سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #61
    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

    /
    \
    /
    \


    قام لصلاة الفجر باحساس غريب .. رغم انه نام متأخر ويمكن حتى ماشبع نوم بس في
    شي بداخله خلاه يقوم يصلي وبعدها يخطو خطوة مهمة بحياته ذكر ربه وقام من سريره
    وراح يتوضى .. طلع بعدها ولبس ثوبه وشماغه وطلع من جناحه .. شاف ابوه بالصالة
    واقف يسكر ازرار ثوبه .. سلم عليه وحب راسه ومشى معاه للمسجد وبعد الصلاة رجعو
    مشي للبيت .. كل ما جا ينطق اللي في خاطره شي غصب عليه يوقفه .. : يبه ..
    وقف مكانه وهو يشوفه يفتح له الباب : هلا ..
    دخل ابوه ودخل هو بعده وسكر الباب : الموضوع اللي قلت لي عليه " وسكت وهو حاس
    انه مو قادر يقوله " ابد الشور شورك .. وتوكل على الله ..
    فرحة كبيرة ارتسمت على وجهة شعور غامر بالسعادة اعتمر قلبه .. ورغبة جامحة انه
    يحتضن ابنه البكر اللي اخيرا فرحه بهالخبر اللي ينتظره من سنين .. : ماشاء الله تبارك
    الله .. الله يفرحك ياطلال مثل مافرحتني اليوم ..
    هالفرحة اللي شافها بعيونه .. وهالدعوة الصادقة زرعت نوع من الرضى بداخله رغم
    رفضه القاطع لهالزواج .. ابد مو مقتنع بالزواج ولا حتي مقتنع بالعروس .. وكل اللي
    سواه ارضاء لامه وابوه بس .. دخلو البيت وجلسو في الصالة هو من الاول ماكان يبي
    يطلع غرفته .. الفترة الاخيرة حس نفسه مسجون فيها .. وابوه من الفرحة قعد يسولف
    معاه ويخطط على كل الامور .. متى تبينا نروح .. ومتى تبي الزواج ومن هالسوالف ..
    هو كان متضايق من اسألته .. بس اضطر انه يجاوبه مايبي يخرب عليه هالفرحة اللي
    يعيشها الحين ..
    بعدها بفترة نزلت ام طلال وهي ماسكة راسها من الصداع اللي تحسه .. كانت الاضاءة
    خافتة .. وشافتهم جالسين بالصالة .. ولعت الانوار وجات عندهم وسلمت .. شافت ابو
    طلال مبتسم ابتسامة صافية .. وحست بشعور غريب يراودها هاللحظة " يارب انه
    اقتنع .. يارب فرح لي قلبي " : ماشاء الله جوكم صافي اليوم ..
    ابتسم ابو طلال على طول وناظر بطلال .. اللي نزل راسه عارف وش اللي يبي يقوله
    ابوه الحين .. رجع التفت لها وقال بفرحة : ابشرك بتفرحين بطلال قريب ..
    هالكلمة بس كانت كفيلة ببث سعادة كبيرة بقلبها .... التفتت له وماشافت اي معالم تذكر
    على وجهه .. : الله يبشرك بالخير .. ياجعله على البركة يارب هاه متى نويتو تروحون
    لهم ..
    ضحك بداخله عليهم لهالدرجة كان زواجه هاجس بالنسبة لهم يبونه يتزوج بأسرع وقت
    للحين اصلا مو قادر يستوعب شلون امه راضية انه يتزوج وحدة من قرية .. بطبعها
    انسانة لها قيمتها الاجتماعية .. ولها علاقات مع طبقات جدا غنية .. شي غريب انها
    رضت بإنسانة تعليمها ابتدائي .. وحالتها المعيشية سيئة .. وبالنسبة لعمرها ممكن تعتبر
    عانس .. للحين هو مستغرب ومو عارف وش اسبابها .. " سبحان الله نصيب " ..
    كان يسولف مع امه وابوه وللحظة بس تسلل الفرح لقلبه وهو يشوف سعادتهم الواضحة
    بملامحهم .. ضحك وهو يسمع صوت رسيل تصوت على الشغالات يحطون لها فطور
    جات لهم وسلمت وقعدت .. ومبين على ملامحا الطفش .. : اوف هالاختبارات تضيق
    الخلق .. يبه ماتعرف شي عن بيت ابو عادل ؟
    ناظرها مستغرب هالسؤال الغريب واللي مو في وقته : لا يابنتي .. لا ابوهم ينشاف ولا
    يجينا المسجد الله بس يتوب عليه ..
    زفرت هوا من فمها تطير خصلات شعرها اللي نزلت على وجهها : غريبة اتصل عليهم
    من يومين محد يرد علي .. حتى اختبار امس ماحضرته دانا .. والبنات بعد ماراحو مع
    سما للمدرسة ..
    تفاجأو كلهم من كلامها .. رغم انها مو اول مرة تصير .. كذا مرة يروحون لاهل امهم
    فجأة واكيد هالشي من معاملة ابو عادل لهم .. تكلمت ام طلال بعدم اهتمام .. اللي هي فيه
    اليوم اهم من اي شي ثاني بالنسبة لها : اكيد رايحين القصيم دايم ام عادل تروح اذا كثرت
    مشاكلهم .. " التفتت على طلال وبعدها ناظرت رسيل " باركي لطلال اخيرا بيعرس ..
    فتحت عيونها متفاجأة : والله .. اخيرا مابغيت ياخي ..
    ناظرها مستغرب .. كلهم طايرين من الفرح لهالخبر .. حس انه وده يطلق ضحكة عالية
    وهو يشوف مشاعرهم اللي ظهرت بهالمناسبة : يعني استانستي ؟
    قربت من امها وهي مبتسمة : اكيد طبعا استانست " وللحظة تذكرت انهم بيخطبون وحدة
    من القرية لطلال " لحظة الحين وافق يتزوج مين ؟
    ضحكت امها على طول لانها تدري وش هي ردة فعلها .. واستغربت اصلا انها فرحت
    يوم سمعت الخبر : اللي قلت لك عليها ..
    غطت وجهها بيدينها : لا تكفووون .. قولو اني احلم .. ياربي وش هالفشيلة .. طلال
    الحين انت من صدقك تبي تاخذ قروية ؟
    التفتو لها ابوها وطلال على طول .. وقبل مايقول شي تكلم ابوها وهي يخفي ابتسامته
    عنها : ايه بياخذ قروية .. وش فيها يا اخت رسيل ؟
    راحت وجلست جنب ابوها وتكلمت بكل هدوء وكأنها تبي تقنعه : يبه وش اللي وش فيها
    هذي لا هي من ثوبنا .. ولا لنا علاقة فيها اصلا .. تجينا وحدة ماتعرف تلبس ولا تعرف
    شلون تقابل الناس ..
    رفع طلال حاجبه وناظرها بعصبية : وانتي هذا اللي يهمك ؟
    حست بخوف كبير من نظرته وقالت بصوت هامس بالقوة سمعه : كل الناس مو بس انا
    مد ابوها يده ومسك يدها وقال بلهجة ابوية حانية : يابنتي كلنا من ادم .. وادم من تراب ..
    وانتي بتعاشرينها وان شاء الله انها تكون بنت حلال .. " وابتسم لها " وبتعرف تلبس ان
    شاء الله ..
    سمعو صوت صرخة مدوية بكل الصالة : يسسسسسسس يسسسسسسسس طلال بيتزوج
    القروية .. الحمدلله يارب والله اني من عرفت وانا ادعي ربي تكون من نصيبه كللللويش
    ضحكو كلهم عليها .. وهو انسحب على طول .. منظر سما وهي فرحانة بهالخبر خلاه
    يموت ضحك .. قمة التناقض بين ردة فعلها وردة فعل رسيل .. هالبنت كثير تشبه لمياء
    في تصرفاتها وطريقة تعايشها مع كل الناس .. حس بارتياح كبير انه تعدى هالخطوة اللي
    كان شايل همها .. وراح يبدأ بعدها الجد ..




    /
    \
    /
    \

    تعليق

    • *مزون شمر*
      عضو مؤسس
      • Nov 2006
      • 18994

      #62
      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

      /
      \
      /
      \


      قاعد عند التلفزيون وحاط المركى ورى ظهره ويلعب بلاي ستيشن مع صديقه وهم
      يشربون الشاهي .. : وربي انها ضايقة فيني بس خلها على ربك ..
      كان متحمس باللعب معاه .. من اول وهم يسولفون وحاس فيه قاعد يشكي له من اللي
      يصير لعمته وعيالها ماكان يحب يعلق بأي تعليقات قوية لانه مهما كان يعتبر شخص
      غريب بالنسبة لهم .. بس يبي يوزن الامور ويوضحها صح له : وانت ليش تتضايق
      مو تقول ان عمتك تركت له البيت باللي فيه خلاص يعني ان شاء الله المشكلة انحلت ..
      وقف اللعب شوي والتفت له ركز نظره على عيونه العسلية : تدري عاد اني متنرفز
      وانت مستغل الفرصة وتسجل علي اهداف .. لا ياخوك ما انحلت هذي مو اول مرة
      يتركون له البيت .. دايم وهذا حالهم ومجرد مايجي له ويعتذر ترضى وترجع معه
      للرياض .. والله مادري شلون افهمك الوضع .. واذا قلت له ياعمتي ابي ابلغ عليه خل
      ياخذ جزاه تحلفني بالله ما اتدخل بالموضوع ابد تقول ابو عياله وماتبيه يدخل سجون ..
      حك راسه ورجع ركز نظره عليه : وهي الصادقة .. ماتبي الناس يقولون لعيالها انه
      ابوهم خريج سجون ..
      اشر له بيده بمعنى انت صاحي : خريج سجون ارحم من حالته الحين .. على الاقل
      كثير من اللي طلعو من السجون تغير حالهم .. التزمو وعرفو طريق الحق .. وصارو
      احسن من واجد اللي للحين وهم مجرمين ..
      اشره له بعينه يرجع القيم : زين خلنا نكمل الحين .. وعمتك الله يهداها ماتدري يمكن
      هالمرة تكون صاملة .. وماترجع له ابد .. ولا على الاقل الين يرجع لربه ..
      بدا يلعب بحماس وهو يحس القهر يزداد بقلبه : انا مادري كيف ابوي يخليه ترجع معه
      والله لو انا مكانه قعدته غصبن عليه .. مادام هالرجال لاخيره ولا كفاية شره ..
      شرب الشاهي اللي بالبيالة كله ورجع يكمل له : يالله .. محد مرتاح بهالدنيا خلنا نوسع
      صدورنا ابرك .. بكرة ورانا دوامات وضيقة صدر ..
      ضحك من قلبه وهو يسجل الهدف الرابع : وانت حياتك كلها ضيقة صدر .. ياخي
      نفسي يوم اشوفك مستانس من اوله لاخره حتى لو استانست شوي تجي بعدها ضايق
      خلقك وطفشان ..
      ضحك على كلمته : وش اسوي يامتعب من المستشفى ومقابل المرضى والله يضيق
      الخلق .. بس الحمدلله على نعمة الصحة .. والله انه نعمة عظيمة .. عسى الله يشفيهم
      ويشفي مرضى المسلمين ..
      كملو نقاشاتهم اللي للحين ما انتهت من موضوع لاخر .. هالاثنين جمعتهم سنين الغربة
      رغم اختلاف تخصصاتهم الى انه جمعهم نفس المسكن خلال سنوات دراستهم للماجستير
      والدكتوراة في مدينة ليستر ببريطانيا .. بعدها استقرو في الرياض تجمعهم نفس الشقة
      بحكم انه اهلهم خارج مدينة الرياض اهل يزيد وساكنين بالقصيم اما اهل متعب ساكنين
      بالخبر .. تعودو اغلب اوقاتهم يكونون مع بعض .. مثل اغلب الاصدقاء .. قد يختلفون
      احيانا .. لكن غالبا هم متفقون .. شخصية يزيد مزاجية نوعا ما .. يعني ممكن يتغير
      مزاجه بأي لحظة الا انه تميزه طيبة قلبه الكبيرة .. عكسه تمام متعب اللي يعتبر انسان
      مرح جدا .. ويمكن اللي يجلس معاه يقول هالانسان مايعرف الزعل ابد .. لكن تعود
      بروحه الحلوة يقلب كل الامور لصالحه ..
      خلص القيم بفوز متعب كالعادة .. لانه انسان بارد الاعصاب يوصل للي يبيه بسهولة
      عكس يزيد اللي يعصب ويتنرفز ودايم يخسر بسبة صراخه واعتراضاته .. قامو بعدها
      اثنينهم كل واحد رايح لغرفته ينام .. باختلاف مشاعرهم واحاسيسهم .. واختلاف وش
      اللي يفكرون فيه بهاللحظة ..
      يزيد اول ما استلقى على سريره غرق بتفكيره في حال عمته وبناتها من عرف حياته
      وعمته متعذبة مع زوجها .. كان مقهور لانه يوم شافها شاف بعيونها انكسار عظيم ..
      شعور مؤلم بالانهزام والهرب .. صحيح انها كذا مرة تركت البيت بس كانت تقول لهم
      انها بتربيه .. وفعلا كان يجي لها ويترضاها وترجع له .. هالمرة لا قالت انها ماعاد
      بترجع له .. تقول انه قرارها الاخير وماراح تتنازل عنه .. ومن كل قلبه يتمنى لو فعلا
      يتخلصون من هالمرض الخبيث اللي لازمهم لسنوات طويلة .. يدري ان عمته قوية ...
      تحملت كل الظروف وتقدر تتحمل اكثر .. تعلمت من الدنيا كيف تتسلح بايمانها وتقوي
      عزيمتها .. بس بناتها شلون يقدرون يواجهون هالظروف الصعبة اللي عاشو وتربو
      فيها .. ورائد الطفل البريء اللي للحين مابعد فهم هالدنيا ماشاف منها الا ايام حزينة
      مؤلمة ... فعلا اطفال العوائل المستقرة نفسيا ينشئون اكثر سعادة من اطفال العوائل
      المتفككة ويواجهون تشتت اسري نتيجة ظروف خارجية .. او حتى ظروف
      معيشتهم اللي تحتم عليهم الابتعاد عن بعضهم .. مو الكل لكن الكثير هالشي هو اللي
      تعلمه طوال سنين دراسته .. من بكرة بيروح يدور لهم شقة مناسبة بيقعدون فيها
      الين تتخرج دانا من جامعتها وبعدها بينتقلون للقصيم بشكل نهائي انقلب على جنبه
      الأيمن وتعوذ من الشيطان .. واستغرق في نوم عميق ..




      /
      \
      /
      \

      تعليق

      • *مزون شمر*
        عضو مؤسس
        • Nov 2006
        • 18994

        #63
        رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

        /
        \
        /
        \



        صار له ساعة من وصل جالس مع خواله وقلبه مشغول .. يبي يروح لها ويجلس معاها
        يبي يتكلم ويرتاح .. ويريح قلبه وقلب امه اللي صار لهم حول ال 5 ايام مشغولة قلوبهم
        عليها وعن سبب وضعها اللي تعيشه الحين .. استأذنهم يبي احد يشوف له الطريق يبي
        يطلع لها الغرفة اللي هي فيها .. بعد ماشافو له الطريق طلع هو ونجود لغرفتها .. شاف
        امه قاعدة عند راسها وتقرا عليها .. اشر لها بعيونه يبي يعرف اذا هي نايمة او لا مدت
        يدها له : تعال يمه ..
        قرب منهم .. وشافها مغمضة عيونها وماتتحرك ابد .. جلس جنب امه وقلبه يعوره من
        شكلها .. ماتبي تاكل ولا تبي تكلم احد .. وهالشي اول مرة يصير لها .. طلب من امه
        تبعد عنها شوي ومسك يدها .. حسها مثل قالب ثلج من شدة برودتها .. مسح على شعرها
        وناداها باسمها .. انتظر انها تتكلم بس ماتكلمت .. وهالشي اصلا هو متوقعه وعارف
        من الاول انها ماراح ترد .. اشر لامه ونجود يطلعون من الغرفة ويخلونه لحالهم وفعلا
        طلعو ثنتينهم .. قرب منها اكثر وناداها بصوته الحنون : دنو .. انا داري انك تسمعيني
        بس ماتبين تردين .. كذا يعني تزعليني منك ؟ وانتي اللي طول عمرك ترمين همومك
        علي .. قولي لي كل شي .. تكلمي وربي لاشيل الحزن منك بس لايضيق صدرك ...
        بس تكفين اذا لي غلا وخاطر عندك بس ريحيني .. ترى ورب البيت ماعرفت انام من
        يوم قالت لي امي عن اللي صار لك وانا تعبان فهميني بس شلون رحتي عنده .. انتي
        كنتي عنده ؟ طقك ؟ فهميني الله يرضى عليك ..
        مد يده لها وضغطت عليها بقوة .. قربت منه اكثر وارتمت بحضنه وصاحت .. يمكن
        هذي اول مرة من صار لها اللي صار تبكي عند احد .. كانت كاتمة كل شي بقلبها ...
        ماتكلمت او شكت اي شي .. ضمها بقوة وخلاها تصيح بحضنه وحس باظافرها تنغرز
        بكتفه .. كان يبيها تفرغ كل اللي بقلبها بس تتكلم .. يبي يسمع تفاصيل اللي صار في
        هذيك الليلة .. انتظرها تتحرك او تبعد عن حضنه .. بس هي لقت هالحضن اللي كانت
        تتمناه من اول .. هالشخص اللي مهما رمت همها عليه يتحمل ومايشكي .. كان موجود
        دايم معاها باوقات كان ابوها يغيب عنهم .. وحتى امهم تكون عند اهلها لحد ماغيبه
        عمله عنهم من 4 سنوات بعد التحاقه بالجيش وعمله في تبوك ..
        مسك كتفها يبي يبعدها عنه شوي لكنها تمسكت اكثر فيه .. تركها براحتها وهو يهمس
        لها بحنية : دنو تكفين وربي ماجيت هالمشوار كله الا عشانك وماخذيت هالاجازة الا
        بعد حب الخشوم وانتي تعرفين شلون شغلي وارتباطاته ابي بس توعديني انك تقولين
        لي اللي صار لك .. وانا ادري بغلاتي عندك وادري انك عمرك مارديتني ..
        انتظرها شوي يبي منها اي رد .. بعدت عنه شوي وناظرته .. حس انها مخنوقة ومو
        قادرة تتكلم او توصف له مشاعرها اختصر كل شي بسؤال كافي انه يريحه ويريحها
        هي بعد من هالضغط النفسي اللي تعيشه : احد لمسك ؟ احد قرب منك .. " ماعرف
        شلون يوضح لها سؤاله كان خايف ومتوتر " يعني ..
        هزت راسها بسرعة بلا .. ونزلت دموعها على خدودها : لا ما صار شي بس واحد
        فيهم .. وبدت تتنهد وهي تحكي تفاصيل تلك الليلة المرعبة بالنسبة لها .. سمعها للاخر
        ارتاح كثير انه محد افقدها شرفها .. لكن تضايق من حال اخته .. اخطر الاوقات اللي
        ممكن تأثر على الانسان هي لحظة الاستيقاظ من النوم .. هاللحظة الانسان مايكون في
        حالة ادراك كلي للي حوله .. واي شي يتعرض له ممكن يأثر عليه بشكل كبير .. وهذا
        اللي صار لها .. صحت على عيون قذرة تلتهمها .. ويدين متطاولة تلامس جسدها ..
        وهالشي كان كفيل بهالصدمة النفسية اللي هي تعيشها ..
        كانت تحكي له كل شي وترتجف .. ومابين كلمة والثانية تتردد الحروف كثير .. كان
        واضح تأثير الصدمة عليها .. رحمها كثير هاللي صار لها مو قليل .. ضمها لصدره
        وبدا يهديها .. هو بعد يبي من يسكن اوجاعه ... يبي له من يداوي جراحه .. يتحمل
        كل شي عنهم بس مايبيهم يتضايقون او تتكدر خواطرهم .. مستعد يشيل هالحمل عنهم
        تعود هالشي من صغره .. دايم يكون موجود معاهم ولهم .. الاخ الكبير اللي كل بنت
        بهالدنيا تمناه .. : انتي قدها .. تحملي عشان خواتك ونادر .. وعشان امي .. ادري ان
        اللي صار لك مو سهل .. بس كنتي قوية وقدرتي تواجهينه .. تحملي عشاني انا ..
        مسكت المخده ولمتها بحضنها وضغطت عليها بقوة .. ناظرته وهزت له راسها : ان
        شاء الله .. بس ابي ارتاح ..
        مسكها من يدها وقام : تعالي معاي بس خلي امي تشوف انك طيبة عشان ترتاح طلبتك
        سحبت يدها بكل هدوء : بعدين .. مو الحين عشان خاطري .. انت قول لهم اني طيبة
        بس ابي اقعد لحالي ..
        ابتسم وهو يحس براحة انه غير من نفسيتها شوي .. اول مادخل لها ماكانت تتحرك او
        حتى تنطق بحرف واحد .. كلامه معاها واسلوبه خلاها تفك عقدتها شوي شوي وتقول
        له كل شي صار .. احترم رغبتها ودنق عليها حب راسها .. ومشى طالع من عندها ..
        قبل مايطلع تذكر انه ببيت خاله .. طلع جواله من مخباة ثوبه واتصل على امه تشوف
        له الطريق .. ثواني وجاته واول مافتحت الباب راحت لها عيونها على طول .. واول
        ماشافتها قاعدة وتناظر الشباك ارتاح قلبها انها قامت مسكها من يدها وسحبها لخارج
        الغرفة : مافيها الا العافية يمه .. بس خلوها ترتاح شوي وهي بتطلع من نفسها .. هي
        وعدتني وانا اعرفها ماتخلف بوعدها ابد ..
        حطت يدها على راسه : الله يخليك لي ياوليدي ويوفقك ..
        ابتسم لها وحب راسها وراح للمجلس يقعد مع خواله ..




        /
        \
        /
        \

        تعليق

        • *مزون شمر*
          عضو مؤسس
          • Nov 2006
          • 18994

          #64
          رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

          /
          \
          /
          \



          كل البنات طالعين من الصباح لبيت خالتهم الا هي كانت تحس انها تبي تختلي بنفسها
          شوي .. تبي تعرف شلون تقرر حياتها .. ابوها للحين مافاتحها بالموضوع رغم انه
          صار له متقدم لها من كم يوم .. رغم انها سمعته يتناقش مع امها كذا مرة بس للحين
          محد جا كلمها وهالشي زاد قلقها وخوفها .. تناهى لمسامعها همسهم في الصالة وهم
          يتناقشون في موضوعها .. سمعت صوت ابوها اللي اتعبته سنوات العمر ومشقات
          الحياة وصعوباتها : اخوها بيجينا وبشاوره وعقب بحاتسيها وباخذ رايها والله يامريم
          ماودي اكسر بخاطر خواتها .. يعني تهقين ماتجي بخواطرهن يوم اختهن اللي دونهن
          تعرس قبلهن ؟
          اشرت له بعينها تبيه يقصر صوته لا تسمعه موضي : خواتها مايبون يوقفون نصيب
          اختهن هن لاجاهن النصيب راحن .. وربعنا بيعذرونك هم يدرون بحالنا كله هالبنات
          ملي البيت .. من وين لنا نكسيهن ونطعمهن ؟ انشدو عن الرجال وتسانه رجالن سنع
          وراعي دين لاترده ياولد عمي ..
          سكت شوي وقعد يفكر بكلامها .. اوقات يقتنع .. واوقات ثانية لاشاف نورة وشيخة
          يتردد مايبي يجي بخاطرهم شي لاشافو اختهم اللي اصغر منهم بسنوات تتزوج قبلهم
          مايبي يبت في الموضوع الين يجي راكان للديرة بعد اسبوع ونص ويعرف رايه ...
          يبي يشاوره هذا ولده الكبير وسنده بهالدنيا ..
          من جهتها كانت تسمع كل الحوار .. كلام ابوها فتح جروح بداخلها هي بعد تتألم لهم
          تبي تفرح فيهم قبلها .. تتمنى لو ربي يكتب لهم نصيب وتشوف كل وحدة فيهم في
          بيت رجلها ومعاها عيالها ..
          وبنفس الوقت تحس انها ودها تصرخ وتسمع العالم .. تبي تقول لهم ابيه .. هالانسان
          انا احبه وابيه .. ومادام هو اشتراني انا بعد بشتريه ..كبر قدره بقلبها بعد ماتقدم لها
          حست انه فعلا شاريها مالتفت ابد لأي فوارق بينهم رغم انه مدرس وهي ماكملت
          تعليمها .. مثلها مثل اغلب بنات الديرة .. طوفان مشاعر يجتاح قلبها في هاللحظة
          تخاف ينرفض تخاف يقولون له تعال بعد مايتزوجون خواتها ويروح ولا عاد يرجع
          لهم ابد .. وهي تحبه وتبيه ومقتنعة فيه ..
          تعبت من كثر التفكير وحست انها لو بتقعد في هالدوامة بتتعب اكثر قامت على طول
          وراحت عند خواتها اول مادخلت عليهم تركت كل تفكيرها وهمومها وراها ورجعت
          لهم بشخصيتها المجنونة : من تحشوووووووون فيه ؟
          التفتو كلهم عليها مفزوعين .. ضحكت نورة على شكلها شعرها منتفش ومارتبته اول
          ماقامت : كدي شوشتس بالاول وتعالي عقب نعلمتس ..
          فطسو كلهم على شكلها وهي ترتب شعرها .. قعدت على طول وفكت جديلتها وبدت
          تسويهم من اول .. شعرها متوسط الطول ومو ناعم يعني متوسط .. بس اذا صحت
          من النوم ومع الحركة يعتفس كله ويصير شكلها حوسة ومضحك بنفس الوقت مدت
          يدها وخذت الابرة والخيط ..
          سحبته منها سارة على طول : شيلي يدتس عساها الكسر مانبيتس تخيطين معنا من
          زين شغلتس يالرفلا ..
          طقتها على يدها بقوة : ضفي وجهتس عني .. بخيط غصبن عليتس .. اعوذ بالله وش
          ذا الحسد .. الحمدلله ان رزقي ماهو بيدتس تسان انا ميتة من زمان ..
          حطت شيخة يدينها على اذونها وصرخت فيهم : بس اسكتو ادوختونا بهذرتكم لعنبو
          ابليسكن وانت ماتجتمعن الا وتطاقن ..
          ضحكو ثنتينهم وطنشو كلامها .. واستمرو بمناوشاتهم اللي تصير بينهم في كل مرة
          يجتمعون فيها ,, وحاولت موضي بقدر الامكان تترك قلبها الحين .. وتغيب نايف
          مؤقتا .. وتتركه خارج حساباتها حتى اشعار اخر .. وتتمتع بتفاصيل وقتها معاهم ..
          ماتدري يمكن اذا ربي كتب نصيب بينهم تترك الديرة وتروح معاه للرياض وتبعد
          عن خواتها وبنات عمها وبنات الديرة .. وماتشوفهم الا في فترات متباعدة .. مجرد
          ماطرى هالشي بداخلها ولد احساس حزن عميق على لحظة راح تفقد فيها هالقلوب
          الطيبة ..




          /
          \
          /
          \





          قاعد بغرفته قبال المراية يناظر كشخته .. فرحته لاتقاوم اليوم وهو رايح يتقدم لها
          كان يعد الدقايق والثواني يبي هالوقت يمر بسرعة ويطير لها .. فرحة لاتوصف
          بعد ما اعطي له الضوء الاخضر انه يتقدم لها هاليوم .. اليوم هذا اللي انتظره من
          زمان وتمناه والحين قدره له رب العالمين .. ناظر في نفسه بالمراية كان راضي
          عن شكله يحس ان فرحته والحب اللي بعيونه يجمله اكثر .. ابتسامته تزين وجهه
          وتزيده جاذبية على جاذبيته .. احساسه يقول له انها راح توافق عليه .. هالشي
          هو متأكد منه بعد ماجس النبض .. ماراح يطول بالملكة وامور الخطبة .. فترة
          بسيطة ويتزوج على طول .. شهرين او ثلاث بالكثير يكفيه هالسنين اللي قضاها
          في انتظارها .. مايبي يضيع يوم واحد بعيد عنها .. تفكيره كله يروح لها مايقدر
          يقاوم احساسه الجارف اللي يحبها بجنون .. سمع صوت ابوه يستعجله .. التفت
          له على طول وابتسم على مضض .. هالصوت صحاه من ذكرياته المريرة وخلاه
          يستوعب واقعه ... هالمرة غير كل التفاصيل تختلف .. ولا
          شي مثل قبل .. لا احساس اندفاع وحب جارف يسبقه ولا لهفة وانتظار وترقب
          لهاليوم .. ولا اي اشعور اخر .. مجرد شخص مسير على كيف مايرضي ابوه
          وخلاص .. رايح معاه ارضاء له ورغبة منه يفرحه ويحسسه بالسعادة اللي هو
          يتمناها .. فرق كبير بين خطبته الأولى والحين .. برود بداخله واحساس بتبلد
          يلف مشاعره .. يمكن لانه رضى بالامر الواقع واستسلم لهم بالاخر .. هم يمشونه
          على كيفهم وين مايبونه يروح هو معاهم .. بيروحون للمياء اللي قالت لهم انها
          بتكلم نورة يوم السبت او الاحد وهم يجون يوم الاثنين يتقدمون بشكل رسمي
          وبعدها ترجع معاهم للرياض الى بعد العيد .. ووقتها يتلقون جواب اهل نورة
          على خطبتهم ..
          نزل وشاف امه وخواته قاعدين هم بعد ساحبين على الدوام كعادة اغلب الطلاب
          في المدارس والجامعات اخر يومين او ثلاثة قبل الاجازة يعطون انفسهم اجازة
          مسبقة .. رسيل مبوزة ومو عاجبها الوضع ابد وتناظر فيه بنظرة رجاء انه يغير
          رايه في اخر لحظة .. اما سما كان الحماس ظاهر عليها .. قرب من امه وحب
          راسها ويدها : ادعي لي يمه تكفين ..
          رفعت يدها للسماء ورفعت صوتها وهي تدعي له : الله يوفقك ياوليدي ويسهل لك
          دربك ويسخر لك بنت الحلال وتوافق عليك ويتمم عرسك على خير يارب ..
          ناظرها ابو طلال بنص عين : الدعاوي كلها راحت لحبيب القلب والمسكين اللي
          رايح معاه بنفس الخط ماجاه شي .. حتى لو انها دعوة بالغلط ..
          ابتسمت على كلامه : الله يوفقك ويوفقه بس هو معرس وابي افرح فيه لا تسوي
          فيها الحين تغار من ولدك ..
          كان واقف مكانه يناظرهم واضحة الفرحة عليهم ناظر سما وهو يشوفها مطلعة
          عيونها فيه حس انه وده يبوسها .. فيها شقاوة حلوة تبين على نظراتها وحركاتها
          شافته يناظرها واستغلت الفرصة شوي : طلال تكفى بروح معاكم .. كلهم حالفين
          علي ما اروح .. واللي يسلمك طلبتك ..
          ناظرها مستغرب .. هذي تتكلم جد ولا تمزح .. بس اللي اكد له كلامها رد رسيل
          عليها بعصبية : اوووه ترى قلبتي روسنا بحنتك .. وين تروحين له .. على بالك
          يعني تمشية ووناسة ..
          التفت لها ابوها وقال بصوت حازم : وانتي للحين على هالموال .. قلت لك لا من
          الاول لا تقعدين تغثين اخوك بعد .. ان شاء الله اذا ربي كتب نصيب بينهم تروحون
          معنا ..
          قامت رسيل بترقى لجناحها وقالت بلا مبالاة : وع .. وين نروح له اصلا .. عني
          انا متنازلة والله لو تحبون السما مارحت لهم .. هذا اللي ناقص بعد ..
          ماردو عليها لانهم من فتحو هالسالفة وهذا موالها بعكس حماس سما الغريب سلمو
          عليهم واستأذنوهم طالعين .. ركب طلال سيارته وركب معاه ابوه .. ورددو دعاء
          السفر
          "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين * وإنا
          إلى ربنا لمنقلبون )
          " اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا
          سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني
          أعوذ بك من وعثاء السفر، وكابة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل" .. وتوجهو
          لقرية العتيق .. مكان مايسكنون بيت ابو راكان ..




          /
          \
          /
          \


          انتهى الفصل الاول

          تعليق

          • *مزون شمر*
            عضو مؤسس
            • Nov 2006
            • 18994

            #65
            رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

            الجزء الخامس
            الفصل الثاني ‎‎‎‎



            /
            \
            /
            \



            { .... يا الله اي جنون يعتريني لانسلخ مني ..
            واي غباء يكاد يفقدني ذاتي ..
            بل اي حنين بات يسلبني لحظات الفرح ..
            واصبحت انزفك جرحا .. حتى اخر قطرة ندم ..
            هل بات حبك وصمة ألم .. اتعايش معها ماتبقى من العمر ؟
            رحماك ربي فما عدت احتمل هذا العذاب ..



            طريق جديد لأول مرة يسلكه .. غريب عليه هذا الطريق .. والأغرب ثورة مشاعر
            متناقضة بداخله .. مابين احساس الاندفاع لتجربة جديدة قد تحمل الفرح او الحزن
            ومابين التفكير بالماضي .. كان اغلب الطريق ساكت واذا تكلم قال جمل مقتضبة
            ناظر لمفرق في الطريق وماعرف وين يروح بالضبط وهدا شوي : هالحين شلون
            اكمل طريقي ولا اروح يمين ؟
            التفت ابوه يناظر اللي حوله .. : امش قدام اسأل الراعي اللي قاعد تحت الشجرة ..
            راح له وكلمه من شباك السيارة .. اخذ منه الوصف بالضبط وتحركو اول مادخلو
            القرية ذهل من اللي يشوفه .. اطفال في عمر الزهور بثياب ممزقة الا القليل منهم
            يلعبون بطرف القرية بأقدام حافية .. وبيوت طينية جدا صغيرة دخلو للداخل اكثر
            وكل ماتعمق في القرية زاد تفاجأه .. التفت لابوه وشاف نفس علامات الدهشة على
            وجهه تجمعو حوله اطفال الديرة اول مرة يشوفون سيارة بهالفخامة اغلب السيارات
            عندهم وانيتات .. حتى المدرسين سياراتهم عادية او حتى سيارات قديمة لمثل هالطرق
            نزل قزاز الشباك واشر لواحد من العيال يجي له .. كان مستانس حيل انه ناداه وراح
            له ركض .. وجو معاه باقي العيال يبون يشوفون هالانسان اللي عمرهم ماصادفوه ..
            ابتسم له ابتسامة بريئة وانتظره يتكلم .. : وين بيت ابو راكان ؟
            قرب منه ولد كبير شوي ومبين انه في المتوسط .. : بيت عمي عبدالرحمن بعيد مو
            هنيا .. " حك راسه وهو يناظر في البيوت وماعرف شلون يوصف له " امش وراي
            وانا اعلمك ...
            وقبل يتكلم طلال تكلم ابوه يخاطب الولد : اركب وانا عمك ..
            استحى الولد وبانت علامات الخجل .. على وجهه قرب من السيارة وركب في السيت
            الخلفي وعيونه على كل العيال اللي يناظرونه وبداخلهم يتمنون لو كانو مكانه .. كانت
            لمعة الفرحة بادية في عيونه وهو يتأمل داخل السيارة .. التفت له ابو طلال وابتسم
            له : يقرب لك ابو راكان ؟
            نزل عيونه وتكلم بخجل : ايه عمي اخو ابوي الله يرحمه ..
            هز له راسه : الله يرحمه يارب ...
            كان يدلهم الطريق الين وصلو بيت طيني صغير بجانبه عدد من البيوت وامامه امتداد
            لارض مافيها بناء .. شاف مجموعة رجال قاعدين .. اكيد انهم رجال القبيلة مجتمعين
            عند ابو راكان .. على طول نزل مشعل يركض ووقفو الرجال الا رجال واحد فيهم
            ظل قاعد مكانه .. نزل ابو طلال ونزل بعده طلال اللي للحين مو قادر يستوعب اللي
            هو يشوفه .. ومابين احساس الشفقة بداخله على هالناس وطبيعة معيشتهم تولد بداخله
            احساس اخر انه بزواجه بينتشل انسانة من صميم الفقر .. سلمو على الرجال وقعدو..
            انصدم يوم شاف ابو راكان وهالشي خلا احساس الشفقة يكبر اكثر من قبل حس انه
            بهالزواج راح ينقذ عائلة كاملة من الفقر والألم .. ورسم بداخله نوع من الرضى انه
            يعمل هالخير لهم .. الموضوع كان ممهد مسبقا .. واليوم هم يتقدمون بشكل رسمي ..
            تكلم ابو طلال كرجل محنك واستمعو له باصغاء تام اما هو فضل صمت يوم تكلمو
            الشياب .. اعجب في رجال القبيلة .. اللي يجمعهم مع بيت ابو راكان اواصر معرفة
            وتقارب حتى لو من بعيد لكنهم جو اليوم يشاركونه هالفرحة : وابد والله يا ابو راكان
            ان شاء الله اذا ربي كتب نصيب نعرفكم اكثر .. واي شي تبي تعرفه انا حاضر
            هذا هو ولدي رجال كلن يشهد له بالصلاح .. ومو لأنه ولدي قاعد امدحه .. هذي
            شهادة كل من يعرفه ..
            بانت معالم الفرحة على وجه ابو راكان .. كان مستانس اليوم بخطبة نورة اللي من
            اول والكل يدعي لها ربي يرزقها بالزوج الصالح تكلم بعد ما اطال التفكير : والنعم
            والله يا ابو طلال .. رجالن طيب ومن نسلن طيب .. واحنا ياخوك نشري الرجال
            ومانبي لبناتنا الا الستر ..
            استمر النقاش والحوار بينهم قرابة الساعتين .. حتى صدح صوت الحق معلن دخول
            وقت صلاة المغرب .. قامو بعدها كلهم للمسجد القريب .. وقعد ابو راكان يصلي
            مكانه ..
            رجع من الصلاة ومشى معاهم يلتمس الطريق .. بدا الظلام يحل .. والانوار قليلة
            في هالمكان والبيوت فيها مكتفين بانوار عند الباب الخارجي بعضها مكسر والبعض
            الاخر معطل .. جلس وهو ينتظر ردهم على كلام ابوه .. ومايدري ليش حس انه
            يبيها يمكن احساس الشفقة اللي كبر بداخله خلاه يتحمس انه يعوضها عن هالحرمان
            اللي تعيشه ..او يمكن لانه حس انها ممكن تكون مختلفة تناقض تمرد وشراسة حنين
            اللي اتعبته تكلم مع ابو راكان بكل راحة وهو يحس هالانسان يدخل القلب من اوسع
            ابوابه .. راحو الكل لبيوتهم وبقو هم وابو راكان وعيال اخوه بدون اي تعقيد للأمور
            ابتسم بوجهه السمح لابو طلال وتكلم بكل حب : على بركة الله يابو طلال ..
            ناظرو بعضهم مستغربين .. وتكلم ابو طلال يستفسر : يعني شلون تم الموضوع ؟
            ابتسم له على طول : تم وانا اخوك .. ومتى ماتبون العرس والله مانردكم ..
            هز راسه يبي يستوعب اللي ينقال .. هو توه مقرر يخطب وهذول وافقو ويتكلمون
            عن العرس بعد .. : بس ياعمي الله يهداك شاور الأهل بالأول .. وبعد ابي اعرف
            راي البنت ..
            اشر له بيده بمعنى لا : بنتي رايها من رايي ماعمرها عصتني.. وانا قلت كلمتي والله
            ما اردها ولا ابدلها ..
            قبل يتكلم اشر له ابوه بيده يسكته : اجل توكلنا على الله .. وخير البر عاجله بس خلنا
            نروح نبلغ الاهل وبعد العيد ان شاء الله نجي لكم بالمهر ونحدد العرس ..
            تبادول هالاثنين الابتسامات وجلس هو بينهم مذهول .. ابد ماكان يتوقع يصير هالشي
            يعرف الابو يشاور اهله ويسأل البنت عن رأيها ويردون عقب اسبوع او اثنين او حتى
            يمكن اكثر .. توه مابعد استوعب وضعه الجديد .. حددو الملكة بنفس يوم الزواج حسب
            عادات اهل هالديرة .. كان يقاوم كل الصراعات اللي بداخله .. صراخ من الاعماق
            " يارب هذا كله حلم " فتح عيونه وشاف كل شي قدامه .. سمع كل الكلام اللي مايبيه
            شاف ابوه يطالعه .. وابتسم لابو راكان مجاملة .. استأذنوه ومشو راجعين للرياض
            بعد ماطلعت لهم لمياء من بيت ام محمد اللي كانو مجتمعين فيه الحريم ..





            /
            \
            /
            \

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              #66
              رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

              /
              \
              /
              \



              قبلها بوقت وقبل مايجي طلال وابوه كانو البنات مجتمعين .. نورة ركبت راسها
              ماتبي هالعرس ابد .. رغم كل محاولات اقناعها الا انها رافضة كليا لهالموضوع
              وماتبي حتى النقاش فيه : يمه واللي يسلمتس مابي اطلع من الديرة .. لاحد يغثني
              تسانه يبي العرس ياخذ شيخه ..
              شهقت شيخة على طول وقالت باعتراض : يقال لي الحين بايرة يومتس تنازلتي
              عنه .. حلال عليتس مابيه ولا ابي العرس ..
              قربت منها خالتها ومسكتها مع يدها : هذا كلامتس ؟ وانا اقول نورة العادزل اللي
              كلن يشاورها وياخذ رايها وشوله تركبين راستس وماتبين العرس يابنيتي اذا ماهوب
              عشانتس عشان خواتس اللي ينتظرن نصيبهن يجيهن لا اعرستي .. هماه ابوتس
              مايبي يزوج موضي الا عقب ماتعرسن انتي وشيخه .. كبري عقلتس ولا تظلمين
              خواتس وانا خالتس ..
              مسحت دمعة وحيدة نزلت من عينها وناظرت خواتها اللي يناظرونها : خواتي على
              عيني وراسي بس عرس مابي .. انا من عرفت الدنيا وانا ماشوف الا هالديرة شلون
              تبوني اروح لمتسان ما اعرفه .. ولا اعرف اهله .. وهاللي جايني وش اللي يدريني
              تسانه صاحي ولا علومه شينة ..
              ناظرتها امها بنظرة حانية .. وربتت على كتفها : اخوتس بينشد عنه .. وعن اصله
              وفصله .. لاتكسرين بخاطر ابوتس ماشفتي فرحته يوم درا باللي جايينتس ..
              سمعو صوت الباب وعرفو انها لمياء جايتهم ركضت نورة للحمام ( تكرمون) تبي
              تغسل وجهها .. سحبت نفس عميق ومسحت وجهها بطرف كمها .. رتبت شعرها
              ورسمت ابتسامة مغصوبة على شفايفها وطلعت سلمت عليها تكلمت معاهم وسولفت
              كانت تشوف الفرحة بعيونها بس ماقدرت تتقبل هالفكرة ابد من امس وهي تعارض
              وترفض ومحد سمع لها .. يشوفون في رفضها رفس للنعمة اللي المفروض تحمد
              ربها عليها رغم انهم مايعرفون وضعه المادي ولايدرون مستوى الثراء اللي يعيشه
              الا انه رجل عازب من المدينة معناها فرصة ذهبية يحسدونها عليها كل بنات ديرتها
              بعد نص ساعة من جلستها معاهم استأذنتهم انها تبي نورة على انفراد ودخلت معاها
              بالغرفة وسكرو الباب .. كانت نورة مبتسمة في داخلها لانها تدري انه كل شي بينقال
              راح يسمعونه .. لانه البيت صغير والغرف متلاصقة .. جلست هي وياها بينهم دلة
              القهوة .. بطبعها خجولة ماتعرف شلون تتكلم مع اي ناس من غير ديرتها .. لاحظت
              لمياء ارتباكها وحيرتها .. مبين من حركة عيونها مو عارفة تركز نظرها على شي
              معين : اليوم جيتك ابي اعرف رايك .. ادري انه صعب تفكرين وتقررين بيوم بس
              ابي اعرف وش اللي جا في بالك ؟
              حست بحرارة بوجهها .. اللي صار احمر من هالموقف .. : والله مدري وش اقول
              لتس يا ابلة ..
              مسكت يدها وظغطت عليها تبي تهدي رجفتها : ناديني لمياء .. مالها داعي الرسمية
              رفعت راسها وابتسمت لها وحاولت توصل لها رفضها بافضل طريقة : انا مابي
              ابعد عن اهلي وعن الديرة .. ماتعودت اعيش الا مع جماعتي وبديرتنا .. واخوتس
              بيلقى اللي تسعده ان شاء الله .. " وترددت الحروف بداخلها .. كانت تحاول تقاوم
              رجفة يدها .. وحرارة وجهها اللي تصاعدت " تكفين لا تحرجيني ..
              احترمت رغبتها في الرفض .. شي طبيعي لانسانة عاشت 29 سنة من عمرها في
              قرية كل من حولها بالنسبة لها اهل .. خصوصا انها لاحظت ان هالبنت محبوبة عند
              كل اللي حولها : نورة انا مابي اجبرك على شي .. انتي فكري واستخيري وان شاء
              بتلقين الخيرة في اللي كتبه لك رب العالمين ..
              حاولت تعترض بس اشرت لها تسكت : لاتقولين شي الحين ولا ابي اسمع اي كلام
              لافكرتي واستخرتي ردي لي .. واي قرار تتخذينه راح يرضي الكل ويرضيني حتى
              لو رفضتي ..
              نزلت راسها تفكر بكلامها ..بالاخير استسلمت لها كنوع من رد الجميل للإنسانة اللي
              وقفت معها في اصعب ظروفها : ان شاء الله ..
              كان كل شي بداخلها رافض لهذا الزواج بكل صوره .. هي تشوف ان العريس مو
              مناسب لها .. او بالأصح هي مو مناسبة له .. ومنظورهم لها منظور شفقة مو اكثر
              وماتبي تبني حياتها على اساس شفقة قد يتصدع او حتى ينهدم هذا الاساس اذا حست
              انها بلا كرامة في زواج غير متكافيء بنظرها .. رجعو يجلسون معاهم بالصالة ...
              كانت كل النظرات مصوبة عليها .. شافت بعيون موضي ترقب وهالشي زود الإلم
              بداخلها " اعذريني ياموضي .. هالمرة بخيب رجاتس " غمضت عيونها وهي تسمع
              سوالفهم .. وبداخلها دعاء يتردد انه ربي يصرفه عنها ..



              /
              \
              /
              \

              تعليق

              • *مزون شمر*
                عضو مؤسس
                • Nov 2006
                • 18994

                #67
                رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                /
                \
                /
                \


                بعد مامشو رجعو لبيتهم كانو رايحين بقلوب كلها فرح وترقب الا هي .. تمشي
                وكأنها تساق الى موتها .. تدري انه مستبشر خير من كلامه امس .. بس هي الحين
                بتخذله .. اول شخص يتقدم لها بحياتها بكل سهولة ماتبيه .. رغم انها بنظر الكل
                عانس وهذي فرصتها الوحيدة الا انها رافضة هالفرصة مهما كانت النتائج .. دخلت
                تصلي العشا .. وتمددت بالغرفة تبي ترتاح ارهقت نفسيا وجسديا هاليومين .. وماتبي
                تتعب نفسها اكثر ..
                سمعت صوته يناديها من الصالة وفزت على طول رايحة له .. شافت امها وخواتها
                وسلمان قاعدين حوله .. جلست وهي تتجاهل نظراتهم لها .. : سم يبه ؟
                اشر لها تجي جنبه : تعالي عندي وانا ابوتس ..
                قربت منه وهي تحس قلبها يضرب طبول ماتدري شلون تقول له انها ماتبي هالعرس
                نزلت راسها وناظرها ابوها .. شوي وتكلم : مثل ماتعرفين يابنيتي اليوم جاتس ناس
                يخطبونتس .. وانا عطيتهم ..
                فتحت عيونها على اتساعها تبي تتأكد وش اللي سمعته : وش عطيتهم ؟ " للحظة بس
                استوعبت معنى كلامه وتساقطت دموعها على طول " شلون يعني ؟ الحين انت خلاص
                موافق وقاضي وحتسيي مايغير شي ؟
                ناظر زوجته مستغرب ردة فعل نورة هو كان يتوقع انه همها تتزوج مثلها مثل اي
                بنت بس الحين تفاجأ بهالرد : انا عطيت الرياجيل كلمة .. وهقوتي فيتس ماتكسرين
                كلمة ابوتس ..
                التفت على امها وخواتها .. تبي احد يتكلم يقنعه يفهمه انها ماتبي تروح عنهم او تبعد
                ماتبي هالعرس مادامه بيعيشها بعيد عنهم قالت بصوت مكسور : بس انا مابي هالعرس
                يبه ..
                ضغط على نفسه وحاول لأول مرة يكون صارم معاها بكلامه : نورة .. انا قلت كلمتي
                وما اعيدها .. انا ابوتس واعرف مصلحتس اكثر من نفستس ..
                قامت واقفة وهي مو مصدقة انه هذا كلام ابوها او تفكيره : بعتني يبه ؟ يوم شفت المال
                والجاه اللي بيجي لك من هالعرس بعتني رميتني لهم انا نورة الغالية ترميني لهم عشان
                وصخ دنيا ؟
                قاطعها بلهجة حازمة : انا مابعتس ولا رميتس .. انا شريت الرجال اللي جاين عشانتس
                وماقلت كلمتي الا وانا عارف ان الله مايخيبني ..
                شافت شيخة تقوم وتدخل الغرفة .. بدت دموعها تغرق خدودها وهي تحاول تستوعب
                اللي يصير .. مجرد اجبارها على الزواج اهون مليون مرة من فكرة انهم باعوها بدون
                حتى مايشاورونها .. : يبه انتو حتى مانشدتو عنه .. ماتدرون هو صاحي ولا مجنون
                ارخصتني وانا اللي كنت اظن اني غالية عندك .. شلون تبيه يقدرني اذا اهلي ماقدروني
                تسنكم ماصدقتو احد يطق الباب ورميتوني عليه ونزلت راسها وبدت تنشج نشيج يقطع
                القلب .. غطت وجهها وراحت للغرفة بعد ما التزم الجميع الصمت كان كلامها موجع
                مؤلم .. ابوها كان يبي يسعدها مادرى انه بيشوف دموعها بس هو ما ارخصها .. يبي
                لها السعادة ورضى بالانسان اللي توسم فيه الخير جاتها امها وشافتها قاعدة بركن الغرفة
                الصغيرة حاطة راسها على رجلينها وتصيح .. : بس يانورة .. بس وانا امتس لاتقطعين
                قليبي والله انه مايهون علي صياحتس .. يابنيتي محد ارخصتس الشاهد الله كلنا نحبتس
                ونغليتس .. وابوتس ما رضى باللي جاتس الا وهو عارف انه رجال ..
                رفعت راسها لامها .. كان خشمها احمر من الصياح .. ناظرت دمعة بعين امها : ياليته
                غصبني عقب مانشد عنه .. وربي ارحم علي من هاللي يصير الحين .. تهقين وش قال
                الرجال علي ؟ طايحة بتسبودهم .. ماصدقو يجيهم اول معرس ورموها عليه ..
                مسحت على شعرها الطويل وسكتت ماتدري وش تقول لها .. كلامها جدا في الصميم
                رجعت نورة دفنت راسها بين يدينها وقعدت تصيح احساس مقيت اللي يراودها بهاللحظة
                هي طول عمرها تتمنى تتزوج مثلها مثل كل اللي بعمرها واللي الحين عندهم عيال بعد
                بس ماكانت تبي تتزوج بهالطريقة المهينة .. حست بأنها كانت عبء ثقيل على اهلها
                هم ماصدقو حصلو اول فرصة وتخلصو منها .. تجاهلت كل اصوات التهدئة حولها
                ماكانت تبي احد يخرجها من دوامة معاتبتهم حتى ولو كانت بداخلها .. كل تفكيرها راح
                له هو .. ماتلومه ابد لو ظن انها انسانة رخيصة مالها اي قيمة تذكر .. تسائلت بداخلها
                كيف ممكن هالشخص يقدرها ويحترمها وهو يشوفها بضاعة بيعت له بثمن بخس ..
                وقت طويل مضى عليها وهي في مناحتها .. حست بصدرها يألمها من كثر النحيب ..
                رفعت راسها ومسحت وجهها بظهر كفها .. شافت موضي قاعدة جنبها ويدها على
                راسها .. حاولت تبتسم لها بصعوبة وماقدرت .. رمت نفسها بحضنها ورجعت لها
                نوبة الصياح من جديد تكلمت بصوت متقطع من بين شهقاتها : يبون يبعدوني عنكم
                ياموضي .. والله مابي اروح انا شلون اقوم الصبح وما اشوف امي وابوي بالصالة
                من اللي يكد لمنيرة شعرها ؟ من اللي يحنيكن ويخيط لكن هدومكن ؟ علميني ياموضي
                شلون لا جا المطر ما اطلع معكن نتمشى بالمزارع .. و .. و وضاع منها الكلام بوسط
                شهقاتها ..
                ضمتها بقوة وهي تمسح على ظهرها : كلنا بنعرس وبنروح يانورة ..
                قاطعتها بسرعة : بس انا مابي اروح .. الله يخليتس قولي لهم ابي اقعد معكم .. تكفين
                ياوخيتي .. ورجعت تبكي بصوت اعلى .. ماكانت تحس باللي حولها .. حزنها اكبر
                واعظم من مقدار تحملها ..
                نزلت دموع موضي عليها .. وحولها خواتها يناظرونها .. كلهم ساكتين ودموعهم
                على خدودهم .. تلاشى صوت بكائها .. وهدت انفاسها عرفت انها اكيد الحين نامت
                اشرت لشيخة تقرب منها .. مسكتها شيخة ومددتها على الارض ولحفتها ..
                ليلة كان المفروض تحمل لهم الفرح .. باتت واحدة من اتعس الليالي اللي مرت عليهم
                بحياتهم احساس حسرة كبير بداخل ابو راكان من سمع كلام بنته .. يمكن هو تسرع
                بس كان هدفه انه يسعدها ويعوضها عن حرمانها ليلة كئيبة مرت ببطء شديد عليهم
                رغم محاولتهم انها تمضي مثلها مثل كل ليلة ..




                /
                \
                /
                \

                تعليق

                • *مزون شمر*
                  عضو مؤسس
                  • Nov 2006
                  • 18994

                  #68
                  رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                  /
                  \
                  /
                  \


                  كانت ساكتة طول الطريق من ركبت معاهم .. رغم انها حست بداخلها كلام كثير
                  ودها تقوله .. ودها تعرف وش انطباعهم عن اهل القرية وحياتهم .. متأكدة انهم
                  انصدمو مثلها اول ماجات لهالمكان .. ماكانت تظن ابد انه في اماكن تعيش بفقر
                  وحاجة مثل اللي شافتهم .. تجربة غيرت بداخلها الكثير وجعلت منها انسانة تحب
                  العطاء بغير حدود .. كانت ترد على تساؤلات ابو طلال باختصار .. تعتبره مثل
                  ابوها .. شخصيته مشابهة لشخصية ابوها الشيء الكثير .. جبلو على حب الخير
                  والتفاني والعطاء الدائم .. وانزرع هالشي بداخلها من الصغر .. ونما هالاحساس
                  وكبر بعد ماكانت تروح مع امها للجمعيات الخيرية وتحضر الندوات فيها .. لكن
                  تعيينها في هالقرية خلاها تتعايش مع هالواقع وتفهم احتياجاتهم ومشاعرهم وكل
                  اللي يفكرون فيه .. احبت القناعة والرضى بالقضاء والقدر هالصفتين يملكونها
                  وكأنهم ملكو كنوز الارض ..لاحظت صمته من اول مامشو غارق في دوامة من
                  الافكار .. هالشي مبين على ملامحه تبي تجلس معاه وتوصل له رد نورة اللي
                  قالته لها .. تبيه يتقبل الرفض لو صار بأي وقت .. ماتنكر انها صدمت برفض
                  نورة القاطع .. خيل لها انها بهالعمر راح تتحين اي فرصة وترضى .. لكن كان
                  تفكيرها مغاير لتوقعاتها ...وصلو الرياض وتوجه للبيت ونزلت معاهم .. كانت
                  تبيه .. تبي تعرف وش اللي دار في باله .. اي شي ممكن يقوله لها عن هاليوم
                  من حياته دخلت وتوقعت تلقى احد من البنات او خالتها ام طلال بس مالقت احد
                  قعدت بالصالة اللي فوق تنتظره دخل غرفته على طول وابو طلال دخل جناحه
                  اكيد بينام بعد هالمشوار المرهق شخص عملي الى ابعد درجة .. طال انتظارها
                  وهو بعده ماطلع مشت رايحة لجناحه وطقت الباب بهدوء انتظرته يرد بس ماسمعت
                  شي .. طقت اقوى من اول وفتح الباب على طول : اووووه عسى بس ما ازعجتك؟
                  رفع حاجبه وناظرها : يمكن 3 ساعات الا ربع رايح .. وكثرهم راجع وماشي حول
                  ال 700 كيلو ابي ارتاح جايتني الحين وش تبين ؟ قولي لي بعد تبين العرس باكر ؟
                  زمت شفايفها وحاولت تخفي ابتسامتها : بتنام يعني ؟
                  زفر بغضب وهو يحاول يضبط اعصابه ماينفجر فيها :لا ابي منك الإذن لو سمحتي
                  خير وش عندك ؟
                  لفت بتروح عنه مبين مزاجه مو متقبل شي .. هذا لو قالت له انها رافضته وش يقول
                  لها : سلامتك روح نام بس ..
                  مسكها من يدها قبل تبعد : لمياء عندك شي تكلمي ترى مزاجي مقفل وواصلة معاي
                  لاتخليني احط حرتي فيك ..
                  فكت يدها وقعدت تفرك مكان مسكته : مافي احد بالبيت مادري وينهم .. قلت اقعد
                  معاك نسولف ونتناقش بالموضوع .. ابي اعرف رايك ..
                  طلع يمشي قدامها رايح للصالة يقعد فيها .. وانتظرها تجية وراه : رايي ؟ يابنت الناس
                  حيل الله اقوى .. وش اقول بس كله من تحت راسك يالسوسة ..
                  قعدت قباله وقالت ببراءة : وش مسوية انا عاد يقولون يابخت من جمع راسين بالحلال
                  وانا البنت معجبتني من زمان وماعندي اغلى من اخوي اتمناها له ..
                  رجع راسه على ورى ومسك جواله يناظره : سويتي اللي براسك وخلصتي ؟ جاية
                  تغثيني اليوم بعد .. ليش ماتروحين بيتكم تشوفين ابوك واخوانك تقابلينهم وتقعدين معهم
                  اطلقت ضحكة عالية على اسلوبه .. وناظرها بتعجب : قايل شي يضحك ؟
                  تجاهلت نظرته وهي تضحك : انا مادري انتي ليش معقد حياتك ياخي عيش ببساطة
                  اضحك فرفش شوي .. كل شي ماخذه بجدية ..
                  ابتسم نصف ابتسامة وهو يناظرها : نفس كلام سما .. تشبه لك كثير هالبنت .. احس
                  انك انتي اللي اختها مو رسيل ..
                  ضحكت على كلامه : حتى خالتي تقوله .. وميساء بعد تقول انه رسيل اختها وسموي
                  اختي ..
                  حط الجوال على الطاولة ومسح وجهه بيده : لا رسيل مغرورة شوي .. يمكن بينهم
                  نفس الاهتمامات بس الشخصية فيها اختلاف ..
                  استغلت فرصة انه رايق وبدا ياخذ ويعطي معاها بالكلام وحاولت تجس نبضه شوي
                  بطريقتها : اليوم تكلمت مع نورة ..
                  ناظرها مستفهم : من نورة ؟
                  كشت على وجهه وهي مبتسمة : رايح هالمشوار كله وتخطب ماتدري وش اسم اللي
                  متقدم لها ..
                  ضحك بصوت عالي وهو يحس بغبائه : الا اعرف اسمها بس ماجت على بالي ابد ..
                  " وحاول يبين عدم اهتمامه " امممم .. وش فيها ؟
                  رتبت الكلام قبل تقوله وتكلمت : تبي الجد تفاجأت انها رفضت الكلام في هالموضوع
                  " لمحت نظرته المصدومة هو بعد .. بس كملت كلامها " لكن جلست معاها لحالنا و
                  حاولت اقنعها .. ومارضيت الا وانا ماخذة كلمة منها انها تفكر وتستخير ..
                  ركز في كلامها وهو يحاول يستوعب انه رايح يخطبها وهي ترفضه : ترفضني ؟
                  حاولت تفهمه الموضوع شوي شوي : مو ترفضك بس بعدها مو متقبلة فكرة انها تبعد
                  عن ديرتهم ومحتاجة وقت تفكر فيه وتستخير ربها ..
                  ركز نظره على عيونها يبي يتأكد اذا هي فعلا صادقة بكلامها ولا بس تقول هالكلام
                  تجس نبضه : وهي عندها غير هالخيار عشان ترفض ؟ .. ومن قال انه بكيفها اصلا
                  ابوها تكلم وتفاهم معانا وانتهى الموضوع .. وبعد العيد بنروح لهم نحدد موعد العرس
                  قاطعته قبل يكمل كلامه : طلال وانت كل شي بالدنيا بتاخذه عناد .. قلنا لك اخطب
                  قلت ماتبي .. والحين اقول لك البنت مو مقتنعة تقول مو بكيفها ..
                  وقف وهو متنرفز من اللي سمعه اخر شي توقع انها ممكن حتى تتردد مو عاد ترفضه
                  يحس انها بتلقاها فرصة وجتها من الله ولازم تستغلها ولا ضاعت عليها : مو عناد
                  يابنت الناس .. بس احنا اتفقنا وانتهى الموضوع ورفضها او موافقتها ماتغير شي ...
                  بعدين تحمد ربها اللي جاها واحد مثلي .. وهي بهذيك الديرة من اللي بيعرفها ولا
                  بيدري عن بنت اسمها نورة .. وقال ايش مو مقتنعة ..؟ استغفر الله بس
                  ومشى نازل مع الدرج ..
                  قامت وراه تبي تلحقه : طلال .. وين رايح انت ؟ الحين هي ترفض وتعصب علي
                  انا .. " شافته ماشي ولا يلتفت لها ابد صرخت بأعلى صوتها " يامغرور ..
                  وقفت مكانها وهي مقهورة منه .. الحين خلاها بالبيت لحالها ومحد فيه .. لو طلع ابو
                  طلال ولا جا سامي وهي بصالتهم .. مسكت الجوال بتدق على احمد اخوها يجي
                  يمرها بس نزلت الجوال يوم شافت ام طلال وبناتها داخلين البيت .. على طول نزلت
                  لهم وراحت تستقبلهم : ياهلا والله ومسهلا ..
                  طنشتها رسيل وهي تفصخ صندلها العالي ( تكرمون ) وراحت لها سما ركض : لمو
                  يالله حيها .. قولي انك بتنامين عندنا اليوم ..
                  ابتسمت لها ام طلال وقربت منها تسلم عليها : اجل قاعدة لحالك بالبيت ؟
                  ضحكت لها : ايه ولدك قليل الخاتمة حطني وراح وخلاني ..
                  سحبتها سما من يدها وبدت سيل الاسألة اللي ماينتهي عن تفاصيل يومهم وردة فعل
                  طلال .. وشلون العروس وهالتفاصيل اللي تصير بكل خطبة .. وجاوبتها لكل شي
                  الا انها ماعلمتهم برفض نورة لطلال .. ولفكرة الزواج من خارج الديرة ..
                  لاحظت عدم اهتمام ام طلال بالموضوع وكأنها رضت انه يبي يتزوج بس مو مقتنعة
                  بالعروس .. اما رسيل تركت الجلسة كلها لان السوالف بالنسبة لها ضيقة صدر ..
                  الوحيدة اللي كانت مستمتعة بهالتفاصيل هي سما .. تحس انهم على مشارف تجربة
                  جديدة يعيشونها بهالبيت ..
                  طلال اللي من طلع وهو يحس بنار تغلي بصدره .. جرح لكبريائه ترفضه وحدة اقل
                  منه بكافة المستويات .. لا في تعليم او مادة او حتى مستوى اجتماعي وهذا بحد ذاته
                  اعتبره اكبر اهانة له تلقاها بحياته .. صحيح هو ماكان يبيها وماحس انها مناسبة له
                  بس في الاخير هالزواج كله مايفرق عنده لكن انها ترفضه هذا شي ثاني .. ماكان حاط
                  في باله ابد انها تتردد بالموضوع .. لكن بالنسبة له كون انها رفضت هذا شي كفيل انه
                  يشعل كل مشاعر الغضب والتمرد بداخله .. مايتوقع ابوها يغير رأيه بعد ما اعطاهم
                  كلمة .. البدو معروفين كلمتهم وحدة ومستحيل يغيرونها .. وكلام لمياء خلق بداخله
                  نوع من التحدي .. اللي ماراح يخسره ابد ..




                  /
                  \
                  /
                  \

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    #69
                    رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                    /
                    \
                    /
                    \



                    لمت شعرها القصير ومسكته بشباصة وهي ترتب بادراح الدولاب .. سحبت دفترها
                    الوردي اللي كانت تكتب فيه كل مذكراتها قبل ماتكبر وتترك هالدفتر للذكريات ..
                    قلبت في اوراقه وهي تسترجع الامها .. هذا الشي الوحيد اللي كانت تشكي له بلا
                    توقف ..
                    " يمه اليوم حرقو بنتك .. وينك تشوفين شلون شوهوها ؟ "
                    التاريخ ١٢ - ٥ - ١٤٢٠ ه
                    قبل ١٠ سنوات وكم شهر كانت بعمر ال ١٣ وقتها ولانها رفضت تدخل غرفتها قبل
                    يجون ضيوفهم .. اوسمت جسدها بملعقة سخنتها على النار لحد ماتغير لونها .. ابدا
                    ماشفع لها صراخها وترجيها .. كانت قاسية قلبها جامد لايعرف الرحمة .. تلذذت في
                    تعذيبها وسماع تأوهاتها كانت تستمتع وهي تشم رائحة جسدها المحترق .. غمضت
                    عيونها وهي تكتم اهة بصدرها .. قلبت الأوراق بسرعة وفتحت على صفحة فاضية ..
                    دورت بين اغراضها على اي قلم راحت لدرج الكومدينة واخذت القلم وتركت المجال
                    لقلبها ينزف حروف نثرتها على هالصفحة ..

                    " امي ..
                    يا اعذب كلمة حرمت منها منذ الصغر .. استفيقي من سبات الماضي ..
                    دعي الأقدار تهديني حضورك ذات ألم ..
                    وازرعي الأحلام فيني جدديها .. ايقظي فيها الحياة بعد
                    ان تمادو بتعذيبي وابادوها ..

                    امي ..
                    وخالق السماء قتلوني .. قتلو طفولتي وصباي في مهدها ..
                    اوجعوني حد احتراق الجسد والقلب معا ..
                    وبت انزف اوجاعي قطرة .. قطرة .. وانزف معها بقايا الأمل ..
                    فما عادت الأحلام تهبني وجهك ذات اغفاءه ..
                    وما عادت الذاكرة قادرة على استرجاع
                    ملامحك المنسية ..

                    امي ..
                    ورب المصحف الشريف .. وأدوا صغيرتك حين غرة
                    والقوا بها في غياهب بئر الحياة ..
                    بلا طوق نجاة .. او حتى بصيص أمل "


                    رفعت نظرها وشافته جاي لها .. خبت الدفتر تحت المخدة وكأنها تخبي اثار جريمة بشعة ..
                    وقف عند باب الغرفة وركز نظره عليها : تعالي وراي للصالة ..
                    هالطلب كان كفيل انه يزرع بداخلها خوف عظيم منه " يارب اكفيني شر منال " تسارعت
                    نبضات قلبها وهي تمشي وراه كانت تحس انها تساق لموتها .. جلس على الصوفا الطويلة
                    باللون العنابي الفخم وانتظرها هي تجلس بعد .. وقفت مكانها وهي تدعي ربي بداخلها يهديها
                    الأمان .. رفع راسه وناظرها : اجلسي ..
                    ارتبكت وقعدت على طول .. كانت مركزة نظرها عليه تبيه يقول لها كل شي ثواني الانتظار
                    كفيلة انها تقتلها شوي وشافته يطلع من جيبه جوال ومده لها .. برودة سرت بجسدها وعجزت
                    حتى انها تمد يدها تاخذه " صوري .. شاف صوري معاه يارب خذ عمري قبل لايعذبني "
                    صحاها من مخاوفها صوته الهادي : هذا جوالك .. خذيه ..
                    ما استوعبت كلامه بعده الخوف مزروع بقلبها .. رفع صوته اكثر : ديما خذي الجوال ..
                    مدت يدينها المرتجفة وهي تصارع خوفها منه كمل كلامه بلهجته الصارمة .. : لا تمسحين
                    السجل ابد .. كل يوم باخذه واراجع سجل مكالمات اليوم كله ..
                    ابتسامة سخرية ارتسمت على شفايفها " يا الله وش هالغباء اللي تعيشون فيه .. راقبو اللي
                    تستحق المراقبة "
                    هزت له راسها وقالت بصوت اقرب للهمس : ان شاء الله ..
                    ثواني صمت وتكلم بعدها : انتبهي لنفسك يابنتي .. ترى البنت اهم ماعليها سمعتها ..
                    " بنتك ؟ .. بنتك .. لاتمثل الدور مو لايق عليك دور الأبوة .. بنتك اللي انت تقصدها تلعب من
                    وراك .. " نزلت راسها وهي تسمع باقي كلامه .. وبعد دقائق مشى طالع من البيت .. هذا
                    هو ابوها من عرفته ظالم اغلب حياته .. مع لحظات تحس بداخله ندم وهاللحظات ماتكون
                    الا اذا صارت مرة ابوها مو فيه .. فتحت جوالها المغلق من فترة طويلة .. وقعدت تقلب
                    فيه .. اول شي جا على بالها انها تكلم عمتها .. على طول اتصلت عليها وسمعت صوتها
                    اللي تحبه .. بعد ماسكرت منها رجعت لغرفتها سحبت الدفتر من تحت المخدة واعادت
                    قراءة اللي كتبته تساقطت دموعها على خدودها بغزارة .. كان الحنين يقتلها يمكن لو تعرف
                    انها ميتة ارحم ..على الاقل تفقد الامل .. لكن هي تجهل كل شي ودوامة التساؤلات انهكتها
                    عاشت هالعمر كله صراعات .. كان التعذيب الجسدي بالنسبة لها ارحم من احساس الفقد
                    اللي تعيشه .. وملامح الضياع اللي تعتريها .. رجعت الدفتر مكانه باخر درج بالدولاب تحت
                    كل اغراضها القديمة واللي مازالت تحتفظ فيها سحبت من بين هالاغراض .. قلادة صغيرة
                    دائرية من الخشب .. مربوطة بحبل جلد ومحفور عليها بخط ركيك اسمها ابتسمت وغمضت
                    عيونها وهي تسترجع ذاك اليوم بصعوبة .. لانها ضاعت منهم على البحر وقعدو تقريبا حول
                    الساعتين يدورونها .. اهدى لها هذي القلادة بعدها بكم يوم .. ضحكت على تفكيرهم بذاك
                    الوقت .. يتخيلون من ابسط واتفه الامور انهم يقدرون يحلون اصعب المشاكل .. وهو كان
                    بالنسبة لها حلال كل المشاكل .. رجعت للواقع بخليط مشاعر مختلفة .. حنين وامل وخوف
                    وترقب حست ان رضى ابوها عليها اليوم حافز لها انها تدلع نفسها مادام محد اصلا يذكرها
                    اتصلت على احد المطاعم وطلبت لها وجبة عشا .. حطت جوالها على السرير وقفلت عليها
                    الجناح ودخلت تتسبح ...




                    /
                    \
                    /
                    \




                    اول ايام شهر ذي الحجة .. توه واصل الديرة عند اهله اللي كانو صايمين التطوع ..
                    سلم عليهم واستقبلوه كعادتهم بفرح .. لاحظ هدوء نورة الغير معتاد يعني فرحتها
                    هالمرة اقل من العادة وهي اللي دايم تستقبله بفرح كبير .. جلس معاهم وانتظرو اذان
                    المغرب وافطرو على قهوة وتمر .. وبدت السوالف تاخذ مجراها الطبيعي قال له ابوه
                    على خطبة خواته الثنتين وبلا شعور منه راحت عينه لشيخة .. رغم احساس السعادة
                    الكبير بقلبه بس يبي يتطمن عليها وعلى مشاعرها .. شافها ماسكة طرف
                    شيلتها وتلفها على اصبعها : تبيني اقول بعد حتسي المطوع شي يبه .. وهو الصادز
                    لاترد نصيبها .. وهذا هي نورة جاها نصيبها .. وشيخة ان شاء الله بتلحقهن ..
                    ابتسم ابو راكان على كلامه .. رغم انه بعده صغير الا انه يحب يحسسه باهميته
                    بهالبيت وانه رأيه لازم يأخذه بعين الاعتبار التفت على بناته وركز نظره على موضي
                    اللي ذابت مكانها من الخجل .. : موضي ..
                    مارفعت عينها له لانها تدري وش بيقول لها .. وانتظرته هو يتكلم ويقول لها كل
                    اللي يبي : مثل ماتعرفين المدرس اللي جا خطبتس من اسبوع .. وهالحين ابي اعرف
                    رايتس ؟
                    صرخة تمرد بداخل نورة " وتثبتها قدامي يبه ؟ تسألها هي وانا محد شاورني " حست
                    بألم كبير بداخلها .. لان موضي صغيرة والعمر قدامها شاوروها اما هي ماصدقو احد
                    يتقدم لها ووافقو على طول .. بدون مايحسبون لمشاعرها وكلامها اي حساب ناظرت
                    وجه موضي المستحية وللحظة بس حسدتها على موقفها اللي هي فيه .. تمنت انها
                    مثلها تخير وتوافق بكل فرحة طلعت كلمة موضي اللي الكل متوقعها : الشور شورك
                    يبه ..
                    ماكانت محتاجة انها تنطق لهم موافقتها .. الفرح كان مبين على وجهها من يوم جا
                    وتقدم لها .. التفت ابو راكان على ولده : بس ياوليدي نبي ننشد عن الرجال واهله ..
                    رفعت نظرها وطالعت ابوها بتعجب " يبه خلاص .. الحين تأكدت انك مرخصني "
                    كانت تقاوم غصة مريرة بحلقها .. لامت نفسها ليش زعلانة عليه هو معاه حق كل
                    هالسنين وهي في مجتمعها وديرتها عانس .. يكفي لاقابلت حريم الديرة كلهم تشوف
                    بعيونهم نظرة الشفقة وكلمة وحدة دايم يرددونها لها " الله يرزقتس بالزوج الصالح "
                    هالكلمة يقولونها حتى قبل مايسألونها عن اخبارها او وش مسوية ..
                    قامو البنات وراحو للغرفة ووقفت موضي ترقص من الوناسة وقامت تتكلم بصوت
                    هامس : بعرس ياناس بعرس " ورفعت يدها للسماء " يالله لك الحمد والشكر .. يارب
                    لاتخيب رجاي ولا تنكد علي فرحتي ..
                    منيرة ضحكت بصوت عالي .. وحصة ترقص معاها .. نطت شيخة وسكرت فم
                    منيرة لايطلع صوتها ويعرفون ان موضي انهبلت عليهم ..
                    للحظة بس ابتسمت غصب عنها .. الفرحة بعيون موضي كانت كفيلة انها تنتشلها
                    شوي من احزانها وتشاركها فرحتها .. حطت يدها على فمها وهي تناظر موضي
                    اللي فلت شعرها وقامت تلفح به وهي تغني : مباركين عرس الاثنين .. ليلة ربيع
                    وقمرا ..
                    سكتو كلهم يوم شافو راكان واقف على الباب ميت ضحك على شكلها .. اما هي
                    كانت مستمرة في اعلان فرحتها .. انتبهت لهدوئهم ورفعت راسها وهي تبعد شعرها
                    اللي انتفش كالعادة .. ويوم شافت راكان حست بالفشيلة وقعدت مكانها ضحك على
                    شكلها بصوت عالي وحب يمازحها : والله لو يشوف شوشتس ليهون ..
                    حطت يدها على وجهها تغطيه من الفشلة وضحكو عليها خواتها .. طلعت منيرة من
                    من البيت رايحة لبيت خالتها تعلمهم بهالخبر الحلو ..
                    وبعد صلاة العشا على طول تعشو وقعدو بالصالة .. الا نورة اللي كانت تبي تقعد
                    لحالها بالغرفة .. اما هو كعادته كل مايجي للديرة لازم يسأل عنها وعن اخبارها
                    واكيد خواته مايقصرون يقولون له كل سوالفهم ..
                    من بكرة بعد صلاة الظهر راح لابو مساعد اللي يعتبر صلة الوصل بين اهل القرية
                    والرياض .. كان توه جاي ماخذ حمولة حطب يبي يروح يبيعها لاهل الديرة بالرياض
                    قرب منه وسلم عليه .. وبعد السؤال عن الاخبار والاحوال مد له ورقة : شوف ياعم
                    هذا رقم خويي ابيك تدق عليه وتقول له ينشد لنا عن هالرجال وعن اهله .. وانت لا
                    جيت ليلة العيد ابي اخذ منك العلم كله ..
                    ابتسم له مساعد واشر له على خشمه : ابشر على هالخشم .. ان شاء الله انه رجلن
                    صالح .. وعسى الله يكتبه من نصيب وخيتك ..
                    ابتسم له بامتنان : يالله يارب ..
                    رجع لبيتهم وهو يمني النفس انه يلمحها لو شوي .. بس للأسف كان الباب مسكر دخل
                    للبيت وفتش اغراضه وطلع من بينهم خاتم حلو شافه بالسوق واعجبه .. كان اكسسوار
                    لانه ابد مايقدر يشتري ذهب .. بس من شافه وهو يتمنى تزين به يدها .. لفه بقطعة
                    قماش مرمية من بقايا قصاصات القماش اللي يخيطونه خواته .. وصوت على سلمان
                    يجيه .. على طول جا له ركض وهو فرحان .. ابتسم على شكله وحاول يعيش معاه
                    دور الاخ الكبير وتكلم بجدية اصطنعها : ليش ماجيت الصلاة ؟
                    ارتبك وقعد مكانه : والله اني بلحقكم بس يوم توضيت ولا هو باخر ركعة وصليت
                    بالبيت ..
                    سحبه من يده وقعده جنبه .. : لو اعلمك سر ماتقول لاحد ؟
                    هز راسه فرحان : لا والله ما اعلم احد ..
                    ناظره يبي يتأكد : اكيد ؟
                    لحس اصبعه ومرره على رقبته بحماس : ورب الكعبة ما اعلم احد .. وعساني اموت
                    مسك يده وهو يضحك : بس .. بس صدقتك ..
                    مد له اللي بيده وعطاه : روح بيت خالتي ولا تكلم احد ابد واذا شفت هيا عطها هاللي
                    بيدك .. ولا سألت من وين لك .. قول لها من راكان ..
                    فتح عيونه متفاجيء وقبل يستفسر كمل راكان : اصه .. لا تقول شي هالحين روح
                    وانت ساكت ولا قالت لك شي علمني .. ايه واذا لقيت عندها احد نادها بلحالها ..
                    هز راسه له .. ويوم حس انه مو فاهمه رجع يعيد له الكلام : فهمت علي زين ؟
                    مسك اللي بيده وقعد يردد الكلام يبي يتأكد انه فاهم : اروح لبيت خالتي واعطيه لهيا
                    واقول لها من راكان .. وما اعطيها الا لاصارات بلحالها .. وما اعلم احد عشان ربي
                    مايحطني بالنار ..
                    ضحك عليه وعلى تفكيره .. وهز له راسه : اجل يالله روح ..
                    وعلى طول قام من مكانه ركض على بيت خالته .. وهو يحس انه فرحان بهالثقة
                    اللي عطاها له راكان ..




                    /
                    \
                    /
                    \

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      #70
                      رد: سجينات خلف قضبان القصور / كاملة للكاتبه غموض الورد

                      /
                      \
                      /
                      \


                      بيدها مصحفها وتقرأ ماتيسر من القران .. وهي تسمع صراخ سارة اختها على
                      محمد ومشعل اللي يلعبون كورة بالبيت .. بعدها سمعت صوت سلمان وهو يدور
                      عليها سكرت المصحف ورفعت راسها تناظره وهو واقف عندها : خير وش تبي
                      تلفت حوله وهو خايف احد يشوفه وجا قعد جنبها ومد لها الخاتم بكل هدوء ..
                      اخذته منه ورفعته تناظره : وش ذا ؟
                      نزل يدها يبيها تخبيه لا يجي احد ويشوفهم : لاحد يشوفه .. هذا " وبعد تفكير "
                      مدري وشو بس عطاني اياه راكان ..
                      من سمعت الاسم تسارعت نبضات قلبها وضغطت على اللي بين يدينها وهي تقاوم
                      رجفة يدينها .. رفعت نظرها له تبي تتأكد من اللي سمعته .. : وش قال لك ؟
                      قرب وجهه منها وقال بصوت هامس : والله قال لي وده لهيا ولا تعلم احد ولانشدتك
                      من وين لك قول لها من عند راكان ..
                      اتسعت ابتسامتها وزادت فرحتها باللي سمعته .. اشرت له يروح خلاص بس هو
                      وقف مكانه : هو يقول علمني وش تقول لك ؟
                      ضحكت من قلب وطنشته : اقول توكل بس ..
                      برطم على طول وطلع وهو زعلان عليها راجع لبيتهم .. اما هي قامت وسكرت
                      باب الغرفة وفتحت الخرقة اللي ملفوف فيها الخاتم .. اول ماشافته فرحت فيه ..
                      يمكن هي ماتعرف وش قيمته بالضبط او بالاصح مايهمها .. الاهم انه من حبيب
                      قلبها لبسته في يدها وضحكت على طول .. كان واسع شوي حتى بأصبعها الاوسط
                      هي معروفة انها شديدة النحافة .. واكيد هو يعرف هالشي بس بعد وش اللي يعرفه
                      وش هو مقاس اصبعها ..
                      سعادتها بهالخاتم لانه ذكرها .. ولانها بباله ومانساها .. مانسى هيا اللي من صغرهم
                      وهم يحبون بعض .. وهي تنتظر بس متى يتخرج ويتزوجون .. بطبعهم وعاداتهم
                      الملكة تصير بنفس يوم الزواج ماعندهم فترة ملكة او فترة يتعارفون فيها المخطوبين
                      او غيره .. هالعادات مابعد صارت عندهم ولا حتى يقتنعون فيها زواج تقليدي على
                      الطراز القديم نفس ابائهم واجدادهم ..
                      فتحت سارة الباب بقوة وهي متنرفزة وواصلة حدها على طول خبت يدها بحجرها
                      وهي تتجاهل نظراتها : وش يبي منتس سلمان ؟
                      مسكت المصحف ورجعت فتحته وهي تحاول ماتركز نظرها فيه : ابد جاي يسولف
                      لي عن راكان مثل دايم ..
                      جلست وهي ترتب خصلات شعرها الطايرة : قولي يا الله اني اعرس على واحدن من
                      الرياض مثل بنات عمي .. وياخذني من هالفقر ورداة الحظ واطلع واشوف الدنيا
                      والناس شلون عايشين ..
                      ناظرتها بتعجب وقالت باستفهام : وش فيها ديرتنا ؟ عسى ماهيب عاجبتس ؟
                      تجاهلت نبرتها المستهزأة وتكلمت بكل اندفاع : لا ماتعجبني وابي الفكة منها اليوم
                      قبل باتسر .. ياعساني اغمض عين وافتحها ولا انا بالرياض ومطلقة هالفقر ..والله
                      لو اعرست على واحد من الرياض يا هالديرة ماعاد اطبها ولا اجيها ..
                      تكلمت بنرفزة وهي تحاول تدافع عن ديرتها : انتي مغسول مختس .. مدري من اللي
                      لاعبن عليتس وقايلن لتس بتلقين السعادة لا رحتي هناك ..
                      قالت بحماس : ايه .. لاصارن الفلوس بيدي والعب بهن على كيفي بحس السعادة ..
                      قامت وحطت المصحف على التجوري اللي بطرف الغرفة .. وقعدت جنبها تبي
                      تقنعها بكلامها : سويرة ومن قال لتس ان السعادة بالفلوس ؟ هذانا مستانسين واحنا
                      اللي مانلقى شي ناكله بالايام ..
                      هزت راسها مو مقتنعة بكلامها :وش وناسته ياحسرة وانا اسمعتس كل ليلة تصيحين
                      واخواني وامي وعيال عمي .. لا تنصبين على نفستس ياهيا .. محدن يعيش بالفقر
                      مبسوط .. ماغير ضيقة وهم وكدر ..
                      ولمحت الخاتم اللي بيدها .. هيا اول مانتبهت لنظرتها خبت يدها ورى ظهرها وهي
                      مو عارفة وش تقول لها .. سحبت يدها وشافت الخاتم : هيا ؟ من وين لتس هالخاتم ؟
                      نزلت راسها مستحية وعرفت على طول سارة انه من راكان .. : ذهب ؟
                      هزت لها كتوفها : مدري ..
                      كشت على وجهها على طول وتكلمت بغرور : قلت لتس وجيه فقر .. حتى الذهب
                      مانعرف له .. " طلعته من اصبعها وقعدت تطالعه " والله ماهقيت راكان يجيب لتس
                      ذهب .. من وين له ياحسرة ..
                      سحبت الخاتم من يدها وقامت على طول : وانتي وش عليتس مني ومنه .. يجيب لي
                      اللي يبي انا راضية فيه ومعجبني ..
                      خذت الخرقة المرمية ولفت الخاتم فيها وخبتها مع باقي اغراضها وطلعت للصالة مع
                      امها .. وهي تشوف اخوانها يشوتون الكورة في صالتهم الصغيرة ..



                      /
                      \
                      /
                      \



                      مضت الايام واقبل عيد الاضحى يحمل معاه تباشير الفرح وصول العم مساعد بعد
                      المغرب يحمل لهم اخبار سعيدة انتظروها من اسبوع .. وصلهم كل كلام الوليد عن
                      نايف واهله .. كلن يمدحهم ويشكر فيهم .. تهلل وجه ابو راكان بعد ما ارتاح من
                      حمل ثقيل كان على صدره .. اي ابو في الدنيا همه يزوج بناته بالأخص لانه يبي
                      من يسترهم ويكون لهم سند بالدنيا .. قعدو برا وكل من مر من عندهم بارك لهم
                      بالعيد كانت موضي تعيش اسعد ايام حياتها بعد ماحمل لها هاليوم اجمل خبر كانت
                      تنتظر سماعه من ايام .. جاهم سلمان يركض من بعيد وبيده سلك مواعين مولع
                      باطرافه نار ويلعب فيه .. : يبه باتسر العيد .. ؟
                      ابتسم له ابوه : ايه ان شاء الله .. ياولدي لا تلعب هالنار لا تحرقك ..
                      قامت له امه واخذته منه : منت صاحي انت ورا ماتركد وتلزم ارضك مثل الاوادم
                      وانت من اذن العصر ماشفناك ..
                      قعد معاهم وهو يصيح : الحين ليش ماتبوني العب .. محدن قاعد ببيته كل العيال
                      طلعو .. ها اسمعي حسهم ..
                      قبصته مع فخذه وسحبته جنبها : والله ماتسير .. هذا هم عيال عمك قاعدين ببيتهم
                      ماطلعو ..
                      غمض عيونه وهو يحس بالألم في فخذه : والله ان مشعل يلعب معهم انا شايفه وهو
                      اللي عطاني هالسلك وقال روح العب بعيد عنا ..
                      ضحك ابوه عليه وهو يصيح : قوم وانا ابوك روح مع ولد عمك .. ولا تبطي ولا
                      تقعد تصيح مثل الحريم ..
                      فز على طول فرحان وهو يمسح دموعه : انا ما اصيح بس قبصة امي عورتني ..
                      ضحكو كلهم عليه وعلى كلامه .. فرحة العيد كانت تبان عليهم .. بساطتهم تخليهم
                      يحسون بالسعادة لمجرد مرور طاري فرح .. هالعيد غير حمل معاه اجمل البشائر
                      لهم .. موضي ونورة اللي جاهم نصيبهم رغم ان نورة للحين تعيش بعذاب تفكيرها
                      بمصيرها المجهول اللي رموها فيه الا انه اهلها وجماعتها فرحانين لها .. بعد ماقرر
                      ابوها يخلي زواجها في غضون شهر .. ماتحتاج وقت اكثر عشان تجهز نفسها ..
                      ومتى ما جو لهم اهل طلال بلغوهم بالموعد ويتركون عليهم باقي التفاصيل .. دخلو
                      الحريم بعد صلاة العشا في بيت ام محمد ودخلو معهم البنات يتحنون .. كلهم تحنو
                      قبضة .. وزادو عليهم الحريم بحنا رجليهم .. نامت ام راكان ببيت اختها والبنات
                      رجعو لبيتهم ينامون وكل وحدة حاطة الحنا بيدها وقابضة عليه .. قبل صلاة الفجر
                      قامو على صوت امهم تقومهم لصلاة الفجر وصلاة العيد .. وتسابقو على الحمام
                      ( تكرمون ) كل وحدة فيهم تبي تغسل يدينها وتشوف الحنا وشلون .. وكل ماطلعت
                      وحدة فيهم قامت توري امها وخواتها .. وقفت منيرة مقربة يدينها من وجهها وتشم
                      ريحة يدينها : يازين ريحة الحنا يمه ..
                      قعدت امها وهي تقرب ثوب لابو راكان : ايه والله يازين ريحته .. وين راكان ؟
                      طلع لهم وهو يحك راسه وبالقوة يفتح عيونه .. نطو عليه خواته كل وحدة تبيه
                      يشوف حناها لاحظ من بين حركاتهم وفرحتهم .. نورة اللي من وصل وهو يحس انها
                      مكسورة .. شي بداخلها انكسر وماقدر انه يصلحه .. رغم انه تكلم معاها وحاول
                      يقنعها ان الامر خيرة من رب العالمين ... الا انه كان عاجز انه ينتشلها من دوامة
                      احزانها .. طلعو بعد طلعة النور لصلاة العيد بالمصلى اللي باطراف الديرة كانو
                      كل اهل الديرة طالعين .. وكل جماعتهم واقاربهم .. البنات تملا قلوبهم الفرحة
                      بفساتينهم اللي لاول مرة يلبسونها .. رغم بساطتها ورغم انها حملت لهم من ضمن
                      قائمة التبرعات .. والعيال يركضون وهم لابسين الشمغ وكاشخين فيها .. سلمان
                      كل شوي يروح لراكان يضبط له التشخيصة .. صلو صلاة العيد وقعدو يستمعون
                      للخطبة .. موضي كانت تعيش ايام بالنسبة لها قمة السعادة وقمة تحقيق الحلم ..
                      تنتظر اليوم اللي يجي فيه نايف ويعرف خبر موافقة اهلها .. بهالايام القليلة زاد
                      حبه بقلبها .. حست انه هالحب اكبر من انها توصفه او تشرحه لاحد .. بطبعها ابد
                      ماكانت خجولة .. وكل اللي حولها عرفو بفرحتها .. هم يدرون انها مطيورة وتبي
                      العرس من زمان .. وهذا كفيل انه يفسر لهم سبب فرحتها .. اما هي كانت تعيش
                      احساس الحب والفرح بنفس الوقت ..
                      بعد ما انتهت الخطبة توجهو لبيت ابو مقرن اللي متعودين كل يوم عيد تنذبح الذبايح
                      وكلهم يفطرون ببيته .. بحكم انه راعي حلال ويذبح عدد من الذبايح ويوزع لحمها
                      على كل بيت في هالديرة اما الفطور بعد مايتم الذبح ويغلسون الذبايح يبدون يسوون
                      لهم المقلقل اللي يعتبر فطور تقليدي في العيد .. قبل صلاة الظهر بدو شباب القبيلة
                      يطبخون الغدا .. وبعد ماحطو لهم الغدا .. تغدو كلهم ورجعو كلن لبيته شايلين معاهم
                      الاكياس اللي فيها نصيبهم من اللحم الموزع .. طبعا بعض اهل الديرة المقتدرين
                      يذبحون ذبيحة وحدة .. ولو ان عددهم قليل جدا ومايقارن بالفقراء بينهم ..




                      /
                      \
                      /
                      \

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...