الله يعافيك يا الغلا ,,..,
رواية /بعد الغياب - للكاتبه انفاس قطر..كامله
تقليص
X
-
/ الجزء الخامس والستون
الفجر قبل الأذان .. في غرفة سعود ودانة
سعود تأخر كثير في الرجعة.. الفجر قرب يأذن..
ودانة خلاص اعصابها انهارت وبدت تبكي خوف وقلق على سعود....
أول شيء كانت كرامتها مانعتها تتصل فيه..
(وش معنى هو اللي مافكر حتى يعتذر لي أو يطلع وراي يأخذ بخاطري.. هو اللي هزئني بدون سبب)
بس لما شافت الفجر قرب يأذن وهو مارجع
قالت: خلاص لا أبوها لا بو ذا الكرامة
بعثت له مسج
(وينك؟؟)
مثل مابعثت له كلمة وحدة
رد عليها بكلمة وحدة
(المخيم)
كل واحد منهم جرحته حدة الكلمة الواحدة وانعدام عاطفيتها..
وفي نفس الوقت كانت الكلمة الواحدة مصدر هدوء لكل منهم..
سعود عرف انها مشغول بالها عليه..
ودانة ارتاح بالها عليه وانه بخير.
********************
صباح اليوم الثاني
عبدالله في مكتبه في البنك..
يطوف به قلق عاصف، يحاول تنظيم أفكاره ليصل للهدف المرجو..
بلهجة هادئة واثقة كان يوجه حديثه لراوي الخبير القانوني في البنك العراقي الأصل الأمريكي الجنسية
والذي تربطه بعبدالله علاقة ود متينة نمت من أيام دراسة عبدالله الأولى في أمريكا
وتوطدت بعد عودة عبدالله لأمريكا..
وتوطدت أكثر بعد أن عينه عبدالله في وظيفته الحالية: هاه راوي .. وش رأيك؟؟
رواي بلهجة هادئة يشوبها بعض توتر: عبدالله أنا ما أدري شأكول لك..الموضوع بسيط إن شاء الله..بالغالب هذولا يريدون فلوس وبس..
بس من ناحية ثانية ما أكدر أأكد لك أنه الخاطفين ممكن يسلمون نسيبك وكت ما يستلمون الفدية..
عبدالله بهدوء وثقة: ولو أنا رحت بنفسي عشان أتفاوض معهم..
راوي برعب: أنت أكيد مجنون عبدالله.. شنو حجي المخبلين اللي كاعد تكوله؟؟ أهلي كلهم هناك حاضرين.. أهلك وكأنك موجود وأكثر..
يعني نسيبك مايندرى حي وإلا ميت.. تريد تلحكه..؟؟
عقب تنهد راوي بعد تماسكه: على العموم عبدالله الوضع الحين أحسن من أول بكثير.. والأمن أكثر استقرار.. بس مهما كان الوضع فيه اضطراب.. وأنا أخاف يصير لك شيء أحس أنه ذنبي..
عبدالله يتنهد: عبدالعزيز مثل ولدي... وأنا ماني بمرتاح لوجود وسطاء..
أخاف أرسل الفلوس تصير مشاكل وأنا موب موجود عشان أحلها.. عشان كذا أنا حاب أسافر للعراق بنفسي..
راوي بخوف ودي: أعرفك زين عبدالله.. يوم تصمم على شيء..
طيب وأنا حاضر باللي تريده..
عبدالله بثقة: أنا بأحجز على طيارة بعد بكرة لبغداد.. أبيك بس تدبر لي رجال يكون ثقة.. يدل في العراق زين..
عشان يستقبلني ويكون معاي لحد ما أخلص..
راوي بحزن متوتر: ابن عمي فاضل.. مافيه غيره.. جن مصور..
هو الوحيد اللي كان يكدر يفلت من كل حصار وحظر تجول.. ذكي وشجاع والموت أخر همه.. لو أكو أحد ينفعك هناك وفي مثل موقفك بيكون فاضل..
وعبدالله يتكلم مع راوي رن موبايله كان ولده عبدالعزيز
عبدالله بحنان: هلا يبه
عزوز باحترام: يبه وش سويت في الموضوع اللي قلت لك اليوم واحنا على الريوق..؟؟
عبدالله بثقة: أفا عليك.. أوراق ديمة ودها لها هي.. ومن بكرة خلها تداوم في مدرستها الجديدة
وعقب كمل بفضول: أنا باعرف أشلون قدرت تقنعها.. وانا اللي تعبت أقنع في أمها تجبرها وتطلعها من المدرسة ذي..
عزوز بهدوء: أنت توجهت للرأس الكبيرة..بس أنا صوبت على الرأس الصغيرة..
عبدالله باعجاب: عفية.. ولد أبوك.. أبيك كذا.. يوم تحط شيء في رأسك تسويه..
بس طبعا مايكون هذا الشيء متعارض مع دين أو اخلاق.. عدا هذين الشيئين توكل على الله.. واقتحم..
عبدالله مبسوط جدا بشخصية عزوز اللي بدت تبرز بقوة من تحت ركام خجله وشخصيته الحساسة..
عزوز بابتسام: حافظ الدرس يبه.. لا تحاتي
*******************
أول يوم دوام لدانة بعد زواجها
مانامت الا ساعتين بعد صلاة الصبح..
والحين الساعة صارت 3 ونص.. تأخرت أكثر من نصف سعادة عن موعد خروجها.. لأن الحالة الاخيرة احتاجت شغل زيادة.. كانت سيدة عجوز تحتاج خلع أضراس العقل.. وكانت محتاجة بنج كامل..
فتأخرت دانة معها.. لحد ما تأكدت انها بخير..
خذت موبايلها تبي تتصل بسيد علي تشوفه جاء هو الخدامة او بعد
رغم أنها قالت له يجي 3 بالضبط..
لقت في موبايلها مسج له أكثر من 20 دقيقة من زميلتها المقربة الدكتورة تهاني:
" إذا المزيون
اللي سيارته فكسار ذهبي
سعود
تراه برا معصب
واقف جنب سيارته
مثل أسد مستعد للانقضاض على فريسته
أطلعي واستلئي وعدك ياحلوة
إن شاء الله نلقى منج شوي أشلاء ندفنها"
دانة بتوتر: يا ويلي قبل ثلث ساعة كان معصب.. أكيد الحين مولع نار.. توه موقف أمس مابرد.. وش بيفكني من لسانه..
وبعدين هو ماقال لي بيجي.. ولاحتى عرفت انه بيجي وهو بايت امس في المخيم..
دانة شافت سعود قاعد ينطرها في السيارة، ووشكله مبين عليه عصبيته المعتادة مع تغير لون وجهه في دليل لازياد عيار الغضب شوي..
دانة ركبت بهدوء: السلام عليكم..
سعود بغضب: وعليكم السلام ياحضرة الدكتورة المبجلة..
دانة سحبت نفس عميق (من أولها كذا) بس ماردت عليه، سكتت..
سعود بنبرة غضب مكتومة: كان تأخرتي أكثر.. دريول حضرة جنابش قاعد في الشمس.. ينطر سموش تخلصين مرضاش..
دانة ماردت عليه..
سعود بدأ يفول من تجاهلها: قدمتي طلب النقل..؟؟
دانة بهدوء: قدمته..
سعود حاول يتسلح ببروده المعتاد بس ماقدر مع نفسيته المرهقة فسألها بعصبية: ومتي بتروحين هناك؟؟
دانة بذات الهدوء:بباشر هناك بعد بكرة
سعود تنهد بغضب: يعني بكرة بعد مداومة في الرميلة؟؟
دانة بهدوءها اللي ذبحه: إن شاء الله..
سعود بحدة: بكرة لا تروحين.. انتظري لبعد بكرة وروحي داومي في الصحة المدرسية..
دانة وهي تسحب نفس عميق وتحاول تسيطر على أعصابها اللي بدت تفلت: أسفة سعود..ما أقدر
سعود مسك الفرامل في نص الشارع وهو يلتفت عليها بحدة: نعم؟؟؟؟
دانة اللي ارتعبت من حركة سعود، والسيارت بدت تطلق هرنات غاضبة وراهم..
دانة برعب: أنت أكيد مجنون.. فيه حد صاحي يسوي كذا
سعود مارد عليها، شغل السيارة وحرك...
دانة حست بتوتر غير طبيعي، وإن سعود حالته غير طبيعية أكيد..
غصبا عنها بدت تبكي..
وسعود لما سمع صوت شهقاتها الخافتة، وهي تلف وجهها للناحية الثانية.. حس قلبه يتكسر مثل ورقة شجر جافة تحت قدم عملاق متجبر..
يحس نفسه ضعيف ومحطم قدام دموعها..
كان كل اللي هو سواه.. إنه ألتزم الصمت باقي الطريق..
ودانة استمرت في دموعها الصامتة
وفي قلب كل منهما حزن غريب.. وحب أغرب..
******************
ماجد في مجلس الحريم في بيت أخته نجلاء..
نجلاء بحب: هاه حبيبي أبو فيصل.. امرني...
ماجد مد يده بظرف لنجلاء وقال لها بثقة: هذا مهر دلال أبيج تودينه لها بكرة المساء..
نجلاء بصدمة: ماجد أنت أكيد مجنون.. وش مهره والبنية ماوافقت عليك أصلا.. أنت تبي تفشلني..
ماجد بخبث: ومن قال لج إنها ماوافقت علي؟؟
نجلاء بصدق: أنا أمس كنت عندهم.. واليوم أم جاسم كلمتني.. وماحد منهم بلغني بهالموافقة الفجائية اللي ماحد عنده خبر فيها غيرك..
جاسم اللي في رأسه مخطط مجنون: هي بنفسها قالت لي.. يعني أنا بأكذب عليج في موضوع مثل هذا.. أنتي روحي وعطيها مهرها .. ومالج شغل.. بس ماتقولين لأحد شيء لين تعطينها المهر..
نجلاء بتوتر: أكيد ماجد؟؟؟
ماجد بثقة مجنونة: أكيد يا أم حمودي
**********************
أبو علي في بيته متوتر..
طلب من أم علي تنادي منيرة له..
منيرة من عقب محاولتها المجنونة الليلة السابقة للانتحار.. اللي هي ندمت عليها كثيرا.. واستغفرت ربها منها كثيرا.. وهي محطمة تماما نفسيا وجسديا ومعنويا..
منيرة دنقت على رأس أبوها وجلست جنبه، وقالت له بصوت مبحوح من كثر البكاء: لبيه يبه.. امي تقول انك تبيني؟؟
ابو علي بتوتر وبعض حزن: سالم يا أبوس
منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟
ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس..
تعليق
-
/ الجزء السادس والستون
منيرة حست قلبها بيطلع من مكانه وهي تسمع اسم سالم، سألت بحذر: وش فيه سالم؟؟
ابو علي في كلمة واحدة حادة: يقول يبي يطلقس..
منيرة بصدمة وهي غير مستوعبة: سالم يبي يطلقني.. ليه؟؟
أبو علي بحزن: يقول منيرة صغيرة ومالها ذنب تعيش مع رجال أعمى..
سبب عمى سالم شخصه الأطباء بإصابة في مركز البصر في المخ.. وهذا النوع قد يكون مؤقت في حالة استعادة المركز لحيويته.. وقد يكون دائم في حالة كون ضرر المركز دائم..
منيرة وهي تأخذ نفس عميق وتحاول تطرد كل أحزانها: سالم ماله حق يطلقني .. والعمى امتحان من رب العالمين لي وله.. لاني بجازعة منه ولا هو بجازع منه..
أبو علي باستغراب: مهوب أنتي اللي كنتي ماتبينه.. وتبين الطلاق؟؟
منيرة بثقة: كنت غبية.. وغيرت رأيي..
أبو علي بهدوء: بس يا أبوس أنا ما أقدر أجبر الولد ياخذس لو هو أصر على الطلاق.. وشكله مصر..
منيرة بثقة كبيرة: يبه أنا أبي أروح لسالم الحين..
وخلاص يبه أنا ما أبي عرس ولا شيء..
و أنا من اليوم مرت سالم بكل معنى الكلمة.. وبلغ كل جماعتنا..
وبأرجع معه لبيته يوم يطلع من المستشفى..
أبوها بصدمة وعصبية: موكنس زودتيها يا أبوس.. تبين تجبرين الولد عليس..
منيرة وفي رأسها مخطط كبير: أنت الحين ودني لسالم
وبتسمع منه هو بنفسه.. نفس كلامي..
أبو علي رغم غرابة تصرفات بنته.. إلا أنه كان مرتاح من إصرارها على البقاء مع سالم..
لأنه هذا هو اللي يبيه أبو علي.. إن سالم مايكون بروحه بعد طلعته من المستشفى
********************
عبدالله راجع من دوامه من البنك..
جواهر كانت جالسة تحت هي ونوف..نوف قاعدة جنب أمها.. وشابكة ذراعها بذراع أمها ورأسها على كتفها..
عبدالله سلم وعقب قال بابتسامة: ماشاء الله كناري حب.. موب أم وبنتها..
نوف باست كتف أمها بعمق وعقب نطت تحضن أبوها وقالت بحب: الله لا يحرمني منكم اثنينكم..
عبدالله بحب: ولا منج يا أحلى البنات..
وعقب عبدالله جلس جنب جواهر وسوا نفس حركة نوف.. شبك ذراعه بذراعها باس كتفها.. وعقب حط رأسه على كتفها وهو حاضن ذراعها بقوة..
جواهر كحت وقالت بصوت واطي: عبدالله عيب نوف واقفة..
عبدالله وهو يرجع يبوس كتف جواهر: نوف عندج اعتراض؟؟
نوف وهي تضحك: حاشا وكلا.. براحتك طال عمرك.. وانا بعد بأطلع أتصل في حصوص... عشان ما أكون عزول..
لما طلعت نوف جواهر قالت بعصبية: عيب عبدالله مايصير..
عبدالله بمرح وهو يشدد من أحتضانه لذراعها: شنو عيب.. هذي نوفتي..
لو عزوز كان قلت ماعليه.. مايصير قدامه..
وبعدين أنا ماسويت شيء.. الحين بأسوي... بما انه نوف راحت بأسوي اللي في خاطري أسويه من يوم دخلت وشفتج جالسة.. وكانت نوف صاكة علي.
جواهر بتوتر وهي تبي تخلص يدها من عبدالله تقوم: وش تبي تسوي يالمجنون؟؟.. خلني أقوم من جنبك أحسن..
عبدالله مسك يدها بقوة وجلسها، وهو يقول بحب: خلاص اقعدي.. أبي أقول لج شيء..
جواهر رجعت تجلس.. وعبدالله يفلت يدها بالراحة ويلتفت عليها ويقول..: خلينا نروح للخور الليلة ونرجع بكرة..
جواهر باستغراب: ليه يعني؟؟
عبدالله بعيارة: أبي أستفرد فيج شوي.. خاطري أشوفج بقميص نوم قصير طول اليوم.. بدون جوز الغفر اللي عندنا..
جواهر بحرج: عيب عبدالله وش هالكلام؟؟
عبدالله بعمق: حبيبتي جد والله نفسي نقعد بروحنا شوي.. والسبب بأقوله لج لما نرجع بكرة..
جواهر بتردد: والعيال.. ما أقدر أخليهم بروحهم
عبدالله بهدوء: خالي ثاني بيجي يقعد عندهم.. لا تحاتينهم
جواهر بود: يعني مخطط لكل شيء
عبدالله بثقة: أنتظر موافقتج بس..
**********************
عائشة كانت تنتظر بنتها ديمة تنزل عليها.. عشان توديها لموعدها عند طبيب الاسنان..
عائشة كانت مستغربة من تأخر ديمة عليها..
بالعادة تكون قبل امها تحت.. واحيانا تنتظر في السيارة.. وتعطي أمها محاضرة عن أهمية دقة المواعيد..
بس هذا ليس بالشيء المستغرب الوحيد.. كل شيء صار غير مستبعد بعد ما أرسل لها عزوز اليوم مع السواق ملف ديمة..
في الوقت اللي عائشة بعدها مو مصدقة بعد إن ديمة وافقت أصلا.. ووصول الملف أكد لها..
عائشة اللي رفعت عينها تفاجأت بشدة من منظر ديمة المختلف 180 درجة..
كانت ديمة تنزل الدرج بتردد وهي لابسة عباية مسكرة، وشيلة مثبتة على رأسها... وبدون نظارة..
ديمة مرت من جنب عائشة اللي فاتحة فمها مذهولة وهي تقول بخجل: يمه بلا تعليق بليز.. وإلا بأرجع أفسخهم ..
عائشة ابتسمت ابتسامة واسعة صافية وهي تقول: قدامي على السيارة يا أم المواعيد الدقيقة..
*******************
سعود بعد ماوصل دانة للبيت
ماقال لها ولا كلمة.. كأنها غير موجودة في الغرفة..
تحمم.. بدل ملابسه.. ولبس لبسه العسكري
وطلع لدوامه اللي راح يكون يومين متصلين.. يعني ماراح يرجع إلا بعد بكرة في نفس الوقت..
دانة اللي كانت تشوف حركته المتوترة في الغرفة.. أعتصمت بصمت مدروس.. وهي تقلب في كتاب بيدها تدعي الاستغراق به..
لين طلع وسكر الباب بهدوء وراه
عقبها تنهدت دانة بعمق.. رمت الكتاب من يدها
وسندت رأسها على الكنبة بهم كبير
سعود قبل يطلع.. مر على غرفة محمد.. اللي ماطلع من غرفته من يوم أمس.. إلا للمسجد ويرجع.. حتى الأكل مارضى يأكل شيء..
دق الباب دقة واحدة..
فتحه ودخل..
كانت الغرفة غارقة في ظلام ولدته الستاير الثقيلة على الشباك..
سعود قرب من الستاير وفتحها.. عشان يسمح لأضواء العصر الناعمة بالدخول..
محمد بصوت مكتوم من تحت الغطاء: مها.. سكري الستاير وأطلعي..
سعود قرب من سرير محمد وجلس عليه، وهو يسحب الغطاء من رأس محمد..
سعود انفجع وحس قلبه شظايا متفجرة... وهو يشوف وجه محمد المتورم من البكاء..
نط سعود واقف من قوة الانفعال وهو يقول: أنا ولد أبي!!!!!.. تبكي يا أخيك؟؟ أفا ياذا العلم..
محمد جلس على سريره وهو يمسح وجهه: خلاص يا سعود باح سدي.. ماعاد فيني قدرة أكتم أكثر من كذا.. سالم استعمى من سبتي.. سالم استعمى من سبتي
سعود قعد جنبه وهو يحضنه بقوة: أفا عليك يامحمد.. استغفر ربك... اللي صار لسالم مكتوب له قبل مايولد حتى.. ما انت اللي بترد قضاء الله المكتوب..
محمد بصوته المبحوح: ونعم بالله.. بس الله عز وجل يسبب الأسباب.. وانا كنت السبب
**********************
عبدالله وجواهر صاروا في شاليه عبدالله بالخور..
عبدالله متوتر كيف يوصل خبر سفره للعراق لجواهر
هو قرر مايقول لأحد نهائي إلا لجواهر.. مايقدر يخبي عليها موضوع مثل هذا..
لكنه أجل أخبارها لحد بكرة.. لما يرجعون للدوحة..
جواهر طلعت تبي تصلي المغرب..
في الوقت اللي عبدالله خلص صلاته وطلع للشاطى..
جلس على الكرسي الطويل المبطن وتمدد وهو يتامل في البحر والدنيا اللي بدت تعتم شوي شوي..
جواهر طلعت تدور عبدالله
كان الجو بارد... تهب خلاله نسمات البحر المحملة بنسائم باردة..
عبدالله متمدد وعيونه مسكرة.. طالعته جواهر للحظات بحب كبير..
رجعت داخل..
جابت بطانية وغطت فيها عبدالله..
وجات تبي ترجع في الوقت اللي حست بيد باردة قوية تمسك بيدها
عبدالله اللي عيونه بعدها مسكرة يقول لها بعمق: تعالي جنبي حبيبتي..
جواهر قربت منه.. جلست على الكرسي
حطت رأسها على صدره
و تمددت جنبه بعد ماوسع لها
وحضنها بقوة وهو يغطيها معه ببطانيته..
لفهم صمت مهيب ساحر لعدة دقائق.. وكل منهما يستمتع بقرب الاخر لدرجة العجز عن إيجاد كلمات تناسب جلال الموقف..
عبدالله اول من كسر الصمت وهو يقول بعمق مهيب: جواهر أعرف أنه أحنا من أول زواجنا تجنبنا التكلم في الموضوع..
بس أعتقد أنه لازم نتكلم حتى نصفي كل شيء بيننا.........
جواهر ياترى سامحيتني بالكامل.. أو قلبج بعده فيه شيء علي؟؟
عبدالله حس بجسد جواهر وهو يتصلب في حضنه..
لكنه كمل بذات العمق: جواهر لا تعتقدين أن أي إجابة أنتي بتقولينها..
مهما كانت قاسية أو غريبة إنها راح تأثر على عمق مشاعري ناحيتج
أنا يكفيني أني صرت أعرف وش كثر تحبيني.. وأي شيء ثاني ممكن نتجاوزه سوا..
جواهر جسدها يرجع يستكين في حضن عبدالله.. وذراعها تشد احتضانها لخصر عبدالله وتقول بعمق مذهل:
عبدالله سمعت قصيدة نزار قباني (ما أحلى الرجوع إليه) اللي غنتها نجاة الصغيرة... هذي القصيدة هي أفضل تعبير عن حقيقة مشاعري.. مادام التعبير يخونني
حمل الزهور إلي.. كيف أرده؟
وصباي مرسوم على شفتيه
ماعدت أذكر والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه
خبأت رأسي عنده وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه
حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به ..رقصت على قدميه
سامحته وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه
ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه؟
كم قلت إني غير عائدة له؟
ورجعت..ما أحلى الرجوع إليه
عبدالله أحس بالانفعالات تجتاحه بعنف
وهو يستمع للشعر المنساب كرقرقة مياة الجداول وزقزقة العصافير من بين شفتي جواهر بنبرة صوتها الساحرة المؤثرة العميقة..
زاد من احتضانه لها وهي تكمل بذات العذوبة: عبدالله أنت كنت ومازلت وبتظل الرجل الوحيد في حياتي..
عقبك ماملا حد عيني.. لحد مارجعت أنت ومليتها مرة ثانية..
حتى وانا أكرهك.. كنت أقارن كل رجل فيك.. وأجدهم كلهم خسرانين مقارنة عمرها ماكانت في صالحهم من البداية..
عبدالله حس أنه فعلا الكلمات تخونه..
وهو يحس بعظم كرم الله عليه..
اللي رجع جواهر لحياته عقب مرور هالسنين..
رفع وجهها له بحنان ذايب..
وطبع قبلة عميقة على شفايفها في الوقت اللي كانت رائحة أنفاسه المعطرة أبدا تخترق رئتي جواهر إلى أقصى حويصلاتها الهوائية..
وهو يقول لها بشجن عميق: أنا أعشقك..
ولو فيه شيء فوق العشق والهيام والغرام والوله والحب.. أكيد أنه حبي لج..
****************
منيرة تدخل على سالم في غرفته.. بعد ماطلع من العناية لغرفة عادية..
كان عنده علي بروحه.. بعد ماتعب محمد وجاء سعود وشاله للبيت من يوم أمس
منيرة دخلت على علي.. وأشرت له يجي عندها.. وعقب همست له: أبي أكلم سالم بروحه..
سالم كان قاعد السرير
والسرير مرفوع لوضعية الجلوس..
يد سعود اليسار المكسورة كانت معلقة في رقبته.. شكله متعب.. شعره ولحيته محتاجين ترتيب..
بصوت حزين: علي أنا سمعت الباب انفتح.. من اللي جا؟؟
بس علي مارد عليه..
سالم يحاول يدقق السمع.. لحد الحين مازال يحاول تقوية حاسة السمع التي تصبح أهم حواس الضرير..
سالم بتوتر: من اللي هنا..
منيرة قربت بتوتر.. وحالة سالم قلبت حالها من النقيض للنقيض.. حتى أصبح من الصعب توقع تصرفاتها..
جذبت الكرسي وجلست جنب يد سالم اليمين.. حطت يدها بهدوء على يد سالم اللي كانت ترتاح جنبه..
سالم أنتفض لما حس بملمس اليد الناعمة.. وسحب يده بقوة..: من؟؟
منيرة بهدوء رغم أنها كانت تذوب من التوتر والخجل والانفعال: أنا.. منيرة.. ليه فيه وحدة غيري ممكن تسمح لنفسها بالتعدي على شيء لي..
سالم توتر من جرأتها الأقرب للوقاحة..: هلا منيرة.. أشلونس؟؟
منيرة بود: إذا أنت طيب أنا طيبة
سالم بحزن: طيب إن شاء الله..
منيرة بتردد وهي تقرر تطرق الحديد وهو ساخن: سالم ممكن أعرف معنى الكلام اللي قلته لأبوي.. أنت تبي تطلقني؟؟
سالم بهدوء: أشوف أن هذا هو الحل الأنسب لنا كلنا..
منيرة بذات هدوءه: إذا هو الأنسب لك فهو مهوب الأنسب لي..
سالم بقسوة: أخر ما تحتاجينه أنتي أنس تكونين خدامة لأعمى..
وأنا بأجيب لي خادم يخدمني.. يوديني ويجيبني مثل كل العميان اللي أشوفهم..
منيرة انجرحت بعمق.. تنهدت: مالك حق تقرر نيابة عني..
أنا مستحيل أخليك..
لمعلوماتك أنا قلت لأبوي يقول لكل الناس أنه خلاص أنا صرت زوجتك من الحين..
وبنرجع لبيتك عقب ما تطلع من المستشفى بالسلامة..
بس أبوي ينتظر أنك تأكد على كلامي عشان يتمم..
سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة...
منيرة بهدوء: أنا مجنونة لو خليتك تطلقني..
سالم بغضب: يا بنت الحلال.. أنتي ما تفهمين .. أقول لس ما أبغيس.. ما أبغيس..
وعقب كمل بسخرية مريرة:
وبعدين مهوب أنتي اللي كنتي تبين الطلاق.. علي قال لي ببراءة: يا سبحان الله اللي يشوف خوف منيرة عليك..
مايقول إنها كانت تبكي دم قبل أسبوعين تبغي الطلاق منك..
منيرة شهقت وفي نفسها (الله يخسك يا عليان ما أطول لسانك)
وسالم يكمل بغضب: يعني قبل لما كنت رجال كامل.. ما كنت عاجبس..
والحين وأنا نص رجال.. حليت في عينس..
أنا ما أبي شفقة حد.. خلي شفقتس لرجالس اللي بتاخذينه
والطلاق بأطلقس.. أصلا موافقتس غير ضرورية.. أنا يومين باطلع للمستشفى.. واول مشوار قبل أروح بيتي بيكون للمحكمة عشان أطلقس
منيرة خذت نفس عميق واستجمعت كل شجاعتها وقالت: وانا ماراح أسمح لك تطلقني..
سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي..
منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك..
تعليق
-
الله يعطيكي العافيه
طويله مره الروايه هذي سوسو
انا انتظر تكملينها حتى اضيفها
لروايات المكتمله عندناتعليق
-
/ الجزء السابع والستون
سالم بثورة: واشلون بتغصبيني؟؟ أعتقد أنه حتى لو كنت أعمى.. الطلاق في يدي مهوب في يدس..يعني مخي مافيه شيء عشان تحجرين على قراراتي..
منيرة بهدوء: لا تجبرني ياسالم أسوي شيء يجبرك.. ويخليك توافق تتمم زواجنا غصبا عنك..
سالم ضحك ضحكة قصيرة: تدرين ضحكتيني وأنا مالي خاطر أضحك... قومي يا بنت الحلال لبيتس.. وانتظري ورقة طلاقس..
منيرة بثقة: أتحداك تسويها..
سالم توتر من ثقتها بنفسها
أخر شيء يبغيه أنه يجبر وحدة تكرهه على العيش معه بسبب شفقتها عليه: ممكن أعرف سبب ثقتس اللي تبط الكبد ذي..
منيرة بهدوء: تدري وش بأقول لابوي ولعليان.. أول ما أطلع من الغرفة..
لو أنت ما ناديت أبوي وقلت له أنك أنت اللي تبي انه احنا خلاص نتمم زواجنا..
سالم بحذر وهو يشعر بمصيبة جاية له: وش بتقولين؟؟
منيرة بخجل حاولت تغليفه باكبر قدر من الثقة: باقول لهم أنك جيت للبيت مرة مافيه إلا أنا.. وانت عارف الباقي
وأنك الحين تبي تخون فيني.. وتخليني.. وأنه الحين مستحيل حد يرضى فيني عقب اللي أنت سويته فيني..
سالم المصدوم: أنتي أكيد مجنونة.. فيه بنت عاقلة تقول كذا على نفسها..
منيرة بهدوء: أنا قلت لك أنا مجنونة لو خليتك تطلقني..
سالم بغضب: بأطلب يسون لس فحص.. عشان يثبتون براءتي
منيرة بثقة: ماراح تسويها.. لأنك عارف أن مجرد إجراء فحص لي هو فضيحة بحد ذاته..
وانت ماترضاها لزوجتك وبنت عمك.. وخصوصا أنك عارف أن الدوحة صغيرة وما أسرع ما تنتشر الفضايح والاشاعات..
وعقب كملت : هاه أنادي أبوي تقول له أنك موافق.. أو أطلع له واحكي له الفيلم الهندي اللي أنا ألفته..
سالم بقهر: ناديه..
بس والله يامنور أن ذنبس على جنبس..
ولا تقولين أني ماحذرتس.. بأسود عيشتس.. لين أنتي بروحس تقولين طلقني..
منيرة بفرح: كيفك إن شاء الله تذبحني
ونطت تنادي أبوها لسالم اللي كان مولع من فرض منيرة لقرارها عليه..
في الوقت اللي منيرة كانت تحمد ربها لنجاح مخططها.. لأنها أصلا كان مستحيل تقول لأبوها وأخوها الكلام الوقح اللي قالته لسالم...
لكنها أعتمدت على انها تتكلم بثقة قدام سالم وتقنعه أنها ممكن تسويها..
ولو أنه كان أصر على الطلاق وقال لها تقول لأهلها اللي هي تبي.. ماكان قدرت منيرة تسوي شيء من أساسه أو حتى تقول لهم حرف.. وكان سالم طلقها..
*********************
في الليل في غرفة دانة وسعود..
دانة مع هواجسها وحزنها من تغير أحوال سعود اللي هي مو عارفة سببها..... ليس مجرد تغير بل هو انقلاب جذري.. ليش ياربي كذا؟؟
لها يومين ماشافت سعود إلا مرتين وفي كل مرة يكون معصب..
وماراح يرجع إلا بعد بكرة..
قضت الليل وهي تفكر..وتفكر.. وتعيد ترتيب ملابس سعود بدقة وحنان.. في محاولة للتغلب على شوقها القاتل له..
**********************
ثاني يوم
عبدالله وجواهر في شاليه عبدالله في الخور
عبدالله بعده نايم من عقب ماصلى الفجر..
جواهر قامت قبله لبست.. وسوت الفطور.. ورجعت له..
تمددت جنبه وهي جالسة نص جلسة.. ميلت عليه.. ونفخت بنعومة على وجهه..
عبدالله يحرك يده قدام وجهه كأنه يبي يهش اللي ينفخ عليه..
جواهر ابتسمت ورجعت تنفخ هالمرة على خصلات شعره المتطايرة على جبينه: عبدالله هالمرة أنت اللي كسلان.. قوم حبيبي عشان تفطر..
عبدالله فتح عيونه وهو مبتسم.. يطالعها بفستانها البحري الحرير اللي كان لايق على لون بشرتها الناعمة
مد يديه ودخل أصابعه بحنان في شعرها.. ونثره على أكتافها وهو يقول بكسل: شعرج يأخذ العقل... بس ياليت ماتقصينه.. أنا أبيه طويل..
جواهر بود وهي تأخذ تمسك بيده المتخلله شعرها وتحضنها بحنان: زين قلت لي.. لأني كنت ناوية أقصه..
عبدالله بذات النبرة الكسولة المحببة: لا تكفين لا تقصينه.. بس تدرين جواهر وش في خاطري؟؟
جواهر وهي تميل تقبل جبينه وتقول: شنو حبيبي؟؟
عبدالله بابتسامة ناعسة مثيرة: الأخضر هذاك بعده في خاطري.. الله يلعن يباس الرأس بس.. كل ما أتذكر شكلج فيه.. أحس النمل يمشي بجسمي كله..
جواهر بود مغلف بالخجل: صدق أنك ماتستحي أنت ونملك..
وعقب كملت بود: بس ولا يهمك اليوم لما أرجع.. أوديه اللاندري وبكرة ألبسه لك..
عبدالله تنهد وهو يتذكر أنه بكرة بيكون في مكان ثاني بعيد عن حضن جواهر..
حضنها بعنف حاني مستميت: لا حبيبتي الأخضر هذاك مثل ماكان له ذكرى خاصة ليلة زواجنا..
أبيج تلبسينه في ذكرى مرور سنة على زواجنا إن شاء الله ..عشان فعلا يظل خاص..
جواهر بحب: ولا يهمك.. إن شاء الله.. إن الله كتب لنا عمر
تنهد عبدالله: إن الله كتب لنا عمر
*********************
دانة مع صديقتها الدكتورة تهاني وقت استراحة الأطباء..
الدكتورة تهاني قدمت انتداب للصحة المدرسية عشان تروح مع دانة ..
تهاني بمودة وعيارة: عشان تعرفين غلاج.. باروح انتداب وراج.. وبكرة كلنا بنداوم هناك..
دانة بتحسر: انتداب شهرين وترجعين.. وأنا باقعد هناك بروحي.
تهاني بعيارة: المهم حبيب القلب راضي..
دانة بحب: فديت روحه.. رضاه عندي بالدنيا كلها..
اه... اشتقت له، من أمس في الدوام وبيقعد لين بكرة.. وش بيصبرني لبكرة؟؟
وعقب كملت بتوتر: ولو أنه ذا الأيام مزودها شوي علي..
تهاني بالفضول الانثوي: ليه وش صاير دندون؟؟
دانة بتوتر: أحس أنه صاير يتصيد لي أي خطأ.. يبي يقعدني في البيت..
تدرين هذي مشكلة الرجال لاعرف غلاه..
عشانه صار يعرف أنا وش كثر أحبه.. وما أقدر على زعله.. صار يتقعد لي على الوحدة..
وأنا والله خايفة نتزاعل تهاني... أنتي تعرفيني.. وحدة عنيدة..وكله ولا شغلي
وانا أحس أن سعود بدأ يختبر صبري.. يعني هو قاعد يشد وأنا أرخي.. مع أن هذا مهوب طبعي..
(وكملت بابتسامة) بس يضرب الحب شو بيزل.. على قولت كاظم..
تهاني برقة: وه...فديت اللي يحب بس.. انتي حاولي تكسبينه بالسياسة.. ودام هو يحبك.. ماراح تكون مشكلة..
دانة تنتهد: المشكلة تهاني انا حاسة انه فيه شيء موتره من فترة..
يعني احيانا قاعد معي ونكون نسولف مبسوطين..
احس نفسيته انقلبت.. صار فيه قلق وتوتر وترقب غير مفهوم..
احس ان هذا القلق هو اللي مأثر على نفسيته ومخليه عصبي بزيادة ذا اليومين..
انا صرت متخوفة وقت الرجعة من الدوام لا يكون موجود.. لاني اخاف يقلبها ساحة حرب.
لا واللي زاد.. انا بعد متوترة ونفسيتي تعبانة صار لي كم يوم ما اعرف ليه..
حتى دورتي الشهرية تلخبطت من سبة التوتر.. مع انها كانت منتظمة مثل الساعة..
تهاني عيونها لمعت ببريق عجيب: متى كانت أخر دورة جاتك..
دانة بلهجة عادية: قبل زواجي بكم يوم
تهاني نطت مثل المفزوعة لشنطتها
ورجعت وهي شايلة علبة مستطيلة نحيلة وهي تقول بجدية مخلوطة بالعيارة: تدرين أنج أغبى طبيبة في تاريخ البشرية.. وش خليتي للجهلاء..؟؟
قال من التوتر تلخبطت دورتها.. قومي أخذي وفزي للحمام..
دانة باستغراب: وش ذا؟؟
تهاني بسخرية: اختبار حمل ياحظي.. خبرج ما أتحرك من البيت من غيره..
عقب ما انلسعت أربع عيال في أربع سنين.. كل مارحت أبي أركب لولب قالوا لي حامل..
لحد ماصارت عندي حالة رعب مستمرة الله يحفظ عيالي لي... ولايعاقبني على كلامي
وعقب كملت وهي ترقص حواجبها بخبث: خبرج أبو العيال طاقة طبيعية خلاقة..
دانة مدت يدها وخذت الاختبار وتهاني مازالت تتكلم..
و توترت بفرح خيالي متسع بلا حدود.. وهي تتخيل أنها ممكن تكون حامل
طفل يهدي الوضع بينها وبين سعود ويقربهم أكثر من بعض..
طفل من حبيبها سعود
سعود صغير
ومع وصول تهاني لجملتها الأخيرة حمر وجه دانة : استحي تهاني.. بعدين ما تخافين تطسين أبو تركي عين....
تهاني بلعانة: شنو استحي بعد؟؟ وأقص يدي لو ما كنتي حامل..
وبعدين أنا شفت سعودوه البارح وهو واقف ينطرج.. شكله أبو الطاقة الخلاقة وأمها..
دانة غطت وجهها من وقاحة تهاني وهي تقول: الله أكبر عليش.. الله أكبر عليش.. لاحول ولاقوة إلا بالله
وتركتها وهي شايلة الاختبار ورايحة الحمام..
في الوقت اللي تهاني عند باب الحمام واقفة تتحرقص
*******************
نجلاء في بيت دلال..
دلال استقبلتها بمودة كبيرة.. وكانوا جالسين كلهم.. نجلاء وأم جاسم وبناتها الثنتين.. ودلال.. وكان باين على أم جاسم وبناتها الترقب..
بعد القهوة والسوالف...
نجلاء طلعت الظرف من شنطتها بمودة: وعطته لدلال: وقالت تفضلي دلال هذا مهرج من عند ماجد..
دلال صعقت والكلمات جمدت على شفايفها (أي مهر؟؟)
في الوقت اللي بنات عمتها.. نطوا من أماكنهم يبوسون فيها.. ويقولون: ألف مبروك دلول تستاهلين والله..
وكملوا بعيارة: ياحظج واحد استخدام أول.. لا مطلق ولا أرمل..
دلال لحد الحين مو مستوعبة اللي يصير..
ونجلاء اللي كانت متوترة انبسطت لما شافت بنات عمتها يباركون كأنه كان عندهم خبر في الموضوع
( وأنا اللي ظلمت مجودي المسكين حسبته ألف سالفة موافقة دلال)
واللي نجلاء ماتعرفه وكلهم مايعرفونه..
أن ماجد استخدمهم كلهم في مخطط دقيق كل وحدة منهم لها دور فيه..
مخطط اعتمد على توقع ردود الافعال بدقة..
ولو أن ردود الافعال اختلفت.. كان مخططه كله فشل
أولا اتصل بدلال وأربكها بعقد مقارنة بينه وبين زوجها.. خلى أفكارها تتشوش..
ثانيا: أتصل في أم جاسم وقال لها إن دلال بلغته بمسج تلفون عن موافقتها.. بس لأنها خجولة.. رجعت غيرت رأيها.. وعقب رجعت بعثت له مسج و وافقت..
وقال لأم جاسم أنه مايبي يعطيها مجال ترفض بعد ماوافقت..
وإن نجلاء راح تجيهم بكرة بمهر دلال..
فياليت تكون موجودة هي وبناتها ومايقولون لدلال شيء لين تعطيها نجلاء المهر.. عشان مايحرجونها..
وطبعا أم جاسم ماخطر ببالها إنه ممكن يكون اختلق وألف الحكاية هذي كلها.. فسوت اللي هو قال بحسن نية..
عقبته الوحيدة كانت نجلاء لأن نجلاء كانت ذكية في إطار مخطط لم يكن بالذكاء الكافي..
فكانت أخر من اتصل فيه.. وخلا الكذبة بسيطة عليها.. وهي طبعا مستحيل تكذب أخوها الكبير..
فكرة ماجد فعلا ماكانت ذكية.. بل هي للغباء أقرب..وهو كان عارف هذا... لكنه كان مستعجل للوصول لدلال..
وأعتمد على أن خجل دلال.. وحسن نية أم جاسم.. وثقة نجلاء فيه هم ماسيتكفل بباقي المهمة
وفعلا دلال انخرست وهو تشوف المهر بحضنها والناس يباركون لها.. وهي ما تقدر تقول شيء.. وبداخلها غضب عارم على ماجد وعلى خجلها اللي منعها من الصراخ:
ما أبي أتزوج ياناس..
تعليق
-
/ الجزء الثامن والستون
عبدالله وجواهر رجعوا للدوحة من الخور..
عبدالله يستعد لأخبار أولاده والناس كلهم أنه مسافر في رحلة عمل
ولأخبار جواهر بوجهته الحقيقية: العراق
ماجد حصل على موافقة دلال بالحيلة..
وأم جاسم قرت تكون الملكة في أسرع وقت..
وماجد قر أنها تكون ثاني يوم الصبح عشان عبدالله يشهد على عقد زواجه قبل يسافر..
سعود مازال في دوامه وماراح يرجع قبل بكرة..
ما أتصل حتى في دانة اللي جرحها بعمق تجاهله لها..
رغم أنها ماسوت أي شيء يستاهل عصبيته وغضبه المتزايد..
وكم في هذا الغد من أحداث...
سفر عبدالله
زواج ماجد
رجعة سعود
سالم في غرفته بالمستشفى عنده منيرة بعد ماقر علي يرجع للبيت يتحمم ويرجع..
وهي تظل عنده لين يرجع علي.. وخصوصا أنها أصبحت زوجته بشكل رسمي..
سالم بفوران غضب عالي: ممكن أعرف وش اللي مقعدس هنا..؟؟؟ ليش ماتروحين تذلفين لبيتس..؟؟
منيرة بهدوء: أنا مثل جحا، جحا قالوا له وين بيتك يا جحا؟؟
قال لهم: بيتي اللي فيه مرتي..
وأنا أقول بيتي اللي فيه سالم رجالي حبيبي..
سالم بغضب: حبتس قرادة يا شيخة.. أنا مثل ملاغتس وقلة حياس ما شفت..
منيرة خلاص حطت أعصابها في ثلاجة... وقرت انها ماتزعل نهائي من أي شي يقوله.. وتكون مستعدة لأي كلام مهما كان قاسي وجارح..
ومن ناحية ثانية.. قرت أنها ما تعامله كرجل عاجز يحتاج للمساعدة والشفقة.. لكن تعامله كند.. حتى تمحي من رأسه فكرة الشفقة (حتى وإن كانت هي السبب الحقيقي اللي خلاها تسوي ذا كله)
منيرة قالت بابتسامة: توني دريت أنك قرادة.. لأني ما أرضى حد يحبني غيرك..
سالم قرب ينفجر منها (هذا وإحنا أول يوم) سالم ما تعود يكون لئيم أو قاسي.. بس منيرة حدته على هالتصرفات الغير نابعة من شخصيته الهادية اللطيفة: أنتي يا بنت الناس تبين تجلطيني.. ريقي نشف والله العظيم..
قالها وهو يمد يده يدور زجاجة الماي اللي جنبه..
منيرة قربتها منه بدون مايحس..
عشان يلاقيها بنفسه بدون مايحس إنها هي اللي عطتها إياها..
شرب شوي وعقب قال: علي متى بيجي؟؟
منيرة بعيارة: أفا حبيبي مل من قعدتي..
سالم بعصبية: كلمة حبيبي ذي ما أبي أسمعها على لسانس
منيرة : والله أنا أقول اللي على كيفي.. أنت بعد تبي تتدخل حتى رجالي حبيبي أشلون أناديه..
سالم في نفسه (اللهم طولك ياروح)
******************
على العشاء في بيت عبدالله..
عبدالله بمرح هادئ: هدوء.. إعلان هام
الوجوه الثلاثة على المائدة ركزت نظرها على وجه عبدالله بترقب: أنا بكرة مسافر رحلة عمل.. 3 أيام وراجع إن شاء الله..
الخبر اعتيادي جدا... بالنسبة لعبدالعزيز ونوف اللي قالوا بمودة واحترام: تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله
لكن جواهر شعرت بالتوتر: يعني ماقلت لي قبل.. وبالنسبة للموضوع اللي أنت قلت لي أنك بتخلصه خلال هذا الأسبوع.. أيش راح يصير عليه؟؟
عبدالله بثقة: مثل ماوعدتج..
العيال مهوب فاهمين حكي الألغاز هذا... وجواهر تصاعد توترها...
بعد أقل من نص ساعة.. في غرفة عبدالله وجواهر
جواهر بتوتر وقلق عارم: عبدالله شنو سالفة هالسفرة؟؟ وعبدالعزيز نسيته؟؟ أنت مو عدتني أنه إن شاء الله راجع هالأسبوع..
عبدالله بثقة: وأنا عند كلامي..
جواهر بتوتر: أشلون وانت مسافر؟؟
عبدالله بهدوء: حبيبتي أنتي عارفة أكيد أنه الوضع في العراق صار أحسن بكثير.. والأمن وضعه أحسن.. حتى الحين فيه شركات كثيرة صارت تسوي بيزنس هناك..
جواهر بنفس التوتر: عبدالله أنا متابعة الأخبار.. واعرف هذا كله.. بس أنت ليش تقوله لي..
عبدالله بثقة مغلفة بالحنان: يعني موب لازم أنه أي حد بيسافر العراق لازم أنه بيصير له شيء.... عبدالعزيز كان حالة شاذة وليس قاعدة..
جواهر بذكائها.. ما أحتاجت أكثر من كذا..
عشان تحس بألم مبرح
يخترقها مثل رمح أخترق صدرها بوحشية
لينفذ من كامل جسدها ساحبا معه روحها المفجوعة وأنفاسها المستهلكة ليقذف بهما إلى بعد سرمدي لا ملامح له
عبدالله أنت مسافر العراق؟؟؟
********************
في بيت أبو فهد..
أم فهد وبنتها موزة اللي توها واصلة من برا قاعدين في مجلس الحريم...
موزة بحزن: يمه نورة أشلونها اليوم؟؟
أم فهد بحزن أكبر: على حالها..
موزة بألم: يعني لا تكلمت ولا كلت.. ولا حتى بكت..
أم فهد بصوت متغرغر بالدموع: ياحي بنتي... ما كنها بنورة نفسها.. كنها وحدة ثانية ما أعرفها..
نورة اللي كان ضحكها طول اليوم تارس البيت.. الحين حتى الحرف مايطلع من ثمها..
طول اليوم قاعدة في غرفتها.. بس تصلي الفرض وتقرأ قران.. ثم ترجع تجلس مثلها مثل الكرسي اللي هي قاعدة عليه..
لاترد على أحد.. ولا تكلم أحد..
موزة تصبر امها بيأس: لا تخافين عليها يمه.. إن شاء الله عبدالعزيز يرجع.. وترجع نورة الأولية.. هذا من صدمتها بس..
أمها بحزن: يا خوفي عبدالعزيز ما يرجع.. والبنية تستخف..
*****************
عبدالله حاضن جواهر اللي بكت بانهيار موجع مفجع على صدره.. ويقول لها بحنان: حبيبتي أنتي البكاء عندج هواية..؟؟
جواهر بين شهقاتها: وش أسوي إذا أغلى الناس على قلبي مايهون عليهم إلا يذبحوني.. حرام عليك عبدالله تسوي فيني كذا..
عبدالله وهو يشدد من أحتضانه لجواهر ويطبع قبلة حانية على شعرها: حبيبتي 3 ايام بس وأرجع أنا وعبدالعزيز..
جواهر برعب: ياخوفي أنه ماحد منكم يرجع..
عبدالله بحنان: إن شاء الله بنرجع كلنا.. حبيبتي أنا أبيج قوية عشان نوف وعبدالعزيز.. ما أبيهم يحسون بشيء..
واللي صبرت على عذاب 17 سنة.. ماتقدر على 3 أيام..
جواهر بحزن حاد جارح: ماعاد القلب نفس القلب يا عبدالله.. ولا قوة التحمل نفسها..
وجود عيالي في حياتي.. وجودك جنبي بقوتك وحبك..
أعفاني من التسلح بالقوة اللي ادعيتها طول حياتي..
عبدالله بحب: اعرف انج ماينخاف عليج يأم عزوز.. ومعدنج الذهب هو اللي بيحكمج في النهاية..
أبي أسافر وأنا مرتاح بالي عليكم..
جواهر وهي تتنهد: خل بالك يرتاح وتطمن علينا ولا تشيل هم..بس أنت أوعدني ترجع حبيبي.. كله بيد الله بس أوعدني لو مهما صار أنك ترجع لي..
عبدالله بحب وهو يحضنها أكثر وأكثر: أوعدج ياقلب عبدالله..
*****************
جبر قلقه متزايد على محمد هذي الأيام..
محمد أنقلب 180 درجة.. كأنه محمد ثاني.. وبعد خبر عمى سالم.. نفسيته أصبحت في الحضيض..
جبر يتصل في موبايله.. موبايله مسكر على طول..
راح يزور سالم يتطمن عليه
ويشوف محمد اللي كان على طول معسكر عنده.. مالقى عنده إلا علي (عقب مارجعت منيرة للبيت)..
سلم وقعد شوي وتطمن على نفسية سالم اللي كان مؤمن حقيقي ومتقبل قضاء الله وقدره.. الشيء اللي ريح جبر من ناحية سالم..
(بس محمد متى بيرتاح بالي من ناحيته؟؟)
رجع يتصل على موبايله لقاه مسكر
عقب أتصل على خالد اللي قال له أن محمد مسكر على روحه في غرفته.. ومقاطع العالم..
جبر بقلق: زين أنا بكره باروح له في بيته.. تجي معاي؟؟
خالد بود: إن شاء الله.. نتقابل في مجلسهم بكرة
**********************
في الليل متأخر.. دانة نايمة
وسعود وصل من شغله.. بعد ما أستأذن.. لأنه حس أنه بينفجر مو قادر يكمل..
كان بيموت بيموت شوق ..يبي يشوف دانة.. من أمس ماشافها ولا سمع صوتها..
وطالع من عندها وهي زعلانة عليه.. الشيء اللي خلاه كأنه قاعد على مقلاة من التوتر والحزن..
وخصوصا أنه هو نفسه حاس بزعل عليها.. من ناحية
عشان شغلها..
والناحية الأخرى هي الأهم الأهم الاهم.. واللي لو أنها انحلت.. كان انحل كل موضوع حتى شغل دانة...
يسمع منها كلمة وحدة تأكد له إن في داخلها نفس مشاعره المتوهجة الملتهبة .. لأن إحساسه إنها يمكن ماتبادله مشاعره بدأ يأكل من روحه وأعصابه وتماسكه النفسي شيئا فشيئا
أشلون أراضيها الحين؟؟
وأشلون أرضى عليها؟؟
دخل سعود على دانة بشويش..اللي كانت نايمة باستغراق كبير
كالعادة هي اسرته الأبدية.. كل مرة يشوفها كأنها أول مرة
لهفة وشوق وجع..
قرب منها بحنان يبي يتمعن في ملامحها..
شاف الشيء اللي خلاه يحس كأن روحه ماتت.. انذبحت.. كأنه طعن في أعمق أعماق روحه بسكين مسمومة..
دمعة
دمعة مازالت تسكن محجر عينها..
(تبكين حتى وأنتي نايمة ياقلبي!!!
وش سويت فيش يادانة؟؟
وش سويت؟؟)
سعود مسك دانة من عضودها وهي نايمة، قعدها بقوة..
وحضنها بقوة أكبر ويديه حولها بحنان ورقة مذهلة.. وهو يقول سامحيني حبيبتي.. سامحيني
دانة تفاجأت إنها تصحى من النوم تلاقي وجهها مدفون في صدر سعود اللي بعده ببدلته العسكرية..
شهقت بعنف.. فرح وجع وحب وامل ولهفة..
وحاوطت رقبته بكل قوة.. وهي تقول: أخيرا جيت.. قلبي ذاب وأنا أنتظرك..
كل مرة أموت من شوقي في انتظارك..
بس هالمرة أنتظاري كان غير غير.. موجع وحاد وقاسي ومتلهف..
سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟
دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك
غير ...
تعليق
-
/ الجزء التاسع والستون
سعود بحب وهو يبعدها شوي ويطالع في وجهها بهيام..:
بسم الله على قلبك يا قلبي.. وليش يعني هالمرة انتظارش غير؟؟
دانة بحب كبير : عشان عندي خبر لك
غير ...
سعود بتساءل: خير إن شاء الله...
دانة رجعت شوي ورا وهي تتسند على رأس السرير بنصف تمدد وتقول بحنان: تعال سعود حط أذنك هنا..
وأشرت على بطنها..
سعود اللي مابعد استوعب تمام، لكنه حس..
قرب منها بالراحة وحط أذنه على بطنها وهو يقول وقلبه بدأ يرقع: وش فيه حبيبتي؟؟
دانة باستغراب مصطنع عذب: ما سمعت حد يقول بابا؟؟
سعود حس أنه عاجز عن مجرد التنفس من شدة الانفعال والفرحة المحلقة ..
حس كأن كل الأكسجين اللي في العالم أخترق مسامات جسده لأبعد مدى من اتساع السعادة التي شعر بها..
(دانة حامل.. ولدي أنا ينمو في أحشائها.. ثمرة حبي لها)
سعود ماعرف وش يسوي..
أو أيش يقول..
أو كيف يعبر عن فرحته..
كانت فرحته أكبر من تعبير..
شال دانة اللي تفاجأت بخفة.. وصار يدور بها في الغرفة وهو يصرخ بفرح مجنون: بأصير أب.. بأصير أب..
ودانة تصرخ بخوف: سعود تكفى نزلني.. نزلني.. يمه... خلاص.. حرام عليك..
بس هو ظل يدور بها لحد ماحس انه ممكن يتماسك ويتكلم
فنزلها بالراحة على السرير عشان يحضنها بقوة بعنف بحنان، بحب لا نهائي
ويقول لها: أنا أحبش... واحبش.. وأحبش..
ولاخر يوم في عمري أحبش.. الله لا يحرمني منش ولا من عيالنا..
ومن الحين أقول لش.. ياويلهم عيالش لو سووا مثل عيال ذا الأيام وقالوا (بابا)
بأقطع العقال على ظهورهم
خلهم يصطلبون ويقولون يبه.. وإلا أبو سعيد.. عادي تمشي الحال..
دانة تطالعه بحب كبير وتطبع قبلة رقيقة على خده
وعقب تترك يدها ترتاح على خده وهي تقول: حرام عليك من الحين بتشتغل لهم شغل تخويف..
سعود بحنان وهو يشيل يدها من خده ويطبع في باطنها قبلة عميقة جدا: فديتهم.. هم بس خلهم يجون.. وانتي لا تتدخلين بيننا..
دانة برقة: خلاص طلعت من بينكم..
*******************
عبدالله صحى بدري شوي.. عشان عنده كم شغلة لازم يسويها...
قبل موعد ملكة ماجد الساعة 10 ونص..
وقبل موعد طيارته اللي راح تكون الساعة 4 العصر..
كان يتحرك في الغرفة بشويش عشان مايصحي جواهر.. بس جواهر صحت.. وقعدت على حيلها..
وكانت تراقب عبدالله.. اللي كان قدامه أوراق يرتبها ويفرزها
كانت دموع جواهر الصامتة تنساب على خدها..
وهي تراقب عبدالله بحب مؤلم.. وألم محب..
بتفتقده..
ماتقدر تقول غير إنها بتفتقده بوجع حاد منغرز في صدرها وروحها ووجدانها..
وستفتقد كل شيء فيه..كل شيء
حركته.. كلامه.. حضوره..صمته.. حتى مجرد أنفاسه وهو نايم جنبها..
عبدالله رفع عينه شاف جواهر جالسة.. اجتاحته مشاعر فياضة.. عميقة..رائعة ومؤلمة
وخيط متصل بين نظراتهم يتصل بإحكام..
والصمت يستحكم بينهم..
لأن مشاعرهم أصبحت أكبر وأعمق وأنضج من كل كلام وتعبير..
استمر الصمت واتصال النظرات الحانية المستعرة متصل لعدة دقائق..
قبل أن يقطعها عبدالله بوقفته بقامته المديدة وتوجهه ناحية جواهر بخطوات واثقة..
عبدالله وصلها وجلس جنبها
قال لها بحنان مصفى: نفسي احضنج.. بس أرجوج لا تبكين..
جواهر رمت نفسها بحضنه..
وعبدالله حضنها بقوة.. بحنان.. برقة.. بعذوبة..
حضن مختلف لظرف مختلف..
عبدالله يهمس لجواهر: حبيبتي أوعديني..
جواهر ودموعها الصامتة مستمرة بالانهمار: بشنو حبيبي؟؟
عبدالله بحنان: أنه لو أنتي تحبيني فعلا.. ماعاد تبكين..
ولا تسمحين لذا الدموع الغالية إنها تنزل مرة ثانية..
خلاص حبيبتي أنتي جاج من الدموع ماكفاج..
تكفين أوعديني أنه ماعاد تبكين لو مهما صار..
الحزن بالقلب..
عمر الدموع ماكانت هي اللي بتخفف الحزن..
أوعديني تكون هذي أخر مرة تبكين..
أنا أبيج قوية عشاني..
جواهر وهي تمسح دموعها بكفوفها في حركة عذبة تشبه حركات الأطفال وتقول بثقة: أوعدك عبدالله.. اوعدك..
أنا عشانك مستعدة أضحي بروحي وأبيع عيوني..
فكيف بشوي دموع..؟!!
عبدالله حس بالتأثر يجتاحه بعنف
مهما قال أنها رائعة ومذهلة ونادرة الوجود..
وأنه مافيه مجال أكثر لروعتها.. لانها وصلت للحد الأقصى..
يكتشف كل يوم أشياء جديدة تعمق انبهاره فيها..
وتعمق من حبه الخرافي الأسطوري لها..
رجع يحضنها من جديد وهو يقول بعشق حقيقي: أحبج.. والله العظيم أحبج..
وتاكدي انه حبج بيظل محفوظ في أعمق مكان في روحي وقلبي ووجداني..
*****************
سعود صحا من النوم على صوت حركة دانة وهي تلبس
سعود رفع رأسه وتسند على ذراعه وهو يقول بنعاس: وين بتروحين حبيبتي؟؟
دانة تلتفت عليه بود: باروح الشغل سعود.. اليوم يوم مباشرتي في الصحة المدرسية..
سعود نط واقف وهو يقول بصوت حاول أنه يكون هادئ: أنتي ناوية تداومين وأنتي حامل؟؟
دانة بحنان: وش فيها سعود؟؟
سعود بحنان: تعب عليش يا قلبي.. أنتي مهوب محتاجة لذا الشغل .. الخير واجد..
دانة بتوتر: وليه ياسعود أنت مفكرني أشتغل عشان محتاجة..
الحمدلله الخير واجد عندك وعند أبي من قبل..
الشغل هذا حاجة نفسية مهوب مادية..
سعود بهدوء: قدمي على إجازة لين تولدين.. ويصير عمر الولد وإلا البنت على الأقل سنة..
دانة برفض: لا ما اقدر.. وارجوك افهمني ولا تعصب علي..
أول شيء غصبتني أطلع من شغلي وأطلب نقل.. وافقت عشان أرضيك
والحين يوم مباشرتي في شغلي الجديد... بدل ما أباشر عندهم.. أروح أقدم على طلب إجازة
كلامك غير معقول ..
ماأني أول وحدة حامل تشتغل.. خلني سعود فديتك أشتغل كم شهر.. عشان لو احتجت إجازة عقب يكون لي وجه أطلبها..
وبعدين ماشاء الله أمي وأمك كلهم بصحتهم الله يخليهم لنا... يعني بيساعدوني على البيبي وخصوصا أنه أول حفيد للثنتين.. مايحتاج سالفة الإجازة ذي...
سعود اللي كان قاعد يستمع لها بهدوء
قال لها بذات الهدوء: طبيعة شغلش نفسها متعبة...
وقفة طول اليوم.. ومدنقة على المرضى..
يعني ضغط عليش..
دانة باستجداء: زين أنت خلني أجرب.. وانا أوعدك أني لو تعبت أني أقدم على إجازة..
سعود بتعب: أنا تعبت واجد من النقرة اللي صارت بيننا الأيام اللي طافت.. خلاص براحتش..
بس أبيش تعرفين أني ماني براضي بشغلش وانتي حامل..
دانة برعب: لا سعود تكفى.. لاتقولها كذا..
أشلون تبيني أروح وأنت تقول أنك مهوب راضي..
تكفى طالبتك.. رخص لي..
سعود غصبا عنه عشان خاطرها: خلاص روحي.. بس توعديني لو تعبتي أنش تقدمين إجازة..
دانة نطت بفرح تحضنه: أوعدك.. أوعدك..
****************
سارة ومنيرة يستعدون يلبسون عشان يروحون لسالم في المستشفى..
سارة اللي كانت تطلع لها ملابس من الدولاب لفت على منيرة اللي كانت جالسة على السرير تلبس جزمتها: منيرة
منيرة بود: هلا سارة..
سارة بتردد: أنا عارفة أني قسيت عليس الأيام اللي فاتت واجد..
في خاطرس شيء علي؟؟
منيرة وقفت وتوجهت ناحية سارة وحضنتها من ظهرها: أنا ماجاني منس إلا أقل من جزاي.. أنتي اللي في خاطرس شيء علي؟؟
سارة لفت وجهها لمنيرة وحضنتها وقالت لها بحب: لا فديتس.. مافي خاطري شيء
منيرة بعيارة : زين خلاص لاتسوين فيلم هندي ونقعد نبكي الحين.. استعجلي تأخرنا على سالم..
سارة بحنان: أنا بأقعد معس شوي عند سالم وعقب بأرجع لبيت سالم.. عشان أشوف وش قاصره.. وارتبه أنا والخدامات..
وأشوف غرفتكم الجديدة... لأنه سالم كان توه خلصها قبل سفره بيوم.. واشوف اللي قاصرها.. ثم أنقل ملابسس هناك..
لأنه سالم بيطلع من المستشفى بكرة إن شاء الله
منيرة حست بتوتر كبير وهي تشوف أن حياتها الحقيقية مع سالم وفي بيته خلاص قربت..
بس سارة اللي كانت فاهمتها قربت من بشويش وحطت يدها على كتفها: لا تخافين منيرة..
أنا أعرف أنس سويتي ذا كله.. إحساس بالذنب وشفقة على سالم..
ولو أني ماني بعارفة أنه مشاعرس هذي كلها بتتغير إذا عاشرتي سالم وعرفتيه.. وبتصير حب حقيقي
ما كان سمحت لس أصلا أنك تسوين كذا..
منيرة بود: خلاص ولا يهمس..
بأحب الغالي على قلبس إلى شوشتي.. بس خلصينا..
******************
عبدالله أنهى ترتيب أوراقه.. نادى جواهر لجلسة الكمبيوتر.. فتح دولاب فيها.. يخبي خزنة وراه..
عبدالله بجدية: تعالي حبيبتي..
شوفي الخزنة هذي فيها كل أوراقي المهمة..
صكوك العقارات.. وأوراق المؤسسة.. وشهادات ميلاد العيال وجوازات سفرهم..
وفيها بعد أخر كشف لحسابي في البنك.. واخر كشف لعدد الأسهم اللي عندي وعند العيال..
بأعطيج رقمها وأحفظيه عدل..
والأحسن تسيفينه في تلفونج بأسم شخص لحد ما تحفظينه..
وعلى العموم أفضل يعرف كل شيء يخص العقارات واماكنها.. ومديرين شركات المؤسسة..
جواهر حست قلبها نزل في رجولها: عبدالله الله يهداك ليش هذا كله..
عبدالله بحب وهو يقبل رأسها: حبيبتي الأمر عادي..
أنا أصلا من زمان أبي أقول لج على الخزنة بس ماجات فرصة.. لا تصيرين حساسة..
جواهر لفت وجلست على الكنبة لأنها حست أن رجولها خلاص ماتقدر تشيلها..
عبدالله جلس جنبها بقلق: وش فيج حبيبتي؟؟
جواهر رفعت رأسها بابتسامة مصنوعة: مافيني شيء يومي قبل يومك..
وسندت رأسها على صدر عبدالله اللي حضنها بكل قوته وحنانه وعنفوانه..وهو يقول: والله بأرجع.. بإذن الله بأرجع..
*******************
سعود كان في الجبرة (السوق المركزي في الدوحة اللي ينباع فيه السمك والفواكة والخضروات)
كان يشتري أغراض للبيت.. في الوقت رن موبايله طالع الشاشة كان اسم دانة يتالق على الشاشة
رد سعود بحب: هلا حبيبتي..
صوت أنثوي غريب يرد عليه بحرج وقلق: السلام عليكم..
سعود حس بتوتر غير طبيعي: وعليكم السلام.. وين صاحبة التلفون؟؟
الصوت الأنثوي بقلق كبير: أنا صديقة دانة أم تركي.. ياليت تجي الحين احنا موجودين في مستشفى النساء والولادة..
سعود برعب متوحش: دانة وش فيها؟؟
تهاني بتوتر: مافيها إلا العافية.. إذا وصلت دق علي.. موبايل دانة معي.. عشان أقول لك وين احنا..
سعود سكر الموبايل.. وهو يحس بقلق قاتل.. وخوف موجع على دانة..
وقلبه بينفجر من تصاعد وتيرة دقاته المرعب..
(وش فيها؟؟
الصبح كانت طالعة مافيها شيء)
تعليق
-
/ الجزء السبعون
في بيت جاسم في مجلس الرياجيل..
الملكة تمت على خير..
دلال كانت متوترة..
لكنها صلت صلاة الاستخارة أكثر من مرة من لما وصلها المهر أمس وماقدرت تعترض عليه
قالت في نفسها.. يمكن الله يكون باغي لي الخير عشان كذا ما قدرت أعترض وانخرست..
وكانت بعد كل صلاة استخارة.. تحس براحة نفسية أكبر..
توكلت على الله.. وقالت: إن شاء الله ربي مايخيبني
ماجد في المجلس يتلقى تهاني عبدالله وجاسم اللي كانوا شهود العقد..
ماجد كان محلق من السعادة..
وعبدالله جالس جنبه ويقول له بود كبير: أخيرا يابو فيصل دخلت القفص برجولك..
ماجد بعيارة: مابغينا ندخل هالقفص..
ماعاد باقي إلا أبكي تحت رجول السجان وأقول دخلني القفص تكفى..
عبدالله وقف وأستاذن
ماجد بعزم: وين بتروح مسوي غداء في بيتي ..
عبدالله بتوقير: جعله عامر.. بس أنت عارف أنه وراي سفر العصر..
ماجد بجدية: العصر تو الناس.. تغدى وعقبه روح المطار..
عبدالله بعيارة: يا أخي أنت عريس اليوم.. بس أنا بعد عريس مالي كم أسبوع.. خلني أروح لأم عزوز..
ماجد باحترام ومودة وهو يحضن عبدالله: الله لا يغير عليكم.. وتروح وترجع بالسلامة..
بعد ماراح عبدالله.. ماجد اتصل بنجلاء وقال لها بلهفة: أبي أشوف دلال..
نجلاء بعيارة: يمه مافيك صبر.. العشاء الليلة.. وبتشوفها..
ماجد بنفاذ صبر: مافيني صبر.. أبي أشوفها الحين..
نجلاء ميلت على دلال اللي كانت ميتة من الخجل والكل يبارك لها..: ماجد يبي يشوفج...
دلال برعب: لا نجلاء تكفين.. خلاص الليلة يشوفني مرة واحدة..
ماجد أصلا سمع رد دلال من التلفون المفتوح بيد نجلاء.. : هاه ماجد سمعت..
ماجد بطفش: اللهم طولك ياروح.. اللي صبرني 40 سنة بدون مره.. يصبرني كم ساعة..
بعدها نجلاء ميلت على أذن دلال: بعد أذنج.. أنا بس أبي أعزم صديقة وحدة لي..
دلال بود وخجل: على راحتج نجلاء.. أنتي ما تستأذنين أحد.. احنا اللي نستأذنج..
نجلاء بابتسامة واسعة: أمي أكيد أنها دعت لمجود ليلة القدر عشان حظه يجيبج..
ماردت عليها دلال بغير ابتسامة خجولة..
***********************
سعود أعصابه متوترة والشوارع زحمة.. يبي يوصل بسرعة..
يحس إن كل دقيقة تمر تاكل من روحه شوي..
بيموت يبي يتطمن.. بس مستحي يتصل في المره اللي معها موبايل دانة..
يبي لين يوصل ويكلمها مرة وحدة..
ماصدق أن المشوار يخلص
وقف سيارته قدام باب المستشفى ونط وخلى السيارة واقفة..
السيكورتي وراه: يا الأخو.. وقفتك ذي ماتصير..
سعود عطاه مفتاح سيارتك: تكفى خذ المفتاح ووقفها وين ماتبي وخل المفتاح عند مركز الأمن..
السيكورتي حس فعلا أن سعود وراه مصيبة، خذ منه المفتاح تفاعلا مع سعود وتعاطفا مع حالته المتوترة..
في الوقت الي سعود اتصل على موبايل دانة
وردت عليه تهاني هالمرة ماكان بتوتر لكن بحزن عميق: أنا موجودة قدام غرفة الولادة..
سعود قلبه وقف..
(أي غرفة ولادة ودانة مالها شهر ونص حامل..)
في دقايق كان واقف قدام تهاني اللي عرفها من البالطو الأبيض اللي هي لابسته مع نقابها..
تهاني مالحقت تلبس عبايتها.. وطلعت مع دانة في سيارة الأسعاف بالبالطو..
سعود الكلمات ميتة على لسانه: دانة وش فيها؟؟
تهاني بحزن: الله يعوض عليكم.. دانة سقطت..
سعود اللي حس بحزن عميق: المهم دانة أشلونها.. وإلا الحمل الله جاب.. والله خذ.. والله عليه العوض..
تهاني بذات الحزن: دانة زينة.. دخلت عليها من شوي.
. بس موتت روحها من البكاء على الجنين اللي راح..
ياقلبي المسكينة مالحقت تفرح فيه..
توها عرفت أمس أنها حامل.. سقطت اليوم
عطوها مهدئ عشان البكاء موب زين لها.. والحين نايمة..
سعود بحزن مخلوط بفرح: الحمدلله على سلامتها.. دانة عندي بألف ولد..
وعقب كمل باستفسار: إلا هي أشلون تعبت؟؟
تهاني بتحسر: كان عندها مريض طفل عمره 5 سنين.. الولد الله يهداه كان شيطاني زيادة عن اللزوم..
أول ماحطته أمه على الكرسي.. وشاف دانة قربت منه..
رفس دانة في بطنها.. المسكينة جات تبي ترجع..
بس الاستاند اللي عليه الأدوات.. كان مسحوب وراها.. فالولد رفس في بطنها لحد ماقال يا بس..
أمه هي اللي قالت لي.. كانت هنا توها راحت وبترجع..
سعود حس بألم يطعن روحه من كل ناحية..
وهو يتخيل ألم دانة وخوفها ورعبها على الجنين اللي في بطنها.. والولد يرفسها في بطنها..
(يعني كأنها شافت ولدها ينذبح قدامها.. وهي مهيب قادرة تنقذه..)
سعود قرر يتصل بأمه يبلغها.. ياسبحان الله كان ناوي اليوم يبلغها بحمل دانة لمايرجع البيت.. يبلغها الحين بتسقيطها..
وأتصل على خالد عشان يبلغ هله بعد..
أم سعود وخالد كان تأثرهم بالغ وكبير
أم سعود حزنت على حفيدها اللي ماكمل..
وخالد حزن على أخته الكبيرة الغالية..
*******************
دلال بعدها في بيت جاسم متوترة.. وقلقة
نجلاء ميلت عليها وقالت بهمس: أشرايج دلال نروح لبيتج ترتبين أغراضج في الشنط
وعقب نروح السوق نشتري لج شوي أغراض..
وبعدين نرجع البيت على وقت جية الكوافيرة..
أنتي تتعدلين وأنا اروح بيت ماجد أرتب أغراضج..
البيت أنا رتبته أمس
وكملت بخبث: وحطيت لج شوي شغلات في الدولاب اشتريتهم البارحة
لو ماجد شافهم يكون ماجاه نوم البارحة..
دلال كحت بحرج، وعقب قالت بصوت واطي: بيتي ممكن نروح نجيب أغراضي..
بس السوق مافيه داعي..
لانه أصلا كل ملابسي جديدة وحتى الشنط والجزم والعبايات والملابس الداخلية أنا اشتريتها بعد مافكيت الحداد..
كل ملابسي القديمة تصدقت بها..
حبيت أنسى أي شيء ممكن يذكرني فيه الله يرحمه..
نجلاء بابتسامة: يعني عروس جاهزة ماشاء الله..
ما أقول لج مجود أمي داعية له..
بس بعد لازم نروح السوق على الأقل تشترين فستان لليلة..
دلال بحرج: أي فستان؟؟
نجلاء برقة: ماعليه دلال حبيبتي لو كان كلامي بيضايقج شوي..
بس ماجد هذي أول مرة يتزوج.. نفسي أنه يشوف عروسته بفستان أبيض..
هو طبعا ماراح يكون فستان عرس بمعنى الكلمة..
بعد أذنج طبعا، ممكن نختار فستان ناعم وراقي يكون لونه أبيض..
دلال حاسة بفرحة نجلاء بأخوها وماحبت تكسر خاطرها: خلاص قومي نروح للسوق أول وعقب نرجع لبيتي.. أصلا شنطي جاهزة.. بس نشيلها..
*********************
الساعة 2 الظهر..
عبدالله يستعد لمغادرة بيته..
بس ينتظر عبدالعزيز اللي على وصول من المدرسة..
عشان يسلم عليه ويروح للمطار..
أفضل ينتظره برا..
وجواهر ونوف جالسين معه تحت في صالة البيت الرئيسية..
عبدالله يجلس بين جواهر ونوف..
عبدالله طالع بثوبه وغترته.. لأنه عارف أنه كثير من أهل العراق هذا لبسهم.. ففضل أنه يظل بثوبه وغترته..
جواهر تنظر له بثوبه الشتوي الداكن.. وغترته البيضاء..
كان طوال عمره استثنائيا.. وسيظل دائما في قلبها وعينيها وعقلها رهان الاستثنائية والعظمة التي لا تخسر..
كانت تنظر له بوله.. عشق.. احترام..دفق مشاعر لانهائي وغير محدود
كانت تريد أن تحفر صورته الأخيرة في قلبها ومشاعرها.. لتحتفظ بهذه الصورة تصبرها عن غيابه الأيام القادمة
عبدالله ينظر لها في تايورها الأبيض الناصع المكون من بنطلون وجاكيت ضيق
يظهر بجاذبية بالغة طولها ورشاقتها..
يهمس في أذنها: بأتذكر أني تركت وراي حمامة بيضاء بأموت من شوقي لسكونها على صدري..
تبتسم له جواهر ابتسامة أشبه بالبكاء..
في ذات الوقت الذي أنزل عبدالله شفتيه الهامستين من أذنها..
لتحط على دفء عنقها..
ويطبع عليه قبلة عميقة لاهبة
وهو يستنشق بعمق رائحة جسدها الطبيعية..
وكأنه يريد أن يملأ رئتيه وصدره وكل خلاياه بهذه الرائحة..
قبلة عبدالله طالت طويلا..
في الوقت الذي جواهر لم تعد تشعر بشيء سوى ملمس شفتي عبدالله على عنقها..
وقلبها يذوب ويذوب..ويذووووب
ولكنها استعادت إدراكها بخجل
وهي تتذكر وجود نوف..
حين بدأت تستمع بوضوح إلى صوت تنفس عبدالله العالي المتقطع من شدة انفعاله..
لكنها فوجئت أن نوف غير موجودة..
نوف انسحبت من بداية القبلة إلى مطبخ التقديم الداخلي..
عبدالله فقد إحساسه بأي شيء سوي ملمس عنق جواهر الناعم ورائحتها الدافئة المثيرة..
وكأنه أنفصل عن كل العالم..إلى عالمها هي ..
هي فقط..
في الوقت الذي جواهر تعود باستسلام حاني مؤلم إلى عوالم رجولة عبدالله الاسرة..
وقبلته الدافئة المستمرة التي تمنت إلا تنتهي أبدا..
ولكن ككل شيء جميل لابد له من نهاية..
رفع عبدالله شفتيه عن عنق جواهر..
وانفاسه ترتفع وتنخفض بصوت مسموع..
ووجيب قلبه يجاوبه وجيب قلب جواهر بدقاتهما المستعرة..
لم يكن للكلمات معنى وهما يتبادلان النظرات اللاهبة العاشقة المشتاقة..
وكل منهما يعرف تماما ما الذي يستعر في قلب الاخر..
لأنه يدرك أن هذا الشعور العميق الموجع
هو شعور متبادل بكل المه وروعته واختلافه.. واسطوريته..
قطع عليهما جوهما الخاص الاسطوري..
دخول عبدالعزيز عليهم وهو يلهث ويقول: سامحني.. تأخرت عليك يبه؟؟
عبدالله كح بنعومة وهو يحاول إخراج نفسه من عوالم وجود جواهر المسيطر عليه ويعدل وضع غترته على رأسه: لا يا أبوك.. بأطلع الحين المطار..
روح ناد أختك أسلم عليها..
في لحظتها نوف دخلت عليهم
وهي تقول بعيارة: مافيه داعي حد يناديني.. أنا رحت بروحي ورجعت بروحي..
بس مو كأنه (الهوت هوت موفيThe hot hot movie) طول شوي؟؟؟
جواهر وطت عينها وهي بتموت من الخجل..
في الوقت اللي عبدالله وقف وقرص نوف من أذنها وهو يقول بعيارة ودودة وجرأة: وأنتي ليش تشوفين الهوت موفي ياللي ماتستحين؟؟
نوف فركت أذنها وهي تضحك: الهوت موفي جاء عندي أنا مارحت له..
في الوقت اللي عبدالعزيز ميل على أذن نوف وهمس: شالسالفة؟؟
نوف ردت عليه بصوت واطي: أقول لك بعدين..
عبدالله سلم على عياله بحنان كبير وخصوصا نوف اللي طولت وهي حاضنته..
لكن سلام جواهر عليه كان مختلف..
عياله مفكرينه رايح شغل.. كان وضع عادي هم متعودين عليه..
لكن جواهر تعرف أنه رايح مكان يمكن مايرجع منه..
جواهر حضنته بعنف وعبدالله يهمس في أذنها: أنتي وعدتيني ماتبكين..
جواهر تهمس له بحب اسر: وأنا عند وعدي..
عزوز بود وهو مستمتع بقوة العلاقة بين امه وابوه: بسج يمه خنقتي أبوي.. كلها 3 أيام وراجع لج..
جواهر فلتت عبدالله بالراحة لكنها ماقدرت وهي ترفع عيونها لتسكن في لمعة حنان نظرته..
رجعت ترمي نفسها على صدره من جديد وهي تشدد أحتضانها له وتهمس له: أرجع لي ياعبدالله..
لا تطول الغيبة علي.. أرجع لي أنت وعبدالعزيز.. أنا ما أقدر أعيش من غيركم أنت وياه..
عبدالله بثقة: إن شاء الله بنرجع.. بنرجع
******************
حوالي الساعة 2 و20 دقيقة..
في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها
أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر..
سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا..
تعليق
-
/ الجزء الحادي والسبعون
في غرفة دانة بالمستشفى..توها وصلت لغرفتها
أختها مزنة عندها..أم سعود وأم خالد طلوا عليها في غرفة الاستراحة من العمليات تحت.. وراحوا على أساس يرجعون العصر..
سعود مابعد شافها.. وقاعد يتحرقص لهفة وألم برا
أتصل على موبايل دانة اللي ردت عليه مزنة
مزنة سكرت..
وقالت لدانة بحنان: سعود برا يبي يدخل..
دانة من سمعت اسم سعود بدت دموعها تنسكب بصمت..
وهي تقول بحزن قاتل: وش أقول له..؟؟ أني ماقدرت أحافظ على ولدنا...!!
مزنة رجعت تحضن دانة وهي تقول بحزن: حبيبتي وش ذا الكلام؟؟..
انتي وسعود توكم صغار.. والله بيرزقكم بالعيال والبنات إن شاء الله..
مزنة كانت عبايتها ونقابها عليها أصلا.. فطلعت نادت سعود.. وظلت هي واقفة برا..
سعود دخل بلهفة قاتلة موجعة
وتوجه مباشرة لدانة عشان يحضنها بعمق.. بعمق بعمق مذهل: الحمدلله على سلامتش حبيبتي..
دانة انخرطت في بكاء حاد: سامحني سعود.. سامحني.. أنا ماقدرت أحافظ عليه..
سعود اللي كان جالس جنبها على السرير وحاضنها
مسح على شعرها بحنان وقال بحنان كبير: حبيبتي المهم سلامتش..
والجنين إن شاء الله بيعوضنا.. لا تضايقين نفسش..
المهم أنه أنا وانتي سوا..
وعقب كمل بنبرة تقطر حنان وحب:
أنا أحبش دانة.. وأعشقش.. واذوب في هواش.. أقدر أعيش من غير عيال طول عمري.. بس ما أقدر أعيش من غير وجودش في حياتي لو يوم واحد..
كان ردها إنها شددت احتضانها له ودموعها تنسكب بغزاره وهي تقبل كتفه برقة..
لكن الكلمات.. مانطقت بحرف..
دانة أعتصمت بصمت جرح سعود لأبعد حد..
سعود حس أنه سكب مشاعره وكرامته قدامها بدون أي مقابل منها..
حس أنه مايقدر يستحمل أكثر من كذا..
قرر يطلع ورأسه فيه موال ثوري.. وغريب
وخر دانة من حضنه برقة، قبل رأسها وقال لها: تبين شيء دانة؟؟
أنا رايح الدوام وراجع بكرة إن شاء الله...
دانة باستغراب: بس أنت اليوم ماكان عندك دوام..
سعود بهدوء وتفكير غريب يجتاح عقله: صار فيه تغيير في الشفتات.. واتصلوا فيني..
دانة بحزن لأنه ما فكر يعتذر من الشغل
وهو عارف إنها تعبانة في المستشفى ومحتاجة وجوده جنبها أكثر من أي وقت ثاني: لا سعود سلامتك.. ما أبي شيء..
******************
عبدالله مع أفضل في السيارة..
وقربوا على المطار..
عبدالله بود: ما أوصيك يابو محمد في أم عبدالعزيز والعيال..
أفضل بحنان: لاتوصي هريص يابو ئبدالئزيز.. تروح وترجء بالسلامة..
عبدالله بهدوء: أفضل أنت عارف أنه أنا وأنت أخوان.. وأكثر من أخوان بعد..
أفضل بتأثر: أكيد يائبدالله وش لازمة هازا الكلام..؟؟
عبدالله فتح شنطته الهاند باق وطلع منها ظرف، مده لأفضل المستغرب: شنو هازا ئبدالله؟؟
عبدالله بود: هذي أوراق فيها كشف بأسهم شريتها لعيالك من لما فتحوا باب المضاربة للأجانب..
وفيه كشف بحساب باسمك فيه مبلغ مهما كان كبير في نظرك ..بيكون أقل من قدرك عندي..
أفضل برعب رجع الظرف على عبدالله: وش هازا الكلام بو ئبدالئزيز..
أنا وئيالي ئايشين في كيركم من زمان..
كفاية أنه إهنا ئايشين في بيت ملك أنت شريته لنا..
وانت ئارف ئبدالله أنه حتى شغل ما أحتاج لشغل من كيرك ئلي.. بس أنا اللي حاب أكدمكم..
تجي الهين تبي تئطيني زيادة.. والله مايجيني شيء..
عبدالله بهدوء: استغفر ربك.. والله أن تأخذها.. أنا أبي أروح وأنا متطمن عليك..
أفضل برعب أكبر: ليه ئبدالله تقول كزا؟؟
عبدالله بابتسامة: والله مافيه إلا الخير.. بس أنا حبيت أتطمن عليك ليس إلا..
***************
بعد صلاة العصر جبر وصل مجلس سعود الخارجي..
لقى خالد ينتظره داخل.. مع أن خالد مزاجه معفوس من تسقيط دانة.. وكان يبي يروح لها في المستشفى..
بس ماقدر يخلف وعده مع جبر..
الشباب قاعدين في المجلس.. يتصلون على محمد اللي تلفونه مقفول..
عقب خالد اتصل على سعود
سعود قال لهم أنه راح للدوام.. وأن البيت فاضي لأن أم سعود والبنات راحوا لدانة في المستشفى..
وعقب سعود قال بهدوء: روح أنت لمحمد وطلعه من الغرفة.. وطالبك تكفى ماتخلونه اليوم.. طلعوه أي مكان.. قرب يخيس من الحبسة..
خالد طلع من المجلس الخارجي
متوجه للبيت بثقة وفتح الباب وعبر الصالة الخارجية للصالة الداخلية اللي درج البيت فيها..
كان متأكد أن البيت فاضي..
لكنه فوجيء بالكائن الغريب الموجود في الصالة..
كانت الجازي قاعدة في الصالة ببيجامتها اللي عليها ميكي ماوس باللونين الأحمر والأسود..
ورجولها ممدة على الطاولة قدامها وهي لابسة شوز فرو احمر ضخم عليه رأس ميكي ماوس الضخم..
وشعرها المتوسط الطول المصبوغ باللون الأشقر الداكن فيه كلبس ميكي ماوس باللون الأحمر..
خالد لما شاف شكلها ماقدر يمسك نفسه من الضحك..
الجازي توها تغطت منه من سنتين..
وشكلها ماتغير عدا شعرها اللي صار أشقر..
ويعتبرها طفلة لحد الحين..
(قلنا طفلة بس مهوب دعلة)
الجازي لما شافت الرجال اللي واقف قريب منها ويضحك
وهي كانت مركزة في مسلسل على mbc3
نطت وتخبت ورا أقرب باب وهي تصيح: خويلد أنت ماتستحي.. مدرعم كأنك مدرعم على بيتكم..
خالد اللي كان يحاول يتماسك من الضحك: أسفين ياميكي ماوس.. سعود قال لي البيت فاضي.. أنا بأروح للمجلس..
وأنتي اطلعي قومي محمد..
وحاذري على المسكين لا تروعينه بكشتش اللي كنه شاب فيها حريقة
وعقب أرجعي للرسوم اللي تشوفينها يالبزر
وبعدين لاعاد أسمعش تدعيني خويلد قصيت لسانش..
ماعاد باقي البزارين..
الجازي وهي ورا الباب: تخسى تقص لساني..
ماحد له حق علي إلا سعود بن سعيد.. أنت روح قص لسان غالية عشان تأكلك بقشورك..
خالد اللي عصب عليها: والله وطلع لش لسان يالجويزي.. أنا أقص لسانش أنتي وغالية..
ولا يكثر حكيش يا قليلة الأدب روحي قومي محمد.. قولي له فيه رياجيل يبونه في المجلس..
الجازي اللي عصبت عليه: بأقول له فيه رياجيل ومعهم خالد..
ما اقدر أكذب عليه وأقول اللي في المجلس كلهم رياجيل..
وأنا ماني بقليلة أدب..
قليل الأدب اللي يدخل على بيوت الناس ومحارمهم بدون أستئذان..
خالد اللي كان طالع ومتوجه للباب
رجع لما سمع كلام الجازي..اللي خلاه يولع ويتنافض من العصبية والغضب
بينما الجازي أعتقدت أنه راح للمجلس لما مارد عليها
لكنها فوجئت بيد تدخل عليها من ورا الباب..
واليد تشد شعرها بقوة من ورا الباب الموارب..
خالد اللي كان مفول ومعصب ومايشوف قدامه..
أول مادخل يده في شعرها بدون مايشوفها صدم يده ملمس نعومة شعرها الحريري..
لكنه ماخلا هذا الاحساس يأثر عليه..
شد شعرها بقسوة من ورا الباب...
وكان حريص في نفس الوقت أن الباب ماينفتح..
لأنها مسك شعرها بيساره ومسك الباب بيمينه لا ينفتح : أسمعيني يا أم لسانين..
ذا المرة شديت شعرش بس..
بس والله ثم والله لا تطولين صوتش علي مرة ثانية..
يالعقال أن أقطعه على ظهرش ياقليلة الأدب..
وروحي أدعي محمد بسرعة
وعقب هد شعرها..
وهي طاحت على الأرض وهي تبكي..
وصوت بكاها واصل خالد اللي طلع من البيت..
وفي قلبه احساس جديد لذيذ بالجازي اللي ذكرته تصرفاتها وعنفوانها بأخته الدانة..
*******************
عبدالعزيز الصغير يحاول يفتح إيميله اللي كل مره يعطيه وجود خطأ في الاسم أو الباسورد..
(غريبة!!! شالسالفة؟!!!)
فكرة لمعت في رأس عبدالعزيز..
ألتقط موبايله ودق رقم معين..
جاءه صوتها الناعس على الطرف الاخر.. كانت تعاني من أزمة البنات الشهرية المعتادة..وكانت أكلت حبوب مسكنة ونامت : نعم عزوز.. وش هالأزعاج؟؟
عبدالعزيز بهدوء: وش مرقدج ذا الحزة؟؟ قومي صلي..
ديمة بصوت متعب: أنت أكيد ما أتصلت لي عشان تقول لي صلي.. لكن العموم شكرا على الاهتمام خلاص بأقوم أصلي.. ومع السلامة..
عزوز وقفها بحزم: أنا أتصلت.. وأنا أسكر موب أنتي..
ديمة وهي فعلا تعبانة: عزوز أنا ماني بمتفرغة لك.. وش تبي..؟؟
عزوز بجدية: أنتي عارفة وش أبي وخلي حركات الاستعباط..
ديمة توترت ونطت حالسة على سريرها: عزوز.. قول وش تبي بدون مقدمات..
عزوز بهدوء: أولا أنا اسمي عبدالعزيز.. ثانيا إيميلي مثل ماهكرتي عليه... أفتحيه..
ديمة بصدمة: والله العظيم ماجيت جنب ايميلك..
عبدالعزيز يعرف أن ديمة ممكن تهكر على الايميلات.. لكنه كان يعتقد أنها ماتجاوزت هذه المرحلة.. وماكان يعرف هي وين وصلت..
عزوز بنفاذ صبر: ديمة خلصيني أفتحي إيميلي أبي أرسل واجباتي للمدرسين..
ديمة بصدق: أقول لك والله العظيم ماجيت جنبه..
عزوز يعرف إن ديمة ممكن تخبي.. ممكن تعاند..
لكنها ماتكذب: زين.. على العموم افتحيه بنفس باسوردي القديم.. أعرف أنه سهل عليج تفتحينه..
ديمة بخبث: أفتحه كذا لوجه الله؟؟ مايصير
عزوز اللي شم في كلامها ريحة ماعجبته: ليه وش تبين مقابل بعد؟؟
تعليق
google Ad Widget
تقليص
تعليق