تجري الرياح كما تجري سفينتنا .. نحن الرياح ونحن البحر والسفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته .. يلقاه لو حاربته انس او جن
فاقصد الى قمم الاشياء تدركها .. تجري الرياح كما رادت لها السفن
تجري الرياح كما تجري سفينتنا .. نحن الرياح ونحن البحر والسفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته .. يلقاه لو حاربته انس او جن
فاقصد الى قمم الاشياء تدركها .. تجري الرياح كما رادت لها السفن
تجري الرياح كما تجري سفينتنا .. نحن الرياح ونحن البحر والسفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته .. يلقاه لو حاربته انس او جن
فاقصد الى قمم الاشياء تدركها .. تجري الرياح كما رادت لها السفن
رد: سر المنزل الغامض والوردة الذهبية... خيال علمي، غموض
.. البارت العاشر..
بقيت واقفة طويلا على حالي.. برقت تلك العيون غريبة اللون مرتين أخريين.. ما جعلني أتجمد مكاني.. أحسست كأن صوتا داخلي يشبه صوت رودريك يقول "اذهبي إلى غرفتك فورا" لا أعلم لماذا أطعت ذلك الصوت وتحركت ماشية في الممر المضاء.. وصلت إلى الغرفة.. كانت تلك نفسها الغرفة التي بت فيها المرة الماضية إلا أنها أنظف... أغلقت الباب ورميت حقيبتي على السرير خلعت حذائي واستلقيت واضعة رأسي على احدى ذراعاي أتأمل السقف.. لم أستطع النوم رغم تعبي.. فتيار من الأفكار المتضاربة ناشط في عقلي...
كانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل عندما سمعت أصواتا آتية من الحديقة التي تطل عليها الشرفة... وضعت جوالي جانبا.. خرجت بهدوء إلى الشرفة.. كان هناك شابان يقفان إلى جانب الحوض الكبير الذي يحوي الوردة الذهبية ويتحدثان.. استطعت تمييز رودريك من بينهما.. ولم يكن من الصعب علي معرفة أن الشاب الآخر ما هو إلا لوسيان.. فهما الوحيدان اللذان يعيشان في هذا المنزل.. لم أستطع رؤية اي شيء من لوسيان في المرة السابقة بسبب الظلام.. ولم أرى وجهه هذه المرة.. إلا أنني عرفت أنه أقصر من رودريك بقليل وله شعر أحمر! حاولت أن أعرف ما يقولان ولكنني لم أقدر.. وخفت أن يريانني فعدت إلى الداخل لأستلقي على السرير واكمل العبث بجوالي..
سمعت طرقا على الباب فعدلت في جلستي وقلت "تفضل" ليدخل إلي رودريك..
"أمازلت مستيقظة؟"
"نعم"
"أتحتاجين شيئا؟"
"لا"
رد رافعا حاجبيه "حقا؟!"
كنت في الحقيقة أرغب بخلع فستاني.. فقد كان غير مريحا للنوم أو الاسترخاء.. ولكنني لم أملك أي شيء لأرتديه وخجلت أن أطلب من رودريك.. لذا فقد سكت...
ضحك رودريك بخفة وقال:
"سأحضر لك شيئا ترتدينه.. انتظري"
خرج قبل أن أنطق بينما أنا فقد احمر وجهي من الخجل وتكورت على نفسي...
عاد رودريك بعد مدة يحمل قميص نوم طويل من الطراز القديم جدا... أذكر أني شاهدت قمصانا تماثله عندما أشاهد الأفلام التاريخية..
"من أي متحف سرقت هذا" قلت هذا رافعة حاجباي..
"ههههه انه.. -واختفت ابتسامته- يخص امي"
"لابد انها كانت تعشق التاريخ.."
"ايه.. نوعا ما"
سكت وامسكت بالقميص ونظرت إلى رودريك ففهم مقصدي وخرج ضاحكا.. أما أنا فقد خلعت فستاني وارتديت القميص.. كان أبيض اللون مزين بالدانتيل وبأكمام منتفخة تضيق عند الكفين، يضيق بعض الشيء عند الخصر، ومنسدل الى أخمص القدمين.. المشكلة الوحيدة انه كان طويلا بعض الشيء.. رفعته قليلا عن الأرض بيدي وتوجهت إلى الشرفة لأتأمل القمر.. فقد كان مكتملا الليلة كما كان مكتملا ليلة زيارتي السابقة للمنزل.. نظرت مجددا إلى الوردة الذهبية.. كانت مضيئة! بل مشعة كالشمس الساطعة!! بقيت انظر إليها مشدوهة فانتبهت إلى وجود الشاب ذا الشعر الأحمر. أو لوسيان حسب استنتاجاتي.. كان يقف مباشرة أمام تلك الوردة يحدق فيها.. لم استطع رؤية ملامحه تماما.. لكن بدا لي أني رأيته من قبل...
استيقظت متأخرة في الصباح.. فقد كانت ساعة هاتفي تشير إلى الحادية عشرة.. دخلت إلى الحمام الذي كان موجودا في الغرفة لأغسل وجهي وأمشط شعري بمشط صغير كان في حقيبتي.. خرجت لأجد رودريك واقفا بالشرفة وبيده كوب قهوة..
"صباح الخير"
"اي صباح.. فقد قاربت على الظهيرة أيتها الكسول"
"ههههه آسفة... لابد انني نمت كثيرا"
"هههههه لا بأس.. آمل أنك ارتحت -مد لي كوب القهوة الذي كان بيده- خذي.. هذا لك"
تناولت الكوب منه "شكرا لك"
بقي يتأملني للحظات..
"أتعلمين.. يبدو هذا القميص عليك أجمل من فستانك.. خصوصا مع هذا الحذاء ههههه"
نظرت إلى نفسي بسرعة.. كنت قد لبست حذائي العالي كي يرفع لي القميص اذ انه كان طويلا بشكل ملحوظ ولم أكن أريد أن أدوس عليه.. نظرت إليه بحنق:
"سخيف!"
"ههههه.. أعرف ذلك، بالمناسبة.. لقد استيقظ لوسيان للتو.. غيري ملابسك وانزلي للأسفل لتشاركيه طعام الإفطار"
هززت رأسي بنعم وأنا أخرج فستاني وحقيبتي بينما خرج رودريك مغلقا الباب خلفه..
غيرت ملابسي ورتبت السرير.. وفتحت الباب لأخرج ولكني توقفت.. تذكرت كيف كان لقاءي الأول مع لوسيان.. رغم أنني لم أستطع أن أراه وقتها.. إلا أنه رآني وهجم علي.. كنت مترددة بعض الشيء من لقائه والتعرف إليه.. ولكني في النهاية حسمت أمري؛ في المرة الماضية خرجت كمن هرب من سجن دون شكرهما على جميلهما.. ولن أفعل ذلك اليوم أيضا.. تأكدت من أنني لم أنس شيئا وخرجت من الغرفة بخطوات واثقة.. نزلت إلى الأسفل وأخذت أتلفت يمنة ويسرة.. إذ أنني لم أكن أعرف مكان المطبخ.. خرج رودريك من أحد الممرات ووجدني أمام الدرج..
"أوه.. أنجيليكا.. كنت سأصعد إليك، تعالي معي.. كنت سأصعد إليك"
ابتسمت دون أن أجيب وتبعته.. كان ممرا لا يختلف عن الممرات الأخرى من حيث الزخارف وكثرة اللوحات.. دخلنا إلى المطبخ في آخر الممر..
بحاول اكمل باقرب وقت..
انتظروني ولا تبخلو علي بتوقعاتكم..
دمتم بود..
تجري الرياح كما تجري سفينتنا .. نحن الرياح ونحن البحر والسفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته .. يلقاه لو حاربته انس او جن
فاقصد الى قمم الاشياء تدركها .. تجري الرياح كما رادت لها السفن
تعليق