رواية غارقات في الحب رومنسيه وروعه/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ●°φ أحْظانْ الغِياَبّ φ●°
    عضو متألق
    • Sep 2007
    • 277

    #91
    كمللللللللللللللللللللللللللللللللللللي

    جنان

    رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

    انا انتظرررررررررررررررررررررررررك

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      #92

      الجزء ال 32 :


      بعد الغدا اللي كان عبارة عن أصناف مختلفه وشهيه بمناسبة حضور عايلة ابو فهد .. الجو كان اليوم حلو وصافي واللعب اللي لعبوه البنات والطاقة اللي استنفذوها فتحت شهيتهم للأكل ..
      لما انتهى الغدا.. طلعت نوف فوق للغرفة تتطمن على الشهادات .. دخلت الغرفة وسكرت الباب وراحت لشنطتها اللي حطتها بدرج وحدة من الدواليب وداخلها الشهادات .. فتحتها وتنهدت بارتياح لما حصلتها ..
      كانت تحس بالقلق من انه احد يشوفهم .. وتطيح بورطه ..
      ابتسمت بنعومه وهي تتذكر كلام بدر لها اليوم الصبح ....
      يا الله !!!!.. وش كثر كانت عميانه وغبية !!... بدر كان يحبها ويحاول قد مايقدر يفهمها ..؟!!..
      لكن بعد ايش ؟!!..
      عقب ماعذبت نفسها وعذبته معاها !!!..
      ضمت الشهادات بقوة من دون لا تدري وش السبب .. صارت فجأة هالأوراق غاليه على قلبها .. بعد ما تمنت انها تطمسها من الوجود !!..
      يكفي انها لبدر ..!!..
      قررت انه ترجع هالأوراق الغاليه لبدر بأسرع وقت ممكن ؟!!..
      بس ..!!
      شلون بتوصله عقب كل اللي صار بينهم ؟!!..
      قررت انها تخليها عندها لما تشوف الفرصة المناسبة وترجعها له ، وتعتذر منه بعد ..!!!
      روعها دخول دلال فجأة الغرفة .. اختبصت ولفت للدرج ودخلت الأوراق جوا الشنطة .. سكرت الدرج واستندت عليه وعيونها مليانه ارتباك من نظرات دلال المتفحصة والمتشككة .. غير كذا .. الواضح انها نظرات اتهام واضح ..!!!
      نوف تحاول تكون هاديه : ليش تناظريني كذا ..؟!!!!
      دلال تقدمت لها بهدوء وهي تنزل عينها للدرج : ولا شي ..!!!.. ( وبنبرة اتهام ) .. وش عندك ؟!!..
      نوف هزت كتوفها تتصنع البراءة : ولا شي ...
      دلال : وش عندك ؟!.. وش اللي مخبيته بالدرج ؟!!..
      نوف : ولا شي .. شي خاص فيني .. لازم تعرفينه ؟!!!!
      دلال وهي رافعه حاجب : متاكدة انه شي خاص فيك ؟!....... مثلاً ....... ( وبتفكير ) ...... مو شي لبدر ؟!!!!!!..
      نوف ارتبكت ولفت للدرج وسحبت شنطتها : ها .. وش قلتي ؟!!.. لبدر ؟!!.. ( وبدهشة متصنعه ) شي لبدر وش بيجيبه عندي ؟!!..
      دلال زادت نظرتها المتشككة بعد ماشافت ردة فعلها : مدري .. بس .. بعد اللي شفته اليوم ما أستبعد أي شي .. وأتوقع أي شي ..
      نوف حست انها تخزها بالكلام وضمت الشنطة وسكرت الدرج ولفت لها : لا .. لا تتوقعين شي لأن اللي صار اليوم كان صدفه .. وأحمد ربي ان بدر كان هناك ..
      وطلعت من الغرفه وهي ما تدري شلون قالت هالكلام .. بس كان لازم تقوله عشان تحسس دلال انها مو ندمانه على وجود بدر معها وانه وجوده كان لمصلحتها ..!!
      اما دلال لما أشارت ان الشي اللي كان معها لبدر .. ماقصدت تقوله .. الا طلع هالكلام منها بعفوية وماقالته الا بسبب اللي شافته الصبح ..
      بس الظنون لازالت تسكن داخلها وقلقها على اخوها يزيد .. تحس بشي مجهول رح يصير .. وانه هالرحله مارح تنتهي على خير ..!!

      نزلت نوف تحت والشنطه معها وقررت ماتفكها الا لما ترجع الشهادات لبدر .. إما اليوم أو لما يرجعون للرياض ..
      راحت وانضمت للبنات اللي طلعوا برا يستغلون كل ثانية بهالجو اللي ما يتفوت ..!!
      شوق رفعت راسها لفوق تطالع السما : تدرون ؟!!.. السما مغيمة وهذا اللي محلي الجو أكثر ..
      فرح تطالع بدورها لفوق : خلاص الشتا دخل والجو بدا يبرد .. يعني توقعي المطر بأي وقت ..
      ندى وهي تبتسم : الله لو تمطر ؟!!.. من زمان عن المطر .. له وقت طويل ما نزل ..
      حنان : اما أنا ما ودي انه ينزل ... تعرفون اذا نزل بيخرب علينا الوناسة وبننطق جوا ..
      شوق : في هذي صدقتي ..
      فرح ابتسمت وخطرت على بالها فكرة : ماعلينا اللي يكتبه الله فيه الخير .. والحين خلونا نلعب ..
      شوق : عندك لعبة حلوه ؟!!..
      فرح : عندي لعبة قديمه .. مادري اذا تذكرونها .. لعبة " بوبي " ..
      ندى ضحكت : هههههههههههههه .. يوووووه من وين طلعتبها ..
      فرح وهي تضحك : مالي شغل غصب عليكم بتلعبونها .. قريب بتزوج وبروح وأبي أختم هالايام بلحظات حلوة .. وكل شي فخاطري ابيكم تسوونه..
      ندى وهي تحط يدها على راسها : اوكيه ولا يهمك على راسنا من فوق ..
      فرح ابتسمت بوناسه وقربت من ندى وشبكت ذراعها بذراعها : وانتي معي طبعا ..
      وصلت دلال بهاللحظة تركض لما شافت تجمعهم ووقفت بالنص بينهم ويدها على خصرها : ما شالله ما شالله بتلعبون ولا تقولون لي ..؟!!
      حنان بسرعة راحت ومسكت شوق : وشوق معي طبعا ..
      بهاللحظة سهى ضحكت : وانا من معي ؟!!
      دلال مالقت لها خيار : انا !!!..
      طالعوا كلهم نوف اللي بقت وحيدة من غير شريكة .. طالعتهم لحظة وابتسمت لأن كان كل فكرها بمكان بعيد ..
      فرح وهي تحس بخيبة أمل عشانها : وانتي نوف ؟!!..
      نوف تراجعت وجلست على مقعد خشبي قريب : لا انا مابي ألعب .. تعرفوني شوي تعبانة وأخاف أركض معكم ويرجع لي الصداع وانا ما صدقت يروح ..
      فرح ابتسمت بارتياح : ايه خلاص انتي الحكم ..
      ندى وهي تضحك وتطالع نوف وفاهمه سبب سرحانها وعدم رغبتها باللعب : هههههههه .. أي حكم !!.. اللعبة ماتحتاج لحكم ..
      نوف : خلاص لا تشيلون هم انا بقعد أتفرج عليكم ..
      استعدوا للعب والحماس وكل وحدة خذت شريكتها معها .. ونوف بما أنها الحكم سوت القرعه بينهم .. وطاحت القرعه على فرح وندى ..
      وبدوا شغل اللعب والصراخ .. وبعد دقايق نوف انسحبت عنهم بهدوء بدون ما يحسون .. وراحت للجهة المعاكسة اللي جالسين فيها الرجال ..
      وقفت عند زاوية الفلة وطلت بهدوء .. ودوّرت بعيونها عن بدر لعلها تلمحه .. وما شافت غير ابوها وعمها باسطين برا بساط وجالسين عليه .. واحمد وفهد واقفين بعيد عنهم ويتناقلون الكورة ما بينهم ..
      لكن للأسف ...
      بدر ماله أثر !!!!
      نزلت عينها للأرواق داخل شنطتها .. وصممت وأصرت بينها وبين نفسها أنها ترجعهم له مهما كانت الظروف ..!!
      ابتعدت عن المكان وخطر في بالها انها تروح ناحية مكان السيارات .. وفعلا مشت لحد هناك وهي ترجي انها تلقاه ..
      خمس سيارات كانوا هناك .. ومباشرة اتجهت عيونها لسيارة بدر .. شافت باب السواق الأمامي مفتوح .. ورجل شخص تتدلى منه وصوت الأغاني يردح داخل السيارة عالأخير ..
      بدر مافي غيره !!!..
      كانت الأغنية اغنية حزينة لراشد الفارس .. اللي خلا نوف توقف مكانها وتنصت .. وخصوصا انها سمعت صوت بدر الخافت والمعذب يغني معه ..

      تحملني الخطا وتروح .. زعلان
      ولادري وين دارك .. وين دنياك
      كذا .. لك يوم أو يومين تعبان
      أنا طول العمر .. تعبان وياك
      تحملني الخطا..

      أنا تعبان .. تكفى حس فيني
      أمانة .. لا تعلق قلبي وياك
      اذا ناوي تضيع لي سنيني
      انا ضايع ترا .. فيك وبلياك
      تحملني الخطا

      دعيت الله .. في حبك يبتليني
      لاخر نفس .. فيني أنا أهواك
      تبيني بالنهاية .. أو ماتبيني
      أنا دنياي بايعها لدنياك
      تحملني الخطا

      خفق قلبها وترددت اذا تروح له أو ترجع مكان ماجت .. حاسبت نفسها للحظة الأخيرة وفكرت اذا اللي تسويه صح أو لا ..؟!!!
      اما بدر كان عايش بكلمات الأغنية وهو مستلقي عالكرسي وحاط ذراعه على عيونه .. ومو حاس ان حبيبته اللي يبيها قريب منه وورا السيارة وعلى بعد خطوات منه ..
      نوف تمت فترة واقفة بمكانها تحاسب روحها .. بالنهاية تغلبت العاطفة عندها على العقل وتقدمت بخطوات مترددة للسيارة .. لكن صوت سيارة جاية من بعيد والأصوات المرحة والملحنة للبوري حقها خلاها تتراجع وتركض ووتخبا عند زاوية الفلة ..
      شافت السيارة تقرب وتوقف قبال سيارة بدر .. وصوت الأغاني يتوقف فجأة .. وينزل بدر وهم مبتسم ..
      بدر : اهلا ً .. تو ما نور المكان ..
      ينزل الشخص الثاني من السيارة وهو يضحك : ها يا قلب امك عسى نمت زين ؟!!..
      بدر وهو يصافحه ويغير صوته للنعومه : لا توصين حريص يا ماما نمت من بدري .. بس انتي ليش تأخرتي ..
      سلمان : ههههههههههههه .. المهم علومك ؟!!..
      بدر اختفت ابتسامته المزيفة ، وتحولت لأسى بعيونه وتنهد تنهيدة تشيل أطنان من الأحزان : علومي ضايعة مني يا سلمان ولا اظن انها بترجع لي ..
      سلمان تضايق : بدر انا كم مرة قلت لك شل هالنبرة الحزينة من صوتك وعيش يومك ..!!
      بدر وقلبه يعاني مرارة الصد : ماجربت يا سلمان اللي جربته انا .. ولا كان رايك تغير .. مادام نوف ما تطيقني ولا تبيني فنا ضايع وحياتي ماتعني لي شي !!!.. ابد يا سلمان ابد .. ماتعني لي ..!!
      نوف خنقتها العبرة وهي تسمع كلماته ونبرته الحزينة !!.. وانعصر قلبها عصر لما حست نفسها بتختنق .. وضحت لها الحين معاناته .. وهي السبب بكل شي !!..
      كل ذرة شك بحب بدر لها اختفت لما سمعت كلماته .. وكان ودها تطلع له الحين وتقول له " انت غلطان .. انا ما اكرهك " .. بس مسكت عمرها وقاومت رغبتها المجنونة .. وجلست عالأرض ونكست راسها على ركبتها .. تعاني بدورها وتندم عاللي سوته بولد عمها ..

      اما بدر أخذ سلمان معه وراحوا ناحية الرجال .. سلم سلمان على والد بدر وعمه .. وهم بدورهم رحبوا فيه أجمل ترحيب ..
      اما نوف رجعت للبنات وهي تحاول ترسم البسمة على شفاتها عشان محد يحس بشي ..
      لقتهم وقفوا لعب والمكان اللي كانوا فيه خالي .. استغربت ودخلت جوا .. حصلت امها ومرة عمها وخالتها ..
      نوف لأمها : يمه وين البنات ..؟!!
      ام احمد : مدري ما دخلوا .. برا بتلقينهم ..
      حصلتها فرصة انها تنفرد بنفسها شوي عشان تعيد ترتيب أوراقها وأفكارها .. طلعت فوق وقفلت هالمرة الباب على روحها .. عشان تضمن ان محد يزعجها ..

      في الخارج البنات بعد تعب الركض ضلوا يتمشون بالأنحاء .. وفرح تعرف ندى وشوق عالمكان .. مرا بأرض مزروعه بالنعناع وريحته الحلوة تفوح بالأرجاء .. تعدوه لما وصلوا لمكان توجد فيه ساقية الماء اللي على شكل عجلة .. وقفوا عندها يتفرجون وويتكلمون على انغام هدير الماء الجميل ..
      ندى وهي مبهوره : ماشالله فرح ؟! .. وش بقى ماسويتوا كل شي موجود هنا ؟!!..
      فرح وهي مبتسمة وتراقب العجلة تدور وتشيل المويه معها : الحمدلله .. ابوي وعمي ماقصروا كل شي فخاطرنا وخاطرهم حطوه ..
      حنان وهي تضحك : عاد دلال كل يوم تطن وتزن الا تبي تسبح هنا !!
      شوق وهي تلف لدلال السرحانه مستغربه : ههههههههههه .. دلال وين تسبحين ؟!..
      دلال ما انتبهت الا على اسمها ينذكر : ها .. تكلموني ؟!!..
      فرح : دلال مجنونه تبي تسوي اشياء ماتخطر على بال عاقل ..
      كانوا يتوقعون من دلال انها ترد على اختها بحكم طبعها الناري ولسانها .. بس استغربوا صمتها وسرحانها ..
      فرح : دلال شفيك ؟!!..
      دلال وهي تفكر ببدر : مافيني شي ..
      سمعوا صوت شباب قريب منهم : البنات اللي هنا يالله تغطوا احنا جايين ..!!
      كان صوت أحمد .. والبنات كلن وتغطى طبعا ..
      حسوا فيهم يقربون ويطلعون لهم .. احمد وفهد بس ..
      احمد : ماشالله الكل هنا .. واحنا وين نروح ؟!!..
      سهى : وين تروحون ؟!.!.. المزرعه وش كبرها مالقيتوا الا تلحقونا لين هنا !!!
      احمد : هههههههههه .. لا بس هالأخ التنح اللي جنبي ( ويأشر على فهد ) .. يبي يشوف هالعجلة العجيبة ( يقصد الساقية ) ..
      فهد : مالتنح الا انت .. ما كأنك انت اللي أدوختني غصب تجي تشوفها ..
      احمد ابتسم ومسك ضحكته وراحوا من الجهة الثانية يتفرجون على الساقية .. الساقية محاطة بسياج من ثلاث جهات للحماية والجهة الرابعة متخذة كمجرى للماء .. يجري فيه ويسقي المنطقه حوله ..
      ظلوا البنات مستندين عالسياج ويتسامرون من جهة .. واحمد وفهد من الجهة الثانية المقابلة لهم ..
      ندى التزمت الصمت من طل احمد عليهم وظلت واقفة ومستندة بذراعينها على السياج الحديدي .. وتتأمل الموية لحظة .. وتطالع احمد لحظات .. الشي الوحيد اللي يخليها تطالعه باستغراب نظراته مابين فترة وفترة ..
      تحس بعيونه كلام كثير وده يقوله ..
      حست بشوق تخزها : ندى .. ماتحسين بشي غريب ..
      ندى عرفت وش تقصد بس سوت حالها مو فاهمه : لا مو حاسه .. كل شي أوكي ..
      شوق تقرب منها وتهمس بإذنها بشكل لاحظه أحمد : أحمد ..!!
      ندى وهي تتنهد بملل : وش فيه ؟!!..
      شوق : يبي يقولك شي ..!!
      ندى لفت لها بقوة مستغربة ومعصبة : وش قلتي ؟!.. وانت وش عرفك ؟!!..
      شوق نفسها ارتاعت من ردة فعلها وتراجعت : محد قالي .. بس حاسه .. من نظراته لك ..
      ندى سكتت ولا ردت .. ولفت لأحمد تشوفه لقته لا يزال يطالعها والكلام من عيونه يفيض .. كأنه يقوله أبي أكلمك ..
      بس ندى تجاهلت هالنداء الصامت ولفت لشوق : انا برجع للفله .. بتجين ؟!!..
      شوق وهي مستغربه : لا .. انا بجلس ..
      ندى راحت عن المكان اللي يجمعهم وتوجهت ناحية الفله .. تحاول تمسك اعصابها قد ما تقدر .. ومليون فكرة وفكرة عنه تتزاحم في ذهنها ..
      في طريق رجعتها دق تلفونها .. ردت وهي تمشي من غير ما تشوف الرقم : هلا ..
      - مرحبا ندى ..!!
      وقفت ندى خطواتها وعبست من الصوت الرجولي .. شافت الشاشة وصدمها المتصل .. ورجعت التلفون بإذنها وهي مدهوشه : أحمد !!!
      احمد وهو شوي مرتبك : لي طلب واحد ؟!.. وياليت ما ترديني ..
      ندى ماعرفت ترد .. احمد بنفسه اتصل عليها .. وسمعت صوته من غير ماتطلب هي هالشي .. كانت هذي أمنيتها من زمان .. أيام ماكانت تبيه وتحبه .. أيام ماكانت تعيش له .. بس هالأمنية تأخرت انها تتحقق .. ليش الحين تصيرين .. ليش ما صرتي أيام ماكنت ابي هالشي وأموت عشانه ..!!!..
      ندى بهدوء وهي نفسها مرتبكه من اتصاله الغريب : نعم امرني ..
      أحمد وهو ياخذ نفس عميق : ندى .. ممكن ؟!.. أنا ابي اشوفك ..
      ندى وكأن أحد كاب فوق راسها مويه بارده ماعرفت وش تقول : ..............
      احمد يبي يطمنها : لا تخافين ندى .. أنا بس أبي أتكلم معك .. أبي أنا وياك نتفاهم ..
      ندى تغير صوتها للهدوء والبرود : نتفاهم ؟!........ على إيش بالضبط ؟!!..
      أحمد بنبرة كلها دفا وحنية : كل شي ..... على كل شي صار !!.. أبي افهم منك أشياء كثيرة انا مو فاهمها ..
      ندى نبرته الدافيه خلاها تتوتر : ...............
      أحمد : أنتظرك عند الخيول .. اكيد تعرفينها ..
      وسكر الخط .. وكأنه فرض عليها هالأمر بدون ما ينتظر جوابها .. نزلت التلفون عن اذنها وهي تفكر ..
      يبي يتفاهم معي ؟!!.. كل شي واضح وش نتفاهم عليه ؟!!!..
      بشجاعه قررت تروح وتشوف وش يبي منها .. يمكن هاللقا هو اللي بيحط النقط عالحروف ..

      تعليق

      • أحلى من الحلا
        عضو فضي
        • Aug 2007
        • 539

        #93
        شوق ودلال لازالوا واقفين قريب من الساقية .. وكل وحدة منهم تمد يديها للموية وترش عالثانية وهم يضحكون بوناسة ..
        دلال وهي تحاول تتراجع : هههههههههههه شوق بس خلاص سبحتيني ..!!!
        شوق تضحك وتقرب منها وترش : هههههههههههههه .. انتي اللي بديتي انتي اللي تحملي ..!!
        فهد ماتحرك من مكانه يراقبهم وهو يبتسم وخاصة شوق اللي واضح انها متجاهلته ما تطالعه .. وما استغرب منها هالشي وخاصة بعد النقاش الحامي اللي دار بينهم بالسيارة .. طبعا احمد استأذن منه انه بيروح ويرجع وفهد ما اهتم وتم بمكانه يراقب ويتأمل اللي حوله ..
        أثناء ما شوق منغمسة مع دلال باللعب دق تلفونها بجيبها .. بسرعة مسحت يدينها المبلولة بملابسها وهي تضحك لدلال وطلعته .. ولما شافت الرقم ضحكت بصوت أعلى نبهت فهد عليها .. رفعت راسها لدلال : لحظة شوي بروح أكلم ..
        دلال بدون اهتمام تمد يدها للموية باستمتاع : بالطقاق أكبر همي .. ( وبخبث مقصود بنبرتها ) .. رووووحي روحي انا عارفه انه الحبيب .. هاهاهاهاي لا تلعبين هاللعبة انا عارفه ..
        شوق ضربتها بخفة وهي تضحك وراحت تركض بعيد عن المكان طلبا للهدوء .. اما فهد من سمع كلمة " الحبيب " توترت أعصابه .. وتبعها من غير محد يحس ..
        شوق لما وصلت لمكان مزروع في أشجار التوت بكثافة .. كشفت وجهها وردت وهي تضحك : ههههههههههه أهلين وسهلين ..!!!
        هديل بعصبية : ومرحبتين .. يالقاطعه ..
        شوق وهي تتصنع البراءة : ههههههههههه أي قاطعه انا ما اقطع احد ..
        هديل بسخرية : ايه مرة واضح ..!!... بالله متى اخر مرة كلمتينا .. أبي افهم انا انتظر منك تتصلين بس لما شفت مامنك فايده قلت اتصل انا واخذ الأجر ..!!
        شوق وهي تضحك : هههههههههه حرام عليك ترا والله كنتوا على بالي ومقرره أتصل عليكم أول ما أرجع الرياض ..
        هديل : ليه ؟!... وينك انتي الحين ؟!!..
        شوق بمرح وهي تمشي بين الشجر وتلامس أوراقها : حزري فزري ..
        هديل : شوق ماحب حركات حزري فزري .. جاوبيني ..
        شوق : طالعين برا الرياض لمكان ما فيه أروع منه ..
        هديل : الله ..!!!.. تعالي خذيني معكم ..
        شوق : تعالي حياك ..!!
        هديل وهي تتنهد بحزن : مين اللي بيجيبني يا حسرة ؟!.. ومشعل حاله منقلب مدري شصاير له ..
        شوق بحيرة : مشعل ؟!!!
        هديل : ايه مشعل .. هو عندي أخو غيره ..!!!
        شوق قطبت بخوف : ليه س........
        حست بالجوال ينسحب من يدها بشكل خاطف .. لفت للشخص اللي وراها مرتاعه لقته فهد حاط الجوال بإذنه يسمع ..
        شوق وهي تتخوصر باستنكار : مالك حق ..!!
        فهد ما اهتم لها وسكت يسمع : ...............
        هديل اختفى صوتها لأنها حست بشي صاير : أ.... الو ... شووق وينك ..
        فهد ابتسم وطالع بالشاشة .. ولما تأكد من الاسم رمى الجوال بخفة لها والتقطته وهي تطالعه متنرفزة ومو لاقيه جواب لتصرفه الغريب ..
        شوق : ممكن أفهم وش سويت بالضبط ...؟!!
        فهد وهو يرفع حواجبه وكأنه ما سوا شي : سويت الشي اللي يريحني ..!!
        شوق : وانت شدخلك فيني .. اذا تبي تسوي اللي يريحك سوه بعيد عني وتصرفك هذا بليز لا تعيده ثاني مرة ..
        ولفت عنه وهي ترجع الجوال بإذنها .. بس قبل لا تتكلم تكلم فهد : اذا شفت اني لازم أعيده بعيده بالوقت اللي يعجبني ..
        شوق بدون لا تلف له : انت مالك سلطة علي عشان تتصرف بهالشكل ..!!
        فهد وهو يدخل يديه بجيوب بنطلونه بكل ارتياح : ممكن وممكن لا ... بس لا تنسين اني فهد .. ومو فهد اللي مايوصل للي يبيه ......... وحتى لو كان هالشي أنتي يا بنت عمي ..!!
        حرك كلامه شي داخلها .. ولما لفت له عشان تطلب انه يوضح كلامه لقته اختفى .. تسمرت عينها عالمكان اللي كان واقف فيه وضاعت بمتاهات مالها أول من تالي .. هب نسيم بارد وقضها من سرحانها ..
        ورجعت للجوال وهي متوترة ..
        اما هديل انبح صوتها من كثر الصراخ : شوووووووووووووق وعمى يعمي العدو قولي امين .. ردي يامال ال...........
        قاطعتها شوق وهي مكشرة : هاه هاه معك وجع خفستي اذني من هالصراخ .. شفيك مافيك صبر .. اوف !!!
        هديل : أوف ؟!!!... اوف لك انتي .. وين ذلفتي ومن هذا اللي روعني ... ( وبصوت حالم ) .. لا تقولين فهد ؟!!..
        قالت اسمه من باب المزح .. بس شوق مسكت ضحكتها : ايه هذا فهد ..
        هديل حست بغصة والكلمات اللي كانت بتطلع وقفت ببلعومها : ف.... فهد قولي والله ؟!!!..
        شوق : مايحتاج أحلف لاني ما اكذب ..
        هديل : ومن وين طلع ؟!!..
        شوق توترت لما تذكرت كلامه بس فهمت منه انه تحدي : والله علمي علمك .. حتى انا ارتعت .. المهم خلينا من فهد وماقلتي لي شفيه اخوك ..اقلقتيني ..
        هديل بنبرة مقصودة : يعني ماتدرين شفيه ؟!!..
        شوق تتصنع الجهل : هاه ؟!... وانا وش يدريني ؟!!..
        هديل : انتي أعرف وحدة باللي فيه ... ومحد غيرك السبب .. لا تقولين انك نسيتي ..
        شوق وهي تتناسى بالعمد : مدري وش تقصدين انتي .. مو فاهمتك
        هديل : اها مو فاهمتني ... شوق انا اذكر اني قلت لك ان مشعل يحبك ويعزك .. ولا نسيتي هالشي بعد ؟!!!
        شوق بلعت ريقها ماعرفت ترد : ..............
        هديل : ردي علي لا تسكتين ..
        شوق : وش تبيني أقول .. وش تبيني أرد .. بصراحه اذكر هالشي ودوم أفكر فيه بس انا نفسي محتاره شلون أتصرف ..
        هديل بعفوية وتلقائية : حبيه ..!!
        شوق ما استوعبت : نعم ؟!!!
        هديل : يا اختي حبيه وفكينا .. الولد حالته حاله من جد ..
        شوق بكابة وهي تتذكر كيف حبت فهد : وهو الحب يا هديل يجي متى ما نبي .. صدقيني انا.......
        قاطعتها هديل بنبرة مختلفة : الا أقووول شكلي انا قمت أخذرف بالكلام واقوول شي المفروض ما ينقال .. عالعموم يا بنت بنت خالتي العزيزة انا داقه من توصية لأمي .. تقول كلميها وبشريها ان احنا بنجي الرياض قريب ..
        شوق استغربت نبرتها بس ما أخفت فرحتها : احلللللللفي ... ومتى ان شالله ..
        هديل : قريب .. بس مابعد حددنا يوم بالضبط ..
        شوق : ليش طيب وش المناسبة ..
        هديل بتلقائية نست نفسها : المناسبة الله يطول بعمرك .. ان أمي واحنا جايين عشان....... ( وقطعت كلامها بعد ما انتبهت لنفسها ) ... مو قلت لك انا قاعده اقول كلام ما ينقال ... كل شي بوقته حلو ..
        شوق ضربت برجلها في الأرض بقهر : قولي عاد لا تخليني على أعصابي ..!!
        هديل : سوووري فيه ناس موصيني ما أقولك الا بوقته ... والحين باي
        شوق تحاول تسحبها بالكلام : هديل هديل.. ( وتسكر الخط بوجهها ) ..
        طالعت الجوال بقهر .. اوف هديل احيانا عليها حركات تحرق أعصاب الواحد .. وش وراها نفسي أعرف ..


        راحت ندى للمكان اللي قال لها عليه .. كان بعيد شوي عن الفله لذا خذت وقت على ما وصلت له .. وقفت عند مدخل الاسطبل ويدها على قلبها من الخوف .. المكان داخل مظلم وماتسمع الا صهيل الخيول .. وهي بطبعها تخاف من الخيول ..!!
        وقفت عند المدخل تنتظر احمد .. لأنها توقعت انه مابعد وصل .. بس روعها لما سمعت صوته وراها ..
        احمد : مراحب ..!!
        ندى انتفضت وتراجعت وهي تلف له : ه ....... هلا ...!!
        احمد وهو يبتسم بنعومة : اسف روعتك ماكنت أقصد ..
        ندى تجاهلت ابتسامته ونزلت عينها تلقائي للشي اللي بيده .... كان دفترها الحبيب !!... اللي بيوم كانت تحرص عليه .. والحين صارت تكرهه ..
        احمد انتبه انها شافت الدفتر فتجاهل هالشي : وش الأحوال ؟!.. ان شالله مرتاحه هنا !!
        ندى وعيونها كل شوي تنزل للدفتر وتحس انه بيكلمها عنه : الحمدلله مرتاحه ..
        احمد : كنت متأكد انك مارح تخذليني وبتجين ..
        ندى بعدم اهتمام بمعنى كلامه : لا بس انا استغربت انك تطلبني .. عمرك ما سويتها ( وهي تطالعه بعيونه ).. وأستغرب الحين وش الكلام اللي تبي تقوله .. وش تبينا نتفاهم عليه ..!!
        احمد وهو يرفع الدفتر ويلوح به قبال وجهه بنظرة جادة : على هذا ..!!
        ندى وهي تحاول تكون هاديه : وش فيه هذا ؟!!!!..
        احمد وهو يرفع حواجبه : كل اللي فيه وتقولين وش فيه ؟!!!..
        ندى وهي تبتسم بسخرية : اذا انت عارف كل اللي فيه وحافظه بعد ليش تسألني ؟!!!
        احمد بنظرة كئيبة : لأني ماني فاهم !!..
        ندى : وش اللي مو فاهمه .. ( وتحول صوتها للحزن فجأة ونزلت راسها للارض بحسرة ) كل كتاباتي بالدفتر واضحه معانيها مثل الشمس .... لا تقولي بعد انك ما تدري انك انت المقص.....
        قاطعها أحمد وهو يرفع يده يسكتها .. وبنعومة : لا يا ندى أنا أدري .. وصدقيني انا مادريت الا منه .. لو كنتي قلتي لي من قبل كان كل شي اختلف ..
        ندى وهي تقاوم عبرتها : شلون بيختلف !!...
        احمد غمض عيونه وهي يتنهد وتراجع وعطاها ظهره : بيختلف أكيد .. اعترف اني كنت غبي .. أحيانا كنت افكر فيك .. واحس انك لما تكلميني او تطالعيني فيه شي غريب .. لكن عمري مافكرته حب ... ( وسكت فترة يجمع روحه ونبضات قلبه الملخبطه ) ....
        ندى وهي تتكتف وتلف وجهها يمين عنه بقهر : اكيد مارح تفكره كذا ... لأنك تشوف غيري ..
        حست بوجهها يحمر من اللي قالته .. ماتدري هالجرأة من وين طلعت بس لحسن حظها انها مغطيه وجهها ..
        احمد لف لها بسرعة تجاوب مع كلامها الغريب : أشوف غيرك ..؟!!!
        ندى بقهر بدون لا تطالعه : ايه ..!!
        احمد تذكر كلماتها عن الخيانة : الا تعالي .. وش سالفة خيانة وما خيانة .. وعلاقات غرامية وكلام وخرابيط مالها اساس من الصحة .. وش هالكلام الغريب يابنت خالتي .. من وين جبتيه ؟!..
        ندى وهي تتأفف وبدت تفقد أعصابها : انا قلت لك قبل ما جبته من احد .. شفته بعيوني الثنتين ..!!
        احمد وهو يحاول يكون هادي قد مايقدر عشان يفهم منها اللي يبيه : متى شفتيه ؟!..
        ندى : لا تنكر هالشي يا أحمد ..
        احمد وهو يذكر الله : استغفر الله ياربي .. انا ما أنكرت شي بس أبي افهم متى صار ..!!
        ندى طالعته بعصبية لحظة .. وبخشونة وسرعة مدت يدها له : عطني الدفتر .. وانا أعلمك ..
        عطاها الدفتر وهو يتأملها تتصفحه وينتظرها تتكلم وتشفي غليله وتساؤلاته .. وصلت لصفحة معينة ومدت الدفتر له بذات الخشونة والعصبية : خذ .... اقرا وبتفهم ..!!
        احمد بحيرة أخذ الدفتر وقرا العنوان .. " وردة حمراء وخيانة " ... ماكمل قرايه للباقي لأنه عارف وش المكتوب .. رفع راسه لندى لما قرا العنوان : قريته .. بس مافهمته .. فهميني انتي خليني أفهم ولا ترا والله بنجن ..
        رفعت ندى عيونها له شافت بعيونه رجاء واضح .. وحب واضح ..!!.. لكنها تجاهلت هالمعاني كلها وهي تدمع ... بعد ايش يا احمد جاي تبيني ..!!
        ندى ودموعها تسابق كلماتها وصوتها مخنوق : تذكر يا أحمد الوردة الحمرا اللي عطيتك اياها لما جيت لنوف ..
        احمد سكت يطالعها .. وذكرياته تبحث عن ذاك اليوم : متى ؟!!..
        ندى بصوت خافت وهي منزله راسها : ذاك اليوم لما جيت أزور نوف .. لما جيت ومعي بوكيه ورد ..
        احمد قاطعها لما لقى الذكرى اللي يبيها : اها .. تذكرت ...
        ندى وهي تحاول ما تنهار من ذكرى ذاك اليوم المشؤوم : بذاك اليوم ... حبيبتك اتصلت فيك .. وكلمتها قدامي ..
        احمد بلم وفاجئه كلامها .... حبيبتي ؟!!!.... أي حبيبة !!...
        ظل يطالع في ندى مو مصدق ان هذي بنت خالته .. بنت خالته الطيبة الحبوبة الرقيقة ... كذا تفكر فيه ..!!!!!!!
        ندى وهي تتوقع صمته هذا اعتراف بفعلته : تذكرت الحين ؟!!!... انت بكلامك ذاك اليوم هدمت كل الحب اللي اشيله لك طول سنين ..!!!
        احمد بهدوء غريب وهو يطالعها بثبات : أي حبيبة ؟!!..
        ندى تطالعه بصمت وماتدري هل هو يقصد يلف ويدور عشان يبري نفسه ..!!
        احمد وهو يتذكر ذيك المكالمة بالذات : انا كنت أكلم حسين ..!!
        هالمرة ندى هاللي بملت وهي تشوفه .. واحمد لف عنها وغرق بالضحك بصوت عالي ..
        ندى بصدمه : م .... مين حسين ؟!!
        احمد وهو يضحك : هذا خويي انا وفهد ... ( ووقف عن الضحك وطالعها بجد ) .. واذا تبين أبرهن لك مستعد ..!!
        وما انتظر ردها طلع الجوال ودق على حسين وهو على السبيكر .. رد عليه مباشرة : أهلين حبيبي .. وينك حبيبتك مشتاقه لك ..؟!!!
        احمد وهو يطالع ندى وبصوته الضحكه : أهلين حبيبتي ... أحوالك ؟!!..
        حسين : انا تمام .. وينك يا قلب حسونه انت .. ليش ما شفناك امس انت والحبيب الثاني فهوود ..
        احمد وعيونه على ندى اللي شلت الصدمه جوارحها : حبيبتي انا برا الرياض .. انا دقيت أخذ أخبارك وبسكر ..
        حسين بدلع : لا لا لا انا أبيك عندي الليلة .. نقضي الليل سوا ..
        احمد وهو يضحك : ههههههههههههه .. الله يخسك انت وكلامك .. الشرهه علي اللي أخذت حبيبة مثلك .. هههههههههه حسين انا اتصلت فيك بس عشان حبايب يسمعونك ويعرفون انهم غلطانين .. وان ظنهم فيني خايب !!!
        قالها بحزن وخيبة أمل .. وندى بهاللحظة كانت تبي تهرب وتبعد عنه ..
        حسين وهو يمزح : نعم نعم نعم .. أي حبايب انت مالك الا حبايب غيري ..
        احمد تحول للجد : حسين بسألك سؤال ... انت تخبرني أكلم بنات وعندي حبيبات ولا لا ؟!!!..
        حسين عصب لأنه حسه يستهبل عليه : وش قاعد تقول يالخبل .. أي حبيبات وأي بطيخ .. ولا لا يكون ناوي تسويها .. ترا أذبحك !!!..
        احمد حس براحه لأنه حس ان اللي يبيه وصل لندى : ههههههههههه أمزح يا شيخ .. ومثل ما قلت افكر اذبح نفسي قبل لا اسوي غلط مثل هذا ... لأن أخلاقي أبدا ما تسمح لي أحب وحدة واخذها خليله لي بالحرام ..
        قال هالكلام وهو يطالع ندى .. اللي حست بالضياع وفهمت الحقيقة مثل ماهي .. وحست أحمد يلومها على ظنها السيء فيه .. !!
        نزلت راسها بحزن وتراجعت وهي تبتعد عن المكان .. ودموعها بعيونها ..
        حست بأحمد يناديها : ندى ..!!!
        ندى وقفت بدون لا تلف له : نعم ؟!.. وش تبي أكثر ؟!..خلاص انت بريت ساحتك الحين وانتهى كل شي .. وش تبي مني أكثر .. كل اللي بغيته انك تبري نفسك من الظنون اللي خذتها عنك ...
        احمد تقدم وهو يقاطعها : صحيح انا بغيت هالشي .. لأني ما أرضى بنت خالتي تاخذ مثل هالأفكار عني ..
        ندى وهي ودها تختفي عنه : ويعني ؟!!!!..
        احمد بعد صمت عميق .. تكلم بهدوء دافي : ندى انا مستعد أعوضك عن كل العذاب اللي عشتيه بسببي ..!!!
        خمس سنين فترة مو هينه .. وصدقيني انا نفسي ندمان على غبائي .. وأعتذر منك الحين واطلبي وانا أنفذ ..
        ندى ودها تبكي ... ليش ماتدري ؟!... ماقدرت تقوله اللي فخاطرها فتركت المكان وهي تركض وتهرب عنه .. عن حبيبها السابق .. اللي ظل ساكن بمكانه يراقب ظلالها وهي تختفي عنه ..
        لما قربت من الفله .. وقفت عن الركض وظلت تمشي وهي تستعيد بذهنها كل كلامه .. يبي يعوضني ؟!.. يعوضني عن كل العذاب اللي عانيته !!!...
        وقفت مكانها وسمحت لدموعها تنزل .. تحس نفسها صارت مهزله !!.... كل الكلام اللي قاله كان شفقه !!..
        شفقه منه !!..
        اعترفت بينها وبين نفسها بكابة ان احمد لا زال يشكل معنى بالنسبة لها .. رغم كل محاولاتها انها تنسى حبه ..
        رفعت راسها بشموخ وتكلمت بصوت مسموع : اسمح لي أحمد .. كرامتي أكبر من انك تشفق علي .. ومن اليوم لي طريقي وانت لك طريقك ... عمرنا مارح نجتمع !!!..
        مسحت بقايا دموعها المهدوره وتوجهت ناحية داخل الفله ..!!.. وهي تصارع بقايا مشاعر داخلها .. ممكن انها ترجع تنمو وممكن ينكتب لها الموت أخيرا ..


        أحمد رجع للمكان اللي يجمع الرجال وهو يحس بشبه راحه بعد ماقال لندى كل الكلام وصحح الصورة الخاطئة اللي كانت ماخذتها عنه ..
        بعد ماغابت ندى عنه عرف وتأكد انه يحب .... غارق بحب بنت خالته لين قمة راسه .. لكن من متى وهو يحبها مو عارف .. يحس انه كان يحبها من زمان بس للأسف ما اكتشف هالشي الا الحين .. بالوقت الضايع ..
        ابتسم على نفسه .. لو انه كان عارف من زمان كان كل شي اختلف بالنسبة له ولها ..
        وأقسم بينه وبين نفسه ان السنين اللي عاشتها ندى وهي تحبه ماتضيع .. وان عذابها لازم يتوج بسعادتها اللي ياما تمنتها ..
        وصل لبقية الشباب لقاهم جالسين يلعبون ورق ..
        سلمان : تعال ادخل معنا .. نفسي أتحداكم انت وفهد ..
        فهد : لا تغتر ترانا مو سهلين ..
        سلمان وهو يربت على كتف بدر الصامت : هههههههههههه .. واحنا بعد قدها .. ماتعرفون بدر أتحدى واحد منكم يهزمه .. بدر ذكي ولا كل الأذكياء ..
        احمد وهو يجلس معهم : ههههههههه نشووف .. ( وهو يطالع بدر ) .. مع اني اشك بدر الحين عقله مهو بمعه ..!!
        بدر وهو يبتسم بكابة : ماعليك مني هذا جزء من الخطة عشان أحسسكم اني ماعرف ألعب بعدين أفاجئكم ..
        فهد باستنكار : لا يا شيخ !!.. أطفال احنا تلعب علينا !!!
        بدر أصلا خراط لاهو خطه ولا شي لأن عقله مهو بمعه صدق .. وبعد ربع ساعة من اللعب رمى أوراقه بضيق وقام واقف .. وطالعوه كلهم بشي من الدهشة ..
        سلمان باستغراب : وين شفيك ؟!!..
        بدر وهو ياخذ مفاتيحه وبوكه من الأرض : انا رايح !!..
        احمد : ليش سلامات شفيك ؟!!..
        بدر : مافي شي سلامتك ..
        سلمان : وين بتروح اجلس معنا ..
        بدر مارد وراح ناحية سيارته بسرعة .. احمد وفهد وسلمان تبادلوا النظرات الغريبة .. واخيرا قام سلمان يلحقه وهو يستأذنهم ..
        وصل للسيارة حصل بدر توه راكبها وبيسكر الباب : لحظة لحظة بدّووور ..!!
        وصل عنده وهو حده قلقان .. لقى بدر مسندر راسه على الدركسون ( المقود ) .. بهيئة ضاق لها سلمان ..
        سلمان : بدر وبعدين معك .. لمتى يعني ؟!!!
        بدر بدون مايرفع راسه وصوته مخنووق : لا تسألني لمتى .. انا رايح الحين ..
        سلمان : وين بتروح ؟!!..
        بدر : مدري يا سلمان .. بروح لأي مكان بعيد عنها .. لأي مكان ما يهمني وين أروح ..
        سلمان بحزم : اذا بتروح انا رايح معك ..
        بدر : لا لا تروح ابي أكون لحالي ..
        سلمان : لا غصب عليك بروح ماني تاركك لحالك .. مجنون انت !!!.. ما أقدر اخليك لحالك لأنك مستعد تسوي أي شي بنفسك ..!!
        بدر تنهد ولا رد : .............
        سلمان وهو يتحسس جيوب ثوبه : انا نسيت مفاتيحي وبوكي عند الشباب .. رايح وراجع .. حسك عينك تروح ..
        بدر : ...............
        رجع سلمان للمكان .. أما بدر من غاب عنه رفيقه سكر الباب وانطلق بسيارته مثل الصاروخ .. سمع سلمان حس السيارة ورجع بسرعة ومثل ماتوقع بدر ماسمع كلامه وراح ..
        تأفف بقوة ورفع جواله وهو حده متوتر ودق عليه .. لكن بدر مارد عليه الا قفل بوجهه .. تضايق سلمان بقوة ومادرى وش بيسوي .. دق عليه ثانية لعل قلب بدر يحن عليه ويرد لكنه بعد قفل بوجهه .. حاول مرة ثالثة لقى جواله مغلق ..
        أرسل له مسج لعله يوصله " بدّور اذكر الله وارجع مو صح اللي تسويه " .. وانتظره يرد لكنه مثل ماتوقع مارد ، ولاهو راد على احد ..
        رجع لجلسة الشباب وهو متنكد ومتضايق ومحتار مايدري وش يسوي عشان يطلع رفيقه من ضيقه وحزنه ..
        لما جلس سأله احمد : وين بدر ؟!!
        سلمان : راح ..
        احمد : راح ؟!!!!... وين راح ؟!!..
        سلمان : والله علمي علمك .. بس لا تخاف ان شالله شوي وراجع ..
        كان يأمل خير بهالكلام .. لكن احساس داخله خلاه يخاف ويقلق .. احساس يقوله ان اليوم هو اخر عهده ببدر !!.. واخر يوم لهم مع بعض ..
        استغفر الله وذكره وهو يبعد هالأفكار المشؤومة عن باله .. وتم يلعب مع أحمد وفهد وهو يحاول يتفاءل خير ..!!

        نوف لازالت بالغرفة تحاسب نفسها وتلومها مليون مرة .. وتفكر بهالأوراق اللي معها .. تبي توصلها له وترتاح من همها ..!!
        دارت في الغرفة رايحه وراجعه وهي تحاول تلقى الحل .. وشلون توصل لبدر ؟!!..
        طاحت عينها عالجوال فجأة ووقفت وهي تطالعه .. بعدها ابتسمت .. مافي غيره أكلمه واقوله عندي لك شي ودي أعطيك اياه ..
        ركضت للجوال بسرعة وحماس .. واتصلت عليه وقلبها يدق دق !!!.. حطت الجوال على اذنها ويدها ترتجف .. وش ممكن يقول لو عرف اني برجعهم له .... أكيد بيفرح !!... ابتسمت نوف بقوة على هالفكرة ..!!
        لكن ....
        خاب أملها لما حصلت الجوال مقفل ... حاولت تتصل مرة ثانية لعلها تكون خطأ بالشبكة أو شي .. لكن للأسف نفس النتيجة تظهر لها ...
        جواله مغلق ..!!!
        غريبة ..!!
        برطمت بطفولة وهي ترمي الجوال عالسرير بملل .. وطلعت للبلكون يمكن تشوفه .. بس الساحة المقابلة له خالية محد فيه ..
        احساس داخلها خلاها تنزل وتتسلل عن جلسة الحريم اللي كانوا مجتمعين بوحدة من الغرف .. مرت عالصالة الخاليه وطلعت برا لمكان السيارات .. وهي تأمل انها يكون رجع لسيارته وجلس فيها .. بس من الغرابة حصلت كل السيارات موجودة الا سيارته .. حتى سيارة رفيقه موجوده أما سيارة بدر مو موجوده ..
        فكرت انهم ممكن طلعوا مع بعض بسيارة وحدة فراحت للجهة المتواجدين فيها الرجال وطلت من زاوية الفله .. وشافت رفيق بدر جالس مع احمد وفهد والرجال موجودين ماعداه هو ..!!!!!
        عضت اصبعها بتوتر وقلق .. ورجعت أدراجها لداخل وواجهت ندى وشوق طالعين من عند جلسة الحريم ..
        شوق : أهلين وينك غايبه عنا !!!؟
        نوف وهي متوترة : ابد سلامتك كنت فوق ..
        ندى بنظرة خبيثة ما يفهمها الا نوف : تعالي اجلسي معنا مشتاقين لسواليفك يالشيطانيه !!..
        نوف ابتسمت وتوترت ملامحها أكثر .. ولاحظوه ندى وشوق ..
        ندى : سلامات شفيك ؟!!.. للحين تعبانه ؟
        نوف هزت راسها نفي بسرعه وقلبها يدق من الخوف : لا لا مافي شي ... ( وتأشر بيدها لبرا بتوتر ) ب... بس ....
        ندى بدت تخاف من هيئتها : وش فيك نوف ؟!!!..
        نوف وهي تبلع ريقها طالعتها بذعر : مدري ..!!... خايفه !!!..!!!
        وبدت ترتجف فجأة ونظراتها المذعورة تطل من عيونها .. وحطت يدها على قلبها اللي بدت نبضاته تسرع من غير سبب ..
        ندى خافت عليها وراحت مسكتها ومعها شوق : شفيك نوف ليش خايفه ؟!!!..
        نوف من الخوف حست نفسها بتموت : مدري مدري .. ندى قلبي يدق انا خايفه مدري ليش .. حاسه بخوف فضيع .... خوف خوف مدري ليه ..!!!
        ندى انقلب وجهها من شكل نوف المقلوب : هدي نوف واذكري الله مافي شي تخافين عشانه .. اذكري الله ..
        نوف وهي بصعوبة تتنفس من الخوف : لا اله الا الله ...
        شوق : نوف اجلسي ارتاحي .. يمكن من التعب ..
        جلسوها وركضت شوق للمطبخ وجابت كاس موية .. شربتها ندى وهي تحاول تهديها وتسمي عليها ..
        فجأة رفعت نوف عينها لشوق بدموع : أبي جوالي !!..
        شوق استغربت طلبها بس نفذته .. طلعت فوق وجابت جوالها ورجعت لها وهي تركض .. خذت نوف الجوال بلهفه فضيعة ودقت .. وبعد لحظات نزلت راسها على يدها بحسرة وضعف حيله ..
        ندى وهي تراقبها مستغربه : شفيك ؟!... من تبين تتصلين فيه ؟!!!
        نوف بصوت مكتوم : على بدر ... ( وبخوف ) .. بس ما يرد ما يرد .. قبل شوي كان جواله مقفل والحين مفتوح بس ما يرد ...... ما يرد علي !!!
        ندى : ليش هو مو موجود برا مع الرجال ..!!
        نوف وهي تهز راسها نفي : لا لا مو موجود .. حتى رفيقه موجود بس هو مو موجود مدري وينه ؟!!!
        شوق تحاول تخفف التوتر : شفيك أكيد رايح لمكان وبيرجع ليش خايفه كذا ؟!
        نوف وهي تلم راسها بيديها الثنتين : مدري يا ناس مدري .. انا خايفه .. حاسه بشي بيصير ..بس مدري وشو ... أبي افهم ليش اخاف كذا بس ماني عارفه ..
        ندى تقاطعها : هدي نوف قلت لك اذكري الله ومهو بصاير الا كل خير .. كله من الشيطان تعوذي من ابليس !!!



        بمكان بعيد .. كانت سيارته واقفة بمحاذاة الشارع السريع والسيارات تمر جنبه وكأنها صواريخ .. كان بدر مسند راسه على الدركسون وعايش بظلمة سيارته .. الليل حل وهو له ساعات بهالمكان الخطير ..!!..
        كان حاذف جواله ورا وطايح بين المراتب .. ولأنه ماله خلق يكلم احد فما كلف على نفسه يدوره .. وكان يسمعه يدق احيانا .. وكان متوقع انها كلها من سلمان .. لكن مادرا ان بعضها من حبيبته العنيدة القاسية ....
        ولو كان داري .. برايكم هل كان بيرد عليها ؟!!!!... بعد كل اللي عاناه وياها ؟!!!!!!..
        ليه حياته بهالشكل مقلوبه .. ليه لازم اللي يحب يتعذب .. وليه لهالدرجة الحب قالب كيانه وحياته ومسبب له المعاناة ..
        رفع راسه وطالع بالمرايه الأمامية .. ومع ان الجو حوله كان ظلام الا انه قدر يشوف عيونه المصبوغه باللون الأحمر من الدموع والأحزان والنكد وجميع المعاني المرادفه لها ...
        فتح الشباك وطالع بالسما ، والبر من حوله ، والسيارات اللي تمر مثل عواصف بجنبه ... وابتسم بحزن ومرارة لا شعوري وكأنها اخر مرة يشوف الدنيا ..!!
        شغل السيارة ومن حالته اللي يرثى لها نسى يفتح أنوار السيارة الخارجية .. ومشى بهدوء ودخل الشارع وهو ياخذ أنفاس عميقة بدون لا يطالع خلفه ... وما درا الا بأصوات شاحنة عملاقة تضرب له بقوة ..... و ........................... حدث الأمر المحتم !!!




        وصلت الساعة 11 بالليل وقرر فهد انهم يرجعون للرياض الحين لأن وراهم مشوار طويل .. توادعوا البنات بعد ما اتفقوا انهم يشوفون بعض بزواج فرح ..
        ركبوا سيارة فهد وندى قلقانه على نوف اللي ماخفت حالتها الا زادت خوف وذعر ووساوس !!..

        اما أهل المزرعة فكملوا سهرتهم لوقت متأخر .. والبنات اللي وراهم دوامات وجامعه قرروا يطنشون الدوام وخاصة انه يوم السبت وانتم تعرفون شلون دوام يوم السبت كريه !!!..
        وصلت الساعه 12.30 منتصف الليل وبدوا يجهزون للرجعه .. البنات بدوا يتعبون لكنهم اضطروا يساعدون ام بدر وام احمد على الشغل ..

        برا عند الرجال سلمان قرر مايرجع للرياض الا لما بدر يرجع ويتطمن عليه وخاصة انه صار يدق عليه ولا يرد ..!!!..
        جاه احمد وهو مستغرب : بدر ماشفناه من قلت لنا انه طلع ؟!!... ماكلمك ؟!!..
        سلمان وهو يهز راسه بضعف حيله : لا والله .. لي ساعتين الحين ادق عليه ولا يرد ..!!.. الله يستر بس مدري وين راح هالمجنون ..!!
        جاهم هاللحظة والد بدر : سلمان ..
        سلمان لف له : سم عمي ..
        ابو بدر وعيونه كلها قلق : وين بدر ما شفته من العصر ... ماقالك وين راح ؟!!
        سلمان تورط محد من اهل بدر يعرف باللي فيه .. ماغيره هو اللي يعرف .. أكيد بيستغربون هالغيبه منه وبيستغربون اسبابها .. بس المشكله انهم مايعرفون .. وهو وده يقولهم لعلهم يلقون له حل ..
        سلمان : لا يا عمي بدر كان متضايق ومارضى يقولي وين بيروح حتى مارضى يخليني اروح معه ..!!
        ابو بدر وهو يذكر الله وقلبه قابضه : حاولت اتصل عليه يمكن حوالي عشر مرات بس هالولد مو راضي يرد .. عليه تصرفات أحيانا تشيب راسي .. كأنه طفل .. مو عارف يعني ان حنا ننتظره لأننا بنرجع خلاص ..
        سلمان .. وهو يفكر والله ماعرفت باللي بقلب ولدك ياعمي ولا كان عذرته ... فحاول يعدل صورته في عيون ابوه : لا تشيل هم عمي .. بعدين بدر مهوب بزر معه سيارته وأكيد بيرجع ..
        ابو بدر : طيب ليش ما يرد ؟!!..
        سلمان بحيرة : والله علمي علمك عمي ..
        ابو بدر هز راسه بضيق ولف لأحمد : يالله يا احمد رح قل للحريم يجهزون بنركب خلاص ..
        احمد وهو رايح : ان شالله
        راح للحريم حصل كل البنات بعباياتهم جالسين بالصالة .. ونوف واقفة عند الشباك المطل عالساحة الخارجية وعبايتها عليها ..
        خبرهم أحمد يطلعون .. ودلال سألته بقلق : بدر وينه ؟!!!..
        احمد : بدر طالع من العصر وللحين مارجع .. انتوا بتركبون مع عمي ..
        دلال وقفت بخوف : وين رايح .. ما اتصلتوا فيه يجي .. هو عارف ان احنا بنركب معه ..
        احمد : مدري عنه ندق عليه ما يرد .. مو لازم انتوا خلاص اركبوا مع عمي وهو أكيد بيرجع بسيارته ..
        بعدها طلع لسيارته ينتظر أهله .. ونوف تمت بمكانها تسمع لكلامه وقلبها يدق ذعر ماعرفته من قبل في حياتها .. عطت الكل ظهرها ورفعت جوالها واتصلت عليه ببقايا أمل ضئيل ..!!!...
        لكن هالأمل الضئيل تلاشى واختفى في مهب الريح لما عطاها الجوال اخر رنة بدون رد ..
        ركبوا بسيارة أحمد ومشوا للرياض قبل سيارة ابو بدر بفترة .. يمكن ساعة الا ربع .. لان ابو بدر قرر ينتظر فترة يمكن بدر يرجع ...
        بس لما مرت قرابة الساعة ومارجع قرر يمشون .... مسكوا خط الرياض وسلمان وراهم ... وفي هالأثناء دق تلفون سلمان برقم غريب ... فرد وقلبه يرقع من هالاتصال الغريب بهالوقت المتأخر .. وحس انه له علاقة ببدر .. جمع قوته ورد وهو يذكر الله : هلا ...
        - السلام عليكم
        سلمان : وعليكم السلام .. هلا اخووي ..
        - انت الأخ سلمان ..؟!!
        سلمان وهو يبلع ريقه : ايه نعم معك سلمان ..
        سكت يسمع للكلام من الطرف الثاني .... ومنه حلت الصدمة مثل الصاعقة على راسه ...!!!

        (يتبع)

        تعليق

        • أحلى من الحلا
          عضو فضي
          • Aug 2007
          • 539

          #94
          الجزء ال 33 :

          بدايات الصباح الأولى .. شمسنا الدافيه شرقت بعد ليل طويل بالنسبة لنوف ملئ بالكوابيس والمخاوف والأفكار الموحشة اللي طردت النوم من عيونها .. كانت منسدحه بالسرير ومغمضه وهالأفكار تاخذها وتوديها .. ما نامت طول الليل الا أقل من ساعه .. من صحت تصلي الفجر والنوم من بعده جافاها .. لأسباب مسببه لها قلق جدا مزعج ..
          الحلم أو الكابوس عن بدر رجع لها ثاني مرة .. ولما صحت بسببه مفزوعه .. قامت تصلي الفجر وهي تدعي ربها انه يكون خير .. لأنها حلمت فيه أكثر من مرة واكيد له معنى .. ان شالله خير يارب ان شالله خير !!
          لها أكثر من ساعتين الحين صاحيه والنوم للحين معاندها .. محتاجه تنام وترتاح من بعد الأحداث المرهقه باليومين الأخيرة ..
          لكن وجه بدر مافارقها ابدا .. واسمه صار يتردد ببالها .. وكل شي عنه صارت تسترجعه .. صوته .. ضحكته .. وجهه .. وابتسامته .. ومشيته .. وكل شي يخصه ..
          بالأخير انتصبت عالسرير جالسه وهي تتأفف متضايقه .. لكن لما ما نفع هالشي أنه يبعد طيف بدر عنها لوحت بيدها بعصبية عند وجهها : أوووه !!!... ورا ما تفارقني الحين ... ملاحقني بكل وقت ..!!..
          لكن تفريغ ضيقها بهالشكل ما نفع .. فقامت من السرير وهي تسحب رجولها وتمسك راسها من هالضغط ...
          دخلت الحمام ورشت وجهها بمويه باردة لعلها تنتعش ..
          أوووف .. وش تسوي اذا جلست بالبيت !!... تروح الجامعه أحسن لها ليش تغيب ..!!!.. عالأقل الجامعه تشغل نفسها مع البنات وتنسى هالادمي ..!!..
          قطبت حواجبها وهي تتذكر حوادث الأمس .. وين ممكن يكون بدر راح ؟!... وهل رجع لبيتهم الحين !!!...
          خطر عليها تتصل بوحدة من خواته وتسأل .. بس !!.. وش تبرر لهم السبب اللي يخليها تسأل عنه ..
          لما طفشت نوف من نفسها صدق ، حركت يدها بعدم اهتمام ورجعت للغرفة : اووف وانا لمتى بقلق حالي .. مصيره بيرجع ...
          طالعت ساعة يدها شافتها 7.30 ... يعني تقدر تلحق عالجامعه الحين .. وتوها تمشي لدولاب ملابسها جوالها يرن ..
          رنينه وقظ الخوف اللي كان ساكن بهالوقت .. فراحت له بسرعه من غير لا تحس .. وانقلب وجهها من الحيره لما شافت اسم " دلال " عالشاشه .. دلال متصله علي شتبي ؟!.. مو قالت انها ماتبي تكلمني ...!!...
          ردت بهدوء وكأن مافي شي صاير بينهم : هلا دلال ..
          محد رد عليها غير صوت بكي ونحيب روعها وطيح قلبها من بين ضلوعها ...
          نوف بهمس وهي تحاول تتماسك : الو ... مين معي دلال ؟!!!...
          دلال صوتها مقطع مو مفهوم : ....... ن .... نوف ؟
          نوف وهي تستند عالجدار من الخرعه : شفيك دلال شصاير ؟!
          انفجرت دلال من البكي وصارت تنتحب بصوت عالي .. خلا نوف تحس ان روحها انتزعت من جسدها : ل ... ليش تصيحين وش صاير ..؟!!!..
          دلال : ...............
          نوف صرخت لما نفذ صبرها : دلووووول ردي علي وش صاير تكلمي وقفتي قلبي ...!!!!
          دلال وصوت تنفسها واصل لاخر الدنيا : ب ..... ب...... أخوووووووي !!!..
          نوف من غير لا تحس طلع الاسم من شفاتها ويدها على قلبها : بدر ؟!!!!!..
          دلال ما قدرت تتكلم أكثر وغاب صوتها أما نوف شلون أوصف حالتها .. فقدت قوتها وجلست عالأرض .. والدم بيتفجر من شراييها من قوة نبض قلبها ........ بدر ؟!!!!...
          ماقدرت تحبس دموعها من صعوبة هاللحظات : ش ... شفيه بدر يا دلال تكفين تكلمي ..!!..
          دلال صرخت وصمت إذن نوف : بين الحياة والمووووووووووت ... بيموت يا نوف بيموت ...!!!
          تركزت عيون نوف على نقطة معينة بالجدار وكلمات دلال تتردد بذهنها .. وصرخ صوت من أعماقها يقول " لاء " ...
          دلال وهي تصرخ وفاقده اعصابها : تسمعين يا نوف تسمعين ... بدر بيموت أقولك بيموووووووووت ..
          نوف بدت تصيح معها : لا تقولين بيموت .. بدر أمس كان معنا .. كان معي أمس ... كان معي ... كان معي يا دلال كان معي شلون يمووووت ...
          دلال : ...... ( تبكي بحرقه ) ...... لكنه الحين بالمستشفى ... بالمستشفى ويبيك ...
          نوف سكتت تحاول تستوعب الصدمات القاسيه .. اللي تحل على راسها وحده ورا الثانيه ... بدر بالمستشفى ؟!... بالمستشفى ؟!... بالمستشفى ؟!!!... بدر بيموت ؟!!...
          مستحيل يكون هذا الاحساس المخيف اللي كنت احس فيه من أمس ... مستحيل احساسي كان يقولي ان بدر بيموت ..
          دلال تناديها : تسمعين !!!... بدر يبي يشوفك قبل ما يموووت ... يطلب يشوفك يا نوف .. الحين ...
          نوف بضعف : يبي ... يشوفني ؟!!... يبيني انا ؟!!!..
          دلال : تعالي بسرعه الله يخليك تعالي بدر والله بيموت .. يقولون قاعد يحتضر !
          نوف صرخت وهي توقف : لاء .. لا تقولين ...
          دلال مذبوحه من الصياح : طيب تعالي ... والله يقول هاتوا لي نوف ... والله العظيم ... تكفين نوف بسرعه ..
          سكرت دلال من عندها بعد ما تحملت الكلام أكثر .. اما نوف جمدت مكانها تسترجع كل اللي انقال ... وش اللي صار ؟؟!!.... يا رب هذا حلم ولا كابوس ...!!
          طاح الجوال من يدها وركضت برا الغرفة ونزلت تحت ودموعها على خدها ... شافت بالصاله ابوها مخترش توه يشيل الشماغ وبيطلع وامها واقفه ويدها على قلبها والقلق على وجهها كله ..
          نوف ودموعها بعيونها : ..... يبه ......... بدر !!
          قاطعها ابوها وهو يتجه للباب : أدري .... عمك توه اتصل وانا بروح لهم الحين ..
          نوف : يبه بروح معك ..
          ابو احمد ما عطاها وجه وفتح الباب بس نوف رجعت تناديه بيأس : يبه ... خلني أروح معك تكفى ... هم طالبيني هناك ...
          كانت بتقول " بدر طالبني " ... بس لسانها خانها ...
          طالعها ابو احمد مستغرب بس الوقت ما يساعد يسأل عن السبب .. وأشر لها انه بينتظرها بالسيارة .. فراحت نوف لغرفتها وخذت عبايتها وتركت الجوال بلا اهتمام لأن كل فكرها الحين مشوش عن بدر... ونزلت بسرعه رهيبه وركبت السيارة وهي ترتجف وانطلقوا للمستشفى وكل منهم عايش بحاله مفزعه من الرعب والترقب ...
          نوف طول الوقت مغمضه عيونها وضامه يدينها لصدرها وتدعي .... وكل ماتذكرت وجه بدر لما شافته اخر مرة تنساب الدموع شلالات ... ماتنكر انها اخر مرة شافته كان مثال للعذاب ...
          وش تبي فيني ألحين بعد كل اللي سويته فيك .. أعترف اني عذبتك معي وعذبت نفسي بعد .. أعترف اني غلطت بحقك مرات ومرات ... أنا اللي استاهل الموت مو انت ... والله أنا اللي استاهله ...!!..
          هالمرة شهقت نوف بقوة وسمحت لنفسها تبكي بصوت مرتفع .. انحنت على نفسها وبكت بدال الدموع دم .. ومرارة الندم تعذبها وتقتلها ...
          لا سيما انها اكتشفت من طلب بدر لها انه مارح يسامحها ولا بيحللها على كل اللي سوته ..
          بهاللحظة كرهها لنفسها تولد داخلها .. وأيقنت ان كل اللي صار هي السبب فيه !!!...
          ليش سويتي كل هذا يانوف ... بدر ولد عمك وله أهله اللي يحبونه !!... لكن أنا ... أنا المجرمه مارح أسامح نفسي ...
          زادت لوعتها... واستمرت تبكي بصوت عالي لما حست بيد حانيه تربت عليها ...
          ابو احمد : ان شالله بيكون بخير .. لا تخافين ....
          نوف : ...............
          ابو احمد يحاول يهديها : بس يا بابا .. ان شالله بخير ... ادعي له بس ..
          ماتدري يبه ... ماتدري باللي سوته بنتك بولد اخوك ... أنا الحين السبب ... أنا وش سويت ؟!!... وش سويتي يا نوف ؟!!!.. لهالدرجة انعدمت الرحمة عندك !!!... أكيد بدر يبيني الحين عشان ينتقم مني ... عشان يقول انه مارح يسامحني ... يارب لا تخليه يروح ... لا تاخذه ياربي .. خله يارب ...... خله لي ..!!!
          سمعت ابوها يتمتم : الله يستر مايكون الحادث مرة قوي ..
          سمعت نوف كلماته .. ومع انها ما سألت دلال باللي صار له بالضبط لكن عرفت من كلام ابوها انه حادث ..!!!
          ظلت على وضعها منحنيه بجسمها وتبكي بألم وندم ... لين حست بأبوها يربت عليها ثاني مرة : يالله نوف وصلنا ..
          رفعت وجهها بسرعة والتفتت يمين .. شافت نفسها قدام مدخل المستشفى ...
          فتحت الباب ونزلت ومشت جنب ابوها بخطوات متعثرة مرتبكة ينبعث منها خوف فضيع .. وصل ابو احمد عند الرسبشن وسألهم عن بدر ..
          الموظف : بدر خالد ؟!!!!
          ابو احمد : ايه نعم ...
          الموظف بعد ما تفحص ورقة قباله هز راسه بأسف وطالع نوف المذعورة ورجع لأبو احمد : بدر انقلوه من غرفة الطوارئ لغرفة الانعاش قبل شوي ... حالته خطيرة جدا الله يكون بعونكم ...
          ارتجفت أوصال نوف وجلست عالارض بعد ماخارت كل قواها ... انحنى ابو احمد يساعدها عالوقوف بس هي صرخت : لا ... ما اقدر خلني ... ماقدر اشوفه ...
          ابو احمد يسحبها بالغصب وكأنها طفله : امشي معي ... مامعي وقت ..
          نوف منصاعه ومستسلمه للقدر : لا ... والله ماقدر ماقدر امشي ...
          جرها ابوها معها بالغصب وهي يحارب عشان يخليها واقفه ما تطيح : امشي معي يانوف ...
          صارت تمشي معه بدون روح ورجليها تتعثر بكل لحظة ... دخلوا لممر طويل شاف ابو احمد باخره اخوه مع سلمان ومجموعة حريم تبين انهم ام بدر وخواته ...
          التفتت وحدة من البنات لهم .. وصارت تركض لهم بلهفه لين وصلت لنوف المسلوبة الروح : نوف .... تعالي بسرعه ... يبيك ... ينتظرك ... يناديك تعالي
          طالعتها نوف بنظرات بائسة مكسورة : ما اقدر دلال ... ما أقدر ...
          مسكتها دلال وسحبتها وسط نظرات ابو احمد المتسائلة .. وصلوا لين باب الغرفة المغلقة وسط نظرات غريبة من الكل موجهه لنوف ...
          معقوله يكونون عرفوا باللي بينها وبين بدر...!!
          طالعتهم نوف بنظرة خايفه والكل ساكت ينتظرها تدخل ... والجو كان مشحون بالتوتر والنظرات ..
          طالعتهم نوف بخوف وهمست : ليش تناظروني ..!!
          شافت عمها يتقدم ويبتسم بحنية رغم اثار الدموع على وجهه : مو وقته الحين ... تبين تدخلين ... ولا أدخل معك انا ...
          نوف برعب : لا .... انا بدخل لحالي ...
          جت بتفتح الباب لكنها تفاجئت بالدكتور وثلاث ممرضين يطلعون بسرعه .. وقفت على جنب وقبل لا تدخل سمعت عمها يسأل الدكتور بعصبية واضحه : وش هذا يا دكتور ... وش صار عالولد ...
          الدكتور : قلنالك يابو بدر ... بدر فاقد دم كثير وفئة دمه للأسف نادرة ومو متوفرة عندنا ... واحنا طلبنا كمية من مستشفى الحرس الوطني وللحين ما وصلت ..
          ابو بدر بعصبية : شلون يعني ... تتركون الولد يموت .. لكم ساعات وانتم على هالحال ماحركتوا ساكن .. تصرفوا الولد بيروووح ..
          الدكتور وهو يتنهد ويحاول يهديه : ادع ربك .. وعليكم بالصبر .. احنا ما في يدنا غير الانتظار .. وللحين نحاول قد ما نقدر ان بدر ما يفقد وعيه ويظل معنا ..
          ابو بدر وهو فاقد لأعصابه : مرة تقولون الولد بيموت ومرة تقولون لا .. فهمونا .. تصرفوا .. الولد له ساعات وهو على هالحال وانتوا تتفرجون ..
          نوف دخلت الغرفة بسرعة بعدم اهتمام باللي سمعته كثر ماهي مهتمه تشوف بدر ... أول ما دخلت شافت طرف السرير الأبيض وأصوات الأجهزة الكئيبة معكره سكون الغرفة ..
          تقدمت بخطوات مرتجفه وعيونها عالجسد الممدد عالسرير ... ولما شافت منظره حست باللوعة بكل أجزاء جسمها ........... معقوله هذا بدر !!!!!!!!
          تقدمت له وهي تسمع أنينه المكتوم .. الدم مغطي كل شي بشكل يهز البدن ويدمع العين ويقطع القلب .. ولفافه بيضا أو أقدر اقول انصبغت باللون الأحمر تغطي نصف راسه .. وماظهر غير فمه وخشمه .. أما عيونه وبقية راسه فكان يخفيه الشاش الأبيض الملوث باللون الأحمر ..
          وقفت جنب السرير وهي ودها تموت ولا تشوف بدر بهالشكل ... تمسكت بالحديدة الجانبية وهمست ودموعها ما وقفت لحظة : بدر .....!!
          ما تكلم بدر غير ان أنينه زاد وألمه صار ما يُحتمل ..
          نوف : بدر ..... رد علي ..!!!
          شافت بدر يحرك راسه ويلتفت ببطء ناحية الصوت اللي طالما حبه وعشقه .... كانت تتمنى تشوف عيونه تشوف نظرته بس الشاش الأبيض حارمها هالشي .. وظل ساكت بس تنفسه يزيد ما بين لحظة ولحظة بسبب ألم يحس فيه ..
          نوف بيأس : بدر انت تبيني ..... سلامتك من كل شر ..!!
          سمعت بدر أخيرا يهمس وابتسامه ضعيفه على شفاته : نوف ..... انا بموت ...
          نوف شهقت وهي تصيح : لا تقول ..... انت مارح تموت ...
          بدر وهو يعض على شفايفه بسبب ألم موجع : لا ... انا بموت ...
          نوف وهي تصيح : ليش مناديني أجل ... عشان تنكد علي ..
          بدر مازال على ابتسامته ويهمس : أنكد عليك ؟!!!... انا مناديك لأني عارف انك رح تفرحين .. مو هذا اللي تبينه ..!!
          نوف تراجعت وهي تغطي وجهها بيديها الثنتين : حرام عليك .... أفرح عشان ولد عمي بيموت ..... ليش يا بدر مفكرني مخلوقه من حجر عشان ما أحس ولا ارحم ... مفكرني لهالدرجة قاسيه افرح لأنك بتموت ...
          بدر وهو يحارب الامه والكلمات شبه مقتوله بصعوبه تطلع : نوف انا ماطلبتك هنا عشان تبكين ... طلبتك بس عشان اطلب منك السماح .. أبي اروح وانا مطمئن ... ان أغلى انسانه على قلبي مسامحتني .... وتذكرني بالخير ...
          نوف حست بكلماته ثقيله كبر الجبال مو قادره تتحملها : بس الله يخليك لا تقول لا تعذبني ... بدر انت مابتموت عشاني لا تتكلم ..
          بدر هالمرة سكت لأن نوبة الم شديدة مرت عليه .. رفعت نوف راسها لجهاز نبضات القلب .. شافت النبضات متعثرة ومتلخبطة وتزيد سرعتها بدرجة فضيعه .. رجعت لبدر وهي تنادي بخوف : بدر ...
          بدر : ...............
          هزته برعب وهي تصرخ : بدر كلمني لا تسكت ...
          رفعت راسها للجهاز ثاني مرة لاحظت انخفاض رهيب بنبضات القلب .. ورجعت تهز بدر بعنف أكبر : كلمني لا تروح لا تروووح ... بدر تكلم لا تخليني ..
          مارد عليها وبدا صوت الجهاز يتضاعف ... بعصبية مسكت نوف الجهاز وهزته : لا توقف لا توقف .. تحرك تحرك يالزفت ..
          لكن الجهاز للأسف ما تقبل .. وصار يعلن اللحظات الأخيرة .. لين تحولت اشارة النبضات لخط مستقيم وأصدر صوت مزعج ...
          رجعت نوف لبدر وصارت تهزه بحاله هستيرية : لا يا بدر لأ ... اصحى .. قوووم .. اصحى ... بدر .... بدر ....
          طالعت نوف الجهاز لعلها تكذب الخبر بس الخط المستقيم مستمر ... ورجعت لبدر بيأس : بدر ... بدر .... قوم ... قوم لا تموووت ...
          دخلوا فجأة الممرضين مع الدكتور .. ووحده من الممرضات سحبت نوف وهي تقاوم وتصرخ : قومووووه ... بدر قوم ... يا حمار قوم ...
          وألقت نظرة أخيرة على بدر وهي بين ايادي الممرضة قبل لا يتسكر الباب في وجهها .. وما شافت منه أي حركه أو استجابه ..
          ومن طلعت من الغرفة رمت نفسها بحضن أول وحده شافتها .... كانت فرح ..
          فرح مبين على صوتها الدموع والتعب : نوف ...... نوف وش صار ؟!!!..
          رفعت نوف راسها وصارت تهزها : فرح مات ... مات يا فرح مات ...
          دلال من سمعت هالكلمات ركضت للغرفة .. لكن الباب انفتح قبل لا توصل وطلعوا منه الممرضين الاربعه مع الدكتور يدفعون السرير قدامهم بعجلة رهيبة ..
          لحقهم ابو بدر وهو مو مصدق الخبر اللي يسمعه : دكتوور وش صار ؟!!... قلي ...
          لكن الدكتور ما وقف يكلمه واستمر يركض وهو يجر السرير : مو وقته بننقله الحين لغرفة العمليات ..
          نوف بعدت عن حضن فرح وطالعت ببدر عالسرير وهم ياخذونه بعيد عنها ... شافت كمامة الأكسجين على فمه وأشياء مافهمتها ...
          لفت لفرح بهدوء وكل أثر للحياة غير موجود : ب..... بدر !!...مات ولا ما مات !!؟؟!!!..
          جتها ام بدر وصوتها متقطع من البكي : وش صار عليه يا نوف وش صار ؟!!.. وش صار على ضناي وحبيبي بدر ... وش صار على ولدي ..؟!!
          نوف طالعتهم كلهم وتلفتت عليهم واحد واحد وهي تحس بمدى معاناتهم وخوفهم .. وزاد احساس الذنب بقلبها ..
          ركضت لعمها القريب واللي ينتظر ردها ودفنت نفسها بحضنه وهي تبكي بقسوة على نفسها .. ضمها بقوة وصار يبكي معها لكن بصمت ..
          نوف : عمي بدر مات ولا لا قولوا لي .. ماقدر اصدق اللي صار له قولوا لي .. احد منكم يقولي .. بدر شفته مات قدام عيني .. قولوا اني احلم قولوا انه مو صدق ..
          سكت ابو بدر مو لاقي جواب لأنه هو بعد مو مصدق .. لما شاف ولده قاله الدكتور انه يحتضر .. بدر ولده وحبيبه بيفقده .. بيضيع من يدينه ..!!!
          ابو احمد لما لاحظ حالة بنته المزرية .. واستغرب تأثرها بهالشكل ماتوقع ان بدر يكون عزيز عليها لهالدرجة اللي خلتها تقوم المستشفى وتقعدها ..
          فراح لها واخذها من حضن عمها وضمها بدوره وقرر يرجعها للبيت لأن ان جلست بالمستشفى اكثر الله أعلم وش بتسوي ..!!





          في بيت أبو فهد الخبر للحين ماوصلهم .. كانت شوق تعيش لحظات من السعاده مع اللي تعتبره الحين ابوها .. جالسه هي وعمها عالارض بالصاله ويلعبون شطرنج موضوعه على طاوله بينهم .. كانت تتوقع عمها سهل وبتهزمه بسهوله بس وضح لها ان هالشي غير صحيح ابدا .. وطلع عمها محترف بهاللعبه ..
          شوق متورطه ما تعرف وشلون تتصرف ومبرطمه : اوففف .. عمي حرام والله لو كنت أدري انك تعرف ماكان اقترحت عليك ولعبت معك..
          ابو فهد وهو يضحك : هههههههههههه يعني تحسبين عمك زلابه ما يفهم .. يا عمري بصغري كنت أعشق هاللعبه والحمدلله للحين مثل ما أنا ..
          شوق بقهر وهي تتذكر كلام ندى : وندى هالدبا لما قلت لها العبي معي عيت وقالت اذا تبين تهزمين احد بسهوله روحي لأبوي ... مادريت انها تلعب علي ..!!!! بس أوريها ...
          ابو فهد ميت من الضحك على بنته الخبيثه : هههههههههههههههههه أكثر وحدة تعرف خبرتي بالشطرنج ندى .. ماكان المفروض تثقين فيها لهالدرجة ..
          شوق وهي تحرك الفيل وتضرب به جندي عمها : ايه والله مادريت انها تكذب ولا كان ما تورطت بهالمنافسه الغير متكافئه .. ( وتبرطم بزعل )
          لكن عمها كان متوقظ وضرب بالحصان الفيل : ههههههههههههههه ما ينفع هالشي معي وهذاني ضربتك ..
          شوق بققت عيونها شلون ما انتبهت لهالشي .. صدق انها مبتدئه تنحه : ما انتبهت !!!!...
          عمها : ههههههههههههههههههه .. المره الجايه فتحي عيونك ..
          شوق : لا صدق الحين اقتنعت اني غبية ..
          ابو فهد : ههههههههههههه لا حشا .. بنتي ماهي غبية .. بس يبيلك تتعلمينها شوي شوي ..
          شوق ابتسمت وخطرت ببالها حركة بالملك وسوتها : يالله هذي الطريقه الوحيده اللي طرت علي ..
          عمها يرجع يرد لها الضربه : نووو .. ما ينفع وشوفي الحين ضربت الوزير ..!!
          شوق تضحك : هههههههههههه حركات عمي تعرف انجليزي .. يس ونو .. ماكنت ادري ..ههههههههههههه
          عمها مسك المخده جنبه وضربها على راسها بخفه : ههههههههه ... عمك يعرف كل شي مو بس يس ونو ..
          شوق : هههههههههههههههههههههه..
          وظلت شوق تحاول تغلب عمها بشتى الوسائل بس بائت محاولاتها كلها بالفشل وخسرت .. ومدت يدها لعمها من فوق الطاولة تصافحه برسمية : مبروك يا سيد ابو فهد تستاهل .. وهاردلك لي ..
          ابو فهد يضحك ويصافحها : هههههههههههههه .. خيرها بغيرها ..
          وام فهد اللي كانت تتفرج عليهم من فترة تضحك وتراضي شوق : ماعليه شوق المرة الجايه تهزمينه ..
          شوق تناظر عمها من طرف عينها : هزيمة عمي الحين التحقت بقائمة أحلامي اللي ما تحققت للحين ..
          ابو فهد تكتف وبنظرة استجوابية : والله ؟!... وش قائمة الأحلام اللي عندك ما تحققت .. قولي يمكن اقدر أحققها لك ..
          شوق هزت راسها بنفي : لا لا نو وي ... احلامي خلوها بيني وبين نفسي ...
          وصلهم هاللحظة من ناحية الدرج صوت عمر ومعه فهد يتناقرون .. أو بالأحرى عمر يصارخ وفهد نافذ صبره ..
          دخل الصاله فهد وعمر متعلق بساقه ويصرخ وفهد يجره وهو يمشي وماسك اعصابه : عمير ووجع فكني .. بتطيحني يالحمار تفهم ولا لا ..
          عمر متعلق بساقه بيديه الثنتين : لاع .. مابي أبي ثيارتي ..
          فهد وهو ياخذ نفس وماسك أعصابه لا تفلت : من وين أجيب لك سيارة من وين ها قلي .. فكني يالدلخ لأوريك ..
          ويكمل يمشي وعمر يعاند ومتعلق .. وفهد يجر ساقه جر ويتأفف من لحظة للحظة ..
          والكل يناظرونهم مستغربين .. لا سيما شوق ماسكه ابتسامتها وتاطلع فهد بنظرة ماكرة ... الله لا يحرمني منك عموري ..
          جلس فهد عالكنبة وهو يتنفس بتعب وعمر للحين حاضن ساقه وموراضي يفكها ..
          ابو فهد يلتفت لفهد مستغرب : شفيه عمر شصاير ؟!!!..
          فهد وهو يلهث : والله علمي علمك يبه .. مصحيني من النوم عشان يقولي أبي سيارتي انت ماخذ سيارتي .. وانا والله ما ادري عن أي سيارة يقصد .. وعمري ماخذت منه سيارات .. بس هو قلق ماخلاني أتهنا بالنوم ..
          عمر يصارخ بقوة : لاأ انت خذت ثيارتي انا ثفتك أمث ... انت خذت ثيارتي عطني ثيارتي يالدب ...
          شوق لفت وجهها للجهة الثانيه ويدها على فمها وغارقه بالضحك .. تستاهل يا فهد وانتظر بيجيك أكثر ..
          فهد غمض عينه ورجع راسه عالكنبه وهو يتنهد : اه ارحمني ياربي .. عمر أي سيارة أنا ماخذت شي يالتنح تفهم ..!!!؟؟؟
          عمر بعناد عض ساقه بعد اشاره من شوق : الا انا ثفتك يالحلامي ( يالحرامي ) ...
          وعضه بأسنانه بقوه ونذاله .. وفهد صرخ وحاول يفكه لكن كان يخاف يعوره .. قامت امه بسرعه تفكه بس عمر كان يغرز أسنانه بقوة فضيعة وفهد رغم الألم كان ماسك نفسه مايبي يعوره ..
          فهد : عمير يالتبن والله لو ما توخر لأشوتك بعيد .. عمير ..!!!
          ام فهد : حبيبي عمر اترك اخوك كذا بتعوره .. تبي تعور اخوك ..
          عمر : ايه !!... اول أبي ثيارتي ..!!
          ورجع يعضه ثاني مرة ومصمم ..
          ابو فهد : هههههههههههههههههه عمر ليه كذا !!
          وأخيرا قامت شوق بكل برود بعد ماحست ان فهد تألم بالقد اللي تبي .. وراحت لعمر ومسكته بتشيله : بس عموووري حبيبي فكه ويعطيك سيارتك ..
          وبكل سهوله وسلاسه استجاب عمر لها وفك اخوه وشالته شوق بين يدينها وهي تبوسه كشكر عاللي سواه .. بس فهد مافهم هالحركه الا انها تحاول تراضيه وتهديه .. مسكين ضل يفرك مكان العضه وهو يتوعد عمر بنفسه ..
          فهد ويده على موضع الألم : هين يالخاين عقب كل اللي سويته لك تجي تعضني .. بس ما تستاهل احد يعطيك شي يالتبن ...
          عمر بلا مبالاه : أحثن !!!!..
          وطلع له لسانه ورجع يلف يديه حول رقبه شوق ويضمها .. وشوق ابتعدت عن فهد وهي تهمس بإذن عمر : تسلملي عمر لك مني أني اعطيك شوكلاته كبيره ..!!!
          عمر ضحك لها بقوة وسمعه فهد : هههههههههههههههههه .. كبيله مله !!!
          شوق وهي تبتسم : كبيره مرة ..
          فهد يقاطعهم وهو يرفع يده لهم : هيه هيه ... شقاعده تساسرين له وتقولين .. شقاعده تلعبين براسه !!!..
          شوق لفت له بنظرة بارده كالثلج : بعد هذا جزاي خلصتك منه قبل لا يقطع رجلك تقطيع ..
          فهد طالعها بنظرة من فوق لتحت : اعصابك يا ماما كنت أعرف أفك نفسي منه ما أحتاج مساعدتك ..
          صدت شوق عنه وعطته ظهرها : متخلف !!!...
          فهد فتح عيونه يطالعها مو مصدق الكلمه اللي سمعها : نعم !!... وش اللي قلتيه !!!؟؟..
          ماردت شوق بس عمر اللي كانت شايلته ووجهه ناحية اخوه رد : تقول .. متخلللف ..
          وطلع له لسانه .. بس فهد من حر مافي قلبه من غير ما يمسك نفسه طاحت يده عالمخده جنبه ورجمها على شوق وضربت بظهرها ..
          لفت له شوق مستغربه من تصرفه .. وابو فهد كان يتوقع منهم يمزحون بس حس ان الوضع تعدى حدود المزح ..
          ابو فهد : هههههههههههه فهد هذا كبرك ترجم المخاد ..
          فهد وهو يطالع شوق بنظرة مشمئزة : المتخلفين اللي مثلي لا تشره عليهم يسوون أي شي ..
          ام فهد مستغربه من تصرفاتهم : سلامتك من التخلف ..
          فهد : لكن كلام هالانسه .. ( قال الكلمة ببطء وكأنه يستفزها ) .. اللي قدامي يقول غير .. توني أدري اني متخلف .. واللي قالها أكثر تخلف ويدل على صغر العقل عندها ..
          شوق حطت عمر عالأرض وتركت الصاله وهي متأثره .. عمر الوحيد اللي لاحظ دموع شوق وهي تنزله لف لأخوه معصب : انت حمال .. ( حمار) ..
          فهد طالعه بعصبية والشرر بعيونه : انت انثبر يالبزر ولا ترا بتشوف شي ما شفته .. فاهم !!!..
          عمر ارتاع من صراخ اخوه .. وعشان يهرب ركض للدرج يلحق شوق فوق .. اما ام فهد لفت لولدها مستغربه من تصرفه : شفيك يافهد كل اللي انقال كان مزح ..!!!.. ماكان له داعي الكلام هذا !!
          فهد وهو يحاول يهدا وياخذ نفس : لا يمه هي ما تقصد المزح .. انا فاهمها ..
          ابو فهد يعاتبه : شفيك فهد تراك أكبر من كذا لا تعصب من كل شي ينقال .. وبنت عمك ماتقصد .. وبعدين انتوا مو صغار تتناقرون بهالشكل !!!!..
          فهد وهو متنرفز : علمها يبه ..
          هز ابو فهد راسه وهو متضايق .. وقرر يتجاهل اللي صار ولا يكبر الموضوع لأنه حس انه موقف طبيعي ممكن يحصل بين الاخوان .. رغم ان اللي حصل ماعجبه ابدا ..

          تعليق

          • أحلى من الحلا
            عضو فضي
            • Aug 2007
            • 539

            #95
            شوق جالسه عالسرير ودافنه وجهها بالمخدة اللي بين ايديها .. وعمر واقف قبالها بصمت ووده يصيح معها ..
            قرب منها وهو متأثر من هيئتها : سوق تسيحين ؟!
            شوق بهمس وهي حيل متأثره : عمر !!..... ليه اخوك دايم كذا !!!
            عمر مافهم عليها بس مسك وجهها ورفعه بيديه الصغيرة : لا تسيحين ..!!
            طالعت شوق بعيونه البريئة لحظات قصيرة وابتسمت بوجهه بضعف وحضنته : غصب عني ..
            حاول عمر يتملص منها ويفك نفسه عشان يطالع بوجهها ويتطمن : فهد حمال !!..
            بعدته شوق عنها ومسحت وجهها بسرعه بأطراف أصابعها وابتسمت لعمر : بس عموووري شطور انت سويت اللي طلبت منك ..
            عمر بنظرة انتصار : عضيييييييييييته .. ههههههههههههههههه
            شوق قامت وفتحت درج المكتب وطلعت الحلاو اللي وعدته فيه : وهذي حلاوتك !!
            نط عمر وراح لها وبدا يلتهم الكاكاو مباشره وشوق قررت تجلس بالغرفه وماتطلع منها لما يطلع فهد من البيت عشان مايصير أي اصطدام بينهم يمكن يولد مشاكل أكثر ... ودموع أكثر !!!!


            ندى كانت جالسه عالمكتب تكلم صديقتها ابتسام لما جالها اتصال من نوف واضطرت تقطع مكالمة ابتسام لأنها لما حطت نوف عالانتظار كانت تتصل باستمرار ولما ردت قامت ندى من الكرسي مفجوعه !!
            ندى : بدر!!!... مات !!!؟!!
            نوف وهي ميته من الصياح : والله وربي العظيم اني ما أدري .. طلعت من الغرفه كان ميت .. طلعوه بعد شوي حي ويقولون بيودونه للعمليات .. وانا على اعصابي مو داريه هو حي ولا ميت !!!
            ندى حطت يدها على فمها بصدمه : لا حول ولا قوة الا بالله !!... شلون صار وكيف ؟!!
            نوف وهي تتذكر مخاوفها : والله كنت أحس انه فيه شي بيصير .. كنت أحلم فيه يا ندى انه بيتركني .. وشكله بيتركني والله شكله بيرووووح ...... وغابت بنوبة بكي ودموع تحرق المحاجر ..
            ندى وهي تركض لدولاب ملابسها : الله يستر انتي ادعي له .. وانا بجيك انتي وين ؟!..
            نوف : أبوي رجعني للبيت وأنا كنت ابي اكون هناك عشان أتطمن .. بس مو راضي وانا خايفه عليه من جد يا ندى ..
            ندى تطلع عبايتها بسرعه وتلبسها ونوف عالخط : وأهله شخبارهم ؟!.. وخواته فرح ودلال وحنان !!
            نوف : كلهم حالتهم منقلبه ... كل ما أتذكر شكله ودي امووووت .. ودي أموووت شكله كان غير .. غير غير بدراللي اعرفه ..
            ندى : ان شالله بيطلع سالم ادعي له انتي بالأول ..
            نوف وهي تصيح تدعي وتطالع بالسما : امين والله حسيت بالذنب .. واذا صار له شي وربي العظيم ما اسامح نفسي ..
            ندى : خلاص نووف انا جايه الحين .. بس بقول لأمي
            نوف : تكفين تعالي مابي اكون لحالي احس نفسي بموت احس بالخوف يا ندى .. خوف فضيع يذبحني .. احس بروحي تطلع تعالي عندي .. تعالي
            ندى طلعت من غرفتها ودخلت غرفة شوق فجأة روعت شوق اللي كانت جالسه عالأرض مع عمر : ندى .. روعتيني شوي شوي !!
            ندى وهي تسكر من نوف : انا بروح لبيت خالتي بتجين !!
            شوق لاحظت وجهها المتغير قامت واقفه وقربت منها : شفيه وش صار !؟!!
            ندى : بدر أمس بالليل صار له حادث وهو بالمستشفى الحين حالته محد يدري عنها غير الله تقول نوف انه مات بس الظاهر انهم رجعوا انعشوه ..
            شوق حطت يديها على قلبها وهي تتذكر ذكرى ابوها المؤلمة : اوف !!... بدر ولد عمها ؟!!..
            ندى : ايه وانا بروح حالتها معفوسه اللي يسمع صوتها تو بيقول انجنت انا بروح تجين معي
            شوق بسرعه تاخذ عبايتها : طبعا بجي ..
            طلعوا مع بعض ونزلوا شافوا ام فهد ترتب سفرة الغدا مع الخدامات .. طالعتهم بدهشه لما شافتهم بعباياتهم : وين على الله وين رايحين ؟!!..
            ندى : يمه معليش انا بروح بيت خالتي حالتهم هناك حاله ..
            ام فهد ارتاعت لما شافت ملامحهم القلقه : ليه وش صاير هناك ؟!!!
            ندى : مو هم بدر ولد عمهم صار له حادث وحالته خطيرة تقول نوف بين الحيا والموت وانا بروح عند نوف وسهى أكيد يحتاجوني انا وشوق ...
            ام فهد ذكرت الله وهزت راسها موافقه : روحوا الله معكم ..
            شافهم فهد بيطلعون وناداهم .. تسمرت يد ندى على الباب وبدون لا تلف له تغيرت ملامحها وتأففت بقل صبر : اووف ماني رايقه لاستجوابه هذا بعد ..
            شوق من قهرها فتحت الباب وسحبت ندى معها : تعالي ومن قال ان حنا بنوقف له ..
            طلعوا وسكروا الباب من غير لا يردون .. وفهد بدهشه راح لأمه يسألها : شصار لهم وين رايحين بهالوقت ؟!!
            ام فهد بقلق وهي ترتب الصحون : بدر بن خالد صار له حادث امس وهو بالمستشفى ..
            فهد ما استوعب مباشرة : من بدر ؟!!... لا يكون بدر ولد عم احمد ؟!!..
            ام فهد : الا هو ..
            وفهد لا يقل حالاً عنهم الصدمه كانت قويه راح لغرفته واتصل على احمد .. رد عليه وصوته حيل متغير : هلا فهد ..
            فهد وهو يلبس ثوبه : اهلين سلامة بدر وش صار عليه ؟!..
            احمد وهو يتنهد : للحين بالعمليات فيه ضلوع وعظام متكسره ورضوض ونزيف داخلي .. وحالته حاله !
            فهد فتح عيونه : اوف لا حول ولا قوة الا بالله .. كل هذا ؟!!
            احمد : هذا اللي نعرفه الحين الله يستر من المستور .. الشي اللي خوفني ان عمي يقول انه مات لكن الحمدلله لحقوا عليه .. بس للحين حالته خطيرة والموت مو بعيد ..
            فهد : الله يستر لا تقول هالكلام ان شالله سليم ..
            احمد : الله يسمع منك .. بس السيارة معدومه بالكامل يا فهد شي يخوف شفتها بعيوني ماصدقت ان بدر طلع منها حي ..
            فهد : وشخبار عمك والوالد وسلمان ..؟!!
            احمد : حالتنا حاله محد عارف يرتاح بمكان .. بدر له اكثر من اربع ساعات بالعمليات وللحين محد طلع يطمنا .. قمت من النوم على جوالي يدق كان ابوي ومايحتاج أوصف لك روعتي لما عرفت ..
            فهد أخذ مفاتيحه وبوكه وطلع : مايحتاج انا للحين منصدم خلاص جايكم بأي مستشفى ؟!..



            حال نوف كان لا يوصف .. ناسيه عالمها الحالي وعايشه بعالم كله خوف ورعب وأحاسيس تهد الحيل .. تبكي لعل الدموع تخفف من خوفها .. لعلها تواسيها بصدمتها .. تواسي نفسها بنفسها لكن احساس التأنيب المُعذب يرجع يسكنها بسرعه رهيبه كل ما تتذكر كلمات بدر الأخيرة ..

            بدر وهو يعض على شفايفه بسبب ألم موجع : لا ... انا بموت ...
            نوف وهي تصيح : ليش مناديني أجل ... عشان تنكد علي ..
            بدر مازال على ابتسامته ويهمس : أنكد عليك ؟!!!... انا مناديك لأني عارف انك رح تفرحين .. مو هذا اللي تبينه ..!!

            عصرت عيونها بقسوة وشهقت بقوة ودموعها تهل وتمطر .. بدر بلحظة مات قدام عيونها .. مو عارفه هو حي ولا ميت لكن الموقف اللي صار قدامها أكبر من احتمالها ..
            بعد اعتقادها ان بدر طلبها عشان يلومها صار عكس كل هذا ... فكر فيها وطلبها عشان تملي عينها بموته مثل ما تمنت من قبل ومثل ماصرحت بأمنيتها هذي له أكثر من مرة !
            ضربت بقبضه يدها عالمخدة وهي غارقه بدموعها بقهر .. شلون يفكر هالانسان كان يبيني اشوفه وهو يموت .. ماعرفتني يا بدر زين ولا كان مافكرت فيني بهالطريقه .. شلون اسمح لنفسي اني افرح .. شلون فكر كذا حرام عليك انا مو حجر انا مو ابليس ..
            سمعت ندى تدخل الغرفة وتناديها بلهفه : نوووف ..
            بضعف واستسلام قامت نوف وطاحت بحضنها تصيح .. وندى من حساسيتها ورهافة حسها صاحت معها وبكت لدموعها ..
            شوق رغم ان الدموع لمعت بعيونها بس مسكت نفسها لأنهم لو صاحوا كلهم بتصير حالة مزرية لازم احد يكون قوي ..
            كانوا نوف وندى جالسين عالأرض وضامين بعض .. جلست شوق جنبهم وهي تحاول تهديهم ..
            شوق وصوتها يتغير وعلى وشك البكا : بس هدوا اذكروا الله .. وقفوا صياح مارح ينفع ادعوا له ..
            نوف وكلماتها تغيب وترجع : مات قدام عيوني والله شفته يموووت ..
            ندى حالتها ساءت بسبب حالة نوف : ما مات يا نوف انتي تتوهمين بدر حي ان شالله وبيشافيه ربي ..
            نوف مو مصدقه : لا انا شفته بعيوني يمووت ... كان يطلب مني اسامحه ناداني بس عشان افرح .. ليش انا ما أكرهه وربي انا ما أكرهه ..
            شوق بدت تفقد اعصابها وتصيح معهم : هدوا لا تخلوني اصيح اذكري الله يانوف ماينفع كذا !!!
            نوف : والله مات انا شفته مات ...
            دخلت ام احمد عليهم وانصدمت لما شافت حالتهم .. واللي كانت أسوأهم نوف راحت لها وفكتها من ندى وضمتها بدورها ..
            نوف منهارة تماما : يمه بدر شفته يمووت ... يمووووت قدام عيني .. ليش محد مصدقني انا شفته ..
            نوف حالتها كانت جدا مزرية كانت تبي تصدق الخبر وما تصدقه لأنها شافته يموت وبعدها صارت أشياء مافهمتها فعقلها مو راضي يفهم ، فاستقر على فكرة الموت ..
            ام احمد تلمها : مافيه الا العافية ابوك تو اتصل يقول طلعوه من العمليه الحمدلله ..
            ندى مسحت دموعها بعد ما هدت شوي : شلون يعني ؟!!..
            ام احمد بنظر حزينة : يقولون انه وقف قلبه كم مرة اثناء العمليه بس كل مرة يلحقون عليه وانعشوه بسرعة ودخلوه للعمليات عشان يعالجونه ويصلحون الضلوع المكسورة ..
            نوف فجأة توقفت شهقاتها وهدا نحيبها ورفعت عينها لأمها بنظرات ملهوفة : يعني ... ي ... م ... يعني مامات ؟!!..
            ام احمد ابتسمت : ما مات ...... بدر حي يُرزق بس ادعوا له محتاج دعواتكم لأن حياته مازالت بخطر ..
            نوف سكتت وهي تطالع بعيون امها الحنونة وبدت تصدق الخبر .. ورجعت ثاني مرة تصيح بس هالمرة كان ناتج الخوف ممزوج بفرح .. ودفنت راسها بحضن امها ..
            ام احمد كملت : بدر دخل بغيبوبة أثناء العملية وللحين مو عارفين يصحونه منها ..
            طالعوا ندى وشوق بعض بقلق ونوف سكنت تماما بحضن امها لما سمعت الخبر .. ورفعت راسها بسرعه وعيونها منفوخه ومحمرة بقوة ..
            ام احمد كملت : مثل ماقلت دعواتكم له .. محتاج دعانا كلنا ...
            قامت ام احمد وطلعت .. اما نوف ما انتظرت على طول راحت للحمام وتوضت وفرشت السجادة وبدت تصلي .. شوق جلست على طرف السرير بصمت وندى متكتفه وتدور بالغرفة بهدوء .. وكل وحدة منهم تدعي بلسانها وبقلبها .. وأثناء هالشي سمعوا نوف تصيح وهي ساجدة .. وكل منهم تمسك دمعتها ومستمرين بالدعاء ..

            بالمستشفى دخل سلمان على بدر بعد ما اصر على الدكتور انه يدخله عليه .. دخل وهو بعد حصل على نصيبه من الدموع .. لأن عيونه كانت طول الوقت تدمع خوف على رفيق عمره وحبيبه بهالدنيا ..
            قرب من بدر الممدد عالسرير جسد بلا روح .. يد بدر اليسرى كانت ملفوفة لأنه اتضح فيها كسر وكامل صدره بعد ملفوف بسبب ضلعين بالقفص الصدري متكسرة والحمدلله أنها ما أصابت القلب ولا كان الخطر أعظم ..
            راس بدر مازال ملفوف بلفاف ابيض يغطي راسه وعيونه ماعدا خشمه وفمه ..
            راح سلمان له بهدوء ودمعته متعلقه بعينه وحط يده بهدوء على راسه وهمس : سلامتك يابدر من كل شر .. شد حيلك وانا اخوك ترا الكل مشتاق لك ..
            ماحصل جواب ولا حركة لأن الدكتور خبرهم انه داخل بغيبوبة محد عارف متي بيصحى منها ..


            أما ابو بدر وابو احمد راحوا عند الدكتور يستفسرون ويتطمنون وأحمد باقي برا ينتظرهم لأن الدكتور ماسمح له يدخل على بدر .. لولا ان سلمان اصر وألح ..

            ابو بدر للدكتور : ماقلت لنا يادكتور وش حالته بالضبط ؟!!
            الدكتور : مثل ماقلنا لكم من قبل .. حالته للحين مازالت بدائرة الخطر عشان كذا حطيناه بالعناية المركزة .. تداركنا النزيف الداخلي قبل لا يقضي عليه .. الضربة اللي جت على صدره وراسه أثرت عليه بشكل كبير .. أكتشفنا ان عنده ضلوع بالقفص الصدري مكسورة عالجناها لكن تحتاج وقت على ماتلتئم .. اما راسه حنا شاكين بشي بس ننتظر لما يصحى من الغيبوبة عشان نسوي له أشعة ونتطمن ..
            ابو احمد بقلق : خير عسى ماشر ..
            الدكتور : للحين مو متأكدين بس رح ننتظر عشان ننقله لقسم الأشعة .. لأن احنا اذا حركناه الحين ونقلناه فيه خطر عليه وعلى ضلوعه .. فنفضل ننتظر وانتوا عليكم الدعاء ..
            ابو بدر : طيب وش اللي شاكين فيه علمنا طمنا ..



            نرجع مرة ثانية لعروس البحر الأحمر .... جدة غير !!! ... نجلاء كانت بغرفة الطفل المنتظر اللي ماكتب الله يجي للان .. وسعود طلع من الصبح ودق عليها انه مارح يحضر الغدا فتغدت لحالها .. لأنها تعودت ان سعود يدق عليها بأي يوم ويعتذر بانشغاله .. فمعد صار هالشي يضايقها والحين تتجول بغرفة الطفل وتتفحص وتشوف اذا شي ناقصه أو لا ..
            رغم انها كانت تضارب سعود على ترتيب الغرفة وشكلها .. وكيفية وضع السرير والدولاب كيف بيكون .. قدرت تقنع سعود أو بالأحرى تغصبه انها ترتب الغرفة بالوضع اللي تبيه هي ..
            الحين لما وقفت بنص الغرفة ودارت بعيونها حولها حست ان رايها بدا يتغير وان الترتيب هذا معد صار يعجبها .. فرجعت تفكر باقتراح سعود واللي كانت رافضته من الاول .. لكن الحين حست انها بدت تقتنع فيه ..
            فبدت تجر السرير وتغير مكانه مع السجادة الطفولية الصغيرة والدولاب الصغير بالعجلات .. كلها غيرت موضعها وهي تتذكر راي سعود ..
            أثناء ماهي منشغله وتدفع السرير بكل قوتها وهي تلهث انتبهت لسعود واقف عالباب متعنز ويبتسم بسخرية ..
            نجلاء بعدت يديها عن السرير وهي تبتسم ببراءة : ههههههههههههههه .. غيرت رايي ..
            سعود وهو رافع حاجب ونظرته ماتغيرت : غيرتي رايك ...... اها !!
            نجلاء تهز كتوفها : ايه غيرت رايي فيها شي ... وبعدين .... اقتنعت بكلامك ..
            سعود ابتعد عن الباب ودخل الغرفة : مو لو انك سامعه كلامي من البدايه كان مابهذلتي نفسك هالبهذله ( ويأشر عالغرفة المعفوسة بعد ماكنت مرتبه ) .. شوفي شسويتي قلبتي الغرفه فوق تحت !!!!
            نجلاء بعدم اهتمام ترجع تدفع السرير : شعليك انت غرفة ولدي وانا حرة .. يوه ...
            ورجعت تحاول تدفع السرير لكن رجله تعلقت بالسجاد ونجلاء تحاول تدف بس ماهو راضي يتحرك ، وبالنهاية طالعت سعود الجامد مكانه : لا تناظرني تعال ساعدني ...
            سعود : تراه مثل ماهو ولدك ولدي اذا نسيتي ..!!!
            احمر وجه نجلاء ولا ردت واستمرت محاولاتها بدفع السرير لكن مافي فايده .. لين تحرك سعود وعدل السجاد ، واندفع السرير بقوة ونجلاء فلت من يدها وبغت تطيح على وجهها لولا ان سعود لحق عليها ومسكها لكنه بعد ماقدر يتدارك نفسه وطاحوا مع بعض ..
            سعود : ههههههههههههههههههههه..
            نجلاء : تضحك !!!!
            سعود غمض عيونه وانسدح : ههههههههههههههههه اضحك ليش ما اضحك ..
            نجلاء : مافي شي يضحك وشف طيحتني ..... شسوي فيك الحين ؟!!
            سعود : هههههههههههههههههه الحين انا اللي طيحتك والا انتي اللي طيحتيني معك ..!!
            نجلاء : لا انت اللي طيحتني ..
            سعود : ههههههههههههههههه .. واضح والدليل انك انتي الحين راكبه فوقي !!!
            نجلاء انتبهت لنفسها وبعدت ووقفت وهي تهف نفسها بيديها من الحرر ... قام سعود جالس وهو يطالعها : الجو بارد والمكيف شغال من وين يجي الحر !!!
            نجلاء ماردت عليه وخذت دبدوب من السرير ورجمتها براسه .. قام مبتسم وساعدها على ترتيب الغرفة من أول وجديد .. ونجلاء لاحظت ان سعود ساكت وكأن وده يقول شي ..
            لما خلصوا سكرت المكيف والنور وطلعوا للصالة .. والتفتت لسعود وهي رايحه للمطبخ : بصلح القهوة لما تغير ..
            جهزت القهوة ولما رجعت للصالة حصلته جالس ولابس بدلة البيت ويتفرج على نانسي عجرم ..
            حطت الصينية عالطاولة قدامه بعصبية وسحبت الكنترول منه : بعد بعد !!!... تلعب بذيلك من وين عرفت نانسي قولللللي ها ؟!!!
            سعود مسك ضحكته : ومين مايعرف نانسي ؟!!!... نانسي فتاة أحلامي الأولى والأخيرة بس ماحصل نصيب معها ..
            نجلاء شقهت وهي تطالعه : لا تقول ان هالماصله تعجبك ..
            سعود : ليش ماتعجبني وش حليلها !!!...
            نجلاء منقهههههره : تحبها ؟!!!!
            سعود : ايه احبها ..
            نجلاء وهي ودها تعطيه بوكس بس ماسكه عمرها : أكثر مني ؟!!!!!..
            سعود وهي يضحك من كلمه لكلمه : وهذي يبيلها سؤال ؟!!...
            نجلاء فهمت العكس فلفت للغرفة : تقهوى لحالك وتفرج على حبيبتك بروحك ..
            توها بتروح مسك يدها وجرها جنبه : وييييييييين بتروحين توقعتك اذكى ... لما قلت يبيلها سؤال يعني هي ولا شي عند نجوله .. اصلا هالانسانه عمري ماحبيتها ولا بحبها ... أحد عنده القمر ويطالع غيره ..
            نجلاء رافعه خشمها فوق وتطالعه بطرف عينها : ايه اشوى علبالي انك للحين مراهق !!
            سعود : ههههههههههههههه تخسى الا هي .. يعني للحين تشككين بحبي يا حبي ..
            نجلاء ابتسمت بعذوبة : لا بالعكس متأكدة .. بس انت تعرف شلون هالكلام يحرق أعصابي ويقهرني ..
            سعود : ههههههههههههههههههه أدري .... أحب أزعلك ..
            نجلاء : أول مرة اشوف ان اللي يحب احد يحب يزعله ..!!!
            سعود : ههههههههههههههههه انا كذا .. ازعلك واراضيك ..
            ظلوا بالصالة يتقهوون ويسولفون عن مواضيع مختلفه .. لما وصلوا لموضوع شغل سعود وبهاللحظة سكت سعود يفكر وتغيرت نظرته ..
            نجلاء وهي منتبهه لهالتغير : شفيك صار شي ثاني ؟!!..
            سعود بكل جد : نجلاء لازم اقولك شي وياليت تفهميني ..
            نجلاء تعدلت بجلستها باهتمام : الله يستر وش عندك ؟!..
            سعود : أبيك هالفترة تروحين الرياض عند أهلك .... لما تتحسن الاوضاع ..
            نجلاء مافهمت واستغربت : عند اهلي ؟!... ليش سعود وش صاير ؟!!..
            سعود كان يناظر الأرض وبعدين رفع عينه لنجلاء : ....... نجلاء انا حياتي بخطر ..
            نجلاء بهدوء : بخطر ؟!... شلون يعني .. وليه وش اللي صار ؟!!
            سعود ذكر الله وهو يتنهد .. يارب شلون بقولها : ا ... احم ....... نجوله تذكرين ذيك المكالمات اللي تجيني دايم ..
            نجلاء ودق قلبها لما تذكرت .. لأن هالمكالمات لما الحين ناغزه قلبها : ايه اذكرها ... مو قلت لي من أمك ...
            سعود : مو بس امي ... نجلاء من بعد اخر عمليه مداهمه سويناها الاتصالات زادت وكلها تهديد لي وللي معي ..
            نجلاء سكتت وماعرفت تقول أو تسأل ... تهديد ؟!...
            سعود : هذا اللي ماكنت ابي اقولك عنه عشان ما تخافين وتقلقين بس الحين اشوف انك لازم تعرفين وأبيك تروحين للرياض ..
            نجلاء بتلقائية رفضت : لا مابي اروح وانت هنا .... انا بجلس معك ..
            سعود : ماينفع ابيك تروحين هناك لأني بضطر احيانا اني أغيب عن البيت بهالظروف ..
            نجلاء سكتت وسعود يحاول يقنعها ..
            نجلاء : شلون يهددونك وهم يستهدفون الأجانب ... شلون يفكرون يذبحونك وانت مسلم مثلك مثلهم !!!
            سعود مسك يدها يربت عليها : للأسف ملعوب بعقلهم .. هم ماخذين فكرة عن رجال الأمن .. ومكفرينهم .. طالما انهم يدافعون عن الأجانب فهم بنظرهم كفار مثلهم .. عشان كذا مايهتمون لو ذبحوهم !!
            نجلاء هز راسها مو راضيه تقتنع : لا لا مو معقووول ...
            سعود : الحين عشانا خربنا عليهم باخر عمليه خططهم .. فزاد تهديدهم لو ما وقفنا عن مطاردتهم ..
            نجلاء بخوف : وانت وش بتسوي ... بتسمع كلامهم ؟!!..
            سعود : طبعا لا ... مارح اسمع كلامهم
            نجلاء بدت تخاف : سعود اذا عاندتهم اخاف يضرونك .. وانا مو مستعده يصير لك شي ..
            سعود ابتسم بنعومة : مارح يصير الا كل خير .. والحين مثل ماقلت لك أبيك ترجعين الرياض هالفترة اوكي ..
            نجلاء باعتراض وعدم اقتناع : بس........
            قاطعها : من غير بس .... تراني حجزت وبكرة من الصبح بنطلع للرياض ..
            نجلاء بعتاب : يعني كنت مصر ومو مهتم لرايي اذا بوافق او لا !!
            سعود : انا مهتم لمصلحتك يا عمري ... هناك تكونين بين اهلك وخلانك احسن من تكونين هنا ..
            نجلاء : لكن انت اهلي ..
            سعود ضحك يلطف الجو لأنه حسها بتحولها مناحه : هههههههههه يا بعد عمري ودنيتي ادري والله ادري ،... بس ان شالله كلها فترة وبتعدي لا تخافين ..




            في بيت ابو احمد ندى وشوق كانوا لازالوا عند نوف وجو من السكون والحزن الكئيب لازال يخيم عليهم ..
            نوف استمرت فترة طويلة بالصلاة والدعاء .. والحين غلبها النوم ونامت على سجادتها ..
            فلبسوا عباياتهم وطلعوا بهدوء من الغرفة وكل وحدة منهم بقلبها حزن وخوف مكفيها .. شلون حال الناس بهالسرعه ينقلب .. وشلون الفرح يتبدل لحزن بغمضة عين .. أمس بدر قبل يومين كان مع اهله يضحك ويلعب والحين بالمستشفى بين الحياة والموت .. غايب عن الدنيا ..
            تغطوا ونزلوا الدرج وقابلهم احمد راقي .. كانت حالته هو الثاني صعبة تحيط به هاله من الحزن .. الشماغ على كتفه ومنزل راسه وشارد بأفكار حزينة واضحه على هيئته المهمله .. وما انتبه لهم الا لما سمع صوت ندى الناعم يكلمه ..
            ندى : سلامة بدر ما يشوف شر ..
            رفع راسه وبانت عيونه المحمرة اللي ذرفت الدموع .. بعّد وجهه عنها بسرعه يخفي دموعه : الله يسلمك الشر ما يجيك ..
            ندى : شخباره الحين ؟!!..
            احمد وهو يمرر يده على شعره وتستقر على رقبته : محد عالم بحاله غير ربي وربك ..... عن اذنكم ..
            كمل طريقه لفوق وندى حاسه بضيقه .. ولفت لشوق وهي مرة متضايقه : يالله نرجع
            شوق نفس الحاله .. شلون ما تتضايق وهي مرت بهالموقف من قبل ورسم بقلبها ونفسها جرح باقي أثره للحين .. وعرفت ان مافي احد يعيش بهالدنيا من غير ما يذوق مرها ..
            رجعوا للبيت وكل وحده مو طايقه نفسها من اللي شافوه اليوم .. لكن العزاء الوحيد اللي خفف عليهم حزنهم الخبر اللي سمعوه من ام فهد ..
            ندى من غير تصديق : نجلاء ؟!!!...
            ابتسمت ام فهد لهم وهزت راسها ..
            ندى : بتجينا بكره ... صدق يمه ؟!!!!
            ام فهد : ايه بتجينا ان شالله ، توها قبل نص ساعه دقت وقالت لي ..
            شوق ابتسمت بفرح أخفى اثار الحزن : وربي اشتقت لها كأن لها سنين ما شفتها ..

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              #96
              ليه ما فيه احد معبرني ...................زالله يسامحكم
              والله انها من أفضل الروايات الي قراتها
              اتمنى التفاعل

              تعليق

              • ●°φ أحْظانْ الغِياَبّ φ●°
                عضو متألق
                • Sep 2007
                • 277

                #97
                انتظرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررك

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  #98
                  الجزء ال 34 :

                  في المستشفى .. من صباح اليوم الثاني خوات بدر مع امهم راحوا يشوفون بدر لعل وعسى يسمح لهم الدكتور بالدخول .. لكن الرد كان الرفض ..
                  الدكتور لازال مانع الزيارة على بدر لأن حالته لازالت تتدهور .. ومو راضيه تستقر وهذا اللي مخوف الأطباء ..
                  رغم الغيبوبة لكنه باطنيا مو راضي يستجيب للعلاج .. وهم يحاولون يكثفون مجهوداتهم عشان يطلعونه من دائرة الخطر ..
                  فرح وقفت جنب ابوها تسمع للدكتور ودلال وحنان تبعوها .. وسمعوا الدكتور يتكلم مع ابوهم والقلق بعيونه : مثل ماقلنا من قبل .. حالته مضطربه واحنا نحاول نسوي كل مافي وسعنا ..
                  ابو بدر : الله يرضى عليك هذا ولدي الوحيد مالي غيره .. حاولوا تتصرفون ..
                  ابتسم الدكتور يحاول يطمنه : كل شي بيد رب العالمين .. واذا ربك كاتب لولدك يرجع لك بيرجع .. عليكم بالدعاء والصبر ..
                  بعدها استأذن وراح .. وفرح بتعب لفت لأمها : يمه انا برجع للبيت اذا بقيت هنا اكثر بيغمى علي ..
                  ابو بدر أيد والتفت لزوجته : كلنا بنرجع ماله داعي جلستنا هنا اذا ماكنا نقدر نشوفه ..
                  دلال ودموعها على خدها : بس انا ابي اشووف اخووي .. ليش مايخلونا نشوفه ..
                  ام بدر تلتفت لرجلها برجا وصوتها تعبان : قولهم ولو نشوفه لمحه .. انا امه ابي اتطمن عليه ابي اشوفه ابي المسه .. هذا ولدي الوحيد ..
                  ابو بدر هز راسه ودمعه حايره بعينه : والله كلنا نبي نشوفه بس سمعتوا الدكتور وهذا لمصلحته .. والحين خلونا نمشي ..
                  مشوا مبتعدين عن غرفة بدر مكسورين الخاطر كل واحد وده يشوفه .. كل واحد يبي يتطمن .. مايقدرون يتخيلون بدر روح البيت يروح .. وشمعته تنطفي وتحترق !..
                  وصلوا للبيت ودلال ركضت لغرفتها وسكرت الباب على نفسها .. وهناك بدت تفرغ كل اللي داخلها .. وبدت تصرخ بهستيرية وتكسر كل شي .. سمعتها فرح ولحقت عليها .. دخلت الغرفه شافت اختها مرميه عالارض ومتكوره على عمرها تصيح بقوووة .. راحت لها وضمتها وهي تحاول تهديها ودلال تصرخ ودموعها تتناثر بكل جانب ..
                  فرح صاحت معها وهي حاسه بضعف الحيله : بس دلووول لا تسوين بعمرك كذا .. مايجوووز بدر بيرجع ان شالله بيرجع ..
                  دلال تصرخ وتنادي : بدر .. بدرررررررررررررررررر ..!!
                  فرح تضمها وهي ودها تصرخ بس كتمت صرختها بأعماقها لا تنفجر ..
                  دلال من بين دموعها : هي السبب ... هي السبب ...
                  فرح عصرت عينها بصمت وساكته .. ودلال تصرخ وتهذي بكلمات حزينه ممزوجه بالغضب ..
                  دخلت حنان دامعه وحاولت تهدي اختها الصغيرة : دلال صراخك بهالشكل مارح يرجع بدر .. ادعي له بدل هالصراخ .. حرام عليك مايجوز تسوين هالشي بنفسك وفينا ..
                  دلال قامت : لولاها هالنذله كان ماصار اللي صار ... كل شي صار لبدر هي السبب فيه ..
                  فرح عارفه انها تقصد نوف .. ومازالت تحاول تهدي اختها : هذا مكتوووب ومقدر له محد السبب فيه ..
                  دلال صرخت بوجهها بعصبية : مافي شي من غير سبب ... كل شي حاصل لبدر هالفترة بسببها هي انا اكتشفت كل شي ..!!.. بس ان صار لبدر شي رح تندم ندم عمرها ما ندمته ..
                  فرح قامت وهي ساكته .. هي عارفه بنفسها بحب بدر لنوف بس طول الوقت كانت صامته وما قالت حتى لبدر انها تدري .. فضلت ان هالشي محد يعرفه ..
                  فرح مسكت حنان وسحبتها معها برا : دلال بنتركك الحين تنومين ولا بتطيحين علينا انتي بعد من الارهاق .. نامي وارتاحي وان شالله بدر بيرجع لنا ..
                  سكرت الباب وهي لازالت تسمع بكاء اختها ..
                  حنان طالعتها بحيره : شفيها دلال انجنت !..
                  فرح خذتها لغرفتها : معذووره ماتعرفين يعني غلاة بدر عندها !
                  حنان دخلت وراها وسكرت الباب : تدرين صرت اشك ان في شي بين نوف وبدر .. ؟!..
                  فرح فسخت عبايتها وعلقتها ولفت لها بارتباك : وليش تقولين كذا ؟!..
                  حنان : بالله عليك يا فرح .. ليش بدر امس كان يناديها ويطلبها .. حتى امي وابوي صاروا يشكون بس وقتها والظروف الحين ما تساعد انهم يسألون نوف او يسألون بدر ... وش اللي يخلي بدر يطلب نوف بالذات ابي افهم ؟!.. اكيد في شي ونوف لها علاقة بشي ...
                  قاطعتها فرح : مهما كان هالشي محد رح يقوله غير بدر... اما نوف لا تحاولين مارح تقول شي .. انا اعرفها زين ... حتى انا متأكدة انها تفاجأت بطلب بدر لها .. والمسكينه للحين بحالة صدمة .. دقت علي سهى اليوم الصبح وعلمتني عنها ..
                  حنان وهي تلف بحزن بتطلع : انا بروح اصلي وانام مع اني اتوقع ماقدر ..
                  فرح : حاولي ... وبدر محتاج لدعانا
                  هزت حنان راسها وطلعت ..



                  نوف بهالوقت كانت بغرفتها في حاله يرثى لها .. جالسه بوسط السرير وعينها ثابته بالفراغ قدامها وكل علامات الجمود على وجهها ..
                  مافي شي منها يتحرك حتى رمش عينها جامد ماغير دمعه يتيمة متعلقه بوسط خدها رافضه تستسلم وتطيح ...
                  كثير من الاشياء كانت ببالها .. مازالت كلمات بدر الأخيرة بذهنها رافضه انها تروح .. وقلبها لازال يعورها عاللي شافته وسبب لها جرح مستمر بالنزف .. وماعطت نفسها فرصة تسأل عمرها ليش كل هالتأثر سوى انها اكتشفت ان بدر يعني لها .. هالانسان اللي كانت تعتبره عدوها .. صار الحين يهمها !
                  كان يدور بخيالها ذكريات قديمه جدا عنها وعن بدر .. صحيح كانت ذكريات مؤلمة بالنسبة لها لكنها كفيله انها تذكّرها بابتسامة بدر اللي ماتغيرت للحين ..

                  بهذيك الذكرى .. كانت نوف ( 6 سنين ) تركض بخوف ورعب هاربه من بدر ( 13 سنة ) اللي كان يركض وراها .. دخلت بيت عمها وهي تصيح وتصرخ وتنادي امها .. ماحصلت امها بس لقت مرة عمها بوجهها فتخبت وراها وهي تشهق من الصياح والفزع ماخذ مأخذه منها ..
                  ام بدر : شفيك حبيبتي نوف ليش تصيحين ؟!!
                  نوف بعيون بريئة مرعوبه : بدر !!...
                  دخل بدر الصاله وهي يضحك ونظراته على نوف .. اللي تطل من ورا مرة عمها .. كانت بيده حية ونوف تخاف من الثعابين ..!
                  ام بدر معصبه : بدّوور انا كم مرة قلت لك هالحيوانات لا تدخلها البيت ..
                  بدر وهو يقرب والحية بين يديه : لا بس دخلتها عشان نوف تشوفها ..
                  نوف يزيد صياحها وتترجاه : بدر الله يخليك لا تجيبها وخرها .. انا ما أحبها ما أحبها ..
                  بدر تزيد ابتسامته : لازم تحبينها غصب تحبينها مو بكيفك ..
                  نوف ترفع عيونها لمرة عمها : خالتي شوفيه خليه يوخرها انا اخاف !
                  ام بدر تطالع بدر بتهديد : بدوور الحين كم مرة قلت لك خل بنت عمك بحالها .. وهالثعبان اذا ماطلعته الحين ذبحته ..
                  بدر يضحك ويقرب من امه لأنه عارفها تخاف منها : صادقه يمه .. يالله خذيه واذبحيه اذا تقدرين ..
                  ام بدر تراجعت وهي تحضن نوف : بدوور ترا انت بتنذبح بالأول قلت لك طلعه ..
                  بدر يضحك بصوت عالي ويطلع من الصاله برا .. ونوف طول عمرها حفظت هذيك الضحكه العذبه .. بس كرهها له بذاك الوقت خلاها تكره كل شي فيه حتى ضحكته المميزة ..
                  تركتها ام بدر بعد ماطمنتها وجلست نوف تتفرج على التلفزيون .. وبعد دقايق معدوده حست فجأة بحركه خلفها والتفتت مفزوعة لقت بدر وراها مباشرة والثعبان يزحف تحت رجله .. والبسمة ما اختفت من وجهه ..
                  رجعت نوف تصيح وهي تتراجع لما اصطدمت بالجدار .. ماقدرت توقف وظلت على حالها جالسه ومتشنجه من الخوف ..
                  بدر : المسيه ترا ما يخوف ..
                  صرخت نوف وبدت تصيح وهي تترجاه : بدر انا اخاف والله انا اخاف .. وخره انا اخاف ..
                  تبدل وجه بدر للعطف ونزل واخذ الثعبان وبكل وحشية وجرأة قذفه عالجدار بقوووة وطاح الثعبان عالأرض ميت فاقد الروح .. وكل هذا صار قدام عيون نوف ..!
                  نوف حطت يدها على فمها وهي ترتجف وطالعت بدر وبعينها تقول " انت شسويت " ... بدر فهم سؤالها ورد ..
                  بدر : مو انتي ماتحبينه .. عشانك ماتحبينه ما يستاهل يعيش يا حبيبتي .. محد يستاهل يعيش بهالدنيا اذا نوف ما تحبه وما تبيه ..
                  وراح اخذ مناديل وجلس جنبها وصار يمسح دموعها بحنية .. ونوف ماصدقته صارت متجمدة مكانها ما تسوي أي شي ولا تصدر ردة فعل .. ماكانت مصدقته وتحس انه بيسوي أي حركه لئيمه جديده .. لكنه لما خلص طبع بوسه على خدها وطلع اخذ الثعبان الميت معه والابتسامة شاقه وجهه ..

                  غمضت عينها بدون ماتحس ان الدموع زادت انهمار على وجهها .. هالجملة " محد يستاهل يعيش بهالدنيا اذا نوف ما تحبه وما تبيه " .. ثبتت بذهنها من ذاك اليوم .. وصار اللي صار لبدر .. كلمته اللي قالها بيوم من الأيام تطبقت عليه ..
                  دخلت عليها سهى بوجه شاحب لأنها نالت بعد حصتها من الحزن والدموع والصدمة .. وبيدها صينية فطور حطتها على الكومدينه : نوف هذا الفطور صلحته لك امي تقول كليه من امس ماكلتي ..
                  نوف : ................
                  راحت لها وهزتها : نووف ..
                  نوف رمشت عينها بانتباه وطالعت بسهى .. وبصوت مبحوح : نعم !
                  سهى تأشر بيدها عالصينيه : كلي ..
                  نوف : مابي ..... مابي شي ..
                  سهى : لازم يا نوف مو حاله هذي .. عشان كل اللي صارلبدر تحرمين نفسك ..
                  نوف باستسلام ما تبي تجادل لأنها تعبانه ومنهد حيلها : طيب ان شالله باكل ...
                  ابتسمت سهى وهي تربت على كتفها ولفت بتطلع وقبل لا تسكر الباب لفت لها نوف بلهفه : سهى !
                  سهى رجعت تفتح الباب : هلا ..
                  نوف بنظرة حزن بعيونها : ماصار شي جديد ؟!
                  سهى فهمتها : ...... عن بدر ؟!
                  هزت نوف راسها بالايجاب .. وسهى تغيرت نظرتها للأسى : لا .. للحين على حاله ..
                  نوف هزت راسها باستسلام ورجعت لأفكارها .. وعقب ما طلعت سهى قامت للصينية .. الشي الوحيد اللي كلته هو التوست وكاس الحليب ..

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    #99
                    في بيت ابو فهد .. انقشع الحزن بسرعه وعم الفرح لحظة وصول نجلاء لعند باب البيت .. والكل ماعدا فهد واقف عن مدخل الصالة ..
                    ندى مو مصدقه اللي قدامها : نجلاء ؟!!!
                    نجلاء ابتسمت وانقضت عليها تحضنها : ايه نجلاء .... شخبار اختي الغاليه ؟!!
                    ندى بعدت عنها وسلمت : بخيييير اخبارك انتي يا دوبا ( وهي تطالع بطنها )
                    نجلاء فهمت عليها وضحكت : هههههههههههه للحين ماصار شي ..
                    فكتها وراحت لشوق تسلم وندى تكلمها بامتعاض : الى متى يعني .. مليت يا اختي من اسمي حاف مشتاقه اسمع كلمة " خالتي " ..
                    نجلاء : هههههههههههههه شسوي فيك انتظري ... ( وبغرور وهي تكذب ) انا وسعود للان نفكر ..
                    طبعا كانت ام فهد اول وحدة سلمت على بنتها وبعدها ابوها وبعدين البقية .. لما خلصت منهم كلهم صارت تتلفت بينهم باستغراب ..
                    نجلاء : وينه المغرور ؟!!
                    شوق ضحكت : من تقصدين ..؟!... فهد ؟!!
                    نجلاء طالعتها مبرطمه بقهر : ايه هو فيه غيره مغرور ... وينه انا بذبحه هالولد بيوم من الايام .. دايم يبي الناس يجونه ولا مرة جيت من جدة لقيته واقف يستقبلني ..
                    ندى : اكيد نايم للحين ..
                    نجلاء من القهر نزلت شنطتها وسحبت شوق وندى معها : تعالوا انا أوريكم فيه !
                    مشوا معها وهم يضحكون وامها تناديها : نجلاء افصخي عباتك بالأول ..
                    نجلاء بنص الدرج : لا انا بوريه هاللوح !
                    وصلوا لغرفة فهد واقتحمت نجلاء الغرفة بعصبية بدون احم ولا دستور .. اما ندى لأنها خايفه من ردة فعل اخوها تمت برا عند الباب مع شوق ..
                    شوق بخوف : الله يستر اخاف يعصب ويسوي بنجلاء شي ..
                    ندى ضحكت بسخرية : لا تخافين نجلاء الوحيدة اللي تعرف له .. بتوريه شغله انتي انتظري فهد ما يقدر عليها ..

                    دخلت نجلاء الغرفة وتخوصرت وهي تفتح النور .. شافت اخوها يتحرك بضيق ويغطي عينه وهو متضايق : من هالتبن ؟!..
                    راحت نجلاء وسكرت المكيف وقربت وسحبت الغطا عنه ورمته بالأرض ..
                    نجلاء : قوم ياللوح لأوريك ؟!!
                    فهد تأفف : ندى اقسم بربي ان ماطلعتي لأفرشك هنا بالغرفة ..
                    ندى فتحت عينها وهي تتحسر وطالعت شوق الماسكه ضحكتها : شفتي .. انا مظلومه ..
                    قربت منه نجلاء ومدت يدها لكتفه وصارت تهزه بخشونه : هيييييي هيييييي قوووم .. وربي العظيم انك قليل خاتمه اعنبوك نفسي مرة اشوفك قبالي لما ارجع بس الظاهر عمرك مارح تحس ... فهيييييد وعمى قوم ..
                    فهد فتح عينه وطالع بالوجه الجميل فوقه وتفاجأ : اوه !!
                    نجلاء تطالعه بسخرية ..
                    فهد تغير مزاجه فجأة وحب يلطف الجو : من انتي ؟!...
                    نجلاء بكل برود مدت يدها لكاس المويه جنبها ورفعته فوق وبكل ثقة فرغت محتوياته كامل بوجهه .. فهد شهق وانقلب عالجهة الثانية بس مصيره انه طاح بالأرض ..
                    نجلاء ماسكه ضحكتها ويدها على خصرها : عمرك مارح تحس ياللوح ..
                    قام فهد جالس عالأرض وحط يدينه على طرف السرير وهو يهز راسه ينفض قطرات المويه : حرام شسويتي فيني ؟!..
                    نجلاء : بدل ماتقوم تسلم على اختك .. بس انا عرفت غلاتي عندك .. غلاتي عندك ولا شي !!
                    قام وهو يضحك : افا والله افا .. انتي تقولين كذا ..
                    تقدم بيسلم عليها بس لأنه كان عاري الصدر رفعت نجلاء اصبعها تهدده : روح البس زين وغسل وجهك وبعدين تعال سلم علي بشكل لايق ..
                    ولفت بتطلع وشاف فهد عند الباب قبل لا يتسكر شوق وندى يطلون وهم يضحكون .. ونجلاء سكرت الباب وهي تبتسم بفخر لنفسها ..
                    ندى وشوق لحقوا نجلاء للصاله الفوقيه وهم ميتين ضحك ..
                    ندى : هههههههههه ياليتك كل يوم عندنا والله تبردين خاطري فيه ..
                    شوق بلا شعور : ايه والله قاهرني !
                    طالعتها نجلاء مستغربه : ليش ؟!.. مسوي لك هاللوح شي ؟!..
                    شوق انتبهت لنفسها : ها ... لالا بس تعرفين انا ارحم ندى وانا دايما بصفها ..
                    نجلاء تغيرت نظرتها وهي تتأمل وجه شوق : متأكدة ما سوالك شي ؟!
                    شوق وهي تضحك : هههههههههههه وش بيسوي يعني لالا مافي شي ..
                    طلع فهد هاللحظة من غرفته وقرب منهم وهو يبتسم : حيا الله نجوووول .. ماصدق عيوني ..!
                    طالعته نجلاء من فوق لتحت وهي متكتفه : يعني تبي تفهمني انك ماتدري اني برجع ؟!..
                    فهد وهو يمد يده لها : بصراحه لا ..
                    نجلاء بعصبية نزلت يديها ومسكته بياقة ملابسه وصارت تهزه وهو يضحك : لا تكذب .. الكل يدري شمعني انت ؟!
                    فهد نزل عينه ليديها الماسكته ورجع يطالع بعيونها الغضبانه .. وضحك : ههههههههههه شفيك والله مدري عن شي .. محد قالي !
                    نجلاء لفت براسها لندى ومافكته : ماقلتوا له ؟!...
                    ندى وهي مبتسمة بوناسه : انا ماقلت له ... هو اصلا يقر بالبيت عشان يدري عن شي ؟!... طول وقته برا شلون بيعرف ؟!..
                    فهد وهي يضحك باس راس اخته يستسمح منه : انا اسف يالغلا بس صدقيني ما ادري ولا كان لقيتيني عند الباب اول واحد ينتظرك ..
                    نجلاء فكته وضمته .. ماتقدر على هالولد لو وش ماسوى يقدر يبري نفسه بلسانه العسل .. فهد حضنها وهو يضحك وطولوا على هالحال ..
                    ندى منقهره وهي تشوفهم : خفوا خلاص .. مسوين لنا روميو وجولييت ..!
                    فهد عناد فيها مافكها : شدخلك انتي اختي حبيبتي مشتاق لها يا ناس !!..
                    نجلاء تقرصه بذراعه : فكني خلاص حلا هو !!... ( وتركها وهو مبتسم ويطالع ندى المقهوره ) ... المهم شخبارك ؟!..
                    جلسوا عالكنب الموجود : بخيررر .. دام اني شفتك فانا بخير .. اخبار ابو عبدالعزيز ؟!!
                    نجلاء : تمام ويسلم عليك .. هو راح لأهله الحين وبيجي بوقت ثاني ..
                    فهد : الله يسلمه والله مشتاق له .. شخباره بالشغل ؟!..
                    نجلاء وهي تتنهد : الشغل الله يعينه تعرف الظروف الحين ، ومحتاج الشغل منه جهد اكبر الله يعينه ..
                    فهد : ان شالله ..
                    فجأة دق جوال شوق جنبها .. ولما شافت الرقم ابتسمت بوناسه : اهلين هلا والله ..!!
                    انتبهوا لها كلهم .. ولأن مافي شي يتكلمون عنه سكتوا يسمعون لها .. وخاصة فهد صار يركز بكل كلمه ..
                    شوق : تمام اخبارك انتي وخالتي ومشعل ؟!!..
                    سكتت تسمع للطرف الثاني وفهد دمه يفوووور !..
                    شوق : هههههههههههههه الله يسلمك ويسلمه !!..
                    هنا فهد ماتحمل وقام متضايق ونظراته متسلطه على شوق بشكل غريب ..
                    شوق كانت منزله عيونها ولما قام فهد طالعته بانتباه وانقطع كلامها : اوكي رح اخب...........
                    قطعت كلماتها لما لاحظت نظرات فهد النارية اللي تحس فيها بتحرقها .. نظرات خلتها تبلع الكلام اللي بتقوله بسبب شكله !!..
                    تركهم ورجع لغرفته بعد ماعطاها نظرات تسم .. نجلاء كانت مدهوشه من اللي شافته من فهد .. فيه شي غريب حصل !..
                    ولفت تطالع شوق ، وشوق ارتبكت من نظرات نجلاء الغريبة والمتفحصه لها ... ورجعت للجوال : خلاص هديل بكلمك بوقت ثاني الحين انا مشغوله اوكي ؟!..
                    وسكرت وراحت لغرفتها وهي تحبس غضبها ودمعتها ... ماتدري ليش بس نظرة فهد فيها شي خلا العبرة تخنقها .. كل ماله يزداد قسوة ..
                    لما غابوا شوق وفهد ، لفت نجلاء لندى مستغربه : شفيهم ؟!...
                    ندى هزت كتفها : مدري ... بس لهم كم يوم وهم على هالحال !؟
                    نجلاء وهي مقطبه : شلون يعني ؟!..
                    ندى : مدري بس كل مالها تزداد المشاكل بينهم ... حتى انا مو فاهمتهم ..!!؟؟
                    نجلاء وهي تحاول تستوعب : ليه وش اللي صار ؟!!...
                    ندى : من رجعت شوق من الشرقيه وحالهم مع بعض مو اوكي !... دايم تصير بينهم مشاكل .. وانا للحين مو عارفه ليش ؟!.. اول كانوا مثل السمن على العسل بس من رجعت شوق من الشرقيه وكل واحد فيهم مو طايق الثاني ..
                    نجلاء تذكرت لما كلمتها ندى مرة وخبرتها عن اللي صار لشوق : وشوق شخبارها عقب ما تعبت ؟!!
                    ندى ابتسمت : لا الحين طيبه ..
                    نجلاء بدون تفكير راحت واتجهت لغرفة فهد ودقت الباب .. ووصلها صوته غاضب : نعم ؟!..
                    نجلاء بهدوء : افتح ابي اكلمك !..
                    فهد : ماني فاتح بنوم الحين ومابي ازعاج ..
                    لا فهد انقلب حاله !!...استسلمت نجلاء ورجعت مكانها عند ندى لأنها عرفت ان فهد بهالوقت وبهالضيق مارح يفتح ..!!
                    فتحوا التلفزيون وجلسوا يتفرجون ونجلاء تفكر .. من أول مرة جت وشافت شوق في بيتهم حست ان فهد متغير .. متغير بشي لكن للحين مو فاهمه ..
                    نجلاء : ندى روحي نادي شوق !..
                    ندى : ليه ؟!!
                    نجلاء : روحي ناديها ولا تسألين !
                    راحت ندى ودقت الباب ودخلت .. وتفاجأت ان شوق كانت منسدحه تصيح : ليه كل هذا ؟!.. شوق شفيك ؟!!
                    شوق ماحبست الكلام اكثر : ندى انا مو قادره اتحمل اخوك ينغزني بالكلام والنظرات .. أبيه مرة يتكلم ويقول وش فيه عشان افهم .. لكن نظراته وتصرفاته تعذبني أكثر من كلامه .. ابي افهم والله ماني فاهمه ليه يسوي كل هذا !..
                    دخلت نجلاء الغرفه بعد ما سمعت هالكلام ... وشوق لما شافتها صارت تمسح دموعها وهي مرتبكه ..
                    نجلاء وهي تطالعها بثبات : شفيه فهد ؟!.. وش مسوي لك يا شوق ؟!..
                    شوق : م.... ماسوى شي ..
                    نجلاء : توني اسمعك تقولين عنه ينغزك ومدري ايش .. علميني وش مسوي وانا اوريك فيه !
                    شوق هزت راسها نفي وهي تجفف دموعها : ما أدري يا نجلاء .. انا مدري عن السبب صدقيني ... اخوك فجأة انقلب عدواني ضدي وانا مو عارفه ليه .. من رجعت من الشرقيه وهو كذا ... واذا جيت ابي افهم ماعرف .. مدري ليه يسوي كل هذا !!!
                    هزت نجلاء راسها بصمت .. وابتسمت فجأة بعذوبه : ماعليه فهد مزاجي تحمليه شوي .. وصدقيني بيرجع مثل ماكان ..
                    شوق حست انها زودتها والمفروض ماقالت كل هذا : انسي اللي قلته يا نجلاء بليز ..
                    نجلاء تجاهلتها : المهم خلونا نطلع .. قررت يكون غدانا بالحديقة لأن الجو اليوم مرة روعه ..
                    نزلوا كلهم بعد ما رجعت نجلاء البسمه لشوق بسوالفها .. جا وقت الغدا وجلسوا الكل عالطاولة بالحديقة وما يحتاج اقولكم الجو روعة بوجود النافوره جنبهم ترشهم برذاذ منعش ... انتبهت ام فهد لعدم وجود فهد فلفت لمنى : حبيبتي منى روحي نادي اخوك ..
                    قامت منى ورقت تناديه ودقت عليه الباب : فهد امي تقول تعال الغدا ..
                    فتح فهد الباب والضيق بوجهه .. كان يحاول يرجع ينوم بس ماقدر : وشوق هناك ؟!!
                    منى طالعته باستغراب .. وببراءة : ايه معنا .. كلنا جالسين ماعدا انت !
                    فهد طلع واتجه للصاله الفوقية وطل من الشباك الكبير عالحديقه وشافها جالسه تضحك مع نجلاء .. ابتسم بازدراء ولف لمنى وهو راجع لغرفته : قوليلهم مايبي ..!!
                    منى بتلقائية : ليه ؟!.. امي ونجلاء يبونك ..
                    فهد بضيق وهو يدخل الغرفة : ماني نازل .. وطالما بنت عمك موجودة هناك ماني نازل ..
                    وسكر الباب .. اما منى نزلت تحت مستغربه من هالكلام ومو فاهمه شي .. رجعت مكانها وهم يطالعونها ..
                    نجلاء : وينه فهد ؟!!..
                    منى ببراءة : يقول مارح ينزل يتغدا طالما بنت عمك موجودة ..
                    منى مادرت انها قالت شي غلط الا لما لاحظت تغير وجيهم كلهم وخاصة شوق ... ابو فهد عصب من جد : انجن هالولد ؟!.. اشوفه متغير هالأيام ؟!!..
                    شوق مسكت قهرها ودموعها وقامت واقفه : معليش انا مابي شي ..
                    وراحت عنهم وهي تجر بقايا كبريائها ... دخلت غرفتها وقفلت على نفسها ..
                    اما ابو فهد عصب : ابي افهم هالولد مجنون شلون يقول هالكلام .. مايبي يتغدا بالطقاق عمره ما تغدا بس ما يتكلم كذا ..
                    نجلاء وهي متضايقه : ماعليه يبه هد نفسك .. وانا بتفاهم معه ..

                    شوق واقفه عند باب البلكون ودمعة وحيدة بوسط عيونها .. هالمرة كانت اهانته قوية ماتحملتها وخاصة انها قدام الكل ..
                    ليش كل هذا يا فهد ؟!.. نفسي افهم منك شي واحد ؟!.. ليش النغزات والتجريح !.. وش سويت انا .. ابي افهم والله ليش بس انت مو راضي تتكلم ..
                    رفعت راسها ونظرتها كله تصميم ..
                    هرولت للباب وفتحته بقوة وركضت لباب غرفة فهد وهي تمسح الدموع بيدها .. دقت الباب وهي ترتجف .. ما سمعت صوت فهد بس الباب انفتح بعصبية وملامح فهد لا تقل عصبية ..
                    لما شافها واقفه قباله تغيرت ملامحه للحيره والارتباك ... شي خلاه يرتبك يمكن وجهها المتغير ..
                    بس ظلت نبرته جامده مافيها أي ذرة من الندم : نعم !
                    شوق والعبره مستقره بحلقها : ليه ؟!.. سؤال واحد بس جاوبني عليه ؟!..
                    فهد : نعم ؟!.. شتبين ؟!..
                    شوق : انت زعلان من شي ؟!... زعلان مني قولي ؟!..
                    فهد : .................
                    شوق : انا مو فاهمتك .. انت ليه كله معصب مني وزعلان ؟!!
                    فهد وهو يصد بوجهه عنها : مالك شغل ..
                    شوق : شلون مالي شغل وانت تتصرف معي بأسلوب ينرفزني ..
                    فهد رجع يطالعها بنظرة قاسية : انا قلت لك قبل كذا اسألي نفسك ..
                    شوق ودها تصيح وتصرخ : سألت نفسي والله سألت نفسي مليون مرة بس ما فهمت .. انتا قولي انتا جاوبني ..
                    فهد وهو يسكر الباب بوجهها : ماعندي رد !
                    حست بإحباط فضيع .. مو راضي يقولها عن شي .. لكن ماتدري ليش ثارت اعصابها ورجعت تضرب باب غرفته بقوووة .. داخلها غضب تبي تنفسه .. كلام تبي تفجره بوجهه ..
                    انفتح الباب ثاني مرة وفهد يطالعها وعيونه يتطاير منها الغضب ..
                    ماعطته فرصة انه يتكلم وانفجرت واصبعها في وجهه : تدري اني معد صرت اطيقك انت ... انت وتصرفاتك ... كل ماشفتك صررررت اتنرفففففففففففز ... خلك واضح وفهمني اذا انا غلطت بشي ولا مالك حق تغللللط ..
                    خلصت كلامها وهي تتنفس بقهر .. وفهد ماقدر يقول شي لكن غضبه زاد وكلماتها أثرت عليه .. " معد صرت أطيقك "
                    وشوق لفت راجعه للغرفة وهو سكر الباب بقوة هزت اركان البيت ، ومعها انتفضت شوق بروعه .. وقفت عند باب غرفتها ولفت تطالع باب غرفته لحظة ... ودخلت لغرفتها وغضبها يفووور داخلها .. ماسمحت لدموعها تنزل اكثر لأنها ماتستاهل تطيح عشان واحد مثل فهد .. لكن ظلت الأسئلة تحاول تلاقي جواب ..!!


                    المغرب طلع فهد من البيت مهموم وندمان وتقابل مع اسامة في المقهى .. حس فيه اسامه شارد الذهن وسرحان والهم بوجهه .. وعيونه عالرايح والجاي والسكون الغريب يغلفه !
                    اسامة : فهوووود شفيك عسى ماشر !؟؟
                    فهد مارد مباشرة : ............... ولا شي اسامه .. متضايق شوي ..
                    اسامه : شفيك ؟!... قولي ترا انا رفيقك لا تخبي شي ..
                    سكت فهد فترة وبعدها زفر زفره عمييييقه : اسامة .... انا أحب ......... أحب بنت عمي وش اسوي ؟!!..
                    اسامة طالعه بغير تصديق وبلم .. وفهد طالعه يتمصخر ..
                    فهد : شفيك وش قايل انا ؟!!..
                    اسامة يحك اذنه : عيد تكفى اللي قلته ... انت يا فهد انت ؟!!
                    فهد : ايه انا .. ليش شفيني انا ؟!!
                    اسامه : لالالالا اكيد تمزح ... انت تحب .. من جدك ولا بعد تلعب على بنت عمك ..
                    فهد تنرفز وعصب : اقول انثبر لا اصكك بهالكوب .. استح بنت عمي هذي وش العب عليها انجنيت يالخبل !!
                    اسامه : هد اعصابك بس ماني مصدق ... انت فهد اللعاب تحب بحق وحقيق ..
                    فهد وهو متنرفز حده : ياخي شفيني انا وش ناقصني .. قلنالك نحب بنت عمي ... نحبها تفهم ولا !!؟
                    اسامه وهو يرفع يده يهديه : طيب اوكي اوكي خلاص فهمنا وصدقنا .... بنت عمك اللي معكم بالبيت ؟!..
                    فهد بسخريه : ايه هو في غيرها يالغبي ... ماعندي بنت عم غيرها ...
                    اسامه يضحك وهو يحس نفسه اهبل : ههههههههههه خلاص عاد لا تتمصخر درينا بس حبيت اتأكد ..
                    فهد : وش تتأكد ...؟!!!؟!!
                    اسامه : هههههههههههه ياخي لا تعصب حبيت ألطف الجو !!..
                    فهد وهو يتأفف : اوف اصلا الشرهه علي اللي قلت لك !.. وقتك الحين ولا وقت تنكيتك ..!!
                    اسامة : افا انا رفيييييقك لا تنسى ..
                    فهد : ................
                    دق جوال فهد ولما طالع الرقم مال بفمه بضيق ومده لأسامة .. وأسامة يطالعه مستغرب : وش تبي ؟!!..
                    فهد وهو صاد بوجهه للجهه الثانية : رد عليها ..!
                    اسامة باستغراب : مين ؟!!..
                    فهد : .... شذى ...
                    اسامة وهو يبعد يد فهد عنه : لا وش تبي تبلشني فيها .. رد عليها انت ..
                    فهد وهو يتأفف : قلت لك رد عليها مو رايق اتكلم معها الحين ..
                    اخذ اسامه الجوال بضعف حيله والجوال يرن بإلحاح .. وطالع فهد بحيره : ... وش اقولها ..؟!
                    فهد وهو مو مهتم : قولها أي شي .. أي شي أي شي ... بس لا تقولها فهد فيه... !!..
                    اسامه استغرب من تصرف فهد أول مرة يسويها .. حط الجوال على اذنه وهو يرد : الو ...
                    وصلها صووت شذى انثوي لأبعد الحدود : أهلييييييين يا حبيب شذى انت اشتقت لك ..
                    كشر اسامه وهو يطالع فهد .. يالله وش هالمياعه !!..
                    اسامة : نعم من تبين ؟!..
                    شذى تبدل صوتها باستغراب : وين فهد ؟!..
                    اسامه : فهد مو موجود !... طالع ..
                    شذى باستغراب : شلون هذا تلفونه .. هو وينه ؟!!
                    اسامه : لا فهد نسى الجوال عندي .. ( وفكر يجرب يقول خل اسوي مثل فهد ) .. بس انا مستعد لك يا روحي اذا تبين تكلميني ...
                    فهد ماقدر يمسك ضحكته وغطى فمه بقبضة يده وصارت كتوفه تهتز من زود الضحك .. ابد هالدور ماينع لأسامة ..
                    شذى بعصبية : لا مابيك .. انا حبيبة فهد بس .. واذا اخذ جواله قوله حبيبتك وعمرك شذى اتصلت فيك ...
                    اسامه وهو ماسك ضحكته .. والله ماتدرين من اللي صارت حبيبته الحين : يصير خير ... قوليله هالكلام بنفسك ..
                    شذى بعصبية : هيي انت لازم تقوله شذى دقت عليك ..
                    اسامه : خلاص قلنا لك يصير خير .. تامرين على شي ثاني ..
                    شذى وهي معصبه : لا شكرا ..
                    وقفلت الخط ... رجع اسامه الجوال لفهد وهو ميت ضحك : هالبنت مجنونه تدري وش تقول ..؟!
                    فهد وهي مبتسم ويرجع الجوال بجيبه : ... وش تقول ؟!...
                    اسامه وهو يتذكر مياعتها : تقول لا مابيك ... انا حبيبة فهد بس .. واذا اخذ جواله قوله حبيبتك وعمرك شذى اتصلت فيك ... قايلك يا فهد من أول ان البنت بتتعلق فيك اكثر اذا استمريت معها بهالشكل .. وشوف شقالت خلتك حبيبها الوحيد .. وعلى ماظن انها ماتبي هالشي بس ...تبي اكبر من كذا ..
                    فهد هز راسه وفاهم عليه : ادري فاهم عليك ... بس تدري خلاص انا مليت .. الحب سرق كل رغبتي على هالأشياء .. ماصرت افكر بغير شوق يا أسامه ... شوق هذي نستني شذى وطوايفها ... انا مابي غير شوق بنت عمي ..
                    اسامه يطالعه مبهوت من كلامه .. وبفرح : من جدك يا فهد بتترك عنك هاللعب اللي بيضيع بنت الناس قبل لا يضيعك ..
                    فهد ابتسم وهز براسه : ايه انا خلاص مليت .. احس شذى ما بتنفعني لأن كل قلبي صار لشوق الحين .. ( وحط يده على قلبه وهو مهموم ) .. بس اللي حارق قلبي انها تحب ..
                    اسامه بدهشه : تحبك انت ؟!!
                    فهد هز راسه نفي بأسى : لا ... ولد خالتها ..
                    اسامه باستغراب : وانت شلون عرفت ؟!!..
                    فهد : عرفت عن هالشي لما رحت الشرقيه اخر مرة ... الولد بنفسه اعترف .. وقال انه يبيها مثل ماهي تبيه ..
                    اسامه بسخرية وهو مو مقتنع : والولد ذا شلون عرف ان البنت تبيه ..
                    فهد بعدم اهتمام : ما يهمني شلون عرف .. البنت متربيه معه من صغرها واكيد انهم يحبون بعض من الأول قبل لا نعرفها .. وبعدين عنده اخت اكتشفت انها صارت تنقلهم اخبار بعض !..
                    اسامه تضايق : شلون انت متأكد ..
                    فهد بضيق : ايه متأكد متأكد ... وكل ماكلمت بنت خالتها وتجيب طاري مشعل اتأكد من هالشي ..
                    اسامه سكت يفكر .. وبعد دقايق التفت له بلهفه : تعال طيب كلم بنت عمك وقولها ..؟!!
                    فهد باندهاش : لا وش اقولها انجنيت ... كبريائي ما يسمح لي اقولها اني احبها وهي تحب غيري .. وبعدين اذا هي متعلقه بولد خالتها كلامي لها مارح ينفع ..
                    اسامه : ياخي جرب وش خسران انت ..
                    فهد باصرار وبعصبية : ياخي قلت لك لا .. خلاص ماني قايل لها شي اذا هي تبي ولد خالتها خلها تحبه وتشبع منه ... مابي أجبرها ..

                    في بيت ابو فهد .. كانت نجلاء جالسه مع امها وابوها بالصاله لحالهم ومافي احد من العيال موجود .. فهد طالع وندى بغرفتها وشوق بعد .. والصغار ناموا لأن وراهم دوام ..
                    ابو فهد الى الان متضايق من اللي صار عالغدا من ولده بس ماتكلم .. نجلاء لاحظت هالشي على ابوها ..
                    نجلاء : يبه شفيك كأنك معصب ..؟!!
                    ابو فهد : يعني ..
                    نجلاء وهي فاهمته : ماعليه يبه وسع صدرك ..
                    ابو فهد : وش اوسع صدري .. وهو من كم يوم وهو يتمشكل مع بنت عمه .. تصرفاته صارت تنرفزني ..
                    نجلاء : ماعليه يبه انا بكلمه انت لا تتضايق ..
                    ابو فهد وهو يتنهد : الله يهديه .. احيانا يكون مافي اعقل واثقل منه .. لكن احيانا ينقلب مراهق ...
                    نجلاء بعد لحظة حبت تبين ضيقها من وضعهم : يبه ترا انا مالوم فهد احيانا ..!!
                    ابو فهد طالعها باستغراب : وشو ماتلومينه ؟!.. عقب الكلام اللي قاله اليوم ماتلومينه ... انا لو كان قدامي كان عطيته طراق يعدله ...!
                    نجلاء هزت راسها بقل حيله : لا يبه مو هذا قصدي ... اقصد وضعه هو وشوق بالبيت ..!!.. ما استغرب تكون بينهم مشاكل وهم على هالحاله ..
                    فهمها ابو فهد وسكت .. ونجلاء بعد سكتت ماحبت تلوم ابوها اكثر فغيرت الموضوع وهي تلتفت لأمها وتسولف معها ..
                    ابو فهد كان له مدة يفكر بالموضوع .. انتبهوا لشوق تنزل الصالة وهي تبتسم .. وابو فهد ارتاح لما شافها مبتسمة ومبين انها مو متضايقه .. لأن بنت اخوه صارت تهمه كثييييييييييييير .. ويخاف عليها ..
                    ابو فهد : هلا وغلا وينك من الغدا ما شفناك ..
                    شوق سكتت ماردت وراحت جلست جنبه والبسمة ما راحت ... لاحظتها نجلاء وابتسمت بوجهها : شفيك مستانسه ؟!..
                    شوق : بس ... حبيت اقولكم ان بيت خالتي بيجون من الشرقيه بكره ..
                    ام فهد وهو تبتسم : حياهم الله ...
                    شوق : توها كلمتني خالتي وقالت لي ... بكره العصر او المغرب بيكونون هنا ..
                    نجلاء : ليش عندهم احد هنا .. عندهم زواج او شي ؟!!..
                    شوق : ما سألت لكن اللي اعرفه زيارة ...
                    نجلاء وهي تبتسم : زين انا بعد ابي اشوفهم ... ويابختك عندك اهل من الشرقيه دايم اسمع ان اهل الشرقيه قلبهم طيب ..
                    ابتسمت شوق بفرح : ايه اجل انا وش اقول اللي جربت ... خالتي وعيالها مافي أطيب منهم ..
                    دخل بهالوقت فهد عليهم .. وسكر الباب وعينه على شوق وفيها معاني كثيرة .. محد فهم هالنظرة كثر نجلاء ولأن شوق ماكانت تطالعه مادرت عنه ..
                    تقدم لهم ولاحظ ان ابوه معصب .. وفهد بذكائه فاهم السبب لف لشوق : ... شوق ...
                    شوق رفعت عينه له بلوووم .. بس ماتكلمت :............
                    فهد : ... انا اسف ..
                    شوق مابعدت عينها مستغربه منه .. كان هادي وملامحه هاديه غير اللي شافته اليوم .. ماعرفت وش تقول فظلت ساكته ..
                    نجلاء ابتسمت ولفت لأبوها : شفت يبه .. رضيت الحين ..
                    ابو فهد رفع راسه لولده : الله يرضى عليه لو ينتبه لكلامه ..
                    فهد ابتسم ومشى للدرج وسمع امه تناديه : فهد بكره لا تطلع بيجونا ضيوف ..
                    فهد وقف عند الدرج ولف : مين يمه ؟!..
                    ام فهد : مشعل واهله من الشرقيه ..
                    تبدلت نظرة فهد للجمود بس ماتكلم ولا صدرت منه ردة فعل غير انه طالع شوق شافها مبتسمة .. مما أكد له ظنونه أكثر وأكثر ..
                    هز راسه وطلع وهو ساكت لكن قلبه من جوا يتمزززق ..
                    اما نجلاء كانت تتابع اخوها بكل حركاته .. وحاسه فيه وبضيقه ..

                    ندى قبل لا تنام كان قلبها ضايق عشان نوف وماراحت عن بالها طول اليوم .. فدقت عليها تتطمن .. بس اللي رد عليه صوت خالي من الحياة ..
                    ندى بمرح : اخبار الحلوين ؟!..
                    نوف ببرود : اهلين ...
                    ندى : اخبارك مرتاحه الحين .. ان شالله احسن من امس ؟!..
                    نوف : .............
                    ندى : نوف كلميني لا تسكتين انا كلمت اونسك ..
                    نوف : وش تبيني اقول ... والله مالي نفس اتكلم ..
                    ندى : طيب اخبار بدر ان شالله احسن ..
                    نوف دمعت لما سمعت اسمه : ..................
                    ندى حست فيها ... وحست بالعطف عليها ، نوف طول عمرها حساسه وما تتحمل بهالمواقف الكبيرة مثل هذي ..
                    ندى : ما صحى ؟!!!
                    نوف : لا ....
                    ندى حست من اجوبتها المقتضبه انها فعلا مالها خلق للكلام ..
                    ندى : طيب انتي ارتحتي ولا من امس ما نمتي ...
                    نوف : يعني ... انوم شوي واصحى ... ما اكمل ساعه على بعضها ... حاسه بقلق وأرق ..!
                    ندى : طيب الحين حطي راسك ونامي ( وبمرح ).. لازم تنامين عشان بدر اذا صحى يشوفك نوف الحلوة ما تتغيرين عليه ..
                    نوف وصوتها تخنقه العبرات : خليه يصحى بالاول ..!!
                    ندى وهي تحاول تطمنها وتطلعها من دائرة القلق : بيصحى ان شالله بيصحى .. خلي ثقتك بالله قوية .. بدر بحفظ ربه ان شالله ..
                    نوف بهمس منكسر : ان شالله ...
                    ندى شافت الكمبيوتر يأشر عرفت ان فيه محادثة .. راحت بسرعه وهي تكلم نوف لقته طلال ..
                    ندى : خلاص نوف بسكر الحين ابيك ترتاحين لا تشيلين الهم فوق طاقتك
                    نوف : احاول
                    وسكرت وعلى طول كلمت طلال : طلال انا وش قلت لك من قبل .. ما قلت خلاص مابي علاقتنا تستمر اكثر من كذا ..
                    طلال : لحظة شفيك هبيتي فيني ... !!!!!!!!!!!!
                    ندى معصبه : انا اصلا الغلطانه المفروض حطيتك بلوك ..
                    طلال : لحظة ندى وش مسوي انا ..
                    ندى : انا قلت لك من قبل علاقتنا غلط بغلط وابيها تنتهي .. ومابي تكون بينا محادثات اكثر من اللي راحت ..
                    طلال : .................
                    ندى : بليز طلال خلنا ننتهي والقلوب صافيه ..
                    طلال : بس انا مابي أنتهي ..
                    ندى : لحووووول .. طلال اذا تعزني صدق ياليت تنتهي .. والله صرت افكر باللي قاعده اسويه انا .. كنت عارفه انه غلط .. بس كل هذا بسبب احمد ..
                    طلال بقل صبر : إنا لله ... احمد ثاني مرة !!... ترا مليت من اسمه ..
                    ندى : شسوي فيك مو راضي تفهم ..
                    طلال : اوكي .. انا بس دخلت عشان اقولك اني برجع السعوديه بعد اسبوع ..
                    ندى صنمت من الخبر .. تفاجأت وماتدري ليش حست بالخوف ..
                    ندى : خلاص خلصت دراستك ؟!!..
                    طلال : ايه خلصتها وبعد بكره اخر امتحان عندي ... ليه كأنك مو فرحانه اني خلصت ؟!!!
                    ندى : لالا بالعكس .. ترجع بالسلامه ..
                    طلال : الله يسلمك ..
                    ندى : طيب تصبح على خير انا طالعه ..
                    طلال : لحظة طيب نفسي اعطيك شي ..
                    ندى باستغراب : وشو ؟!
                    طلال : بما انك خلاص تبينا ننتهي ابي اعطيك صورتي ..
                    ندى : وشو ؟!... لالالالالا .. لا تعطيني شي ..
                    لكن طلال ماسمع لها وأرسل لها فايل موجود فيه صورته ..
                    طلال : عالأقل للذكرى .. وتأكدي اني اذا انتهينا بذكرك على طول .. مارح أنساك .. بتظلين بالقلب على طول غناتي ..
                    ماعرفت ندى ترد .. وصار طلال اوف لاين وهي الى الان عيونها عالفايل الموجوده فيه الصورة .. يدها مو راضيه تتحرك وتفتحه ..
                    بلعت ريقها وحركت الماوس بيد مرتجفه .. بدون سبب بدت ترتعش .. وبدا احساس داخلها بنبهها ان طلال مو بالبعد اللي هي متصورته .. تنهدت وهي تستغفر ربها وضغطت عالفايل .. تبي تشوف الصورة وبعدها تمسحها مباشرة عشان تنهي كل شي له علاقة بطلال ..
                    انكشفت لها الصورة أخيرا وظهرت .. ومعها انكشفت الطامة الكبرى .. طلعت لها صوره فيها شابين مو شاب واحد .. واحد منهم عرفته مباشرة وخلا الأرض تتزلزل من تحتها وقشعريرة مريعة تمر بكل جسمها .. مو مصدقه اللي تشوفه .. معقوله !!... معقوله اللي اشوفه !!.... لالالالا مستحيل !!..
                    صار صوت تنفسها مسموع وقلبها يدق طبول جوا ضلوعها .. كانت تحس فيه بيوقف بأي لحظة من المفاجأة الكبيرة ..

                    كانت صورة طلال .... معه احمد ولد خالتها !!..

                    يا ويلي هذا احمد !!...

                    كان احمد فيها واقف مبتسم ويضحك للشاب الثاني اللي تبين انه طلال ... عرفته لأن الصورة بالأساس كانت متركزة على طلال واحمد على طرف الصورة .. كل واحد مبتسم ابتسامة أحلى من الثاني .. تبين مدى علاقتهم الحلوة والمشاعر بينهم ..
                    طلال كان شاب حنطاوي وسيم لكن ملامحه العربية الاصيلة تطغى على هيئته ..واقف وشايل على كتفه جاكيته ويضحك لأحمد ..
                    كانت هذي الصورة مصورة بمنطقه باين انها برا المملكه ..
                    حست ندى بالدموع بعيونها .. من غير سبب !!..
                    كان مكتوب تحت الصورة
                    " طلال سنة 2002 بمصر .. مع احمد من أعز ربعي "..

                    قفلت ندى الصورة والكمبيوتر ومسكت راسها .. ياربي هذا حلم .. شلون الدنيا صغيره لهالدرجة !!... مالقيت الا طلال رفيق احمد ..
                    قامت وانسدحت بالسرير وهي تفكر والرجفه ما خفت ..
                    تحس بالكره لنفسها .. تحس بالقرف .. بالاشمئزاز .. ليش هالاحساس ؟!... ماتدري ... يمكن لانها اعتبرته خيانة ... خيانة لأحمد !!!!!!!.... أو لنفسها ... ماتدري ماتدري ..
                    بس ..
                    أحمد أنا انتهيت منه من زمان .. ليش يهمني الحين ؟!!...
                    رجع في بالها طلال مباشرة .. عمرها ماشكت بهالشي او خطر ببالها ............ الحمدلله اني انتهيت منه ...
                    غمضت عيونها وهي مرتاحه بعد ما اتخذت قرارها بإنهاء علاقتها مع طلال .. ضميرها كان يأنبها الفترة اللي راحت والحين اتخذت الخطوة الصح !..
                    تذكرت اخر شي صار بينها وبين أحمد ...
                    تذكرت كل كلامه لها وكلامها له ... كانت عارفه ان اللي صار بينه وبينها ذاك اليوم وكل الكلام اللي انقال غلط .. والمفروض ماصار .. بس كان لازم اقول كل ذاك الكلام عشان مايفكرني ندى الأوليه .. العاشقه .. المغرومه ... لازم يفهم اني مو له وينسى كل المكتوب بالدفتر ..
                    كنت اتمنى يا احمد لما تعرف اني احبك تكون تحبني .. مو عشان شفقه ..
                    كانت الغرفة ظلمى وهي مغمضه رجعت تفكر بالصدفة الغريبة هذي ... انفتح باب غرفتها وتسرب النور من برا لداخل الغرفة ..
                    ندى مافتحت عيونها : مين ؟!!..
                    نجلاء : انا ... بتنومين ؟!..
                    ندى وهي تنقلب وتعطيها ظهرها : ايه وراي جامعه بكره والحين الساعه 12 .. وعساني اقدر اقوم ..
                    نجلاء ابتسمت : طيب تصبحين على خير ..
                    ندى : وانتي من اهله ..
                    سكرت نجلاء الباب وراحت لغرفة شوق ودقت الباب ، ما سمعت جواب وفتحته : شوق ...
                    لقت شوق هي الثانيه منسدحه بالسرير والغرفه غارقه بالظلام ماعدا باب البلكون يكشف المنظر برا وقطرات مطر تنساب عليه ..
                    نجلاء : واو مطر !!..
                    شوق ما كانت نايمه كانت منسدحه وعينها عالبلكون تتفرج عالمطر ..
                    نجلاء : بتنومين انتي بعد ؟!!..
                    شوق : ايه انا محاضراتي تبدا بكره من بدري ..
                    نجلاء وعيونها عالبلكون : الجو روعه ودي اطلع ...
                    شوق : وين تطلعين بهالليل ... بتمرضين علينا ؟!.. وسعود ما يستغني عنك ..
                    نجلاء ضحكت : هههههههههههه .. شعرفك انه ما يستغني عني ..
                    شوق وهي تبتسم بالظلام : مبين انك مرتاحه وسعيده بهالزواج .. وهذا يدل انك وسعود ماشين مع بعض ..
                    نجلاء : ايه تصدقين اشتقت له .. ياربي الشوووووووق يذبح ..
                    شوق : هههههههههه .. عندك التلفون يقرب البعيد ..
                    نجلاء ابتسمت ورجعت تطلع : اجل اخليك تنومين تصبحين على خير ..
                    شوق : وانت من اهله ..
                    طلعت وراحت للصاله الفوقيه .. الكل الحين بغرفته نام ماعداها هي .. رفعت عينها لغرفة فهد بنظرة عزيمة ... وراحت هناك ودقت الباب بهدووووء ..
                    ماتوقعته يكون نايم هالوقت هي تعرف اخوها راعي سهر .. سمعت صوت المسجل يشتغل
                    فتحت الباب بهدوء وطلت .. كان النور الوحيد من الابجورة جنب السرير .. شافت فهد واقف عند باب البلكون ومستند بيده عليه ويراقب قطرات المطر اللي تضرب بالباب الزجاجي وتنزل بسلاسه بشكل حلو ..
                    كان صوت راشد مالي الغرفة ..
                    اسكني حب
                    او اسكني فرقا
                    ان صبرت اشقى
                    وان هجرت اشقى
                    العمر يمضي .. العمر يمضي
                    والجروح تبقى
                    اختر الحل الصعب
                    يا تفارق ياتحب
                    لا تحدد لي مراحل لا لا
                    يا تجيني حب .. يا تجيني حب
                    يا تودعني راحل
                    لا تحدد لي مراحل لا لا
                    يا تجيني حب .. يا تجيني حب
                    يا تودعني راحل
                    هذي ورده للهوى .. هذي جروحك
                    عطني روحي سيدي أو خذها ورحك
                    هذي ورده للهوى .. هذي جروحك
                    عطني روحي سيدي أو خذها روحك
                    وش بقى ضاعت سنيني .. سنيني
                    يا بعد قلبي وعيني
                    اختر الحل الص...........
                    كان فهد يغني مع الأغنية وهو يتفرج عالمنظر برا .. لكن انقطعت الأغنية فجأة والتفت شاف اخته واقفه مبتسمة تطالعه ويدها عالمسجل ..
                    نزل يده عن باب البلكون وابتسم : من متى وانتي وراي يالجنيه ؟!!
                    نجلاء : لسا توني داخله .. الوقت مطر بدال ما تستغفر ربك وتدعي مشغل هالأغاني .. ادع ربك احسن لك وقت المطر وقت اجابه ..
                    فهد تنهد ورجع يطالع برا : استغفر الله ... شنسوي غصب علينا ..
                    راحت ووقفت جنبه تطل عالمنظر والمطر اللي غسل كل شي وخلاه يلمع .... فتح فهد الباب شوي وامتلت الغرفة ريحة مطر .. خذت نجلاء نفس عمييييق : الله !!... واخيرا جا الشتاء والمطر مابغى يجي ..
                    فهد كان لابس برمودا جينز وقميص رياضي كت أسود .. طلع برا حافي ورفع راسه فوووق يغسل روحه بالقطرات ..
                    نجلاء وقفت عند الباب ولا طلعت وصار الرذاذ يضرب بوجهها : تعال لا تمرض ..!!.. ادخل انت تعرف مرضك شلون صعب ...
                    فهد وهو يضحك : ههههههههههههه خليني فرصه ما تتفوت ..
                    نجلاء وهي تأشر له بيدها : اقولك ادخل .. تذكر اخر مرة جتك حرارة بغينا نموت من الخوف عليك وانا أولهم ..
                    فهد يمرر يديه الثنتين على شعره بعد ما تبلل بالكامل : هههههههههههه هذا اول .. الحين انا اكبر واقوى ..
                    نجلاء راحت بسرعه وجابت الفوطه الخاصه فيه : فهووود ادخل الحين الجو بارد ..
                    دخل وهو يضحك على اخته اللي عمرها مارح تتغير .. اخذ منها الفوطه وسكر الباب وبدا ينشف شعره .. ما درا الا بنجلاء تاخذ منه الفوطه وتدزه عالكرسي اللي وراه ..
                    نجلاء : اجلس خل انشفك ماتعرف انت ..
                    فهد قام يضحك واستسلم لها وخلاها تنشف راسه مثل ماتبي : ههههههههه وش اللي ماعرف بيبي شايفتني ........... شوي شوي تعورين ..
                    ماردت نجلاء وظلت تنشف راسه وهو سكت وصار يدندن ينتظرها تنتهي ..
                    فجأة نجلاء تكلمت : فهد .... انت تحب بنت عمي ...
                    قالتها بأسلوب الجزم مو بأسلوب السؤال .. فهد سكت متفاجئ ورفع يده يوخر يدها عنه وشال الفوطه من راسه وهو يقوم ويبتعد ...
                    نجلاء سكتت وهي تراقبه يوقف قبال المرايه ويرتب شعره المعفوس عقب البلل ...
                    فهد : من قال ؟!!..
                    نجلاء : انا اقول ...
                    فهد : ..... غلطانه ....
                    نجلاء تبسمت وهي ترفع حواجبها وتقرب منه : لا انا مو غلطانه ... انت تحب شوق يا فهد ..
                    لف لها يواجهها بعيونه وهو يفور .. عمره ماكان يحب انه يكون واضح للي حوله بس نجلاء كسرت هالقواعد ودومها تكشفه ..
                    صد عنها وابتعد ورجع يستند بيده على باب البلكون الزجاجي يخفي ملامح وجهه المتوتره ..
                    نجلاء ماتحركت من مكانها : مابيك تأكد هالشي لأني عارفته ومتأكده منه ... بس اللي مو فاهمته انك تتمشكل معها الفتره الأخيرة حسب ماقالت لي ندى ..
                    فهد : ..............
                    نجلاء : ممكن تعلمني السبب ...
                    فهد : ...............
                    نجلاء : ... فهد ...
                    فهد رفع يده يسكتها بدون لا يواجهها : نجلاء لا تسألين .. هذي يخصني انا لحالي مالك شغل فيه ..
                    نجلاء : لا انت اخوي ويهمني اللي مضايقك .. انت متضايق من شي ... وش اللي حصل بالشرقية خلاك متضايق ناحية شوق ..
                    لف لها يطالعها مستغرب من اسلوبها .. وكأنها متأكدة ان اللي مضايقه هو بسبب شي صار بالشرقية ...
                    فهد : شعرفك انه بسبب شي حصل بالشرقية ..؟!!..
                    نجلاء ابتسمت بنعومة : كل شي واضح .. اللي عرفته من رجعة شوق من الشرقية وانت متغير ..
                    فهد عطاها ظهره وهو يفكر .... وبعد لحظة زفر زفره طووويله من اعماق اعماقه ..
                    فهد بكل ثبات : ايه يا نجلاء ...... انا احب شوق ... ومجنووون فيها ..
                    ولف لها يطالعها مباشرة بعينها .. ونظرته كلها تصميم .. وكأنه ارتاح لما أعلن عن هالكلمه بصوت عالي ومسموع ..
                    نجلاء ابتسمت له بنعومة أحرجت فهد وخلته يصد عنها ..
                    نجلاء : من شفتك اليوم وانا حاسه .. وتأكدت لما رجعت بالليل .. نظراتك كاشفتك ياخوي ..
                    ابتسم فهد بسخرية وطالعها بطرف عينه : شلووون وبنت عمك مو حاسه بشي .. صرت أشك ان هالبنت كتله من جليد .. يا إنها غبية أو انها غبية ... اذا نظراتي تفضحني ليش هي مو حاسه !!!!!!!
                    نجلاء ابتسمت وقربت منه وطالعته بعيونه .. وياه شكثر شافت بعيونه معاني ... عيونه قاعده تفيض عن اللي بداخله ..
                    نجلاء : شلون تبيها تحس .. وانت معاملتك معها عكس كل اللي بقلبك ..
                    فهد ابتعد عن نظراتها المتفحصه وهو يتأووه .. يعني ماتدرين .. ان معاملتي معها تعذبني قبل لا تعذبها .. ونجلاء تمت ساكته بمكانها وهي تراقبه يتحرك ويده على خصره .. واليد الثانية تتحرك بكل انحاء وجهه .. اللي يبين توتره وضيقه ..
                    فهد : شلون تبيني اتعامل معها بدون لا تفضحني عيوني ... مضطر والله اني اعاملها بهالشكل .. مابيها تعرف ..
                    نجلاء احتارت : اجل وش تبي منها .. اذا انت تحبها خلها تدري ... ومن يدري يمكن هي بعد تحبك .. بس انت مو معطيها أي فرصة ..
                    فهد لف لها بسرعة متوتر وأثرت فيه كلمتها .. بس تذكر مشعل : لالا يا نجلاء ... انا فاهم كل شي .. بنت عمك تبي ولد خالتها .. عشان كذا انا مفضل اني ابتعد عنها ولا أبيها تعرف ..
                    نجلاء رفعت حواجبها باستغراب : تبي ولد خالتها .... شلون هالشي يا فهد .. كلامك مو راضي يدخل مزاجي ..
                    فهد ابتسم : لازم يدخل مزاجك .. مو انتي تقولين وش اللي صار بالشرقية .... وهذا اللي صار بالشرقية يا ست نجلاء وخلاني اكبت كل شي بداخلي ..
                    نجلاء ما قدرت تستوعب : شلون ما فهمت !!!!
                    فهد : يا بنت الناس لما رحت هناك .. مشعل بنفسه قالي .. هو يبي البنت والبنت بعد تبيه .... بذاك اليوم فتحت عيوني على اشياء كثيرة .. تعرفين شوق عايشه معهم من صغرها وعلاقتها مع مشعل اقوى .. اخته توصل له كل شي عن شوق .. وطبعا ما رح يغيب عنك هالشي ...
                    قاطعته نجلاء : وشوق ؟!!
                    فهد طالعها بحيرة : شفيها شوق ؟!!
                    نجلاء : وش قالت ؟!!
                    فهد : ما سألتها ... كل شي واضح بعيونها يا نجلاء ماله داعي .. مكالماتها مع بيت خالتها .. وكلامها عنهم .. كل شي باين ماله داعي السؤال ...
                    ماقدرت نجلاء تقول شي أكثر وهي تشوف اخوها ينسدح على السرير ويغمض عيونها .. كلامه داخل مزاجها ومادخل بنفس الوقت .. هي اليوم لاحظت على شوق شي غريب ناحية فهد .. نظرتها لفهد غريبة .. بس يمكن وقتها توهمت .. مو بكل مرة بيصدق ظنها .. وزيادة على كذا فرحتها لما خبرتهم ان بيت خالتها بيجون .. فرحتها غريبة ..!!.... لالالا .. عادي فرحانة ببيت خالتها جايين من بعيد عشانها .. ليش ماتفرح ... بس .... في حلقه ناقصه بالموضوع !!!!!
                    انتبهت لفهد يكلمها وهو مغمض : خلاص ارتحت وعرفت اللي تبين .. الحين ياليت تطلعين لأني تعبان حدي !!.. وابي انوووم ... تصبحين على خير
                    ابتسمت نجلاء وهي تمشي للباب : وانت من اهله بس لا تضيق خلقك ... وبكرة لا تنسى ..
                    تنهد فهد وهي تسكر الباب .. يعني لازم تذكريني .. انا ذاكر وما نسيت ...
                    كان فهد يحس بالضيق وبكرة يحسه يوووم مارح يعدي على خير ... ليش مايدري !!... قلبه ناغزه .. والنوم يحسه بدا يهرب من جفونه .. لكنه مسك نفسه عن التفكير وسيطر على بقايا النوم بجفونه لما نام ..

                    (يتبع)

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      والله مليت وانا اكلم نفسي
                      ابي تشجيع

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...