولة واصبعه يدق عالمسند .. اللي بيقوله كلام مهم بس لازم يعرف يختار الكلمات ويقولها بكل هدوء ..
وهو سارح سمع دق عالباب ..
فهد : تفضل...
فتح الباب وطل احمد براسه : السلام عليك يالمعرس ..
فهد ضحك وهو ينزل رجوله عن الطاولة : وعليكم السلام يالمعرس
تقدم احمد وجلس بالكرسي الجلدي المقابل : ههههههههههه ها اخبارك ؟؟... جالس لحالك بلا شغل وش اللي شاغل بالك ..؟؟
فهد : ابد افكر بالليلة.. وبالكلام اللي بقوله لشوق..
احمد وهو يغمز : اها فهمت عليك .. لا تخاف قدامك العمر كله حتى تقولها اللي تبيه.. ليش مستعجل
فهد ضحك وهو يهز راسه : لا لا،.. لا فهمتني غلط ...الكلام اللي بقوله لها مهم... ولازم تعرفه بأسرع وقت ، لازم اقولها كل شي ..مثل ما انا اعرف ماضيها لازم تعرف هي ماضي فهد ..
احمد فهمها وهز راسها : اها قصدك خرابيطك القبلية.. ايه انا معك لازم تعرف... بس بقولك خلك واثق وانت تقولها لا تبين انك خايف من ردها أو أي شي.. حتى تقتنع انك تركت هالخرابيط من زمان .. ويكون ماضي وانتهى بالنسبة لها
فهد ابتسم : شكرا عالنصيحة ... بتفيدني .... الا ليش جاي تبي شي ؟
احمد : ابد ماعندي شي قلت اجي لك اشوف اخبارك ..
فهد : ههههههههه جاهز الليلة .. ترا مافي تراجع ..
احمد : هههههههههههههه لا تخاف ناويها انا
فهد : وش هي خططك لليلة ؟؟
احمد : ابد... مخطط صغير ناويه ويا الحلوة اختك
فهد فهمها على الطاير : لا تحاول انا ماني موافق ..
احمد : ومن قال اني باخذ رايك اصلا.. حبيبي اليوم بعد كتب الكتاب اختك بتصير زوجتي يعني مالك سلطة عليها تفهم ولا يهمني رايك.. وموافقتك ماتعني لي !
فهد : ههههههههه شفيك كلتني .. اصلا انا بعد ناوي ويا شوق ، بس القرار عند الوالد لو يرفض نحلم ناخذهم..
احمد : انا كلمت خالتي وان شالله كل خير
فهد : شف الحمار طابخها من وراي... كان قلت لي أرزّ وجهي معك
احمد : لا حبيبي انا عارفك ما تدخل بسالفة إلا تخربها
فهد : افا .. هذا رايك فيني
احمد وهو يضحك : يعني ما تدري...
فهد : مدام كذا احلم !! طلعة مع ندى مافي
احمد : ما شاورتك اصلا
فهد : شف !!.. تراني مو طرطووور عندك انا اخووووها
احمد وهو يضحك شاف ساعته وقام : الساعه خمس مو ناوي تطلع البيت
فهد : لا ماني رايح للبيت قبل الساعه ست .... على فكرة كلمت الشباب وقلت لهم كلهم حاضرين اليوم
احمد : ايه اتصل فيني حسين قبل شوي ... وطلال بعد بيجي.. من حسن حظي ان رحلته بكرة ..
استغرب فهد : رحلته ؟؟... اي رحلة ؟؟
تنهد أحمد بطريقة يبين انه متضايق : طلال مسافر بكرة لأمريكا.. دراسة
فهد : مو قلت لي ان خلاص معدهو مسافر ؟!!
احمد وهو ضايق لأنه ما تمنى يفارق رفيقه من جديد : هذا اللي قاله لي من قبل.. على بالي خلاص ما رح يترك ديرته بيقر هنا.. بس الظاهر غير رايه يقول اكمل دراسة الدكتوراه افضل
فهد : ايه الله يوفقه ..
احمد : يالله قم معي .. شف امورك وضبطها .. مابقى شي
فهد تنهد وهو يقوم واقف ..سحب شماغه من على المكتب وعلقه على كتفه : يالله ..
الساعه ثمان ،..... في بيت ابو فهد ساعة الصفر كل مالها وتقرب.. الكوافير بعد ما انتهت من شوق اشتغلت بندى.. والحين انتهت ..كانت ملفلفه شعرها بالفير ومع المكياج طالعه روعة ..لفلفة شعرها اللولبية خلتها صدق دمية حقيقة متحركة .
الكوافير : بسم الله ما شاء الله كتير حلو
ندى وهي توقف وتناظر نفسها : هههههههههه مشكورة
الكوافير : نعيما
ندى : ينعم بحالك
دخلت نجلاء عليها وكانت لابسه جلابية فخمة عنابية مدموجة ف بيج ترابي.. ولأنها حامل كانت تهبل ..
نجلاء : بسم الله عليكم .. وش عندكم اليوم انتوا غير طبيعيات كل وحدة ماخذه نص حلا الدنيا.. وقفتوا قلبي وانا اشوفكم اجل شلون الشباب المساكين .
ندى : ههههههههههههه خلصت شوق ؟
نجلاء : على وشك ... لا تنسين الاذكار قبل لا تنزلين
ندى : ان شالله ... بس فيه احد وصل..
نجلاء : ما ادري الحين بنزل واشوف..
شوق كانت واقفه بغرفتها قبال مرايتها ومنزله راسها بحزن .. رفعت راسها للمرة العشرين وشافت صورتها المنعكسه عالمرايا ، كانت تذكرها بوجه حبيب... التفتت بكابة للصورة بالبرواز جنبها وناظرت صورة امها .. والحزن ينرسم بوجهها ...
دخلت عليها نجلاء مبتسمة ..ولاحظت وجهها : شفيك ؟؟
شوق ابتسمت تحاول تمحي الحزن : مافيني شي ..
نجلاء : متضايقه من شي ؟.. وش اللي مضايقك؟
شوق : ابد بس... تذكرت لو امي موجودة بهاليوم .. تعرفين كان بيكون غير
وطالعت الصورة مرة ثانية بحزن .. قربت منها نجلاء وعشان تقطع الحزن مرة وحدة ابتسمت بحنان : عادي اعتبريني انا امك .. شرايك ؟؟
شوق ما قدرت ترد انفجرت بالضحك .. ونجلاء تناظرها باستغراب وهي تضحك : شفيه وين الغلط ؟؟
شوق : ههههههههههههههه لا بس انتي تصيرين امي ؟؟
نجلاء : هههههههه شفيها ؟؟
شوق : ههههههههههه ما يصير
نجلاء : ليش ما يصير ؟؟
شوق : كذا ما يصير .. هههههههههههههه
مسكت نجلاء يد شوق وسحبتها : يالله اجل خلينا ننزل ..
ابتسمت شوق وطلعت معها .. صحيح الله يعوض عن اللي ياخذه دايم .. أخذ امها منها لكنه عوضها بأهل وعيال عم وعم فيهم حنان الدنيا كلها.. يمكن لو كانت امها حية مالقت هذا كله ..
كانت شوق لابسه فستان بلون البحر الرايق.. له ياقه مثلثه عاليه روعه.. وحزام ذهبي عريض نازل من الخصر.. والجزء السفلي كان عبارة عن قماش طايح مموج بدرجات الأزرق وكأنها امواج البحر .. مع كعب ذهبي برباط ذهبي طوييل يلف ساقها ..
وصلوا بيت ابو احمد .. سهى ونوف فرحتهم ما تنوصف عشان احمد طبعا في المقام الأول .. حتى أمل دخلت عليهم وهي تزغرط .. وماكان موجود بالصالة الا سهى ونوف
سهى : شفيك طايرة بالعجة تو الناس ما بعد صار شي
امل : خليني افرح .. خال ولدي بيتزوج ما تبيني ازغرط له
نوف : خالد وينه ؟؟... ليش ما جبتيه ؟؟؟
امل : ماني فاضيتله وبعدين خالتي قالت خليه عندي .... وين العروسات ما شوفهم ؟
جاهم صوت نجلاء وهي تنزل بهدوء وحذر الدرج : العرايس جايين ...
امل : نجووول هههههههه اخبارك مع البيبي ؟؟؟
نجلاء : يوه لا تذكريني .. اليوم بار فيني وهادي ما تحرك كثير... كنه داري ان تعب الملكة بيكفيني.. الله لا يخليني من عزوز والله
امل : وانت واثقة انه ولد.. يمكن بنوتة...؟
نجلاء : صراحة اتمنى انه ولد... واذا بنوتة الله يحييها..
امل : اقول نجول انا ابي بنوتة لولدي خالد... وخاطبتها من الحين
نجلاء بسخرية مازحة : ومن قال اني اذا جبت بنت بخليها لولدك هالمفعوص...
سهى : هههههههههه يا ويلك غلطتي على خالد
نجلاء : ههههههه انا ان شالله بجيب عبدالعزيز بن سعود ..
امل : اجل عبدالعزيز نصيبه عندي اذا جبت بنت فهي له..
نجلاء : هههههههه امووول مابي ولا واحد من عيالك..
امل : وجع نجيل شفيهم عيالي
نجلاء : ههههههه ما فيهم شي بس نصيبهم بيختاره لهم ابوهم ..
كانت نوف لابسه فستان خربزي ناعم وبسيط لكن قمة في الفخامة.. اما سهى هالمرة لبست فستان اصفر ستايل هندي ..
بعد دقايق ..صديقات ندى وصديقات شوق وكل المدعوين.. جوا بأبهى حلة لهالمناسبة .. واحمد كان مع فهد اجتمعوا بالمجلس مع ابو فهد وايضا حضور ابو احمد ، ...بانتظار وصول الشيخ .
قريب في بيت مها ... كانوا الشلة عندها لأنهم حبوا يكونون قريبين من مكان الملكة ..من موقع الحدث الأكبر..!
ومها كانت مستعده ولابسه وكاشخة.. أما شذى كانت تحس بالقهر والعبرة .. وندمانه انها وافقت على خطة اريج.. كل دقيقة تمر تحس بموتها دنا !!!
شذى والدموع بعيونها من القهر : انا كيف وافقت على خطتك كيف خليت الملكة تتم ..
اريج : اوهووو وبعدين معك شذى .. احنا اتفقنا من قبل وخلاص .. والخطة ماشية مثل ما نبي
شذى بقهر وهي تغطي وجهها من البكي : بس تعرفين اليوم الملكة يعني بيصيرون لبعض ما اصدق اني وافقت
اريج قامت لها وضمتها : بيكونون لبعض يمكن هالليلة بس... لكن مو غيرها... وبكرة الوعد مع شوق صدقيني ... بكرة الجزء الاخير من الخطة اللي بيقلب على فهد حياته هو وهي..
شذى : بس لو صار العكس .. ؟؟
اريج : لا تخافين الخطة مضمونة .. وأوعدك وعد يا شذى انها هالليلة بس،.. ومو ليلة غيرها.. بس تحملي لبكرة .. لازم تكونين قوية لبكرة .. بكرة عندنا مهمه أكبر.. مع شوق لا تنسين
مها بعد ما لبست عبايتها : يالله انا طالعه لأني تأخرت .
اريج : واحنا بعد طالعين .. خلاص ما دامنا متطمنين ان الخطة ماشيه مثل ماهي
شذى : مها ابيك اول ما يتم كل شي تدقين علي..( والعبرة تعذبها ) مع اني ماحب اسمع ان فهد صار لشوق هالليلة ..ما أتحمل.!
اريج : قوي نفسك ..
طلعت مها بسيارتها وراحت لبيت ابو فهد القريب منهم .. وشذى واريج مروا بسيارتهم بالبيت بشكل سريع بعد ما عطوه نظرة مطوله .. ما يندرى وش نيتهم بالضبط لبكرة .. وكيف بيختمون هالخطة اللي على ما يبدو انها بتكون ناجحه ..!
دخلت مها الصالة العامرة بالفرح لقت الكل موجود والدنيا قايمة .. محد جالس عالكنب الكل واقف ويسولف مع الي جنبه عن هالليلة الغير اعتيادية ..
طاحت عينها على شوق واقفة جنب صديقاتها وهي ماسكه كاس العصير وتضحك .. والسعادة تشع مو من عيونها بس ،... من كلها !..
تغيرت نظرتها للشفقة ، مسكينة ماتدري وش اللي بيجيها ..رحمتها من جد ..
راحت لندى وسلمت عليها
ندى : هلا مهاوي شفيك تأخرتي ؟
مها : معليه أدري بس كان عندي ضيوف بالبيت .. ( وهي تضحك ) اهم شي ما صار شي للحين
ندى تضحك : لا لا تطمني للحين ما صار شي.. بس بأي لحظة.
وشوق واقفه مع نوال وجميلة.. نغزتها نوال : شوق مو هاذي مها بنت جيرانكم صح ؟؟
التفتت شوق وراها شافت مها واقفه مع ندى .. انتبهت مها وناظرتها بنظرة سريعة لكنها صدت من غير لا تعير اهتمام .. استغربت شوق هالحركه حتى سلام ما جت تسلم لهالدرجة وصلت فيها المواصيل !!!
شوق وهي تحوس فمها من اللي شافته : ايه .. هي ...
نوال : تدرين اني شفتها كذا مرة مع اريج ... ما توقعت انها من نوعية هالناس !!
شوق : اريج ؟؟؟؟؟
نوال : ايه اريج... المغرورة
شوق : اها... شفيها ؟؟... مها مع اريج ؟؟؟
نوال : ايه .
شوق : وش يجيبها معها ... غريبة !
نوال : ما ادري.. وكذا مرة شفتها جالسه مع شلتها الصايعه ... ما شفتيها انتي؟
شوق : غريبة عاد !..مها مهما كانت تظل بنت ناس وعيب عليها تماشي مثل هالأشكال
نوال : هذا اللي شفته بعيوني الثنتين
وصلت الساعه تسع ونص ..، والفرح لازال عارم وضجة البنات والمدعوين تملا المكان.. كاسات العصير رايحه راجعه والضيافة الغير متكلفه ماشيه
خلود : يالله عاد الحين انتي انسة بأي لحظة بتصيرين ليدي .. ما كأنهم تأخروا.. أخاف هونوا هالشباب
ندى : هههههههههههه اللحظات الاخيرة الحين خلينا نستغلها.. على ايش مستعجله
خلود : ابي ازغرط ..
ندى وهي تضمها بقوة لدرجة خنقتها : هههههههههههههههههه يا حبي لكم والله من غيركم كان فرحتي ما كملت
ابتسام التفتت وراها ورجعت لندى بحماس : ندى اشوف اختك نجلاء جايه مع امك .. تشهدي ..!
وفعلا كانت نجلاء تقرب مع امها والتفتوا كل الحضور لها .. وقفت وبصوت عالي : يالله يا عروسات .. وقت الجد حان !
ندى التفتت لصديقاتها وهي ماسكه وجهها .. وشوق عطت نوال كاس العصير وهي تضحك .. رفعت فستانها ذو اللون البحري بيدها ومشت مع ندى ورا نجلاء للمجلس .. والكل يراقبهم بحماس وهم ينتظرون خبر ان كل شي تم ، ...بعد دقايق.!
دخلوا المجلس لقوا ابو فهد واقف ومعه الدفتر ومبتسم لهم .. ونظرته أبويّة بكل ما للكلمة من معنى ...
ابو فهد : ها حبيباتي مستعدين ..؟
طالعوا شوق وندى بعض .. وابتسموا له : ان شالله ..
ضغطت شوق على يد ندى بقوووة ويدها الثانية على صدرها.. خلت ندى تضطرب معها وتضغط بشكل أقوى..
ابو فهد : اول شي كتب كتاب ندى .. تعالي عمري وقعي ..
قربت ندى واعصابها مشدودة .. هاللحظة لا يمكن وصفها.. مسكت القلم بأصابع مرتجفه لأن هاللحظة بتغير حياتها للأبد.. وطاحت عينها على توقيع احمد ..
نجلاء : سمي بالله ووقعي
سمت بالله .. ووقعت ، وأول ما انتهت رمت القلم عالدفتر وحضنت اختها وهي مضطربة من غرابة هاللحظة .. من يصدق ان اللحظة الفايته كتبت بنفسها لنفسها حياة جديدة .. مع اسم احمد
نجلاء : هههههههههههه مبروووك ..
طلع ابو فهد عنهم على طول حتى يتم كتب كتاب فهد وشوق... وبعد سبع دقايق رجع والدفتر بيده وهو مبتسم
خذت شوق نفس وهي تشوفه... وعضت على شفتها لأن فهد اكيد وقّع وخلص.. والباقي عليها هي..
ابو فهد : دورك شوق عمري
تقدمت ببطء وهي متماسكه قد ما تقدر : ان شالله
مسكت القلم ومع نبض قلبها اللي تسارع سمت بالله ووقعت جنب توقيع فهد .. مادرت الا ندى تسحبها بقوة لحضنها وهي تضحك
ندى : مرة اخووووي ههههههههههههه مبروك !
ابو فهد كانت العبرة تخنقه والدمعة بعيونه .. ضمهم ثنتينهم مرة وحدة بقووة ... وبعدها طلع وتركهم راجع للمجلس .. وسلم الدفتر للشيخ اللي فتحه مباشرة.. ولما شاف توقيع شوق رفع راسه لفهد وهو مبتسم : مبرووك اخ فهد .. بالرفاه والبنين .
فهد من سمع هالكلمة ابتسم بقوة والتفت لأحمد اللي بادله الابتسام .. طلع الشيخ ووقف فهد وسلم على أبوه اللي ضمه وهو يضحك ودمعة الفرح واضحة بوسط عينه .
ابو فهد : لو ماني عارف انك رجال وقدها كان ما عطيتك اياها
فهد : ان شالله بكون عند حسن ظنك ..
توالت التبريكات على فهد من احمد والشباب .. واحمد تلقى التهاني قبله ، كانت فرحتهم اثنينهم كبيرة جدا.. بصعوبة تنوصف..
رجعوا شوق وندى للصالة وأول ما دخلوا انطلق التصفيق والزغاريط .. ندى اندفنت بين صديقاتها وشوق استلمتها نوال بالأحضان ... أما مها انسحبت من بين الازعاج وراحت بزاوية بعيدة وطلعت الجوال ، ومحد منتبه لها لأن الكل ناسي نفسه من الفرحه
دقت على شذى .. اللي ردت عليها والصياح بصوتها : ها مها.. لا تقولين كل شي تم ؟؟
مها : الا ما تسمعين كل الدوشة هنا ..الناس فرحانه فيهم
شذى : طيب طيب خلاص لا تقولين اكثر يكفي .. مع السلامة
قفلت الخط بوجهها ..ومها اشفقت على شذى داخل نفسها..
نرجع للمجلس .. عند احمد اللي راح لعمه ابو فهد : عمي ابو فهد
ابو فهد مبتسم : لبيه احمد
احمد منحرج : مدري بس قالت لك خالتي عن طلبي
ابو فهد ضحك وربت على كتفه : ايه قالت لي... على راحتك اللي تبيه ، بس ودي اسألك وين بتاخذها؟
احمد ضحك : لا تخاف عمي مو مكان بعيد.. لفة بالسيارة ويمكن عشا .. بشوف رايها
ابو فهد : ان شالله
رجعت نجلاء للصالة ونادت ندى ..
خلود : اختك هذي تبيك اكيد عندها خبر.. ومدري ليه حاسه انه عن العريس
ندى وهي تضحك : لحظة بروح اشوف وش السالفة
وقربت من اختها ، كانت نجلاء تبتسم لها : تعالي ندى.. أحمد يبيك
ندى انصبغت بالأحمر : يبيني ؟؟؟...وين ؟؟!!!
نجلاء : هههههه شفيك؟؟.. البسي عباتك واطلعي
ندى اخترعت : اطلع ؟؟...وين اروووووح ؟؟
نجلاء : ههههههههههه احمد عازمك شفيك
ندى فتحت عيونها وثمها : عازمني؟؟؟؟
نجلاء : ههههههههه ايه يالله استعجلي ينتظرك
ندى وهي تتراجع بارتباك : لا لا مابي
نجلاء : على كيفك ما تبين يالله ابوي بنفسه قالي قولي لها
ندى : مابي مابي... يحليلي وانا راكبه معه لحالنا عقب كل اللي صار.. لا مابي ما اقدر بموت قبل لاتوطى رجلي سيارته
نجلاء : ههههههههههههههه خلاص يا حلوة مافي شي اسمه مابي.. التوقيع اللي وقعتيه قبل شوي معناها السيد احمد صار زوجك .. روحي لا تتأخرين عليه
ندى من الحيا جتها الصيحة : لا قولي له مو اليوم مو اليوم .. شفيه مستعجل
نجلاء : من حقه يستعجل .. اجل احد عنده هالجمال والدلال وما يستعجل.. يالله روحي قدامي عبايتك
ندى وهي مرتبكه ما تدري وين تروح : طيب أأ ..أأ شلون يعني ما اغير ملابسي
نجلاء : لا روحي بالفستان.. يالله يا حلوة!
جوا صديقات ندى يشوفون وش الموضوع
ابتسام : وش عندكم ندى شفيها ؟؟
نجلاء : رجلها يبيها برا بياخذها مشوار وهي رافضه
خلود : واي من أولها.. روحي
ندى : انتوا من جدكم اروح معه واحنا ما مر على ملكتنا حتى نص ساعه ؟؟؟!!!!!!!!!!!
ابتسام : ههههههههه وش فيها حتى لو دقيقة .. اهم شي صار رجلك
تركتهم ندى بعد ما لقت التشجيع منهم ونزلت وهي لابسه عباتها .. وقلبها الله لا يوريكم ، متردده تنفذ هالخطوة ، كيف تكون معه لحالهم عقب كل اللي صار .. مرمطته مرمطه ماسوتها في احد قبله.. أي كلام بتقوله له وأي مفردات بتساعدها..
شوق اول ما شافتها : اووه اووه بتتركيني الليلة لحالي ؟؟؟
ندى تبتسم : قولي بيخلى عليك الجو .. بتاكلين الجو كله من غيري وبتكونين نجمة الحفل.. هب عليك !!
شوق : ههههههه عاد لا تتأخرين... تعرفيني بفقدك..
ندى : ايه إلعبي على بكم كلمة .. قولي فكة منك الجو بيكون لي
شوق : هههههههه حرام عليك يالظالمة ..
ندى : الله يستر ما توقعته بيسويها اليوم .. فاجأوني ..صدموني !!
اجتمعوا عند باب الصالة الكبير بعد ماطلعت منه ندى وهي تلف راسها بالطرحة .. أشرت لهم بيدها تودعهم وهم بالمثل.. كل واحدة مزاحمة الثانية عند فتحة الباب الواسع يوادعونها.
فتحت ندى باب الشارع وطلعت ..شافت احمد مستند بجسمه على باب السيارة ويديه بمخابيه..
حست بقلبها بيوقف وتمنت ترجع داخل.. قالت لنفسها انا المهبوله اللي صدق طلعت له .. جت بترجع بس احمد سبقها وتحرك ناحيتها... راحت فيها..!!
نزلت راسها وهو يقرب منها ..وقف قدامها ومابينهم الا مسافة قصيرة ..مد يده لها عشان تحط يدها فيها بس هي ولا عصب فيها تحرك .. ماقدرت تلبي له طلبه ..
ابتسم ونزل يده : مبرووك علي انتي ..
ندى يوم سمعته يقول كذا بغت تطيح من الخجل : وانت بعد..
احمد وهو يضحك : قصدك مبروك عليك انا ..!!
ندى بضحكه خجوله : ايه...
أشر بيده للسيارة : تفضلي .
تحركت اخيرا قدامه ومعد بقى فيها روح.. ركبت وسكر لها الباب من بعدها ، وراح لمكانه .. كانت تجمع أنفاسها وهي تشوفه يدور حول السيارة ويفتح بابه.. اول ماحط رجله داخل السيارة تمنت تنط من السيارة وتبعد.. حاسه بالفشييييلة منه .. اول ما سكر احمد بابه ابتسم لها وطالع نفسه بالمرايه وعدل شماغه ..
وش كثر هاللحظة تمنتها.. لكن كانت أغرب من الخيال انها تعيشها عالواقع .. قُربها من احمد خلاها تشد اعصابها عالأخير.
وهم ماشين حس احمد بتوترها من صمتها : روقي ندى لا تتوترين
بلعت ريقها : ماني متوتره
احمد : ترا هاللحظة صعبة علي مثل ماهي صعبة عليك
يوم سمعت كلامه حست بالأكسجين يختفي.. وجودها جنبه صعبه عليه مثل ماهي صعبه عليها
احمد بروح مرحه : بس ان شالله نتعود عليها
ندى بخجل : اخاف اطول انا على ما اتعود
ابتسم والتفت لها : خذي راحتك طولي مثل ما تبين
ندى وصوتها ينبح ويختفي والصيحه بصوتها : احمد ماقدر اتكلم بصيح................ ( واختفى صوتها )
ضحك وهو يسمع عبراتها بصوتها : اسف لأني ألحيت على الوالد اني اخذك ... بس ما تظنين ان فيه بينا كلام كثير لازم ينقال.........ما اقدر اصبر حتى اقوله..وأظن الأحسن ما نأخره.
ندى ماردت وهي تطلب الرحمة .. بتموت وش قاعد يقول ارحمني مو مستعدة اسمع هالكلام الحين خلني استوعب وجودي بهالمكان قبل كل شي..!
وكمّل : ....واعتذار مني على غبائي !
ندى :......................
احمد : مادري اي اعتذار ممكن يبرر اللي......
قاطعته ندى وهي ما تحب انه ينبش بالماضي.. ما تبي أي ألم خلاص هاللحظة تكفيها تنسى اللي وراها واللي قدامها : بس احمد ماحب اسمع شي عن الماضي....
هز احمد راسه موافقة .. ورجع الصمت وندى ما تدري وين ناوي احمد ياخذها..
وصل الوقت نص الليل تقريبا ، وانتهت الحفلة اللي كانت ولا أروع بسبب جوها الحامي عالأخير.. بهالوقت الضيوف اللي معظمهم من البنات طلعوا كلهم بعد ما ملوا الجو فرحة وسعادة..
الساعة الحين 12 الا ربع !..
وشوق ونجلاء جالسين بالصالة بعد ما طلع الكل ..
بس الشي الغريب ...من تمت الملكة وفهد ماله ظهور !
وشوق تنتظره بشووق لهالليلة اللي بتكون غير شكل بحياتها !..
حست نجلاء بتعب بحكم انها تتحرك من الصبح ، وقامت واقفه وهي يتمسك ظهرها بيدها : انا طالعه انوم يا شوق مرة تعبت.
ابتسمت شوق لها بحنية : سلامات ما تشوفين شر... ما قصرتي اليوم الله يعافيك
نجلاء : عافاك ربي... يلله تصبحين على خير
والحين ! ...صارت شوق لحالها بعد ما تركتها نجلاء.. الجو خالي والبيت صار ساكن... وفهد للحين ماله حس ولا خبر..
معد عرفت له .. معد صارت تفهم عليه .. كانت تظن انه شعوره مثلها ينتظر الملكة تتم على أحر من الجمر حتى يجتمعون مع بعض.. والحين ..أكثر من ساعتين ونص وهو ماله أي حس.. وين راح ؟؟؟؟
تأففت وهي توقف واقفه.. وصارت تتحرك بالصالة بتوتر .. مرة تمشي للدرج وتوقف عنده.. ومرة ترجع لباب الصالة وتحط يدها على وكرة الباب بتردد.. ما تدري وين تروح أو وش تسوي.. ولا لها نفس تطلع لغرفتها قبل لا تشوفه .
انقهرت .. ابد ابد ماله حق يخليني انتظر كذا ما ادري وينه!!.. عالأقل يدق ويكلمني ..
على أفكارها هذي وقفت عند النافذة المطلة عالحديقة تحجبها الستاير المخملية المسدوله.. تنهدت وصورة ندى تمر في بالها.. لو موجودة الحين كان ما حسيت بالملل هذا ، وفهد مدري وين مختفي..!!...
ابتسمت على طاري ندى.. تخيلت حالها وهي مع احمد... وضحكت وهي تسحب الستاير على جنب.... وانكشفت لها الحديقة! ..والشخص اللي جالس بالحديقة !!!.............. فهد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رفعت يدها تشوف الساعه... ورجعت تطالع في فهد من جديد... انا انتظره وهو جالس هناك !!... كان فهد للحين بثوب الملكة والشماغ مفصوخ ومحطوط جنبه..
ببطء وتوتر تحركت للباب القريب منها .. وفتحته بهدووء وطلعت خطوتين لكنها وقفت وهي تحس بالحرج بسبب اللحظة الجاية..
ويبدو ان فهد ما انتبه لها لأنه كان مسند راسه لورا ومغمض عيونه..وحاط رجل على رجل ..
راجعت نفسها وهي تشوفه جالس بسكووون وكأنه نايم ..!.. واحتارت صدق تروح له او لا!!... تحركت شوي ونزلت العتبات القليلة بهدوء الحمام .. بس اول ما نزلت وقفت مرة ثانية وهي ما تدري وش تسوي.. ليش حاسه بهالتردد..!.. وش يوديني له ليش ارمي نفسي عليه ، وهو ما جلس لحاله الا لأنه ما يبي احد يجي له...
على هالفكرة انحبطت شوق وتراجعت ...لفت بتصعد العتبات مرة ثانية... بس صوته ناداها : .... تعالي..
بسم الله !.. التفتت بهدووء له شافته على نفس هيئته بس كان فاتح عين وحده ويناظرها... كان حاس فيها من الأول وانتظرها تجي بس لاحظ انها تراجعت
غمض عيونه مرة ثانية وشوق شالت طرف فستانها وتحركت له ببطء ونبض قلبها ماله حدووود.. وكل ما تقرب منه تحاول تستوعب ان هذا الانسان اللي جالس صار الحين زوجها.. ومشاعرها الكبيرة العميقة ناحيته تقدر تظهرها له من غير خوف او تردد..
رفع راسه وابتسم وهو يشوفها توصل لعنده... كان يتمنى يشوف أناقتها بهاليوم وما فات عليه ..قلبه تولع اكثر.. صارت زوجته هالليلة...
يوم طولت ما جلست تكلم بحنية : اجلسي ليش واقفة..
ابتسمت وقبلت دعوته ، جلست قباله بهدوء ، وقبل لا تنطق نطق هو وسبقها : مبروك !
ابتسمت له ابتسامتها المشرقة اللي يحبها : الله يبارك فيك
بصمت تبادلوا النظرات ..وبعدها فهد رفع راسه فوووق للسما ودخل بنوبة تفكير.. شوق كانت تبيه يتكلم ويقول تبي تسمع صوته يكفي انه كان غير طبيعي الأيام اللي فاتت.. ويوم شافته طوّل وهو يناظر فوق رفعت راسها فوق تشوف اللي يشوفه... ما غير قمر يضوي ونجوم تسطع تزين هالليلة..
وهي تنزل راسها تكلمت بهدوء : ... وينك؟؟؟
ابتسم فهد وهو ينزل رجله عالأرض وينحني بجلسته للأمام : .. موجود هنا... قريب... وين بروح !
ما قدرت تناظر بعيونه فرفعت راسها لفووق مرة ثانية : لا بس كنت مستغربة.. ما توقعت انك جالس هنا لأني كنت انت............
قطعت كلمتها وفهد ابتسم وفهمها.. وكمل كلمتها : تنتظريني....
ماردت وهي تنزل عينها لوجهه ..وتصد مرة ثانية بس هالمرة لحوض النافورة على يسارها ... اما فهد ما علق رجع مرة ثانية يمدد يدينه على مسند المقعد ويرفع راسه لفوق....
بحيرة رجعت شوق تناظره وتسأله : ...تفكر؟؟؟؟
رد فهد الوحيد انه غمض عيونه ..
وشوق كملت : وش تفكر فيه ؟... واحنا لسا مخلصين من الملكة
رد وجهه لها وابتسم : أفكر... بشي مرة مهم.....
ما فهمت عليه شوق... وحالته الغريبة وتفكيره العميق حيرها.. تأملته لثواني وهي تحاول تلقى الجواب.. ارتجفت وهي تشوفه يتحرك ، ويقوم على حيله ببطء ويقرب منها.. جلس عالطاولة قدامها وانحنى قريب منها ، بدون ما تقدر تنطق بشي ...!
وابتسم وهو يشوف الحمرة الخفيفة بوجهها : باين عليك مرة مبسوطة !
سؤاله خلاها تبتسم من غير لا تناظر بوجهه : ... بكذب لو.. قلت لا...
سأل بهدوووء النسيم : لأي درجة ؟؟؟؟
هزت كتفها وحطت عينها بعينه لحظة .. بس صدت بسرعه لحوض الورد الأصفر ورا كتفه : ..ماعرف أوصف..
ضحك لضحكتها الحلوة .. ونزل راسه للأرض شوي.. وما قدرت هي بعد ما تسأل : ... وانت ؟؟
رفع عينه لعينها وبقووة : .... أنا اكثر..
ضحكت شوق بخجل وهي تشوفه مبتسم وعيونه تطوف على وجهها كامل.. قامت من مكانها لأن هالوضع ما قدرت تتحمله ، ونزل راسه للأرض وهي تبتعد عنه .
وقفت جنب الطاولة والتفتت له تناظره بكل حب.. اما فهد كان يراجع نفسه ، قبل شوي كان بيقول ويكشف لها كل شي بس الفرحه الكبيرة بعيونها منعته.. والحب الكبير له الواضح بوسط نظراتها خلته يتأنى وما يستعجل...على اخر لحظة تراجع وكل عزيمته تبخرت بعد ما طاحت عينه عليها... ماحب يفسد الفرحة والسعادة بعيونها ، ...كل شي ولا سعادة عيونها تنطفي !
من مكانها نطقت بنعومة وشوية قلق : فهد.... فيك شي؟؟؟
لف لها وهو جالس عالطاولة وابتسم : لا مافيني... تعالي..
مد يده ومسك يدها وسحبها عشان ترجع تجلس .. حست معها شوق انه يبي يقول كلام... ومو أي كلام!!
شوق : تبي تقول شي ؟؟
ترك يدها وبحركة غريبة مسح على وجهه بكفه ومرة وحدة على شعره .. وابتسم ابتسامة خفييييفة جانبية : عندي لك كلام مهم..لكن ما ابي اقوله الحين... مو الليلة.. بس ذكريني اقوله لك لأني محتاج أقوله..( ومسك يدها بين يدينه وضغط عليها وكأنه يترجاها )..طيب شوق؟؟؟
بسرعه هزت شوق راسها موافقة حتى من غير تفكير باللي وده يقوله... يكفي ابتسامته تخليها ترتاح.
رفع يدها لفمه يبوسها ، وشووق ما تحس حتى بالأرض اللي تحتها
ترك يدها وقام واقف : تصبحين على خير
بدهشة مفاجئة على وجهها اخذ شماغه وعلقه على كتفها وتركها مع الطاولة لحالها.. هالانسان اللي صار زوجها اليوم صاير غريب.. كل ما ظنت انها فهمته وعرفت له ؛ يطلع لها شي غريب يقولها انها ماعرفت ولا شي منه ... كانت تتمنى تطول هالليلة معه بس تركها بسرعه !!
قامت واقفة قبل لا يبتعد وشالت طرف فستانها وهي تهرول له .. وتناديه : فهد .. لحظة شوي!
وقف والتفت لها قبل لا يطلع عتبات المدخل.. وصلت عنده وقلبها يدق دق مو للفرحه.. لا لشي ثاني غريب ومُقلق مو فاهمته
شوق : و... وين رايح بتنام ؟؟
لكنه رد على سؤالها بسؤال : تبين شي؟؟؟
ماعرفت وش تقول.. أبي شي؟؟؟ : لا بس... يعني... انا اقول مو كأنه.. بدري؟؟
فهد فهم قصدها وتفهّم مشاعرها.. عارف انها تتمنى هالليلة غير كل ليلة مثل ماهو يبي... بس مو بيده !!
ابتسم وبشوية كابة : لو جلست معك اكثر يا شوق ... بقول كل اللي عندي من دون ماحس..وانا مابي اخرب عليك فرحة هالليلة..
هاللحظة انرسمت علامة استفهام كبرى فوق راسها : ... بس.......
فهد : لا بس ولا بس..( ابتسم بحنية خلتها تنزل راسها من الحزن والخيبة ) أوعدك بسهرة أحلى من هذي.. غير هالليلة..
مافهمت شوق شمعنى مو الليلة.... واكتأبت : بس انت تعرف .. هالليلة غير..
فهد وهو يرفع راسه لفوووق لعاشر مرة : أدري ..
ونزل راسه وطالعها بعطف.. واحساس بالذنب ناحيتها يكبر ويتجدد.. وكمّل : لكنها غلطتي وانا اسف.. أبي أقولك بس ما أقدر الليلة...اسف !
تركها وكمل طريقه لداخل . حست شوق نفسها ضايعه ما تعرف وش اللي يصير حولها.. جاد بكلامه ولا كان يلعب معي؟؟؟.. أي شي بيخليه يفوت سهرة هالليلة ؟؟..!!.........
بضعف وكابة رفعت يدها لشعرها وسحبت العود اللي كان ماسك التسريحه بكل هدوء... طاح شعرها الملولب على وجهها من الجهتين ، ومعها أنهت أحلامها لهالليلة... تراجعت ببطء للحديقة ونسيم الليل يهب ويطير خصل صغيرة من شعرها ... جلست بالمكان اللي كان فهد جالس عليه ، وتلمست المقعد بيدها وهي تتخيل من جديد كل أحلامها اللي كانت تتمناها لهالليلة "الحلم" بالنسبة لها..!
طلع فهد فوق بس قبل لا يروح لغرفته راح للنافذة بالصالة العلوية وطل منها عالحديقة.. شافها جالسه بالمكان اللي كان فيه وابتسم بحنية بينه وبين نفسه وقلبه ملهوف لهالليلة اكثر منها.. بس لازم يتماسك . الذنب اللي انخلق داخله ناحية شوق بيخليله ما يتحمل يكون معها وما يقولها كل شي... اذا الطريقة الوحيدة انه يخلي هالليلة تمر على خير من غير ما ينغص عليها سعادتها ؛ انه يكون بعيد فهو مستعد .. يبيها تعيش هاللحظة يبيها تعيش هالليلة بكل تفاصيلها مثل ماهو يعيشها .. وبعدين بيلقى الوقت المناسب اللي بتعرف فيه كل شي من غير لا يهتز او يخترب شي بينهم ..!!
ترك مكانه ورجع لغرفته وقلبه معها تحت .. بدل ثوبه وانسدح على سريره وهو يرمي كل افكاره على جنب..عقب قراره انه يقول لشوق كل شي عن ماضيه اللي مقتنع في نفسه انه من حقها تعرف عنه.. ماقدر اليوم يقول ولا حرف وهو يشوف السعادة تشع بعيونها.. بيكون صدق قاسي لو سواها.. ماعليه الايام جايه يا فهد وبيقولها حبه حبه وبهدووء.. وهي بتفهمه .
اما شوق ما طولت الجلسة ..تركت الحديقة ورجعت داخل البيت وهي متحسفه على هالليلة اللي بتروح حتى من غير لو كلمة حلوة وحدة بينهم... رجعت لغرفتها وغيرت فستانها ولبست بجامة النوم ومسحت كل المكياج والألوان اللي تصبغ وجهها.. ورجع لون وجهها طبيعي حلو ونقي... طفت النور وتمددت عالسرير وهي تتنهد من غير لا تتغطى ..وأول ما غمضت عيونها انفتح باب غرفتها
ندى : هلللووووو...
فتحت عيونها وفزت من السرير : ندوش!!.. وينك يالهايته وين طسيتي؟؟؟
فتحت ندى النور وقربت : هههههههههه ... ( بحرج خفيف وهي تلعب بحزام الشنطة الذهبية اللي بيدها ) مع زوجي .. العزيز!!
شوق : حشا ما صارت تدرين ان الساعه تعدت ال 12..من الحين هياته
جلست ندى وهي تتنهد على السرير : وش اسوي والله كانت حالتي حاله.. الله لا يوريك كلمتين على بعضهم ما قدرت اقوله... الكلام المصفصف بقلبي كله طار مدري وين اختفى
شوق : اما سالفتكم سالفة... السندريلا والأمير ههههههههه...وين رحتوا؟؟؟
ندى : تعشينا وجينا ..
شوق : وش صار لك معه ؟؟؟
رمت ندى شنطتها ورمت نفسها عالسرير : عادي... انا كنت منطمه اغلب الوقت..كنت ابي اقوله اسفة عالمرمطه اللي سويتها فيه بس ما قدرت.. والله استحيت وهو يقول لي أنا اسف !!
ضحكت شوق وهي ترمي بروحها مرة ثانية بين الوسادات.. وندى قامت واقفة وهي تسحب شنطتها معها وحمرة بوجهها وهي تتذكر : والله انا ما كنت مصدقه اني معه لحالنا... تقدرين تتخيلين يا شوق حالتي كيف.. انتي تعرفيني تخيلتي حالتي وانا جالسه مع احمد وجها لوجه..!!
شوق : هههههههههههههه بصراحة تعبت وانا اتخيل.. بس قلت ندوش قوية بتقدر تتجاوز هالموقف
ندى : أمحق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شوق : ههههههههههههههههه يعني صار شي اكشن ؟؟!!....قولي قولي
ندى بقهر لوحت بالشنطة على شوق بس ما صابتها صابت الوسادة اللي بحضنها .. وبحرج : يا حمارة لا تذكريني..
شوق بمكر :ههههههههه يعني صار شي بينكم ؟؟؟؟
وهي ودها تصيح لأن الذكرى تحرق وجهها : يووووه لا تذكريني اقولك
شوق بنغمة تحرق الدم وتقهر ندى : يعني صار شي !!!
ندى عشان تفتك : ايه صار صار...
شوق : هههههههههههه قولي
ندى : مانيب قايله لو تموتين... أنا ابي انسى وانتي تذكريني
شوق : هههههههههههه عسى مو شي قوي !!!
ندى : وجع يا حماره وش شايفتني..... شي قوي مثل ايش يعني؟؟؟
شوق : انتي افهم مني وتعرفين وش اقصد !
ندى : كلي.....................
شوق : شبعانه
ندى ما قدرت تكتم.... وبالنهاية اعترفت : بصراحة...............
شوق : ايه....
ندى وبصوتها الصيحة : بصراحة....... صحت عنده !!!
شوق فهّت : وشووووو؟؟؟
رمت ندى بجسمها على السرير وهي تعبانه : اللي سمعتيه... بكيت عنده لين قلت بس.....
شوق : بكيتي؟؟؟؟؟؟ ليش؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ندى : وش اللي ليش؟؟؟... ما تحملت اشوفه وما اتذكر كل شي صار..سواء مني ولا منه... وبعدين لو تشوفين نظرة عيونه وهو يكلمني والله خلاني أخربها واصيح عنده لين جا لي و................
سكتت مو عارفه شلون تقولها وتكمل..
شوق : و.. ايش؟؟؟؟
ندى وهي تاشر على عيونها بأصبعها : ما تشوفين عيوني كيف صايره ؟؟
قربت شوق وركزت... وتوها تلاحظ ان عيون ندى كانت صدق حمرا : وش مسويه انتي شكلك صدق قطعتي عيونك وخربتي كل شي !!!!!!!!!!!!!!
ندى بصيحه : قلت لك لا تذكريني... حسيته صدق بغى الفكه مني يوم قمت اصيح كني بزر
شوق : هههههههههههه لا ما اظن
ندى : شوووق شكلي ماني ب عارفه انوم اليوم ...الطلعه هذي بدال لا اخليها توب لأحمد عفست كل شي
شوق ابتسمت تطيب بخاطرها : عادي ندوش ترا عادي بالنسبة للي صار بينكم... طبيعي اللي صار اليوم ومو شي غريب خاصة بعد كل شي صار لكم مع بعض... وسعي صدرك بالعكس تلقينه فرحان وسعيد يوم شكيتي له ...
ندى : بس ما اقدر ما اقدر اتذكر كيف كان حالي معه
شوق ابتسمت : عادي زوجته... وحبيبته الحين لا تكبرين السالفة على شي ما يسوى
ندى : اهئئئئئئئئئئئئئئئئئ انتي ما جربتي وضعي
شوق بكابة وهي تتذكر فهد : ياليتني جربت اللي جربيته يا ندى... وما تمر هالليلة مثل غيرها
تنهدت ندى وقامت واقفه : على ان حالتي كانت حاله اليوم وما قدرت اقوله كل شي ابيه.. بس ما عليه الايام جايه بحاول اقوله كل شي... يلله تشاو بروح انوم احس اني تعبانه ومهلوكه من كثر شد الأعصاب..!
تركتها وطلعت.. وحطت شوق راسها عالوسادة والباب يتسكر.. وغمضت عيونها وهي تفكر بالكلام الحلو اللي اكيد كان فهد يبي يقوله.. بس في سبب غريب منعه هي مو فاهمته..!!
لكن محد يدري باكر وش مخبي !!
مرت هالليلة وطلع الصبح... صبح من أجمل ما يكون على بيت ابو فهد..
كالعادة ابو فهد كان يشرب قهوته عالفطور.. معه نجلاء وندى .. لكن فهد وشوق للحين ما صحوا...
ابتسم ابو فهد وهو يقوم لأنه شاف شوق جايه مبتسمة والحيوية واضحة على هيئتها..
عقب ما سلمت عليه راحت شوق لطاولة الاكل عند نجلاء وندى ..
شوق : ما شالله سبقتوني !!
نجلاء : هههههههه والله حسيت انكم اثنينكم مارح تصحون عقب ليلة امس..
ندى وهي تضحك : ههههههههه ايه والله
شوق باستغراب وهي تشوفهم : من تقصدون ..؟؟
نجلاء : انتي ... واللوح اللي فوق !!
شوق ضحكت وهي منحرجه .. وجلست وهي تاخذ توسته من غير لا تناظر بوجه نجلاء : حرام عليك لا يروح فكرك بعيد ..
نجلاء : هههههههههههههه ومن قال راح فكري لبعيد
شوق : كلامك يقول
نجلاء : هههههههههههه طيب يا حلوة شرايك تروحين تصحينه ؟؟؟؟
طاحت التوسته من يدها ورفعت راسها وهي مبققه عيونها عالأخير : أروح إيش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نجلاء مسكت ضحكتها وعادت كلامها ببطء : تروحين .. ت ص ح ي ن ه .. تصحينه يا حبيبتي ..
شوق باحراج : لو .. تموتيييييييييييين
نجلاء : هههههههههههههههههههه
ندى : ههههههههههه وش له الحيا بعد ..
لفت شوق لندى بسرعه وبعصبية : شف من يتكلم... تراني ما نسيت اللي قلتيه امس ها..
ندى : هذا وقته تذكريني !!!
شوق : اقول اسمعي انتي وياها لا تكررون هالطلب مرة ثانية .. احلموا
نجلاء : تدرين عاد....
مدت شوق يدها وخذت التوسته مرة ثانية وبدت تاكل من غير لا ترد او تناظرها..
نجلاء ابتسمت وكملت : تدرين...
سفهتها شوق ورفعت كوب الشاهي من غير لا ترفع حتى رمشها
نجلاء : هو قالي...
بعد هالكلمة...شرقت شوق وحطت الكوب وهي تكح ... ما صدقت اللي سمعته وكان ودها لو تحك اذنها .. رفعت عينها لنجلاء : قالك ؟؟؟؟؟ وش قالك ..
نجلاء : هههههههههه يقول لحد يصحيني غيرها ..
تغيرت الوان وجهها بسرعه وكل ثانية كان له لون ... ندى ارتدت على ورى ميتة من الضحك مو قادرة تمسك نفسها .. ونجلاء تضحك وهي تراقب شوق .
شوق : روحي صحيه انتي... طلعة مرة ثانية ماني طلعة
نجلاء : افا وتردينه بأول طلب يطلبه ...
حست بحمرة على وجهها من هالكلمة وقبل لا ترد تذكرت اللي صار امس معه وحالته الغريبة .. ولازالت مقهورة منه انه ضيع ليلة كان ممكن تكون من أحلى ليالي العمر ..
بزعل ردت : حتى لو طلب... ماني رايحه .. لو يموت
نجلاء احتارت يوم شافت الزعل بوجهها : شفيك ؟
شوق : مافيني شي.
دخل عليهم فهد بعد لحظات وأول ما شافته شوق لفت لنجلاء والغيض بعيونها .. نجلاء ضحكت بوجهها .
شوق بهمس : يا دبه !!.. ليش قلتي لي روحي صحّيه .. هذا هو صاحي
نجلاء وهي تضحك : بس كنت بشوف رايك.. بتروحين ولا لا.. بس ما شالله طلع لي انك ثقل ههههههههههه
شوق : تستهبلين علي !!
نجلاء : لا والله بس كنت ابي امزح معك على هالصبح
شوق بضيق عطت فهد نظرة بطرف عينها وقامت واقفة : الله يسامحك
نجلاء رفعت حواجبها : شفيييييك زعلتي
شوق : لا ما زعلت .. مع السلامة
مرت من جنب فهد من غير لا تقدر تبتسم له... كيف تبتسم وهو اللي ضيع حلمها ليلة أمس.. فهد كان واقف من اول ما دخل بس لاحظ انها ما انتبهت له أو بالأحرى تجاهلته ... نزل راسه وابتسم بعد ما تركتهم لأنه عاذرها على ردة فعلها .. وكيف يزعل على روحه .
بعد ما تركت شوق طاولة الطعام راحت عشان تلبس عبايتها.. وهي تعدل نفسها دق جوالها بشنطتها .. طلعته وهي على بالها نوال .. بس لما شافت شاشة الجوال لاحظت انه رقم غريب أول مرة يتصل عليها.
ردت بكل هدوء : هلا...
الصوت الثاني الناعم بكل برود : اهلين ..
عقدت حواجبها من الصوت الغير مألوف.. والمألوف في الوقت نفسه : ... نعم ؟؟؟
الصوت : الله ينعم بحالك ... كيفك شوق !!
توترت شوق ..بس ردت : أنا.. بخير... من معي ؟؟
الصوت بكل بخشوونة وبعيد عن اللطافة : بعدين تعرفين مين انا... المهم انا اتصلت بس ابي اتأكد اذا انتي بتحضرين للجامعة اليوم او لا... وأتمنى تجين
شوق بخوف غريب اجتاحها : ليش ؟؟؟
الصوت : لا تسألين الحين ... بس أبي احذرك لو ما تجين بتفوتين على نفسك شي كبير...
شوق : ممكن اعرف من معي ؟؟؟
الصوت : بتعرفيني بعدين... المهم بتجين او لا..
شوق : اكيد جايه .. احد قالك مارح اجي
الصوت : اها زين اجل..
وقفلت الخط بعدها .. والأسئلة تكثر وتكثر عليها... هالصوت.. وهالغنج وهالغرور مروا عليها من قبل..
شافت فهد يطلع من غرفة الطعام وعلى طول عطته ظهرها وسوت حالها مشغولة تعدل روحها .. بس هو ابتسم على حركتها وقرب منها لما صار خلفها مباشرة ..
فهد : شوق...!
بغت تطيح يوم سمعت صوته وراها وقريب... حطت الطرحة على راسها وهي ترد : .. نعم..
سمعت ضحكته الخفيفة وحست نفسها بتضحك معه.. تفرح لما تسمع هالضحكة لأنها دوم تجننها .. بس ظلت ساكته وتمثل عليه الزعل رغم انها طايره من الفرح ولا تقدر تنكر لو مهما سوت .
فهد : شوق انتي اكيد ما نسيتي الكلام اللي قلته لك امس... صدقيني ما كانت مزحة.. تأكدي ان كل اللي قلته لك جد ..
نبرة الجد بصوته رجعت خوفتها.. لفت له وبعيونها تطلب التفسير ..
فهد : اذا كنتي مستعدة تسمعيني.. رح اقولك اليوم
شوق بخوف : وش تقول ؟؟
فهد : كلام وسوالف
شوق : سوالف ؟؟..
ابتسم ابتسامة ناعمة تلائم هالصباح النقي : ايه سوالف... سوالف كثيرة يا شوق.. انتي ما تعرفينها
لاحظ الخوف يلمع بعيونها .. وشافها تنزل راسها وتناظر التلفون بيدها .
سألها باهتمام : شفيك ؟
رفعت راسها وابتسمت ابتسامة جددت الشجاعة داخله ..
شوق : اوكي فهد اللي تبيه... متى ما بغيت تقول قول ..
سكت شوي ومرت دقيقتين وهو يناظر بالكنبة .. وشوق تناظر بوجهه الحبيب وتراقب ملامحه القلقة !!
بعدها نطق : شوق...
شوق : هممممم...
فهد : سامحيني... كان لازم اقولك من بدري... قبل الحين.
ناظرته وهو يتراجع عنها من غير لا تفهم.. هو كذا مع كل الناس يستخدم طلاسمه ولا معي انا بس.. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهد : ان شالله اليوم... بقولك..... وتحري مني تلفون اليوم...
وطلع وتركها... أما هي تعلقت عينها عالباب اللي طلع منه..
شي غريب !!!........ اليوووم كل الناس يبون يقولون لها شي.. فهد !... والاتصال اللي قبل شي !
بعدها طلعوا للجامعة .. وأفراح الليلة الماضية مازالت محور حديث البنات المدعوين... مرت ساعتين وشوق هدا قلقها من ناحية الاتصال ..لأن الوقت مر وللحين ما صار شي غير عادي..
كانت واقفة بعيد عن زحمة الكافتيريا تنتظر صديقتها نوال اللي وقفت بالزحمة .. جوالها بيد ..وملزمة وحدة من المواد بيدها الثانية بحكم إن عندهم امتحان قرررريب...
كانت تناظر بالجوال تتحرى اتصال فهد اللي قال عنه... معقولة يبي يقولي بالتلفون ..؟؟.. وش يبي ؟؟؟
داخلها شوووووووق فضيع.. مهما كان اللي بيقوله هي مشتاقه تسمع له .. حست بنوال ترجع لها وهي طفشانة من طول الانتظار.
ضحكت : ههههههههه شكلك تحفة !
نوال : من هالزحمة .. امشي
طلعووا وراحوا يمشون ونوال تسألها عن امس.. وش صار معها بالليل معه..
ابتسمت شوق : ولا شي... صار بينا كلام عادي
نوال :هههههههههه ايه عن الخراط.. قال ايش قال كلام عادي!!!
شوق : هههه ايه عادي يالمخبولة وش تبين تسمعين يعني..
نوال : اي شي يا حلوة.. ومنكم نستفيد..
فجأة وقفت وشهقت .. كانوا قد وصلوا لوحدة من المباني اللي أكل عليها الزمان وشرب ...وكان مدخلها خالي محد عنده ..
وقفت شوق وهي مستغربة
نوال : وين ملزمتي؟؟... بعد يومين عندنا امتحان
شوق : وين حطيتيها ؟؟؟
نوال : مدري.. كانت بيدي متأكدة... ما شفتيها معي ؟
شوق : الا ... شفتها معك قبل ساعة..
نوال : افففف نسيتها بالكافتيريا ... بروح أجيبها... انتظريني بروح وعسى ما انسرقت
شوق بسخرية : بالله من بيسرق ملزمة كئيبة.. روحي وبتلقينها مكان ما حطيتيها ..
راحت نوال بسرعه ووقفت شوق مكانها تستمتع بهبة نسيم هالصباح النقي .. لكن اللي عكّر عليها نقاوة هالهدوء صوت حاد من مكان قريب .. ينادي " اسمها " ..
التفتت وطاحت عينها على بنت لابسه نظارة شمسية ومبتسمة ابتسامة جانبية .. ما خاب ظنها يوم حدثتها نفسها انها اريج..قربت منها وتأكدت شوق يوم سمعت صوتها ..ان أريج هاللي دقت عليها اليوم الصبح ..
اريج : صباح الخير.. كويس جيتي
قبضها قلبها .. ونفسها قالت لها فجأة " ابتعدي عنها " ..
شوق : صباح النور... بغيتيني ؟؟
اريج : طبعا بغيتك ... كنت بدق عليك لأني ابي اشوفك بس كويس جيتيني برجلينك
شدت على اغراضها بين يدينها : اريج .. انا ما بيني وبينك شي.. واظن لاحظتي اني معد ابي احتك فيك .. ابي ابتعد عن المشاكل.. وياليت انتي تقدرين هالشي..
اريج ابتسمت بسخرية : اها لا لا تخافين .. انا مابيني وبينك شي... بس...........
شوق : بس ؟؟؟؟
قربت اريج وبحركة غريبة شبكت ذراعها بذراع شوق اليسار : تعالي معي... أبيك بكلمة ..
شوق : ايش؟؟؟؟
اريج جرتها : تعالي من ايش خايفة.....
دخلوا المبنى نفسه اللي طلعت منه اريج.. ومشت معها للمصعد اليتيم ، وضغطت الزر الوحيد الموجود بالجدار .. حاولت شوق تتراجع وتبعد لكن اريج هالمرة مسكتها من مرفقها بقوة ... عورت شوق وخوفتها بنفس الوقت.. حست فيها بتطحن جلدها من كثر ما كانت شادة بقوة وضاغطه..
وصل المصعد وتحركت اريج داخل وجرّت شوق معها .. ضغطت على رقم 2 وشوق ما تحملت العوار سحبت يدها بقوة : اتركيني ... شفيك!!!!!!!!!!!!!!
ماردت اريج.. تركتها ولا ناظرتها وكانت عيونها على الشاشة الالكترونية تبع الادوار... اول ما وصل المصعد طلعت اريج والتفتت لشوق .. اللي ظلت داخل المصعد ما تحركت ..
ابتسمت اريج ابتسامة خوفت شوق لأنها حست وراها خبث : تعالي... ما رح اكلك.. تعالي
شوق بصوت خافت ونظراتها تعبر عن توترها : على وين ؟.. قولي لي..
اريج : مكان قريب مو بعيد... لمصلحتك صدقيني
تحركت رجليها وطلعت بهدووء .. لحقتها وقلبها يزيد ضيق اكثر فأكثر .. كان الدور خالي يملاه السكوون والصوت الوحيد المسموع هو صوت خطواتهم بالممر الكئيب.. مشت ورا اريج لين وصلوا لقاعة معينة كانت مسكرة ....فتحت اريج الباب ودخلت ..
والتفتت وهي ماسكة الوكرة : ....ادخلي ...
تعليق