كانت تنظر إلى خالد الذي خرج من البيت وعيناها ترقبه .. وروحها تكاد تخرج من بين أضلعها .. قهرا وحزنا ..
لطيفه : رباب يا ابنتي اشعر أن علاقتكما على غير العادة ما الذي حل بها بصراحة ؟؟
رباب : لا أدري ما الذي حل بها أنا مثلك متفاجئة لكنها يبدو ضغوطات الحياة ومشاغلها قلبت حياتنا هكذا ,,
لطيفة : لا حتى ولو مازلتما عريسان بعد .. وكان من المفترض أن تطول فترة شهر العسل كما يقال فهذه لحظات وأيام لا تعوض .. اعذريني يابنتي لم أكن أريد التدخل لكن ما أ لمسه واراه يدفعني لذلك ..
رباب : وماذا افعل يا خالتي لقد تعبت ؟ انه لم يعد يشعر بي .. كما ترين في الصباح نستيقظ كلانا وونذهب الى العمل واعود قبل ان ينتهي من عمله بوقت قصير .. فكلانا منهك ومتعب .. وفي المساء يذهب لعمله المسائي يعود منهكا وهكذا لا وقت لديه لكي يجلس معي ويشاركني أموري .. لا ادري لم أصبح جافا وصامتا ومحيرا ... كأنني قد قتلت له أحدا ..
لطيفه : أقسم أني اشعر بك ياحبيبتي لكنه هو زوجك لا تيأسي اضغطي على نفسك حاولي التقرب منه فهو يحبك لكنه كغيره من الرجال يبدون هكذا . لا يعلمون كيف يعبرون عن مشاعرهم .. يارباب .. أنا ادعوك وبشدة على أن تحرصي عليه فكما تعلمين هو شاب .. طموح ولديه ثروة يمتلكها إذن في هذه الحالة هو مطمع لأهل السوء ... لا تدعي لأحد فرصة أن يقتحم حياته ويسرقه منك ..
رباب : ( في هذه اللحظة طرأ على بالها سحر .. خفق قلبها بشدة أمعقول يكون قد عاد إليها ؟؟؟ )
جزاك الله خيرا يا خالتي .. نصيحتك من ذهب .. اجزم أن الكلام سهل والفعل صعب صعب ..
في المساء حينما عاد خالد من العمل كانت رباب في رأسها تتزاحم كثيرا من الكلمات التي تود أن تقولها له .. الحديث الذي دار بينها وبين لطيفة بث لديها العزم والأمل .. من جديد ..
دخل خالد بيته وهو يشعر بالتعب والجوع والبرد معا ... استقبلته رباب .. بابتسامتها المعهودة ..
- اهلا ومرحبا .. وبصوت خفيف .. اشتقت لك يا روحي ..
خالد : ابتسامة خفيفة ارتسمت على ملامحه .. ثم نظر إليها وقال ببرود : هيا أني جائع ..
رباب : شعرت بخيبة من ردة فعله .. لكنها قالت في نفسها ربما هو لأنه متعب وجائع ...
بعدما تناولا عشاءهما اخذ يقلب في قنوات التلفاز بين قناة وقناة .. ثم استقر على قناة إخبارية .. وهي جالسة إمامه كالتمثال تحترق غيضا لماذا يتجاهلني انه لا يجرؤ أن يضع عينه في عيني ..
رباب : امممم خالد ..
خالد ..
خلاد..
نعم ناديتني ؟؟
يمكن أن تتفرغ لي بعضا من الوقت ؟؟
خالد : الان ؟؟
رباب : نعم أريد أن أحادثك بموضوع شغل بالي منذ فترة ..
خالد ..( وهو يتثاءب ) حسنا ما لديك أرجو أن تختصري فأنا نعسان ....
رباب : وقد ثارت كالبركان المتأجج : لاشئ نم قريرا .. ثم انطلقت بسرعة الريح الى حجرتها ...
في خلال الشهور التي انقضت قويت علاقة مؤيد بهناء جدا وقد بدأ يتخلص من هاجس رباب بالتدريج .. وكان لهناء دورا كبيرا فقد دخلت قلبه ببساطه ..
في احد المرات .. رن محمولها ...
وكان مؤيدا المتصل ...
أهلا هناء .. كيف حالك ؟؟
هناء : بخير وكيف أنت ؟
أنا أيضا بخير هههه مارأيك لو دعوتك الى مطعم يليق بزوجتي هناء ...
حقا .. والان ؟؟؟
هههههه نعم الان هل يوجد لديك مشكلة ما ؟؟
اممم لا بالطبع .. متى ستأتي ؟؟
أنا بالقرب من منزلكم ..
أوووووووووه لا وقت لدي للتجهيز ..حسنا حسنا .. أراك على خير ...
ههههههههه ضحك من قلبه على حماسها الواضح .. طبعا والدتها كانت مؤيدة لها أن تذهب بشرط أن لاتتأخر فتقع في مسائلات والدها ..
وفي المطعم ....
كانا جالسين في ركن راقي في غاية الروعة والجمال .. في أجواء تثير الإحساس بالرومانسية والحالميه ..
مؤيد بدا محتارا مشتتا لا يدري ماذا يقول أو انه يعلم لكن كيف يخبرها بذلك اخذ يتأمل ملامحها جيدا التي لم يبصرها من قبل .. فوجدها .. ملامح رقيقة وبريئة فعيناها المدورتان وفمها الصغير مع انف صغير يحيط بهم وجه مستدير كاستدارة القمر ...
جعله يصرح بمشاعره لها ..
هناء حقيقة لا ادري كيف أصف لك شعوري حقيقة ... أتذكرين تلك المرة التي جئتك فيها وقلت لك ساعديني .. أنت فعلا ساعدتني ووقفت بجانبي في وقت كنت فيه كالغريق .. ومشاعري اليوم لقد تبدلت تبدلا واضحا بحيث انك قد ملكت جانبا من تفكيري .. باختصار ... احبك من كل قلبي
هناء : وقد تورد خداها كما الجوري بفعل الحياء والسعادة التي تشعر بها ..
حقا ... وأنا سعيدة لتبدلك وتغيرك جدا ...
مؤيد : اقتنعت بفكرة أن هناك أ أمور جميله في حياتنا قد لا نرى جمالها إلا بعد أن تنقشع تلك الحجب والهالات من أمام أعيننا ..
هناء : ( لم تفهم ماذا يقصد بالضبط بدا لها ك لغزيطرحه أمامها ) لكن جميل انك استشعرت ذلك ..
مؤيد : يبدو أنك لم تفهمي تصورك ؟
هناء : بل على العكس فهمت تصورك لكنني احترت أين أكون أنا هل الأمور الجميلة أم من تلك السحب والهالات ؟
مؤيد : ( سره لماحتها وبديهتها ) فأردف ..: ستفهمك الأيام يا عزيزتي ..
مؤيد كان متعجب من تغيره المفاجئ كيف استطاعت هناء أن تملك لبه وهو الذي تعلق سنينا برباب ... لكنه ربما هو اليأس نعم يأس من رباب ومن الحب القديم انه لا يمثل له إلا ذكرى طويت .. لقد شعر بنقمة على رباب وعلى كل تلك اللحظات الحلوة التي كان يسرق من وقته ليذهب في أحلام يقظة لا حصر لها مع رباب .. استفاق من هوة حبه فوجد انه يمضي عمره على أمل كاذب ومحال أن يتم وشقاء يورثه على أناس لا يستحقون أبدا العناء ..
وحين مزق صفحاتها من قلبه وترك للصفحات الجديدة أن تخترق قلبه كان لقلبه أن يجد مكانا وافرا لهناء ..
هو لم يحبها بمعنى الحب ولم يعشقها بمعنى العشق لكنه يكن لها كثيرا من الاحترام والتبجيل اللذان هما بواباتا الحب ...
لذا عقد عزما مضنيا أن يقتلع كل رواسب الماضي وأن يقذف بها بعيدا بعيدا حيث لا يمكنها الرجوع مرة أخرى ...
هند كان عرسها رائعا .. أثيريا .. كروعتها وجمالها هي .. فهيثم سعيد بها وهي تبادله السعادة ..
وكملت سعادتها با الطبع بحضور رباب .. وخالد ..
وعاشت فرحتها بفوق الوصف .. كأي عروووووس ..
بعد زفافهما سافرا ليقضيا أيامهما بكل حب وصفاء ..
بعد الموقف الذي جرا بين خالد والرباب ..اخذ يحك شعر رأسه ....
ما بالها هذه لم اقل لها ما يغضبها ؟؟؟
فتح باب حجرته فوجدها تذرف دموعها بهدوء .. ألمه ذلك .. لكنه حقا يشعر بالاستغراب ..
اقترب منها أما هي فقد وجهت رأسها إلى الجهة الأخرى كأنها لا تريد أن تراه ..
أعاد وجهها إليه ..
فهز رأسه مابالك تبكين ؟؟
قولي ماعندك فسوف أسمعك
تخللت أصابعه إلى خصلات شعرها ..( شعرت أنها افتقدت لمساته الساحرة )
رباب : الان تسمعني ؟؟؟؟الم يكفك ماعانيته منك قبلا ...
لقد تعبت .. تعبت ..
خالد: بدهشة تعبت مني أنا ؟؟
ماذا فعلت ؟؟؟؟
سكتت وثبت بصرها على تلك اللوحة المعلقة في الجدار ..
تجاهلك في الفترة الماضية ,, جفاءك وكثرة انشغالك ماذا تبرره ؟؟
خالد : امسك بوجهها نحوه حينما تتحدثين .. فلا تصرفي بصرك عني ...
إذن كل هذا بسبب ذلك ... صمت لوهلة ثم اخذ هو الاخر يتأمل في اللوحة ...
أهذا بدلا من أن تقدري تعبي لكم لأنني أريد أن أحافظ على مستوانا ..
رباب : لو كان الأمر يقتصر بعملك وحده صدقني لعذرت ولكن الأمر يتعلق بجفائك المريب نحوي ..
ثم ألقت عليه القنبلة ..وهي تركز ببصرها عليه .. كأنما تريد أن ترقب الموقف ..
هل هناك احد في حياتك ؟؟
ضحك باستهزاء ... نعم أنت
رباب : اعلم إني في حياتك ولست اشغل حياتك صحيح ؟؟
خالد : إلى ماذا تريدين أن تصلي بالضبط ؟؟
رباب : إلى النهاية .. اجبني .. من هناك غيري تشغل حياتك ؟؟
خالد: اممم لقد يسرت لي عناء إخباري لك
رباب : شعرت بالخوف وأنها ستجن ( يالهي ) بلعت ريقها ..ماذا هناك ؟
خالد : اخذ خالد يدخل ييديه في جيبه من التوتر .. ورمى عليه كلمته كالسهام .. أنا عدت لسحر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رباب : ماذا بهذه السهولة ... تعود إليها ... وأنا ثم سكتت .. لتطرق برأسها وتجعل الدمع سيد الموقف ..
خالد: أنت تعلمين أنها مازالت زوجتي وأن طلاقي لها يعتبر طلقة واحدة ..
رباب: بحرقة وقهر .... أين كلامك السابق أين ذهب كله .. أكنت تخدعني يا أخ خالد .. ( وبصوت عالي ) أتعبث بمشاعري وحبي لك ... كنت أتساءل ماسر تغيرك علي هذه الأيام .. أتراها هي !!!!!!
خالد: لست في حاجة لسماع المزيد من الحديث .. الشرع أحل لي أربعا لا أظنك تجهلين ذلك وسابقا أبديت موافقتك لي .. لا تجعليني أغير نظرتي لك التي كنت أراك فيها مثلا للعقل والرزانة ..
رباب : ( باستنكار ) وهل أبقيت لعقلي شيئا .. لو أخبرتني منذ بداية رجوعك لها لتفهمت لكنك كنت تستغفلني .. لكن ... ( بابتسامة كبرياء ونظرة ثقة ) مبارك لك عودتك لها ....
تعليق