رواية " لا تعودني دفا شمسك دام في النيه غروب " بقلمي .. مكتمله ."
م راح أحلل اللي ينسبها لنفسه .. فهي جهد أكثر من سنه .. أخذت مني وقت وجهد محد يتوقعه .. راح أكتب تاريخ بداية كتابتي للروايه وتاريخ النهايه بعد م أخلص من تنزيل كل الأجزاء .. م راح ألتزم بموعد لتنزيل البارتات بس إذا لقيت تفاعل راح أكمل تنزيل البارتات وإذا م كان فيه تفاعل بأنزلها بمنتديات ثانيه وعلى العموم راح يكون لكم علم بكل شي بخصوص روايتي .. أتمنى لكم قراه ممتعه ..
* أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله*
* البارت الأول *. ١/١١ / ١٤٣٣ ه
كثير صعب الشعور بالوحده .. فقدان كل الأحبة في وقت واحد .. تحس نفسك غريب وضايع وتكبر فجوه في نفسك وتبدأ. هالفجوه تكبر مع مرور الوقت .. مهما سويت علشان تعزي نفسك بفقدانهم .. م راح ينفع شي .. م فيه أحد يقدر يحتل محل أحد في قلب إنسان مهما حاول م راح يقدر يعوض ولا يعزي الشخص اللي قدامه ..
كانت صغيره .. عمرها م يتجاوز ١٣ سنه .. كانت تشيل أخوها الصغير بين إيديها وهو ملطخ بالدم .. تصرخ وتنادي : ماما .. بابا .. رائد .. اسيا .. حتى اسيا خادمتهم كانت تنادي عليها .. م كانت مصدقه اللي صار ، فكرت نفسها بكابوس و قاعده تدعي إنها تصحى منه بس وعت هذي صرخة الواقع المؤلم .. وبعد ذاك الحادث صارت إنسان ثاني .. إنسان شبه ميت ، جواتها وجع صعب يختفي .. صعب ..
أنتبهت لخالتها وهي تكلمها : وش فيك ي بنتي وش صافنه فيه ؟!
" ما فيني شي ي خالتي "
جواهر " خالتها " : يا بنتي لا تضلين بروحك كذا ، ما قد شفتك قاعده مع البنات و تسولفين معهم مثل م هم يسوون ، أنا خايفه عليك ي بنتي ...
مياده : خالتي لا تخافين علي ، أنا م علي خلاف عن إذنك ي خالتي بأروح أذاكر شوي وراي إمتحان بكره .
مع إنها كانت تحب خالتها مره وعارفه إن خالتها تحبها وتخاف عليها حتى من الهوى إلا إن كلامها مع خالتها كان بحدود من بعد م ماتوا أهلها رفضت خالتها تتركها تروح عند عمانها و أصرت إن مياده تضل معها وتربيها ، بعد الحادث أنشغلت مياده بالدراسه و أشغال البيت تعبت من كثر م صاحت على أهلها صارت تشغل نفسها تبي تتعمق في كتاب الله و اياته و م تذكر صوت راكان و هو يصرخ وينهت قبل م يموت بين إيديها مع إنها م نست ولا و لا لحظه من ذاك الليل المشؤوم واللي أثر في نفسيتها كثير ..
دخلت غرفتها و لقت المكتوب على التسريحه كالعاده كل يوم جمعه تلقى ورقه مكتوبه بخط اليد في غرفتها و م تدري من مين و بدون م تفتحها ترميها في الزباله - وأنتوا بكرامه - لأنها ملت من الحكم اللي مكتوبه ، كل جمعه حكمه جديده .
قامت من النوم وصلت الفجر ولبست ملابسها المدرسه و أخذت شنطتها ونزلت حظرت الفطور و راحت دقت باب خالتها ورجعت جلست على الطاوله تنتظرهم يجون ..
بعد م أنتظرت شوي ، جاء فارس وقال : صباح الخير ، ليش مبكره ؟!
فارس يكون ولد خالتها أكبر منها بخمس سنين تقريبا .. مياده : وراي إمتحان وقمت بدري علشان أراجع ، صحيت ماهر يصلي ؟
فارس : شوي و يجي ، ألا وين أمي ؟!
مياده : تصلي .. وقامت تبي تطلع قال فارس : وين ؟ كملي فطورك .
مياده : بأشوف رنا وش تسوي ونجي نفطر كلنا سوى .
رنا توأم هي و فارس ومع إنها قريبه حيل من مياده إلا إن مياده م تفضفض لرنا باللي في قلبها إنسانه في قمة التحفظ م تبي يعرف أي أحد شعورها حتى أقرب صديقه رنا صديقتها الوحيده ، أما ماهر فهو أكبر من مياده بسنتين وترتاح بس تتكلم معاه تحس إنه يفهمها فورا حتى بدون م تتكلم وبطبيعة حياتها معهم في نفس البيت فما تتغطى عنهم ، عاشت معهم خمس سنوات فتره كافيه إنها تتعود عليهم ويتعودون عليها .
راحت مياده وفتحت الباب لقت رنا لسى نايمه قربت منها وهمست : رنا .. رنا يلا قومي وراك جامعه .
رنا بتثاوب : ياه ياهو حلم وشوله قومتيني ؟!
أبتسمت مياده وقالت : نايمه للحين و م كأن وراك جامعه يلا قوميني ي الكسوله .
رنا : مياده وش رايك تروحين معاي الجامعه بكره أبي أعرفك على صديقاتي متحمسين يتعرفون عليك .
توترت مياده وقالت : م أضن .. تعرفين الفتره ذي إمتحانات .
رنا : خلاص .. بسمحلك هالفتره أوكي !
نزلت رنا ومياده ولمن دخلوا غرفة الطعام كانوا الكل على الطاوله فارس وماهر وجواهر أمهم ، سلموا وجلسوا كان الكرسي اللي كان يجلس عليه ابوهم قبل يموت فاضي لأن جواهر م تسمح لأحد يجلس فيه .
رنا وهي تحاول تلطف الجو : غريبه للحين م أكلتوا خبري فيكم م تنتظرون أحد .
فارس و شكله مو رايق : مع مين بتروحين الجامعه ؟ أنا أرسلت السواق للخبر .
ماهر : الله !! ليه وش عندك هناك ؟!
فارس : أبيه يجيب شغله من عند واحد من الشباب م يكون المغرب إلا وهو هنا وأنا بأوصل رنا للجامعه في طريقي >> السواق هو اللي يوصل رنا للجامعه ومياده للمدرسه واللي بعيده شوي عن الجامعه << .
مياده : و أنا مين بيوصلني للمدرسه ؟!
ولمن كان فارس بيجاوب عليها قال ماهر : مو مشكله أنا بأوصلك . مياده : تمام .
فارس : يلا رنا أستعجلي وراي إجتماع مهم .
رنا : طيب ، بسم الله م مداني أفطر .. مشينا .
كملت مياده فطورها ولمن خلصت قالت : ماهر جايه وراك بس بجيب عبايتي من فوق .
لمن ركبت السياره و سلمت حرك ماهر وفي الطريق : متى تطلعين من المدرسه ؟!
مياده : أضن الساعه وحده بس تطلع من جامعتك مرني .
ماهر وهو يضحك : تذكرين لمن كنا بالمتوسط .. كنت بالموت أسمع صوتك .. م كنتي تتكلمين أما ألحين فالحمدلله تحسنتي .
جاء في بالها أول يوم داومت المدرسه وكيف كانت أمها طايره من الفرحه ببنتها الوحيده اللي كبرت وصارت تدرس وهي توصيها تنتبه لنفسها وتاكل كل فطورها و م تبقي منه شي ، نزلت دمعتها بدون م تحس وتنهدت بعمق وقالت : اه لا تذكرني في ذيك الأيام .
ماهر : مياده ، م فيه لزوم إنك تنسين أهلك علشان تكونين مبسوطه .. كل م حاولتي تمحين صورهم من بالك راح تتعلق صورهم أكثر .. تذكري أيامك الحلوه معاهم واللحظات اللي م تنسى ..
سكتت مياده وهي تصغي لكل كلمه قالها ماهر كأنه يحاول يخليها تفضفض له واللي خلاها تتأكد لمن قال : أحسن شي إنك تفضفضين باللي في قلبك لا تكتمين أنفاسك وتحتفضين بها لنفسك تكلمي ترى والله بتحسين براحه في الكلام .
رغم إن مياده صارت في ١٨ من عمرها إلا إنها م تعرف تعبر ، م تعرف تتكلم زي الباقين باللي في قلبها ولا تشكي لأي بشر كان .
وقف عند مدرستها ونزلت وهو يراقب خطواتها لحد م دخلت للمدرسه ، يحسها بشر غير عن كل البشر .. غامضه بس شفافه ، رقيقه .. كتومه .. حزينه بس صابره .. يفهم عليها من عيونها ويقرأ أفكارها .. يرتاح لما يتواصل معها ، يقول لها كلام من كل قلبه بس يحس إنه م يكفي علشان يزول همها ويتمنى يسوي شي لها بس م بيده شي ..
خطرت بباله فكره و بدأ ينفذها بعد م أخذها من المدرسه كان يسولف و يمزح بس طبعا مياده في دائرة عالمها وتسبح في فضائها .
لمن أجتمع الكل على الغداء قال ماهر : وش رايكم نطلع في نهاية الأسبوع وناخذ شاليه و نضل فيه كم يوم نريح راسنا شوي .
فارس : في عقلك أنت ؟! وألا تستهبل ؟!
ماهر : نروح الخميس ونرجع السبت ، وش رايكم ؟ يعني الويكند week end .
رنا : واي ، أول مره أحسك تفكر .. من وين خطرت لك الروحه ؟
ناظر مياده وقال : أحيانا يمر الإنسان بفتره لازم ياخذ فيها off من كل شي .
جواهر : أووف منك وش قصدك بذا الأوف ؟!
ضحك ماهر وقال : يمه قصدي إجازه و وقت راحه من كل شي .
جواهر : خلاص ، يمه ي فارس ؟! فارس : لبيه يالغاليه ، امري .
جواهر : شف لنا شاليه زين نقضي فيه نهاية الإسبوع .
فارس : بس يمه أنا عندي شغل نهاية الإسبوع يعني تطلعون من دوني !.
ماهر : شغلك مشكلتك نحن قلنا off بس راسك يابس م تترك عنك ذا الشغل .
رنا : من جد إنك بايخ كل ذا شغل حشى لو إنك وزير المعارف !.
فارس بزعل : خلاص روحوا من دوني براحتكم .
كانوا يتهاوشون و م حسوا وإلا و مياده مو قاعده معاهم ، جواهر : يمه ي رنا روحي لمياده شوفي وش فيها شكلكم زعجتوها بالهواش اللي م له داعي .
رنا : أبشري يمه .. طلعت رنا ودقت الباب بس م سمعت لمياده أي صوت ، خافت و دخلت بسرعه للغرفه وإلا و مياده متصطحه على السرير و ضامه يدينها و تبكي بشكل يقطع القلب ، أول م شافتها قالت : بسم الله عليك ميمو وش صار لك تو كنتي بخير و م فيك شي !!
لفت مياده لرنا و ضمتها بقوه حست إنها تعصرها من قوة ضمتها فقالت و دمعتها تسيل على خدها : ي رووحي عليك ، ي ليت لو بيدي أسوي لك شي .. مياده وش فيك فضفضي لي ، قولي شي .
مياده وهي تنهت و صوتها متقطع : اه ، حاسه إني بأموت من هالوجع في صدري ، ماني قادره أتنفس .
رنا : بسم الله عليك لا تقولين كذا ..
مياده : ي رب ليش أنا .. ليش أنا ؟! - و م قدرت تكمل كلامها وضلت تبكي لحد م نامت هي ورنا .
في العصر كان ماهر مالل بقوه ويبغى أحد يسولف معاه توقع إن رنا ومياده قاعدين يسولفون لأنهم م نزلوا يشربون شاي بعد الغداء .. راح لحد غرفة مياده ، دق الباب ونادى : رنووش .. مياده - بس م أحد رد عليه فتح الباب بهدوء وشافهم ضامين بعض ونايمين بس م عليهم غطا ، قرب من السرير وغطاهم .. سمع مياده وهي تنهت مثل الأطفال .. قطعت قلبه وحس بإحساس غريب .. طلع من الغرفه وهو مثل اللي مات له أحد ، تذكر كل شي من لمن دخلت مياده على هذا البيت وهو مو عارف وش تعني له وبدا يحتار وكل يوم تزيد حيرته ويكبر إحساسه تجاهها لحد م عرف إنه يعشقها بمعنى الكلمه ..
م حست مياده على الوقت أول مره من سنين تنام هالنومه ، نومه متواصله و أرتاحت فيها بشكل عجيب ، نزلت من السرير و طالعت الساعه في جوالها لقت الساعه عشره بالليل م صدقت كيف أخذها الوقت وهي نايمه أخذت شال على كتفها و نزلت لقت الصاله فاضيه و المطبخ نظيف والكل نايم قلبت التلفزيون شوي بعدين طلعت للحديقه ، تمشت شوي وبعدين جلست على الكرسي اللي بوسط الحديقه ، سندت ظهرها وغمضت عيونها ومر ببالها الموقف اللي صار معها بالمدرسه والبنت المغروره اللي نرفزتها .. تهاني وهي تقول : بعض الناس من جد مساكين م ذاقوا طعم الحياه و خصوصا إنهم م عندهم بيت و عايشين مع أقاربهم على الأجر ي حرام .
تنرفزت مياده بقوه من كلامها وقالت : عايشين مع أقاربهم ومرتاحين أحسن م يكونون مع أهلهم و أهلهم م دروا عنهم ي حرام - وهي تقلد طريقتها .
تهاني : وش قصدك ب م دروا عنهم ؟!
مياده قصدي واضح بس عقلك على قدك وصعب تفهمين .. الواحد يطالع وضعه بعدين يطالع أوضاع الناس ..
والبنت سكتت وم عرفت ترد .. سمعت صوت وراها فتحت عيونها و ألتفت كان ماهر وهو يقول : وين سرحتي ؟ ممكن أجلس ؟ مياده : أكيد ، فكرت إن الكل نايمين .
ماهر : م جاني نوم و طليت من الشباك و شفتك جالسه قلت أجي أسولف معك .. كيفك ألحين ؟!
مياده : أنا بخير وش قصدك بألحين ؟! ماهر : بالظهر كنتي تبكين ووضعك مو طبيعي أبد .
مياده : لا .. م فيني شي .. بكيت أبي أرتاح . ماهر : و أرتحتي ؟!
أبتسمت مياده وهزت راسها بإيه وبعدها قالت : تصبح على خير - وقامت .
ماهر : وأنتي من أهل الخير - كان بباله يقول شي كان على طرف لسانه بس تراجع لأنه م يعرف وش راح تكون ردة فعلها و أصلا هي متضايقه .
قامت الصباح كانت مرتاحه ، إحساسها مختلف عن كل يوم قد مر عليها ، لبست المريول كالعاده و نزلت قصدها تحظر الفطور .. تفاجأتربماهر وهو يحط الشاي على الطاوله وقد جهز الفطور ، قالت وهي مندهشه : وش صاير في الدنيا !! أنت جهزت الفطور ؟! ماهر : يس yes إذا م عندك مانع أنا تطفلت على جوك .
مياده : الله يعطيك العافيه ، بس شكلك م نمت .
ماهر سحب لها الكرسي بإبتسامه : تفضلي . مياده : لا لا ، هذا كثير علي ، وش السالفه ؟
ماهر : يعني لازم يكون فيه شي علشان أدلعك و أهتم فيك !.
أستغربت مياده من كلام ماهر ناظرت فيه تبي تشوف ملامحه بس م فهمت شي من تعابير وجهه بعدين قالت : تدلعني ؟! غريبه ..
ماهر بإبتسامه : لا أبدا طول عمري أدلعك بس أنتي مو منتبهه للي حولك تذكرين لما ...
قاطع كلامه دخول فارس وقال : الله ! وش هالريحه الحلوه فيه شي غريب على الفطور ؟.
ماهر : إيه ، سويت متبل باذنجان .
فارس : وووو لحظه ، وش قصدك بسويت بالضبط ؟!
أبتسم ماهر لمن شاف تعابير وجه فارس المصدوم و قال : إيه أنا سويت الفطور ليش مستغرب ؟ .
ضحك فارس وقال : ليكون تبي تتزوج ترى م عندنا أولاد يتزوجون قبل أخوانهم الكبار .
ناظر ماهر لمياده وقال : تصدق !.. حطيت الفكره ببالي - و كملوا ضحكهم .. ومياده تناظر لماهر وهي شايفه إن نظراته و كلامه غريب م قدرت تفسرها ، دخلت رنا : ي سسلام صباح رايق أخيرا .
فارس : ألا وين أمي كأنها تصحى متأخر هاليومين ؟
رنا : إيه والله صح ، حتى أنا لاحظت هالشي !!.
مياده : رنا معليش تستعجلين أبي أروح المدرسه بدري اليوم وراي شغله لازم أنجزها .
رنا : لا حوول الله ، كأنكم أخذتوها حلا ، كلا يستعجلني وأنا المسكينه م خليتوني أفطر مثل الناس .
ماهر : خلاص كملي فطورك وأنا بأوصلك ي مياده .
شافت مياده إنه إذا وصلها راح تكون فرصه يكمل كلامه يمكن تفهم وش قصده بكل اللي صار واللي حيرها بقوه : أوكي بس بأطلع ألبس عبايتي وأجي .
*****************************************************
نهاية البارت
م راح أحلل اللي ينسبها لنفسه .. فهي جهد أكثر من سنه .. أخذت مني وقت وجهد محد يتوقعه .. راح أكتب تاريخ بداية كتابتي للروايه وتاريخ النهايه بعد م أخلص من تنزيل كل الأجزاء .. م راح ألتزم بموعد لتنزيل البارتات بس إذا لقيت تفاعل راح أكمل تنزيل البارتات وإذا م كان فيه تفاعل بأنزلها بمنتديات ثانيه وعلى العموم راح يكون لكم علم بكل شي بخصوص روايتي .. أتمنى لكم قراه ممتعه ..
* أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله*
* البارت الأول *. ١/١١ / ١٤٣٣ ه
كثير صعب الشعور بالوحده .. فقدان كل الأحبة في وقت واحد .. تحس نفسك غريب وضايع وتكبر فجوه في نفسك وتبدأ. هالفجوه تكبر مع مرور الوقت .. مهما سويت علشان تعزي نفسك بفقدانهم .. م راح ينفع شي .. م فيه أحد يقدر يحتل محل أحد في قلب إنسان مهما حاول م راح يقدر يعوض ولا يعزي الشخص اللي قدامه ..
كانت صغيره .. عمرها م يتجاوز ١٣ سنه .. كانت تشيل أخوها الصغير بين إيديها وهو ملطخ بالدم .. تصرخ وتنادي : ماما .. بابا .. رائد .. اسيا .. حتى اسيا خادمتهم كانت تنادي عليها .. م كانت مصدقه اللي صار ، فكرت نفسها بكابوس و قاعده تدعي إنها تصحى منه بس وعت هذي صرخة الواقع المؤلم .. وبعد ذاك الحادث صارت إنسان ثاني .. إنسان شبه ميت ، جواتها وجع صعب يختفي .. صعب ..
أنتبهت لخالتها وهي تكلمها : وش فيك ي بنتي وش صافنه فيه ؟!
" ما فيني شي ي خالتي "
جواهر " خالتها " : يا بنتي لا تضلين بروحك كذا ، ما قد شفتك قاعده مع البنات و تسولفين معهم مثل م هم يسوون ، أنا خايفه عليك ي بنتي ...
مياده : خالتي لا تخافين علي ، أنا م علي خلاف عن إذنك ي خالتي بأروح أذاكر شوي وراي إمتحان بكره .
مع إنها كانت تحب خالتها مره وعارفه إن خالتها تحبها وتخاف عليها حتى من الهوى إلا إن كلامها مع خالتها كان بحدود من بعد م ماتوا أهلها رفضت خالتها تتركها تروح عند عمانها و أصرت إن مياده تضل معها وتربيها ، بعد الحادث أنشغلت مياده بالدراسه و أشغال البيت تعبت من كثر م صاحت على أهلها صارت تشغل نفسها تبي تتعمق في كتاب الله و اياته و م تذكر صوت راكان و هو يصرخ وينهت قبل م يموت بين إيديها مع إنها م نست ولا و لا لحظه من ذاك الليل المشؤوم واللي أثر في نفسيتها كثير ..
دخلت غرفتها و لقت المكتوب على التسريحه كالعاده كل يوم جمعه تلقى ورقه مكتوبه بخط اليد في غرفتها و م تدري من مين و بدون م تفتحها ترميها في الزباله - وأنتوا بكرامه - لأنها ملت من الحكم اللي مكتوبه ، كل جمعه حكمه جديده .
قامت من النوم وصلت الفجر ولبست ملابسها المدرسه و أخذت شنطتها ونزلت حظرت الفطور و راحت دقت باب خالتها ورجعت جلست على الطاوله تنتظرهم يجون ..
بعد م أنتظرت شوي ، جاء فارس وقال : صباح الخير ، ليش مبكره ؟!
فارس يكون ولد خالتها أكبر منها بخمس سنين تقريبا .. مياده : وراي إمتحان وقمت بدري علشان أراجع ، صحيت ماهر يصلي ؟
فارس : شوي و يجي ، ألا وين أمي ؟!
مياده : تصلي .. وقامت تبي تطلع قال فارس : وين ؟ كملي فطورك .
مياده : بأشوف رنا وش تسوي ونجي نفطر كلنا سوى .
رنا توأم هي و فارس ومع إنها قريبه حيل من مياده إلا إن مياده م تفضفض لرنا باللي في قلبها إنسانه في قمة التحفظ م تبي يعرف أي أحد شعورها حتى أقرب صديقه رنا صديقتها الوحيده ، أما ماهر فهو أكبر من مياده بسنتين وترتاح بس تتكلم معاه تحس إنه يفهمها فورا حتى بدون م تتكلم وبطبيعة حياتها معهم في نفس البيت فما تتغطى عنهم ، عاشت معهم خمس سنوات فتره كافيه إنها تتعود عليهم ويتعودون عليها .
راحت مياده وفتحت الباب لقت رنا لسى نايمه قربت منها وهمست : رنا .. رنا يلا قومي وراك جامعه .
رنا بتثاوب : ياه ياهو حلم وشوله قومتيني ؟!
أبتسمت مياده وقالت : نايمه للحين و م كأن وراك جامعه يلا قوميني ي الكسوله .
رنا : مياده وش رايك تروحين معاي الجامعه بكره أبي أعرفك على صديقاتي متحمسين يتعرفون عليك .
توترت مياده وقالت : م أضن .. تعرفين الفتره ذي إمتحانات .
رنا : خلاص .. بسمحلك هالفتره أوكي !
نزلت رنا ومياده ولمن دخلوا غرفة الطعام كانوا الكل على الطاوله فارس وماهر وجواهر أمهم ، سلموا وجلسوا كان الكرسي اللي كان يجلس عليه ابوهم قبل يموت فاضي لأن جواهر م تسمح لأحد يجلس فيه .
رنا وهي تحاول تلطف الجو : غريبه للحين م أكلتوا خبري فيكم م تنتظرون أحد .
فارس و شكله مو رايق : مع مين بتروحين الجامعه ؟ أنا أرسلت السواق للخبر .
ماهر : الله !! ليه وش عندك هناك ؟!
فارس : أبيه يجيب شغله من عند واحد من الشباب م يكون المغرب إلا وهو هنا وأنا بأوصل رنا للجامعه في طريقي >> السواق هو اللي يوصل رنا للجامعه ومياده للمدرسه واللي بعيده شوي عن الجامعه << .
مياده : و أنا مين بيوصلني للمدرسه ؟!
ولمن كان فارس بيجاوب عليها قال ماهر : مو مشكله أنا بأوصلك . مياده : تمام .
فارس : يلا رنا أستعجلي وراي إجتماع مهم .
رنا : طيب ، بسم الله م مداني أفطر .. مشينا .
كملت مياده فطورها ولمن خلصت قالت : ماهر جايه وراك بس بجيب عبايتي من فوق .
لمن ركبت السياره و سلمت حرك ماهر وفي الطريق : متى تطلعين من المدرسه ؟!
مياده : أضن الساعه وحده بس تطلع من جامعتك مرني .
ماهر وهو يضحك : تذكرين لمن كنا بالمتوسط .. كنت بالموت أسمع صوتك .. م كنتي تتكلمين أما ألحين فالحمدلله تحسنتي .
جاء في بالها أول يوم داومت المدرسه وكيف كانت أمها طايره من الفرحه ببنتها الوحيده اللي كبرت وصارت تدرس وهي توصيها تنتبه لنفسها وتاكل كل فطورها و م تبقي منه شي ، نزلت دمعتها بدون م تحس وتنهدت بعمق وقالت : اه لا تذكرني في ذيك الأيام .
ماهر : مياده ، م فيه لزوم إنك تنسين أهلك علشان تكونين مبسوطه .. كل م حاولتي تمحين صورهم من بالك راح تتعلق صورهم أكثر .. تذكري أيامك الحلوه معاهم واللحظات اللي م تنسى ..
سكتت مياده وهي تصغي لكل كلمه قالها ماهر كأنه يحاول يخليها تفضفض له واللي خلاها تتأكد لمن قال : أحسن شي إنك تفضفضين باللي في قلبك لا تكتمين أنفاسك وتحتفضين بها لنفسك تكلمي ترى والله بتحسين براحه في الكلام .
رغم إن مياده صارت في ١٨ من عمرها إلا إنها م تعرف تعبر ، م تعرف تتكلم زي الباقين باللي في قلبها ولا تشكي لأي بشر كان .
وقف عند مدرستها ونزلت وهو يراقب خطواتها لحد م دخلت للمدرسه ، يحسها بشر غير عن كل البشر .. غامضه بس شفافه ، رقيقه .. كتومه .. حزينه بس صابره .. يفهم عليها من عيونها ويقرأ أفكارها .. يرتاح لما يتواصل معها ، يقول لها كلام من كل قلبه بس يحس إنه م يكفي علشان يزول همها ويتمنى يسوي شي لها بس م بيده شي ..
خطرت بباله فكره و بدأ ينفذها بعد م أخذها من المدرسه كان يسولف و يمزح بس طبعا مياده في دائرة عالمها وتسبح في فضائها .
لمن أجتمع الكل على الغداء قال ماهر : وش رايكم نطلع في نهاية الأسبوع وناخذ شاليه و نضل فيه كم يوم نريح راسنا شوي .
فارس : في عقلك أنت ؟! وألا تستهبل ؟!
ماهر : نروح الخميس ونرجع السبت ، وش رايكم ؟ يعني الويكند week end .
رنا : واي ، أول مره أحسك تفكر .. من وين خطرت لك الروحه ؟
ناظر مياده وقال : أحيانا يمر الإنسان بفتره لازم ياخذ فيها off من كل شي .
جواهر : أووف منك وش قصدك بذا الأوف ؟!
ضحك ماهر وقال : يمه قصدي إجازه و وقت راحه من كل شي .
جواهر : خلاص ، يمه ي فارس ؟! فارس : لبيه يالغاليه ، امري .
جواهر : شف لنا شاليه زين نقضي فيه نهاية الإسبوع .
فارس : بس يمه أنا عندي شغل نهاية الإسبوع يعني تطلعون من دوني !.
ماهر : شغلك مشكلتك نحن قلنا off بس راسك يابس م تترك عنك ذا الشغل .
رنا : من جد إنك بايخ كل ذا شغل حشى لو إنك وزير المعارف !.
فارس بزعل : خلاص روحوا من دوني براحتكم .
كانوا يتهاوشون و م حسوا وإلا و مياده مو قاعده معاهم ، جواهر : يمه ي رنا روحي لمياده شوفي وش فيها شكلكم زعجتوها بالهواش اللي م له داعي .
رنا : أبشري يمه .. طلعت رنا ودقت الباب بس م سمعت لمياده أي صوت ، خافت و دخلت بسرعه للغرفه وإلا و مياده متصطحه على السرير و ضامه يدينها و تبكي بشكل يقطع القلب ، أول م شافتها قالت : بسم الله عليك ميمو وش صار لك تو كنتي بخير و م فيك شي !!
لفت مياده لرنا و ضمتها بقوه حست إنها تعصرها من قوة ضمتها فقالت و دمعتها تسيل على خدها : ي رووحي عليك ، ي ليت لو بيدي أسوي لك شي .. مياده وش فيك فضفضي لي ، قولي شي .
مياده وهي تنهت و صوتها متقطع : اه ، حاسه إني بأموت من هالوجع في صدري ، ماني قادره أتنفس .
رنا : بسم الله عليك لا تقولين كذا ..
مياده : ي رب ليش أنا .. ليش أنا ؟! - و م قدرت تكمل كلامها وضلت تبكي لحد م نامت هي ورنا .
في العصر كان ماهر مالل بقوه ويبغى أحد يسولف معاه توقع إن رنا ومياده قاعدين يسولفون لأنهم م نزلوا يشربون شاي بعد الغداء .. راح لحد غرفة مياده ، دق الباب ونادى : رنووش .. مياده - بس م أحد رد عليه فتح الباب بهدوء وشافهم ضامين بعض ونايمين بس م عليهم غطا ، قرب من السرير وغطاهم .. سمع مياده وهي تنهت مثل الأطفال .. قطعت قلبه وحس بإحساس غريب .. طلع من الغرفه وهو مثل اللي مات له أحد ، تذكر كل شي من لمن دخلت مياده على هذا البيت وهو مو عارف وش تعني له وبدا يحتار وكل يوم تزيد حيرته ويكبر إحساسه تجاهها لحد م عرف إنه يعشقها بمعنى الكلمه ..
م حست مياده على الوقت أول مره من سنين تنام هالنومه ، نومه متواصله و أرتاحت فيها بشكل عجيب ، نزلت من السرير و طالعت الساعه في جوالها لقت الساعه عشره بالليل م صدقت كيف أخذها الوقت وهي نايمه أخذت شال على كتفها و نزلت لقت الصاله فاضيه و المطبخ نظيف والكل نايم قلبت التلفزيون شوي بعدين طلعت للحديقه ، تمشت شوي وبعدين جلست على الكرسي اللي بوسط الحديقه ، سندت ظهرها وغمضت عيونها ومر ببالها الموقف اللي صار معها بالمدرسه والبنت المغروره اللي نرفزتها .. تهاني وهي تقول : بعض الناس من جد مساكين م ذاقوا طعم الحياه و خصوصا إنهم م عندهم بيت و عايشين مع أقاربهم على الأجر ي حرام .
تنرفزت مياده بقوه من كلامها وقالت : عايشين مع أقاربهم ومرتاحين أحسن م يكونون مع أهلهم و أهلهم م دروا عنهم ي حرام - وهي تقلد طريقتها .
تهاني : وش قصدك ب م دروا عنهم ؟!
مياده قصدي واضح بس عقلك على قدك وصعب تفهمين .. الواحد يطالع وضعه بعدين يطالع أوضاع الناس ..
والبنت سكتت وم عرفت ترد .. سمعت صوت وراها فتحت عيونها و ألتفت كان ماهر وهو يقول : وين سرحتي ؟ ممكن أجلس ؟ مياده : أكيد ، فكرت إن الكل نايمين .
ماهر : م جاني نوم و طليت من الشباك و شفتك جالسه قلت أجي أسولف معك .. كيفك ألحين ؟!
مياده : أنا بخير وش قصدك بألحين ؟! ماهر : بالظهر كنتي تبكين ووضعك مو طبيعي أبد .
مياده : لا .. م فيني شي .. بكيت أبي أرتاح . ماهر : و أرتحتي ؟!
أبتسمت مياده وهزت راسها بإيه وبعدها قالت : تصبح على خير - وقامت .
ماهر : وأنتي من أهل الخير - كان بباله يقول شي كان على طرف لسانه بس تراجع لأنه م يعرف وش راح تكون ردة فعلها و أصلا هي متضايقه .
قامت الصباح كانت مرتاحه ، إحساسها مختلف عن كل يوم قد مر عليها ، لبست المريول كالعاده و نزلت قصدها تحظر الفطور .. تفاجأتربماهر وهو يحط الشاي على الطاوله وقد جهز الفطور ، قالت وهي مندهشه : وش صاير في الدنيا !! أنت جهزت الفطور ؟! ماهر : يس yes إذا م عندك مانع أنا تطفلت على جوك .
مياده : الله يعطيك العافيه ، بس شكلك م نمت .
ماهر سحب لها الكرسي بإبتسامه : تفضلي . مياده : لا لا ، هذا كثير علي ، وش السالفه ؟
ماهر : يعني لازم يكون فيه شي علشان أدلعك و أهتم فيك !.
أستغربت مياده من كلام ماهر ناظرت فيه تبي تشوف ملامحه بس م فهمت شي من تعابير وجهه بعدين قالت : تدلعني ؟! غريبه ..
ماهر بإبتسامه : لا أبدا طول عمري أدلعك بس أنتي مو منتبهه للي حولك تذكرين لما ...
قاطع كلامه دخول فارس وقال : الله ! وش هالريحه الحلوه فيه شي غريب على الفطور ؟.
ماهر : إيه ، سويت متبل باذنجان .
فارس : وووو لحظه ، وش قصدك بسويت بالضبط ؟!
أبتسم ماهر لمن شاف تعابير وجه فارس المصدوم و قال : إيه أنا سويت الفطور ليش مستغرب ؟ .
ضحك فارس وقال : ليكون تبي تتزوج ترى م عندنا أولاد يتزوجون قبل أخوانهم الكبار .
ناظر ماهر لمياده وقال : تصدق !.. حطيت الفكره ببالي - و كملوا ضحكهم .. ومياده تناظر لماهر وهي شايفه إن نظراته و كلامه غريب م قدرت تفسرها ، دخلت رنا : ي سسلام صباح رايق أخيرا .
فارس : ألا وين أمي كأنها تصحى متأخر هاليومين ؟
رنا : إيه والله صح ، حتى أنا لاحظت هالشي !!.
مياده : رنا معليش تستعجلين أبي أروح المدرسه بدري اليوم وراي شغله لازم أنجزها .
رنا : لا حوول الله ، كأنكم أخذتوها حلا ، كلا يستعجلني وأنا المسكينه م خليتوني أفطر مثل الناس .
ماهر : خلاص كملي فطورك وأنا بأوصلك ي مياده .
شافت مياده إنه إذا وصلها راح تكون فرصه يكمل كلامه يمكن تفهم وش قصده بكل اللي صار واللي حيرها بقوه : أوكي بس بأطلع ألبس عبايتي وأجي .
*****************************************************
نهاية البارت
تعليق