الصوم مدرسة الإذن والأدب

هو تربية على النظام وضبط الأوقات،
فليست الأمور في الكون سائبة مرسلة لا ضابط لها ولا مقيد،
بل المسببات مرتبطة بأسبابها، والصائم لن يقرب عرضا أو غرضا رغم الكلل والضنى والمشاق التي يشعر بها إلا من بعد أن يأذن الله له بالإفطار عند الغروب،
وهذا التقييد الزمني إشارة لأهمية الوقت وعظم نفاسته، فلا صوم إلا في وقت محدد وموعد معين،
وهو أدب مع الله، إذ ينتظر إذنه سبحانه في الإفطار، وينضبط بما حدد الله له من سنن،
وقد يتابع هذا الأدب فيشمل الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ لا يقدم شيئا ولا يؤخره إلا بإذنه عليه الصلاة والسلام:
﴿ إنما المومنون الذين امنوا بالله ورسوله وإذا كانوا على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه، إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يومنون بالله ورسوله، فإذا استأذنوك لبعض شأنهم، فأذن لمن شئت منهم، واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم﴾،
ويشمل كذلك الأدب مع ورثته الكمل الذي يقتضي احتراما لإذنهم في شؤون عرفوا دقائقها، واستولوا على الأمد في دخائلها، فلا ولوج لتلك الأبواب إلا بإذنهم فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم.
وإذا لم تر الهلال بليل
فسلم لأناس رأوه بالإبصار

تعليق