ديوان الشاعر محمود درويش

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوران العلي
    V - I - P
    • Feb 2009
    • 3156

    #31
    عاشق من فلسطين

    عاشق من فلسطين



    عيونك شوكة في القلب

    توجعني... وأعبدها

    وأحميها من الريح

    وأغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها

    فيشعل جرحها ضوء المصابيح

    ويجعل حاضري غدها

    أعز علي من روحي

    وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين

    بأنا مرة كنا، وراء الباب، إثنين!



    كلامك... كان أغنيه

    وكنت أحاول الإنشاد

    ولكن الشقاء أحاط بالشفة الربيعية

    كلامك، كالسنونو، طار من بيتي

    فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيه

    وراءك، حيث شاء الشوق...

    وانكسرت مرايانا

    فصار الحزن ألفين

    ولملمنا شظايا الصوت...

    لم نتقن سوى مرثية الوطن!

    سنزرعها معا في صدر جيتار

    وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها

    لأقمار مشوهة...وأحجار

    ولكني نسيت... نسيت... يا مجهولة الصوت:

    رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!



    رأيتك أمس في الميناء

    مسافرة بلا أهل... بلا زاد

    ركضت إليك كالأيتام،

    أسأل حكمة الأجداد:

    لماذا تسحب البيارة الخضراء

    إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء

    وتبقى، رغم رحلتها

    ورغم روائح الأملاح والأشواق،

    تبقى دائما خضراء؟

    وأكتب في مفكرتي:

    أحب البرتقال. وأكره الميناء

    وأردف في مفكرتي:

    على الميناء

    وقفت. وكانت الدنيا عيون شتاء

    وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!



    رأيتك في جبال الشوك

    راعية بلا أغنام

    مطاردة، وفي الأطلال...

    وكنت حديقتي، وأنا غريب الدار

    أدق الباب يا قلبي

    على قلبي...

    يقرم الباب والشباك والإسمنت والأحجار!



    رأيتك في خوابي الماء والقمح

    محطمة. رأيتك في مقاهي الليل خادمة

    رأيتك في شعاع الدمع والجرح.

    وأنت الرئة الأخرى بصدري...

    أنت أنت الصوت في شفتي...

    وأنت الماء، أنت النار!



    رأيتك عند باب الكهف... عند النار

    معلقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك

    رأيتك في المواقد... في الشوارع...

    في الزرائب... في دم الشمس

    رأيتك في أغاني اليتم والبؤس!

    رأيتك ملء ملح البحر والرمل

    وكنت جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفل

    وأقسم:

    من رموش العين سوف أخيط منديلا

    وأنقش فوقه شعرا لعينيك

    وإسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا...

    يمد عرائش الأيك...

    سأكتب جملة أغلى من الشهداء والقبل:

    "فلسطينية كانت. ولم تزل!"

    فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير

    على قمر تصلب في ليالينا

    وقلت لليلتي: دوري!

    وراء الليل والسور...

    فلي وعد مع الكلمات والنور.

    وأنت حديقتي العذراء...

    ما دامت أغانينا

    سيوفا حين نشرعها


    ____
    _

    تعليق

    • نوران العلي
      V - I - P
      • Feb 2009
      • 3156

      #32
      السجن

      السجن



      تغير عنوان بيتي

      وموعد أكلي

      ومقدار تبغي تغير

      ولون ثيابي وجهي وشكلي

      وحتى القمر

      عزيز علي هنا

      صار أحلى وأكبر

      ورائحة الأرض : عطر

      وطعم الطبيعة : سكر

      كأني على سطح بيتي القديم

      ونجم جديد

      بعيني تسمر

      _____
      __

      تعليق

      • نوران العلي
        V - I - P
        • Feb 2009
        • 3156

        #33
        جـواز سـفـر

        جواز سفر


        لم يعرفوني في الظلال التي

        تمتص لوني في جواز السفر

        وكان جرحي عندهم معرضا

        لسائح يعشق جمع الصور

        لم يعرفوني، اه.. لا تتركي

        كفي بلا شمس،

        لأن الشجر

        يعرفني

        تعرفني كل أغاني المطر

        لا تتركيني شاحبا كالقمر !



        2

        كل العصافير التي لاحقت

        كفي على باب المطار البعيد

        كل حقول القمح،

        كل السجون..

        كل القبور البيض

        كل الحدود..

        كل المناديل التي لوحت

        كل العيون

        كانت معي، لكنهم

        قد أسقطوها من جواز السفر!

        3

        عار من الإسم، من الانتماء؟

        في تربة ربيتها باليدين؟

        أيوب صاح اليوم ملء السماء:

        لا تجعلوني عبرة مرتين!



        يا سادتي! يا سادتي الأنبياء

        لا تسألوا الأشجار عن اسمها

        لا تسألوا الوديان عن أمها

        من جبهتي ينشق سيف الضياء

        ومن يدي ينبع ماء النهر

        كل قلوب الناس.. جنسيتي

        فلتسقطوا عني جواز السفر !

        _____
        _

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          #34
          بيروت

          بيروت



          بيروت يا بيروت

          بيروت خيمتنا

          بيروت نجمتنا

          بيروت يا بيروت



          بيروت تفاحة،

          والقلب لا يضحك

          وحصاننا واحة،

          في عالم يهلك

          سنرقص الساحة،

          ونزوج الليلك



          بيروت يا بيروت

          بيروت خيمتنا

          بيروت نجمتنا

          بيروت يا بيروت



          لن نترك الخندق

          حتى يمر الليل

          بيروت للمطلق

          وعيوننا للريح



          في البدء كان الخلق

          والان في الخندق

          ظهرت سمات الحمل



          بيروت يا بيروت

          بيروت خيمتنا

          بيروت نجمتنا

          بيروت يا بيروت


          ____
          __

          تعليق

          • نوران العلي
            V - I - P
            • Feb 2009
            • 3156

            #35
            القتيل رقم 18

            القتيل رقم 18



            غابة الزيتون كانت مرة خضراء

            كانت.. والسماء

            غابة زرقاء.. كانت يا حبيبي

            ما الذي غيرها هذا المساء?

            .. .. ..

            أوقفوا سيارة العمال في منعطف الدرب

            وكانوا هادئين

            وأدارونا إلى الشرق.. وكانوا هادئين

            .. .. ..

            كان قلبي مرة عصفورة زرقاء.. يا عش حبيبي

            ومناديلك عندي، كلها بيضاء، كانت يا حبيبي

            ما الذي لطخها هذا المساء?

            أنا لا أفهم شيئا يا حبيبي!

            .. .. ..

            أوقفوا سيارة العمال في منتصف الدرب

            وكانوا هادئين

            وأدارونا إلى الشرق.. وكانوا هادئين

            .. .. ..

            لك مني كل شيء

            لك ظل لك ضوء

            خاتم العرس، وما شئت

            وحاكورة زيتون وتين

            وساتيك كما في كل ليله

            أدخل الشباك، في الحلم، وأرمي لك فله

            لا تلمني إن تأخرت قليلا

            إنهم قد أوقفوني

            غابة الزيتون كانت دائما خضراء

            كانت يا حبيبي

            إن خمسين ضحيه

            جعلتها في الغروب..

            بركة حمراء.. خمسين ضحيه

            يا حبيبي.. لا تلمني..

            قتلوني.. قتلوني..

            قتلوني..


            _______
            __

            تعليق

            • نوران العلي
              V - I - P
              • Feb 2009
              • 3156

              #36
              الرجل ذو الظل الأخضر

              الرجل ذو الظل الأخضر
              في ذكرى جمال عبد الناصر



              نعيش معك

              نسير معك

              نجوع معك

              وحين تموت

              نحاول ألا نموت معك!

              ولكن،

              لماذا تموت بعيدا عن الماء

              والنيل ملء يديك؟

              لماذا تموت بعيدا عن البرق

              والبرق في شفتيك؟

              وأنت وعدت القبائل

              برحلة صيف من الجاهلية

              وأنت وعدت السلاسل

              بنار الزنود القوية

              وأنت وعدت المقاتل

              بمعركة... ترجع القادسية



              نرى صوتك الان ملا الحناجر

              زوابع

              تلو

              زوابع...

              نرى صدرك الان متراس ثائر

              ولافتة للشوارع

              نراك

              نراك

              نراك...

              طويلا

              ...كسنبلة في الصعيد

              جميلا

              ...كمصنع صهر الحديد

              وحرا

              ... كنافذة في قطار بعيد...

              ولست نبيا،

              ولكن ظلك أخضر

              أتذكر؟

              كيف جعلت ملامح وجهي

              وكيف جعلت جبيني

              وكيف جعلت اغترابي وموتي

              أخضر

              أخضر

              أخضر...

              أتذكر وجهي القديم؟

              لقد كان وجهي يحنط في متحف إنجليزي

              ويسقط في الجامع الأموي

              متى يا رفيقي؟

              متى يا عزيزي؟

              متى نشتري صيدلية

              بجرح الحسين... ومجد أمية

              ونبعث في سد أسوان خبزا وماء

              ومليون كيلواط من الكهرباء؟

              أتذكر؟

              كانت حضارتنا بدويا جميل

              يحاول أن يدرس الكيمياء

              ويحلم تحت ظلال النخيل

              بطائرة... وبعشر نساء

              ولست نبيا

              ولكن ظلك أخضر...

              نعيش معك

              نسير معك

              نجوع معك

              وحين تموت

              نحاول ألا نموت معك

              ففوق ضريحك ينبت قمح جديد

              وينزل ماء جديد

              وأنت ترانا

              نسير

              نسير

              نسير.

              ___
              _

              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                #37
                سقوط القمر

                سقوط القمر



                في البال أغنية

                يا أخت،

                عن بلدي،

                نامي

                لأكتبها...



                رأيت جسمك

                محمولا على الزرد

                وكان يرشح ألوانا

                فقلت لهم:

                جسمي هناك

                فسدوا ساحة البلد



                كنا صغيرين،

                والأشجار عالية

                وكنت أجمل من أمي

                ومن بلدي...



                من أين جاؤوا؟

                وكرم اللوز سيجه

                أهلي وأهلك

                بالأشواك والكبد!...



                إنا نفكر بالدنيا،

                على عجل،

                فلا نرى أحدا،

                يبكي على أحد.



                وكان جسمك مسبيا

                وكان فمي

                يلهو بقطرة شهد

                فوق وحل يدي!...



                في البال أغنية

                يا أخت

                عن بلدي،

                نامي... لأحفرها

                وشما على جسدي.

                ____
                _

                تعليق

                • نوران العلي
                  V - I - P
                  • Feb 2009
                  • 3156

                  #38
                  ريتا أحبيني

                  ريتا أحبيني



                  في كل أمسية نخبئ في أثينا

                  قمرا وأغنية ونؤوي ياسمينا

                  قالت لنا الشرفات

                  لا منديله يأتي

                  ولا أشواقه تأتي

                  ولا الطرقات تحترف الحنينا

                  نامي ! هنا البوليس منتشر

                  طليقا في أثينا

                  في الحلم ينضم الخيال إليك

                  تبتعدين عني

                  وتخاصمين الأرض

                  تشتعلين كالشفق المغني

                  ويداي في الأغلال

                  ((سنتوري )) بعيد مثل جسمك

                  في مواويل المغني

                  ريتا أحبيني ! وموتي في أثينا

                  مثل عطر الياسمين

                  لتموت أشواق السجين

                  الحب ممنوع

                  هنا الشرطي والقدر العتيق

                  تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك

                  للعيون السود

                  قطاع الطريق

                  يتربصون بكل عاشقة

                  أثينا . . يا أثينا . . أين مولاتي ؟

                  على السكين ترقص

                  جسمها أرض قديمه

                  : ولحزنها وجهان

                  وجه يابس يرتد للماضي

                  وجه غاص فبي ليل الجريمه

                  والحب ممنوع

                  هنا الشرطي ، واليونان عاشقة يتيمه

                  في الحلم ينضم الخيال إليك

                  يرتد المغني

                  عن كل نافذة . ويرتفع الأصيل

                  عن جسمك المحروق بالأغلال

                  والشهوات والزمن البخيل

                  نامي على حلمي .مذاقك لاذع

                  عيناك ضائعتان في صمتي

                  وجسمك حافل بالصيف والموت الجميل

                  في اخر الدنا أضمك

                  حين تبتعدين ملء المستحيل

                  ريتا . . أحبيني . . وموتي في أثينا

                  مثل عطر الياسمين

                  لتموت أشواق السجين

                  منفاي : فلاحون معتقلون في لغة الكابه

                  منفاي : سجانون منفيون في صوتي

                  وفي نغم البابة

                  منفاي : أعياد محنطة . . وشمس في الكتابه

                  منفاي : عاشقة تعلق ثوب عاشقها

                  على ذيل السحابه

                  منفاي : كل خرائط الدنيا

                  وخاتمة الكابه

                  في الحلم شفاف ذراعك

                  تحته شمس عتيقه

                  لا لون للموتى ولكني أراهم

                  مثل أشجار الحديقه

                  يتنازعون عليك

                  ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقه

                  لأبرز المنفى وأسند جبهتي

                  وأتابع البحث الطويل

                  عن سر أجدادي وأول جثة

                  كسرت حدود المستحيل

                  في الحلم شفاف ذراعك

                  تحته شمس عتيقه

                  ونسيت نفسي في خطى الإيقاع

                  ثلثي قابع في السجن

                  والثلثان في عشب الحديقه

                  ريتا أحبيني . . وموتي في أثينا

                  مثل عطر الياسمين

                  لتموت أشواق السجين

                  الحزن صار هوية اليونان

                  واليونان تبحث عن طفولتها

                  ولا تجد الطفوله

                  تنهار أعمدة الهياكل

                  أجمل الفرسان ينتحرون

                  والعشاق يفترقون

                  في أوج الأنوثة والرجوله

                  دعني وحزني أيها الشرطي

                  منتصف الطريق محطتي

                  وحبيبتي أحلى قتيله

                  ماذا تقول ؟

                  تريد جثتها ؟

                  لماذا ؟

                  كي تقدمها لمائدة الخليفه ؟

                  من قال إنك سيدي ؟

                  من قال إن الحب ممنوع

                  وإن الالهه

                  في البرلمان؟

                  وإن رقصتنا العنيفه

                  خطر على ساعات راحتك القليله

                  الحزن صار هوية اليونان

                  واليونان تبحث عن طفولتها

                  ولا تجد الطفوله

                  حتى الكابة صادرتها شرطة اليونان

                  حتى دمعة العين الكحيله

                  في الحلم تتسع العيون السود

                  ترتجف السلاسل

                  يستقيل الليل

                  تنطلق القصيدة

                  بخيالها الأرضي

                  يدفعها الخيال إلى الأمام . . إلى الأمام

                  بعنف أجنحة العقيدة

                  وأراك تبتعدين عني

                  اه . . تقتربين مني

                  نحو الهة جديده

                  ويداي في الأغلال لكني

                  أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة

                  وأثير جسمك

                  . . تولد اليونان

                  تنتشر الأغاني

                  يسترجع الزيتون خضرته

                  يمر البرق في وطني علانية

                  ويكتشف الطفولة عاشقان

                  ريتا . . أحبيني وموتي في أثينا

                  مثل عطر الياسمين

                  لتموت أحزان السجين

                  ___
                  _

                  تعليق

                  • نوران العلي
                    V - I - P
                    • Feb 2009
                    • 3156

                    #39
                    يوميات جرح فلسطيني

                    يوميات جرح فلسطيني



                    -1-
                    نحن في حل من التذكار
                    فالكرمل فينا
                    وعلى أهدابنا عشب الجليل
                    لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر اليها،
                    لا تقولي!
                    نحن في لحم بلادي.. وهي فينا!

                    -2-
                    لم نكن قبل حزيران كأفراخ الحمام
                    ولذا، لم يتفتت حبنا بين السلاسل
                    نحن يا أختاه، من عشرين عام
                    نحن لا نكتب أشعارا،
                    ولكنا نقاتل

                    -3-
                    ذلك الظل الذي يسقط في عينيك
                    شيطان اله
                    جاء من شهر حزيران
                    لكي يعصب بالشمس الجباه
                    انه لون شهيد
                    انه طعم صلاة
                    انه يقتل أو يحيي،
                    وفي الحالين! اه!

                    -4-
                    أول الليل على عينيك، كان
                    في فؤادي، قطرة من اخر الليل الطويل
                    والذي يجمعنا، الساعة، في هذا المكان
                    شارع العودة
                    من عصر الذبول

                    -5-
                    صوتك الليلة،
                    سكين وجرح وضماد
                    ونعاس جاء من صمت الضحايا
                    أين أهلي؟
                    خرجوا من خيمة المنفى، وعادوا
                    مرة أخرى سبايا!

                    -6-
                    كلمات الحب لم تصدأ، ولكن الحبيب
                    واقع في الأسر- يا حبي الذي حملني
                    شرفات خلعتها الريح..
                    أعتاب بيوت
                    وذنوب.
                    لم يسع قلبي سوى عينيك،
                    في يوم من الأيام،
                    والان اغتنى بالوطن!

                    -7-
                    وعرفنا ما الذي يجعل صوت القبره
                    خنجرا يلمع في وجه الغزاة
                    وعرفنا ما الذي يجعل صمت المقبره
                    مهرجانا.. وبساتين حياة!

                    -8-
                    عندما كنت تغنين، رأيت الشرفات
                    تهجر الجدران
                    والساحة تمتد الى خصر الجبل
                    لم نكن نسمع موسيقى،
                    ولا نبصر لون الكلمات
                    كان في الغرفة مليون بطل!

                    -9-
                    في دمي، في وجهه، صيف
                    ونبض مستعار.
                    عدت خجلان الى البيت،
                    فقد خر على جرحي.. شهيدا
                    كان مأوى ليلة الميلاد
                    كان الانتظار
                    وأنا أقطف من ذكراه.. عيدا!

                    -10-
                    الندى والنار عيناه،
                    اذا ازددت اقترابا منه غنى
                    وتبخرت على ساعده لحظة صمت، وصلاه
                    اه سميه كما شئت شهيدا
                    غادر الكوخ فتى
                    ثم أتى، لما أتى
                    وجه اله!

                    -11-
                    هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
                    تعد الصيف بقمح وكواكب
                    فاعبديها!
                    نحن في أحشائها ملح وماء
                    وعلى أحضانها جرح.. يحارب

                    -12-
                    دمعتي في الحلق، يا أخت،
                    وفي عيني نار
                    وتحررت من الشكوى على باب الخليفه
                    كل من ماتوا
                    ومن سوف يموتون على باب النهار
                    عانقوني، صنعوا مني... قذيفه!

                    -13-
                    منزل الأحباب مهجور،
                    ويافا ترجمت حتى النخاع
                    والتي تبحث عني
                    لم تجد مني سوى جبهتها
                    أتركي لي كل هذا الموت، يا أخت.
                    أتركي هذا الضياع
                    فأنا أضفره نجما على نكبتها

                    -14-
                    اه يا جرحي المكابر
                    وطني ليس حقيبه
                    وأنا لست مسافر
                    انني العاشق، والأرض حبيبه!

                    -15-
                    واذا استرسلت في الذكرى!
                    نما في جبهتي عشب الندم
                    وتحسرت على شيء بعيد
                    واذا استسلمت للشوق،
                    تبنيت أساطير العبيد
                    وأنا اثرت أن أجعل من صوتي حصاة
                    ومن الصخر نغم!

                    -16-
                    جبهتي لا تحمل الظل،
                    وظلي لا أراه
                    وأنا أبصق في الجرح الذي
                    لا يشغل الليل جباه!
                    خبئي الدمعة للعيد
                    فلن نبكي سوى في فرح
                    ولنسم الموت في الساحة
                    عرسا.. وحياه!

                    -17-
                    وترعرعت على الجرح، وما قلت لأمي
                    ما الذي يجعلها في الليل خيمه
                    أنا ما ضيعت ينبوعي وعنواني واسمي
                    ولذا أبصرت في أسمالها
                    مليون نجمه!

                    -18-
                    رايتي سوداء،
                    والميناء تابوت
                    وظهري قنطره
                    يا خريف العالم المنهار فينا
                    يا ربيع العالم المولود فينا
                    زهرتي حمراء،
                    والميناء مفتوح،
                    وقلبي شجره!

                    -19-
                    لغتي صوت خرير الماء
                    في نهر الزوابع
                    ومرايا الشمس والحنطة
                    في ساحة حرب
                    ربما أخطأت في التعبير أحيانا
                    ولكن كنت -لا أخجل- رائع
                    عندما استبدلت بالقاموس قلبي!

                    -20-
                    كان لا بد من الأعداء
                    كي نعرف أنا توأمان!
                    كان لا بد من الريح
                    لكي نسكن جذع السنديان!
                    ولو أن السيد المصلوب لم يكبر على عرش الصليب
                    ظل طفلا ضائع الجرح.. جبان.

                    -21-
                    لك عندي كلمه
                    لم أقلها بعد،
                    فالظل على الشرفة يحتل القمر
                    وبلادي ملحمة
                    كنت فيها عازفا.. صرت وتر!

                    -22-
                    عالم الاثار مشغول بتحليل الجحاره
                    انه يبحث عن عينيه في ردم الأساطير
                    لكي يثبت أني:
                    عابر في الدرب لا عينين لي!
                    لا حرف في سفر الحضاره!
                    وأنا أزرع أشجاري، على مهلي،
                    وعن حبي أغني!

                    -23-
                    غيمة الصيف التي.. يحملها ظهر الهزيمه
                    علقت نسل السلاطين
                    على حبل السراب
                    وأنا المقتول والمولود في ليل الجريمة
                    ها أنا ازددت التصاقا.. بالتراب!

                    -24-
                    ان لي أن أبدل اللفظة بالفعل، وان
                    لي أن أثبت حبي للثرى والقبره
                    فالعصا تفترس القيثار في هذا الزمان
                    وأنا أصفر المراة،
                    مذ لاحت ورائي شجره!


                    ____
                    _

                    تعليق

                    • نوران العلي
                      V - I - P
                      • Feb 2009
                      • 3156

                      #40
                      القربان

                      القربان

                      هيا.. تقدم أنت وحدك، أنت وحدك
                      حولك الكهان ينتظرون أمر الله، فاصعد
                      أيها القربان نحو المذبح الحجري، يا كبش
                      الفداء – فدائنا… واصعد قويا

                      لك حبنا، وغناؤنا المبحوح في
                      الصحراء: هات الماء من غبش السراب
                      وأيقظ الموتى ! ففي دمك الجواب، ونحن
                      لم نقتلك… لم نقتل نبيا

                      إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنت
                      في هذا الهباء المعدني، ومت لنعرف
                      كم نحبك.. كم نحبك! مت لنعرف
                      كيف يسقط قلبك الملان، فوق دعائنا
                      رطبا جنيا

                      لك صورة المعنى. فلا ترجع إلى
                      أعضاء جسمك، واترك اسمك في الصدى
                      صفة لشيء ما، وكن أيقونة للحائرين
                      وزينة للساهرين، وكن شهيدا شاهدا
                      طلق المحيا


                      فبأي الاء نكذب؟ من يطهرنا
                      سواك؟ ومن يحررنا سواك؟ وقد
                      ولدت نيابة عنا هناك. ولدت من نور
                      ومن نار. وكنا نحن نجارين موهوبين في
                      صنع الصليب، فخذ صليبك وارتفع
                      فوق الثريا

                      سنقول: لم تخطئ، ولم نخطئ، إذا
                      لم يهطل المطر انتظرناه، وضحينا بجسمك
                      مرة أخرى فلا قربان غيرك، يا حبيب
                      الله، يا ابن شقائق النعمان، كم من
                      مرة ستعود حيا!

                      هيا، تقدم أنت وحدك، يا استعارتنا
                      الوحيدة فوق هاوية الغنائيين، نحن الفارغين
                      النائمين على ظهور الخيل.. نسألك الوفاء،
                      فكن وفيا للسلالة والرسالة، كن وفيا
                      للأساطير الجميلة، كن وفيا‍‍!

                      وبأي الاء نكذب؟ والكواكب في
                      يديك، فكن إشارتنا الأخيرة، كن عبارتنا
                      الأخيرة في حطام الأبجدية "لم نزل
                      نحيا، ولو موتى" على دمك اتكلنا
                      دلنا، وأضئ لنا دمك الزكيا‍!

                      لم يعتذر أحد لجرحك، كلنا قلنا
                      لروما "لم نكن معه" وأسلمناك للجلاد،
                      فاصفح عن خيانتنا الصغيرة، يا أخانا
                      في الرضاعة، لم نكن ندري بما يجري،
                      فكن سمحا رضيا.

                      سنصدق الرؤيا ونؤمن بالزواج الفذ
                      بين الروح والجسد المقدس كل ورد
                      الأرض لا يكفي لعرشك، حفت الأرض،
                      استدارت، ثم طارت، كالحمامة في سمائك،
                      يا ذبيحتنا الأنيقة، فاحترق، لتضيئنا، ولتنبثق
                      نجما قصيا

                      أعلى وأعلى. لست منا إن نزلت
                      وقلت: "لي جسد يعذبني على خشب
                      الصليب" فإن نطقت… أفقت، وانكشفت
                      حقيقتنا، فكن حلما، لا تكن بشرا
                      ولا شجرا، وكن لغزا عصيا

                      كن همزة الوصل الخفيفة بين الهة
                      السماء وبيننا، قد تمطر السحب العقيمة
                      من نوافذ حرفك العالي، وكن نور البشارة،
                      واكتب الرؤيا على باب المغارة. وأهدنا
                      دربا سويا

                      وليحتفل بك كل ما يخضر، من
                      شجر ومن حجر، ومن أشياء تنساها
                      الفراشة فوق قارعة الزمان قصيدة…
                      وليحتفل بك كل من لم يمتلك ذكرى،
                      ولا قمرا بهيا

                      ولا تنكسر! لا تنتصر، كن بين،
                      بين معلقا، فإذا انكسرت كسرتنا، وإذا
                      انتصرت كسرتنا، وهدمت هيكلنا، إذا،
                      كن ميتا – حيا – وحيا – ميتا، ليواصل
                      الكهان مهنتهم، وكن طيفا خفيا

                      ولتبق وحدك عاليا، لا يلمس الزمن
                      الثقيل مجالك الحيوي، فاصعد ما استطعت،
                      فأنت أجملنا شهيدا، كن بعيدا ما استطعت
                      لكي نرى في الوحي ظلك أرجواني الخريطة،
                      فالسلام عليك يوم ولدت في بلد السلام،
                      ويوم مت، ويوم تبعث من ظلام الموت
                      حيا!

                      ___
                      _

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...