سأتكلم اليوم عن شاعر مختلف جدا ، شاعر يجبرك أن تقرأ كامل مايكتب بعد بداية أول حرف، ثائر متمرد تقرا من قصائده روح وبوح وخط شعري ثابت وقوي ، شاعر نفي من منفى لمنفى ومازال هو هو قوي الحجة عظيم البرهان ، ومازال يخيف الكثير بلافتة قصيرة من كلماته
سأتكلم عن من كان بقصائده مطرا على قلوب كثير من المتلقين العرب، شاعرا ليس بألعوبة في يد وفلان وعلان بل ينتقد الجميع
من المحيط للخليج كما نتغنى دائما ، تتلخص قضيته الكبرى في كلمة واحدة ( الحرية )..لن أطيل فأحمد مطر يستحق لذة قراءته...
ولد أحمد مطر في عام 1952م، الإبن الرابع لأسرة مكونة من عشر عشر أبناء.
• ولقد ولد في قرية يتنومة بالقرب من البصرة .
• أحمد متزوج وله أربعة أبناء بنت وثلاث أولاد.
• يصف القرية بقوله تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
• بدأ أحمد يكتب الشعر في سن الرابعة عشرة ، كانت قصائده محصورة في نطاق الغزل والرومنسيات ولكن ذلك لم يطل بل بدأ أحمد في تقمص هموم أمته وشعر بالصراع الكبير بين الشعوب والسلطات فبدأ بكتابة قصائده المحاربة السياسية المناهضة لهذه الأمور.
• كانت بداية قصائده المنشورة قصيدة من مئة بيت في ملتقى عام مشحونة بتحريض وبعدها بدأت تأتيه المضايقات.
• انتقل أحمد للعمل في صحفية ( القبس) في التحرير الثقافي وهنا بدأ أحمد بكتابة قصائدة قصيرة جدا على شكر لافتتات كأنها مفكرة شخصية ، ومع الأيام رأت هذه اللافتات طريقها للنشر في صحيفة القبس.
• التقى بالقبس برفيق دربه ورفيق كفاحه ورفيق المنفى رسام الكاركتير الشهير الراحل ناجي العلي، وكان أحمد يفتتح الصحفية وكان ناجي ينهيها وكأنهم في البداية يرسل أحمد غضبه الكبير ويؤكده ناجي قبل الرحيل من الصحفية.
• لم يكن هذا الوضع يناسب وبدأت الضغوطات تأتي على الكويت مما اضطرها لترحيلهم من البلاد ، وذهب أحمد مع رفيقه للندن الذي تركه وحيدا بموته مقتولا.
• وهكذا عاش احمد من عام 1986م في منفاه بعيد عن الأهل والوطن.
• لايؤمن أحمد ابدا بالمشهد الثقافي العربي ويعتبر أنه فيه مجال كبير من الكذب والنفاق والمجاملات غير المطلوبة.
• يكاد أحمد يدعي بالسوء والشر كثيرا على من يرى أنه ( أي أحمد مطر) يتمتع في بحبوحة الغرب الذي يهاجمه كثيرا لانه يرى أن البعد عن الأوطان أكبر عذاب للإنسان.
• يرى أحمد مطر أن رسالته الكبرى في شعره هو محاولة إخراج الناس من عبودية العبيد للحرية الكبرى وكل ذلك تحت ظب رب العالمين.
• أشتهر كثيرا بدواوينه التي أطلق عليها ( اللافتات ) والتي أصدر منها عدد من الأجزاء .
• سأترككم مع بعض أقوال أحمد مطر لأجل محاولة الوصول لفكر هذا الرجل .
عن منهجه في الشعر
إنني عندما شرعت في الكتابة، لم أضع في ذهني أية خطة لإنشاء مدرسة في الشعر.. ولا حتى "حضانة". كانت عندي صرخة أردت أن أطلقها، وكلمة حق أردت أن أغرزها في خاصرة الباطل .. وقد فعلت.
وباستطاعتي القول، مطمئناً، انه إذا عرضت قصيدتي على قارئي، فلن تحتاج إلى وضع اسمي عليها، لكي يعرف أنها قصيدتي.
سبب تجاهله لوسائل الإعلام :إنني لم أتجاهل وسائل الإعلام .. بل تجاهلت وسائل الإعدام. تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدم للناس فراغاً خالياً محشواً بكمية هائلة من الخواء !.
حياته الشخصية كما يصفها هو :
- ارتباطي: هو بقضية كل إنسان ضعيف ومستلب.
- حالتي الإجتماعية : "رب بيت".
- شغلي : هو كنس العروش الفاسدة.
- مكسبي: احترامي لذاتي.
- خساراتي: أرباح، .. أصبحت لكثرتها أغنى الأغنياء .. ففي كل صباح أستيقظ فأجدني معي، أحمد الله ثم أبدأ بتفقد كنوزي، أدق قلبي الجريح فترد كبريائي " أنا هنا" .. أتفحص جيبي المثقوب، تضحك أناملي " لا تتعب نفسك .. لم أقبض صكاً من سلطان" .. أتلمس روحي، تبتسم الامها "اطمئن، لم يستطيعوا اغتصابي" .. أفتح كتابي، يلهث في وجهي قائلاً "صادروني اليوم في البلد الفلاني". وطول جولتي يسليني ضميري بدندنة لا تنقطع : لم نمدح شيطاناً ، لم نخن قضية الإنسان، لم ننس فلسطين، لم نذعن لأية سلطة، لم نضحك في وجه مرتزق .. وهلم فخراً.
عندئذ، أتطلع إلى المراة مبتهجاً، وأهتف بامتنان: "ألف شكر .. لم أبعني لأحد"
رأيه في الواقع السياسي :
- الواقع السياسي العربي .. ملعب أمريكي يلعب فيه اثنان وعشرون لاعباً، فريق منهم في الجهة الشرقية وفريق في الجهة الغربية. يختلفون ويتناحرون على متابعة الكرة، لكنهم جميعاً يتفقون على قاعدة لعب واحدة.والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، في هذا المرمى أو ذاك هي كلها في النتيجة لا تخرج عن نطاق الملعب.
أما الواقع السياسي الإسلامي فهو محكمة تضع القران في قفص الإتهام وتطلب منه أن يقسم على القران أن يقول الحق ولا شيء غير الحق!
أما الواقع السياسي العالمي فهو مسرح يعرض نصاً مؤلفته ومخرجته وممثلته .. أمريكا.
والجمهور في المواقع الثلاثة مربوط إلى الكراسي بالقوة .. ممنوع عليه التدخين أو المشاركة أو الإحتجاج.ومسموح له فقط بأن يصفق أو يطبل أو يقول "يحيا العدل" !
نصائح يقدمها أحمد مطر :-
للقراء أٌقول : لاتكونوا عبيداً وقد خلقكم الله أحراراً. وإذا لم تسهم الكلمة التي تقرأونها في إنماء وعيكم واستثارة غضبكم لتغيير هذا الواقع السياسي الشاذ بأيديكم أو ألسنتكم - وذلك أضعف الإيمان فلا تقرأوا .
وللشعراء العرب أقول: ما قاله الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري :
إن الملوك بلاءٌ حيثما حلّوا ... فلا يكن لك في أكنافهم ظلُّ
ماذا تؤملُ من قومٍ إذا غضبوا ... جاروا عليك، وإن أرضيتهم ملّوا
فاستغنِ باللهِ عن أبوابهم أبداً ... إن الوقوف على أبوابهم ذلُّ
وللإعلاميين أقول : احذروا أن تعبثوا بالحقائق، واحذروا بلع أطراف الحروف، فالكلمة حساسة جداً، يمكن تحويلها بلمسة بسيطة غير مسؤولة، من أداة إحياء إلى أداة قتل. إن عبثاً هيناً بكلمة "إعلام" يحولها ببساطة إلى "إعدام".
إحذروا أن تطعموا أطفالكم من أجور كلمة تقتل ملايين الأطفال!
وللسلطات العربية والإسلامية لا أدري ماذا أقول ! قصائدي هي نصائح لها لو كانت تدرك النصيحة. لكنها تكافئني عليها بالنفي والمطاردة.
إنها لم تستمع إلى نصيحة الله. فهل تستمع إلى نصيحتي ؟!
سأتكلم عن من كان بقصائده مطرا على قلوب كثير من المتلقين العرب، شاعرا ليس بألعوبة في يد وفلان وعلان بل ينتقد الجميع
من المحيط للخليج كما نتغنى دائما ، تتلخص قضيته الكبرى في كلمة واحدة ( الحرية )..لن أطيل فأحمد مطر يستحق لذة قراءته...
ولد أحمد مطر في عام 1952م، الإبن الرابع لأسرة مكونة من عشر عشر أبناء.
• ولقد ولد في قرية يتنومة بالقرب من البصرة .
• أحمد متزوج وله أربعة أبناء بنت وثلاث أولاد.
• يصف القرية بقوله تنضح بساطة ورقّة وطيبة، مطرّزة بالأنهار والجداول والبساتين، وبيوت الطين والقصب، واشجار النخيل التي لا تكتفي بالإحاطة بالقرية، بل تقتحم بيوتها، وتدلي سعفها الأخضر واليابس ظلالاً ومراوح.
• بدأ أحمد يكتب الشعر في سن الرابعة عشرة ، كانت قصائده محصورة في نطاق الغزل والرومنسيات ولكن ذلك لم يطل بل بدأ أحمد في تقمص هموم أمته وشعر بالصراع الكبير بين الشعوب والسلطات فبدأ بكتابة قصائده المحاربة السياسية المناهضة لهذه الأمور.
• كانت بداية قصائده المنشورة قصيدة من مئة بيت في ملتقى عام مشحونة بتحريض وبعدها بدأت تأتيه المضايقات.
• انتقل أحمد للعمل في صحفية ( القبس) في التحرير الثقافي وهنا بدأ أحمد بكتابة قصائدة قصيرة جدا على شكر لافتتات كأنها مفكرة شخصية ، ومع الأيام رأت هذه اللافتات طريقها للنشر في صحيفة القبس.
• التقى بالقبس برفيق دربه ورفيق كفاحه ورفيق المنفى رسام الكاركتير الشهير الراحل ناجي العلي، وكان أحمد يفتتح الصحفية وكان ناجي ينهيها وكأنهم في البداية يرسل أحمد غضبه الكبير ويؤكده ناجي قبل الرحيل من الصحفية.
• لم يكن هذا الوضع يناسب وبدأت الضغوطات تأتي على الكويت مما اضطرها لترحيلهم من البلاد ، وذهب أحمد مع رفيقه للندن الذي تركه وحيدا بموته مقتولا.
• وهكذا عاش احمد من عام 1986م في منفاه بعيد عن الأهل والوطن.
• لايؤمن أحمد ابدا بالمشهد الثقافي العربي ويعتبر أنه فيه مجال كبير من الكذب والنفاق والمجاملات غير المطلوبة.
• يكاد أحمد يدعي بالسوء والشر كثيرا على من يرى أنه ( أي أحمد مطر) يتمتع في بحبوحة الغرب الذي يهاجمه كثيرا لانه يرى أن البعد عن الأوطان أكبر عذاب للإنسان.
• يرى أحمد مطر أن رسالته الكبرى في شعره هو محاولة إخراج الناس من عبودية العبيد للحرية الكبرى وكل ذلك تحت ظب رب العالمين.
• أشتهر كثيرا بدواوينه التي أطلق عليها ( اللافتات ) والتي أصدر منها عدد من الأجزاء .
• سأترككم مع بعض أقوال أحمد مطر لأجل محاولة الوصول لفكر هذا الرجل .
عن منهجه في الشعر
إنني عندما شرعت في الكتابة، لم أضع في ذهني أية خطة لإنشاء مدرسة في الشعر.. ولا حتى "حضانة". كانت عندي صرخة أردت أن أطلقها، وكلمة حق أردت أن أغرزها في خاصرة الباطل .. وقد فعلت.
وباستطاعتي القول، مطمئناً، انه إذا عرضت قصيدتي على قارئي، فلن تحتاج إلى وضع اسمي عليها، لكي يعرف أنها قصيدتي.
سبب تجاهله لوسائل الإعلام :إنني لم أتجاهل وسائل الإعلام .. بل تجاهلت وسائل الإعدام. تلك التي تكتب بالممحاة، وتقدم للناس فراغاً خالياً محشواً بكمية هائلة من الخواء !.
حياته الشخصية كما يصفها هو :
- ارتباطي: هو بقضية كل إنسان ضعيف ومستلب.
- حالتي الإجتماعية : "رب بيت".
- شغلي : هو كنس العروش الفاسدة.
- مكسبي: احترامي لذاتي.
- خساراتي: أرباح، .. أصبحت لكثرتها أغنى الأغنياء .. ففي كل صباح أستيقظ فأجدني معي، أحمد الله ثم أبدأ بتفقد كنوزي، أدق قلبي الجريح فترد كبريائي " أنا هنا" .. أتفحص جيبي المثقوب، تضحك أناملي " لا تتعب نفسك .. لم أقبض صكاً من سلطان" .. أتلمس روحي، تبتسم الامها "اطمئن، لم يستطيعوا اغتصابي" .. أفتح كتابي، يلهث في وجهي قائلاً "صادروني اليوم في البلد الفلاني". وطول جولتي يسليني ضميري بدندنة لا تنقطع : لم نمدح شيطاناً ، لم نخن قضية الإنسان، لم ننس فلسطين، لم نذعن لأية سلطة، لم نضحك في وجه مرتزق .. وهلم فخراً.
عندئذ، أتطلع إلى المراة مبتهجاً، وأهتف بامتنان: "ألف شكر .. لم أبعني لأحد"
رأيه في الواقع السياسي :
- الواقع السياسي العربي .. ملعب أمريكي يلعب فيه اثنان وعشرون لاعباً، فريق منهم في الجهة الشرقية وفريق في الجهة الغربية. يختلفون ويتناحرون على متابعة الكرة، لكنهم جميعاً يتفقون على قاعدة لعب واحدة.والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها، في هذا المرمى أو ذاك هي كلها في النتيجة لا تخرج عن نطاق الملعب.
أما الواقع السياسي الإسلامي فهو محكمة تضع القران في قفص الإتهام وتطلب منه أن يقسم على القران أن يقول الحق ولا شيء غير الحق!
أما الواقع السياسي العالمي فهو مسرح يعرض نصاً مؤلفته ومخرجته وممثلته .. أمريكا.
والجمهور في المواقع الثلاثة مربوط إلى الكراسي بالقوة .. ممنوع عليه التدخين أو المشاركة أو الإحتجاج.ومسموح له فقط بأن يصفق أو يطبل أو يقول "يحيا العدل" !
نصائح يقدمها أحمد مطر :-
للقراء أٌقول : لاتكونوا عبيداً وقد خلقكم الله أحراراً. وإذا لم تسهم الكلمة التي تقرأونها في إنماء وعيكم واستثارة غضبكم لتغيير هذا الواقع السياسي الشاذ بأيديكم أو ألسنتكم - وذلك أضعف الإيمان فلا تقرأوا .
وللشعراء العرب أقول: ما قاله الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري :
إن الملوك بلاءٌ حيثما حلّوا ... فلا يكن لك في أكنافهم ظلُّ
ماذا تؤملُ من قومٍ إذا غضبوا ... جاروا عليك، وإن أرضيتهم ملّوا
فاستغنِ باللهِ عن أبوابهم أبداً ... إن الوقوف على أبوابهم ذلُّ
وللإعلاميين أقول : احذروا أن تعبثوا بالحقائق، واحذروا بلع أطراف الحروف، فالكلمة حساسة جداً، يمكن تحويلها بلمسة بسيطة غير مسؤولة، من أداة إحياء إلى أداة قتل. إن عبثاً هيناً بكلمة "إعلام" يحولها ببساطة إلى "إعدام".
إحذروا أن تطعموا أطفالكم من أجور كلمة تقتل ملايين الأطفال!
وللسلطات العربية والإسلامية لا أدري ماذا أقول ! قصائدي هي نصائح لها لو كانت تدرك النصيحة. لكنها تكافئني عليها بالنفي والمطاردة.
إنها لم تستمع إلى نصيحة الله. فهل تستمع إلى نصيحتي ؟!
تعليق