رواية /بعد الغياب - للكاتبه انفاس قطر..كامله
تقليص
X
-
الجزء الثامن
كان جالس في الزاوية.. في نفس المكان اللي كان أبوه جالس فيه، لما بلغ جواهر بروحته للجبهة
لما شاف جواهر وأمها دخلوا، قام وقف
انصدمت جواهر صدمة عمرها من شكله.. كان أخر شيء تتوقعه أنه يكون تغير كذا
شعره طويل ولحيته طويلة غير مشذبة.. وإزداد نحافة، عظام وجهه بتبرز من خدوده.. شكله مريض ومريض جدا.. كأنه شخص ثاني، غير اللي راح
حست جواهر بألم عميق يحفر في قلبها من شكله.. باس رأس أمها، وحط يده على رأس جواهر، كأنه يداعب طفلة صديقه: وسألها بحنان متعب: تعبانة جواهر من الحمل؟؟
جواهر بكذب: لا الحمدلله، كل شيء تمام (وهي تتمنى لو أنه حضنها، حسسها بالحنان اللي هي محتاجته، وبتموت عطش له)
(هو) بحنان بالغ: لا تخافين من شيء، أنا باكون جنبج على طول...
وجه كلامه لأبو فهد: يا عمي، أنا بأخلي جواهر عندكم الحين، لين أرتب وضعي، أنا توني جيت قبل يومين وانفجعت بموت أبوي..اليوم توني قدرت أمسك وعيي وجيتكم..بس فيه أشياء وايد تبي اهتمام.. أبوي ترك حلال وايد.. ومو عارف لحد الحين اشلون أتصرف...
أبوفهد بتفهم: أكيد يا ولدي أنا فاهم كل شيء، والأحسن أنك تخلي جواهر عندنا وعند أمها لين تولد..
(هو) يتنفس بارتياح، وكأن اقتراح أبوفهد أنقذه من حمل ثقيل
طلع من عندهم، بعد ما حط في يد أم جواهر ظرف كبير فيه فلوس
*************
(هو) كعادته كل ما تضيق به الحال، وما يعرف لمين يشكي بعد ربه.. اتصل بخالته عائشة، اللي كانت مبسوطة جدا من رجعته، وكانت خايفة عليه كثير من معرفته بخبر وفاة أبوه، اللي كانوا أخوانها بلغوها فيها.
(هو) بحزن: خالتي، جواهر حامل..
عائشة بفرح: زين وشفيك تقولها وأنت محزن، أعرفك تموت في الأطفال.. المفروض أنك الحين أسعد واحد..
(هو) بحزن أكبر: شفتي أنه ربي زعلان علي..
عائشة بهلع: استغفر ربك.. وش هالكلام؟؟
- أستغفر الله.. بس ربي راد يعاقبني على غلطتي بحقها، عشان أتعذب لما أشوف عذابها..
- وش هالكلام يا قلبي.. الأطفال نعمة..
- بس هي بروحها طفلة.. طفلة.. لو شفتي أشلون شكلها مع بطنها، صارت هيكل عظمي جلد على عظم، بس البطن اللي كأنه كورة صغيرة هو الشيء الوحيد البارز فيها.. حاس بذنب ما تتخيلنه.. خايف يصير لها شيء في الولادة..
- لا تفاول عليها..
- أنا ما أفاول أنا رحت لدكتورتها، واستفسرت منها عن وضعها الصحي بالتفصيل، لو شفتي أشلون الدكتورة تطالعني كأني مجرم، تمنيت لو الأرض تنشق وتبلعني..
- خلك من حركات الدكتورة البايخة، أنت اللي حساس بزيادة، قل لي وش قالت لك؟؟
- قالت لي أنه وضعها صعب، ومستحيل تولد طبيعي، لأنها مابعد استكملت نموها الطبيعي، والحوض عندها صغير، عدا أنه عندها فقر دم حاد.. وطبعا عطتني الدكتورة محاضرة.. أنه ياليت لو الله قوم المدام بالسلامة، أنه نأجل أي حمل جاي لحد ما تكمل 18 سنة وخصوصا أنها بتجيب لي تؤام، يعني يترسون عيني اللي ما يملاها التراب، عشان أرحمها وأعتقها من شري..
- عائشة بانفعال: لا تتضايق من كلام الدكتورة..
- (هو) بحزن حاد: أنا موب مهم، المهم هالمسيكينة الله يقومها بالسلامة..
- إن شاء الله أنت بس لا تحاتي وطمني عليك
- إن شاء الله..
***************
في بيت نجلاء صلاة العصر باقي عليها شوي
وجواهر مازالت مسترسلة في سرد حكايتها:
كنت تعبانة وايد وايد، ماعدت قادرة أمشي، ودخلت المستشفى من بداية السابع.. وقررت الدكتورة أنه لازم أبقى تحت الملاحظة، ولو كل شيء مشى طبيعي راح تولدني قيصيرية بعد أسبوع أو أسبوعين من الثامن..
وهو كان يجي يزورني كل يوم.. كان حنون جدا.. بس كنت حاسته بعيد بعيد.. وفي عيونه حزن كل ماله يزيد ويتجذر ويتعمق..
أمي كانت عندي على طول، وعزوز كان عند مرت خالي وعيالها اللي كانوا يزوروني كل يوم... عزوز كان يلزم يجي عشان يشوفه (هو)... عزوز كان يحبه وايد.. ولحد الحين أحس أن عزوز موب قادر يكرهه مثلي.. هو كان يمثل لعزوز أب وأخ وصديق، بس (هو) غدر بكل شيء حلو مثله لنا..
المهم.. من الأشياء الطريفة اللي أتذكرها وقت قعدتي في المستشفى، أنه جاء مرة يزورني الصبح، وكانت أمي تعبانة، فأصر عليها أنها تروح للبيت مع خالي اللي كان موجود عندنا، وهو بيقعد عندي لحد العصر..
وحتى لما قعد عندي ماكان طايق يكلمني حتى، قعد يقرأ في جريدة جايبها معاه، شافني قاعدة أطالعه، فسألني سؤال سخيف
قال شنو : تعرفين تقرين؟؟؟ بلفيت يعني يفتح حوار هو ووجهه..
يسألني أعرف أقرأ؟؟!!!
أنا من عباطة السؤال كان ودي أخبطه بكأس الماي اللي جنبي، يعني شنو شايفني، عايشين في القرن التاسع عشر، يعني لو سألني أي صف كان السؤال أكثر واقعية..
المهم أنا رديت عليه باستهبال: لا ما أعرف أقرأ بس أشوف الصور، ممكن تعلمني أقرأ؟؟
ما أدري ليش حسيت وقته أنه ردي اللي كنت أعتقد أنه مضحك، جرحه.. حسسه بحزن..
هو هذاك الوقت، كنت أحس أنه كل شيء يحيب له حزن.. تدرين أني عرفته وراح.. وأنا عمري ما شفت له ابتسامة، والله العظيم شكل أسنانه ما أعرفها..
نجلاء باستغراب: جد؟؟
جواهر بهدوء: والله العظيم..
نجلاء باستفهام: وهو صدّق حكاية إنج ما تعرفين تقرين ذي؟؟
جواهر: ما أدري.. يمكن صدّق الأهبل..
المهم: بعد أسبوع ونص من الثامن ولدتني الدكتورة.. ولدت بعملية قيصرية طبعا
كنت تعبانة كثير.. وبموت.. قعدت في العناية المركزة يمكن أسبوعين بعد الولادة
الضغط نازل كثير، ومعاي نزيف، وكنت محتاجة نقل دم على طول..
وهو تبرع لي مرتين، مع أنه وزنه ما يسمح بالتبرع، بس أمي قالت لي أنه تخانق مع كل اللي في المستشفى، لما عرف أنه الدم في بنك الدم قليل، وهم موب راضيين يأخذون منه دم للمرة الثانية عشان وضعه الصحي.. ودخل هو المستشفى يومين بعد..
نجلاء بإعجاب غلفته بالسخرية: يا أختي يا أختي على فرسان العصور الوسطى..
جواهر بحزن: تدرين أني أكره دمه اللي يجري بعروقي، ليته خلاني أموت وقتها.. ليش يتبرع لي بدمه، إذا كان ناوي ينتزع قلبي مني..
نجلاء بحزن: أذكري الله يا جواهر أذكري الله..
جواهر بإيمان: لا إله إلا الله..
نجلاء باستفهام: والتوأم..أشلون وضعهم الصحي كان؟؟
جواهر بحب وعيونها تلمع: عبدالعزيز ونوف..كان وضعهم مستقر، صحيح وزنهم قليل.. بس صحتهم كانت زينة.. قعدوا في الحضانة أسبوعين، لحد ما طلعت أنا من العناية..
نجلاء باستفسار: إلا اشمعنى اخترتو اسم نوف وعبدالعزيز؟؟
جواهر بتأمل: أخوي عزوز بهباله وطفولته قال لأبو العيال، تكفى وطالبك تسمي الولد باسمي، مع أني كنت عارفة أنه كان يبي يسميه محمد على اسم عمي، وعنده حق، بس ماحب يكسر بخاطر هاليتيم.. ونوف أنا سميتها، كنت حابة الأسم ومعناه وايد.
*************
التلفون في شقة عائشة يرن، كانت الساعة 3 الفجر في المنبه اللي جنب تلفونها..
عائشة بتثاقل: مافيه حد مزعج يتصل هالوقت غير ابن أختي المحترم... ها وش عندك شكاوي هالمرة؟؟
(هو) بنبرة فرح غامرة عمرها ما سمعتها: جواهر جابت ولد وبنت يجننون، يجننون يا خالتي، ملايكة ملايكة... عمري ماشفت مواليد حلوين مثلهم... عسل يا خالتي عسل.. ودج تأكلينهم..
عائشة والدمعة بعينها فرحانة لفرحته: زين شوي شوي، خلني أقول لك مبروك ويتربون بعزك..
هو: الله يبارك فيج الله يبارك فيج..
عائشة: هاه وجواهر راضي عليها؟؟
(هو)بفرح جنوني: إلا راضي وراضي، اللي جابت لي هالملايكة باحطها فوق راسي.. تدرين؟؟ انا اكلمج الحين من السيارة رايح مجوهرات المفتاح.. بأجيب لها أكبر وأحلى وأغلى طقم ألماس عندهم..
عائشة بفرح: الله يهنيكم يا قلبي الله يهنيكم..
(هو): كاني وصلت عيوش.. بأكلمج بعدين
***************
نجلاء باستفهام: وكان حلو الطقم اللي جابه لج؟؟
جواهر بحزن: وقتها شفته أحلى شيء بالعالم ..(وكملت بكراهية شديدة) بس الحين مخليته قدامي عشان كل ما أشوفه، أتذكر حقدي عليه.. وايد قال لي عبدالعزيز بيعيه.. بس أنا مارضيت.. أبيه وقود لحقدي وكراهيتي له..
نجلاء بدهشة: عمري ما تخيلت أنه قلبج الطيب ممكن يحقد بهالطريقة المرة..
جواهر بحزن: بلاج ما جربتي يا نجلاء، وياعلج ما تجربين، بأسألج: لو حد خذ منج حمودي، وحرمج منه، وش بتسوين له؟؟
نجلاء برعب: والله أقطعه بسنوني..
جواهر بحزن: يا علج ما تجربين يا علج ما تجربين..
************
بعد الإتصال الأول بحوالي 3 أسابيع، (هو) يتصل بخالته وهو في حالة غضب شديد..
خالته باستفسار: وش فيك يا قلبي؟؟ أنت ما تعرف تفرح وترتاح مثل باقي خلق الله؟؟
هو بعصبية شديدة: أشلون أرتاح وأنا عندي هالمرة البزر الجاهلة الخبلة؟؟
عائشة بتعب: ليه شاللي صار حبيبي؟؟
هو بغضب: بتذبح عيالي يا خالتي، والله بتذبحهم، قبل أسبوع في المستشفى، البنت طاحت منها، ولولا أني لحقت عليها، وإلا كانت البنت طاحت عالبلاط وما أدري وش صار لها..
واليوم توها طلعت البيت، دخلتني أمها عليها، لقيتها نايمة وهم معاها على السرير..تخيلي؟، والولد كان بيختنق لأنها مرقدته جنبها، وجهه كان أزرق، لولا أني سحبته من تحتها... والله بأذبحها وبأموت لو صار لحد من عيالي شيء..
خالته بقلق: إذكر الله حبيبي..اذكر الله.. جواهر بعدها صغيرة، بكرة تتعلم.. وأمها معاها بتساعدها
هو بقلق أكبر: يعني تتعلم في عيالي يا خالتي؟؟.. وأمها ما كانت معها في الموقفين اللي صاروا.. وكمل بحزن: أنا أدري أن جواهر طفلة.. والله حرام تبتلش.. هي واحد يالله تقدر عليه، اشلون اثنين..
عائشة تصبره: اصبر حبيبي.. ما يصير إلا خير..
(هو) وفي باله ينرسم موال مجنون: إن شاء الله ما يصير إلا الخير
*************
جواهر تكمل لنجلاء بحنين وحب:
كنت مبسوطة فيهم يا نجلاء وايد وايد وايد، كنت أحس أني ملكة لما اشيلهم، وكنت ألزم إلا أشيل الاثنين معا مع أنه حضني صغير، لدرجة أنه نوف طاحت مني مرة، والله حسيت أنه قلبي وقف واني بأموت، لولا ستر الله وأنه (هو) كان قاعد قريب مني، ولقطها بسرعة قبل توصل الأرض، ما أدري شنو كان صار لها..
وأتذكر يومها أنه عصب علي بشكل عمري ما شفته، ظل يصارخ ويصارخ ويصارخ.. وأنا قعدت أرتعش وأبكي.. عقبها اعتذر مني وطلع..
قضيت مع عيالي 3 أسابيع بس يا نجلاء، أسبوع في المستشفى، وأسبوعين في البيت.. كانوا كأنهم حلم.. حلم.. ما كنت أنام إلا دقايق من خوفي عليهم.. لاني مرة نمت وعزوز جنبي، وكان بيختنق، بعدها حرمت أنام..أبي بس أشوفهم وأهتم فيهم..
صحيح كنت أرتكب أغلاط كثيرة، بس كل أم جديدة لازم تمر بهالأغلاط.. بس هو كان مزودها، كان يعسكر عندي بالساعات، ولولا الحيا كان رقد عندي، كنت أحس أنه يخاف عليهم مني..
أعترف أني عمري ماشفت أبو يحب عياله مثله.. تدرين الرياجيل عندنا مايحبون يشيلون المولود الصغير، هو كان على طول شايلهم.. كانت عيونه تلمع وهو يناظرهم، بس حتى هذاك الوقت ماشفت ابتسامته.. كنت احس فيه قلق وهم وخوف..
نجلاء باستفسار حذر: طيب أشلون أخذهم؟؟
جواهر بحزن: الله لا يرد هذاك اليوم الله لا يرده..
نجلاء بحذر: أشلون ؟؟تعليق
-
الجزء التاسع
قبل 17 سنة (هو) وأفضل في بيت العم محمد، في مجلس الرجال..
غارقين اثنينهم في الصمت..(هو) باين عليه الهم والتوتر، وأفضل على وجهه ملامح حذر..
قطع أفضل حبل الصمت: سم بوئبدالعزيز، تقول تبيني في موزوع زروري (موضوع ضروري)
(هو) بهم كبير وتأمل: والله فيه شيء سويته وشيء أبي أسويه، وأبي رأيك ومساعدتك وقبل كل شيء كتمانك..
أفضل بشهامة: أكيد بو ئبدالعزيز، على رقبتي والله
هو بحذر: أنا أبي أسافر بعيالي بكرة لأمريكا..
أفضل باستفسار: زين ليش ما تنتر (تنطر) كم يوم، أم ئبدالعزيز، ئقب خمس أيام بتخلص النفاس..مو زين تسافر وهي نفاس، مافرقت كم يوم، ونسوان يهبون (يحبون) هالسوالف..
هو يلقي الخبر كالقنبلة: أم عبدالعزيز طلقتها اليوم..
****************
اليوم/ ومازال الحديث الحزين والموجع مستمر في بيت نجلاء..
ومازالت مواجع جواهر تسيل بكل ألم الكون ووجعه..
جواهر بحزن: بعد أسبوع من طلعتي من المستشفى، فوجئت أنه جايب مصورة للبيت عشان تصور العيال، كنت خبلة وماعندي شك فيه..
قال لي أنه يبي يسوي لهم جوازات، قلت له بدري على الجوازات، قال وإحنا وش ورانا..
جواهر تكرر بحزن: إيه وش ورانا.. تركوا وراهم قلب محطم وأم مفجوعة، ودمعة ما تجف..
نجلاء باستفهام: طيب والعيال أشلون خذهم ؟؟ أشلون خليتيه يطلع فيهم من البيت بروحه..
جواهر بحقد: ثقتي العمياء فيه، من بيخطر على باله، أنه الطيب الملاك، بيخطف عياله..
قال لي أنه فيه تطعيم ضروري يبي يودي العيال له، قلت له بأروح معهم أو خل أمي تروح معهم، قال مافيه داعي، بتجي معاي ممرضتين بتأخذهم..كلها ساعتين وراجعين..
وأنا من هبالي كنت مبسوطة من اهتمامه فيهم
**************
في نفس المكان، في بيت العم محمد، قبل 17 سنة الحوار الناري مازال مستمر بين (هو) وأفضل:
أفضل بغضب: أنت مجنون، هذي وصات ئمي محمد لك
(هو) بحزن: يا أفضل افهمني، أنت عارف أن أبوي فرض علي هالزواج، وان جواهر طفلة.. بس أنا قلت مالهم حد.. ومايصير نخليهم.. وتزوجتها عشان أقدر أدخل وأطلع عليهم.
بس بعد مارجع خالهم أبو فهد، أنا شفت بعيني اهتمامه فيهم، كأنهم أكثر من عياله، يعني السبب اللي أنا تزوجت عشانه جواهر خلاص ماعاد موجود..
أفضل بغضب: شنو هزي خربطة.. فيه ئبدالعزيز ونوف بينكم..
(هو) بحزن: وأنا سويت هالشيء عشان نوف وعبدالعزيز، أنت ماشفت يا أفضل أشلون هي تتعامل معهم.. طفلة ابتلت فيهم، يمكن مرة تذبحهم وهي مو قاصدة، وانا حكيت لك على المواقف اللي صارت..
الأحسن لها ولهم.. أني أخذهم وأربيهم بروحي
هم يتربون تربية زينة وامنة بعيد عن أم طفلة جاهلة..
وهي بتحزن شوي وبعدين بتنسى، تكبر مثلها مثل غيرها من الأطفال، وعقبه تتزوج، بدون مايكون عندها عيال يقللون فرصتها في الزواج..
أفضل بتردد: بس هزي أم ..أم مها كان..
(هو) بتأمل: أنا بس أبيك تنفذ لي اللي أنا أبيه منك على مرحلتين:
بعد سفري ب3 ساعات: تروح وتعطيها ورقة طلاقها، لو سألوك عني أو عن العيال، قل ما عندك خبر عن شيء..
عقب ما نوصل بالسلامة: روح لها وقول، أنه إحنا رحنا بريطانيا، وسوينا حادث سيارة وإحنا طالعين من المطار، وأنه كلنا الله خذ أمانته ،بعيد الشر عن عيالي.
أفضل بصدمة: وليش تسوي هزا كله..
هو بحزن: أنا ما أبيها تقعد تتحسر طول عمرها، أبيها تظنهم ميتين وتبكي شوي وتنسى، لكن لو أنا خذتهم وبس، بتظل حزينة عليهم طول عمرها ومتشفقة على رجعتهم.. فاهمني أفضل فاهمني
***********
اليوم بعد 17 سنة وفي بيت نجلاء، عن نفس الموضوع، لكن من زاوية مختلفة
جواهر بحزن متوحش قاتل: بعد ما مرت ساعات من يوم خذ العيال وراح.. أنا صرت مثل المجنونة، أبكي وأضرب في وجهي، نتصل على تلفون سيارته ماحد يرد.. على تلفون البيت ماحد يرد..
خالي راح بنفسه لبيت عمي محمد، لقى البيت مقفول ومطفية أنواره..
أنا خلاص استخفيت، جنيت، كنت أبكي بهستيرية.. وأدور بين البيبان مثل المجنونة.. وأمي تراكض وراي وتبكي، وتقول حسبي الله ونعم الوكيل، البنت استخفت.. حد يجيب لها عيالها.. تكفى يا أخوي دوره، شوف وين راح بالعيال..
خالي المسكين تقطع قلبه علي، راح يدور في المستشفيات، وبلغ الشرطة، اللي قالت انطروا شوي يمكن يظهر..
بعد ست ساعات ، جانا أفضل، أنا من سمعت اسمه نطيت للمجلس ما أهتميت من حد، ومسكت في جيبه وأنا أصيح: وين عيالي يا أفضل وين عيالي؟؟
أفضل اللي كان مصدوم: ما أدري يا أم ئبدالعزيز.. ما أدري
أنا جيت بس أسلمكم هزي..
وسلم ورقة كانت في يده لخالي، خالي فتحها بحذر، وعقب قال بصدمة: ورقة طلاق، ليش يا أفضل، هذي فعايل عيال الناس.. يبي يطلق بنتنا يجي يطلقها مثل مايسوي الرياجيل موب بالخش والدس عقب ما يأخذ عيالها، والله حتى اللي ماله أصل مايسوي كذا..
أنا كنت في حالة صدمة وموب قادرة أستوعب اللي يصير، عقبها مد أفضل لخالي ورقة شيك، وقال بحزن: هذي منه لجواهر، ويطلب سماهها (سماحها)..
خالي اللي كان خلاص وصل أخره من الزعل، خذ الشيك وقطعه، وقال: وصل له هالحكي، علمن يوصله ويتعداه: العيال بنجيبهم من ورا خشمه، والحركة اللي سواها، والله ما أخليها تطوف وأنا بوفهد وولد فهد.. هو مفكر جهير مالها والي ولا سند يسوي فيها هالفعايل..
أنا توني قدرت أستوعب اللي يصير، رجعت أنط على أفضل وأمسك في ثيابه وأصارخ بهستيرية: هو بالقلعه اللي تقلعه، خله يطلقني، يذبحني، بس قله يرد لي عيالي، ما أبي منه شيء، بس يرد لي عيالي، أدري أنه يكرهني، بس عيالي مالهم ذنب..
************
اليوم/ بعد صلاة العصر بشوي
(هو) قاعد في مجلسه الخارجي اللي واجهاته كلها زجاج وعلى زاوية تطل على شارعين ويبدو كأنه قصر صغير مستقل عن باقي البيت، كانوا قاعدين في الجلسة الداخلية، وعنده أفضل..
هو بمودة: ها يا أفضل وش عندك؟؟ قلت لي اليوم في البنك أنه فيه موضوع مهم تبي تكلمني فيه..
أفضل بحذر: إيه تال ئمرك (طال عمرك)، واللي شجعني ئقب (عقب) هالسنين، الموزوع (الموضوع) اللي أنت فتهته(فتحته) اليوم.. موزوع أم العيال
(هو) بحذر أكبر: تكلم أفضل تكلم..
أفضل بحذر مشوب بخوف: تزكر أنك كلفتني بمهمتين يوم سفرك قبل 17 سنة..
-أذكر
- الأولى سويتها مسل(مثل) ماقلت لي، بس السانية(الثانية)
- وش فيها الثانية (هو بفجيعة)
- خربتت (خربطت) فيها (مثل اللي يلقي قنبلة كان لها دوي هائل)
************
بيت أهل جواهر قبل 17 سنة، أفضل جاي ينفذ الجزء الثاني من مهمته، وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية، لحد الحين صراخها البارحة في أذنه، حاس بألم كبير.. بس شيسوي هذي وصية الغالي ولد الغالي..
دخل المجلس ولقى أبو فهد جالس عند دلاله يسوي قهوته، وعنده عياله فهد وطلال وولد أخته عبدالعزيز
سلم أفضل وجلس وهو مسوي حاله حزين عشان يضبط السالفة، وكان أبو فهد يحاول يكتم غضبه، ويقول في نفسه هالمسكين وش ذنبه؟؟
أفضل تنحنح بحزن مرسوم: ئمي ئندي خبر لكم
في نفس الوقت العيال راحوا داخلوا يبلغون جواهر أن أفضل جاء..رغم أن أفضل كان يتمنى يقول الخبر بدون مايواجه جواهر.. بس لقافة البزران.. وحكم ربي قبل كل شيء.. لأنه لولا جية جواهر كان مشى المخطط مثل مارسمه (هو)
أبوفهد بحذر: شنو عندك يا أفضل بعد؟؟
أفضل بحزن جزء منه مصنوع وجزء حقيقي: الئيال (العيال) سافروا مع أبوهم لبريتانيا..وهم تالعين (طالعين) من المتار (المطار)..سووا حادس سيارة....
وأفضل يتكلم،، قاطع كلامه دخول جواهر اللي حالتها حالة، وجهها منفوخ من البكاء وشعرها منكوش، وهي تسمع أخر جملة يقولها...
رجعت تمسك في جيبه، وهي تصيح صياح ألم عمره ماسمع شيء مرعب و موجع ومخيف مثله: عيالي وش صار لهم؟؟ عيالي ماتوا؟؟
أفضل ابتلش وتخربط: إيه.... لا ..لا ... ما أدري...
أبوفهد بغضب: أنت وشفيك تخربط.. العيال وش صار لهم؟؟
أفضل بارتباك: سووا حادس سيارة بس ما أدري ئنهم ميتين أو لا...
جواهر من سمعت جملته أغمي عليها.. وخالها يلمها ويشيلها
وأفضل استغل الفوضى اللي صارت وانسحب..
***********
اليوم / في مجلس (هو)
(هو) بألم: ليش يا أفضل ليش؟؟ الحين عرفت ليش هالأحلام تجيني.. أكيد أنها تدعي علي.. أكيد كل يوم تتذكر وتدعي علي، حتى لو كانت تزوجت وعندها عيال، الأم ما تنسى عيالها..أنا كنت أبيها تقتنع أنهم ماتوا، عشان تكمل حياتها طبيعي... ليش يا أفضل ليش؟؟؟
أفضل بحزن: سامحني يا بوئبدالعزيز، أنا هكيت(حكيت) لك السالفة كلها..
(هو) بحزن قاتل: وش أسوي الحين وش أسوي؟؟
أفضل وهو حاس بتأنيب ضمير، في نفس الوقت بالراحة لأنه ارتاح جزئيا من الهم اللي كان شايله: الشور شورك
هو مثل اللي لمعت في باله فكرة ذهبية، بنبرة فيها رنة فرح مختلط بخوف: أنا عرفت أشلون ممكن أجيبها.. عرفت أشلون
أفضل بحذر: قل لي شاللي تفكر فيه؟؟تعليق
-
الجزء العاشر
في بيت نجلاء /الوقت صار قبل المغرب بشوي
ورحلة الذكريات قربت على نهايتها.. بس رحلة الوجع والألم مستمرة في قلب جواهر
نجلاء باستفسار: طيب وأنتو وش سويتوا عقب هالخبر المفجع؟؟
جواهر بحزن عميق: خالي فديته ماخلا شي ماسواه.. بس المشكلة أن أبو العيال ماكان له قرايب.. عدا خواله، اللي ماكنا نعرف أسمائهم، أبوي بس كان يعرفهم، أمي كانت تعرف أمه بس ماتعرف اسم عايلتها ولا خطر ببالها تسأل لأنها يمكن شافتها مرتين بس.. لأن أمه كانت مريضة وتسافر برا كثير مع أخوانها..
وأفضل فص ملح وذاب.. أول كنا نقدر نكلمه على مجلس عمي.. بس بيت عمي لقاه خالي انباع.. يعني (هو) كان مخطط لكل شيء..
وأنا قلبي كان يقول لي أنهم عايشين.. واللي أكد لي أنه لما رحت لبريطانيا عشان الماجستير والدكتوراة، رحت وسألت في السفارة، إذا كان فيه قطريين توفوا في ذاك التاريخ،
السفارة أكدت لي أنه ماخرج من عندهم شهادات وفاة بهالاسماء في ذاك التاريخ..
وهذي هي حكايتي يا نجلاء.. حزن وجع وألم وبحر دموع ماينشف
نجلاء باستفهام حذر: باقي جزء بسيط عشان تكمل الصورة عندي.. دراستك متى كملتيها؟؟
جواهر تتنهد تنهيدة طويلة مسحوبة من أقصى وريد في قلبها: بعد اللي صار مرت علي شهور، مو حاسة بشيء، مثل المجنونة، إلا كل الناس اعتبروني مجنونة بشكل رسمي..
إلا عبدالعزيز هو الوحيد اللي وقف وجنبي، حنون يومي قبل يومه من يوم وهو طفل.. كان كل يوم يجي يقعد عندي، يسولف علي، ويمشط لي شعري، ويحكي لي عن المدرسة، شوي شوي صار يجذبني لعالمه..
وعقب صار يطلب مني أساعده في واجباته مثل ماكنت أسوي قبل.. في البداية ما كنت أتجاوب معه.. بس شوي شوي.. صرت أتداخل معه.. وأحل له واجباته، وأشرح له دروسه
أمي وخالي ماكانوا مصدقين تحسني..
وعقب حصة الصغيرة كان لها دور في تحسني، عوضتني شوي عن فقد عيالي، كانت أم فهد تخليها معاي طول اليوم.. أنا أأكلها وأشربها وأغير لها..
عقب سنتين من قعدتي في البيت، خالي أصر أرجع للمدرسة
وكنا نقلنا منطقة جديدة، فرجعني هو لمدرسة عادية، لأنه أنتي تعرفين أنه المتزوجات أو اللي كانو، مايدخلون مع بنات الصباحي
بس خالي قال بعدها صغيرة..وماحد يعرفها في المدرسة هنا.. حرام ندخلها مع حريم كبار.. خليها تعيش سنها
رجعت المدرسة صف أولى ثانوي وأنا عمري 15.. مع دخولي 18 دخلت الجامعة، وخلصت وأنا 21 بتقدير امتياز..
رحت بريطانيا، سنة لغة وبعدين درست الماستر والدكتوراة بنظام الفول تايم، سنة ماستر وسنتين ونص دكتوراة.. على ال26 مو 27 مثل منتي مفكرة كنت مخلصة دكتوراة..
نجلاء صفرت بإعجاب: صراحة أنتي معجزة ياجواهر...
جواهر بحزن: لا معجزة ولا شيء.. بس كان لازم ألاقي شيء يشغلني، وإلا كان ذبحني الهم والتفكير..
نجلاء باستفسار: طيب وأمج أشلون خلتج تروحين تدرسين برا؟؟
جواهر بابتسامة حب صافي: عبدالعزيز يومي قبل يومه وقتها عمره 15 سنة، هو اللي أقنع أمي وخالي اللي كانوا مترددين، أني أروح، قال إحنا بيتنا لاصق في بيت خالي، وماراح نحتاج شيء، وانا رجال البيت يعني ما أقدر أسد مكانها؟؟
فديته عبدالعزيز هو ولدي وأخوي وكل شيء في حياتي..
نجلاء بحذر: طيب ويوم أنه عبدالعزيز له كل المكانة ماقدر يعوضج عن غياب عيالج؟؟
جواهر بحزن: لو عندج 3 عيال، هل واحد منهم بيعوضج عن الاثنين الباقيين؟؟
نجلاء بإحراج: لا طبعا..
جواهر بحب وحزن: لو كان عبدالعزيز بسم الله عليه هو اللي صار له اللي صار لعيالي، وعيالي ظلوا عندي، صدقيني كان صار لي نفس الشيء، ووقتها يمكن مالقيت حد يطلعني من جنوني، مثل ما عبدالعزيز سوا..
نجلاء بإيمان صادق مع ارتفاع إذان المغرب: اللهم ياعزيز يا قوي ياجبار.. مع أذان المغرب هذا، أنك تريح قلب جواهر، وترجع لها عيالها..
جواهر بلهفة وإيمان ووجع: امين يارب امين.......
كملت جواهر بصدمة: يوه نجلاء تأخرت وايد.. بأصلي المغرب وأتصل بعبدالعزيز، جنني اتصالات.. تدرين أنه مايرضى أسوق السيارة بعد المغرب.. الحين بأتصل له يمشي وراي
نجلاء بحنان: لا تزعجينه، أنا بأمشي وراج بسيارتي مع السايق والخدامة..
جواهر بنفي: لا لا عبدالعزيز ماراح يرضى، لازم هو بنفسه، السواقة بكبرها يالله وافق عليها..
***************
في الليل/ في بيت جواهر
جواهر قاعدة تتعشى مع أخوها عبدالعزيز.. اليوم الطويل اللي قضته عند نجلاء في سرد ذكرياتها المؤلمة، استنفذ كل طاقتها الجسدية والنفسية، فكانت ساكتة وسرحانة.. والشوكة تقلبها في الصحن بدون ما تأكل شيء..
عبالعزيز بمرحه المعتاد: ياناس ياهووه.. نحن هنا
جواهر بدون ماتنتبه: تقول شيء حبيبي..
عبدالعزيز بعيارة: أفا.. ولا حد داري عنا.. وينج يا نوير.. تجين تشوفين بعلج الهمام، وهو مأخذ تسفيهه محترمة..
جواهر بابتسامة دافئة: الدنيا كلها تنسفه إلا أبو منصور، بس تعبانة شوي فديتك..
عبدالعزيز بابتسامة: إيه من صبح لبعد المغرب عند نجلاء، أكيد خلصت كل الحكي اللي عندك، أمانة أمانة.. وش الكلام اللي يأخذ عشر ساعات متواصلة؟؟
جواهر بغموض ممزوج بالحزن: بلاك مادريت بالسوالف.. كملت بلهجة خاصة بعد ماتذكرت شيء: تراني كلمت خالي وأم فهد الليلة..
عبدالعزيز اللي كان توه يبلع لقمة، غط فيها وقعد يكح، جواهر قامت وهي تضحك تضرب ظهره وتعطيه كاسة ماي وهي تقول: نعنبو، قلت لك كلمت خالي بغيت تموت، لو قلت لك عرسك بكرة وش بتسوي؟؟
عبدالعزيز بلهفة: بلاعباطة جواهر.. وش قال لج؟؟
جواهر بهدوء: قال حددوا الوقت اللي يناسبكم، تدري أن البنية لها كم شهر متخرجة، يعني ماوراها شيء خلاص..
عبدالعزيز بلهفة أكبر: وطيب؟؟
جواهر بحب: يعني كلها كم شهر، على حسب حجز الصالات وتكون نورة في بيتك..
*************
في نفس الليلة/ وعلى العشاء/ في بيت ثاني
يجلس ثلاث أشخاص على الطاولة
واحد منهم كان شاب صغير في السن، طويل، نحيل، شعره طويل شوي ومتلفلف، له شنب خفيف، ملامحه هادية مثل هدوءه، يلبس تريننغ رياضة قطن واسع لونه رمادي، ويلبس نظارة طبية كان يعدلها بأصابعه النحيلة كل شوي في حركة تدل على توتر خفي..
الثانية كانت بنت أمورة شعرها الأسود الناعم مقصوص قصة الفراولة اللي معطيه لوجهها الدائري لمحة حسن خاصة، وكانت لابسة بيجامة حرير خليط من الوردي والتركواز تحمل اسم ماركة معروفة جدا وكان أبوها هو اللي شاريها لها مثل أكثر ملابسها..
الثالث: كان رمز الغموض والرجولة والهيبة، اللي يخبي خلف نظرة عيونه الحادة الاسرة الكثير من الأسرار، كان هو اللي فتح باب الحوار: شباب، نوف، عبدالعزيز
نوف وعبدالعزيز: لبيه يبه..
(هو) بلهجة هادية: عندي لكم خبر أبيكم تسمعونه مني، قبل تقرونه في الجرايد بكرة مع التهاني اللي أتوقع أنها تملأ الجرايد..
نوف بفرح حماسي: شنو يبه شنو قول بسرعة؟؟ وعبدالعزيز بنفس هدوء أبوه: خير إن شاء الله يبه؟؟
(هو): أنا ترقيت ترقية كبيرة، ومسكت منصب جديد أكبر..
نوف نطت من كرسيها، وتعلقت في رقبة أبوها، وهي تبوسه عشرين بوسة على رأسه وخدوده: مبروك يبه، مبروك ياقلبي، تستاهل، والله تستاهل، أصلا مافيه حد يستاهل في الدنيا كلها قدك..
عبدالعزيز قام بهدوء، طبع قبلة هادية على رأس أبوه، وقال بفرح هادئ لكن صادق يشبه شخصيته: مبروك يبه عقبال المنصب الجاي إن شاء الله
(هو): الله يبارك فيكم ياعيالي، ولا يحرمني منكم، وعقب احتمال تسمعون خبر أهم بوايد..
نوف وعبدالعزيز : شنو يبه؟؟
(هو) بلهجة فيها غموض وحزن:مو وقته الحين.. في وقته..في وقته ياعيالي.
عبدالعزيز قال: إن شاء الله.. ورجع مكانه بكل هدوء بدون مايهتم...
لكن نوف انشغل بالها وصارت تفكر: شنو الموضوع اللي أهم عند أبوي من ترقيته..(بخوف مدمر) لا يكون يبي يتزوج؟!!!!
**********
ثاني يوم /في البنك
كان خبر ترقي (هو) واستلامه منصب المدير الأقليمي للبنك لكامل منطقة الشرق الأوسط مو قطر بس، معبي الجرايد تهاني له..
وكانت الاتصالات تنهال عليه من كل مكان، بس هو تفكيره كان بمكان ثاني، وبشيء ثاني..
ضغط زر الاتصال الداخلي، بصوته الهادئ الواثق اللي تعود استخدامه مع موظفينه: خليفة، لو سمحت، لا تحول أي اتصال خلال الساعة الجاية..
خذ نفس عميق..ألتقط موبايله، ودور على رقم معين في القائمة:
- ألو..
- ........
- هلا والله حيالله أبو سعد
- .........
- الله يبارك فيك.
- ...........
- أبوسعد طال عمرك.. أبيك في خدمة ماراح أنساها لك طول عمري..
- ...........
- تسلم أدري أنك ما تقصر.. فيه اسم بأعطيك إياه أبيك تشوف لو فيه موبايلات باسمه..
- ..........
- يا بو سعد الله يرضى عليك، السالفة بسيطة، والله أنه من الأهل بس أنا مضيع أرقامه..
- .........
- تسلم .. اسمه عبدالعزيز منصور حمد ال
- ........
- معاك على الخط (قالها وهو حاس أنه قلبه بيوقف)
- ........
- تقول رقمين، عطني إياهم طال عمرك
- .........
- الاول ******5، والثاني******5
- .........
- مشكور مشكور، الله يقدرني على رد جمايلك
- .........
- مع السلامة
حط (هو) الرقمين قدامه، متوتر.. خايف..قلق..يكلم نفسه:
وش فيك يا(... )عمرك ماصعب عليك شيء، عمرك ماحطيت شيء برأسك وماحصلته، كلها اتصال، أنت اللي ترج السوق رج خايف من اتصال ، قول بسم الله وتوكل على الله، بياكلونك يعني، ماحد يقدر يهز شعرة من رأسك..ماحد بقدر يأثر فيك، ولا يأثر على عيالك أو محبتهم لك..
قول بسم الله.. لازم تريح ضميرك..كفاية عليك عذاب السنين اللي فاتت وكوابيسها، أطوي هالصفحة من حياتك وارتاح، قبل تواجه وجه الكريم..
خذ (هو) نفس عميق.. وبيد ترتعش غصبا عنه دق على الرقم الأول منها...تعليق
-
-
-
الجزء الحادي عشر
قبل 4ساعات ونص من محاولة اتصال (هو) على الرقم اللي خذه من أبو سعد..
في بيت منيرة
اليوم الخميس هي وصديقاتها اليوم ماعندهم جامعة
بس هي صاحية من الساعة 6 الصبح
ما تحب تفوت لمتها مع أهلها الصبح قبل كل واحد يروح لدوامه...
قاعدة هي وأختها سارة اللي أكبر منها بسنة، في الصالة اللي تحت، مشغلين الدفاية، ويشربون حليب زنجبيل.. ويسولفون.
سارة بتأفف: يوم الخميس هذا أنا صرت أكرهه ذا الفصل، وش معنى أنتي ماعندس شيء.. وأنا اللي أروح في ذا البرد..
منيرة بعيارة: دنيا حظوظ.. دنيا حظوظ..
سارة الخبيثة قلبت السالفة على منيرة اللي كانت تبي تغيظها فطاحت هي في الحفرة: زين كمليها: والله رمى حظي معاك (سارة بخبث)
منيرة عصبت جد: صدق وحدة ما تستحين..لولا إنس أكبر مني، ومحترمة شيباتس، وإلا كان وريتس شغلس..
سارة بعيارة: قومي وريني، كان فيس خير.. بكرة يأخذس سلوم لبيته (بيت الرعب) وهو اللي بيوريس الشغل .. ويأدبس يوم لسانس يلوط أذانس..
منيرة بزعل حقيقي: سارة أصبحي وأفلحي واللي يرحم شيبانس..
أخوهم علي بطوله الفارع وجسده الأقرب للإمتلاء يدخل عليهم بلبس كلية الطيران، بابتسامة: يالله صباح خير، الناس قايمين يذكرون ربهم وانتم تهادون من صباح الله...
سارة بعيارة: شوفوا من اللي جا.. أبو كرافتة.. أنت أول عدل ذا الكرفتة اللي على صوب.. وعقب تفلسف..
علي بنفس الابتسامة: العقال مهوب على رأسي عشان أكوفنس فيه.. والكرافتة قد لي ساعة أزين فيها.. وإلا كان فكيتها وخنفتس فيها..
سارة وهي تضحك: أنت وأختك الملسونة تبون لكم أدبن مهوب ذا.. ماكني بأختكم الكبيرة..
منيرة وهي تحاول تنسى زعلها من سارة: خل اختنا الكبيرة تعطف علينا عشان إحنا نحترمها..
علي بعيارة: إيه والله إنس صادقة.. كن حن ذابحين أمها وإلا أبوها.. وعلى طاري أمها وإلا أبوها ليت حن ذاكرين مليون ريال..
أبو علي وأم علي يدخلون في نفس الوقت، وأبو علي يقول: صدق إنك خسارة، ودك بالمليون ملا أمك وأبوك..
علي يقوم يحب خشم أبوه: جعلني فداك.. أتعيير على سارة الموذية.. وإلا أنت وأمي تسوون عندي مليون وخمسين ألف، مليون وواحد وخمسين أفكر أبيعكم.. وأعطيهم سارة هدية مجانية..
أم علي بحب: يا كثر حكيك الفاضي، قوموا تريقوا وكلن يسرح لدوامه..
*****************
في بيت (هو)...
نوف ماعندها محاضرة إلا الساعة 10، فكانت نايمة..
بس عبدالعزيز اللي كان في ثاني ثانوي أو (Grad-11) كان لازم يقوم عشان المدرسة..
ولتأخر عبدالعزيز عن نوف في الدراسة حكاية.
لما رجعوا من أمريكا، المدرسة الانجليزية اللي دخلوها، عملوا لهم اختبار مستوى، نوف طلعت أعلى من مستواها بسنة، بينما عبدالعزيز طلع أقل من مستواه بسنة، فمن هنا طلع بينهم فرق سنتين في الدراسة..
وهالموضوع لحد الحين مأثر في نفسية عبدالعزيز رغم إنه مايبين، لأنه مثل ماهو معروف: التوائم بينهم ارتباط كبير، فلما صارت بينهم هالفجوة، نوف طالبة جامعة، وهو بعده في المدرسة، حس عبدالعزيز بنوع من العزلة.
قاعد هو وأبوه على السفرة يتريقون، أبوه يشرب قهوته ويتصفح الجريدة بهدوء: يبه عزوز تريق بسرعة أو صلك على طريقي، عشان اليوم بأستلم منصبي الجديد ولازم أكون هناك بدري، إلا لو تبي عمك أفضل يوصلك. (ويقول في نفسه: موبس المنصب اللي شاغلني، فيه شيء أهم بكثير بأسويه اليوم)
عبدالعزيزفي خاطره شيء يبي يقوله من زمان، يقول في نفسه :ماشاء الله عليها نوف، اللي تبيه تحصله على طول، ماتتردد تطلب، ليش ما أكون مثلها، بعدها حاول يتجرأ بس ما قدر، يتأتئ ويسكت..
أبوه يطالعه: تبي شيء عزوز؟؟
عبدالعزيز بنبرة حزن: سلامتك يبه، نمشي طال عمرك؟؟
*************
في بيت مها/
الساعة صارت عشر الصبح ومها بعدها ماصحت/اليوم ماعندها جامعة
مها تفتح عيونها بشويش وهي تمد يديها لأخر حد: الله ياحلاة التصفيرة
(التصفيرة:نومة الضحى) ياليت كل يوم أرقد لذا الحزة..
تلف على يمينها، تلاقي حد نايم في سرير أختها الجازي اللي في صف ثاني ثانوي.. تنقز متخرعة.. وتسحب الغطاء عن النايم، تبي تشوف من هو
أوووف.. وش هالأزعاج.. خلوني أنام (الجازي بصوت نعسان)
مها بغضب: الجويزي.. الجازي يالعلة.. قومي .. قومي.. وشفيش مارحتي للمدرسة اليوم ياعلة الكبد أنتي؟؟
الجازي تسحب الغطاء وتغطي نفسها: لحوووول.. لو أدري أنش اليوم ماعندش جامعة، كان أجلت غيابي يوم ثاني، عشان أخلص من حنتش..
مها ترد تسحب الغطاء منها: أمي تدري عن غيابش ؟؟
الجازي بنعاس وزعل، وهي تسحب الغطاء عليها مرة ثانية: إيه، تدري، وخلي السناح من يدش، بيمزع منش يالدبة..
مها بعصبية: أنا الدبة..وتكمل بخبث: زين وسعود يدري أنش غايبة؟؟
الجازي تنط واقفة كأنه كبوا على رأسها ماي بارد: لا فديتش، خلاص توبة.. انا الدبة والخايسة واللي أستاهل الخنق.. كله ولا سعود، تكفين تكفين..
مها بخبث: قومي حبي رأسي أولا، وجيبي لي نسكافيه ثانيا، وعقب بأفكر أقول له وإلا لا..
الجازي نطت تحب رأسها..ثم ركض تنزل الدرج ركض عشان تجيب لمها نسكافيه.. وخيال سعود في رأسها، مع أنه عمره ماضربها ولا حتى عصب عليها، بس تخاف منه موت. ومن كلمته القوية.
مها تطالع الباب اللي طلعت منه أختها بحنان: ياحبي لها ذا البنية..
الجازي هي أخر العنقود في بيت مها..دلوعة وطيبة ونحيفة جدا عكس مها اللي كان جسمها مليان شوي وذابحة نفسها ريجيمات.. توفى أبوها وهي عمرها (الجازي) سنة، تحب سعود وتخاف منه مثل لو كان أبوها.. عندهم أخ أصغر من سعود وأكبر من مها (محمد) أخر فصل في الجامعة بعد سبع سنين قضاها فيها، الدنيا عنده ضحك وربع وكشتات وابتسامته ما تفارق وجهه ، تعتقد إنها جزء من تركيبة وجهه.. على عكس سعود الجدي اللي شال الهم من وفاة أبوه وعمره12 سنة، رغم أن أعمامهم وخوالهم ماقصروا معهم، إلا إن حس سعود المتزايد بالمسئولية عن أمه وأخوه وخواته حرمه يتمتع بمراهقته وشبابه..
***********
الساعة 10 وربع صباحا/ في مكتب جواهر ونجلاء
نجلاء تقلب أوراق في يدها بملل، ثم ألتفتت لجواهر تسأل: كم باقي على محاضرتج؟؟
جواهر ترد بهدوء وهي تقرأ كتاب في يدها: ساعة إلا ربع
نجلاء بمودة: جيجي حبيبتي، طلبتج..
جواهر تخلي الكتاب اللي بيدها، وتلتفت لنجلاء: نعم يالأذوة أنتي.. وش تبين؟؟
نجلاء تصنع الزعل: أفا.. إذا هذا أولها.. خلاص ما أبي شيء.
جواهر بابتسامتها الحلوة: موب علي هالفيلم، تبين شيء قولي، ماتبين موفرة أحسن..
نجلاء: بلى أبي، أبي.. وقامت نطت لمكتب جواهر وحطت الأوراق عليه: راجعي لي بس الدرجات وتأكدي من الجمع، شغلة ماراح تاخذ منج نص ساعة.. من الصبح جايبة الجريدة، ما قدرت أفتحها، أبي أتصفحها قبل محاضرتي.
جواهر وهي تقلب الأوراق: هذا أنتي ماطلبتي إلا فرضتي علي يالموذيه.. الله يعين عليج، أنتي عقوبة من ربي لي..
نجلاء وهي تقلب الجريدة: عادي قولي اللي تبينه، المهم تراجعين لي الدرجات.
جواهر وهي منهمكة في تدقيق الدرجات، رن موبايلها، خذت الموبايل طالعت الرقم الغريب والمميز جدا، ترددت ترد..
نجلاء بدون ماترفع رأسها من الجريدة: ردي على تلفونج المزعج..
جواهر بدون اهتمام: رقم غريب ومميز جدا جدا..
نجلاء بإهتمام: يالهبلة رقم مميز جدا جدا بعد، ردي لا يكون حد مهم..
جواهر جات ترد سكت الموبايل، هزت كتوفها، ورجعت تدقق درجات طالبات نجلاء..
بعد خمس دقايق رجع الموبايل يرن نفس الرقم..
جواهر اللي بدأ يتسلل لها شيء من الاهتمام: نجلاء نفس الرقم.. أرد؟
نجلاء ورأسها في جريدتها: ردي.. بياكلج يعني..
جواهر بنبرة هادية وواثقة: ألو
- مافيه رد، صوت نفس خفيف على الطرف الثاني
- ألو (جواهر بصوت أعلى)
- مافيه رد..نفس صوت النفس بس هالمرة بصوت أعلى شوي..
- ألو من معاي.. لو سمحت رد..
- صوت نفس أعلى
- جواهر هنا عصبت وبنبرة غضب: قليل أدب ووقح وماتستحي.. وقفلت الخط بوجهه..
نجلاء تسأل: من؟؟
جواهر وهي ترجع لأوراق نجلاء: واحد قليل أدب
************
في بيت الزكاة/ مكان شغل عبدالعزيز
راشد جاي يزور عبدالعزيز، وعبدالعزيز مبسوط كثير من هالزيارة: يا حيالله أبو ناصر، تو ما تبارك شغلي يوم شرفت مكاني..
راشد بابتسامة ودودة: يا حياك الله، جايين نسلم عليك، وترا الزيارة موب لله..
عبدالعزيز: أفا.. من أولها مصالح.. زين خلها لين الزيارة الجاية..
راشد بابتسامة: اطرق الحديد وهو ساخن
عبدالعزيز بمودة: امرني وتدلل
راشد: طال عمرك في الطاعة، انا وربعي اللي في الجامعة نبي نسوي معرض صغير لجمع التبرعات باسم اتحاد كليتنا لأهالي غزة المحاصرة، ونبي مساهمتكم..
عبدالعزيز: حاضرين أسوي كتاب ونعرضه على المدير، وإن شاء الله أنه تم.. وغيره..
راشد: جعلك سالم يابو منصور، رخص لي الحين، عادني أبي أمر على جمعية قطر خيرية، وجمعية الشيخ عيد بن محمد، والهلال الأحمر..
عبدالعزيز: والله ماتقوم من مكانك، أنا بالتلفون أسوي لك اتصالات معهم كلهم، ومع هيئة الأغاثة بعد.. الأرقام كلها عندي، وحنا بين تعاون.. مافيه داعي تتعنى
راشد بارتياح كبير ونبرة صداقة وود حقيقية: جعلني ماخلا منك.. ماتدري وش كثر ريحتني..
**************
في البنك/ في مكتبه
(هو) جالس غارق في التفكير، وفي يده موبايله.. تفكيره مشلول.. وأعصابة شبه فالتة منه..
وش فيك يا(...) وش فيك؟؟؟.. عمرك ماكنت جبان، ليش ما تكلمت، كأنك مراهق خايف.. أول مرة يسمع صوت أنثى!!!!!
صوت أنثى؟؟!!!!
بس صوتها مايقال عليه (مجرد صوت أنثى)، صوتها هو الأنوثة المجردة.. صوتها ضربه في الصميم.. في الصميم..
عيب عليك يابو عبدالعزيز..عيب ، مو أول مرة ولا اخر مرة تسمع صوت حريم، في شغلك تكلم كل يوم 100 مره
بس صوتها غير، غير.. غير..
صوتها لمس شيء مدفون تحت الرماد في عمق أعماقي، مكان عمر مره ما قدرت توصل له...
صوتها يرن: من إذني مكان ما دخل، إلى أقصى وريد وشريان فيني مكان ماسكن واستقر..
كل كلمة.. كل حرف من الألو الأولى اللي كانت ماس الكهرباء، إلى (ماتستحي) اللي كانت الصاعقة اللي صابتني.. أول مرة أنشتم وأكون طاير بالشتيمة..
من تكون؟؟ من تكون؟؟ من تكون؟؟
تكون زوجة عبدالعزيز.. (ابتسم) معقول عزوز يكون تزوج؟؟
ياحظه لو زوجته عندها هالصوت العذب الأنثوي اللي يسكر.. لو زوجتي عندها مثل هالصوت..ماكان خليتها تسكت.. بس تتكلم وتتكلم وأنا بس أسمعها.. وأتلذذ بهمسها ورنين صوتها..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. استغفر ربك يابو عبدالعزيز.. مافكرت هالتفكير وأنت مراهق.. تفكره الحين
تكون جواهر؟؟... لا لا لا لا.. مستحيل.. جواهر أذكر صوتها، كان مخنوق شوي وفيه خنة..
معقول يكون عبدالعزيز راعي خرابيط، ويكون مطلع رقم لصحيبته؟؟؟ لا لا عزوز ما يسويها.. وأنت أشدراك؟.. تركته وهو طفل عمره 7 سنين.. ماتدري عنه الحين..
ياربي وش هالحيرة؟؟ أتصل على الرقم الثاني؟؟
لا لا.. بأنتظر شوي.. كفاية علي الضغط اللي أنا حاسه..
(أبتسم) ومابي أسمع صوت عقب صوت الملاك اللي سمعته، خل صوتها يتربع في أذني شوي..
*************
الساعة 10,25 في بيت فاطمة
فاطمة بعدها نايمة.. أمها تتعب من طلعة الدرج، بس تتحامل على نفسها.. عشان تطلع..
رغم أن فاطمة عمرها20 إلا أن أمها عمرها 59، لأن أمها وأبوها ظلوا يعالجون 18 سنة بعد زواجهم لحد ماجابوها، وماعندهم غيرها.. فهي دلوعتهم، الهوا اللي يتنفسونه، مصدر فرحتهم وبهجة حياتهم..
أم فاطمة تتسند ومعاها الشغالة، لحد ماوصلت لغرفة فاطمة، دخلت الغرفة ولقتها مظلمة وفاطمة بعدها نايمة، طلبت من الشغالة ترفع الستاير،فدخل النور للغرفة الواسعة اللي كل شيء فيها يدل على أن صاحبتها بنت لأقصى حد.. اللون الوردي في كل شيء.. الدباديب بكل الأحجام معبية الغرفة.
أم فاطمة جلست على السرير وهي توخر الدبايب اللي في كل مكان.. و تصحي فاطمة بشويش، كانها خايفة تكسرها: يمه فطوم.. فطوم.. قومي حبيبتي الظهر باقي عليه ساعة، قومي كلي شيء قبل الصلاة..
فاطمة بصوت نعسان، وهي حاضنة دبدوبها: يمه فديتج خليني أنام لين يأذن..
أم فاطمة باستسلام سريع: زين يمه، بأرجع أصحيج، إذا أذن..
ورجعت أم فاطمة تنزل الدرج، رغم أنها بترجع تطلع بعد نص ساعة..
****************
الساعة 10 ونص في مكتب جواهر ونجلاء
نجلاء بعدها تقرأ في الجريدة، وجواهر تدقق درجات طالبات نجلاء..
نجلاء بنبرة هادية فيها نبرة فخر خفيفة: ماشاء الله فيه، واحد قطري أخذ منصب المدير الأقليمي للبنك العالمي الإسلامي لكل منطقة الشرق الأوسط، بعد ماكان المدير العام للبنك في قطر بس..
جواهر بهدوء وعيونها مركزة في الورق: الله يزيده، ولكل مجتهد نصيب..
نجلاء: ماشاء الله الجرايد متعبية تهاني له بالصفحات الكاملة..
جواهر بدون اهتمام: وش اسمه أبو تهاني هذا، على الاقل نعرف اسم المدير العود للبنك اللي حسابي عندهم..
نجلاء بنبره هاديه: اسمه.......تعليق
google Ad Widget
تقليص
تعليق