منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسير في حب عبير
    عـضـو فعال
    • Mar 2015
    • 127

    #41
    رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

    ضربت على صدري وقلت بحسرة " هي زوجتي لي أنا كيف تمنعوني عنها , جدتي

    ارحميني أنا أيضا وكوني عادلة فأنتي لا تعلمي ما أكبته الان في داخلي ويحرقني حرقا "

    قالت بغضب " رائد قلت تنزل الان يعني تنزل أو أخرجتك من كل المزرعة , لابد

    وأنك لاحظت حركة رجال مدنيين كثر حول المزرعة وداخلها , اتصال واحد وتكون

    خارج المدينة بأكملها , قلت يكفي ما أصابها منك لن نخسرها للأبد بسببك ثم الفتاة لم

    تعد تريدك افهمها قبل أن تسمعها منها بنفسها "

    دفعت عكازها عني وقلت بحدة

    " جدتي أنتي أم جدتها ؟ اشعري بي كما تشعرين بها "

    قالت بغضب " لا ترفع صوتك في وجهي واحترمني "

    قلت برجاء " جدتي أرجوك لا تكوني قاسية دعيني أتحدث معها فقط "

    أعادت عكازها لصدري وقالت ببرود

    " لن أسمح لك بتكرار ما فعلته يكفي دموعها التي بكتها الان "

    هززت رأسي بقوة وقلت " لن تمنعيني عنها لا تحلمي بذلك "

    قالت بصراخ غاضب " أخبرتك أنها فقدت صحتها وإن تكرر ما حدث

    سابقا فستموت من فورها ولا مجال لعمليات أخرى تفهم "

    توجهت جهة السلالم قائلا بضيق وأنا أنزل

    " لن تحرموني منها , الموت أهون عليا من ذلك "

    وصلت للأسفل وكان مروان واقفا , نظر لي وقال " ما كل هذا الصراخ ؟؟ "

    نظرت له بضيق فضحك وقال " وقعت في قبضة من لا يرحم "

    قلت بحدة " هذا ليس من شأنك ثم كيف تتجرأ على قول ما قلته عنها قبل أن أصعد "

    قال مغادرا جهة الخارج " فرسي بحاجة للتنظيف من أجل السباق لأذهب

    لها خير لي من مقابلة المتفجرات "

    تم تابع وهوا يبتعد " أغضبوه من في الأعلى فنزل ليسكب غضبه بي

    لم يقدر عليها جاء يستعرض .... "

    وبقي على ثرثرته حتى اختفت كلماته معه , خرجت جهة ساحة الخيل واتصلت

    بحيدر فأجاب من فوره قائلا " ما رأيك بالمفاجأة "

    قلت " لم أحضا بمثيلة لها لكن جدتك أفسدت الأمر كعادتها "

    ضحك وقال " هي تحت حمايتها فحربك لن تكون سهلة "

    قلت " ما قصة قدومها إلى هنا "

    قال " قصة طويلة مفادها أنه لم يعد والدها ولا حتى عمتها في مأمن وبقائها معهم

    فيه خطر عليها وأنت تعلم لا أحد لها غيرهما وكان عليها البقاء مع من لا صلة له

    بهما فاختارت هي جدتي وقد زارها والدها بنفسه وليتك كنت معنا ذاك اليوم وكأن

    رئيس البلاد جاء لزيارتنا هههههه كان كالاحتفالات الرئاسية وقد عاهدته جدتي

    على حمايتها منك قبل أي شيء اخر "

    قلت بضيق " ولما مني هل ساكلها , أقسم أن أؤدي نفسي ولا

    أفكر في أن أؤديها بشيء "

    قال ضحكا " فأتتك الفرصة من سيقتنع بكلامك الان "

    قلت بغيض " سحقا جدتي أسوء من لجأت إليه "

    قال بهدوء " رائد قمر لم تعد كالسابق فارحمها يا شقيقي "

    قلت باستغراب " ما تعني بذلك !! "

    قال بحزن " لم تعد هناك عملية تعيدها كما كانت مثل السابق فتلك العملية التي كانت

    بعد عام ضاعت فرصتها منها بسبب سقوطها ذاك وهي الان عرضة للموت إن

    مارست الرياضة وإن قامت بأي مجهود كبير ولو رفع شيء تقيل الوزن وكما الضغوط النفسية كذلك والصدمات والأخبار السيئة وهذا ملازم لها لباقي عمرها

    وحتى الإنجاب الطبيعي ممنوع عنها , أي أنها فقدت صحتها نهائيا "

    مررت يدي في شعري بضيق ونظري للأرض متكأ بيدي الأخرى على السياج

    واشعر بضلوع صدري ستتكسر ... سحقا لي لقد دمرتها حقا , وصلني صوت

    حيدر قائلا " رائد أين أنت ؟؟ "

    تنفست بقوة ثم قلت " نعم معك يا حيدر "

    قال " سنكون عندكم خلال يومين مريم وأنوار ما أن سمعتا بوجودها هناك حتى

    أكلا رأسي وأيوب , لذلك سنزورها ليريانها "

    قلت بضيق " وهل ينقصها حصار لتأتي مريم وتساعد جدتي "

    قال ضاحكا " مهلك يا رجل فالأيام أمامك طويلة "

    قلت بحزن " أقسم أنه لا صبر لدي ولا لساعة أخرى "

    قال بهدوء " المهمة لن تكون سهلة يا رائد عليك كسب ثقتها بك من جديد "

    تم ضحك وقال " وكسب رضا جدتي عنك أولا بالطبع ولا تنسى والدها "

    قلت ببرود " إن كسبت رضاها عني ضربت الجميع عرض

    الحائط وسيستسلمون لقرارها "

    قال " أتمنى ذلك "

    قلت " منذ متى وهي هنا ؟؟ "

    قال " منذ أسبوعين تقريبا "

    قلت بضيق " أسبوعين والان تخبرني "

    قال بضيق " وهل كنت تريد المجيء لها من فور وصولها , لقد خرجت من

    المستشفى للتو لو فعلتها ذاك الوقت لتبرت مني جدتي أنا أيضا "

    تنهدت وقلت " حسنا شكرا لك يا حيدر ووداعا "

    قال من فوره " هيه انتظر ليس بسهولة هكذا فلولاي ما كنت ستعلم

    لأنهم لم ينووا إخبارك "

    قلت بهدوء " حسنا لك ما تريد وداعا الان "

    أنهيت المكالمة ونظرت جهة شرفة غرفتها , قمر حبيبتي سأحارب لأجلك حتى

    الموت ومتأكد أن حبك لي ليس بالسهولة التي يموت بها في أشهر فقط , حب

    شهدت عليه براءة الطفولة وقلب نقي طاهر لا يعرف غير أن يحب بقوة

    أجل كنت أحمق ولا أستحقه اعترف بذلك ولكنه سيعود لي مهما طال الزمن

    وسأعوضك عن كل ما فقدته بسببي وحتى إن منعوا عنك الإنجاب نهائيا فلا

    أريد أبناء , ضغطت على صدري بيدي بقوة ... ستعود تلك النوبة مجددا

    ضغطت أكثر ولم ينجح الأمر فبدأت بالسعال القوي التفتت جهة السياج واتكأت

    عليه ولم يغادرني ذاك السعال إلا بعد وقت لأستطيع الوقوف على طولي التفتت للخلف فكان باب شرفة غرفة قمر مفتوحا قليلا , نظرت للأعلى فأغلقته

    واختفى طيفها عني , وضعت يدي على جيبي لأخرج هاتفي واتصل بها ثم غيرت

    رأيي ستكون فكرة فاشلة وليس وقتها الان , توجهت جهة الإسطبلات وكلما مشيت

    قليلا صادفني رجل أو اثنان , الحراسة عليها مشددة ترى هل الخطر كبير عليها

    هكذا أم هوا هوس والدها بها , جيد أنه لا أوامر لهم لمنعي من الدخول ولابد خوفا

    من الشوشرة التي سأحدثها لهم إن منعوني فلا خوف لديه إلا من أن يفتضح أمر

    ابنته أما أن يفعلها رأفة بي فيستحيل ذلك ... جيد رب ضارة نافعة

    دخلت الإسطبل فكان كما توقعت ينظف مكانها بنفسه فرسه المدللة لا ويغني لها

    أيضا , اتكأت بمرفقي على باب إسطبلها وقلت " لكل عاشق حكاية "

    وقف ونظر لي وقال بضيق " وكل يبكي على ليلاه وعلى الأقل ليلاي تحبني "

    ضحكت وقلت " وعلى الأقل ليلاي ليست فرسا "

    قال وقد عاد للتنظيف " أقسم أنك لا تستحق ظفر الفرس الأصيلة التي لديك "

    ثم عاد يغني أغنية عن القمر فقلت بغيض

    " كم مرة حذرتك من التغزل في زوجتي ... لا وتغني لها أيضا "

    تابع الغناء بصوت أعلى وابتسامة واسعة وهوا يكرر صارخا ويده تلعب في

    الهواء " قمري قمري حبيبتي قمريييييي "

    ضربت له فرسه بقوة لتصهل وتهيج وتفسد القش الذي جمعه وخرجت وتركته

    يصرخ غاضبا , لن يقلع عن عاداته السيئة زير النساء ذاك , عدت للداخل

    وتوجهت للأعلى مباشرة وخرجت للمجلس الخارجي فوجدت جدتي وحدها

    هناك ألقيت التحية وجلست ولم تجب عليا طبعا فقلت

    " الجو أصبح يبرد وجلوسك هنا سيمرضك "

    لم تجب أيضا فقلت " أين هي قمر؟ "

    قالت ببرود " رائد اترك الفتاة وشأنها ولا تسود وجهي أمام والدها "

    قلت بهدوء حزين " جدتي ارحمي حالي أقسم أنني أتعذب من

    دونها لما لا يفهمني أحد "

    قالت بذات برودها " ليس لي تقول هذا الكلام "

    قلت بضيق " اتركيني أقوله لها إذا "

    نظرت للصوف الذي تبرمه بين يديها وقالت بلامبالاة " خسرتها وانتهى الأمر

    وجد لك حلا مع والدها أيضا فقد أقسم أمامي أن من يمنعه عنك قمر ووعده لها

    أن لا يؤذيك لما فعلته لأجلها في طفولتها "

    ثم نظرت لي وقالت بضيق " لو كنت مكانها لتركته ينشرك بالمنشار على ما

    أصابها بسببك , لا وجاءت تسألني لما كنت تسعل بقوة , أنت لا أعلم من أين

    لك هذا الحظ المستقيم "

    بقيت أنظر لها بصمت فقالت مشيحة بوجهها عني " وقالت بالحرف الواحد ما

    بيني وبين رائد تصفية حساب وانتهت وانتهى من حياتي وما أن تنتهي ظروف

    والدها لن تجد فرصة لتراها حتى الرؤيا "

    قلت ونظري للأرض " هل حقا سألتك لما كنت أسعل "

    تجنبت الإجابة فنظرت لها وقلت بهدوء " جدتي دعيني أتكلم معها أرجوك "




    يتبع

    تعليق

    • أسير في حب عبير
      عـضـو فعال
      • Mar 2015
      • 127

      #42
      رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

      قالت ببرود " لا ولا تحاول أبدا ولن أفارقها لحظة ولا أنصحك

      بمحاولة كسر كلمتي تفهم "

      تركتها ودخلت متوجها نحو غرفتها طرقت الباب وقلت بهدوء

      " قمر دعيني أتحدث معك .... قمر أرجوك "

      سمعت حينها صوت جدتي من خلفي تقول

      " رائد انزل بإرادتك خيرا من أن ننزلك بالقوة ... تحرك "

      طرقت الباب مجددا وقلت

      " قمر استمعي إلي فقط ولا تتكلمي أرجوك افتحي الباب حبيبتي "

      سمعت حينها باب الحمام الموجود في الغرفة يغلق فابتعدت ونزلت للأسفل

      جلست في الصالة السفلية أضرب بقدمي على الأرض بتوتر , كيف سأصلح

      الأمر تبدوا ليست مهمة سهلة وكيف أريد منها أن تغفر لي بسهولة بعد كل تلك

      الذكريات القاسية عني في دماغها , لو فقط تعطني مجالا لأشرح لها سبب كل

      ذلك , توجهت لغرفتي بالأسفل ونمت فورا من شدة تعبي بسبب الطريق وعند

      الصباح جلست في الصالة أشرب الشاي فوقف حينها مروان عند الباب الخارجي

      نظر لي ببرود وقال " أخرج معي لنشرف على حرث الحقل "

      قلت ببرود " وما شأني بحقولكم "

      قال بضيق " يا سلام إقامة بالمجان لا تحلم بها لن أقوم

      بخدمتك , عليك أن تعمل لتأكل "

      قلت بابتسامة جانبية " إذا قمر عليها أن تشرف معي هل ستأكل بالمجان "

      قال بمكر " موافق وعلى الفور "

      نظرت له بحقد فقال ضاحكا " أقسم لو كان لدي واحدة مثلها لخبأتها حتى

      عن الشمس والقمر ... يا قمر يا قمر "

      وقفت راكضا خلفه وهوا يركض أمامي ضاحكا حتى وصل بي للمحراث ووقف

      أمامه وقال وهوا يلهث " جيد وصلنا "

      خنقته وقلت بغل " توقف عن التغزل بزوجتي يا مروان خير لك ... تفهم "

      أخرج لسانه ثم قال بصوت مخنوق " حراس تعالوا سيقتلني "

      قلت ضاحكا " ليسوا هنا لحمايتك فلا تتعب نفسك "

      أبعد يداي عنه وقال " هيا بسرعة لننجز العمل سريعا "

      ثم ركب الجرار وقال

      " سأحرث أنا وتنثر أنت الحبوب بعدي وغدا نقلب بهم الأرض "

      قلت ببرود " لا تحاول معي ثم أين عمالكم أليسوا من يساعدونك دائما "

      قال بصراخ بسبب صوت الجرار الذي شغله للتو " أنت تعلم نحن موسم

      الحرث وجميعهم في حقل الشعير , هيا بسرعة عليا الذهاب لهم سريعا "

      قلت صارخا فيه ليسمعني " قلت سنشرف وليس سنعمل يا مخادع "

      قال ضاحكا وهوا يتحرك به

      " وأنت لم تأتي بملأ إرادتك بل لخنقي , هيا بسرعة ولا توزع البذور بعشوائية "

      أخذت كيس البذور بغيض وتبعته , المحراث المخصص هنا صغير ويحرث

      ثلاث مسارات فقط وعليا نثر الحبوب في الوسط كي لا تخرج الحبوب عن

      المسارات الثلاث , كنت في الماضي أساعد جدي وهوا من علمني فعل هذا

      انهينا العمل بعد وقت ثم نزل من المحراث وقال

      " جيد بقي الجزء الاخر غدا والتقليب أيضا هيا لنذهب للعمال "

      قلت بضيق واضعا يداي وسط جسدي

      " لا تحلم بهذا لقد كسرت لي ظهري وقدماي ستنشلان لست مثلك معتاد على هذا "

      قال ببرود " غادر إذا من يجبرك على البقاء "

      قلت من بين أسناني " وهذا ما تتمناه أنت , لن أترك مكان فيه

      زوجتي حتى أغادر بها "

      قال بابتسامة " لم تعد تريدك يا رجل افهمها "

      ثم غمز بعينه وقال " ما رأيك لو....... "

      توجهت نحوه أمسكته من قميصه وقلت بغيض " لا تقلها أو حطمت رأسك أعرف

      ما تنوي قوله وابتعد عن طريق زوجتي فهي ليست لك ولا لغيرك تفهم "

      أبعد يداي وغادر ضاحكا وقال لرجلين من الحراس مرا بجواره

      " لما لا تخرجوه من هنا وتريحونا منه "

      عدت للمنزل استحممت وغيرت ثيابي صليت الظهر وخرجت , وجدت الخادمة

      تضع الغداء فنظرت من حولي وقلت " أين البقية ؟؟ "

      قلت وهي ترتب الأطباق " السيدة الكبيرة لن تأكل إلا بعد ساعة من تناول

      الدواء والسيدة قمر لم تفتح الغرفة وقالت لا تريد والسيد مروان في الحقل الكبير ولن يعود قبل المغيب "

      قلت وأنا أجلس " حسنا ولا تقولي السيدة قمر قولي زوجتك وأمام الرجال

      خصوصا قولي زوجة رائد وليس قمر وخذي لها الطعام لغرفتها "

      قالت ببرود وهي تغادر " حاضر "

      نظرت للأكل أمامي وشعرت بعدم الرغبة فيه رغم أني كنت أموت جوعا فوقفت

      وعدت لغرفتي ثم خرجت وصعدت للأعلى ثم نزلت وقضيت باقي النهار بين

      الأرض والسماء تارة في الطابق العلوي وتارة في الأسفل وتارة أخرى أحوم حول

      شرفة غرفتها كمن ضاع منه شيء لا يعرف أين يجده ولا أجد في كل مرة سوى

      جدتي تغزل الصوف وتنظر لي ببرود

      بعد المغيب انتقلت للحقل وأنهيت الحرث لأشغل بالي عنها بما أن مروان اليوم

      سيتأخر هناك ولكي يرحمني في الغد , بعد أن أنهيت العمل ونزلت من المحراث

      رأيت سيارته تتجه نحوي نزل منها وقال بابتسامة " من أين أتاك كل هذا النشاط "

      قلت ببرود " أنت من سينثر البذور غدا ومن يقلب الأرض أيضا فعملي انتهى "

      وغادرت عائدا للمنزل استحممت وصليت العشاء ثم صعدت للأعلى ووجدت جدتي

      تجلس في الصالة الداخلية وقمر معها تتكئ على طرف الأريكة مضجعة فوقها

      ترتدي بيجامة قطنية زهرية اللون ببنطلون قصير عند الركبة وأكمام قصيرة تضع

      ساق على الأخرى وهي فوق الأريكة وتمسك هاتفها في يدها وعيناها عليه وشعرها

      مرمي خلف رأسها نازلا على الأرض , اقتربت منهما وجلست في الأريكة المقابلة وعيناي لا تغادران جسدها وملامحها وعيناها لا تغادرن الهاتف في يدها

      هذا ما كان ينقصني أنا أن ترتدي هكذا ملابس وتجلس هكذا جلوس فوق الأريكة

      قلت بعد صمت " قمر هذه الملابس خفيفة لا تناسب الجو هنا فالبرد

      يأتي قبل وقته وستمرضين "

      لم تجب طبعا وهذا المتوقع منها وجاء الجواب من النائب قائلة

      " لا دخل لك بها وبثيابها متى ستقتنع أنها لم تعد شيء مملوك لك تتحكم به كما تريد "

      قلت بضيق " جدتي الكلام لها وليس لك وأنا لا أتحكم بها أنا أخاف على صحتها "

      قالت ببرود " وخاف على صحتك أنت تخرج وشعرك مبللا

      لتنسف السم الذي بدأ يقتل رئتيك "

      تنهدت بضيق ونظرت للجانب الاخر ثم أخرجت هاتفي وكتبت لها رسالة

      فيها ( تعلمت منك الحب النقي فلا تتعلمي مني القسوة والبرود فلا يليق

      بأنثى مثلك إلا الرقة والعذوبة )

      وأرسلتها لها ليرن هاتفها معلنا وصولها ولم يأتي منها الرد طبعا فأرسلت

      ( قمر دعينا نتحدث قليلا أرجوك )

      جلست ما أن قرأتها ورمت بالهاتف على الأريكة وغادرت لغرفتها بل لسجنها من

      جديد ... نعم خدي بحقك مني يا قمر , علمت الان بما كنتي تشعرين حين كنت أتركك

      وحدك وأسجن نفسي في مكتبي , نظرت لي جدتي وقالت بضيق " هل ارتحت الان

      لقد تعبت لإقناعها بالخروج وجئت أنت لتفسد الأمر , لما لا ترحمها منك "

      قلت ببرود " وما فعلته أنا "

      قالت بضيق أكبر " لا تعتقد أنني جاهلة لهذه الدرجة , انزل هيا فمهمتك انتهت

      وها قد أعدتها لسجن نفسها "

      قلت باستياء " لما لا تعطيني فرصة ولو واحدة لأشرح لها موقفي هل

      بضنك أنا مرتاح وسعيد "

      قالت بحزم " رائد ارحمها منك كم مرة سأقولها فالبارحة جاءتني لتنام معي كانت

      في حالة سيئة وتتحدث عن الكوابيس "

      قلت بحرقة " وارحموها أنتم فالكوابيس لن تتركها إلا إن نمت معها افهموها

      وساعدوني لإرجاعها لي بدلا من وقوفكم ضدي "

      قالت ببرود " لن أمنعك إن كانت هي تريد وقد طلبت مني بنفسها أن لا أدعها

      وحدها معك وقالت لا تريد التحدث معك في شيء وشيء اخر غدا ستكون أنوار

      هنا فأعطي قدميك قسطا من الراحة ولا تصعد "

      وقفت مستاء ونزلت للأسفل توجهت لغرفتي وأرسلت لها ( أحبك قمر ) ورميت

      الهاتف وخرجت بحثا عن الخادمة حتى وجدتها فقلت لها

      " انتظري أريد سؤالك عن بعض الأمور "

      نظرت لي باستغراب فقلت

      " هل يتناولون الطعام في الأسفل عادتا ؟ أعني بعد قدوم قمر "

      قالت " لا ... السيدة الكبيرة والسيد مروان في الأسفل والسي ... أعني زوجتك

      في الأعلى وأحيانا كثيرة السيدة الكبيرة تأكل معها وأغلب الوقت ترفض الطعام "

      قلت " حسنا ومروان هل ينام في الأسفل "

      قالت " نعم لا يصعد للأعلى أبدا "

      تركتها وخرجت للخارج توجهت لا شعوريا حيث شرفة غرفتها وأخذت مجموعة

      حصى صغيرة وبدأت أرميها بها واحدة واثنتان وعشرة ولم تفتحها فصفرت بصوت

      عالي لمرات عديدة وبلا فائدة , جمعت بعض الأزهار ورميتها لتسقط في الشرفة

      ووقفت مستندا بالجدار أنظر للباب الموصد الذي كنت موقنا أنها لن تفتحه

      بعد وقت فتحت الباب .... قد تكون ضنت أني غادرت , كانت ترتدي فستانا قطنيا

      قصيرا وشعرها مفتوح تتلاعب به النسائم الخريفية الرطبة , نظرت بادئ الأمر

      لحيت الأزهار على أرضية الشرفة ثم نظرت نحوي بصمت وجمود

      كان القمر مكتملا ولا يصعب عليا رؤية الدموع تلمع في عينيها الواسعتين يعكسها

      سميها وشبيهها الوحيد القمر , صرخت ونظري عليها

      " قمر أحبك بجنون ووحدك في قلبي أقسم لك "

      ثم بدأت أغني لها نشيد النحلة كان الأمر جنونيا ولكني لم أكترث لشيء ولا

      لأحد , بدأت تمسح الدموع التي غلبتها ودخلت من جديد وأوصدت الباب دون

      أن ترحمني ولا بكلمة ولا بأن تأخذ زهرة مما رميت لها , تنهدت ونظرت جانبا

      فوجدت بعض الحراس قد اجتمعوا يستمعون لجنوني طبعا فصرخت بضيق

      " إلى ما تنظرون ولا يقترب أحد من هذا المكان حيث هذه الشرفة مفهوم "

      توزعوا مبتعدين في صمت أعلم أنهم سيضربون كلامي عرض الحائط فهم هنا

      لحمايتها ولن استطيع أمرها بتجنبهم لأني لن أزيد الأمور إلا سوء فسأحترق في

      داخلي وأشتعل وأكتمه هذا فقط ما في يدي الان

      عدت لغرفتي تقلبت كثيرا ولم أنم إلا بعد وقت وصراع مع نفسي كي لا أتصل بها

      لأني أعلم أنها لن تجيب فاكتفيت بأن أرسلت لها ( تصبحين على خير حبيبتي )






      يتبع

      تعليق

      • أسير في حب عبير
        عـضـو فعال
        • Mar 2015
        • 127

        #43
        رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

        عند الصباح الباكر كانوا ضيوف الغفلة هنا لا أعلم لما كل هذا النشاط وما أن رأتني

        مريم حتى ركضت نحوي واحتضنتني ودموعها لا تتوقف وهي تقبلني وكأني أنا

        كنت مفقودا وليس قمر وما أن دخلنا حتى صعدتا للأعلى من فورهما وبقينا نحن

        في الأسفل , كان صوت ضحكاتهم ولعب الأطفال يصل للأسفل وكنت أنا أقف عند

        أول السلالم وأضرب بقدمي على أولى عتباته بضيق وحيدر ومروان وأيوب يجلسون

        بعيدا يتبادلون الأحاديث والضحكات حتى وصلني صوت حيدر مناديا

        " هيه أنت ستكسر العتبة تعال واجلس معنا "

        توجهت نحوهم ووضعت يداي وسط جسدي وقلت

        " الم تجدوا أفضل من هذا الوقت لزيارة جدتكم "

        قال حيدر مبتسما " الزيارة ليست لجدتي كما تعلم "

        تأففت في صمت فضحك مروان وقال

        " أحدهم كان يغني بالأمس في الخارج ولم أستطع النوم بسببه "

        ضحكا كلاهما حتى تعبا من كثرة الضحك فنظرت له بضيق وقلت

        " هذا صدى صوتك يتكرر في أذنك من كثرة ما كنت تغني لفرسك "

        عادا للضحك مجددا ونظر هوا لي بضيق فقال أيوب " تبدوا أمورك وقمر معقدة "

        تنهدت وهززت رأسي وقلت " جدا وأنتم زدتم الأمر سوء فستجد

        جدتي لها حلفاء ومساعدين وأولهم مريم "

        قال حيدر بتحدي " إذا علينا بهم إما نحن وإما هم "

        قلت بضيق " لا تفسدوا الأمور أكثر بتحديكم لهم "

        قال مادا قبضة يده لي " بل سننجح وننتصر عليهم ونعيدها لك "

        ضربت قبضتي بقبضته وقلت " إذا تحالفنا عليهم "

        قال ضاحكا " هيا أترك العتبة الان واجلس معنا "

        أخرج حينها حيدر هاتفه واتصل بزوجته واخبرها مختصرا

        لا تنزعي حجابك أبدا ثم نظر لي وقال " أزلنا أول عقبة "

        قلت مبتسما " جدتك وحدها العقبة هنا "

        ضحك مروان قائلا " لما لا تتحجب زوجتك أيضا من حقي

        أن أنام في غرفتي دائما "

        نظرت له بضيق وما أن فتحت فمي لأتحدث حتى سمعت صوتا صارخا

        من الأعلى ينادي باسمي فتركتهم وركضت جهة السلالم كالمجنون



        مخرج الفصل للكاتبة حبيبتنا ( كيد )


        من قمر لرائد*



        حين شكيت حالي لأوراقي تبعثرت واكتظ دماؤك بين أسطرها

        حين انزلق فكري إليك تكسر بمجاديف قسوتك

        غاب العليل فوق سموم أنفاسك

        غاب الربيع عند محطة شتائك

        هاهو شتاء اخر يطوي برودته فوق جبيني وكل الفصول انطوت في بعدك

        تكورت قبضة المناخ حين غادرت تضاريسي - أنت - مني وعني*

        كيف كان سهلا عليك أن تقضمني بين شفتيك دون أن تبتلعني وكأنني

        مرارة قذفتها بعد أن استشعرت طعمها ؟*

        كيف انحدر بنا القدر نحو هذا الفراق الذي لن أتمنى من بعده اقتراب؟

        لن أقول أنني قد عفتك ، لكن قلبي قد امتلأ بجراحك التي المت حبي لك.*

        لذا فلنبقى مفترقين، حتى ينبض قلبي بك ولا يتوقف.‏



        من رائد لقمر*


        على أمل أن الليالي الباردات قد يزورها الدفء يوما ما

        على أمل أن السكون الذي أحياه سيملأ بأنفاسك من جديد

        على أمل عودتك يخط الحرف نفسه فوق قلبي لينفذ بين أحرف حبي لك

        الان أدركت معنى الفراغ ونغمة عطرك تغادر أنفي إلا من - دمية -*

        الان أدركت معنى الانتهاء وصوتك انتهى عن دغدغة أذناي*

        رسمنا القدر حبيبين لا فراق بينهما لذا الانتظار يسكنني ويتجذر في داخلي

        كنا معا وسنعود معا، كنا واحدا وسنبقى واحدا ما دامت أحرف اسمك

        لا تزال تنقش على صدري.

        تعليق

        • أسير في حب عبير
          عـضـو فعال
          • Mar 2015
          • 127

          #44
          رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

          الفصل السابع والعشرون



          بعد ذاك اليوم الذي سقطت فيه بين يدي رائد لم أفقد صحتي فقط بل

          وكسر شيء في قلبي لا أعلم إن كان للزمن قدرة على إرجاعه كما

          كان فقد اكتشفت الان أن كل ما مررت به معه منذ تزوجنا كان

          يحدث شقا صغيرا ليتحول مع الوقت لصدع لينكسر في النهاية

          ولو لم تكن جدته خياري الوحيد لما لجأت لها وأنا موقنة من أنه

          سيأتي إن علم بمكاني ليستفسر عن باقي الحقيقة أو لينهي انتقامه

          أو لتستمر مسيرة شفقته علي , فما أن تنتهي مهمة والدي سأرحل

          معه للأبد لأعيش بقلب مكسور ومريض ولكن حر وطليق

          أخبرتني الجدة اليوم أن مريم وأنوار قادمتان , كم كان خبرا مفرحا

          وكم أشتاق لهما وخصوصا مريم فكم أحببتها وكم واست حزني ووحدتي

          حين تخلى عني وتركني لديها كاليتيمة التي لا أهل ولا مأوى لها

          حينما سمعت صوت أبناءها في الخارج ركضت لنافدة المطبخ ورأيتها

          تحضن رائد وتقبله وتبكي وكأنها تهنئه بعودتي , مريم كم أنتي طيبة

          حقا رغم كل ما حدث لا تزال تضن أنه يحبني , أستغرب تصرفاته هنا

          لكن يصعب على قلبي تصديقه

          ما أن دخلوا وسمعت صوت صراخ أبنائها وهم يصعدون السلالم

          خرجت من فوري وما أن وقع نظري عليها حتى ركضت باتجاهها

          واحتضنا بعضنا حضا لا أقوى منه إلا حزني ولا أحزن منه إلا شوقي

          لها , بكينا طويلا وكل واحدة منا تتمسك بالأخرى بقوة وكأنها ستدخلها

          في جوفها تشق ضلوعها وتدخل ولا شيء سوى البكاء والعبرات

          أحضنها بقوة وكأنها هي من ماتت وليس أنا , قلت ببكاء وأنا أزيد من

          احتضاني لها " مريم كم اشتقت لك , سامحيني إن أخطأت يوما في حقك "

          قالت من بين عبراتها " بل أنا من تطلب منك السماح , أقسم أني كنت

          أتعذب كل يوم قبل أن اعرف أنك على قيد الحياة "

          أمسكت أنوار بكتفي وقالت " قمر دعيني أسلم عليك وكونا عادلتين "

          ابتعدت عن مريم واحتضنت أنوار التي كانت تمسك طفلة بين يديها وما

          أن احتضنتها حتى بدأت بالبكاء هي الأخرى بل لتستمر مسيرة بكاءها

          التي بدأت منذ احتضنت مريم ثم ابتعدت عنها وقلت وأنا اخذ الطفلة منها

          " هل هذه ابنتك كم هي جميلة "

          قالت بابتسامة " نعم أنجبتها منذ ثلاث أشهر وعلمت أنها فتاة قبل أن نعلم

          أنك على قيد الحياة فسميتها منذ ذاك الحين قمر كاسمك رغم أنها لا تشبهك أبدا "

          قبلتها وقلت " بل أراها أجمل مني , كم هي رائعة "

          قالت بابتسامة " هذا لأنها سميتك فقط "

          ضحكنا ثلاثتنا فقالت مريم " ومن أين ستكون مثلك ووالدها حيدر "

          قالت أنوار بضيق " وما في حيدر لا يعجبك ثم ها أنتي أيضا سلب

          رائد كل وسامة والده وبقيتي بلا جمال "

          قالت مريم بنصف عين " لست كحيدر ووالده طبعا "

          أخذت أنوار ابنتها مني وقالت " ابنتي جميلة ووالدها كذلك يالكم من سيئين "

          قلت بابتسامة " حسنا وما ذنبي أنا "

          قالت ضاحكة " ذنبك أن زوجك غير راض حتى الان أن تأخذ

          اسمك , لا أعلم حتى متى سيحتكر كل شيء فيك "

          قلت مغيرة مجرى الحديث " هيا تعالوا لحيت الجدة أم لن تسلموا عليها "

          خرجنا لها عند المجلس وجلسنا نتبادل الأحاديث حتى غادرت الجدة

          من أجل تناول الدواء لأنه يسبب لها النوم لساعتين على الأقل وبقينا

          ثلاثتنا لا شيء سوى الضحك والاستمتاع , بعد قليل ورد اتصال لأنوار

          فأجابت وقالت من فورها بتذمر " ولما فلا أحد هنا "

          تم تأففت وأنهت الاتصال سريعا وغطت شعرها فقالت مريم بحيرة

          " ما بك فلا رجال هنا !! "

          قالت بابتسامة جافة " أوامر شقيقك فيبدوا يخاف أن يقفز أحد

          حراس قمر من الخارج إلى هنا "

          ضحكت مريم وقالت " إذا تحول المرض من رائد لحيدر "

          ضحكتا كليهما ولم استطع الضحك معهما لأن تلك الذكريات

          قفزت أمامي جميعها , قالت بعدها أنوار " قمر هل هم لحمايتك من كل شيء ؟ "

          قلت مبتسمة " يبدوا كذلك فلم أختبرهم حتى الان "

          قالت بخبث " لما لا نجرب "

          قلت بتوجس " ما تعني بذلك !! "

          وقفت وتوجهت نحوي وقالت " مريم تعالي ساعديني "

          نظرت لها بصدمة فأمسكت يدي وسحبتني منها وقالت " مريم هيا "

          اقتربت بي عند السياج وبدأ برفعي لإسقاطي منه وأنا أصرخ بهما

          وهما والأطفال يضحكون علي , لم يكن أحد في الأسفل استنجد به

          ولا من الحراس لأنهم لا يترددون كثيرا على هذه الجهة لجلوسنا

          الدائم فيها , كنت أترجاهما أن تتركاني ودون فائدة حتى صرخت

          بكل صوتي ومن شدة ذعري " رائد "

          ناديته عدة مرات على أمل أن تخافا من قدومه ولكن ما هي

          إلا لحظات وقالت صبا صارخة " خالي رائد تعال "

          كنا في الناحية الأخرى البعيدة عن الباب فما أن سمعاها حتى تركتاني

          وعادتا للجلوس وكأن شيء لم يكن , دخل حينها علينا المجلس ونظر لي

          بخوف وحيرة ونفسه يلهث من الركض ثم نظر لهما وقال " ما بكم ؟؟ "

          قالت مريم بهدوء " ما بنا !! لا شيء طبعا , ما بك أنت "

          نظر لي وأنا واقفة بمقربة السياج ويدي على صدري وقال

          " هل كنتي تنادينني ؟؟ "

          هززت رأسي بلا دون كلام فقال " سمعت صوتك ... قمر تكلمي ما بك "

          نظرت للأسفل وعضضت شفتي السفلى بارتباك وأنا ابعد طرف شعري

          عن وجهي فقال بجدية " مريم تكلمي "

          قالت ضاحكة " قلنا لا شيء رائد ما بك ؟ "

          أشار لي بإصبعه ونظره عليهما وقال بحدة

          " سمعتها تستنجد بي كان صوتها فإن أخطأته أذناي لن يخطئه قلبي "

          رمت مريم بيدها وقالت بلامبالاة " يبدوا قلبك قد هيئ له ذلك "

          نظر جهة صبا التي تهددها مريم بيدها فقالت ضاحكة وهي تشير

          بيدها للسياج " كانوا سيوقعونها من هناك "

          نظر لهما بحدة وقال موجها كلامه لمريم

          " لديك فريق أبناء وزوج وخال أيضا وحتى جدة لتوقعيهم

          ألم تجدي غير زوجتي "

          قالت مبتسمة " كنا نود اختبار حرسها الشخصي "

          قال بغضب " هل جننتي ألا تعلمين بحالة قلبها "

          دخلت حينها الجدة التي يبدوا أنها لم تتناول الدواء بعد وقالت

          " ما بك تصرخ وما الذي جاء بك هنا ألا تعلم أنه ثمة امرأة

          غريبة عنك قد تكون بلا حجاب "

          قال ببرود " أنوار متحجبة ها هي أمامك "

          نظرت لنا وقالت " اتصل مروان يقول أن الحرس مجتمعين عند الباب ومنعهم

          بأعجوبة من الصعود ويقولون أن قمر تصرخ في الأعلى هل هذا صحيح "

          قالت مريم " اسفون كنا نتسلى فقط "

          قال رائد بضيق " لا تتسلي بزوجتي ثانيتا "

          ثم توجه نحوي فأنزلت رأسي أرضا فوقف أمامي مباشرة ومرر

          أصابعه على خدي وأحنى رأسه لي ليصبح وجهه عند وجهي وقال

          بهدوء قلق " قمر هل تشعرين بشيء ؟ "

          قلت بهمس " لا "

          أبعد شعري خلف أذني وقبل خدي وغادر من فوره ليتركني كورقة من

          أوراق هذا الخريف تسقط جافة على تلك التربة الباردة لا تعلم ما معنى

          وجودها في هذه الحياة , قالت حينها الجدة بغضب

          " وهل أنتم أطفالا كل واحدة منكما بأبنائها وتفعلون هذا الجنون , ماذا لو

          مرض قلبها من الخوف ألا تعلمون أن قلبها ضعيف , كم مرة سنضيعها

          منا , كم مرة سنكون السبب في هلاكها "

          تم دخلت تردد بضيق " ما أنا موقنة منه أنكم ستسودون وجهي أمام

          والدها وتقتلونني بسبب تأنيب الضمير "

          وما أن اختفت حتى قالت مريم بضيق ناظرة جهة أنوار

          " أكلنا كل أنواع التوبيخ بسببك أنوار هانم "

          ضحكت أنوار وقالت " وما كان يدريني أنها ستستنجد به وأنه

          سيلتقط ذبذبات صوتها المنخفضة "

          ثم نظرت باتجاهي وقالت " اسفة يا قمر نسيت أمر قلبك , لم أكن أقصد "
          رن حينها هاتفي فكان المتصل والدي , فاجأني الأمر لأنه قال لن يتصل إلا

          للضرورة القصوى , أجبت فقال قلقا " قمر هل أنتي بخير ! لما كنتي تصرخين ؟ "

          قلت " أنا بخير أبي اطمئن كنت وأقارب للجدة نتسلى , فقط هذا ما في الأمر "

          قال من فوره " حسنا ولكن الحراس سمعوا صراخك , هم هناك لحمايتك

          بنيتي كما تعلمي لقد أعطيتهم أوامر منذ البداية أن لا يتعرضوا لسكان المنزل

          ولا أقاربهم وزوارهم المعتادين من أجل التكتم لذلك امتثلوا لإيقاف ابن العجوز

          لهم لقد تحدث معه بنفسي , قمر اعتني بصحتك جيدا صغيرتي "

          قلت بهدوء " حسنا أنا اسفة "

          قال بصوت مبتسم " لا بأس بلغي الجدة سلامي وداعا الان "

          قلت بهدوء هامس " وداعا واعتني بنفسك "

          أغلقت الهاتف فقالت مريم " يبدوا تسببنا بمشكلة كبيرة "

          جلست وقلت " الحراس اتصلوا بوالدي حين منعهم خالك من الصعود "

          قالت أنوار " اسفة حقا يالي من غبية "

          قلت بابتسامة " لا عليك تسليتما قليلا بي واختبرنا سمع الحراس "

          ضحكت مريم وقالت " بل اختبرنا أذنا رائد "

          قلت بخجل " أردت إخافتكما فقط بمناداتي له ولم أتصور أن يسمعني "

          قالت أنوار بخبث " لما لا نختبر سمع أيوب أيضا "

          ضحكت مريم وقالت " أشك أن يتحرك من مكانه وسيقول في

          نفسه لعلها تموت وأتزوج بأخرى "

          ضحكنا جميعا فقالت أنوار " حتى إن سمعك أحدهم سيقول له أنت

          تتوهم فقط أجلس ولا تتعب نفسك "

          وأمضينا الوقت على هذا الحال حتى المساء ونحن والجدة في ضحك

          مستمر , كم أسعدني وجودهما وأشعرني أني لست وحيدة ولا أحد

          يهتم بي , يبدوا أني خرجت من الماضي بأشياء جيدة كما السيئة

          تعليق

          • أسير في حب عبير
            عـضـو فعال
            • Mar 2015
            • 127

            #45
            رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

            كنت أجلس وحدي في المجلس مقتربة من السياج ومتكئه عليه فأنوار

            الجو بارد على ابنتها ليلا وعليها أن تنومها ومريم في الأسفل منذ ساعات

            مع الرجال فهي الوحيدة التي يمكنها التجول في الأسفل براحه , كم هي

            محظوظة ... زوجها وشقيقاها وخالها لما أنا وحيدة وحتى والدي ظهر

            ليختفي من جديد ولا أقارب لي سوى خالي وزوجته لا بارك الله في قرابة

            كهذه وعمتي التي تسافر أكثر مما تقيم هنا , سمعت خطوات تقترب مني

            تم صوت رائد يقول " قمر الجو بارد هنا حبيبتي لما تحبين هذا "

            غمرت وجهي في ذراعي متكئة عليها ولم أتكلم فجاء صوت مريم قائلة

            " زوجك هذا لم يدعنا نجلس في الأسفل براحتنا فادخلي ليرتاح "

            قلت بهدوء " لا أريد الجدران لقد سئمت منها "

            قالت مريم " هيا إذا انزلي معنا فأنوار في الأسفل أيضا والجو في

            الخارج رائع مع هذه النسمات الباردة "

            قلت بعد صمت " لا رغبة لي ... شكرا "

            قالت بتذمر " قمر جدتي لم ترضى أن تبقي وحيدة ولا أن يبقى رائد

            معك , نريد أن نكون مجتمعين وأنتي أولنا "

            رفعت رأسي ببطء وقلت مولية ظهري لهما " اسفة أعلم أني مصدر إزعاج "

            قال رائد " قمر لما تقولين هذا , إن كان لأجلي لا تريدين النزول

            أدخل أنا ولكن لا تبقي هنا وحيدة "

            وقفت ورأسي للأسفل وقلت وأنا أمر بجوارهما " سألحق بكما بعد قليل "

            تم توجهت من فوري لغرفتي لأن الدموع غلبتني ولا أعلم لما تريد الخروج

            كلما اقترب مني وسمعت صوته لما الان فقط صرت حبيبته وفي الماضي

            احتجتها أكثر وبخل بها علي , لما الان فقط يهتم بي وحين كنت بلا سند

            غيره كان هوا سبب تعاستي وكنت اخر ما يهمه

            بكيت كثيرا بمرارة كعادتي التي لم يغيرها حتى موتي وعودتي للحياة

            ثم ارتديت فستانا طويلا وحجابا ونزلت للأسفل ثم خرجت للخارج

            كانوا يجلسون على بساط على الأرض فاقتربت منهم ألقيت التحية

            بهدوء وجلست بجانب الجدة وما أن وقعت عيناي على رائد الذي

            كان ينظر لي حتى رأيت في عينيه نظرة حزن واستفهام , مؤكد لاحظ

            على عيناي أني كنت أبكي فأبعدت نظري عنه ومضى الوقت يتبادلون

            الأحاديث وأنا في صمت يشاركني رائد فيه , نظر أيوب للخلف وقال

            " حركة الحراس انتقلت هنا على ما يبدوا لقد كثر عددهم "

            قال حيدر بضيق " ألا يرون أن النساء مجتمعات هنا عليهم احترام المكان "

            نظرت للأسفل بحزن وقال رائد " هم مكلفون بمهمة وأنت

            أكثر من يعلم عن الأوامر في الجيش "

            قلت بهدوء وعيناي على يداي في حجري " أخبرتكم أني لا أريد مضايقة أحد "

            قال حيدر " أنا اسف يا قمر لم يكن قصدي ذلك ولكن حتى

            أنتي مؤكد لا تحبين خنقهم لك "

            رفعت هاتفي وأجريت اتصالا فأجاب صاحبه من فوره فقلت

            " مرحبا سيد نزار أعذرني هلا طلبت من رجالك الابتعاد عن

            مكان جلسونا , لا تخافوا سأكون بخير "

            قال " حسنا سيبتعدون عن أنظاركم ولكن لن تبتعدي عن

            نظرهم , اعذريني الأوامر هكذا "

            قلت باختصار " حسنا شكرا لك "

            وأغلقت الهاتفي وما هي إلا لحظات وابتعدوا جميعهم وقالت مريم

            ضاحكة " كم أنتي محضوضة يا قمر وكأنك في فيلم بوليسي "

            قلت بابتسامة حزينة " محضوضة بماذا ؟ بأن حياتي عرضة للخطر أم

            بأن والدي الذي وجدته بعد سنين حياته في خطر كبير وقد يأتيني خبره

            في أي لحظة وقد بات وباء لا يمكنه الاقتراب مني وأنا أحوج الناس

            إليه , أم بأنه لا يمكنني حتى الركض للهرب من أي خطر يواجهني "

            سكت الجميع وكأن كلماتي سببت لهم خرسا فنزلت مني دمعتان مسحتهما

            وقلت بعبرة " أم محضوضة بأن كل من يدخل حياتي لا يزيدها إلا حزنا

            ولم ألقى في حياتي إلا الذل والطرد والتهميش "

            وقف حينها رائد وابتعد عنا حتى وصل عند الشجر ووقف هناك مستندا

            على إحداها بيد و يدخن سيجارة بالأخرى ويسعل بين كل رشفة والتالية

            فقال حيدر بضيق " لا أعلم متى سيترك هذا الداء القاتل ويأخذ العلاج

            سوف يقضي على نفسه بإرادته , لا أفهم كيف يفكر "

            قالت مريم ونظرها علي " يبدوا لم يعد يريد الحياة لذلك لا يتمسك بها "

            عدت لصمتي وعادوا للتحدث عن مروان وعن تغيبه الان وعن سهرته

            وأصدقائه ليلة كل جمعة ورائد مكانه وعلى حاله , بعد وقت وقفت مريم

            وتوجهت نحوه , كانوا بعيدين ولكنه من الواضح لمن يراهما أن يرى أنها

            تتحدث معه بحدة وهوا يتجاهلها ثم عادت ناحيتنا وجلست وقالت بضيق

            " أعقاب السجائر تحته في كل مكان وهوا يعاند ويقول أنه مرتاح هكذا "

            قال أيوب " معتادين التدخين هكذا دائما إن تضايقوا يدخنون بشراهة "

            قال حيدر " منذ شهور وهوا على حاله هذه حتى تضررت رئته

            وإن استمر هكذا فسيموت "

            شعرت حينها بقلبي يتمزق , قمر يا بلهاء يكفيك حتى هنا يكفي

            تثاءبت أنوار فقال حيدر بضيق " ما بك لقد أشعرتني بالنوم "

            قالت بضيق أكبر " أخبرتك أني أريد النوم لكنك أصررت على نزولي معكم "

            وقفت ووقف هوا بعدها تبعها وتوجها للداخل ووقفت الجدة بعد قليل

            واعتذرت لتخلد للنوم وقالت " قمر هل ستصعدين الان "

            قالت مريم من فورها " لا سنتسامر قليلا "

            قالت مغادرة " إذا اصعدا معا "

            ابتعدت عنا فنظرت مريم جهة أيوب وقالت " تبدوا عيناك حمراوان وستنام "

            ضحك وغادر في صمت وبقيت أنا وهي وحدنا , كانت تتحدث في أمور شتى

            عن المزرعة والخريف والربيع فيها وأنا أشاركها بعض الأحيان لأني وحدي

            معها ثم نظرت جهة رائد وقلت " وحتى متى سيبقى هناك وهكذا ؟ "

            قالت رافعة كتفيها " لا أعلم ؟ قد يبقى حتى يسقط ميتا مكانه "

            تم تنهدت بعدها وقالت بحزن " أنتي لا تعلمي ما مر به وقت ضننا

            أنك ميتة , كنا نشك أننا سنفقده أيضا "

            قلت بعد صمت " أنا لا أفهم شقيقك يا مريم ! ما يريده مني الان بعد أن

            كان يرمي بي عليك ليتخلص من مسئوليتي ووجودي معه , بعدما كان

            يحرقني لأذوب كالشمعة لتضيء له , بعدما كان ينتقم مني على الماضي

            و...... "



            قاطعتني قائلة " أنظري إليه يا قمر "

            بقيت أنظر لها بصدمة فقالت بجدية " أنظري باتجاهه هل هذا حال يسر أحد "

            نظرت له فكان يسعل بقوة والسيجارة في يده فوصلني صوتها قائلة

            " لا أطلب منك مسامحته يا قمر فأنتي محقة في غضبك منه لكن ارحميه

            الان وأنتي تعلمي أنه وحدك من يمكنها جعله يتوقف عن التدخين والسعال

            المتواصلين تحت تلك الشجرة فلا تكوني وهي سواء ولا ترتكبي خطأه في

            حقك سابقا فهوا كان بالفعل يخاف عليك حين كنتي تمرضي ولم يكن يعلم

            بأنك تموتين أما الان فأنتي على علم بحاله "

            أنزلت رأسي أرضا ودموعي تتساقط على يداي وقلت بعبرة

            " لما أنا من تلقي باللوم عليها وأنتي أكثر من علم بحالي حينها يا مريم "

            قالت بهدوء " أقسم أن قلبك لا يطاوعك تتركيه هكذا , هيا يا قمر اذهبي إليه "

            بقيت في جلوسي وصمتي للحظات ثم مسحت دموعي وتوجهت نحوه

            كان يسعل بشدة والسيجارة في يده يمسك بها عنقه من الخلف واليد الأخرى

            على صدره , رفعت يدي وأخذتها من أصابعه ورميتها أرضا وحينها التفت إلي

            نظر لي مطولا ثم مد أصابعه ومسح بها على رموشي وقال " لا تبكي يا قمر "

            أنزلت رأسي للأسفل وقلت بهدوء " توقف عن التدخين وعد هناك "

            أمسك ذقني بأصابعه ورفع وجهي إليه وقبل شفتاي قبلة صغيرة لتعود لي كل

            ذكرى قبلات شفتيه فسافرت بنظري للأرض فقال " هكذا يمكنني التوقف "

            تم غادر أمامي عائدا حيث كنا نجلس , وصل عند مريم همس لها شيئا

            في أذنها فابتسمت وقالت له شيئا بهمس ثم غادر هوا للداخل , وصلت

            عندها وقلت " فيما كنتما تتهامسان "

            ضحكت وقالت " يبدوا لي ورثك رائد عاداته السيئة "

            نظرت لها بضيق وقلت " مريم لا أريد أن أضن بك ضنا سيئا فأخبريني ما قاله لك "

            قالت بابتسامة " قال لي اعتني بها جيدا فقط "

            نظرت لها بتشكك فضحكت وقالت

            " أقسم أنه قال ذلك وقال أيضا شكرا لك يا مريم ولا أعلم لما "

            قلت بضيق " ألستما متفقان على ما حدث "

            هزت رأسها بلا وقالت مصدومة " لم يحدث ولم يخطر في بالي ذلك "

            بقيت أنظر لها ببرود فقالت بضحكة " هناك جملة كنت أقولها له في الماضي حين

            يستجوبني مثلك الان وأخشى أن أقولها عنك وتغضبي مني وتستدعي لي حراسك "

            قلت باستغراب " لم أفهم !! "

            وقفت وقالت " أقسم أنك لازلت متيمة به "

            وهربت مسرعة جهة المنزل , هذه المحتالة طويلة اللسان صرخت بها

            " لن أدخل وستري حسابك مع جدتك ألم توصك "

            وقفت والتفتت ناحيتي وقالت وهي عند الباب " سأرسل رائد ليبقى معك "

            وما أن التفتت لتدخل حتى قلت وأنا أتوجه نحوها مسرعة " مريم انتظري "

            لحقت بها وصعدت للأعلى توجهت لغرفتي وما أن وضعت يدي على

            مقبض الباب حتى سمعت صوت يناديني التفتت وابتسمت لصاحب

            الصوت وقلت " ألم تنامي بعد جدتي "

            اقتربت وقالت " لن أنام قبل أن اطمئن أنك في غرفتك , قمر يا ابنتي

            إن كنتي تريدين النوم معي لا تخجلي أعلم أنك لا ترتاحين في نومك "

            قلت بابتسامة " شكرا لك يا جدتي لن يتغير الأمر في غرفتك أم غرفتي "

            قالت بهدوء " هل صحيح أنك لا ترين الكوابيس ورائد ينام معك "

            نظرت للأرض وقلت بحزن " نعم "

            تنهدت وقالت مغادرة " سامح الله الكوابيس ورائد أيضا لا أعلم كيف

            تكون الرحمة من العذاب بعذاب اخر "

            ابتسمت بحزن لكلماتها ودخلت غرفتي وما أن وصلت سريري حتى رن

            هاتفي بنغمة رسالة , أعلم أنها منه فلا والدي ولا عمتي وابنتها يستطيعون

            الاتصال بي ومؤكد تصبحين على خير لأنها أصبحت شيئا ضروريا , لم

            يتذكرني سابقا برسالة ... لا وكان لا يحب سماع صوتي في الهاتف

            هل كان يلزم أن أموت ليشعر بي , دخلت السرير وغطيت كامل جسدي

            باللحاف كعادتي , لا أعلم لما معه فقط استغني عن كل هذه الأمور التي

            لا أنام إلا بها ولا أستيقظ إلا عن طريقها وكأن عللي النفسية القديمة

            تتحكم بكل شيء يخص نومي وهوا يتحكم بتلك الأمور , كان حلمي

            دائما بخالي وزوجته والهوة التي أقع فيها وركضها خلفي بوجه بشع

            لتزداد الان بوالدي يموت وأنا أركض له وهي تمسكني كي لا أذهب إليه وانقده , تنهدت بضيق ثم قرأت أذكار النوم كثيرا حتى سافرت

            في نومي , مر بعدها ثلاث أيام لا أحد غيرنا نحن النساء في المنزل

            فمروان أخذ الرجال معه لحقول الشعير وسيعودون نهاية الأسبوع

            وهوا سيبقى هناك , كانت مريم وأنوار في ساحة الخيول وأنوار

            تحاول مسابقة مريم بالخيل وأنا وأطفال مريم نشاهدهما عند السياج

            لم أتخيل أن مريم ماهرة هكذا في ركوب الخيل , أبناء مريم كانوا

            يشجعونها وأنا أضحك على صراخهم حتى شعرت بيد تلتف حول

            خصري فشهقت مذعورة وقلبي كاد يتوقف من الخوف لكني علمت

            فورا من يكون صاحبها من الشفاه التي قبلت خدي والكلمات التي

            همست في أذني قائلة " اشتقت إليك قمري "

            كنت أتنفس بقوة من تأثير الخوف فابتعد عني قليلا ووقف

            بجانبي وقال " اسف هل أفزعتك "

            لذت بالصمت فنظر جهتهما وقال واضعا يديه على السياج

            " اسف يا قمر وحدي السبب في حرمانك من كل هذا , ليت

            بإمكاني إرجاع الزمن للوراء "

            قلت ونظري للبعيد حيث غروب الشمس

            " لا يهم فكل هذا أصبح عندي لا يساوي شيئا "

            نظر لوجهي مطولا ثم نظر حيث أنظر وقال

            " لماذا أردت الموت على يدي يا قمر لماذا ؟؟ "

            قلت بابتسامة حزينة " لسبب لن تفهمه يا رائد "

            نظر للأرض تحته وقال بحزن " بلى أفهمه وأعيشه أيضا "

            نظرت له باستغراب فنظر لي وقال بابتسامة " أحبك يا قمر "

            تم نظر للسماء وقال " أحبها يا رب لما هي لا تصدق ذلك "

            وليته ظهري لأغادر فلم أشعر سوى بيده تسحبني نحوه وأوقفني أمامه

            عند السياج ووضع يديه عليه ممسكا أولى خشاباته وأنا بينهما ثم انحنى

            حتى وضع ذقنه على كتفي وقال هامسا " لما لا نركبه سويا ونسير به ببطء "

            تعليق

            • أسير في حب عبير
              عـضـو فعال
              • Mar 2015
              • 127

              #46
              رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

              لذت بالصمت لأن الكلمات عبتا سأحاول أن أخرجها في تلك الحالة

              لا أعلم لما يفعل هذا ولما لا يفهم رفضي له ويبتعد , يبدوا أني لو فعلت

              سابقا مثل ما يفعل الان لكسبت قلبه بدلا من التشاجر معه على الدوام

              لقد أهنته البارحة أمامهم جميعا ولم يتكلم , كنت أنا في الماضي أبرد

              على قلبي برد اهانته ولا أجني شيئا ولكن هل كان سيجدي هذا معه ؟

              لا أعتقد , بعدما طال صمتي عدل وقفته مستقيما وأبعد يديه عن

              السياج وطوق بهما خصري بقوة فأغمضت عيناي بشدة محاولة

              منع دموعي من النزول ثم قلت " رائد نحن في الخارج إن نسيت "

              قبل رأسي وقال " لم أنسى "

              قلت " هلا شرحت لي كل هذا "

              قبل رأسي مجددا وقال " ماذا بالتحديد "

              قلت " كل تصرفاتك "

              قبل رأسي أيضا وقال " لما لم تخبريني عن غيداء وما قالته لك "

              قلت بابتسامة سخرية " وهل كنت ستصدقني , كنت ستعاملني

              أسوء من تلك المعاملة السيئة "

              قال بعد صمت طويل " قمر سامحيني "

              أمسكت ذراعيه المطوقة لخصري بقوة وقلت بحزن " كيف ؟؟ "

              قرب شفتيه من خدي وقال بهمس " ألا أمل أبدا "

              ضحكت ضحكة حزينة وقلت " مؤكد تذكر ما أجبتني حين سألتك

              سؤال مشابه لهذا في رحلة البحر "

              لعب بأنفه على خدي ثم قبل كتفي وقال بهدوء " لا أذكر أنني أجبتك عنه "

              قلت بحزن " صمتك وحده كان يكفي "

              ثم أبعدت ذراعيه عني وقلت مغادرة

              " ما أن يرجع والدي سأغادر معه ... وللأبد "

              عدت للمنزل ودخلت وأنا أمسح الدموع التي لا تتوقف ووجدت الجدة

              تجلس هناك فتوجهت نحوها من فوري وجلست بجوارها ورأسي في

              حضنها أبكي بمرارة وهي تمسح على وجهي وتقول

              " قمر ما بك يا ابنتي من أزعجك ؟ "

              كنت أبكي وأشهق بعبرات دون كلام وهي تحاول تهدئتي , بعد وقت دخلت

              مريم وأنوار والأطفال راكضين فقالت الجدة " ما بكم من يركض خلفكم ! "

              قالت مريم " المطر ينزل في الخارج بغزارة لقد تبللنا "

              ثم نظرت لأبنائها وقالت " هيا بسرعة لنغير ثيابكم قبل أن تمرضوا "

              ثم صعدوا جميعهم للأعلى ودخل حينها رائد ولكنه لم يكن مبتلا

              هل كان هنا عند الباب أم ماذا !! توجه ناحيتنا وجلس وقال ونظره

              للأرض " قمر هلا تابعنا حديثنا الان "

              أشحت بنظري عنه وقلت " لقد انتهى "

              نظر لي وقال " أنتي زوجتي يا قمر وأنا لن أطلقك "

              قالت جدته بضيق " متى أتيت أنت وكم مرة نبهتك عن الاستفراد بها هل ..... "

              بترت كلماتها حين أمسكت قلبي وانحنيت للأسفل بسبب الألم فيه

              فأمسكتني وشعرت بيد رائد تنزع حجابي تم رفع وجهي له وقال

              " قمر هل أنتي بخير ؟ "

              عدت بوجهي للأسفل وقلت بصوت مخنوق " هذا طبيعي "

              قال بحدة " هذا كان كلامك في السابق ولم تكن حقيقة "

              قلت بتألم " لم تعد صحتي كما كانت وهذه النوبات ستلازمني "

              شعرت حينها بيديه تسحباني نحوه وتضمانني في حضنه بقوة ونقاش

              بينه والجدة عن نقلي للمستشفى ولم أكن أفهم منه إلا القليل , كنت أحاول

              كتم اهاتي حتى هدأ الألم قليلا ليتحول لبكاء , كان يشدني لحضنه بقوة

              محاولا تهدئتي وهوا لا يعلم أنه بهذا يبكيني أكثر حتى قلت بصوت

              مبحوح " لقد تعبت ... لما لم أمت لما "

              ارتخت حينها يداه عني ووقف وخرج للخارج وأغلق الباب , بقيت

              أبكي لوقت حتى هدأت ونزلت حينها مريم وقالت " هل رائد في الخارج "

              قالت جدتها " يبدوا غادر منذ وقت "

              قالت " لا سمعت سعاله الان وأنا أساعد الخادمة في

              إدخال ملابس الأطفال من الشرفة "

              قالت الجدة ببرود " إذا هوا يمزق رئتيه تحت مضلة الباب "

              خرجت له ثم عادت وقالت وهي تتجه للأعلى

              " سيموت ويرتاح وعله يرتاح بموته "

              وقفت حينها الجدة وصعدت للأعلى وتركتني فتنفست بقوة ثم خرجت

              له , كان يدخن ويسعل كما في تلك المرة فاقتربت منه وأخذت السيجارة من أصابعه ورميتها تحت المطر نظر لي ثم لها على لأرض وقال

              " لما أطفأتها "

              نظرت له وقلت بحدة " لأنك مجنون وتريد أن تخسر حياتك "

              رفع نظره للبعيد وقال بحزن " ولما سأعيش , أنتي تعلمي معنى

              هذا لأنك سبق وعيشتي نفسك فيه فلما تلومينني "

              قلت بحدة " أنا فعلت ذلك لأني امنت أنه لا حياة لي معك ولا حتى

              بدونك , أنت تفعل هذا الان لتشعرني بالذنب أليس كذلك "

              اكتفى بالصمت وأخرج واحدة أخرى فأخذتها منه بقوة كسرتها

              ورميتها تحت المطر أيضا فأخرج العلبة مجددا فأخذتها منه

              ورميتها وقلت بغضب " رائد توقف قلت توقف "

              قال ونظره عليهم تحت المطر

              " لا يمكنني العيش دون إحداكما .... افهميها يا قمر "

              أمسكت قميصه جهة ذراعه ولففته نحوي وقلت بضيق

              " هي تقتلك يا رائد "

              قال وعينيه في عيناي " وأنتي كذلك "

              هززت رأسي بلا دون كلام وعيناي تمتلئ بالدموع فمسح على

              وجهي بيده وقال بابتسامة حزينة " بلى تفعلينها أكثر منها "

              قلت ودموعي بدأت بالنزول " أنت السبب يا رائد , أنت من كسر لي قلبي وللأبد "

              مسح دموعي بأطراف أصابعه وقال " لا تبكي يا حبيبة رائد كم مرة سأقولها "

              تم عاد بنظره للبعيد وادخل يده في جيبه وأخرج سيجارة فأخذتها منه ورميتها

              أرضا ودست عليها بقوة وأنا أقول بصراخ غاضب " يكفي يكفي قلت يكفي "

              كنت أكرر ذات الكلمة ببكاء وغضب حتى تحولت لقطع تحت حدائي

              ثم نظرت له وأمسكته من ياقة قميصه وسحبته نحوي وقربت وجهي

              لوجهه ببطء ثم قبلته على شفتيه بهدوء وقلت

              " هذه جعلتك تتوقف تلك المرة فهل ستفعلها الان "

              هز رأسه بنعم ثم نزل تحت المطر وغادر حتى اختفى عن نظري في الظلام

              عدت للداخل وجلست أبكي لوحدي حتى نزلت مريم واقتربت مني وقالت

              " قمر لما تجلسين هنا وأين رائد "

              قلت ونظر للأرض " لا أعلم , غادر تحت المطر منذ ساعتين "

              شهقت بقوة وما أن فتحت فمها لتتحدث حتى سمعنا صوت سعاله

              يقترب ثم انفتح الباب ودخل منه مبللا من شعره لقدميه , اقترب منا

              بضع خطوات ورأسه للأسفل ثم سقط أرضا






              وعند هنا انتهى الفصل أتمنى يكون نال إعجابكم

              تعليق

              • أسير في حب عبير
                عـضـو فعال
                • Mar 2015
                • 127

                #47
                رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

                الفصل الثامن و العشرون





                كنت أسمع عن اليأس الذي يجعل صاحبه يكره الحياة ولم أعرفه وأجربه

                إلا حين ضننت أن قمر ميتة , وكنت أسمع عن تحكم أحدهم في مزاجك

                حد أن يوصلك للثمالة بقبلة صغيرة ولم أعرف ذلك أيضا إلا اليوم لتجعلني

                قبلتها الأولى لي منذ تزوجتها أفقد نصف حواسي وأنزل تحت المطر وكأني

                لا أراه موجودا ولا أشعر به , لم أجرب الخمر يوما ولكن إن كان كهذا فقد

                علمت الان لما هوا محرم , وصلت عند أشجار اللوز وازدادت نوبة السعال

                عندي حتى ضننت قلبي سيتوقف ورئتي ستخرج من فمي فجلست تحتها

                بعدما فقدت أغلب الهواء في رئتاي من كثرة ما سعلت , كنت أجلس على

                الأرض المليئة بأوراق الأشجار الصفراء الممتلئة بالمياه وحبات المطر تنزل

                على رأسي وأكتافي ورئتاي تتقطع وجسدي بين الماء والماء , بعد وقت

                طويل هدأ المطر قليلا فوقفت بصعوبة وسرت مستندا بكل ما مررت به

                حتى وصلت المنزل ودخلت لا أرى سوى الأرض تحتي وما أن خطوت

                بضع خطوات حتى خارت باقي قواي ولم أشعر سوى بالأرض تناديني

                لحضنها ولم أسمع سوى صوت قمر تصرخ باسمي ولا أعلم إن كانت

                وحدها هنا أم معها أحد ولم تلتقط أذني غير صوتها أو أنه هيئ لي كل

                ذلك , بعد وقت فتحت عيناي ببطء ووجدت نفسي على سرير غرفتي

                وأول من وقع عليه بصري كانت مريم تجلس بجواري وقمر تقف عند

                الباب وما أن نظرت لها حتى فتحته وخرجت وأغلقته خلفها بهدوء

                قالت مريم وهي تضع يدها على جبيني

                " رائد هل أنت بخير , حمدا لله حرارتك بدأت تنخفض "

                قلت بصوت متعب " بخير ... قمر ما بها "

                نظرت خلفها ثم لي وقالت " ترفض قول غير أنها بخير لكن

                وجهها لا يقول ذلك وتبدوا تصارع الألم "

                قلت " لما لم تأخذوها للمستشفى "

                تنهدت وقالت " مع من وأنت طريح الفراش والبقية في الحقول , لقد

                فزعت لرؤيتك تسقط , إن كنت أنا التي قلبي سليم لازال يرتجف

                حتى الان فكيف بها هي "

                سعلت قليلا ثم قلت " ورجال والدها ما نفعهم هنا , كنتم طلبتم منهم أخذها "

                قالت " فكرت في ذلك لكني خفت أن تغضب "

                أمسكت اللحاف عن جسدي ثم نظرت لها وقلت

                " من غير لي ثيابي "

                قالت وهي تعيده على صدري " قمر طبعا فوحدها يمكنها

                فعل ذلك فهي زوجتك والرجال لا أحد منهم هنا "

                تنهدت واكتفيت بالصمت فقالت بلوم

                " رائد ما هذا الجنون كيف تخرج هكذا في جو كهذا !

                ماذا لو لم تصل للمنزل "

                نظرت للسقف وقلت بحزن " قالت ستتركني للأبد يا

                مريم , سترحل مع والدها وتتركني "

                أمسكت يدي وقالت " وهل ترى خروجك في هذا الوقت

                هو الحل ! هل تهرب من الواقع بقتل نفسك "

                سعلت مجددا ولذت بالصمت فتنهدت وقالت " قمر تعبت بسببك كثيرا

                أنت شقيقي وأحبك لكن الحقيقة كذلك فأنا من عشت معها شهرين

                متواصلين ورأيت ما تعاني من مشاعرها اتجاهك من شوقها وحبها

                وخذلانك لها وتركها , كانت تموت شيئا فشيئا وأنت لا تعلم

                كانت ترى عذاب تركك لها أسوء من عذابها معك وأنت تضن

                أن بعدها سيكون أفضل "

                تساندت بمرفقي وجلست فأمسكت كتفي وقالت

                " رائد أنت متعب فلا تتحرك "

                قلت وأنا أنزل قدمي من السرير " سأطمأن عليها بنفسي "

                قالت وهي تمسكني بقوة " لن يزيد هذا الأمور إلا سوء , رائد

                أرجوك الضغوط النفسية سيئة لها فيكفيها اليوم "

                ارتميت على السرير من جديد وقلت

                " اذهبي لها إذا ولا تتركيها وتعالي لطمأنتي "

                تنهدت بقلة حيلة وغادرت وطال غيابها فغادرت السرير رغم تعبي

                وصعدت السلالم حتى وصلت غرفتها , طرقت الباب بخفة ففتحت لي

                مريم ونظرت لي بصدمة وقالت

                " رائد ما جاء بك هنا وأنت متعب يالك من عنيد "

                قلت مستندا بيدي على الجدار " أنا بخير كيف هي الان "

                هزت رأسها بيأس وقالت " كلما غفت قليلا استفاقت مفزوعة , تبكي

                تارة وتنادي في منامها والدها و أنت وشيء في التنين لا أفهمه "

                أبعدت يدها وأنا أقول " سأدخل لها "

                أمسكتني وقالت " رائد لن ترضى قمر وجدتي ستغضب إن

                علمت , هي نائمة الان فاتركها أرجوك "

                أبعدتها عن طريقي متجاهلا كل كلامها ودخلت , كانت نائمة تحتضن

                الوسادة بقوة وتخفي وجهها فيها فجلست بجوارها على السرير أمسح

                على شعرها بحنان فأبعدت وجهها عن الوسادة وفتحت عيناها ونظرت

                لي فمسحت الدموع من عينيها وقلت بابتسامة وأنا أمسح على وجهها

                " نامي يا قمر أنا ومريم هنا ولا شيء اخر حبيبتي ... نامي الان "

                أغمضت عيناها ببطء دون كلام وعادت للنوم , بعد قليل ارتخت يداها

                عن الوسادة فنزعتها منها وغطيتها جيدا وقبلت جبينها وجلست بجوارها

                وغادرت مريم لأبنائها وبقيت وحدي معها أمسح على وجهها وأقبل

                خدها كل حين وكأنها إكسير الحياة الذي سوف يبقيني صامدا بجوارها

                وابتسمت لملامحها بحب حين تذكرت كلماتها التي قرأتها في كتابها إكسير

                الحياة فرددتها بهمس ( لا تعشقوا الوجوه فهي لن تعشقكم أبدا بل وحدها

                القلوب مراسيل البشر إليكم وجسركم الوحيد للوصول فهي من تستحق

                العشق وأنتم من تستحقون من تعشقه فلا تجعلوا ملامح البشر جسركم

                الوحيد للتواصل معهم )

                بعد وقت قالت بهمس وعيناها مغمضتان " رائد لا تذهب "

                مسحت غرتها للأعلى وقبلت جبينها وقلت

                " لن أذهب حبيبتي نامي الان "

                فعادت للنوم من جديد وتبدوا لي في غير وعيها أو الخوف من الكوابيس

                سيطر عليها وإلا ما كانت طلبت مني كهذا الطلب , كنت بحاجة للنوم أكثر

                من أي يوم لكني ما كنت سأرد طلبها مهما كان مستحيلا , بقيت بجوارها

                لساعات حتى سمعت أذان الفجر عندها قبلت جبينها وخدها وقلت هامسا

                في أذنها " قمر استيقظي إنه وقت الصلاة "

                وغادرت الغرفة ونزلت لغرفتي صليت الفجر ونمت لساعات طويلة

                واستيقظت عند الظهيرة , استحممت وغيرت ثيابي صليت الظهر

                وخرجت فسمعت صوتا لنقاش حاد فخرجت ابحث عنهم فكانت جدتي

                ومريم تتناقشان بعصبية وجدتي تقول

                " لن أطرد ضيوف يأتون لبيتي وقمر لم يعد يعنيها أمره "

                قالت مريم بضيق " بلي سترين بعينك ما ستكون نتائج ذلك

                ولا تنسي أنني حذرتك مسبقا " ‏

                قالت ببرود " لن أفعلها أبدا وأطرد شقيقتي وابنتها من أجل ترهات

                إن كان يريدها ما تزوج بغيرها وهي تعلم ذلك جيدا " ‏

                قالت مريم بحدة " لن تأتي إلا لأجله أو لأجل إغاظة قمر

                فجنبينا المشاكل يا جدتي " ‏

                صرخت بها " احترميني أنا لست أكبر أبنائك‎ ‎‏"

                تأففت مريم وخرجت فاصطدمت بي وقالت مصدومة

                " منذ متى أنت هنا !! "

                قلت " منذ قليل .... ما بكما ؟ "

                قالت مغادرة " الانسة سوزان اشتاقت لخالتها , أقسم إن

                ضايقت قمر طردتها بنفسي "

                لحقت بها أمسكت ذراعها وقلت " ولما تضايقها إن كانت ستأتي

                لساعات قليلة وتذهب ! ماذا هناك يا مريم ؟ "

                قالت بغضب " سيدة الدلال تريد البقاء ليومين هذا إن لم يكن أكثر "

                قلت بهدوء " سأخرج أنا إذا "

                هزت رأسها وقالت " لن يتغير شيء ولن تسلم منها أعرفها جيدا "

                قلت " متى ستأتي "

                قالت مغادرة " نهاية الأسبوع فكم أخشى من نتائج قدومها "

                ابتعدت قليلا فاستوقفها صوتي مناديا " مريم "

                التفتت إلي فقلت " كيف هي الان "

                قالت بهدوء " أفضل ... تبدوا لي نامت جيدا البارحة "

                هززت رأسي بنعم ثم قلت " أريد التحدث معها "

                قالت بضيق " رائد لا نريد أن نخسرها يكفي يوم الأمس السيئ "

                قلت بتذمر " لما كنتي تساعدينها في الماضي وأنا الان

                لا , مريم لا تكوني ظالمة "

                قالت بضيق أكبر " مهما أحببتها فلن أحبها كشقيقي , رائد أنا

                أخاف عليها يكفيها ما لقيت حتى الان "

                قلت بهدوء " وإن قلت لك أرجوك هذه المرة وافعليها من أجلي "

                قالت باستسلام " أنا حقا أريد المساعدة , لكن رائد أرجوك لا تقسوا

                عليها بكلماتك مهما قالت "

                قلت بابتسامة حزينة " وبأي قلب سأفعلها "

                قالت " حسنا والمطلوب مني الان "

                قلت " تخرجيها وحدها للمجلس الخارجي وتلهي جدتي عنا "

                قالت وهي تصعد السلالم " أمري لله خدمات دون مقابل "

                استوقفتها مجددا وهي في اخر الدرجات وقلت " هل سألت عني اليوم "

                نظرت لي بصمت مطولا فقلت بتذمر " مريم بالله عليك تجيبي "

                قالت ببرود " لا أستطيع "

                قلت " ولما "

                قالت " إن سألت عنك فلا يمكنني قول ذلك لك فهذا لن يعجبها

                وإن لم تسأل عنك لا أستطيع قول ذلك لك كي لا أجرحك "

                قلت بإصرار " لن يجرحني ذلك فقولي "

                قالت وهي تصعد " يالك من محتال يا رائد وورطتني , إن قلت لن

                أجيب فستعلم الجواب ... ذكائك يكفي لتفهم "

                ابتسمت لها وهي تصعد ... سألت عني إذا , راقبتها حتى اختفت وغابت لوقت ثم

                نزلت ومرت بجواري وقالت " تمت المهمة وسأذهب لجدتي , لا تتأخر كثيرا مفهوم "

                ابتسمت لها وصعدت من فوري أقفز الدرجات قفزا ودخلت المجلس فكانت

                تقف تشاهد المزرعة ترتدي بنطلون قصير من الجينز الأبيض يصل طوله

                لنصف الساق وكنزه شتوية بيضاء طويلة مفتوحة ومغزولة بثقوب واسعة

                يظهر من تحتها القميص الأحمر الضيق , ترتدي حداء أحمر وتربط شعرها

                للخلف بشريطه حمراء وتقف مكتفة يديها , اقتربت منها ببطء حتى صرت

                خلفها وهمست لها " هذا أنا حبيبتي لا تفزعي "

                طوقت خصرها برفق وقبلت عنقها ونظرت لما تنظر إليه بصمت

                بعد قليل قبلت خدها وقلت " هل يمكننا التحدث الان عن كلامك بالأمس "

                قالت بهمس " لا "

                قلت وشفتاي على عنقها " ولما لا دعينا نصل لنتيجة ترضي كلينا "

                قالت بهدوء " رائد لا أريد جرحك بكلماتي لنصبح اليوم في

                محرقة جديدة من سجائرك "

                قلت وأنا أستنشق خدها وشعرها " تخافين على صحتي إذا "

                كنت أشعر بارتجاف جسدها بين ذراعاي مما أفعل فزدت من شدي لها

                أكثر وقلت وأنا أقبل عنقها عدة قبلات " لما الصمت حبيبتي "

                خرجت منها أنة صغيرة وقالت " رائد اتركني أنت تؤلمني "

                قلت هامس في أذنها " ليس قبل أن تجيبي "

                قالت بحزن " لأنك كنت تخاف على صحتي في الماضي أو .... تشفق علي "

                أرخيت من قبضة ذراعاي وقلت بهدوء

                " إذا تشفقين علي أم لا تريدي أن تحملي لي جميلا "

                أكتفت بالصمت , علمت الان كم كان قاسيا على قلبها كوني أشفق عليها

                نعم كم ذلك قاسي وعلمت لما كانت تقول أنها لا تريد شفقة مني , هيا خذي

                بحقك مني يا قمر خذي , همست في أذنها " ليست الشفقة أريد "

                لاذت بالصمت فقلت بهدوء

                " قولي ما كنت أقول لك قوليها يا قمر هي من حقك الان "

                طأطأت برأسها حتى شعرت بدمعتها تسقط على يدي الملتفة حول خصرها

                وقالت بحزن " لا أريد أن أكون بقسوتك لأنك لن تشعر بما كنت أشعر أبدا

                لقد مات الورد يا رائد وانكسر ذاك الشيء للأبد "

                ابتسمت بحزن .... لا تكذبي على قلبك يا قمر فارتجافك بين ذراعاي أكبر

                دليل فقط جرحك مني كبير وعميق , قلت بعد صمت

                " لو كنتي مكاني ما كنتي ستفعلين صارحيني "

                قالت بسخرية وقد عادت بنظرها للبعيد " كنت سأحبك فهذا فقط ما أتقنه "

                رفعت ذراعاي عند كتفيها وصدرها ضممتها لي بحنان وقلت

                " ها قد اعترفت أنك لا تتقنين سوى الحب فما تغير الان "

                شهقت بعبرة ثم قالت بنفس متقطع من البكاء " مذكرتي كانت لديك وكنت تعلم ما

                أشعر اتجاهك ومنذ طفولتي وكان كل ما في قلبي يظهر أمامك جليا في كل نفس

                أتنفسه لكن القسوة حجبتك عن رؤية ذلك "

                تم أمسكت بيديها ذراعاي المطوقتان لكتفيها ودست وجهها بينهما وقالت ببكاء

                " كنت أحبك بجنون ولكنك لا تعرف الحب , أعشقك في كل نفس أتنفسه وأنت

                تكرهني حد جرحي باستمرار , أخاف عليك من الهواء البارد ليلا وأنت تنتقم

                مني وتقتلني , لم أكن عادلة مع نفسي كنت أستنزف كل مشاعري وأهبها لك

                وكنت أنت بلا مشاعر تقتل ذاك الحب النقي "

                دسست وجهي في شعرها وقلت بحزن " بل كنت أحبك رغما عن أنفي وعن

                قلبي وانتقامي كنت أحبك وأضحك من مريم كلما قالتها لي ليس لأنها ليست

                حقيقة بل لأني أهرب من الاعتراف بها , كانت أمامي قمر الطفلة البريئة
                وقمر الزوجة الجميلة مقابل ضوء القمر الخائنة اثنين مقابل واحدة فانتصرتا

                في النهاية عليها ويوم عدنا من المزرعة كنت قد قررت التحدث معك في

                الأمر لكنك سجنت نفسك فاحترمت عزلتك وانتظرتك لتخرجي ولم أتخيل أن

                تخرجي جثة هامدة من حضني للمستشفى للمجهول , فلك أن تتخيلي إن كانتا

                اثنتين انتصرتا على الحقد في قلبي فكيف بكم الثلاث مجتمعات بعدما علمت

                الحقيقة , أقسم لك يا قمر أن قلبي يكاد يتفجر حبا لك ولو كانت خلايا الجسد

                تتحدث لقالتها لك كل واحدة منها على حدا , عامليني بقسوة خذي بحقك مني

                اكرهيني حتى ولن تكوني إلا حبيبتي "

                أبعدت يديها ووجهها عن ذراعاي وقالت

                " أنت لا تغفر لأحد دون سبب فأعطني شيئا أغفر لك به "

                أبعدت يداي عنها ولففتها جهتي وقلت وعيناي في عيناها الدامعتان

                " حددي وأنفذ "

                نظرت للأسفل و قالت بحزن " أريد أن أنسى كل ما حدث ويمسح

                من عقلي نهائيا فهل تستطيع ؟ "
                أمسكت وجهها بيداي ورفعته إلي وقبلته في كل مكان فيه ثم وضعت

                أنفي على أنفها وقلت " الحسنات يذهبن السيئات يا قمر أليس كذلك "

                قالت والدموع تتدحرج من عينيها " لم أستطع فانسني يا رائد أنا لم أعد لك "

                تم قالت وهي تمسك يداي وتبعدهما عنها " يكفي حتى هنا لا أريد جرحك

                بأبعادي لك عني لترجع لحرق رئتيك مجددا بسببي , رائد أرجوك يكفي وغادر "

                ابتسمت لها وقبلت جبينها وقلت مغادرا " كما تريدين حبيبتي "

                تعليق

                • أسير في حب عبير
                  عـضـو فعال
                  • Mar 2015
                  • 127

                  #48
                  رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

                  نزلت للأسفل ووجدت حيدر وأيوب فنظرت لهما وقلت " ما جاء بكما قبل الموعد !! "

                  ضحك أيوب وقال " هربنا مثلك , ها ما الأخبار "

                  قلت مغادرا جهة غرفتي " كما هي عليه "

                  قال أيوب وهوا يتبعني " وما تفعل كل هذا الوقت ؟ "

                  جلست على السرير وقلت " أي وقت وأنا وصلت بالأمس ولحقتم

                  بي اليوم , يالا خططكم الفاشلة "

                  قال واضعا يديه وسط جسده " دبرنا بينكم كم لقاء , أنزل حيدر زوجته مرغمة

                  ذاك المساء لتبقى قمر وحدها في الأعلى وتنزل هي أيضا وأجبرها على التحجب

                  لتأخذ أنت راحتك واتفقت ومريم على قدومك بالأمس , كل هذا ولم نساعد "

                  تنهدت بضيق وقلت " إن عاد والدها فسأخسرها للأبد وسيطلقها مني بكل

                  سهولة وأنا لم أتقدم ولا خطوة حتى الان "

                  جلس معي على السرير وقال " عاملها بالوجه الاخر إذا بما أنه لم ينفع هذا الوجه "

                  قلت ببرود " لقد أقسمت على نفسي حين شككنا في حقيقة موتها أني لو

                  وجدتها حية فلن أقسوا عليها ما حييت "

                  ضحك وقال " لقد ورطت نفسك كيف ستعيش معها كل العمر

                  دون أن تقسوا عليها أحيانا "

                  تنهدت وقلت وأنا أهز رأسي " أقسم لن افعلها فلتعش معي

                  أولا فقد بث أرى ذلك بعيدا جدا "

                  قال بحيرة " والحل إذا !! "

                  قلت " لا حلول على ما يبدوا "

                  وقف من فوره وفتح باب الغرفة وأخرج رأسه وهوا ينادي حيدر بصوت

                  مرتفع وما كذب الاخر الخبر وكان في لحظات لدينا , دخل وأغلق الباب

                  وقال " ماذا هناك "

                  ضحكت فقال بتذمر " ما المضحك أنت "

                  قال أيوب " دعانا منكما الان ونريد مخططا جديدا "

                  قال حيدر " إن كان اليوم لا بأس غدا صباحا سأغادر وزوجتي , لن

                  أستطيع التغيب أكثر من هذا "

                  قلت " أخرجاني من دماغيكما لم أعد أريد خططا , خذ زوجتك يكفي "

                  أمسكني من يدي وقال وهوا يسحبني معه " أتركنا من هذا الان وتعال معي فأنت

                  من يمكنه الصعود للأعلى , أريد معرفة سبب كل هذا الضحك الذي يصل للأسفل "

                  قلت وأنا اتبعه مجبرا " ولما لم تتصل بزوجتك وتعلم منها "

                  قال " لم تخبرني لأنها تعرف أنه لا يمكنني الصعود إليهم وزوجتك

                  هنا , بسرعة باغتهم حدسي يقول ثمة شيء يخفينه "

                  دب الفضول في جسدي وصعدت بخطوات خفيفة , كان بالفعل ضحكهم

                  غير طبيعي , وصلت للأعلى فكان الصوت يخرج من جهة طاولة الطعام

                  غريب ليس هذا وقت الغداء فما يفعلونه هناك !! نظرت لهم من خلف الباب

                  بحيث لا يرونني فكن جالسات على الطاولة وكل واحده منهن بيدها قلم

                  وورقة يكتبن أو يرسمن شيئا ويضحكن على أوراق بعض وحتى صبا

                  مثلهم , دخلت ببطء فرأتني قمر المقابلة لي وفتحت فمها وعيناها من

                  الصدمة فأشرت لها بأصبعي أن تسكت , وصلت عند مريم التي

                  تعطيني ظهرها وأنوار كانت مشغولة مع ورقتها وكانت مريم تقول

                  ضاحكة " قمر لقد أبدعتي في رسمه لو راها لقتلك "

                  استللت الورقة منها بخفة وسرعة فشهقت هي ورفعت أنوار رأسها

                  مصدومة ووقفت قمر وركضت مغادرة فأمسكتها من ذراعها وأعدتها

                  نحوي , نظرت للورقة فكانت رسمه لي والسيجارة في فمي والدخان

                  يخرج من أنفي وحاجباي معقودان خط واحد دليل الغضب , نظرت

                  لها فأخفت وجهها في يديها فانتقلت جهة أنوار وقمر ذراعها في يدي

                  أسحبها معي وأخذت الورقة من أمامها فكانت رسمه لحيدر ورأسه

                  مفتوح وتخرج منه الكتب والمعلومات وعيناه عينا أحمق , أنوار طبعا

                  رسامه والورقة فيها ملامحه بحرفية , ضحكت كثيرا وأنا أنظر لها ثم

                  انتقلت لرأس الطاولة حيث كانت تجلس قمر وأخذت ورقة مريم من

                  هناك وكانت رسمه لأيوب يركب محراث ويضع رداء سوبر مان جسده

                  كبير والمحراث تحته وكأنه دراجة أطفال فلم أستطع إمساك نفسي فعدت

                  للضحك مجددا بهستيرية فقفزت صبا وقالت " وأنا رسمت خالي مروان "

                  أخذت منها الورقة فكانت ألرسمه الأشد رعبا ملامح لا تعرف من أين

                  جاءت بها وكان يركب حصانا هوا أقرب للحمير من الأحصنة , كنت

                  أضحك حتى كدت أفقد توازني واستندت بالطاولة فقالت مريم بضيق

                  " رسمت قمر الوحيدة التي لم تضحك عليها لما يا ترى ؟

                  هل لجمالها أم لأنها تخصك "

                  نظرت جهة قمر التي لازالت في قبضتي تنظر للأرض وتعظ شفتها

                  في خجل وارتباك فقربتها مني أكثر وقبلت خدها وقلت

                  " مقبولة من قلبي وحبيبة قلبي "

                  حمحمت مريم وقالت " يا عباد الله بيننا أشياء صغيرة هذا لا يجوز "

                  ثم وقفت ومرت بجواري ووقفت قائلة بهمس وغيض

                  " تعبت من كثرة أسئلة أطفالي الكثيرة عما تفعله أيها العاشق "

                  ضحكت وقلت " حسابك ليس لدي بل لدى صاحب الصورة "

                  شهقت بقوة فخرجت من فوري وهما تتبعاني وتتوعدانني إن أريتها لأزواجهم

                  ولكني لم أكترث , وصلت للأسفل فكانا حيدر وأيوب في انتظاري وزوجاتهما

                  طبعا لم يستطيعا النزول خلفي , رفعت الأوراق أمامهم وقلت " جلبت لكم سبب

                  كل ذاك الضحك لقد كن يرسمننا كل واحدة ترسم زوجها والأخريات يضحكن "

                  أخذوا الأوراق من يدي وكل واحد على ملامحه الغضب فضحكت وقلت

                  " تبادلا الورقتين وسيتغير هذا المزاج "

                  وما أن تبادلاهما حتى بدأ بالضحك الشديد ثم أعطيتهم ورقة قمر وصبا فجلسا

                  على الأرض من كثرة الضحك وقال بعدها حيدر بضيق

                  " سأريها كيف ترسمني هكذا وما تعنيه بالغباء وتطاير المعلومات "

                  قال أيوب " والأخرى أيضا سترى عقابها هل تسخر من حياتي وحرثي بالجرار "

                  قلت مغادرا جهة غرفتي " هذا إن وجدتماهما فلن تنزلا بعد الان "

                  بعد أذان العصر وصلني اتصال من مريم فتحت الخط فلم تجب وكانت

                  أصوات كثيرة لديها وهي تقول " هذا ظلم ولو علم رائد لغضب منكما "

                  قفزت من السرير وخرجت مسرعا فكان الصوت من الخارج فخرجت من

                  المنزل فكانت قمر ومريم وأنوار وحتى صبا يجلسن حول تسط كبير حديدي

                  مليء بالماء والصابون وكومة من الثياب بجانبهم يغسلونها بأيديهم وحيدر

                  وأيوب فوقهم , اقتربت منهم وأمسكت قمر من ذراعها وأوقفتها وقلت مغتاظا

                  " هل جننتما من سمح لكم بجعلها تغسل معهم "

                  قال حيدر " العقوبة للجميع وهي لم تعترض فما جاء بك أنت "

                  قالت مريم بضيق " اتصلت بك لتنقدنا جميعا وليس زوجتك فقط "

                  قال أيوب " ستغسلون ملابس العمال الخاصة بالحقل أيضا ولن تقوموا من

                  هنا إلا بعد إنهائها ولو بقيتم للصباح "

                  صرخت به " ارأف لحال ابنتك , انظر ليديها الصغيرتان هي لم ترسمك أنت "

                  توجهت بقمر جهة صنبور المياه فتحته وغسلت لها يديها وهي في صمتها

                  ذاته فهي باتت تفضل الصمت عن أي شيء أفعله لتتجنب جرحي وهي لا

                  تعلم أن قرارها الانفصال عني وحده يكفي بذبحي دون رحمة , اتجهت بها

                  أسحبها من يدها جهة المنزل فأوقفني صوت حيدر قائلا

                  " هيه زوجتك رسمت معهم وضحكت علينا فأعدها إلى هنا "

                  عدت ناحيتهم ويدها لازالت في يدي وقلت " قلت لن تغسل شيئا "

                  قال أيوب بتحدي " رغما عنك "

                  صرخت مناديا " جدتي تعالي وانظري ما يفعلون لقمر "

                  نظرت من نافذة المطبخ السفلي وقالت بصراخ

                  " ماذا بكم ؟ من اقترب من قمر "

                  ضربت مريم الماء والصابون بيدها وقالت بغيض " سألبس باروكة لشعر

                  بني طويل وعدستان عسليتان وأجري عملية تجميل تغير ما يمكن تغييره

                  لكي أحضا بما تحضا به قمركم "

                  ضحكت وقلت " لن يتغير شيئا "

                  قالت أنوار بضيق " لما زوجها يشعر بها وأنتم لا , ابنتي تبكي عليا الذهاب لها "

                  قال حيدر ببرود " ليس قبل أن تنهي عملك , سأريك ما يفعله

                  الغبي الذي يدعي الذكاء "

                  صبا الوحيدة التي كانت تعمل بنشاط وصمت ومرح أيضا وقمر الوحيدة

                  التي كانت تضحك في المجموعة على ما يجري , كم كنت مجرما حين

                  قتلت هذه الضحكة وكم رحمني الله حين أعادها إلي , قالت مريم بحدة

                  " تغسل قمر أو لن أغسل "

                  قالت أنوار " وأنا كذلك "

                  قلت ببرود " أنا من رسمتني وراض عن رسمها لي ولن تغسل شيئا "

                  سمعنا حينها صوت قادم من بعيد يقول " لمن هذه الضحكة الحريرية

                  ألمائية العذبة الشفافة , ليست لعائلتنا بالتأكيد "

                  دسست قمر خلف ظهري , ها قد جاء طويل اللسان

                  اقترب منا فقلت بضيق " ما جاء بك أنت "

                  ضحك وقال " أنظروا للعجب العجاب يريد طردي من منزلي "

                  ثم نظر لهم وقال " ما سر حملة النظافة هذه "

                  مد له حيدر بورقة قائلا " انظر ما يفعلون ولعلمك أنت من في هذه الصورة "

                  نظر لها وضحك حتى تعب وكان مروان الوحيد الذي ضحك على رسمته

                  ثم قال " من هذه الرائعة التي رسمتني لأعطيها جائزة "

                  قالت صبا بسرور رافعة يدها المليئة بالصابون " أنا .. أنا "

                  نظر لها وقال " وقحة وستغسلين ثيابي أيضا "

                  خرجت حينها جدتي اقتربت منا وقالت " ما بها قمر ؟؟ "

                  نظرت لها وقلت " يجبرونها على غسل ثيابهم "

                  قالت بضيق " خسئتم مجرمين أبناء المجرمين "

                  تم سحبتها من يدها الأخرى قائلة " وأنت اترك يدها , تعالي معي يا قمر "

                  دخلت وهي تتبعها وقال مروان بصدمة

                  " مجرمين أبناء المجرمين تعني نحن واباؤنا !!! "

                  قالت مريم بضيق " أخبرتكم أني سأغير شكلي "

                  قال مروان ضاحكا " معها حق ومن يعرفها ولا.. "

                  قاطعته بلكمة صغيرة على أنفه فامسكه وقال بغيض

                  " هذا ما كان ينقص , أصغر أبناءك أنا تضربني "

                  قلت مغادرا " المرة القادمة سأكسره لك إن لم تكف عن مراهقتك "

                  دخلت وتوجهت جهة السلالم فأوقفني العكاز الكريه وصوت جدتي

                  قائلة " أين يا ابن المنذر "

                  تنهدت وأنا أنظر للأعلى وقلت " جدتي دعيني مرة أقترب منها "

                  قالت وهي تبعدني بعكازها " لا تظن أني مغفلة ونائمة ولا أعلم ما يجري

                  هنا , تكلمت معها بما فيه الكفاية وقالت لا تريدك افهمها "

                  رميت بعكازها بعيدا عني وقلت مبتعدا بغضب

                  " لا تقولي هذه الجملة ثانيتا لا تعيديها "

                  صعدت مرتين عند المساء ولم أجد أحدا وكانوا جميعهم في غرفة جدتي

                  ويغلقونها , يعاقبونني إذا بدلا عنها , عند الصباح غادر حيدر وأنوار

                  وعاد مروان للحقول فصعدت للأعلى وجلست لهم هناك , مرت مريم

                  بجواري وقالت " حبيبة القلب في غرفتها ما يجلسك هنا "

                  قلت ببرود " هكذا دون سبب هل ستمانعين "

                  قالت مغادرة " افعل ما تريد ولكن لعلمك أنت بهذا تتسبب بسجنها لنفسها "

                  تعليق

                  • أسير في حب عبير
                    عـضـو فعال
                    • Mar 2015
                    • 127

                    #49
                    رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)

                    بعد وقت خرجت للمجلس الخارجي أدجن سيجارتي وبعد لحظات سمعت

                    صوتا سقط في قلبي كقطعة النقود على الأرض الرخامية عذبا لا يمكن

                    وصفه وهوا يقول " رائد "

                    التفتت للخلف من فوري وكأني أخشى أن يكون هيئ لي فكانت قمر بالفعل

                    تقف عند الباب مستندة بالجدار ويداها خلفها ترتدي فستانا قصيرا باللون

                    الأزرق بأكمام طويلة ورقبة مفتوحة وعقدة تتخللها بشريطه بيضاء

                    مددت يدي لها وقلت بهمس " تعالي "

                    هزت رأسها بلا دون كلام فقلت بهدوء " حسنا "

                    توجهت نحوها ووقفت أمامها وأمسكت وجهها وقلت " نعم يا قلب رائد "

                    قالت بنظرة حزينة معلقة في عيناي " تحبني ؟؟ "

                    قلت بابتسامة " الجواب لديك حبيبتي "
                    أغمضت عينيها ببطء وقالت " إذا اتركني فأنا لست لك "

                    تم فتحتهما ممتلئتان بالدموع وقالت

                    " لم أعد لك ولا لغيرك أنا انتهيت يا رائد افهمني أرجوك "

                    ضممتها لصدري وقلت " أنا من قتلك يا قمر , أنا سبب كل هذا وأشعر

                    بك وأفهمك ولكني بدونك أموت فافهميني أنتي أيضا "

                    اكتفت بالبكاء في صمت وأنا أدسها في حضني أكثر وأحاول تهدئتها حتى

                    قالت بصوت مبحوح " أنا متعبة متعبة جدا "

                    قلت هامسا في أذنها " سامحيني يا قمر اغفري لي هذه المرة فقط "

                    ابتعدت عن حضني ودخلت مسرعة دون أن ترحمني وكأنها تريد

                    تعذيبي أكثر بما فعلت , مسكينة يا قمر تشعرين بالوحدة والضياع

                    وأن العالم يتخلى عنك وليس أمامك سوى حضن الرجل الذي خذلك

                    يوما لتلجئي إليه وتبثي همومك عنده , رائد يا أحمق كنت تركتها

                    بتت كل همومها في حضنك لترتاح بدل الاستعجال في الحديث عن

                    ذنبك اتجاهها وطلب الغفران منها , تنهدت بحسرة ونزلت للأسفل

                    وعند نهاية المساء صعد أيوب للأعلى وجلست أنا على السرير

                    مظلما الغرفة تائها وحائرا في أمري حتى سافر بي الليل الطويل

                    بعد وقت سمعت صوتا عند الباب ففتحته ببطء فكانت قمر تجلس

                    عنده تحضن ساقيها وتدس وجهها بينهما فنزلت عندها وقلت هامسا

                    " قمر لما أنتي هنا !! "

                    فزعت من صوتي وعادت للوراء قليلا ثم قالت وهي تتنفس بصعوبة

                    " رائد "

                    قلت وأنا أمسح بيدي على وجهها " نعم رائد لا تخافي , ما بك يا قمر "

                    قالت بصوت متقطع من الخوف " الأعلى شخص ما هناك "

                    غطيت لها فخديها بفستانها القطني القصير الذي كانت ترتدي

                    كان قصيرا جدا وبحمالات رقيقة ثم حضنتها وقلت
                    " لا أحد هنا قمر أنتي تتوهمين ذلك بسبب الكوابيس "

                    هزت رأسها بلا وقالت وهي تدس وجهها في صدري

                    " حداء امرأة إنها امرأة تسير إنها هي رائد لقد جاءت "

                    حضنتها أكثر وقلت " لا يمكنها المجيء قمر لن تؤذيك أبدا "

                    غريب لما نزلت لي ! اه أيوب نائم مع مريم والأطفال عند جدتي

                    ولكن ما سر الحداء !! أوقفتها وقلت " تعالي سأصعد معك

                    حتى غرفتك , لا شيء هنا قمر "

                    تمسكت بي أكثر وقالت " لا لا أريد الصعود إنها في الأعلى لم

                    أستطع النوم حاولت ولم أستطع "

                    يبدوا حاولت أن تنام وهاجمتها الكوابيس إنها تفقدها سيطرتها على كل

                    حواسها وتنسى عدوها من صديقها , أدخلتها غرفتي تركتها على السرير

                    وصعدت للأعلى بسرعة أبحث في الممرات حتى فوجئت بصبا ترتدي

                    حداء والدتها وتسير به فقلت بصدمة " صبا ما تفعلين هنا في هذا الوقت !! "

                    قالت بطفولية وهي تدور حولي بحداء مريم العالي " لم أشعر بالنوم وجميعهم

                    ناموا , لا تخبر والدتي أني أخذت حدائها ستغضب مني "

                    أشرت بأصبعي للممر الذي يحوي الغرف وقلت امرا لها

                    " عودي للغرفة حالا ليس هذا وقت اللعب "

                    غادرت راكضة باتجاه الممر ونزلت أنا عائدا للغرفة , كانت قمر تحضن

                    الوسادة وتدس وجهها فيها , ترى ما أيقضها هذا الوقت لأنها ما كانت ستسمع

                    الصوت لو كانت نائمة لابد وأنها الكوابيس ويبدوا لي لا تنام أبدا , جلست

                    بجوارها على السرير أراقبها بصمت فكانت تهدي ويبدوا غفت , مسحت

                    على شعرها وقلت بهدوء " قمر استيقظي "

                    ابتعدت عن الوسادة ونظرت لي فقلت ماسحا على وجهها " كانت صبا لا أحد في الأعلى "

                    ارتخت عضلات يديها فسحبت منها الوسادة وكانت عيناها معلقتان في

                    الفراغ فلازال الخوف مسيطرا عليها , قبلت جبينها وقلت " قمر تسمعينني ؟؟ "

                    قالت بشرود " امممممم "

                    بقيت ألعب بغرتها في صمت وعيناها مفتوحتان حتى قالت بصوت

                    مبحوح " رائد لا تذهب "

                    ابتسمت وقلت " حاضر حبيبتي لن أذهب "

                    كيف سأذهب وهي في غرفتي ! ألهذا الحد هي خائفة , عدت لستر فخذيها

                    بالفستان الذي لا يستر شيئا , كان اللحاف مكوما تحتها ولا يمكنني سحبه

                    لأغطيها به , كان منظرا يصعب أن أقاومه في وقت لا مجال فيه للقوة

                    اقتربت من أذنها وهمست " قمر "

                    قالت بذات شرودها " همممممم "

                    قبلت خدها وهمست " قمر اعذريني هذه الليلة , هل تمانعي !! "

                    لم تجب بشيء فقبلت عنقها ووجهها بشغف وكأني أبحث عن مكان لم

                    أقبله فيهما من قبل وهي على حالها لا تمنعني أبدا , أخرجت اللحاف

                    من تحتها غطيتها به ورفعت طرفه وتسللت تحته معها أشدها لحظني

                    برفق, كل ما أرادته هوا الأمان وأردت حقا طمأنتها من خوفها لكن ما

                    كنت أكبته لأيام وافتقده لشهور كان أقوى من كل شيء , استيقظت بعد

                    وقت لأجدها في حضني فدسستها فيه أكثر وعدت للنوم , بعد وقت طويل

                    شعرت بها تبتعد عني بقوة ففتحت عيناي ونظرت لها فكانت تنظر لي

                    بصدمة ثم نظرت لجسدها وشهقت فزعة ثم سحبت اللحاف وسترته به

                    قمت مستندا بمرفقي فقالت بنظرات مصدومة " ماذا فعلت ؟؟ "

                    قلت وأنا المس ذراعها العاري بطرف أصابعي " قمر اهدئي "

                    أبعدت يدي وقالت بحدة " ماذا فعلت ؟؟ "

                    قلت ونظري على عينيها " الذي يفعله الزوج مع زوجته وهي

                    بهذه الهيئة وفي حضنه "

                    توقعتها ستثور غضبا لكنها انخرطت في نوبة بكاء شديدة فجلست

                    واقتربت منها وأمسكتها وقلت " قمر توقفي عن البكاء "

                    أبعدت يداي بقوة وقالت " ابتعد عني ابتعد "

                    قلت بهدوء " قمر "

                    قالت صارخة " أصمت "

                    تم نظرت من حولها وأمسكت فستانها المرمي بجوارها ورمته مغتاظة

                    لأنها لن تستطيع الخروج به وعادت تبكي بشدة فخرجت من السرير

                    وأخرجت معطفي من الخزانة ووضعته على كتفيها فسترت به كل

                    جسدها وغادرت الغرفة راكضة , عدت للسرير وبقيت فيه لوقت

                    أتقلب وأرمي الوسائد وأتأفف كل حين حتى غلبني النوم , بعد وقت

                    استيقظت على أصوات في الخارج فخرجت مسرعا فكانت جدتي

                    ورجال والد قمر يتحدثون بحدة فتوجهت نحوهم وقلت " ماذا هناك ؟؟ "

                    نظر أحدهم نحوي ورافع مسدسه في وجهي ..........





                    مخرج فصل اليوم للكاتبة سيمفونية الحنين


                    اسفل تلك الشجرة الراسخة يختبئان

                    واشد العتاب يتقاذفان

                    تشكوه جرح غائر خلفه الزمان ولم يدمله

                    ويتوسلها عودت تلك الحورية

                    وعيناه تلامسها وتعتذر بقبلات ندية

                    وعينيها تخفي نظرة خجولة كي لا تفصح عن استسلامها له

                    وأما المطر يشاركهما غسل تلك الذكريات الأليمة

                    والبدر يضيء عتمة المستقبل ويدعو لهما بأيام سعيدة




                    لقائي بكم في الفصل القادم ودمتم في رعاية الله وحفظه

                    تعليق

                    • أسير في حب عبير
                      عـضـو فعال
                      • Mar 2015
                      • 127

                      #50
                      رد: منازل القمر للكاتبة:برد المشاعر(كاملةة)


                      الفصل التاسع و العشرون





                      كنت أشعر بالضياع سنين حياتي الماضية بلا والدين ولا طفولة

                      ولا شيء ولا حتى رائد أما الان فأشعر أن حتى الا شعور غاب

                      عني رغم أني صرت زوجة رائد ووجدت والدي إلا أن تلك الهوة

                      عادت تعيش في داخلي , عندما استيقظت صباح اليوم ووجدت نفسي

                      في حضنه مجردة من كل شيء حتى ثيابي عادت بي الذكرى لمعاملته

                      لي كجارية كشيء يطفئ شهوته فيه , استغل تلك اللحظة ليثبت لي أكثر

                      أني مجرد وسيلة لغاية ما , كنت أعي كل ما حدت بيننا لكن حواسي

                      ترفض الابتعاد , الخوف يسيطر عليها والضعف أيضا ... نعم لا أنكر

                      أن لمساته لازالت تشعلني همسه قبلاته حضنه أشياء لازلت أحتاج لوقت

                      طويل كي أقاومها وأنساها فلحظة استيقاظي صباحا رفض عقلي تصديق

                      الواقع الذي عاشه وكان يدركه فخرجت من عنده وصعدت لغرفتي جمعت

                      أغراضي وثيابي خرجت من الغرفة وسمعت صوت أحد رجال والدي

                      يهدد أحدهم بالقتل فركضت مسرعة جهة السلالم وقلت صارخة بأمر

                      " توقف "

                      نظر باتجاهي وقال " عذرا سيدتي الأوامر أن أزيل كل

                      من يعترض تنفيذ أي أمر "

                      توجه رائد جهة السلالم وقال بصراخ

                      " عليك قتلي أولا قبل أخذها من هنا "

                      قلت بغضب " مجنون أنا من طلب هذا فابتعد عنهم يا رائد "

                      نظر لي وقال " أين ستذهبين ولا أحد لك غير هنا أين "

                      قلت بألم " للجحيم فيما سيعنيك "

                      شد قميصه عند صدره بقبضته وقال بألم " كم أتمنى مرة مرة واحدة

                      يا قمر لا تندمي على ذلك صباحا , لما تعشقين جرحي بعنف "

                      قلت ببكاء " لست جارية تعاملني كذلك ... فهمت لما "

                      قال باستنكار " كيف سأشرح لك كيف , لم أرك يوما جارية

                      أنتي من سمم عقل نفسك بهذه الأفكار "

                      اتكأت على جدار السلالم وقلت بهدوء حزين

                      " بل هي أفضل مني وها قد أخذت ما تريد "

                      تخطينا الحدود ونسينا الأذان الكثيرة التي تسمعنا , الجدة وثلاث

                      رجال من الحراس ومريم عند باب المطبخ وأيوب الذي لازال في

                      غرفتها بل وتخطينا حدودا وضعناها لأنفسنا

                      مسح وجهه بيده وكأنه يهدئ نفسه ثم نظر لي وقال بهدوء " سأخرج أنا

                      من هنا وابقي أنتي فسوف يجن جنوني إن أخذوك لمكان لا أعرفه "

                      لذت بصمت فقال " اعتبريه الطلب الأخير "

                      مسحت دمعة تسللت من عيني وقلت موجهة كلامي لهم " غادروا "

                      خرجوا في الفور وتوجه هوا لغرفته وعدت لغرفتي راكضة

                      أغلقت الباب خلفي وارتميت على السرير أبكي بمرارة , من لي

                      حتى عمتي لا يمكنني حتى الاتصال بها لا نوران ولا والدي ولا
                      أحد و حتى مريم باتت لا تفهمني وعاطفتها تجرها جهة شقيقها

                      وأصبحت في صفه , مع من سأتحدث وأبث همومي وما أشعر به

                      أنا حقا ضائعة أشعر بالألم هنا في قلبي يتجسد في حب اسمه رائد

                      وفي جرح اسمه رائد وفي حزن اسمه أنا فلم أعد سوى جثة لفتاة

                      ماتت منذ شهور وفقدت كل شيء كان في حياتها وحتى الحزن

                      بعد مسيرة طويلة من البكاء جلست وأخذت هاتفي واتصلت برئيسهم

                      وطلبت منه أن لا يخبر والدي عما حدث ووعدني بذلك

                      بعد يومين غادرت مريم أيضا فأنا لم أرها بعد ذاك الصباح ولم

                      أرى أحدا وبث شبه مسجونة لا أرى أو أعلم شيئا خارج حدود غرفتي فهذه هي أنا لم أتغير ولا شيء لي سوى الوحدة والألم لا أحد لي سوى

                      الكوابيس والذكريات المؤلمة

                      ومر الان أكثر من شهر على ذلك وجاء رائد إلى هنا مرة واحدة قبل

                      أسبوعين ولم يصعد لي أو يصر على رؤيتي واكتفى بالسؤال عني

                      وإيصال سلامه لي وغادر ولم أخرج أنا من غرفتي فترة وجوده هنا

                      كم عجيبة هي حياتنا وكم ضائعون نحن فيها لا فهمناها ولا أخذنا منها

                      ما نريد , مسحت دمعتي المتسللة ببطء في غطاء السرير وتنهدت بأسى

                      سمعت طرقات خفيفة على الباب فرفعت رأسي من تحت الوسادة ثم

                      جلست ومسحت بقايا دموعي وقلت " تفضل "

                      انفتح الباب ببطء ودخلت الجدة مبتسمة واقتربت وجلست بجواري , مسحت

                      على شعري وقالت بحنان " متى ستتوقفين عن البكاء وستجف هذه الدموع "

                      أمسكت طرف اللحاف ووضعته ويداي في حجري بقوة وقلت بحزن

                      " لست بخير جدتي أشعر أنني أختنق "

                      مسحت على وجهي وقالت بحنان " هل يؤلمك شيء قمر هل تشعرين بشيء

                      وجهك مصفر ومتعب وجسمك في نحول مستمر "

                      قلت بشهقة باكية " قلبي يؤلمني إنه يتمزق لما لا أموت "

                      قالت بخوف " قمر لما هذا الكلام الان هل تشعرين بشيء هل نأخذك للمستشفى "

                      هززت رأسي بلا ومسحت دموعي وقلت " لن يفعل لي الطبيب شيئا "

                      تنهدت وقالت " رائد يتصل بي يوميا وأنا أخبره أنك تأكلين جيدا

                      وتخرجين من الغرفة وأن صحتك جيدة وكله غير صحيح , لن

                      أكذب عليه مجددا يا قمر وسأقول الحقيقة "

                      اكتفيت بالصمت فمدت لي يدها تحمل شيئا فنظرت له ثم نظرت

                      لها بحيرة وقلت " ما هذا !! "

                      قالت " أحضره رائد لأعطيه لك "

                      قلت بهمس " هل كان هنا "

                      هزت رأسها بنعم وخرجت بعدما وضعته على السرير فحملته

                      وأزلت الغلاف الورقي , كان كتابا وغلافه صورتي التي رسمتها

                      لي أنوار في تلك اللوحة والعنوان ( اكتمال القمر ) وتحته

                      ( كيف تفشل العلاقات العاطفية ) هذا كتابه العنوان ذاته لكن الكلام

                      تحته لم يكن هكذا بل كان ( كيف تنجح العلاقات العاطفية )

                      فتحت أولى فصوله ثم عدت لأوله فكانت صفحة الإهداء ومكتوب فيها

                      سطر واحد فقط ( أهدي هذا الكتاب لزوجتي الحبيبة قمر ) مسحت دمعة

                      تسللت من عيني وذهبت لاخره حيث الخاتمة وكانت كما كتبتها أنا وقد

                      ذكر أني من كتبها , انتقلت لنهايتها وكان مكتوب بخط مميز (لا تقتل

                      الورد يا من زرعت الورد في قلب طفولتي كم أخشى أن تقتل حبا في

                      قلب نبضاته تموت كل يوم فليمت الورد بدلا عنه مئة مرة )

                      كانت مأخوذة من الكلمات التي كتبتها في طرف اللوحة مع تغيير

                      بسيط وكأنه يذكرني أن لا أفعل كما فعل هوا بي , أغلقت الكتاب

                      ولمحت بطاقة في حجري يبدوا سقطت منه فرفعتها فكانت دعوى

                      لحفل كتابه ويبدوا أنه لم ينشره بعد والحفل سيكون نهاية الأسبوع

                      قلبت البطاقة فكان مكتوبا خلفها ( لا تنسي موعدك مع طبيب القلب

                      يوم 9/2...... وسأتصل به بنفسي لأتأكد من ذهابك أو سوف اخذك

                      بنفسي مجبرة ) تنهدت ووضعت البطاقة في الكتاب

                      بعد أسبوع استيقظت مبكرا استحممت وارتديت بذله تليق بالمكان

                      ارتديت حجابي ومعطفا شتويا ونظارة سوداء وخرجت , ودعت الجدة

                      وركبت السيارة السوداء المظلمة المتجهة بي فورا للعاصمة تتبعها ثلاث

                      أخريات من نفس النوع واللون , وصلت للمكان المقصود

                      فتحت باب السيارة ونزلت ونظرت للقاعة من الخارج وتنهدت

                      يبدوا وجودي هنا غير مقنع ولكني اعلم جيدا ما سيتعرض له

                      رائد من إحراج في وسط الكتاب والأدباء حيث الجميع يعرف

                      نورسين وأنها زوجته والكتاب مهدي لها فسيسأل الجميع عن

                      الزوجة الغائبة ففي الماضي لم يضعني رائد قط في موقف محرج

                      أمام عائلتي رغم ما كان بيننا وها هوا وقت رد الدين

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...