رواية /بعد الغياب - للكاتبه انفاس قطر..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روح soso
    عضو ذهبي
    • Jul 2009
    • 830

    الله يعافيك يا قلبوووو ,,.

    تعليق

    • روح soso
      عضو ذهبي
      • Jul 2009
      • 830

      / الجزء الثاني والثمانون




      سالم صحا بدري.. لأنه نام بدري.. وصحا لما سمع صوت اذان الفجر في المسجد الملاصق لبيته..

      سالم نزل بالراحة وهو يحاول يركز مخه على مكان الحمام

      وقف ومشى بشويش.. بعد نص خطوة تعثر في جسم طري يسكر الطريق قدامه.. سالم نزل يحسس شنو هذا..

      ملمس عضدها العاري لسع يد سالم.. تراجع بعنف وهو يهمس: منيرة هذي أنتي؟؟

      منيرة اللي كانت حست فيه من لما خبطت فيها رجله
      ردت بصوت نعسان: هلا سالم... تبي تروح الحمام..؟؟

      سالم بغضب: ليش راقدة على الأرض كذا..؟؟

      منيرة قعدت على حيلها وهي تدور الكلبس جنبها عشان تلم شعرها وردت بحرج: عادي سالم.. عشان أحس فيك إذا نزلت.. لأني عارفة أنك ماراح تصحيني..

      سالم حس بألم مزعج.. وقهر مرير..
      وهو يشوف منيرة نايمة على الأرض عشانه
      حس برغبة عارمة أنه يبكي..لولا إن حس الرجولة المزعوم منعه..

      فرغ عن انفعاله الحاد بالصراخ فيها: ثاني مرة لا تنامين على الأرض.. والأحسن لو ماتنامين في البيت كله..
      فكيني من شرس.. وفارقي لبيت هلس... حرام عليس اللي تسوينه فيني..

      منيرة بهدوء: سالم تبي تروح الحمام؟؟

      سالم بغضب هادر: أنا أكلمس أنتي.. ما أكلم الطوفة..
      وإلا يمكن الطوفة تحس.. وانتي ما تحسين..

      منيرة بدت دموعها تنسكب بغزارة من كلام سالم الجارح
      لكنها مابينت شيء.. قربت منه ومسكت يده تبي توديه الحمام..

      لكن سالم نفض يده من يدها وهو يقول لها بغضب: قلت لس فارقيني.. ماأبي منس شي..

      منيرة تراجعت ووقفت على جنب.. ودموعها تنسكب بغزارة أكثر وأكثر..

      في الوقت اللي سالم كان يتحسس طريقه للحمام وهو يتخبط في الأثاث..
      ومع كل خبطة كان قلب منيرة ينط في حلقها.. وتنط تبي تروح لها.. لكنها تتذكر كلامه وتتراجع لنفس مكانها..

      لحد ماوصل سالم للحمام اخيرا..

      منيرة تعرف إن أخوها علي هو اللي كان يدخله الحمام.. حتى أمس المغرب.. والبنات عندها..
      دخل عليه في الغرفة ووداه للحمام عشان يتوضأ ويصلي المغرب والعشاء مع بعض..

      الحين وش بيسوي بروحه في الحمام؟؟

      منيرة راحت ولصقت في باب الحمام.. تخاف أنه يطيح أو يتعثر..

      مر أكثر من نص ساعة وهو في الحمام.. حست بالتوتر والقلق تتزايد وتيرته بعنف عندها..

      منيرة دقت الباب وقالت بخوف: سالم.. سالم..

      صوته جاوبها من الداخل بنبرة محايدة: نعم..

      منيرة بهدوء: خلص بسرعة.. لأني أبي أتوضا (منيرة ماقالت له: تبي مساعدة؟؟
      مع إن هذا هو اللي كانت تبي تقوله.. لكنها قررت تغير الجملة في اللحظة الأخيرة
      عشان ماتحسس سالم إنها تبي تساعده في شيء)

      سالم بهدوء: الحين طالع..

      وفعلا طلع سالم وملابسه غرقانه ماي لأنه كان يستخدم يد وحدة في الوضوء..
      كان سالم بالفنيلة والسروال الأبيض بس

      منيرة بتردد: سالم أطلع لك ملابس..؟؟

      سالم بهدوء: ما ابي أبدل.. وإذا بغيت.. أعرف أطلع لروحي..
      بس وديني عند السجادة لأني ما أعرف وين مكانها..

      منيرة حست بفرح غامر أنه طلب منها شيء..مسكت كفه الباردة.. وتوجهت به لمكان السجادة: تبي شيء ثاني؟؟

      سالم بهدوء: لا مشكورة.. روحي توضي أنتي


      ***********************


      ثاني يوم
      الصباح الباكر
      دانة بدأت التحرك السريع لتنفيذ مخططها.. تنتظر فقط أن ينهي خالد الامتحانين غير المكتملين خلال أيام.. لتبدأ التنفيذ الفعلي..


      سعود سلم نفسه للفيلق القطري في اليونيفيل..
      وبدأ بتنفيذ مهامه العسكرية..
      رغم أن الوضع كان هادئ تماما..
      لذا فالعمل كان تقريبا معدوم..
      بدأ التعرف على زملائه في الفيلق..
      في محاولة لصنع شبكة علاقات تلهيه عن التفكير المتواصل




      جواهر لم تنم من بعد صلاة الفجر..
      كانت تدور في البيت وترتب..
      في محاولة لتبديد توتر الانتظار واللهفة للقاء عبدالله وعبدالعزيز..

      حوالي الساعة 10 صباحا موبايل جواهر يرن.. لقطت الموبايل بلهفة وحب: هلا حبيبي..

      عبدالله بلهفة مشابهة: هلا حبيبتي.. وش بتسوين لنا عشا؟؟

      جواهر برقة: يابو بطن.. أنتو تعالوا بالسلامة.. وابشر بسعدك.. بس أشوفكم قدامي أول..

      عبدالله بهدوء: خلاص باقي 3 ساعات على الطيارة بس..
      تبين شيء من هنا.. عشان أنا بأنزل أشتري لج أنتي والعيال...

      جواهر بجدية ناعمة: سلامتك عبدالله لا تجيب شي.. خلاص أطلعوا المطار.. تكفى

      عبدالله بحب: الحين طالعين بس أنزل السوق شوي مايصير أكون هنا وما أجيب لكم شيء من تراث البلد..

      جواهر بتوتر: عبدالله تكفى.. مانبي شيء.. بس امشوا للمطار..

      عبدالله بعذوبة وهو يبي يطمنها بس: خلاص حبيبتي خلاص اللي تبينه.. دعواتج..

      جواهر بإيمان كبير: الله يحفظكم ويردكم لنا سالمين..


      ********************



      خالد ومحمد قايمين بدري عشان يدرسون المادتين الباقية

      الامتحانات راح تكون مع بداية الفصل مباشرة..

      محمد في رأسه موال..

      مزنة تخرجت خلاص الفصل هذا اللي خلص..
      وإذا هو يبي يكون له لسان يخطبها
      لازم يتخرج ويشتغل قبل..

      خالد بطبعه كان شاطر في الدراسة..
      ولا عمره اهتم بالبنات عدا الاهتمام الشبابي العابر..
      لكن الحين..
      الحين..
      الجازي قلبت كيانه..

      (الجويزي البزر..!!!
      الله يأخذ أبليسك ياسعود من يوم قلتي لي البيت فاضي.. وخليتني أدخل..
      وإلا أنا كنت عايش حياتي بالطول والعرض ولاعمره شغل بالي بنت.. غربلتني أنت وأختك)


      **********************


      قبل صلاة الظهر بشوي

      منيرة وسالم ماناموا من بعد صلاة الفجر لأنهم اثنينهم كانوا نايمين بدري..

      منيرة ماتركت سالم ولادقيقة.. فطروا سوا..
      وعقب مع الشروق طلعته لحديقة البيت.. عشان تخليه يتعرض لشمس الصبح شوي.. بعد الفترة الطويلة اللي قضاها في المستشفى..

      ثم رجعوا داخل البيت وقعدوا في الصالة.. ومنيرة تحاول تجذب سالم للحديث.. لكنه كان يتكلم بالقطارة..

      ومع كذا استمرت منيرة تهذر عليه.. وتسولف باي شيء يخطر في بالها..

      منيرة كانت متفانية لأبعد حد في خدمة سالم.. رغم الصداع اللي كان بيفجر رأسها.. من تأثير الضربة.. ورغم رفض سالم لاي شيء منها لولا اضطراره لقبول مساعدتها

      لكن كانت منيرة كل مازادت في التفاني والرقة.. كل مازاد سالم في عيار قسوته..

      تذكر سالم مخططه أمس.. اللي نساه اليوم..

      قال بلهجة خاصة: منيرة تعالي عنزي لي..

      منيرة نطت واقفة بفرحة: إن شاء الله..

      قربت منه وشبكت ذراعها في ذراعه برقة: وين تبي تروح حبيبي؟؟

      سالم بنفس النبرة الخاصة: وديني فوق..

      سالم حس بذراعها وهي تتخشب في ذراعه، وصوتها المبحوح يخرج متقطع الكلمات: ف و ق......!!


      ******************


      باقي على موعد إقلاع طيارة عبدالله وعبدالعزيز حوالي ساعة...
      وجواهر قلبها ناغزها ماتدري ليه..
      حاسة بشيء ثقيل كاتم على روحها
      وكأنها عاجزة عن مجرد التنفس..
      أستعاذت بالله من الشيطان الرجيم..

      جواهر اتصلت على عبدالله.. موبايله يعطي مغلق على طول..

      (معقولة قفل موبايله من الحين!!)

      دقت على أخوها عبدالعزيز اللي رن تلفونه بس مارد عليها..

      جواهر بدأت حاستها السادسة تشتغل بعنف..

      وتوترها وقلقها يتضاعفون..ويتضاعفون بوحشية..

      بعد عدة محاولات من الاتصالات على موبايل عبدالعزيز..
      رد أخيرا عليها بصوت متغير قلق مهموم: هلا جواهر..

      جواهر بصوت ذايب من القلق: خرعتني عبدالعزيز.. وينكم؟؟ أدق على عبدالله موبايله مقفول..
      وأنت مابغيت ترد علي..
      أنتو في المطار؟؟

      عبدالعزيز بصوت أبعد مايكون عن التماسك: جواهر الرحلة بتتأخر شوي.. يمكن تتأجل لبكرة أو بعد بكرة..



      تعليق

      • روح soso
        عضو ذهبي
        • Jul 2009
        • 830

        / الجزء الثالث والثمانون



        جواهر بصوت ذايب من القلق: خرعتني عبدالعزيز.. وينكم؟؟ أدق على عبدالله موبايله مقفول..
        وأنت مابغيت ترد علي..
        أنتو في المطار؟؟

        عبدالعزيز بصوت أبعد مايكون عن التماسك: جواهر الرحلة بتتأخر شوي.. يمكن تتأجل لبكرة أو بعد بكرة..

        جواهر برعب وقلبها يطيح في رجولها: عبدالعزيز وش فيكم؟؟ تكفى لا تخبي علي شيء..

        عبدالعزيز بهدوء فاشل: إن شاء الله مافيه إلا الخير..

        جواهر تنهدت بألم جارح حاد قاتل : عبدالعزيز عطني عبدالله أكلمه.. (طلبت الطلب بألم متجذر محرق رغم أنها شاعرة بالإجابة اللي بتذبحها وتنحرها)

        عبدالعزيز بألم بالغ: عبدالله الحين موب عندي.. إذا جاء خليته يكلمج..

        جواهر تحاول تسحب نفس وتحاول لكنها ماتقدر
        تحس كأن كل الأكسجين اللي في الغرفة خلص.. وكأنها تسحب نفس من فراغ مصمت بدون أي هواء..
        كأن يد ضخمة هائلة تسد كل منافذ الهواء وتضغط بعنف على فمها وأنفها..

        جواهر بصوت مبهور الأنفاس متقطع لاهث موجوع وهي تحاول تتماسك
        رغم أن أعماقها تذوب شيئا فشيئا: عبدالعزيز أنا وعدت عبدالله أني ما أبكي..
        أخر دمعة نزلتها كانت على كتف عبدالله..
        ومستحيل أخلف بوعدي له..
        قل لي عبدالله وش صار له؟؟؟


        عبدالعزيز بصوت أقرب للبكاء: ما أدري.. ما أدري..
        السوق اللي هو نزل له صار فيه تفجير انتحاري..
        مافيه حد مات.. فيه حوالي 10 مصابين.. إصاباتهم كلهم خفيفة الحمدلله
        لكن عبدالله موب من ضمنهم..
        أنا الحين في المستشفى..
        وعبدالله مفقود.. وموبايله مغلق

        جواهر شعرت كأن روحها تغادر جسدها ..
        كأن هذه الروح سحبت من بين أضلاعها بكل وحشية العالم وساديته ومرارته
        وخبر اختفاء عبدالله ينزل على رأسها كأمطار حمضية كبريتية
        أذابت جلدها.. لتخترق لحمها.. ثم تصهر عظامها
        ألم صرف صافي.. متجسد بعنف
        ألم لا يمكن وصفه بالكلمات
        لا يمكن الوصول لمداه بالاحرف والعبارات
        وأعماقها تغرق في محيطات هادرة من الدموع
        بعد أن منعها وعدها لعبدالله من البكاء


        (عبدالله .. لا..لا.. تكفى..
        أنت وعدتني ترجع..
        وعدتني ترجع..
        ألف مرة وعدتني
        ألف مرة وعدتني
        تكفى ياعبدالله.. تكفى
        أنا صدقتك..
        وأنت مستحيل تكذب علي)



        ********************



        قال بلهجة خاصة: منيرة تعالي عنزي لي..

        منيرة نطت واقفة بفرحة: إن شاء الله..

        قربت منه وشبكت ذراعها في ذراعه برقة: وين تبي تروح حبيبي؟؟

        سالم بنفس النبرة الخاصة: وديني فوق..

        سالم حس بذراعها وهي تتخشب في ذراعه، وصوتها المبحوح يخرج متقطع الكلمات: ف و ق......!!

        سالم بنفس النبرة: إيه فوق..

        منيرة بتردد ميت: وش تبي فوق سالم؟؟ أغراضك كلها نزلتها سارة تحت..

        سالم بهدوء: منيرة أنا أبي أروح فوق.. توديني .. أو أروح بروحي؟؟

        منيرة بهدوء المذبوح: لا... بأوديك أنا

        ومشت بسالم ناحية الدرج وهي تحس إن رجولها ماتقدر تشيلها..
        تحس إنها ممكن تنهار أو تنجن أو تموت لو طاحت عينها على الغرفة اللي ماتت فيها عايلة عمها محترقة..

        ومع كذا قادت سالم للدرج.. وسالم متوقع إنها ممكن تنهار في أي لحظة وترفض تطلع..

        لكنه تفاجأ أنها بدت تطلع فيه وهي ماسكة يده بحرص..

        منيرة كانت حاسة إن قلبها بيوقف.. ومخيلتها بدت تصور لها إنه فيه ريحة شيء يحترق تقترب منها... منيرة بدأ انفعالها يتزايد.. وبدأ جسدها يرتعش..
        الرعشة اللي حس فيها سالم بوضوح.. والمته حتى أعمق أعماق روحه..

        لكنه كان مقرر يستمر حتى تنهار وتهرب.. وحسب حالة ارتعاشها المتزايدة.. هروبها شكله اقترب جدا..

        لكن سألم تفاجأ إنها استمرت تصعد الدرج وارتعاشها يتزايد..

        سالم كان يبي يقول لها: خلاص خلينا ننزل..

        لكن سالم تعب من التمثيل والتصرف بطبيعة غير طبيعته..
        كان يبي منيرة تستسلم خلاص وتخليه يرتاح
        من قربها اللي ذبحه.. ومن إحساسه إنه يظلمها بحياتها مع زوج أعمى..

        منيرة استمرت تطلع وهي تحس إن روحها بتطلع منها.. ورائحة حريق مرعبة تتسلل لأنفها وروحها.. ارتعاشها يتزايد ويتزايد..

        واضطراب سالم يتزايد بالمثل (تكفين منيرة خلاص يابنت الحلال.. هوني وأرجعي)

        لكن منيرة استمرت تطلع لحد ماوصلت لصالة الطابق الثاني وهي تحاول بتوتر قاتل أنها ماتحط عينها في شيء.. وخوف مرعب حاد يخنق روحها..

        كانت تبي تقول لسالم وين تبينا نتوجه لانها تعرف أنه فوق غرف كثير غير غرفة سالم والغرفة المحترقة
        لكن عينها غصبا عنها وقعت على باب محترق..
        وقتها حست خلاص برعب وحزن ذبحها لأبعد حد..
        رعب وحزن فوق الوصف والتخيل..
        ارتعشت بعنف
        ثم أغمي عليها


        *******************


        جواهر حاولت إنها تتماسك
        وبذلت جهد قاتل حاد مضني مهلك مستنزف للتماسك وهي ترد على عبد العزيز: أنا متأكدة إنه عبدالله عايش..
        مثل ما أنا قاعدة أسمعك الحين..
        يمكن يكون مصاب.. أو أي شيء ثاني...
        بس أكيد أنه حي..
        أنا حاسة بأنفاسه.. مثل ماكنت حاسة بأنفاس عيالي قبل..
        وعبدالله بالذات اليوم حاسة أنفاسه تتردد في روحي
        صدقني أنه عايش..

        وعقب كملت بقوة عشان عبدالله.. وعشان تكون في مكان عبدالله
        وهي تتسلح بروح عبدالله اللي حاسة إنها تناجيها:

        بلغ عنه هناك..دور له.. لو مالقيته خلال يومين.. احجز وأرجع فورا..
        إذا عبدالله مفقود.. أنت لازم تكون معنا هنا..

        جواهر طول عمرها كانت متسلحة رغما عنها بقوتها لكن اليوم قوتها كانت متجلية باقتدار
        عبدالعزيز وهو مستغرب من القوة الغير طبيعية اللي نزلت عليها: إن شاء الله جواهر إن شاء الله...


        *****************


        سالم حس بجسم منيرة وهي تنهار جنبه ويدها تترك يده..

        سالم برك جنبها وهو يتحسس لحد ماوصل وجهها ويطبطب على خدها بيده السليمة ويهتف بخوف ورعب وقلق وحنان: منيرة.. منيرة..

        منيرة تكفين ردي علي.. منيرة سامحيني.. تكفين سامحيني.. أنا ما أدري أشلون سويت فيس كذا..
        منيرة ردي علي..

        لكن منيرة طولت وهي مغمى عليها
        وسالم مايدري وش يسوي..

        يعرف أنه فيه خدامة جات مع منيرة من بيت أهلها..
        بس مايعرف اسمها يناديها..
        ورجوله مابعد تساعده يركض ينزل بسرعة.. عدا العقبة الأكبر أنه مايشوف شيء
        ولا يقدر يترك منيرة هنا بروحها..

        للمرة الثانية يحس بالعجز يخنق روحه عشان منيرة..
        القهر بيذبحه.. بيذبحه..

        رجع يمسح على خد منيرة وشعرها والضربة اللي بعدها متضخمة في رأسها.. كل شيء يؤلمه حتى النخاع.. حتى النخاع..

        ناداها بحنان: منيرة.. منيرة.. منيرة..

        بدت منيرة تستعيد وعيها ..
        أول ماشافت سالم بارك جنبها أنكبت على فخذه تبكي.. ودفنت وجهها في حضنه ماتبي تشوف شيء..

        سالم كان يمسح على شعرها بحنان: منيرة..
        أنا أسف.. سامحيني..
        قومي ننزل تحت..

        منيرة قامت من فخذه رمت نفسها على صدره بدون اهتمام بيده المجبسة.. وهي مستمرة في البكاء..
        سالم حضنها بيد وحدة وهو يقول: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت لس: أنا أسف..

        منيرة ماردت عليه بكلمة، مسكت يده وقامت وهي منزلة عينها في الأرض.. وبدت تنزل فيه..

        سالم كان يكلمها ويسألها كل شوي: أنتي بخير؟؟

        بس هي ماكانت ترد عليه بكلمة..

        سالم بدأ يتوتر من صمتها.. الصوت هو الوسيلة الوحيدة للتواصل بينهم وخصوصا أنه مايقدر يشوفها ولا يعرف أشلون حالتها من شكلها..

        منيرة وصلت بسالم للصالة اللي تحت.. وجلسته على الكنبة..

        سالم يناديها بس هي ماترد عليه..: منيرة حرام عليس.. ردي علي.. خلعتي قلبي..

        منيرة حاسة إن الكلمات ميتة على لسانها.. تبي تتكلم لكن الرعب غير المحدود اللي هي حسته وهي فوق
        جمد الكلمات على لسانها..
        حاولت تتكلم.. وحاولت
        وحاولت
        وحاولت
        بس بدون فايدة..

        منيرة جات وجلست جنبه ومسكت كفه..

        سالم حضن يدها وهو يقول: وش فيس ماتردين علي؟؟

        منيرة مسكت أصابعه بحزن قاتل أغتال روحها
        وحطتها على شفايفها.. وسوت بأصابعه حركة الصمت ..

        مع ملمس أصابعه لشفايفها..
        ووصول ماتريد قوله له.. إنها ماتقدر تتكلم..
        حس إن قلبه تحطم
        لألف قطعه..
        مليون شظية..
        مليارات الذرات المتطايرة..

        (وش سويت فيها.. وش سويت فيها؟؟!!)





        تعليق

        • fun girl
          عـضـو فعال
          • Dec 2008
          • 56

          روايه جونان
          يسلمو و
          ربي يعطيك العافيه
          بلييز كمليها انا متابعه لكي

          تعليق

          • روح soso
            عضو ذهبي
            • Jul 2009
            • 830


            الحلو متابعتك خيتو ,, fun,
            الله يسلمك .,, العفو ,,
            الله يعافيك ,,.
            راح اكملها اللحين ,,.

            تعليق

            • روح soso
              عضو ذهبي
              • Jul 2009
              • 830


              / الجزء الرابع والثمانون



              مر يومين اثنين على الأحداث الأخيرة
              ونحن الان في اليوم الثالث


              جواهر نفسيتها أشبه بحطام انساني بعد أن كسر نفسها بعنف قاتل مر موجع فقدان عبدالله الغامض..

              ولكنها من الخارج تتسلح بقوة مذهلة من أجل أبنائها الذين لم يعلموا بعد باختفاء والدهم..

              كانت تتسلح بهذه القوة أكثر وأكثر استعدادا لمعرفتهم بالخبر
              الذي تعلم أنه سيكون وقعه مفجع عليهم
              وعلى نوف خصوصا..


              عبدالعزيز سيصل اليوم.. بعد أن بلغ الشرطة العراقية..وبعد أن بحث مطولا وهو وفاضل ونصار وعدد كبير من الناس الذين تطوعوا للبحث من أجل فاضل بحثا عن عبدالله اللي أختفى تماما..

              فاضل استبعد تماما فرضية الخطف.. بعد أن مر يومين دون ان يتلقوا أي أتصال..

              عبدالعزيز ترك جواز سفر عبدالله في الخارجية العراقية على أمل العثور على عبدالله ورغبته في العودة.. بما أنه لا توجد حتى الان سفارة قطرية في بغداد..
              كما أنه كلف شركة أمن عراقية بالبحث.. وطلب من فاضل التنسيق معهم..

              وفاضل وعده بمتابعة البحث عن عبدالله وأخباره بأي مستجدات..



              منيرة مازالت صامتة..
              الأمر الذي أذاب قلب سالم تماما.. وجعله يعتصم بالصمت اغلب الوقت.. وإحساس مر بالذنب يخنق روحه..

              سارة أضطرت أن تأتي للاقامة معهم.. فكيف يمكن التواصل بين ضرير وبكماء؟؟

              الفصل الدراسي الثاني على وشك البدء .. سالم وسارة يحملون هم دراسة منيرة.. وكيف ستعود للدراسة وهي على هذه الحال..


              محمد وخالد على وشك امتحان مافاتهم..


              دانة تتلهف لانهاء خالد لامتحاناته حتى تنفذ مخططها..
              ويقتلها شوقها لسعود المتباعد في عوالمه القاسية..


              ديمة بدأت بالتعود على الأجواء الأنثوية.. والزمالة البناتية.. والتمتع بصحبة البنات وحكاياتهن اللطيفة في مدرستها الجديدة...
              في حين بدأت أمها تكثر من البقاء معها في البيت.. وتركز عملياتها ومراجعات مرضاها في الوقت الذي تكون فيه ديمة في المدرسة..


              عبدالعزيز يفتقد وجود ديمة بشدة وبصمت.. دون أن ينتبه للعينين اللتين كانتا تراقبانه دائما بكراهية شديدة..


              ماجد ودلال سافرا للتو بعد أن تاخرت الفيزا.. يستمتعان بشهر عسلهما في سيدني بأستراليا..
              المكان الذي اختاره ماجد لأنه يحضى الان بصيف جميل
              لأن أستراليا في نصف الكرة الجنوبي..
              في اختلاف عن جو أوربا الغارق في الصقيع في هذا الوقت من العام..
              ولأنه أراد لدلال مكان مختلف عن الأماكن المعتادة التي أعتاد الجميع الذهاب لها..


              الجازي تعاني من نفسية سيئة بعد سفر سعود.. دون أن تعلم أو تشعر بالقلب الذائب من أجلها..


              مها وفاطمة متأثرتان جدا بما حدث لمنيرة.. زاراها كل يوم خلال الايام الماضية.. حاولا دفعها للكلام.. لكن دون فائدة
              منيرة كانت تحاول أن تتكلم.. لكن الكلمات كانت تموت على طرف لسانها..


              نورة مازالت معتصمة بصمتها الاختياري حزنا على غياب عبدالعزيز الذي لم تعلم بسلامته بعد..




              بعد صلاة العشاء
              جواهر جالسة في صالة الاستقبال الرئيسية في بيتها تنتظر وصول عبدالعزيز اللي على وشك الوصول..
              أعصابها متوترة.. وقلبها ينزف حزن وألم مر..
              اختفاء عبدالله خرب عليها فرحتها برجوع عبدالعزيز..

              كانت حابة تستقبل عبدالعزيز بروحها.. بدون عيالها
              عشان تفرغ شوي من انفعالها معه.. قبل تناديهم..

              بعد دقايق كان عبدالعزيز يدخل
              بعد أن وصله راشد اللي فرح كثير لرجعته واستقبله في المطار هو وعدد من أصحابهم المشتركين
              وصله لبيت جواهر وراح.. وقلبه يغتاله شعور رقيق
              لوجود المخلوقة الرقيقة اللي سبت قلبه قريب منه..


              جواهر نطت واقفة.. وهي تتبادل مع توأم روحها نظرات صامتة.. عميقة.. مشبعة بالتأثر..
              كالعادة: ماكانوا بحاجة للكلام عشان كل واحد منهم يعرف اللي في قلب الثاني وعقله..

              جواهر رمت نفسها على صدر عبدالعزيز اللي حضنها بعنف.. وهو يقول بحزن وألم: سامحيني ياقلبي... سامحيني...
              عبدالله جاء ينقذني وأنا ضيعته..

              جواهر حطت يدها على فم عبدالعزيز وهي تقول بتأثر: لا تقول كذا فديتك.. أنت عارف أن هذا قدر مكتوب..
              وأنا متأكدة أنه ما مثل الله سبحانه أكرمني بشوفتك وأنت داخل مع هذا الباب.. أنه بيكرمني بشوفة عبدالله داخل مع نفس الباب إن شاء الله..

              عبدالعزيز بإيمان: إن شاء الله إن شاء الله.. اللهم أني أسألك فرجك عاجلا غير اجل..

              جواهر بذات الإيمان: اللهم امين
              وعقب كملت بصوت مرهق: بأروح أنادي لك عبدالعزيز ونوف يسلمون عليك
              وعلى فكرة هم مايدورون عن شيء لاعن اللي صار لك ولا عن اختفاء أبوهم.. أبي لين أهيء لهم الخبر..

              عبدالعزيز بتعب: مافيه داعي تنادينهم أنا بأطلع لهم.. وعقب بأنام.. ميت من التعب..


              *******************



              سالم أصبحت نفسيته في الحضيض مع انتهاء اليوم الثالث لحالة البكم اللي صابت منيرة..

              كل يوم كان يأمل نفسه أنه اليوم بيسمع صوتها..

              (يعني انحرمت شوفتها.. والحين حتى صوتها انحرم منه!!)

              سارة كانت قاعدة تتفرج على التلفزيون في الصالة..

              سالم قاعد على السرير

              ومنيرة كانت متمددة على الكنبة تبي تنام..

              سالم ناداها بصوت خافت: منيرة

              منيرة نطت وجات عنده

              سالم بحنان: منيرة أشرايس تروحين لبيت أبوس؟؟ أنتي ماشفتي من وراي إلا المصايب..

              منيرة مسكت يديه وحطتها على خدودها وهزت رأسها علامة الرفض.. كانت طريقة غريبة للتواصل لكنها الطريقة اللي هداها بالها لها..

              سالم بألم: حبيبتي تكفين.. تكفين لو لي خاطر عندس.. تكفين روحي لبيت أبوس..

              حشرجة تلاها صوت أنثوي مبحوح: سالم أنت قلت حبيبتي؟؟

              سالم نط واقف وهو يقول بفرحة مجنونة: منيرة أنتي تكلمتي؟؟ تكلمتي..

              ثم قعد يصارخ بصوت عالي: سارة.. ياسارة تعالي بسرعة.. منيرة تكلمت..

              سارة اقتحمت عليهم الغرفة مثل مدرعة وهي تقول بنفس مقطوع: منيرة تكلمت.. صدق.. صدق..

              ونطت جنب منيرة وهي تقول: الحمدلله على سلامتس ياقلبي..

              لكن منيرة ماردت عليها.. سارة استغربت
              ألتفتت على سالم: سالم أنت متأكد أنها تكلمت..

              سالم بجدية: أكيد متأكد..

              سارة وجهت كلامها لمنيرة بحنان: حبيبتي أنتي تكلمتي؟؟

              منيرة هزت رأسها بعيارة علامة لا..

              سارة توجه كلامها لسالم باستغراب: شكلك ياسالم تخيلت أن منيرة تكلمت.. منيرة بروحها تقول إنها ماتكلمت..

              سالم بحرة وعصبية: منور خلي حركات البزارين عنس..

              سارة بغضب: سالم ما أسمح لك.. البنية جاها ماكفاها.. وأنا لحد الحين ماعاتبتك على الحركة السخيفة اللي أنت سويتها فيها..
              زين أنها ما أستخفت بعد..
              أقول لك البنية مرعوبة من الطابق الثاني.. تروح تطلعها فوق وانت عارف أنها ميتة خوف
              ياقساوة قلبك...

              سالم بحزن: أنا ماكنت متوقع أنها بتسويها وتطلع فوق والله العظيم..
              أنا كنت أبيها تخاف وتهون وتطلع من عندي وترجع لبيتها..

              سارة بغضب: أنا مالي دخل بينك وبين مرتك.. أنتو اثنين مجانين..

              سارة قالت كلامها وطلعت من عندهم..

              سالم بغضب يوجه كلامه لمنيرة: ممكن أعرف سبب الحركة السخيفة اللي أنتي سويتيها؟؟

              منيرة بهدوء: أنا قلت لك أنت وش قلت..ماقلت لك ناد لي سارة..

              سالم بحرة: ماقلت شيء..

              منيرة سكتت وماردت عليه..

              سالم بغضب: منيرة منيرة..

              بس بدون رد...

              سالم بغضب أكبر: منيرة وصمخ.. ردي علي..

              منيرة بذات الهدوء: أنت مهوب تقول روحي لبيت هلس.. اعتبرني رحت لبيت هلي وريحتك مني..

              سالم بعصبية قعد على السرير وقال بغضب: أحسن.. أذلفي ولا تسمعيني صوتس.. فكة منس من غثاس...

              منيرة توجهت للكنبة وتمددت عليها
              وسالم يغلي من الغضب..



              *******************



              ثاني يوم..

              عبدالعزيز وجواهر في بيت خالهم أبو فهد..

              أبو فهد وعياله كانوا في استقبال عبدالعزيز

              أبوفهد كانت سعادته عميقة برجعة عبدالعزيز..
              في ذات الوقت اللي حزن بعمق على اختفاء عبدالله..

              عبدالعزيز أستاذن عقب يسلم على أم فهد..
              عبدالعزيز يعتبر أم فهد مثل أمه خصوصا عقب ملكته على نوره وحرمة أم فهد عليه..

              طلال وصله داخل لعند أم فهد وجواهر اللي كانوا قاعدين بروحهم في الصالة..

              وطلع ينط السلالم لغرفة نورة عشان يبشرها..

              لقى نورة على نفس جلستها المعتادة : سرحانة وصامتة.. ويدها في حضنها

              جاء طلال وقعد قدامها على ركبه.. وحط يده على يديها
              وعيونه في عيونها وهي يقولها بحب عميق وفرحة أعمق:
              نوارتي.. نوارتي.. عطيني البشارة

              لكن نورة ماردت عليه..

              طلال بعيارة: ولو قلت لج أن حبيب القلب عزوز أبو تمبة قاعد تحت عند أمج.. تقعدين ساكتة كذا بعد..

              نورة أنتزعت ايديها من تحت أيدين طلال وحطتها فوقهم وهي تمسك إيديه بقوة: وهي تقول بانفعال حاد: من جدك؟؟ من جدك؟؟ عبدالعزيز رجع!! عبدالعزيز رجع!!

              طلال بانفعال ودمعته في عينه: والله العظيم أنه تحت عند أمي..

              نورة نطت وطلعت برا وهي تركض.. وطلال يركض وراها يصيح: يالمجنونة وين بتروحين؟؟
              ارجعي يالخبلة لا تفضحينا!!


              .
              .
              .

              تعليق

              • روح soso
                عضو ذهبي
                • Jul 2009
                • 830

                / الجزء الخامس والثمانون..



                نورة نطت وطلعت برا وهي تركض.. وطلال يركض وراها يصيح: يالمجنونة وين بتروحين؟؟
                ارجعي يالخبلة لا تفضحينا!!

                وقتها كان عبدالعزيز على وشك أنه يطلع وكانت جواهر واقفة جنبه بعبايتها ونقابها هي وأم فهد

                ويسمعون صوت طلال الغاضب يتعالى.. جايهم من فوق بوضوح.. ومخلوق محلق ينزل السلم بسرعة هائلة كأن أقدامه لا تلمس الارض من السرعة...

                ماحد من الموجودين أنتبه لشيء لحد ماصارت نورة عندهم وترمي نفسها بعنف على صدر عبدالعزيز وهي تبكي بهستيرية...

                عبدالعزيز أنفجع من المره اللي رمت نفسها عليه..
                حاول يخلص نفسه... بس ماقدر ونورة لاصقة فيه مثل الكلاليب..

                طلال كان يبي يشدها من شعرها لولا إن جواهر أشرت له يتركها..

                جواهر ميلت على أذن عبدالعزيز وقالت له بهمس: أحضنها ياعبدالعزيز..
                نورة في غيابك كانت بتستخف.. وهذي أول مرة تبكي من غيابك.. كانت كاتمة كل هالدموع لرجعتك.. أحضنها

                وقتها عبدالعزيز كان قلبه يذوب من بكاها الهستيري على صدره.. لكن إيديه كانت مثبته بجنوبه من إحساسه بالخجل والحرج..

                لما قالت له جواهر (أحضنها) تحررت مشاعره العذبة.. وحضن نورة برقة..
                الحركة اللي خلت نورة تبكي بهستيرية أكبر..

                نورة لما خلصت طاقة البكاء المخزنة عندها.. رجع لها عقلها
                وشافت نفسها في حضن عبدالعزيز..
                حست إنها بتموت من الخجل والحرج والفشيلة.. ووجهها يقلب لونه لأحمر دموي..
                فلتت عبدالعزيز بخجل قاتل
                ورجعت تركض لفوق بنفس السرعة اللي نزلت فيها.. في الوقت اللي كان طلال يبي يطلع وراها..

                لولا إن جواهر اللي كانت دايما أختهم الكبيرة حلفت على طلال مايقول لها شيء: طلال يا أخوي.. نورة مرت عبدالعزيز.. وهي ماسوت شيء حرام.. وإحنا كلنا كنا موجودين.. والله العظيم ماتقول لها شيء
                كفاية إحساسها بالحرج.. أنا حاسة فيها..

                طلال رجع يطلع مع عبدالعزيز اللي كان ميت من الحرج وراحوا للمجلس عند أبو فهد..

                في الوقت اللي ام فهد تقول لروحها: (زين يانوير دواج عندي ياقليلة الحيا.. جواهر حلفت على طلال هوب علي)

                لما وصلوا الشباب للمجلس..
                عبدالعزيز قعد جنب خاله..
                وقال له باحترام: يبه طال عمرك في الطاعة.. أنت عارف الظرف اللي احنا فيه.. واختفاء ابو عبدالعزيز اللي ماندري وش صار عليه..
                أنا أدري أنه مالي وجه أأجل عرسي.. بس أنت شايف الظروف.. مانقدر نسوي عرس.. وعبدالله ماندري حي وإلا ميت

                أبو فهد بنبرته الواثقة المتزنة: اسمعني يا أبوك
                أنت صار لك متملك نورة أكثر من سنة ونص
                موعد العرس الأول تكنسل يوم توفت أختي الله يغفر لها
                والموعد الثاني إن شاء الله نكنسله عشان غيبة عبدالله.. الله يرجعه لنا بالسلامة
                لكن ماراح نحدد موعد ثالث لأن نورة الليلة بتروح لبيتك
                ماطال مسخ يا أبوك.. ونورة مرتك أول وتالي "

                عبدالعزيز أنصدم.. في الوقت اللي طلال ارتاح قلبه
                خصوصا عقب المشهد اللي هو شافه قبل شوي..

                عبدالعزيز بتردد: بس يبه.. نورة مالها ذنب إنها تنحرم من أنه يسوى لها عرس مثلها مثل كل البنات..

                أبو فهد بقوة: خلاص يا أبوك أنا قلت كلمتي.. وإلا أنت تبي تكسر كلمتي..

                طلال باحترام: ماعاش من يكسر كلمتك.. عبدالعزيز موافق يبه.. ونورة أنا باروح أبلغها الحين

                عقب ميل طلال على أذن عبدالعزيز وهو يقول بعيارة: وش عرسه اللي تبي تنطره.. والبنية توها ناطة في حضنك قبل دقايق..

                عبدالعزيز من بين أسنانه بصوت واطي: تحشم ياطلول هذي أختك..

                طلال بنفس العيارة: أختي بس خبلة.. والله أن قد تجننك بخبالها..


                ***********************



                أبوفهد حلف أنهم ماحد منهم يسوي شيء
                نورة تروح لبيت عبدالعزيز بعد المغرب.. بدون عشاء او غيره
                احتراما لغياب عبدالله.. والظرف اللي جواهر تمر فيه..

                نورة انفجعت لما عرفت بقرار أبوها
                مو لأنها رافضة
                لكن لأنها مالها وجه تحط عينها في عين عبدالعزيز عقب عملتها السوداء اليوم

                لكن موزة قررت أنه على الأقل من حق نورة أنها تلبس فستانها الابيض اللي كان جاهز عند المصمم وتصور فيه
                عشان تحتفظ بالصور وتحس إنها عروس بالفعل

                وفعلا موزة قامت بشغل سريع.. حجزت كوشة صغيرة ناعمة.. وحجزت التصوير..
                كنسلت كل الحجوزات السابقة اللي للموعد اللي كان بعد حوالي أسبوع ونص..
                وضاعت طبعا كل العرابين.. لكن مهما كان العربون يظل مبلغ صغير..

                وجات وتركت بناتها عند أمها
                وخذت نورة للصالون عشان تلحق تخلص كل شغلها قبل المغرب..
                في الوقت اللي حصة خذت ملابس نورة وأغراضها هي وأم فهد عشان يرتبونها في غرفة عبدالعزيز..
                وخصوصا أن نورة كانت مجهزة كل أغراضها من قبل خطف عبدالعزيز..

                بينما جواهر رجعت لبيتها
                اللي أصبح يمثل لها ألم حاد قاسي مضني بذكرى عبدالله في كل زاوية من زواياه..

                رجعت عشان تاخذ نوف وتطلع وياها للسوق.. تشتري أغراض كثيرة محتاجها بيت عبدالعزيز..


                ****************


                في بيت سالم..

                منيرة قالت لسارة أنها تكلمت..
                عشان سارة تقدر ترجع لبيت أبوها.. وخصوصا إن الدراسة باقي عليها يومين بس..
                وأكيد إنها تبي تتجهز للجامعة وخصوصا أنه فصل التخرج عند سارة..

                سالم صار أهدأ.. صار يتقبل مساعدتها له..
                لكنه مازال جاف معها في التعامل..
                رغم أن قلبه كان يذوب وينصهر كل مامسكت يده.. أو قربت جنبه..
                أصبح يفتقد وجودها بعنف حتى لو غابت دقايق عنه..
                (الله يصبرني إذا راحت الجامعة بس)

                لكنه ماكان يدري إن منيرة طلبت من مها إنها تقدم لها انسحاب عن الفصل الحالي..
                لأنها ماتقدر تترك سالم.. وهو مابعد تعود على حياته الجديدة
                والتعامل مع وضعه الجديد


                *****************


                بعد المغرب
                في بيت عبدالعزيز
                حدث استعصى على التسمية
                ليس حفل زواج.. ولا عشاء.. ولا احتفال
                ولا أي شيء معروف أو له شبيه

                عروس ترتدي فستان أبيض وتبدو كالأميرة..
                تحيط بها قلوب ومشاعر مرتبكة..
                حصة وموزة ونوف ارتدوا فساتينهم اللي كانوا جهزوها للمناسبة
                عشان يصورون مع نورة..

                لكن جواهر ماقدرت تلبس أو تحط مكياج وقلبها ينزف على عبدالله.. لكنها في النهاية لبست طقم أنيق.. وحطت مكياج بسيط
                عشان ماتخنق فرحة نورة..

                نوف كانت مستغربة من قرار خال أمها أنه نورة تروح لبيت عبدالعزيز اللي توه وصل أمس من السفر
                رغم أن عرسهم خلاص ماعليه إلا أسبوع ونصف..
                عجزت وهي تدور احتمالات..

                وأمها ماساعدتها...رغم أنها سألتها عدة مرات.. كانت ترد عليها رد غامض: بأقول لج بعدين..

                ماحد يدري باختفاء عبدالله الا ابو فهد وعياله اللي ماقالوا لأحد بعد..
                ولا حتى برروا للحريم سبب قرار أبو فهد أنه نورة تروح لبيت عبدالعزيز اليوم..

                نورة الليلة كانت فعلا مثل الأميرة.. بفستانها على الطريقة الفيكتورية.. اللي حرصت أنه يكون مستور لأخر حد عشان ماينتقدها عبدالعزيز في شيء من أولها

                الأكمام الطويلة كانت دانتيل ماسك.. الصدر دانتيل والرقبة دانتيل عالي على طريقة القرن الثامن عشر مع بروش دائري في منتصفها..
                الفستان كان بدون جيبون منفوخ.. كان حرير منساب بقصة ناعمة من الأسفل مع جيبون خفيف بس..
                الطرحة دانتيل خفيف طويلة تنحط على الرأس بطريقة الشيلة.. والشعر مرفوع في شينيون ناعم مرتب بدون أي خصل نازلة..

                كانت طلة نورة الكلاسيكية الراقية الفخمة ماتناسب مطلقا شخصيتها المنطلقة.. لكنها كانت تناسب جدا ملامح وجهها الرقيقة..

                بعد ماخلصوا البنات تصوير مع نورة قرروا ينسحبون لبيت أبو فهد بعد صلاة العشاء على طول..
                موزة خذت المصورات معها لأنها عارفة أن عبدالعزيز يرفض التصوير..

                في الوقت اللي بقت جواهر وبنتها عشان يسلمون على عبدالعزيز..

                وصل عبدالعزيز من صلاة العشاء
                كان مرتبك.. بل بيموت من الارتباك..
                توه واصل أمس.. ومهموم من غياب عبدالله
                يتفاجأ بنورة في بيته!!!!

                دخل وسلم بارتباك وهو منزل عينه..
                جواهر حضنته بحنان وهي تقول: مبروك ياقلبي.. وليش منزل رأسك كذا؟؟.. نورة مرتك

                نوف باست رأسه باحترام وهي تقول: مبروك ياخالي.. ولو انه هذا أغرب عرس في التاريخ..

                عبدالعزيز بتوتر: الله يبارك فيكم كلكم..

                جواهر سلمت على نورة اللي كانت بتموت من الخجل من دخلة عبدالعزيز عليهم..

                وعقب رجعت لعبدالعزيز وحضنته مرة ثانية وهي تقول بحنان: أنا باروح الحين... وصيت زبيدة عليكم وأنا بأرجع لكم بكرة الصبح
                (زبيدة خدامة هندية عجوز عند جواهر وأمها من سنين.. كانت ترتب وتطبخ وتغسل لعبدالعزيز وقت مايكون برا البيت.. وكانت تنام في بيت أبو فهد من عقب ماراحت جواهر)

                جواهر طلعت
                والمعاريس الأغرب يلفهم صمت الخجل العذب اللي كان عبدالعزيز أول من قطعه وهو يقول برقة متحسرة: أنا أسف يانورة.. أنا أسف اللي خربت فرحتج.. وماسويت لج عرس مثل كل البنات...

                نورة بخجل بالغ: لا تعتذر عبدالعزيز أرجوك..
                وهي تفرك إيديها بتوتر وعينها في الأرض

                عبدالعزيز بلطف: وش هالخجل كله؟؟ اللي يشوفج الحين مايشوف اقتحامج الصاروخي اليوم الصبح..

                نورة وجهها ولع من الحيا: تكفى عزوز لا تذكرني..

                عبدالعزيز ضحك: شنو عزوز هذي؟؟ حتى جواهر ماتقولها لي..

                نورة بخجل أكبر (لحول.. هذا وش فيه واقف لي على الوحدة؟) : خلاص عبدالعزيز تكفى..

                عبدالعزيز قرب منها وشبك ذراعه في ذراعها الحركة اللي خلت نورة ترتعش بعنف..
                عبدالعزيز ضحك مرة ثانية: يابنت الحلال وأشفيج تخرعتي كذا.. والله ما أكلج.. أبي أطلعج فوق..

                وعقب كمل برقة وهو يطلع فيها فوق: بس تدرين عمري ماتخيلت أنج صرتي حلوة كذا!!!







                تعليق

                • *عبير الزهور*
                  V - I - P
                  • Jun 2008
                  • 3267

                  ربي يعافيك
                  و نتظرك

                  تعليق

                  • fun girl
                    عـضـو فعال
                    • Dec 2008
                    • 56

                    بارت جوونان
                    يسلمووو قلبوو
                    بليز كمليها باقرب وقت

                    تعليق

                    • *مزون شمر*
                      عضو مؤسس
                      • Nov 2006
                      • 18994

                      الله يعطيك العافيه يالغلا

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...