عمت الضجة وتصارعت الاراء ؛ وصارت الدولة على أعتاب نقلة حظارية وسياسية فريدة من نوعها ؛ وانقسمت القرارات
لعدة مرات حتى توحدت _ بغالبيتها_ على خوض التجربة والتوقيع ب "نعم" ل "ميثاق العمل الوطني" الذي يعد يتحقيق
امال الشعب وأحلامه ؛ وبتطبيق مباءىء الدستور وقيم الأصالة والديمقراطية .. وفي ذلك اليوم الذي تدفقت به الحشود على
مختلف المحافظات للتوقيع بالاستفتاء الشعبي ؛ كان "عباس" جالسا في وحدة بانتظار رجوع أسرة خاله الصغيرة بعد ان
اثر عدم الذهاب ؛ محاولا التسلي والاستفادة بقراءة كتاب قديم عن السياسة بمجلس بدول مجلس التعاون ؛ وبعد ساعتين على
وجه الدقة ؛ انفتح الباب الرئيسي ليدخل منه خاله برفقة زوجته وبناته الأثنتين ؛ وبادرته زوجة خاله بشيْ من تأنيب الضمير
(يا حبيبي يا بنيّ ! لابد أنك جائع جدا ولديك الكثير من الأعمال ؛ أليس كذلك ؟ نحن اسفون على التأخير ؛ كان المكان
مزدحما وبالكاد انتهينا ) حاول "عباس" التخفيف من شعورها بقوله ( لا أبدا يا زوجة خالي ؛ لست متعجلا ؛ ثم ان هذا الكتاب
الرائع قد أنساني الجوع ) وأشار للكتاب الذي في يده ؛ فاطمئنت وأسرعت في الانصراف لاعداد المائدة ؛ بينما اثر زوجها
تبديل ملابسه بالغرفة ؛ وفضلت "زينب" اللعب بمكعباتها المنثورة بالصالة منذ وقت قريب ؛ أما "منال" ؛ فقد استبدلت
عباءتها بزيها المنزلي وانضمت اليه بالصالة وجلست على مسافة منه ؛ متطلعة اليه بارتباك قبل أن تتجرأ وتقول
( ما مضمون الكتاب الذي تقرأه ؟) أجابها بخجل دون أن يرفع عينيه ( انه حول السياسة بدول مجلس التعاون منذ
ثلاثون عاما ) بدى الاهتمام واضحا على محياها ( حقا ؟ وعلى ماذا كانت تقوم السياسة قبل ثلاثون عاما ؟!) أجابها
بلهجة متحدية مقصودة ( على الدستور! ) فهمت "منال" ما يرمي اليه ؛ ان "عباس" يتخذ من كل مناسبة سياسية حجة
ليجرحها ويقلل من شأن أفكارها ! لا بأس ؛ فهو المخطىْ في نظرها ؛ والمخطىْ لابد أن يكتشف خطأه بيوم ما !!
وحاول "عباس" استمالتها ( هل تحبين الاطلاع عليه ؟) أجابته بمنتهى النفور ( لا شكرا ؛ لدي من الكتب السياسية
ما يعفيني عنه ) تألم "عباس" أشد الألم لموقفها ؛ لماذا تعتقد انه لا ينوي الا جرحها والتنقيص بشأنها ؟! وما الذي
فعله لتحكم عليه من خلال هذه الزاوية الضيقة ؟؟ على كل حال ؛ المخطىْ لابد أن يكتشف خطأه عاجلا أو اجلا !!!
قاطعت الأم حديثهما بتأنيب ( كلما اجتمع هاذان الأثنان صدّعا رأسنا بالسياسة وبلاءها ! فالتبدا بتناول الطعام دون أن
تنبسا بحرف واحد ؛ مفهوم ؟؟) ضحك الأب بقوة ؛ بينما تطلع كل من "عباس" و "منال" الى بعضهما بابتسامة
هادئة تقول عن لسانيهما ( اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية ؛ أليس كذلك ؟؟)
لعدة مرات حتى توحدت _ بغالبيتها_ على خوض التجربة والتوقيع ب "نعم" ل "ميثاق العمل الوطني" الذي يعد يتحقيق
امال الشعب وأحلامه ؛ وبتطبيق مباءىء الدستور وقيم الأصالة والديمقراطية .. وفي ذلك اليوم الذي تدفقت به الحشود على
مختلف المحافظات للتوقيع بالاستفتاء الشعبي ؛ كان "عباس" جالسا في وحدة بانتظار رجوع أسرة خاله الصغيرة بعد ان
اثر عدم الذهاب ؛ محاولا التسلي والاستفادة بقراءة كتاب قديم عن السياسة بمجلس بدول مجلس التعاون ؛ وبعد ساعتين على
وجه الدقة ؛ انفتح الباب الرئيسي ليدخل منه خاله برفقة زوجته وبناته الأثنتين ؛ وبادرته زوجة خاله بشيْ من تأنيب الضمير
(يا حبيبي يا بنيّ ! لابد أنك جائع جدا ولديك الكثير من الأعمال ؛ أليس كذلك ؟ نحن اسفون على التأخير ؛ كان المكان
مزدحما وبالكاد انتهينا ) حاول "عباس" التخفيف من شعورها بقوله ( لا أبدا يا زوجة خالي ؛ لست متعجلا ؛ ثم ان هذا الكتاب
الرائع قد أنساني الجوع ) وأشار للكتاب الذي في يده ؛ فاطمئنت وأسرعت في الانصراف لاعداد المائدة ؛ بينما اثر زوجها
تبديل ملابسه بالغرفة ؛ وفضلت "زينب" اللعب بمكعباتها المنثورة بالصالة منذ وقت قريب ؛ أما "منال" ؛ فقد استبدلت
عباءتها بزيها المنزلي وانضمت اليه بالصالة وجلست على مسافة منه ؛ متطلعة اليه بارتباك قبل أن تتجرأ وتقول
( ما مضمون الكتاب الذي تقرأه ؟) أجابها بخجل دون أن يرفع عينيه ( انه حول السياسة بدول مجلس التعاون منذ
ثلاثون عاما ) بدى الاهتمام واضحا على محياها ( حقا ؟ وعلى ماذا كانت تقوم السياسة قبل ثلاثون عاما ؟!) أجابها
بلهجة متحدية مقصودة ( على الدستور! ) فهمت "منال" ما يرمي اليه ؛ ان "عباس" يتخذ من كل مناسبة سياسية حجة
ليجرحها ويقلل من شأن أفكارها ! لا بأس ؛ فهو المخطىْ في نظرها ؛ والمخطىْ لابد أن يكتشف خطأه بيوم ما !!
وحاول "عباس" استمالتها ( هل تحبين الاطلاع عليه ؟) أجابته بمنتهى النفور ( لا شكرا ؛ لدي من الكتب السياسية
ما يعفيني عنه ) تألم "عباس" أشد الألم لموقفها ؛ لماذا تعتقد انه لا ينوي الا جرحها والتنقيص بشأنها ؟! وما الذي
فعله لتحكم عليه من خلال هذه الزاوية الضيقة ؟؟ على كل حال ؛ المخطىْ لابد أن يكتشف خطأه عاجلا أو اجلا !!!
قاطعت الأم حديثهما بتأنيب ( كلما اجتمع هاذان الأثنان صدّعا رأسنا بالسياسة وبلاءها ! فالتبدا بتناول الطعام دون أن
تنبسا بحرف واحد ؛ مفهوم ؟؟) ضحك الأب بقوة ؛ بينما تطلع كل من "عباس" و "منال" الى بعضهما بابتسامة
هادئة تقول عن لسانيهما ( اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية ؛ أليس كذلك ؟؟)
تعليق