رواية /بعد الغياب - للكاتبه انفاس قطر..كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • روح soso
    عضو ذهبي
    • Jul 2009
    • 829

    #91


    الجزء السادس والأربعين




    صوت مرح: مشكلة الشيبان إذا عرسوا.. أنا قايلة لنفسي عرسان خلهم ينامون.. عشان كذا ماجيت إلا الظهر..
    لقيت العرسان برا..

    جواهر شافت وجه عبدالله يشرق إشراقة مذهلة..
    وهو يشوف المره اللي كانت تنتظرهم.. ووقفت لما دخلوا: هلا والله وألف مرحبا.. نعنبو دارج 3 أسابيع برا الدوحة.. نسيتي ولد أختج وعياله.. (عبدالله بنبرة فرح غامر)

    كانت المره اللي تنتطرهم فاسخة عبايتها ولابسة تايور بيج رسمي.. باين إنها في الأربعينات.. وملامحها ودودة جدا وحنونة..

    قرب منها عبدالله وحضنها حضن عميق جدا.. والمره تصيح بمرح: كسرت رقبتي وأنا أطالع فوق يالزرافة..

    عبدالله يأشر لجواهر بمرح: تعالي تعالي.. أعرفج على أسوأ دكتورة أعصاب في الشرق الأوسط..

    جواهر اللي كانت خلعت نقابها ونزلت شيلتها على أكتافها، كانت عرفت إن المره هي عائشة خالة عبدالله..

    قربت جواهر بابتسامة ودودة.. سلموا على بعض بحرارة..

    عائشة وهي تطالع جواهر بتمعن وإعجاب
    ألتفتت على ولد أختها وقالت له بعيارة: إيه ما ألومك مقاطع جنس الحريم هالسنين كلها..
    اللي يشوف زوجتك يحس كل الحريم جنبها تماسيح وأنا أولهم وأكبر تمساح..

    جواهر ابتسمت بخجل.. وعبدالله يقرب من جواهر ويضمها من كتفها: تستحق الصبر.. صح؟؟

    جواهر كحت من الحرج من حركة عبدالله.. بس ماتقدر تسوي شيء.. وخصوصا إنهم متفقين يكونون طبيعين قدام الناس..

    عائشة بمرح: أكيد تستاهل ونص وثلاث أرباع بعد..

    عائشة التفت لجواهر تسألها عن صحتها واحوالها السلامات المعتادة..
    ردت عليها جواهر.. اللي كانت تقوم بدور سيدة البيت بجدارة.. رحبت بعائشة وجلستها..
    وراحت للخدامات تطلب منهم يجيبون الشاي والقهوة والفوالة..

    عبدالله كان مبسوط جدا وهو يشوف جواهر تتصرف بحرية وكرم ضيافة كانها في بيتها...
    لكنه استاذن منهم عشان يصحي عزوز يلحقون الصلاة..


    *****************


    دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

    سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

    مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحبها من يدها جنبه..

    سحب يدها تحت رأسه.. ونام على عضدها.. ورأسه مدفون بصدرها..

    دانة من شافته سوى كذا أرتعبت/ وحست جسمها كله صابته قشعريرة شديدة وخصوصا لما حست بدفء أنفاسه تلفح صدرها.. حست إنه قلبها بيوقف وممكن تموت في أي لحظة من الخجل.. (لحول هذا طلع بعد يتحرك وهو نايم.. وش ذا البلشة؟؟.. ليتني ماجيت جنبه)

    سعود اللي كان ملك البرود والتحكم في الأعصاب، كان مسيطر على نفسه، ومستمتع لأقصى أقصى أقصى حد بقربه الشديد منها

    دانة كانت تحاول تخلص يدها من تحت رأسه بس ماقدرت، كانت متحطمة على الاخر وتقول لنفسها: (وش بيقول علي سعود الحين لا صحا ولقى نفسه في حضني كذا... بيقول هذي ما تستحي ولا تعرف العيب.. جايه هاجمة علي في سريري..)

    دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة خافت.. والعبرة خنقتها.. وبدت تشهق شهقات خافتة مكتومة..
    سعود لما سمعها تشهق.. ارتعب..
    خفف ضغطه على يدها .. ولف للناحية الثانية كأنه كان يتقلب..
    دانة ماصدقت إنه ربي خلصها.. سحبت نفسها من جنب سعود و ركض للصالة وهي مو قادرة تمسك أعصابها..

    كانت تنتفض بعنف.. عمره ماخطر ببالها إنها ممكن تكون بذا القرب الملاصق لسعود
    (يمه.. يمه.. قلبي كان بيوقف.. خلاص حرمت أقرب جنبه وهو نايم.. يمه.. يمه)

    سعود اللي كانت ابتسامته شاقة.. ويكتم ضحكه عليها في نفسه..
    قام من سريره هو يقول: يا حليلها.. ماظنيت دانة تخاف كذا.. أنا توقعت إنها ممكن تعضني.. بس ما توقعت إنها تبكي كذا مثل بزر.. زين يادانة.. زين..


    ****************


    عبدالله وعبدالعزيز رجعوا من الصلاة.. عشان يلاقون جواهر وعائشة منسجمين في الحديث..

    عائشة قامت تسلم على عزوز..اللي كان باين عليه الفرحة لشوفتها..

    في الوقت اللي جواهر أستاذنتهم تصلي.. وتصحي نوف تصلي..

    عائشة بمودة: هلا بعزوز، قرت عينك بشوفة أمك..

    عزوز بفرح: تسلمين خالتي.. الحمدلله اللي جمعنا من جديد..

    عائشة اللي تاثرت من فرح عزوز اللي كان دايما جامد: الله لا يفرقكم..

    عزوز بمودة: أشلونها ديمة؟؟

    عائشة بجدية: ديمة زعلانة علي..

    عبدالله اللي تدخل في الحديث: أفا.. شيخة البنات زعلانة..

    عائشة بحزن: تقول تأخرتي علي وايد هالمرة..

    عبدالله بمودة: لا تلومينها.. ديمة مالها غيرج.. وانتي كل شوي فاركة لها.. انتبهي لبنتج شوي..

    عائشة بتوتر: هي بروحها صار لها فوق أسبوع في دبي مع خالها..

    عبدالله: أدري.. هي بروحها أتصلت وقال لي.. بنتج أذرب منج.. وبعد خالي ثاني قال لي.. شيسوي عطلة بنتج جات وأنتي بعدج ماجيتي.. ماحب يكسر بخاطرها.. وداها مع إنه عنده سفرة للصين عقبها على طول..

    عائشة اللي حبت تغير الموضوع: عزوز قل لي شأخبار ديمة في المدرسة..؟؟

    عزوز بمودة: ماشاء الله عليها... كلت الكتب أكل.. حتى الامريكان منبهرين منها..

    عائشة بفخر: بنتي.. طالعة على أمها..

    ديمة بنت عائشة عمرها 15 سنة..
    في نفس المدرسة مع عبدالعزيز.. Grade10.. يعني ورا عزوز بسنة..
    بنت مؤدبة وشاطرة جدا جدا بس معقدة.. أبوها توفي وعمرها 5 سنين..
    وامها من انشغالها في المستشفى والعمليات و من مؤتمر في مؤتمر.. مع إن عائشة حنونة جدا على بنتها.. بس اهتمامها بشغلها مخليها مقصرة في حقها كثير..

    عبدالله ماكان راضي إنها تخليها لحد الحين في نفس المدرسة المختلطة..

    عبدالله خلى نوف بس سنة وحدة في المدرسة هذي كمرحلة انتقالية بعد رجعتهم من أمريكا.. وبعدها نقلها لمدرسة بنات..


    عبدالعزيز أستأذن منهم.. وطلع..

    عبدالله بابتسامة وهو يطالع عزوز اللي اختفى: شوفيه ولد أمه.. مو قادر يبعد عنها شوي..

    عائشة بابتسامة خبث: والكبير قادر يبعد أو لا؟؟ أحس إنك لاصق 24 ساعة.. وما ألومك..

    عبدالله ماحب يشغل عائشة اللي توها وصلت الفجر بمشاكله رغم قربها الكبير من قلبه..

    عبدالله بعيارة: تستاهل أم عزوز والله

    عائشة بود: على كذا ننطر بعد كم شهر بيبي جديد يجي يخرب على نوف وعزوز دلع 17 سنة..

    عبدالله كح: بيبي؟؟

    عائشة اللي صبت له كأس ماي وناولته اياه بمحبة: وشفيك تخرعت.. بسم الله عليك..
    ايه بيبي.. صحيح انت شايب مخرف.. بس جواهر بعدها صغيرة..
    صحيح انا ما احب أتدخل في مواضيع خاصة مثل هذي.. بس أنا أشوف أنكم ما تأجلون موضوع انجاب طفل ابدا.. حتى نوف وعزوز بينبسطون وايد على أخ أو أخت صغار في البيت..

    عبدالله اللي راح تفكيره بعيد.. بعيييييد.. لأكثر من بيبي واحد.. وارتسمت على شفايفه ابتسامه واسعة.. رجع يكشر.. وافكاره تعيده لأرض الواقع.. واشمئزاز جواهر منه اللي رجعه لحالة الكابة..


    ********************


    دانة لما سمعت صوت الحمام ينقفل.. ارتعبت.. وولع وجهها خجل.. وهي تتذكر اللي صار من دقايق..

    "بس هو كان نايم.. يعني ما يدري عن شيء.. يعني تصرفي كأن شيء ماصار"

    "بس أنتي ما كنتي نايمة.. وتدرين باللي صار"

    "يمه.. ما أقدر أحط عيني بعينه"

    دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة نطت.. وطلعت من الغرفة لغرفة البنات اللي جنبها.. بعد ما حطت على رأسها جلال وغطت فيه وجهها.. تخاف تصدف محمد..

    دخلت على البنات..
    الجازي كانت تصلي..
    ومها تدرس..

    فتحت الباب بشويش ونزلت طرف الجلال عن وجهها.. "سلام بنات.."

    مها لما شافتها.. نطت مبتسمة: حيا الله عروستنا.. وخر عنها وش ذا الكشخة الصاروخية..

    دانة بابتسامه: حيا الله مدام متعب..

    مها بعيارة: وه.. فديت الطاري..

    دانة بعيارة: اللي يسمع الطاري.. يقول يا شي هناك.. كله متعب أبو كرش..

    مها تضحك: أنتي ما نسيتي شتيمته أبد.. والله إنه صار رشيق ذا الحين.. عقبالي يارب..

    دانة تضحك: زين ممكن أصلي عندكم..

    مها بعيارة: أفا من ذا الحين بدا التشويت.. لا يكون سعود شايتش من الحجرة..
    شوفي إذا شايتش بزنوبة لازم ترفعين عليه قضية خلع.. إذا سيزارباشيوتي وإلا أرماني ماعليه ابلعيها..

    دانة تضحك: شاتني بفيرزاتشي.. نخلعه وإلا نبلعها؟؟

    مها تضحك: لا إبلعيها بالثلث.. ولا ترجعينها عليه.. هاتيها ادسها لتعوبي..

    دانة: مالت عليش أنتي وتعوبي حقش.. لهيتيني عن الصلاة..

    قالتها دانة وهي تتوجه لسجادة مها، وبعدين خطر ببالها سؤال وهي تلبس ثوب الصلاة.. سألت بشوي إحراج: إلا سعود نومه ثقيل على طول؟؟

    مها المصدومة واللي تضحك: نعم نعم.. من اللي نومه ثقيل؟؟

    دانة بخجل: سعود..

    مها بابتسامة وثقة: سعود هذا يمكن أخف واحد نوم على وجه الأرض.. لو تمر ذبانة وهو نايم صحا..

    دانة المصدومة: أنتي متاكدة؟؟

    مها تضحك: إلا متأكدة.. محمد مسميه الذيب.. يقول سعود ينام عين مفتوحة وعين مسكرة من قد مانومه خفيف واقل صوت يقومه..

    دانة حست إنها مو قادرة توقف..
    جلست على سرير مها ووجهها ولع من الخجل لأقصى أقصى حد..

    مها بقلق: دانة فيش شيء؟؟

    دانة تأشر بيدها: لا مهاوي..بأقوم أصلي الحين..

    (يعني كنت صاحي يا سعود.. يا ربي ..هو ليش سوى كذا.. صدق قليل أدب.. الحين أشلون أقدر أرجع أقعد معاه في نفس الغرفة)


    *****************


    سعود اللي كان راجع من صلاة الظهر.. وقف سيارته في حوش بيته.. وأتصل بخالد..

    خالد بنبرة خجل: هلا والله بأبو سعيد

    سعود بهدوء: الله يحييك..

    خالد بمودة: فيك الخير.. أنا والله كنت أبي أكلمك..

    سعود قلبه طاح برجوله، خاف إنه يبي يجي يأخذ دانة، لكنه رد بطريقته الهادئة المعتادة: خير إن شاء الله..

    خالد بثقة: أنا كنت أبي أعتذر لك عن الموقف اللي صار يوم ملكتك.. أنا الغضب أعمى بصيرتي..
    بس من ناحية ثانية.. مهوب معنى أني أعتذرت لك.. أني ممكن أسمح لك يوم إنك تهين دانة..

    سعود بهدوء: أنا ما أحتاج حد يوصيني على دانة، دانة على رأسي وفي عيوني... وأنا أتصلت كنت أبي أسألك عن شيء يخصها..

    خالد باهتمام: ويش؟؟

    سعود بشوي حرج: دانة خوافة؟؟

    خالد ميت من الضحك: مسرع اكتشفت.. مع إن دانة ما تحب تبين خوفها لأحد... دانة غريبة.. تشوفها احيانا تقول هذي أشجع مره في التاريخ.. بينما هي تخاف من ظلها..

    سعود في نفسه: (خلاص صدناها).. مشكور خالد مشكور


    ****************


    كانت جواهر تسلم من صلاتها.. لما دخل عليها عبدالله.. وبيده كيس عليه اسم محل مجوهرات شهير..

    جواهر خلعت ثوب الصلاة وتعدلت في المراية.. تبي تنزل..

    عبدالله اللي كان قاعد على الكنبة ومسكر عيونه، بهدوء: وين رايحة؟؟

    جواهر بنفس هدوءه: بانزل لخالتك..

    عبدالله فتح عيونه وهو يمد لها الكيس: خالتي تسلم عليج.. راحت لبيتها.. وهذي هديتج منها..

    جواهر وهي تأخذ الكيس بخجل.. وتحطه على الطاولة: وليش ماحلفت عليها تقعد للغداء..

    عبدالله اللي قعد وهو مبين عليه التعب: والله حاولت فيها بس هي مارضت..تبي تروح لبنتها.. فحلفت عليها تتعشى عندنا

    جواهر تعرف عن بنتها من كلام عيالها اللي ماخلو شيء ما خبروها عنه..

    عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..


    تعليق

    • روح soso
      عضو ذهبي
      • Jul 2009
      • 829

      #92




      الجزء السابع والاربعين



      عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..؟؟

      جواهر قلبها رقع من ذا المقدمة: عسى ماشر عبدالله؟؟

      عبدالله بهدوء: اقعدي طيب..

      جواهر اللي راحت تبي تجلس على الكرسي المقابل له..

      أشر لها تجي تجلس جنبه على نفس الكنبة.. جواهر اللي ماكانت حابة تجلس جنبه.. ماحبت تسوي سالفة على موضوع مثل هذا لين تعرف هو وش يبي منها..

      جات وجلست معه على نفس الكنبة بس على الطرف الثاني..

      عبدالله حط غترته على على الطاولة اللي قدامه.. وحط رأسه على فخذ جواهر.. جواهر حست بمثل صاعقة البرق تخترقها من أقصاها إلى أقصاها..

      عبدالله بهدوء متألم: رأسي بينفجر.. بالعادة نوف هي اللي تدلك لي رأسي.. رحت لها.. طردتني.. قالت لي أنا قدمت استقالتي.. عندك مره الحين.. وأنا أبي أدرس..

      جواهر ارتبكت.. وماعرفت أشلون ممكن تتخلص منه، قالت بارتباك: بس أنا ما أعرف..

      عبدالله اللي كان فعلا مصدع ورأسه بينفجر من شدة الألم: تكفين أي شيء.. رأسي بينفجر.. والبنادول ماتجيب نتيجة معي..

      جواهر طالعت في وجه عبدالله اللي كان نايم على حجرها.. عيونه مسكرة..والألم باين عليه..

      لفت جواهر أكثر ناحية عبدالله وطوت فخذها تحت رأسه..وحطت أصابعها السبابتين على صدغ عبدالله والأبهامين على مؤخرة الراس أعلى العنق
      وهي حاسة بتوتر وارتباك..وبدت تدلك بالراحة بطريقة دائرية.. شوي شوي بدت ملامح عبدالله تهدأ ..

      جواهر تتمعن في ملامح عبدالله لأول مرة براحتها.. بدون إحساسها بنظرته المتحدية أحيانا.. والمتسلطة أحيانا.. والباردة أحيانا..

      لاحظت إنه ما تغير كثير عن أول مرة شافته فيها قبل 18 سنة.. نفس الملامح الحادة المرسومة بدقة.. الملامح اللي انحفرت في ذاكرتها ..... واللي..... (جواهر مو كنج خرفتي؟؟ اقلبي الأسطوانة.. قبل توديج أفكارج بعيد)

      جواهر حبت تفتح موضوع تتلهى عن الأفكار اللي بدت تتوارد لذهنها.. وهي مستمرة في تدليك رأس عبدالله: عبدالله أنت فحصت على الصداع اللي عندك؟؟

      عبدالله بهدوء بنبرته العميقة: فحصت وسويت أشعة مقطعية ومغناطيسية.. مافيه شيء غير طبيعي.. بس هو كثير يجيني..

      تفاجأت جواهر إن عبدالله جلس.. ورجع لمكانه في الطرف الثاني من الكنبة، وهو يقول بمودة: شكرا.. الحين أحسن بوايد.. أنا أسف لو كنت ثقلت دمي عليج..

      ماتدري ليش تمنت في داخلها أمنية غريبة وغبية ومالها معنى.. ومع عبدالله بالذات..

      تمنت إنه ماقام بذا السرعة.. واستمر نايم على فخذها لمدة أطول..


      ****************


      سعود تغدى مع محمد ورجع لغرفته..
      دانة مختفية.. مايدري في أي مكان في البيت..

      دانة اللي تغدت مع أم سعود والبنات..
      ظلت قاعدة في الصالة الداخلية.. أم سعود راحت تقيل شوي.. والبنات طلعوا لغرفتهم يدرسون.. وهي استحت ترجع لغرفة سعود..

      "زين لمتى بأقعد هنا خايفة من سعود.. ومواجهة سعود"

      "من يوم رجعت من المستشفى وهو صاير رقيق معي.. لو يهادني أو يعصب علي.. كان لقيت لي سبب أسرع أرجع عشانه بيت هلي"

      موبايلها يرن.. ردت بدون ما تشوف الرقم..

      دانة بهدوء: ألو..
      ...................
      دانة كحت لما عرفت صوته: هلا سعود.. (وش يبي ذا؟)

      سعود بهدوء : دانة أنتي وين؟؟

      دانة قلبها رقع (وش يبي فيني هذا): تحت في الصالة..

      سعود بنفس نبرته الهادئة الباردة: ممكن تطلعين لي شوي لو سمحتي...

      دانة بلعت ريقها: ليه فيه شيء..؟؟

      سعود ببرود: إذا جيتي عرفتي وش فيه..

      دانة برجاء مغلف بالبرود: طيب ممكن تقول لي وش تبي الحين؟؟

      سعود بذات بروده: دانة أنا قلت تعالي.. وإذا جيتي بتعرفين أنا وش أبي.. أي جزء من كلامي كان صعب عليش تفهمينه؟؟

      دانة كان ودها ترفض وكانت خايفة منه، بس مستحيل تبين له: زين سعود أنا جايه الحين


      ******************


      بعد الغداء الأسري الحميم الأول اللي جمع جواهر وعبدالله وعيالهم

      نوف وعبدالعزيز كانوا مبسوطين لأبعد حد.. بوجود امهم وابوهم معهم على نفس السفرة..

      جواهر قامت بمهامها كربة بيت وأم وحتى زوجة لعبدالله قدام عيالها على أكمل وجه..

      عبدالله اللي كان صداعه خف كثير.. كان فاكهة الوجبة بحديثة الشيق.. بأسئلته الدقيقة لعياله عن دراستهم وهواياتهم..
      الشيء اللي كشف لجواهر اهتمامه الكبير فيهم وحرصه على معرفة كل شيء يخصهم

      بعدها العيال وابوهم طلعوا لغرفهم..
      وجواهر طافت شوي في البيت.. وراحت للمطبخ تشوف شنو اللي ناقص..
      تعرفت على الخدامات كلهم.. ومهمة كل وحدة.. وبدت تعيد تنظيم مهامهم من جديد

      جواهر بعدها راحت تطل على عيالها ..
      نوف كانت تدرس لامتحاناتها.. وعزوز يدرس لامتحان التوفل اللي كان مقرر يقدمه كتجربة أولى بعد حوالي أسبوعين..

      قعدت مع كل واحد منهم شوي.. كانت مبسوطة فيهم كثير..وهم مبسوطين بوجودها أكثر..
      إحساسها بهم كان أكثر من مبهج.. أكثر من رائع.. أكثر من مرضي لمشاعرها الأمومية..

      عيالها الثنين ذكروها بولدها الثالث رغم إنها اتصلت عليه اليوم أكثر من 5 مرات..
      كلمت أخوها عبدالعزيز.. وتطمنت إنه تغدى وكان يبي يريح شوي قبل صلاة العصر..

      حتى جواهر حست إنها فعلا تعبانة ومحتاجة تنام شوي قبل العصر.. ( أروح انام في وحدة من غرف الضيوف دام عيالي لاهين موب دارين عني؟؟.. بس أنا لازم أبدل التايور اللي علي.. ألبس بيجامة أو قميص أنام فيه... لحول يعني لازم نروح لغرفة عبدالله)

      جواهر دخلت الغرفة بالراحة.. غرفة النوم كانت معتمة، معناها عبدالله نايم بعد.. حمدت ربها

      جواهر خذت بيجامتها وجات تطلع.. صوت عبدالله اللي معطيها ظهره: تعالي جواهر لو سمحتي .. خلي نسولف شوي لين انام.. لو ماعندك مانع..

      جواهر لما يطلب منها بمثل هذه النبرة اللطيفة المهذبة تلاقي إنه صعب عليها إنها ترفض: دقيقة بس ابدل وبأجيك..

      جواهر اللي لبست بيجامتها، جات وتمددت على أقصى الطرف الثاني من السرير

      عبدالله بصوت هادئ وهو معطيها ظهره: سولفي لي عن أي شيء تبينه.. إن شاء عن نيوتن والجاذبية أو تكوين الذرة.. أي شيء بصوتج..


      ****************


      عائشة تدق باب غرفة بنتها ديمة اللي هي مسكرتها عليها

      عائشة برجاء حازم: ديمه افتحي لي الباب.. ياماما.. خمس دقايق صار لي أدق عليج.. وش تسوين ذا كله..؟؟

      ديمة اللي فتحت الباب بقوة وهي لابسة تريننغ رياضة واسع لونه داكن.. ووقفت على فتحة الباب وهي تطالع أمها بتحدي: غريبة مافيه عمليات اليوم.. أو حد بيموت.. أو مؤتمر طاير من هنا أو هناك (قالتها بسخرية مريرة)

      كانت ديمة طويلة بالنسبة لسنها..سمراء وسمارها حلو .. شعرها بني فاتح على شقار خفيف وعيونها عسلي فاتح.. جميلة جمال استثنائي جدا.. لكنها كانت تخبيه بنظارة كبيرة سميكة (رغم إنه نظرها مافيه شيء)..
      شعرها كان لكتفها لكنه مقصوص قصة ولادية..

      ديمه كان في حياتها مشكلتين وسرين..

      المشكلة الأولى: إنها كانت ذكية لدرجة تتجاوز العبقرية..

      المشكلة الثانية: إهمال أمها لها.. وتحسسها الشديد من الموضوع.

      في الحالات الطبيعية الذكاء لا يعد مشكلة.. ولكنه في حالة ديمة كان مشكلة كبيرة.. وخصوصا إنه أدى لحدوث سرها الأول..

      سرها الأول: إن ديمة كانت هكر من أكبر الهكرز على الشبكة العنكبوتية، وإهمال أمها لها.. خلها تصنع شبكة علاقات معقدة مع أكبر الهكرز في العالم عشان تحس بأهميتها..

      وهذا السر أصبح يتبعه العديد من الأسرار اللي العقل مستحيل يصدقها

      من هذه الأسرار إن الشاب البريطاني اللي اخترق موقع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قبل عدة أشهر كان أحد أصدقائها على الشبكة
      لكنها بذكائها لما قال لها على اختراقه للبنتاغون.. عرفت إنه خلاص نهايته قربت.. دخلت على جهازه ومسحت كل بياناتها
      عشان ماحد يقدر يوصل لها..

      ومن أسرار هذا السر مثلا: إن ديمة أصبحت معروفة جدا في عوالم الشبكة الغربية وليست العربية، لانها كانت تحس أن الهكرز العرب أطفال ومبتدئين بالنسبة لها..

      كان شغلها على كبير كبير لدرجة إنه صار لها أكثر من سنة، تتلقى عروض مهام من شركات ومؤسسات عالمية لتنفيذ أهداف على الشبكة:

      تدمير أو تخريب أو صيانة أو اكتشاف ثغرات أمنية..
      وكانت تتلقى مبالغ مهولة ومرعبة على المهام اللي كانت تسويها

      المبالغ كانت تتحول لرقم حساب بدون اسم في جزر الكاريبي. كانت ديمه تديره عن طريق الشبكة..
      عمرها ما استخدمت هذي المبالغ لنفسها
      أولا ماكانت تبي شيء يربطها فيها، ثانيا هي لا مادية ولا طماعة..
      هي كانت تسوي كذا عشان تثبت نفسها بس..
      ثالثا كل المبالغ كانت تحولها لحسابات اليونيسيف واليونسكو والانروا..
      حتى جهات التبرع كانت تختار جهات معروفة.. تتبع الأمم المتحدة.. يصلها ملايين التبرعات من كل انحاء العالم.. حتى يصعب تتبع تحويلات الحساب

      الخبر اللي ممكن يسبب الجلطة لمن لا يصدق هذه الأشياء إنه حاليا متوافر بحساب ديمه في الكاريبي حوالي 3 ملايين دولار....
      هي فقط ثمن مهمتها الأخيرة اللي كلفتها فيها شركة كمبيوتر شهيرة جدا.. لاكتشاف الثغرات الأمنية في أنظمتهم الحاسوبية..

      كان نظامها في عملياتها هذي:
      إنها كانت تأخذ نصف المبلغ قبل العملية والنصف الاخر بعدها..
      وماكان أحد من الطرفين يقدر يخل بالأتفاق.. لأن كل منهم محتاج للثاني وخايف منه..

      الشركات تفكر بمنطق إنها ممكن تحتاج ديمة لمهمة ثانية، هذا أولا........ وثانيا يخافون إنهم ما يعطونها باقي المبلغ، تخرب عليهم مواقعهم..

      أما من ناحية ديمة، فهي تحب تحافظ على سمعتها كهكر بروفشنال ينفذ وعوده بمصادقية ودقة...
      ومن ناحية ثانية تعرف إنها لو أخلفت وعدها مع هذه الشركات ممكن يجندون كم هكرز لتتبعها رغم إنها صعب تتبعها.. لكنها تحب تكون حذرة..

      والاتفاق بينهم كان يتم بواسطة اسمها الحركي المستعار عن طريق شبكة معقدة من الايميلات..يصعب تتبعها

      هذا سر ديمة الاول المرعب

      وسرها الثاني كان أخطر... أخطر بكثير..



      تعليق

      • روح soso
        عضو ذهبي
        • Jul 2009
        • 829

        #93


        الجزء الثامن والأربعين




        سر ديمة الثاني المرعب:

        إنها كانت مقررة تسوي عملية تحويل لجنسها من ورا أمها.. بس لحد الحين ماتدري أشلون..

        هي قامت ببحث عن البلدان والمستشفيات اللي ممكن تسوي مثل هذي العملية..
        لكن عائقها هو أنها لم تبلغ السن القانوني..
        وماتقدر تسافر بروحها.. وحتى إن سافرت (لأنها تقدر تدخل على كمبيوتر وزارة الداخلية وتطلع تصريح سفر بأسمها يعمم على كل منافذ قطر"وأهلا بالحكومة الإلكترونية") لكن حتى حينها المستشفى بيرفض يجري العملية دون موافقة ولي أمرها.

        ديمة لا كانت شاذة ولا مثلية.. كانت بنت مشاعرها طبيعية مثل أي بنت..

        لكنها تعاني من عقد عميقة..
        وكانت تعتقد إن أمها مهملتها لأنها بنت، وإن أمها تتمنى لو كانت ولد.. عشان ما يكونون ثنتين حريم بروحهم..
        عشان كذا كانت تبي تحول نفسها..
        كانت تعتقد إنها بهالطريقة ممكن تكسب أمها لصفها.. وخصوصا إن ديمة كانت تعتقد إنها بنت بشعة..
        فكانت تقول لحالها: الولد مايضره لو كان قبيح.. بس بنت وقبيحة ما تنبلع..

        ديمة المسكينة كانت تعاني من انحرافات حادة في التفكير
        وانعدام في ثقتها بنفسها كأنثى.. وغرور كبير بعقلها كهكر،
        بدون ما تلاقي اللي يمد يده لها.. وينتشلها من جنونها
        اللي بيوديها في أكبر داهية من كل ناحية



        أمها بعدها واقفة عند بابها: حبيبتي هلكتيني أدق عليج.. هذا كله على النت.. شكلي أقطعه عن البيت أحسن..

        ديمة برعب داخلي وبرود خارجي: واشلون أحل دروسي إذا قطعتيه..؟؟ أو بتعطيني من وقتج الغالي شوي تدرسيني فيهم..؟؟

        عائشة اللي حاسة بتقصيرها: عبدالله عازمنا على العشا.. تعالي نطلع أشتري لج طقم لبس جديد تحضرين فيه..

        ديمه ببرود: ما أبي أروح.. ولو بغيت اروح.. دولابي مليان ليش نشتري لبس جديد..

        عائشة بحنان: أولا لبسج كله بناطيل وتيشرتات.. تعالي نشتري شيء بناتي شوي..
        ثانيا: خبر جديد، عبدالله رجع أم عبدالعزيز ونوف وأنا أبيج تروحين تتعرفين عليها..

        ديمه بلهفة: عزوز صار عنده أم..؟
        وبعدين كملت ببرود مصطنع: زين نروح نسلم عليها.. بس لبس ما أبي..

        عائشة باستسلام سريع: زين اللي تبينه..


        **************


        دانة واقفة على باب غرفة سعود، كانت مرعوبة (يمه.. وش يبي فيني؟؟) .. خذت نفس عميق..

        ودخلت

        لقت سعود قاعد في الصالة..
        قدامه رشاش كلاشينكوف يفككه..
        دانة قلبها رقع( لحول هذا وولد عمه والرشاشات.. وش راه هو ورشاشه بعد؟؟)

        دانة بصوت واطي: السلام عليكم..

        سعود عينه في الرشاش اللي قاعد يفككه..
        مع إنه بيموت يبي يرفع عينه يمتعها بشوفتها
        وماسوى ذا الفيلم كله.. إلا يبي يشوفها..

        سعود بهدوء: وعليكم السلام..
        أنا أسف ..بس وانا أبي أنزل رشاشي من فوق الدولاب.. طيحت بعض ملابسش..

        دانة تنهدت براحة: (الحمدلله مناديني عشان كذا بس).. وقالت بصوت هادئ: عادي ماصار إلا الخير.. ارتبهم الحين..

        ودخلت ترتب الملابس اللي لقتهم واقعين على الأرض (بفعل فاعل مجهول تقصد اسقاطهم مع سبق الاصرار والترصد) ..

        وسعود قاعد ينظف الرشاش بعد ما فككه..

        سعود فعلا استغرق في الشغلة اللي هو قاعد يسويها باستمتاع.. وهو ينظف الرشاش بدقة.. باستخدام عدة خاصة..

        جات دانة وجلست وهو ما انتبه لرجعتها.. كانت تراقبه بفضول.. وهي تشوف دقته واهتمامه..

        بعد ماخلص تنظيف.. رجع يركب الكلاشينكوف.. وكان يركبه بمهارة وسرعة..

        أول ما خلص، ابتسمت دانة.. وقالت: برافو..

        رفع سعود رأسه وهو يبتسم: أنا أسرع واحد في الثكنة يفك كلاشينكوف ويركبه..

        دانة كانت مبتسمة وهو يكمل بحماس: من تدريباتنا الاعتيادية.. إنه نفك الكلاشينكوف ونركبه خلال أقل من دقيقة..

        دانة بدهشة: لا لا.. ما أصدقك.. دقيقة وحدة تفكه وتركبه؟؟

        سعود بحماس وسعادة وهو يشوف تفاعلها معه: تتحديني أفكه وأركبه في 40 ثانية..؟؟؟

        دانة اللي تحمست: أتحداك..

        سعود وقف ورفع أكمام ثوبه لحد كوعه .. وقال بثقة: خليني أسويها على طريقة المعسكر

        شال الرشاش وجا وجلس على الأرض على ركبه قدام دانة..
        وبدأ يفك الكلاشينكوف
        في الوقت اللي دانة ركزت في ساعة يدها.. عشان تشوف كم الوقت من لما بدأ..

        كانت أصابعه تتحرك بسرعة هائلة.. لدرجة عن دانة ماكانت قادرة تلحق على سرعة حركة إيديه..

        فك القطع وصفها قدامه وعقب رجع يركبها من جديد..
        خلال 38 ثانية كان مخلص..

        دانة ابتسمت وقالت له: 45 ثانية.. يعني خسران..

        سعود بصدمة: مستحيل.. عمري ما تجاوزت 39 ثانية أصلا..

        دانة بعيارة: الساعة تقول مو أنا..

        سعود وهو مبتسم: يالساعة مخبطة يا راعيتها مخبطة.. واحد منكم يغش..

        سعود اللي كان طاير بالجو الرايق اللي بينه وبين دانة..
        رن موبايله.. (من اللي يتصل هالوقت الله يأخذه).... كان جابر صديق سعود..

        سعود بهدوء ومودة (وهو وده يزنطه): هلا جابر..
        ...................
        في البيت
        ..................
        سعود بعيارة: زين يا ابن الحلال لا تبكي علينا.. جايك الحين..

        دانة كان نفسها تسأل وين بيروح من فضولها.. بس كتمت الفضول في نفسها..

        بس سعود أرضى فضولها بدون ما تكلف نفسها: هذا رفيقي جابر.. في مخيمنا اللي بروضة راشد.. وسيارته تعطلت عليه.. بأروح أخذ لي ميكانيكي وأروح له..

        دانة بفضول: عندكم مخيم في روضة راشد؟؟

        سعود بود كبير: عندنا.. لو تحبين تشوفينه.. وديتش يوم يكون الشباب كلهم في الزام..وعقب ما أنبه عليهم ..

        دانة اللي عارفة إنها خلاص مو مطولة في بيت سعود.. ماحبت تكون قليلة أدب قدام عرضه اللطيف، فردت عليه بنبرة لطيفة: إن شاء الله..

        سعود دخل الحمام يتوضأ.. لأن أذان العصر ماباقي عليه إلا شوي..

        أول ما طلع وهو يبلس غترته
        دانة سألته بهدوء: طيب دامك رايح لروضة راشد ويمكن تتأخر.. ممكن أروح لهلي؟؟...
        أبو خالد اليوم كلمني أكثر من مرة وشكله مشتاق لي شويتين.. بأتصل بخالد بعد صلاة العصر..

        (حتى أنا مشتاق ..ومشتاق على طول.. وبأموت من شوقي.. وش تبين بذا الشيبه اللي قلبي ناغزني منه؟)

        سعود كاره طاري روحتها لبيت أهلها، يخاف تروح يمسكها عمه
        فسأل بطريقة عادية وقلبه يرقع في انتظار إجابتها: طيب أمرش وأنا راجع من المخيم؟؟

        دانة بهدوء: مافيه داعي تتعب نفسك.. خالد بيرجعني..

        سعود اللي تنفس بعمق وارتاح: مافيه داعي تتعبين خالد، قومي ألبسي عباتش أنا بأوديش وأنا بأرجعش..


        **************


        محمد اللي كان متمدد على سريره..
        كان يفرفر في الكتب شوي.. استعدادا لامتحاناته..
        هو أساسا ماعنده إلا مادتين.. والفصل هذا أخر فصل..بعد سبع سنين قضاها في الجامعة..
        الأصح ست سنين ونصف..

        طرأ عليه طاري، لقط موبايله: جبير يالعلة.. الوعد بكرة.. ترانا بنمشي عقب صلاة الفجر على طول.. طرف قشك..

        جبر يضحك: زين قول السلام عليكم أول..

        محمد: وعليكم السلام.. وما أبغي كثرة بربرة.. بكرة موعدنا للنعيرية..

        جبر اللي يضحك: بس أنا عندي دوام بكرة..

        محمد بابتسامة: فيه شيء اسمه أجازة عارضة.. يعطونك 7 أيام في السنة.. منت بميت إذا خذت يوم عارضة..

        جبر اللي ميت ضحك: وامتحانك الاسبوع الجاي

        محمد: مهوب طاير... بينتظرني لين أرجع.. يعني بتسوي لي الفالح..
        يأخي توك متخرج الفصل اللي طاف عقب ماشابت عيونك في الجامعة..
        والنعيرية رايحين رايحين ولا لك عذر..

        جبر باستفسار: ومن بيروح معانا..؟؟

        محمد بعيارة : معنا معنا.. ريح روحك من الالف الزيادة ذي.. بيروح معنا خويلد وسويلم..


        ******************



        جواهر اللي صحت على منبه تلفونها لصلاة العصر..
        صحت وهي مرعوبة..
        لأنها قامت لقت نفسها تقريبا لاصقة في عبدالله.. وهي اللي كانت متحركة..
        بينما عبدالله كان على نفس الجهة اللي نام عليها..

        جواهر نطت واقفة: الحمدلله أني صحيت قبله.. لا يشوفني أنا اللي لاصقة فيه..

        جواهر صحت عبدالله على أساس يتوضأ قبلها لأنه بيروح للصلاة في المسجد.. عبدالله المبتسم وهو توه يفتح عيونه: جواهر ولا عليج أمر.. شوفي عزوز توضأ أو لا.. عشان يروح معي المسجد.

        ابتسامته صارت تفتنها.. وغصبا عنها..

        صدت جواهر تحاول تكسر تأثير سحر ابتسامته عليها.. وطلعت تشوف عيالها


        *****************


        جواهر بعد ماصلت العصر..
        لقت مسج من نجلاء.. ومسج قبله من موزة: غريبة ماشفت مسج موزة قبل، يظهر اني فتحته بدون ما انتبه..

        قرت مسج موزة... حست وجهها عطى كل ألوان الطيف من وقاحة المكتوب
        ( طيب ياموزة.. طيب مردودة)
        مسحته ..و دقت على نجلاء..

        نجلاء بحب وعيارة: هلا والله بالعروس.. زين تذكرتينا..

        جواهر بعيارة: انتي قلتيها.. عروس.. وش أبي فيج؟؟

        نجلاء بخبث: أيه اللي نامت بحضن واحد مثل عبدالله.. تنسى العالم كله..

        جواهر بحرج كبير: نجلاء عيب يا قليلة الأدب..

        نجلاء بمرح: شنو عيب بعد، لا تكونين مفكرتني صدقت خرابيط التنازل عن الحق الشرعي.. والفيلم اللي ماله طعم كله..

        جواهر بحرج: والله السالفة جد.. وانتي وحدة فيوز مخج ضاربة..

        نجلاء اللي تضحك: والله مافيه حد فيوزه ضاربة غيرج أنتي وعبدالله.. لو كان الكلام اللي تقولينه حقيقة.. مع أني طبعا موب مصدقة..

        جواهر بهدوء: وليه يعني موب مصدقة حضرتج..؟؟

        نجلاء بهدوء: لأن هذا شيء مخالف الفطرة.. رجل وزوجته مقفول عليهم باب.. وماعندهم مشاكل صحية..
        وخصوصا في وضعك أنتي وعبدالله بالذات.. كل واحد منكم يقول للقمر قوم وأقعد محلك..
        لا ومحرومين طول عمركم.. يعني حد يلاقي الماي جنبه وهو بيموت من العطش.. ويقول لا ما أبي أشرب.. حدث العاقل بما يعقل..

        جواهر كحت من الحرج: نجلاء شكلش استخفيتي.. كأنج منتي بعارفة عبدالله وش سوى فيني..

        نجلاء بعيارة: وخري بس.. السبب اللي كانت حاقدة عليه عشانه.. وخلص بح.. عيالج في حضنج..
        وش هالكابة اللي تبين تعيشين روحج فيها.. صدق موب وجه نعمة..
        يامره اسمعي الكلام.. عبدالله قبلج حارم روحه لأنه صاك على روحه هو وعياله، ومافيه حد لاصق بوجهه
        بس الحين عنده مرة صاروخ مثل القمر.. ما يقدر يحرم نفسه أكثر..
        ولو هو يبي يحرم نفسه منج.. صدقيني بيطالع برا.. وعذره معه..

        جواهر بدون ما تعرف ليه، حست بضيق غير طبيعي يكتم على قلبها وروحها..
        وهي تتخيل إن عبدالله ممكن يطالع مره غيرها .. أو..... أو.... يكون معها...
        (لا لا مستحيل يسويها.. عبدالله رجال مصلي.. وسنينه كلها ماسواها يسويها الحين)

        نجلاء بعيارة: وين رحتي مدام عبدالله؟؟

        جواهر : مدام عبدالله بعينج.. يالله سلمي على أم جاسم.. عندي شغل أبي أسويه..

        جواهر نطت لدولابها تبي تلبس..
        موب عارفة هي ليه مهتمة بشكلها كذا..وفكرت إنها محتاجة تروح للسوق تشتري لها شوي ملابس..

        المهم
        طلعت تنورة بيضاء سادة ضيقة طولها لنص الساق
        بلوزة شيفون مشجرة بالأسود واسعة وأكمامها واسعة لكنها ضيقة ومزمومة من عند الخصر وأساور الأكمام
        ولبست معاها بوت أسود للركبة كعب عالي..
        ولبست دبلتها اللي هي خلعتها وهي تتوضأ.. ماتدري ليه صارت تحس يدها ناقصة من غيرها..
        مشطت شعرها الحريري.. وتركته منسدل على أكتافها بعد ماحطت ماكياج خفيف..

        الباب يدق..
        جواهر ارتبكت.. وحطت نفسها مشغولة بشيء في الأدراج.. كانت تحسب إنه عبدالله..
        لكنها فوجئت إنه عزوز.. اللي ابتسمت بسعادة حقيقية من أعماق قلبها لما شافته..

        عبدالعزيز قرب منها بحب.. حضنها من ظهرها وباسها على كتفها وجواهر حاضنة راسه بحب..

        جواهر بحب: تبي شيء.. صح؟؟

        عبدالعزيز بحب واضح: خلاص ما عاد استغرب من قدرتك على قراءة أفكاري.. صح أبي شي..

        جواهر برقة: عيوني لك..

        عزوز بهدوء: الليلة خالتي عائشة بتعشى عندنا.. صح؟؟

        جواهر باستفهام: صح.. والمطلوب مني؟؟

        عبدالعزيز بجدية: حاولي تقنعين خالتي عائشة تطلع ديمة من مدرستي.. توديها مدرسة بنات..
        ثاني شي قولي لها تهتم في ديمه شوي.. ديمة مراهقة و محتاجة أمها جنبها..

        جواهر بحب: يعني أنت اللي مو مراهق..؟؟

        عبدالعزيز بهدوء: أبوي عمره ما أهملنا.. والحين أنتي معانا.. يعني من اللي مثلنا..
        لكن ديمة أبوها متوفي.. وأمها مهملتها.. مع ان خالتي عائشة مافيه مثل قلبها أحد..

        جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
        وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

        اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟






        تعليق

        • روح soso
          عضو ذهبي
          • Jul 2009
          • 829

          #94





          الجزء التاسع والأربعين




          جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
          وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

          اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟

          عزوز بحرج: ديمة مثل أختي الصغيرة..

          جواهر بحب: وبتكون مثل بنتي.. خل بس علاقتي تقوى بعائشة وأنا أوعدك ما يصير الا الخير..

          وعقب جواهرسألت بشكل حاولت إنه يكون طبيعي: الا أبوك وينه مارجع معك؟؟

          عبدالعزيز بهدوء: راح المؤسسة..

          جواهر حست بضيقة إنه راح قبل ماتشوفه ويشوف لبسها..

          " صدق ما تستحين.. توج ماكملت يوم من يوم خذتي الرجال.. بدت مشاعرج تخونج ناحيته"


          *************


          عبدالله له ساعة من لما وصل المؤسسة..
          في البداية كان مشغول جدا.. بس الحين خف الشغل.. فحضر التفكير..

          ونتيجة للتفكير اللي مارحمه، تناول موبايله ودقه: مساء الورد أم عزوز..

          جواهر على الطرف الثاني كانت حاسة برغبة كبيرة إنها تسمع صوته..
          فكانت سعيدة جدا لما شافت إنه أمنيتها تحققت، لكنها ردت بصوت هادئ: هلا عبدالله..

          عبدالله بهدوء وبنبرة فيها رقة: أنا خلصت شغلي.. أشرايج أعزمج على كوفي.. قبل موعد خالتي عائشة؟؟

          جواهر ضحكت ضحكة ناعمة، عبدالله من سمع رنة ضحكته حس انه ساح على كرسيه: لا عبدالله ما أقدر.. خيرها في غيرها.. خالتي أم فهد وبناتها على وصول..

          عبدالله بعيارة: خلاص لنا الله.. أروح أعزم أفضل..

          جواهر بود: يستاهل أبو محمد..

          عبدالله بود أكبر: زين خلاص أنا أستأذن.. نشوفكم بالليل..


          **************


          سعود كان متوتر.. ويبي يرجع الدوحة.. وسيارة جابر تأخر تصليحها..

          جابر بعيارة: أنت وشفيك تحرقص كأنه راكبك 60 جني..؟؟ تركد يا معرسنا.. العروس مهيب طايرة..

          سعود كح من الاحراج: جويبر تحشم.. قدام أخليك تحشم غصب..

          جابر يضحك: أنت شوف حالتك أول.. يا أخي طرش لها مسج وإلا مسجين من المسجات الثقيلة.. تجيها تلاقيها مروقة..

          جابر خبير بنات سابق.. تائب حاليا..

          سعود ابتسم
          عمره ماخطر على باله ذا الشيء (صدق إنك عليمي) ..

          (دامني أحتاس إذا شفتها ولا أعرف أتصرف.. خل نستخدم أسلوب المسجات)..

          وبدأ سعود يرسم مخططه على كبير .. كبير


          ***************


          هند قاعدة في غرفتها تدور من الحرة والعصبية.. من لما عرفت إن عبدالله رجع جواهر..

          كانت بنتفجر.. وهي على حالتها دخل عليها توأم الشر حقها: أفا هنودة وش فيها معصبة؟؟

          هند بحرة: عبدالله أبو نوف رجع أم نوف..

          فايز بتحسر: أفا الغزال طارت..

          هند اللي ماكانت تبي فايز يعرف عن مخططها الشخصي
          قالت بكذب: الحين ماراح تخليني أكمل مخططك على نوف..

          فايز بخبث وبرود واللي مخططه على نوف ماعاد هامه كثير: لكل خطة خطة بديلة.. أنا الحين أبيج تجيبين لي رقم أم نوف.. إلا هي شنو اسمها؟؟

          هند بحقد: جواهر..

          فايز في نفسه( يالبي الاسم وراعيته): جيبي لي رقم جواهر..

          هند باستغراب: وش تبي فيه؟؟

          فايز ببرود: موب شغلج.. نفذي وبس..

          هند باستفهام: وأشلون أجيبه؟؟

          فايز باستحقار: صج غبية.. اتصلي في نوف وقولي أبي أكلم أمج أبارك لها.. عطيني رقمها.. وش الصعب في الموضوع؟؟

          هند باستفسار: وممكن أعرف وش تبي بأم نوف؟؟

          فايز بعصبية: هند قلت لج موب شغلج..
          في نفسه (جواهر هذي شغل خاص جدا..خارج نطاق الحسابات المادية)


          ********************


          منيرة وسارة قاعدين يدرسون..

          سارة رفعت رأسها عن الكتاب والتفتت على منيرة: الا انتي متى قلتي بتخلصين..؟؟

          منيرة بعيارة: تدرين أنس سألتيني ذا السؤال 20 مرة..
          اليوم الأربعاء
          وبكرة الخميس
          وعقبه الجمعة
          السبت عندي امتحان
          والاحد امتحان
          والثلاثاء امتحانين
          وعقبها خلاص... فهمتي والا اعيد..

          سارة صايدتها حالة كابة حادة.. كل ماقرب موعد إخبار منيرة بموعد عرسها..

          سارة عارفة باللي بيصير.. وماتقدر تلوم منيرة..
          وخايفة أنه اتفاق سارة مع سالم يسبب لها شرخ في علاقتها مع أختها..

          سارة حاولت تطلع من الأفكار هذي من رأسها: منيرة تبين كابتشينو.. بأروح أسوي لي..؟؟؟

          منيرة اللي كانت مستغرفة في المذاكرة: ليش لا؟؟

          وسارة تطلع من الغرفة.. كان موبايل منيرة يدق.. كانت وحدة من بنات جماعتهم..

          منيرة بمودة: هلا والله بالقاطعة..
          .............................
          طيبة الله يسلمس
          .................
          الله يبارك فيس.. بس على شنو؟؟
          ...................
          منيرة اللي طاح التلفون من يدها وصرخت برعب.. رعب موجع حاد قاتل : شنهو؟؟


          *******************


          كانت دانة جالسة مع مزنة في غرفتها..

          ومزنة فاتحة معها تحقيق: شأخبار سعود معش؟؟

          دانة بهدوء: زين..

          مزنة بفضول: شنو زين ذي..؟؟ عطيني تفاصيل..

          دانة بشوي توتر: ما أدري شأقول لش..يتعامل معي بلطف.. عليه حركات غريبة وتخوف.. بس بشكل عام لطيف..

          مزنة بأمل: يعني فيه أمل؟؟؟؟؟؟؟

          دانة بنفي: ما أعتقد.. لأنه شيء بدأ غلط لازم ينتهي غلط..
          أنا انغصبت على سعود وماخذته برضاي..
          حتى لو تجاوزنا ذا النقطة.. أنا عنيدة وسعود عصبي.. والطبعين هذولاء لا يمكن يتوافقون..

          ودانة تتكلم مع مزنة رنة مسج وصل موبايلها..

          فتحته..طلعت عيونها وكحت لما قرته.. كان من سعود:

          " اشتقت لك..
          ممكن أقولها
          وإلا خويلد بينط في حلقي بعد"

          مزنة اللي شافت وجه الدانة ألوانه تتغير.. سألتها بفضول: ممن من المسج؟؟

          دانة ماردت عليها لأنها كانت تكتب مسج.. (طيب يا سعود، تبي تلاعبني يعني؟؟)

          بعد ثواني كان فيه مسج يوصل سعود اللي كان متكي جنب النار.. فتحه سعود بلهفة:

          " تدري إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

          مسج سعود " اللي هو ؟؟"

          مسج دانة " أنهم مسمينك الذيب من قد ما نومك خفيف"

          سعود لما قرأ المسج انفجر من الضحك.. لأنه عرف إنه تقصد إنها كشفته اليوم..

          جابر اللي واقف عند سيارته: يكلم سعود من بعيد: وشفيك استخفيت؟؟ تضحك بروحك..
          سعود رد عليه: مهوب شغلك يالملقوف..

          كتب لها سعود مسج " وتدرين إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

          دانة ردت عليه نفس رده " اللي هو؟؟"

          مسج سعود " إن ريحتك حلوة وتجنن وتطير العقل
          أنا عقلي طاير من الظهر لحد الحين
          الريحة عذبتني
          فكيف بصاحبتها"

          دانة وصلها المسج لون وجهها قلب أحمر دم.. ومزنة قاعدة تطالع اختها وتضحك..

          دانة ما قدرت ترد ( وش يعني.. سكتني كذا.. ما أقدر أرد عليه؟؟)

          سعود أكثر من خمس دقايق ينطر رد منها ..
          عرف إنه خلاص حكرها في الزاواية.. واتسعت ابتسامته..

          لكن بعد دقيقة وصله مسج منها:
          " شنو يعني؟
          كلب بوليسي حضرتك"

          (طيب يا دانة)

          بعد ثواني وصل رد سعود

          اللي لما وصل دانة شهقت شهقة عنيفة منتزعة من أقصى أعماق روحها..
          وبعدها خنقتها العبرة..
          وبعدها ما قدرت..
          صارت تبكي بهستيرية مريرة..


          تعليق

          • روح soso
            عضو ذهبي
            • Jul 2009
            • 829

            #95
            الجزء الخمسون




            شابتان مقبلتان على حياتهما الجديدة
            تتلقيان صدمة عمرهما..
            يفقدان التوازن..
            تتفجر المشاعر..
            لتغرق كل ماحولها..



            سارة رجعت من المطبخ معاها الكابتشينو..
            حطته على الطاولة وألتفتت على منيرة
            وقالت بمرح: كابتشينو إنما أيه.. يستاه .......

            الكلمة ماتت على لسان سارة وهي تشوف أختها قاعدة على سريرة عيونها مبققة ومليانة دموع..
            وكتبها وموبايلها مرميين على ألارض..

            سارة نطت جنب منيرة، وقالت بقلق لاحدود له: مناري حبيبتي وش فيس؟؟ ردي علي فديتس.. حرام عليس لا تسوين فيني كذا.. منيرة .. منيرة.. ردي علي..

            منيرة بعد فترة صمت طويلة.. ورجاءات كثيرة من سارة
            قالت بصوت ميت مرعب خاوي من الحياة: سارة أنا عرسي بعد حوالي 25 يوم..؟؟؟؟؟

            سارة عبرتها نطت في بلعومها.. ما قدرت تقول شيء غير إنها هزت رأسها..

            منيرة اللي شافت اهتزاز رأس سارة.. حسبته زلزال في قلبها..
            وصارت تصيح صيحات مرعبة وهي تلطم وجهها بقوة بكل وتصيح : ليه ؟؟ ليه ؟؟
            ليه؟؟
            لي ه؟؟
            ل يه؟؟


            .. وبعدها هجمت على كتبها ومزعتها..
            وموبايلها وخبطته في الطوفة بكل قوتها..
            واستمرت تصيح بهستيرية وهي تكسر كل شيء في الغرفة.. وتصيح:
            ليه؟؟
            ليه؟؟
            ليه؟؟
            ليه؟؟


            ثم أغمي عليها


            ********************


            مزنة اللي شافت دانة أنكبت على سريرها.. وهي تبكي بشكل هستيري..
            أنخلع قلبها من مكانه.. عمرها كله ماشافت دانة (اللي كانت دايما قوية قدامهم) تبكي كذا..

            عرفت أن سبب بكاها.. مسج وصلها..
            لأنها كانت تقرأ وتكتب مسجات قبل حالة البكاء الغير طبيعية اللي اجتاحتها..

            مزنة دورت على موبايل دانة..
            كانت دانة ماسكته بكل قوة..
            مزنة فلتت بالراحة أصابع دانة اللي كانت شادة على الموبايل..

            وقرت المسج اللي كان سبب بكاء دانة الهستيري واللي عمر مزنة ماشافت دانة تبكيه في حياتها:

            " وليه ما تقولين
            عاشق ولهان
            متيم
            مغرم
            مجنون
            يعشق كل شيء فيك
            من ريحتك
            لابتسامتك
            لصدى اسمه على شفايفك

            أحبك
            والله أحبك
            ومن زمان
            زمان
            قبل ما نولد حتى
            لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد
            حبك أعاد تشكيلي
            وإطلاق الإنسان في داخلي

            هل فيه أمل أنه في يوم
            بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟"


            ***************


            جواهر حلفت على أم فهد وبناتها يقعدون للعشاء..
            فكان عشاء نسائي بحت..
            الكل كان منخرط في الحديث
            نوف وحصة ونورة مع بعض..

            أم فهد وعائشة وموزة وجواهر مع بعض..

            وديمة قاعدة لحالها..

            حصة تهمس لنوف: إلا بنت خالتج هذي ليش كاشة وقاعدة بروحها..؟؟

            نوف بنفس الهمس: ديمة لها أجواءها الخاصة..

            نورة بعيارتها: موب منها إلا من لبسها اللي كنه وجهها..
            فيه بنت أنثى مخلوق ناعم وحساس.. تلبس تيشرت عليه جمجمة يسيل منها دم.. وامها أشلون مخليتها على كيفها؟

            نوف بشوي حرج: ديمة عنيدة شوي.. وخالتي عائشة تعتبر اللبس حرية شخصية.. عشان كذا ما تشدد معها عليه

            نورة بمرح: حرية شخصية؟؟ لو أنها قد ذاقت العقال على مقفاها كان نست أبو الحرية الشخصية وأمها..


            على الجهة الأخرى كانت جواهر تميل على أذن عائشة: أم ديمة.. ليش ما تسوين لديمة نظارة أصغر من هذي واكشخ شوي..
            حرام هذي بنت صغيرة.. هالنظارة ماكلة نص وجهها.. وستايلها قديم شويتين..

            عائشة تتنهد: ومن قال لج إن ديمة محتاجة نظارة.. ديمة نظرها 6 على 6..

            جواهر بدهشة: زين ليش تلبس نظارة؟؟

            عائشة تتنهد تنهيدة طويلة: أول شيء كانت تبي تقلد ولدج عبدالعزيز..
            جننتني تبي نظارة من يوم عمرها 8 سنين..فصلت لها نظارة حماية عشان تنبسط..
            وحسبتها يوم ويومين وتخليها.. بس هي أصرت عليها بشكل..
            وهذي النظارة هي اللي فصلتها بنفسها من 3 سنين واصرت تلبسها..
            على فكرة جواهر.. ديمة حلوة وايد.. بس هي نهائي موب مقتنعة إنها حلوة..

            جواهر تنهدت: طيب وموضوع ثاني: ليش للحين تاركتها بمدرسة مختلطة..؟؟ البنت صارت كبيرة.. ومايصير تدرس مع صبيان..

            عائشة بهم: أنا حاولت بس هي موب راضية تترك مدرستها.. تقول خايفة علي من الأولاد؟؟.. لاتخافين.. لا هم يطالعوني ولا أنا أطالعهم..

            جواهر بدهشة: هذي بنت صغيرة ما تعرف مصلحتها.. إذا هي أصرت على شيء تخلينها تسويه..

            عائشة بتردد: أنا لأني مقصرة بحقها .. أعترف أني أحاول أعوضها بطرق ثانية..

            جواهر بحكمة: بس أنتي عارفة إنه هذا غلط.. وأنتي مهما ماوصلتي من نجاح في شغلج.. بنتج المفروض تكون في المقام الأول..
            اهتمي فيها أكثر.. وقربي منها أكثر.. بنتج محتاجتج وايد.. لو صار لبنتج شيء.. كل نجاح الدنيا.. ماراح يعوض دمعة وحدة من عينها..

            عائشة برعب: بسم الله عليها.. ديمه هي الشيء الوحيد اللي أنا طلعت به من الدنيا..
            بس يا جواهر أنا والله احس بمسئولية كبيرة.. اقول كم جراح أعصاب عندنا في قطر..؟؟ معدودين.. أحيان كثيرة أندم أني درست هالتخصص الدقيق اللي خذني من بنتي.. بس شاسوي؟؟ شاسوي؟؟


            ****************


            عبدالله تعشى مع عبدالعزيز الكبير وعبدالعزيز الصغير في المجلس..

            عبدالعزيز الكبير كان جاي يسلم على جواهر اللي جات وجلست معاهم شوي قبل ترجع للحريم

            عبدالعزيز أستأذن بدري لأنه متواعد هو وراشد.. عشان يستشيره في المشروع الخطير اللي هو مقبل عليه..واللي ماحد بيعرف عنه غير راشد.. ثم عبدالله بعدين..

            عبدالله وولده كل واحد منهم طلع لغرفته..

            عبدالله خذ شاور.. وجلس يسمع الأخبار..

            عبدالعزيز في غرفته وباله مشغول بشيء


            ****************


            سارة جالسة جنب أختها اللي صحت من غيبوبتها... لكنها كانت صامتة جامدة بدون كلمة..

            سارة اعتقدت إن صدمة منيرة هي صدمة وقتية.. وإنها بكرة بتروق وتتقبل نصيبها..

            منيرة ماردت على سارة بكلمة
            وتمددت على السرير.. وتغطت حتى رأسها كله


            *****************


            دانة اللي هدت هي الأخرى..
            واللي مارضت تقول لمزنة عن السبب اللي خلاها تبكي كل هالبكاء لما قرت المسج..
            والحين دانة خايفة ما تبي ترجع مع سعود لبيته..

            كانت مطمئنة له وهي تعرف إنه يكرهها..
            بس بعد ماعرفت إنه يحبها..
            صارت مرعوبة.. مرعوبة.. مرعوبة لأسباب تتعلق فيها أكثر ما تتعلق بسعود..

            موبايلها رن.. رقع قلبها لما شافت اسم سعود.. تركته يرن لحد ما قطع.. بعدها بعثت مسج لسعود:

            "سعود تكفى
            خلني الليلة هنا
            بكرة أنا بأرجع بنفسي"

            بعد ثواني وصلها المسج:

            " أنا صرت واقف تحت خلاص
            إذا أنتي حابة تصغريني
            وتحرجيني قدام هلش
            براحتش"

            دانة انحرجت.. وغصبا عنها.. قامت تلبس عبايتها


            **************


            الساعة قربت على 11 ..في بيت عبدالله

            العشاء خلص على خير..

            أستأذنت أم فهد وبناتها قبل حوالي نص ساعة..

            باقي عائشة وديمه

            جواهر جات وقعدت جنب ديمة..

            جواهر بود ورقة: أنتي أي صف الحين؟؟ (مع إن جواهر تعرف بس تبي تفتح باب للحوار)

            ديمه بثقة ممزوجة بحياء: Grade10

            جواهر قربت من ديمة بحنية وسحبت النظارة عن عيونها..
            ديمه حاولت تمسك نظارتها.. بس استحت وتراجعت لما شافتها خلاص بيد جواهر..

            جواهر فعلا تعجبت من جمال ديمه اللي كان متخبي بالكامل ورا النظارة الكبيرة والبشعة التصميم..

            وأكثر شيء تعجبت منه لون عيونها الغريب وطول رموشها..

            جواهر بحنان: اللي عندها هالجمال كله تخبيه ورا نظارة مثل هذي؟؟

            ديمه بحرج: أنا ما أقدر أشوف من غيرها..

            جواهر ماقالت إنها تعرف إن نظرها مافيه شيء: لبس النظارة شيء اعتيادي وما يخبي جمال الحلوة.. بس لما تكون النظارة متناسبة مع الوجه..
            أشرايج أروح أنا وانتي ونوف بكرة ونسوي لج نظارة جديدة.. ومنها تتمشون شوي وتشترون لكم شوي أغراض جديدة..

            ديمه بحرج: مافيه داعي خالتي..

            جواهر وجهت كلامها لعائشة: عائشة بعد أذنج ممكن بكرة العصر أمر ديمة نروح السيتي سنتر.. تفصل نظارة جديدة.. ونشتري كلنا شوي ملابس جديدة..

            عائشة بابتسامة: أكيد ما عندي مانع.. خصوصا بكرة عندي عمليات من الصبح لليل..

            ديمه حست انها انحكرت في زواية.. وصار لازم تروح معهم


            ****************


            سعود ودانة في غرفتهم..

            دانة طول الطريق وهي ساكتة..

            وسعود محرج وساكت.. (معقول لهالدرجة تضايقت من تعبيري عن مشاعري)

            دخلوا ساكتين..
            بدلوا ملابسهم ساكتين..

            دانة دورت أبشع بيجامة بين بيجامتها.. ماكانت تبي تحسس سعود إنها تحاول تعجبه أو تغريه بأي صورة..

            بس المشكلة إنه أي شيء تلبسه أو تسويه كان في عيون سعود أحلى شيء وأعذب شيء..

            دانة كان توترها واصل حده.. وسعود كان ترقبه واصل حده..

            ساعتين كاملة وهم جالسين في الصالة ساكتين..

            سعود يفرفر في القنوات.. وهو اصلا مو مركز في أي كلمة ..
            كل تركيزه مع المخلوقة اللي قاعدة مقابله تفرك إيديها بتوتر وهي سرحانة..

            سعود لما تعب من الانتظار.. قرر إنه يقوم بواحد من مخططاته..
            قام متوجه لغرفته.. وهو قايم مسوي نفسه رايح..
            ألتفت على دانة وسألها بلهجة حاول إنه يدفع فيها أكبر قدر من عدم الاهتمام: إلا دانة كنت أبي أسألش عن شي؟؟

            دانة اللي انتزعها صوته من عالم السرحان اللي كانت فيه: هاه سعود؟؟

            سعود بهدوء مدروس : أقول كنت أبي أسالش عن شيء؟

            دانة بهدوء متوتر: هلا

            سعود ببرود تحته عيارة خارقة: البارحة لما كنتي ترتبين في الصالة.. ماسمعتي أصوات غريبة؟؟

            دانة با ستغراب: لا

            سعود ببرود تحته بيموت من الضحك: زين الحمدلله..

            دانة اللي بدأ يتسرب لها الخوف: لا.. قل: أي أصواته؟

            سعود مسوي حاله يبي يسكر الموضوع: خلاص يا بنت الحلال دامش ماسمعتي شي.. خلاص انسي السؤال... يالله تصبحين على خير..

            دانة اللي نطت من مكانها قالت بتوتر ونبرة خوف: لا سعود مو تقول لي كلمة وتروح .. أصوات شنو؟؟

            سعود بلعانة: يعني صوت بزر يبكي.. قطوة .. عنز.. كلب.. أحيانا ضحك.. أصوات مختلفة..

            دانة رجعت تنط وهي تنفض ملابسها: بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ليه غرفتك فيها شيء..؟؟

            سعود بخبث: يا بنت الحلال مافيها شيء.. أنا بس كنت أسأل.. يالله تصبحين على خير..

            ودخل سعود لغرفته.. عقب ما سوى اللي يبيه.. ودخل رعب غير طبيعي في قلب دانة الخوافة..





            تعليق

            • روح soso
              عضو ذهبي
              • Jul 2009
              • 829

              #96
              الجزء الحادي والخمسين




              سعود دخل وتمدد على سريره..

              ودانة برا.. قاعدة فوق الكنبة ضامة رجولها لصدرها.. خايفة يطلع شيء من تحت الكنبة يمسكها..

              (يمه.. يمه.. خلاص بكرة بارجع بيت هلي.. هو يخوف.. وغرفته تخوف.. ليتني مارجعت معه.. ليتني قعدت في بيت هلي)

              دانة خلاص موب قادرة تستحمل ..كل شوي تتخيل شيء.. نادت سعود وهي في الصالة، وهو داخل: سعود.. سعود..

              سعود اللي متمدد على سريرة وبيموت من الضحك.. رد عليها بصوت مكتوم: نعم دانة؟؟

              دانة بارتباك: تعال.. فيه فيلم حلو في التلفزيون.. تعال تفرج معي..

              سعود اللي عرف إن مخططه نجح نجاح هائل رغم إنه ماثقل العيار عليها: لا دانة ..تعبان وأبي أنام..

              خلال أقل من دقيقة، كانت دانة واقفة فوق رأسه، وبرجاء تقول له: سعود تكفى.. تعال أقعد معي..

              سعود بخبث: ليه؟؟

              دانة وهي تحاول تجاوب بثقة: عادي.. أبي أسولف عليك..

              سعود ببرود تحته انفعالات حادة: تعالي سولفي هنا..

              دانة كحت: وين هنا؟؟

              سعود ببرود: تعالي جنبي وسولفي علي..

              دانة بارتباك: لا خلاص.. بأرجع مكاني..
              وعطته ظهرها استعداد للردة لمكانها

              سعود بنفس النبرة: كيفش..وكمل بلعانة: لو سمعتي شيء صحيني..

              دانة اللي رقع قلبها من الخوف..
              رجعت بخطوات مترددة.. وراحت لطرف السرير الثاني بشويش..
              وقعدت على طرف طرف السرير بدون حتى ما تقرب جنب الغطاء.. وهي بتموت من الخجل..

              سعود اللي رفع راسه وسنده على كفه ووجهه ناحيتها، قال بابتسامة: والله العظيم أنا ما أعض.. مخلوق مسالم..

              دانة اللي عضت على شفايفها: بس أنا خايفة..

              سعود اللي انلسع من كلمتها، جلس على حيله.. وقرب من دانة.. ومسك يدها..وقال بثقة وحنان ورجولة: أرجوش دانة إنش ما تخافين مني.. أنا أوعدش أنه عمري ما أمد يدي عليش مرة ثانية.. تنقص يدي لو أسويها..

              دانة اللي هزها بعنف احتضان يده ليدها، جاوبت وعبرتها خانقتها: ومن قال إني خايفة منك...

              وبدت دانة تبكي بكاء هستيري..


              *********************


              جواهر اللي دخلت على عبدالله الساعة 12..
              كان متمدد على سريره يقرأ كتاب..
              لما شافها ترك الكتاب من يده وابتسم: ماشاء الله طولوا الحريم عندكم..

              جواهر بإرهاق: شوي..

              عبدالله بابتسامة: إلا قولي شويتين..

              (ياحلو ابتسامتك) جواهر هزت رأسها تنفض الفكرة عن رأسها وهي تقول: تعبانة والله من طول الوقفة.. أحس رجولي مو قادرة تشيلني

              عبدالله بمرح: تعالي أسوي لج مساج.. أو اهمزج على قولت الشيبان..

              جواهر كحت: لا شكرا.. بأخذ الحين شاور وأنام..

              عبدالله ابتسم ورجع يقرأ في كتابه

              جواهر طلعت لها بيجامة من الدولاب علقتها في غرفة الملابس.. وتوجهت للحمام..

              ****************

              سعود انخلع قلبه لما شاف دانة انكبت على المخدة تبكي..وخبت وجهها فيها..

              قرب منها لحد مالصق فيها.. ويده تمسح على ظهرها بحنان، ويقول لها برقة: دانة حبيبتي ليش تبكين؟؟

              دانة وهي تبكي ووجهها في المخدة.. تقول بصوت مكتوم: لا تقول حبيبتي..

              سعود بنبرة تذوب حب وحنان: لا بقول حبيبتي وقلبي وعمري وروحي وكل شيء بحياتي..
              دانة أنتي شاكة أني أقول لش كلام أنا ما أقصده.. أحبش والله العظيم أحبش.. أنتي وبس.. والقلب والله ما نبض لغيرش..
              حرام اللي تسوينه فيني وفي نفسش.. قومي كلميني..

              دانة ماردت عليه.. ومستمرة في البكي..

              سعود مسكها وقعدها بالقوة.. خذ كلينكس ومسح وجهها.. وصب لها ماي وعطاها تشرب.. هدت شوي..

              سألها بحنان: ليش تبكين؟؟

              دانة وهي تتحاول تتماسك: ماعليه سعود.. أحب أحتفظ بالسبب لنفسي..

              سعود يمسح على شعرها بحنان: براحتش يا قلبي.. المهم توعديني أني ما أشوف ذا الدموع الغالية مرة ثانية..

              دانة بصوت واطي: أحاول..


              *************


              جواهر طلعت من الحمام.. بعد ما نشفت شعرها بالسيشوار اللي في الحمام..
              ولبست بيجامتها اللي كانت بينتاكور سودا بدون أكمام..
              جواهر حست إنه شكلها ملفت في ذا البيجامة تحسست شوي.. وقالت: وش بيقول علي عبدالله؟؟ قاعدة تشتغل لي شغل إغراء..

              بس المفاجأة اللي صدمتها إن عبدالله كان نايم لما طلعت..
              حست جواهر بضيقة غصبا عنها.. كان نفسها تسولف معه قبل تنام شوي..

              راحت جواهر لبست ثوب الصلاة.. وصلت التهجد.. وعقب
              جات تمددت جنبه بشويش خايفة تزعجه بأي شكل من الأشكال..

              بس اللي هي مو عارفته..
              إنه عبدالله صاحي.. بس هو مثل النوم..
              لانه حس إنه شوفتها في هالوقت بالذات بتشكل ضغط نفسي لا يحتمل عليه..
              وقبل ما توصل جواهر وتمدد على السرير.. كانت ريحة عطرها المثير سابقتها.. (يالله صبرني)


              ***********


              دانة كانت متمددة على أقصى طرف السرير، وسعود كان قاعد براحته على الناحية الثانية..

              دانة اللي كانت هدت تمام.. كانت مستمعتة جدا بحديث سعود..
              اللي طوال أكثر من ساعتين.. ماخلى شيء ماسولف لها عنه.. المعسكر.. أيام الكلية العسكرية.. القنص وأيام البر.. سفراته..

              سعود بحنان: هاه.. شأخبارك الحين؟؟

              دانة بابتسامة واسعة: تمام والله تمام..

              سعود بخبث: ويوم أنتي تمام.. ليه كاشة لطرف السرير؟؟.. قلت لش أنا والله ما أعض..

              دانة قربت شوي بس.. وهي متوترة..

              سعود بخبث: ماسويتي شيء.. قربي بعد..

              دانة بخجل: لا خلاص مكاني زين..

              سعود شد دانة من خصرها بيد وحدة ولصقها فيه، وقال بنعومة: كذا مكانش أزين

              دانة اللي حست بانفعالات سعود تجتاحها.. قالت بنبرة منفعلة: سعود واللي يخليك أصبر علي..

              سعود بنبرة عميقة: أنا أنتظرتش عمري كله.. أحس مافيني أقدر أصبر دقيقة بعد.. أنتي ليش متوترة كذا..
              ( وكمل ويده تعبث بخصلات شعرها بنبرة أعمق وأخفت): أنتي بس هدي.. والله العظيم ما أغصبش على شيء أنتي ما تبينه..
              وعلى فكرة الغرفة عمري ما سمعت فيها صوت حد غيري


              ***************


              عبدالله ما قدر ينام..
              بينما جواهر نامت بعد ما تمددت بشوي..

              قام عبدالله وجلس.. شغل الأباجورة اللي جنبه يبي يشوف جواهر صاحية وإلا نايمة..

              كانت جواهر رايحة في النوم.. وشكلها وهي نايمة في الأسود اللي مبرز صفاء بشرتها.. كان مصدر تعذيب حاد لعبدالله..

              عبدالله قرر يقوم ويطلع من البيت كله.. يروح للمجلس الخارجي يتمدد هناك لصلاة الفجر..

              عبدالله كل طاقة المقاومة اللي عنده خلصها أمس.. ليلة زواجهم..
              كان يعتبر نفسه إنه قام بمجهود خرافي اللي ماخق وأنهار وسلم من يوم شاف الاخضر..

              مثل البرود حتى على نفسه..وخدع روحه شوي..

              لكن خلاص خلاص ماعاد قادر.. وفي نفس الوقت مستحيل يقدم على أي خطوة.. وهو يعرف إنها قرفانة منه..
              والاهم إنه وعدها.. ومستحيل يخلف وعده..

              المشكلة إنها صايرة لطيفة.. يعني لو أنها تعامله بتحدي أو قسوة.. كان نفر منها.. بس كل شيء فيها يجذبه.. بعنف..

              حتى المجلس ماقدر يرتاح فيه..
              قرر يرجع للبيت.. ويروح لغرفة الرياضة اللي تحتل صالة واسعة تحت..

              ظل يرفع أثقال ويستخدم جهاز الجري بالتناوب وبعنف لأكثر من ساعة..
              لحد ماحس خلاص إنه أنهد وغرق عرق..
              عقبها ما قدر حتي يطلع فوق.. نام على أقرب كنبة..

              جواهر اللي صحت لصلاة الفجر مالقت عبدالله.. استغربت: وين راح ذا؟؟

              راحت صحت عيالها للصلاة..
              عزوز سال عن أبوه.. قال بمرح: أمس عذرناه قلنا عريس جديد.. بس اليوم بعد موب رايح معي للصلاة..

              جواهر بحرج: أبوك سبقك للمسجد..

              عزوز هز كتوفه: غريبة بالعادة ينطرني..


              ******************


              سعود اللي كان يلبس ملابسه.. ودانة توها تطلع من الحمام بروبها وفوطتها..

              دانة برقة: سعود تكفى لا تطلع للمسجد وشعرك مبلول كذا.. والله بتمرض.. تعال أنشفه لك بالسيشوار..

              سعود بعيارة: وينها اللي قبل كم يوم تقول لي قلعتك..الحين خايفة علي أمرض

              دانة بخجل: مشكلة الناس الحقودين ما ينسون..

              سعود وهو يلبس غترته: لا تخافين على الناس الحقودين.. بأتلطم..

              سعود طلع يبي يمر على غرفة محمد يصحيه للصلاة..
              لقى محمد على باب غرفته معه شنطته والسليب باق..


              سعود برعب: وينك رايح؟؟

              محمد بابتسامة وهو يحب خشم سعود: بلاك عريس جديد ماعاد دريت عن العالم..
              أنا رايح النعيرية.. ومعي خالد وسالم وجبر..

              سعود بغضب: أشلون تروح بدون حتى ما تعطيني خبر..؟؟

              محمد بابتسامة: طال عمرك.. عطيتك خبر قبل كم يوم..
              وأمس اتصلت عليك وقلت لك أبي أقول لك شيء..
              قلت لي أنا مشغول الحين وباكلمك ولا كلمتني..
              يعني أنا مالي ذنب..

              سعود تذكر إن محمد فعلا كلمه.. بس وقتها كان مشغول بإرسال المسجات لدانة..

              سعود بود: زين الله يحفظك..

              وطلع سعود فلوس وحطها في جيب محمد..

              محمد جا بيرجعها: معي فلوس طال عمرك.. كله من خيرك يا أبو سعيد..

              سعود مسك يد محمد على جيبه: زيادة الخير خيرين..
              وبعدين كمل بمرح وهو يمسك أذن محمد: ودرس السفر مع الرياجيل متذكره وإلا لا؟؟

              محمد يفرك أذنه ويقول وهو يضحك: أفا عليك هذا درس ما ينسى:
              أولا : ماحد يباشر علي وانا اللي أباشر على الرياجيل (يباشر: يدفع.. تستخدم مثلا لما واحد يدفع عن غيره)
              ثانيا: سيد القوم خادمهم..
              ثالثا: الصلاة أولا وأخيرا..

              سعود وهو يضحك: عفية عليك.. ويالله أمش نلحق الصلاة


              ***************



              جواهر اللي كانت خلصت صلاة ..

              فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟






              تعليق

              • روح soso
                عضو ذهبي
                • Jul 2009
                • 829

                #97



                الجزء الثاني والخمسين




                جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟

                جواهر فوجئت بعبدالله يدخل ورا عبدالعزيز.. ويتوجه ناحيتها.. ويحضنها من كتفها ..ويحب راسها

                ويقول بمودة: أشفيك تتفول علينا يا ابن الحلال تونا مالنا يومين..

                عبدالعزيز بخجل: اسمح لي يبه أنا ما أبي أتدخل بينكم..
                بس لما أشوفك نايم تحت على كنبة وبدون غطا في ذا البرد.. أكيد لازم أشك أنه فيه شيء غير طبيعي.. وخصوصا أنه عمرك ماسويتها..

                جواهر صارت في نص ثيابها..
                ودها الارض تنشق وتبلعها، مع أنها ما سوت شي.. ولا زعلت عبدالله حتى.. عشان يشك ولدها إنها سوت لأبوه شيء..
                بس الموقف كله كان محرج.. وخصوصا يد عبدالله اللي على كتفها.. كانت حاسة إنها تحرق كتفها بنار لاهبة..

                عبدالله وهو يشدد من قبضته على كتف جواهر ويرجع يحب رأسها: يا ابن الحلال كنك أنت إللي أبوي..
                أنا نايم أمس بدري.. صحيت قبل الفجر سويت شوي رياضة.. حسيت أني تعبان فنمت على الكنبة.. هذي كل السالفة..

                عبدالعزيز بحرج شديد: أنا أسف يمه.. أنا أسف يبه..

                وانسحب فورا برا.. وقفل الباب وراه..


                عبدالله فلت جواهر بالراحة.. وقال بهدوء وتعب: سامحيني أني مسكتج وانا معرق كذا.. بس كان لازم اتصرف كذا قدام عزوز..

                جواهر ما شمت ريحة عرق مطلقا.. كل اللي هي شمته ريحة رجولية عميقة وعذبة جدا.. حركت مشاعر دافئة وساكنة بأعماقها..

                جواهر حاولت تتماسك وقالت لعبدالله بهدوء: والكلام اللي قلته لعبدالعزيز صحيح أو لا؟؟

                عبدالله بجدية مصطنعة: صحيح جدا.. وكمل: والحين اسمحي لي اخذ شاور وألحق أصلي..


                ****************


                مر يومين
                الخميس والجمعة.. وصرنا في يوم السبت

                خلال اليومين اللي فاتت

                سعود ودانة..
                كناري الحب..
                في غاية السعادة والانسجام..
                سعود بيموت بيموت بيموت ويسمع من دانة كلمة " أحبك"..
                لكنه ما يبي يستعجلها.. لحد ما يحس إنها تقصدها.. وأنها فعلا طالعة من قلبها

                ينتظر محمد يرجع عشان يسافر هو ودانة يقضون الباقي من إجازتهم في أي مكان تختاره دانة

                دانة شرطت عليه عشان يكملون حياتهم سوا.. أنه ما يمنعها من شغلها..
                سعود وافق عشان مايزعلها أو يخسرها.. رغم أنه داخليا كان رافض لشغلها..


                منيرة
                مازالت منهارة.. ترفض تأكل أو تتكلم مع أحد..

                أبوها حاس بذنب كبير.. أولا لأنه ضغط عليها توافق..رغم إنه عارف تمسك ولد اخيه ببيته..
                (إذا كان أنا الشايب اللي عمري 50 سنة ما أقدر أدخل ذاك البيت.. أشلون بنية عمرها 20.. طاوعني قلبي أحكم عليها تعيش في بيت مثله.. وين قلبي وقبله وين عقلي)

                فالح (أبو علي) قرر أنه أول مايرجع سالم من النعيرية، إنه يطلب منه يطلق منيرة..
                وكان قراره هذا قرار نهائي لا رجعة فيه..
                لأنه البنية مستحيل تأخذه..
                وحتى لو حاول ابوها يجبرها موب بعيد إنها تستخف.. اللي جاتها هالحالة.. من موعد العرس.. أشلون العرس نفسه..؟؟
                أكيد إنها بتستخف بتستخف..
                هذا إذا كانت ما أستخفت أصلا

                (أنا ماني بايعن بنتي وخايفن من عقوبة ربي على اللي سويته فيها.. والعذاب اللي تعذبته طول فترة ملكتها..
                ياربي سامحني في اللي سويته في ذا الشوفه..
                وسالم رجال مهوب قاصره شيء.. يأخذ بدل الوحدة أربع)

                علي أخ منيرة
                كان مولع من الغضب على أبوه وعلى ساره بالذات : ( يوم أنتو عارفين إن البنية ما تبغيه من البداية.. ليه تجبرونها..؟؟
                وأنتي ياسارة ليه ما علمتيني.. ؟؟
                سالم مستحيل يأخذ وحدة يدري إنها ما تبغيه..
                يعني لو أنتو قايلين له من أولها ما كان صار شي من ذا كله...
                الحين منيرة يمكنها استخفت..
                يمكن الا أكيد..
                هذي حالة وحدة صاحيه. الحين ارتحتو يوم جننتوها.. ارتحتوا..
                وأنتي ياسارة ارتحتي يوم قدمتي اختس ذبيحة لأخوس سالم)

                سارة كانت حاسة بذنب فضيع فضيع يقطعها من داخل ألاف القطع..وخصوصا أن منيرة رفضت تدرس وشققت كل كتبها..

                مها وفاطمة عرفوا باللي صار لمنيرة
                وكل يوم كانوا عندها من الصبح لليل..
                بس هي ما كانت ترد على حد.. كانوا يدرسون عندها ويحاولون يقنعونها تدرس معهم.. لكنها ما كانت تستجيب لأحد..

                فقرروا مها وفاطمة يقدمون لها الامتحانات (غير مكتمل) على أساس تقدمها مع بداية الفصل الدراسي الجديد..
                عشان مايروح عليها الفصل اللي كان خلص خلاص..


                عبدالله وجواهر

                الحكاية المستعصية

                الثنين يصحون الصبح بدري غالبا..
                يطلعون سوا على سيارة عبدالله الجديدة لكزس فورويل.. سيارة عائلية على قولته
                بعد ماترك سيارته مع سواقها الجديد لجواهر اللي تقبلتها غصبا عنها ..

                يتمشون شوي.. يتقهون بكوفي.. يمشون على الكورنيش

                كانوا يقضون وقتهم يسولفون بانسجام كبير..
                بينهم توافق مدهش في الأفكار.. وحديث شيق.. واستمتاع كل واحد منهم بصحبة الثاني وكلامه..

                عبدالله وجواهر كانوا مستمعين جدا بحياتهم الجديدة
                كصديقين حميمين..
                كأب وأم يشوفون الفرحة في عيون أولادهم..


                لكن كزوج وزوجة
                كرجل وامرأة
                الأثنين كانوا أتعس مخلوقين في البشرية

                جواهربدت تحس بتبدل مشاعر سريع وثوري وجذري ناحية عبدالله..
                كانت تحاول انها تمنع سيل مشاعرها الانثوية اللي عانت الكبت لسنين طويلة من الاندفاع ناحية عبدالله..
                لكنها عجزت وفشلت..
                يمكن لوكانت طباع عبدالله غير.. يمكن كان لقت لها عذر تستمر على كراهيتها لعبدالله..
                بس عبدالله كان غاية في اللطف والرقة والحنان مع الكل..

                وكان عبق رجولته الصارخة يغرق المكان من حوله..
                الرجولة اللي تدير رأس أعتى امرأة.. وبسهولة

                من ناحية ثانية: سبب كرهها له.. أولادها..

                لما شافت حبه لأولاده وحرصه عليهم وعلى تربيتهم..
                ما قدرت انها ما تحس بفضله..
                وخصوصا انه رباهم تربية ممتازة رغم انه كان وحيد في زمن يصعب فيه السيطرة على المراهقين..
                صحيح نوف دلوعة شوي.. وعزوز حساس شوي..
                بس هذا ما يعتبر عيب..
                وعدا ذلك الثنين اخلاقهم وتربيتهم رفيعة جدا..
                وكل هذا كان بفضل الله ثم عبدالله اللي قدر يحمي عياله ويحاوطهم برعايته وحرصه


                جواهر غزتها مشاعر الانثى بحدة وعنفوان..
                قرب عبدالله منها فجر مشاعرها المدفونة تحت الرماد..


                عبدالله اللي اصبح شبه عاشق وشبه متيم..
                كان يقضي طول اليوم يسولف مع جواهر الصديقة وام عياله.. كعبدالله الصديق وابو العيال

                لكن لما يأتي الليل بسحره وتقليبه للمواجع..
                يحضر عبدالله الرجل المفعم بالرجولة والعنفوان.. اللي مايشوف قدامه غير جواهر الانثى..

                مايصدق ان جواهر تحط رأسها.. حتى ينط لغرفة الرياضة يهلك نفسه تمارين حتى ينهد ويرجع يرمي نفسه جنبها بدون ما يحس بنفسه..

                لكن جواهر اللي من بعد اول ليلة راح وماعرفت وين..
                صارت تحس فيه كل ليلة وهو يقوم ويغيب ساعة عشان يرجع مهدود تفوح منه ريحته الرجولية اللي دوختها.. وينام مثل القتيل...

                جواهر ماكانت متأكدة هو ليه يسوي كذا
                لأنه كان يعاملها باحترام كبير يصل احيانا لدرجة البرود.. وعمرها ما حست في نظراته برغبة او شوق.. او حتى انه شايف قدامه انثى من أساسه..

                هذا الشيء كان يجرح جواهر بعمق.. ويشككها في أنوثتها
                (معقولة يكون مريض.. او يعاني من مشاكل..(جواهر مثل اللي انضربت على رأسها بمطرقة) ممكن يكون في هذا تفسير لبروده.. وانه قعد طول هالسنين بدون زواج..
                والا رجال في عز شبابه اشلون بيصبر هالعمر كله بدون مره..؟؟
                وعشان كذا سالفة التنازل عن الحق الشرعي عجبته.. لأنه بتخلي سره محفوظ)

                جواهر لما وصل تفكيرها لهذه النقطة.. حست بطعنة حادة في قلبها.. (معقولة..؟؟ معقولة؟؟)

                ونطت تتصل بنجلاء تفرغ بعض توترها
                لكن طبعا بدون مايخطر ببالها إنها تقول لها عن شكوكها في عبدالله.

                نجلاء بعيارة: هلا والله بعصفورة الحب..

                جواهر بتحسر: والله انج متفرغة..

                نجلاء بمرح: افا.. الحلو زعلان.. عبدالله مزعلج في شيء؟؟؟

                جواهر بصوت عميق: بالعكس عبدالله ما باقي الا يحطني فوق رأسه..

                نجلاء باهتمام: زين ليش زعلانة؟

                جواهر بود: موب زعلانة.. متصلة أسولف معج..

                نجلاء بحب: إلا زعلانة.. وخليني أنا أسهل عليج.. شأخبار خرابيط الحق الشرعي؟؟

                جواهر تنهدت بعمق لتفهم نجلاء لها: الوضع على ماهو عليه..

                نجلاء بصدمة: من جدج؟؟

                جواهر بحرج: ليش مستغربة؟؟

                نجلاء بدهشة: إلا ليش ما أستغرب؟؟ (وبعدين كملت بعيارة) وبعدين ليش زعلانة؟؟ مو انتي اللي تبين كذا؟؟..
                وقرفانة منك...!! وارجع اللي في بطني إذا فكرت فيك..!!
                فيه وحدة تقول كذا لزوجها.. زين ماهج برا البيت من أول ليلة..

                جواهر بتموت من الحرج: نجلاء..عاد اللي صار..
                وكلام الواحد على البر.. غير إحساسه وهو في المعمعة..
                أنا ما توقعت أن وجود عبدالله جنبي ممكن يفجر أحاسيسي بهذا الشكل..

                نجلاء بعيارة: شنو هذا؟؟ حب؟؟

                جواهر بعمق شديد: ما ادري هو هو حب أو شوق لماضي تمنيته وماعشته.. عبدالله كان الرجال الوحيد اللي انا عرفته، وبعده سكرت قلبي وعيني...(جواهر سكتت لأنها ماحبت تسترسل في هذا الموضوع بالذات، ثم كملت ببعض انفعال) المشكلة نجلاء أنه كأنه يشوف أخته قدامه..
                محترم زيادة عن اللزوم.. لطيف زيادة عن اللزوم..
                يمكن مرت أوقات حط يده على كتفي.. حط رأسه في حضني.. باس رأسي..
                بس كنت أحس أنه يسويها معي مثل لو كنت أخته.. مو زوجته.. وأنثى قدامه..
                في الوقت اللي كنت أنا أحس أني بأذوب لقربي منه..

                نجلاء باهتمام: طيب هل مشاعرج كانت واضحة بالنسبة له..؟؟

                جواهر باستنكار: طبعا لا..

                نجلاء بتفهم: وليش هو مايكون نفس الشيء؟؟

                جواهر بشك: ما أعتقد.. الرجال ما يقدر يكتم مشاعره مثل المره...

                (وطبعا جواهر مستحيل تقول لها عن إنها شاكة أنه مريض.. لأنه لو كان فعلا مريض مستحيل تخلي حد يعرف عن الموضوع)

                نجلاء بعيارة: أكتشفي بنفسج..

                جواهر باستفهام: أشلون؟؟

                نجلاء بخبث: أنا اللي بأقولج يعني؟؟؟ أغريه.. الإغراء لعبة تفنن فيها الزوجة.. وبعدين هذا زوجج.. حلالج..

                جواهر كحت: أنا أغريه.. ومن؟ عبدالله؟ لا لا مستحيل..

                نجلاء بعيارة: أنا قلت لج نطي في حضنه.. كل السالفة قميص نوم مغري.. وهو بيفهم بروحه إنج تعطينه القرين لاين..

                جواهر باستنكار: لا لا مستحيل اللي أكون أبدأ بالخطوة الأولى.. هو اللي لازم يبدأ..

                نجلاء بمرح: زين كل واحد منكم خله يقعد على كرامته اللي ذابحته.. وخلوها تنفعكم


                ***************


                في الوقت اللي كانت نجلاء تكلم جواهر..

                كان جاسم داخل على أمه جاي من برا.. دنق على رأس أمه بحب واحترام..

                أمه كانت قاعدة مهمومة ، جاسم بحب: أفا.. أم جاسم شكلها ضايقة.. قومي أروح أنا وياج سوق واقف.. نفر شوي

                أم جاسم بهم: همي مايوديه كل أسواق الدنيا..

                جاسم برعب : أفا يمه.. لاعاش من يضيق خاطرك.. وش مزعلج..؟؟

                كان جاسم في أواسط الثلاثينيات.. مربوع وملامحه طفولية جدا..
                وقلبه أشبه مايكون بقلب طفل من قد ماهو طيب ونظيف..
                متزوج نجلاء من حوالي خمس سنين.. لكنهم قعدوا ثلاث سنين لحد ماحملت نجلاء بحمد..

                أمه بصوت حزين وعميق: يمه جاسم أنت عارف إن نجلاء غلاها من غلا خواتك والله العظيم..

                جاسم بخوف: يمه نجلاء مضايقتج في شيء..؟؟

                أم جاسم بحب: حاشاها أم حمد.. والله إنها تعاملني مثل أمها وأكثر..

                جاسم اللي تنفس براحة: زين وش فيج؟؟

                أم جاسم بقلق: دلال.. بنت خالك أحمد

                جاسم بحذر: وش فيها؟؟

                أم جاسم بتردد: فكت حدادها من كم يوم..

                جاسم وهو مو فاهم شيء: وطيب؟؟

                أم جاسم مثل اللي تلقي قنبلة: أبيك تتزوجها..




                تعليق

                • روح soso
                  عضو ذهبي
                  • Jul 2009
                  • 829

                  #98

                  الجزء الثالث والخمسون




                  هند قاعدة في الصالة تشوف التلفزيون..

                  فايز اللي جاي من برا.. جاء وقعد جنبها..

                  سألها: وين أمي؟؟

                  هند بدون اهتمام: ما أدري.. عند خالتي.. عند الجيران.. في السوق.. هي أمك تقعد يعني..؟؟

                  فايز باستفسار غاضب: ووين الرقم اللي قلت لج جيبيه؟؟

                  هند بطفش: أتصل بنوف موبايلها مقفول..
                  تدري؟؟... السالفة ذي كلها أقرفتني.. ومالي مخ لها..

                  فايز بحدة: بس أنا لي مخ.. ورقم جواهر لازم تجيبينه لي..

                  هند ألتفتت عليه بحدة: من وين يعني؟؟ من مخباي؟؟

                  فايز بحدة أكبر: قومي ألبسي أوديج.. وخذي معاج ورد على أساس أنج جايه تسلمين وتباركين.. وجيبي لي الرقم..

                  هند بعصبية: فايز.. اعتقني من شوفة عجوز النار.. تركبني العفاريت لاشفتها..

                  فايز اللي فاهم أخته.. قال بخبث: يعني عشان شفت حد أحلى منج انطبقت الدنيا..
                  عشر دقايق وتكونين جاهزة.. انا ناطرج في السيارة..


                  ***************



                  جاسم دخل على نجلاء وهو مهموم..

                  نجلاء من يوم شافت وجهه.. أعتفست..
                  جاسم ما يعرف يخبي مشاعره أو اللي داخله..
                  كان دائما بالنسبه لها زجاج شفاف تستطيع قراءة انعكاسات مشاعره وانفعالاته خلفه..

                  نجلاء قربت من جاسم اللي سلم
                  وقعد على السرير سرحان.. خذت غترته من فوق رأسه وعلقتها..

                  ورجعت قعدت جنبه.. وقالت برقة: حبيبي وش فيك..؟؟

                  جاسم ألتفت عليها برقة....
                  وقال لها: مافيني شيء يا قلبي..لا تشغلين بالج..

                  نجلاء بالها أنشغل.. جاسم عمره ماخبا عليها..
                  وقالت بقلق: حبيبي تخبي علي؟؟

                  جاسم بتعب.. وهو يتمدد على السرير بثوبه: تكفين نجلاء ..لا تلحين علي.. أبي أنام شوي واللي يخليج..


                  ****************



                  هند وصلت لبيت عبدالله بدون ما تعطيهم خبر

                  دخلتها الفلبينية لمجلس الحريم بعد ماخذت الورد منها.. وطلعت تبلغ ربة البيت الجديدة..

                  جواهر وقتها كانت توها مخلصة لبس..
                  لبس جديد اشترته قبل أمس هي والبنات من السيتي سنتر..

                  كان فستان شيفون قصير لتحت الركبة بشوي صدره وأكمامه الجابونيز مزمومة.. ولبست معه صندل واطي مرصع بالكرستال.. وعملت شعرها كيرلي

                  كانت تبي عبدالله اللي على وشك الرجوع من المؤسسة يشوفها بطلتها الجديدة..
                  إحساسها الانثوي حضر بحدة صارخة مؤلمة..

                  نزلت للضيفة اللي مادرت من هي لحد ماشافتها..
                  رحبت فيها بمودة.. رغم إنها ما كانت تبي تشوفها..

                  وهند ولعت لما شافت منظر جواهر الخيالي..
                  وقالت من تحت أضراسها: ألف مبروك خالتي..
                  وأمي بعد تبي تبارك لج.. ياليت تعطيني رقمج عشان تبارك لج بنفسها..

                  جواهر اللي ما تدري بشيء، وحسن النية رائدها.. قالت بود: إن شاء الله حبيبتي..

                  وعقب ماخذت هند رقم جواهر، قالت بود مصطنع: وينها نوف؟؟

                  جواهر ما كانت تبي بنتها تقابلها.. وخصوصا إن نوف عندها امتحان وتدرس
                  فقالت لها بود : سامحيني يا قلبي بس نوف عندها امتحان بكرة.. وتدرس.. انتي ما عندج؟؟

                  هند بمياعة: عندي.. بس درست وخلصت..

                  وقتها دخلت الشغالة..
                  وخبرت جواهر إن عبدالله وصل ويبيها برا

                  جواهر أستأذنت من هند : دقايق حبيبتي وراجعة لج..

                  هند ولعت ( نعنبو.. موقادر يصبر على بعدها دقايق..)

                  ودقت تتصل على فايز اللي كان أصلا بعده ينتظرها تحت

                  عبدالله وهو داخل شاف سيارة فايز واقفة تحت..
                  نزل عليه.. وسلم.. وحلف عليه ينزل يتقهوى..
                  بس فايز الل كان قاعد يتميلح عند عبدالله مارضى وقال مستعجل..
                  وهو يشوف بحقد عبدالله بطوله ووسامته منافس يتجاوز فايز رغم وسامته بمراحل كثيرة..

                  عبدالله دخل .. وطلب من الفلبينية تنادي له جواهر..
                  رغم انه ماكان يبي شيء... بس يبي يشوفها..

                  هذه الأيام عبدالله يشعر وهو في مشاويره برا البيت..
                  أن يسار قفصه الصدري شديد الخواء.. لين يشوفها

                  فيشعر حينها أن هذا اليسار امتلأ إلى حد الانفجار..
                  إلى حد العجز عن الاحتمال..
                  شعور غاية في الروعة.. غاية في الوجع إلى حد الانتهاء


                  عبدالله لما شاف طلة جواهر المختلفة.. حس قلبه بيطلع من مكانه لوعة ولهفة وإعجاب..

                  (حرام عليج يا جواهر خفي علي.. أنتي شكلج تبين تجلطيني)

                  جواهر قربت منه مبتسمة وهي بتموت تسمع كلمة إعجاب وحدة.. وحدة بس..
                  تحسسها أن تعبها في التأنق له.. ولهفتها الحادة عليه.. ماراحوا خسارة

                  بس عبدالله كتم مشاعره المتأججة المحرقة في داخله..
                  عشان ما يبين قدام جواهر إنه يخلف بوعده الغبي لها..

                  ابتسم وقال: حيا الله أم عزوز.. عندكم ضيوف؟؟

                  جواهر بابتسامة: فيه رفيقة نوف..

                  عبدالله بود: زين رفيقة نوف خليها مع نوف.. وانا وأنتي خلينا نطلع نتعشى برا..

                  جواهر بنفس الود: ما أقدر.. نوف عندها امتحان وتدرس..
                  وعلى كل الأحوال ما أقدر أخلي نوف وهي تدرس.. لازم أظل قريب منها..

                  عبدالله بابتسامته العذبة: الله لا يحرمكم من بعض..

                  وكانت جواهر تبي تستأذنه وترجع لهند
                  لكنها تفاجأت بهند تطلع عليهم، وتمر عليهم
                  وتقول بطريقتها المايعة: عن أذنج خالتي.. أخوي مستعجل..بأروح..

                  عبدالله لما شاف البنية طلعت
                  نزل عينه، وكان يبي يروح..

                  لكن هند وقفته لما قالت: عمي بو عبدالعزيز.. مساء الخير

                  ومدت يدها لعبدالله... عبدالله كان أصلا ما يصافح حريم.. لكن شاف البنت مدت يدها..
                  قال في نفسه: حرام هذي مثل بنتي.. وماني مفشلها..

                  فمد يده.. جاء يبي يفك يدها بسرعة.. بس هند ظلت شادة على يده..

                  وهي تقول بمياعة: الف مبروك عمي.. منك المال ومنها العيال.. إذا كان بعدها خالتي تقدر تجيب عيال..

                  جواهر هنا حست إنها خلاص على وشك الانفجار لشظايا محرقة مدمرة
                  وعرفت إن عبدالله خلاص اقتحم أخر حصونها اللي كانت تحاول بضعف الاحتماء خلفها من طوفان مشاعرها ناحية عبدالله..
                  لأن الغيرة كانت دليل صارخ على حبها لعبدالله وشعورها أنه ملكها هي وبس.

                  واللي كانت جواهر تحسه ماكان (مجرد) غيرة ..
                  كانت حاسة بنار محرقة قاتلة مرعبة تلتهم بوحشية قلبها واعصابها وأحشائها..
                  نار مستعرة ممكن تحرق كل شي قدامها بلمح البصر..

                  وخصوصا إن هند كانت بنت حلوة وجذابة جدا..
                  وجواهر اعتقدت أن عبدالله هو اللي طول وهو ماسك يد هند..

                  عبدالله في الأخير شد يده بقوة
                  وقال بشوي حدة: يا بنتي تأخرتي على أخوج اللي قاعد ينطرج..

                  هند بمياعة وهي تطالع عبدالله بنظرة خاصة: مع السلامة عبدالله..
                  والتفت على جواهر وقالت بملل: مع السلامة خالتي..

                  هند أصلا كانت قررت إنها ما ترجع لذا البيت..
                  عبدالله مستحيل يكون لها معه فرصة وهو عنده زوجة مثل هذي...
                  ونوف أصلا تحسها أفكارها طفولية بالنسبة لأفكار هند الشيطانية..

                  لكنها قررت إنها تترك لهم ذكرى صغيرة..


                  وتركتها..


                  ****************


                  الشباب طالعين من النعيرية متوجهين للدوحة
                  محمد يسوق.. سالم جنبه
                  وجبر وخالد ورا..

                  محمد بنبرته المرحة: هاه يا جبير.. عادك بتخاوينا؟؟

                  جبر يضحك: لا حرمت.. ذبحنا البرد يا أخوك..

                  محمد يضحك: مهوب حولك.. الاسبوع الجاي احتفالا بامتحاناتي اللي بأخلصها.. بنرجع.. وبنخيم أسبوع وكلكم معي..

                  سالم بابتسامة: أنا اسمحوا لي..

                  خالد بعيارة: إيه المعرس.. ما يبي يبعد من الدوحة.. ما يبي يبعد عن ريحة الحبايب

                  سالم بضحك: نعنبو.. انتو تبون الواحد يذبح هله.. والا يذبح روحه عشان يخلص من تعليقاتكم..

                  محمد بعيارة: المهم يالربع.. تراني نسيت أقول لكم:
                  ترا سالم عازمنا كلنا نخاويه لشهر العسل..
                  وبعد المداولات ولأنه ما يصير مره معنا واحنا كلنا شباب.. فإحنا بناخذ سويلم مربط معنا
                  وبنخلي المدام تقعد في ربوع الدوحة تستانس بروحها.. وسالم يستانس معنا..

                  سالم يضحك: مهوب حولي.. أنا أصلا قبل عرسي بأسبوع بأعين بودي جارد معي.. أخاف تخطفوني. محيميد ذا يسويها.. وينكبني..

                  محمد بعيارة: يمكن أبي أنقذك..

                  جبر بمرح: عقبال ما تنقذني أنا..

                  خالد يضحك: وانا مالي نصيب في الانقاذ.. خاطري تنقذوني بعد..

                  محمد يضحك: أنت عادك بزر.. خلوهم لين يفطمونك من المرضاعة..


                  ********************


                  نجلاء نزلت شايلة حمودي عشان تقعد مع أم جاسم..
                  وبالها مشغول مع جاسم اللي تركته نايم في الغرفة.. مع أنه عمره ماسواها ونام هالحزة..

                  أم جاسم كانت قاعدة مهمومة.. لما جات نجلاء.. دنقت على رأسها.. وسلمت.. وقعدت جنبها..

                  أم جاسم بهم كبير: نجلاء أنتي عارفة بغلاج عندي والله الشاهد..

                  نجلاء قلبها رقع (وش ذا المقدمة): أكيد يمه.. مافيه شك..

                  أم جاسم تكمل بذات النبرة المهمومة الجادة: أنتي تدرين أن دلال بنت أحمد فكت حدادها..؟؟

                  نجلاء بمودة: والله..؟؟ لازم أتصل فيها واسلم عليها...
                  زين والله.. عشان ترجع لشغلها المسكينة.. أكيد بتموت من قعدة البيت..

                  أم جاسم بتردد: وهذا هو الموضوع.. أنتي تدرين ان دلال كانت وحيدة أهلها.. وأمها توفت وهي صغيرة.. وأبوها توفى عقب عرسها بسنة..
                  وتعرفين إن دلال مسكينة لا تهش ولا تنش.. قعدت عند رجلها 6 سنين وماجابت عيال..
                  والحين مايصير تقعد بروحها.. البنية حلوة وصغيرة وينخاف عليها..

                  نجلاء عبرتها نطت ببلعومها وكأنها فهمت عمتها وش تبي: طيب يمه؟؟

                  أم جاسم بهم : أنا أبي جاسم يتزوجها.. أدري أنه الموضوع صعب عليج.. وما ألومج..
                  بس هالبنية نخليها لمن..؟؟
                  أخوي أحمد وصاني أنا وجاسم عليها.. مايصير تقعد في بيتها لحالها..
                  أدري ان المره مستحيل تقبل ضره.. بس دلال تعرفينها.. مافيه أطيب من قلبها..


                  نجلاء اللي حست إنها انذبحت بكل معنى الكلمة
                  وكأنها تشوف دمها يجري نهر ثائر أمامها يضرب ضفتيه بقسوة محمومة
                  ( مره تشاركها في جاسم... ولا.. من بين كل الحريم.. دلال.. دلال عاد!!!!!!!)

                  نجلاء بنبرة مذبوحة: يمه تكفين بأخلي حمود عندج
                  وجاسم لو سأل عني.. قولي له طلعت مع ماجد شوي.. وبأرجع..

                  نجلاء قامت..وهي تطلع الدرج تبي تجيب عبايتها
                  اتصلت بماجد.. بصوت ميت: ماجد تعال ابيك الحين..
                  حاسة أني باموت والله بأموت.. أبي أطلع من البيت الحين.. تعال خذني.. تكفي يابو فيصل..

                  ماجد حس قلبه نزع من مكانه بكل وحشية: 5 دقايق واكون عندج..


                  ****************



                  جواهر بعدها واقفة حاسة بنار تحرقها .. تحرق كل خلية فيها وتحيلها لرماد.. نار تصهر جسدها وروحها وأعصابها ومشاعرها..

                  وعبدالله كان واقف محرج: أشفيج جواهر؟؟

                  جواهر اللي خلاص واصلة اخرها: لا تكلمني.. ما أبي أسمعك ولا أسمع صوتك..

                  وطلعت بحدة لغرفتها

                  ماوصلت غرفتها إلا عبدالله وراها..
                  يمسكها من عضدها ويشدها ويلفها ناحيته بقوة..
                  وأصابع كفه تضغط بقسوة على عضدها
                  ويسألها بحدة: ممكن أعرف سبب الكلام السخيف والحركة الأسخف اللي أنتي سويتيها.. أنا ماني بأصغر عيالج.. أنا رجلج..

                  جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

                  عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه، عشان مايمد يده عليها..
                  رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجال وغصبا عنج..
                  ومن قبل تجيبج أمج رجال..
                  ومنتي باللي تجين الحين تعلميني الرجولة..
                  ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

                  جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
                  أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
                  كيس ثلج لا تحس.. ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..



                  تعليق

                  • روح soso
                    عضو ذهبي
                    • Jul 2009
                    • 829

                    #99


                    / الجزء الرابع والخمسون





                    جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

                    عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها
                    رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجال وغصبا عنج..
                    ومن قبل تجيبج أمج رجال..
                    ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة..
                    ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

                    جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
                    أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
                    كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..

                    عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟

                    جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال..

                    جواهر نطت واقفة
                    عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟
                    خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة..

                    جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) ..
                    لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة..
                    كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع

                    حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر..
                    وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى..

                    لولا إن عبدالله بنفسه فلتها
                    و نط واقف..

                    وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا اسف جواهر اسف.. سامحيني..

                    بعد عن السرير شوي..
                    في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل

                    عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي..
                    لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج..
                    أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي...
                    بس كان الحلم دايما مشترك..

                    أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية

                    وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري..
                    وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه..

                    تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه..

                    لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير..

                    (بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة..
                    تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها..


                    جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه
                    لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر..

                    وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها..
                    انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل..

                    جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه..
                    وهي تشوفه يسكر شنطته..
                    ويسكر أزرار ثوبه..
                    ويتناول غترته وعقاله من الأرض..

                    بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه..
                    لحد ماطلع وسكر الباب وراه
                    وغاب عن عيونها


                    *******************



                    ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته..

                    تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟

                    نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم..

                    ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟

                    نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها..

                    ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج..

                    نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها..

                    ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست..

                    نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل..

                    ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الاخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟

                    نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد..
                    بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد..
                    وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر..
                    أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟
                    ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين..
                    بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال..
                    يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل..

                    ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج..

                    نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال..

                    ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟


                    **************


                    جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها..
                    فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار..
                    " يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟"

                    جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟

                    نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي..

                    جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم

                    هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها..

                    جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله..

                    نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟

                    جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة..

                    نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي..

                    جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي..

                    جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله:

                    " نوف
                    متأثرة وايد من غيابك..
                    أنا قلت لها أنك عازم رياجيل
                    و بترجع بكرة
                    أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها..
                    ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا
                    بدون ما يحسون عيالنا"


                    بعد دقايق وصلها رد عبدالله

                    " جواهر
                    أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة
                    عطيني كم يوم
                    واللي يرحم والديج
                    دوري لنوف عذر"

                    جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا..


                    ****************


                    منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها
                    عيونها شاردة..
                    أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة..
                    إلا سارة..
                    اللي كانت دموعها ما تنشف
                    وإحساسها بالذنب يقتلها..

                    أبو علي
                    دخل غرفة بناته بالراحة
                    لما شاف منيرة بعدها على قعدتها
                    وعيونها خالية من الحياة..
                    حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا

                    قرر يريح ضميره
                    ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون
                    رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس

                    قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير:
                    " منيرة يا أبوس
                    سالم بيوصل الليلة من السفر
                    وبكرة إن شاء الله من الصبح
                    بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس"

                    منيرة من سمعت كلام أبوها
                    حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب

                    نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق
                    مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة

                    أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لس من أول يوم
                    صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس
                    وسالم الله بيرزقه "

                    سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها..
                    وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني

                    أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله..

                    سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة
                    لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي..
                    أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها..
                    وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة

                    سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم..


                    ******************


                    نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟

                    ماجد بثقة: أكيد..

                    نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله..
                    جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي..


                    ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي..
                    بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة..
                    ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها..

                    نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر..

                    ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي

                    وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟

                    نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب..

                    ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص..

                    نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي..

                    ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي..
                    وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية..


                    ***************



                    دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها
                    القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة..
                    ويسولفون..

                    رن موبايل سعود..

                    (غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟)

                    تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد

                    سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت..

                    سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة
                    ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته:

                    " ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى .................................................. .................................................. .............



                    تعليق

                    • روح soso
                      عضو ذهبي
                      • Jul 2009
                      • 829




                      الجزء الخامس والخمسون




                      سعود رمي موبايله على السرير
                      ونط يفتح أدراج التسريحة بسرعة وتوتر وجنون..
                      كأنه أصيب بما يشبه ماس كهربائي ينفض جسده بأقسى درجات الرعشة..

                      دانة اللي ارتعبت من شكل سعود اللي تغير 180 درجة
                      نطت وهي تسأل سعود بقلق: سعود انت ايش تدور؟؟ ومحمد بعيد الشر فيه شيء؟؟

                      سعود المتوتر والقلق والحزين واللي ضايع في انفعالاته: أدور جوازي.. وين راح؟؟ بأروح الحسا الحين..

                      دانة مثل اللي انضربت على رأسها صاحت برعب وهي تطيح على الأرض: خالد مع محمد.. العيال فيهم شيء سعود..؟؟ تكفى يا سعود علمني..

                      سعود طلع جوازه ورجع مكان مادانة طايحة على الارض ووقفها بقوة ..
                      وركز في عيونها مباشرة وايديه على أكتافها.. وهو يقول بتوتر وجدية: العيال إن شاء الله أنهم بخير..

                      اسمعيني يا دانة عدل.. أمي وخواتي أمانة في رقبتش لين نرجع..
                      عمرنا ماخليناهم انا محمد بروحهم.. لازم حد منا موجود..
                      والحين حتى خالد اللي كان ممكن أوصيه عليهم مهوب موجود..

                      أبي أحس أني وراي رجال في البيت لا تشغلين بالي عليكم
                      (سعود كان يتكلم في الوقت اللي عشرات الانفعالات تخطف دانة ووجهها وقلبها)

                      تكفين.. أمي لا تدري بشيء: أنا في الزام.. ومحمد عجبه الوضع في النعيرية وبيقعد يومين..

                      وعقب التفت سعود على موبايل دانة المحطوط على التسريحة
                      خذه ودقه شوي وعقب قال بنفس لهجته الجادة المليانة توتر: أنا سيفت رقم سواقنا سيد علي عندش، والحين أنا باعطيه فلوس وأنا طالع

                      أي شيء تبونه وصوه عليه.. هو رجال كبير وله سنين عندنا، أنا بأوصيه يقفل بيبان البيت الخارجية من برا.. قبل ينام.. ويفتحها الصبح

                      بس انتي تاكدي أنش قفلتي كل البيبان من داخل كل ليلة..

                      دانة برعب: سعود لا تخوفني عليكم.. وش السالفة؟؟ أنتم مطولين..؟؟

                      سعود باستعجال: إن شاء الله ماحنا بمطولين.. بس انا للحين ما اعرف الوضع هناك.. و هذي مجرد تنبيهات عادية..

                      وعقب طلع سعود بطاقة فيزا من محفظته وقال بجدية: خذي يا دانة، ولا تخلين شيء يقصركم لين اجي، بارسل لش رقمها السري مسج الحين..

                      دانة رجعت البطاقة وهي تقول بألم جارح: الخير واجد يا سعود
                      انت ليش تسوي كذا.. كانكم بتغيبون سنة
                      حرام عليك اللي تسويه فيني.. موتت قلبي والله العظيم

                      سعود بلهجة حزن وهو يفتح يد دانة ويسكر على البطاقة فيها: دانة تكفين ماعندي وقت للكلام..
                      مثل ماقلت لش.. انا تارك وراي رجال في البيت
                      خلي بالش من نفسش وامي وخواتي..
                      وما ابي حد يعرف عن أي شيء لحد ما اتصل فيش..

                      بعدها حب رأسها وطلع، وهو على الباب
                      قالت له دانة بحزن بلهفة بوجع: لا إله إلا الله..

                      سعود بحزن: محمد رسول الله..


                      ****************


                      ماجد رجع أخته لبيتها..
                      وطلب يتكلم مع أم جاسم شوي..

                      أم جاسم لبست برقعها وجلالها، وقالت لنجلاء: خليه يتفضل..

                      كانت أم جاسم محرجة جدا ، كانت متوقعة إن ماجد يبي يعاتبها
                      وهي ما تقدر تلومه، مافيه رجال حر يرضى الضيم على أخته..

                      ماجد دخل وسلم، وقعد على الكرسي المقابل لام جاسم..
                      في الوقت اللي نجلاء انسحبت تشوف زوجها وولدها النايمين..

                      ماجد باحترام: أم جاسم طال عمر غاليج، وش تقولين فيني؟؟

                      أم جاسم بحرج: والنعم والسبعة أنعام.. ليت كل الرياجيل مثلك..

                      ماجد بنفس النبرة الجدية: يعني لو خطبت عندكم.. تزوجوني؟؟

                      أم جاسم باستغراب: بس ياولدي أنا ماعندي إلا بنتين كلهم متزوجات..

                      ماجد بلهجة خاصة: وبنت أخوج أحمد...

                      أم جاسم كحت: إذا أنت جاي تسوي ذا الحركة عشان أختك، ترى دلال ما تستاهل كذا.. دلال تستاهل رجال شاريها..

                      ماجد بثقة: وانا شاري..
                      يعني يا أم جاسم.. أنا الرجال العزابي اللي ماني بشاري
                      وجاسم الرجال المعرس اللي يحب زوجته وعندهم ولد هو اللي شاري..

                      وربي اللي خلقني يا ام جاسم، أنه من مدح نجلاء لبنت أخوج أني نفسي انفتحت لها.. وتمنيتها صدق تصير مرتي..
                      إلا لو أنتي شايفتني ماني بكفو نسبكم..

                      أم جاسم باستنكار: إلا كفو ونص.. ودلال وين تلاقي مثلك..
                      بس يا ولدي عشان تكون على بينة، البنت لها 6 سنين متزوجة ماجابت عيال..
                      وماحد يدري العيب فيها أو في رجلها الله يرحمه..

                      ماجد بجدية: نجلاء قالت لي.. وانا قلت لج إني شاري..
                      أسألي البنت، لو وافقت علي.. مهرها في نفس اليوم عندكم.. وموعد العرس براحتكم..

                      أم جاسم بجدية: الموافقة إن شاء الله إنها بتوافق..
                      بس العرس على طول تتملكها وتأخذها لبيتك..
                      لأني أصلا ما أصريت أزوجها جاسم إلا لاني خايفة عليها من القعدة بروحها..
                      وإذا إن شاء الله كتب لكم نصيب مع بعض.. عرفت ليش أنا خايفة عليها كذا..

                      ماجد بتوتر(لحول وش ذا البلشة.. ما أسرع) : زين يا أم ماجد اللي تشوفونه..

                      نادي لي ولا عليج أمر على جاسم أتكلم معه بشكل رسمي


                      ***************


                      نوف وعبدالعزيز ما ناموا إلا بعد ما اتصلوا في أبوهم عشرين اتصال..
                      عبدالله طمنهم عنه بس ماقدر يقول لهم كم يوم بيقعد..

                      في الوقت اللي جواهر كانت بتموت تبي تسمع صوته..
                      تبي تتأكد إن نبرة الحزن اللي غرقت أخر كلماته لها قبل يطلع واللي ذبحتها من الوريد للوريد تغيرت..

                      بتموت تبي تطمن عنه.. تشوف وضعه أشلون..

                      كانت على اعصابها وهي عارفة انه بيسوق هالمسافة كلها ووضعه النفسي على الحال اللي هو طلع بها..
                      ارتاحت شوي.. لما أكدت لها نوف إنه وصل بالسلامة..

                      جواهر متمددة على سريرها.. والنوم مجافيها..

                      الحزن يغزو قلبها من كل ناحية، ماتوقعت إن الوضع بينها وبين عبدالله ممكن يوصل لهذا الحال من التأزم وبعد ايام بس من زواجهم..

                      (لو كان حد قال لي قبل 5 ايام.. انه أنتي وعبدالله بيصير بينكم خلاف بيخليه يطلع من البيت، كان قلت: أبركها من ساعة، فكة منه ومن وجهه..

                      أشلون الحين حاسة كأن روحي فارغة وجرداء كصحراء قاحلة مثل الغرفة بدون حسه.. وصوته ورائحته..)

                      جواهر قامت من السرير، على الشماعة باقي غترة لعبدالله معلقة مابعد انغسلت..

                      خذتها جواهر بحنان.. ورجعت للسرير، لكن للناحية الي كان عبدالله ينام عليها، فرشت الغترة على مخدته، وحطت رأسها عليها...

                      خذت نفس عميق جدا من أعمق أعماق روحها وماضيها ومراهقتها وشبابها.. والباقي من عمرها..


                      وبكت..


                      ***************


                      عبدالله على شاطئ الخور..
                      يجلس مقابل الشاليه على الشاطئ مباشرة..
                      الجو شديد الرودة.. يحمل نسائم بدايات يناير الصقيعية..

                      أشبه مايكون في جلسته ب(مارس) رمز الحرب عند الرومان..

                      مارس الأسطورة.. محرك الحروب.. واسر الحسناوات

                      يجلس على مقعده يبث شكواه الأسطورية للبحر، عل شقيقه اليوناني بوسايدون رمز البحر يرسل حورياته لانتزاع الحزن من قلبه..

                      عبدالله كان أسطورة حقيقية بوسامة أسطورية.. رماها حظها العاثر في حبائل أنثى أسطورية بحسن أسطوري..

                      وحينما تتواجه الأسطورتان ..
                      يحضر حزن أسطوري بنفس مستواهما.. بنفس عمقهما.. بنفس يأسهما..

                      عبدالله يجلس بلبس خفيف دون أن يخطر بباله انه يرجع للداخل لارتداء جاكيت يصد عن جسده العاري لسعات البرد القارصة..

                      (البرد سكن قلبي.. وش فيها لو سكن جلدي بعد!!!)

                      (تعبت ياعبدالله والله تعبت.. والله وجابت رأسك جواهر..
                      اه ياجواهر على قسوتك..
                      لهالدرجة قلبك أسود..
                      ماسمعتي: ارحموا عزيز قوم ذل..
                      هذا أنا وانتي..
                      حبك داس على كرامتي..
                      وأنتي تطاولتي على رجولتي..
                      والشرخ بيننا اتسع
                      ومسامحتك لي اصبحت حلم بعيد المنال
                      بعد الجنون اللي أنا سويته)


                      ***************


                      الوقت قرب صلاة الفجر
                      سعود قرب من الأحساء
                      دانة نهائي ماتركته
                      تقريبا كانت تكلمه طول الطريق
                      وهو عشان كذا
                      ركب سماعة البلوتوث في أذنه
                      عشان يقدر يكلمها وينتبه للطريق..

                      سعود حاس بضيق نفسي غير طبيعي..حاس بثقل في روحه المرهقة من الخوف والقلق والفزع
                      يتصل على جوال محمد اللي يعطيه مغلق.. ومع كل اتصال لا رد عليه.. تزداد حالة سعود سوء على سوء
                      والرعب والقلق أتلفوا أعصابه اللي أصبحت مثل شعرة رفيعة على حد سكين مشحوذة بحدة..

                      رغم أن الفرق بينه وبين محمد 3 سنوات بس.. لكنه يحس أن محمد ليس مجرد أخوه.. لكن ولده.. مثل ما يحس إن الجازي ومها بناته..

                      وصل مستشفى الملك فهد بالأحساء.. وقف سيارته مايدري حتى وين وقفها..

                      ونط يركض بدون إحساس للطوارئ..
                      بعد ماقفل تلفونه اللي كان اصلا شحنه خالص..
                      مايبي دانة توتره لين يتأكد من وضع الشباب أشلون..

                      أول مادخل مع باب الطوارئ..

                      شاف محمد قاعد على الكراسي دافن وجهه بين إيديه..
                      وثيابه غرقانه دم..

                      وقتها سعود ماقدر يكمل..


                      انهار


                      وطاح على ركبه على بلاط المستشفى البارد..




                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...