رواية غارقات في الحب رومنسيه وروعه/ كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحلى من الحلا
    عضو فضي
    • Aug 2007
    • 539

    الجزء ال 36 :

    مر يومين على اخر الأحداث اللي صارت والموضوع للحين ماطلع برا .. اللي يدرون بس شوق .. وام فهد ، ومؤكد علمت ابو فهد ..
    أغلب الوقت بهاليومين صارت شوق سرحانه كله تفكر وبالها مو معها ، لما تجلس مع العايلة تجلس .. لكن أفكارها بمكان بعيد كليا .. أحيانا عند مشعل .. عاشقها .. وأحيانا بخالتها .. وأحيانا بهديل ... كل شي تفكر فيه كل شي ..
    تفكر .. بحياتها مع مشعل كيف بتكون اذا تم الأمر وكتب الله النصيب بينهم .. شلون بتعيش تحت مسمى زوجته ، ومحبوبته !..
    حتى ندى للحين ماعرفت بالخبر ..
    أصلا بنت عمها هذي حاسه فيها .. لأنها كل ما تكلمها تلقاها سرحانه وبالموووت ترد ..
    مثل ما صار بثاني يوم بعد الخطبة ... الكل جالس بالصالة بعد الغدا والعايلة كلها بالصالة .. والتلفزيون على العربية وطبعا الأخبار هوس ابو فهد ..
    محد مهتم كثره باللي قاعد ينعرض من أحداث مأساوية قاعدة تصير بالعالم العربي والسيناريو اللي يتكرر بكل يوم ... مذابح ومجازر وحمامات دم !...
    فهد كان جالس وحاط رجل على رجل ومحوط اخوه المدلل عمر بذراعه ، والصغير قاعد يلعب بجواله وحدة من الألعاب ...
    ندى ونجلاء سواليف مع بعض .. وشوق مثل ما قلت في عالم اخر !..
    بعد جولة قصيرة بين أفكارها وهواجسها سمعت صوت ندى متنرفز ..
    ندى : شوق .. وصممممخ ...
    شوق بهمس وهي مرتاعه : هاه وجع شوي شوي ...
    انتبهت ان الكل يطالعها ، وبلعت ريقها والتفتت لندى وهي تحاول تكون طبيعية : ها ... شفيك وش تبين ؟؟؟
    ندى : سلامتك مابي شي ... بس شفتك مكشرة وساكتة قلت اشوف ...
    نقلت شوق نظرها بين الجالسين لقت الكل صد عنها ورجع لاهتمامه الأول .. نجلاء تتصفح مجلة بين يديها وفهد منزل راسه لعمر وساكت ... بس احساسها يقول ان منتبه ومركز باللي بينقال ..
    شوق : احم ... لا سلامتك عادي مافي شي ...
    ندى بنظرة ماكرة : تبين الجد ؟؟
    شوق ببلاهه : وشو جده ؟؟!!!
    ندى : أششششششك صراحة .. وراك شي انتي مو طبيعية ..
    شوق قطبت ووقفت وهي تهمس : تدرين عاد ... انتي استجوابك ما يخلص .. رايحه اذاكر لي كلمتين الامتحانات قربت ...
    وراحت بخفة وهي تمشي بهدوء وركادة عشان مايحسون بتغير حالتها ... ولما وصلت نص الدرج كملت طريقها وهي تركض لغرفتها ... اوففف والله قرار صعب ... صعب
    من بعد هاليوم وشوق قليل ما تفارق غرفتها ... مستغلة الوقت بالمذاكرة ساعة .. والتفكير باللي صار ساعات ..
    وأثناء ماهي تدور بالغرفة والملزمة الكئيبة بين يديها ، وبدل ما تحفظ كم كلمة كانت رافعة راسها للسما ومغمضة وتتنهد بين كل فترة وفترة ..
    اووفففف شسوي ... هو كذا لما الوحدة تنخطب تجلس تفكر ؟؟... مضى يومين وعمي لسا ما فاتحني بالموضوع ولا لمح مجرد تلميح حتى ... يمكن ينتظرني افكر واقرر ومرة واحدة ياخذ رايي ...
    خالتي باركت لي ...
    وأنا صرت مخطوبة وأظنهم متوقعين موافقتي ... الا متأكدين من موافقتي ...
    ومشعل ... اه يا ولد خالتي ... مدري أفكر فيك ولا في نفسي ...
    سمعت صوت باب الغرفة ينغلق والتفتت .. شافت ندى واقفة عنده وتعابير وجهها غريبة ... مافهتمها ... تكشيرة على عبوووس.. على معاني ثانية
    وحست بالسبب .. فابتسمت باصطناع : هاي بيبي !!!
    ندى رفعت حاجب : بيبي ؟؟؟؟
    شوق : ههههههههههههههه شفيك لا تكشرين ترا كذا تخوفيني أحسك بتفجرين قنبلة ...
    ندى : انا جد بفجر فيك قنبلة ..
    واستدارت للباب وقفلته .. وبحركة سينمائية طلعت المفتاح ورمته بعيد وتقدمت بخطوات ثابتة لشوق .. اللي جد خافت وغطت وجهها بالملزمة وتراجعت وهي ودها تضحك ..
    شوق : هههههههههههه .. وش بتسوين ترا انت كذا تخوفيني .. هههههههههههههه تعرفيني من اخاف اضحك ..
    ندى : ..................
    شوق : ههههههههههههههههه نددددددددى
    ندى شمرت عن ساعديها وودها بجد تذبحها تخنقها .. : يالخاينة
    شوق لما شافت عيونها شابة فيها نيران ركضت للسرير تبي تهرب بس ندى حاصرتها ..
    شوق : هههههههههههههه ليش وش مسويه ؟؟.... ندى لا تناظريني كذا تراك مرررعبه تخوفين !!!.... يماه
    ندى من قهرها لمت كل الوسادات فوق السرير الصغيرة والكبيرة وبدت تقذفهم على شوق وحدة ورا الثانية .. ومع كل وحدة تطير ترمي عليها كلمة مقهورة
    ندى : اجل ... انا ... ياحمارة ... توني أدري .... من يومين.... وماقلتي لي .... يالخاينة ..
    شوق انعفس حالها فوق السرير وندى مستلمه فيها تفريغ قهرها ...
    شوق : لحظة بس ... لحظة خليني أق... ( جت وسادة بوجهها )
    بعدتها وقامت واقفه وهي ودها تصرخ : يوووووه خليني أتكلم .. وجع عطيني فرصة أتنفس ... اوف...
    وصارت تبعد شعرها المشعث حول وجهها وهي تلهث ...
    شوق : بغيت أموت!
    ندى : أحسسسن ...
    واجهتها شوق وبدت تحرك يدها وهي تتكلم : شوفي لا تعصبين .... ترا حالتي مقلوبة ماصرت اعرف راسي من كرياسي شلون تبيني أتذكر أعلمك...
    ندى : يعني تبين تفهميني انك نسيتي ؟؟
    شوق ماسكه ضحكتها : وربي العظيم اني نسيت .. اصلا مصيرك بتدرين .. وانا حالتي حاله عساني اذكر نفسي
    سكتت ندى وبدت تقتنع بعذرها .. وخصوصا لما تذكرت حالتها بهاليومين ... وجلست بتراخي على السرير ووحدة من الوسادات لا زالت بيدها ..
    جلست شوق بحذر على طرف السرير بابتسامة وسيعة : ما قلتي لي مبروك ؟؟؟؟؟
    ندى طالعتها بطرف عينها : من جدك ؟؟؟؟
    شوق : أكيد من جدي ... مين اللي علمك ؟؟
    ندى : أمي ...
    شوق بترقب : اممممم ... ومين عرف غيرك ؟
    ندى : نجلاء ...
    شوق : ومين غيركم ؟
    ندى : بس ... مين بهمه الموضوع غيرنا .. بس انا ونجلاء ..
    شوق ماعرفت شلون توصل .. فاختصرت الطريق : وفهد ؟؟؟
    ندى : فهد طالع ... وبعدين وش يهمك عرف او لا ...فهد عمره ما اهتم مين بيتزوج ومين خطب ومين راح ومين جا ... لا يهمك اهم شي احنا ..
    شوق : لا لا بس مجرد استفسار ..
    ندى حضنت الوسادة وانسدحت على ظهرها : اقول شوق .. جد تبين تتزوجين ؟؟؟
    حمرررر وجهها من هالكلمة .. ولا ردت
    ندى : وتتركينا ؟؟
    شوق ماعرفت جواب ...
    ندى : شوق مو كأنه بدري ... مشعل على حسب علمي صغير ... وانتي بعد صغيره ... الا هو كم عمره ؟؟
    شوق تحاول ترتب افكارها .. خصوصا لما دخل اسم فهد بالسالفة : امممم ... مدري 23 أو 24 ... صحيح صغير بس مشعل ما شالله قد المسؤولية يعني يشتغل وشغله راقي وعلى مستوى وفوق كذا يتحمل مسؤولية اللي بعمره ماهو متحملها .. وش أبي أكثر من كذا ؟؟؟؟
    ندى لفت لها بسرعة بعجب : يعني موافقة ؟؟؟
    ارتبكت : ها ... مو شرط موافقة ... بس ماني لاقيه سبب عشان ارفض .. هو يبيني وخالتي تبيني ... يعني كل شي مضمون ... مستقبلي معه مافيه خوف ... ولا تنسين بعد انه يبيني عن حب ..
    ندى بدهشة في عيونها : يحبك ؟؟؟
    شوق هزت راسها بأسى : ايه ... يحبني وعشان كذا خطبني ..
    سكتوا وعم السكون الغرفة ..
    لكن بسرعة حطمت ندى هالصمت : تدرين عاد من سمعت الخبر ضاق صدري وفرحت بنفس الوقت ... بس طبعا ضيقي أكبر من فرحتي ... يعني ماودي تتركينا احس بدري عالزواج .. اذا هو يبيك خليه ينتظر ... بس نعيش انا وياك مع بعض فترة أطول
    ابتسمت شوق بنعومة مع دمعة هاربة .. فعلا رغم انها فترة قضتها هنا ما نقدر نقول عليها انها طويلة الا انها كانت تحمل كثير من الذكريات والأحداث والمواقف الحلوة ... والمرة ..
    كثير مواقف ضحكت فيها مع ندى لدرجة طاحوا عالأرض ودمعت عيونهم من كثر الهستره .. كثير تناقروا .. كثير تحدوا بعض... كثير طلعوا مع بعض ... وكثير ناموا مع بعض ... وكثير وكثير وكثير ...
    مو ندى بس ... فهد ... وعمر وعمها والبقية ....
    فهد ؟؟؟؟
    تذكرت كلام ندى عنه قبل شوي وضاق خلقها ... كلام ندى صحيح وانا شاهده عليه ..
    بس وش بتكون ردة فعله اذا عرف خطبتي ...
    ابتسمت بسخرية ..
    بتكون ردة فعله عادية يا شوق ... لا تتفائلين بشكل ممكن يخليك تنصدمين بالواقع بقسوة ... رح يبارك لك ويقولك مبروك وهو مبتسم .. هذا كل رده ...
    انا ليش أفكر انه ممكن يتغير وحاطه فيه أمل كبير انه ممكن بيوم..........
    قطعت أفكارها الوردية وهي تبتسم على نفسها ... عالعموم ردة فعله رح تكشف كل شي ... وعليها بتخذ قراري
    قامت من السرير وهي عارفه وش بتكون ردة فعله ... باردة مثل شخصيته ... انا ليش افكر بهالانسان كثير ...
    دخلت الحمام وفضلت تاخذ لها شاور .. ينعنش !... ويطرد هواجسها ... الغبية !
    اما ندى ضاق صدرها من فكرة ان شوق ممكن تتركهم .. كذا بهالسرعة ؟؟؟ احسها شهر ... ياربي الأيام تركض !!
    بس ما أحلاها من أيام ...
    ضحك وسوالف ونكت ولعب ... ووووووووووو كل شي ... حتى أسرارنا عند بعض ...

    --------------------------------

    بالنادي ... بقية الشباب انضموا لأحمد وفهد هناك ... وبهالوقت جالسين بالكوفي شوب بفترة راحة يشربون لهم بارد ... والعرق مغطي كل واحد منهم
    احمد : يالله عبدالله ... قوم خلنا نلعب ...
    عبدالله : وشو ؟؟؟ ... لا تكفى نبي لعبة سهلة ... ما اقدر عالتنس لياقتي مش ولا بد .. ما اقدر اراكض واقعد طردي ورى كورك ..
    احمد : ههههههههههههههه قوم خل عنك الدلع .. قوم انا اعلمك ..
    فهد بنذالة قرب لعبدالله وهمس : نصيحة خلك بمكانك ... صدقني بتصير مصخرة .. وربي لا يجرجرك ان طاوعته ..
    احمد : شت أب ! ... خلك بحالك انت اصلا مو قد التحدي كل ماقلت تعال قلت والله انا مصاب .. بطني يعورني .. راسي يعورني ... ركبتي تعورني ... اللي يسمعك يقول لاعب المنتخب .. مرررررة مهم !!!
    فهد : انا لو محترف بوحدة من هالنوادي صدقني بياخذوني وعلى طول عالمنتخب
    احمد بسخرية : احلام بعيدة عنك ...
    فهد : قلتها ... لو هي وحدة من احلامي كان ركضت وراها .. فلأنها مو من أحلامي .. فطز فيه
    احمد سحب عبدالله معه ، وحسين واسامة يراقبونهم
    احمد : ههههههههههههه طيب يابو الأحلام .. بعد شوي أبيك تجي ...
    فهد : قلبي يعورني....
    احمد سحب عبدالله معه : ههههههههههههههههههه بنتظرك ..
    وعقب ماغابوا عنهم تمتم فهد : هذا وجهي يا محيميد ان جيت ... شبعت منك ... الا اقووول اسامة رح بدالي
    اسامة بتهكم : هئ .... انا ؟؟... تبيني اروح الاعب فديرير ... لا لا خلني جالس بمكاني احسن لي
    فهد : هههههههههههههههههه .. فديرير عاد ... لو يسمعك والله يكبر راسه ويصدق نفسه
    اسامة : اجل ... خلني قاعد ... والله يرحم عبدالله مقدما ..
    حسين : هههههههههههههههههه لهالدرجة احمد يخوف ... اعتقد والله بروح اتحداه بشوط ..
    اسامة : هههههههاي ... انت انتظر بس عشر دقايق ها ... عشر دقايق بس وبتشوف عبدالله شلون بيرجع .. مارح يتحمل كورتين على بعضها
    شرب حسين بقية عصيره وقام : انا بروح صالة الحديد .. تجي اسامة ؟؟
    اسامة : لو والله انا تعبان توني راجع من عندها ... شوي وبلحقك ...
    ووقت ما مشى حسين عنهم دق جوال فهد ... أول ماشاف الاسم ارخى راسه على ورا بنفاذ صبر .. وزفر زفرة طووويلة ..
    فهد : اعوووذ بالله ...
    اسامة : منهي ؟؟
    تأفف فهد بضيق وحط الجوال بعيد عنه .. وتجاهله ... ورفع كاس العصير لفمه وكأنه اصمخ ما يسمع الجوال .. خلاه يرن لين ما مل وسكت ...
    وتنفس الصعداء لما مادق ثاني مرة ... يحاول يفكر ويبحث عن طريقه يطلع نفسه من الورطة اللي حط نفسه فيها ..
    هذي يمكن المرة العشرين اللي تدق فيها ولا يرد ... ومصرة فوق كل هذا تدق ..
    لكن ماطولت فرحته بعد عشر دقايق رجع يرن وبإلحاح وبشكل متواصل ..
    مسك اعصابه لا ياخذ الجوال ويرميه بالمسبح جنبهم .. ولا الجدار وراهم ...
    بس اسامة قطع افكاره : عطني انا برد عليها ...
    فهد : ترد عليها وش بتقول يعني ؟؟... خلها مصيرها بتزهق وتمل ...
    اسامة : ياخي خلاص فهمها تنساك أو عطني انا اقولها
    فهد : لا لا ... ماني قايلها شي ، بتفهم من نفسها ولا لا تفهم ...
    اسامة : عطني طيب انا بقولها
    فهد مصر على موقفه .. مايبي أي مجال للنقاش بينه وبين شذى ينفتح فحب يغلقه من البداية : لا خلاص ... مابي اقولها .. ابيها من نفسها تفهم وتنسى اني بكلمها بعد كذا ...
    سكت اسامة وانصاع لكلامه .. لكن لفترة قصيرة فقط ، لأن راسه شوي ويتصدع من الرنين ... وجع وش هالبنت ما تمل .. ما وراها شغل !..
    اسامة : اسمع انت .. يا تحطه عالصامت ياترد وتفكني ... لجلج راسي !
    مارد فهد والثاني عصب وسحب الجوال ورد : الوووو ...
    شذى بنفاذ صبر : أخيرا !!!!!!
    اسامة : وش هالازعاج .. انتي لجيتي راسي يا بنت الناس .. مارد عليك فكينا وش هالبلشه !!
    بدا عليها الذهول لأن الصمت أخرسها لفترة .. لكنها استجمعت قوتها وتنرفزت : وانت شدخلك ؟؟.... هالتلفون مو تلفونك ليش ترد ؟؟؟
    اسامة : اسمعيني ... هالتلفون انسيه ولا تدقين عليه وبلاش هالتصرفات .. عيب عليك فكري في نفسك وفي اهلك ... عيب اللي قاعده تسوينه ... خافي ربك في نفسك...
    قاطعته وهي معصبه : هيييي انت .. لا تقعد مسوي لي ناصح ... انا كلمت على تلفون فهد وما كلمت عليك ... ممكن تعطيني اياه ؟؟؟؟
    اسامة : لا مو ممكن !
    صار ودها تدخل عليه من السماعه وتقلع عينه : وهو وينه ؟؟؟
    اسامة بعباطة : مين هذا اللي وينه ؟!!
    شذى فار دمها من جد : هييي انت لا تستعبط ... وين فهد عطني فهد .. ابي اكلمه تسمع يالأصمخ ؟؟؟
    اسامة : مين فهد ؟؟
    شذى : بتجنني انت ... مو انت اللي رديت علي قبل كم يوم .. وقلت لي جواله عندك
    اسامة : انتي وش قاعدة تخربطين ... فهد مو موجود مسافر ... ولا تدقين عليه ثاني مرة ... لأنه مارح يرد عليك .. اوكي ... ارتحتي ...
    شذى جن جنونها .. وكلماته هزتها وقهرتها ... فقفلت الخط بوجهه ..
    رجع الجوال لفهد وهو مكشر بضيق : أعوووذ بالله منها هالبنت ... عليها لسان .. اوففف....
    فهد : زين قلت لها ... يمكن تحس على نفسها شوي ..
    اسامة : تصدق بغيت اعطيك اياها عشان تقول لها بنفسك وتريحنا ..
    فهد : انا مارح أرد عليها ... مابي الكلام بيني وبينها يزيد ... من نفسها بتمل من الاتصال وبتنسى ... عارف ردة فعلها بتقعد تجادل وتصيح ..
    أسامة : بس تدري احس انها مو مصدقتني .. يعني اتوقع بتستمر تتصل فيك ..
    فهد بعدم اهتمام : عادي خلها تدق لما تشبع .. ماعندي لها شي اسويه اكثر .. يكفي اللي صار بيني وبينها ..
    بعد لحظة صمت .. تكلم اسامة بشي من الأسى : الا يا فهد ... مو ندمان عاللي سويته ..
    سكت فهد شوي وعيونه عالكاس بين يدينه ... وبمرارة رفع راسه : تبي الجد اسامة .. الا ندمان .. ومو عارف كيف أصلح غلطي ..
    اسامة بابتسامة حلوة : ربك يعين ان شالله .. اهم شي انتبه للشيطان ولا تضعف .. حلو لما انتبهت وصرت تحاول تعدل من نفسك ..
    فهد يبادله الابتسامة بمرارة : ان شالله ..
    اسامة : وأخيرا يا فهد ... الله يتمم عليك ..
    فهد بابتسامة : امين ...


    في البيت وبغرفة شوق خصوصا .. كانت واقفة قدام المراية ولابسة ملابسها تستعد للخروج .. لأن ندى خبرتها قبل شوي انها بتطلع لبيت خالتها .. تشوف أخبارهم ونوف تحديدا اللي ماكلمتها من فترة على غير العادة ..
    ووقت ماهي ترتب حالها وتجهز نفسها ، أفكارها ما ابتعدت عن سالفة الخطبة ... ومشعل المستحل أغلب أفكارها ...
    تحبه وتعزه ..
    ويعز عليها تجرحه او تضايقه ..
    تأملت نفسها بالمراية لدقيقة .. واستقر بذهنها شي !...
    أعتقد بما اني خطيبة مشعل الحين لازم أراعي هالشي ..
    وأخفف احتكاكي بفهد او حتى الكلام اللي ماله معنى ..
    ابتسمت بسخرية ...
    من متى كان كلامي معه له معنى ... أتذكر اخر المواقف اللي صارت كانت مشاحنات ومناقرات ....... طفولية؟؟؟؟؟
    عبست والتساؤل على وجهها ... طفولية ؟؟؟؟....... أكيد طفولية .. بس لا تلوموني من قهري وحرتي اللي بداخلي ....
    مشت لدولابها وطلعت طرحة سودا سادة بلا زينة ولا زركشة ... ما استخدمتها من قبل وحاطتها عندها للاحتياط ...
    حطتها على راسها ولفتها ... وابتسمت !!!..
    يمكن هذا حق لمشعل وخصوصا بهالوقت بالذات .... وحق لربي قبل كل شي ...
    يمكن قرارها بأسلوب عيشها بهالبيت كان خطأ .... بس كل شي يتصلح ان شالله !!!
    وكان هذا الخطأ كفيل بانه يزيد المشاكل بينها وبين فهد ... الا يمكن هو سبب أساسي لها ...
    سمعت صوت ندى يناديها من برا .. وينفتح باب الغرفة وتدخل وعبايتها بيدها ..
    ندى : انتهيتي ؟؟؟؟
    شوق ابتسمت لها بالمراية : تقريبا ...
    ندى : يالله أجل .. عشان امي تقول لا تتأخرون ..
    شوق سحبت شنطتها وقربت : خلاص يالله ...
    وقبل لا يطلعون مسكتها شوق
    شوق : فهد فيه ؟؟؟
    ندى : لا ما أظن ... ليش ؟؟؟
    شوق بارتياح : اشوى ... يالله نمشي
    ودفتها قدامها وندى تسأل : ليش تسألين ؟؟
    شوق : مو شغلك ...
    ونزلوا تحت وشوق ما نزلت الطرحة عن راسها تحسبا لوجوده ... ندى سمعت امها تناديها وراحت لها .. اما شوق دخلت الصالة لقت عمها جالس لحاله يقلب كالعادة بين الأخبار ... حطت العباية عالكنب وجلست هي تنتظر ندى ...
    سرحت بسرعه وعمها انتبه لوجودها .. طالعها بطرف عينه وابتسم لما شاف هيئتها ... يمكن شوي ريحه لأن الموضوع كان يقرقع بقلبه من فترة وخصوصا لما لاحظ المشاكل الأخيرة اللي صارت ...
    وحب يفتح الموضوع ويرتاح ...
    ابو فهد : شوق عمري ...
    شوق طردت الأفكار بسرعه : سم ...
    ابو فهد والبسمة الحنونة تزيد : عمري أبي هالطرحة دايم على رسك بالبيت ... طيب ؟؟؟؟
    شوق استغربت وقطبت حواجبها وما استوعبت مباشرة .. لكنها ابتسمت لما عرفت قصده ..
    شوق : على أمرك عمي ان شالله ...
    نزل راسه وثقل الذنب مبين على كاهله ... وشوق حست له
    شوق : عمي شفيك عسى ما شر ..؟؟؟
    تنهد بعمق قبل لا يتكلم : متضايق .....
    وتمتم باستغفار بينه وبين نفسه .. بس شوق حاسه انه متضايق بقوة
    شوق : عمي شفيك ؟؟
    ابو فهد : ولا شي حبيبتي ... بس كنت متضايق والحال بينك وبين فهد صار ما يعجبني وخصوصا الفترة الأخييرة ..
    انقلب لون وجهها ليكون عارف بالشي اللي تكنه ناحية فهد ...
    شوق : ................
    ابو فهد : وحاس بالذنب يا بنتي مدري شلون بقابل ربي ...
    شوق رق قلبها لعمها : عمي هون عليك ... انا نفسي اليوم حسيت لازم أعدل من وضعي ..
    ابو فهد صار يفكر عيونه العبرة خانقته : سامحيني يا بنت اخووي ..
    ابتسمت شوق وخقتها العبرة من شكله .. قامت وقربت جنبه ومسكت يده تحاول تخفف عنه ..
    شوق : عمي لا تضيق صدرك .. يمكن الذنب ذنبي انا بعد ... من كثر ما تمنيت اني اندمج معكم واكون فرد منكم وافقت بسرعه وبدون تفكير ...
    حبت راسه ويده ، وربتت عليها ..
    شوق : عمي هون عليك ربك رحيم ... وياما ناس تغلط بس تعرف الغلط ترجع عنه وتستغفر .. صح ولا لا ؟؟؟
    ابتسم عمها وماقدر غير يحضنها ... وباس راسها وهو يحس بالفخر منها ... والله وربيت ياخووووي !!
    غمضت شوق عيونها وراسها على صدره .. كل يوم تكتشف وش قد هو حنون ... عمري مارح أحملك الذنب يا عمي ... كنت أقدر أرفض من البداية بس رغبتي اني أكون منكم وفيكم خلتني أوافق بسرعه بدون التفكير الصحيح ..
    سمعت همسه وهو يستغفر وظلت على حالها ما بعدت .. وعاجبها الوضع ... حضنه يشابه حضن ابوها ...
    - وش هالمشهد المؤثر ؟؟؟!!!...
    بعدت شوق وتعدلت جالسه جنب عمها .. وندى قربت وهي تناظر ابوها باستغراب ..
    ندى : شفيكم وش صاير؟؟؟
    ابو فهد بابتسامة : سلامتك .. مافي شي ...
    ندى : غريبة !!!
    شوق ابتسمت وتعلقت بذراع عمها بدلال : شفيها .. عيب ولا حرام ؟؟ .. عمي وأحبه ...
    ندى : طيب قومي بنطلع بدل لا تفتحينها مناقر ...
    ابو فهد : وين ؟؟
    ندى : بنروح لبيت خالتي ... تسمح لنا ؟؟؟
    قالتها بشقاوة ...
    ابو فهد : اسمح لكم .... ومتى بترجعون ؟؟
    ندى : انت ابشر وحنا حاضرين ...
    ابو فهد بخبث : دقيقة وراجعين ..
    شوق : هههههههههههههههه على كذا اصرف لي أجلس عندك .. بلا أوصل لباب الشارع وأرجع ...
    ندى : هههههههههه ابشر يابو ندى دقيقة وحدة ... وانا اقدر اقول لا ... ( خراطه .. والله تفلها هناك وتنسى نفسها والوقت )
    ابو فهد : بنشوف انتي قدها او لا ... ولو انك بنتي وعارفك زين ... روحوا توكلوا على الله ... بس لا تتأخرون ..
    ندى : ان شالله ..

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      بهالوقت تحديدا وفي بيت ابو احمد ...
      سهى ونوف فالمطبخ ... وكالعادة كانت نوف موجودة هناك من باب مجاراة لأختها اللي ألحت عليها تنزل معها وتشاركها ...
      وقتها كانت سهى تدور بالمطبخ بحيوية ونشاط تفتح الفريزر والثلاجة تطلع هذا وتدخل هذا ..
      ونوف جالسة عالكرسي وكتاب الحلويات مفتوح قدامها عالطاولة .. وبصوت مبحوح : وش ناوية تسوين ما قلتي لي ؟؟
      سهى بابتسامة عذبة : ايس كرييييم ... اللي تحبينه ..
      ابتسمت نوف ابتسامتها الخفيفة المعهودة .. اللي تضفي على وجهها زيادة براءة حلوة ..
      نوف : أبي ستراوبري ...
      سهى : لك اللي تبينه ..
      نوف : يا حظي من متى هالدلع ؟؟..
      سهى : هههههههههههههههه الا تعالي طلعي الفراولة المثلجة من الفريزر نسيتها ..
      قامت نوف من الكرسي وتوجهت للفريزر وحاست فيه لما طلعت الفراولة من تحت الأنقاض ..
      نوف : اوف وجع حوسة أمحق شغالات ... كل شي حوسة هنا ..
      سهى : ههههههههههههههههههه بديت أتأكد ان نوف بدت ترجع الأولية بسبة هاللسان ..
      ابتسمت نوف والتعب مازال واضح على عيونها .. لكن أفضل .. صوتها لازال مبحوح لكن ابتسامتها صارت عالأقل تطمن ...
      سهى : هونت أبي ايس كريم فانيلا .. شرايك ؟؟؟
      نوف : لا مابي .. ابي فراولة ..
      سهى : كيفي .. نفسي بالفانيلا
      نوف وهي تقلب بصفحات الكتاب : وانا ماحبه ..
      سهى وهي تخلط المقادير (الفانيلا مع الكريمة والثلج المجروش وغيره ) : تدرين عاد ذكرتيني مرة كنت ببيت عمي وكنت انا وفرح بالمطبخ نبي نسوي ايس كريم .. وبوقت جية بدر ... ( سكتت ورفعت عينها لنوف بنظرة طويلة .. وبعدها كملت وهي تنزل عينها لخليط المقادير) .. تدرين عرفت انه يحب الفانيلا مع الفراولة ...
      تسمرت نظرة نوف على صفحة الكتاب وسكنت حركة رجلها بعد ماكنت تهزها ... بعلامة ان هالكلام أثر فيها وأعاد النظرة البائسة لها ...
      سهى بحنية : نوف ...
      تغيرت تعابير نوف وارتجفت ملامحها بإشارة انها على وشك البكي .. نزلت راسها عالطاولة وبكت لأنها ماقدرت تحبس عبراتها ..
      تركت سهى الشغل اللي بيدها وقربت عندها ..
      سهى : بس نوف وانا كل ماقلت تحسنت رجعتي ..
      نوف :...............
      سهى : اسفة غلطتي ماكان لازم أطريه ...
      نوف : ..............
      ابتعدت سهى عنها ورجعت .. بعد ما تأكدت ..
      تعمدت تجيب بدر بكلامها تبي تشوف ردة فعل اختها... وشكوكها كل مالها وتتأكد ...
      خلتها لحالها ماحبت تزيد عليها بالكلام .. وكملت شغلها بالأيس كريم ..
      وخلال هالشي سمعت الجرس يدق ... وبعدها بلحظات صوت بنات .. وحدة منهم كأنه نبرة ندى ...
      وفعلا لحظة وحدة وتطل ندى عليهم فالمطبخ ..
      ندى : سلام ...
      سهى بابتسام : اهلين ... هلا ومرحبا ..
      دخلت ووراها شوق : حركات ... أسأل الخدامة عنكم قالت لي بالمطبخ .. وش عندكم ...
      سلمت على سهى والتفتت لنوف اللي وقفت وهي تمسح عيونها ..
      ندى : اخبارك نوفووووو ؟؟؟
      نوف بعصبية : كم مرة قلت لك لا تقولين نوفوووو ...
      ندى : طيب يا نوفووووو .. أوو قصدي نوف ... اخبارك اشتقت لك وش هالقطاعة ؟؟؟
      ضمتها بقوة لدرجة خنقتها ..
      نوف : ذبحتيني ...
      ندى : غصب عنننننننننننننننننننني ( وشدت عليها )
      نوف : بتوخرين ولا.........
      بعدت ندى بابتسامة وسيعة : ولا أيش ؟؟؟؟... أشك انك بتسوين شي اصلا ... حشا اختفيتي ما في لحم .. كله عظامة !!!!
      ورفعت ذراعها الهزيلة ..
      نوف : صحيح نحفانة بس مو لدرجة عظامة .. وبعدين هيي انتي ماحب احد يقولي عظامة فاهمتني ..
      ندى : هههههههههههههههه عارفة بس حابة اقهرهك لأنك قاهرتني .. حاقرتني وحاقرة اتصالاتي ..
      رجعت نوف لمكانها عالكرسي بينما شوق وندى فصخوا عباياتهم وخلوا الطرح على اكتافهم ...
      ندى : واو يا ناس ما اقدر انا ...
      سهى تبتسم : شرايك ؟؟؟
      ندى : شكله روعة وخصوصا ريحة الفانيلا .. لي زمن ما اكلت ايس كريم من البيت ..
      سهى : خلاص معزومين اليوم عندي ...
      ندى بطفووولة : أبي أذوق ...
      ومدت اصبعها للصحن بس شوق ضربت يدها ..
      ندى : اح .. هيي شفيك ليش تطقيني ..
      شوق مسويه نفسها معصبة : عيب عليك ...
      ندى : ايس كريمك ولا ايس كريمك ؟؟؟؟
      شوق تتخوصر لها بطفولة : حق سهى ..
      ندى تسوي مثلها : احلفي ..
      شوق بعباطة : والله ..
      ندى باستهبال : يعني متأكدة انه مو حقك ؟؟؟
      شوق هزت راسها : ايه متأكدة...
      ضربتها ندى على راسها : أجل انطمي ..
      سهى : ههههههههههههههههههه لحظة بس خلوني أدخله بالفريزر عشان يجمد شوي ..
      وشالت الكاسات اللي وزعتهم فيه بصينية وراحت للفيزير وندى مثل الطفلة الصغيرة وراها
      ندى : بليز بليييييز أبي اذووووووووق ... ابي اذوق .. ابي اذوق ... ابي اذوووق ... اهي اهي << مثل الأطفال
      سهى : انتظري كذا مارح يطلع حلووو .. هههههههههههههههههههههههههههه
      رجعت ندى محبطة لوين ماكانت نوف جالسه بصمت ..
      ندى : اخبارك وليش ساكته ... العادة ما تسكتين تلعلعين ؟؟؟
      طالعتها نوف بنظرة : اعوذ بالله ... مالي خلق ألعلع اليوم ارتحتي ..
      ندى : هوو يا كافي ... شفيك نوفوووو ؟؟
      نوف : اوففف .. نوفووو ثاني مرة ...
      ندى : هههههههههههههههه امزح يالسخيفة شفيك ؟؟؟
      قامت نوف واقفة .. وهي طالعه من المطبخ : راسي يعورني .. برقى لغرفتي ..
      اختفت عنهم وندى عاذرتها ..
      سهى : ندوش لا تزعلين منها ..
      ندى ابتسمت بمرح : مجنونة انتي ازعل منها .. نوف عارفتها وعارفه اسلوبها اذا متضايقه ..
      سهى : لا بس تدرين ... اليوم بالموت رضت تنزل معي ..
      ندى : اوف؟؟؟... يعني انا رجعت أطلعها لغرفتها مرة ثانية .. ولا يهمك بنزلها مرة ثانية ..
      وركضت تبي تلحقها .. بس فحطت عند الباب والتفتت لسهى : الا قولي لي .. أحد موجود ؟؟
      سهى فهمت قصدها : لا .. ابوي واحمد طالعين
      ندى استانست : اوكيك .. برقى اشوفها
      وراحت عنهم تركض تلحق على نوف ... وصلت غرفتها ودخلت لقتها واقفة عند مكتبها ووحدة من أدراجه مفتوحة وتتأمل بمجموعة أوراق بيدها ..
      ندى : سلامن عليكم يا أحلى ناس بالدنيا كلها ...
      نوف من غير لا تلف لها : هلا ... لاحقتني ؟؟؟
      ندى عفست وجهها : يعني ما تبيني الحقك .. وش اسووي مشتاقه وبعدين حابه اعرف اخبارك .. ( قربت منها بفضول تشوف اللي بيدها ) .. وش عندك ؟؟؟
      نوف مدت لها الورق من فوق كتفها : ولا شي ... حقات بدر ...
      ندى ابتسمت وأخذتها : اها ... كويس محافظة عليها للحين .. تصدقين كنت خايفة لا ترجعين تسوين فيهم شي ..
      بعدت عنها نوف وراحت خذت المصحف من وحدة من الأدراج جنب السرير : لا حبيبتي فكرتك عني غلط ..
      وفتحت على وحدة من السور ..
      اما ندى رجعت الأوراق عالمكتب وقربت من نوف : أمزح يا شيخة شفيك ما تتحملين كلمة اليوم .. لو كنت شاكة مجرد واحد من مية انك بتسوينها ما عطيتك اياها ...
      ماردت عليها وندى متقبلة مزاجها المتعكر ..
      ندى : الا شخبار بدر... وش صار عليه ؟؟؟.. ان شالله احسن من اول ..
      نوف : الحمدلله ..
      ندى : كيف يعني ؟؟
      نوف : قبل كم يوم قالوا انه عدا مرحلة الخطر .. وشفاءه مسألة وقت ..
      ندى : والغيبوبة ؟؟.. ما صحى ؟؟
      نزلت نوف راسها بشوية انكسار : لا لسا ... ربك يعين ..
      ندى وتعاطفت معها : امين ربي يشفيه ..
      نوف من قلبها : امين الله يسمع منك ...
      ندى : طيب قلبوووو بننتظرك تحت لا تتأخرين ..
      نوف : شوي ونازله ..
      طلعت عنها وطاحت عينها على باب غرفة أحمد ... تسمرت نظراتها عليه وعواصف الذكريات تلعب داخلها ... شلون كانت تتمنى وتتمنى وتتمنى ... والحين كل شي طار بالهوا .. بح ! ... اختفى ...
      ماتدري ليش رجعت ذكرياتها للي صار معه بالمزرعة والحديث اللي صار بينهم ... وكل حرف نطقت به وكل كلمة قالها ... رجع لها ضيقها .. غيضها من نفسها لما اكتشفت انها كانت فاهمة الأمور بالغلط .. حست انها خلت من نفسها مصخرة قدامه ذاك اليوم ..
      صار فيه تساؤل يدور براسها عقب اللي صار .. وش تأثير كلامي عليه لما قلت له لا يمكن يصير بينا شي .. من ذاك اليوم ما شفته ولا عارفه وش رايه بكلامي ... بس الحق ينقال .. هالفترة الغياب عنه تحسسني بشي .. حاسه ان ناوي على شي ... وما أدري وشو رايه بكلامي رغم اني كنت مصرة وانا اقوله ...
      وهالدفتر الله ياخذه هو السبب بكل شي .. فضحني الله ياخذ بليسه !!..
      اييييييييييه الدفتر !!!!...
      التفتت بسرعة لباب الغرفة ... معقولة الدفتر عنده للحين ؟؟... نفسي القاه وأحرقه .. بدل ما يكون محتفظ فيه ..!!
      مشت خطوتين لباب الغرفة .. لكنها بسرعة وقفت .. وتراجعت ... وهرولت للدرج بدل ما تسمح لنفسها التفكير أكثر ..
      ضرب من الجنون .. أروح لغرفته ..
      اعقلي يا ندى .. الدفتر طز فيه خليه عنده مصيره بيمل منه وبيرميه بالزبالة ..!!!
      رجعت لشوق وسهى حصلتهم مازالوا بالمطبخ يسولفون ... وعلى طووول شالت أحمد والدفتر من بالها ..
      سهى : ها وينها الدلوعة ؟؟
      ندى : افا عليك انا قدها ... شوي وبتنزل ..
      شوق : الا ما قلتي لي سهى وش اخبار بدر ؟؟
      سهى بابتسامة عذبة : لا الحمدلله احسن بكثييييييير .. اخر مرة كلمت فيها فرح قبل يومين قالت انه كل يوم والثاني يتحسن أكثر ... وشكلي بكلمها اليوم بشوف ...
      شوق : ربي يشفيه ويخليه لأهله ...
      سهى : تعالوا للصالة نجلس ..
      راحوا للصالة وتموا يسولفون وبعد عشر دقايق نزلت نوف وانضمت لهم ... وخلال قعدتهم دق التلفون وكانت اقرب وحدة له نوف ..
      وردت : الووو..
      فرح : السلام عليكم .. اهلين نوف ..
      نوف : وعليكم السلام هلا فرح .. اخبارك ؟؟
      فرح : بخير الله يسلمك .. شخباركم انتم ؟؟
      نوف : كلنا بخير ...
      مجرد كون فرح اللي تحادثها طرى على بالها بدر .. وهو اصلا يغيب عنها هاليومين ؟؟... الا كنه مصمغ ببتكس في ذهني ... وجا ببالها فجأة تسأل عنه .. وقبل ماتنطق بالسؤال اللي كان عرى طرف لسانها سبقتها فرح ..
      فرح : وين سهى عندك ؟؟
      نوف بخيبة : .... ايه لحظة ....... سهى !
      سهى : هلا ..
      نوف : فرح تبيك ...
      قربت وخذت السماعه : اهلين فرح .. اخبارك ؟
      فرح : بخير ...
      سهى : توني افكر واقول لندى وشوق بتصل عليك اسأل عن بدر ؟
      فرح : خليها على ربك ... حالته مستقرة تقريبا بس مو راضي يرد علينا ؟؟
      سهى بدهشة : رحتوووووا له !!!!!!!!!؟؟؟؟
      فزت نوف بمكانها وندى وشوق سمعوا بانتباه ..
      فرح : ايه رحنا اليووم ..
      سهى بفرح : سمحوا له الزيارة أخيرا ؟؟؟
      فرح : ايه ابشرك ... مابغوا يخلونا نشوفه ..
      سهى : حلووووووو ما دام خلوكم تشوفونه معناته حالته كويسه ..
      فرح : الحمدلله ... أكثر وحدة متأثرة لما شافته هي دلال .. حتى أكثر من امي ... تقولين ميت بدر مو عايش .. قومت علينا المستشفى صياح ... الله يهديها
      سهى : لا تلومينها .. اخوها الوحيد وفوق كل هذا مدللها ...
      فرح : الله يعين ... المهم يالغلا حبيت اخذ رايك بشغله ..
      سهى : امري من عيوني ...
      فرح : مو زواجي بعد اسبوع ؟؟
      سهى بعد ما تذكرت ضربت خدها على خفيف : يووووووووه تصدقين ناسيه سالفته ... عقب اللي صار لبدر والحالة المعفوسة نسيت زواجك بالمرة !!..
      فرح : مو عشان كذا ... ظروفنا الحين ما تسمح لزواج .. وخصوصا لأخوي بدر ... عشان كذا قررنا نأجله ..
      سهى : تأجلينه ؟؟؟
      فرح : ايه .. ما اقدر افرح واخوي طايح بالمستشفى ...
      سهى : والعريس وش قال ؟؟؟
      فرح : قلت له وما عارض وافقني بسرعه .. لأنه هو بعد يهمه حضور اخوي بدر ... ها وش قلتي ؟؟
      سهى : كيفك انت حره
      فرح : يعني خلاص من رايك نأجل ..
      سهى : توكلي على الله ...
      سكرت منها وعلى طول جاها سؤال نوف .. بنبرة هادية ..
      نوف : وش عندها فرح ؟؟
      سهى : ابد .. تقول بيأجلون الزواج عشان بدر ..
      نوف بعفوية : غصب عليها تأجله مو بكيفها ...
      سهى ابتسمت ونوف تجاهلت ابتسامتها ..
      نوف تستعبط : ومين هذا اللي راحوا له ؟؟
      سهى ماسكه ضحكتها على اختها : مين تتوقعين ؟؟..... أكيد بدر ...
      نوف وفرحة خفية اشتعلت داخلها .. بس أخفتها بملامح وجهها الغير مبالية : سمحوا بالزيارة يعني ؟؟
      سهى : ايه ..
      نوف : يعني حالته تتحسن ؟؟
      سهى : ايه ...
      نوف صار ودها تخنق اختها .. تجاوب بالقطارة .. تبيها تتكلم وتريحها ماتبي تزيد بالاسئلة عنه ...
      ندى انبسطت لما حست بنوف : ههههههههههههههههه...
      شوق التفتت لها باستغراب من ضحكتها اللي جت بغير وقتها : على وشو تضحكين ؟؟؟
      ندى : هههههههههههههههههههه على بعض الناس !
      شوق : لا يكون انا ....
      ندى : اللي على راسه ريشة يتحسس عليها ...
      نوف عشان تضيع السالفة : وش صار عالايس كريم ؟؟؟
      تنبهت سهى وقامت واقفة : بروح اجيبه ..
      وغابت عالمطبخ .. دقايق ورجعت تشيل صينية فيها كاسات الايس مع الملاعق .. ووزعتها عليهم ..
      شوق مبهورة من شكله المغري وطبقة الكريمة فوق مع قطعة الفراولة : تصدقين اول مرة أجرب ايس كريم البيت ...
      سهى : بالهنا والعافية ..
      ندى شالت شوية بالملعقة وكلتها .. وراحت بعالم ثاني وصارت تتمايل باستمتاع : أممممممممممممم .. عذاب !
      شوق بسخرية : الحمدلله سكرت البنت .. شوي شوي سهى وش حاطه فيه قولي ...
      سهى : ههههههههههههههههههه انا بريئة ..
      ندى لشوق : انتي جربي وعطيني رايك ... نصيحة سهى افتحي لك محل وربي العظيم لياخذ النمبر ون ..
      سهى : تدرين عاد ندوش ... نفس كلام احمد .. بس احمد يقول افتحي محل عصاير !!
      ندى : وانا بصير مديرة الأعمال حقتك !
      سهى : ههههههههههههه خلاص تم ..
      شوق تدخلت بالسالفة : وانا ؟؟؟... وين بيكون مكاني بينكم .
      ندى : اممممممممم ؟؟؟.. انتي الجرسونه .. خخخخخخخخخخخخخخ
      شوق : مالت .. أشتغل لحالي اصرف لي .. قال جرسونه قال !!!
      ندى : هههههههههههههههه اجل انطقي مالك شغل عندنا .
      شوق : طز فيكم وفي شغلكم .. مابيه
      سهى : ههههههههههههههههههه لا تخافين بنعطيك راتب سنع .. بس انتي وافقي ..
      شوق : هونت مابي اشتغل معكم ... انا بشتغل مع نوف حبيبتي وصديقتي ..
      نوف ابتسمت : على امرك ..
      قامت شوق وجلست جنبها بإشارة انها تعلن الحرب ضدهم ...
      ندى : ترا بتندمين ... تراها فرصة عمرك ..
      شوق : أنا أخبر ...
      نوف : اصلا ندى طول عمرها بطة بس تزرط وتزرط ومانشوف منها شي .. وعارفه مصير شغل اختي مادامه بيد ندى .. بيفشل !!
      ندى : نعععععم ... اصلا انا ماعرف الفشل ولا هو يعرفني ...
      نوف : صدق ؟؟؟
      ندى بفخر : ايه نعم ..
      نوف : أجل بعرفك عليه .. شرايك ؟؟؟
      شوق : هههههههههههههههههههاي تعجبيني .. خخخخخخخخخخخخخ
      خلال هالجلسه مع البنات وروحهم الخفيفة ، قدرت شوق تنسى سالفة الخطبة مؤقتا .. وطول القعده ماطرى عليها لا مشعل ولا فهد ولا خالتها ... كل اللي كان بذهنها وقتها الحاضر والضحك ...
      وصلت ام احمد اللي كانت طالعه بمشوار ومع دخلتها دخلت أمل وهي شايله ولدها الصغير .. خالد ..
      سهى نطت من الفرررحة : خلّوووووووووود !!!
      وركضت لأختها وخذته : يالبى قلبك اشتقت له حرام عليك امل وش هالغيبة ...
      أمل فسخت عبايتها وبدت تسلم على ندى وشوق : وش اسوي ما تشوفين عمانه فرحانين فيه .. ولا بندر مخبل بي ما يخليه ينوم وانا اللي اروح فيها .. لا نوم ولا راحة ... هلا ندى ..
      ندى : هلا بك .. زيييييييييين جيت اليوم عالاقل أشوفك ..
      أمل : هههههههههههههههههه شخبار نجلاء ؟؟
      ندى : بخير وقالت لي اسلم عليك اذا شفتك ..
      امل : يا حبي لها ... ليش ما جت ؟
      ندى : والله اليوم تعبانه معها صداع .. بعد عمري وخيتي ..
      امل تبتسم : ما تشوف شر ...
      سهى اللي كانت شايله خالد وتضمه : يا قلبي عليه مرة تغير عن اخر مرة ..
      امل بفخر : مزيووووون صح ؟؟؟
      سهى بغرور : ماشي حاله .. بس ولدي بيكون أحلى وأزين وأطخم ..
      امل : خليه يجي ذيك الساع نشوووف ... ولدي على ابوووه مزيوون مافي منه ..
      تدخلت نوف : ترا والله العظيم ازعجتينا برجلك ذا كن مافي زين الا هو .. ترا الدنيا مليانه وكثير حوالينا زيووون ..
      امل طالعت اختها الذبلانه : اما انتي !!... اشك ان بيطلع ولدك مزيون وانتي بهالشكل .. شفيك صايره هيكل عظمي !!..
      نوف : رشاقه وانتي الصادقه !!..
      امل : وبعدين لا تتشمتين برجلي .. الله واكبر عاد مين اللي حولك زيووون ... كان اخوي احمد فانا قلت لكم رجلي احلى منه ..
      نوف بعفوية : بدر ولد عمي ...
      انتبهت لأختها امل تطالعها بريبة .. فتلعثمت وهي تبين اللا مبالاة ..
      نوف : شفيك لا تطالعيني ... ما قلت شي غلط بدر ولد عمي أطخم ومزيوون .. صح ولا لا سهى ؟؟؟
      سهى ماسكه ضحكتها ... البنت انقلبت تجاه بدر مية وثمانين درجة !!..
      سهى : صح انا معك ..
      امل تجاهلت السالفة الأولى وانصب اهتمامها عالسؤال عن بدر : صح الله يذكركم بالشهادة وش صار عليه قلقتوني .. ؟؟
      سهى التفتت لامها لما تذكرت مكالمة فرح : صحيح يمه ترا فرح دقت تقول انهم زاروه اليوم ... وتقول كل ماله يتحسن ..
      ام احمد ابتسمت بسعادة : الله يبشرك بالخير.. وابوك عرف؟؟
      سهى : ما ادري بس اكيد عمي خبره ...
      امل : صحى ولا لسا ؟؟
      سهى : لا لسا ...
      نوف بعصبية وعفوية : يبيله كف ولا كفين يصحيه ... بس يبي يحرق اعصابنا عليه انا عارفه هالادمي وعارفه حركاته ..
      امل بسخرية : من متى هالمعرفة ان شالله ؟؟؟
      قاطعتهم ندى لما حست ان نوف بتثير الشك حولها : الا اقوول كم صار عمر خالد الحين ؟؟
      امل رفعت راسها تحسب : امممم ؟؟.... 4 شهووور ويومين ...
      ندى : واو والله علبالي شهرين مو اربع .. الدنيا تركض ... يوووووووووووه بنعجز بسرعة !!
      امل : ههههههههههههههههههههههههه ..
      ام احمد : هههههههههههه قولي يارب حسن الخاتمة ..
      ندى : ايه والله الله يسمع منك خالتي ... الدنيا الحين دنية فتن وبلاوي ..
      شوق مسكت ضحكتها من بنت عمها : شفيك انتي اليوم صايره خطابة ..
      ندى : اذكركم بالحال اللي فيه الدنيا ما تبون ؟؟
      نوف : ما يحتاج يا حسرة ... اللي يعيش بيشوف وبيعرف من غير لحد يذكره ..
      شوي وقامت ام احمد : يالله انا برقى انوم ... صاحية مبكر اليوم ..
      شههههههههههقت ندى وطالعت ساعة يدها بذهووول ! .. الساعة 10 ونصف !!!
      اما شوق مسكت ضحكتها ونوف وسهى يناظرون ندى باستغراب ..
      نوف : وجع يا وجع روعتينا ..
      ندى : يوووه وامي محرصتني .. الحين الساعة 10ونصف .. شلون بنرجع للبيت الحين .. ( وتلتفت لشوق وتدفها بكتفها ) وانتي يا تنحه ليش ما ذكرتيني ..
      شوق : هههههههههههههههه انا شايفه الوقت .. بس بما انك أكبر مني قلت خل اشوف اخرتها معك .. انتظرك تقولين بنرجع بس انت بصراحه كنتي مفههههيه ...
      ندى : مالت عالأقل تكلمي قولي .. تعرفين امي بتعصب وابوي بعد اذا عرفوا انا رجعنا مع السواق بهالليل ...
      شوق : عمي محرصك انتي انا مالي دخل ...
      ندى بعصبية ودها تخنق بنت عمها .. اللي تخليها على عماها احيانا : ابوي قال لا تتأخرون .. يعني ندى وشوق .. ماقال لا تتأخرين يا ندى ...
      شوق : ههههههههههههههههه
      ندى : لا تضحكين ..
      سهى : عادي ناموا عندنا ..
      ندى : نعم ؟؟... لا ما اعتقد امي توافق ..
      سهى : ايه وش فيها ببيت خالتك وين بتكونين يعني ..
      ندى : لا لا .. لا تفتحون السالفة ولا تدخلونها براسي... لأني عارفه بتجيني تهزيئه محترمه من امي لو قلت لها ..
      نوف باستغراب : هوو عادي مو أول مرة ترا تنامين ... مية مرة سويتيها ...
      ندى : لا بس صراحة ما أقدر ...
      شوق كانت ساكته ما تدخلت .. عارفه ان ندى رافضه بسبب احمد .. ماتبي تكون قريبة منه ...
      سهى : طيب روحوا مع السواق عادي .. قاسم وش حليله وبعدين كلها عشر دقايق بالطريق ..
      ندى : امي ما تحب ... وفوق كذا ابوي معد صار يحب روحتنا معه وخاصة بالليل .. بالنهار يمكن يمشيها لنا بس بالليل صار يشدد ما ادري وش اللي غيره ..
      نوف : طيب دقي على فهد وقولي له يمر عليكم ..
      ندى : عاد مشكلة لو كان بالبيت نايم .. والله لو ننط للسما ونرجع ما يقوم ...
      نوف : اوفف سعودي ما عليه شرهه !!... لسا بدري ما اعتقد يكون نايم .. دقي عليه بس ولا ناموا عندنا ..
      ندى : لا لا خلاص بدق عليه ...
      وتوها بتفتح الشنطة وتطلع الجوال .. سمعوا صوت خرفشة مفاتيح عند الباب ... وبسرعة لبسوا عباياتهم الي كانت جنبهم وتغطوا ...
      دخل احمد يفرك عيونه ... وامل استقبلته بابتسامة : مافي احم ولا دستور ...
      رفع راسه شاف الجالسين .. ورد الابتسامة لاخته : هلا امووول عندنا ... وين خلود ؟؟
      سهى : هذا هو عندي نايم يعني ما في مجال لك تاخذه ..
      انتبه للبنتين الجالسات وعرف انها ندى وبنت عمها .. ورفع يده يحييهم : سلام عليكم ..
      ندى + شوق : وعليكم السلام ...
      احمد : اخباركم ؟
      ندى + شوق : بخير الله يسلمك ..
      احمد التفت لسهى : تعالي عطيني اياه ..
      سهى : لا خله عندي ...
      ندى وقفت وسحبت يد شوق لما أجبرتها عالوقوف : يالله بنطلع .. نشوفكم على خير ...
      نوف : وين بتروحين ؟؟؟.. مادقيتي على فهد ...
      ندى : لا خلاص .. بنروح مع السواق وما يصير الا الخير ... يالله شوق ..
      امل : لا تروحين .. مادام خالتي تقول لا تروحين مع السواق بالليل خلاص لا تروحون ...
      ندى : وش نسوي طيب .. أخذنا الوقت ومالنا الا السواق ....
      احمد انتبه والتفت لهم : وش المشكلة ؟؟
      امل : بنت خالتك تبي ترجع للبيت مع السواق لحالهم وخالتي ما تحب ... وانا بصراحه معها ..
      ندى : هالمرة بس .. مارح يصير الا كل خير ...وبعدين اللي يسمعك يقول المشوار ساعة كلها عشر دقايق ..
      امل : بس خالتي بتضيق وانتي تعرفينها ...
      ندى : انا بتصرف معها .. يالله شوق ..
      وعطتهم ظهرها ومشت .. بس صوت احمد وقفهم : لحظة ...
      ندى : نعم ...
      احمد : مادام خالتي قالت لا تروحون بالليل مع السواق اسمعوا الكلام ولا تروحون ..
      ندى ومن تكون حضرتك : مع مين تبينا نروح اجل ؟؟؟... مع تاكسي ؟؟.... ولا نجلس عندكم الى بكره ...؟؟
      احمد ابتسم بوجهها لما لاحظ الحدة الخفية بكلامها ... مما سبب لها التوتر .. ودي أفقع وجهه لما يبتسم بهالطريقة ..
      احمد : لا لا ... لا مع تاكسي ولا تجلسون عندنا !!..... انا بوصلكم ..
      التفت ندى لشوق وماتدري وش ترد عليه ... فاجأها اقتراحه !!.. ووصلهم صوت امل ..
      امل : احسن شي ...
      ندى بدهشة التفتت لها : صادقه يا امل ؟؟..
      قاطعها احمد قبل لا ترد : أجل اكذب .. يالله بوصلكم انا
      ندى : ما يحتاج ... انا وشوق ثنتين ماعلينا خوف
      حس احمد ان ندى بدت تماطل .. وعدم رغبتها انه يوصلها ومقتها لهالشي كامن من اللي حصل بينهم ..!... وهو ياما وصلها هي ونوف لأماكن عدة من قبل ..!... ما كانت ترفض الا كان يحس بسعادتها بقلبه وما فهم سر هالسعادة الا متأخر ..
      فزاد نبرته بحزم غير عن المعهود عنه : لا في خوف .. او انتي الظاهر ما سمعتي عن هالقصص اللي تصير بهالليول واللي نسمعها كل يوم وكل ليلة ..
      ندى فارت .. من يكون عشان يقدم نصايح .. فجاهدت عشان تحافظ على هدووئها : .. لا بس انت تعرف قاسم مو جديد .. له سنين طويلة وهو عندنا اذا كنت ناسي ..
      جاهم صوت امل : خلاص عاد .. ماله داعي هالنقاش .. ندى خلاص انا اكبر منك واعرف خلي احمد يوصلكم وقاسم يروح لحاله للبيت ..
      عضت ندى على شفايفها .. ومدت يدها ومسكت يد شوق : طيب ... تعالي ..
      لحقتها شوق واحمد وراهم بمسافة .. طلعوا للشارع وركبوا سيارة احمد .. فيما هو راح لقاسم يقوله يرجع للبيت ..
      ركبت شوق بهدوء اما ندى كبحت جماح غيضها لا تكسر الباب وهي تسكره ...
      شوق : شفيك انجنيتي .. ماله داعي اللي صار .. من الاول قلتي اوكي ومشينا ..
      ندى : شدخله ... قاعد يقدم لنا نصايح ...
      شوق : انا معه بصراحة والقصص اللي نسمعها تخوف .. والسواق مهما يكون يظل غريب
      قاطعتها ندى بنفاذ صبر : واحمد يعني ما يعتبر غريب ... ترا حاله حال هالسواق ...
      شوق : بس ولو ولد خالتك ويخاف عليك مثل ما يخاف على خواته ... وسمعتك من سمعته
      رجعت تقاطعها وهي تشد على كلماتها : وش جاب طاري السمعه ..؟؟.... شوق فكيني تكفين ما أدري صارت طريقته تستفزني ... نفسي مرة اشوفه معصب دايم رايق ومبتسم ..
      شوق : هههههههههههه هذا اللي همك تبين تعصبين به ..
      ندى : ................
      ماردت .. والتفتت للشارع تراقبه وهو يكلم السواق .. وبعدها يضحك له ويربت على كتفه .. ويلف يمشي راجع للسيارة ..
      صدت عنه بغرور وطاحت عينها بالصدفة عالشي الموجود بين الكرسيين الأماميين ...
      الدفتر..!!!!
      ليش موجود هنا ؟؟..
      رمشت بعينها عدة مرات وهي تتأمل هالدفتر المزخرف ... الا والله هذا دفتري !!... انشلت يدها ما قدرت تحركها ... كانت فرصة انها تسترجعه وتتخلص منها مثل ما تمنت... بس مجرد وجوده بالسيارة وجنب كرسي السواق .. يعني جنب احمد !..... يخليها تجمد وتندهش ...
      صحاها من دهشتها صوت فتحة الباب الأمامي .. وبعده جلوس احمد وهو يتنهد .. ويسكر الباب ويدخل المفتاح بمكانه ويشغل السيارة .. ويمشي ..
      طول الطريق وعيون ندى متركزه عالدفتر ، وكأنها مثل الحيوان المفترس تتأهب عشان تنقض عليه وتخطفه ... وتسترجعه .... وبعده تتخلص منه ... للأبد ...
      وتمحي أي شي بالكون له علاقة ... بأحمد !
      لكن اللي ما تدري ندى عنه .. ان احمد ظل يراقبها من المراية الأمامية طول الطريق ... ويراقب عيونها اللي ما انفكت لحظة عن الدفتر ... ابتسم ونقل نظره عالدرب ... وكأنه عارف وش قاعد يدور ببالها من أفكار ...
      بعد عدة دقايق وصلوا ووقفت السيارة قبال باب البيت ... وندى للحين في غمرة تأهبها وافكارها .. ومو حاسه انها وصلت ... الا لما سمعت شوق تكلمها بصوت شبه منخفض وهي فاتحة باب السيارة .. وتهم بالنزول ..
      شوق : يالله ندى ... لا يكون نمتي ...
      رفعت نظرها عن الدفتر والتفتت يسارها لشوق ... وبسرعة وكأنما تبي تهرب من هالمكان اللي يجمعها معه .. فتحت الباب .. بس قبل ما توطى رجلها الشارع .. تذكرت اللي كانت تفكر فيه ... فلفت بسرعة ومدت يدها للدفتر ... بس يد كانت اسرع منها سحبته بشكل خاطف .. رفعت عينها لأحمد بدهشة ...
      ندى : حقي !
      حط الدفتر بحضنه ورد بشبه ابتسامة وعيونه عالشارع : كان !!..
      ندى بدهشة : كان ؟؟؟؟؟؟
      احمد : الحين صار حقي ...
      طالعته بصمت وهو مبتسم ومنزل راسه لحضنه .. رجعت تدفع الباب بقوة وتنزل وتلحق شوق اللي تنتظرها عند الباب ...
      دخلت وضربت بالباب : شفتي وش سوى ؟؟
      شوق استغربت : وش سوى بعد .. الا وش حليله طول الطريق ساكت ...
      ندى بانفعال : سلبني حقي ...
      شوق : ههههههههههههههههههههه .. سلبني ؟؟؟؟... ههههههههههههههههههههه وشو هالحق ؟؟
      كانت بتنفجر بس مسكت نفسها ومشت لداخل وهي تتحرطم .. وشوق دخلت وراها وسكرت الباب ..
      شافوا ام فهد تطلع من المطبخ وواضح عليه العصبية ..
      ام فهد : الحين انا وش موصيتكم ؟؟.. وش موصيتك يا ندى انتي وشوق ..
      ندى : معليش يمه اسفين .. سرقنا الوقت
      ام فهد : انا عارفه بتقولين لي هالعذر ..
      ندى : وبعدين يمه ما رجعنا مع السواق تطمني ..
      ام فهد باستغراب : أجل من رجعتوا معه؟؟؟؟
      ندى : مع احمد ولد خالتي ..
      زادت عصبية ام فهد : يا سلام .. اجل عنيتوا الرجال مسحبينه من بيته بهالليل عشان يوصلكم ..
      ندى : يمه انا اصلا كنت بدق على فهد عشان ما نرجع مع السواق .. بس هو تكرم وعرض علينا احنا ما طلبنا منه ولا قلنا كلمة .. ( التفتت لشوق جنبها ) .. صح شوق ؟؟
      شوق بتأييد : صح ... هو اللي أصر يوصلنا يا خالتي عشان ما تزعلين ..
      ام فهد : والله هالولد رجال ... ندى هالشي مابيه يتكرر فاهمه واذا تكرر خلاص روحه مع السواق مافيه .. اخلي فهد اللي يوديكم ويجيبكم ..
      ندى : لا يمه الا هالانسان .. وقتها مارح نروح ولا نجي ...
      ام فهد : اجل اعتدلي ... وبعدين يمه من خوفي عليكم ما يصير تروحون وتجون بهالليل ما معكم احد ..
      ندى : ان شالله يمه ما نكررها ... تسمحين نرقى عاد ...
      ام فهد : ماتبون عشى ..؟
      ندى وهي عند الدرج : اممممممم ... انا لا .. شبعانه
      شوق : وانا بعد ...
      ام فهد : وهالعشا كله من بياكله ؟؟؟
      ندى بخبث وهي تنطط بمرح بين الدرجات : انتي يمه ... يا نبع الحنان ... خخخخخخخخخخ
      ام فهد باستياء من تعليقات بنتها : ليش اللهم يا كافي برميل ..!!
      شوق هرولت تلحق على ندى وهي تضحك : هههههههههههههههههه لا حشا ...
      لحقت شوق ندى لفوق .. وندى نست استيائه وغيضها من احمد بسرعه ... مدري قلبها الطيب .. أو سبب ثاني يخلي قلبها يرضى عليه !!!..
      ندى : هههههههههههههههههههه يا حبيلها امي...
      وصلت شوق فوق والطرحة مازالت على راسها : متى بتعقلين ؟؟
      ندى : ههههههههه ليه وش قلت ؟؟
      شوق : لا بس ما تتوبين من التعليقات على خالتي .. ههههههههههههههههههههههه
      ندى : ولا شي بس احب شكلها لما اعلق هههههههههههخخخخخخخخ
      شوق : تعالي بقولك شي قررته من اليوم ورايح ..
      ندى بفضوول طفح بعيونها : عن وشو ؟؟؟
      شوق : عني انا وفهد ...
      ندى : فهد ؟؟
      شوق : تعالي بقولك بالغرفة ...
      ندى : الا تعالي وش صار عالخطبة ؟؟؟
      شوق قطبت حواجبها .. باستغراب من نسيانها لهالموضوع : يؤ تصدقين نسيته اليوم بالمرة !!!..
      ندى تغمز لها بخبث : علينا !!!
      شوق تجاهلت حركاتها وغمزاتها : جد ... مع القعدة طار من بالي ... المهم تعالي بقولك اللي قررته ..
      ومسكت يدها وسحبتها .. بس ندى وقفت وسحبت يدها : لحظة بس بروح اشوف نجلاء ..
      وتوها بتتحرك الا باب غرفة نجلاء ينفتح ويطلع فهد ... بهيئة غريبة ... عطاهم نظرة سريعة وصد عنهم وراح لغرفته .. ودخل وقفل الباب .. بكل هدووووووء !!.
      ندى : شفيه ؟؟.. مو من عادته يمر ما يتكلم ..
      شوق قبضها قلبها .. ألوان وجهه كانت متغيرة .. نظرته السريعة شافت فيها هم ... أو يمكن تتخيل ...
      حست ندى تسحبها من يدها ويدخلون غرفة نجلاء .. اللي كانت حالتها هي الثانية غير مطمئنة .. على زود التعب اللي كل يوم يزيد .. الحزن كان بعيونها ..
      ندى : هلوووووو ..
      نجلاء ابتسمت : هلا ... توكم جايين ؟؟
      ندى : يس ..
      نجلاء التفتت لشوق وابتسمت لها : مبرووك على فكرة ...
      شوق بعد هالكلمة رجع لها الموضوع ثاني مرة بعد ما نسته دقايق .. وابتسمت : استني لما يتم كل شي .. وبعدين قولي مبرووك ..
      ابتسمت نجلاء بس ما يمنع لمعان الحزن بعيونها ...
      ندى : الا تعالي شفنا فهد طالع من عندك ...
      نجلاء : ليش هو اول مرة يكون عندي ؟؟
      ندى : لا ... بس تبين الصراحة ... كان شكله غريب .. ( وغمزت ) قلت يمممكن نجلاء زعلته ...
      نجلاء زادت ابتسامتها لأختها : تبين الصدق ... ايوه مزعلته ...
      ندى : احللللللللفي ... اخيرا تزاعلتوا والله ما بغيتوا .. انا وياه متزاعلين اربع وعشرين ساعه وانتوا متصالحين اربع وعشرين ساعه .. وش قايلتله اعترفي اعترفي ...
      نجلاء طالعت شوق ورجعت لندى : روحي اسأليه وهو يعلمك ليش زعلان ...
      ندى يوم شافت فيها روحه له هونت : ماني رايحه .. المهم ترا امي تحت والعشا بحطونه ..
      نجلاء عفست وجهها بقرف : .. لا لا.... مابي ما اشتهيت ..
      ندى : عالأقل انزلي .. عارفه امي بترقى الحين تناديك .. فاختصري انتي وانزلي لها ..
      نجلاء : اوكي يالزنانه بنزل ..
      طلعوا من عندها .. راحت ندى لغرفتها وفصخت عبايتها بعدها راحت لغرفة شوق تستعجلها عشان تعلمها بالموضوع .. وشوق صارت تستنذل عليها وما علمتها الا بعد طلوووع الروح وذل النفس ..

      بغرفة نجلاء كانت متضايقه .. مو عشان خطبة شوق لا .. هي فرحانه لها .. بس ضيقها ناتج عن تأثير الخبر على اخوها فهد لما علمته ..
      بصراحة لما قالت له عن الخبر .. واضح انه كان متوقع مثل هالشي يصير وخصوصا الزيارة الأخيرة .. حالة شوق الأيام الأخيرة خلته يتوقع أي شي .. صحيح كان متوقع الخبر .. لكن سماعه على أرض الواقع كان له أكبر الأثر ... أول ما عرف قام من غرفة نجلاء وطلع .. بعد ما قال كلمة وحدة ..
      فهد : كنت حاس ..
      غادر الغرفة .. وهي تمت بين الحزن عشانه وبين الندم عشانها نقلت له هالخبر ... بس مصيره كان بيعرف ...
      سامحني ياخوي بس شوق شكلها ماهي من نصيبك ...
      ضيقها وتعبها بنفس الوقت خلاها تلجأ للملاذ الوحيد لها .. زوجها وحبيبها ... مسكت الجوال ودقت ... كانت محتاجة لكلماته وحنيته عشان تقويها بهالضعف اللي تحس فيه ..
      لكن الرد كان غير المتوقع ..... قفل الخط بوجهها !
      كشرت بضيق وهي تناظر الشاشة ... اعادت الاتصال .. والقهر لقته مقفول ....
      غريبة يقفل جواله عني ... معقووووولة ؟؟؟... يكون زعلان ؟؟... مو من عادته !!
      حطت الجوال عالطاولة ومسكت راسها ... دوخة قوية داهمتها شافت وقتها الدنيا تدور والأرض تحت أقدامها رخوة ما تشيلها ... بصعوبة قدرت تتماسك واستندت عالكراسي جنبها ... رجليها قاعده تخونها ... بصعوبة بالغة جلست عالأرض وراسها اسندته على المكتب ..
      تأوهت وهي مغمضة عيونها مافيها حيل تشوف الدنيا حولها تتراقص ... مدت يدها بضعف للجوال ثاني مرة واتصلت على سعود ....
      مازال مقفل !!!
      حطت الجوال عالأرض وحاربت عشان توقف .. مشت بعدم توزان للسرير وأول ما وصلت له سمحت لجسدها يطيح عليه بحرية .. وغمضت وهي تحس بنوبة غثيان .. ماكان فيها حيل تقوم وتروح للحمام .. فما تحركت وهي تحاول تمنع النوبة ... بعد لحظات هدت وكأن شيئا لم يكن .. تنهدت بتعب وسمحت للخدر يسيطر على كامل حواسها ...

      بغرفة شوق ..
      شوق : ها شرايك ؟؟؟
      ندى : رايي بإيش ؟؟
      شوق : باللي قلته الحين ...
      ندى : شي راجع لك ...
      شوق : الحين ابيك تعينيني وتقولين شي راجع ..
      ندى ابتسمت : اوكي ... ليش لا .. احسن بعد ....
      شوق : تبين الصدق ارتحت لما شفت عمي موافقني ... عالأقل تخف الصدامات بيني وبينه ...
      ندى هزت راسها بتقبل وموافقة : فعلا ... يمكن هالشي يخلي فهد يعقل شوي ويخف من حركات البزران والمراهقين ..
      شوق : الا سؤال دايم حاير ببالي ... اخوك يوم يكون مافي احسن منه ... ويوووم اعووووذ بالله ... من جد احيانا ودي أكفخه ...
      ندى : هههههههههههههههه ... لا جواب .... تبين تعرفين روحي اسأليه ..
      شوق : لا خليني بعيدة .. ماني مصدقة هالايام راضي عني ...
      ندى ضحكت وراحت لها وضمتها : هههههههههههههههههه يا بعد عمري يا شوشه ... يا كل الدن.........
      قاطعتها شوق وهي تدفها بعيد عنها : وجع كم مرة قلت لك لا تقولين شوشه ...
      ندى : ادلعك ...
      شوق : وع امحق دلع ... شوشه !!... لا مابي .....
      ندى عشان تغيضها صارت تغني : شوشه يا شوشه ... شوشه يا شوشه ... شوشه يا شوشه ...
      شوق فارت : باس ...
      وصاروا يتلاحقون بالغرفة ... ندى مصرة على شوشه وشوق تلاحقها تحاول تسكتها ...
      مرت هالليلة على ماهي عليه ... شوق قررت تتجاهل التفكير بهالخطوبة لما بكرة .... أو أقولكم !!... هي تتنتظر ردة فعل فهد مثل ما قررت عشان تبني قرارها عليه ... وماكانت تدري ان فهد عرف وخلص ... وردة فعله الا الان غير معروفة ... غير النظرة اللي كانت بعيونه قبل دقايق ..!

      )يتبع)

      تعليق

      • أحلى من الحلا
        عضو فضي
        • Aug 2007
        • 539

        الجزء ال 37 :


        بالصباح الثاني .. طلع فهد من البيت وطنش الجامعة ..
        كان عايش بدوامة .. أحاسيس قاتلة وشعور يعذب اللي ما يتعذب .. ما يدري وين يروح .. لقى نفسه فجأة بالنادي وتحديدا بوسط المسبح الأولومبي الكبير ! .. .بوقت مبكر من الصباح .. الناس قليل بهالمكان وبهالوقت ... الكل عنده دوامات ودراسة وأشغال .. بس هو ليش جا هنا ...
        كان كابت على مشاعره طول الساعات اللي راحت .. لدرجة انحرم من النوم !... ظل يطرطش بالمويه ويفرغ عصبيته بحركات بهلوانية ... مافي أي متعه لكنه وسيلة سريعة لتفريغ اللي بداخله ...
        وبعد دقايق صار يلهث ... عضلاته ارتخت من الحركات العنيفة وشوي شوي مو قادر يحركها ...
        بهالوقت دخل المدرب الخاص بالسباحة وانتبه له ولوضعه الغريب ، ولحركاته العنيفة بزيادة عن اللزوم !... قطب حواجبه وقرب منه والدهشة بعيونه ..
        المدرب : شو فهد شو عم بتساوي ؟؟؟..
        مارد عليه وطنشه ولا كأنه سمعه .. وغاص جوا المويه ... والمدرب لاحظ حالته الغريبة جدا جدا ..
        وحس بالخوف : فهد ..!!
        مارد عليه وموجات المويه سكنت واستمر بالبقاء تحت .. رجع ينادي عليه بعصبية ..
        المدرب : فهد .. فهد اطلع بهالطريقة رح تتعب نفسك .. اطلع !
        وكأنه يكلم جدار ما شاف جواب ... والأخ حابس نفسه مو راضي ...
        المدرب : بتطلع ولا بطلعك أنا ؟؟؟
        ولا جواب ... السكون عم الصالة الواسعة والحركة تحت الموية ساكنه وهدت تمام !... حس بالقلق ، وطالع ساعته بعد شوي ... مضى عليه دقيقة ونص وما طلع ... مجنون هذا ولا مجنوون ..
        ماحس بنفسه الا وهو يخلع القميص اللي عليه .. وتوه على وشك القفز الا فهد يطلع ويستند عالجدار بيدينه ، وهو يلهث ..
        فهد ببرود معطيه ظهره : شفيه شايفني بزر ماعرف ...
        قرب المدرب له والعصبية واصله حدها : فهد مجنون انت ولا شو ؟؟؟ .. بتتعب عضلاتك وفوق كل هيدا بتغوص ... بدك تموت ؟؟؟
        عطاه فهد نظرة .. لأنه بجد كانت نفسه منسده والأنبير واصل معه .. وماله خلق الكلام .. طلع برا المسبح وراح للطاولة الموضوعه عليها أغراضه ، جلس والمويه تقطر من كل أنحاء جسمه .. أخذ الفوطه وصار يمسح وجهه ، والمدرب هز راسه وراح عنه ...
        استرخى بجلسته وهو يحس بعضلاته مرتخية ، مو قادر يحركها .. حس بالانهاك بسبب العنف اللي استخدمه قبل شوي ... اسند راسه عالمسند وغمض عيونه ... يحلم بشوية راحة بال ! ... بس أفسد عليه هاللحظات رنين جواله ..... !!....نفضه وخرعه من سكونه العميق ...... صار يكره هالجوال ....
        فهد : الله يلعن شكلك بلا ...
        كان وده يقذف به وسط هالبركة الواسعة العميقة ... اللي يوصل عمقها لأكثر من أربعة أمتار !.... لكن اللي أثار أعصابه أكثر ... اسم شذى عالشاشة ...... ماله خلقها أبدا ومو وقتها هذي ..
        رد عليها ونبرته تفووور... لأنه مو فوضع ابدا لتقبل الرومنسية اللي بتغرقه شذى عليه .. كالعادة ... وغير كذا .. اصرارها على هالعلاقة اللي يتمناها تنتهي بأسرع وقت ..
        فهد : يا خييير .. ما تفهمين الكلام .. ماقالولك لا تتصلين بعد كذا تفهمين.. ولا انا قاعد أكلم جدار ما تفهم ...
        نبرته كانت تزيد مع كل كلمة .. والحمدلله ما كان موجود بالصالة الواسعة الا هو ... وصدى صوته يتردد بين الجدران ..
        كانت علامات الدهشة على صوتها لما تكلمت : فهد ؟؟؟؟
        فهد : ايه فهد ... شتبين خلصيني تراني مو رايق ...
        شذى لا ارادي اجتمعت الدموع بعيونها : شفيك فهد ؟؟... شصاير ؟؟؟
        فهد : مافيني شي ... خلصيني يا بنت الناس تراني مو رايق قولي اللي عندك وبعدين توكلي ... وحسك تتصلين علي ...
        شذى بدت تصيح : لييييييش طيب؟؟؟ وش صاير زعلان مني انت ؟؟؟
        فهد يتنهد بقل صبر : استغفر الله ياربي .. اسمعيني شذى .. فهد اللي تعرفينه مات .. مالك أي علاقة فيه بعد اليوم .... فاهمه ولا أفهمك أكثر ؟؟؟؟؟
        شذى : بس..... بس ليش؟؟؟.... ليش بتتركني الحين ؟؟؟.. ليش ما تبيني أكلمك .. ليش معد رديت على اتصالاتي ومسجاتي ... انت تدري اني ما اقدر اقعد يوم بلا أسمع صوتك ..
        فهد بلا اهتمام ونفسه مشمئزة : مشكلتك ...!
        شذى : وش مشكلتي ها ... لا مو مشكلتي .. انت تعرف اني أحبك ... قلتها لك ألف مرة وانت عارف ... ولا اللي صار كل الفترة اللي راحت كان لعب؟؟؟؟
        فهد سكت ولا رد : .............
        كان عارف بينه وبين نفسه انه كان لعب .... ويا ليته مالعب هاللعب ....
        شذى بدت تصرخ ودموعها مقطعتها من الصدمة : قول ... انت تحبني ولا لا ؟؟؟... تحبني ولا لا؟؟؟؟.. والكلام وكل اللي صار كان لعب منك ... قول ؟؟؟
        حاول فهد يحافظ على هدوءه ... يبي يوصل معها لنقطة تفاهم ..
        فهد : مارح أقول شي ... كل اللي ابيك تعرفينه .. انك تقطعين كل علاقة فيني .. لأني انا خلاص مليت ... مكالمات بينا بعد كذا خلاص ... بح !!... انسي ....
        قاطعته بخوف : مليت ؟؟؟... مليت مني ؟؟؟؟....... انا أحبك يا فهد .. تسمع ... تعرف وش معنى هالكلمة ... وانت بعد تحبني يافه.......
        قاطعها باشمئزاز وهو يوقف : أي حب واللي يرحم والديك فكينا تكفين........ !!!
        وقفل الخط ، ورمى الجوال عالطاولة بقرف وهو يتأفف !!.... منقرف ومشمئز من نفسه .... ومن علاقته هذي ... ومن كل شي ....
        وقفز بالموية يفرغ الشحنات اللي تجددت داخله .... واللي رجعت ثاني مرة من سمع صوت شذى وكلامها ... ومن طيشه اللي وصله لحد هالمواصيل ... ومن مشعل ... ومن شوق .... ومن الظرووف ... والحظ ....!
        البنت شذى غريبة !!... كنت عارف انها تحبني بس متوقعها عارفه احتمال انتهاء علاقتي معها بأي وقت .... بس هي تبينا نستمر ، وياخوفي طارت بأحلامها لبعيد ... لمدى مستحيل يتحقق ......
        قال أتزوجها قال ... هذا اللي ناقص بعد ..
        صار يغوص ويطلع ، يغوص ويطلع ، والأفكار تحولت كليا لشذى ...
        كان عارف انها تتمنى الزواج من هالعلاقة رغم انها ما افصحت عن هالشي... وزين بعد انها ما قالت هذا من البداية ولا كان تركها له زمن ...
        الزواج ؟؟؟؟
        مسك ضحكته وطلع فوق سطح الموية واستند عالجدار .. وصار يبتسم لهالأفكار ... معقولة شذى كانت ساذجة لهالدرجة ... مع اني لاحظت انها ذكية بشكل كبير !!!
        ولا ممكن الحب يحول الشخص للسذاجة والأحلام الغير معقولة !؟؟؟!...
        احتمال والله ليه لا ؟؟؟؟
        وأكبر مثال على كذا ... هي شذى !!
        على ذكائها الا اني اكتشفت انها ساذجة وتعلقت بوهم ..
        ضاق خلق فهد أكثر من ماهو ضايق .... حاس بالذنب للي كان يسويه .... مثّل على شذى وخلاها تتعلق فيه وبعدها انسحب ولا كأنه سوى شي ....
        أخذ الفوطة وراح للحمامات الخاصة وهو يجر خطواته ... وأفكاره تتأرجح ما بين حبه اللي على وشك الضياع .. شوق .... وبين غلطة حاس بالذنب ناحيتها .. شذى...
        دخل ياخذ دوش وهو يحاول يفكر بالموضوع من كل نواحيه ..
        شذى غلطت وانا غلطت ..
        واستمرار العلاقة غلط ..
        كل شي صار غلط بغلط ... كل شي من ناحيتها غلط .. غلط بغلط !!!!!
        زود على الموية الباردة وهو يرجي بقلبه انها تتفهم وتبعد عنه بسهولة وبدون مشاكل ...
        بس تعتقد يا فهد ان هالشي سهل ؟ .... تعتقد انك ممكن تخلص نفسك من علاقة انت نميتها وسقيتها بيدينك .. وبعدها بتتركها ... وتدّعي البراءة ؟؟؟...!!


        عند بوابة المستشفى .. بنفس الساعة .. وقفت سيارة سلمان في وحدة من مواقف السيارات ... وطفى محرك السيارة .. وأخذ جواله ونزل ... قفل السيارة بالكنترول ولبس النظارة الشمسية وهو يتوجه لمدخل المستشفى ...
        مر من عند الرسبشن ... وشاف الممرضات الواقفين يحييونه بابتسامات .. ردها لهم وهو يتوجه للمصاعد ... طبيعي لأنهم تعودوا يشوفونه بالأيام الأخيرة يوميا !... واحيانا مرتين باليوم ...
        دخل المصعد وضغط على الدور الثاني .. ولما وصل اخذ يمين في الممر لما وصل للغرفة الأخيرة .. وقبل لا يدخل طلع بوجهه ابو بدر لحاله ... فابتسم يسلم عليه
        سلمان : مرحبا عمي ..
        بادله ابو بدر التحية وصافحه : هلا سلمان الله يحييك .. اخبارك ياولدي عساك بخير ..
        سلمان : بخييير الله يسلم عمرك ... ( طالع باب الغرفة المغلق باهتمام ، ورجع لعمه ) .. ها بشر .. شي جديد ؟؟؟
        ابو بدر هز راسه بصبر كبير : ربك كرييييم ان شالله .. للحين ماصار شي ... حاولت اكلمه قبل شوي بس.....
        وسكت ... اما سلمان ربت على كتفه يواسيه ..
        سلمان : لا تضعف عمي بدر بخير وقريب اذا ربك كتب بتشوفه ينطط مثل الحصان ...
        ابتسم ابو بدر وشاف ساعته : ان شالله ...... انا بطلع الحين وزين منك جيت ... اذا صار شي جديد كلمني
        سلمان : ان شالله لا توصي ...
        ابو بدر مشى عنه : سلام عليكم ..
        سلمان وهو يفتح الباب : وعليكم السلام .. بحفظ الرحمن ..
        ودخل .. الغرفة هادية تماما الا من أصوات الأجهزة ... وبالكاد يسمع أنفاس بدر المستقرة ... سكر الباب بهدوء وتقدم للسرير ... ابتسم بتلقائية وهو يشوفه ... رجله ما زالت ملفوفة بس الكسر اللي فيها كل ماله يتحسن ..
        جلس عالكرسي الموجود بجانب السرير .... وهمس : بدر .....
        كان بدر مستلقي بسلام وبدون حراك ... واسمه على لسان سلمان .. بسرعه تلاشى بصمت وسكون الغرفة ..
        سلمان : بدر ... يكفي نوم قوم ...
        رجع السكون يلف المكان ... هز سلمان راسه ورفع عينه للثلاجة الموجودة ... قام وراح لها بهدوء .. فتحها وتأمل داخلها ...بعض الأغراض جابوها خوات بدر .. بأمل منهم لو قام واحتاج شي ...
        طلع علبة موية فيها القليل لأنه حس بالعطش فجأة .. شالها ووقف جنب النافذة المطلة عالساحة الخارجية للمستشفى ... واستند بكتفه عالجدار ومال بوقفته ..
        وهو غارق بسرحانه .. وتأملاته بالمنظر قدامه ، والناس الطالعة والداخلة عند مدخل المستشفى ... سمع حس خفييييض جدا بالكاد اذنه التقطته ... التفت لبدر بسرعة ... شافه على حاله لا حركة ولا صوت ... رجع يلف راسه للمنظر برا .. وهو عافس وجهه ....
        يهيأ لي ؟؟؟؟؟...
        انفتح باب الغرفة ونبه سلمان ، واستقام واقف وهو يشوف الدكتور يبتسم له ..
        الدكتور : ما شالله ... انت هنا ؟؟
        سلمان : لسا واصل ...
        تقدم الدكتور لبدر ومسك يده السليمة وبدا الفحص الروتيني : ... النبض تمام .......... والضغط بعد جيد ..
        سلمان يراقبه : ما تشوف شي جديد ؟؟؟؟
        الدكتور : للان كل شي ماشي ... الكسور والضلوع بطريقها للإلتئام ان شالله ... نحتاج لشوية وقت ...
        سلمان وهو يأشر على راسه : وهالشاش الأبيض ... وش قصته مارح تشيلونه ؟؟؟
        الدكتور ابتسم : لا تستعجل على رزقك ... بنشيله لما يلتئم الجرح تماما ...
        سلمان باستياء وقل صبر : وهالجرح ما التئم الى الان ... ما كأنه اخذ وقته وزيادة ؟؟؟
        الدكتور : هههههههه روق يا اخ سلمان ... احنا مثل ما انت داري خيطنا الجرح بس نبيه يلتئم ويتماسك بشكل جيد ..
        سلمان تنهد : مو كأن السالفة مطوله ... متى بيلتئم ويتماسك ونفك هالشاش اللي مسبب لي التوتر !!
        الدكتور : هد اعصابك .. مو صاير الا كل خير ..
        سلمان : الله يسمع منك ....
        الدكتور : على كلٍ حالته تبعث عالإطمئنان ... وأفضل بكثييييييير من حالته قبل كم يوم ..
        سلمان : الحمدلله ...
        الدكتور وهو يستدير ويهم بالخروج : انا طالع تامرني بشي ..
        سلمان : سلامتك يادكتور ما تقصر ..
        طلع الدكتور .. اما سلمان فلأن بدر غاط بعالم محد عارف عنه غير ربه .. وهو حاس بالتعب .. راح للكنبة الوحيدة بالغرفة واستلقى عليها .. وحط ذراعه على عيونه وغمضها ..


        بالجامعة .. صباح بأجواء جميلة ... لكن للبعض يعتبر صباح سئ !
        كانت شذى عايشه بحالة صدمة فضيعة ... وتبكي بحرقة وألم وصديقاتها كلهم ملتفين عليها ... أريج جنبها تضمها ومروى راحت تجيب لها موية ورجعت ركض .. والبقية كلهم يحاولون يهدونها ... مها وبدور كانوا واقفات بعيد عنهم عشان يسمحون لهم يهدونها ..
        اريج : شذى حبيبتي هدي ... لا تصيحين بهالشكل والله خوفتيني عليك .. فجعتي قلبي ..
        شذى بين شهقاتها : ماني فاهمه اللي صار لي يا أريج ... ماني فاهمه كل اللي صار ... قال لي كلام غريب .. مو فاهمه وش كان يقصد ... ما يبيني يا أريج ما يبيني ...
        أريج بين هالكلمات المختلطة مع الدموع ماقدرت تفهم ... بس ظلت حاضنه صديقتها تهديها ...
        مروى تمد لها علبة الموية : شذى خذي اشربي واهدي ...
        شذى وهي تشهق : مابي مابي خلوووووني لحالي ...
        اريج : بس شذى اهدي وفهميني وش صار ... مافهمت شي من اللي تقولينه ..
        شذى : خلوني مابي أتكلم ...
        هزت اريج راسها بيأس .. رفعت عيونها لصديقاتها وطلبت منهم يروحون ويخلونهم لحالهم ... هزت مروى راسها ايجاب والتفتت للبقية وسحبتهم معها ..
        اما بدور سحبت مها معها ولحقتهم ..
        مها : وش صاير شفيها شذى ؟؟.... فهمتي شي ؟؟؟
        بدور : مثلك ما فهمت شي ... بس انتظري شوي وبنفهم ...
        كانت شذى فعلا بحالة سيئة ... حالة من التحطيم والانكسار والجروح ... مو متقبله الى الان الكلام اللي قاله فهد لها ...
        هذا اللي يحبني ؟؟؟ هذا اللي يحبني ؟؟؟..
        اريج بهدوء : شذى ...
        شذى حاطه راسها على كتف صديقاتها ، تاركه لدموعها الحرية بالانسدال على خدها الحزين : ............
        اريج بعصبية : شذى ردي علي ...
        شذى : لا تكلميني خليني ...
        اريج : انتي شفتي فهد ؟؟؟
        شذى ودموعها تزداد : وين اشوفه يا حسرة ؟؟؟
        اريج : اجل وش اللي صار يخليك بهالشكل .... تكلمي والله روعتيني ...
        شذى وهي تتنهد : ماصار شي ... ماصار شي ...
        اريج : مادام ماصار شي ... اجل ليش هالصياح كله ... ؟؟
        رجعت لها عبرتها عقب ما تذكرت كلامه كلمة كلمة .. وحرف حرف ... ورجعت تغطي وجهها بيديها وتجهش بالبكي ....
        ماتدري ... هل هي كانت ضحية خدعة ؟؟؟.... أو الكلام اللي نتج عن فهد كان ناتج منه بلحظة غضب ... هي تجهل اسبابه !!!... وممكن يدق عليها ويراضيها مثل ماصار من قبل ..
        لكن احساسها هالمرة غير ... وصوته غير ... وكلماته غير... ونبرته غير ...... لا .. لا ... مستحيل كل هذا يكون خدعه !!!!!
        زاد صياحها وتناثرت دموعها ، وهالأفكار تزيد بذهنها ... لا ... مو ممكن يصير هذا معي .... انا مو قاعده ألعب !!.... انا مو قاعده ألعب .... انا صدق أحبه ...
        أريج : اوفففف ... شذىىىىىىىىىى وبعدييييييين معك ...
        كانوا وقتها جالسين بمكان بالجامعة بعيد عن التجمعات المعتادة للبنات ... لكن طبعا ما يخلو من الرايحة والجاية .. واللي تكون نظراتهم فضولية على شذى وأريج ..
        أريج : بس شذى فضحتينا شوفي خلق الله كلهم شافوك .. بس خلاص ما يسوى ترا ..
        شذى وهي شبه منهارة وبتتقطع من البكي : وش اللي ما يسوى يا أريج ؟؟... وش اللي ما يسوى .... اه احد يفهمني ...
        اريج : لا تجبريني اقوم ... قومي معي الحين غسلي وجهك واهدي ... وبعدين فهميني بالضبط ...
        مسكتها وأعانتها عالوقوف وراحوا لأقرب دورات مياه ... ولحسن حظهم كانت خالية ، وبينما شذى تغسل وجهها فرغت بقية الدموع في المغسلة ... لما هدت تدريجيا ...
        طلعت اريج من شنطتها مناديل وقدمتها لها : خذي امسحي وجهك تراك مو حلوة بالدموع ..
        وابتسمت ... طالعتها شذى وابتسمت غصب عنها : ماكان هذا كلامك من قبل ...
        اريج : هههههههههههه غيرت رايي .. الحين مو حلوة ...... يالله نطلع ؟؟؟
        هزت شذى راسها موافقة وطلعوا مع بعض .. ما يمنع انو ما يزال بقلبها بقية للحزن والصدمة ... مو عارفه الحين هل اللي صار مع فهد صدق أو مزحة منه !!
        راحوا للمكان اللي فيه البنات ... تهللت وجوههم بعد ماشافوا شذى جايه وعلى وجهها الهدوء ... والدموع اختفت !
        التموا مثل العادة .. ولا وحدة فتحت الموضوع مع شذى ، وسألتها عن سبب دموعها ... لأنهم عارفين طبعها ممكن ترجع تصيح من أول وجديد... فجلسوا ولا كأن شي صاير ... وبدون أسئلة ...
        اما شذى حاولت ترجع طبيعية ... وتمسكت بأمل انه ممكن حاصل معه شي معصب منه ... ووقت مايكون رايق بيرجع مثل أول ... مع انها بدت تحس انها رح تفترق عنه ... لكنها ظلت متمسكة بهالأمل ... اللي يبدو انه ... ضئيل !
        لكنها بتصمد .. ومارح تفلته بسهولة ..!


        بطريق رجعتهم من الجامعه .. شوق وندى راجعين للبيت .. بس ندى براسها شي ومشوار تبي تروح له ... اليوم جلسة البنات صديقاتها كانت جلسة مثيرة وحماسية ... تبادوا فيه الحديث عن أحدث فلم رعب نزل بالسوق ... كلهم كانوا شافوه ... ابتسام وهدى ونادية وخلود ... وكل وحدة عندها معلومات وافرة عنه ... الا ندى ... كانت مثل الأطرش بالزفة تسمع وما تدري ... كلامهم عن الفلم أثار حماسها انها تشوفه .. وقررت وهي راجعه للبيت تشتريه ....
        شوق : وين بتروحين فينا يالمجنونة ؟؟؟
        ندى : بشتري فلم ...
        شوق : وشو فلمه ؟؟.... الحين عاد ؟؟؟
        ندى : ايوه الحين ... ما اقدر أصبر البنات جننوني .. كلهم شافوه الا انا يقولون خيالي ..
        شوق باستياء : ندى مو الحين ابي ارجع للبيت .. راسي يعورني ..
        ندى : كلها عشر دقايق مو بعيد المحل ...
        تنهدت شوق وهزت راسها ... ورمته على ورا بتعب ... الأفكار عن هالخطبة بدت تتعبها ، اليوم بالمحاظرات ما قدرت تركز بكلمة على بعضها ... كانت مقرره تنسى التفكير لوقت ثاني بس غصب عنها مشغول ذهنها ..
        وقف قاسم عند المحل المعتاد اللي تشتري ندى منه .. وكتبت له اسم الفلم على نوت وشقت الورقة ، وعطته اياه مع الفلوس .. خمس دقايق ويرجع السواق بالفلم ويمشون للبيت ...
        دخلوا ... وشوق التفتت لندى : ندى أذكر انك تقولين عندك امتحان مادة صعبة بكرة .. والفلم هذا مو مخليك تذاكرين زين ..
        ندى : ماعليك أدبر نفسي ...
        شوق بنذالة شافت مرة عمها تنزل من الدرج : هلا جيتوا ؟؟
        ندى : ايوه ... ماتشوفينا يمه ...
        شوق بنذالة : خالتي ...
        ام فهد : سمي ..
        شوق تطالع ندى بخبث وترجع لخالتها : خالتي ترا ندى عندها امتحان صععععب ... وشرت لها فلم مو مخليها تذاكر ...
        ندى بققت عيونها والتفتت بدهشة لبنت عمها : شوووووووووق !
        ام فهد بشدة ولين بنفس الوقت : وشو ؟؟..... افلام الحين ؟؟.... والامتحانات عالأبواب ...
        ندى : عادي يمه فلم واحد ما يضر ... ( وتهمس لشوق ) .. أوريك يالدبه ...
        شوق تجاهلتها وراحت طالعه لفوق ... بعد ما ولعتها ...
        ام فهد : عطيني الفلم يا ندى ..
        ندى شوي وتصيح : لاه يمه ... خليه عندي تكفين ..
        ام فهد : اخليه عندك عشان تجيني تصيحين بعدين ... يمه ماحليت بالامتحانات مثل كم مرة ..
        ندى : لا خلاص لك اللي تبينه ... اخليه عندي وما اشوفه الا عقب امتحاني ..
        ام فهد : أكيد ؟؟
        ندى : اكيدين يمه ..
        ام فهد : نشوف ..
        ندى لما غابت عنها امها ضفت قشها ورفعت عبايتها واطلقت ساقيها ركض لفوق ... وصلت لباب غرفة شوق ولما جت بتفتحه لقته مقفووول !..
        شوق من داخل : ههههههههههههههههههييي ... تحسبيني غبية بخلي الباب مفتوح ... عشان تذبحيني ؟؟؟
        ندى : افتحي خليني ابرد حرتي ..
        شوق : ههههههههيي لا لا .. لا تحلمين ..
        بقت شوق داخل غرفتها ماطلعت وهي تحس بنعاس ... ماتدري وش بيكون مصيرها ... مرة تستقر عالموافقة .. ومرة ترجع تتردد ...

        اما ندى دخلت غرفتها بدلت ملابسها .. وراحت لغرفة اختها نجول ودخلت ... سمعت صوت نجلاء بالحمام .. صوتها كان غير طبيعي ... خافت وراحت لقت الباب مفتوح ... ونجلاء جالسه عالأرض ، تعتصر بألم عند الكرسي .. والعرق يتصبب من كل وجهها ... وجسمها كله يرتجف ..
        حطت ندى يدها على قلبها بروعة واسرعت لاختها ..
        ندى : نجلاء شفيك ؟؟؟؟
        حاولت تمسكها وتساعدها عالوقوف ، بس نجلاء دفتها عنها وهي تتألم : ابعدي عني ....
        ندى بخوف ما حست الا الدمعه بعينها : شفيك نجول وش اللي يعورك ؟؟؟؟
        ماردت واستمرت بحالتها الأليمة... تتلوى بألم وتتصب عرق ... والتعب بادي على كل ملامح وجهها ... ندى من خوفها ركضت برا تنادي أمها ... بنفس لحظة دخلة فهد البيت ..
        ندى تصيح : يمه !!
        ام فهد بروعة وقفت عند الدرج : ندى كم مرة قلت لك وقفي هالصراخ .... انا هنا ....
        ندى : نجلاء تعبانه يمه ...
        ام فهد ونظرتها تغيرت للفزع : شفيها ؟؟؟؟
        ندى : تعبانه مرة ... مادري شفيها ....
        هبت ام فهد وركضت صاعده الدرجات بسرعه ... ودخلت الغرفة وعلى طول للحمام .. ولقت بنتها على حالتها الأليمة نفسها ... دخلت وجثت عندها ومسكتها بخوووف ..
        ام فهد : نجلاء يمه ...
        رفعت نجلاء راسها بصعوبة ... ولقت راسها ثقيل والدنيا حولها تدووور ... عيونها ضايعه باللي حولها ، ونطقت بهمس وهي تلهث : .. يمه !
        ام فهد : ندى بسرعة هاتي موية ...
        ندى نفسها كانت ترتجف .. هزت راسها وركضت برا وقابلها فهد عند باب الغرفة ..
        فهد : شفيها نجلاء ؟؟؟
        ماردت عليه وكملت ركضها لتحت ... اما فهد التفت للحمام .. وبسرعة راح لهناك ... لقى امه تحاول تساعد نجلاء عالوقوف .. اسرع عشان يساعدها ... وبقوة الرجال قدر يعينها عالوقوف ووصلوها لما جلسوها عالسرير .. وشوي شوي استلقت بهدوء وهي تلهث بتعب واضح ..
        دخلت ندى بالكاس .. اخذته ام فهد وشربت بنتها منه شوي ... ورشت منه على وجهها وهي تقرا عليها ...
        فهد جلس عالناحية الثانية من السرير ومسك يد اخته وشد عليها : شفيك وش صار ؟؟؟
        نجلاء مغمضة عيونها مو قادره تتكلم من التعب ...
        ام فهد بعتاب : شفتي وش صار عليك ؟؟... اليوم الصبح اقولك افطري تقولين مابي... ما تعشيتي امس واليوم ما افطرتي ... وما تبين تتعبين ؟؟؟
        نجلاء بتعب : خلوني يمه ... خلوني ابي انام ...
        ام فهد : وش نومه لا مافيه نوم .... وجهك اصفر يخوف وما كليتي وتبين تنومين ... لا .... قوم فهد نوديها للمستشفى ...
        نجلاء : لا يمه ... مابي خلوني ....
        فهد : قومي عن الدلع ...
        طالعته نجلاء بنظرة رجاء واستعطاف ... بس هو تجاهلها ..
        فهد : قومي اقول ... من امس اصلا وشكلك مو عاجبني ...
        نجلاء : خلوني ما اقدر اتحرك ...
        فهد : بتقومين ولا أضطر اشيلك ..
        ابتسمت نجلاء بتعب ، رغم تعبها الكبير ورضخت لأوامرهم ... ندى أصرت تروح معهم ولبست عبايتها وساعدت اختها تلبسها .. ركبوا بسيارة فهد وتحركوا ...

        تعليق

        • أحلى من الحلا
          عضو فضي
          • Aug 2007
          • 539

          بمدينة جدة ... وأثناء الجو البارد والرطوبة .. والسما مغيمة تنذر بعاصفة ماطرة ...
          بوحدة من الأحياء القديمة والبيوت الأقل من البسيطة ... سيارات الشرطة والمصفحة تحاصر وحدة من هالبيوت من الليلة الفايتة ... لهم أكثر من 14 ساعة وهم بهالمكان ينتظرون اللي داخل البيت يستسلمون بدل لا يستخدمون القوة ...
          رجال الشرطة والأمن منتشريم بكل مكان ... البعض منهم بأسطح المنازل المجاورة .. والبعض منهم يستعد لاقتحام البيت ... ومن ضمنهم سعود ..
          والبعض ضل برا .. وكل الأسلحة مصوبة مباشرة لهالبيت المشبوه !
          سلطان اماسك سلاحه بصرامه ، ومصوبه لوحدة من النوافذ : اقول سعود ... شرايك ننتظر ولا نقتحم ؟؟
          سعود : نص ساعة بس واذا ما سلموا انفسهم نقتحم ونتوكل على الله ...
          سلطان : وش هالعناد فيهم .. يعني هم طايحين طايحين ... يسلمون انفسهم احسن لهم ...
          سعود : وجه لهم الانذار الأخير ...
          مسك سلطان المايك وتكلم .. والكل يسمع : ياللي داخل البيت ... اخر انذار لكم ... يا اما تطلعون وتسلمون انفسكم ... أو نضطر ندخل بالقوة .... استغفروا ربكم وارجعوا لعقلكم ... أفكاركم كلها غلط بغلط ... انتم شباب وصغار لا تسمحون لأفكار دخيلة تسيطر عليكم ... هذا ماهو جهاد ... ذبح المسلمين والاطفال ماهو جهاد ... سلموا أنفسكم أفضل لكم ....
          بعد ما خلص سلطان كلماته ... سمعوا بعدها مباشرة صوت اطلاق نار ورشاشات ... نزل سعود راسه ومعه سلطان يحتمون بالسيارة ... وبعد لحظة رفع سعود راسه لسطح البيت ... وشاف شاب معه رشاش ومستمر بالاطلاق العشوائي على رجال الأمن ....
          سلطان منحني براسه : اظنهم عصبوا ...
          سعود تمالك غضبه ورفع سلاحه وصوب عالواقف هناك .... وبطلقة وحدة أردته قتيل ... فقد الشاب توازنه وسقط من فوق سطح البيت عالأرض ... وزهقت روحه مباشرة ...
          ركض سعود لباب البيت ووراه سلطان ... أشر لبعض الرجال يتبعونه ... ولحقوهم حوالي 7 رجال ... أشار لهم براسه يكسرون الباب المهترئ ... وبركلة وحدة من رجولهم ينفتح الباب على مصراعيه ... طل سعود براسه بحذر قبل لا يدخل ... ولما تأكد من عدم وجود أي احد منهم سوى الجثة الميتة ... دخل وقرب من الشاب المقتول ...
          تغيرت نظرته للأسى وهو ينحني عليه والدماء تسبح حوله ... غلف وجهه الحزن وهو يخمن عمر هالولد ...
          بقية الرجال سبقوا سلطان وسعود للباب الداخلي ووقفوا هناك يستعدون لتلقي الاشارة ...
          سلطان ربت على كتفه يواسيه : قوم سعود ... ورانا غيره ...
          سعود بحززن عميق : بس هذا صغير يا سلطان .... شكله ما يتجاوز ال 18 سنة ...
          سلطان : وش نسوي طيب ؟؟... حاولنا نثنيه عن اللي يسويه بس اللي شفته ... اطلق نار عشوائي واصاب بعض رجالنا ...
          هز سعود راسه وقام واقف : ... قول ان شالله اللي جوا مو مثله .. ان شالله يسمعون لنا ...
          سلطان : اذكر ربك ... والله يهديهم ويسمعون لنا ...
          تركوا الجثة مكانها وتوجهوا للباب ... عطاهم سعود الاشارة ... كسروا الباب بالركل ، ودخلوا ثنين واسلحتهم تتقدمهم ... دخلوا بهدوء وكل واحد عينه على جهة ...
          كان البيت من داخل ضيق .. ممراته ضيقة والأبواب مهترئة قديمة ... والسكون يلف الجو .. وكأن البيت خالي من الساكنين ... صمتوا بمكانهم وهم يحاولون يستشفون او يلتقطون أي صوت ممكن يدلهم على مكانهم ..
          لكن الصمت والسكون كان رهيب !
          سعود اشر للأوائل منهم انهم يتولون أول غرفة تواجههم ...
          سلطان يهمس لسعود : كم واحد هنا ؟؟؟
          سعود يبادله الهمس : معلوماتنا تقول انهم اربعة ... واحد برا ... والثلاثة الباقين اكيد جوا ...
          سلطان : انا طالع فوق ...
          سعود ابتسم له ابتسامة لها معنى : انتبه لنفسك ...
          سلطان ووراه ثلاثة يتبعونه : اذا مالي نصيب اشوفك بعد كذا ... اذكرني دايما بالخير ...
          افترقوا عن بعض والبسمة على وجه كل واحد منهم .. اعتادوا هالكلام بينهم كل ما هموا ينفذون مثل هالعمليات الخطيرة .. اللي ما يدرون هل بيطلعون منها احياء ولا شهداء باذن الله ...
          اما سعود بقى مع الأربعة اللي معه .. بتفحصون الغرف تحت ... كانت كلها خاليه ... بس أشياء رهيبه لقوها هناك ... مواد متفجرة ... وأجهزة كمبيوتر ومبالغ مالية كبيرة ...
          هز سعود راسه بأسف ... ورجع بذهنه صورة الشاب المقتول برا !!.... رجع الحزن يغلف وجهه ...
          قلبه قبضه ... ودمعه استقرت بوسط عينه ... عوره قلبه لمجرد انه انهى حياة شاب كانت السنين لسا قدامه ... من يدري يمكن هالولد وحيد امه وابوه .. عزوتهم ؟؟ .. وسندهم ؟؟...
          نزل عالأرض ومسك رزمة اموال بين يدينه يتفحصها ... واللوعة تزيد داخله ... كيف كان مجبور ينهي حياة مثل هالشاب ... المراهق !!!...
          سمع واحد من الضباط يدخل ويكلمه : مالقينا احد تحت ... اكيد انهم متخبين فوق ..
          سعود : متأكدين ؟؟... فتشتوا كل غرفة ؟؟؟
          الضابط : ايه نعم ...
          بعد هالكلمة مباشرة ... سمعوا طلقات نار متواصلة ورشقات مخيفة ... كان الصوت يبين من فوق ....
          هب سعود بأقصى سرعته وباقي رجاله وراه ... طلعوا للدور الثاني ... كان باب وحدة من الغرف مفتوحة .. راح سعود لهناك .. لقى واحد من الرجال ينزف دم ويئن من الألم ...
          طلع الجهاز اللاسلكي وكلم الدوريات اللي برا : اطلبوا سيارة اسعاف بسرعة ...
          أمر واحد من الرجال يبقى معه عشان يحميه ... ورجعت تتكرر الطلقات مرة ثانية ...
          سعود : فالسطح !
          ركض لهناك .. وفعلا مبين ان فيه حرب حاصله هناك ... والطلقات مو ممكن تسكن لحظات .. الا ترجع تنطلق ..
          وقف سعود عند الباب ونادى : سلطان ؟؟؟
          وصله صوت صديقه : سعود لا تجي خلك ... مارح تقدر ...
          سعود : وش صار ؟؟...
          سلطان : ثلاثتهم هنا ... اياك تطلع رح يذبحونك ...
          سعود : وينك انت ؟؟...
          سلطان : لا تخاف علينا ...
          سعود : وينهم ؟؟ ... وين انتوا ؟؟؟
          كان يكلمهم عند الباب .. وماكان يقدر يشوف سلطان ورجاله ... بس يسمع صوتهم ... كان وده يطلع بس تحذيرات سلطان له ... خلاه ينتظر ويستنى ..
          سلطان : خلك مكانك يا سعود ... قريب رح تنفذ ذخيرتهم ويستسلمون ...
          قطع عليهم كلامهم .. صوت واحد من المشبوهين ... يصرخ بقمة عصبيته .. وغضبه ... اللي كان اشبه فبركان رح يحرق كل اللي حوله .. ومستعد يذبح أي احد ..!!
          المشبوه : هييي انت يا كافر يا فاجر ... احنا اصلح منكم ... انتوا لو تخلونا نشوف شغلنا كان ما مات منكم اللي مات ...!!
          سعود رد عليه : شلون يعني ؟؟... تذبحون المسلمين والمعاهدين ... ونخليكم ؟؟.... ياخي حرام ....... ولا تسمون هذا دين ؟؟.. وجهاد ؟؟... اصحى يا ابني ونظف عقلك .... كل أفكاركم غلط ... انتوا كبار وتفهمون ... كيف خليتوهم يلعبون عليكم كيف ؟؟؟؟؟
          المشبوه زادت حدته : اسسسسسسسسسسسسسسسسسكت ....
          سعود : ماني ساكت .... يا اما تستسلمون وتحفظون حياتكم ... يا اما نضطر نتذابح .. لما يموت واحد فينا ... وترانا كلنا مسلمين يا ابني ...
          المشبوه : لا تقول ابني ....
          سعود : الا ابني ... اعتقد حالك من حال اخوك اللي تحت ... ما تكبرون عن عشرين سنة ... حرام تضيع حياتكم بهالشكل وبهالمنهج الغلط ..
          لهالحد وثارت ثائرة هالشاب الصغير ... طلع من مخبئه وراح يركض لسعود وسلاحه بيده .. والشر كل الشر يشتعل بعيونه ... سعود ماكان يدري باللي جايه ... لأنه مسند ظهره للباب ...
          سلطان صرخ : سعوووود انتبه !
          ما كمل سلطان هالجملة الا وتلتها مباشرة طلقة نار من سلاحه أنقذت سعود ... سعود ما تحمل اللي يصير وطلع عليهم يركض لسلطان ...
          سلطان رجع يصرخ : ارجع يا مجنوووون !!
          لكن رشقة نار كانت أسرع منه ... ضربت فسعود ... كانت طلقات متتالية .. منها اللي اصابته وطيحته عالأرض ينزف ... ومنها اللي أخطأته ...
          سلطان صرخ له : سعود !
          حاول سعود يقوم جالس وهو يحس بكتفه اليمين تألمه وتنزف دم بشكل مخيف !!... حاول يوقف بس الألم كان شديد سلبه كل قواه .... كان فوضع صعب لازم يقوم ينقذ نفسه ... بنفس الوقت الألم يرجع يخززه بشكل موووجع مع كل حركة ..
          كان لازم يتحرك ويتخذ قراره بأقل من جزء بالثانية ... سلطان ظل يطلق عليهم عشان يمنعهم ما يصيبون سعود أكثر ..
          لحسن الحظ .. وحدة من طلقاته أصابت واحد منهم براسه وطاح صريع مباشرة ... والرابع لما شاف ربعه كلهم مسدوحين ويسبحون بدمهم ... طلع عليهم مستسلم .... بالواقع كان مبين عليه صغير .... 19 سنة ..
          انسمعت صوت سيارات الاسعاف والهلال الأحمر توصل ...
          سلطان طلع من مخبأه وهو يرفع اللاسلكي : انتهت العملية ... ثلاثة مقتولين وواحد مستسلم .. كل العمليات تدخل وتكمل الاجراءات ...
          وصل لسعود ونزل عنده ومسكه ... كان يتوجع ويتصبب عرق ... ويلهث من الألم ...
          سلطان : سعود .. خلك معي ... الاسعاف تحت ...
          سعود وهو يحس بالدنيا تغيب عن عينه : ... سلطان ... وش صار ؟؟... قلي ؟؟؟
          سلطان ابتسم : يا مجنون ما قلت لك خلك بمكانك ...؟؟
          سعود سكت والألم اخرسه ...
          سلطان : ورني جرحك اشوف ؟؟
          سعود : لا لا ... لا تحركني ...
          سلطان : هذا والاصابة بكتفك ؟؟... اجل لو براسك وش كنت بتسوي ؟؟؟
          سعود ابتسم : قصدك وش بتسوي نجلاء ؟؟؟
          ضحك سلطان ... وبدد بضحكته الجو الكئيب اللي هم فيه : ههههههههههههههه .. من حقها تفتخر فيك ...
          سعود بصوت هامس : سلطان .. احس الدنيا تضيع من عيني ...
          سلطان : لا تتكلم ... الحين بنعالجك ..
          غمض سعود عينه بهدوووء ... وببساطة غاب عن الدنيا ...
          جو رجال من الهلال الأحمر وشالوه .. ومباشرة ودوه للمستشفى .. مع بعض الرجال .. اللي بعضهم مجروح .. والبعض للأسف انقتل !...
          سلطان راح لمركزهم ... وكمل باقي الاجراءات ... خذت منه حوالي ثلاث ساعات .. وبعدها توجه للمستشفى اللي فيه سعود وبقية الرجال ...
          سأل عنه وراح لغرفته ... وقف عند الباب بهدوء بدون ما يتكلم .. لقاه جالس على السرير بصمت ويحاول يحرك يده اللي كانت ملفوفه بالكامل من كتفه لاخر ذراعه ... ومعلقة بلفافة على رقبته ...
          كان يحاول يحركها بهدوء .. بس كل شوي يكشر وجهه بألم ...
          سلطان : سلام يا بطل !
          رفع سعود راسه وابتسم : هلا فيك ... انا بطل ؟؟... لا والله وربي يشهد انت البطل ؟؟
          سلطان : انا تلميذك وانت استاذي ..
          سعود ابتسم .. ونزل راسه ثانية ليده يتفحصها ..
          سلطان : خلاص خلها لا تحركها واجد ... وش قال الدكتور ؟؟؟
          سعود : ابد ... عملية سريعة استخرجوا الطلقتين ... وخيطوها ... ولفوها .... بس هالبنج مدوووخني يا سلطان ..
          سلطان : هههههههههههههههه .. بس قلي بصراحة .. ماكانت نومة حلوة عقب شد الاعصاب والتعب قبل كم ساعة ...
          سعود ابتسم : أي راحة ... والألم مخاويني ..
          سلطان : اقولك ...
          سعود : قول ...
          سلطان : عقب ما شالوكم ... الصحافة اجتمعوا مثل النمل ... تدري ... أكثر جزء يزعجني بشغلنا ... لما يتدخلون الصحافة ويحشرون خشومهم ... يعني لما كنا بنطلع عالمركز ... الواحد تعبان وهم يبون لقاءات ... الله يخسهم ...
          سعود : ههههههههههههههه مالنا عنهم ...
          سلطان : الخبر الحين بكل المحطات ...
          سعود تبدلت نظرته للقلق : الله يستر ..!!
          لاحظ سلطان هالنظرة : خير ... ليه شفيك ؟؟
          سعود : اقول الله يستر ... لا يوصل الخبر لنجلاء .. عارفها رح تنجن وتموت خوف ...
          سلطان : طيب اتصل عليها الحين ..
          سعود التفت للطاولة جنب السرير : اوف !.... تلفوني ناسيه بسيارتي ...
          سلطان : اعطيك جوالي تكلم ..
          سعود : لا ماله داعي ... خلاص لما اطلع من هنا ... بكلمها ...



          بعد العصر .. صحت شوق من النوم .. صلت الفرض .. وخذت طرحتها وحطتها على كتفها ... تنوي تنفيذ اللي اعتزمت عليه ...
          طلعت وسكرت الباب ... حست بالبيت هادي وساكن وخالي من أي صوت ... راحت لغرفة منى ودخلت لقتها نايمة عالأرض ودفاترها وكتبها حولها ... نامت وهي تحل دروسها ... ابتسمت شوق ودخلت ...
          هالبنت تحت الدراسة بشكل !!... أول مرة اشوف بنت بعمرها تحب الدفاتر والكتب مثلها ... سحبت غطا السرير وغطتها ...
          وطلعت .. غرفة ندى مفتوحة .. لكنها مظلمة ... راحت لغرفة نايف وفتحت الباب بهدوء وطلت براسها .. مثل ما توقعت .... الأخ مو متزحزح من التلفزيون والبلايستيشن ...
          طلعت .. ونزلت تحت ..
          الصالة خالية !...
          وين الناس وين العالم ..؟؟؟
          حتى عمي شكله ما رجع للحين ..!!
          راحت للمطبخ تشرب لها شي ... لقت عمر قاعد يقرقر من الشغالة ... مسكت ضحكتها وفتحت الثلاجة ... طلعت علبة العصير وصبت لها بكاس ..
          مادرت الا عمر يوقف جنبها : ثبي لي ..
          شوق طالعته من فوق .. ومدت له العلبة : خذ ... وصب لك بنفسك ...
          عمر برطم بزعل : ماعلف ..
          شوق : لا تعرف ..
          وراحت عنه .. فتحت التلفزيون .. اللي كان محطوط بالأساس على العربية ... وخرعتها الصور اللي قاعده تشوفها والأخبار...
          وش هذا ؟؟ وش صاير بالدنيا ؟؟؟....
          وين هذا ؟؟
          بجدة ؟؟؟
          الله يستر ...!!
          أربع مقتولين من الأمن .. و15 مصاب ... وثلاثة متطرفين قتلوا .. واحد مقبوض عليه ....
          كانت تقرا هالأشياء بالشريط بأسفل الشاشة ... ومعها الصور ...
          شوي ضاق خلقها وقامت سكرت التلفزيون ... شي يضيق الصدر !
          رجع مسار أفكارها للشي اللي شاغلها من أيام ... وبما ان مافيه احد تسولف معه والهدوء يلف البيت ... انشغلت بالتفكير بالخطبة بشكل تلقائي ... كأمر ملزوم تفكر وتاخذ القرار فيه ... بأسرع وقت ..!
          كانت تحس بخيبة من ناحية فهد ... ما في أي شي من ناحيته للان ... وهي لازم تتخذ قرارها بأسرع وقت .. كون انه ولد خالتها ومو غريب عنه ... وماتحتاج كل هالوقت للتفكير وكأنه غريب ...!
          خالتي حطتني بموقف محرج !!....
          صفقت شوق نفسها على خفيف ..
          انجنيتي يا شوق ... وش موقف محرج ... خالتك قالتها لك .. كانت تتمناك لمشعل من صغرك ... يعني قبل ما يطلع هالانسان الغريب بحياتي ...
          وانا بعد ... ماكنت مستبعده ارتباطي بمشعل في ظل الظروف اللي عشتها .. والحرمان اللي قاسيته .... وما كنت أظن ان فيه انسان مثل فهد بيظهر بحياتي ... ويقلبني فوق تحت ... ويرجني كني علبة لبن !
          ليش الحين احط الذنب كله على خالتي ... واتهمها انها سببت لي الاحراج ..
          ابدا ... هذي كانت رغبة خالتي من سنين ... ويمكن انانية مني لو ... عارضت !!..
          رمت شوق بجسمها عالكنبة بملل ... مو عارفه وهي بترسو بأفكارها .. وين بتوصل .... القرار بيكون .. يا اما الرفض ... او الموافقة ...... ما في حل وسط !
          وانا ما اقدر ارفض .... وما اقدر اوافق ....... وبعديييييييييييييييين !!.... وش الحل ؟؟..... أحد منكم يقولي ؟؟؟
          ظلت عشر دقايق على حالها منسدحه عالكنبة .. ومغمضة عيونها ... تتحاور بينها وبين نفسها بصمت تام ...
          بس فجأة ... حست بقرصة قوية على خدها روعتها .. وقامت تصرخ !
          شوق : اي ...
          عمر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ...
          انحاش عنها ووقف بعيد .. وهو ميت ضحك .... هالولد يحب يروع الناس وهم نايمين ... او مغمضين عيونهم ..
          شوق : تعال اوريك ..
          قامت بتلحقه ... بس رنين التلفون .. خلاها تروح له وهي معصبه من عمر ... مزاجها شوي متعكر بسبب هالأفكار اللي مو لاقيه لها حل .. وهالشي يخليها تتنرفز !!...
          شوق : الوو ...
          ايمان : السلام عليكم ..
          لا .. لا ..... لا تقولون انها خالتي .... وش بقولها ؟؟؟... اكيد تسأل عن الرد .... وش بقولها .... ودي أوافق وما ودي ..... اوافق او لا ... اوافق او لا ..
          شوق : وعليكم السلام .. هلا خالتي حياك الله ...
          ايمان : هلا بعروسنا الغالية ... هلا ببنتي الثانية ..
          كلماتها خلا شوق تبتسم .. والدموع تتجمع بعيونها بذات الوقت ....
          تبتسم لكلماتها ... وتدمع لأنها مارح تقدر ترفض بينما هي تسمع هالكلام ...
          صارت تحس بالضياع أكثر .... لأنها بدت تقتنع ... بالموافقة ، والتضحية بقلبها وبمشاعرها ... وترضى بالانسان اللي يحبها ... بدل لا تكول لانسان هي تحبه ... وهو مايدري عن هوا دارها ...
          قابل ايمان صمت رهيب من شوق ... لأن شوق ماكانت تدري وش ترد وش تقول ...!
          ايمان : شوق !.... وين رحتي ؟؟
          شوق انتبهت : م... معك خالتي انا معك ...
          ايمان : اخبارك حبيبتي ؟؟... واخبار عمك ومرة عمك وعياله ؟؟
          شوق : بخير........ كلهم بخير ...
          قالتها ببرود .. من غير حماسها المعتاد لما تكلم ايمان .... لأن خلاص ... ذهنها مشغول كليا !
          ايمان : وينك فيه ؟؟.... شفيك ؟
          شوق : انا ؟؟..... مافيني شي ...
          ايمان : تعبانة ؟؟
          شوق : لا ...
          ايمان : مشغوله ؟؟
          شوق : ها .... لا بالعكس فاضيه ...
          ايمان مستغربه : ... طيب عمري مرة عمك عندك ؟؟؟
          شوق ما استوعبت .. لأنها سرحت : هاه....
          ايمان : مرة عمك ...
          شوق : .................
          ايمان : مرة عمممممممممك ... هوو !!... منتي صايحه ....
          شوق استوعبت اخيرا : مرة عمي ؟؟.... ايييييييييييه مرة عمي ........ مرة عمي اظنها طالعه ...
          ايمان : لا يكون قاعدة تكلميني وانتي نايمة ...
          شوق رجعت تسرح : هاه ...؟؟؟
          ايمان : هوو .. انتي معي ولا لا ؟؟؟
          شوق مسكت ضحكها على هبالتها ... حست نفسها من جد غبية !!...
          شوق : معك خالتي معك ...
          ايمان : اشك ... عالعموم ... بدق بوقت ثاني ...
          شوق : الله يحييك خالتي بأي وقت ..
          ايمان : فمان الله ..
          شوق : مع السلامة ..
          حطت السماعة مكانها ، وتنفست الصعداء !.... ما استغربت سؤال خالتها عن مرة عمها .... أكيد تسأل جواب عمي ..
          وأكبر دليل على انها ضامنه موافقتي ... انها ما سألت عن رايي .... بس تنتظر راي عمي ...
          كانت عارفه شوق حتى لو سألتها خالتها قبل شوي عن رايها .... مارح تقدر تقولها لا .... رح تقولها " موافقة " ...
          رجعت شوق تنسدح عالكنبة وهي تحس باليأس ... أيقنت ان اتمام زواجها من مشعل ... رح يكون بيد عمها ...
          هي خلاص ما تقدر تسيّر الدفه ... رح تترك كل شي لعمها .... لأن التفكير أرهقها خلاص .... وبما انها ما تعرف تختار الموافقة من الرفض ... رح تترك كل الأمر لعمها ... رايها من رايه..
          ان قال موافق فهي موافقه .... وان عارض فهي معارضه ...
          مارح تتدخل ... رح تنتظر رايه .... وتاخذ به !!...
          قامت واقفه وهي تتنهد ... هذا أفضل حل لي ...
          مشت للدرج .. ورقت وهي تسحب رجولها... ولما وصلت للنص سمعت الباب ينفتح ... وصوت فهد وندى ...
          لفت الطرحة على راسها ورجعت تنزل ... شافتهم ماسكين نجلاء يدخلونها ، ويسندونها ... كل واحد ماسكها بيد ...
          شوق قربت منهم بلهفة : نجلاء ؟؟؟ ... سلامات عسى ما شر ؟؟؟
          ندى ابتسمت وبحماس : الا قوليلها مبرووووووووك ...
          شوق طالعت ندى لحظة ... ورجعت لنجلاء باستغراب : مبروك ؟؟؟..... مبروك على ايش ؟؟؟؟؟
          ردت نجلاء عليها بابتسامة مرهقة .... وبسرعة لقت شوق الجواب ... وصفقت بيدها بفرحة : لا تقوووولييييييين !!!..... مبرووووووك ...
          ونطت عليها وحضنتها بكل قوتها ... وهي ودها تبكي من الفرحة ...
          شوق : مبروك يا نجلاء مبروووووك ....
          نجلاء والعبرة خانقتها : الله يبارك فيك ...
          فهد : يالله خلينا نطلعك فوق ترتاحين ..
          نجلاء : لا بقعد معكم تحت ..
          ام فهد : مافي تحت ... الدكتورة كانت تبيك تجلسين عندهم ساعتين عشان المغذي وانتي رافضه ... لازم ترتاحين ..
          نجلاء بدلال : يمممممممممه ...
          ام فهد : وصمه !.... يكفي ما سمعتي كلامي اليوم وافطرتي ... يالله طلعها فوق يا فهد ..
          نجلاء : لا مابي .... ابي اجلس ...
          فهد : اقول خلي عنك الدلع الزايد ..
          نجلاء : فهيد ...
          فهد : فهد لو سمحت ..
          نجلاء : فهيدان ...
          فهد : قلت لك فهد ...
          نجلاء : وخر عني ... قلت بجلس هنا يعني بجلس هنا ...
          فهد بتحدي : طييييب يا نجيل ... بنشوف انا ولا انت ...
          وبسرعه شالها بين يدينه وطلع بها فوق ... وهي ودها تصرخ بس صوتها مختفي من التعب ... كانت الضحكة فيها ... بس حتى التعب مو مخليها تضحك بصوت عالي ..
          حطها عالسرير واستقام واقف : لا تتحدين مرة ثانية ...
          حطت نجلاء راسها عالوسادة وغمضت عيونها بتعب : مشكووور ياخوي ... وفرت علي التعب ...
          ابتسم فهد وسكر النور .. والباب ورجع نازل ...
          اما نجلاء .. الفررررحة ماكانت سايعتها ... بنظرها مارح يوسعها الكون بالكامل ... معقولة تحقق حلمي اللي كنت احلم فيه انا وسعود ... ولا كل هذا حلم .....
          معقولة اكون نايمة وبصحى منه ... ابتسمت وقلبها يرررقص فرح ... كان ودها تقوم وتصرخ من الفررحة بس الارهاق منهكها ...
          رفعت عينها للسقف .. ومن قلبها تمتمت " الحمدلله ... ياربي لا تخليه حلم .. يارب يكون حقيقة " ...
          مدت يدها لجوالها وبسرعة دقت على سعود ... كان قلبها يدق والكلام والبشارة على طرف لسانها ، تبي تقوله .. تبي تفرحه .. تبي تبشره ... تبي تخبره انها حامل بولده اللي طالما حلم فيه .... وتمناه ...
          لكن تبدلت تباشير وجهها لخيبة أمل ... لما عطاها الجوال نفس النتيجة ...
          الجهاز مغلق !
          ليييييييييييش الحين يا سعود لييييش ؟؟؟.... ابي ابشرك ابي اخبرك ؟؟؟... دق علي عالأقل ....
          مايصير كل هذا زعل !.... ماكنت اقصد لما ضايقتك باخر مكالمة ... بس حبيت اتغلى عليك .... حرام شاركني هاللحظات الحلوة ... ياما تمنيت نتشاركها ونفرح مع بعض لما نستقبل هالخبر ...
          حطت الجوال جنبها .. وبدا احساس بالقلق يسيطر عليها فجأة .. مو من عادته يسويها ..

          نزل فهد لتحت .. وطبعا فرحان عشان اخته .. ولما وصل الصالة استرعى اهتمامه هيئة شوق .. توه ينتبه .. لأن لما كانوا عند الباب كان كله اهتمامه منصب على اخته نجلاء ..
          ماحط له بال وانظم لهم .. كانوا يتفرجون عالأخبار ..
          ام فهد : حسبي الله عليهم ..
          فهد باهتمام : خير وش فيه ؟؟؟
          ندى معصبه : شف الصور وبتعرف ..
          فهد : وين هذا فيه؟؟؟... بالرياض ؟؟؟
          شوق ردت : لا ... بجدة ..
          فهد التفت عليها بنظرة غامضة .. ماكان يبيها ترد عليه .. مايبي يسمع صوتها تكلمه .. مايبي يكون قريب منها وهي بذات الوقت بعيده ..
          ورجع لندى : بجدة ؟؟
          ندى : ايه ناظر ...
          بعد شوي تغيرت تعابير فهد .. وبان عليه العبوس ... طلع جواله من جيبه بسرعه واتصل .. بس بعد دقيقة نزله وهو يهز راسه ..
          ام فهد : شفيك ؟؟..
          فهد : ابي اتطمن على سعود ..
          ام فهد توها تنتبه : ايه صدق ... هو معهم هناك... اتصل فيه شف شخباره ..
          فهد : هذاني يمه اتصل .. بس مقفل ..
          ام فهد بقلق : الله يستر .. ان شالله يكون بخير ...
          ندى بعد حست بالقلق والتفتت لأمها : يمه اكيد نجلاء ما تدري ... أروح أعلمها ..
          ام فهد : لا لا .... خليها لما نتطمن على سعود بعدين نقولها ...
          ندى : يمه بس هي لازم تعرف باللي صاير هناك ..
          ام فهد : بتعرف .. بس خلينا اول نتطمن على سعود ..
          - شفيه سعود ؟؟؟؟
          التفتوا كلهم ناحية الصوت .. ناحية وين ماكانت نجلاء واقفة على اخر عتبة بالدرج ... والقلق واضح جلي بعيونها ...
          ام فهد : وش اللي منزلك يمه ... ارتاحي ..
          نجلاء مشت وقربت عندهم .. وشافت الصور بالتلفزيون .. والتفتت لفهد : وش صاير ؟؟؟
          فهد عشان ما يرعبها : كل خير ... اجلسي لا تطيحين علينا ...
          جلست بهدوء ويدها بدت ترتجف . وعيونها ما فارقت الشاشة : وين هذا فيه ؟؟؟... بجدة ؟؟
          فهد : ايه ...
          نجلاء بخوف : وسعود ؟؟؟
          فهد : سعود بخير ..
          نجلاء : وانت شعرفك ؟؟
          فهد : لأن سعود ما ينخاف عليه ... قومي الحين ما يصير كذا بتتعبين ..
          نجلاء : اتصلت فيه ؟؟
          فهد : بتصل فيه بعد شوي ... بس انتي قومي اول ..
          نجلاء : انا اتصلت فيه ... بس جواله مقفل ..
          فهد هز راسه رنفاذ صبر : طبيعي يا نجلاء .. انتظري شوي وبيرد عليك ... لا تخافين هو بوقت شغل الحين ..
          نجلاء : بس قلبي ناغزني ..
          فهد : اوهوووووو !.... خلي عنك الوساوس الحين .. وقومي ...
          نجلاء ما قامت جلست تفكر .. قامت امها وسكرت التلفزيون .. وراحت لها ومسكتها توديها لغرفتها ..
          راحوا .. ومابقى الا فهد وندى وشوق ..
          ندى : ما انت خايف يكون صاير له شي ؟؟؟
          فهد : لا ... لا تتفاولون عليه .. مو صاير له الا كل خير ..
          راح فهد لغرفته .. غير ملابسه ولبس بدلة بيت ورجع تحت ... وبدخلته كانت ندى تكلم شوق ..
          ندى : وش قررتي يا دبه ؟؟
          شوق : عن ايش ؟؟
          ندى : عن ايش بعد ؟؟... فيه موضوع غيره ؟؟
          سكتت شوق وهي تراقب فهد يتمدد عالكنبة باسترخاء .. ويمسك الكنترول ويقلب ...
          شوق : تقريبا ..
          ندى : طيب ؟؟
          شوق سكتت ... ماتدري وش تقول ...
          ندى نغزتها بكتفها : انتي هيييييه قولي رافضه ...
          شوق ابتسمت بأسى : مو بيدي ... وعمي ماكلمني لسا ..
          ندى : رح يكلمك قريب اكيد ..
          سكتوا وندى شوي تنرفزت .. وبدت تتأفف ... كل شوي ... لدرجة أزعجت فهد ..
          فهد : يا مزعجة ... اهدي روقينا !
          ندى : انت خلك بتلفزيونك احسن ...
          فهد : هدوء يا ندى ترا اللي فيني كافيني ... لا تزودينها علي ..
          ندى تتريق : سلامتك يا عمري ... مين اللي مضايقك ؟؟؟
          فهد مسك اعصابه .. وسكت ولا رد عليها .. اللي فيه كافيه مايبي زيادة وجع راس... واللي قاهره اكثر .. بنت عمه قريب منه ولا حاسه فيه ..
          وش يسوي بعمره !!
          ندى : دريت يا فهد باللي صار ؟؟... ولا على عماك للحين ما تدري باللي صاير ...
          مارد عليها ومسك اعصابه .. لهى نفسه باللي يشوفه .. ولا كأنه يسمعها ..
          شوق : ندى !
          ندى طنشتها : تدري ان شوق انخطبت !
          ضغط عالكنترول بيده لما صار على وشك يحطمه ... وعيونه مافارقت الشاشة .. وكأن اللي سمعه ما أثر فيه ... شوق تسارعت دقات قلبها ... تراقبه تنتظر منه ردة فعل .. أي ردة فعل ... أي التفاته أي نظرة تعطيها لو أمل بسيط ... لكن هيئته ماتغيرت .. والجمود هو نفسه ..
          ورد بكلمة وحدة ... يناقض فيها نفسه : واذا ؟؟؟
          ندى باستغراب : واذا ؟؟... اقولك انخطبت ...
          فهد : وانا اقولك .. واذا؟؟؟؟... كل البنات تنخطب ...
          وطالع شوق بنظرة سريعة .. ورجع لاهتمامه عالشاشة ... وان كان مايدري وش اللي ينعرض .. لأنه مو مركز فيه ...
          شوق حست بخييييييييييييبة كبيرة اول مرة تحس فيها بحياتها ... نزلت عيونها للأرض ... مو مصدقه الأمل اللي كانت متعلقه فيه تلاشى الحين ...
          الخبر ما أثر فيه ابدا ... خلاص شوق انتي ما تعنين له ... انت اخت وبس !
          ندى : وانت شرايك ؟؟..... انا اقول تنتظر ليش مستعجله ... واذا هو يبيها ينتظرها مارح تطير ..
          نغزتها شوق بقوة لأن هالكلام ابدا ما يعجبها ..
          ندى : اي شفيك انتي .... وانا صادقه ليش العجلة ...
          فهد قاطعهم بهدوء : الراي الأول والأخير لها ... هي تعرف وين راحتها ... أكثر من أي شخص ثاني .. ( والتفت لشوق ) .. صح كلامي ولا لا ؟؟؟
          شوق بعدت عينها عنه .. بضيق واضح ... لاحظه فهد ..
          شوق بصوت خفيض : صح ...
          فهد : خلاص اجل هذي حياتك وتحملي ..
          وقام .. طلع فوق ..
          وشوق خيبتها تزيد ... اخر كلماته حست فيها شدة وحزم ... بس رده ابد ما كانت تتمناه ..

          (يتبع)

          تعليق

          • أحلى من الحلا
            عضو فضي
            • Aug 2007
            • 539

            الجزء ال 38 :


            بعد المغرب .. شوق جالسه بالصالة الفوقية بكابة .. تهز رجلها والعبوس يغطي وجهها .. عقب اخر نقاش صار بينها هي وفهد لما كانت ندى معهم ...
            يعني خلاص !... ما في أمل !..
            قامت تدور بالصالة رايحة راجعه .. ومرة تشبك اصابعها ومرة تفكهم .. كلماته الأخيرة لازالت تطن باذنها .. بملل راحت لغرفتها وهي معصبه من نفسها ... شلون سمحت لعمرها انها توصل لهالحد ... كان لازم تعرف من زمان وما تتعلق فيه لهالدرجة !...
            دخلت غرفتها وضربت الباب بقوووة وراها .. هزت البيت كله .. لدرجة الجالسين تحت استغربوا ... ابو فهد .. وام فهد ..
            وقفت شوق بنص الغرفة ... بحيرة !... وخيبة الأمل داخلها تتزايد أكثر فأكثر ... من بعد ما سمعت كلمات فهد الأخيرة ... وهي متحطمة !
            قربت للسرير والعبرة تخنقها ... مسكت الغطا الثقيل وشدته بقوووة وعنف لما طاح بالأرض ... تبي تفرغ عصبيتها بأي شي !..
            قد ايش كانت غبية !... قد ايش كانت غبية !... غبية ... غبية ... غبية !
            جلست عالسرير وتركت الغطا طايح بإهمال عالأرض ... وش راح تسوي الحين ؟؟؟.. قطع عليها حالها ، دق عالباب ...
            ردت بعصبية لأول مرة !... من غير اهتمام بهوية الطارق : نععععععم .... خير ؟؟؟؟
            وصلها صوت منى .. الهادي : ادخل ؟؟؟
            ماردت شوق .. لأنها اصلا ما تبي تشوف احد ... بس منى فهمت صمتها انها تسمح لها بالدخول ... ففتحت الباب وطلت براسها ...
            منى بابتسامة : ممكن ؟؟؟
            شوق صدت بوجهها عنها بضيق : نعم منى ؟؟ .. شتبين ؟؟
            منى استغربت .. وحست ان مزاجها متعكر .. فقالت اللي عندها بسرعة ..
            منى : ابوي يبيك تحت ...
            شوق لفت لها بحيرة .. ودق قلبها : يبيني ؟؟... ماقال وش يبي ؟؟
            منى اكتفت انها هزت راسها نفي .. وراحت ..
            اما شوق رفعت الطرحة اللي كانت على اكتافها .. لراسها ونزلت ... حصلت ابو فهد جالس يتفرج عالتلفزيون وعمر قاعد يلعب عنده ... اول ماشافها ابو فهد ابتسم ، وربت بيده على مكان جنبه ..
            ابو فهد : تعالي شوق ... ابيك ..
            ابتسمت رغم عنها .. وراحت عندها وجلست بصمت ... ما تكلم مباشرة وظل يقلب بين قنوات الأخبار .. ولما ما حصل شي حطت الكنترول عالطاولة والتفت لها ... وهي بدت ترتبك لأنها حست انها تعرف وش بيتكلم عنه ..
            مارفعت راسها والمزاج متعكررررر عالاخر... بس ماحاولت تبين هالشي عند عمها ..
            ابو فهد : اقول عمري ...
            رفعت راسها هالمرة : سم ..!
            ابو فهد : ناديتك أبيك بموضوع ... أكيد انتي تعرفينه ..
            شوق بدون نفس : أكيد ...
            ابو فهد لاحظ هالمزاج الغريب... مو من عادته يشوفها بهالمزاج ... نادر ويمكن هذي أول مرة !...
            فضحك وهو يشوفها مكشره ومبوزه : هههههههههههههههه ليش هالكشره ؟؟
            شوق : ولا شي ..!
            ابو فهد : اضحكي طيب .. ماعرف اتكلم وانا اشوفك مكشره ...
            ارغمت نفسها وابتسمت ...
            ابو فهد : ايه كذا .... ولا تراني بسكت وماني قايل شي ..
            شوق : تفضل عمي قول ... انا اسمعك ..
            ابو فهد : طيب .... تدرين عن خالتك ام مشعل ... صح ؟؟؟
            شوق هزت راسها .. والمرارة داخلها : صح !..
            ابو فهد : تدرين انها خط........
            قاطعته : خطبتني .... ايه ادري عمي ... هي قالت لي ...
            ابو فهد هز راسه : اها زين ... يعني كنتي عارفه ..
            شوق : ايوه عارفه ... من جتنا اخر مرة قالت لي ...
            ابو فهد بحنية : وانا اقوووول شفيها شوق سرحانه ومو على بعضها ... أثر السالفة كذا ...
            شوق ابتسمت وحمر وجهها ... يعني كانت واضحه للكل ... هي عارفه ان عمها كان يدري عنها من زمان ... بس قال اللي قاله الحين يمازحها ...
            شوق : غصب عني ...
            ابو فهد ضحك : هههههههههههههه .. طيب فكرتي ؟؟
            شوق سكتت ...
            ابو فهد : فكرتي ولا للحين ؟؟؟
            شوق : ..... ايه .... فكرت ...
            ابو فهد : وقررتي ؟؟؟
            شوق : ايه ...
            ابو فهد وهو يراقبها منزله راسها : وش قرارك ؟؟؟
            بلعت ريقها ... ورفعت عينها لعينه :..... موافقة ....!
            سكت ابو فهد لحظات من غير ما يتكلم ... وهي نزلت راسها مرة ثانية .. ولا تكلمت اكثر ..
            ابو فهد بعد وقت : متأكدة ؟؟؟
            شوق توترت ... بس ما غيرت رايها : ايه متأكدة ...
            ابو فهد : ما كأنك استعجلتِ ؟؟؟
            شوق قطبت ورفعت عينها له : استعجلت ؟؟؟...
            ابو فهد : ... فكرتي زين ؟؟؟... ترى هذا زواج مو لعبة ؟؟؟
            شوق هزت راسها بسرعه .. وهي تحاول تبعد أي فكرة ممكن تدخل لعقلها الحين .. وتشكك بقرارها ...
            شوق : ايه عمي ... انا كنت طول المدة اللي راحت أفكر ...
            ابو فهد : انا ابيك تفكرين زين ... وبعدين ألاحظ انك ما خذتي حتى اسبوع حتى تقررين ....
            شوق سكتت ... يكفيها هالكم يوم اللي خذتهم تفكر فيهم .. وتعبت فيهم ...
            ابو فهد : شوفي شوق .... خالتك ام مشعل دقت على خالتك الجوهرة اليوم ( ام فهد ) ... انا مارح أرد على خالتك قبل يومين ... عشان تكونين خذتي وقتك بالكامل .. وبهالوقت فكري زين وصلي واستخيري ..
            شوق بعناد غريب : ماني مفكره عمي ... خلاص انا قلت لك موافقه !...
            ابو فهد : طيب فكري مو ضارك زيادة تفكير ...
            شوق : لا ... خلاص انا قلت لك موافقه ... ولو تسألني عن رايي بعد يومين بقولك موافقه ...
            ابو فهد ابتسم : براحتك ... بس مثل ما قلت لك ... مارح أكلمهم قبل يومين ... عشان تاخذين وقتك بالتفكير .. يمكن يتغير رايك .. وبعدين انا يهمني مستقبلك ... والزواج قرار مصيري يحتاج وقت وتفكير ...
            شوق : وانا خذت وقتي ... وقررت اني موافقه ..... مشعل يا عمي رجال ما ينعاب وهو قبل كل شي ولد خالتي ... ولا شرايك انت فيه ؟؟؟
            ابو فهد : انا رايي فيه نفس رايك .... رجال ماعليه كلام ويشيل مسؤولية .... بس هذا قرارك ...
            شوق : يعني هو عاجبك ؟؟
            ابو فهد : ايه اكيد ... ولو كتب ربك نصيب مارح اكون زعلان .. بالعكس بكون متطمن انك معه ..
            شوق قامت واقفه : اهم شي انه عاجبك ... وانا قلت .. رايي من راي عمي ... اذا هو موافق عليه انا بعد بكون موافقه ..
            ابو فهد : ربك يكتب اللي فيه الخير ...
            استأذنت شوق وطلعت فوق لغرفتها ... وقفلت الباب على نفسها ....
            ورجعت لها افكارها وهواجسها ... تحس انها خلاص معد تقدر تتراجع عن هالقرار ... هي اختارت الموافقة ..
            بس ... هل فعلا مقتنعه داخلها بالموافقة ؟؟... او هذا بسبب اللي قاله لها فهد ؟؟
            اووووه !!
            فهد فهد !!
            رجع لها وجه خالتها الحنون هاللحظة ... وابتسمت بأسى .... اصلا يا ناس ... ما اقدر ارفض .... هذا خالتي ما اقدر ارفض لها طلب .... يكفيني ضحكتها .. مابي اقلبها لحزن وخيبة اذا رفضت تحقيق امنيتها ...
            خلاص هي قررت الموافقة ... اذا ماكان عشان نفسها ... فهو عشان خالتها .... اولا واخيرا ...
            وفهد لو يبيني مثل ماكنت أتخيل كان تحرك من زمان ... من عرف باللي صار ...
            وحتى لو كنت أبيه ... يهمني انه يكون شعور متبادل ... ولو كان فهد ما يفكر فيني ولا يبيني ... احسن لي اشيله من بالي نهائي ... واعتبره اخ ... مثل ماهو يعتبرني اخته ...!
            رجع لشوق ضعفها ثاني مرة .. من وصلت لهالحد من الافكار ... ودي لو أقدر ... ودي ...
            بعد ساعة كاملة .. كانت فيها جالسه بسكون وحاضنه وسادتها .. والأفكار تاخذها وتوديها ... دق جوالها جنبها ... ابتسمت لما شافت الاسم .. وردت
            شوق : هلا ...
            هديل : مراحب ...
            شوق : هلا هديل ...
            هديل : وش هالقطاعه ؟؟... ولا الخطبه مسويه عمايلها هيهيهههههيييي؟؟
            شوق : هههههههههههههههههه تقدرين تقولين ...
            هديل : معليش عالازعاج .. بس فاضيه وما عندي شغل... قلت ادق على مرة اخووووي تونسسسسني ...
            شوق : مرة اخوك من الحين ؟؟؟
            هديل : قريبا جدا ... سون سون
            شوق : هههههههههههههههههههههه لا تخليني ارفض .... واذا رفضت ترا بيكون بسببك ... مابي احتك معك عارفتك راعيه مشاكل ..
            هديل : جربي انتي بس .... وربي اجي ازنطك ...
            شوق خطر ببالها سؤال مفاجئ : اقول هدوووول ...
            هديل : سمممي يا عيووووون هدول !
            شوق : انتوا ما تتوقعون اني ارفض ؟؟
            هديل : ترفضين ؟؟؟
            شوق : ايه ... اقصد ... يعني ..... ارفض مشعل ....
            سكتت هديل ..
            شوق ضحكت عشان ماتفهمها غلط : هههههههههههههههههههه شفيك .. مجرد سؤال جاوبيني عليه ؟؟
            هديل اعتراها الهدوء فجأة : امممممم .... ليش انتي ناوية ترفضين ؟؟؟!
            شوق بسرعة : لا لا .... بس سؤال ؟؟....
            هديل : بصراحة ...... لا ....... ( ورجعت لرجتها وهبالها ) .. اصلا ياعمري عارفتك ما تقدرين تعيشين من دوني .... ولو تشوفين امي هالايام .. محتشششره تجهز لكم الجناح انتِ ومشعل .... لما يقدر مشعل بعدين وياخذ له بيت بروحه ...
            سكتت شوق تماما ... وظلت هالكلمات بسمعها ... مثل ماتوقعت ... خالتها متوقعها موافقتها مليوووون بالمية .... ورجع الأسى يرتسم بوجهها ...
            هديل : تعالي لا يكووون ناوية صدق ترفضين .... بتذبحين قلوبنا ترا .... انا ومشعل !
            شوق غصبت الابتسامة تطلع : لا ماعليك ...
            هديل : ومتى الرد ان شالله ..... قولي لي الحين وانا بروح ابشرهم ....
            شوق : لا تصيرين مرجوجه ... اركدي شوي ... والرد مو مني ... من عمي
            هديل : ومتى ؟؟؟
            شوق : يومين ثلاثة وبيجيكم ..
            هديل بنفاذ صبر : يووووووووووووووووه مطوليييييييييييييييييييييين !
            شوق : وانتي شلاحقه عليه ابي افهم .... !!!!
            هديل : يختي الملل مقطعني هنا ... ابي احد معي .... اففففف بجد شوي وبنتحر
            شوق : استغفر الله !
            هديل : تعالي الا على فكرة ... انا قلت لمشعل اني بتصل عليك ... وطبعا ما نسى يقولي سلمي لي عليها ... ياربي يا شوووق لو تشوفين اللهفة اللي بعيونه ... ينتظر يوم الزواج بفارغ الصبر !
            شوق بعصبية : هدووووووووووووووووووووووووووول !
            وطاع ..... قفلت الخط بوجهها !... بس بسرعه رجع يرن ... رفعته بدون ما تتكلم ... ووصلتها ضحكة هديل
            هديل : ههههههههههههههههههههههههههههههه الحيا وما يسوي ؟؟... أجل ايام الملكة وش بتسوين ؟؟؟
            شوق بعصبية : هدووووووووووووووول !
            هديل : طيب طيب خلاص توووووووووبة ... يالله باي امي تنادي .... اكيد للحين تشتغل بالجناح ... بروح اساعدها بتجهيزه للعرسان الجداد ... باي يا حلوة...
            وقفلت ... وحطت شوق الجوال جنبها وهي مطنققققره من هديل .... لسانها مفلوووووت منها ما تقدر تربطه !... هين اوريها بعدين !
            رجع لذهنها قرار الموافقة اللي اتخذته ... وتأكدت داخل قلبها .. ان الموافقة هذي رح تكون عشان خالتها ... ومو عشان فهد ... ولا غيره !


            بجدة ...
            بعد التعب والارهاق عقب العملية اللي نفذوها ... وصّل سلطان سعود لشقته بسيارته .. لأن سعود ما يقدر يسوق بسبب جرحه .. وأصر ان سلطان ينزل معه ...
            طلعوا للشقة فوق ... دخل سعود يده السليمة لجيب البدله حقته .. وطلع المفتاح وفتح الشقة ، ودخل ..
            كان الظلام حالك والسكون يعم المكان ... بالنسبة لسعود موووووحش !... وحس بالحنين يجتاحه لزوجته نجلاء ... كان دايما أول ما يدخل الشقة راجع من برا ... تجيه هي تستقبله استقبالها الحار المعتاد .. اللي ينسيه وقتها كل تعبه ... لكن الحين .. هو مو موجودة تراعيه وتخفف عليه ..
            فتح النور وراح للصالة ... حط مفاتيحه وبوكه وتلفونه عالطاولة والتفت لسلطان وراه .. اللي كان يقلب نظره بأنحاء الشقة الواسعة ..
            سعود : تفضل ...
            سلطان رجع عينه لسعود : انا ماني مطول ... قلت بوصلك وبروح
            سعود : لا مافي روحه ... اجلس ... والقهوة بجيبها لك
            سلطان بدهشة : وش قهوته ؟؟.... الحين انت تعبان ويبيلك راحة وتقول قهوة ... لا انت ارتاح
            سعود : ماعليك اسنع نفسي ...
            سلطان : اقووول ... اجلس... ما يحتاج لا قهوة ولا شي .... انا بروح اشرب لي كاس موية .. تبي ..
            سعود ابتسم : ياليت ..
            راح سلطان ناحية المطبخ ... واول ما جلس سعود عالكنبة تنهد تنهييييييدة كلها تعب ... تذكر انه ما اتصل للحين على نجلاء يكلمها ... رغم انها على باله من هو بالمستشفى ... يعرفها اكيد قلقانه الحين وخايفه ... قرر يتصل عليها الحين .. بس التلفون بعييييد وماله حيل يروح له .. غمض عيونه يطلب شوية راحة ... ومادرى الا بالنوم يغلبه بلحظة ...
            دخل سلطان المطبخ ... لقى كل شي مرتب ومنظم ... ابتسم وهو يروح يفتح الدروج والدواليب يدور عالكاسات ... اخر مرة زار فيها شقة سعود كانت قبل لا يتزوج .. كانت الشقة وقتها جامدة من غير لمسة انثوية .. بس الحين التغيير كان واضح ولمسات أنثوية واضحة بكل مكان ... كان معتاد يزور سعود هنا كثير .. بس من تزوج خفت زياراته ... اخذ كاسين وراح للثلاجة وقبل لا يفتحها .. لاحظ مجموعة أوراق صغيرة معلقه على بابها بالمغناطيس ... قرب عيونه من وحدة منهم وقرا ..
            " زوجي العزيز ... لقد أجبرتني على العودة .. فتبقى انت لوحدك .. تنام لوحدك .. وتأكل لوحدك ... اذكرني كلما جلست على طاولة المطبخ .. تأكل طعامك .. اذكرني وتخيلني جالسة امامك .. اشاركك ... وبعدها اتصل بي... كلما حللت بذهنك .. وإلا .... ( تراني بذبحك )....
            ابتسم وهز راسه .. وفتح الثلاجة وطلع الموية، صب له بالكاسين ... ورجع للصالة والضحكة فيه من الكلام اللي قراه ...
            حط الكاس قبال سعود .. ولاحظ انه نايم ..
            سلطان : سعوود ... سعود قوم اشرب
            فتح عيونه وقام تعدل جالس، خذ الكاس وشرب .. وهو يرجعه عالطاولة لاحظ ابتسامة سلطان
            سعود : شفيك ؟؟؟
            سلطان : ابد ... بس قريت المكتوب على باب الثلاجة ...
            سعود ابتسم وهو يتذكر : قريتها .. هههههههههههههههه ... شكلي بنذبح يا سلطان ... تقول كل ما قكرت فيني اتصل ... لو على كذا طول وقتي بكلمها..
            سلطان : ههههههههههههههههه كلمتها ؟؟
            سعود : لا .. كم الساعة الحين ؟؟
            سلطان يناظر ساعته : الساعة تسع وربع !
            ورجع سلطان لتأملاته بأنحاء المكان ..
            سعود ابتسم : لاحظت انك مستغرب ...
            سلطان : والله فرق عن اخر مرة جيت فيها هنا ... أول بصراحة يا سعود كانت شقتك كئيبة !
            سعود : ههههههههههههههههههه اللي يسمعك يقول انت احسن مني .. عالأقل انا تزوجت واستقريت .. وما أدري متى بتلحقني انت !!؟..
            سلطان : خلها على ربك ... من يبينا يا سعود واحنا بفترة متوترة داخليا ...
            سعود استغرب : طيب هذا انا قدامك .. متزوج ومرتاح .. انت وش زودك ؟؟؟
            سلطان : قفل هالموضوع لأني شايله من بالي هالفترة نهائي ..
            سعود : بتظل كذا ؟؟؟... اهلك بالرياض وانت هنا لحالك ..
            سلطان : خلاص يا سعود .. تعودت ... ( يضيع السالفة ).. المهم دق على زوجتك لا تذبحك .. وانا طالع
            وقام .. وسعود ابتسم من كلامه ، ومسك جواله ..
            سلطان : يالله يابو عبدالعزيز .. انا استأذن ... تامرني بشي ؟؟
            سعود : سلامتك
            سلطان يمشي ناحية الباب : ما اوصيك عاد ارتاح ... وإجازة وعطوك .. وش بتسوي ؟؟
            سعود : برجع للرياض اسلم عالأهل .. عقب اللي صار اكيد يبون يتطمنون
            سلطان هز راسه وفتح الباب : خلاص اجل ... ارتاح وانا بمر الحين أي مكتب سفريات واحجز لك ...
            سعود : ما تقصر ..
            سلطان : مع السلامة
            سعود : الله معك ..
            طلع سلطان وسكر الباب وراه .. اما سعود جلس مرة ثانية عالكنبة يتصل .. اليوم بعد الاصابة عطوه اجازة يرتاح فيها لما يتشافى... وهو قرر يرجع للرياض وين ماكانوا اهله وزوجته .. بدل لا يبقى هنا لحاله ...
            وطبعا قبل لا يتصل على واحد من اهله ... اتصل على نجلاء ....... وبعد دقايق من محاولة الاتصال .. محد رد عليه !...
            هز راسه واتصل على اهله ... ردت عليه امه وما صدقت تسمع صوته ... العبرة خنقت صوتها وهي تكلمه .. ومن حرصه على مشاعرها ما علمها عن الاصابة اللي حصلت له ... اخذ معها ثلث ساعة يكلمها وبعد ما تطمنت .. سلم عليها وقفل عنها ...
            حط الجوال عالطاولة وراح للغرفة .. يتحمم ويرتاح ....


            خلال هالساعة ... كانت نجلاء جالسه تحت مع اهلها وتاركه جوالها بالغرفة .... قلقها زاد عن قبل .. واستغربت انه ما اتصل للحين ..
            اول ما شافها ابو فهد بارك لها .. وما قدر يخفي الفرحة بعيونه .. كونه رح يُرزق بحفيد ... أول حفيد !
            ام فهد : نجلاء تعب عليك الطلعة والنزلة ... خلك بغرفتك مرتاحة ..
            نجلاء : ما اقدر يمه .... ما كلمكم سعود ؟؟
            ام فهد هزت راسها نفي : لا ... لا تقلقين ... هو مشغول اكيد
            نجلاء بحنق وضيق : يمه ... الأمور بجدة هدت .. وهو للحين ما اتصل او حتى رد ..
            ابو فهد يهديها : مافيه الا كل خير ...
            نجلاء : اظني بتصل على خالتي ... يمكن يكون اتصل عليها ..
            ما انتظرت رايهم بسرعة قامت للتلفون ودقت ...
            ام سعود : السلام عليكم ..
            نجلاء : وعليكم السلام .. هلا خالتي .. انا نجلاء ..
            ام سعود : حيا الله نجلاء ..
            نجلاء : الله يحييك .. خالتي انا دقيت بسألك اذا سعود اتصل فيكم ... لأنه ما يرد علي ..
            ام سعود وصوتها مرتاح : سعود توه متصل فيني ... من نص ساعه ..
            نجلاء بدهشة : كلمك ؟؟؟؟
            ام سعود : ايه ... اتصل يطمني ...
            نجلاء حست بشوية قهر داخلها : بشريني ... ان شالله سالم مافي شي ؟؟.... والله قلبي ناغزني مدري ليه ..
            ام سعود : لا لا ... كلمني وما فيه الا العافية ..
            نجلاء : اشوى .... اجل ليش ما يرد علي يوم اتصل عليه ..
            ام سعود بنبرة غريبة وجافة نوعا ما : اسأليه يا بنتي ... يمكن يكون زعلان ولا شي ...
            نجلاء حست بها تنغزها : زعلان ؟؟.... من وشو زعلان ؟؟؟
            ام سعود : انتي ابخص يا بنتي ... انتي زوجته وتعرفين وش اللي يزعله وش اللي يرضيه
            نجلاء عرفت وش تقصد ... بس ما علقت ... بنشوف قريب اذا له حق يزعل او لا ...
            نجلاء : طيب خالتي تصبحين على خير ...
            سكرت منها ... وما حبت تعلمها عن الحمل ... تخاف تروح تقول لسعود .. لأن نجلاء تحب تزف له هالخبر بنفسها ...
            بسرعة مدت يدها مرة ثانية للسماعة ودقت على رقم سعود ... بس اللي زاد غيضها وحنقها ان الخط كان يرن من غير ما يشيله .... توك مكلم على خالتي ليش ما ترد علي !...
            طالعت بالسماعة بغيييييييض .. وحست بالدخان يتبخر من راسها .. حطت السماعة بقووووة في مكانها .. لدرجة بغت تكسر التلفون والطاولة مع بعض ..!
            تركت الصالة وطلعت فوق ... بعد مابذلت جهد تعتبره جبار عشان تطلع الدرج .. بسبب التعب ..
            رجعت لغرفتها ، وما كلفت نفسها حتى تلقي نظرة على جوالها ...
            بس مثل ماعرفتوا .. سعود كان بهالوقت نايم بسريره عقب ما أخذ حمام سريع يزيل التعب ... وجواله تاركه بالصالة
            ..

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              في بيت ابو بدر ... كانوا سهى ونوف بزيارة لبيت عمهم .. جالسين بالصالة مع البنات ... ودلال من عرفت ان نوف موجودة خلتهم وجلست بغرفتها ...
              نوف اصلا كانت رافضه تروح .. بس سهى اجبرتها تجي ... والحين هم جالسين مع فرح وحنان .. وطبعا كان لبدر النصيب الأوفر من سواليفهم ... وتخيلوا وش قد كانت نوف منتبهه ومركزه بكل كلمه قالوها عنه وعن حالته الصحية ..
              سهى : ابوي اخر مرة راح يقول احسن من اول ..
              فرح : ايه الحمدلله .. كل شي ..... بس باقي يقوم ... ما تتخيلين يا سهى شلون احساسي الحين ... البيت صاير كئيب لا صوت ولا ضحك ... بدر الوحيد اللي يقدر يضحكك بالوقت اللي تكونين فيه متنرفزه ... لو حنان تجي تنكت وانا متنرفزه صدقيني بوكس بعينها .. بس بدر غصب يخليك تضحكين .. ويقلب لك مزاجك .... الجو هنا رجع نفس ما كان يوم هو مسافر ...
              حنان بحنق : وش دخل حنان ؟؟؟...
              فرح : هههههههههههه لا بس مثال ...
              نوف خشت عرض : وش دعوة امتحان نحو ...
              سهى : ههههههههههههههههه اهم شي انه بخير ..
              فرح : عاد تدرين .... ان شالله بنروح نزوره بكره كلنا ...
              نوف فزت .. ودها تقول خذوني معكم ... لكن مسكت الكلام ... تخيلوووني اترجاهم .. وش بيقولون عني !
              وكأن فرح قرت أفكارها ..
              فرح : وش رايكم كلنا نروح ... يمكن اذا حس ان كلنا حواليه .. بيستحي على وجهه وبيقوووم ...
              سهى : ههههههههههه ليش لا ... ودنا كلنا نتطمن عليه ... صح نوف ؟؟..
              نوف : هاه .... ( سرحت فجأة الأخت )
              سهى : اقول موافقه كلنا نروح بكره ...
              فرح بخبث خفي : وليش ما تروح .... لازم تروح ...
              نوف حست انها تقصد شي ... بس استبعدت ان فرح تدري عن اخوها .. انه يحب..... لا لا أستحي اقووولها !...
              فطالعتها بنظرة : انا حرة !...
              فرح : يعني بتجين ؟؟... لازم تجين لازم نكون كلنا هناك ...
              نوف بنذالة : خلاص بفكر ...
              سهى : ماعليك غصب عليها بتجي مو بكيفها ... وبتشوفين بكره ..
              نوف بقهر : لا تتحدين ... تراني بسويها مارح ارووح ..
              سهى تناظرها بطرف عينها : نشوف .... اذا كنتي قد كلامك او لا ...
              نوف سكتت ... هي تبي ترووح وبتمووووووت حتى تشوفه ... تشوف كيف حاله هو بخير او لا ... يقولون بخير بس هي مارح تصدقهم الا لما تشوفه بعيونها الثنتين ... لكنها بعد ما تحب تبين لهم لهفتها على شوفته .. فقامت تعاندهم ... وهي بالحقيقة تعاند نفسها ورغبتها ....
              سهى : وين دلال ما شفناها ؟؟
              نوف ما علقت وهي عارفه السبب ... اما حنان وقفت واقفه : بروح اناديها... مايصير .. عالأقل تسلم ..
              وقبل لا تروح وقفت نوف وقاطعتها : خلك مكانك انا بروح اناديها ...
              فرح خافت تروح ويصير مشكله ... لأنها تعرف اختها متحامله كثير على نوف ... وتمقتها بسبة اللي صار .. فتتوقع تسوي أي شي لو شافتها ..
              فرح : لا خلك ... شكلي انا بروح اناديها ..
              نوف راحت عنهم وما اهتمت : لا .. انا بناديها ...
              وطلعت فوق ... مرت من غرفة بدر المفتوح بابها .. والمظلمة ... ورجع لها الألم العميق من شمّت عطره المميز يفووح منها ومنتشر بالممر ... وقفت خطواتها بعد ما تخيلت بدر يطلع من الغرفة مبتسم ويوقف عند بابها .. وابتسمت بدورها ...
              وبعد لحظة تلاشت ابتسامتها لما اختفى خياله من عينها ... حاولت تكمل طريقها لغرفة دلال .. ماقدرت .. حاولت تقاوم الرغبة في انها تلقي نظرة سريعة على غرفة بدر ... بس ماقدرت ..
              وقفت عند الباب ومدت يدها لمفتاح النور.. واضاءت الغرفة ... كانت منظمة ومبين انهم رتبوها حديثا ... ماقدرت تدخل أكثر ، وظلت واقفه عالباب .. تتأمل بعيونها في كل شي.. طاحت عينها عالصورة فوق المكتب ... وماقدرت تمنع التماع عيونها بدمعه .. ووخزات الألم تزيد بصدرها .... غصب رجعت لها ذكرى اللي صار هنا .... يوم العزيمة !..
              كانت وقتها بذيك الليلة تمقته وتكرهه بكل جوارحها .. وتتمنى تضره بأي شي ...
              لكن الحين .. كل شي تغير ... قلبها الصغير انحاز ناحية بدر من غير لا تدري .. وصارت تميل له ... وان كانت تحس ... انها بدت تحب !
              كان ودها تدخل وتحط يدها عالصورة وتلامسها .. بس رجليها ماطاوعتها ... فظلت تتأملها من برا !.. وهي تتعذب داخلها ..
              فجأة حست بخطوات وراها !
              - وش قاعدة تسوين ؟؟؟
              لفت نوف لورا وهي تحس بالارتباك ... شافتها دلال ونظرة مقت شرسة بعيونها ..
              نوف تلطف الجو : اهلين دلال ...
              دلال قاطعتها بحدة : ولا سهلين ... وش قاعدة تسوين عند غرفة بدر !!؟؟
              نوف بلعت ريقها : ولا شي ... كنت .. جاية اناديك .. شفت النور مفتوح وقفت .. على بالي كنتي هنا ...
              دلال سكتت وعيونها ثابتة عليها ... يعني صدقتك !
              نوف فهمتها : شفيك .. ما تصدقين ؟؟؟
              دلال سفهتها .. نزلت عينها عنها بوقاحة.. وقربت منها ودفتها بيدها تبعدها عن الباب .. وحطت يدها عليه وسكرته ... واستندت عليه تمنع نوف حتى تلقي نظرة للداخل ..
              نوف تراجعت خطوتين بعيد عنها .. وماعلقت عاللي سوته ...
              دلال تنتظرها تروح : شعندك واقفه ؟؟... تبين شي ؟؟؟
              نوف : لا ... بس جايه اناديك ... البنات يبونك تحت ..
              دلال : شتبين ؟؟... كانت حنان او فرح ........ او حتى سهى يقدرون يجون ينادوني ؟؟
              نوف : ليش ؟؟.... وانا وش فرقي عنهم ؟؟..... ولا انا مو بنت عمك ؟؟
              دلال طالعتها من فوق لتحت : ....... لا ما أظن انتي بنت عمي ....
              نوف رفعت حواجبها : وليش ؟؟؟
              دلال وهي تضغط على كلماتها : لأن لو بدر ولد عمك اصلا .. ما كرهتيه كل هالكره ... فأنتي مو بنت عمي ..
              نوف عورها هالكلام ... بس حبست الألم وما بينته : غلط مو صحيح !
              دلال : انا اعرف ماني هبله ... وياليت لو ما تجين بيتنا بعد هاليوم ... يكفي اللي جا بدر بسبتك ..
              واستدارت بترجع لغرفتها ... بس نوف تكلمت والعبرة تخنقها ..
              نوف : يمكن هو بسببي ... بس شي مقدر ومكتوب ... ما نقدر نغيره ...!
              دلال وقفت .. ومن غير لا تلف : يكفي انه بسببك .... ( وبقسوة ) .. وما أعتقد بدر رح يسامحك عاللي سويتيه .. ابد ..
              وراحت عنها ... اما نوف ما تحركت وكلام دلال حرك الخوف داخلها ... معقولة ممكن بدر ما يسامحني ..؟؟؟
              هالفكرة أرعبتها .... ما يسامحني ؟؟؟
              حطت يدها على قلبها .. ورجعت ادراجها لتحت وبالها انشغل ... وبدت تخاف فعلا ان بدر ما يسامحها ... تخاف انها مارح تقدر تحط عينها بعينه بعد كذا !...
              اول ما شافتها فرح سألتها عن دلال ..
              نوف : قلت لها ... بس ما ادري اذا بتنزل او لا ...
              سهى : خلاص اصلا بنرجع .. تأخرنا ... سلموا لي على دلال ... وقولوا لها اني زعلانه ..
              فرح : خلاص ولا يهمك ... دلال دلوعه عطيها طاف... المهم بكرة مثل ما اتفقنا ... نزور بدر كلنا ..
              سهى : ولا يهمك..
              اما نوف ما تكلمت .. لأن الفكرة كل مالها تزيدها خوف ... وش راح تسوي لو بدر مارضى يسامحها ... او نقدر نقول... ما يقدر يسامحها ..!!!.......
              الله يعينك يانوف على هالخوف والترقب ..!


              في الصباح ... البارد الرطب !.... كالعادة سلمان راح للمستشفى من بدري بعد ما أخذ اجازة كم يوم من شغله عشان يكون قريب من بدر ...
              بهالوقت كان بكافتيريا المستشفى يشرب له كوفي ويقرأ بجريدة اليوم ... له ساعتين جالس بهالمكان ..
              وهو مندمج بالقراءة حس لأحد يسحب الكرسي قباله ويجلس .. نزل الجريدة عن عينه ... وابتسم !
              سلمان : هلا احمد ...
              احمد بابتسامة : صباح الخير
              سلمان : صباح النور !..
              احمد : كنت طالع بس انتبهت انك جالس ... من متى وانت هنا ؟؟... حسبتك ماجيت اليوم ؟
              سلمان : لا ... جاي من بدري.... ( يطالع ساعته ) .. لي ساعتين هنا .. كنت عند بدر بس ولد عمك طفشني بحياتي ... مخليني قاعد اكلم الجدران مو راضي يصحى يسولف معي
              احمد : هههههههههههههه .. انا لسا نازل من عنده .. نفس الحالة مخاصم كل الناس مايبي يكلم احد ..
              سلمان : ماعليك .. ( يهدد ) ... اصبر علي شوي ... والله لأقعد أقرقر فوق راسه لما يصحى ...
              احمد : الله يعين .... مارح تطلع ؟؟
              سلمان : بطلع بعد شوي لبدر.... وان شفت ما منه فايدة ... بخاصمه هالمرة وبتركه ...
              احمد : ههههههههههههههه عليك فيه ... انا طالع للمعهد اخذ أوراقي ... أبشرك خلصت الدبلوم أخيرا ...
              سلمان : لاه ؟؟؟.... مبروووووك عليك اجل ... تستاهل ...
              احمد : الله يبارك بعمرك .... ها عاد ما عندك لي شغل ...؟؟؟
              سلمان : تستاهل والله ... اسأل لك عندنا .. وأخبرك ...
              احمد ضحك باحراج : أمزح يا سلمان .. صدقت !!
              سلمان : وانا اتكلم جاد .... ما عليك اظني سمعت عندنا يبحثون عن متخصص بالكمبيوتر .. فني كمبيوتر او شي من هالكلام .. رح اتأكد ...
              احمد : هههههههههههههههه والله غرقتني ... عالعمووم تسلم ما تقصر ..
              سلمان : كم احمد عندنا ؟؟؟
              احمد وقف وأشر لنفسه بفخر .... بعدها ضحك .. ومد يده له
              احمد : يالله عاد اشوفك بعدين
              صافحه : على خير .. مع السلامة ..
              طلع احمد من المستشفى .. اما سلمان كمل كوبه وترك الجريدة بعد ما انتهى منها ، وراح للمصاعد ... طلع لغرفة بدر ، وأول ما دخل وقف عند الباب والحنين لذكرياته مع بدر تهاجمه .. مر في خياله ضحكة بدر العذبة .. وتمنى لو يسمعها لأنه فقدها .. متى تصحى بس وتريحنا ...
              نادى بمرح .. لعل وعسى بدر يحن عليه ويصحى : بدّووووور !...
              بدر : حياك سلمان .... تعال !
              كان الصوت مبحووح .. تجمد سلمان مكانه ... وكأن احد كاب على راسه موية باردة مثلجة .. وحس بالقشعريرة تغمر جسمه كله .... هو نادى بهالطريقة وهو حاس باليأس ان بدر يرد عليه ...
              لكن جمده صوت بدر ... لا يكون أتخيل بس !!!!!
              رجع سلمان ينادي يبي يتأكد .. من غير لا يتحرك من مكانه : بدر ؟؟!!
              بدر : تعال قلت لك !
              سلمان مو مصدق : بدر ؟؟؟؟؟؟؟؟
              بدر : اهووووو ... تعال حلقي يعورني ماني قادر اتكلم ...
              هالمرة تحرك سلمان ... وقرب بهدوووووء لما انكشف له السرير ... وانكشف له الشخص المتمدد عليه ..
              سلمان مبقق عيونه مو مصدددق : .... بدر ... انت صاحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              بدر بضعف وصوت أشبه بالهمس : تعال الله يخليك ... ماني قادر اتحرك ... تعالي ساعدني ...
              وحاول يقوم جالس ... بس ما قدر وحس بالألم بيده المكسورة .. حاس بضعف كبيييييير .. اما سلمان ماقدر يحبس دموعه بعيونه وقرب من بدر ... وهو وده يضمه ...
              سلمان والعبرة بصوته : الحمدلله عالسلامة يالغالي ... حرام عليك ذبحتنا يا بدر ...
              وسكت ما قدر يكمل ... ودموعه تهل على وجهه ... بدر حس به .. وابتسم ومد يده له ... سلمان مسك يد بدر بيديه الثنتين والكلمات مو راضيه تطلع ..
              بدر والصوت يطلع من حنجرته بصعووووبة : الله يسلمك يا سلمان ... ماله داعي تصيح عندي مثل الحريم ... اذا تبي تصيح الله يخليك اطلع برا ... جسمي كله يعورني ومو مستعد اتقبل أي الم زياده ...
              سلمان ما قدر غير يضحك : ههههههههههههه الله يهديك يا بدر ... وهو الدموع بس للحريم ؟؟!
              بدر : مابيك تصيح .. انا قدامك الحين اكلمك لا تقعد تبكبك عندي ...
              سلمان يتنهد بفرح وراحة : تدري شلون حياتنا صارت بدونك ياخوي ؟؟... ابوك وامك واهلك .. وانا قبلهم كلهم ؟؟..
              بدر : سلمان ؟؟..... ليش ماني قادر اشوف ؟؟؟
              سلمان : ماعليك .. هذا رباط يلف راسك ... الحمدلله ربك ستر ... فيه جرح براسك وارتجاج بالمخ ... احمد ربك اللي نجاك ...
              مارد بدر .. ولا علق ..
              سلمان باستغراب : قول الحمدلله عالأقل !
              بدر بنبرة منخفضة بصعوبة تنسمع : الحمدلله !... ( بصوت أعلى .. والتعب بادي عليه ) .. ناد لي الدكتور خلهم يشيلونه .. ماني قادر اجلس كذا وهو يلف راسي ... مضايقني ... ناد الدكتور
              سلمان : ماعليك بدّور.... بيشيلونه بس انت اصبر ... ما يصير يشيلونه والجرح للحين ما برى ... يخافون لا يلتهب ولا يتجرثم ..
              بدر : قلت لك ناده لي ... ولا ترا بشيله بنفسي ...
              سلمان : بدّور مو زينه لك الحركه الحين ... خلك مسندح وارتاح ..
              بدر : ناد لي الدكتور .... انا بتفاهم معاه !
              سلمان وقف : طيب بروح اناديه ... بس خلك لا تتحرك ...
              طلع سلمان وراح لمكتب الدكتور لعله يلقاه هناك ... حصله جالس بمكتبه يكتب ببعض الأوراق ...
              سلمان والفرحة مو سايعته : دكتور ابشرك بدر صحى ..
              رفع الدكتور راسه باهتمام : والله ؟؟؟
              سلمان : ايه والله ... تعال يبيك ...
              بسرعة قام الدكتور ووراه سلمان ... دخل على بدر بابتسامة وسيعة بشوشة ..
              الدكتور : الحمدلله على سلامتك يا بدر ..
              بدر بصوت منخفض من غير لا يبتسم : الله يسلمك ..
              قرب الدكتور ومسك يده وبدا يفحص : اخبارك الحين ... وش تحس فيه ؟؟؟
              بدر : راسي يعورني ... وجسمي كله ..
              الدكتور : طبيعي ... رح نعطيك مسكنات .. ووقت ما تتشافى بالمرة رح يروح كل الألم ...
              بدر : دكتور..... وخر هاللي يلف راسي
              الدكتور ابتسم : قريب ان شالله ... تحملها شوي ..
              بدر : ابيك تشيله ... ماني قادر اعيش بالظلام ... مضايقني
              سكت الدكتور وما علق ...
              سلمان رد بداله : بدر لا تصير مثل البزر ... خلاص بيشيله لك بس انت انتظر وتحمل شوي ...
              الدكتور : بدر جرحك اللي براسك جالس يلتئم .. بس مو زين لو نفك الرباط عنه الحين ..
              بدر من غير نفس : ولمتى بيلف راسي ؟؟
              الدكتور : يومين ثلاثة بالكثير ...
              عطاه الدكتور مسكنات .. وطلع ... وبدر التزم الصمت والهدوء ... ومعاد تكلم ..
              سلمان : بدّور انا بروح ابشر اهلك واكلمهم ... وراجع ..
              مارد عليه ... وسلمان طلع ونزل تحت .. يكلمهم بعيد عن بدر عشان ما يزعجه ...

              بدر اول ما أفاق من الغيبوبة ... حس انه كان نايم لسنييييين ... الالام فجأة ولعت بكل جسمه بعد ما كان مرتاح منها بغيبوبته ... حاول ينادي أي احد عنده لكن ماقدر بالبداية .. كان يحس ان كل صوته مختفي !.. وشوي شوي بدا صوته يرجع له مع بحة غير عادية بسبة جفاف حلقه ... لما نادى محد رد عليه.... وبعد فترة ... وصله صوت سلمان .. وما صدق لما سمع صوته

              لما طلع سلمان عنه عشان يكلم ... تذكر كل شي صار له قبل ما يغيب عن الدنيا ... تذكر اخر الذكريات والأحداث اللي انطبعت بذهنه ... تذكر لحظة الحادث ... ومعها حس بوخزة ألم قوية بصدره .. اضطر معها يحبس انفاسه !..
              ولما تلاشت استرخت كتوفه ... حتى عملية التنفس جالسه تسبب له الام فضيعة ...
              يا الله !... وش صار لي ؟؟.... ليش كل جسمي يعورني .... كل شي فيني يألمني !...
              حاول يحرك يده المكسورة .. بس اضطر يخليها على ماهي عليه لما حس بها توجعه !
              رفع يده السليمة وتحسس بها صدره ... والالام داخله مرة تزيد مرة تخف ..... تنهد !... وحتى تنهيدته سببت له ألم مزعج !....
              ليتني مت ولا احس بهالألم !!...
              يبي يوخر هاللي على راسه .. يبي يشوف الدنيا يشوف وش هي حالته ... بس مضطر يستحمل يومين ولا ثلاثة !..
              شوي شوي ... هاجمه النوم ونام .. وصورة اهله .. ابوه وامه وخواته مروا عليه .... وغير كذا انسانة ثانية ماقدر يميزها لأن الخدر لحظتها قضى على كل تركيزه الضعيف ... ماكان بيوم من الأيام بمثل هالضعف ..
              افضل له .. مع المسكن اللي كلاه .. الالام بدت تخف والنوم سيطر عليه ... وهدت انفاسه ..

              سلمان عقب ما اتصل على ابو بدر وبشره .. سكر ورجع فوق وهو مستانس .. ابو بدر ما وسعته الفرحة والدموع غلبته ... وقال انه بيترك شغله وبيجيه مباشرة .. الحين ..
              دخل سلمان على بدر وهو مبتسم : بدّووور ... ابوك جاي بيشوفك ..
              مارد عليه ... ومادرى سلمان ليش خاف ... خاف ليكون الغيبوبة جت له ثاني مرة .... لكنه ارتاح لما وضح على بدر انه نايم بهدوووء وسكينة ... ابتسم وجلس عالكرسي وهو يحمد الله ويشكره ...
              كيف الحين الراحة ردت له بسماع صوت بدر ثاني مرة ... الحمدلله لك يا رب .. الحمدلله !

              بالجامعه .. بوقت الخروج .. نوف تنتظر عند البوابة والانتظار يحرق أعصابها ... اليوم بيزورون بدر .. ومن حظها النحس مواعيد محاضراتها تتأخر بهاليوم .. وأعصابها تلفانه خايفه ليكون سهى وبنات عمها جحدوها وتركوها .. وراحوا عنها ... ومافي احد يجيبها ، ماعندها غير احمد .. اتصلت عليه من ثلث ساعة وللحين ماوصل .. وهي تحس نفسها الحين تطبخ على نار ..
              وهي واقفة تراقب من صالة الانتظار السيارات الداخلة والطالعة حست بنغزة في ظهرها روعتها ..
              التفتت لقتها ندى بابتسامة وسيعة شقية .. وشوق واقفة معها بشرووود !
              نوف : ندى ماني رايقه لحركاتك !..
              ورجعت عيونها لبرا تراقب !..
              ندى استغربت ووقفت جنبها : شفيك ؟؟.. واقفة وتهزين ؟؟.. شفيك متوتره ؟؟؟
              نوف بقلق : والله واضحه اني متوتره ؟؟؟؟؟؟
              ندى : ايه والله ... شفيك ؟؟؟.. سهى تأخرت عليك ؟؟؟
              نوف بنفاذ صبر : لا .. سهى رجعت للبيت من زمان.. والسواق مدري وينه وماني مستعده انتظره .. دقيت على احمد يجيني بس هو الثاني تأخر ..
              ندى : طيب تعالي معنا ..
              نوف بلهفه : يالله يالله خل نطلع ... سواقكم وصل؟؟؟؟
              ندى : لا ما بعد .. ههههههههههههه ... لا تعصبين بس حبيت أروقك شوي
              نوف جد عصبت .. رايقه تقعد تنكت الحين : تقولين تعالي معنا وسواقكم ما وصل .. والله رايقه !
              ندى : شفيك يا هبله ؟؟... اول مرة اشوفك كذا ؟؟
              قربت نوف وهمست باذنها .. بينما شوق كانت شارده ومو يمهم ابد .. وجالسه على وحدة من الكراسي الموجودة .. بينما هم واقفين ..
              ابتعدت ندى وهي تبتسم ورافعه حواجبها : عشان كذا !
              نوف : تخيلي لو ارجع وألاقيهم راحوا ... والله اذبحهههههههههم
              ندى : هههههههههههههههه يا حليلك يا نوف .. اللي يشوفك الحين يقول مو انتي نفسها نوف اللي قبل اسبوعين ...
              نوف احمرررر وجهها .. وصدت بجهة بعيدة عن نظرات ندى .. اللي تجيها حالات احيانا ودها تفقع عينها وقتها ..
              بعد دقايق .. تكلمت ندى ببرود : هذا هو !
              نوف التفتت بسرعة : أخيرا .. مابغى هالدب !... وينه ؟؟؟
              ندى وهي تراقبه يقرب من غير لهفتها القبلية : هذا هو .. اللي جاي يمشي ..
              شافته ندى يرفع جواله ويدق .. وواضح الفرحة على وجهه .. شي أثار فضولها ...
              دق جوال نوف جنبها ..
              نوف : شوفيه دق .... الوو
              احمد : اهلين .. اطلعي يالله ..
              نوف على أعصابها : بطلع .. بس بسألك سهى بالبيت ؟؟..
              احمد : لا ... طلعت ..
              نوف شهقت .. ولما استوعبت وين هي جالسه حاولت تخفض من صوتها : وين راحت هالحمارة ؟؟
              احمد : راحت مع بنات عمي .... لبدر ..
              تدرون وش ردة فعل نوف هاللحظة .. حست بالحرارة كلها تتجمع بوجهها والغضب وصل حده ... بس مسكت اعصابها قد ما تقدر وهي تتوعدهم بسرها ... هين يا حشرات والله أوريكم ..
              نوف بقههههههر : وليش تروح من غيري ؟؟.... هالحمارة ؟؟
              احمد يضحك : ههههههههههههههه اقول محد يمك الكل رايح له فرحان ..
              نوف دق قلبها : وشو ؟؟؟... ليش ؟؟؟
              احمد : بدر صحى يا نوف ... والكل عنده الحين ...
              نوف حاولت تتكلم بس ما قدرت .. حاولت تنطق بس ماعرفت ... فكها صار يرتجف والتفتت لندى اللي كانت تراقبها .. وعيونها تلمع ..
              نوف : ص.. صحى ؟؟؟
              احمد : ايه ابشرك ... يالله اطلعي .. عشان احطك بالبيت وارجع له ..
              نوف باعتراض : لا وشو ترجعني ... ابي أروح لهم ... ( طبعا ماقدرت تقول ابي اروح له صريح )
              احمد : المهم اطلعي .. بسرعه لا نتأخر ..
              نوف : طيب طيب الحين
              وسكرت .. وخذت لحظات لحد ما تماسكت واستوعبت اللي سمعته ..
              ندى بملل : ها وش قال اخوك ؟؟
              نوف والعبرة فيها .. وملامحها مثل الطفل اللي على وشك البكا : بدر .. صحى يا ندى
              ندى سكتت .. ابتسمت بقووة وهي تشوف نوف ... ماعرفت ترد .. تقدرون تقولون من الفرحة بعد .. الحين تقدر نوف تتنفس ..
              نوف : وانا اخر من يعلم .. تخيلي كلهم رايحين له الا أنا .. تخيلي ..
              ندى تستعجلها : اهم شي اطلعي بسرعة لا تتأخرين .. يالله يالله ...
              لبست نوف عبايتها بسررررررعة وشالت شنطتها وطلعت .. مشت جنب احمد لما السيارة .. اللي مبين عليه هو بعد الراحة والابتسامة ..
              أول ما تحركوا بعيد عن الجامعه التفتت نوف عليه : مين اللي بالمستشفى ؟؟
              احمد : الكل ..
              نوف بغيييض : شلون يعني الكل ؟؟
              احمد : لما كنت هناك .. سلمان رفيق بدر كان هناك .. بس أول ماعرف ان بيت عمي وبنات عمي بيجون طلع .. عمي كان موجود وأظنه طلع بعد وبيرجع .. مرة عمي والبنات وامي هناك .. بس امي اظنها طلعت مع ابوي ..
              نوف بعصبية : وليش الكل كان هناك ماعداي أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              احمد : هذاك بتروحين الحين ..
              نوف : ولو ... الكل راحوا عنده هناك وانا لا .. انا اخر من يعلم ... على الأقل احد يدق علي يعلمني... مو كذا !!!
              احمد : اعذريهم يانوف... محد صدق الخبر الا لما شافووه شلون بيذكرون يعلمونك ..
              نوف ما اقتنعت بهالعذر : حتى لو !... ولا انا مالي حق اعرف
              احمد : الا لك حق .. بس اعذريهم ..
              صمتت نوف لحظات .. وبعدها رجعت تسأل وهي مُحرجه ..
              نوف : محد سأل عني هناك ؟؟؟
              احمد قطب : شقصدك؟؟؟
              نوف بلعت ريقها .. ودها لو تقووول بدر سأل عني ؟؟؟ .. بس ماقدرت : يعني الكل كان هناك .. محد سأل عني ليش اني غايبه ؟؟؟؟
              احمد : لا .... اقولك الكل حول بدر فرحان .. مين بيذكرك ؟؟؟
              نوف بقههههر : وانت بعد ما تحب الا التحطيييييييم !!...
              احمد : ههههههههههههههههههههه ..
              سكتت نوف وما تكلمت أكثر .. وصارت تعد الدقايق والثواني عشان توصل .. بس الزحمة تطلع روح الواحد ... صارت تدق برجلها على ارضية السيارة بتوتر .. وكل شوي تشوف ساعتها ..
              وبعد خنقة الازدحام خذوا الشارع اللي يودي عالمستشفى .. ودخلوا من مدخل السيارات .. ووقف احمد سيارته في أول موقف فارغ صادفه ..
              نوف خلت شنطتها فيها اغراضها الجامعية ومحفظتها وجوالها داخل السيارة .. ونزلت ..
              وأول ماوطت رجلها أرض المدخل ... رجع لها نفس الاحساس الأليم والمخيف اللي حست فيه وقت ما جت مع ابوها هنا .. لما عرفوا عن حادث بدر .. نفس الأحاسيس المرعبة عصفت مرة ثانية داخلها ..
              دخلت مع احمد للمصعد.. وتذكرت وهو يرتفع بهم للدور الثاني الكلمات اللي قالها لها بدر اخر مرة .. لما زارته بوضعه الجريح والمدمي قبل لا يدخل العمليات ويفقد الوعي ..
              بذيك اللحظات .. حست ان روحها راحت مع بدر ... وكم كانت هذيك الأحاسيس واللحظات أفضع شي مر عليها بحياتها ...
              فتح باب المصعد .. وطلع احمد ونوف وراه ... دخلوا للممر الطويل والتفتت لأحمد والربكة فيها ..
              نوف : وين الغرفة ؟؟؟
              احمد : اخر وحدة !..
              راحت عيون نوف لاخر الممر .. للباب البني الشامخ أمامها مباشرة .. وحاولت تتنفس عشان تحافظ على هدوءها ... لكن غصب عنها بدت تتوتر .. وكلمات دلال اللي قالتها لها امس تكررت على مسامعها مما زاد من مخاوفها ... ومع كل خطوة تقرب فيها للغرفة المغلقة .. تتردد هل تدخل او لا ... بس خلاص مالها أي خيار ..
              بلعت ريقها أول ماوقف احمد قبال الباب .. ورفع يده وطرقه بهدوووء ...
              جاهم صوت من داخل : تفضل ...
              فتح احمد وطل براسه : ندخل ؟؟؟؟
              ام بدر : تفضل احمد ...
              جاهم صوت بدر المنهك مباشرة : تعال احمد ... زين انك رجعت ..
              نوف وقفت عند الباب من سمعت صوته .. وتقلب وجهها لدرجة تبي تصيح .. تجمدت خطوتها وهي تسمع صوته التعبان !... ماتحركت من عند الباب .. بينما احمد دخل وهو مبتسم
              احمد : بدر ... اخبارك الحين ؟؟؟
              بدر بصوته المبحوح : الحمدلله احسن ..
              كان بدر بهالوقت في وضعية الجلوس .. بعد ما مل من وضعية النوم ..
              بدر : وين رحت توني أسأل عنك ؟؟؟
              نوف كانت تسمع وساكته ما تحركت ظلت عند الباب .. رجليها ماطاوعتها.. ورجفة غريبة بأوصالها .. والصيحة فيها .. والدموع تهدد بالنزول !..
              احمد : رحت اجيب نوف من الجامعه ... جبتها وجيت ..
              نوف عند هاللحظة .. انتظرت بدر يقول شي ... بس مرت فترة صمت منه ... بعدها تكلم .. بصوت هادي جدا .. مافي أي شي غريب : نوف جت ؟؟
              احمد : ايه جبتها ..
              بدر بذات الهدوء : وينها ؟؟... خل تسلم ..
              نوف هاللحظة تحررت من جمودها .. وتحركت لداخل الغرفة .. وعلى غير العادة كانت منزله راسها من الخجل .... او الخوف !!!!!!
              لما وقفت بعيد عن السرير تكلمت .. بصوت بالكاد ينسمع : الحمدلله عالسلامة بدر ...
              بدر سكت مارد بالبداية ...
              نوف مع كل ثانية تحس روحها بتطلع .. انتظرته يرد بس مارد ... والدموع تتدافع لعينها بالقوة .. رفعت راسها ببطء وخوف .. وعوورها المنظر اللي شافته ..
              بدر : الله يسلمك .... الشر ما يجيك ..
              نوف مابعدت عينها عن بدر لحظة .. ياربي وش اللي صار ؟؟؟... ما أصدق ان هذا بدر ؟؟؟... بدر ؟؟؟
              لهالحد ودموعها سالت على خدها .. ماتوقعت تشوف بدر بهالهيئة الأليمة .. كل شي فيه ملفوف ... أبيض بأبيض !!
              راسه وصدره .. ويده ورجله ... منظر خلاها تنزل راسها للأرض بحزن وحسرة ..
              ام بدر : نوف ارتاحي .. تعالي اجلسي لا تتمين واقفه ..
              تحركت نوف بهدوء ... وجلست جنب دلال ..
              احمد : بدر انا بنزل تحت .. عشان تاخذ راحتك مع امك وخواتك ..
              بدر : ماعليك اجلس ..
              احمد : لا انا بكون تحت ..
              طلع ... وترك لبنات عمه الحرية انهم يكشفون .. اما نوف ما قدرت .. خلت الغطا على وجهها رغم ان بدر ما يقدر يشوفهم بهاللحظات ... بس ما تقدر تظهر وجهها المتأثر للكل .. عالأقل الغطا يخفي حزنها ودموعها اللي بعيونها ...
              دلال قامت مبتسمة وقربت من بدر : بدّووور ...
              بدر ابتسم : عيوون بدّور ...
              مسكت دلال يده بيديها الثنيتين وضمتها : شخبارك الحين ؟؟... يعورك شي ؟؟؟
              بدر : يعني ... الام تجي وتروح ..
              دلال : سلامتك ... جعله بعدوويييييينك ... ( ناظرت نوف نظرة سريعة وصدت ) ...
              بدر : الله يسلمك ..
              نوف المتها هذيك النظرة من دلال .. وحبست الغصة ..
              دلال : بدر ...؟
              بدر : هلا ...
              دلال والعبرة تخنقها : والله اشتقنا لك ... ليش سويت كل هذا فينا ..
              بدر ضحك .. لكن الضحكة سببت له ألم بصدره .. ألم لا يُحتمل .. خلاه يحط يده عليه وينكمش وهو يئئئن ...
              ام بدر قامت له بخوف ودلال طالعته خايفة بعد ...
              دلال : شفيك بدر ؟؟؟؟؟؟؟؟
              بدر منكمش ويحس بالام فضيعة ... يحس روحه تطلع .. ونوف تشوفه وتحس انها تتألم معه .. ماتقدر تسوي شي ... صدت بعيد ولوعة داخلها ... تبي تطلع من الغرفة ولا تشوفه يتألم بهالشكل المحزن !...
              ام بدر : بدر شفيك ؟؟... انادي لك الدكتور ...
              بدر يتنفس بصعوبة : لا لا يمه ... ما يحتاج ...
              رجع يستند على ظهره .. وهو يلهث ... هدت أنفاسه لما خف الألم بشكل تدريجي ..
              فرح : بدر تبي اروح انادي الدكتور ..؟
              بدر : لا ... يعني الدكتور وش بيسوي ... ؟؟.. مارح يقدر يسوي شي ..
              ام بدر : عالأقل يعطيك شي يخفف هاللي تحس فيه
              بدر : ما يحتاج .. خلاص .................. أبي موية ..
              فرح : ان شالله ..
              كان فيه علبة موية خارج الثلاجة صبت له منها.. لأن البارد يضره بهالمرحلة ... جت بتشربه بيدها بس رفض ...
              اخذها ورفع الكاس لفمه بيد مرتجفه .. ونوف تراقبه وتراقب حالته ... وصارت تتمنى انها ماجت ولا شافته بهالحالة ...
              لما بدأ بدر يشرب .. مباشرة قذف بالكاس بعيد ورجع ينكمش على نفسه وهو يمسك صدره .. والالام ترجع بس أضعاف وأضعاف ...
              بدر : اخ ... اخ ... ياربي لا .. بموت ......اخ بموت اه .. ( وصرخ بضعف وهو يرفع يده ناحية الباب ) .. اطلعوا برا ...
              دلال تراقبه بفزع .. وفرح وام بدر قربوا منه يبون يساعدونه .. بأي شي .. بس هو كان يتوجع ويتألللللم ويطلب منهم الخروج ..
              ام بدر : بدر يمه ... سلامتك ..
              حنان بخوف : انادي الدكتور ؟؟؟؟؟؟
              بدر والامه تزيد .. ويحس بضعه يقتله .. خلاص مايبي احد عنده ... مايبي احد يشوفه ...
              بدر : اطلعووووووا برا ... برا ....
              ويعض على شفايفه بقوة ويكتم انفاسه من هول اللي يحس فيه ... نوف قامت واقفه برعب ويدها على فمها ... حست بسهى تدفها قدامها وتهمس : خلينا نطلع ...
              نوف ماودها : بس.......
              ماعطتها سهى فرصة .. سحبتها من يدها .. ونوف نظراتها متعلقه ببدر المتألم والمنكمش على روحه ... غاب عن عينها لما صاروا خارج الغرفة ...
              نوف بدموووع خوف : شفيه ؟؟؟؟.... بيموووت ؟؟؟؟؟؟
              سهى حدها خايفه : ما ادري ... الله يعينه ...
              نوف : بشوفه يا سهى ...
              سهى مسكتها من يدها تمنعها : لا ... مايبينا عنده .. خلاص خلينا نرجع ..
              نوف بدت تصيح : لا ....
              سهى : خلاص نوف ... مايبينا عنده قلت لك ...
              نوف : ليش طيب؟؟؟؟؟
              ماجاوبتها سهى غير انها طلعت جوالها من شنطتها ودقت على احمد .. ونوف ارتدت عينها بقلق للباب الموصد وراهم ... ودها تدخل وتطمن مايصير هي جت تشوفه وتطمن ...
              رد احمد : هلا ...
              سهى باكتئاب : احمد نبي نرجع للبيت ...
              احمد : ليه ؟؟... مليتوا ؟؟؟
              سهى : لا بس .. بدر مايبي احد عنده.. يبي يرتاح ..
              احمد : طيب خلاص انزلوا .. انا تحت بتلقوني ..
              سهى: ان شالله...
              سكرت والتفتت لنوف اللي لازالت عيونها معلقه بلهفه عالباب ... والود ودها تتم جالسه قريب من بدر ...
              سهى : يالله احمد ينتظرنا ..
              قبل لا يتحركون انفتح باب الغرفة وطلعوا خوات بدر ، من غير ام بدر ... ودلال تصيح بحضن حنان ... بس اول ماشافت نوف رجعت شياطينها تقوم ..
              دلال بحقد : انتي للحين هنا ؟؟؟ .. ماكفاك اللي سويتيه ...
              فرح : بس يا دلال ...
              دلال : عجبك اللي صار ببدر ... اظنك فرحانه الحين ..
              فرح تمسك ذراع اختها وتشد عليها : قلت لك بس ...
              نوف ماقدرت تحبس الدموع بصوتها : انا مو قصدي ... والله مو قصدي ..
              دلال : حيوانه !
              فرح : دلال !!
              نوف ماتحملت اللوم اكثر .. رغم انه من دلال بس ما تدري ليش بعد تحس ان اللوم بعيون فرح وحنان .. بس ما تكلموا ... لفت عنهم وهامت على وجهها لجهة المصاعد ... ودموعها مستمرة بالهطول وشهقاتها تنسمع بالممر ... اللي كان بهالوقت خالي .. الا منهم ...
              لحقتها سهى بس ما امداها تركب معها بنفس المصعد .. نوف كانت مستعجله ضغطت بأصابع مرتجفه عالدور الأرضي من غير ما تنتظر سهى ... وصلت تحت وطلعت على طول برا وين ماكانت السيارة واقفة ..
              سهى ركبت المصعد الثاني ونزلت .. راحت بسرعة وبقلق لأحمد اللي كان ينتظر على وحدة من المقاعد قريب من الرسبشن ..
              احمد : يالله .... وين نوف ؟؟؟؟
              سهى : سبقتني ونزلت ... ما شفتها ؟؟؟
              احمد : لا ... وين راحت ..
              سهى بقلق : يمكن سبقتنا للسيارة ...
              احمد : ليش شفيها ؟؟..
              سهى بحزن : مافيها شي ... بس شكلها متأثرة من اللي شافته ..
              احمد هز راسه وأشر لها تمشي قدامه : طيب يالله ... امشي ..
              راحوا ناحية مدخل المستشفى .. وقابلوا بطلعتهم سلمان داخل .. سهى من شافته نزلت راسها بخجل من تذكرت اللي صار .. ومالت عن جهتها وصارت تمشي من الناحية الثانية جنب احمد ..
              سلمان أول ماشاف احمد شال النظارة الشمسية عن عيونه : ها احمد .. بشر شخبار بدر الحين ؟؟
              احمد : والله شفته دقيقتين وطلعت بعدها ... مادري عنه الحين
              سهى بحزن : كنا عنده قبل شوي ... طلّعنا كلنا مايبي يشوف احد ...
              سلمان عرف نبرة الصوت اللي سمعها بذاك الصبح : ليش شفيه ؟؟... تعبان ؟؟؟
              سهى : تعب علينا ...
              سلمان رفع عينه لأحمد بقلق : عن اذنك اجل ... بروح اشوفه ...
              احمد : الله معك ...
              راح عنهم بسرعه .. وهم طلعوا .. واحمد التفت لاخته بضيق : احلفي يا شيخه ؟؟...
              سهى : ليش ؟؟؟
              احمد : اقول احلفي ...
              سهى باستغراب : ليييييييييييييش ؟؟؟
              احمد : تكلمين الرجال وانا واقف ... استحي ...
              سهى ابتسمت : سأل عن حال بدر .. انت ماتعرف بس انا اعرف ...
              احمد : عالأقل احشميني ...
              سهى بحنننق : شفيييييييك انا ماقلت شي غلط ولا قلّيت أدبي .. ولا تمييَعت عنده ولا تغزلت فيه ..
              احمد : بس مرة ثانية اذا انا واقف ماله داعي تتلقفين
              سهى : طيب اسفين .. بس حبيت اسوي خدمة ..
              احمد : مشكوورة بس لا ..
              قربوا من السيارة وشافوا نوف واقفة عندها ومنزله راسها .. وكتوفها تهتز هززززز ... البنت تصيح وبقوة بعد !
              قرب احمد والاستغراب بادي على كل ملامحه : نووووف ؟؟؟
              نوف ماردت ..
              احمد : أوف عسى ما شر ؟؟؟.... ترا بدر حي مامات ماله داعي ...
              رفعت راسها وهي تشاهق : افتح السيارة .. رجعني ...
              احمد وهو يطلع مفتاحه وبذات الوقت مستغرب من اخته اللي احيانا تصير حساسة بزيادة واحيانا العكس ( والله مادريت يا احمد ) : طيب طيب كلنا بنرجع ..
              فتحها وبسرعه نوف فتحت الباب ودخلت .. وسهى بعد مازالت متضايقه من حال بدر السئ !...
              تحركوا راجعين للبيت .. ونوف ما كانت تتمنى تشوفه بهالهيئة ... وماكانت تتمنى انها تلقى هالقدر من اللوم بعيونهم ... ليتها ماجت .. ليتها !

              طلع سلمان فوق .. وبطلعته من المصعد كانوا ام بدر وخواته قد دخلوا المصعد اللي جنبه .. ما انتبه لهم وراح لغرفة بدر مباشرة .. دخل من غير ما يطرق الباب ونادى : بدر ؟؟؟
              وقف لما شاف الدكتور واقف عنده والسستر معه ... وبدر متمدد يلهث بتعب .. ويتأوه مابين لحظة ولحظة ..
              سلمان بقلق : بدر سلامات عسى ماشر ..؟؟
              واضح ان حالته ساءت عن اخر مرة شافه فيها رغم انها من ساعتين بس ... لكن خلال هالساعتين تغيرت حالته ..
              سلمان للدكتور بقلق : شفيه دكتور شصار له ؟؟
              الدكتور : عطيناه مسكنات وان شالله يرجع مثل ماكان ..
              سلمان : رجع له الألم ثاني مرة ؟؟؟
              الدكتور : ايه .. بس مع المسكنات بيكون احسن
              سلمان : وش الحل طيب؟؟... رح يضل كذا لمتى ؟؟؟
              الدكتور : مالنا الا كذا ... لما تلتئم الضلوع تماما.. وقتها رح يختفي كل الألم ..
              سلمان التفت لبدر وحالته وكل الأسى بعيونه : سلامتك بدر ... ما تشوف شر ..
              الدكتور طلع بعد ماربت على يد بدر .. بينما السستر عدلت انبوب المغذي وتركتهم ... وسلمان جلس عالكرسي بصمت ..
              وصله صوت بدر : سلمان .. ليش جيت ؟؟ اطلع خلني لحالي ...
              سلمان : اطلع ؟؟؟
              بدر : اطلع الله يخليك ... مابي احد يكون عندي .... ابي اكون لحالي ...
              سلمان : افا عليك ... انا اطلع ...
              بدر : سلمان .... واللي يرحم والديك ... خلني لحالي ..... مابي احد يكون عندي .. ياليت تروح تشوف شغلك بدل لا تقابلني ...
              سلمان : بدر كذا تزعلني وش هالكلام الله يهديك ..
              بدر : سلمان ... قلت لك ... مابي احد عندي .. الله يخليك خلني ..
              سلمان هز راسه وقام ... وطلع من غير ولا كلمة ... وترك بدر لحاله بوسط الوحشة اللي يحس فيها ..
              ضعفه كبييييييير وجرووحه اكببببر .. ما يبي الناس يشوفون هالضعف .. ما يبي الناس يعرفون وش قد هي جروحه والامه ...
              تذكر نوف ... اخ ليش جيتي ؟... ليش ذكرتيني بكل اللي صار لي ... كنت ناسيها .. كنت ناسيها قبل لا تدخلين ... كنت ناسيك وناسي اللي وصلني لهالمرحلة .. ناسي كل شي ..
              ليش جيتي .. كنت مرتاح من غير صوتك والله مرتاح ... وقظتي الجروح النايمة ..
              كان الموت أريح لي .. ليتني مت يا نوف ولا كنت بهالضعف قدامك ... ذبحتيني ألف مرة يا بنت عمي .. ألف مرة !


              مثل ماكان بدر في حالة صحية ونفسية سيئة .. في ناس غيره يتعذبون مثله ...
              شوق أولهم ... عقب ما اتخذت قرار بالموافقة .. بدت تحس تدريجيا انها مجبورة وخالتها قاعده تضغط عليها من غير لا تدري ... وخصوصا بعد مكالمتها أمس مع هديل .. اللي زادت الضغط على شوق من غير لا تدري ...
              هي ما تبي هالزواج بس من يسمع لها .. لمين تحكي ... ماتبي تظلم نفسها .. وبنفس الوقت خالتها تهمها ولها دين كبييييير عندها .. هي خلاص رضت بالموافقة من غير اقتناع !
              وقت العصر كان الكل نايم فترة القيلولة الا هي .. ما قدرت ... طلعت من غرفتها والهدوء يعم البيت .. كان ودها تتكلم مع ندى وتصارحها لعلها ترتاح .. بس ندى كالعادة بهالوقت نايمة وماتبي تزعجها ... ونجلاء تعبانه يكفيها اللي فيها ... ماتبي تزيد عليها بمشاكلها العاطفية ... وهي تحس انها مكبوته تبي احد تكلمه .. ودها تحس انها تطلع الكلام داخلها ..
              شافت غرفة فهد بابها مردود ومظلمة عرفت انه طالع برا ... تمت تناظر الباب واللوعة بقلبها .. ليتك تحس شوي بس ... تحس شوي ...
              راحت غرفة عمر لأنها هي ملاذها الوحيد الحين ... جلست عنده بينما هو قاعد يلعب جنبها وهي ظلت شارده ودوامه تاخذها ودوامه توديها ...
              بالأخير عمر تعب ومن غير لا يحس حط راسه على رجلها ونام ... ابتسمت وصارت تلعب بشعره الناعم .. والأفكار المتعبه للحين براسها ..
              بدت تخاطب عمر النايم من غير لا تحس : عمر انت الوحيد اللي تسمعني الحين .. شرايك اكمل اللي بغته لي خالتي او اهتم لنفسي وأرفض ..... ( سكتت تتأمله ) ... أحيانا اقول لا ياشوق هذي خالتك تحبك وتبي لك الخير وتهتم لمصلحتك .. واحيانا اقول لا مصلحتي مو مع مشعل .... ( تتنهد ) .. واحيانا افكر لو ماكنت بهالفترة بحالة حب كان خذت مشعل ورضيت فيه .. بس حرام اخذه وانا متعلقه بأخوك ... قلي عمووور شرايك انت ... انا تعبت ....
              بهالوقت يدخل المعذب الثاني من باب البيت ... فهد دخل وهو كاره نفسه والدنيا ... عبر الصالة للدرج وهو محتار ... وش اللي سواه غلط عشان بنت عمه ما تحس فيه !!... وش غلط فيه ... ليش ما يقدر يصارح ليش ما يقدر يتكلم ... ليش الحين جرأته قاعده تخونه ...
              تذكر بمرارة اخر كلمات قالها لشوق أمس ... بذيك اللحظة عقد الأمور اكثر من ماهي معقده ... وخبص الدنيا كلها .. كانت فرصته عشان يبين رفضه لهالخطبة .. بس ماقدر .. ماقدر يتكلم ... وهو الحين خلاص بينجن لو كبت أكثر ..
              وهو رايح ناحية غرفته لمح باب غرفة عمر مردود وهمهمة صادرة منه .. راح هناك بهدوء ... وقف عند الباب وهو يسمع صوت شوق تتكلم بصوت منخفض ... قطب حواجبه وهو ينصت ..
              شوق تلعب بخصلات شعر عمر : عموور انا خلاص قررت اوافق على مشعل .. شرايك انت .. ( غصة ومرارة تتصاعد بقلب فهد وهو يسمعها ) .... عموور لو وحدة غير خالتي كان رفضت ... بس لأنها خالتي اللي خذت مكان امي .. وحلمها الأكبر اخذ مشعل ... ما أقدر أرفض .... عموور رد علي ..
              عمر يشخر ... وشوق تبتسم وتكمل : انا خلاص قلت لعمي موافقه .. وبكره رح يرد على خالتي وتكون خطبة رسمية ... فهد احيانا أحسه يتحداني ليه ما أدري ... ( تتنهد بعمق والمرارة بصوتها ) ولو اني كنت اتمنى انه يبين اهتمامه عالأقل ولو شوي ... وانا الحين حتى نفسي ما تهمني ... كل الخوف من خالتي انها تزعل لو رفضت .. وانا مابيها تزعل او حتى تاخذ بخاطرها .. عشان كذا وافقت ... ومافي شي رح يغير موافقتي ..
              تسكت شوق شوي وتنزل راسها للأرض بانكسار ... وفهد ينصت بكل جوارحه ينتظرها تكمل وهو يحس بالأمل يتجدد بداخله ... جذبه وجود اسمه بالموضوع والمرارة اللي كانت بصوت شوق وقتها ... يبي يفهم الحين ... وش السالفة ليش هو بكلماتها .. وش دخله ؟؟.. اللي يعرفه انه هو خارج أسوار قلبها نهائي .. ليش ماهو قادر يفهم الحين او حتى يربط الموضوع كله ... وزاد استغرابه انها ما ذكرت مشعل في أي كلمة من كلماتها .. كلها خالتي وخالتي ... وما يدري ليه حس بملامح الحياة تتجدد داخله ..
              شوق ترفع راسها والأسى بعيونها .. وماتدري ان فهد قاعد يسمع كل كلمه تقولها : تتوقع لو تم الزواج اني بقدر أسعد بحياتي اذا كنت بعيدة عن هالبيت وبعيدة عن الناس اللي فيه ... تتوقع اني بقدر ؟؟... انا ما أدري ... فهد اخر مرة هو اللي أجبرني عالموافقة ... ليش ما عنده ذرة احساس ... كنت أبي اخذ رايه بس هو اللي عجل قراري ... حتى كلمة مبرووك ما سمعتها منه ... لو كان فعلا يعزني ويعتبرني على الأقل اخته كان قال اقل شي مبروك ...
              فهد نزل راسه والغصة ترجع له ... تبيني أقول مبروك !!... انا ما أعزك ؟؟... حرام ليش ما تفهميني ليش ؟؟... اذا قلت مبروك رح ابارك لك على موتي وقتها ... بس بتشوفين ... مثل ماعجلت بقرارك المجنون هذا ..!!.... رح أفركش الدعوة كلها ... ومشعل مارح ياخذك الا على جثتي ... بس صبر علي يا بنت عمي ... الخطبة هذي رح افركشها رح أخررربها ... واحلمي تاخذين مشعل ...
              جا بيرجع لغرفته الا شوق تطلع من غرفة عمر .. وتنصدم بوجود فهد واقف عالباب ومنزل راسه ... ألوان وجهها صارت اشارة مرور : فهد ؟؟؟؟
              رفع فهد عينه لها من غير ما يتكلم .. حست شوق بنظرته غريبة ولمعان فيها يخوف !...
              خافت لا يكون سمعها ... يارب لا يارب لا ...
              فتكلمت وهي تتلعثم : تب... تبي شي ؟؟؟
              فهد ما رد ..
              شوق سكرت الباب بهدوء .. وتركته رايحه لغرفتها ...
              فهد بألم : شوق ..؟؟
              وقفت يدها عالباب والتفتت .. ووجهها مازال ألوان قوس قزح !...
              فهد حاول يتكلم يقول شي .. بس ماقدر ..... خطر بباله يلعب بأعصابها قبل لا ينفذ قراره ..( حرام عليك يا مجرم ) ..
              فابتسم ابتسامة غريبة : متى الزواج ؟؟؟
              شوق انطفت ألوان وجهها التشكيلية .. وحل مكانها السواد القاتم : لي.... ليش تسأل ؟؟؟
              فهد هز كتوفه ... لدرجة شوق صدقت انه ماسمع ولا كلمة من اللي قالتهم عند عمر .. شي ريحها شوي : بس ... اخر زواج عندنا كان زواج نجلاء ... وانتي بتكونين بعدها ... مشتاقين للأفراح....
              شوق خنقتها العبرة ... مالت عليك .. جاي تبي تذبحني بهالكلام : ... قريب ... قريب بتفرح بس لا تخاف ...
              ودخلت وسكرت الباب ... وفهد واقف بمكانه ويديه بجيوبه .. ياناس وش يسوي بقلبه .. كل مالها تتملكه ويتعلق فيها .. بتجننه هالادمية ..
              عالأقل تأكد من شي واحد ... ان مشعل ما يعني لها الشي الكثير .. يمكن شوي .. بس مو كثير ... وهذا شي ريحه ... ولو انه ما تأكد للحين انها تبادله الشعور ... بس قريب بيعرف .... وأهم شي الحين لازم ما يخلي تفكيرها وطيبتها الزايدة تتعسها .. مايرضى ان بنت عمه تجلب التعاسة لنفسها بنفسها ... اللي سمعه انها تقول بتوافق عشان خالتها ... وهذا اللي مارح يصير ! ... هو بينهي الموضوع بنفسه .. وبتشوفون ياقراء .. عشان ماتقولون فهد لوح ماتحرك ... انا بوريكم وش بسوي ...
              لف ودخل لغرفته وهو يصفر بألحان .. وينتظر بس الوقت المناسب عشان يخرب الدعوة ... هيههههيييههيي ... والله انه مجرم !

              تعليق

              • أحلى من الحلا
                عضو فضي
                • Aug 2007
                • 539

                المشاركة الأصلية بواسطة ~@}{ وردة تحت المطر }{@~
                واو رووووووووووووووووعه استناك على نار بشووووق ولهفة لمعرفة البقية
                علشانك نزلت 3 أجزاء مع بعض ياعيوني

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  المشاركة الأصلية بواسطة لك عدت
                  القصه اكثر من روعه


                  مشكووووووووووووووووووووووووووووووووورره



                  تحياتي ......................................................... لك عدت
                  مشكور اخوي على تشجيعك انا محتاجه التشجيع

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    المشاركة الأصلية بواسطة شموخ عزي واحساسي
                    يسلموووووووووووووو
                    الله يسلمك حبيبتي

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      المشاركة الأصلية بواسطة miss moon 4ever
                      مشكوور ياعسل ع القصه
                      عفوا حبيبتي انتي العسل

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...