رواية /بعد الغياب - للكاتبه انفاس قطر..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روح soso
    عضو ذهبي
    • Jul 2009
    • 830


    / الجزء الستون



    سالم حالته استقرت..
    بس مازال في الغيبوبة..
    وتقرر نقله للدوحة على طيارة طبية معه سعود وابو علي..

    أبوعلي أتصل في أهله وبلغهم
    سارة اصلا بدأ القلق يقتلها.. وقلبها كان ناغزها على سالم اللي لها أكثر من عشر أيام ماسمعت صوته..

    من لما عرفت سارة بالخبر صابتها حالة انهيار من كثر البكا
    سالم كان بمثابة توأم لروحها..

    منيرة كانت مذهولة.. مصدومة.. أشبه بحطام يائس..
    شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي ..
    يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها..

    صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها
    (والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني..
    حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد..
    ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها)


    منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها..
    حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس..

    سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه..
    وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي..

    واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي..

    في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب..


    ****************


    الطيارة الطبية وصلت
    كان في الاستقبال
    محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه
    خالد بشوي لزقات على وجهه
    جبر بأسنانه الجديدة..
    علي بقلقه العاصف..
    عدد من جماعة سالم وقرايبه..

    سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر

    نقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة

    الوقت كان بالليل متأخر..

    أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته..
    لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله..

    أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت..
    جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم..

    سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته




    سعود كان بيموت من شوقه لدانة
    إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها..
    بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم..
    كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد..
    ابتسامتها
    شعرها
    كلامها
    ريحتها
    عيونها
    روحها العذبة.. وحتى صمتها

    على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع..

    وعلى قد ما كان يقول (أحبك) في كل المكالمات عشرات المرات..
    ماسمعها منها ولا مرة.. ولا حتى سمع كلمة (حبيبي) منها..

    هو كان متأكد أن دانة تحبه
    مستحيل تكون تمثل كل هذي اللهفة والحنان والتدفق والعاطفة المشتركة..

    بس ليش ماتقولها له.. وتريح قلبه المتعب؟؟ بيموت ويسمعها من بين شفايفها..
    ومستحيل يستجديها منها.. أو حتى يلمح لها..
    يبيها تجي منها ومن كامل احساسها ورغبتها..


    سعود ماقال لدانة عن رجعته ..
    حب يسويها لها مفاجاة..
    ويمكن هي تسوي له مفاجأة وتقول الكلمة اللي ذبحها الشوق لسماعها..واللهفة للاستمتاع برنينها بصوتها..

    وصل للبيت قبل الفجر بساعتين..
    دخل لغرفته يتسحب..
    دانة ما تقفل باب الغرفة بالمفتاح من يوم راح سعود
    تخاف إن أم سعود أو حد من البنات يحتاجون شيء..

    سعود دخل وقفل الباب بشويش
    مع أنه متاكد أنه حتى لو صفق الباب يمكن دانة ما تحس من قد ما نومها ثقيل


    كانت نايمة على السرير ووجهها ناحيته..
    الأباجورة مولعة وطايح جنبها كتاب كانت تقرأ فيه..
    (فديت روحها ..شكلها نامت وهي تقراه بدون ما تطفي النور اللي جنبها)

    قرب سعود منها.. وهو يحس قلبه بيطلع من مكانه.. كأنه يشوفها للمرة الاولى..
    لهفة هادرة..
    وشوق قاتل..
    وانفعال عنيف..

    بيجامتها الحمراء الحرير تعانق جسدها..
    وشعرها تتطاير خصلاته حول وجهها..
    في صورة سحرت سعود المسحور بها في كل حالاتها..


    سعود قرب منها ، شال الكتاب وجلس مكانه جنب دانة..
    مد يده يمسح وجهها بحنان، بلهفة، بشوق

    (ميت من شوقي لش يادانة؟؟ ياترى اشتقتي لي ربع شوقي لش؟)

    دانة اللي أصلا نومها ثقيل..
    مع دخلة سعود بدت تحلم احلام عذبة كان سعود فيها كلها..
    ومع ملامسة يده الرقيقة لوجهها.. شهقت بعنف..

    سعود تخرع من شهقتها.. حسب أنه خوفها..
    بينما دانة شهقت لسبب اخر.. شديد العذوبة..

    دانة اللي فتحت عيونها ولقت سعود جالس جنبها.. نطت قاعدة وعيونها تتحول لبحيرتين صامتتين من الدمع..

    سعود بحنان وهو يمسح أسفل عيونها قبل تنزل دموعها: أنا ماقلت لش قبل.. الدموع الغالية ذي ما أبي أشوفها..

    دانة ما أستحملت
    رمت نفسها في حضن سعود اللي حضنها بعنف ولده شوقه القاتل لها

    دانة بين شهقاتها: حرام عليك يالظالم، أسبوعين.. اسبوعين ماشفتك.. زين ماجيت لقيتي ميتة من شوقي لك

    سعود برعب وهو يحضنها أكثر وأكثر
    كأنه يبي يدخلها في صدره ويخبيها فيه: بسم الله عليش من الموت يومي قبل يومش ياروحي وحبيبتي انتي..

    دانة اللي استكانت في حضن سعود: أنا اللي يومي قبل يومك يا... (سعود هنا حس أعصابه توترت وأذنه أصبحت مثل رادار لاقط.. "أخيرا بتقول لي: حبيبي")
    لكنها كملت وقالت: ياسعود..

    سعود حس بما يشبه الحزن العميق يغزو قلبه ..
    (دام أنها لذا الدرجة كانت كانت مشتاقة لي.. ليه مهوب هاين تريحني)

    لكنه رجع ينتهد (أنا والله أحبها وأدري أنها تحبني، خل الكلمة تجي براحتها.. المهم أنها جنبي وهذا يكفيني عن الدنيا)

    سعود وخرها من صدره بالراحة، وقال لها بحب كبير: ميت أبي أخذ لي شاور مثل العالم والناس..

    دانة نطت: زين باروح أجيب لك عشاء على ما تخلص حمامك..

    سعود بابتسامة ونظرة خاصة جدا: لا تتحركين من هنا ولاخطوة.. ما أبي عشاء.. أنا خمس دقايق أتسبح وجاي لك.. اتنيني..
    تدرين كنت ميت من التعب.. بس شوفتك حسستني كأني نايم لي 10ساعات
    جاي.. اتنيني


    ****************


    ديمة في المدرسة..

    كان مفترض أنها تنفذ عملية مهمة أمس.. عملية تخريب لموقع..

    عملية سهلة مثل هذي.. ما تأخذ منها نصف ساعة..
    لكن أمس النت انقطع في البيت.. وامها مارضت تخلي خالها ثاني يدفع فاتورته..

    ديمه تقدر تدفع الفاتورة من حسابها القطري لحساب كيوتل مباشرة..
    لكنها ما كانت تبي تصعد الموقف بينها وبين أمها.. اللي صار لها كم يوم متشددة عليها..

    المشكلة أن نصف المبلغ دخل لحساب ديمة في الكاريبي.. وهي ماتقدر تخل بوعدها لهم..

    قررت أنها تدخل على النت من مختبرات المدرسة.. بعد انتهاء الدوام..وتخلص العملية بسرعة

    اتصلت بعزوز اللي كان توه خلص حصص وبيطلع للبيت..

    ديمة بتوتر واستعجال: عزوز بليز تعال لي في فصلي..

    عبدالعزيز بهدوء: ألف مرة قايل لج عبدالعزيز..
    وبعدين أنتي موب مفروض تطلعين أنا شايف سواقكم والخدامة معه واقفين برا..

    ديمة بثقة متوترة: عبدالعزيز تعال الحين عند صفي وعقب نتفاهم..

    ديمة كانت تقف بنظاراتها البشعة و بحجابها المربوط على خصرها.. واكمام بلوزتها المثنية، وجيب بلوزتها المفتوح على طريقة الشباب..

    تذكرت تنبيهات عبالعزيز لها، ارتعبت..
    لكن الوقت كان فات خلاص.. لأن عبدالعزيز كان واقف قدامها يغلي من الغضب..

    عبدالعزيز بغضب هادر: أنتي ما تفهمين؟؟
    كم مرة قايل لج حجابج على رأسج لا على خصرج ولا على كتفج
    والشيء الأهم سكري ازرار بلوزتج ونزلي أكمامج..
    ألف مرة قايل لج أنتي بنت منتي بولد.. واللي تسوينه عيب..

    والله لو أدري أنج كسرتي كلامي مرة ثانية.. أن تشوفين شيء مايرضيج..

    ديمة بتحدي خايف وهي تفك حجابها من خصرها وتحطه على رأسها وتغطي به صدرها: موب شغلك عزوز أنت منت بأبوي..

    عبدالعزيز بغضب: ديمة أنتي بتتعدلين أو أعدلج غصب..

    ديمة ماكانت تبي تزعله لأنها محتاجته الحين، قالت له بلهجة مستكينة رغم أن اللي في راسها في راسها: زين عبدالعزيز تكفى أنا أبي لاب الكمبيوتر شوي..
    ممكن تنطرني لين أخلص..
    عشان لو قالوا لي المشرفين شيء أقول أنك معي..

    عبدالعزيز وهو بعده مفول عليها: زين روحي
    أنا بأنطرج في ملعب السلة اللي جنب اللاب لين تخلصين...
    وكمل بغضب: ونزلي أكمامج..

    ديمة قالت له بلهجة خنوع مصطنعة: زين ان شاء الله..

    راحت لمختبر الحاسوب اللي كان خالي تماما.. خلعت حجابها وحطته على الكرسي، وخلعت نظاراتها وحطتها جنبها، والحال على ماهو عليه بالنسبة لجيب بلوزتها المفتوح وأكمامها المرفوعة..

    وبدت تشتغل بحماس وسماعتها البلوتوث في أذنها..

    كانت مستغرفة في عملها بشدة.. لدرجة أنها ما أنتبهت للعيون الجائعة اللي كانت تراقبها بوحشية مرعبة..


    ********************


    ماجد وصل للمرحلة الأخيرة من التفكير
    اتصل بأم جاسم..

    ماجد باحترام: مساج الله بالخير..

    أم جاسم بود: هلا والله بولدي.. أشلونك يمه؟؟

    ماجد: طيب طاب حالج.. يأم جاسم طال عمرج.. أنا أبي أكلم دلال بعد أذنج..

    أم جاسم كحت: وشو؟؟

    ماجد بهدوء: وش فيج تخرعتي سلم غاليج؟؟ دلال مو بنت صغيرة عشان تخافين إنها تكلمني..
    وأنا بيني وبينها موضوع معلق.. أعتقد أنه ماحد يقدر يحله غيري أنا وياها..

    أم جاسم بحرج: طلبك غريب، غير إن دلال مستحيل توافق تكلمك..

    دلال اللي كانت قاعدة تشوف برنامج في التلفزيون، توترت لما سمعت أنه فيه حد يبي يكلمها..

    ماجد بنفس الثقة الطاغية: إذا تبي تكلمني في التلفون؟؟
    أو جبت جاسم وجيت أكلمها شخصيا؟؟
    خليها تستعد وتتغطى لاني الليلة مكلمها مكلمها.. في التلفون أو شخصيا.. خليها تختار..

    أم جاسم وخرت وجهها عن الموبايل، وسدته بيدها، رغم أن صوتها كان واصل لماجد: يمه دلال.. هذا ماجد يبي يكلمج..

    دلال انصدمت: يبي يكلمني أنا؟؟ صاحي هذا وإلا مجنون؟؟ قولي له ما أبي اكلمه.. هو شمفكر نفسه؟؟

    أم جاسم بتوتر: يقول تبين تكلمينه في التلفون أو بيجيب جاسم عشان يكلمج شخصيا


    ********************


    جواهر واقفة قدام الدولاب
    ترتب ملابس عبدالله المغسولة والمكوية في الأرفف..
    واقفة حافية وهي لابسة بنطلون برمودا أسود مع تيشرت أزرق بدون أكمام..

    ما أنتبهت لدخول عبدالله اللي وقف وراها ، قرب منها بشويش، وحضنها من الخلف وهو يوخر خصلاتها المتناثرة ويطبع قبلة دافئة على جانب عنقها..

    جواهر ارتعشت بعنف
    كل لمسة منه تشعر كما لو كانت هي لمستها الأولى
    ذات الانفعال الموجع
    ذات القرب اللاسع
    ذات الوجيب المتلاحق في قلبها الذي يمزق أوردتها وشرايينها من تدفق الدم الساخن المنفعل فيها..

    قالت بحب متدفق وهي تضع كفها على خده بينما خده الاخر ملاصق لعنقها: هلا حبيبي.. من زمان جاي؟؟

    عبدالله وهو يستنشق نفس عميق من شعرها قبل يرفع رأسه: توني واصل..

    جواهر برقة: أنا مو قايلة لك تنبهني قبل تجي.. عشان ألبس كعب.. كذا حسستني أني قزمة..

    عبدالله بحب وعيارة: قزمة قبل 18 سنة وانتي رأسج عند خصري.. بس الحين يسلم لي طولج بس.. هالطول اللي ذابحني

    جواهر بابتسامة عذبة: وانت عقب طولك خليت فيها طول..

    عبدالله بتساؤل: العيال وينهم؟؟

    جواهر: عبدالعزيز أكيد على وصول الحين، ونوف عندها حصة بنت خالي، ومسوين معسكر بناتي ممنوع الاقتراب..

    عبدالله بخبث: والله تمام.. فكة من عيالج.. لاصقين فيج 24 ساعة.. خنقوني..
    الواحد مايقدر يقعد مع مرته شوي، إلا الثنين واقفين فوق رأسج حراسة..

    وعبدالله يشد جواهر من يدها بحب وشوق
    رن موبايله
    كان رقم عبدالعزيز العراقي اللي كان يدق منه على عبدالله

    عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر

    التلفون طاح من يد عبدالله
    ورجع يلقطه برعب .. وهو يقول بصدمة مرعبة :


    شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟




    تعليق

    • *عبير الزهور*
      V - I - P
      • Jun 2008
      • 3267

      يسلو غلاتي عالنشاط
      متابعين

      تعليق

      • روح soso
        عضو ذهبي
        • Jul 2009
        • 830



        الله يسلمك يا عسوووووله ,...
        تسعدني متابعتك لي دائما ,..
        الله يعطيك العافيه ,,.

        تعليق

        • روح soso
          عضو ذهبي
          • Jul 2009
          • 830


          / الجزء الحادي والستون..





          الليلة السابقة
          في منطقة قريبة من بغداد..

          كانت المهمة الأخيرة لعبدالعزيز تنتهي على خير..
          بعد ما أنهى توزيع جميع التبرعات
          كان يقول لنصار مندوب بيت الزكاة في بغداد واللي كان يسوق السيارة بصوت متعب: الحمدلله يا نصار اللي خلصنا على خير..
          بكرة أبي أحجز للدوحة أرجع على أول طايرة..

          نصار بود: إيه الحمدلله..

          عبدالعزيز: الطريق بعده مطول؟؟

          نصار بشوي تردد: أني دا أحجي لك الله يهديك
          أنا كايل لك أنه احنا تاخرنا هوايا في هالروحة..
          هسه الدنيا ليل.. لو خليناها باجر جان زين..
          الله يستر بس من السلابة وإلا غيرهم اللي لابدين بهالسكك..

          عبدالعزيز بلهجة مطمئنة: صار لنا اسبوعين ماحد تعرضنا..بالعكس الوضع كان أمان جدا

          وبعدين كمل عبدالعزيز بعيارة: وبعدين أنا رجال وراي عرس عقب 3 أسابيع
          حد يسوي لي شيء أسيل دموع عليكم أكثر من دجلة والفرات وشط العرب سوا..
          أغرقكم وأخليكم تندمون على اليوم اللي جيتوا جنبي فيه..

          نصار بود كبير: أنته مافيه مثلك اغاتي..والله هالعروس ماتلاكي مثلك بكل هالدنيا يامعود.. شقد امها داعيت لها والله

          وعبدالعزيز ونصار مستمرين في حوارهم الودي، برز شيء أمامهم بسرعة..

          نصار برعب: باوع عزيز باوع..


          ************************


          اليوم في مدرسة ديمة..
          ديمة اللي منهمكة في مهمتها الخطيرة اللي محتاجة دقة وتركيز.. وتقريبا كانت انتهت..

          ما أنتبهت للعيون اللي كانت تلتهم ملامحها : عنقها وصدرها بلونهم البرونزي المختلف، عيونها بلمعتها المثيرة.. شفايفها الناعمة..

          الوقت صار متأخر، والمدرسة شبه فاضية..
          ولاب الحاسوب مبطن بالكامل بعوازل صوت.. يعني حتى لو صرخت واستنجدت واستغاثت ماحد راح يسمعها..

          وهو يراقبها بحذر صدر عنه صوت خافت جدا..
          لكن الصوت كان كافي جدا عشان ديمة بذكائها تنتبه وتسوي روحها ما انتبهت..
          دقت موبايلها على أخر رقم.. رقم عزوز..

          حطت يدها على فمها وكلمت عزوز من سماعة البلوتوث، بصوت واطي مرعوب حاولت تتماسك فيه:
          عزوز الحقني الحقني.. الولد الصايع اللي في grade12 هنا في اللاب وقاعد يطالعني بنظرات تخوف..

          عبدالعزيز حس كأن قلبه انخلع من مكانه من الخوف على ديمة
          قال لها وهو يركض بكل سرعته: الحين اطلعي من اللاب بسرعة وانا جاي لج..


          *******************


          دلال خذت التلفون بتردد من أم جاسم، وقالت بصوت خافت: نعم أستاذ ماجد؟؟

          ماجد بثقة (بايعها): فيه مرة تقول لزوجها أستاذ، قولي لي ماجد، أو أبو فيصل على اسم ولدنا اللي بيجي قريب..

          دلال كحت بحرج ووجهها صار أحمر قاني وشعر رأسها وقف من الخجل: عفوا أستاذ ماجد أنت شارب شيء؟؟

          ماجد بثقة بعد ماخذ الأخبار كلها من جاسم: إذا كان المرحوم اللي يرحمه يشرب
          فأنا ولله العظيم ماعرفتها وحتى الزجاير ماعمرها طبت ثمي

          وإذا كان الله يرحمه ماكان يعرف طريق المسجد
          فأنا الفرض مايفوتني في المسجد مع الجماعة..

          وإذا كان الله يرحمه نفسه سمحت له أنه يمد يده عليج كل يوم والثاني
          فانا تنقص يدي لو رفعتها عليج يوم..


          دلال اللي هزها كلام ماجد بعنف، ماعرفت شتقول
          رجعت التلفون لأم جاسم وعيونها شاردة، وانسحبت لغرفتها..


          ******************



          سارة راجعة من زيارة سالم..

          منيرة اللي ماوقفت دموعها من يوم عرفت بالخبر.. بتموت تبي تسأل سارة عن سالم.. بس مالها وجه..

          تحس إن اللي صار لسالم كله من سبتها.. إن الله أستجاب دعواتها على سالم..
          عشان كذا ربعه (أصحابه) كلهم طلعوا سليمين إلا هو..

          ظلت تدور في الغرفة مثل الشاة المذبوحة اللي تنازع انتفاضة قطرات دمها الأخيرة..

          في الوقت اللي سارة تناولت المصحف بهدوء بدون ما تكلم منيرة..

          منيرة الكلام ميت على لسانها..
          ما تبي تفتح موضوع مع سارة.. لأنها تخاف من لسان سارة الحاد الموجع..
          وتعرف إن سارة بتلاقيها فرصة عشان توجعها بالكلام مثل اليومين اللي فاتو..

          اليومين اللي فاتو كانوا عذاب مستمر لمنيرة اللي اضطرت تحمل كل كلام سارة الحاقد المؤلم الموجع بدون ماترد عليها بكلمة وحدة..

          نزلت منيرة تحت لقت أبوها يستعد لصلاة العصر، قربت منه بتردد: يبه بتروح لسالم؟؟

          أبوها بحزن: بأصلي وبأروح له..

          منيرة برجاء موجع: تكفى يبه بأروح معك..

          أبوها باستغراب: أنتي تبين تروحين له.. غريبة؟؟

          منيرة بثقة مترددة: مهوب رجالي؟؟.. لو أنا مارحت له الحين.. متى بأروح له؟؟

          أبوها المصدوم: أنتي واعية يا بنتي..؟؟

          منيرة بثقة خجولة: أنا توني وعيت يبه..


          *****************


          عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر

          التلفون طاح من يد عبدالله
          ورجع يلقطه برعب وهو يقول بصدمة مرعبة :


          شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟


          عبدالله سحب نفس عميق، وقال بصوته القوي اللي يستخدمه للسيطرة على خصومه: عطني واحد منهم أكلمه..

          ........................................

          عبدالله بنفس صوته القوي المدروس، وفي جملة واحدة قاطعة : كم تبون؟؟
          ..............................

          عبدالله بقوة حازمة: لا لا.. هذا الكلام مايمشي.. (لأنه يعرف إنه إذا وافق على عرضهم الأول مباشرة، بيعرفون إنه مستعد يدفع أكثر.. عشان كذا لازم يفاصلهم عشان يكون المبلغ نهائي)


          جواهر اللي كانت تسمع مفاصلة عبدالله الحادة مع الخاطفين واتفاقه معهم.. وفهمت أن عبدالعزيز مخطوف في العراق من خلال كلام عبدالله معهم.. ورود كلمات مثل نسلم المبلغ في بغداد.. وأشلون أضمن سلامتهم..

          أحست كأن صدرها شق بسكين صدئة
          وانتزع قلبها من مكانها بكل وحشية بيد باردة حديدية
          ليهرس هذا القلب بكل سادية الكون ودمويته
          ثم يداس أشلاء متناثرة على الأرض دون رحمة..

          انهارت على الأرض مغمى عليها.. دون أن ينتبه عبدالله اللي كان كل مشاعره وأحاسيسه مع المكالمة اللي كانت تسير باتجاه هو متخوف منه..

          والاتفاق تقف في طريقه عثرات عن كيفية توصيل المبلغ للخاطفين حتى يقوموا بإطلاق سراح عبدالعزيز..

          اتفق عبدالله معهم على اتصال اخر..
          في الوقت اللي كان تفكير عبدالله يسير في عشرات القنوات الأخرى
          وفق تفكير منطقي عقلاني تمرس فيه لطول خبرته في الحياة والمفاوضات وحتى التعامل السياسي..
          لعمله فترة في مجال التمثيل السياسي حين عمل في سفارة قطر في واشنطن..

          كان تفكيره يطالبه بعشرات التحركات..

          تبليغ دولي هنا في قطر وهناك في العراق..
          بدء تحويل المبلغ المطلوب لحساب موجود في العراق، حتى يتم تسليمه فور الاتفاق..
          إيجاد قنوات امنة لتسليم المبلغ
          التأكد من ألتزام الخاطفين بتسليم عبدالعزيز وزميله فور تسلمهم المبلغ...
          إبلاغ جهة عمل عبدالعزيز..
          إبلاغ خاله فهد..

          و..

          و......

          و..............


          .................جواهر..


          *****************



          سعود طالع من الحمام متوضي لصلاة العصر اللي باقي عليها نصف ساعة..

          دانة كانت تتغدى مع البنات وأمهم تحت.. فلما رجعت ماكانت تدري إن سعود موجود..

          جلست على التسريحة، تعدل مكياجها.. في الوقت اللي سعود طلع من الحمام، ووقف على باب الحمام يتأملها.

          دانة برقة: لا يكون فيني شيء غلط مهوب عاجبك؟؟

          سعود وهو يقرب منها بابتسامة: إلا قولي شنهو اللي فيش مهوب صح، وشاللي فيش مهوب عاجبني..؟؟
          انتي كلش على بعض تتأكلين أكل..


          دانة بابتسامة: ماشاء الله حضرة الملازم مروق..

          سعود بحب وهو يقرب من دانة ويوقفها بحنان.. ويحضنها حضن عميق جدا: اللي يشوف دندونته الحلوة ومايروق.. بصراحة ماعنده سالفة..

          دانة وسعود يفلتها بالراحة: والله أنك تجنن وقلبك مافيه أطيب منه..
          أبي أعرف خواتك ليه مرعوبين منك كذا.. لادخلت البيت كأنه قائدهم العسكري دخل عليهم.

          سعود يضحك: خليهم.. البنات لازم يخافون عشان يتأدبون..
          بس أنا والله العظيم أحب خواتي مثل بناتي بالضبط..
          بس أنا بصراحة ما أعرف أفتح حوار معهم..
          أنا بس من أشوفش أنتي.. أحس أنه ودي أتكلم ولا أسكت..

          دانة بحب: فديت روحك والله.. ودامك ماشاء الله مروق وتشوفني تبي تتكلم ولا تسكت... تعال أقول لك شيء..

          قالتها وهي تشده من يده وتقعده على السرير وتجلس جنبه،

          سعود بمودة: ذا المقدمة والقعدة مالي بها.. شام ريحة خيانة..

          دانة باستجداء أنثوي لطيف: فديتك سعود.. إجازتي خلصت.. ولازم أرجع شغلي بكرة..

          سعود من سمع طاري شغلها أعتفس مزاجه فوق حدر..
          لكنه رد عليها بلهجة هاديه تحتها بعض غضب: دانة أنا وعدتش ما امنعش من شغلش..
          بس دانة حبيبتي أنا والله ماشبعت منش ولا من القعدة معش

          مالحقنا تراضينا إلا حادث العيال صاير، وتوني راجع من كم يوم..

          والحين أنا مداوم.. ودوامي زامات..
          يعني ممكن أغيب يومين واجي يومين، أحيانا 3 ب3
          يعني أيام ما أنا موجود بالبيت بتكونين في المستشفى، وانا ذابحني شوقي لش من الأيام اللي قبلها..
          خذي إجازة لو شهر واحد.. وخلينا نسافر أسبوع فيهم أي مكان مثل باقي الأوادم..

          دانة باستجداء: سعود أنا صار لي تقريبا شهر ماخذة إجازة..
          مالي وجه أطلب إجازة بعد.. وخصوصا أني توني طبيبة جديدة..
          مايصير.. والله مهيب حلوة في حقي..
          يقولون أني ماني بقد الشغل..

          رغم أن السبب اللي قاله سعود سبب حقيقي فعلا لكن فيه سبب ثاني أهم
          سعود يشعر بغيرة جنونية على دانة، وفكرة أنها ممكن تشتغل في أسنان رجال أو شاب.. كانت ذابحته وقاتلته..

          سعود بثقته المعتادة : أنا موافق ترجعين شغلش.. بس بشرط..

          دانة بحذر: اللي هو؟؟

          سعود بجدية: تتركين مستشفى الرميلة.. وتطلبين نقل للصحة المدرسية.. عشان أضمن أنه أنتي ماتعالجين إلا أسنان البزارين وبس..

          دانة ماكانت مرتاحة لطلب سعود وخصوصا أن الصحة المدرسية أبعد بكثير والمشوار مهلك..
          وجو العمل فيها غير تنافسي بالمرة بالنسبة لطبيبة شاطرة مثلها..

          لكنها ماحبت تزعله عشان ذا الموضوع، قالت له باستسلام: اللي تبيه..

          سعود كان وده إنها عندت شوي ورفضت
          عشان يحلف عليها تترك الشغل بالمرة..
          لكن بما أنها وافقت بذا السرعة على قراره.. ماراح تكون أحسن منه..

          (خلها تروح الصحة المدرسية الحين.. وشغلها ذا دواه عندي)


          *************


          عبدالله اللي ألتفت يدور على جواهر.. شافها طايحة على الارض مغمى عليها.. حس بخوف مرعب عليها..

          شالها بخفة من الأرض.. وحطها على السرير..
          رش شوي عطر في يده وحطه على أنفها..

          جواهر اللي شمت ريحة العطر عطست..
          وعقب جلست..
          كانت نظرتها ميتة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
          عبدالله كان يطبطب على خدها بحنان.. يحاول تخليها تنتبه له.. : جواهر.. جواهر ياقلبي.. ردي علي .. ردي علي حبيبتي..






          تعليق

          • روح soso
            عضو ذهبي
            • Jul 2009
            • 830


            الجزء الثاني والستون




            عبدالله لما شاف حالة جواهر الساكنة كسكون الموت.. حس قلبه يتفتت مثل حفنة رمل هبت عليها ريح عاتية ففرقتها ذرة ذرة..

            بصوت عميق شديد العمق: جواهر حبيبتي تكفين.. لا تسوين فيني كذا..
            والله العظيم اللي ماعمري حلفت به باطل.. و اللي زرع جذور حبج في أعمق أعماق روحي..
            أنه مايفوت أسبوع.. إلا ويكون أخوج عبدالعزيز عندج..
            وما أكون رجال ولد رجال وتحرم علي مجالس الرجال لو فات الأسبوع وهو مابعد جاج..

            جواهر ارتعشت بعنف حاد..
            وبدأت دموعها تنسكب بغزارة
            وهي ترمي نفسها في حضن عبدالله اللي حضنها بعنف يائس: أنت حلفت لي ياعبدالله.. حلفت لي..

            عبدالله وهو يشد على جواهر في حضنه: وأنا حلفت.. تطمني..

            جواهر تشهق في حضن عبدالله: أبي عبدالعزيز يا عبدالله.. أبي عبدالعزيز.. عبدالعزيز أمي وأبوي واخوي وولدي.. أنا والله ما أقدر أعيش من حسه في الدنيا..تكفى جيب لي عبدالعزيز..

            عبدالله وهو يحضنها بعنف أكبر ويقول لها برجولة مفعمة بالحب/رجولته الخاصة به: وحق دموعج الغالية مايكمل أسبوع إلا هو عندج..
            حتى لو أروح العراق أجيبه بنفسي


            ******************



            ديمة اللي بلغ توترها اقصى حد..
            حاولت إنها تقوم بثقة.. لبست نظاراتها..
            جمعت كتبها.. عشان تطلع..

            لولا أن الولد إياه.. كان في نفس اللحظة واقف جنبها
            ويهمس بصوت أشبه بالفحيح: الحلوة وين بتروح؟؟

            ديمة اللي بتموت من الخوف ردت عليه بتحدي صبياني: أي حلوته الله يهداك.. وخر بس يالأخو.. وسع الدرب..

            الولد شال النظارة من فوق عيونه ورماها على الارض وداسها وكسرها: أنا شفتج تشتغلين من غيرها..
            يعني مالها داعي.. والعيون اللي تلسع ذي حرام ينحط عليها نظارة..

            ديمه دفته بخوف تبي تطلع
            بس هو مسك ذراعها بقوة وهو يشدها يرجعها..
            ويحط يده على صدرها ويمسك جيب بلوزتها ويشده بعنف لأسفل .. تقطعت الأزرار وانفتحت البلوزة بالكامل

            الولد صار يضحك بهستيرية، كان متوقع منظر وشاف منظر ثاني..

            ديمة كانت لابسة فانلة رجالية.. ماكانت تحب تلبس صدريات عشان مايبين حجم صدرها..

            الولد بنفس الصوت اللي مثل فحيح الحية: أحسن بعد.. دليل أنج وحدة سبيشل..
            قالها وهو يدفها بقسوة على الأرض
            في الوقت اللي كانت ديمة تشوته برجولها بكل عنف.. وصراخها بدأ يتعالى بعنف وهي تصيح: عزوز.. عزووووز.. عزووووووووووووز..

            الولد بدأ يضربها بقوة على وجهها عشان يفقدها وعيها..
            مع الكف الأول اللي هو عطاها، حس بيد عنيفة تسحبه من فوق ديمة وترميه على الأرض..

            وعبدالعزيز اللي ماكان يشوف الغضب كان يشوته بكل قوته بالجزمة في وجهه وفي بطنه وفي صدره..
            لما بدأ الولد اللي ماكان متوقع الهجوم ينهار..
            برك عبدالعزيز على صدره يخنقه..

            ديمة اللي كانت تحاول إنها ما تبكي وهي تلم أطراف بلوزتها عليها... توها انتبهت لعبدالعزيز
            وأنه خلاص كان بيقتل الولد
            شدت عبدالعزيز وهي تبكي لأول مرة منذ سنوات
            تبكي عشان عبدالعزيز مو عشان نفسها: عزوز تكفى لا تذبحه.. عزوز لا تودي روحك في داهية عشانه ولا عشاني.. تكفى هده.. خلاص جاه ماكافاه..

            عبدالعزيز اللي كان يصيح صيحات مرعبة: لا.. ماجاه ماكفاه.. لازم أذبحه ابن الكلب ذا..

            ديمة كانت تخلص يدين عبدالعزيز من رقبة الولد اللي صار وجهه أحمر وقرب على اللون الأزرق
            لحد ماقدرت تخلص يدين عبدالعزيز..
            الولد نط واقف وهو يكح ووجهه كله دم
            وطلع يركض وهو يقول بحقد: والله لأخليك تندم ألف مرة على اللي سويته فيني..


            عبدالعزيز وقف وأنفاسه تعلو وتهبط.. ووجهه منتفخ من الغضب والعصبية والثورة

            وديمة كانت واقفة بتموت من الحرج وهي تلم بلوزتها على صدرها..
            مو قادرة تحط عينها في عين عبدالعزيز.. ودموع صامتة تنساب على خدها..

            عبدالعزيز ألتفت ناحيتها بعنف وعيونه تلمع بنارية قتالية، وعطاها بكل قوته كف طيحها على الأرض..

            ديمة اللي طاحت على الأرض وقفت بروحها بدون مساعدة من عبدالعزيز اللي واقف بحدة جامدة...
            ديمة ماقالت ولا كلمة.. ولا بكت.. ولا اعترضت.. ولا شرحت..

            عبدالعزيز خلع جاكيته، وعطاها إياه.. وقال لها بسكون قاتل: قومي قدامي، أنا بأوصلج البيت..


            ***************



            ديمة وعبدالعزيز جالسين على الكرسي الخلفي من سيارة سواق عائشة

            عبدالعزيز قعد جنبها عشان يقول لها كلام مايبي السواق أو الشغالة يسمعونه..

            عبدالعزيز بهدوء تحته ثورة عاتية من الغضب وهو يهمس لديمة: اسمعي اللي أقوله حرف حرف وكلمة كلمة.. وكله يتنفذ وغضبا عنج..

            أولا: اللي صار اليوم يا ويلج ويا سواد ليلج لو حد عرف فيه..
            وليه ماحد يعرف فيه؟؟
            عشان سمعتج اللي موب هامتج!!

            (محاولة اغتصاب طالبة في المرحلة الثانوية من قبل زميلها بعد قيامها بمحاولة إغرائه)

            مانشيت حلو ينحط في الجرايد!! صح؟


            ديمة شهقت بعنف: حرام عليك عبدالعزيز.. أنا راعية ذا السوالف؟؟

            عبدالعزيز بغضب وبصوت مكتوم: شب ولا كلمة
            مابعد خلصت حكيي
            الولد مافكر يسوي اللي سواه إلا لأنج أغريتيه
            ولا تقولين لي لا.. وما أدري شنو..والكلام الفاضي اللي مايدخل المخ

            فاتحة جيبج وفاكة شعرج للرايح والجاي.. دعوة مفتوحة يعني!! وهو اللي سواه أنه لبى دعوتج الكريمة جدا!!!



            ديمة خلاص ما استحملت بدت تبكي: حرام عليك عبدالعزيز.. والله حرام عليك..


            عبدالعزيز مسك ذراع ديمة وغرز أظافره فيها: أنا قلت شب ولا كلمة..
            عقب اليوم تلبسين مثل ماباقي بنات خلق الله يلبسون
            تلبسين عباية مسكرة وحجاب مايطيح من رأسج
            وياويلج لو شفت خصلة شعر واحدة باينة من تحت حجابك..

            ديمة بصوت مذبوح: حاضر.. أوامر ثانية..

            عبدالعزيز وهو يحاول يسيطر على أعصابه: أهم أمر
            المدرسة ذي ماعاد ترجعين لها مرة ثانية
            أنا بكرة باسحب أوراقج وأعطيها خالج ثاني يسجلج في مدرسة بنات.. حالج حال البنات..

            ديمة شهقت: عزوز حرام عليك.. احنا في نص الكورس، مافيه مدرسة بتقبلني..
            حرام عليك تضيع السنة علي..
            أنا مرشحة أخوض امتحان بين أبرز 20 طالب على مستوى العالم..


            عبدالعزيز بغضب: أنا قلت لذا المدرسة مافيه رجعة، والله لو شفتج فيها لأكسر رجولج الثنتين..
            وخلي السنة تضيع عليج.. أحسن..
            خالتي عائشة من زمان تبي تنقلج وانتي اللي موب راضية..

            ديمة بدت تبكي بهستيرية ،كل شيء عندها ولا دراستها

            عبدالعزيز بعنف: خلاص لا تبكين، أبوي عضو في مجلس إدارة المدرسة اللي كانت نوف فيها
            أعتقد أنه يقدر يجبرهم تدخلين عندهم.. حتى لو كان الأمر مخالف للوائح والقوانين.. بكرة بأسحب أوراقج واعطيها أبوي
            ومن بعد بكرة تداومين في مدرسة نوف اللي كانت فيها.. مفهوم؟؟

            ديمة بنفس النبرة المذبوحة: حاضر عمي عبدالعزيز أي اوامر ثانية..

            عبدالعزيز ببرود: لا ..
            وهذا احنا وصلنا بيتكم، انزلي، ولا تخلين أمج تشوفج على ذا الحالة


            *********************



            في مستشفى حمد/ الطابق السادس


            أبو علي يعبر ممرات الطابق بخطواته الثقيلة.. تتبعه منيرة بخطواتها المترددة الخجلة..

            أبو علي بحزم: أنتظري هنا لين أشوف من عنده، دايم عنده زور (زوار) رياجيل..

            أبو علي وصل أمام غرفة سالم، كان محمد وعلي مرابطين أمام الغرفة من اليوم الأول إلى اليوم..

            أبو علي قرب من محمد وهمس في أذنه، محمد قام يسحب روحه المثقلة وجسده الثقيل وهو يتوكأ على عكازه
            كان شكله كأنه كبر عشر سنين.. شكله مبهدل.. ولحيته نمت بشكل أشعث..
            وروحه الشفافة التي ماعرفت غير التغريد والتحليق حملت بقسوة الذنب الذي طحن هذه الروح
            وشدها بأغلال تثبتها إلى الأرض لتحرمها خيار التحليق والابتسامة..

            اجتمع في ذات الطابق أكثر مخلوقين مثقلين بالذنب.. الذنب كان واحد (حالة سالم المتردية)
            والأسباب كانت مختلفة
            محمد لأنه هو اللي كان يسوق السيارة
            ومنيرة لأنها دعت عليه..

            محمد صديقه، ومنيرة زوجته وبنت عمه


            منيرة لما شافت الرجال اللي كان واقف اختفى.. راحت لأبوها وأخوها، سالت بتردد: أقدر أدخل عليه؟؟

            قال لها علي بحزن: وش الفايدة؟؟ شوفيه من ورا الزجاج.. على كل الأحوال مهوب حاس فيس.. الله يشفيه أو يحسن خاتمته بس..

            منيرة حست كلمة علي كأنها سيف شطر قلبها لشطرين.. (يحسن خاتمته... لذا الدرجة؟؟!!)

            منيرة برعب وحشي: لذا الدرجة حالته صعبة؟؟

            علي بتوتر حزين: الدكاترة يقولون الكسور فيه كلها مقدور عليها مافيه شيء منها لمس مناطق حساسة..
            لكن إصابات الرأس لحد الحين ماعرفوا تأثيراتها.. وضغطه كل يوم في النازل..
            ولو مافاق من الغيبوبة مع استمرار الضغط ينزل كذا..
            احتمال كبير يتوقف قلبه وهو في الغيبوبة..

            منيرة صعقت
            وإحساسها بالذنب يخنق روحها أكثر وأكثر
            حاسة إنها خلاص على وشك الانهيار.. : علي تكفى أبي أدخل عنده شوي..

            منيرة فتحت الباب بتردد.. بروح مذبوحة.. بيأس قاتل.. خذت نفس عميق واقتربت منه بهدوء ساكن..

            كان رأسه مغطى بالضمادات، بالكاد مبين وجهه الناحل..
            جسده العلوي العاري موصل بعشرات الأسلاك..
            منيرة حست أنها لو بكت بكاء يملأ أنهار الدنيا كلها بدموعها.. ماراح يعبر عن حزنها وإحساسها بالذنب..

            تمعنت في ملامحه بنظرة تبحث عن معنى للحياة يطل من قسماته.. عله يحمل لها بشائر فرح ما

            ( ماتغير شكله كثير.. عن لما طلع من بيتنا وعمره 15 سنة وانا عمري 9 ..)

            قربت بشويش منه..
            جلست على الكرسي اللي جنب يده اليمين
            وعطت ظهرها للزجاج اللي يطل على غرفته

            حطت كفها على ذراعه بحنان.. لسعتها برودة يده..
            لكنها تركت يدها الدافئة على ذراعه وهي تمررها بنعومة عليها في محاولة لبعث بعض الدفء فيها..

            ما استحملت فيض المشاعر اللي اغتال مشاعرها..
            شهقت بعنف وبكت لدقائق..
            قبل تتمالك نفسها وتقول بصوت واطي وهي تميل أكثر ناحية سالم:
            يا ويلك ياوسويلم لو فكرت تموت وتخليني..
            والله ما اسامحك.. بأطاردك حتى في الاخرة..

            ماراح أسمح لك ترملني وعرسنا بعد أسبوعين..
            لذا الدرجة تبي تهرب مني.. تبي تموت عشان ما تتزوجني..

            مهوب على كيفك.. عرسنا عقب أسبوعين..
            حتى لو خذتك أنت وسريرك هذا للصالة.. المهم تتزوجني..

            منيرة كانت متأكدة إنه مايسمعها ..
            لكنها كانت تحاول بيأس.. وهي تحاول تغلف كلماتها الميتة بمرح ميت..

            منيرة ويدها تمسح يد سالم بيأس حنون وتقول بحزن حاد:

            سالم تكفى لا تموت.. سالم أنت لو صار لك شيء.. انا بأموت.


            (بسم الله عليس من الموت)


            منيرة انتفضت بعنف وهي تسمع الصوت الرجولي الخافت المبحوح..

            تراجعت منيرة بعنف أكبر.. لدرجة إن الكرسي البلاستيكي وقع بدوي خافت..

            كانت تطالع في سالم اللي كان يفتح عيونه بشويش
            ويقول بضعف حاني: منيرة.. صح أنتي منيرة..؟؟ حلمت بصوتس واجد.. بس الحقيقة أعذب من كل حلم..

            منيرة بخجل حاد.. بفرحة عارمة.. بخليط مدمر من المشاعر الصارخة: الحمدلله على سلامتك .. الحمدلله على سلامتك

            سالم بحنان وهو يلتفت بالراحة ويفتح عيونه على الأخر: الله يسلمس..
            تكفين ولعي النور خليني أشوفس.. لا تصيرين بخيلة..
            يعني سمعتيني صوتس.. ماتبين توريني زولس..

            منيرة انفجعت..
            انفجعت..
            تدمرت..
            انذبحت..
            انتهت..


            وهي تنظر حولها في الغرفة الغارقة في الأنوار الساطعة..





            تعليق

            • *عبير الزهور*
              V - I - P
              • Jun 2008
              • 3267

              الله يعطيك العافيه يالغلا
              منتظرينك

              تعليق

              • روح soso
                عضو ذهبي
                • Jul 2009
                • 830


                الله يعافيك يا حياتوووو ,,
                إن شاء الله راح اكملها ..,
                التعديل الأخير تم بواسطة روح soso; 27-09-2009, 07:08 AM.

                تعليق

                • روح soso
                  عضو ذهبي
                  • Jul 2009
                  • 830


                  / الجزء الثالث والستون



                  في ضواحي بغداد.. في مستودع مهجور..
                  في غرفة مغلقة بأحكام داخل المستودع

                  كان عبدالعزيز يؤم نصار لصلاة المغرب..
                  بعد الصلاة توجه عبدالعزيز لله سبحانه بخالص الدعاء أن يفك أسرهم ويفرج همهم..

                  أول ماخلص دعاء رجع يقعد جنب نصار على حصيرة موضوعة في جانب الغرفة...

                  نصار بتوتر: أنته واثق إن زوج أختك.. كادر يطلعنا من هنانا..؟؟

                  عبدالعزيز بثقة المؤمن: بأذن الله..

                  نصار بذات التوتر: بس يا عزيز أخاف يأخذو الفدية.. ويكتلونا.. على مود يخافون نفشي سرهم..

                  عبدالعزيز بثقة كبيرة:بالعكس.. أنا أشوف العملية مثل بيع وشراء.. يعني هم مايبون يورطون نفسهم في قضية قتل..
                  يبون عملية خفيفة ياخذون من وراها مبلغ محترم وعقب يختفون...

                  نصار بخفوت: أنا بعد أكول هيج.. بس الوسوسة اللي يبعدنا عن شرها.. وإن شاء الله أنه زوج أختك يكدر يطلعنا

                  عبدالعزيز بود كبير: نصار أنت ماتعرف عبدالله مثل ما أعرفه..
                  عبدالله مثل لي من طفولتي لحد الحين الرجل السوبرمان.. عبدالله مايحط شيء برأسه وما يسويه..

                  ابتسم عبدالعزيز رغم أن وقتهم الصعب أصعب وقت للابتسامات: حط برأسه يخطف عيال أختي خطفهم

                  حط برأسه يرجع أختي رجعها..

                  حط برأسه يربي عياله أحسن تربية مع أنه وحيد في غربة رباهم..

                  حط برأسه أعلى منصب بنكي في الشرق الأوسط: وصل له رغم صغر سنه بالنسبة للمنصب... وأشياء كثيرة أتذكرها من طفولي لحد اليوم..

                  لا تخاف نصار: قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.. وأنا إن شاء الله عندي أمل كبير بعبدالله، والله لا يخيب أملنا..


                  **********************


                  جواهر تدور متوترة في البيت..
                  عبدالله طمنها كثير..
                  وهي قررت ما تتوتر أو توتر عيالها اللي خبت عليهم الموضوع..
                  وتعطي عبدالله مهلة الأسبوع اللي وعد يرجع عبدالعزيز خلالها..

                  عبدالله مشغول باتصالاته.. عشان موضوع عبدالعزيز..

                  جواهر نزلت تحت تحاول تفرغ شوي من توترها بالمشي في البيت.. رن موبايلها.. كانت عائشة

                  بعد السلامات المعتادة، عائشة بقلق: ديمة من لما رجعت من المدرسة اليوم وهي تبكي..

                  أنا خايفة عليها وايد وايد.. ديمة أخر مرة بكت فيها وهي عمرها 7 سنين.. لي 8 سنين ماشفت دمعتها..

                  تكفين جواهر أسألي عزوز بطريقتج الخاصة..
                  السواق يقول أن عبدالعزيز رجع معاهم للبيت.. وصلها ...وعقب جاكم...
                  عدا أنهم تأخروا عن موعد الطلعة المعتادة أكثر من نص ساعة..



                  عائشة نقلت حالة القلق لجواهر
                  جواهر من البداية فيه شيء مو مرتاحة له بين عزوز وديمة..
                  قررت أنها تطلع لعزوز فورا وتطالبه بتوضيحات.. ولكن بطريقة المسايسة الأمومية..

                  جواهر دخلت غرفة عزوز بهدوء وقفلت الباب وراها بالراحة
                  قربت من عزوز اللي قاعد على مكتبه يدرس..

                  جواهر بحنان: يمة عزوز.. احنا ربع صح؟؟

                  عزوز بحب: أكيد يمه.. وأكثر من ربع والله..

                  جواهر باستدراج: والرفيق مايخبي على رفيقه

                  - أكيد يمه..
                  - يعني لو فيه شيء صاير معاك.. أكيد بتقول لي..
                  - بدون شك..
                  - مهما كان خطير؟؟؟
                  - مهما كان خطير

                  جواهر بهدوء وحنان: وش صاير بينك وبين ديمة اليوم؟؟

                  عبدالعزيز انصدم من السؤال
                  هو يعرف ديمة عدل.. مستحيل تقول
                  من وين عرفوا؟؟ بس ماحب يستبق الأحداث..: ليه يمه ديمة قايلة لكم أنه فيه شيء صاير..

                  جواهر بود: أمها تقول إنها صاكة على روحها تبكي.. وبما أنك اللي رجعتها اليوم للبيت.. أكيد عندك خبر..

                  عبدالعزيز تنفس بهدوء
                  وحمد ربه أنهم مو عرفوا السالفة
                  بس حب يجيب لهم سالفة كبيرة وفيها جانب صدق
                  عشان تضبط حكايته: يمه السالفة ومافيها
                  إني تخانقت أنا وديمة اليوم خناقة شديدة في المدرسة عشانها رابطة حجابها على خصرها..
                  فحلفت عليها أنها ماترجع للمدرسة..
                  وبكرة باسحب ملفها.. عشان تروح لمدرسة نوف القديمة..
                  وهي عشان كذا تبكي: خايفة السنة تضيع عليها..

                  جواهر باستغراب: من حقك تنهاها عن المنكر اللي هي سوته بخلعها لحجابها..
                  بس مو من حقك أنك أنت اللي تقرر مستقبلها..
                  ديمة أمها وخالها موجودين وهم اللي من حقهم القرار.. موب أنت ولا غيرك..

                  عبدالعزيز بهدوء: خلاص يمه الموضوع منتهي.. ديمة ماراح ترجع لذا المدرسة لو مهما صار..

                  جواهر ببعض غضب: بس عزوز..

                  عزوز قاطعها بوقوفه وتقبيله لرأسها بود: يمه فديتج ديمة خلاص موافقة.. وأسألوها لو بغيتو..

                  جواهر احتارت في طريقة ولدها في فرض قرارته بطريقة تجبر الاخرين على تقبلها..
                  وبعدين ابتسمت في قلبها
                  (هذا الشبل من ذاك الأسد)

                  بس بعدين حست بنوع توتر
                  عزوز ليش شايف أنه له حق على ديمة لدرجة إنه أنه يمشي عليها كلامه بهذي الطريقة الحادة..

                  تكون مجرد الأخوة اللي هو يقول عنها؟؟
                  أو شيء اخر؟؟

                  قررت جواهر تقصح عن أفكارها بصراحة: للمرة الثانية عزوز أسألك: فيه مشاعر خاصة بين وبين ديمة؟؟

                  عزوز كح بحرج : يمه أنا شايفج معطية الموضوع أكبر من حجمه؟؟

                  جواهر بجدية: لأنه فعلا لو فيه علاقة ود مختلف أو خلنا نقول بصراحة (حب) بينك وبينها.. بيكون شيء مرفوض وغير مرضي لأي أحد..

                  عبدالعزيز كح كحات متواصلة من صراحة أمه الصادمة،

                  بس بعدين عبدالعزيز تماسك ورد بهدوءه المعهود: يمه على فرض
                  وانا أقول على فرض
                  أني أحمل مشاعر لديمة، فتأكدي أني ماقلت لها ومستحيل أقول لها
                  أنا واحد بين المراهقة والشباب
                  وديمة بين الطفولة والمراهقة..
                  يعني أي شيء ممكن يربط بيننا بيكون دماره كاسح..

                  ولو فعلا ديمة لها مشاعر خاصة في قلبي.. تأكدي إنها بتظل في قلبي ومستحيل تطلع..

                  ولو على فرض أني أحبها اليوم.. احنا المراهقين متقلبين.. يمكن بعد سنتين أو 3 تلاقين مشاعري تغيرت..

                  فأنا أبيج يمه تتطمنين من ناحيتي..
                  ولدج رجال يمه..
                  ومو أنا اللي ألف على بنات الناس وأشاغلهم بكلام حب وغرام
                  وخصوصا أني أنا وديمة متربين سوا..
                  يعني هذي قلة مروءة لو سويتها.. وأنا ما أني بعديم مروءة..

                  جواهر حست الانفعال يهزها بعنف.. وهي تسمع كلام عزوز اللي أكبر من سنة
                  (صحيح ياعبدالله عرفت تربي)

                  جواهر حضنته بحنان كبير وهي تقول بعمق: الله يكملك بعقلك.. وسلمت يمين اللي رباك..
                  أنا أشهد أنه رجال ولد رجال.. الله يغفر لعمي محمد.. ويخلي لنا أبوك...

                  وعقب جواهر طلعت تبي تدق على عائشة تبلغها بكلام عزوز عن سبب زعل ديمة
                  وطبعا بدون كلام عزوز الأخير..


                  في الوقت اللي عزوز اتصل بديمة اللي ردت عليه من غير نفس.. مع أن أمها اتصلت فيها قبله 20 مرة بدون رد: نعم عمي عبدالعزيز؟؟

                  عزوز ببرود: عمج وغصبا عنج
                  واسمعيني عدل (حكى لها السالفة بسرعة)
                  وعقب قال بنفس البرود: عشان لما أمج تسألج.. تدرين وش تقولين..
                  وياويلج ياديمة لو طلعتيني كذاب قدامهم.. والله لأسود عيشتج..

                  ديمة اللي فارت من الحرة اللي فيها: أنت وش مفكر نفسك عزوز؟؟ يعني عشاني احترمت فرق السنتين اللي بيننا.. تسوي فيها ولي أمري..
                  تدري...
                  أقلب وجهك.. وأنا بأقول لأمي اللي على كيفي.. موب شغلك..

                  وسكرت الخط بغضب هادر في وجهه..

                  عزوز طالع الشاشة ببرود.. وهو متأكد إن ديمة.. ماراح تقول غير اللي هو قال لها بالحرف..


                  *********************



                  محمد اللي مابعد وصله خبر استفاقة سالم من الغيبوبة
                  كان موجود معهم في نفس الطابق في الاستراحة
                  ينتظر خروج المره الزائرة من عند سالم..

                  شاف علي جاي ناحيته يركض.. ووجهه يشرق ومختلف لدرجة النقيض عن وجهه لما تركه قبل دقايق..

                  محمد نط من الكرسي وهو يتسند على عكازه..

                  علي وصله شده من يده وهو يصرخ بفرح جنوني: أبشرك أبشرك.. سالم فاق.. سالم توعى.. وتكلم..

                  محمد حس كأن كل حمائم العالم اطلقت أسرابا محلقة في روحه..
                  لتحمل هذه الروح معها وتحلق بها نحو أفق أرحب.. أرحب
                  (يالله وش كثر انتظرت ذا الكلمة: سالم فاق..
                  وأخيرا يا سويلم.. !!!!
                  والله حرمت أسوق سيارة في طريق طويل وأنا معي حد.. حرمت..
                  الحمدلله اللي ردك لنا بالسلامة)

                  محمد لما وصل كان الدكاترة متجمهرين حول سالم
                  في الوقت اللي كانت المره اللي جات تزور سالم.. تبكي بعنف على كتف أبو علي برا قدام الغرفة..

                  محمد اقتحم الغرفة بعنف.. (المره ليش تبكي يوم سالم فاق..؟؟)
                  طالع في وجه سالم اللي كان قاعد باستواء.. (هذا هو قاعد ليش تبكي؟؟)

                  هو وعلي بعدهم مو مستوعبين...
                  لأن علي من سمع منيرة طلعت عليهم وقالت سالم فاق
                  ركض لمحمد بدون مايسمع باقي كلامها..

                  قربوا من سالم اللي الدكتور كان يسأله بود مهني مدروس وهو يرفع يده قدام وجه سالم: سالم.. شايف يدي..؟؟

                  سالم بهدوء ميت بصوت حاول يستجمع فيه كل قوته: لا يادكتور.. ما أشوف شيء.. والحمدلله على كل شيء.. الله يعوضني أخير منها في الاخرة..

                  عكاز محمد سقط على الأرض.. تبعه جسد محمد اللي انهار بالكامل..


                  ***************


                  منيرة من لما رجعت للبيت.. وهي تبكي بهستيرية
                  حتى سارة انخلع قلبها عليها..
                  تروح وتجي
                  وكل مرة توقف فوق رأس منيرة.. تبي تكلمها..
                  يمنعها زعلها عليها...

                  بس في الأخير ماقدرت.. مهما كان هذي منيرة الغالية

                  قربت منها بالراحة: مناري وش فيس؟؟

                  منيرة ماصدقت إن سارة تكلمها.. انهارت أكثر وهي ترمي نفسها في حضن أختها..
                  سارة حضنتها بقوة.. بحنان: مناري فديتس خلعتي قلبي.. وش فيس؟؟

                  منيرة وهي تشاهق: مايشوف ياسارة.. مايشوف..
                  كله سبتي.. أنا السبب... أنا ما أستحق أعيش على الدنيا.. ليت الله يأخذني ويريحكم كلكم من شري..
                  اه ياسارة اه.. يا قلبي اللي احترق
                  دعيت قلبس يحترق... وأثرني أدعي على قلبي أنا.. بأموت ياسارة.. باموت..

                  سارة لحد الحين مو مستوعبة حتى منيرة تتكلم عن من؟؟

                  سارة بحذر: من اللي مايشوف يامنيرة؟؟

                  منيرة وهي تشاهق بعنف : سالم ياسارة... سالم..

                  سارة بعدت منيرة من حضنها بعنف
                  الحركة اللي خلت منيرة تنهار أكثر: أنا أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل أكثر من كذا.. أستاهل كرهكم كلكم..
                  أنا حشرة.. حيوانة..
                  أنا مستحيل أكون إنسانه..
                  والحيوان مالازم يعيش على الدنيا.. الحيوان لازم يموت..

                  قالتها وهي تنط على المكتب.. وتمسك بالموس الطويل اللي ينقص فيه الورق..


                  سارة كانت بعدها مو مستوعبة منيرة وش تبي تسوي..
                  لكن لما شافت الموس في يدها وهي تهوي به بسرعة على عروق معصمها..

                  سارة نطت في قفزة وحدة جنب منيرة.. وعصرت يد منيرة وهي تحاول تخلص الموس من يدها..

                  في الوقت اللي منيرة كانت ماسكته بإصرار وحشي، وتصرخ صراخ أكثر وحشية: خليني أذبح روحي..
                  ما أبي أعيش في دنيا سالم مهوب قادر يشوفها بعيونه من سبتي..

                  أنا اللي حرمته نور عيونه بدعاويي.. خليني أذبح روحي.. تكفين.. أرحميني من العذاب اللي أنا فيه

                  أم علي اللي سمعت صراخهم طلعت مفزوعة وقلبها بيطلع من مكانه، شافتهم يتخانقون على الموس..
                  وسمعت صراخ منيرة وهي تقول: خليني أذبح نفسي..

                  وماكانت محتاجة أكثر من كذا عشان تفهم..
                  جات من ورا منيرة وكتفتها
                  في الوقت اللي سارة خطفت الموس من يدها..
                  ومنيرة مازالت مستمرة في صراخها الهستيري..
                  واستمرت أمها مكتفتها..
                  وهي تصرخ وتصرخ وترفس..

                  لحد ما أنهارت من التعب والحزن واليأس والألم..


                  تعليق

                  • روح soso
                    عضو ذهبي
                    • Jul 2009
                    • 830


                    / الجزء الرابع والستون




                    بعد صلاة العشاء
                    أبو فهد صار عنده خبر باختطاف عبدالعزيز في العراق.. بعد ما اتصل عليه عبدالله وبلغه..

                    أبوفهد اتصل في عياله وبلغهم..
                    الوضع في مجلس أبو فهد أكثر من مأساوي
                    عبدالعزيز بمثابة ولد حقيقي لأبو فهد واخو لعياله...

                    تقرر أن طلال هو اللي ينقل الخبر لنورة..
                    طلال حاول يتهرب من المهمة.. بس ماقدر..

                    طلال في سن عبدالعزيز تقريبا.. ونورة أخته اللي أصغر منه على طول.. بينه وبين نورة فرق 3 سنين..
                    العلاقة بينهم أكثر قرب وودية وحميمية..

                    طلال طلب من الشغالة تنادي له نورة وهو يحس المهمة صعبة عليه وتثقل روحه المثقلة أصلا بالخوف على عبدالعزيز..

                    (يطلبون مني أذبح أختي.. ويسمونها : انك أنت اللي لازم تبلغها)

                    نورة طلت عليه من فوق وهو تحت
                    وصاحت بطريقتها المرحة وابتسامتها اللي ما تفارقها على طريقة نبرة الشخصيات المدبلجة: من عندنا؟؟ ياللهول... طلول بعل العنود عندنا..

                    وكيف أطلقت العنود أسارك ولاتتبعك مثل الصخلة المرفوسة التي تتبع أمها؟؟...

                    سجل سجل في كتاب جينيس.. طلول بروحه بدون ظله المقرود العنود هانم..

                    أنتظرني.. انتظرني جايتك.. على جناح السرعة

                    وجلست على الدرابزين نص جلسة وتزحلقت لين تحت..

                    طلال كان يتابع جنونها ومرحها وهو يحسها سهام تخترق صدرة بكل وحشية

                    نطت عليه تحضنه وهي تقول: شفت من فرحتي بشوفة حريتك الغالية اليوم من أسر المحتل الغاشم..
                    مانزلنا بالطرق المعتادة.. استخدمنا الطريق السري..

                    طلال وهو يحاول يرسم ابتسامة ميتة: أنتي متى بتعقلين..؟؟
                    ماكنج خلصتي جامعة ولا مره متملكة..

                    نورة وهي تضحك: ذنب الحكومة وعزوز...
                    الحكومة ماوظفتني رغم مضي أشهر على تخرجي الميمون..
                    وعزوز أبو تمبة صار له مالك علي سنة ونص.. وخبر خير..
                    بس خلاص صدناه الحين مافيه فكة..

                    طلال كح بحزن: نورة يمكن عرسج يتأخر شوي.. عبدالعزيز يمكن يتأخر شوي في سفرته..

                    نورة بمرح: له له له.. بايخة طلول.. دور غيرها..
                    أنا أقول لك تبي دروس عندي في صنع النكتة المعتبرة

                    طلال ماحب يكذب عليها، هم مايدرون هل عبدالعزيز يطلع سليم من عملية الاختطاف أو لا..
                    فمعرفتها للخبر بتهيئها للي أكبر منه، قال لها طلال بجدية: نورة... عبدالعزيز مخطوف في العراق...

                    نورة انفرطت تضحك لحد مادمعت عينها: هذي حلوة طلول.. وربي حلوة.. تطورات عندك والله

                    وعقب حاولت تتماسك وهي تقول من بين ضحكاتها: تدري أنا كنت حاسة أنه عبدالعزيز بيهرب مني قبل العرس لينفذ بجلده من جنوني

                    وأني بأخلي الانتربول يجيبونه لي مكبل بالأغلال ..
                    بس توقعت يهرب سويسرا مثلا بعد مايهرب فلوسه، على طريقة الأفلام المغبرة...

                    بس العراق حلوة منك على قد سنك...
                    بس لاتعيدها.. تراها عقب تجيب لك حساسية مخية..
                    وانت مو ناقص... كفاية عليك الحساسية المخية اللي اسمها العنود..

                    طلال مسك يد نورة بحنان وهو يقول: نورة ياقلبي.. ياروح أخوج أنتي..
                    لا تخافين.. إن شاء الله بيرجع..
                    هم طالبين فدية.. وعبدالله رجال جواهر قاعد يتفاوض معهم..
                    أسبوع بالكثير ويكون هنا..
                    وعقب كمل بتوتر: ولو الله بغا فيه شر.. ماحد يقدر يرد قضاه.. وأنتي إنسانة مؤمنة..

                    نورة كانت مبتسمة ابتسامة واسعة..
                    بس لما بدت تشم في كلام طلال ريحة الجدية
                    بدت ابتسامتها تنطفئ تدريجيا حتى انطفت نهائيا مع انتهاء طلال من كلامه..
                    حست كأن روحها سحبت منها بالكامل..


                    تماما مثل مصباح كان في غاية الإنارة والإشعاع.. بكبسة زر.. ينطفئ إشعاعه ليظلم ماحوله..

                    هكذا كانت نورة التي كانت كلمة طلال لها هي كبسة الزر التي أطفئت أنوار روحها.. لتغرق في ظلام دامس..

                    عبدالعزيز نور الأرض وبهجتها.. نورها هي..
                    القلب الطاهر المحلق النقي الذي حمل هموم كل البشر دون أن يحمل أحدا همه قد يختفي من الحياة..
                    لتبقى هي فيها وحيدة تجتر ظلام روحها الأبدي..

                    نورة اعتصمت بصمت موحش دون أن تنطق بكلمة واحدة

                    عيناها جامدتان لا أثر للمعة الحياة في رفيفهما ..شفتاها مطبقتان في تلازم يائس.. ويداها متشابكتان بعنف ضائع..

                    طلال بتوتر: فديتج نورة قولي شي.. صمتج هذا يذبحني..
                    أبكي.. أصرخي.. سبيني.. أضربيني حتى..
                    بس لا تسكتين كذا..
                    لا تقهرين روحج تكفين..
                    صارخي..طلعي اللي في خاطرج كله..

                    نورة لم ترد عليه..
                    وقفت بصمت..
                    وعيناها تائهتان..خاليتان من أي نبض يوحي بالحياة..
                    وشفتاها المزمومتان تفتقدان رفيقة دربهما التي مافارقتهما يوما: ابتسامة نورة

                    وصعدت الدرج بخطوات صامتة أشبه بخطوات شبح على سلالم بيت مهجور..


                    *************************



                    بعد صلاة العصر

                    دانة قاعدة مع عمتها أم سعود تحت يتقهون..

                    الجازي دنقت على خشم دانة، وقالت بعيارة: قولي تم..

                    دانة بود: تم..

                    الجازي باستجداء: تكفين قومي وديني الصالون أبي أقص شعري قبل المدرسة..

                    دانة بمودة: ماطلبتي شيء.. بس خليني أستاذن سعود..

                    سعود كان في المخيم مع جابر..
                    رخص لهم يروحون.. بس يرجعون قبل المغرب..

                    دانة والجازي لبسوا

                    في السيارة دانة سألت الجازي: أي صالون تبين؟؟

                    الجازي: الماجدة..

                    دانة بتردد: بس شارع النصر وفي زحمة الدوحة العصر.. يمكن يفوت المغرب مابعد رجعنا..

                    الجازي برجاء: تكفين الدانة.. أنا متعودة أقص شعري هناك..

                    الدانة: لو قايلة لي كان وديتش الصبح..

                    الجازي برجاء أكبر: خلاص صرنا في السيارة.. خلينا نروح .. كلها هالشعرتين اقصهم ونرجع بسرعة..

                    دانة كانت متوترة وماتبي تخلف وعدها لسعود انها ترجع قبل المغرب..
                    بس ماحبت تكسر خاطر الجازي: سيد علي اطلع للماجدة اللي في النصر..

                    الصالون كان زحمة.. والمغرب أذن والجازي دورها مابعد جاء..
                    سعود اتصل في دانة بعد ماصلى المغرب وهو راجع من المخيم للدوحة: الدانة وينكم؟؟

                    الدانة وهي تبلع ريقها: في الصالون؟؟

                    سعود بغضب: انا موب قايل لكم ترجعون قبل المغرب... يعني كسرتوا كلامي..

                    دانة وهي تحاول تمتص غضب سعود: سعود الله يخليك مايحتاج الأمر لكل ذا العصبية.. الحين الجازي بتخلص وبنرجع على طول..

                    سعود بنفس نبرة الغضب الهادر: والصالون هذا وينه ان شاء الله؟؟

                    دانة بتردد: في النصر..

                    سعود ولع: يعني خلصت المحلات ماتلاقون الا في النصر وفي ذا الليل.. شكلش انتي وياها تبون لكم تربية مهيب ذي..

                    دانة فولت حست كأنه يبي يهينها ردت بصوت مكتوم: سعود أنا متربية في بيت هلي.. منت اللي بتجي الحين تربيني..

                    لو كانت الدانة نادت سعود بدل اسمه بكلمة (حبيبي)
                    كان يمكن سعود مشى الموضوع عنده بدون شد الأعصاب هذا كله.. يعني كان شد معاهم بس بشكل معقول..

                    بس سعود بدت تنتابه حالة عصبية سيئة سببها إحساسه أن دانة يمكن أنها ما تحبه، وأن مشاعرها تجاهه نوع من الرضا بالقسمة والنصيب
                    من باب: سعود خلاص صار زوجي خليني اتعامل معه، مثل ما أي مرة تعامل زوجها..

                    عشان كذا كان رد سعود مبالغ فيه شوي: زين دانة دواش عندي.. اذا ماربيتش يا بنت هادي.. ما أكون ولد أبي..

                    دانة اللي ماحبت يزودنها في الحكي قالت له بكلمة حادة: مع السلامة، وقفلت الخط..

                    سعود على الناحية الثانية ولع: قليلة أدب.. أنا بأربيها..

                    خلصت الجازي قبل أذان العشا، طلعوا على طول، بس مالقوا سيد علي واقف برا، دانة اتصلت فيه وهي واقفة في البرد هي والجازي: سيد وينك؟؟

                    سيد بنبرته الهندوعربية: بابا سعود كلام.. انتا روح بيت.. انا يجي شيل بنات..

                    دانة توترت: شكل سعود مايبي يجيبها البر، والله اليوم العصر كان وش حليله ..
                    وش قلبه ذا القلبة السودا..

                    جاو بيرجعون ينتظرون في الصالون لين يجيهم سعود
                    لولا أنا راكبين الدراجات النارية اللي غالبا متواجدين في النصر من بعد المغرب لنص الليل..
                    قطعوا عليهم الطريق وهم يصيحون صيحاتهم التشجيعية المعتادة

                    لفوا لفتين ثم حركوا درجاتهم ومشوا، لكن مع وصول سعود اللي شاف المشهد كامل..
                    سعود حس بنار تطلع مع أذونه وخشمه وعيونه، مع زفيره وشهيقه..
                    من الغضب اللي فيه حس أنه ممكن يكسر الدنيا بجنونه.. ممكن يحرقها بزفراته الحارة

                    لولا أن الزحمة مسكته..وهو يشوف المشهد قدامه..
                    أو كان يمكن صدم سواقين الدراجات بالسيارة من شدة استحكام حالة الجنون اللي صابته..

                    ركبت دانة قدام والجازي ورا.. والكل صامت.. والصمت أشبه فعلا ليس بالصمت قبل العاصفة.. ولكن الصمت قبل الأعصار..

                    سعود حاول يمسك نفسه.. لأنه عارف نفسه.. لو عصب..ماراح يشوف قدامه و يمكن يصدم الحين في إشارة مرور..

                    كان كاتم في نفسه وساكت..
                    ودانة مستغربة وساكتة..
                    أول ماوقف سيارته في حوش البيت: ألتفت على البنتين مثل فيضان مدمر من الغضب..
                    هزئهم وهزئهم وهزئهم..
                    مرة تهزيء جماعي.. ومرة تهزيء منفرد لكل وحدة..
                    واللي نالت أكبر قدر من التهزيء كانت دانة بحكم أنها الكبيرة..
                    وظل يهزئ لحد مافرغ طاقة الغضب اللي عنده كلها..

                    الجازي نطت من السيارة وهي تبكي..

                    دانة لولا وجود الجازي او كان لها كلام ثاني مع سعود.. كما أنها من ناحية ثانية ماحبت تشد مع سعود اللي كان واصل أخره من الغضب..

                    قررت تنزل بهدوء.. وسعود مستغرب من صمتها..
                    سعود مسكها من ذراعها بقوة قبل تنزل: يعني ماعندش رد على سواد وجيهكم؟؟

                    دانة بهدوء: خلاص سعود أنت كفيت ووفيت.. ماعقب حكيك حكي..

                    سعود بغضب: تتمسخرين حضرتش؟؟

                    دانة نفضت يدها من أسر يده ونزلت وهي تقول: أفهمها مثل ما تبغي..

                    دانة لو كانت في طبعها الحقيقي كان خلت سعود يندم على كل كلمة قالها..
                    وكان عندت وأصرت على موقفها..
                    بس مع سعود أصبحت تقدم الكثير من التنازلات لمجرد إرضاءه..

                    على الجبهة الأخرى سعود كان مجروح ومتألم: يعني كأنها تقول لي قلعتك....
                    بس انا بعد زودتها..
                    شنو زودتها.. باقي الكلاب اللي على الدراجات يمدون يديهم.. عشان أقول الحين أتكلم..
                    بس هم ماكان لهم ذنب..
                    وبس..........
                    وبس........... ويمكن.....


                    سعود سبب توتره العالي أنه بدأ يحس أن حبه الخرافي لدانة قد لا يكون له نظير أو حتى شبيه في قلب دانه..

                    (أنا قبل كنت مكتفي بقربها مني.. بس الحين أنا أبي كل شيء.. أبيها قلب وروح وجسد..
                    يعني معقول تكون محتلتني بهذي الطريقة.. ومستولية على كل مشاعري بهذا التسلط.. ومايكون لمشاعري العنيفة في قلبها صدى؟؟؟؟!!!!)

                    سعود
                    حرك سيارته..
                    ورجع للمخيم..
                    ولجابر..
                    ولرغبة عارمة في جر أشعاره الحزينة..



                    تعليق

                    • *عبير الزهور*
                      V - I - P
                      • Jun 2008
                      • 3267

                      ربي يعطيك الف عافيه
                      متابعينك

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...