دخول أو تسجيل
تسجيل الدخول...
تذكرني
تسجيل الدخول
أو
إشتراك
نسيت كلمة السر أو اسم المستخدم؟
تسجيل دخول بواسطة
البحث في العناوين فقط
البحث في روايات ، روايات طويلة فقط
البحث
البحث المتقدم
المنتديات
مشاركات اليوم
قائمة الأعضاء
التقويم
الرئيسية
المنتديات
عبير الادبية
روايات ، روايات طويلة
رواية ( دموع الحقيقة ) كامله
تقليص
X
تقليص
المشاركات
آخر نشاط
الصور
الصفحة
لـ
6
تصفية - فلترة
الوقت
جميع الأوقات
اليوم
آخر أسبوع
آخر شهر
عرض
الكل
المناقشات فقط
الصور فقط
الفيديوهات فقط
روابط فقط
إستطلاعات فقط
الاحداث فقط
مصفى بواسطة:
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
السابق
1
2
3
4
5
6
template
التالي
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#31
05-12-2009, 08:24 PM
الله يسلمك حبيبتي
تابعيني
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#32
09-12-2009, 09:02 PM
(الفصل السادس)
دوت كلمات "جاسم" بذهن "عباس" دويّ النحل في خليته ؛ وأصبح الهدوء والنوم والراحة مرادفات لا يكاد يفهم معناها !!
هل هو حقا من الجبن والأنانية بحيث يضحي بأمل كبير بحياته كأمل الارتباط ب "منال" ؟! ولأجل ماذا ؟! لأجل راحته وبعده
عن الشبهات ؟! ( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ..) نعم ! القدر لا مفر منه ؛ وهذا الأسلوب _ الدبلماسي_ للبعد عن
دائرة الشكوك ليس الا أسلوبا شاذا تافها يضره أكثر مما ينفعه !! ماذا لو كل الناس اتبعوا اسلوبه هذه ؟ هل تتحول القرية
الى مستشفى للأمراض العصبية ؟؟ ومن سيقول عندها كلمة الحق بكل وضوح وتعقل ؟؟ هل نسيّ مدى تأثير كلماته المضيئة
بنور الحق والعدالة في الماضي ؟! لقد أجبره هذا الدور على التخلي عن ممارسة هوايته التي يحبها ومساعدة الناس بأقل
وسيلة ممكنة ؛ وحوله الى مهرج تتقاذفه ألسنة الناس وأقاويلهم .. _ اضافة الى كل ذلك_ فهو لابد أن يعيش حياته الطبيعية
يوما ؛ فيحب ويتزوج وينجب أطفالا يملؤن وحدته المريرة _ فها هو "جاسم" الأصغر سنا _ قد تزوج من قبله وأنجب أبنا
في غاية الجمال.. ثم ماذا عن شهادته الجامعية التي تكبد العناء والمشاق والالام للحصول عليها كل تلك السنوات الموحشة ؟؟
هل يمزقها ؟! أم يحتفظ بها بدرج مكتبته مع مقالاته القديمة وصوره الفوتوغرافية ؟؟ لابد له أن يعمل... نعم ؛ لابد له أن يبحث
عن عمل باحدى الصحف ليحقق حلمه القديم ؛ ولترتاح أمه في تربتها عندما تدرك المصير السعيد الذي انتظر ولديها الحبيبين..
هكذا فكر "عباس" ؛ وأدار الأمر في رأسه على كل الوجوه ؛ وراجع وقارن وحلل ؛ حتى وصل لقراره النهائي الذي لا رجوع
فيه .. نعم ؛ انه ذاهب الان لاعلان حقيقته على الملأ وليكن ما يكون !! السعادة فيما هو قادم على فعله ؛ والهروب لن يجدي
نفعا ؛ و "منال" لن تنتظر كل عمرها لتحصل على حبه واعترافه ؛ وستتركه بيوم ما بعد أن يتملكها الضجر وتفكر في نفسها
وسنينها التي تهرب من بين أصابعها كالماء الجاري !!!
وخرج "عباس" من وحدته المريرة منشرح الفؤاد ؛ منطلق الوجه ؛ ومشى متوجها لبيت خاله في حبور وسعادة ؛ فتفاجىْ
بحركة غير طبيعية تدور من حوله... الفتيات يمشين ضمن جماعات من بيت الى بيت تعلو ملامحن سعادة غريبة يحاولن
السيطرة عليها ؛ والهمسات الغامضة تنتشر هنا وهناك دون أن توضح شيئا بذهن "عباس" ؛ والشيخ الجليل الذي يؤم
المصلين يغالب ابتسامة جانبية ندت عنه من غير قصد ويهتف في خوف ووجل منصرفا عن تلامذته ( أستغفر الله ؛ أستغفر
الله !!) خطا نحو الجماعة بفضول وسارع بالاستفهام (ماذا جرى ؟؟) وضع أحدهم يده على فمه وصاح الباقين (أش !!
لا تعلي صوتك وتفضحنا يا ابن الحلال !!) نزلت يد الرجل عن فمه فقال مخفضا صوته عندما وعى لخطورة الأمر
(اخبروني أرجوكم !) همس أحدهم ( لقد مات الأمير !!!)
دارت الدنيا ب "عباس" وكاد أن يغمى عليه من هول الصدمة !! ما هذا الأمر الغير متوقع ؟! غيّر "عباس" وجهته وانطلق
مسرعا بفرحة لم يستطع مقاومتها الى منزل "عبدالله" حيث تجمع رفاق دربه السياسي والجامعي على شكل حلقة منتظرين
حظوره وقد شغلهم النقاش الحاد ... وجلس بجوار "لؤي" بعد أن ألقى السلام وأنصت لتعليقاتهم ؛ حيث كان "لؤي" يقول
بحماسة ( الشماتة لن تفيد شيئا الان ؛ والأعمار بيد الله يا أخواني ؛ المهم أن نفكر بالمستقبل بتفاؤل ) أيده "عبدالله" قائلا
بشيْ من الراحة ( ربما ان لزمن العذاب أن ينتهي ...) علق "عباس" ( أرجو من كل قلبي أن نحظى بالأمان والديمقراطية
على يد الأمير الأبن ؛ فلقد عانينا الكثير ) .....
وسرعان ما تمخضت الأيام عن مفاجئات لم تكن بالحسبان ؛ وتضاربت الاراء ووجهات النظر حول نوايا الأمير الجديد الذي
سارع بتقديم "مكرماته" الواحدة تلو الأخرى .. وكانت المكرمة التالية هي أكثر المكرمات تأثيرا بوجدان الشعب المعذب
المحروم ؛ حيث أمر الأمير باطلاق سراح كل المعتقلين السياسين من دون استثناء !!
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#33
09-12-2009, 09:06 PM
وشعر "عباس" بأن قلبه يكاد يتمزق من الفرحة ؛ وان الدنيا تكاد لا تسعه .. أخيرا !! أخيرا سيخرج "حسين" وسينعم بوجوده
الى جواره من جديد ؛ وسينسى _ أو يتناسى_ تلك اللحظات المريرة الصعبة التي عاشها من دونه . والأهم من كل ذلك ؛
انه سيستأنث دراسته من جديد وسيتقدم ل "زهراء" بثقة ؛ وسيتم عقد قران "جنان" و "أسامة" الذين طال انتظارهما ...
ان مجرد التفكير بذلك يقوده الى دنيا من السعادة والابتهاج والفرح ؛ فماذا لو حدث فعلا ؟؟؟
تنهد "عباس" بخيبة أمل حين لم يعثر على اسم صديقه بين الأسماء في اللائحة بالجريدة اليومية التي تغطي ثلاثة أرباعها أسماء
المعزم الافراج عنهم ؛ فربت خاله على كتفه حينها في ود وأمل كبير وقد تجمعوا على المائدة ( هون عليك يا بنيّ ؛ في اللائحة
المقبلة ان شاء الله ) أعقبت زوجة خاله بحنان مقربة اليه صحن الأرز ( لقد ولى زمان الظلم يا ولدي ؛ وان للحق أن يظهر؛
وخروج "حسين" بات مؤكدا بمشيئة الله ) هز "عباس" رأسه في تقبل ؛ وانكب على الطعام دون حماس ؛ مختلسا النظر
ناحية المطبخ حيث "منال" تتناول وجبة غداءها . لقد شغلته الأحداث الأخيرة عن مصارحتها بحقيقته ورغبته بالزواج منها..
ولكن لا ! لسوف ينتظر خروج "حسين" حتى يكون على بينة من الأمر _ فهو في النهاية _ صاحب الفكرة والمصر على
تنفيذها ومتابعتها . سأل زوجة خاله بشيْ من البلاهة و الطفولية ( هل سألتم عن العريس المتقدم ل "منال" ؟!) أجابت
بحماس شديد ؛ وكأن هذا الموضوع هو الموضوع الوحيد الذي تسعد بمناقشة تفاصيله ( انه غنيّ عن التعريف يا ولدي ؛
فهو محام "قد الدنيا" وموكلينه بالملايين .. شاب وطموح ومجتهد وفي خدمة الشعب !) تطلع اليها زوجها بشيْ من السخرية
والاستنكار لهذه المبالغات التي لا داعيّ لها ؛ بينما هتفت "زينب" باحتجاج ( أختي "منال" لن تتزوج غير "عباس" ؛ فهي
عروسته !!) بان الاحراج واضحا على قسماته رغما عنه ؛ ولحسن حظه ؛ فقد تكلمت زوجة خاله مؤنبة ابنتها بعنف
( قلت لك ألف مرة لا تكرري هذه العبارات السخيفة ! يا الله !! ستفضحنا هذه البنت !! ماذا لو قالت ذلك أمام "عادل" ؟؟
ماذا سيضن عنا ؟؟!) تمتم خاله متطلعا الى زوجة خاله بحدة وحنق مراعيا مشاعر ابن أخته الرقيقة (كل الخير !!) غيرت
دفة الحديث خوفا من زوجها ؛ بعد ان ندمت على لمس الوتر الحساس لديه ؛ وقالت متوجهة لغسل يديها ( يقال ان الأمير
أصدر مكرمة أخرى مضمونها اعطاء مبلغ بسيط لمدة 6 أشهر لكل مواطن باحث عن عمل حتى تتكفل وزارة العمل بتدبير
العمل المناسب له ؛ ما رأيك يا "عباس" لو تقدم للطلب بدلا من عملك المضني بالورشة ؟؟) أحس "عباس" باهانة تمزق
أحشاءه ؛ فزوجة خاله تريد القول بطريقة غير مباشرة انه دون مستوى "عادل" المتقدم ل "منال" الفتاة الجامعية ؛ وان عمله
بالورشة لا يساوي شيئا فهو كالعاطل المحتاج الى معونة !! لا بأس ؛ ليسامحها الله ؛ فهي مبهورة بمركز هذا الشاب وعمله
الذي يدر عليه أرباحا طائلة ؛ حتى انها لم تفكر بسعادة ابنتها أو أحلامها المستقبلية ببناء شخصيتها رافضة سيطرة هذا الرجل
الذي يفرض عليها ملازمة المنزل لاعداد الطعام وتدليك قدميه عند عودته من مكتبه "الشهير" كما تفعل النساء في
الخمسينيات !! ويدّعي انه محام متطور !! أين التطور ؟؟ أهي عبارات جوفاء تفقد لهيبها حين تطفو على سطح
الواقع أم ماذا ؟؟؟؟
قطع عليه خاله أفكاره مربتا على كتفه بمنتهى الحنان ( قم يا ولدي لغسل يديك بالمطبخ ؛ ولا تنس أن تطرق الباب مسبقا )
تثاقل في النهوض وكأنه يحمل فوق رأسه أثقال الدنيا وهمومها . طرق باب المطبخ بشيْ من التوتر ؛ فأبصر "منال" وهي
تقوم بغسل الأطباق بعد ان ارتدت زيها الاسلامي الذي لا يكشف الا عن وجهها وكفيها .. تأملها دون أن تلاحظ ؛ هذه
المخلوقة الحبيبة قد لا تكون من نصيبه ؛ وهذا ما يخيفه ويقلق مضجعه ؛ فمجرد موافقتها على الارتباط ستحسم الموضوع
نهائيا ؛ وستلغي كل أمل لديه وتدوسه برجليها . ابتعدت عن المغسلة لتتيح له الحرية بغسل يديه دون أن تلقي عليه نظرة
واحدة ؛ فتعمد التباطؤ وقلبه يدق بعنف ؛ وكلمات تجول على شفتيه وتأبى أن تنطق على لسانه ,, قال أخيرا متصنعا
الشهامة البلهاء ( لو تريدين أن أسأل عن "عادل" فأنا مستعد لذلك ؛ لدي معارف وأصدقاء كثيرون بالعاصمة !!)
أجابته بسخرية فاجئته ( لا شكرا ؛ أبي سيتكفل بهذه المهمة !!) ابتلع ريقه في ضيق ؛ هل يعني كلامها انها ستوافق
ما ان تكتشف انه انسان جيد ؟! لم لا ؟؟ لا تكن أنانيا يا "عباس" وافعل ما يجب عليك فعله فقط ؛ وما يحدث بعدها
لن يكون الا قدر الله الذي لا مفر منه الا اليه ... أقنع نفسه بهذه الحقيقة الربانية ؛ فاطمئن قلبه وتقبل بخشوع كل ما
سيقدره الله ؛ وغادر متوجها الى الصالة وجلس بقرب "زينب" يداعبها ... هذه الطفلة الجميلة البريئة هي المتحدث
الوحيد والمدافع عن حقوقه بهذا البيت! انها تطلق كلماتها بحماس وصدق شديدين دون مكترثة سوى بقول الحقيقة
التي تعتقدها ..................
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#34
09-12-2009, 09:45 PM
يبع
التعديل الأخير تم بواسطة
*عبير الزهور*
;
17-12-2009, 07:06 PM
.
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#35
09-12-2009, 09:48 PM
توجه عباس عصرا الى ورشته ؛ الحياة مستمرة ؛ والمكرمات المتدفقة تنهال على المواطنين بين الحين والحين معلنة ان
عهد الفقر والظلم وهضم الحقوق قد ولى الان ؛ وان دولة الديمقراطية والعدالة ستفرض نفسها من جديد بكل ثقة....
استمر عباس في ترقب مرير ؛ ان أكثر ما يشغله هو خروج حسين ومعرفة منال بالحقيقة ؛ فالأيام المحددة للسؤال
عن العريس تكاد أن تنفذ ؛ وصبره أيظا لولا عناية الله ورحمته.
وأخيرا جاء اليوم الذي كان عباس فيه جالس في الورشة يمارس عمله بهمة وأمانة ؛ متجاهلا همومه الشخصية ؛ حين
قدم له أبا حسين بوجه غامض جالسا بجواره بعد أن ألقى السلام وقال بمودة ( كيف حالك يا عباس ؟!) رد عباس
بمنتهى الاحترام ( الحمد لله يا عمي ؛ ما أخباركم أنتم وما أخبار أم حسين ؟ سمعت ان صحتها متدهورة ؟؟)
أكد له أبا حسين في راحة جمة ( انها تتماثل للشفاء ؛ يجب عليها ذلك !) تعجب عباس من جملته الأخيرة وسأله
(يجب ؟؟) ضحك الشيخ الكبير وربت على كتفه بسعادة ( ألف مبروك !!) ضن عباس في البداية انه يعني خطبة
ابنة خاله ؛ فوجم لهنيئة استفهم بعدها ( على ماذا ؟؟) نهض أبا حسين فجأة وقد أدرك انه حقق بغيته بحرق أعصابه
بما فيه الكفاية ؛ فأجاب باحتضانه وقد تدفقت الدموع من عينيه ؛ ففهم عباس ما يجري على الفور وصرخ بفرحة لا توصف
( لا تقل لي ان حسين قد أفرج عنه ؟؟!!) هتف به الاخر ( بل لن أقول غير ذلك !!!) فكا العناق بعد فترة في محاولة
للسيطرة على هذه السعادة التي تكاد تمزق جنبات قلبيهما ؛ ومسح أبا حسين دموعه مستأذنا با لانصراف (سأذهب لاحظاره
من المخفر ؛ هل تأتي معي ؟؟) فكر عباس قليلا وقال بعدها وقد تملكه نوع غريب من المشاعر ( بل سأنتظره مع الباقين ؛
وأعد له أجمل ترحيب يليق به ؛ ويظهر مدى سعادتي !) ربت الوالد باعجاب قبل أن يغادر لاستكمال اجراءات خروج ولده
البكر ( خير ما تفعل !!),,,,,,,,,,
امتلئت الطرقات والأروقة بالزينة والمصابيح الملونة ؛ وتجمع الرجال محتشدين في مسيرة تزف عريس الحرية الى داره ؛
بينما نثرت النسوة النبات العطر وماء الورد بكل مكان وفرق رأسه احتفاءا به ؛ بينما يقبع عباس بجواره ضاحكا مستبشرا؛
والرفاق يحيطونهم من كل جانب مهللين ومكبرين ورافعين شعارات النصر بصوتهم الرنان,,,,
وصل الموكب الى الدار ؛ فدخل البعض الى المجلس لتبادل أطراف الحديث معه _ وبينهم عباس ورفاقه _ وانصرف
البعض الاخر بعد ان جددوا تهانيهم لأمه وأخته الوحيدة جنان التي كانت في سعادة لا توصف للافراج عن أخيها من جانب؛
ولوعده اياها _ حال ما خرج _ باقامة عرسها هي وأسامة بنفس الأسبوع بعد أن يحدد مع شيخ القرية الليلة المباركة
لمثل هذه المناسبة السعيدة من جانب اخر ..
وبعد اقامة صلاة المغرب بالمسجد ؛ عاد عباس مسرعا الى صديقه الغالي لينفرد به ويتزود من قربه بعد هذا الفراق ؛
وليلملما حياتهما سوية كما كانا على الدوام ؛ فالتقى به في مجلس الرجال حيث انتشرت رائحة البخور ؛ وتناثرت مائدات
المقبلات بكل مكان بعد انصراف الناس ؛ فجلس بجواره متنهدا براحة ؛ وسأله للمرة الألف ( ما أخبارك الان ؟؟)
التعديل الأخير تم بواسطة
*عبير الزهور*
;
09-12-2009, 09:50 PM
.
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#36
09-12-2009, 09:51 PM
ابتسم حسين برقة وهدوء علمته اياه أيام السجن الصعبة ؛ وقال بابتهاج كبير ( كل الخير والحمد لله ؛ أخبرني ؛ كيف
وجدت زهراء ؟؟) ضحك عباس بقوة ومازحه ( في غاية السعادة ؛ هل تشك في ذلك ؟!) أنبه حسين بمودة عميقة
(لا تسخر مني واخبرني عن اخر أخبارها وبسرعة !!) أقطب حاجبيه محاولا التذكر وقال بجدية ( رأيتها ضمن حشود
النسوة بالموكب ؛ كانت تنثر الورد المحمدي فوق رأسك دون أن تنتبه اليها !) عض حسين على شفته السفلى بندم شديد
وخمّن ( لابد انها الان تعتقد انني مغرور ومتكبر ولا أبالي بمن حولي من المهنئين!!) ربت عباس على رجله بسخرية
( لا تخف يا عزيزي ؛ خيرها في غيرها ؛ فما دامت قد تبرعت لرمي الورد على جمجمتك الفارغة ؛ قد تتنازل وتقبل
بوضع الخاتم الفضي في اصبعك بعد أن تقضي عمرك متوسلا اياها ومستثيرا لشفقتها !!!) ضحك حسين بقوة على هذا
التعليق حتى أمسك بمعدته التي صارت تؤلمه من كثرة الضحك ؛ وهتف فيه ( أرجوك !! أنا جديد لتوي ولا أتحمل
نكاتك الثقيلة ؛ خذني رويدا رويدا !!) أيده عباس بروح متحمسة ( معك حق ؛ قلي ؛ ما هي مشاريعك ؟) أسرع حسين
في الرد ؛ وقال بتصميم وثقة ( أول ما سأفعله هو التقديم للكورس الصيفي بالاظافة لعملي بالورشة ؛ وخلال ذلك قد أجد
وضيفة مؤقتة تضمن لي راتبا ثابتا الى أن أتخرج من الجامعة وألتحق بالعمل ؛ وسأتقدم ل زهراء بأسرع وقت ممكن ؛
فقد سمعت ان منزلهم لا يتوقف عن خروج ودخول الخطّاب !!) ضحك عباس غامزا اياه بكتفه ( عدنا للمزاح ؟؟)
شاركه حسين ضحكاته وهو يحتضنه في قوة أنسته الفراق وأيامه الموحشة وسأله بعدها (وأنت ؟ ما أخبار منال ؟؟)
شعر عباس بالخيبة والألم يعصر فؤاده ( أخباري لا تسر ..) خمّن حسين برعب ( اذن فقد خطبت ؟!!) ابتسم عباس
بمرارة ( تقريبا ؛ تقدم لخطبتها محام مشهور اسمه عادل زهير الحداد وهم في طور السؤال عنه ...) قاطعه حسين
بدهشة صائحا فيه ( ماذا تقول ؟؟ هذا الاثم ؟! لقد سمعت عنه الكثير في المعتقل .. انه محام مرتشي عديم الضمير والمباءىْ ؛
يوهم العائلات المسكينة انه سيدافع عن معتقلهم ؛ فيسرق نقودهم بالدهاء والحيلة دون أن يفيدهم بشيء !!!) صدم عباس
وبان الذهول واضحا على محياه وصاح برفيقه وقد تجدد الأمل بقلبه (هل أنت متأكد من ذلك ؟؟) أصر حسين ( كل
التأكيد !! ثم قلي ؛ هل كنت تنتظر حتى يقول لك أحد ما يشينه فتسارع بالمبادرة بخطبتها لنفسك يا رجل ؟؟!!) أحرجته كلمات
حسين وبرر له ( كنت أنتظر خروجك حتى أستأذنك وأبادر باخبارها بالحقيقة ..) أنبه صديقه ناصحا ( لست بحاجة
للاستئذان مني يا عباس ! أنت انسان راشد تعرف الصواب والخطأ ؛ وما دمت قد وقعت في مأزق يتحتم فيه قول الحقيقة؛
فيجب أن تقولها دون تردد لدقيقة واحدة ؛ فهذه الدقيقة قد تفرق الكثير وتقضي على سعادتك . ثم ان الوضع مختلف الان ؛
ولنا الحرية في التظاهر والتعبير عن رأينا دون أن يمسنا سوء ؛ فنظام أمن الدولة قد جمد؛ وهذه معلومة مؤكدة !!)
ارتاح عباس لهذا الكلام وتنهد براحة كبيرة حامدا الله على هذا المن العظيم ؛ فوكزه حسين مشجعا اياه ومستحثا له
(ماذا تنتظر يا رجل ؟؟ هيا قم واعلن حقيقتك على الملأ ؛ ولا تنس أن تكون منال أول من تخبر!!!).................
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#37
09-12-2009, 09:56 PM
نهض "عباس" وغادر منزل صديقه بمنتهى الحماس قاصدا بيت خاله حيث استقبلته "زينب" صارخة وضارعة اليه بطفولية
وببراءة محببة ( "عباس" ؛ تعال لتخبرهم ان "منال" ليست عروسة "عادل" هذا .. تعال معي !!) جرته بيدها الصغيرة الى
داخل الصالة حيث يجلس خاله وزوجته و "منال" بكامل حجابها ؛ وعلى الجهة المقابلة يقبع شاب أنيق ذو بدلة سوداء وربطة
عنق وقد سرح شعره الكث الأسود الى الوراء بعناية وأطلت منه نظرة ازدراء وتعجرف حالما وقع بصره على "عباس"
المتواضع بكل شيْ ؛ وفي ملبسه بالذات ...
رحب به خاله بشكل مبالغ فيه ( أهلا "عباس" ! تعال يا حبيبي واجلس الى جواري !) نفذ "عباس" مطلب خاله ؛ فأسرعت
الزوجة في قولها بفرحة واضحة على قسماتها بينما تحاول "زينب" الصعود الى حجره ؛ فيرفعها اليه في حنان كبير
( لقد حددنا موعد الزفاف يا "عباس" ؛ بارك لابنة خالك!!!) نهض "عباس" كمن مسه تيار كهربائي وسط دهشة الجميع
وصاح بجدية نازعا دور الحماقة والبله الذي أثقل كاهله سنينا طوال قاسى خلالها ما يأمل أن يثاب عليه ( "منال" لن تتزوج
هذا المخلوق الشاذ !!!) عقدت ألسنة الجميع من فرط الذهول وعدم التوقع لمثل هذه الكلمات المرتبة التي خرجت من فم
هذا الرجل "الأحمق" _بما فيهم "عادل"_ حتى نهض الأخير بثورة عارمة وصاح بمنتهى التحدي والغضب ( احفظ لسانك
يا هذا والا أذقتك من العذاب ما لا تتحمله !!!) قهقه "عباس" ساخرا وتحداه بثقة ( بل أنا من سيذيقك العذاب ويفضحك
على الملأ ان لم تغادر على الفور !! انني أعرف عنك أكثر مما تتصور !!!) نضخت وجنتا "عادل" بالاحمرار احراجا ؛
وحاول اللجوء الى "أبا محمد" ليداري خجله مخافة افتضاح أمره (عمي.. انني أهان في منزلك !! هذا "المجنون" قد فقد ما
تبقى لديه من عقل !!) تدخل خاله مقتربا منه في حذر وكأنه لم يعد "عباس" الذي عرفه واعتاد عليه ؛ وصدق للحظة ما
قال "عادل" عن عقله ؛ فراح يهدئه قائلا ( اهدأ يا بنيّ ؛ الغضب من الشيطان !!) قاطعه "عباس" مبعدا ساعده عن قبضة
خاله بحركة متمردة سريعة وصاح موضحا بمنتهى الانفعال ( انني لست مجنونا !! لا تعاملني على هذا الأساس !!!
خالي... لقد اصطنعت ذلك لأحمي نفسي فقط ؛ صدقني !!!) نهض الجميع والتفوا من حوله وعلامات الذهول والفضول
ترتسم على محياهم بما فيهم "منال" التي لم تتوقع منه الاقدام على هذا الأمر .. وصاحت زوجة خاله ( ماذا ؟؟؟؟)
أكد لها مقرا ببقية الحقيقة ( هذه هي الحقيقة يا زوجة خالي !! لقد كنت محاصرا بالشكوك لقيامي بعدة أعمال سياسية...)
أكملت "منال" بشكل مفاجىْ أذهل الجميع بنبرة هادئة مخاطبة أمها ( انه متخرج من الجامعة يا أمي ؛ لقد كان يدرس معي
بكلية الاداب !!) ثغرت الأم فاهها ولم تستطع التعليق ؛ بينما ضرب "أبا محمد" كف بكف ( انا لله وانا اليه راجعون !!
حتى هذه "الشيطانة" تعلم وأنا في واد اخر !!!) ووضع يده على رأسه وبدى الألم واضحا على قسماته ؛ فسارع "عباس"
اليه وأجلسه في تخوف كبير صائحا ( خالي !! ماذا جرى لك ؟؟) أكد له خاله مطمئنا ( صداع بسيط ؛ فاليغادر الجميع
الان وليبقى "عباس" !!) استجاب الجميع الى أوامره في اذعان ؛ ما عدا "عادل" ؛ فقد وقف في كبرياء وتعجرف وسأل
( وأنا يا عمي ؟؟) رفع "أبا محمد" عينين منهكتين ؛ وقال بشيْ من السخرية والحزم ( يبدو انني قد تسرعت قليلا بالسؤال
والموافقة تحت ضغط من زوجتي ؛ أمهلنا حتى نسأل عنك أكثر يا "عادل" !) احتج "عادل" ( ولكن...) أصر الوالد
(لا تتعجل ؛ الزواج قسمة ونصيب ؛ وان كانت "منال" من نصيبك لسوف تأخذها !) تطلع "عادل" اليه بنظرات مشككة
وجلة ؛ وغادر دون وداع ؛ وكأنه قد أدرك انه لا رجوع الى هذا المنزل الغريب ؛ بينما استدار "أبا محمد" لأبن أخته وتطلع
اليه بعينين غير مصدقتين لفترة ؛ سأله بعدها بهدوء ( والان ؛ حدثني قليلا لأستوعب ما يجري منك يا "عباس" !!) شعر
"عباس" بتأنيب الضمير لما سببه من ارباك وأنكس رأسه في خجل ( أنا اسف يا خالي.. لقد سببت لكم المتاعب..)
قاطعه خاله بحزم (دعك من هذا الان !) أجابه "عباس" على سؤاله ( عندما توفت أمي يرحمها الله ؛ وهرب "جاسم" ؛
انتابني اليأس ؛ وانطويت على نفسي حتى كدت أجن فعلا ؛ ولكن "حسين" وقف الى جانبي وواساني ؛ وأقنعني بارتياد
الجامعة التي كانت حلمي الكبير بعد أن توافر لدي مبلغ من المال من عملي بالورشة .. وفعلا ؛ سجلت بالجامعة بنفس
الفترة التي عدتم فيها وبادرت "منال" لاتمام دراستها . ومع هذا كله ؛ اشتعلت الأحداث السياسية من جديد ورأيت ان من
واجبي التفاعل مع هموم بلدي ؛ فأقدمت على كتابة مقالات كدت أسجن بسببها ؛ لولا تقمصي لدور الأحمق ؛ والذي اقترحه
عليّ "حسين" بعد تفكير عميق وجدي . وهكذا أصبحت ذلك الأحمق الأبله ؛ وساعدتني اشاعات الناس وأقاويلهم التي أكدت
ان ما حدث لأمي وأخي هو السبب الأساس بقداني عقلي !! وهكذا أتممت دراستي بعيدا عن الأنظار مدعيا انني أقوم
بتوصيل "حسين" الى الكلية لا غير ) صمت "عباس" مستجمعا أفكاره ؛ فسأله خاله باهتمام شديد ( ولماذا أخبرت "منال"
بالذات وأخفيت الأمر عنا جميعا ؟؟) أجابه "عباس" بسرعة مؤكدا بمنتهى الصدق ( لم أخبر "منال" ؛ ولحد الان لا أعلم من
الذي أخبرها ! لقد حاولت ايهامها انني "جاسم" عندما رأتني بالكلية !!) ضحك خاله بعفوية ("جاسم" ؟! لقد أكد لها "جاسم"
بنفسه انه يعمل باحدى المستشفيات كحارس أمن وانه لم يكمل دراسته الاعدادية عندما زارنا لأول مرة بعد زواجه !!!)
أدرك "عباس" حينها ما يجري من حوله ؛ وعرف ان مخاوفه بذلك اليوم كانت حقيقة ... "منال" علمت كل شيْ من "جاسم"
عندما تحدث عن حياته بحسن نية ؛ وكانت طوال تلك الفترة تعامله على انه "عباس" بعد ان أدركت انه شاب جامعي عاقل !!
ولكن ؛ أتراها أدركت أسبابه بنفس الفترة ؟؟؟
قاطع خاله حبل أفكاره مربتا على قدمه في خجل لادراكه بأنه لم يعد ذلك "الطفل" الأحمق الذي كان بنظرهم بالأمس ؛ ففهم
"عباس" ما يجول في خاطره ؛ واحتضنه بقوة وصاح فيه ( خالي.. انني لازلت طفلك المدلل ؛ ومهما كبرت ؛ ستظل
بالنسبة لي بمثابة والدي رحمه الله ) تمتم خاله في حب عميق وسعادة كبيرة ( بارك الله فيك يا بنيّ !) وعند هذه العبارة
دخلت زوجة خاله برفقة "منال" بعد ان تملكهما الفضول والقلق على مجريات الأحداث ؛ فأبصرا تعانقهما المؤثر ودموعهما
الفيّاضة ؛ فتأكدتا ان كل شيْ على ما يرام ؛ وان الأب لازال راض ومحب لأبنه ؛ وان "عباس" عاقل بحق ؛ وذلك الدور
الذي أجاده ليس الا دور فرضته الظروف الصعبة كما قال ؛ وشعرتا بالسعادة !!!!!..........................
( نهاية الفصل السادس)
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#38
10-12-2009, 01:45 PM
(الفصل السابع)
قدمت اليه على استحياء ؛ كانت عيناها تشع سعادة لم تعهد الى اخفاء
اثارها ؛ وجلست على مسافة شبه ناءية مبتدرة حديثها ( "عباس" ؛ انني
أشكرك على كشف حقيقة "عادل" قبل فوات الأوان ) أطرق رأسه بخجل
عندما لمح زوجة خاله وهي ترميهما بنظرة خبيثة ذات مغزى من داخل
المطبخ ؛ وتمتم برقة ( هذا واجبي نحوك يا "منال" ...) وسكت ؛ فقالت
لألا يقطع حبل الحديث قبل أن تتمكن من قول ما تريد قوله ( لقد قمت
يا ابن عمتي بما هو أكثر من الواجب ؛ ولأنني اكتشفت انك تخاف عليّ
كأخت لك ؛ فانني أود اسعادك بالخبر الذي تلقيته للتو ) تجاهل "عباس"
كلمة "أخت" التي غصت في حلقه بمرارة وقال بقلب مفتوح ( اخبريني
اذن لأشاركك السعادة !) ابتسمت فرحة وتمتمت وقد اتخذ منها الارتباك
مأخذا كبيرا ( لقد قبلتني مجلة "العهد" للعمل لديها بشكل دائم مقابل
أجر لا بأس به ..) صدم "عباس" ؛ وتصبب العرق على جبينه ؛ واختنقت
الحروف في حنجرته ولم يعد يستطع النطق ؛ ولكنه قال بعد فترة قصيرة
بشيْ من الحماس المصطنع ( ألف مبروك ! لقد تحقق حلمك أخيرا !)
تمتمت مؤكدة ( نعم..) سألها ( متى تبدأين العمل ؟) أجابت ( غدا ان شاء
الله ) اتسعت حدقتا عينيه بعدم توقع ( بهذه السرعة ؟؟) تيمنت بمثل
معروف ( خير البر عاجله !) استسلم متنهدا ( معك حق ؛ أتمنى لك
التوفيق !) ابتسمت بسعادة تملىْ وجدانها ( شكرا لك يا "عباس" ! ..)
واستطردت بعد برهة من التردد ( أردت أن أسألك عن أمر ما يا "عباس" ؛
لقد صادف ان تعرفت على شاب أثناء كتابتي للشعارات بأيام الأحداث؛ حيث
حذرني من قدوم الدوريات بذات ليلة... انه يشبهك ؟؟) تورد خدا "عباس"
خجلا .. "منال" لا يمكنها التغير !! .. "منال" هي "منال" ؛ الفتاة الفضولية
الذكية التي لا تحب أن تستغفل بأي حال من الأحوال؛ وتمتم ( انه أنا !!)
تابعت استجوابها مستغلة الظرف الذي سمح لها بمحادثته تحت مراقبة
من والدتها ( اذن فأنت كنت "عبدالله" الذي فر بي بالمسيرة وبكى معي
وواساني لاستشهاد "ياسر" ؟؟) أومأ برأسه ايجابا ؛ فراحت تستعيد
ذكرياتها الغير قديمة معه ؛ وقالت بعدها بلهجة غريبة ( لقد أجدت التمثيل
يا "عباس" !!) أنكر قولها بسرعة ( ولكنك كشفت أمري سريعا وقبل
الجميع !!) عارضته ( كان ذلك بمحض الصدفة !) عدّل قولها ( بل بمشيئة
الله !) تطلعت اليه بشيْ من الاعجاب مكبرة ايمانه وحرصه على هذا
الايمان حتى بطبيعة اختيار الألفاظ ؛ ونهضت متثاقلة قائلة باستئذان
( اعذرني يا ابن عمتي ؛ أنا على موعد مع "جنان" الان ) سألها باهتمام
( ما أخبارها مع "أسامة" ؟؟) أكدت له ( بأحسن حال ! على فكرة ؛ يعود
لك الفضل بهذا بعد الله !!) تعجب واستفسر ( أنا ؟؟؟) أصرت ( نعم ؛ فقد
أخبرتني بما حدث لها وكل شيْ ؛ حتى انها أطلعتني على قصة "حنان"
التي ما تزال محتفضة بصفحاتها ..) صدم "عباس" وأنبها ( عليك أن تقنعيها
بنسيان هذا الموضوع يا "منال" ؛ ولتتخلص من هذه المجلات !!!) حدقت
فيه غير مصدقة ( ولما ؟؟) أجابها موضحا ( لأن الماضي ماضي ؛ والحاضر
الجميل أمامها مع خطيبها ؛ فيجب أن لا تبيع الحاظر بالماضي ؛ أليس
كذلك ؟؟) تملكها الذهول لعمق ذكاءه وحكمته ؛ وبان الاضطراب واضحا
على محياها وهي تتمتم مغادرة ( بلى ! انك على حق !!)
تقدمت منه زوجة خاله بعد انصرافها ؛ وسألته محاولة تعويضه عن
تصرفاتها الجارحة بحقه مؤخرا قائلة بمنتهى الحنان والرقة ( أخبرني
يا بنيّ ؛ هل وفقت أنت أيظا بايجاد العمل المناسب ؟!) أجابها على
استحياء وقد أدرك مقصدها من هذا السؤال الرتيب الذي تسأله "العمة"
عادة لزوج ابنتها ( بلى يا زوجة خالي ؛ لقد عينتني مجلة "الحرية" موضفا
لديها براتب لا بأس به ) أشرق وجهها وبدت في غاية السعادة ؛ وسارعت
بالاستفسار ( الحمد لله !! ومتى تبدأ العمل ؟؟) أجابها ( غدا ان شاء الله !)
فاجئته "بزغرودة" ندت عنها دون شعور ( عسى الله أن يوفقك ويسدد
خطاك يا "عباس" يا ابني !!!) قاطعها صوت خشن من خلفها مؤنبا ( كان
بامكانك ان تدعي له دون اطلاق الزغاريد !!!) انكمشت الزوجة لؤية زوجها
وسماع تعليقه ؛ بينما تقدم الأخير للجلوس بجوار ابن أخته وعلى شفتيه
ابتسامة عريضة ( ألف مبروك يا "عباس" ؛ "عقبال" فرحة الزواج ان شاء
الله !!) ابتلع "عباس" ريقه في ألم ( يبدو ان هذه الفرحة لن تتم يا خالي!)
ربت خاله على قدمه في حنان وواساه قائلا ( "منال" فتاة عنيدة ؛
فالتفتش عن امرأة أخرى تجد معها السعادة التي تبحث عنها !!) فاجئه
اقتراح خاله ؛ كيف يطلب منه هذا الطلب ؟؟؟ كيف ينصحه بالابتعاد عن
"منال" والزواج بغيرها وهو الأمر الذي لا يقدر على مجرد تخيله ؛ فما بال
لو كان حقيقة واقعة ؟؟؟ لابد أن خاله لا يشعر بمدى تأثير هذه الكلمات
على قلب كقلبه ؛ وعلى أحلام راسخة كأحلامه!!! ورد عليه بمنتهى
الصدق ( لا أقدر يا خالي ! لا يمكنني التصور ان امرأة سواها ممكن أن
تشاركني حياتي !!) تنهد خاله بحزن ( ماذا عساي أن أقول يا بنيّ ؟؟
أنت أعلم بموقفها من هذا الموضوع !!) علق "عباس" بابتسامة حزينة
منكسرة ( لا عليك يا خالي ؛ فقط ادعي لي بالتوفيق ..) رفع "أبا محمد"
يديه عاليا ودعى بحرارة وتوسل بمن خلقه ( أنالك الله ما تريد يا "عباس"
يا ابني !!!)...........................
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#39
10-12-2009, 01:49 PM
غادر عباس منزل خاله بقلب مكسور متألم أثقلته الهموم ؛ ولم يجد أدنى رغبة في الرجوع الى بيته ؛ فتوجه الى الطريق
السالكة به الى دار أخيه في محاولة أخيرة للنسيان . للأسف ف حسين مشغول تماما بهذه الأيام ؛ وعمله وخطوبته العاجلة
قد سرقاه من عباس كما سرقه اياه السجن قبلا ؛ وبالكاد أصبح يراه في يوم الجمعة حيث يتم تناول وجبة الغداء بحظور
رفاقه جميعا بمنزل عبدالله؛ أي بمنزل خطيبته !!
يال الزمن الصعب !! لقد فقد حسين ثانية ؛ ورفاقه كل أصبح لديه المشاغل التي تكفيه وتزيد ؛ وها هي منال تتخلى عنه
أيظا معلنة انها غير راغبة بالارتباط به بكل مكابرة وتحدي !! ترى لما فعلت ذلك ؟؟ لماذا اثرت جرحه في الصميم وهي
الأعلم بمدى عمق المشاعر البريئة التي يكن لها مذ كانا أطفالا في حيّ واحد ؟! هل تراها نست ما كان بينهما ؟؟ لا مستحيل !
منال لم تنس !! ولكن ؛ ما القصة ؟؟ وما السبب؟؟ ان شكرها له منذ قليل على جهوده بكشف عادل قد أثبتا له انها غير
ساعية للمال بقدر ما تسعى للأخلاق ؛ فهل قصّر أو تهاون في دينه ؟! وهل صدر عنه ما يثير الشك بنزاهة أخلاقه ؟؟
الله أعلم !!! توقفت أفكاره عند النقطة التي تعودت أن تتوقف عندها مذ جرى ما جرى ؛ فسارع الى ابعاد هذه الوساوس
بالتعوذ من الشيطان الرجيم ودلف الى داخل شقة أخيه بعد الاستئذان ؛ فاستقبله جاسم الذي بات دوامه بأول الليل في حب
وأخوة صادقة ؛ محتلا المقعد المجاور له ( ما أخبارك يا أخي ؟ صحيح ما أخبرتني به عبر الهاتف ؟؟) أكد له عباس
متظاهرا بالسعادة الجمة ( نعم ؛ وسأبدأ منذ الغد !) احتضنه في قوة وحنان ( ألف مبروك ؛ ألف مبروك !) تأثر عباس
( شكرا لك يا أخي ) تابع جاسم مازحا بعد ان فكا عناقهما القصير ( ها قد اتت تلك المقالات ثمارها أخيرا بعد ان
صدّعت رأسنا بها أنا وأمك يرحمها الله !) ضحك عباس في شجن ؛ وسرعان ما أجهش في البكاء ؛ فانكب عليه جاسم
مستفهما بقلق شديد ( ما بك يا عباس ؟؟ لا أضنها دموع السعادة !!) تمتم من بين دموعه الغزيرة ( بل انها هيّ !)
أنبه توأمه بعنف ( لأول مرة تكذب يا عباس ؛ حتى انك لا تجيد ذلك !! هل هي منال ؟؟) اعتصم عباس بالصمت؛
فتابع جاسم بلهجة متأثرة ( انها لم توضح سبب رفضك حتى ! انها مزاجية غريبة الأطوار ؛ هذا لم يكن رأيي ب منال
سابقا بالطبع ؛ لقد تغيرت كثيرا..) ولما لم يجب تابع أيظا ( المهم في الأمر اننا لا نقدر على ارغامها في شيْ ؛ فهيّ فتاة
راشدة الان ؛ كل ما أطلبه منك الان ألا تعذب نفسك ؛ حاول نسيانها وتزوج !) ما بال جاسم وخاله ؟! هل اتفقا عليه ؟!
هل تظاهرا على اقناعه ؟؟ أم ان هذه وجهة نظر طبيعية لا يختلف عليها اثنان ؟؟ نعم ؛ كلامهما واقعي ّ _هكذا قال لنفسه
وقد قفل راجعا الى منزله _ ولكن تطبيقه محال !! كيف تطاوعه نفسه على هجر منال ؟؟ فالتهجره هي أولا ؛ فالتتزوج
من غيره وعندها لن يتجرأ حتى على التفكير بها !! نعم ؛ هذا هو الحل الوحيد من وجهة نظره !!!
ألقى بجسده على سريره الخشبيّ وراح يفكر بعمق في كل ما يتعلق بحياته ... الورشة وتأجيرها ؛ حسين وخطوبته ؛
مشكلة البطالة التي لم تحل رغم محاولات الحكومة الظاهرية ؛ عناد منال ؛ اعلانات ظهور ميثاق العمل الوطني
الذي تطالب جميع فئات الشعب بتأييده ترغيبا وترهيبا برغم قصوره الدستوري ؛ غموض الموقف وتراكم الأحداث ؛ وأخيرا
عمل منال بالمجلة المعادية لمجلته !!!!!!!
ان أكثر ما أسعد عباس في اليوم التالي هو قرار رئيس التحرير بتعينه بالصفحة السياسية ؛ ولكن ما فاجئه حقا وأذهله حالما
دخل الغرفة المتواجد فيها مكتبه ؛ هو انه سيتشارك العمل فيها مع ثلاث سيدات دون رجل غيره ؛ مما أوقعه في حيرة وخجل
حاولت احداهن تبديده وهي تبتسم بمنتهى اللطف مادة يدها لمصافحته ( أهلا بك يا أستاذ ؛ اسمي فاتن !) ابتسم بأدب دون
أن يرفع يده لمصافحتها وتمتم قائلا ( عباس !!) تطلعن النسوة اليه في دهشة لتصرفه ؛ بينما تورد خدا فاتن احراجا
وشعرت بغيض لم تستطع ابتسامته محوه ؛ وعادت الى عملها متجاهلة اياه ؛ وكذلك فعل بعد أن تم التعارف بينه وبين المرأتين
الباقيتين ؛ حيث كانت احداهن تدعى فاطمة والأخرى مريم ؛ وكلاهما متحجبتان ؛ ماعدا فاتن ؛ فهيّ لم تكن كذلك !!
تملكه الحماس ؛ وانكب على عمله دون أن يشعر بوجود أحدا ما يقتحم عليه عالمه الخاص وكتاباته المعبرة عن الواقع دون
زيف أو مداراة ؛ وراح يكتب في المقال الذي سيحدد به مدى كفاءته وقدرته على مزاولة العمل الصحفي الشاق . واستهوته
الكتابة والتعبير عن الميثاق وخلفياته وبنوده ؛ حتى قاطعه صوت رجالي وقد انكب على مكتبه مازحا ( يال النشاط
والهمة ! اعطنا ثانية من وقتك على الأقل لمجرد تبادل الأسماء !!) رفع عباس رأسه مبتسما ؛ فأبصر شاب أنيق في
العشرين ؛ أشقر الشعر ؛ عسليّ العيون ؛ يبدو من مظهره واسلوبه المنطلق انه قد قضى وقتا طويلا في هذا المكان ؛ وكاد
تعليق
مشاركة
إلغاء
*عبير الزهور*
V - I - P
تاريخ التسجيل:
Jun 2008
المشاركات:
3267
مشاركة
تويت
#40
10-12-2009, 01:49 PM
أن يجيبه ؛ ولكن مريم تبرعت قائلة ( اسمه الأستاذ عباس ) تابع الشاب مزاحه وقد تصافحت الأيدي ( الترقية لا تزال
مبكرة !!) أنبته فاطمة بقولها ( كف عن هذه الحركات يا علي ! انه جديد هنا ؛ فالترحمه قليلا !!) استغل علي
ما قالت لمواصلة مزحاته مستديرا ل فاتن في حركة درامية جاثيا على ركبتيه ( انما ليلى هي من لا يرحم قيسا !!!)
ضحكت النسوة بخفة _ ما عدا فاتن _ بينما علق عباس بحزم ناصحا ( الأفضل ل قيس أن لا يتمادى باظهار حبه
بهذه الطريقة حتى تحترمه ليلى ولا تعافه !!) تطلعت النسوة الثلاث اليه بمنتهى التقدير والاعجاب ؛ بينما جلس علي
على الكرسيّ المقابل لمكتبه وتمتم بجدية هذه المرة ( معك حق ؛ دعنا من هذا الان وأخبرني بانطباعك عن المكان ؟)
رد عباس بلطف ( الحمد لله ؛ كل شيْ على ما يرام ) تابع علي مستفسرا ( أنت عباس نفسه الذي كان يكتب تلك
المقالات الاجتماعية كل أربعاء ؛ أليس كذلك ؟!) أجاب عباس وقد أدرك صحة تخمينه بأقدمية عمل الشاب بالمجلة
(نعم !) علٌّق علي باسهاب ( ان كتاباتك كانت رائعة يا عباس ؛ انها تعالج قضايا حقيقية تحدث كل يوم بالمجتمع ؛
وتسلط الضوء على ثغرات مهمة قد يتجاهلها البعض سهوا أو عمدا ؛ لطالما تمنيت أن تكمل دراستك لتأتي الينا ؛ وها قد
حصل !!) أعجب عباس باسلوب علي وثقافته وصراحته البعيدة عن النفاق وشكره ( انني شاكر لك يا علي)
ابتسم علي وأكد له ( انني لا أجامل ! وبوسعك سؤال احداهن !) وأشار الى المكاتب الثلاثة القريبة من بعضها ؛
فابتسم عباس وقال بتأكيد ( انني متأكد مما تقول ؛ أخبرني ؛ هل تعمل بالصفحة الاجتماعية اذن ؟!) أسرع في النفيّ
(لا ؛ انني أقرأ لكم فقط وأتابع المقالات بالصور ؛ والكلمة بالمظهر !) استفسر عباس ليتأكد تماما ( مصوّر ؟؟)
تدخلت حينها فاطمة ( وبارع أيظا ؛ سترى !) نهض علي وصافحه منصرفا وقد تطلع الى ساعته بعجلة ( أراك لاحقا
يا عباس ؛ لديّ تصوير الان لاحدى المؤتمرات !) تمتم عباس بمودة ( ليوفقك الله !) وعاد الى عمله .
وعند الظهر ؛ عاد عباس الى منزل خاله ليتناول معهم وجبة الغداء ؛ وكانت منال لم تحظر بعد ؛ فجلسوا بانتظارها
على المائدة ؛ وما ان دخلت ؛ حتى صاحت زينب ( هاقد أتت أختي منال !) ورمت منال بحقيبتها على الأريكة في
انهاك وتقدمت الى المائدة دون أن تخلع عباءتها وحجابها مما أقلق والدتها فسألتها على الفور ( ما بك يا منال ؟! لهذه
الدرجة أنت منهكة ؟؟) أجابت منال وقد اثرت الانكباب على الطعام بعد البسملة ( نعم يا أمي ؛ فقد بعثت في مهمة لعدة
قرى !) استنكرت الأم ( من أول يوم ؟؟) أكدت الابنة (هذا ما حصل ؛ يبدو انه اختبار لقدراتي !) تطلعت الأم اليها
بعدم تقبل ؛ بينما سألها والدها باهتمام كبير ( ولماذا جبت القرى ؟؟) أجابت بحماس ( لقد ذهبنا في جولة استفتائية حول
الميثاق ؛ الأغلب قال نعم ؛ أؤكد لكم ان الميثاق سينجح حتما !!) تطلع اليها عباس في عجب ! ترى منال
متحمسة لل ميثاق لهذه الدرجة ؟؟ وما الذي يلوح لها بأنه سيحصل بعد الميثاق ؟؟ أهي الحرية أم السجن الطويل ؟؟
أهو العدل أم الظلم المتخفي خلف ألف قناع و قناع ؟؟ ولم يطق صبرا فسألها ( ما تصوراتك عن الميثاق يا منال ؟؟)
كان واضحا من نظراتها انها تدرك نيته في معارضتها ؛ يبدو انها عرفت بموقع عمله وأدركت انه لا يريد سوى كسر
مفاهيمها وايمانها بمجلتها المعادية لمجلته ؛ فقالت في حبور وثقة زائدة ( الميثاق هو باب الديمقراطية والمساواة بين
مختلف المذاهب والأجناس بالدولة ؛ كما انه مفتاح حرية الرأي والتقدم والازدهار السياسي والاقتصادي !!) تعجب كثيرا ؛
وتملكه الذهول ؛ ف منال تعيش في وهم كبير سيحطم كل أحلامها لو صدمها فيما بعد بالحقيقة المرة ؛ فالذلك حاول أن
يوضح لها بعض الأمور المهمة ( يا ابنة خالي هذه مجرد شعارات جوفاء ؛ فا ال الميثاق مجرد قناع وضع لتهدئة الرأي
العام ؛ ولاعطاءهم القشور بدلا من لبها ؛ ألا وهو تطبيق الدستور بجميع بنوده دون تعطيل.. الناس لا تدرك هذا الان ؛
فالكل منشغل بفرحته الخاصة والمكرمات متناسيا ما سيجري فيما بعد !!) أصرت على رأيها في ثقة وعناد (انك متشائم
يا عباس ؛ لن يجري الا الخير بأذن الله ؛ والشيوخ بذات أنفسهم شجعوا الجماهير على خوض هذه التجربة ) أنكس
رأسه في ألم ؛ وأصر بعدها على مواصلة توضيحه ( الشيوخ لم يشجعوا الجماهير بمعنى الكلمة ؛ كل ما في الأمر انهم
أوضحوا الشروط الواجب توافرها في الميثاق ؛ ولمّحوا أكثر من مرة بأن هذه التجربة ليست التجربة المرجوة ..)
لم تستطع منال الرد ؛ فقد أصر والدها أن يكملا طعامهما أولا ؛ ومن ثم يناقشان مثل هذه المواضيع ؛ فاستجابا لرغبته
بكل احترام وطاعة .
وبعد الغداء لم يتسن ل عباس الفرصة لتتمة مناقشته ؛ فقد أتاه اتصال عاجل من علي على هاتفه المحمول الذي ابتاعه
مؤخرا ليطلب منه موافاته الى المجلة حيث ان رئيس التحرير قد عهد اليه بتغطية احدى المحاظرات حول الميثاق برفقته ؛
فما كان منه الا أن يغادر على الفور ؛ خصوصا بعد أن أدرك ان حديثه مع منال لن يجدي نفعا ؛ لاعتقادها بأنه يريد اظهار
أفضلية المجلة التي يعمل بها لا أكثر..........
تعليق
مشاركة
إلغاء
السابق
1
2
3
4
5
6
template
التالي
google Ad Widget
تقليص
يعمل...
نعم
لا
تم
تم
إلغاء
😀
😂
🥰
😘
🤢
😎
😞
😡
👍
👎
☕
تعليق