سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #81
    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    الجزء السادس
    الفصل الثاني ‎‎‎‎



    /
    \
    /
    \



    { ... يافاتنة .. !
    ما بال احلامك تهوي بك نحو سرادق الأحزان .. ؟
    وما بال عيناك تحكي تفاصيل الحرمان ,,
    ورجفة يداك تصور اخر لحظات الوداع .. ؟

    قولي لهم ..
    سينتهي العصر القديم بأوجعه ..
    ستحلق طيور الحلم نحو بلاد الأفراح ..
    سأمضي معه وبه وله .. وسأكون ملكته المتوجة
    بكل فخر على عرش قلبه ..

    قولي لهم ..
    سنلتقي يوما على مرافيء السعادة ..
    ستجمعنا الأقدار مرة تلو الأخرى ..
    وسأبقى انا ..
    كما انا تلك البريئة الطاهرة العفيفة ..
    وحتى ذلك الحين .. احتفظوا لي بين
    اضلعكم دعوات صادقة .. وذكرى جميلة .. !



    من بين كل اللي حوله وكل اللي ينقال واصوات التبريكات .. كان جاي هاللحظة
    يبي يشوفها اول مارفع نظره لها خفق قلبه بشده .. وتسارعت نبضات قلبه بشكل
    جنوني ماقدر يشيل عيونه عنها .. ابهرته ملامحها ونعومتها .. ركز نظره عليها
    ونسى كل اللي يدور حوله .. كان يسمع تبريكاتهم بس عيونه كانت عليها رغم انها
    ماكانت تناظره ولا رفعت عينها له .. كانت فاتنة الى حد صارخ .. ملامحها عربية
    اصيلة يكسوها الحزن مهما حاولت تخفيه بابتسامتها الخفيفة .. التفت على طول
    يدور لمياء شافها واقف تأشر له بيدها فهم انها تبيه يمسك يد نورة .. كان يحس
    بارتباك فظيع لاول مرة يحسه .. مد يده وشبكها في ايدينها .. كانت باردة كالثلج
    وحس برجفتها اول مامسكها .. : مبروك يانورة ..
    لفت وجهها بحيا تدور امها وخواتها .. وجات عينها بعين راكان .. كان مبتسم لها
    لمح في عيونها نظرة استنجاد .. يعرفها اخته خجولة جدا تستحي حتى من الحريم
    اللي ماتعرفهم .. شلون وهي الحين تمسك يد رجال ماعمرها شافته ولا تعرفه ..
    ظل يسترق لها نظراته بين فترة وفترة .. قرب منها سلمان اللي جا يركض وهو
    فرحان ان اخته عروس .. ومو داري انها الليلة بتودعه .. جلسو على الكراسي
    اللي حطو لهم بهالمكان .. كانت تطالع بكل شي الا هو .. واشغلت نفسها بسلمان
    اللي يناظر فستانها وخيوط التطريز اللي فيه بانبهار .. اشر راكان لخواته يطلعون
    وطلع هو بعد واخذ سلمان معاه .. وبهالوقت خذو ام طلال وخواته راحتهم معاه
    كانو يباركون له بهالمناسبة .. ويرد عليهم برسمية .. ارهفت سمعها له ولكلامه
    حست انه انسان ثقيل وراكز .. من بين الكل كانت لمياء مستانسة .. تحس انها
    اعجبته .. ماقدر يخفي نظرته لها ولو انه حاول يكون جامد قدامهم .. بس كانت
    تشوف شلون يستغل اي غفلة منهم او كلام عشان يناظرها ,, باركو لها وطلعو
    سلمت امها عليها وقبل تطلع مسكت يدها .. كان ودها تصيح تبيها تقعد معاها ..
    همست لها في اذنها تهديها : نورة الله يهداتس تراه رجلتس وبعد شوي بتروحين
    معه بروح اشوف ضيوفي لاتفضحيني معهم .. استسلمت لها وفكت يدها اول
    ما التفت لها شاف حركة صدرها اللي قاعد يطلع وينزل بسرعة .. رحم وضعها
    وحاول انه يسولف معاها شوي يضيع ارتباكه وارتباكها وخجلها .. : شلونك ؟
    قدر بصعوبة انه يسمع تمتماتها .. : بخير ..
    صوتها وشكلها ابدا ماتخيلها بهالشكل .. قالت له لمياء انها كبيرة .. وهالشي هو
    كان يظنه بس شكلها مو علي عمرها .. اللي يشوفها يعطيها عمر ببدايات العشرين
    كانت نحيفة شوي .. وطولها متوسط امام طول طلال .. مكياجها كان ناعم والكحل
    اعطى لعيونها سحر خاص اشغلت كل تفكيره وتجرد من اي تفكير في الماضي
    هو يدري انه مانسى ماضيه ابد .. بس هو قرر ولازم يكون قد قراره ومستحيل
    يظلم نفسه او يظلمها معاه .. اما الحب مازال مشروع مؤجل بالنسبة له ..
    بمكان اخر وبين المعازيم جلست رسيل تناظرهم باستغراب كان اغلب هالحريم
    لابسين براقعهم رغم ان كل اللي حولهم حريم ماكانت منسجمة ابد مع هالاجواء
    حتى لبسها هي وسما اللي كان مصدر انتقاد اهل الديرة .. لانهم يشوفون انه مو
    لبسنا ابد .. وحتى صوت الطق والاغاني الشعبية ماراقت لها .. كانت مستغربة
    وناسة امها اللي نست كل شي بوقتها وكانت تعيش احساس ام العريس .. وسما
    اللي كل ماقعدت معاها شوي قامت مع موضي وسارة يضيفون الحريم ..
    جات وقعدت جنبها وهي تضحك : ريسو وش مزهقتس ؟ ههههههههههههههه
    ياحلو لهجتهم ياناس ..
    التفتت عليها وكشت على وجهها : بزر محد يشره عليك اصلا ..
    طقتها على يدها وهي تضحك : اقسم بالله انهم فلة موضي هذي مجنونة ماخذه
    الدنيا سعة صدر .. انا يوم شفت بيتهم قلت هذول ماتوقف دموعهم ..
    حركت اصبعها بمعنى اخلصي علي : ايه ايه وش بعد ؟ ممكن توفرين سوالفك
    لا رجعنا ترى راسي مصدع من هالطق ومن صجة بزرانهم ..
    قربت من اذنها : ريسوو تتوقعين وش يسولفون الحين ؟
    ابتسمت غصب عنها : ماتعرفين اخوك يعني ماعنده سالفة .. اذا ماكان يهددها
    ويعطيها اوامر بداية حياتهم الزوجية ولا ما اكون رسيل على بالك يعني يعرف
    للرومانسية وسوالف الحب والغزل ؟
    كتمت ضحكتها وهي تناظر موضي من بعيد : لا ادري فيه بس كنت ابي اعرف
    هالانسان اللي مابحياته قال سالفة شلون الحين يسولف معاها ..
    ضحكو ثنتينهم وكل وحدة فيهم تقول شي متوقعته .. واستمرو بحشهم في اخوهم ..
    وهم متوقعين انه نورة الحين قاعدة تندب حظها اللي رماها على هالانسان الجامد ..



    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      #82
      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \


      بنفس المكان كانت تحس بضيقة كبيرة بصدرها من شافتها .. من بدا العرس وهي
      قاعدة مع نورة .. ماتبي تشوف بيت خالها ولا زوجته .. ويوم اضطرت تطلع
      عشان تقعد نورة مع طلال حست نفسها مخنوقة تبتسم وهي بداخلها غصة كبيرة
      وجودها .. نظراتها اللي مسلطتها عليها .. ابتسامتها اللي حست فيها سخرية كل
      شي كان قاتل بالنسبة لها قاومت كل احساس للحنين انها تشوفه .. مجرد شوفتها
      لزوجته عمقت جراحها اكثر .. وجسدت صورة خيانته بوضوح .. تمنت بهاللحظة
      تكون نورة معاها هي اللي تفهمها .. هي اللي لاشافتها بعدت عنهم وراحت لحالها
      جاتها تواسيها موضي رغم طيبتها الا انها ماخذه الدنيا وناسة وماتهتم لهالتفاصيل
      وتشوف من تعلقها بماضيها ضياع عقل .. وحصة ومنيرة بعدهم صغار .. كانت
      تخفي مواجعها خلف ابتسامتها المزيفة .. وداع نورة وجروح سعد وشوفة زوجته
      تجمعت عليها وانهكتها .. جلست جنبها موضي بكل دفاشة : الحقي علي ياشيخة
      هالصندل كسر رجليه .. وربي احس اني شوي واتكرفس قدام الله وخلقه .. مدري
      شلون يلبسونه ياوجه الله لو البس مثل اللي لابسته اخته المغرورة والله اني لاغرز
      متساني .. " التفتت عليها شافتها غارقة في تفكيرها " هيه انتي تراه عرس النوري
      لاتقلبينه نكد عشان هالرخمة اللي رجع عساه يروح ولا عاد نشوفه ..
      التفتت عليها معصبة : وانتي وش عليتس انا اللي بتنكد ولا انتي .. ولا تدعين عليه
      تراه ولد خالتس ..
      هزت كتوفها وهي تزم شفايفها : تخلخلت حنوتسه .. مالت عليه هو وولده غايب
      هالسنين كلها وجاي الحين مسوي ان عنده خوات ياشيخ طير انت تعرف الاخوة
      خوى راسك يابعيد ..
      ضحكت على شكلها وهي معصبة : والله انتس عجيز بدو .. قومي ارقصي بس
      استانست انها شافت شيخة تضحك : ايه اضحكي ولا عليتس فيه ولا عليتس في
      مرته الحضرية وربي انها حومة تسبد هي وخلاقينها اللي مشققة من كل متسان
      ليت من يسترها ..
      قبصتها في فخذها : اسكتي الله يقلعتس كليتي لحوم خلق الله .. لعنبو ابليستس من
      بقى ماحشيتيه ..
      شافو امهم تأشر لهم يجونها وقامو ثنتينهم لها .. قالت لهم يروحون معاها يودعون
      نورة اللي بتمشي الحين مع زوجها واهله .. ومن قالت هالكلمة بدت الدموع تسيل
      كان الوداع محزن الى حد كبير .. ودعوها اهلها وخواتها وبنات عمها وخالتها ..
      كل اللي يقربون لها من قريب او بعيد بكو على فراقها .. حبت راس امها ويدها
      وضمتها بقوة : يمه تكفين ادعي لي ..
      مسحت دموعها بطرف شيلتها : الله يوفدزتس ويسخر لتس رجلتس وييسر لتس
      كل امورتس يابنيتي .. انتبهي لنفستس ولبيتس .. ولا تسمعين لاحد اي شي عن
      رجلتس .. وبابتس لاقفلتيه خلي سرتس دونه ولا تطلعينه لاحد ترى يدور الزمن
      ويفضحون سرتس ومحد نافعتس وصوني رجلتس وراعيه ولاتقصرين بحقوقه
      واسعي لرضاه عسى الله يرضى عليتس دنيا واخرة ..
      هزت راسها لامها وهي تصيح .. ماكانت قادرة تتكلم او حتى تقول شي وهي
      تشوف هالوجيه اللي تعودت عليها يودعونها هالوداع الأليم .. قربت منها شيخة
      وضمتها .. كانت تحس باظافرها تنغرز بظهرها وهي تلمها بقوة .. : النوري
      لاتخليني تكفين وربي ضايقة فيني .. شلون انوم الليلة ومنتي بجنبي .. ولحافنا
      واحد ..
      قربت فمها من اذنها وتكلمت من بين دموعها : تراه مايستاهلتس .. تكفين مابي
      اروح وانا دارية انه حارق قليبتس .. طمنيني طلبتس ..
      بعدتها امها عنها يوم حست صوت صياح نورة زاد .. بس نورة رجعت سحبتها لها
      وكملت كلامها : بيجيتس نصيبتس ان شاء الله .. واحسن منه بعد خليه مادامه راح
      لنصيبه ..
      مسكت موضي يد شيخة وقربت من نورة تضمها : ياويل قلبي يالنوري مدري
      شلون نعيش وانتي منتي بحولنا .. اثاريتس صدز بتروحين ..
      ضحكت من بين دموعها : ايه توتس تدرين وتراتس انتي بعد لاحقتني .. موضي
      تكفين خلتس مع شيخة لا يضيق خلقها على هالردي اللي رجع وزود همومها ..
      استمر وداعهم وقت طويل .. كانو اهل طلال يناظرونهم بتعجب .. كل هالدموع
      وكم المحبة لنورة معناها انها انسانة عظيمة بينهم كان وداع مؤثر نزلت دموعهم
      غصب وهم يشوفونهم .. صوت عليهم راكان يبي نورة تطلع .. راحت لها شيخة
      لبستها عباتها وغطتها .. رجعت مرة ثانية سلمت على امها وخالتها ومشت .. من
      طلعت شافت راكان مسكت يده وضغطت عليها : ابي اسلم على ابوي ..
      قرب منها اكثر : ابوي عند الرياجيل شلون تروحين له ؟
      هزت راسها باعتراض : والله ما اطلع من الديرة وانا ما استسمحت منه .. ترى
      عمري ماراددته الا على هالعرس .. مابي اروح الا وهو راضي علي ..
      تكلم بعد تفكير : اجل اركبي مع رجلتس وانا بروح اجيب ابوي بموتر مشاري
      سحبت يده قبل يروح : والله ما اركب معه بلحالي ..
      ضحك عليها بصوت عالي : هماتس بتروحين معه للرياض ؟
      نزلت راسها بخجل وخوف .. وماعرفت وش ترد .. وناظر في طلال اللي واقف
      ينتظرهم ولا هو داري وش قاعدين يقولون : اصبري بعلمه واجي لتس .. ثواني
      وجاها قربها من سيارة طلال كان واقف ينتظرها عند الباب ارتجف كل جسدها
      من هالموقف .. راح تروح هي وياه مشوار طويل حول ال 3 ساعات لحالهم هي
      بالدقايق اللي قعدتهم معاه تمنت الارض تنشق وتبلعها من الموقف اللي انحطت
      فيه .. كان فاتح لها الباب .. مدت يدها تبي تسند نفسها على راكان .. شافته هو
      واقف جنبها .. نزلت يدها بسرعة بس هو ساعدها عشان تركب .. التفتت حولها
      وشافت راكان راكب سيارة مشاري وسابقهم .. حست بخوف فظيع اول ماركبت
      وتسارع تنفسها .. سكر الباب وراح من الجهة الثانية وركب مكانه.. التفتت على
      الجهة الثانية على طول .. وصارت تناظر بعقد اللمبات اللي موصل بين الخيمة
      وبيتهم .. مر وقت طويل قبل ماتشوف راكان جاي يفتح باب السيارة من جهتها
      مسكت يده ونزلت معاه .. ودنقت تحب راس ابوها اللي قاعد بسيارة مشاري ..
      كان واقف يناظرها وهي تحب راس ابوها ويدينه وتطلبه يرضى عليها .. هو
      يوصيها على نفسها وعلى زوجها وهي توصيه على نفسه وامها وخواتها وبنات
      عمها .. سمع صوتها كله حزن .. ورق قلبه لها حس انها تمتلك قلب حنون يمكن
      مع الايام يكتشفه .. جاته تمشي مع راكان ورجعت ركبت معاه وعينها على ابوها
      وراكان سكر عليها الباب وعلى طول تحرك راجع للرياض سمع صوت شهقاتها
      اللي كانت تحاول تكتمها .. ماحب انه يكلمها او يقول لها شي تركها تودع ديرتها
      بكل راحة .. سحب علبة المناديل ومدها لها .. : نورة ..
      التفتت له والتقت عيونهم لثواني .. كانت عيونها مليانة دموع لكنها ساحرة نزلت
      عيونها على طول وخذت لها منديل .. ورجعت تناظر بالجهة الثانية ..
      رياض هالمرة رجع مع احمد وابو سلطان بسيارة احمد .. اما سلطان رجعو معاه
      خواته والكوافيرات اللي جابوهم بسيارة ابوه اليوكن .. وبيت ابو طلال بسيارتهم ..



      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        #83
        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \


        كان الطريق موحش بالنسبة لها ..نسجت كل قصص الرحيل باتقان ومارست ذرف
        الدموع بغزارة على وداع الاطلال .. صارعت احاسيس مختلفة وهي تودع هالمكان
        احساس الفراق القاتل لقلوب احبتها بجنون وبادلوها المحبة .. واحساس الفقد لمكان
        حفظت كل طرقاته وازقته ومزارعه .. واحساس الخوف من تجربة ما ارادت ان
        تخوضها من البداية .. تسائلت بداخلها اي قلب يحمل هالانسان وهو يشوفها تصيح
        على فراق اهلها ومافكر حتى يقول كلمة يواسيها .. طريق لاول مرة تسلكه ولاول
        مرة تكون خارج اسوار ديرتها الصغيرة .. تمنت تغمض عينها وتفتحها وتلقى كل
        شي كان حلم غبي والحقيقة انها مازالت بينهم .. اول مادخلت الرياض حست بدهشة
        كبيرة .. شي ماكانت ابد تشوفه ادهشتها مبانيها وانوارها وشوارعها .. وسياراتها
        رغم ان الوقت كان متأخر الا انها شافت عالم اخر غير اللي تعودت تشوفه .. نزلت
        عينها ماتبيه يضحك عليها وهي تتلفت تبي تشوف كل شي .. " مردتس تشوفين كل
        شي بوقته " رددتها بداخلها وهي تفرك يدينها بارتباك .. لاحظ حركتها وعرف انها
        تحاول تقاوم خوفها .. مالامها ابد على موقفها هو يحس بارتباك من انفراده فيها
        شلون هي اللي ماتعودت على الاختلاط بناس كثير .. ومجتمعها اللي نشئت فيه كان
        صغير ومحدود .. وصلو الفندق ماكانت تدري وش اللي وقفو عنده ولا هي فاهمة
        شي اصلا بس فضلت الصمت تبي تعرف كل شي من نفسها ولا انها تترك فرصة
        لاحد انه يضحك عليها .. اول ماركبو اللفت وتحركو حست بدوار وتمسكت فيه بكل
        قوتها لف يده على كتفها وقربها له .. وصلو جناحهم ورفعت راسها تناظر كل شي
        حولها .. ناظرت الجناح وفخامته شي ابد ماكان يخطر على بالها ولا حتي في اكثر
        احلامها تمرد .. كان ماسك شنطة ادوات مكياجها وعطورها اللي حطتهم لمياء معاه
        بالسيارة ..
        شافها واقفة سحبها من يدها وسكر الباب .. ودخل للغرفة على طول شاف الشنطة
        اللي قال للسواق يوصلها لجناحهم موجودة اغراض له ولها لهاليومين اللي بيقضونها
        بهالفندق .. اخذ اغراضه ودخل بعدها يتسبح ..
        وقفت مكانها عند الباب محتارة " ياربي هذا وين راح ؟ اروح وراه ولا اقعد بذا
        الغرفة .. ؟ " وبعد تفكير قررت تجلس لحد ما يجيها نزلت طرحتها على كتوفها ..
        وقعدت بعباتها .. مررت يدينها على خدها ولمست بقايا دموعها .. تلفتت حولها
        وشافت مراية عند المدخل راحت لها وناظرت شكلها .. تفاجأت من منظر الكحل
        السائل على خدودها .. دورت الشنطة وشافتها عند الباب راحت لها تبي اي شي
        تخفي فيه اثار الدموع اللي شوهت وجهها .. وبدت تمسحها شوي .. ماكانت تبي
        تصيح اكثر .. تعبت وهي من قبل العرس وطول الطريق تصيح .. " يارب فرج
        عني هالضيق اللي احسه " خذها تفكيرها لهم وقاومت دموعها لاتنزل .. غمضت
        عيونها بقوة وسحبت نفس عميق من الداخل وزفرته ببطء .. فتحت عيونها وشافت
        انعكاس صورته وراها .. كان يناظرها .. نزلت عينها على طول : ادخلي الغرفة
        خذي الاغراض اللي تبينهم .. والحمام ( تكرمون ) بداخل الغرفة انا ابي انام الى
        وقت صلاة الفجر .. وقعد في الصالة ينتظرها تدخل الغرفة حست وقتها انها ودها
        تذبحه هي ماقدرت ترفع عينها وتناظره .. ولا قدرت حتى ترد عليه اذا كلمها الا
        بصعوبة .. يبيها تمشي هالخطوات كلها وهو قاعد يناظرها ..اشغلت تفكيرها بكل
        شي الا هو ومشت .. واول مادخلت الغرفة زفرت كل انفاسها اللي كتمتها بلحظتها
        فتحت الشنطة وشافت الاغراض .. من قلب شكرت لمياء انها ما احرجتها باللي
        اختارتهم لها .. كانو كل القميصين طوال .. لكن اختارت استرهم وقعدت مكانها
        على الارض تشوف كل شي قدامها .. تمنت كل البنات معاها ويكتشفون كل شي
        مع بعض .. ويعلقون تمنت موضي تكون موجودة عشان تضحك وهي تعلق على
        كل صغيرة وكبيرة قدامها غطت فمها تخفي ضحكتها وهي تتخيل نظرات عيونهم
        المتفاجأة لو يشوفون اللي تشوفه .. تخيلت موضي يوم بتصير بمكانها هل راح
        تخفي انفعالاتها ولا بتكون كالعادة مفضوحة بكل تعابير وجهها وكلامها اللي تقوله
        ببراءة بدون ماتحسب له اوقات حساب وراكان تمنت ربي ييسر له اموره ويتخرج
        ويتزوج هيا .. ويعيشها الحياة اللي تتمناها ..
        دخل وشافها ماسكة قميصها الاوف وايت وغرقانة في افكارها .. كان مقهور منها
        طول الوقت ساكتة وسرحانة .. ماحس لوجوده اي اهمية .. حتى يوم يكلمها ماترد
        عليه .. تمدد على السرير وتغطى .. فزت من سرحانها يوم انتبهت له .. وحست
        باحراج شديد .. كان مرهق ومو قادر يقاوم النوم اكثر : هذا هو الحمام ورجاء
        بدون ازعاج تعبان وابي ارتاح شوي .. رجع بعدها قلب على جنبه الثاني وتغطى ..
        قامت على طول بدون تفكير ودخلت تتسبح بدلت ولبست القميص والروب جففت
        شعرها الاسود الطويل شوي وفتحت الباب بكل هدوء مشت على اطراف اصابعها
        وطلعت لصالة الجناح ..
        ماكان قادر ينام .. ذبحه التفكير بحياته رغم انه مرهق كثير من هاليوم الحافل ومن
        مشوار الطريق بروحته ورجعته .. شافها وهي طالعة مبين عليها خايفة .. ضحك
        بداخله على برائتها وحياها .. كان يدري انها مستحيل تجيه ومن سمع صوت الباب
        تسكر تأكدت شكوكه ..
        قعدت على نفس الصوفا اللي كانت قاعدة عليها بالاول .. سحبت المخدة وحطتها
        تحت راسها وتغطت بعباتها وغمضت عيونها .. ما استغرقت وقت طويل حتى
        تنام .. هي عمرها ماتعودت تقعد الى هالوقت ابد .. الساعة 11 بالنسبة لها سهر
        كيف الحين والساعة جاوزت ال 3 ونص ..
        صحى من نومه الساعة 8 وهو مايدري شلون فاتته صلاة الفجر .. قام على طول
        توضا وصلى وطلع للصالة شافها مستغرقة في النوم قرب منها يصحيها واستوقفته
        ملامحها نعومتها وشعرها الطويل المتناثر على وجهها غمض عيونه وسحب نفس
        عميق وهو يقاوم كل احاسيسه بهاللحظة ومسك كتفها يصحيها : نورة ..
        همهمت وقطبت على طول .. ضحك بداخله عليها " وربي لو تدري انه انا لتقوم
        متروعة " .. رجع يهزها بخفة وهو ينادي باسمها .. فتحت عيونها بتعب وشافته
        قاعد على ركبته ويده على كتفها .. رجعت غمضت عينها على طول ..
        قام واقف مايبي يحرجها اكثر : قومي صلي الساعة 8 راح عليك وقت الفجر ..
        وطلع من الجناح والفندق كله .. تاركها لوحدها ماتدري وين راح او متى بيرجع..



        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #84
          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \


          بايدها ساندويتش جبن وهي تناظر التلفزيون .. التفتت على امها .. : يمه كتبي
          وملازمي كلهم ببيتنا .. شلون الحين بدرس واختباراتي اللي راحو علي شلون
          اعيدهم " وبعد تفكير " ولا اعتذر عن هالترم كله وارتاح ..
          التفتت عليها بعصبية : وش قلتي ؟ كل شي تبينه نروح وناخذه لتس ودراستس
          بتكملينه .. واذا على غيابتس يزيد يسوي لتس عذر من المستشفى ..
          قاطعتها على طول : ومن يوديني ؟ ولا تقولين يزيد لانه مو سواق عندنا وبعد لا
          تقولين لي مع رسيل .. لانك تدرين وشلون بيتهم بعيد عنا ومستحيل اخليها تطق
          هالمشوار كله عشاني ..
          قامت رايحة للمطبخ وهي تقول لها : كل شي ندبره .. اخوتس بيزين كل اموركم
          اصبري انتي الصبر زين ..
          سحبت الريموت من جنبها وقعدت تقلب بهالقنوات من الزهق .. سمعت رنة جوالها
          رفعت جوالها وشافت المتصل .. : هلا والله بالقاطعة ..
          سمعتها تصارخ عليها : لا والله احلفي بعد .. من القاطع الحين ؟ انا ولا انتي اللي
          ادورك من زمان .. واذا رديتي كلمتين وقلتي مشغولة ..
          ضحكت على كلامها : ايه ما استحي شفتي شلون ؟ كيف كان عرس اخوك ؟
          سكتت شوي وبعدها تكلمت : يضيق الخلق .. مدري شلون اعلمك بس حالتهم تكسر
          الخاطر .. والزواج كله احس مو مقتنعة انه هذا زواج اخوي تعرفين بخيام وين يوم
          زواجه على حنينوه بأفخم قاعة وكل شي راقي هذول قراوى .. احس انه مو مستواي
          قاطعتها بعصبية : واذا قراوى مالهم رب يعني ؟ وش اللي مو من مستواك شوفيني
          الحين انا بشقة تمشي الحال .. ماعاد صرت من مستواك انا بعد ؟
          تفاجأت من عصبيتها : دنو وش قلت انا ؟ و انتي تعرفين اني احبك انتي .. مافكرت
          لا بشكلك ولا وش عندكم .. بس شي ماعمري تخيلت اني اشوفه .. يعني مجتمع
          بحياتي ماخالطته فجأة الاقي نفسي معاهم ماقدرت اتأقلم مع الوضع على طول ..
          تنهدت شوي : زين مايهم اهم شي شلون زوجة اخوك ؟
          تكلمت بحماس : قممممممممممممر .. نفسي حنينوه تشوفها وتنقهر .. بس لو شفتي
          شلون ودعوها وربي غصب علي صيحوني .. الديرة كلها جو يسلمون عليها ..
          والله مادري وش اقول ما استانس الا امي وسما من رجعنا وهي صدعت راسي
          تتكلم نفس لهجتهم ..
          ضحكت من قلب عليها : هالبنت وربي تجنن ربي يسعدها .. " سمعت صوت امها
          تنادي عليها " ريسو بروح اشوف امي تبيني بالمطبخ ..
          على طول وافقتها : اوكي .. يالله اكلمك بعدين .. ودعتها وراحت بعدها للمطبخ ..
          تبي تساعد امها بتجهيز عشاهم .. وعلى طول من شافت امها .. ابتسمت لها
          مازالو يخطون اولى خطواتهم في حياتهم الجديدة .. دانا تعدت مرحلة كبيرة من
          صدمتها .. بعدها عن ابوها وعن كل اللي كان يصير خفف من جروحها ولو انه
          يبقى لها اثر ....تكلمو كثير وقررو قرارات مهمة بحياتهم .. نجود ورغد نقلوهم
          لمجمع قريب منهم .. وبيروحون لمدارسهم مع نقل الطالبات .. وهي راح يدبرون
          لها سواق مع مجموعة طالبات تروح للجامعة .. اما رائد يروح ويجي مع يزيد
          اللي تكفل بمشاويره ..
          بعد ماجهز العشا فرشو سفرتهم وتعشو .. كانت جلستهم ضحك من قلب هالجلسة
          اللي فقدوها من زمان بالنسبة لهم حياة جديدة .. ام عادل تنتظر اليوم اللي راح
          يكلم عادل فيه اخته على موضوع خطبتها صار له فترة مأجل الموضوع وهي
          تبي تعرف رأيها وانطباعها .. تعرفه انسان عاقل وتحترمه دانا كثير .. واكيد
          راح يقدر يقنعها باسلوبه او حتي لو رفضت بيعرف وش هي مبرراتها الحقيقية ..
          بعد العشا اتصلت عليه وطلبت منه يفاتحها بالموضوع تبي تعرف رايها وترتاح
          وتبي تريح اخوها اللي كل شوي يتصل ويسأل ..
          قعدو كلهم بالصالة بعد مارجعت امهم من غرفتها .. دقايق واتصل عادل على
          دانا .. ردت عليه وكانت تسولف كالعادة .. ومن طلبها تقوم لغرفتها يبي يكلمها
          بموضوع شافتها رايحة لغرفتهم .. دعت من قلبها ربي يطمنها على بنتها وعلي
          استقرارها وهي اللي ماعرفت الراحة بحياتها ماعرف كيف يبدا معاها الموضوع
          بالضبط بس كان يبي يجيبه بابسط طريقة : دنو شرايك بيزيد ولد خالي ؟
          استغربت سؤاله : من اي ناحية ؟
          بعد تردد : يعني من كل النواحي بصورة عامة .. اخلاقه شكله اي شي " حس
          نفسه غبي وماعرف يصيغ السؤال صح " والله مادري بس تكلمي ..
          ابتسمت على ارتباكه : تكلم انت من الاخر ..
          حس انها فهمت سؤاله وماعصبت .. وهالشي ريحه الى حد ما : بصراحة خالي
          مكلم امي يبيك ليزيد .. وكنت ابي اعرف رايك بالموضوع لاني طلبتهم من الاول
          يأجلونه .. ويوم حسيت انك رجعتي دنو اللي اعرفها كلمتك ..
          قاطعته قبل يكلم كلامه : ومن اللي بيتزوج خالي ولا يزيد ؟ يعني الكلام من راس
          خالي .. طيب افرض الرجال مايبيني ؟
          سمعته يقول بحماس : لا هو موافق ..
          ضحكت بسخرية : موافق ؟ ليه هو العروس .. عادل بختصر عليك كل الكلام لاني
          مابي اوجع راسي واهذر على الفاضي .. انا عرس الحين مابي ولا افكر فيه ابد ..
          ابي حياتنا تستقر واتعود على وضعنا الجديد وارتاح له .. مستحيل اتخلى عن امي
          وخواتي واحنا نبدا هالحياة الجديدة والشي الثاني انا كل حياتي تعذبت ومابي اعيش
          مع انسان انفرض علي .. اذا هو اللي يبيني وباقتناع منه صدقني ماراح ارده لاني
          اعرف وش هي اخلاقه .. بس الاكيد مو الحين ولا في هالفترة ابد .. تكفى ياعادل
          مابي احد يضغط علي ..
          ارتاح كثير لكلامها .. كان خايف من ردة فعلها .. انها ممكن تتعقد وترفض اي
          شخص يتقدم لها بس كلامها كان عين العقل .. ورغم انها طولت وهي تحت تأثير
          صدمتها بس هالشي ما أثر عليها .. او بالاصح هي ماتبي تبين انه اثر عليها ابد
          والدليل انها ماجابت طاري للموضوع مع انه يدري ان سبب من اسباب التأجيل ..


          /
          \
          /
          \

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            #85
            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            /
            \
            /
            \



            هذي ثاني ليلة لهم مع بعض .. في علاقة يلفها الجمود من الطرفين .. هو جامد
            بقراره وبإرادته .. وهي متمنعة عنه خوف وحيا .. تحس انها بتموت جوع من
            الصباح وهي ماكلت الا الكيت كات اللي بالثلاجة .. من طلع الصباح مارجع الا
            بعد الظهر كمل نومه وماطلب لها غدى .. والحين بعد صلاة العشا وهذا مو مبين
            عليه انه مهتم فيها .. كانت ماسكة مصحفها وتقرا منه .. على الاقل احسن لها
            من هالطفش اللي تعيشه .. طلع لها من الغرفة وشافها جالسة وبيدها مصحفها
            وقف مكانه يتأملها .. حست باحد واقف ورفعت عينها تشوفه .. اول مالمحته
            واقف يناظرها نزلت عينها على طول .. ارتبكت وهو ماكان اقل منها ارتباك ..
            تنحنح شوي : لمي اغراضك بنروح نسلم على اهلي وبنمشي للشرقية ..
            غمضت عيونها بقوة .. كان ودها تصرخ فيه هالوقت بالديرة يعتبر متأخر وهذا
            توه بيروح الشرقية .. اللي ماتدري كم بيكون المشوار .. وماتعرف عنها الا بكتاب
            الجغرافيا ..
            كان وده يروح لها ويجبرها على الكلام .. قهرته بصمتها كل ماقال لها شي سكتت
            بدون ماترد عليه .. : وبنتعشى في اقرب مطعم قبل نمشي ..
            حست براحة كبيرة انها بتتعشى .. من امس وهي تقاوم جوعها صحيح انها تعودت
            على قلة الأكل بس هي على فطور الامس .. قامت على طول .. رجعت خصلات
            شعرها بارتباك وراى اذنها ومشت وهي منزلة راسها .. عدت من جنبه ودخلت
            الغرفة هالمرة جد كان وده يذبحها " هذي مستخسرة الكلمة علي ولا وش سالفتها "
            طلع قعد في الصالة .. الحين هذي شلون يطلع منها الكلام وهي ماتقول شي ماصار
            هذا كله حيا .. ولا يمكن لانها ماتبيه حاسة انها مو متقبلته .. هو بعد ماكان يبيها
            " اوووف بقلعتها عمرها ماتكلمت ليش احرق اعصابي " شافها واقفة بعباتها عند
            باب الغرفة وبيدها شنطتها .. قعد مكانه مسوي انه مو منتبه لها يبيها تتكلم وتناديه
            بس حس انه ممكن يطول انتظاره وهي ماتكلمت قام شال الشنطتين وحطهم عند
            الباب .. : مشينا ..
            طلعو من جناحهم ومسك يدها وهم باللفت كان يدري انها بتخاف اكيد وماكان يبي
            يحرجها .. ركبو سيارتهم ومشو حاول يكسر حاجز الصمت ويسولف معاها شوي
            يمكن تنفك عقدتها وتتكلم : شفتي امي وخواتي ؟
            حس نفسه غبي على هالسؤال اكيد شايفتهم .. ضحك على نفسه وعلى غبائه بس
            ارتاح يوم سمع صوتها الهامس : ايه ..
            " لا ؟ عسى ماتكلفتي بس " : اليوم ماراح نطول عندهم بس بنسلم عليهم وبنمشي
            بس بعدين بتعرفينهم زين .. ابيك تحترمينهم من احترامك لي .. واذا وحدة منهم
            غلطت عليك بكلمة كبري عقلك وطنشيهم .. انتي اكبر منهم ومع الايام بيتعلمون
            شلون يحترمونك .. " كان يقصد رسيل لانه يدري وش كثر هي رافضة هالزواج
            بكل صوره ..ومعترضة عليه شكلا ومضمونا .. " واذا صادفتي صديقات امي او
            قرايبنا ومعارفنا وسمعتي كلام مايسرك .. لا تصدقينه ولا تتصرفين بشي قبل ما
            تسأليني ..
            هزت راسها باقتناع : ان شاء الله ..
            حس انها انسانة عاقلة من كلام لمياء ويدري ان وجودها بحياتهم راح يصاحبه
            الكثير من التعليقات .. يبي يهيأها لهاللي ممكن يصير معاها .. عشان تعرف تواجه
            مجتمعهم القاسي عليها .. وصلو بيت اهله ونزلت معاه .. تفاجأت من حجم البيت
            طول الطريق وهو يفهمها انهم بيسكنون بجناح كامل ببيت ابوه .. دخلو وشافو سما
            واقفة عند الباب الخشب الداخلي .. كان ودها تروح تركض لها بس خافت طلال
            يصارخ عليها ولا يهزأها قدام عروسته وهي ماودها تتفشل ..
            ضحك بداخله على شكلها وهي واقفة عند الباب وشاقة الضحكة تناظرهم .. قرب
            منها ودنق عليها سلمت عليه وعلى طول راحت لنورة .. : هلا والله بالعروس ..
            ابتسمت لها : هلا بتس زود
            كان ودها تصارخ وتتكلم مثلها من امس وهي ماسكة على اللهجة لزقت فيها ودخلت
            معاها .. سلمت على ام طلال ورسيل .. حست برود بسلام رسيل وجاها شعور ان
            هالبنت فيها شوي غرور .. ماتدري ليه اعطتها نفس الانطباع اللي اخذته عن طلال
            ام طلال كان مبين عليها الفرحة لكن محد كان مثل فرحة سما فيهم ..
            رحبت فيهم ام طلال وراحت سما تجيب لهم العصير وهالمرة شافوها على طبيعتها
            ماكانت تعرف تحط ميك اب مجرد كحل وروج اللي حطتهم كانت اجمل واللي محليها
            حمرة الخجل اللي بخدودها رغم انه مبين عليها ان الديرة مغيرة لونها وشكلها
            افتح بكثير منها الحين ..
            مدت لهم العصير وهي تناظرها فرحانة وقعدت جنب رسيل كانت ام طلال تسولف
            معاها وهي ترد باختصار .. ابتسم بخاطره " لا والله طلع العيب فيها .. كلمتين على
            بعض ماتعرف تقولهم "
            رسيل قربت من اذن سما : طالعي عريس الغفلة احد يعطي عروسته ظهره ويناظر
            التلفزيون .. اقسم بالله مريض هالانسان ..
            ابتسمت لنورة وهي تقول من بين اسنانها : بعدين نتكلم .. الحين لو يشوفنا نتساسر
            هاوشنا وغسل شراعنا قدامها .. فشيلة ..
            شوي وجابت لهم الشغالة شنطة نزلتها من فوق فيها اغراض لهم .. قام على طول
            اخذها : يالله مشينا .. يمه سلمي على ابوي كنت احسبه موجود بس ان شاء الله لا
            رجعنا ..
            وقفت سما على طول يوم شافت نورة تقوم : وييييييين ؟ مابعد قعدنا مع العروس ..
            تكفى طلول اقعدو شوي ..
            طنشها ومشى ومشت هي وراه .. من طلعو من الصالة صرخت بأعلى صوتها وهي
            مقهورة منه : اكررررررررررررررهه هالبارد ..
            طلعت من هالبيت وهي ما ارتاحت الا لسما مبين انها حبوبة .. اما امه ماتدري ليه
            حست انها تجاملها .. ورسيل اصلا ماكلفت نفسها حتى شرف المجاملة ..



            /
            \
            /
            \

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              #86
              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              /
              \
              /
              \



              بشقته اللي مأثثها اثاث فاخر كان يستقبل عشيقاته كل يوم بهالمكان .. انسان اقل
              مايقال عنه انسان فاجر .. تعود على هالحياة وعلى مجونه اللي ماله حدود يغيب
              ايام عن البيت ومايجيهم الا بلحظات قليلة .. ماتعودو اصلا وجوده لان كل واحد
              بالبيت لاهي بدنيته وملذاته .. كان قاعد بالصالة ومعاه صديقته المغربية مقيمة
              وتشتغل باحد المشاغل النسائية بالرياض .. وتجي تقضي سهرات هي ومجموعة
              بنات معاه ومع عدد من اخوياه .. دقائق ودخل عليهم صديقه ومعاه ثنتين من
              صديقاتهم .. بدو سهرتهم الماجنة مابين اغاني ورقص وفجور .. تأفف من كم
              الاتصالات اللي ازعجته فيها وقام للغرفة يرد عليها .. تكلم بكل عصبية : نعم
              خير وش عندك ؟ تراك ازعجتيني ..
              كانت منهارة وتصيح .. صوتها مبحوح من كثر الصياح ..: طارق الله يخليك
              استر علي والله لو عرفو اهلي يذبحوني .. مابي منك شي ولا تقعد معاي حتى
              اكثر من شهر بس تزوجني استر علي وبعدها طلقني .. " علا صوت صياحها
              وهي تترجاه وهو يسمع لها بكل جمود قلب " حتى المهر برده كله وعرس مابي
              عرس ولا شي .. طارق ابوس رجلك لا تخليني بهالضيقة لحالي ..
              تأفف من اتصالاتها وتشكيها من شهرين وهي مزعجته : توك الحين تندمتي ؟
              وين عقلك اول ياحلوة ؟ ترى محد ضربك على يدك انتي اللي جيتيني وانتي اللي
              سلمتيني نفسك .. والحين تحملي نتيجة غبائك دامك مو قد هاللعبة ليش دخلتيها
              من الاول ..
              سكت وهو يسمعها تصيح وتشاهق من كثر الصياح .. كان يبيها تخلص مسلسلها
              اللي كل يوم تكرره عليه .. حتى لو سمعت نفس الجواب .. : ماخلصتي للحين ؟
              " وبقلة صبر " لاخلصتي دقي علي بروح اتونس واوسع صدري .. ياشين الوحدة
              لا ارخصت نفسها وبعدها جاية تسوي شريفة .. وسكر السماعة في وجهها ..
              قعد مكانه يفكر بكلامها كرهته بعمره بكثرة اتصالاته .. يوميا تتصل ويطنشها ..
              وكل مارد عليها يسمعها كلام اقسى من اللي قبله لكن مازالت محاولاتها مستميتة
              رغم انه قفل كل الابواب دونها .. سكر اذونه بقوة وهو يسمع صوت صياحها
              بتكرر .. ازعجه هالصوت جدا وضيق خلقه .. مستحيل بيوم يتنازل ويتزوجها
              اصلا مايتشرف انه يرتبط بانسانة ضيعت شرفها في لحظة غباء .. ورغم انه
              هم اللي شاركها فصول جريمتها البشعة الا انه يشوف نفسه رجل وغلطته تغتفر
              بعكسها هي اللي لو عرفو عنها هالشي كافي بتدمير حياتها وممكن تروح ضحية
              قضية شرف ..
              كان متأكد انها بترجع تتصل عليه .. ما انتظر كثير قبل مايسمع رنة جوالها رد
              عليها وهو يصارخ : للمرة المليون اقول لك لو تحبين السما ماجيت لك ولا فكرت
              حتى اني اتزوج وحدة مثلك ..
              صرخت بأعلى صوتها من حرقتها اللي بقلبها : ياحقير ياواطي .. ان شاء الله
              تشوف اللي سويته فيني بخواتك .. عشان تعرف ان الله حق .. روح الله لا يبيحك
              ولا يحللك وعساه ..
              قاطعها بعصبية : تخسين ماتجيبين طاري خواتي الحين قاعدين بالبيت وصاينين
              انفسهم مو مثلك اللي كل يوم طالعة مع واحد وجاية تسوين لي فيها المظلومة ..
              سكر منها على طول ورمى الجوال على السرير وطلع للصالة .. كان يبي يتونس
              ويضيع ضيقة الصدر اللي تصيبه من يسمع صوتها مو اول وحدة تترجاه وتقول
              له هالكلام هذي ثالث وحدة افقدها شرفها .. كان ماخذ الدنيا وناسة هدفه الاول
              والاخير ارضاء شهواته ورغباته ..
              جلس معاهم .. واستانس على رقص البنات اللي كانو معاهم .. ونسى في جملة
              هالملذات ان " العرض دين " .. وانه قد يبتلى في عرضه ونفسه مثل ماتطاول
              على اعراض الناس وانتهكها ..



              /
              \
              /
              \




              لهم حول الربع ساعة من جلسو بالمطعم .. ماسألها وش تحب او وش تبي يدري
              انها ماراح تجاوب .. اولا لانها مابحياتها دخلت مطعم .. ولانها اصلا ماراح
              تتكلم معاه .. اختار على ذوقه وقعد يحاول يسولف معاها .. يحس بكابة فظيعة
              والوقت مو راضي يعدي ابد .. مسك جواله واتصل على رياض وقعد يسولف
              معاه اول شي لفت انتباهها بهاللحظة تغير شخصيته 180 درجة شافت قدامها
              انسان غير اللي شافته من امس .. " عنده هالسوالف كلها وحادني على الزهق
              ياليتك يابوي تشوف اللي رميتني عليه " هزت راسها تبي تغير تفكيرها " وانا
              ليش اظلم الرجال وانا توني ماعرفته .. هذاني ماحتسيت معه من شفته " قفل
              وهو يسمع صوت الويتر يستأذنه يدخل .. كانت قاطعة عهد على نفسها تشوف
              كل شي وتكتشف هالحياة الجديدة عليها بدون ماتسأل وتعرض نفسها للاحراج ..
              حط الاكل قدامهم واول ماشافته كان ودها تصيح كل الجوع اللي تحسه وبالاخير
              شافت اكلات ماتعرفهم .. اصلا من الاحراج ماتدري شلون بتاكل .. قرب منها
              وهو حاس انها بتقعد تفكر وش تاكل ماكان يبي يناظر فيها لانه مايبي يحرجها
              ويبيها تاخذ راحتها بالاكل : مادري وش اللي تبينه بس طلبت لك على ذوقي ..
              نزلت راسها بخجل وهي مبتسمة رفع حاجب يناظرها وهو مستغرب ابتسامتها
              اخيرا اكتشف ان هالانسانة عندها ردة فعل غير الصمت .. سمى بالله وبدا ياكل
              اما هي مسكت الملعقة وهي تحركها بالصحن .. كانت مستحية منه كثير وهي
              تحس انه قاعد يطالعها .. شاف وجهها صاير احمر من الاحراج : تبيني اقوم
              عشان تاكلين ؟
              التفتت له وقالت بتوتر : لا .. " ونزلت راسها على طول " .. الحين باكل ..
              ضحك بخاطره " لا الحمدلله في تقدم .. طلعت كلمتين " قرب لها الصحن يبيها
              تاكل .. بدت تاكل شوي شوي .. ماكلت كثير اللي يشبعها لكن على الاقل ارحم
              من جوعها القاتل ..
              خلصو عشاهم وقام معاها .. راح هو يغسل ووصلها قبل لدورة مياه النساء
              عشان تغسل ورجع ينتظرها اول مادخلت وهي تحس بارتياح فظيع انها قدرت
              تطلع من الضغط شوي .. وقفت مكانها وهي تشوف وحدة تقرب منها وهي
              مبتسمة : عروس صح ؟
              ابتسمت وهزت راسها لها : ايه .. البارح كان عرسي ..
              كانت حرمة يمكن بنص الثلاثينات ومعاها بنت صغيرة : توقعت من النقش اللي
              بيدينك .. تراها احلى ايام العمر بتستحين واجد .. بس حاولي تعيشينها صح وربي
              بعدين تتمنينها وماترجع لك .. وتدلعي عليه اطلبي كل اللي تبين هالايام بس اللي
              ماتسمعين كلمة لا ..
              ضحكت لها : ان شاء الله ..
              حست انها سدت نفسها عن الحياة وحاولت تفهمها مقصدها من الكلام : صدقيني
              اذا كان زوجك رجل صالح بتعيشين عمرك كله مبسوطة حتى لو صارت بينكم
              مشاكل تراها ملح الحياة ووقتها بتعرفون قيمة الحب اللي في قلوبكم .. بس قلت
              كلامي ابيك تعيشين هالايام وتستانسين فيها .. والله يوفقك ويسخر لك زوجك ..
              روحي له تحصلينه الحين مشتاق لك وانا اخذتك بالسوالف ..
              تغطت وهي تقول لها : اللهم امين يارب .. مشكورة وماقصرتي عسى عمرتس
              طويل ..
              طلعت وشافته واقف ينتظرها .. ومن شافها مشى قدامها ومشت معاه .. كانت
              الشوارع اليوم غير البارح اليوم زحمة اكثر .. والسيارات والناس اعداد بالنسبة
              لها كانت جدا كبيرة .. كان كلامها مريح لها الى ابعد الحدود .. حتى لو كانت
              مو متقبلته لكن ماراح تقصر معاه ابد .. هذا اللي تربت عليه وشافت امها طول
              عمرها شلون تعامل ابوها وتداريه .. ماتذكر انها بيوم زعلته او ضايقته او حتى
              ردت له طلب ..
              وصلو للشرقية وللشاليه اللي حجزه قبل فترة .. اول مانزلت حست بنسمة هواء
              بارد تلفحها .. انكمشت على نفسها ومشت وراه .. شال الشنطة ودخل معاها ..
              وراها الغرفة .. : اذا تبين تنامين نامي .. انا بطلع اقعد برا شوي مافيني نوم ..
              وقفت مكانها قدامه وقالت بدون تفكير : وين تروح والدنيا برد ؟
              رفت عيونها بتوتر وهي تشتت نظرها بأي شي بعد ماحست باحراجها الفظيع
              منه كانت حمرة خدودها تزيدها جاذبية .. قاوم كل احساس بداخله وهو يتحرك
              من قدامها : اذا حسيت البرد دخلت .. انتي نامي ولا تشيلين هم ..
              طلع على طول لخارج الشاليه وقعد قدام البحر كان الجو بالليل بارد حس بارتعاشة
              تسري بجسده وقاوم احساس البرد .. مدد رجلينه وحط يدينه ورى ظهره يتسند
              عليها وقعد يتأمل امواج البحر حوله ..
              اما هي وقفت عند الشباك الزجاجي الكبير اللي يطل على البحر .. كانت تناظره
              او بالاصح تتأمله وهذي اول فرصة لها تشوفه بدون مايدري عنها .. فيه شي
              مريح رغم انه غامض وماعرفت وش هي شخصيته .. ماتدري ليش اخذت عنه
              انطباع انه مغرور .. بس ماقدرت تعرف اي شي ثاني عنه .. حست انه هادي
              وكلامه قليل مو بس معاها حتى مع اهله .. بس الشخص اللي كلمه كان يسولف
              معاه .. رغم انه سوالفهم كانت عن الشغل بس حست انه قريب منه .. ماتدري
              كم الوقت اللي وقفت فيه تتأمله .. راحت توضت وقامت تصلي لربها .. بعد
              ماخلصت صلاتها .. تمددت على الصوفا الطويلة اللي بنفس الغرفة .. ماقدرت
              تنام على السرير .. حست انها بتكون قليلة حيا لو سوتها خصوصا انها ماشافت
              منه اي تقرب منها .. كانت تضحك على نفسها وهي تشوف اشياء كثيرة حولها
              ماتدري وش هي .. ذابحها الفضول انها تعرف مسمياتها .. اللي عرفته شي واحد
              كل الاماكن اللي راحت لها كانت الغرفة الوحدة فيهم ممكن تساوي نص بيتهم او
              حتى اغلب حجمه نزلت دمعتها وهي تقاوم احساس الحنين الفظيع اللي بصدرها
              ماتبي تصيح عنده .. هالشي اللي امها وصتها عليه لازم تكون قوية وماتضعف
              ابد ..


              /
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                #87
                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد




                ببيت ابو زوجة خالهم كانو معزومين على الغدا بعد صلاة الجمعة .. ماكانت
                تبي تروح بس امها حلفتها تروح .. بدون ماتقول لها الاسباب .. كانت تبي
                الكل يعرف انه ولدهم ماعاد يعنيها وانها تعيش حياتها مستانسة قربت منها
                موضي : تكفين ياشيخة اضحكي على كل شي .. حتى لو مافي شي يضحك ..
                بس ابيتس تستانسين ..
                طنشت كلامها وقامت : شايفتني مهبولة مثلتس اضحك على كل شي .. مانيب
                ضاحكة على قل سنع .. موضي والله اني اخاف انها تمدحه عندي وربي لتشب
                الغيرة بقلبي ..
                مسكتها من شعرها وشدته بقوة : الا والله مهبولة ومافيتس عقل .. من قال
                سعد فيه شي ينمدح اصلا .. وماعليتس فيها هي تبي تحرتس وتكيدتس مير
                عليتس فيها وكيديها ..
                تجهزو وقعدو يستنون خالتهم وبنات عمهم يخلصون .. امهم وحصة ومنيرة
                سبقوهم وقعدت هي مع شيخة تكشخها .. تبيها تكون حلوة وتقهر سحر زوجة
                سعد : شيخة ماتحسين ان اهل نايف ابطو علينا ؟ من قال بيجيب اهله ماعاد
                شفناه ولا جانا علوم عنه ..
                وقفت عند الباب تبي تشوف احد من بيت خالتها اذا طلع او لا : اصبري عليهم
                بيجون ان شاء الله
                مسكتها من طرف عباتها : والله انه قليبي قارصني .. حاسة انه ماهوب جاي
                لا هو ولا اهله .. هذا هي نورة تمت امورها واعرست وراحت مع رجلها وهم
                للحين ماجو ..
                التفتت عليها ورفعت برقعها : موضي وراتس انتي دايم تتفاولين بالشينة .. ان
                شاء الله بيجون وبتزين علومتس مير اركدي ياملا الصلاح لا تصيرين مطيورة
                وقبل ترد عليها جاتهم سارة تمشي بسرعة : يالله بسرعة خلونا نلحق الغدى والله
                ان مصراني تقطعن من الجوع ..
                لحقتها موضي ومسكتها : اللي يشوفتس يقول كل حزة وانتي تاكلين .. تراتس
                يالله تلقين اللقمة .. احمدي ربتس على النعمة ..
                لحقتهم شيخة وهي تسرع خطواتها وهي تشوف خالتها وهيا ماشين وراهم اول
                ماقربو من البيت شافته من بعيد .. ماكانت متأكدة اذا كان هو او واحد غيره بس
                خالها ماعنده ولد غيره .. ومستحيل عيال خواله يشبهون له لهالدرجة الكبيرة ..
                سرعت خطواتها ومسكت يد موضي : هذا هو .. والله انه هو ..
                هدت شوي وشافت المكان الي تناظر فيه شيخة وشافته .. حست الدم يفور بقلبها
                هذا اللي حرق قلب اختها ونزل دموعها .. هذا اللي باعها عشان وحدة ماتسواها
                تمنت لو كان لحاله ماكانت راح تحرم نفسها من فرصة انها تقول اللي بخاطرها
                له .. تبيه يعرف انه خسر اثمن شي بحياته يوم فكر يروح لغيرها وان هالانسانة
                اللي فرط فيها ماتقدر بثمن .. : امشي ولا تناظرينه لا تخلينه ينتبه لتس ..
                اول ماقربو منه تصاعدت نبضات قلبها تغير كثير مع السنين كان عمره 18 يوم
                سافر والحين صار بعمر ال 28 كانت صغيرة وقتها وتعلقت فيه بعد ماراح اكثر
                لانها كانت تنتظر رجعته وزواجها .. وترسم احلامها باتقان .. لكن الخبر اللي
                وقع عليهم مثل الصاعقة بعد 4 سنوات من سفرهم بنفس السنة اللي توقعت انه
                خلاص جاي لها وبيتزوجون .. انه تزوج بسحر .. دخلت على طول بدون ماتلتفت
                له لانها ماتبي تشوف احلامها اللي هدمها بصورته .. سمعت صوته وهو يكلم
                خالتها .. حتى صوته تغير .. اكسبته هالسنوات رجولة اكثر .. كانت مكسورة
                من الداخل اجزائها مهشمة الى حد كبير .. وجروحها تنزف حنين والم .. وقفو
                يفصخون عباياتهم وقربت من اذنها موضي : هالمرة مو عشاني .. عشان نورة
                اللي طلبتس قبل ماتروح .. واللي من مشت الى هاليوم ماوقفت دمعتس عليها ..
                استانسي ولا تبينين لهم شي وانا بسولف وبضحكتس بس اضحكي يابعد عمري
                انتي .. ومسكت دقنها تترجاها ..
                حبست دموعها لا تنزل وسحبت نفس عميق وزفرته : ابشري .. بس اذا شفتيني
                ضعفت قويني .. محتاجتس ..
                جاتهم سارة من وراهم : وش عندكم ؟
                قالت لها موضي كل شي وقعدت تتوعد زوجته انها تكرهها بحياتها لو تكلمت او
                قالت شي يضايق شيخة او تعمدت تزعلها او تضايقها بكلامها .. ضحكت شيخة
                عليهم وهم يتوعدون فيها .. هالثنتين مجانين واي شي ممكن يصدر منهم ..
                هي من شافت شيخة حست بنار في قلبها .. كانت تبي تحرق قلبها بأي طريقة
                مثل ماهو يقهرها بسوالفه عنها .. : والله مادري كيف تتحملو العيشة هنا بدون
                جوالات .. المسكين سعد مايجي الليل الا وهو مرة مشتاق لي طول اليوم مايقدر
                يكلمني .. والله انو البارح يقول ابغى ارجع لجدة اليوم قبل بكرة ..
                موضي ضغطت على يد سارة وهي تهمس بين اسنانها : يازين من قص لسانتس
                هاللي لاويته على غير سنع .. تكفين فكيني عليها والله لا ذبحها ..
                ابتسمت سارة لها بخبث : بلاتس ماخذتن واحد رخمة ماهوب ضاري على علوم
                الرياجيل ماغير يتبع مرته وين ماتوجهه راح وراها ..
                صرخت عليها امها تسكتها وضحكو كل البنات حتى شيخة اللي ماقدرت تسكت
                وهي تسمع هجوم سارة عليها ..
                ردت بكل عصبية : هو انتو كذا يالبدو اذا الواحد يحب مرته قلتو مو رجال وانتو
                رجالكم رامينكم ومشغولين عنكم ..
                ضحكت باعلى صوتها : ترفقي على عمرتس لا تقطعين انتي وهالخلاقين اللي
                متمزعة عليتس وبدت اصوات الحريم تعلى قبل تكبر المشكلة \موضي كانت ميتة
                ضحك ومو قادرة تمسك نفسها .. كانت ناويتها بس سارة ماقصرت فيها قالت
                اللي بخاطرها واكثر .. وقلبو هالثنتين الغدى هواش ومشاكل ما انتهت الا يوم حطو
                غداهم وقتها قامت سارة تبي تاكل واخر همها تفكر بسحر .. شيخة رغم انها جات
                لهالمكان وهي مكرهة الا ان سارة اشفت غليلها .. وحست نفسها حيل مستانسة ..


                /
                \
                /
                \



                بعد تفكير عميق نزلت لامها فكرتها المجنونة راح تنفذها بس بالاخير ماتبي
                تحس انها بهالمعركة خسرانة .. تبي تثبت له انه هو اللي خسرها مو هي ..
                جلست جنبها وقالت بضيق : يمه ..
                كانت كبيرة في السن وهي اخر العنقود عندها .. تكلمت بدون ماتلتفت لها او
                تناظرها : هلا ..
                شبكت يدينها في بعض وقالت بتردد : خلاص انا موافقة على عزام ..
                التفتت عليها وناظرتها نظرة غريبة : وشو ؟
                تكلمت بدلع : انا موافقة على عزام ولد عمي .. كلميهم وقولي لهم اني خلاص
                رضيت اتزوجه ..
                شالت عينها عنها وهي تحرك راسها : لا حول ولا قوة الا بالله الظاهر انتس
                من دريتي ان طلال اعرس انهبلتي ..
                قاطعتها بعصبية : وش فيه زود عني عشان يتزوج وانا لا .. وعزام من زمان
                خطبني وانا الحين ابيه .. عشان يعرف من اللي خسر فينا .. والله لاخليه يندم
                على اليوم اللي اخذ فيه القروية ..
                ماكانت تبي تجاريها في اللي تقوله .. تحس انها مجنونة بهاللحظة وتبي تسوي
                اي شي عشان تثبت لهم انها خذت نصيبها هي بعد : الناس متكلمين من زمان
                وانتي رديتيهم .. والله ما اكلمهم الحين واقول تعالو بنتي تبي ولدكم ..
                قربت منها اكثر وهي تترجاها : يممممه تكفين .. يرضيك تتشمت فيني لطيفة
                وبناتها ؟ بيقعدون يقهروني كل ماشافوني .. بعدين هم ماخطبو له بعدي واكيد
                اذا سمعو بموافقتي بيعجلون بالزواج ..
                طنشتها وماردت عليها وهي قاعدة تتقهوى ومو معطية لكلامها اي اهمية تذكر
                انقهرت من برودها ومسكت يدها : يايمه طلبتك ؟
                بعدت يدها عنها : لطيفة ماعندها علومتس الشينة انتي اللي تدورين للشر وتبينه
                ولا الرجال كان صاينتس ومدلعتس وانتي تبطرتي على النعمة .. وجايتني الحين
                تبين تقلبينها حروب .. تبين روحي انتي وكلميهم مانيب مكلمة احد ولاني قايلة
                شي .. وش اللي يحدني على النقادة مع الناس ..
                جلست تترجاها وقت طويل وهي ترفض .. كانت تشوف انها اذا تزوجت ولد
                عمها معناها هي اللي بتربح هالمعركة .. يكفي انه انسان من نفس قبيلتهم ونفس
                مستواهم المادي والاجتماعي .. وشهادته جامعية .. صحيح انه مطلق لكن هي
                راح تشوف انها متفوقة عليه وهو اللي تزوج وحدة قروية وتعليمها ابتدائي ومن
                عائلة فقيرة .. وزواجها هالفترة تقدر تحرق قلبه فيها .. لانها بتكون متأكدة انه
                بعده ماحب زوجته الجديدة وهذا هو اللي تبيه الحين ..
                اخيرا وافقت بعد ماترجتها هالوقت كله .. انها تسولف معاهم وتجس النبض اول
                اذا للحين يبيها ولا بيشوفون له وحدة ثانية .. واذا حست انهم للحين يبون بنتها
                بتقول لهم انها موافقة ..
                ابتسمت بخبث على مخططها .. وهي تهدف لزواج بالنسبة لها مايعني لها اكثر
                من مجرد قناع لمعركة تبي تخوضها ضده .. وضد زوجته الجديدة ..
                اما امها كانت مقهورة من تفكير بنتها السقيم .. ولا مرة بحياتها قاست الامور
                صح .. تبي العالم تطاردها وتركض وراها .. وهي تتغلى عليهم كانت متأكدة
                لو تزوجت ولد عمها راح تعامله مثل ماكانت تعامل طلال نفس الغرور ونفس
                التكبر واللا مبالاة .. هي اللي عودتها من صغرها على الدلع والانفلات .. وكل
                شي تبيه يجيها حتى لو ماكانت تحتاجه .. وحتى لو ماقدرو عليه .. والحين هي
                تحصد ثمار تربيتها الفاشلة بنت مدللة وفاشلة بحياتها واحساسها يقول انه حتى
                بتجربتها هذي ماراح تنجح اذا تمت على نفس تفكيرها ونمط حياتها ...


                /
                \
                /
                \


                انتهى الجزء السادس

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  #88
                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  الجزء السابع
                  الفصل الأول ‎‎‎‎



                  /
                  \
                  /
                  \



                  دقيقه بس من وقتك!؟

                  قبل لا تغيب أبي منك
                  ترجع عمري وسنيني ،،
                  تهد اللي إنبنى فيني

                  أبي تفهم بأني مت ..
                  وأنا بفهم بأني هنت ..!


                  حقيقه ودي تسمعها ..
                  وقبل هجرك تراجعها !
                  ( كانت دنيتي قلبك
                  وكانت دنيتك غيري )

                  هانت دنيتي وقلبي ..
                  وزانت لك دنيا من غيري !


                  تحسب إني أنا براحة ؟
                  في بعدك وين هالراحة !؟

                  يا ليت الوقت يسعفني ،،
                  أوصل لك بقايا نزف ..
                  بقايا إحساسي المكسور ..
                  بقايا دمع أبد ما جف !

                  دقيقه بس من وقتك!؟

                  قبل لا تطعنه ظهري ،،
                  أبي طعناتك بوجهي ..!
                  عشان أقوي أنا قهري ..


                  عشان عيوني تشوفك
                  لأنها تكذب همومي ،،
                  وترفض هجرك وصدك !
                  ولا تقدر معي تعوفك

                  دقيقه بس من وقتك!؟

                  أنا أدري بأنه كان ،،
                  وجودي والعدم " واحد "
                  يا سيدي طيب إعدمني ،،
                  وقول إن الخطا وارد ..!


                  دقيقه بس من وقتك !

                  دقيقه..
                  بس..


                  كانت طول الليلة سهرانة تكمل خياطة الملابس اللي ابتدو خياطتها مع نورة .. تبي
                  تشغل نفسها عن اي تفكير ممكن يعيدها للماضي .. او تفكير في نورة اللي فقدتها
                  كثير .. ورغم انها نامت بعد صلاة الفجر بس قومتها الصباح مبكر .. ماكانت مدة
                  كافية انها تشبع نوم ورجعت نامت بعد صلاة الظهر .. فتحت عيونها وهي تسمع
                  اصوات بالخارج .. ماكانت تدري كم الوقت بالضبط .. مدت يدها وسحبت الساعة
                  الحديدية اللي على التجوري شافتها تجاوزت ال 4 ونص .. قامت رتبت شعرها
                  وتوضت وصلت العصر اللي فاتها بوقته .. قعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة ..
                  وسمعت اسمها يتردد بالجلسة اللي بالخارج .. قامت من مكانها وقربت من الباب
                  المردود شوي وسمعت صوت ابوها وخالها .. ركزت سمعها اكثر ووصلها صوت
                  امها وهي تتكلم بهدوء : والله ياسعد ماظنتي ترضى انها تاخذك بعد مارحت وخذيت
                  الحضرية
                  كان الكلام كالصاعقة اللي نزلت على راسها .. بدا نبض قلبها في التسارع وركزت
                  اكثر بالكلام .. سمعت صوته يطلب الطلب اللي زمان كانت تتمناه : وهي لها غيري
                  ياعمتي الله يصلحتس ؟ ومرتي ماعليتس فيها رضت ولا تروح لا هلها ماصبرني
                  عليها الا هالولدين اللي الله رزقني بهم ..
                  ضحكت بسخرية بداخلها .. الحين بس جاي يدورها لانه مو مبسوط بحياته معاها ..
                  جاي يصلح غلطته اللي ادمى قلبها فيها .. لو سمعت اول انه يبي يتزوجها كان راح
                  تعتبر هالطلب نابع من حب .. لكن هالمرة اعتبرته استحقار لها وتقليل من قيمتها ..
                  مهما حبته ومهما عانت في بعده مستحيل ترضى تكون مصححة لاخطاء غيرها ..
                  قد تكون حسرتها عليه لانه كان الفرصة الوحيدة لها .. لكن هي الحين تعودت على
                  هالشي .. تعودت انها تمشي خطواتها في طريق العنوسة .. او يجيها نصيبها اللي
                  يعوضها عن غلطته في حقها .. اللي قهرها كانت صيغة الثقة اللي يتكلم فيها وكأن
                  هالانسانة ماراح يكون لها زوج الا هو واذا مارضت فيه معناها ماراح تتزوج ابد
                  بداخلها تدري ان هالكلام ممكن يكون صحيح .. لكن مستحيل تقبل انها ترجع له
                  بهالطريقة .. نزلت دموعها على خدودها وهي تسمع كلام ابوها اللي ماكان مقتنع
                  ابد باللي يسمعه : يا سعد انت رحت من الاول لنصيبك .. وماعاد لك نصيب في
                  بناتي .. وهي بيجيها نصيبها ان الله احيانا ..
                  قاطعه برجاء : ياعمي الله يهداك لا تسدها بوجهي .. والله اني جايك ندمان واللي
                  تبيه والله لاسويه .. انت انشدها عن رايها واكيد انها مابتردني ..
                  كانت تتمنى اي وحدة من خواتها معاها بهذيك اللحظة بس للاسف مافي في البيت
                  احد .. ولا حتى نورة اللي بهالوقت تقوي قلبها حتى لو لان .. استجمعت شجاعتها
                  وتنحنحت شوي قبل ماتتكلم من ورا الباب : يبه ..
                  حست انها بتطيح من طولها من الموقف اللي هي فيه .. عمرها ماكانت قوية ولا
                  عمرها قدرت تتحكم بمشاعرها .. اول ماسمعت رده اللي ريحها : سمي يابنيتي ..
                  غمضت عيونها بقوة وهي تضغط على قلبها ومشاعرها .. : يبه قول له تراه ولد
                  خالي وعلى عيني وراسي .. اما العرس لا يطريه ابد .. ماهوب انا اللي يرخصني
                  واغليه .. واذا هو باعني مرة باتسر يدور الزمن ويبيعني ..
                  سكتت يوم حست انها ماعاد تقدر تقول اكثر .. كانت تبي تبين قوتها حتى لو انها
                  بقمة ضعفها .. ماعاد سمعت اصوات ثانية الا صوت قلبها اللي يئن بهاللحظة ..
                  اما هو ماكان يخطر على باله ولو واحد في المية انها ترفضه .. كان واثق انها ما
                  راح تصدق انه رجع لها وبترضى فيه على طول .. لكنها خالفت جميع توقعاته ..
                  استأذنهم وقام بسرعة .. هالمرة راح يعتبر رفضها رد اعتبار لكن ماراح يوقفه
                  هالرفض .. راح يرجع يكلم عمته تقنعها يمكن تقتنع مع الايام ..
                  اما هي دخلت للغرفة وقعدت على الارض كانت تحس ببرد وجسمها كله يرتجف
                  لمت نفسها وهي تقاوم رجفتها .. وعيونها مركزة على الشباك المفتوح .. ماتدري
                  كم قعدت على هالوضع .. ماحست الا باصوات خواتها داخلين .. وحصة تكلمها
                  وهي مو مننتبهة لشكلها : شيخة وراتس ماجيتي العصرية اليوم عند صيتة ؟
                  موضي اللي من فصخت عباتها انسدحت على طول .. : ياشين التعب من اصبح
                  الصبح وانا ادوج .. ماخليت احد الا سيرت عليه تسني اودعهم .. " في هاللحظة
                  انتبهت لشيخة اللي ترتجف من البرد قامت لها على طول " بسم الله عليتس وش
                  فيتس ؟
                  نزلت دمعتها اللي عاندتها من اول على خدودها وبدت ترتجف بشكل اكبر لفت
                  على حصة : حصة جيبي البطانية اللي عندتس شيخة وش فيتس " وحطت يدها
                  على جبينها حست حرارتها شوي مرتفعة " مصخنة الظاهر ..
                  خذت البطانية تغطيها وهي تسمع شيخة تتمتم عليهم بكلمات مافهمتها .. قربت
                  اذنها منها : وشو ..
                  شدت البطانية حولها اكثر وتكلمت بكل وضوح : كان يبيني ورديته .. قلت له
                  مابيك .. عقب هالسنين كلها رديته ..
                  موضي على طول فهمت ان قصدها سعد .. من فرحتها صارت تغطرف : يا
                  بعد عمري يالشيخة والله انتس بنت ابوتس كسرتي راسه انا دارية انه ماهوب
                  مستانس مع هالشيفة اللي خذاها .. " وتكلمت بحماس " علميني متى ؟ وشلون
                  ابتسمت بصعوبة على حماس موضي .. وحطت راسها بحجرها وتغطت زين
                  وغمضت عيونها : بعدين اقول لتس ..
                  حطت يدها على راسها .. وخلتها ترتاح شوي .. اكيد ماكان قرار سهل عليها
                  ولا هو بالسهولة ترده وهي ماكان لها غيره وبدت تقرا عليها شوي تبي تحس
                  انها ارتاحت ..



                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    #89
                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \


                    اليوم كان وضعهم افضل من اليومين اللي راحو دار بينهم حوار ولو كان بسيط
                    الا انه افضل من الصمت اللي صاحبهم بالاول .. مع انه انسان مايسولف ولا
                    يتكلم كثير الا مع الناس اللي يرتاح لهم .. بس هي زوجته واكيد لازم يعرفها و
                    تعرفه .. خصوصا وهو يحسها انسانة فيها الكثير من الغموض وهالشي مكسب
                    حياته معاها اثارة غريبة .. كان توه مخلص صلاة العشا وقاعد على البحر ..
                    الجو كان بارد والهوا عند البحر يزيده برودة بس هو يحب البرد ويعشق البحر
                    وجلسته .. التفت وراه وشافها واقفة تناظره او تناظر البحر من خلف الزجاج
                    اشر لها بيده تجيه .. كان يدري انها جدا خجولة وهالخجل مخلي بينهم حاجز
                    كبير .. لف وجهه عنها لانه لو قعد يطالعها ماجات ابد .. وبداخله كان يتمنى
                    انها تجي تجلس معاه .. انتظر شوي واستانس انه سمع صوت خطواتها الهادية
                    تقترب منه جلست بعيد عنه وهي تطالع البحر وبصوت اقرب للهمس : صليت؟
                    رفع حاجبه وناظرها كان يبين الخجل عليها مهما حاولت تخفيه حمرة خدودها
                    ورفة رموشها .. وحركة يدينها المتوترة .. : ايه ..
                    حست بنظراته لها وماقدرت ترفع عيونها تشوفه .. نظراته تحرجها كثير وهو
                    ابد مايراعيها .. ومع هذا كلامه قليل جدا .. رغم انه يحاول يسولف معاها لكن
                    ماحست انه الانسان اللي ممكن يقول كل شي لها .. حست انه كتوم ومحد يدري
                    اللي بقلبه وهذا شي واضح عليه وبنفس الوقت غامض وهالغموض مخليها تحس
                    انه غريب عليها .. ماقدرت تحس للحين انه نصفها الثاني .. واللي راح يشاركها
                    العمر كله .. قعد يسولف لها عن اهله وشغله وعن خواته .. وعن لمياء اللي هي
                    تعرفها واللي جمعتهم مع بعض ..
                    ماينكر انه بلحظة عرف برفضها حس بقهر كبير منها ومن هالرفض اللي ماتوقعه
                    بس فيها شي مايخليه يقسى عليها .. ملامح تصور حزن فظيع مهما اخفته خلف
                    خجلها وابتسامتها .. مايدري هل حزنها على فقد اهلها او انه في حياتها اشياء
                    مسببة لها الحزن اكثر .. هو يتذكر كلمة لمياء يوم تقول له انها عانت بحياتها و
                    ماتبيه هو يزيد الهموم عليها .. بس مايبي يفتح عليها الجروح ولا يبيها تتكلم عن
                    اي شي محزن بهالفترة .. صحيح انه ماحبها ومستحيل يحبها في 3 ايام بس ..
                    لكن يحن عليها بشكل كبير وحاس بوحدتها وغربتها حتى ولو كانت في بلدها ..
                    شافها تلعب في الرمل بيدها بتوتر : نورة
                    رفعت عينها بسرعة والتفتت له : سم ؟
                    ماقدر يقول شي وهو يشوف عيونها اللي جات بعيونه .. كانت نادرا ماتكلمه وهي
                    تطالعه .. شعرها الطويل المتناثر واللي يطير الهوا بعض خصلاته اكسبتها انوثة
                    اكثر .. مايدري وش كان يبي يقول لها او بالاصح ضاع كل الحكي منه : قربي
                    ابتسمت بخجل : وين ؟
                    شاف حمرة وجهها اللي زادت وابتسم بخاطره عليها : قربي مني ليش جالسة بعيد
                    قربت شوي منه وهي تقاوم خجلها .. بس اشر لها بيده : قربي بعد اكثر .. تعالي
                    هنا جنبي .. " واشر لها على مكان جنبه بالضبط "
                    تسارع نبضها وهي تقترب منه .. قعدت قريب وحس انه ميت ضحك عليها بداخله
                    لو قال لها تقرب اكثر يمكن تذبحه كثر ماهو محرجها بهاللحظة : بس هذا اللي الله
                    قدرك عليه ؟
                    كانت بتصيح مكانها من الاحراج رفعت عينها وناظرته : هذاني جيت ..
                    قام من مكانه وجلس جنبه .. لف يده على خصرها ولمها له .. ونزل عينه يناظرها
                    يبي يكسر هالخجل اللي فيها : وين تبين تتعشين .. هنا ولا نروح لنا مطعم ؟
                    بلعت ريقها من هالموقف اللي هي فيه وطلع صوتها هامس : اللي تبيه ..
                    مسك يدها اللي تلعب فيها بالرمل وبدا ينفض الرمل عنها : وانا ابيك انتي تختارين
                    اي شي تبينه قوليه .. وماراح اسوي شي الا اذا تكلمتي ..
                    حس انه يدينها ترتجف كان ميت ضحك عليها وعلى حركاتها .. بدت ترف عيونها
                    اكثر وعرف انها بقمة توترها : خلاص نتعشى هنا ..
                    قرب وجهه منها وهمس في اذنها : بردانة ؟
                    هزت راسها بايه .. وهي تحس هالموقف زاد باحساس البرد اللي تحسه لمها اقوى
                    ومسك دقنها رفع راسها يناظرها .. حست بحرارة انفاسه على وجهها .. وبثواني
                    لثم فمها .. زاد احساس الخجل بداخلها اكثر .. مسك خشمها باصبعه وهو يضحك
                    على شكلها بهاللحظة : وش رايك نخلي العشى بعدين ؟
                    كان يدري انها مستحيل تجاوب عليه وهي بقمة احراجها ..وماكان يهمه اصلا اي
                    رد بوقتها .. ورغم انه مايحس بمشاعر حب جارفة تجاهها الا انه مايبي يقصر
                    ابد بحقوقها .. مايبيها ابد تحتاج لاحد بوجوده .. ورغم هذا كله مايبي يضعف لها
                    مع الايام ..



                    /
                    \
                    /
                    \



                    فتحت عيونها ببطء وهي تسمع صوت تلاطم امواج البحر في الخارج .. ناظرت
                    حولها وعلى طول غطت نفسها .. ماشافته جنبها وهالشي خلاها تحس بارتياح
                    كبير .. قامت بكل هدوء وهي تتلفت حولها .. دخلت تتسبح كانت الساعة بحدود
                    ال 7 الصباح .. هذي ثاني مرة تفوتها صلاة الفجر بوقتها استغفرت ربها وصلت
                    وطلعت تشوفه بس ماكان موجود .. " والله مدري هالادمي وين يروح " قعدت
                    بالصالة وقربت من التلفزيون .. قعدت تحوس فيه لحد ما اشتغل .. فزعت من
                    الصوت العالي ورجعت على ورى شوي .. اول شي جا في بالها تدوره لا يكون
                    شافها .. على طول رجعت تحوس بالازرار تبي تقصر الصوت .. طلعت لها
                    قائمة الشاشة والالوان .. ويوم حست انها بتجيب العيد سكرته وقعدت مكانها ..
                    ماعرفت وش تسوي هالوقت كله مو قادرة ترجع تنام ولا عندها شي تتسلى فيه
                    وماحولها احد .. تنهدت وهي تفكر بخواتها وبنات عمها وش يسوون الحين اكيد
                    جالسين مع بعض وهي قاعدة هنا لحالها .. ماحست بنفسها الا وهي تغط في نوم
                    عميق مكانها ..
                    اما هو من صحى وصلى الفجر كان حاس بملل فظيع .. ماكان يبي يصحيها ولا
                    يبي يزعجها .. طلع للبحر وبدا يمارس هوايته اللي انقطع عنها من زمان .. ورغم
                    ان البحر كان بارد الا انه استمر في السباحة .. ماكان عارف انها صحت او حتى
                    قعدت تدوره رجع للشاليه وهو يرتجف من البرد شافها نايمة في الصالة وابتسم
                    اكيد قامت وماشافته رجعت كملت نومها .. تسبح وبدل وطلع يجيب فطور بعد
                    حول الربع ساعة رجع وشافها على نفس وضعها شكلها مستغرقة كثير في النوم
                    ومو حاسة ابد باللي حولها ... حط الكيس على الطاولة وقرب منها .. يدري انها
                    خجولة جدا والحين لو صحاها اكيد بتموت مكانها من الخجل .. بصوت اقرب
                    للهمس : نورة ..
                    ماتحركت ابد او ابدت اي استجابة لندائه .. قرب منها اكثر وناداها .. فزت على
                    طول من سمعت صوته .. وبدون شعور تكلمت : وين رحت ؟
                    قام واقف على طول : صباح الخير بالاول .. تعالي افطري
                    جلس ينتظرها تجيه .. قامت رتبت شعرها .. ويوم تذكرت انها مكحلة عيونها
                    شهقت .. خافت ان الكحل سال من عينها وشاف شكلها وقفت على طول وراحت
                    للغرفة .. يوم شافها تروح فتح عيونه على اخرها استغرب انها طنشته " لايكون
                    بتكمل نومها بعد ؟ " ما اطال التفكير الا وهي جاية تمشي وهي مبتسمة .. قعدت
                    في الكرسي اللي مقابله وهي تناظر بيدينه اللي ماسكة الكيس ويوم شافته ماتحرك
                    رفعت عينها وشافته مبتسم : كل هذا نوم ؟ كل ماجيتك حصلتك نايمة ..
                    توردت خدودها خجل : وش اسوي يعني اقعد بلحالي بالطفش .. انت مدري وين
                    تروح وانا ماعندي شي يسليني .. وماعندي من يسولف معي ..
                    شبك يدينه تحت دقنه وركز نظره فيها : هالشي اعرفيه عني من الحين عشان لا
                    تنصدمين بعدين .. انا انسان ما اسولف كثير .. واذا رجعنا ان شاء الله وجلستي
                    مع خواتي بتعرفين هالشي منهم ..
                    ناظرته مستغربة : اجل وش اسوي انا اذا انت ماتبي تسولف معاي ..
                    هز كتوفه وهو يحط الفطور قدامها : مشكلتك هذي مو مشكلتي ..
                    كشرت على طول وبخاطرها رددت " مغرووور وربي مغرور " .. اول ما انتبه
                    لها لاحظ عليها التوتر .. هو ماكان يقصد اللي قاله بمعناه .. كان يبيها تفهم ان
                    هالشي فيه ومايقدر يغيره ولازم تتأقلم مع هالوضع .. لكنه قالها باسلوب ابد ما
                    كان مناسب .. ابتسم وهو يشوفها تهز رجلينها بتوتر : اليوم بعد المغرب بوديك
                    السوق .. منها نغير جو .. وبعد تشترين اللي خاطرك فيه ..
                    هزت راسها له بدون ماترد بشي .. تحس انها مشتاقة لاهلها كثير ودها بس لو
                    تلقى فرصة وتشوفهم لو شوي .. تحس ان هالثلاث ايام بالنسبة لها عمر .. على
                    الاقل لو تشوف راكان اهم شي تشوف احد من اهلها .. رفعت راسها وهي تشوفه
                    يقوم .. كانت خايفة انه يطلع او يروح مكان ويخليها لحالها .. حتى لو كان ساكت
                    او ما يتكلم بس على الاقل تحس بوجود احد معاها بنفس المكان .. : وين بتروح؟
                    لف من ورا الطاولة وقرب منها : بروح انام شوي قايم من صلاة الفجر .. وانتي
                    مابتجين تنامين ؟
                    حست بلهجته فيها نوع من الاستهزاء : انا وهذا نومي ماعجبك .. تبيني انوم اكثر
                    وتمسكها علي ..
                    اطلق ضحكة عالية على كلامها .. هو حاس من اول انه وترها باسها على خدها
                    وراح للغرفة بدون مايلتفت لها .. تاركها وراه غارقة في خجلها من حركته اللي
                    فاجأتها .. تمدد على السرير وكل تفكيره ياخذه لها فرق كبير بين برائتها وجنون
                    حنين .. انسانة طبيعية ماتعرف التصنع حس بشخصيتها القوة من اهتمامها انها
                    تعرف كل شي بنفسها كل هاللي تعيشه الحين جديد عليها بس ماعمرها سألته عن
                    شي .. ومن هالشي ادرك قوتها .. اعجبه خجلها وحياها اللي اوقات يطفشه ويتمنى
                    يكسر هالحاجز وتاخذ عليه اكثر الا انه يمنحها انوثة تجذبه .. توقع انه راح ينفر
                    منها .. ماراح يتقبل وجودها وراح يحس انها فرضت عليه .. لكن مايدري ليش
                    اذا صار معاها يحس انها خلقت له .. يكفيه احساسه بانه راح يكون لها كل شي
                    بدنيتها وماراح تلجأ لاحد وهو موجود ..




                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      #90
                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \


                      دخل المجلس وشافه قاعد ينتظره .. دايم هالانسان يجي له على كثر المشاكل
                      اللي سببها لاخته .. ماكان يحبه لكن للأسف كان قدرها تكون له .. : السلام
                      عليكم ..
                      طنش يده اللي مادها وقعد بمكانه المعتاد بصدر المجلس .. : من الاخر قول
                      وش تبي ؟
                      تنامى احساس الغضب بداخله وهو يشوف نظرات الاستحقار اللي بعيونه ..
                      رتب كلامه وتكلم : ابي ارجع زوجتي وعيالي
                      قاطعه على طول : توك تجي تسأل عنهم .. ؟ بعد شهر ونص جاين ترجعهم ؟
                      اغديك ترجع مع دربك اللي جيتنا منوه .. ومن هاليوم وطالع ما نعرفك ولا نبي
                      نشوفك بعد اليوم ..
                      قام واقف وهو يصارخ عليه : باخذهم غصب مو بكيفك .. والحين بيرجعون
                      معي وقدام عيونك بعد ..
                      ناظره وهو واقف : اختي بتقعد عندي في البيت معززة مكرمة ولا تبي الرجعة
                      معك ..
                      هالمرة حس انه واثق من قرار زوجته وهالشي خلاه يقعد للتفاهم معاه : وينها ؟
                      خلها تجي وانا اتفاهم معاها ..
                      حس بداخله احتقار عظيم له وهو متأكد من رضاها عليه مثل كل مرة : وش تبي
                      به ؟ تبي تغسل مخه مثل كل مرة وتحلف له انك تركت خرابيطك .. ؟ وهالمرة
                      التوبة ..
                      شافه ساكت وكأنه قاعد يفكر انتظره يتكلم لكنه اطال الصمت كمل كلامه : وش
                      فيك ساكت علمن ؟ .. وش اللي جاين تبيه اليوم ؟ مرتك ماهيب راجعة معك ابد
                      وبتقعد عندي هي وعياله وحتى لو كلمته واستسمحت منه ماهيب راضيتن عليك
                      لو تحب السما ..
                      لمح الثقة بكلامه.. و فك ازرار ثوبه العلوية : اذا ماتبي ترجع بكيفها بس
                      بناتي وولدي باخذهم غصب .. والحين يمشون معاي للرياض ..
                      ابتسم على كلامه وتكلم بصرامة : محدن يبيك ولا يبي الرجعة معك هذي اختي
                      وبناته بناتي ولهن مثل ما لبناتي عندي الخير واجد والله ماهوب مخلينا انا بربيهن
                      وبدرسهن وبزوجهن بعد .. وانت الله لا يشكر فضلك مانبي منك لاخير ولا شر ..
                      ضحك بصوت عالي وبانت اسنانه الصفراء القذرة : بناتي وتحت حكمي ومحد
                      يقدر يزوجهم الا انا .. واذا تبي تخليهم عندك انا باخذهم بالقوة والمحاكم بيننا ..
                      قام واقف وهو يأشر له على الباب : اطلع برا ولا اشوفك فهالبيت .. بناتك مالك
                      دخل فيهن .. دانا بزوجه ليزيد قريب وبتشوف انت بنفسك ..
                      ارتفع ضغطه من كلامه وفرضه قراراته على عياله وزوجته : بنتي ماتتزوج
                      الا اللي انا ارضى عليه .. وولدك مابيه ولابي نسبكم اللي ماشفت منه الخير ..
                      تعالت اصوات صراخهم للخارج .. كان يهدد ويتوعد انه ينتقم منهم اشر انتقام
                      وانه راح يحبط كل محاولاتهم اللي راح ينفذونها من وراه .. رفع صوته وهو
                      يهدد في زوجته وهو متوقع انها في البيت وتسمعه .. مايدري انها معاه وبنفس
                      المدينة بعد ..
                      بنفس الوقت على وقت صلاة العصر جات لها امها تصحيها : دانا يمه قومي
                      صلي بنروح لم بيتنا تاخذين كتبتس واللي تبين منوه .. ابوتس رايحن للقصيم عند
                      خالتس ..
                      فتحت عينها وهي تغطي بيدينها على عيونها .. من النور القوي اللي يدخل مع
                      الشباك : همممم
                      جلست جنبها ومسكت يدها تقومها : يالله وانا امتس لا تبطين اخاف يرجع قبل
                      لا نروح البيت ..
                      قامت وهي تمسح على وجهها : اي بيت اللي نروح له ؟
                      حست انها ماسمعت شي من اللي قالت لها : ابوتس رايحن لخالتس بالقصيم توه
                      يزيد معلمن .. قومي صلي هالحين نبي نروح نجيب كتبتس من البيت ..
                      اول ما استوعبت الموضوع فزت على طول .. قلبها عورها كثير .. تحس انها
                      ماتقدر تروح للبيت وتشوف كل الماضي الأليم هناك .. : يمه تكفين مابي اروح
                      روحي انتي وخوذي نجود او رغد .. اي وحدة فيهم بس انا لا تكفين ..
                      لاحظت توترها من الموضوع ورحمتها وحبت تتركها براحتها : ابشري هالحين
                      اروح لنجود اكلمه .. وقامت من عندها رايحة للصالة ..
                      ارتاحت كثير لتجاوب امها وتفهمها لوضعها .. ماكانت مستعدة ابد تروح للمكان
                      اللي ازهق برائتها وتركها انسانة تصارع الى الان لاستعادة ذاتها اللي فقدتها في
                      لحظات طيش ابوها ورغم انها تتصنع القوة الا ان داخلها مازال يئن وواقع تحت
                      وطأة الماضي بكل صوره .. تحتاج لاحد يقويها احد يفهمها ان اللي صار انتهى
                      ولا يمكن يصير ابد .. وان حياتها الحين افضل من قبل مازالت الى هاليوم تعاني
                      من اللي صار لها من طفولتها وكل الصور اللي تكررت قدامها .. قامت تتوضا
                      وتصلي وهي تشوف نجود جاية تاخذ عباتها وشنطتها : جودي ..
                      التفتت عليها وهي تلبس العباية : هلا ..
                      قعدت تفرك يدينها بتوتر : جيبي لي كل الكتب والملازم والدفاتر اللي كاتبة فيهم
                      محاضراتي .. " نزلت راسها شوي وقالت بصوت موجوع " وجيبي لي ميكي
                      ماوس بعد ..
                      ماكان ودها تصارخ عليها او تقول شي .. اسلوبها كان كافي انه يوضح مقدار
                      المها : لين متى يادنو ؟ وربي مايستاهل حبك ابد .. كل هاللي يصير لنا والعذاب
                      اللي نعيشه بسبته .. ليش للحين تبكين عليه ..
                      حطت يدها على فمها ماتبي تصيح .. وسمعت صوت امها تصوت على نجود
                      تستعجلها .. قربت منها نجود وباستها على جبينها : عشان خاطر امي انسيه ..
                      شوفي وش كثر تحملت عشان تسعدنا ..
                      مسكت يدها قبل تطلع : جودي تكفين ابيه تعرفيني ما انام الا لا صار بحضني
                      فلتت يدها وطلعت من الغرفة رايحة مع امها .. وراحت هي تتوضا وتصلي ..
                      ماتدري ليش رغم ان الماضي مؤلم لها الا انها تحن له .. تحن للحظات كانت
                      فيه مثلها مثل اي بنت تعيش حياة مستقرة .. وهالهدية اللي جاتها من ابوها في
                      طفولتها مازالت تحتفظ فيها كأغلى هدية ملكتها ..



                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...